💥💥
ج14.سلسلة الأحاديث الصحيحة [الأحاديث من
1401 " أيكم كانت له أرض أو نخل فلا يبعها حتى يعرضها على شريكه " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 391 :
أخرجه النسائي ( 2 / 234 ) و ابن الجارود في " المنتقى " ( 299 ) و أحمد ( 3 /
307 ) من طريق سفيان عن أبي الزبير عن # جابر # أن النبي صلى الله عليه وسلم
قال : فذكره .
قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط مسلم لولا أن ابن الزبير مدلس و قد عنعنه . لكن
قد أخرجه مسلم و غيره من طريق ابن جريج أن أبا الزبير أخبره أنه سمع جابر بن
عبد الله يقول : فذكره نحوه أتم منه . و هو مخرج في " الإرواء " ( 1532 ) .
1402 " إذا كان ثلاثة جميعا فلا يتناج اثنان دون الثالث " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 391 :
أخرجه بهذا اللفظ أحمد ( 2 / 351 ) من طريق ابن لهيعة حدثنا أبو يونس عن # أبي
هريرة # أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .
قلت : و هذا إسناد لا بأس به في الشواهد , رجاله ثقات إلا أن ابن لهيعة سيء
الحفظ , فإذا روى ما وافق الثقات دل ذلك على أنه قد حفظ , و قد جاء هذا الحديث
من طرق عن جمع آخر من الصحابة منهم عبد الله بن عمر , و عبد الله بن مسعود .
1 - أما حديث ابن عمر , فله عنه طرق :
الأولى : عن نافع عنه به نحوه . أخرجه مالك ( 3 / 151 - 152 ) و عنه البخاري (
11 / 68 ) و كذا في " الأدب المفرد " ( 1168 ) و مسلم ( 7 / 12 ) و أحمد ( 2 /
17 و 32 و 121 و 123 و 126 و 141 و 146 ) من طرق عنه , و زاد أحمد في رواية
أيوب عنه : " إلا بإذنه , فإن ذلك يحزنه " .
الثانية : عن عبد الله بن دينار عنه مرفوعا بلفظ : " لا يتناجى اثنان دون واحد
" . أخرجه مالك ( 3 / 151 ) و اللفظ له و ابن ماجه ( 2 / 415 ) و أحمد ( 2 / 9
و 60 و 62 و 73 و 79 ) من طرق عنه .
الثالثة : عن أبي صالح - ذكوان - عنه مثله . أخرجه البخاري في " الأدب المفرد "
( 1170 ) و أبو داود ( 2 / 562 ) أبو يعلى في " مسنده " ( 3 / 1351 ) و أحمد (
2 / 18 و 42 و 141 ) و زاد : " قال : فقلت لابن عمر : فإذا كانوا أربعة ? قال :
فلا بأس به " . و إسناده صحيح على شرط الشيخين .
الرابعة : عن يحيى بن حبان عنه . أخرجه أحمد ( 2 / 32 ) .
الخامسة : عن سعيد المقبري عنه مرفوعا بمعناه . أخرجه أحمد ( 2 / 114 و 138 ) .
2 - و أما حديث ابن مسعود فيرويه أبو وائل شقيق ابن سلمة عنه مرفوعا بلفظ :
" إذا كنتم ثلاثة فلا يتناجى اثنان دون الثالث , فإنه يحزنه ذلك " .
أخرجه البخاري ( 11 / 68 ) و في " الأدب المفرد " ( 1169 ) و مسلم ( 7 / 13 )
و أبو داود و الترمذي ( 4 / 27 - تحفة ) و الدارمي ( 2 / 282 ) و ابن ماجه
و أحمد ( 1 / 375 , 425 و 430 و 431 و 438 و 440 و 460 و 464 و 465 ) من طرق
عنه . و قال الترمذي : " حديث حسن صحيح " . و في رواية للشيخين بلفظ : " لا
يتناجى اثنان دون الآخر حتى تختلطوا بالناس , من أجل أن ذلك يحزنه " .
1403 " إذا لقي الرجل أخاه المسلم فليقل : السلام عليكم و رحمة الله و بركاته " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 393 :
أخرجه الترمذي ( 3 / 394 ) و ابن السني في " عمل اليوم و الليلة " ( 233 ) من
طريق خالد الحذاء عن # أبي تميمة الهجيمي عن رجل من قومه # قال : طلبت النبي
صلى الله عليه وسلم فلم أقدر عليه , فجلست , فإذا نفر هو فيهم , و لا أعرفه ,
و هو يصلح بينهم , فلما فرغ قام معه بعضهم , فقالوا : يا رسول الله ! فلما رأيت
ذلك قلت : عليك السلام يا رسول الله ! عليك السلام يا رسول الله ?! عليك السلام
يا رسول الله ! قال : " إن عليك السلام تحية الميت " .ثم أقبل علي فقال : (
فذكره ) ثم رد علي النبي صلى الله عليه وسلم قال : " و عليك و رحمة الله
و عليك و رحمة الله و عليك و رحمة الله " . و السياق للترمذي و قال : " حديث
حسن صحيح " . قلت : و إسناده صحيح على شرط البخاري , و لفظ ابن السني : " إن
عليك السلام تحية الموتى , إذا لقى أحدكم أخاه فليقل : السلام عليك و رحمة الله
" . و عزاه السيوطي في " الجامع الكبير " ( 2 / 123 / 1 - مصور المكتب ) لابن
السني فقط , و هو قصور ظاهر . و الجملة الأولى منه أخرجه أبو داود ( 2 / 644 )
و أحمد ( 3 / 482 ) من طريق أخرى عن أبي تميمة الهجيمي مرفوعا به و لفظه : " لا
تقل عليك السلام , فإن عليك السلام تحية الموتى " .
1404 " إذا طعم أحدكم فسقطت لقمته من يده فليمط ما رابه منها و ليطعمها , و لا يدعها
للشيطان و لا يمسح يده بالمنديل حتى يلعق يده , فإن الرجل لا يدري في أي طعامه
يبارك الله , فإن الشيطان يرصد الناس ـ أو الإنسان ـ على كل شيء حتى عند مطعمه
أو طعامه و لا يرفع الصحفة حتى يلعقها أو يلعقها , فإن في آخر الطعام البركة "
.
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 394 :
أخرجه ابن حبان ( 1343 ) و البيهقي في " شعب الإيمان " ( 2 / 187 / 2 ) من
طريقين عن ابن جريج قال : أخبرني أبو الزبير عن جابر - و قال البيهقي : أنه سمع
# جابر بن عبد الله # يحدث - أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره .
و تابعه ابن لهيعة حدثنا أبو الزبير عن جابر به . أخرجه أحمد ( 3 / 394 ) .
و الحديث في " صحيح مسلم " ( 6 / 114 ) من طريق سفيان بن عيينة عن أبي الزبير
عن جابر به دون قوله : " فإن الشيطان يرصد ... " و لهذا تعمدت إخراجه من طريق
ابن حبان و البيهقي و لما في رواية الثانية منهما من تصريح أبي الزبير بالتحديث
, فاتصل السند و زالت شبهة العنعنة الواردة في رواية " مسلم " . على أن هذا قد
شد من عضدها بأن ساق الحديث من طريق الأعمش عن أبي سفيان عن جابر به نحوه .
( يرصد ) أي يرقب . جاء في " المصباح " : " الرصد : الطريق , و الجمع ( أرصاد )
مثل : سبب و أسباب . و رصدته رصدا , من باب القتل : قعدت له على الطريق ,
و الفاعل : راصد , و ربما جمع على ( رصد ) مثل خادم و خدم . و ( الرصيدي )
نسبته إلى الرصد , و هو الذي يقعد على الطريق ينتظر الناس ليأخذ شيئا من
أموالهم ظلما و عدوانا " .
قلت : و من المؤسف حقا أن ترى كثير من المسلمين اليوم و بخاصة أولئك الذين
تأثروا بالعادات الغربية و التقاليد الأوربية - قد تمكن الشيطان من سلبه قسما
من أموالهم ليس عدوانا بل بمحض اختيارهم , و ما ذاك إلا لجهلهم بالسنة , أو
إهمالا منهم إياها , ألست تراهم يتفرقون في طعامهم على موائدهم ,و كل واحد
منهم يأكل لوحده - دون ضرورة - في صحن خاص , لا يشاركه فيه على الأقل جاره
بالجنب , خلافا للحديث السابق ( 664 ) . و كذلك إذا سقطت اللقمة من أحدهم ,
فإنه يترفع عن أن يتناولها و يميط الأذى عنها و يأكلها , و قد يوجد فيهم من
المتعالمين و المتفلسفين من لا يجيز ذلك بزعم أنها تلوثت بالجراثيم و
الميكروبات ! ضربا منه في صدر الحديث إذ يقول صلى الله عليه وسلم : " فليمط ما
رابه منها و ليطعمها و لا يدعها للشيطان " . ثم أنهم لا يلعقون أصابعهم بل إن
الكثيرين منهم يعتبرون ذلك قلة ذوق و إخلال بآداب الطعام , و لذلك اتخذوا في
موائدهم مناديل من الورق الخفيف النشاف المعروف بـ ( كلينكس ) , فلا يكاد أحدهم
يجد شيئا من الزهومة في أصابعه , بل و على شفتيه إلا بادر إلى مسح ذلك بالمنديل
, خلافا لنص الحديث . و أما لعق الصحفة , أي لعق ما عليها من الطعام بالأصابع ,
فإنهم يستهجنونه غاية الاستهجان , و ينسبون فاعله إلى البخل أو الشراهة في
الطعام , و لا عجب في ذلك من الذين لم يسمعوا بهذا الحديث فهم به جاهلون , و
إنما العجب من الذين يسايرونهم و يداهنونهم , و هم به عالمون .
ثم تجدهم جميعا قد أجمعوا على الشكوى من ارتفاع البركة من رواتبهم و أرزاقهم ,
مهما كان موسعا فيها عليهم , و لا يدرون أن السبب في ذلك إنما هو إعراضهم عن
اتباع سنة نبيهم , و تقليدهم لأعداء دينهم , في أساليب حياتهم و معاشهم .
فالسنة السنة أيها المسلمون ! *( يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله و للرسول
إذا دعاكم لما يحييكم و اعلموا أن الله يحول بين المرء و قلبه و أنه إليه
تحشرون )* .
1405 " رأيتني دخلت الجنة , فإذا أنا بالرميصاء امرأة أبي طلحة , و سمعت خشفا أمامي
, فقلت : من هذا يا جبريل ? قال : هذا بلال " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 395 :
أخرجه البخاري ( 2 / 425 ) و الطيالسي في " مسنده " ( 1719 ) و أحمد ( 3 / 372
و 389 ) من طريق عبد العزيز بن أبي سلمة عن محمد بن المنكدر عن # جابر # قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره . و زاد أحمد و البخاري . " قال :
و رأيت قصرا أبيض بفناءه جارية , قال : قلت لمن هذا القصر ? قال :لعمر بن
الخطاب , فأردت أن أدخل فأنظر إليه , قال : فذكرت غيرتك . فقال عمر : بأبي أنت
و أمي يا رسول الله ! أو عليك أغار ? " . و هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين ,
و قد أخرجه مسلم في " صحيحه " ( 7 / 145 ) من وجه آخر عن عبد العزيز به مختصرا
بلفظ : " رأيت الجنة فرأيت امرأة أبي طلحة , ثم سمعت خشخشة أمامي فإذا بلال " .
و الزيادة المذكورة هي عنده ( 7 / 114 ) و كذا البخاري ( 3 / 452 و 4 / 358 )
من طرق أخرى عن ابن المنكدر به . و للشطر الأول منه شاهد من حديث أنس ابن مالك
مرفوعا به نحوه بلفظ : " دخلت الجنة , فسمعت خشفة , فقلت : من هذا ? قالوا :
هذه الرميصاء بنت ملحان أم أنس بن مالك " . أخرجه مسلم و أحمد ( 3 / 239 و 268
) من طريق حماد بن سلمة عن ثابت البناني عنه . و أخرجه أحمد أيضا ( 3 / 106 و
125 ) من طريق حميد عن أنس به . و للشطر الثاني منه شاهد من حديث أبي هريرة
مرفوعا نحوه أتم منه . أخرجه الشيخان و غيرهما .و له شاهد آخر من حديث قابوس
عن أبيه عن ابن عباس مرفوعا نحوه . و هذا سند لا بأس به في الشواهد . أخرجه
أحمد ( 1 / 257 ) .
1406 " دخلت الجنة فرأيت لزيد بن عمرو بن نفيل درجتين " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 396 :
رواه ابن عساكر ( 6 / 337 / 2 ) من طريق محمد بن محمد الباغندي أخبرنا عبد الله
ابن سعيد الكندي الأشج أخبرنا أبو معاوية عن هشام بن عروة عن أبيه عن # عائشة #
مرفوعا .
قلت : و هذا سند حسن .
1407 " أكثروا الصلاة علي يوم الجمعة و ليلة الجمعة , فمن صلى علي صلاة صلى الله
عليه عشرا " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 397 :
البيهقي في " سننه " ( 3 / 249 ) عن عبد الرحمن بن سلام أنبأنا إبراهيم بن
طهمان عن أبي إسحاق عن # أنس # مرفوعا . و قال الذهبي في " مختصره " ( 1 / 147
/ 2 ) : " إسناده صالح " .
قلت : كلا , فإن أبا إسحاق و هو السبيعي كان اختلط , ثم هو مدلس و قد عنعنه .
و له طريق أخرى يرويها درست بن زياد القشيري عن يزيد الرقاشي عن أنس مرفوعا
بلفظ : " أكثروا علي من الصلاة في يوم الجمعة و ليلة الجمعة , فمن فعل ذلك كنت
له شهيدا أو شافعا يوم القيامة " . أخرجه ابن عدي ( 129 / 2 ) في ترجمة درست
هذا و قال : " أرجو أنه لا بأس به " . و قال الحافظ في " التقريب " : " ضعيف "
. قلت : و الرقاشي ضعيف أيضا . و من هذا الوجه رواه البيهقي في " الشعب " كما
في " المناوي " . و روي مرسلا مختصرا بلفظ : " إذا كان يوم الجمعة و ليلة
الجمعة فأكثروا الصلاة علي " . أخرجه الشافعي ( رقم 431 ) أخبرنا إبراهيم بن
محمد : أخبرني صفوان ابن سليم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .
و إبراهيم هذا هو ابن يحيى الأسلمي متروك . و لهذا شاهد من حديث عمر مرفوعا
بسند ضعيف ذكره السخاوي في " القول البديع " ( ص 120 - هند ) . و أورده ابن أبي
حاتم في " العلل " ( 1 / 205 ) من طريق سعيد بن بشير عن قتادة عن أنس مرفوعا به
دون قوله : " و ليلة الجمعة .... " و قال : " قال أبي : هذا حديث منكر بهذا
الإسناد " . و بالجملة فالحديث بهذا الطرق حسن على أقل الدرجات , و هو صحيح
بدون ذكر ليلة الجمعة . انظر " تخريج مشكاة المصباح " ( 1361 ) .
1408 " إذا مات ولد الرجل يقول الله تعالى لملائكته : أقبضتم ولد عبدي ? فيقولون :
نعم . فيقول : أقبضتم ثمرة فؤاده ? فيقولون : نعم . فيقول : فماذا قال عبدي ?
قال : حمدك و استرجع . فيقول : ابنوا لعبدي بيتا في الجنة و سموه بيت الحمد " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 398 :
رواه الثقفي في " الثقفيات " ( 3 / 15 / 2 ) عن عبد الحكم بن ميسرة الحارثي أبي
يحيى حدثنا سفيان عن علقمة بن مرثد عن أبي بردة عن # أبي موسى الأشعري # مرفوعا
. و قال : " غريب من حديث الثوري لا أعرفه إلا من هذا الوجه , و رواه الضحاك
ابن عبد الرحمن بن عرزب و غيره عن أبي موسى " .
قلت : وصله الترمذي ( 1 / 190 ) و نعيم بن حماد في " زوائد الزهد " ( 108 )
و ابن حبان ( 726 ) من طريق حماد بن سلمة عن أبي سنان قال : دفنت ابني سنانا ,
و أبو طلحة الخولاني جالس على شفير القبر , فلما أردت الخروج أخذ بيدي فقال :
ألا أبشرك يا أبا سنان ? قلت : بلى . فقال : حدثني الضحاك بن عبد الرحمن عن أبي
موسى الأشعري مرفوعا به . و قال الترمذي : " حديث حسن غريب " .
قلت : و رجاله ثقات غير ابن عرزب فهو مجهول , و لعل تحسين الترمذي إنما هو أنه
علم أنه توبع عليه كما يشير إلى ذلك قول الثقفي المتقدم : " رواه الضحاك بن عبد
الرحمن بن عرزب و غيره " . و قد تابعه أبو بردة عن أبي موسى كما في الطريق
الأولى , و رجالها ثقات غير الحارثي أبي يحيى فهو ضعيف كما قال الدارقطني ,
فالحديث بمجموع طرقه حسن على أقل الأحوال .
1409 " كان يحب أن يليه المهاجرون و الأنصار ليحفظوا عنه " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 399 :
أخرجه ابن ماجة ( 977 ) و ابن حبان ( 87 ) و الحاكم ( 1 / 218 ) و أحمد من طرق
عن حميد الطويل عن # أنس بن مالك # قال : فذكره مرفوعا و قال الحاكم : " صحيح
على شرط الشيخين " و وافقه الذهبي , و هو كما قالا .
1410 " كان إذا كان مقيما اعتكف العشر الأواخر من رمضان , و إذا سافر اعتكف من العام
المقبل عشرين " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 399 :
أخرجه الإمام أحمد ( 3 / 104 ) و عنه ابن حبان ( 918 ) حدثنا ابن أبي عدي عن
حميد عن # أنس # قال : فذكره مرفوعا . و قال : " لم أسمع هذا الحديث إلا من ابن
أبي عدي عن حميد عن أنس " .
قلت : و هو صحيح الإسناد و على شرط الشيخين , و قول السفاريني في " شرح
الثلاثيات " ( 1 / 634 ) : " قلت : و إسناده حسن كما رمز إليه الجلال السيوطي ,
و قاله المناوي في " شرح الجامع الصغير " . فهو تقصير عجيب , و خاصة السيوطي ,
فإن ابن عدي و اسمه محمد بن إبراهيم ثقة محتج به في " الصحيحين " , و مثله حميد
الطويل . فإن قيل إنما نزل به من الصحة إلى الحسن لأن حميدا مدلس و لم يصرح
بالسماع . فالجواب من وجهين :
الأول : أنهم ذكروا في ترجمة حميد أن كل ما يرويه معنعنا عن أنس فإنما أخذه عن
ثابت عنه . و ثابت و هو البناني ثقة محتج به أيضا في " الصحيحين " .
و الآخر : أن الإعلال بالتدليس - لو سلم هنا - يجعل الحديث ضعيفا و ليس حسنا !
و قد أخرج الترمذي ( 1 / 153 ) من طريق أخرى عن ابن أبي عدي به نحوه و قال :
" حديث حسن صحيح غريب من حديث أنس بن مالك " .
1411 " إذا لقيتم المشركين ( و في رواية أهل الكتاب ) فلا تبدءوهم بالسلام , و إذا
لقيتموهم في طريق فاضطروهم إلى أضيقها " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 400 :
أخرجه مسلم ( 7 / 5 ) و أبو داود ( 2 / 642 ) و أحمد ( 2 / 346 و 459 ) و ابن
السني في " عمل اليوم و الليلة " ( 337 ) من طرق عن شعبة عن سهيل بن أبي صالح
عن أبيه عن # أبي هريرة # رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
: فذكره و اللفظ لابن السني و لم يسق مسلم لفظه و إنما أحال على لفظ الدراوردي
قبله و يأتي , و لفظ أبي داود عن سهيل قال : " خرجت مع أبي إلى الشام فجعلوا
يمرون بصوامع فيها نصارى فيسلمون عليهم , فقال أبي : لا تبدؤهم بالسلام , فإن
أبا هريرة حدثنا عن رسول الله قال : لا تبدؤهم بالسلام ... " . و هو رواية
لأحمد , و له الرواية الأخرى " أهل الكتاب " . و تابعه سفيان الثوري عن سهيل بن
أبي صالح بلفظ " المشركين " . أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ( 1111 )
و مسلم و أحمد ( 2 / 444 و 525 ) و ابن السني , و في لفظ لأحمد " اليهود " .
و تابعه زهير حدثنا سهيل بن أبي صالح بلفظ : " إذا لقيتموهم ... قال زهير :
فقلت لسهيل : اليهود و النصارى ? فقال : المشركون " . أخرجه أحمد ( 2 / 263 ) .
و تابعه وهيب قال : حدثنا سهيل به إلا أنه قال : " أهل الكتاب " . أخرجه
البخاري في " الأدب المفرد " ( 1103 ) . و تابعه عبد العزيز بن محمد الدراوردي
عن سهيل به , و لفظه : " لا تبدؤا اليهود و لا النصارى بالسلام , فإذا لقيتم
أحدهم في طريق فاضطروه إلى أضيقه " . أخرجه مسلم و الترمذي ( 3 / 388 ) و قال :
" حديث حسن صحيح " .
قلت : و هذا الاختلاف في لفظه , يبدو لي - و الله أعلم - أنه من سهيل نفسه فإنه
كان فيه بعض الضعف في حفظه . و الله أعلم .
1412 " إذا مر رجال بقوم فسلم رجل عن الذين مروا على الجالسين , و رد من هؤلاء واحد
أجزأ عن هؤلاء و عن هؤلاء " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 401 :
أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 8 / 251 ) عن محمد بن المسيب حدثنا عبد الله
ابن خبيق حدثنا يوسف بن أسباط عن عباد البصري عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار
عن # أبي سعيد الخدري # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره و قال :
" غريب من حديث زيد و عباد , لم نكتبه إلا من حديث يوسف " .
قلت : و فيه ضعف , أورده الذهبي في " الضعفاء " و قال : " وثقه يحيى , و قال
أبو حاتم : لا يحتج به " . و عباد البصري جمع و لم يتعين عندي من هو ? و سائر
الرواة ثقات غير محمد بن المسيب , ترجمه الخطيب في " التاريخ " ( 3 / 297 )
و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . و قد خولف عباد في إسناده , أخرجه ابن السني
في " عمل اليوم و الليلة " ( 230 ) من طريق أبي مالك صاحب البصري حدثنا حفص بن
عمرو بن رزيق القرشي المدني حدثنا عبد الرحمن بن الحسن عن أبيه عن جده عن زيد
ابن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : " قيل يا رسول
الله صلى الله عليه وسلم القوم يمرون يسلم رجل منهم يجزئ ذلك عنهم ? قال : نعم
, قال : فيرد رجل من القوم أيجزئ ذلك عنهم ? قال : نعم " . لكن الإسناد ضعيف ,
فإن من دون زيد بن أسلم لم أعرفهم . و قد أخرجه مالك عنه مرسلا كما تقدم برقم
( 1148 ) . و للحديث شاهد جيد عن علي رضي الله عنه مرفوعا نحوه , و هو مخرج في
" الإرواء " ( 770 ) , فهو به صحيح , و أخرجه المحاملي أيضا في " الأمالي " ( 5
/ 62 / 2 ) .
1413 " إذا نودي بالصلاة فتحت أبواب السماء و استجيب الدعاء " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 402 :
أخرجه الطيالسي في " مسنده " ( رقم 2106 ) حدثنا الربيع عن يزيد عن # أنس # أن
النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره . و أخرجه أبو يعلى في " مسنده " ( 1015
- 1016 ) من طريق أخرى عن الرقاشي به . و يزيد الرقاشي ضعيف , و سائر رجال أبي
يعلى ثقات رجال الشيخين . و بالرقاشي أعله الهيثمي في " المجمع " ( 1 / 334 ) ,
و فاته أن له طريقا أخرى خيرا من هذه عند أبي يعلى أيضا , فقال ( 1008 ) :
حدثنا إبراهيم بن الحجاج الساجي أخبرنا سهيل بن زياد عن التيمي عن أنس مرفوعا
به . و تابعه حفص بن عمرو الربالي حدثنا سهل بن زياد به . أخرجه الخطيب في
" التاريخ " ( 8 / 204 ) و الضياء في " المختارة " ( 127 / 2 ) . و أخرجه
الثقفي في " الثقفيات " ( 4 / 27 / 2 ) .
قلت : و هذا إسناد حسن رجاله ثقات , و في سهل بن زياد ضعف يسير , قال الذهبي في
" الميزان " : " ما ضعفوه , و له ترجمة في " تاريخ الإسلام " . و قال في
" الضعفاء " : " صدوق فيه لين " . و للحديث شاهد من حديث أبي أمامة مرفوعا نحوه
. أخرجه ابن السني و غيره صححه الحاكم و إسناده واه كما بينته في " تخريج
الترغيب " ( 1 / 116 ) فالحديث بمجموع طرقه صحيح .
1414 " إذا وجد أحدكم و هو في صلاته ريحا فلينصرف فليتوضأ " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 403 :
رواه الطبراني في " الأوسط " ( 24 / 1 - 2 من ترتيبه ) عن إبراهيم بن راشد
الأدمي حدثنا محمد بن بلال البصري حدثنا عمران القطان عن هشام بن عروة عن أبيه
عن # ابن عمر # مرفوعا . قال الطبراني : " لم يروه عن عمران إلا محمد بن بلال "
. قلت : و هو صدوق كما في " التقريب " . و كذلك الأدمي , و عمران القطان حسن
الحديث . و للحديث شاهد من حديث علي بن أبي طالب مرفوعا نحوه . أخرجه أحمد ( 1
/ 88 و 99 ) و فيه ابن لهيعة و هي سيىء الحفظ .
1415 " إذا وجد أحدكم ألما فليضع يده حيث يجد ألمه , ثم ليقل سبع مرات : أعوذ بعزة
الله و قدرته على كل شيء من شر ما أجد " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 403 :
أخرجه أحمد ( 6 / 390 ) و الخرائطي في " مكارم الأخلاق " ( ص 88 ) من طريق أبي
معشر عن يزيد بن عبد الله بن خصيفة عن # عمرو بن كعب بن مالك عن أبيه # قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف , أبو معشر هو نجيح بن عبد الرحمن السندي و فيه ضعف من
قبل حفظه . و سائر رواته ثقات غير عمرو بن كعب فلم أعرفه , و لكعب بن مالك عدة
من الولد رووا عنه , و لم يذكره فيهم الحافظ في " التهذيب " . نعم ذكروا في
شيوخ ابن خصيفة عمرو بن عبد الله بن كعب بن مالك , و ذكر ابن أبي حاتم ( 3 / 1
/ 243 ) في ترجمته عمرو هذا أنه سمع نافع ابن جبير بن مطعم , سمع منه يزيد بن
خصيفة . و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . و عليه فقوله في هذا الإسناد " عن
أبيه " إنما يعني عبد الله بن كعب بن مالك , و إذا كان كذلك فالحديث مرسل لأن
عبد الله هذا تابعي , و يشكل عليه أن الإمام أحمد أورده في مسند كعب بن مالك ,
فكأنه جرى على ظاهر الإسناد , و تبعه عليه الهيثمي و غيره , فقال في " مجمع
الزوائد " ( 5 / 114 ) : عن كعب بن مالك ... رواه أحمد و الطبراني و فيه أبو
معشر نجيح و قد وثق على أن جماعة كثيرة ضعفوه , و توثيقه لين و بقية رجاله ثقات
" . و لم يسم عمرو و هذا في إسناد الخرائطي و إنما وقع فيه : " عن ابن كعب ابن
مالك " . و لولا رواية أحمد لكان من الممكن أن يقال إنه عبد الله أو عبيد الله
أو محمد أو معبد أو عبد الرحمن , فإنهم جميعا أولاده و قد رووا عنه , و الله
أعلم . و الحديث صحيح , له شاهد من حديث عثمان بن أبي العاص الثقفي مرفوعا نحوه
أتم منه . أخرجه مسلم و الخرائطي ( ص 94 ) و غيرهما و هو مخرج في " شرح العقيدة
الطحاوية " ( ص 68 ) . و بعد كتابة ما تقدم تبينت أن أبا معشر قد أخطأ في
إسناده , فقد قال مالك في " الموطأ " ( 2 / 942 ) عن يزيد بن خصيفة أن عمرو بن
عبد الله بن كعب السلمي أخبره أن نافع بن جبير أخبره عن عثمان بن أبي العاص أنه
أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عثمان : و بي وجع كاد يهلكني , قال :
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أمسحه بيمينك سبع مرات , و قل " أعوذ بعزة
الله و قدرته من شر ما أجد . قال : فقلت ذلك , فأذهب الله ما كان بي " . و من
طريق مالك أخرجه أبو داود ( 3891 ) و الترمذي ( 2 / 9 ) و الحاكم ( 1 / 343 )
كلهم عنه به . و قال الترمذي : " حديث حسن صحيح " و قال الحاكم : " صحيح
الإسناد و لم يخرجاه بهذا اللفظ إنما أخرجه مسلم من حديث الجريري عن يزيد بن
عبد الله بن الشخير عن عثمان بن أبي العاص بغير هذا اللفظ " .
1416 " إذا نصح العبد سيده و أحسن عبادة ربه كان له أجره مرتين " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 405 :
أخرجه البخاري ( 5 / 134 ) و مسلم ( 5 / 94 ) و لم يسق لفظه و أحمد ( 2 / 18 ,
20 , 102 و 142 ) من طريق عبيد الله عن نافع عن # ابن عمر # مرفوعا . و قد
تابعه أسامة عند مسلم , و كذا مالك كما سيأتي بلفظ : " العبد إذا نصح لسيده "
و للحديث شاهد من حديث أبي موسى و غيره فراجع ( للملوك الذي يحسن ) , ( إذا أدى
العبد ) .
1417 " لابد للناس من عريف , و العريف في النار " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 405 :
أخرجه أبو الشيخ في " طبقات الأصبهانيين " ( ص 25 ) معلقا و وصله أبو نعيم في
" أخبار أصبهان " ( 2 / 148 ) عن العلاء بن أبي العلاء - قيم الجامع - قال :
حدثني جدي مرداس عن # أنس بن مالك # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
ذكره أبو الشيخ في ترجمة مرداس الأصبهاني هذا و لم يزد فيها على قوله : " قيم
الجامع " فهو مجهول و لم أر له ذكرا في كتب الرجال . لكن أخرجه أبو يعلى في
" مسنده " ( 1 / 410 ) من طريق أخرى عن عيسى بن ميمون أخبرنا يزيد الرقاشي عن
أنس به و يزيد ضعيف . و للحديث شاهد من حديث غالب القطان عن رجل عن أبيه عن جده
مرفوعا به . أخرجه أبو داود ( 2 / 23 ) و إسناده مجهول كما ترى , و سكت عليه
الحافظ في " الفتح " ( 13 / 144 ) و لعله لشواهده التي منها حديث أنس الذي قبله
. و منها ما ذكره عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة - أحد الضعفاء - عن عبيد بن زياد
الشني عن الجلاس بن زياد الشني عن جعبونة بن زياد الشني أنه سمع النبي صلى الله
عليه وسلم يقول : ذكره . رواه ابن منده هكذا معلق كما في " الإصابة " للحافظ
و قال : " و بقية رجاله مجهولون " .
قلت : فالحديث بمجموع هذه الطرق حسن إن شاء الله تعالى .
1418 " أشد أمتي لي حبا قوم يكونون أو يخرجون بعدي يود أحدهم أن أعطى أهله و ماله
و أنه رآني " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 406 :
أخرجه أحمد ( 5 / 156 و 170 ) من طريق يحيى بن سعيد عن ذكوان أبي صالح عن رجل
من بني أسد أن # أبا ذر # أخبره قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
فذكره .
قلت : و هذا إسناد رجاله كلهم ثقات غير الرجل الأسدي فإنه لم يسم . و خالفه
سهيل بن أبي صالح فقال : عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا بلفظ : " من أشد أمتي لي
حبا ناس يكونون بعدي يود أحدهم لو رآني بأهله و ماله " . أخرجه مسلم ( 8 / 145
) .
و روي من حديث أنس مرفوعا به . أخرجه أبو الشيخ في " طبقات الأصبهانيين " ( ص
50 ) عن إبراهيم ابن هدبة عنه . و إبراهيم هذا متروك , فالعمدة على الذي قبله .
1419 " من ذكر رجلا بما فيه فقد اغتابه و من ذكره بغير ما فيه فقد بهته " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 407 :
أخرجه أبو الشيخ في " الطبقات " ( ص 34 ) عن أبي بكر بن عبد الله بن أبي مريم
عن عبد الله بن أبي مريم عن أبي صالح عن # أبي هريرة # عن النبي صلى الله عليه
وسلم مثله .
قلت : و هذا إسناد ضعيف , أبو بكر هذا و هو الغساني الشامي ضعيف . و عبد الله
ابن أبي مريم مجهول كما قال الحافظ , لكنه لم يتفرد به , فقد رواه العلاء بن
عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة . " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
أتدرون ما الغيبة ? قالوا : الله و رسوله أعلم , قال : ذكرك أخاك بما يكره ,
قيل : أفرأيت إن كان في أخي ما أقول ? قال : إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته ,
و إن لم يكن فيه فقد بهته " . أخرجه مسلم ( 8 / 21 ) و الترمذي ( 1 / 351 - 352
) و قال حديث حسن صحيح , و الدارمي ( 2 / 299 ) و أحمد ( 2 / 230 و 384 و 386 و
458 ) من طرق عنه . و الحديث أخرجه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2 / 45 ) من
طريق ابن جريج عن عبد الله بن أبي مريم به . و قال : " رواه روح بن عبادة و أبو
عاصم عن ابن جريج عن أبي بكر بن عبد الله بن أبي مريم عن عبد الله بن أبي مريم
مثله . و رواه هشام بن يوسف عن أبي بكر بن أبي سبرة عن مسلم بن أبي مريم عن أبي
صالح مثله " .
1420 " سيد ريحان أهل الجنة الحناء " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 407 :
رواه الطبراني في " المعجم الكبير " و عنه عبد الغني المقدسي في " السنن "
( 184 / 2 ) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي رحمه الله حدثنا معاذ بن
هشام : حدثني أبي عن قتادة عن أبي أيوب عن # عبد الله بن عمرو # مرفوعا و قال
المقدسي : " رواه أحمد كذلك " . كذا قال , و ليس هو في " مسنده " و هو المراد
عند إطلاق العزو إليه و سنده صحيح على شرط الشيخين . و أبو أيوب هو المراغي
الأزدي . و خالفه شعبة فقال , عن قتادة عن عكرمة عن عبد الله بن عمرو به .
أخرجه أبو الشيخ في " الطبقات " ( 42 ) و الخطيب في " التاريخ " ( 5 / 56 ) من
طريق يونس بن حبيب قال : حدثنا بكر بن بكار قال : حدثنا شعبة و قال الخطيب :
" تفرد بروايته بكر ابن بكار عن شعبة " .
قلت : و بكر مختلف فيه . و الرواية الأولى أصح , و الله أعلم , و قد علقه أبو
نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2 / 8 ) من طريقه به موقوفا . و رواه ابن قتيبة في
" غريب الحديث " ( 1 / 51 / 1 ) عن القومسي قال : أنبأنا الأصمعي عن أبي هلال
الراسبي عن عبد الله بن بريدة عن أبيه مرفوعا به إلا أنه قال " الفاغية " بدل
الحناء و هي هي . ( انظر الاستدراك رقم 408 / 13 ) .
1421 " اذكر الموت في صلاتك , فإن الرجل إذا ذكر الموت في صلاته لحري أن يحسن صلاته
, و صل صلاة رجل لا يظن أنه يصلي صلاة غيرها , و إياك و كل أمر يعتذر منه " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 408 :
أخرجه الديلمي في " مسند الفردوس " ( 1 / 1 / 51 - مختصره ) من طريق أبي الشيخ
حدثنا ابن أبي عاصم حدثنا أبي حدثنا شبيب بن بشر عن # أنس # مرفوعا .
بيض له الحافظ , لكن نقل عنه السيوطي في " الجامع الكبير " ( 1 / 47 / 1 ) أنه
حسنه في " زهر الفردوس " يعني مختصره هذا , فلعل ذلك وقع في نسخة الحافظ التي
هي بخطه , أو بعض النسخ التي قرئت عليه , و ألحق بها فوائد جديدة . و هذا
الإسناد غير بعيد على التحسين فإن رجاله ثقات غير شبيب ابن بشر , و هو مختلف
فيه , قال ابن معين : ثقة , و لم يرو عنه غير أبي عاصم كذا قال و قد روى عنه
جمع منهم إسرائيل و أحمد بن بشير الكوفي , و قال أبو حاتم : لين الحديث , حديثه
حديث الشيوخ , و ذكره ابن حبان و قال : يخطىء كثيرا , و قال الحافظ في "
التقريب " : " صدوق يخطىء "
1422 " من منع فضل مائه أو فضل كلئه منعه الله فضله يوم القيامة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 409 :
أخرجه أحمد ( 2 / 179 و 221 ) من طريق ليث بن أبي سليم ضعيف . لكنه لم يتفرد
به . فقد أخرجه أيضا ( 2 / 183 ) من طريق محمد بن راشد عن سليمان بن موسى أن
عبد الله بن عمرو كتب إلى عامل له على أرض له أن لا تمنع فضل مائك فإني سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله : فذكره نحوه . و هذا إسناد حسن إلا أنه
منقطع بين سليمان و ابن عمرو لكن الحديث بمجموع الطريقين حسن , و قد وجدت له
شاهدا من حديث أبي هريرة مرفوعا به و لفظه : " من منع فضل مائه في الدنيا منع
الله فضله يوم القيامة , فقال : اليوم أمنع فضلي كما منعت ما لم تعمل يدك " .
أخرجه أبو الشيخ في " الطبقات " ( ق 63 / 1 - 2 ) عن الحسن بن أبي جعفر عن عمرو
ابن دينار عن أبي صالح عنه . و الحسن هذا قال الحافظ في " التقريب " : " ضعيف
الحديث مع عبادته و فضله " .
قلت : فمثله يستشهد به , فالحديث به صحيح إن شاء الله تعالى .
1423 " دخلت الجنة , فإذا أنا بقصر من ذهب , فقلت : لمن هذا القصر ? قالوا : لشاب من
قريش , فظننت أني أنا هو , فقلت : و من هو ? فقالوا : لعمر بن الخطاب , ( قال :
فلولا ما علمت من غيرتك لدخلته , فقال عمر : عليك يا رسول الله أغار ? ) " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 410 :
أخرجه الترمذي ( 2 / 293 ) و ابن حبان ( 2188 ) و أحمد ( 3 / 107 و 179 ) من
طرق عن حميد الطويل عن # أنس # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره
. و قال الترمذي : " حديث حسن صحيح غريب " .
قلت : و إسناده صحيح على شرط الشيخين , و الزيادة لأحمد و إسناده ثلاثي . و له
طريق أخرى , فقال حماد بن سلمة أنبأنا أبو عمران الجوني و حميد عن أنس به نحوه
و فيه الزيادة بلفظ : " قال : قال يا رسول الله من كنت أغار عليه فإني لم أكن
أغار عليك " . أخرجه أحمد ( 3 / 191 ) و كذا أبو يعلى في " مسنده " ( 1035 )
لكنه لم يذكر في إسناده حميدا , و من طريقه أخرجه ابن حبان أيضا ( 2189 ) .
قلت : و إسناده صحيح على شرط مسلم . و أخرجه الشيخان و غيرهما من حديث جابر
نحوه دون قوله : " قالوا لشاب من قريش فظننت أني أنا هو " . و قد مضى لفظه تحت
الحديث ( 1405 ) .
1424 " سيدات نساء أهل الجنة بعد مريم بنت عمران : فاطمة و خديجة و آسية امرأة فرعون
" .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 410 :
رواه الطبراني ( 3 / 150 / 2 ) عن إبراهيم بن عقبة عن كريب عن # ابن عباس #
رفعه .
قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط مسلم . و له شاهدان :
الأول : عن جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره نحوه . أخرجه
أبو الشيخ في " طبقات الأصبهانيين " ( 86 / 1 و 91 / 2 ) من طريق محمد بن دينار
عن داود بن أبي هند عن الشعبي عنه .
قلت : و هذا إسناد حسن في الشواهد , رجاله ثقات رجال مسلم غير محمد بن دينار
و هو الأزدي الطامي قال الحافظ : " صدوق سيىء الحفظ " .
و الآخر : عن عائشة قالت لفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أبشرك
إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره بلفظ : " سيدات نساء أهل
الجنة أربع ... " فذكرهن . أخرجه الحاكم ( 3 / 185 ) و قال : " صحيح على شرط
الشيخين " . و وافقه الذهبي , و هو كما قالا .
1425 " إذا ولي أحدكم أخاه فليحسن كفنه , فإنهم يبعثون في أكفانهم و يتزاورون في
أكفانهم " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 411 :
أخرجه الخطيب في " التاريخ " ( 9 / 80 ) من طريق سعيد بن سلام العطار حدثنا أبو
ميسرة عن قتادة عن # أنس # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : و هذا إسناد هالك , سعيد بن سلام هذا كذبه ابن نمير , و قال البخاري :
يذكر بوضع الحديث . و ضعفه آخرين , و شذ العجيلي فقال : لا بأس به . و أبو
ميسرة لم أعرفه , و قد خالفه شعبة فرواه عن قتادة به دون قوله : " فإنهم يبعثون
.... " . أخرجه الخطيب أيضا ( 4 / 160 ) . و هذا القدر من الحديث صحيح قطعا
مخرج في " الجنائز " ( ص 58 ) , فلننظر في باقيه . و الحديث أورده ابن الجوزي
في " الموضوعات " ( ص 579 من " اللآليء " - هند ) من رواية العقيلي بسنده عن
العطار به . و لم أره في ترجمة العطار من " الضعفاء " للعقيلي , و من رواية ابن
عدي في " الكامل " ( ق 154 / 2 ) عن سليمان ابن أرقم عن ابن سيرين عن أبي هريرة
مرفوعا نحوه و قال ابن الجوزي : " سليمان بن أرقم متروك و كذا سعيد بن سلام " .
و تعقبه السيوطي بقوله : " قلت : الحديث حسن صحيح , و له طرق كثيرة و شواهد
.... " . ثم ذكره من حديث جابر . و فيه عنعنة أبي الزبير , و قد أخرجه أيضا
المعافى بن زكريا في " جزء من حديثه " ( 1 / 2 ) و رجاله كلهم ثقات , و هو عزاه
للحارث في " مسنده " و الديلمي , و في إسنادهما من لم أعرفه مع العنعنة . و
ذكره أيضا من حديث البيهقي في " شعب الإيمان " بسنده عن أبي قتادة مرفوعا نحوه
دون قوله : " فإنهم يبعثون ....." , و فيه التزاور . و في سنده سلم بن إبراهيم
الوراق كذبه بن معين عن عكرمة بن عمار , قال في " التقريب " : " صدوق يغلط و في
روايته عن يحيى بن أبي كثير اضطراب و لم يكن له كتاب " .
ثم ذكر له بعض الشواهد الموقوفة , فالحديث عندي حسن بمجموع هذه الطرق . و الله
أعلم . ثم وجدت للوراق متابعا قويا , فقال ابن السماك في " حديثه " ( 2 / 95 /
2 ) : حدثنا عبد الملك حدثنا إسماعيل بن سنان أبو عبيدة العصفري حدثنا عكرمة بن
عمار قال : حدثنا هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن أبي قتادة مرفوعا به .
و هكذا أخرجه أبو عمرو بن منده في " المنتخب من الفوائد " ( ق 254 / 1 ) عن أبي
قلابة الرقاشي حدثنا إسماعيل بن سنان أبو عبيدة العصفري به .
قلت : و هذا إسناد جيد في الشواهد و المتابعات , رجاله رجال مسلم غير العصفري
قال أبو حاتم : ما بحديثه بأس و غير أبي قلابة عبد الملك بن محمد الرقاشي قال
الحافظ : " صدوق يخطىء , تغير حفظه لما سكن بغداد " .
قلت : فيرتقي الحديث بهذه الطريق إلى مرتبة الصحيح لغيره . و الله أعلم .
1426 " إذا نمتم فأطفئوا سرجكم , فإن الشيطان يدل مثل هذه على هذا فيحرقكم " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 413 :
أخرجه أبو داود ( 5247 ) و ابن حبان ( 1997 ) و الحاكم ( 4 / 284 - 285 ) من
طريق عمرو بن طلحة القناد حدثنا أسباط بن نصر عن سماك بن حرب عن عكرمة عن
# ابن عباس # قال : " جاءت فأرة فأخذت تجر الفتيلة , فذهبت الجارية تزجرها ,
فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم : دعيها , فجاءت بها فألقتها بين يدي رسول
الله صلى الله عليه وسلم على الخمرة التي كان عليها قاعدا , فأحرقت منها مثل
موضع درهم , فقال صلى الله عليه وسلم : فذكره . و قال الحاكم : " صحيح الإسناد
" . و وافقه الذهبي .
قلت : هو على شرط مسلم غير أن أسباط هذا قد ضعف و لذلك أنكر أبو زرعة على مسلم
إخراجه لحديث أسباط هذا , و قال الحافظ : " صدوق كثير الخطأ " . نعم الحديث
صحيح , فإن له شاهدا من حديث عبد الله بن سرجس بنحوه مخرج في " المشكاة " (
4303 ) .
1427 " إذنك علي أن يرفع الحجاب و أن تستمع لسوادي حتى أنهاك " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 413 :
رواه مسلم ( 7 / 6 ) و ابن ماجة ( 138 ) و أحمد ( 1 / 1 / 38 و 394 و 404 )
و ابن سعد ( 9 / 153 - 154 ) و أبو عبيد ( 8 / 1 ) عن الحسن بن عبيد الله
التيمي عن إبراهيم بن سويد عن عبد الرحمن بن يزيد عن # عبد الله بن مسعود # قال
: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره . و قال أحمد : " سوادي : سري , أذن
له أن يسمع سره " .
1428 " خذ هذا و لا تضربه , فإني قد رأيته يصلي مقبلنا من خيبر و إني قد نهيت عن ضرب
أهل الصلاة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 414 :
أخرجه أحمد ( 5 / 250 و 258 ) من طريق حماد بن سلمة أخبرنا أبو غالب عن # أبي
أمامة # أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبل من خيبر و معه غلامان , فقال علي
رضي الله عنه يا رسول الله أخدمنا , فقال : خذ أيهما شئت , فقال : خر لي : قال
: خذ هذا و لا تضربه , فإني قد رأيته يصلي .... و أعطى أبا ذر الغلام الآخر ,
فقال استوصي به خيرا , ثم قال : يا أبا ذر ما فعل الغلام الذي أعطيتك ? قال :
أمرتني أن أستوصى به خيرا فأعتقته " .
قلت : و هذا إسناد حسن , رجاله ثقات رجال مسلم غير أبي غالب و هو حسن الحديث .
و الحديث عزاه السيوطي في " الزيادة على الجامع " ( ق 24 / 2 ) للبيهقي في
" شعب الإيمان " عن أبي أمامة نحوه : و رمز له كعادته بـ ( هب ) , و تصحفت على
ناسخ " الجامع الكبير " فوقع فيه ( 1 / 88 / 2 ) ( حب ) يعني ابن حبان .
1429 " أبلغا صاحبكما أن ربي قد قتل ربه كسرى في هذه الليلة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 414 :
أخرجه ابن سعد ( 1 / 258 - 260 ) عن شيخه محمد بن عمر الأسلمي بأسانيد له عن
جمع من الصحابة , قال : دخل حديث بعضهم في حديث بعض قالوا : " و بعث رسول الله
صلى الله عليه وسلم عبد الله بن حذافة السهمي و هو أحد الستة إلى كسرى يدعوه
إلى الإسلام و كتب معه كتابا : قال عبد الله فدفعت إليه كتاب رسول الله صلى
الله عليه وسلم , فقرئ عليه , ثم أخذه فمزقه , فلما بلغ ذلك رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال : اللهم مزق ملكه . و كتب كسرى إلى باذان عامله في اليمن أن ابعث
من عندك رجلين جلدين إلى هذا الرجل الذي بالحجاز فليأتياني بخبره , فبعث باذان
قهرمان و رجلا آخر و كتب معهما كتابا , فقدما المدينة , فدفعا كتاب باذان إلى
النبي صلى الله عليه وسلم , فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم و دعاهما إلى
الإسلام و فرائصهما ترعد , و قال : ارجعا عني يومكما هذا حتى تأتياني الغد
فأخبركما بما أريد , فجاءاه من الغد فقال لهما .... فذكره . و محمد بن عمر
الأسلمي و هو الواقدي متروك . لكن حديث الترجمة ثابت لوروده من طرق , فأخبره
ابن جرير الطبري في " التاريخ " ( 2 , 654 ) عن يزيد بن أبي حبيب مرسلا .
و ذكر الحافظ ابن كثير في " البداية " ( 4 / 270 ) أن البيهقي روى ( و لعله
يعني في " الدلائل " ) من حديث حماد بن سلمة عن حميد عن الحسن عن # أبي بكرة #
. " أن رجلا من أهل فارس أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى
الله عليه وسلم " إن ربي قد قتل الليلة ربك " . قال البيهقي : و روى في حديث #
دحية بن خليفة # أنه لما رجع من عند قيصر وجد عند رسول الله صلى الله عليه وسلم
رسل كسرى , و ذلك أن كسرى بعث يتوعد صاحب صنعاء و يقول له ألا تكفيني أمر رجل
قد ظهر بأرضك يدعوني إلى دينه , لتكفنيه أو لأفعلن بك . فبعث إليه قال لرسله :
أخبروه أن ربي قد قتل ربه الليلة . فوجدوه كما قال . قال : و روى داود بن أبي
هند عن عامر الشعبي نحو هذا . و هذا كله ذكره الحافظ ابن كثير , و قد فاته مع
حفظه أن حديث أبي بكرة أخرجه الإمام أحمد ( 5 / 43 ) حدثنا أسود بن عامر حدثنا
حماد بن سلمة به . و إسناده على شرط مسلم و لا علة فيه سوى ما يخشى من عنعنة
الحسن البصري من التدليس و لكنه قد صرح بالتحديث في رواية أخرى عند أحمد ( 5 /
51 ) فصح الحديث و الحمد لله تعالى . و لعله لما ذكرنا للحديث من الشواهد
و الطرق سكت عليه الحافظ في " فتح الباري " ( 8 / 96 ) . و حديث دحية الذي مر
معلقا في كلام البيهقي قد أورده السيوطي في " الجامع الكبير " ( 1 / 88 / 2 )
من رواية أبي نعيم عنه مرفوعا بلفظ : " اذهبوا إلى صاحبكم فأخبروه أن ربي قد
قتل ربه الليلة . يعني كسرى " . و قصة تمزيق الكتاب عند البخاري و غيره و قد
خرجته في " التعليق على فقه السيرة " ( ص 389 ) .
1430 " اذهبوا بهذا الماء , فإذا قدمتم بلدكم فاكسروا بيعتكم و انضحوا مكانها من هذا
الماء و اتخذوا مكانها مسجدا " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 416 :
أخرجه ابن حبان ( 304 ) و كذا النسائي ( 1 / 114 ) و أحمد ( 4 / 23 ) و ابن سعد
( 5 / 552 ) و أبو نعيم في " دلائل النبوة " ( ص 22 - 23 ) من طريق عبد الله بن
بدر عن # قيس بن طلق عن أبيه # قال : " خرجنا ستة وافدا إلى رسول الله صلى الله
عليه وسلم , خمسة من بني حنيفة و رجل من بني ضبيعة بن ربيعة حتى قدمنا على رسول
الله صلى الله عليه وسلم , فبايعناه و صلينا معه و أخبرناه أن بأرضنا بيعة لنا
و استوهبناه من فضل طهوره , فدعا بماء فتوضأ منه و مضمض , ثم صب لنا في إداوة
ثم قال : ( فذكره ) . فقلنا : يا رسول الله ! البلد بعيد و الماء ينشف , قال :
فأمدوه من الماء فإنه لا يزيده إلا طيبا , فخرجنا , فتشاحنا على حمل الإداوة
أينا يحملها , فجعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم نوبا بيننا , لكل رجل منا
يوما و ليلة , فخرجنا بها حتى قدمنا بلدنا , فعملنا الذي أمرنا , و راهب القوم
رجل من طيء , فنادينا بالصلاة فقال الراهب : دعوة حق , ثم هرب فلم ير بعد " .
قلت : و هذا إسناد صحيح , رجاله كلهم ثقات .
1431 " أربع ركعات قبل الظهر يعدلن بصلاة السحر " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 416 :
رواه ابن أبي شيبة في " المصنف " ( 2 / 15 / 2 ) حدثنا جرير عن أبي سنان عن
# أبي صالح # مرفوعا مرسلا .
قلت : و هذا إسناد مرسل حسن , رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي سنان و هو سعيد
ابن سنان البرجمي الشيباني الأصغر , قال الحافظ : " صدوق له أوهام " . و قد
أخرج له مسلم . و للحديث شاهد أخرجه أبو محمد العدل في " الفوائد " ( ق 277 / 1
) عن علي بن عاصم حدثنا يحيى البكاء أخبرني ابن عمر مرفوعا به و زاد : " بعد
الزوال " . و هذا إسناد ضعيف , يحيى البكاء و هو ابن مسلم ضعيف كما في
" التقريب " . و علي بن عاصم صدوق يخطىء . و بعد , فالحديث عندي حسن بمجموع
الطريقين , و الله أعلم . ثم رأيت الحديث في " قيام الليل " لابن نصر , أخرجه (
ص 78 ) من الوجه المذكور إلا أنه زاد فقال : عن عمر بن الخطاب أنه سمع رسول
الله صلى الله عليه وسلم . و كذلك رواه الترمذي و الخطيب في " التاريخ " ( 1 /
253 ) و ابن الجوزي في " منهاج القاصدين " ( 1 / 40 / 1 ) و زادوا " و ليس شيء
إلا و هو يسبح الله تعالى تلك الساعة " . و قال الترمذي : " غريب لا نعرفه إلا
من حديث علي بن عاصم " .
1432 " من أحب أن يصل أباه في قبره , فليصل إخوان أبيه بعده " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 417 :
أخرجه أبو يعلى ( 3 / 1361 - مصورة المكتب ) و ابن حبان ( 2031 ) عن هدبة بن
خالد حدثنا حزم بن أبي حزم عن ثابت البناني عن أبي بردة قال : " قدمت المدينة
فأتاني # عبد الله بن عمر # فقال : أتدري لم أتيتك ? قال : قلت : لا , قال :
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( فذكره ) و إنه كان بين أبي : عمر ,
و بين أبيك إخاء و ود , فأحببت أن أصل ذلك " .
قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط البخاري , و قد تكلم في حزم و هدبة بغير حجة .
و قد أخرجه مسلم و كذا البخاري في " الأدب المفرد " ( 41 ) من طريق عبد الله
ابن عمر مرفوعا نحوه , و قد سقت لفظ الأول منهما في الكتاب الآخر ( 2089 ) .
1433 " أربى الربا شتم الأعراض " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 418 :
رواه الهيثم بن كليب في " المسند " ( 30 / 2 ) عن أبي حسين عن نوفل بن مساحق عن
# سعيد بن زيد # مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد صحيح , رجاله كلهم ثقات , و ابن أبي حسين هو عبد الله بن عبد
الرحمن بن أبي حسين , و هو ثقة من رجال الشيخين . و للحديث شاهد مرسل رواه عبد
الرزاق و البيهقي في " الشعب " عن عمرو ابن عثمان مرسلا بزيادة : " أشد الشتم
الهجاء , و الراوية أحد الشاتمين " : كذا في " الجامع الصغير " و ذكر المناوي
أنه مع إرساله فهو منقطع أيضا و له شاهد من حديث البراء بن عازب و سعيد بن زيد
مرفوعا بلفظ : " و إن أربى الربا استطالة الرجل في عرض أخيه " و زاد سعيد
" بغير حق " . انظر الترغيب ( 3 / 296 - 297 ) .
1434 " أربعة يوم القيامة يدلون بحجة : رجل أصم لا يسمع و رجل أحمق و رجل هرم و من
مات في الفترة , فأما الأصم فيقول : يا رب جاء الإسلام و ما أسمع شيئا و أما
الأحمق فيقول : جاء الإسلام و الصبيان يقذفونني بالبعر و أما الهرم فيقول : لقد
جاء الإسلام و ما أعقل و أما الذى مات على الفترة فيقول : يا رب ما أتاني رسولك
فيأخذ مواثيقهم ليطعنه , فيرسل إليهم رسولا أن ادخلوا النار , قال : فوالذي
نفسي بيده لو دخلوها لكانت عليهم بردا و سلاما " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 419 :
رواه الطبراني ( 79 / 2 ) بسند صحيح عن قتادة عن الأحنف بن قيس عن # الأسود بن
سريع # مرفوعا . و من طريقه و طريق أحمد رواه الضياء في " المختارة " ( 1 / 463
) و هو في المسند ( 4 / 24 ) و صحيح ابن حبان ( 1827 ) و من هذا الوجه لكن سقط
من ابن حبان اسم قتادة . و هو في المسند عن أبي هريرة أيضا و كذلك رواه ابن أبي
عاصم في " السنة " ( 355 - منسوخة المكتب ) من طريقين عن أبي رافع عن أبي هريرة
مرفوعا به إلا أنه قال في آخره : " فمن دخلها كانت عليه بردا و سلاما , و من لم
يدخلها يسحب إليها " . و إسناده صحيح , و كذا الذي قبله . و وجدت له شاهدا آخر
من طريق عطية عن أبي سعيد الخدري مرفوعا نحوه . أخرجه البغوي في " حديث ابن
الجعد " ( ق 94 / 1 ) . و أخرجه الديلمي ( 1 / 1 / 171 ) من طريق قتادة عن
الحسن عن الأسود ابن مربع به . و حديث أبي سعيد فيه ذكر المولود بدل الأصم و له
شاهد من حديث أنس و معاذ و سيأتي تخريجها تحت الحديث ( 2468 ) .
1435 " عثمان في الجنة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 419 :
رواه ابن عساكر ( 11 / 101 / 1 ) عن إسماعيل بن يحيى بن عبيد الله التيمي عن
ابن جريج عن عطاء عن # جابر بن عبد الله # مرفوعا .
قلت : و التيمي هذا كذاب . لكن الحديث صحيح , فإن له شواهد كثيرة أشهرها من
حديث سعيد بن زيد رضي الله عنه مرفوعا بلفظ : " عشرة في الجنة : النبي في
الجنة و أبو بكر ... و عمر ... و عثمان ... الحديث و هو مخرج في " الروض النضير
" .
1436 " معاذ بن جبل أعلم الناس بحلال الله و حرامه " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 420 :
رواه أبو نعيم في " الحلية " ( 1 / 228 ) و عنه ابن عساكر ( 16 / 308 / 1 ) عن
سلام بن سليمان حدثنا زيد العمي عن أبي الصديق الناجي عن # أبي سعيد الخدري #
مرفوعا .
قلت : و هذا موضوع , آفته سلام هذا و هو الطويل و هو كذاب , كما تقدم مرارا .
و زيد العمي ضعيف . ثم روى ابن عساكر من طريق محمد بن عثمان بن أبي شيبة أخبرنا
الحسن ابن سهيل أخبرنا أبو أسامة عن عبد الرحمن بن زيد بن جابر عن الزهري
مرفوعا بلفظ : " أعلمها بحلالها و حرامها معاذ بن جبل " . و هذا مع إرساله فيه
الحسن بن سهل و لم أعرفه . لكن للحديث شاهد قوي من حديث أنس بن مالك مضى تخريجه
( 1224 ) و هو من رواية أبي قلابة عنه و قد أخرجه أبو نعيم من هذا الوجه بلفظ :
" أعلم أمتي بالحلال و الحرام معاذ بن جبل " . ثم رواه من طريق سويد بن سعيد :
حدثنا عمر بن عبيد عن عمران عن الحسن و أبان عن أنس مرفوعا به . و هذا إسناد
واه . ثم رأيت الحديث عند العقيلي في " الضعفاء " ( ص 170 - 171 ) من الوجه
المذكور أعلاه بأتم منه بلفظ : " أرحم هذه الأمة بها أبو بكر و أقواهم في دين
الله عمر و أفرضهم يزيد بن ثابت و أقضاهم علي بن أبي طالب و أصدقهم حياء عثمان
و أمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح و أقرؤهم لكتاب الله عز وجل أبي بن كعب
و أبو بكر وعاء من العلم و سلمان عالم لا يدرك و معاذ بن جبل أعلم الناس بحلال
الله و حرامه و ما أظلت الخضراء و لا أقلت البطحاء أو قال الغبراء من ذي لهجة
أصدق من أبي ذر " . أورده في ترجمة سلام المذكور و قال : " لا يتابع عليه .
و الغالب على حديثه الوهم , و الكلام كله معروف بغير هذه الأسانيد , بأسانيد
ثابتة جياد " .
قلت : و كأنه يشير إلى حديث أنس الذي مرت الإشارة إليه و غيره , لكني لم أجد
لقوله فيه " و أبو هريرة وعاء من العلم و سلمان عالم لا يدرك " و ما يشهد له ,
و الله أعلم . نعم قد توبع سلام على قضية أبي هريرة كما تقدم في الكتاب الآخر (
1744 ) .
1437 " ارموا الجمرة بمثل حصى الخذف " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 421 :
ورد من حديث جمع من الصحابة منهم # سنان بن سنة و عبد الرحمن بن معاذ التيمي و
أم سليمان بن عمرو بن الأحوص و عثمان بن عبيد الله التيمي و جابر # .
1 - أما حديث سنان فيرويه يحيى بن هند أنه سمع حرملة بن عمرو و هو أبو عبد
الرحمن قال : " حججت حجة الوداع مررت في عمي سنان بن سنة , قال : فلما وقفنا
بعرفات رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم واضعا إحدى إصبعيه على الأخرى , فقلت
لعمي : ماذا يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ? قال : يقول " و ذكره .
أخرجه أحمد ( 4 / 343 ) و ابن سعد ( 4 / 317 ) و المحاملي في الأمالي " ( 5 /
120 / 1 ) .
قلت : و رجاله ثقات غير يحيى بن هند أورده ابن أبي حاتم ( 4 / 2 / 194 و 195 )
و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا و قال : " روى عن سنان بن سنة , و لسنان صحبة ,
و روى عنه عبد الرحمن بن حرملة " .
قلت : و أنت ترى أن بينه و بين سنان حرملة بن عمرو و الله أعلم .
2 - و أما حديث عبد الرحمن بن معاذ التيمي فيرويه حميد بن قيس عن محمد بن
إبراهيم التيمي عن عبد الرحمن بن معاذ التيمي . " أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم كان يأمرنا أن نرمي في الجمار بمثل حصى الخذف " . أخرجه الدارمي ( 2 / 62
) و أحمد ( 4 / 61 و 5 / 374 ) و البيهقي ( 5 / 127 ) .
قلت : و هذا إسناد صحيح . و في رواية لأحمد من طريق معمر عن حميد الأعرج به إلا
أنه قال : عن عبد الرحمن بن معاذ عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم .
و الأول أصح .
3 - و أما حديث أم سليمان فيرويه بريد بن أبي زياد أخبرنا سليمان بن عمرو بن
الأحوص عن أمه قالت : فذكره نحوه . أخرجه أبو داود ( 1 / 455 - الحلبية )
و أحمد ( 3 / 503 و 6 / 379 ) و البيهقي . و إسناده حسن في الشواهد .
4 - و أما حديث عثمان بن عبيد الله فيرويه أبو سلمة بن عبد الرحمن عن عبد
الرحمن بن عثمان التيمي عن أبيه مرفوعا به . أخرجه الدارمي و البيهقي و إسناده
صحيح .
و أما حديث جابر فيرويه سفيان عن أبي الزبير عنه . أخرجه أبو داود ( 1 / 450 )
و الدارمي و البيهقي .
قلت : و إسناده على شرط مسلم , و قد أخرجه ( 4 / 80 ) بهذا الإسناد من فعله صلى
الله عليه وسلم و صرح فيه أبو الزبير بالسماع , فلعل أصل الحديث أنه صلى الله
عليه وسلم رمى بذلك و أمر به , فروى بعضهم هذا , و بعضهم هذا .
1438 " تربة الجنة درمكة بيضاء " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 423 :
أخرجه أحمد ( 3 / 361 ) عن مجالد عن الشعبي عن # جابر بن عبد الله # قال : قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم لليهود : " إني سائلهم عن تربة الجنة و هي درمكة
بيضاء , فسألهم ? فقالوا : هي خبزة يا أبا القاسم , فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم الخبزة من الدرمك " .
قلت : و رجاله ثقات رجال الشيخين غير مجالد و هو ابن سعيد و ليس بالقوي و قال
الهيثمي في " المجمع " ( 10 / 399 ) : " رواه أحمد و رجاله رجال الصحيح غير
مجالد , و وثقه غير واحد " . و الحديث أورده السيوطي في " الجامع الكبير "
( رقم 2956 ) من رواية أبي الشيخ في " العظمة " عن جابر بلفظ : " أرض الجنة
خبزة بيضاء " . و يشهد له حديث أبي سعيد الخدري قال : قال النبي صلى الله عليه
وسلم : " تكون الأرض يوم القيامة خبزة واحدة , يتكفؤها الجبار بيده كما يتكفأ
أحدكم خبزته في السفر نزلا لأهل الجنة , فأتى رجل من اليهود فقال : بارك الرحمن
عليك يا أبا القاسم ! ألا أخبرك بنزل أهل الجنة يوم القيامة ? قال : بلى , قال
: تكون الأرض خبزة واحدة , كما قال النبي صلى الله عليه وسلم , فنظر النبي صلى
الله عليه وسلم إلينا ثم ضحك حتى بدت نواجذه , ثم قال : ألا أخبرك بإدامهم ?
قال : إدامهم بالام و نون , قالوا ما هذا ? قال : ثور ونون , يأكل من زائدة
كبدها سبعون ألفا " . أخرجه البخاري ( 11 / 313 - 315 - فتح ) و مسلم ( 8 / 128
) .
1439 " ارموا ( بني إسماعيل ) فإن أباكم كان راميا " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 423 :
رواه أحمد بن محمد الزعفراني في " فوائد أبي شعيب " ( 82 / 1 ) عن إسماعيل بن
عياش عن ابن حرملة يعني عبد الرحمن عن سعيد بن المسيب عن # أبي هريرة # قال :
" مر النبي صلى الله عليه وسلم على قوم يرمون فقال ... " فذكره .
قلت : و هذا إسناد رجاله ثقات إلا أن ابن عياش قد ضعف في روايته عن الحجازيين ,
و هذه منها , فإن عبد الرحمن بن حرملة مدني و هو صدوق ربما أخطأ . لكن الحديث
صحيح , فإن له طريقا أخرى يرويه محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال :
" خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم و أسلم يرمون فقال : ( فذكره ) ارموا و أنا
مع ابن الأدرع , فأمسك القوم قسيهم , قالوا : من كنت معه غلب , قال : ارموا و
أنا معكم كلكم " . أخرجه ابن حبان ( 1646 ) و الحاكم ( 2 / 94 ) و قال : " صحيح
على شرط مسلم " ! و وافقه الذهبي ! و له شاهد من حديث زياد بن الحصين عن أبي
العالية عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : " مر النبي صلى الله عليه وسلم بنفر
يرمون , فقال : رميا بني إسماعيل ..." . أخرجه ابن ماجه ( 2 / 189 ) و أحمد ( 1
/ 364 ) و الحاكم و قال : " صحيح على شرط مسلم " . و وافقه الذهبي و هو كما
قال : و له شاهد آخر عند البخاري في " الجهاد و أحمد في " المسند " ( 4 / 50 )
من طريق يزيد بن أبي عبيد قال : حدثني سلمة بن الأكوع قال : " خرج رسول الله
صلى الله عليه وسلم على قوم من أسلم ... " الحديث . و أخرجه الحاكم من طريق
أخرى عن سلمة به و زاد . " فقال : لقد رموا عامة يومهم ذلك ثم تفرقوا على
السواء ما نضل بعضهم بعضا .
1440 " أريت ما تلقى أمتي من بعدي و سفك بعضهم دماء بعض و كان ذلك سابقا من الله كما
سبق في الأمم قبلهم فسألته أن يوليني شفاعة فيهم يوم القيامة ففعل " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 425 :
رواه ابن أبي عاصم في " السنة " ( 71 / 2 ) و ابن بشران في " الأمالي " ( 26 /
2 ) و الطبراني في " الأوسط و عنه ابن عساكر في " التاريخ " ( 5 / 116 / 2 )
و الحاكم في " المستدرك " ( 1 / 68 ) كلهم عن أبي اليمان الحكم بن نافع
البهراني حدثنا شعيب بن أبي حمزة عن الزهري حدثنا أنس بن مالك عن # أم حبيبة #
عن النبي صلى الله عليه وسلم مرفوعا به . و قال الحاكم : " صحيح الإسناد على
شرط الشيخين و لم يخرجاه و العلة عندهما فيه أن أبا اليمان حدث به مرتين فقال
مرة : عن شعيب عن الزهري عن أنس . و قال مرة : عن ابن أبي الحسن عن أنس , و قد
قدمنا القول في مثل من حديثه إنه لا ينكر أن يكون الحديث عند إمام من الأئمة عن
شيخين , فمرة يحدث عن هذا , و مرة عن ذاك " .
قلت : هذا الجواب غير سديد هنا لما يأتي . قال أبو زرعة النصري الدمشقي في
" الثاني من حديثه " ( 49 / 1 ) : " سألت أبا عبد الله أحمد بن حنبل عن حديث
أبي اليمان هذا فقال : ليس له عن الزهري أصل , و أخبرني أنه من حديث شعيب إذ
كان به ملصق بكتاب الزهري , قال : و بلغني أن أبا اليمان قد اتهم و ليس له أصل
كأنه يذهب إلى أنه اختلط بكتاب الزهري إذ كان به ملصقا , و رأيته كأنه يعذر أبا
اليمان , و لا يحمل , قال أبو زرعة : و قد سألت عنه أحمد بن صالح مقدمه دمشق
سنة تسع و عشرة و مائتين فقال لي : مثل قول أحمد أنه لا أصل له عن الزهري ,
و رواه ابن عساكر ( 5 / 116 / 2 ) عن أبي زرعة . ثم روى ابن عساكر من طريق عبد
الله و هذا في " المسند " ( 9 / 427 و 428 ) حدثني أبي أنبأنا أبو اليمان
أنبأنا شعيب بن أبي حمزة فذكر هذا الحديث يتلو أحاديث ابن أبي حسين و قال :
أخبرنا أنس بن مالك عن أم حبيبة عن النبي صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث , قال
عبد الله : هنا قوم يحدثون به عن أبي اليمان عن شعيب عن الزهري ? قال : ليس هذا
من حديث الزهري إنما هو من حديث ابن أبي الحسين . ثم روى عن سعيد بن عمرو
البردعي قال قلت لمحمد بن يحيى في حديث أنس عن أم حبيبة حديث شعيب بن أبي حمزة
حدثكم به أبو اليمان و قال عن ابن أبي حسين ? فقال لي محمد بن يحيى نعم : حدثنا
به من أصله عن ابن أبي حسين فقلت : حدثنا به غير واحد عن أبي اليمان و قالوا :
عن الزهري ? فقال : لقنوه عن الزهري !
قلت : يحيى بن معين رحل إليه قبلك أو بعدك ? - و ذاك أن يحيى روى هذا عن أبي
اليمان فقال عن الزهري - فقال لي محمد بن يحيى : رحل إليه بعدي , قلت : فيقال
إنه لم يسمع من شعيب بن أبي حمزة غير حديث واحد و البقية عرض ? قال : لا أعلمه
. ثم روى عن جعفر بن محمد بن أبان الحراني قال : سألت يحيى بن معين عن حديث أبي
اليمان حديث الزهري عن أنس عن أم حبيبة ? فقال يحيى : أنا سألت أبا اليمان فقال
: الحديث حديث الزهري , فمن كتبه عني من حديث الزهري فقد أصاب و من كتبه عني من
حديث ابن أبي حسين فهو خطأ , إنما كتبته في آخر حديث ابن أبي حسين فغلطت فحدثت
به من حديث ابن أبي حسين و هو صحيح من حديث الزهري هكذا قال يحيى . ثم روى من
طريق إبراهيم بن هاني النيسابوري قال : " قال لنا أبو اليمان الحديث حديث
الزهري و الذي حدثتكم عن ابن أبي حسين غلطت فيه بورقة قلبتها " .
قلت : و رواه الحاكم أيضا من هذه الطريق و قال عقبه : " هذا كالأخذ باليد فإن
إبراهيم بن هاني ثقة مأمون " .
قلت : و قد تابعه الإمام يحيى بن معين كما تقدم , فثبت لدينا يقينا أن الحديث
من رواية أبي اليمان عن شعيب عن الزهري عن أنس , فمن ذهب من الأئمة إلى أنه لا
أصل له كما سبق , فإنما مستنده ما كان حدث به أبو اليمان أول الأمر , أما و قد
صح فراجعه عنه و جزمه بأن الحديث حديث الزهري , فلم يبق لمذهبهم وجه يعتد به في
العلم و بذلك يظهر أن الحديث صحيح على شرط الشيخين كما قال الحاكم و وافقه
الذهبي . و أما لو كان الحديث من رواية شعيب عن ابن أبي حسين عن أنس فيكون
معلولا بالانقطاع لأن ابن أبي حسين و اسمه عبد الله بن عبد الرحمن لم يذكروا له
رواية عن أحد عن الصحابة غير أبي الطفيل عامر بن واثلة . و الله أعلم .
و للحديث طريق أخرى و لكنه واه يرويه موسى بن عبيدة عن محمد ابن عبد الرحمن بن
أبي عياش الزرقي عن أنس بن مالك عن أم سلمة مرفوعا . أخرجه ابن عدي ( 423 / 2 )
و ابن أبي عاصم أيضا , لكن وقع عنده " سعيد بن عبد الرحمن " مكان " محمد بن عبد
الرحمن بن أبي عياش الزرقي " : و موسى بن عبيدة ضعيف لا يحتج به .
1441 " ارفع إزارك و اتق الله " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 427 :
أخرجه أحمد ( 4 / 390 ) حدثنا سفيان بن عيينة عن إبراهيم بن ميسرة عن عمرو بن
الشريد عن أبيه , أو عن يعقوب بن عاصم أنه سمع # الشريد # يقول : " أبعد رسول
الله صلى الله عليه وسلم رجلا يجر إزاره , فأسرع إليه , أو هرول فقال ( فذكره )
. قال : إني أحنف تصطك ركبتاي , فقال : ارفع إزارك فإن كل خلق الله عز وجل حسن
. فما رؤي ذلك الرجل بعد إلا إزاره يصيب أنصاف ساقيه أو إلى أنصاف ساقيه " .
قلت : و إسناده صحيح رجاله كلهم ثقات , و هو على شرط الشيخين إن كان عن عمرو ,
و على شرط مسلم إن كان عن يعقوب و الأرجح الأول فقد تابعه عليه زكريا بن إسحاق
حدثنا إبراهيم بن ميسرة أنه سمع عمرو بن الشريد به دون قوله : " و اتق الله " .
أخرجه أحمد أيضا و الطحاوي في " مشكل الآثار " ( 2 / 287 ) و الجزلي في " غريب
الحديث " ( 5 / 57 / 2 ) .
1442 " أشد الناس عذابا عند الله يوم القيامة أشدهم عذابا للناس في الدنيا " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 428 :
أخرجه أحمد ( 4 / 90 ) و الحميدي ( 562 ) و الطبراني في " المعجم الكبير " ( 1
/ 190 / 2 ) و الضياء في " المنتقى من مسموعاته بمرو " ( 36 / 1 ) عن سفيان بن
عيينة قال : حدثنا عمرو بن دينار قال : أخبرني أبو نجيح عن خالد بن حكيم بن
حزام قال : " تناول أبو عبيدة بن الجراح رجلا من أهل الأرض بشيء , فكلمه خالد
ابن الوليد فقيل له : أغضبت الأمير , فقال خالد إني لم أرد أن أغضبه و لكن سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " فذكره .
قلت : و هذا إسناد صحيح رجاله ثقات رجال مسلم غير خالد بن حكيم و هو ثقة كما
رواه ابن أبي حاتم ( 1 / 2 / 324 ) عن ابن معين .
( تنبيه ) : وقع في " مسند أحمد " ابن أبي نجيح . و الصواب أبو نجيح .
1443 " استعيذوا بالله من شر جار المقام , فإن جار المسافر إذا شاء أن يزايل زايل "
.
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 428 :
أخرجه الحاكم ( 1 / 532 ) من طريق عبد الرحمن بن إسحاق عن سعيد المقبري عن
# أبي هريرة # رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
فذكره . و قال : " هذا حديث صحيح على شرط مسلم " و أقره الذهبي , و هو كما قالا
إلا أن عبد الرحمن هذا و هو القرشي مولاهم فيه كلام يسير من قبل حفظه فهو حسن
الحديث . و قد أخرجه أحمد ( 2 / 346 ) من هذا الوجه بلفظ . " تعوذوا بالله من
شر جار المقام , فإن جار المسافر إذا شاء أن يزال زال " . و تابعه محمد بن
عجلان عن سعيد بن أبي سعيد المقبري به إلا أنه قال : " من جار السوء في دار
المقام , فإن جار البادية يتحول عنك " . أخرجه النسائي ( 2 / 319 ) و الحاكم
أيضا لكن جعله من فعله صلى الله عليه وسلم بلفظ : أن النبي صلى الله عليه وسلم
كان يقول في دعائه : اللهم إني أعوذ بك من جار السوء ... " الحديث و قال :
" صحيح على شرط مسلم " . و وافقه الذهبي : قلت : و إنما هو حسن فقط . و هكذا
أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ( 117 ) و ابن حبان ( 2056 ) . و له شاهد من
حديث عقبة بن عامر قال : " كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول : اللهم إني أعوذ
بك من يوم السوء و من ليلة السوء و من ساعة السوء و من صاحب السوء و من جار
السوء في دار المقام " . قال الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 10 / 144 ) .
" رواه الطبراني , و رجاله رجال الصحيح غير بشر بن ثابت البزار و هو ثقة " .
1444 " استعيذوا بالله من عذاب القبر , قالت : قلت : يا رسول الله ! و إنهم ليعذبون
فى قبورهم ? قال : نعم عذابا تسمعه البهائم " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 429 :
أخرجه ابن حبان ( 787 ) و أحمد ( 6 / 362 ) من طريق أبي معاوية قال : حدثنا
الأعمش عن أبي سفيان عن جابر عن # أم مبشر # قالت : " دخل علي رسول الله صلى
الله عليه وسلم و أنا في حائط من حوائط بني النجار فيه قبور منهم قد ماتوا في
الجاهلية , فسمعهم و هو يعذبون , فخرج و هو يقول ... " فذكره .
قلت : و إسناده صحيح على شرط مسلم . و للحديث شاهد من حديث عائشة نحوه . أخرجه
البخاري ( 11 / 147 - فتح ) و مسلم ( 2 / 92 ) و أحمد ( 6 / 44 - 45 و 205 -
206 ) و زاد في بعض الطرق : " نعم , عذاب القبر حق " . و قد خرجته فيما تقدم (
377 ) . و له شاهد آخر من حديث أم خالد بنت خالد بن سعيد بن العاص مرفوعا بلفظ
: " استجيروا من عذاب القبر , فإن عذاب القبر حق " . أخرجه الطبراني في
" الكبير " و أصله عند البخاري ( 3 / 192 و 11 - 149 - فتح ) من طريق موسى بن
عقبة قال : سمعت أم خالد بنت خالد - قال و لم أسمع أحدا سمع من النبي صلى الله
عليه وسلم غيرها - قالت سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يتعوذ من عذاب القبر .
و الطبراني إنما رواه عن وجه آخر عن موسى به كما ذكرنا , و سكت عليه الحافظ في
" الفتح " فأشعر بثبوته عنده , كيف لا و ما قبله يشهد له .
1445 " تعوذوا بالله من الفقر و القلة و الذلة و أن تظلم أو تظلم " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 430 :
أخرجه النسائي ( 2 / 315 ) و ابن ماجة ( 2 / 433 ) و ابن حبان ( 2442 )
و الحاكم ( 1 / 531 ) و أحمد ( 2 / 540 ) من طرق عن الأوزاعي عن إسحاق بن عبد
الله بن أبي طلحة عن جعفر بن عياض عن # أبي هريرة # قال : قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم : فذكره . و قال الحاكم : " صحيح الإسناد " . و وافقه الذهبي
و هو منه غريب فقد قال في ترجمة جعفر بن عياض من " الميزان " : " تفرد عنه
إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة , لا يعرف " . و قال الحافظ في " التقريب " :
" مقبول " : يعني عند المتابعة , و قد وجدت له شاهدا من حديث عبادة بن الصامت
قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " استعيذوا بالله من الفقر و العيلة
و من أن تظلموا أو تظلموا " . قال الهيثمي ( 10 / 143 ) : " رواه الطبراني ,
و يحيى بن إسحاق بن يحيى بن عبادة لم يسمع من عبادة و بقية رجاله رجال الصحيح "
. و الحديث رواه حماد بن سلمة قال : أنبأنا إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن
سعيد بن يسار عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول : " اللهم إني
أعوذ بك من القلة و الفقر و الذلة , و أعوذ بك أن أظلم أو أظلم " . أخرجه
النسائي و ابن حبان ( 2443 ) .
قلت : و إسناده صحيح .
1446 " علقو السوط حيث يراه أهل البيت " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 431 :
أخرجه أبو نعيم ( 7 / 332 ) حدثنا حبيب بن الحسن حدثنا عبد الله بن إبراهيم
الأكفاني حدثنا إسحاق بن بهلول حدثنا سويد بن عمرو الكلبي حدثنا الحسن بن صالح
عن عبد الله بن دينار عن # ابن عمر # مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد حسن , حبيب بن الحسن , ضعفه البرقاني و وثقه ابن أبي الغواس
و الخطيب و أبو نعيم كما في الميزان , عبد الله بن إبراهيم الأكفاني ترجمه
الخطيب ( 9 / 405 ) و قال : " كان ثقة " . إسحاق بن بهلول , قال ابن أبي حاتم
( 1 / 1 / 215 ) : " سئل أبي عنه فقال : " صدوق " , و بقية رجال الإسناد ثقات
معروفون من رجال " التهذيب " . و للحديث شاهد عن ابن عباس , أخرجه البخاري في
" الأدب المفرد " ( ص 179 ) و الطبراني في " المعجم الكبير " ( 3 / 92 / 2 )
و ابن عدي ( 27 / 2 ) من ثلاثة طرق ضعيفة عن داود بن علي بن عبد الله بن عباس
عن أبيه عن جده مرفوعا . فهذا إسناده حسن , و قد توبع داود من أخويه عيسى و عبد
الصمد بلفظ : " علقوا السوط حيث يراه أهل البيت فإنه لهم أدب " . ( انظر
الاستدراك رقم 432 / 1 ) .
1447 " علقوا السوط حيث يراه أهل البيت فإنه لهم أدب " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 432 :
أخرجه الطبراني في الكبير ( 3 / 92 / 2 ) من طريق سلام بن سليمان أخبرنا عيسى
و عبد الصمد أنبأنا علي بن عبد الله بن عباس عن أبيهما عن # ابن عباس # مرفوعا
. و سلام هذا هو أبو العباس المدائني الدمشقي قال أبو حاتم : ليس بالقوي . لكن
تابعه المهدي والد هارون الرشيد عن عبد الصمد وحده . أخرجه الخطيب ( 12 / 203
) و ابن عساكر في " التاريخ " أيضا ( 13 / 307 / 2 ) فالحديث حسن إن شاء الله .
و قال الحافظ الهيثمي ( 8 / 106 ) : " رواه الطبراني في الكبير و الأوسط و
البزار و إسناد الطبراني فيهما حسن " .
قلت : و هو عند البزار في " مسنده " ( ص 249 - زوائده ) من طريق مندل عن ابن
أبي ليلى عن داود بن علي بإسناده المتقدم عن ابن عباس بلفظ : " ضعوا السوط حيث
يراه الخادم " . و ابن أبي ليلى سيىء الحفظ و مندل و هو ابن علي العنزي ضعيف .
( انظر الاستدراك رقم 432 / 19 ) .
1448 " ما عمل ابن آدم شيئا أفضل من الصلاة , و صلاح ذات البين , و خلق حسن " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 432 :
أخرجه البخاري في " التاريخ " ( 1 / 1 / 63 ) عن محمد بن حجاج قال : حدثنا يونس
ابن ميسرة بن حلبس عن أبي إدريس الخولاني عن # أبي هريرة # عن النبي صلى الله
عليه وسلم قال : فذكره .
قلت : و رجاله ثقات غير محمد بن حجاج و هو الدمشقي روى عنه جمع من الثقات سماهم
ابن أبي حاتم ( 3 / 235 ) عن أبيه ثم قال : " و سألته عنه ? فقال : شيخ " .
فالإسناد حسن إن شاء الله تعالى و كأنه لذلك رمز السيوطي لحسنه كما في " الفيض
" . و قد أشار البخاري إلى أن له شاهدا من حديث أبي الدرداء عن النبي صلى الله
عليه وسلم , ساق إسناده إلى الأعمش عن عمرو عن سالم عن أم الدرداء عنه . و هذا
إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات , و سالم هو ابن أبي الجعد , و عمرو هو ابن دينار .
1449 " كنا إذا سلم النبي صلى الله عليه وسلم علينا قلنا : و عليك السلام و رحمة
الله و بركاته و مغفرته " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 433 :
أخرجه البخاري في " التاريخ الكبير " ( 1 / 1 / 330 ) قال : قال محمد : حدثنا
إبراهيم بن مختار عن شعبة عن هارون بن سعد عن ثمامة بن عقبة عن # زيد بن أرقم #
قال : فذكره .
قلت : و هذا إسناد جيد رجاله ثقات كلهم من رجال " التهذيب " إبراهيم بن المختار
و هو الرازي , روى عن جماعة من الثقات ذكرهم ابن أبي حاتم ( 1 / 1 / 138 ) ثم
قال : " سألت أبي عنه : فقال : صالح الحديث و هو أحب إلي من سلمة بن الفضل , و
علي بن مجاهد " . و محمد الراوي عنه هو ابن سعيد بن الأصبهاني , و هو من شيوخ
البخاري في " الصحيح " فالإسناد متصل غير معلق , و الكلام فيه كالكلام في حديث
هشام بن عمار في الملاهي الذي رواه البخاري عنه بصيغة ( قال ) . كما هو مذكور
في محله .
1450 " استغنوا عن الناس و لو بشوص السواك " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 434 :
رواه البزار ( 96 ) و الطبراني ( 3 / 154 / 1 ) و المخلص في " الفوائد المنتقاة
" ( 6 / 66 / 2 ) و أبو محمد الضراب في " ذم الرياء " ( 1 / 292 / 2 ) عن عبد
العزيز بن مسلم عن الأعمش عن سعيد بن جبير عن # ابن عباس # رفعه . و رواه
الضياء في " المختارة " ( 227 / 1 ) عن المخلص , و عن الطبراني من طريقين آخرين
عن عبد العزيز بن مسلم ثم قال : " قال حمدان بن علي : سألت أحمد عن حديث عبد
العزيز القسملي : استغنوا عن الناس ? قال : منكر , ما رأيت حديث أنكر منه " .
( انظر الاستدراك رقم 343 / 4 ) .
قلت : و لعله يعني مجرد التفرد الذي لا يستلزم الضعف كما قال في حديث الاستخارة
الذي رواه البخاري أنه منكر , و إلا فإسناد حديث الترجمة صحيح على شرط الشيخين
, و قد قال الحافظ العراقي : " إسناده صحيح " . و قال الهيثمي و السخاوي : "
رجاله ثقات " قال المناوي عقبه : " و حينئذ فرمز المصنف لضعفه غير صواب " .
قلت : و من الغرائب أن في نسخة " الجامع الصغير " التي طبع عليها شرح المناوي
الرمز بالصحة ! و الحديث قال المنذري ( 2 / 9 ) : " رواه البزار و الطبراني
بإسناد جيد و البيهقي " .
1451 " استمتعوا من هذا البيت فإنه قد هدم مرتين و يرفع في الثالثة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 434 :
رواه ابن خزيمة في " صحيحه " ( 1 / 252 / 2 ) و عن الديلمي ( 1 / 1 / 49 ) و
ابن حبان ( 966 ) و الحاكم ( 1 / 441 ) و أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 1 /
203 ) من طريق ابن خزيمة أيضا عن سفيان بن حبيب : حدثنا حميد الطويل عن بكر بن
عبد الله المزني عن # ابن عمر # مرفوعا و قال الحاكم : " صحيح على شرط الشيخين
" . و وافقه الذهبي , و هو من أوهامهما , فإن ابن حبيب هذا لم يخرج الشيخان في
" صحيحيهما " و إنما روى له البخاري في " الأدب المفرد " و هو ثقة , فالإسناد
صحيح فقط .
1452 " يا أيها الناس ! توبوا إلى الله و استغفروه , فإني أتوب إلى الله و أستغفره
في كل يوم مائة مرة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 435 :
أخرجه أحمد ( 4 / 260 - 261 و 5 / 411 ) عن حميد بن هلال عن # أبي بردة عن رجل
من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم # , ( و في رواية : قال : جلست إلى شيخ من
أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في مسجد الكوفة , فحدثني , فقال : سمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم , أو ) قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
فذكره . و في أخرى عن رجل من المهاجرين سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول :
فذكره . و هذه أخرجها الطبراني أيضا في " المعجم الكبير " ( 1 / 45 / 2 ) .
قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين , و جهالة الصحابي لا تضر . و يبدو أنه
الأغر المزني , فقد أخرجه أحمد أيضا ( 4 / 260 ) قبيل هذا من طريق ثابت البناني
و عمرو بن مرة كلاهما عن أبي بردة عنه به دون الأمر بالاستغفار . و هكذا أخرجه
مسلم ( 8 / 72 - 73 ) و أحمد أيضا ( 4 / 211 ) و النسائي في " عمل اليوم و
الليلة " كم في " تحفة الأشراف " للحافظ المزي ( 1 / 78 - 79 ) و أبو داود ( 1
/ 348 - الحلبي ) . من طريق البناني فقط , و أفاد المزي أن النسائي أخرجه من
الطريق الأولى أيضا , طريق حميد بن هلال . و بعد كتابة ما تقدم , رأيت ابن أبي
حاتم ذكر الحديث في " العلل " ( 2 / 137 ) من الطريق الأولى ثم قال : " قال أبي
: يقال : إن هذا الرجل هو الأغر المزني , و له صحبة " . ثم وجدت ما يؤيد ذلك ,
فقد أخرج الطحاوي في " شرح المعاني " ( ( 2 / 362 ) من طريق زياد بن المنذر قال
: حدثنا أبو بردة بن أبي موسى قال : حدثنا الأغر المزني قال : " خرج إلينا رسول
الله صلى الله عليه وسلم رافعا يديه و هو يقول : يا أيها الناس استغفروا ربكم
ثم توبوا إليه , فوالله ( إني ) لأستغفر الله و أتوب إليه في اليوم مائة مرة "
. لكن زياد بن المنذر و هو أبو الجارود الأعمى كذبه ابن معين .
1453 " استعينوا على إنجاح الحوائج بالكتمان , فإن كل ذي نعمة محسود " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 436 :
روي من حديث # معاذ بن جبل و علي بن أبي طالب و عبد الله بن عباس و أبي هريرة
و أبي بردة # مرسلا .
1 - أما حديث معاذ فيروى عن ثور بن يزيد الشامي عن خالد بن معدان عن معاذ بن
جبل مرفوعا به . و يرويه عن ثور جمع من الضعفاء :
الأول : سعيد بن سلام العطار الأعور حدثنا ثور به . أخرجه العقيلي في " الضعفاء
" ( ص 151 ) و الطبراني في "المعجم الصغير " ( ص 246 - هندية ) و " الكبير "
أيضا و " الأوسط " و الروياني في " مسنده " ( ق 250 / 1 ) و الخلعي في "
الفوائد " ( 2 / 58 / 2 ) و ابن عدي في " الكامل " ( 182 / 1 ) و أبو نعيم في "
الحلية " ( 5 / 215 و 6 / 96 ) و القضاعي ( 60 / 1 ) و البيهقي في " شعب
الإيمان " ( 2 / 291 / 1 ) و الكلاباذي في " مفتاح المعاني " ( 35 / 1 رقم 45 )
كلهم عن سعيد به . و قال العقيلي : " لا يتابع عليه و لا يعرف إلا به " . و قال
ابن عدي " يتبين على حديثه و روايته الضعف " . و روى عن ابن نمير أنه قال فيه :
" كذاب " . و عن البخاري أنه يذكر بوضع الحديث . و في " الميزان " : " و قال
أحمد بن حنبل : كذاب " . ثم ساق له من منكراته هذا الحديث . و قد اتفق العلماء
جميعا على تضعيف العطار هذا سوى العجلي فإنه قال في كتاب " الثقات " : " لا بأس
به " : فلا ينبغي الالتفات إليه خلافا لصنيع السيوطي في " التعقبات " ( ص 38 )
و إن تبعه ابن عراق في " تنزيه الشريعة " ( 265 / 2 ) لأنه شاذ عن الجماعة ,
لاسيما و هو مخالف لقاعدتهم " الجرح مقدم على التعديل " , و قد قال ابن أبي
حاتم ( 2 / 255 ) عن أبيه : " حديث منكر لا يعرف له أصل " .
الثاني : حسين بن علوان عن ثور بن يزيد به . أخرجه ابن عدي ( 96 / 2 ) و قال :
" ابن علوان عامة أحاديثه موضوعة , و هو في عداد من يضع الحديث " .
الثالث : عمرو بن يحيى القرشي حدثنا شعبة عن ثور بن يزيد به . أخرجه أبو نعيم
في " أخبار أصبهان " ( 2 / 217 ) . و القرشي هذا قال أبو نعيم : " متروك الحديث
" . و قال الذهبي : " أتى بحديث شبه موضوع عن شعبة عن ثور ... " فساق له حديثا
آخر بلفظ " قلوب بني آدم ... " و قد مضى في الكتاب الآخر ( 511 ) .
2 - و أما حديث علي فرواه الخلعي في " الفوائد " أخبرنا أبو العباس أحمد بن
محمد الحاج قال أنبأناه أبو بكر بن محمد بن أحمد بن محمد القرقساني العطار قال
: حدثنا أحمد بن عبد الله قال : حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن قال : حدثنا غندر
قال : حدثنا شعبة عن مروان الأصغر عن النزال بن سبرة عنه به دون قوله : " فإن
... " .
قلت : و هذا إسناد مظلم من دون غندر و اسمه محمد بن جعفر لم أعرفهم و يحتمل أن
يكون عبد الله بن عبد الرحمن هو الإمام الدارمي صاحب " السنن " المعروف بـ "
المسند " فإنه من هذه الطبقة . و أحمد بن عبد الله أظنه الجويباري الكذاب
المشهور .
3 - و أما حديث عبد الله بن عباس فيرويه الحسين عبد الله - صاحب السلعة - حدثنا
إبراهيم بن سعيد الجوهري حدثني المأمون قال : حدثني الرشيد أمير المؤمنين عن
المهدي أنه أسر إليه شيئا , قال : لا تطلعن عليه أحدا فإن أمير المؤمنين - يعني
المنصور - حدثني عن أبيه عن ابن عباس مرفوعا . أخرجه الخطيب في " التاريخ " ( 8
/ 56 - 57 ) و روى عن أحمد بن كامل القاضي أنه قال في الحسين هذا : " كان ماجنا
نادرا كذابا في تلك الأحاديث التي حدث بها من الأحاديث المسندة عن الخلفاء " .
4 - و أما حديث أبي هريرة فيرويه سهل بن عبد الرحمن الجرجاني عن محمد بن مطرف
عن محمد بن المنكدر عن عروة بن الزبير عنه مرفوعا . أخرجه ابن حبان في " روضة
العقلاء " ( ص 187 ) و السهمي في " تاريخ جرجان " ( ص 182 في ترجمة الجرجاني
هذا و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا , و هو عندي سهل بن عبد الرحمن المعروف بـ
" السندي بن عبدويه الرازي " , قال ابن أبي حاتم ( 2 / 1 / 201 ) . " يكنى بأبي
الهيثم , روى عن زهير بن معاوية و شريك و مندل و جرير بن حازم , و غيرهم . روى
عنه عمرو بن رافع و حجاج بن حمزة و أبو عبد الله الطهراني و محمد بن عمار
و غيرهم . سمعت أبا الوليد يقول : لم أر بالري أعلم بالحديث من رجلين : يحيى بن
الضريس , و من زائد الأصبع , يعني السندي . سئل أبي عنه ? فقال : " شيخ " .
و أخرج له أبو عوانة في " صحيحه " و ذكره ابن حبان في " الثقات " كما في
" اللسان " .
قلت : فالحديث بهذا الإسناد جيد عندي . و الله أعلم .
5 - و أما حديث أبي بردة , فأخرجه أبو عبد الرحمن السلمي في " آداب الصحبة "
( ص 26 ) من طريق أبي الفضل المروزي حدثنا عيسى بن يونس حدثنا السيناني حدثنا
الحسين بن واقد عن ابن أبي بردة عن أبيه مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد مرسل " رجاله ثقات , و السيناني اسمه الفضل بن موسى . و أبو
الفضل المروزي يدعى صدقة بن الفضل . لكن مخرجه السلمي ضعيف متهم .
1454 " أسلم و إن كنت كارها " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 439 :
رواه أحمد ( 3 / 19 / 181 ) و أبو بكر الشافعي في " الرباعيات " ( 1 / 98 / 1 )
و الضياء في " المختارة " ( 100 / 1 - 2 ) من طرق عن حميد عن # أنس # أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال لرجل : أسلم قال : أجدني كارها . قال : فذكره .
قلت : و إسناده صحيح على شرط الشيخين , و هو عند أحمد ثلاثي .
1455 " أسلم و غفار و أشجع و مزينة و جهينة و من كان من بني كعب موالي دون الناس ,
و الله و رسوله مولاهم " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 439 :
أخرجه أحمد ( 5 / 417 - 418 ) حدثنا يزيد حدثنا أبو مالك الأشجعي حدثنا موسى بن
طلحة عن # أبي أيوب الأنصاري # عن النبي صلى الله عليه وسلم به .
و أخرجه الحاكم ( 4 / 82 ) من طريق يحيى بن جعفر حدثنا يزيد بن هارون به و قال
: " صحيح على شرط الشيخين , و لم يخرجاه " . و وافقه الذهبي .
قلت : قد أخرجه مسلم ( 7 / 178 ) : حدثني زهير بن حرب حدثنا يزيد بن هارون به
إلا أنه قال : " الأنصار " مكان " أسلم " و الباقي مثله سواء . و روى له شاهدا
من حديث أبي هريرة مرفوعا بلفظ : " قريش و الأنصار .... " . و الباقي مثله
و لكنه لم يذكر و من كان من بني كعب " .
1456 " اسمح يسمح لك " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 440 :
رواه أحمد ( 1 / 248 ) و محمد بن سليمان الربعي في " جزء من حديثه " ( 212 / 2
) عن الوليد بن مسلم عن ابن جريج عن عطاء عن # ابن عباس # رفعه .
قلت : و رجاله ثقات لولا عنعنة الوليد , لكن أخرجه ابن عساكر في " تاريخ دمشق "
( 17 / 450 / 1 ) عن طريق الحكم بن موسى أبي صالح حدثنا الوليد بن مسلم أخبرنا
ابن جريج أنه سمع عطاء به . و من طريق حفص بن غياث و إسماعيل بن عياش عن ابن
جريج به . و في حديث ابن عياش تصريح ابن جريج بالسماع أيضا , و أخرجه الضياء في
" المختارة " ( 63 / 11 / 1 ) من طريق الطبراني عن عمرو بن عثمان حدثنا الوليد
ابن مسلم حدثنا ابن جريج عن عطاء به . فاتصل الإسناد و صح الحديث , و الحمد لله
. و قد أخرجه ابن عساكر أيضا ( 2 / 94 و 17 / 451 / 1 ) من طريق خارجة عن ابن
جريج عن عطاء مرسلا بلفظ : " اسمحوا يسمح لكم " . و قال : " قال لنا أبو محمد
ابن الأكفاني : هو خارجة بن مصعب " .
قلت : و تابعه مندل بن علي العنزي عند ابن عساكر أيضا , و كلاهما ضعيف و الصواب
في الحديث أنه مسند عن ابن عباس كما تقدم . ( انظر الاستدراك رقم 440 / 24 ) .
1457 " اشتكت النار إلى ربها و قالت : أكل بعضي بعضا , فجعل لها نفسين : نفسا في
الشتاء و نفسا في الصيف , فأما نفسها في الشتاء فزمهرير و أما نفسها في الصيف
فسموم " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 441 :
أخرجه الترمذي ( 3 / 346 ) و ابن ماجه ( 2 / 586 ) من طريق الأعمش عن أبي صالح
عن # أبي هريرة # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره , و قال
الترمذي و السياق له : " حديث حسن صحيح " .
قلت : و إسناده عند ابن ماجه صحيح على شرط الشيخين , و قد أخرجاه و كذا أحمد (
2 / 238 - 277 - 462 - 503 ) من طرق عن أبي هريرة نحوه .
1458 " إن التجار يحشرون يوم القياة فجارا إلا من اتقى و بر و صدق " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 441 :
أخرجه البيهقي في " شعب الإيمان " ( 2 / 53 / 2 ) عن أبي العباس أحمد بن سعيد
الجمال حدثنا عبد الله بن بكر السهمي حدثنا حاتم بن أبي صغيرة عن عمرو بن دينار
عن # البراء بن عازب # قال : أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى البقيع
فقال : " يا معشر التجار ! " حتى إذا اشرأبوا قال : فذكره .
قلت : و هذا إسناد جيد , رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير أبي العباس هذا ,
ترجمه الخطيب ( 4 / 170 ) و قال : " و كان ثقة حسن الحديث . و قال ابن المنادي
: كان من الثقات " . ثم ساقه من طريق إسماعيل بن عبيدة بن رفاعة بن رافع
الأنصاري ثم الزرقي عن أبيه عن جده رفاعة . أنه خرج مع رسول الله صلى الله عليه
وسلم إلى المصلى فوجد الناس يتبايعون فقال : فذكره . و هذا قد أخرجه الترمذي
و ابن حبان و الحاكم و صححوه , لكن في إسماعيل هذا جهالة كما بينته في " أحاديث
البيوع " , ثم في " التعليق الرغيب " ( 3 / 29 ) , فلما وقفت على طريق البراء
هذه بادرت إلى تخريجها تقوية الحديث . و الحمد لله على توفيقه , و لذا أوردته
في " صحيح الترغيب و الترهيب " ( 16 / 12 ) بعد أن كنت بيضت له في " المشكاة "
( 2799 ) , فلينقل هذا التصحيح إلى هناك .
1459 " أشيروا على النساء في أنفسهن , فقال : إن البكر تستحي يا رسول الله ? قال :
الثيب تعرب عن نفسها بلسانها , البكر رضاها صماتها " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 442 :
أخرجه ( 4 / 192 ) عن الليث بن سعد قال : حدثني عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي
حسين المكي عن # علي بن عدي الكندي عن أبيه # مرفوعا . و هذا سند صحيح رجاله
ثقات رجال الستة غير عدي بن عدي و هو ثقة فقيه كما في التقريب . و له شاهد من
حديث ابن عمر و فيه بيان سبب ورود الحديث و لفظه : قال ابن عمر لعمر بن الخطاب
: اخطب على ابنة صالح , فقال : إن له يتامى و لم يكن ليؤثرنا عليهم , فانطلق
عبد الله إلى عمه زيد بن الخطاب ليخطب , فانطلق زيد إلى صالح فقال : إن عبد
الله بن عمر أرسلني إليك يخطب ابنتك , فقال : لي يتامى و لم أكن لأترب لحمي
و أرفع لحمكم , أشهدكم أني قد أنكحتها فلانا , و كان هوى أمها إلى عبد الله بن
عمر فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : يا نبي الله , خطب عبد الله بن
عمر ابنتي فأنكحها أبوها يتيما في حجره و لم يؤامرها , فأرسل رسول الله صلى
الله عليه وسلم إلى صالح فقال : أنكحت ابنتك و لم تؤامرها ? فقال : نعم , فقال
: ( أشيروا على النساء أنفسهن ) . و هو بكر , فقال صالح : فإنما فعلت هذا لما
يصدقها ابن عمر , فإن له في مالي مثل ما أعطاها . أخرجه أحمد ( 2 / 57 ) عن
يزيد بن أبي حبيب عن إبراهيم بن صالح - و اسمه الذي الذى يعرف به نعيم بن
النمام و كان رسول الله صلى الله عليه وسلم سماه صالحا -أن عبد الله بن عمر
أخبره به . و رجاله ثقات رجال الستة غير إبراهيم بن صالح راوي الحديث عن ابن
عمر , قال الحسيني : روى عنه يزيد بن أبي حبيب فيه نظر . قال الحافظ في
" التسجيل " قلت : أخرج الحديث مع أحمد الحارث في مسنده و الطحاوي و ابن السكن
في الصحابة و ابن المقري في فوائده كلهم من طريق الليث عن إبراهيم المذكور
و ذكره ابن حبان في الطبقة الثالثة من الثقات فقال إبراهيم بن صالح بن عبد الله
شيخ يروي المراسيل روى عنه ابن أبي حبيب " قلت : و قال الهيثمي ( 4 / 279 ) :
رواه أحمد و هو مرسل و رجاله ثقات " . ثم قال الحافظ : و قد ذكرت في كتابي في
الصحابة أن الزبير بن بكار قال : إن إبراهيم هذا ولد في عهد النبي صلى الله
عليه وسلم , و المراد يكون حديثه عن ابن عمر مرسلا أنه لم يدرك القصة التي
رواها يزيد بن أبي حبيب عن ابن عمر , و كان ذلك في عهد رسول الله صلى الله عليه
وسلم و كان إبراهيم إذ ذاك طفلا و لم يذكر في سياق الحديث أن ابن عمر أخبر بذلك
. و أما إدراكه ابن عمر فلا شك فيه , و قد وجدت له ذكرا فيمن شهد على ابن عمر
في وقف أرضه , و مات هو قبل ابن عمر كما ذكره البخاري و من تبعه أنه قتل في
الحرة , فإن ابن عمر عاش بعد وقعة الحرة نحو عشرة سنين " .
قلت : و قد وقعت لابن عمر قصة أخرى خلاف هذه و لا بأس من ذكرها لما فيها من
الفائدة , قال ابن عمر : " توفي عثمان ابن مظعون و ترك ابنة له من خويلة بنت
حكيم بن أمية بن حارثة بن الأوقص قال : و أوصى إلى أخيه قدامة بن مظعون - قال
عبد الله : و هما خالاي - قال : فخطبت إلى قدامة بن مظعون ابنة عثمان بن مظعون
فزوجنيها , و دخل المغيرة بن شعبة يعني إلى أمها فأرغبها في المال فحطت إليه
و حطت الجارية إلى هوى أمها فأبيا حتى ارتفع أمرها إلى رسول الله صلى الله عليه
وسلم , فقال قدامة بن مظعون : يا رسول الله ابنة أخي أوصى بها إلي فزوجتها ابن
عمتها عبد الله بن عمر فلم أقصر بها في الصلاح و لا في الكفاءة و لكنها امرأة
و إنما حطت إلى هوى أمها ! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هي يتيمة و لا
تنكح إلا بإذنها , قال : فانتزعت و الله مني بعد أن ملكتها فزوجوها المغيرة بن
شعبة " . أخرجه أحمد ( 2 / 130 ) و الدارقطني ص ( 385 ) عن ابن إسحاق حدثني عمر
ابن حسين بن عبد الله مولى آل حاطب عن نافع مولى ابن عمر عنه . و هذا إسناد جيد
رجاله رجال الشيخين غير ابن إسحاق و قد صرح بالتحديث , و قد توبع , فرواه
الدارقطني و الحاكم ( 2 / 167 ) عن ابن أبي ذئب عن عمر بن حسين به نحوه مختصرا
و فيه عند الحاكم : لا تنكحوا النساء حتى تستأمروهن , فإذا سكتن فهو إذنهن " .
و قال : صحيح على شرط الشيخين , و وافقه الذهبي , و هو كما قالا , و سيأتي لفظه
في موضعه .
1460 " اشتد غضب الله على قوم فعلوا هذا برسول الله صلى الله عليه وسلم - و هو حينئذ
يشير إلى رباعيته - اشتد غضب الله على رجل يقتله رسول الله صلى الله عليه وسلم
فى سبيل الله " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 444 :
أخرجه البخاري ( 5 / 37 ) و مسلم ( 5 / 179 ) و اللفظ له من حديث # أبي هريرة #
. ثم أخرجه البخاري من حديث ابن عباس قال : " اشتد غضب الله على من قتله النبي
صلى الله عليه وسلم في سبيل الله , اشتد غضب الله على قوم دموا وجه نبي الله
صلى الله عليه وسلم " . هكذا أخرجه البخاري موقوفا على ابن عباس , و كذلك أورده
الحافظ بن كثير في " البداية " ( 4 / 29 ) موقوفا عليه , و هو في حكم المرفوع
حتما و قد وقع مرفوعا في نسخة البخاري التي عليها شرح العيني ( 8 / 225 )
فراجعه بلفظ : عن ابن عباس : قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : فلا أدري
أهي زيادة من بعض النساخ أو أنها ثابتة في بعض نسخ البخاري . و الله أعلم .
( تنبيه ) : عزا الحافظ بن كثير حديث ابن عباس هذا لمسلم من طريق عبد الرزاق :
حدثنا مخلد بن مالك حدثنا يحيى بن سعيد الأموي حدثنا ابن جريج عن عمرو ابن
دينار عن عكرمة عن ابن عباس . و هو في البخاري عن شيخه مخلد ابن مالك هذا
بالإسناد المذكور . و نسبته إلى مسلم وهم عندي فإن مخلدا هذا ليس رجاله , و قد
قال العيني في الكلام عليه : " و هو من أفراده ( يعني البخاري ) و وهم الحاكم
حيث قال : روى عنه مسلم لأن أحدا لم يذكره في رجاله " ثم أن مما يلفت النظر قول
ابن كثير : و رواه مسلم من طريق عبد الرزاق حدثنا مخلد . الخ . فإن عبد الرزاق
هذا و ابن همام متقدم في الطبقة على مخلد بن مالك و هو يروي عن ابن جريج مباشرة
بدون واسطة مات سنة ( 211 ) بينما كانت وفاة مخلد بن مالك سنة ( 241 ) فأخشى أن
يكون في نسخة البداية تحريفا من النساخ في هذا المكان كما أنها ممزقة في كثير
من المواطن كما يظهر ذلك للباحث .
( تنبيه ثان ) : قال الحافظ بن حجر : حديث أبي هريرة و حديث ابن عباس هذا من
مراسيل الصحابة فإنهما لم يشهدا الواقعة ( يعني وقعة أحد التي فيها دمى رسول
الله صلى الله عليه وسلم فكأنهما حملاها عمن شهدها أو سمعها من النبي صلى الله
عليه وسلم بعد ذلك " و للحديث شاهد بلفظ : " أشد الناس عذاب يوم القيامة رجل
قتله نبي أو قتل نبيا و إمام ضلالة و ممثل من الممثلين " .
1461 " ذبوا بأموالكم عن أعراضكم , قالوا : يا رسول الله كيف نذب بأموالنا عن
أعراضنا ? قال : يعطى الشاعر و من تخافون من لسانه " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 445 :
رواه السهمي في " تاريخ جرجان " ( 182 ) و الديلمي ( 2 / 154 ) عن سهل بن عبد
الرحمن الجرجاني حدثنا محمد بن مطرف عن محمد بن المنكدر عن سعيد بن المسيب عن
# أبي هريرة # مرفوعا . أورده في ترجمة سهل هذا و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا
و هو عندي السندي بن عبدويه الثقة , انظر الحديث المتقدم ( 1453 ) . و رواه
الخطيب في تاريخه ( 9 / 107 ) من طريق أخرى عن إسماعيل بن عبد الرحمن حدثني
محمد بن مطرف الهمداني به . فلا أدري ! تصحف اسم سهل بإسماعيل على بعض النساخ
أم الرواية هكذا عند الخطيب ? و لم أجد في الرواة من هذه الطبقة من يدعى
إسماعيل بن عبد الرحمن فالظاهر أنه تصحف على بعض الناسخين أو أخطأ فيه بعض رواة
السند إليه . و الله أعلم . و الجملة الأولى من الحديث رواها أبو نعيم في
" أخبار أصبهان " ( 2 / 213 ) و أبو الحسين البوشنجي في " المنظوم و المنثور "
( 178 / 1 ) عن الحسين بن علوان الكوفي حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة
مرفوعا . لكن الحسين هذا كذاب وضاع . و هو الذي روى بهذا السند حديث : " أربع
لا يشبعن من أربع : أنثى من ذكر ... الحديث و قد مضى فالاعتماد على ما قبله .
و الحديث أورده السيوطي في " الجامع الصغير " بلفظ حديث عائشة و قال : " رواه
الخطيب عن أبي هريرة و ابن لال عن عائشة " . قال المناوي : " و رواه عنها
الديلمي أيضا " . و لم يتكلم عليهما المناوي بشيء !
1462 " اصنعوا ما بدا لكم , فما قضى الله فهو كائن , فليس من كل الماء يكون الولد "
.
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 446 :
أخرجه مسلم ( 4 / 159 - 160 ) و أحمد ( 3 / 26 و 47 و 59 و 82 و 93 ) و اللفظ
له , و ابن أبي عاصم في " السنة " ( 364 و 365 ) من طرق عن أبي الوداك جبر من
نوف عن أبي سعيد قال : " أصبنا سبيا يوم حنين , فكنا نلتمس فداءهن , فسألنا
رسول الله صلى الله عليه وسلم عن العزل ? فقال " فذكره . و لفظ مسلم : " ما من
كل الماء يكون الولد , و إذا أراد الله خلق شيء لم يمنعه شيء " . و أخرجه
الطيالسي ( 2193 ) من طريق عمارة العبدي عن أبي سعيد نحوه بلفظ : " إن قضى الله
عز وجل شيئا ليكونن و إن عزل " . قال أبو سعيد : و لقد عزلت عن أمة لي , فولدت
أحب الناس إلي : هذا الغلام " . لكن عمارة هذا و هو ابن جوين أبو هارون متروك .
1463 " أشيدوا النكاح , أشيدوا النكاح , هذا النكاح لا السفاح " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 447 :
رواه ابن منده في " المعرفة " ( 2 / 218 / 2 ) بسند صحيح عن يونس بن بكير :
أخبرنا محمد بن عبيد الله عن # عبد الله بن أبي عبد الله بن هبار بن الأسود عن
أبيه عن جده # أنه زوج بنتا له , و كان عندهم كبر و غرابيل , فخرج رسول الله
صلى الله عليه وسلم , فسمع الصوت , فقال : ما هذا ? فقيل : زوج هبار ابنته ,
فقال النبي صلى الله عليه وسلم فذكره . قال : قلت : فما الكبر . قال : الطبل
الكبير . و الغرابيل الصنوج . ثم رواه من طريق أبي معشر عن يحيى بن عبد الله بن
هبار عن أبيه عن جده مختصرا . و ليس فيه ذكر الكبر و الغرابيل .
قلت : و هذا إسناد ضعيف مجهول , عبد الله بن هبار , و ابنه يحيى لم أجد من
ترجمهما . و أبو معشر و اسمه نجيح ضعيف . و من طريقه رواه الطبراني أيضا في
ترجمة " هبار " من " الإصابة " . و في الطريق الأولى محمد بن عبيد الله و هو
العرزمي و هو متروك , و رواه الطبراني من طريقه أيضا كما في " المجمع " ( 4 /
290 ) ,و عبد الله بن أبي عبد الله بن هبار لم أجد له ترجمة أيضا , و من طريقه
أخرجه الحسن بن سفيان في " مسنده " كما في " الإصابة " و قال عقب هذا و الذي
قبله : " و في كل من الإسنادين ضعف " . قال أبو نعيم : اسم أبي عبد الله ابن
هبار بن عبد الرحمن . قلت : أخرجه البغوي من طريق عبد الله بن عبد الرحمن ابن
هبار به . لكن في سنده علي بن قرين ( الأصل : قرس ! ) و قد نسبوه بوضع الحديث .
لكن أخرج الخطيب في " المؤتلف " من طريق إبراهيم بن محمد بن أبي ثابت
لنا بعلو في " فوائد بن أبي ثابت " هذا من يراعيه بسنده إلى محمد بن سلمة (
الأصل : أحمد بن سلمة ) الحراني عن ( الفزاري عن عبد الله بن ) عبد الله بن
هبار عن أبيه قال : زوج هبار ابنته فضرب في عرسها بالدف . الحديث .
و أخرج الإسماعيلي في " معجم الصحابة " و الخطيب في " المؤتلف " من طريقه -
و نقله من خطه قال : أخبرني محمد بن طاهر بن أبي الدميكة حدثنا إبراهيم بن عبد
الله الهروي حدثنا هشيم أخبرني أبو جعفر عن يحيى بن عبد الملك بن هبار عن أبيه
قال : مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بدار علي بن هبار فذكر الحديث كما تقدم
في ترجمة علي بن هبار " . يعني مثل رواية ابن منده المشار إليها آنفا .
و أبو جعفر هكذا وقع في خط الخطيب بدل أبي معشر . قال الحافظ في ترجمته على ابن
هبار فما أدري أهو سهوا أو اختلاف من الرواة . و ما بين القوسين استدركته من
هذه الترجمة و من جزء " حديث ابن أبي ثابت " المحفوظ في ظاهرية دمشق ( 2 / 138
/ 2 ) و الفزاري هو العرزمي المتقدم كما جزم به الحافظ , و قال : و العرزمي
ضعيف جدا . و جملة القول أن هذا الحديث بهذا الإسناد ضعيف لاضطرابه , و جهالة
بعض رواته و ضعف آخرين منهم . نعم له شاهد من حديث السائب بن يزيد قال : " لقي
رسول الله صلى الله عليه وسلم جوار يتغنين يقلن فحيونا نحييكم , فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم لهن , ثم دعاهن فقال : لا تقلن هكذا , و لكن قولوا : حيانا
و إياكم , فقال رجل : يا رسول الله أنرخص للناس في هذا ? فقال : نعم إنه نكاح ,
لا سفاح , أشيدوا النكاح " . قال الهيثمي في " المجمع " ( 4 / 290 ) : " رواه
الطبراني و فيه يزيد بن عبد الملك النوفلي و هو ضعيف , و وثقه ابن معين في
روايته " .
قلت : فالحديث به حسن , لاسيما و هو بمعنى حديث ابن الزبير مرفوعا . " أعلنوا
النكاح " .
1464 " اشفعوا تؤجروا , فإني لأريد الأمر فأؤخره كيما تشفعوا فتؤجروا " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 449 :
أخرجه أبو داود ( 5132 ) و النسائي ( 1 / 356 ) و الخرائطي في " مكارم الأخلاق
" ( ص 75 ) عن سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن وهب بن منبه عن أخيه عن
# معاوية بن أبي سفيان # أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .
قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين , و قد أخرجاه بنحو من حديث أبي موسى
الأشعري , و قد أخرجه عنه الثلاثة المذكورون أيضا و الترمذي ( 2 / 112 ) و قال
: " حديث حسن صحيح " . و أحمد ( 4 / 400 - 409 - 413 ) و الخطيب في " التاريخ "
( 2 / 5 ) . و لفظ حديث الترجمة عند النسائي : إن رجل ليسألني الشيء فأمنعه حتى
تشفعوا فيه فتؤجروا , اشفعوا تؤجروا " . و عزاه السيوطي في " الجامع الصغير "
للطبراني في " الكبير " فقصر , و سكت عليه المناوي .
1465 " أطعموا الطعام , و أطيبوا الكلام " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 449 :
رواه الطبراني ( 1 / 275 / 2 ) : حدثنا القاسم بن محمد الدلال حدثنا مخول بن
إبراهيم حدثنا كامل أبو العلاء عن عبد الله بن سليمان عن # الحسن بن علي #
مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف , الدلال هذا , ضعفه الدارقطني , و ذكره ابن حبان في
" الثقات " , و أخرج له الحاكم في " المستدرك " , و من فوقه ثقات غير عبد الله
ابن سليمان فلم أعرفه . ثم رواه ( 1 / 294 / 2 ) : حدثنا أحمد بن عمرو القطراني
حدثنا زياد بن يحيى حدثنا أبو عتاب الدلال حدثنا عمرو بن ثابت حدثني حبيب بن
أبي ثابت عن الحسن مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف أيضا من أجل عمرو بن ثابت , فقد جزم بضعفه الحافظ
و غيره و بقية رجاله ثقات , رجال مسلم غير القطراني هذا فلم أجد له ترجمة ,
و حبيب مدلس و قد عنعنه .
قلت : فلعل الحديث يتقوى بمجموع الطريقين , و هو قوي بما له من الشواهد , منها
عن جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يمكنكم من الجنة , إطعام
الطعام , يا بني عبد المطلب , أطعموا الطعام و أطيبوا الكلام " . ذكره الهيثمي
( 5 / 17 ) و سقط من قلمه أو من الناسخ ذكر مخرجه , و قال : " و فيه عبد الله
ابن محمد العبادي , و لم أعرفه , و بقية رجاله رجال الصحيح " . و عن مقدام بن
شريح عن أبيه , عن جده قال : " قلت : يا رسول الله حدثني بشيء يوجب لي الجنة ,
قال : يوجب الجنة إطعام الطعام , و إفشاء السلام " و في رواية حسن الكلام " .
قال الهيثمي : " رواه الطبراني بإسنادين , و رجال أحدهما ثقات " . و عن أنس قال
: " قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم علمني عملا يدخلني الجنة , قال : أطعم
الطعام , و أفش السلام , و أطيب الكلام , و صل بالليل و الناس نيام , تدخل
الجنة بسلام " . قال : " رواه الطبراني و فيه حفص بن أسلم و هو ضعيف " .
1466 " أطعموا الطعام , و أفشوا السلام , تورثوا الجنان " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 451 :
رواه المقدسي في " المختارة " ( 135 / 1 ) عن الطبراني حدثنا محمد بن معاذ
الحلبي حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا الربيع بن مسلم عن محمد بن زياد قال : كان
# عبد الله بن الحارث # يمر بنا فيقول : فذكره مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد رجاله ثقات رجال مسلم غير محمد بن معاذ الحلبي , و الظاهر
أنه الدمشقي الذي ترجمه الحافظ بن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 16 / 4 / 2 - 5 /
1 ) برواية جمع من الثقات و أفاد أنه كان من أهل الفتوى في دمشق و أن أبا حاتم
قال : لا أعرفه , مات سنة ( 215 ) . و للحديث شاهد من حديث أبي هريرة مرفوعا به
و فيه زيادة أوردته من أجلها في الكتاب الآخر ( 1324 ) .
1467 " أطفال المسلمين في جبل في الجنة يكفلهم إبراهيم و سارة حتى يدفعونهم إلى
آبائهم يوم القيامة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 451 :
رواه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2 / 263 ) و الديلمي ( 1 / 1 / 118 )
و ابن عساكر ( 19 / 219 / 2 ) و الحافظ عبد الغني في تخريج حديثه ( 73 / 40 / 1
) عن مؤمل بن إسماعيل حدثنا سفيان الثوري عن عبد الرحمن الأصبهاني عن أبي حازم
عن # أبي هريرة # مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير مؤمل بن إسماعيل و هو صدوق سيء
الحفظ كما في " التقريب " و قد خالفه يحيى القطان فقال : " عن سفيان به موقوفا
على أبي هريرة . أخرجه ابن عساكر من طريق مسدد بن مسرهد أخبرنا يحيى به . فهو
موقوف صحيح الإسناد , و لكنه في حكم المرفوع لأنه لا يقال بمجرد الرأي و لأن له
طريقا أخرى عنه مرفوعا بلفظ : " ذراري المسلمين في الجنة , يكفلهم إبراهيم عليه
السلام " . أخرجه الإمام أحمد ( 2 / 326 ) عن عبد الرحمن بن ثابت عن عطاء بن
قرة عن عبد الله بن صخرة عنه .
قلت : و هذا إسناد حسن و صححه ابن حبان و الحاكم و الذهبي كما سبق برقم ( 605 )
.
( تنبيه ) : أورد السيوطي حديث الترجمة من رواية أحمد و الحاكم و البيهقي في
" البعث " عن أبي هريرة , و عزوه باللفظ المذكور إلى أحمد و الحاكم فيه تساهل
واضح لما عرفت من أن لفظهما مخالف له , ثم إنه زاد في التساهل بل التقصير ,
فإنه لما ذكره باللفظ الآخر : " ذراري ... " لم يعزه إلا لأبي بكر بن أبي داود
فقط في " البعث " ? .
1468 " أطفال المشركين هم خدم أهل الجنة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 452 :
رواه ابن منده في " المعرفة " ( 2 / 261 / 1 ) معلقا حدث إبراهيم بن المختار عن
محمد بن إسحاق عن يزيد بن أبي حبيب عن سنان بن سعد عن # أبي مالك # قال : " سئل
النبي صلى الله عليه وسلم عن أطفال المشركين : قال : هم ... " .
قلت : و هذاإسناد ضعيف , ابن إسحاق مدلس و قد عنعنه . و إبراهيم بن المختار
صدوق سيء الحفظ . و يشهد له ما أخرج أبو نعيم في " الحلية " ( 6 / 308 ) من
طريق الطبراني و هذا في " الأوسط " بسنده عن الربيع بن صبيح عن يزيد الرقاشي عن
أنس بن مالك قال : " سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذراري المشركين لم
يكن لهم ذنوب يعاقبون بها فيدخلون النار , و لم تكن حسنة يجاوزون بها فيكونون
من ملوك الجنة ? فقال النبي صلى الله عليه وسلم : هم خدم أهل الجنة " . و أخرج
الجملة الأخيرة منه أبو يعلى في " مسنده " ( 1011 - 1012 ) و الكلاباذي في
" مفتاح المعاني " ( 276 / 1 ) من طريق الأعمش عن يزيد الرقاشي به . و تابعه
مبارك بن فضالة عن علي بن زيد عن أنس به . أخرجه البزار ( 232 ) . و يشهد له
أيضا ما أخرجه البزار في " مسنده " ( 232 - زوائده ) من طريق عباد بن منصور عن
أبي رجاء عن سمرة بن جندب مرفوعا به و قال : " تفرد به عباد بهذا اللفظ " .
قلت : و عباد بن منصور ضعيف , و قال الهيثمي ( 7 / 219 ) : " رواه الطبراني في
"الكبير " و " الأوسط " و البزار , و فيه عباد بن منصور , وثقه يحيى القطان
و فيه ضعف و بقية رجاله ثقات " . و جملة القول أن الحديث صحيح عندي بمجموع هذه
الطرق و الشواهد .
1469 " اطلبوا إجابة الدعاء عند التقاء الجيوش , و إقامة الصلاة و نزول المطر " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 453 :
أخرجه الشافعي في " الأم " ( 1 / 223 - 224 ) : أخبرني من لا أتهم قال : حدثني
عبد العزيز بن عمرو عن # مكحول # عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف , فإنه مع إرساله , فيه جهالة شيخ الشافعي , فإنه لم
يسم , و ليس يلزم أن يكون ثقة , فإن في شيوخه من اتهم , و هو إبراهيم بن محمد
ابن أبي يحيى الأسلمي , كيف لا و قد تقرر في علم المصطلح أن قول الثقة حدثني
الثقة . لا يحتج به حتى يعرف هذا الذي وثق ! و عبد العزيز بن عمرو و هو أبو
محمد الأموي صدوق يخطىء .
قلت : لكن الحديث له شواهد من حديث سهل بن سعد و ابن عمر و أبي أمامة خرجتها في
" التعليق الرغيب " ( 1 / 116 ) و هي و إن كانت مفرداتها ضعيفة إلا أنه إذا ضمت
إلى هذا المرسل أخذ بها قوة و ارتقى إلى مرتبة الحسن إن شاء الله تعالى .
1470 " اضمنوا لى ستا من أنفسكم أضمن لكم الجنة : اصدقوا إذا حدثتم و أوفوا إذا
وعدتم و أدوا إذا ائتمنتم و احفظوا فروجكم و غضوا أبصاركم و كفوا أيديكم " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 454 :
رواه بن خزيمة في " حديث علي بن حجر " ( ج 3 رقم 91 ) و ابن حبان ( رقم 107 )
و الحاكم ( 4 / 358 - 359 ) و الخرائطي في " المكارم " ( ص 31 ) و أحمد ( 5 /
323 ) و الطبراني ( 49 / 1 - منتقى منه ) و البيهقي في " الشعب " ( 2 / 47 / 1
) عن عمرو عن المطلب بن عبد الله عن # عبادة # مرفوعا .
قلت : و هذا سند حسن لولا الانقطاع بين المطلب و عبادة و لذلك لما صححه الحاكم
تعقبه المنذري في " الترغيب " ( 3 / 64 ) بقوله : " بل المطلب لم يسمع من عبادة
" . لكن ذكر له البيهقي ( 2 / 125 / 2 ) شاهدا مرسلا من طريق عبد الرزاق عن
معمر عن أبي إسحاق عن الزبير أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " من ضمن لي ستا
ضمنت له الجنة , قالوا : و ما هي يا رسول الله ? قال : من إذا حدث صدق و إذا
و عد أنجز و إذا أئتمن أدى و من غض بصره و حفظ فرجه و كف يده أو قال نفسه " .
قلت : و الزبير هذا إن كان ابن العوام فهو منقطع لأن أبا إسحاق و هو عمرو بن
عبد الله السبيعي فإنه روى عن علي و قيل إنه لم يسمع منه , و هو - أعني الزبير
- أقدم وفاة من علي , فلأن يكون لم يسمع منه أولى , ثم هو إلى ذلك مدلس و لم
يصرح بالتحديث , فلعل هذا الانقطاع هو الإرسال الذي عناه البيهقي حين قال :
" و له شاهد مرسل " . و جملة القول : أن الحديث بمجموع الطريقين حسن . و الله
أعلم . و له شاهد آخر متصل من رواية يزيد بن أبي حبيب عن سعد بن سنان عنه
مرفوعا بلفظ : " تقبلوا لي بست , أتقبل لكم الجنة , قالوا : و ما هي ? قال :
إذا حدث أحدكم فلا يكذب و إذا وعد فلا يخلف و إذا أئتمن فلا يخن و كفوا أيديكم
و احفظوا فروجكم " . أخرجه الخرائطي في " مكارم الأخلاق " ( ص 30 ) و الحاكم (
4 / 359 ) شاهدا لما قبله , و سنده حسن عندي , رجاله كلهم ثقات غير سعد بن سنان
و هو صدوق له أفراد . فالحديث صحيح به .
1471 " اطلبوا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان , فإن غلبتم فلا تغلبوا على
السبع البواقي " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 455 :
أخرجه عبد الله بن أحمد في " زوائد المسند " ( 1 / 133 ) حدثني سويد بن سعيد
أخبرني عبد الحميد بن الحسن الهلالي عن أبي إسحاق عن هبيرة بن يريم عن # علي #
رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .
قلت : و هذا سند ضعيف , سويد بن سعيد ضعيف , و شيخه الهلالي صدوق يخطىء و سائر
رجاله ثقات على اختلاط أبي إسحاق و هو السبيعي و تدليسه . لكن الحديث صحيح ,
فإن له شاهدا قويا يرويه شعبة عن عقبة بن حريث قال : سمعت ابن عمر رضي الله
عنهما يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره بلفظ : " التمسوها في
العشر الأواخر ( يعني ليلة القدر , فإن ضعف أحدكم أو عجز ) ( و في رواية : أو
غلب ) فلا يغلبن على السبع البواقي " . أخرجه مسلم ( 3 / 170 ) و الطيالسي (
958 - ترتيبه ) و عنه البيهقي ( 4 / 311 ) و أحمد ( 2 / 44 و 75 و 78 و 91 )
و الرواية الأخرى له . و مما يشهد له حديث أبي سعيد الخدري مرفوعا بلفظ :
" اطلبوا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان , في تسع يبقين و سبع , يبقين ,
و خمس يبقين , و ثلاث يبقين " . أخرجه الطيالسي ( 962 ) دون ذكر التسع , و أحمد
( 3 / 71 ) و السياق له و إسناده صحيح على شرط مسلم , و هو عنده ( 3 / 173 ) من
طريق أخرى من طريق أبي نضرة عنه بلفظ : " فالتمسوها في العشر الأواخر من رمضان
التمسوها في التاسعة و السابعة و الخامسة " . قال :" قلت يا أبا سعيد إنكم
أعلم بالعدد منا , قال : أجل نحن أحق بذلك منكم , قال : قلت : ما التاسعة
و السابعة و الخامسة ? قال : إذا مضت واحدة و عشرون فالتي تليها اثنتان
و عشرون و هي التاسعة , فإذا مضت ثلاث و عشرون فالتي تليها السابعة , فإذا مضى
خمس و عشرون فالتي تليها الخامسة " . و هو في " صحيح أبي داود " ( 1252 ) .
و للحديث شواهد كثيرة عن جمع من الصحابة منهم جابر بن سمرة عند الطيالسي و أحمد
و الطبراني , و معاوية بن أبي سفيان عند ابن نصر في " قيام الليل " ( 106 ) ,
و عبادة بن الصامت عنده أيضا ( ص 105 ) و أحمد ( 5 / 313 و 318 و 319 و 321 و
324 ) و زاد في رواية : " فمن قامها ابتغائها و احتسابا , ثم وفقت له ما تقدم
من ذنبه و ما تأخر " . و في إسنادها عمر بن عبد الرحمن , أورده ابن أبي حاتم (
3 / 1 / 120 ) لهذا الإسناد و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . و أما ابن حبان
فذكره في " الثقات " ( 1 / 145 ) على قاعدته . رواه عنه عبد الله بن محمد بن
عقيل و به أعله الهيثمي فقال : " رواه أحمد و الطبراني في " الكبير " و فيه عبد
الله بن محمد بن عقيل , و فيه كلام و قد وثق " .
قلت : و المتقرر فيه أنه حسن الحديث إذا لم يخالف , فإعلال الحديث بشيخه أولى .
و أما قول الحافظ في " الخصال المكفرة " ( ص 24 طبع دمشق ) بعد عزوه لأحمد :
" و رجاله ثقات , و من طريق أخرى عن عبادة ... و كذا الطبراني في المعجم نحوه "
. فلنا عليه ملاحظتان :
الأولى : أنه أفاد أن للحديث طريقين عند أحمد و هذا وهم , فليس له عنده بهذا
اللفظ إلا طريق واحدة و هي هذه .
و الأخرى : أنه أفاد أن رواية عمر بن عبد الرحمن ثقة أيضا , و ليس كذلك لأنه لم
يوثقه غير ابن حبان و هو متساهل في التوثيق كما شرحه الحافظ نفسه في مقدمة "
اللسان " .
قلت : و من شواهده ما روى بقية بن الوليد حدثني بحير بن سعد عن خالد بن معدن عن
أبي بحرية عن معاذ بن جبل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن ليلة القدر ?
فقال : " هي في العشر الأواخر أو في الخامسة أو في الثالثة " . أخرجه أحمد ( 5
/ 234 ) .
قلت : و إسناده جيد , فإن رجاله كلهم ثقات , و بقية قد صرح بالتحديث .
" التمسوا ليلة القدر آخر ليلة من رمضان " . أخرجه ابن نصر في " قيام الليل "
( ص 106 ) و ابن خزيمة في " صحيحه " ( 1 / 223 / 1 ) عن علي بن عاصم عن الجريري
عن بريدة عن معاوية مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف , علي بن عاصم و هو الواسطي قال الحافظ : " صدوق ,
يخطيء " . و أخرجه ابن عدي ( ق 114 / 1 ) من طريق خالد بن محدوج سمعت أنس بن
مالك يقول : فذكره مرفوعا مختصرا . و روى عن البخاري أنه قال في خالد هذا :
" كان يزيد بن هارون يرميه بالكذب " . ثم قال ابن عدي : " و عامة ما يرويه
مناكير " . لكن له شاهد قوي من حديث أبي بكرة , خرجته في " المشكاة " ( 2092 )
, فمن شاء فليراجعه , و من أجله نقلته من " سلسلة الأحاديث الضعيفة " و " ضعيف
الجامع الصغير " إلى " صحيح الجامع " رقم ( 1249 ) .
1472 " أطيعوني ما كنت بين أظهركم و عليكم بكتاب الله عز وجل , أحلوا حلاله و حرموا
حرامه " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 458 :
أخرجه تمام في " الفوائد " ( 6 / 111 / 1 - 2 ) عن سليمان بن أيوب بن حذلم
حدثنا سليمان بن عبد الرحمن حدثنا معاوية بن صالح حدثنا إبراهيم بن أبي العباس
حدثني ابن حميد عن بحير بن سعد عن خالد بن معدان عن كثير بن مرة عن نعيم بن
همار عن المقدام بن معدي كرب عن أبي أيوب الأنصاري عن # عوف بن مالك الأشجعي #
قال : " خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالهجير و هو مرعوب فقال " فذكره .
ثم أخرجه من طريق أحمد بن الغمر بن أبي حماد - بحمص - حدثنا سليمان بن عبد
الرحمن به لكنه لم يذكر في إسناده إبراهيم بن أبي العباس .
قلت : و الأول أصح , فإن رجال إسناده كلهم ثقات فهو صحيح , و أما الآخر فإن ابن
أبي حماد قد ترجمه ابن عساكر في " تاريخه " ( 2 / 36 / 1 - 2 ) برواية جمع عنه
, و لكنه لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا و لا وفاة , فهو مجهول الحال , فيقدم
عليه ابن حذلم فإنه صدوق كما قال النسائي . و من لطائف إسناده أنه من رواية
أربعة من الصحابة بعضهم عن بعض . و الحديث أورده المنذري في " الترغيب " ( 1 /
41 - 42 ) من رواية أبي أيوب الأنصاري و قال : " رواه الطبراني في " الكبير " و
رواته ثقات " . و كذلك أورده الهيثمي في " المجمع " ( 1 / 170 ) إلا أنه قال :
" و رجاله موثقون " . و له شاهد يرويه كثير بن جعفر عن ابن لهيعة عن أبي قبيل
حدثني عبد الله بن عمرو أن معاذ بن جبل قال : " خرج علينا رسول الله صلى الله
عليه وسلم فقال " فذكره . أخرجه الديلمي في " مسند الفردوس " ( 1 / 1 / 38 -
مختصره ) من طريق أبي الشيخ عنه به . و قال الحافظ في " مختصره " : " قلت : أبو
قبيل ضعيف , و كذا ابن لهيعة و كثير بن جعفر " .
قلت : كثير بن جعفر لم أجد من ضعفه , و قد ترجمه ابن أبي حاتم ( 3 / 2 / 150 )
برواية جماعة عنه و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . ثم رأيت ابن أبي حاتم أورد
الحديث في " العلل " ( 1 / 469 - 470 ) من طريق أخرى عن سليمان بن عبد الرحمن
الدمشقي به إلا أنه قال : حدثنا معاوية بن صالح عن محمد بن حرب عن بحير بن سعد
به . فذكر محمد بن حرب مكان إبراهيم بن أبي العباس , و أسقط منه ابن حمير .
و قال عن أبيه . " هذا حديث باطل " . و لم يظهر لي وجه بطلانه مع ثقة رجاله ,
لاسيما من الطريق الأولى و الشاهد المذكور , و له شاهد آخر , يرويه ابن لهيعة
عن عبد الله ( و في رواية : أخبرني عبد الله ) بن هبيرة عن عبد الله بن مريج
الخولاني قال : سمعت أبا قيس مولى عمرو بن العاص يقول : سمعت عبد الله بن عمرو
يقول : " خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما كالمودع , فقال : أنا
محمد النبي الأمي , قاله ثلاث مرات , و لا نبي بعدي , أوتيت فواتح الكلم
و خواتمه و جوامعه و علمت كم خزنة النار , و حملة العرش , و تجوز بي , و عوفيت
, و عوفيت أمتي , فاسمعوا و أطيعوا ما دمت فيكم , فإذا ذهب بي , فعليكم بكتاب
الله , أحلوا حلاله , و حرموا حرامه " . أخرجه أحمد ( 2 / 172 و 212 ) .
و ابن لهيعة ضعيف , و عبد الله بن مريج الخولاني لم أعرفه , و لم يورده الحافظ
في " تعجيل المنفعة " و هو من شرطه . و لعله لا وجود له , و إنما هو من مخيلة
ابن لهيعة و سوء حفظه , فقد سماه في الرواية الأخرى عبد الرحمن بن جبير , و هو
ثقة معروف من رجال مسلم . و الله أعلم .
1473 " اعبد الله كأنك تراه , و كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 460 :
أخرجه أحمد ( 2 / 132 ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 6 / 115 ) من طريق الأوزاعي
: أخبرني عبدة بن أبي لبابة عن # عبد الله بن عمر # قال : أخذ رسول الله صلى
الله عليه وسلم ببعض جسدي فقال : فذكره , و هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين .
و ابن أبي لبابة قال أحمد : " لقي ابن عمر بالشام " كما في " تهذيب التهذيب "
و لم يحك في ذلك خلافا , و أما في " الفتح " فقد قال ( 11 / 195 ) بعدما عزا
الحديث للنسائي : " رواية من رجال الصحيح و إن كان اختلف في سماع عبدة من ابن
عمر " . و قال أبو نعيم عقبه : " رواه الفريابي عن الأوزاعي عن مجاهد عن ابن
عمر مثله " .
قلت : هو في البخاري من طريق الأعمش حدثني مجاهد عن عبد الله بن عمر به دون
قوله : " اعبد الله كأنك تراه " .
1474 " اعبد الله كأنك تراه , فإن لم تكن تراه فإنه يراك , و اعدد نفسك في الموتى
و إياك و دعوة المظلوم فإنها تستجاب , و من استطاع أن يشهد الصلاتين العشاء
و الصبح و لو حبوا فليفعل " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 461 :
رواه الطبراني في " الكبير " و ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 19 / 153 / 2 )
عن رجل من النخع قال : سمعت # أبا الدرداء # حين حضرته الوفاة قال : أحدثكم
حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ? سمعت رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول : فذكره . هكذا بهذا السياق و اللفظ أورده المنذري في " الترغيب "
( 1 / 154 و 4 و 133 ) و الهيثمي في " المجمع " ( 2 / 40 ) و أورده السيوطي في
" الجامع الصغير " فزاد و نقص عازيا للطبراني أيضا في " الكبير " و رمز لحسنه ,
و قال ابن المنذري : " رواه الطبراني في " الكبير " و سمى الرجل المبهم جابرا
و لا يحضرني حاله " و قال الهيثمي : " رواه الطبراني في الكبير , و الرجل الذي
من النخع لم أجد ذكره و سماه جابرا " و كأنه يشير إلى رد كلام المنذري المذكور
. و الله أعلم . لكن الحديث له شاهد يقويه و إلى درجة الحسن يرقيه و هو بلفظ :
" اعبد الله كأنك تراه فإنك إن لم تكن تراه فإنه يراك , و احسب نفسك مع الموتى
, و اتق دعوة المظلوم فإنها مستجابة " . أخرجه أبو نعيم ( 8 / 202 / 203 ) من
طريق عن عبد العزيز بن أبي رداد عن أبي سعيد عن زيد بن أرقم به مرفوعا . و أبو
سعيد هذا لم أعرفه و قد قال أبو نعيم عقب الحديث : " تفرد به أبو إسماعيل
الأيلي " كذا و ليس في الإسناد راو بهذه الكنية و النسبة و إنما فيه أبو سعيد
كما ترى فلعل إحدى الكنيتين من تحريف بعض النساخ فإن في النسخة شيئا كثيرا من
تحريفاتهم و على كل حال سواء كان أو أبا سعيد و أبا إسماعيل فإني لم أجد من
ذكره . و أما السيوطي فقد رمز له بالحسن و لعله لشواهده التي منها ما تقدم و
منها : " اعبد الله كأنك تراه و اعدد نفسك في الموتى و اذكر الله عند كل حجر و
عند كل شجر و إذا عملت سيئة بجنبها حسنة السر بالسر و العلانية بالعلانية " .
1475 " اعبد الله كأنك تراه و اعدد نفسك في الموتى و اذكر الله عند كل حجر و عند كل
شجر و إذا عملت سيئة فاعمل بجنبها حسنة السر بالسر و العلانية بالعلانية " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 462 :
رواه الطبراني في الكبير عن أبي سلمة قال : قال # معاذ # : قلت : يا رسول الله
أوصني قال فذكره , قال الهيثمي ( 4 / 218 ) : " رواه الطبراني و أبو سلمة لم
يدرك معاذا و رجاله ثقات " . و قال المنذري ( 4 / 132 ) : " رواه الطبراني
بإسناد جيد إلا أن فيه انقطاعا بين أبي سلمة و معاذ " . قال المناوي عقبه :
" و قد رمز المصنف لحسنه " .
قلت : و هو حري بذلك , فإن له شواهد متفرقة في أحاديث عدة , فالجملتان الأوليان
شاهدة في قبله . و انظر الحديث الماضي برقم ( 1175 ) , و انظر الحديث ( 1070 )
من " السنة " لابن أبي عاصم .
1476 " يا ولي الإسلام و أهله مسكني الإسلام حتى ألقاك عليه " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 462 :
أخرجه السلفي في " الفوائد المنتقاة من أصول سماعات الرئيس الثقفي " ( 2 / 165
/ 1 ) من طريق يحيى بن صالح حدثنا سليمان بن عطاء عن أبي الواصل عن # أنس # قال
: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف , أبو واصل هذا هو عبد الحميد بن واصل الباهلي قال ابن
أبي حاتم ( 3 / 1 / 18 ) : " روى عن أنس , و روى عن ابن مسعود مرسل و أبي أمية
الحبطي , روى عنه عبد الكريم الجزري و شعبة و محمد بن سلمة و عتاب بن بشير " .
و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا , و ذكره ابن حبان في " الثقات " ( 1 / 136 ) .
و سليمان بن عطاء هو ابن قيس القرشي أبو عمرو الجزري قال الحافظ : " منكر
الحديث " . و الحديث أورده الهيثمي في " المجمع " ( 10 / 186 ) بلفظ : " ثبتني
به حتى ألقاك " . و قال : " رواه الطبراني في " الأوسط " و رجاله ثقات " .
قلت : فلعله عنده من طريق أخرى .
( تنبيه ) : أورد الحديث شارح الطحاوية ( ص 358 ) من رواية أبي إسماعيل
الأنصاري في كتابه " الفاروق " بسنده عن أنس به . و لما خرجت الشرح المذكور
علقت عليه بقولي : " لم أقف على إسناده , و ما أخاله يصح , و كتاب " الفاروق "
لم نقف عليه مع الأسف " . ثم دلني بعض الأفاضل على رواية الطبراني المذكورة كما
شرحته في مقدمة الشرح المشار إليه , و بينت فيها أن قول الهيثمي " و رجاله ثقات
" لا يعني أنه صحيح فراجعها . ثم وقفت على إسناد الحديث عند السلفي كما رأيت ,
فإن كان طريق الطبراني و هو طريقه , فالحديث ضعيف , و عندي في ذلك وقفة ,
فلننتظر ما يجد لنا . ثم وقفت على الحديث في " تاريخ بغداد " أخرجه ( 11 / 160
) من طريق عيسى بن خلاد بن بويب حدثنا عتاب بن بشير حدثنا أبو واصل عبد الحميد
عن أنس به . أورده في ترجمة عيسى هذا و قال : " قال الدارقطني : شيخ كان في
بغداد " . و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . فهو مجهول الحال . و عتاب بن بشير
صدوق يخطئ كما في " التقريب " و أخرج له البخاري . و جملة القول أن الحديث عندي
حسن الإسناد . و الله أعلم .
1477 " اعبد الله و لا تشرك به شيئا و أقم الصلاة المكتوبة و أد الزكاة المفروضة
و حج و اعتمر , - قال أشهد : و أظنه قال : و صم رمضان - و انظر ماذا تحب من
الناس أن يأتوه إليك فافعله بهم و ما تكره من الناس أن يأتوه إليك فذرهم منه "
.
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 464 :
رواه الطبراني ( ج 4 - رقم 3222 - صفحة 16 ) قال : حدثني حاتم بن بكير الضبي
قال : حدثنا أشهد بن حاتم الأرطبائي قال : حدثنا ابن عون عن محمد بن جحادة عن
رجل عن زميل له عن أبيه و كان أبوه يكنى # أبا المنتفق # - قال : أتيت النبي
صلى الله عليه وسلم بعرفة , فدنوت منه حتى اختلفت عنق راحلتي و عنق راحلته فقلت
يا رسول الله أنبئني بعمل ينجيني من عذاب الله و يدخلني جنته قال " فذكره " .
قلت : هذا إسناد ضعيف لجهالة الرجل و زميله و أشهد بن حاتم صدوق يخطىء كما قال
الحافظ , و قد خولف في إسناده , فقال أحمد ( 6 / 383 ) : حدثنا عفان حدثنا همام
قال : حدثنا محمد جحادة قال : حدثني المغيرة بن عبد الله اليشكري عن أبيه قال :
" انطلقت إلى الكوفة لأجلب بقالا , قال : فأتيت ... المسجد ... إذا فيه رجل من
قيس يقال له ابن المنتفق و هو يقول : فذكره مرفوعا في قصة له مع النبي صلى الله
عليه وسلم . ثم أخرجه ( 5 / 372 - 373 ) من طريق يونس بن المغيرة بن عبد الله
به .
قلت : و هذا إسناد رجاله ثقات رجال مسلم غير عبد الله اليشكري لم أجد له ترجمة
في كتب الرجال إلا في " تعجيل المنفعة " و لم يزد فيه على قوله : " ليس
بالمشهور " . و قال الهيثمي في " المجمع " ( 1 / 43 ) . " رواه أحمد و الطبراني
في " الكبير " و في إسناده عبد الله بن أبي عقيل اليشكري و لم أر أحدا روى عنه
غير ابنه المغيرة بن عبد الله " . و له شاهد قوي فقال عبد الله بن أحمد في
" زوائد المسند " ( 4 / 76 ) حدثني ( أبو ) صالح : الحكم بن موسى قال : أنبأنا
عيسى بن يونس عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن المغيرة بن سعد عن أبيه أو عن عمه
قال : " أتيت النبي صلى الله عليه وسلم بغرقد , فأخذت بزمام ناقته أو بخطامها ,
فدفعت عنه , فقال : دعوه مأرب ما جاء به , فقلت : نبئني بعمل يقربني إلى الجنة
و يبعدني من النار , قال : فرفع رأسه إلى السماء , ثم قال : لئن كنت أوجزت
الخطبة , لقد أعظمت أو أطولت , تعبد الله لا تشرك به شيئا و تقيم الصلاة و تؤتي
الزكاة و تحج البيت و تصوم رمضان و تأتي إلى الناس ما تحب أن يأتوه إليك و ما
كرهت لنفسك فدع الناس منه , خل عن زمام الناقة " .
قلت : و هذا إسناد جيد رجاله كلهم ثقات رجال مسلم غير المغيرة بن سعد و هو ابن
الأخرم الطائي , روى عنه جمع من الثقات و قال العجلي : كوفي ثقة . و ذكره ابن
حبان في " الثقات " . و الحديث هذا قال الهيثمي : " رواه عبد الله في " زياداته
" و الطبراني في " الكبير " بأسانيد , و رجال بعضها ثقات على ضعف في يحيى بن
عيسى كثير " .
قلت : إسناد عبد الله خلو منه كما رأيت و هو جيد كما بينت فكان الأولى بالهيثمي
أن يتكلم عليه و يبين حاله و لا ينشغل عنه بالطريق الضعيف . و له شاهد آخر من
حديث أبي أيوب الأنصاري . " أن أعرابيا عرض للنبي صلى الله عليه وسلم و هو في
مسير , فأخذ بخطام ناقته ... " الحديث دون " و تحج البيت ... " الخ . أخرجه
أحمد ( 5 / 417 ) بسند صحيح على شرط الشيخين . و هذا القدر له شاهد آخر من مرسل
أبي قلابة . " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب فقال " فذكره و زاد :
" حجوا و اعتمروا , و استقيموا يستقم لكم " .
1478 " أظلتكم فتن كقطع الليل المظلم , أنجى الناس منها صاحب شاهقة يأكل من رسل غنمه
أو رجل من وراء الدروب آخذ بعنان فرسه يأكل من فيىء سيفه " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 466 :
أخرجه الحاكم ( 2 / 92 - 93 ) من طريق عبد الله بن عثمان بن خيثم عن نافع بن
جبير عن نافع بن سرجس أنه سمع # أبا هريرة # يقول : سمعت رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقول : فذكره و قال : " صحيح الإسناد " . و وافقه الذهبي .
قلت : و رجاله ثقات رجال مسلم على ضعف في ابن خيثم غير نافع بن سرجس , و قد
أورده ابن حبان في " الثقات " ( 1 / 237 ) و قال : " كنيته أبو سعيد , يروي عن
أبي واقد الليثي , و روى عنه عبد الله بن عثمان بن خيثم " . و كذا قال ابن أبي
حاتم ( 4 / 1 / 452 - 453 ) و زاد في شيوخه أبا هريرة , ثم روى عن عبد الله بن
أحمد بن حنبل , قال : سمعت أبي يقول : نافع بن سرجس , قلت : كيف حديثه ? قال :
لا أعلم إلا خيرا .
1479 " كان لا يفضل بعضنا على بعض في القسم من مكثه عندنا , و كان قل يوم إلا و هو
يطوف علينا جميعا , فيدنو من كل امرأة من غير مسيس حتى يبلغ إلى التي هو يومها
, فيبيت عندها , و لقد قالت سودة بنت زمعة حين أسنت و فرقت أن يفارقها رسول
الله صلى الله عليه وسلم : يا رسول الله يومي لعائشة , فقبل ذلك رسول الله صلى
الله عليه وسلم منها , و في ذلك أنزل الله تعالى و في أشباهها - أراه قال -
*( و إن امرأة خافت من بعلها نشوزا )* " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 467 :
أخرجه أبو داود ( 1 / 333 - التنازية ) من طريق أحمد بن يونس حدثنا عبد الرحمن
ابن أبي الزناد عن هشام بن عروة عن أبيه قال : قالت # عائشة # : " يا ابن أختي
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يفضل ... " . و خالفه سعيد بن منصور
أخبرنا عبد الرحمن بن أبي الزناد به إلا أنه أرسله فقال : عن هشام عن أبيه قال
: " أنزل في سودة رضي الله عنها و أشباهها *( و إن امرأة خافت ... )* " الحديث
. أخرجه البيهقي ( 7 / 297 ) و قال : " و رواه أحمد بن يونس عن أبي الزناد
موصولا كما سبق ذكره في أول كتاب النكاح " . و لعل الوصل أرجح , فإن أحمد بن
يونس ثقة من رجال الشيخين , و قد زاد الوصل و زيادة الثقة مقبولة , لاسيما و له
شاهد من حديث ابن عباس قال : " خشيت سودة أن يطلقها رسول الله صلى الله عليه
وسلم , فقالت : يا رسول الله لا تطلقني و أمسكني و اجعل يومي لعائشة , فقبل ,
فنزلت الآية . *( و إن امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا )* الآية قال : فما
اصطلحا عليه من شيء فهو جائز " . أخرجه أبو داود الطيالسي ( 1944 - ترتيبه )
و من طريقه الترمذي ( 3 / 94 - 95 ) و كذا الطبراني في " المعجم الكبير " ( 3 /
134 / 1 ) و البيهقي ( 7 / 297 ) و قال الترمذي : " حديث حسن صحيح غريب " .
قلت : و سنده حسن كما قال الحافظ في " الإصابة " . و قد روى في حديث سبب خشية
سودة أن يطلقها صلى الله عليه وسلم , و هو فيما أخرجه ابن سعد في " الطبقات "
( 8 / 53 ) من طريق ابن أبي الزناد بإسناده المتقدم عن عائشة قالت : " كانت
سودة بنت زمعة قد أسنت , و كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يستكثر منها ,
و قد علمت مكاني من رسول الله صلى الله عليه وسلم و أنه يستكثر مني , فخافت أن
يفارقها و ضنت بمكانها عنده , فقالت : يا رسول الله يومي الذي يصيبني لعائشة ,
و أنت منه في حل , فقبله النبي صلى الله عليه وسلم . و في ذلك نزلت : *( و إن
امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا )* الآية " . لكن في إسناده شيخه محمد بن
عمر , و هو الواقدي و هو كذاب . ثم روي من طريق القاسم بن أبي بزة أن النبي صلى
الله عليه وسلم بعث إلى سودة بطلاقها ... الحديث , و نحوه من رواية الواقدي عن
التيمي مرسلا , و فيه أنها قالت : يا رسول الله ما بي حب الرجال , و لكن أحب أن
أبعث في أزواجك , فأرجعني ... و نحوه عن معمر معضلا . و هذا مرسل أو معضل , فإن
القاسم هذا تابعي صغير روى عن أبي الطفيل و سعيد بن جبير و عكرمة و غيرهم .
و هو مع إرساله منكر لأن الروايات المتقدمة صريحة في أنه صلى الله عليه وسلم لم
يطلقها . و هذا يقول : " بعث إلى سودة بطلاقها " . فإن قيل لماذا خشيت سودة
طلاق النبي صلى الله عليه وسلم إياها ? فأقول : لابد أن تكون قد شعرت بأنها قد
قصرت مع النبي صلى الله عليه وسلم في القيام ببعض حقوقه , فخشيت ذلك , و لكني
لم أجد نصا يوضح السبب سوى رواية الواقدي المتقدمة التي أشارت إلى ضعفها من
الناحية الجنسية , و لكن الواقدي متهم كما سبق . و يحتمل عندي أن السبب ضيق
خلقها , و حدة طبعها الحامل على شدة الغيرة على ضراتها , فقد أخرج مسلم ( 4 /
174 ) من طريق هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قال : ما رأيت امرأة أحب إلي أن
أكون في سلافها من سودة بنت زمعة من امرأة فيها حدة . قالت : فلما كبرت جعلت
يومها من رسول الله صلى الله عليه وسلم لعائشة . و للشطر الأول من طريق أخرى
عند ابن سعد ( 8 / 54 ) عن ثابت البناني عن سمية عن عائشة به إلا أنه وقع فيه "
فيها حسد " و لعله محرف من " حدة " . و الله أعلم .
1480 " أعطيت مكان التوراة السبع الطوال و مكان الزبور المئين و مكان الإنجيل
المثاني و فضلت بالمفصل " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 469 :
أخرجه الطيالسي ( 2 / 9 / 1918 ) و الطحاوي في " مشكل الآثار " ( 2 / 154 )
و الطبراني في " التفسير " ( 1 / 100 رقم 126 ) و ابن منده في " المعرفة "
( 2 / 206 / 2 ) من طريق عمران القطان عن قتادة عن أبي المليح عن # واثلة بن
الأسقع # قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : و هذا إسناد حسن رجاله ثقات رجال الشيخين غير عمران القطان فهو حسن
الحديث للخلاف المعروف فيه , و قد تابعه سعيد بن بشير عن قتادة به . أخرجه
الطبري و يوسف بن عبد الهادي في " هداية الإنسان " ( ق 22 / 2 ) . و تابعه ليث
ابن أبي سليم عن أبي بردة عن أبي المليح به . أخرجه الطبري أيضا ( رقم 129 ) .
و له شاهد من مرسل أبي قلابة مرفوعا نحوه . أخرجه الطبري ( 127 ) .
قلت : و إسناده صحيح مرسل . قلت فالحديث بمجموع طرقه صحيح . و الله أعلم .
1481 " أعطي يوسف شطر الحسن " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 470 :
رواه أبو بكر بن أبي شيبة في " المصنف " ( 7 / 68 / 2 ) . و أحمد ( 3 / 286 ) :
حدثنا عفان عن حماد بن سلمة عن ثابت عن # أنس # مرفوعا .
قلت : و هذا سند صحيح على شرط مسلم . و رواه الواحدي في " تفسيره " ( 88 / 2 )
من طريق موسى بن إسماعيل حدثنا حماد بن سلمة به . و أخرجه ابن جرير في
" التفسير " ( 12 / 122 - 123 ) و الحاكم ( 2 / 570 ) و ابن عدي ( 261 / 1 )
و ابن عساكر ( 19 / 218 / 1 ) من طرق أخرى عن عفان به و زادوا : " و أمه " .
و زاد الأخيران : " يعني سارة " . و قال الحاكم : " صحيح على شرط مسلم " ,
و وافقه الذهبي . و قال ابن عدي : " ما أعلم رفعة أحد غير عفان , و عفان أشهر
و أصدق و أوثق من أن يقال فيه شيء مما ينسب فيه إلى الضعف " . و أخرجه مسلم (
1 / 99 ) من طريق أخرى عن حماد بن سلمة في حديث الإسراء و فيه : " فإذا أنا
بيوسف صلى الله عليه وسلم , إذا هو قد أعطي شطر الحسن " . و أما ما أخرجه ابن
جرير في " التفسير " ( 12 / 123 ) قال : حدثنا ابن حميد قال : حدثنا حكام عن
أبي معاذ عن يونس عن الحسن أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " أعطي يوسف
و أمه ثلث حسن أهل الدنيا و أعطي الناس الثلثين , أو قال : أعطي يوسف و أمه
الثلثين و أعطي الناس الثلث " . فهو منكر باطل بهذا اللفظ , لمخالفته للحديث
الصحيح و لأن إسناده واه جدا , فإنه مع إرساله فيه أبو معاذ و اسمه سليمان بن
أرقم و هو متروك و ابن حميد اسمه محمد الرازي ضعيف .
1482 " أعطيت هذه الآيات من آخر البقرة من كنز تحت العرش لم يعطها نبي قبلي ( و لا
يعطى منه أحد بعدي ) " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 471 :
أخرجه أحمد ( 5 / 883 ) و ابن نصر في " قيام الليل " ( ص 65 ) و السراج في
" مسنده " ( 3 / 47 / 1 ) و البيهقي ( 1 / 213 ) عن أبي مالك الأشجعي عن ربعي
ابن حراش عن # حذيفة # مرفوعا به .
قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط مسلم , و قد عزاه إليه الحاكم في " المستدرك "
( 1 / 563 ) و لم يسق لفظه , و إنما أشار إليه بقوله في آخر حديث حذيفة ساقه
بهذا المسند عنه مرفوعا بلفظ : " فضلنا على الناس بثلاث .... " فذكرها ثم قال
عقبها : " و ذكر خصلة أخرى " .
قلت : و هي هذه قطعا فقد ذكرها أحمد و السراج و البيهقي عقب لفظ مسلم بهذا
اللفظ المذكور أعلاه . " و أعطيت هذه الآيات .... " . و الحديث رواه ابن خزيمة
أيضا في " صحيحه " كما في " هداية الإنسان " ليوسف بن عبد الهادي ( ق 22 / 1 )
. و لربعي بن حراش إسناد آخر في هذا الحديث رواه منصور عن ربعي عن خرشة بن الحر
عن المعرور بن سويد عن أبي ذر مرفوعا به . و زاد في رواية : و يعني الآيتين من
آخر سورة البقرة " . أخرجه أحمد ( 5 / 151 - 180 ) .
قلت : و إسناده صحيح أيضا على شرط مسلم . و أخرجه الحاكم ( 1 / 562 ) من طريق
عبد الله بن صالح المصري أخبرني معاوية بن صالح عن أبي الزاهرية عن جبير بن
نفير عن أبي ذر به , و قال : " صحيح على شرط البخاري " . و رده الذهبي بقوله :
" كذا قال , و معاوية لم يحتج به ( خ ) , و رواه ابن وهب عن معاوية مرسلا " .
يعني عن جبير بن نفير لم يذكر أبا ذر في إسناده , أخرجه أبو داود في " مراسيله
" كما في " الترغيب " ( 2 / 220 ) و كذا الحاكم . و هو الصحيح عندي لأن عبد
الله بن صالح و إن أخرج له البخاري ففيه ضعف من قبل حفظه و غفلته , و قد خالفه
ابن وهب و هو ثقة ضابط , و تابعه معن بن عيسى عند الدارمي كما بينته في " تخريج
المشكاة " ( 2173 ) . و للحديث شاهد من حديث عقبة بن عامر مرفوعا نحوه . أخرجه
أحمد ( 4 / 158 ) و ابن نصر ( 65 ) و أبو جعفر بن أبي شيبة في " العرش " ( 114
/ 2 ) من طريقين عن يزيد بن أبي حبيب عن مرثد بن عبد الله اليزني عنه . ( انظر
الاستدراك رقم 472 / 8 ) .
قلت : و إسناده جيد , و قال الذهبي في " العلو " ( رقم 87 - مختصره ) :
" إسناده صالح " .
1483 " أعطيت فواتح الكلم و خواتمه , قلنا : يا رسول الله علمنا مما علمك الله عز
وجل , فعلمنا التشهد " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 472 :
أخرجه أبو يعلى في " مسنده " ( 4 / 1737 ) عن هشيم عن عبد الرحمن ابن إسحاق عن
# أبي بردة بن أبي موسى الأشعري عن أبيه # قال : قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف , رجاله ثقات غير عبد الرحمن بن إسحاق , و هو أبو شيبة
الواسطي ضعيف اتفاقا . لكن للحديث شاهد من حديث ابن مسعود قال : " إن رسول الله
صلى الله عليه وسلم علم فواتح الخير و جوامعه , أو جوامع الخير و فواتحه و إنا
كنا لا ندري ما نقول في صلاتنا حتى علمنا فقال : قولوا : التحيات لله .... "
الخ التشهد . أخرجه ابن ماجة ( 1892 ) و أحمد ( 1 / 408 ) من طريقين عن أبي
إسحاق عن أبي الأحوص عنه . و تابعهما شعبة قال : سمعت أبا إسحاق يحدث عن أبي
الأحوص به بلفظ : " إن محمدا صلى الله عليه وسلم علم فواتح الخير و جوامعه
و خواتمه فقال : إذا قعدتم في كل ركعتين فقولوا : التحيات لله .... , ثم ليتخير
أحدكم من الدعاء أعجبه إليه فليدع ربه عز وجل " . أخرجه أحمد ( 1 / 437 ) .
قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط مسلم , فإن شعبة سمع من أبي إسحاق و هو السبيعي
قبل الاختلاط . و للشطر الأول منه شاهد آخر سبق ذكره تحت الحديث ( 1472 ) من
رواية ابن لهيعة بسنده عن ابن عمرو مرفوعا , فراجعه .
1484 " أعطيت سبعين ألفا يدخلون الجنة بغير حساب وجوههم كالقمر ليلة البدر و قلوبهم
على قلب رجل واحد , فاستزدت ربي عز وجل , فزادني مع كل واحد سبعين ألفا " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 473 :
أخرجه أحمد ( 1 / 6 ) من طريق المسعودي قال : حدثني بكير بن الأخنس عن رجل عن
# أبي بكر الصديق # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره , قال أبو
بكر : فرأيت أن ذلك آت على أهل القرى , و مصيب من حافات البوادي .
قلت : و هذا سند ضعيف من أجل الرجل الذي لم يسم . و المسعودي كان اختلط و اسمه
عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة بن عبد الله بن مسعود . لكن الحديث صحيح فإن له
شواهد كثيرة عن جمع من الصحابة , و فاته حديث أبي هريرة عن رسول الله صلى الله
عليه وسلم أنه قال : " سألت ربي عز وجل , فوعدني أن يدخل من أمتي سبعين ألفا
على صورة القمر ليلة البدر , فاستزدت فزادني مع كل ألف سبعين ألفا , فقلت : أي
رب إن لم يكن هؤلاء مهاجري أمتي , قال : إذن أكملهم لك من الأعراب " . أخرجه
أحمد ( 2 / 359 ) عن زهير بن محمد عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم .
قلت : و هذا إسناد على شرط مسلم لكن زهير هذا و هو أبو المنذر الخراساني فيه
ضعف من قبل حفظه . و الحديث قال الحافظ ابن حجر في " الفتح " ( 11 / 345 ) :
" رواه أحمد و البيهقي في " البعث " من رواية سهل بن أبي صالح .... , و سنده
جيد و في الباب عن أبي أيوب عند الطبراني و عن حذيفة عند أحمد و عن أنس عند
البزار و عن ثوبان عند ابن أبي عاصم , فهذه طرق يقوي بعضها بعضا " .
قلت : و عن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق , عند أحمد أيضا ( 1 / 197 ) .
1485 " كان فيمن كان قبلكم رجل به جرح , فجزع فأخذ سكينا , فحز بها يده فما رقأ الدم
حتى مات , قال الله عز وجل : بادرني عبدي بنفسه فحرمت عليه الجنة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 474 :
أخرجه البخاري ( 2 / 373 ) و أبو يعلى في " المغاريد " ( 1 / 70 / 1 ) من طريق
جرير عن الحسن قال : حدثنا # جندب بن عبد الله # في هذا المسجد و ما نسينا منذ
حدثنا و ما نخشى أن يكون جندب كذب على النبي صلى الله عليه وسلم قال : قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم , فذكره .
1486 " أيكم مال وارثه أحب إليه من ماله ? قالوا : يا رسول الله ما منا من أحد إلا
ماله أحب إليه من مال وارثه , قال : اعلموا أنه ليس منكم من أحد إلا مال وارثه
أحب إليه من ماله , مالك ما قدمت و مال وارثك ما أخرت " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 474 :
أخرجه النسائي ( 2 / 125 ) و أحمد ( 1 / 382 ) من طريق أبي معاوية عن الأعمش
عن إبراهيم التيمي عن الحارث بن سويد عن # عبد الله بن مسعود # قال : قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين , و قد أخرجه البخاري مختصرا فانظر إن
شئت " تخريج حل مشكلة الفقر " ( 114 ) .
1487 " إن أعظم الناس فرية لرجل هجا رجلا , فهجا القبيلة بأسرها و رجل انتفى من أبيه
و زنى أمه " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 475 :
أخرجه ابن ماجه ( 2 / 411 ) و البيهقي ( 10 / 241 ) عن سليمان الأعمش أنه حدثهم
عن عمرو بن مرة عن يوسف بن ماهك عن عبيد بن عمير عن # عائشة # رضي الله عنها
أنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : و هذا إسناد صحيح , رجاله ثقات كلهم على شرط الشيخين , و قد صححه
البوصيري في " الزوائد " ( ق 227 / 1 - الحلبية ) .
1488 " اعلم أنك لا تسجد لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة و حط بها عنك خطيئة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 475 :
أخرجه أحمد ( 5 / 248 - 249 - 255 - 258 ) و ابن نصر في " الصلاة " ( 65 / 2 )
من طرق عن محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب الضبي عن رجاء بن حيوة عن # أبي
أمامة # قال : " أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت : مرني بأمر انقطع به
, قال " : فذكره .
قلت : و هذا إسناد صحيح , رجاله ثقات رجال مسلم .
1489 " أفضل العمل الصلاة لوقتها و بر الوالدين و الجهاد " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 475 :
أخرجه أحمد ( 5 / 368 ) عن شعبة أخبرني عبد الملك المكتب قال : سمعت # أبا عمرو
الشيباني يحدث عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم # قال : " سئل رسول
الله صلى الله عليه وسلم : أي العمل أفضل ? " فذكره .
قلت : و هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير عبد الملك المكتب فلم
أعرفه و يحتمل أنه عبد الملك بن عمير الكوفي المعروف بالقبطي أو عبد الملك بن
ميسرة الهلالي الكوفي الزراد , فإنهما قد ذكرا في شيوخ شعبة بن الحجاج . و هما
ثقتان , و لعل الأرجح أنه الأول منهما . و قد توبع , فأخرجه مسلم ( 1 / 63 ) من
طريق الحسن بن عبد الله عن أبي عمرو الشيباني به دون قوله : " و الجهاد " و سمى
الرجل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه . و أخرجه هو و البخاري ( 2 / 9 / 527 )
من طريق شعبة و غيره عن الوليد بن عزار قال : سمعت أبا عمرو الشيباني يقول :
حدثنا صاحب هذه الدار و أشار إلى دار عبد الله قال : " سألت النبي صلى الله
عليه وسلم : أي العمل أحب ( و في رواية : أفضل ) إلى الله ? قال : الصلاة على
وقتها ( و في الرواية الأخرى : لوقتها ) , قال : ثم أي ? قال : ثم بر الوالدين
. قال : ثم أي ? قال : الجهاد في سبيل الله . قال : حدثني بهن , و لو استزدته
لزادني " . و الحديث أورده السيوطي في " الزيادة على الجامع الصغير " من رواية
البيهقي في " الشعب " عن ابن مسعود مرفوعا بلفظ : " أفضل العمل الصلاة على
ميقاتها , ثم بر الوالدين , ثم أن يسلم الناس من لسانك " . و بلفظ : " أفضل
العمل الصلاة لوقتها و الجهاد في سبيل الله " . و ظاهر أنه باللفظ الثاني صحيح
لكن لم يذكر " بر الوالدين " , و هو صحيح أيضا باللفظ الأول دون قوله : ثم أن
يسلم الناس من لسانك " فإني لم أرها في شيء من طرق الحديث في " الصحيحين "
و غيرهما كالمسند ( 1 / 410 - 418 - 421 - 439 - 444 - 448 - 451 ) بل إن قول
ابن مسعود : " و لو استزدته لزادني " ليدفعها فهي زيادة منكرة لمخالفتها لرواية
" الشيخين " , " ثم الجهاد في سبيل الله " . و للحديث شاهد موقوف يرويه نافع عن
ابن عمر أنه كان يقول : " إن أفضل العمل بعد الصلاة الجهاد في سبيل الله تعالى
" . أخرجه أحمد ( 2 / 32 ) .
قلت : و إسناده صحيح على شرط الشيخين . و الجملة الأولى منه رفعها عبد الله
العمري عن نافع به . أخرجه الخطيب في " التاريخ " ( 12 / 66 ) من طريق محمد بن
حمير الحمصي عنه بلفظ : " سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم : أي الأعمال أفضل
? قال الصلاة في أول وقتها " . ذكره في ترجمته علي بن محمد بن مخلد بن خازم أبي
الطيب الكوفي , و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . و له شاهد من حديث أنس قال :
" سألت النبي صلى الله عليه وسلم أي الأعمال أفضل ? قال : الصلاة لوقتها " .
أخرجه الخطيب ( 10 / 286 ) في ترجمته عبد الرحمن بن الحسن بن أيوب الضرير , روى
عنه جمع من الثقات , مات سنة ( 315 ) و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا و من فوقه
ثقات من رجال مسلم . و أورده السيوطي في " الجامع " من رواية الخطيب عن أنس
بلفظ : " أفضل الأعمال الصلاة لوقتها و بر الوالدين و الجهاد في سبيل الله " .
و لم أره في " فهرس التاريخ " بهذا التمام . و عزوه إليه فقط قصور واضح فعزوه
لأحمد كان أولى , و ذكره بلفظ " الشيخين " : " ثم ... ثم ... " , أولى و أولى
كما لا يخفى على أولي النهي .
1490 " أفضل العمل إيمان بالله و جهاد في سبيل الله " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 477 :
أخرجه ابن حبان ( 94 ) عن إبراهيم بن هشام بن يحيى بن يحيى الغساني حدثنا أبي
عن جدي عن أبي إدريس الخولاني عن # أبي ذر # قال : " دخلت المسجد , فإذا رسول
الله صلى الله عليه وسلم جالس وحده , فقال : يا أبا ذر إن للمسجد تحية و إن
تحيته ركعتان , فقم فاركعهما , فقال : فقمت فركعتهما , ثم عدت فجلست إليه فقلت
.... يا رسول الله أي العمل أفضل ? قال : إيمان بالله و جهاد في سبيل الله ,
قال : قلت : يا رسول الله ..... " الحديث بطوله , و هو طويل جدا .
قلت : و إسناده هالك , إبراهيم بن هشام هذا قال أبو حاتم : " كذاب " .
قلت : لكن حديث الترجمة منه صحيح , فقد أخرجه مسلم ( 1 / 62 ) من طريق أبي
مراوح الليثي عن أبي ذر قال : " قلت : يا رسول الله أي الأعمال أفضل ? قال
الإيمان بالله , و الجهاد في سبيله . قال : قلت : أي الرقاب أفضل ? قال :
أنفسها عند أهلها , و أكثرها ثمنا . قال : قلت : فإن لم أفعل ? قال : تعين
صانعا , أو تصنع لأخرق , قال : قلت : يا رسول الله أرأيت إن ضعفت عن بعض العمل
? قال : تكف شرك عن الناس , فإنها صدقة منك على نفسك " .
1491 " أفضل المؤمنين إسلاما من سلم المسلمون من لسانه و يده و أفضل الجهاد من جاهد
نفسه في ذات الله و أفضل المهاجرين من جاهد لنفسه و هواه في ذات الله " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 478 :
أخرجه ابن نصر في " الصلاة " ( 142 / 2 ) بسند صحيح عن سويد ابن حجير عن العلاء
ابن زياد قال : " سأل رجل # عبد الله بن عمرو بن العاص # فقال : أي المؤمنين
أفضل إسلاما ? قال ... " فذكره و في آخره : " قال : أنت قلته يا عبد الله بن
عمرو أو رسول الله صلى الله عليه وسلم ? قال : قال : بل رسول الله صلى الله
عليه وسلم قاله " .
قلت : و هذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات .
( تنبيه ) : كذا وقع في الأصل : " و أفضل المهاجرين من جاهد ... " الخ . و لا
يخفى ما فيه و لعل الصواب ما في " الجامع الصغير " من رواية الطبراني في
" الكبير " عن ابن عمرو بلفظ : " .... و أفضل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا
و أفضل المهاجرين من هجر ما نهى الله عنه و أفضل الجهاد من جاهد نفسه في ذات
الله عز وجل " . قال المناوي : " و إسناده حسن . ذكره الهيثمي " . و لبعضه شاهد
مرسل بإسناد صحيح بلفظ : " الإسلام إطعام الطعام و طيب الكلام و الإيمان
السماحة و الصبر و أفضل المسلمين إسلاما من سلم المسلمون من لسانه و يده و أفضل
المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا , و أفضل الهجرة من هجر ما حرم الله عليه " .
أخرجه ابن نصر في " الصلاة " ( 143 / 2 ) عن ابن شهاب عن عبد الله بن عبيد بن
عمير عن أبيه عبيد بن عمير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قيل له : ما
الإسلام ? قال : إطعام الطعام .... " . و هذا إسناد مرسل صحيح . ثم أخرجه
موصولا .... من طريق محمد بن ذكوان عن عبيد بن عمير عن عمرو بن عبسة به . لكن
محمد بن ذكوان و هو { الجهضمي } الطاحي ضعيف . و من طريق سويد أبي حاتم : حدثني
عبد الله بن عبيد بن عمير عن أبيه عن جده به . و سويد هذا ضعيف أيضا , فالصواب
المرسل . و أخرجه الحاكم ( 3 / 626 ) من طريق بكر بن خنيس عن عبد الله بن عبيد
ابن عمير عن أبيه عن جده مرفوعا به دون ذكر الطعام و الكلام و الهجرة و ذكر
بدلها : " أفضل الجهاد كلمة عدل عند إمام جائر " .
1492 " افترقت اليهود على إحدى و سبعين فرقة , فواحدة في الجنة و سبعين في النار ,
و افترقت النصارى على اثنين و سبعين فرقة فواحدة في الجنة و إحدى و سبعين
في النار , والذي نفسي بيده لتفترقن أمتي على ثلاث و سبعين فرقة , فواحدة في
الجنة , و ثنتين و سبعين في النار , قيل : يا رسول الله من هم ? قال : هم
الجماعة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 480 :
رواه ابن ماجة ( 2 / 479 ) و ابن أبي عاصم في " السنة " ( 63 ) و اللالكائي في
" شرح السنة " ( 1 / 23 / 1 ) من طريقين عن عباد بن يوسف حدثني صفوان بن عمرو
عن راشد بن سعد عن # عوف بن مالك # مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد جيد , رجاله ثقات معروفون غير عباد بن يوسف و هو الكندي
الحمصي و قد ذكره ابن حبان في " الثقات " و وثقه غيره , و روى عنه جمع .
و للحديث شواهد تقدم بعضها برقم ( 203 ) .
1493 " أفشوا السلام تسلموا " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 480 :
رواه البخاري في " الأدب المفرد " ( 477 / 1266 ) و أحمد ( 4 / 286 ) و أبو
يعلى ( 101 / 2 ) و ابن حبان ( 1934 ) و أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 1 /
277 ) و كذا العقيلي في " الضعفاء " ( 356 ) و أبو حامد بن بلال النيسابوري
في أحاديثه ( 15 / 1 ) و عبد الرحيم الشرابي في " أحاديث أبي اليمان و غيره "
( 83 / 1 ) و القضاعي ( 61 / 1 ) عن قنان بن عبد الله عن عبد الرحمن بن عوسجة
عن # البراء # مرفوعا . و من هذا الوجه رواه الضياء في " المنتقى من مسموعاته
بمرو " ( 71 / 1 ) و قال العقيلي : " حدثنا عبد الله بن أحمد : سمعت أبي يقول :
سمعت يحيى بن آدم يقول : قنان ليس من بابتكم , قال أبي : كان يحيى قليل الذكر
للناس , ما سمعته ذاكرا أحد غير قنان " قال العقيلي : " و المشهورون بغير هذا
الإسناد في إفشاء السلام " .
قلت : و قنان حسن الحديث فقد وثقه ابن معين , و قال النسائي ليس بالقوي و ذكره
ابن حبان في " الثقات " ( 2 / 249 ) , و بقية رجال الإسناد " ثقات " فهو سند
حسن .
( تنبيه ) زاد البخاري و أحمد و أبو يعلى و أبو نعيم : " و الأشرة شر " . زاد
البخاري : قال أبو معاوية : الأشرة : العبث .
1494 " أفضل الأعمال أن تدخل على أخيك المؤمن سرورا أو تقضي عنه دينا أو تطعمه خبزا
" .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 481 :
أخرجه ابن أبي الدنيا في " قضاء الحوائج " ( ص 98 ) و الديلمي ( 1 / 1 / 123 )
من طريق ابن لال تبليغا عن عمار بن أخت سفيان الثوري عن محمد بن عمرو عن أبي
سلمة عن # أبي هريرة # مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد حسن رجاله ثقات , و في محمد بن عمر , و عمار و هو ابن محمد
ابن أخت الثوري كلام لا ينزل حديثهما عن مرتبة الحسن . و للحديث شاهد من حديث
ابن عباس مرفوعا نحوه . أخرجه الحاكم ( 4 / 269 - 270 ) بإسناد واه جدا .
و له شاهد آخر فقال عبد الله بن المبارك في " الزهد " ( 684 ) : أخبرنا هشام بن
الغازي عن رجل عن أبي شريك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره نحوه .
قلت : و أبو شريك هذا لم أعرفه , و لا أستبعد أن يكون صحابيا , فقد جاء في
القسم الثالث من " الإصابة " : " أبو شريك : ذكره المستنفري في " الصحابة "
و أخرج من طريق ابن إسحاق أن عمر أعطاه أرضا " . و له شاهد ثالث من حديث ابن
عمر و إسناده ضعيف جدا , خرجته في " الروض النضير " ( 481 ) و له شاهد رابع
بلفظ : " أفضل الأعمال إدخالك السرور على مؤمن أو أشبعت جوعته أو كسوت عورته أو
قضيت له حاجة " . رواه الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 95 / 1 من الجمع بين
المعجمين " عن كثير النواء حدثني أبو مسلم الأنصاري - و كان ابن خمسين و مائة
سنة - سمعت عمر بن الخطاب يقول : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الأعمال
أفضل ? قال إدخالك ... , و قال : " لا يروى عن عمر إلا بهذا الإسناد " .
قلت : و هو ضعيف لضعف النواء و هو كثير بن إسماعيل التميمي . و أبو مسلم
الأنصاري هذا المحمر لم أعرفه . و الشطر الأول منه يرويه النضر بن محرز عن محمد
ابن المنكدر عن جابر قال : " سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم .... " , أخرجه
ابن عساكر في " التاريخ " ( 17 / 285 / 2 ) . و النضر هذا ضعيف .
1495 " أفضل الإيمان الصبر و السماحة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 482 :
الديلمي ( 1 / 1 / 128 ) عن عبد العزيز بن الزبير عن زيد العمي عن معاوية بن
قرة عن # معقل بن يسار # مرفوعا .
قلت : و يروى عن الحسن مرسلا " . قلت : و هذا إسناد ضعيف , زيد العمي ضعيف من
قبل حفظه . و عبد العزيز بن الزبير , لم أعرفه . و مرسل الحسن و هو البصري
وصله عبد الله بن أحمد في " زوائد الزهد " ( ص 10 ) . و أسنده ابن أبي شيبة في
" الإيمان " ( رقم 43 ) عنه عن جابر بن عبد الله أنه قال : " قيل يا رسول الله
أي الإيمان أفضل ? قال : الصبر و السماحة " . و رجاله ثقات , فهو صحيح لولا
عنعنة البصري . و الحديث صحيح المتن لأن له شاهدين عند أحمد من حديث عمرو بن
عبسة و عبادة بن الصامت , و أخرج أولهما البيهقي أيضا في " الزهد الكبير " ( 87
/ 1 ) من طريق أخرى عنه . و وجدت له شاهدا آخر مرسل أخرجه ابن نصر في " الصلاة
" ( ق 143 / 2 ) عن عبيد بن عمير مرفوعا . و إسناده صحيح , و هو قطعة من حديث
ذكرته تحت الحديث ( 1491 ) .
1496 " أفضل الجهاد أن تجاهد نفسك و هواك في ذات الله عز وجل " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 483 :
رواه ابن مله في " الأمالي " ( 3 / 2 ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 2 / 249 )
و الديلمي ( 1 / 1 / 127 ) عن هشام بن خالد حدثنا أبو خليد عتبة بن حماد - و لم
يكن بدمشق أحفظ لكتاب الله منه - عن سعيد عن قتادة عن العلاء بن زياد عن # أبي
ذر # قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم : أي الجهاد أفضل قال أن تجاهد
.... و قال أبو نعيم : " كذا قال قتادة , و تفرد به عنه سعيد بن بشير و خالف
سويد بن حجير قتادة , فقال : عن العلاء عن عبد الله بن عمرو بن العاص " .
قلت : سعيد بن بشير ضعيف كما في " التقريب " , فلا يصح عن قتادة و لا القول بأن
سويدا خالف قتادة كما هو ظاهر . و سويد بن حجير ثقة من رجال مسلم , فإن صح
السند إليه فالحديث صحيح . و الله أعلم . و الحديث عزاه السيوطي لابن النجار
فقط ! و يشهد للحديث حديث فضالة بن عبيد مرفوعا بلفظ : " المجاهد من جاهد نفسه
لله أو قال في الله عز وجل . أخرجه أحمد ( 6 / 20 - 22 ) و الترمذي ( 3 / 2 -
تحفة ) و ابن حبان ثم وقفت على إسناد الحديث عند سويد بن حجير فانظر " أفضل
المؤمنين " ( 1491 ) ( 1624 ) من طريق أبي هانىء الخولاني أن عمرو بن مالك
الجنبي أخبره أنه سمع فضالة بن عبيد يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه
قال : فذكره , و قال الترمذي : " حديث حسن صحيح " .
قلت : و إسناده جيد .
1497 " أفضل الذكر لا إله إلا الله و أفضل الشكر الحمد لله " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 484 :
رواه ابن حبان ( 2326 ) و الخرائطي في " فضيلة الشكر " ( 2 / 2 ) و البغوي في
شرح السنة ( 1 / 144 / 2 ) عن موسى بن إبراهيم الأنصاري عن طلحة بن خراش
الأنصاري قال : سمعت # جابر بن عبد الله # يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول : فذكره و قال البغوي : " هذا حديث حسن غريب لا يعرف إلا من حديث
موسى بن إبراهيم " .
قلت : و هو صدوق يخطىء كما في " التقريب " .
1498 " أفضل الكلام ما اصطفى الله لعباده : سبحان الله و بحمده " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 484 :
رواه أحمد ( 5 / 148 ) و ابن بشران في الكراس الأخير من الجزء الثلاثين ( ق 3 /
1 ) عن عفان بن مسلم حدثنا وهيب حدثنا الجريري عن أبي عبد الله الجسري عن عبد
الله بن الصامت عن # أبي ذر # قال : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي
الكلام أفضل قال : ما اصطفى الله ...
قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط مسلم , و قد أخرجه في " صحيحه " ( 8 / 86 )
و كذا أحمد ( 5 / 161 ) من طريق شعبة عن الجريري به مرفوعا بلفظ : " ألا أخبرك
بأحب الكلام إلى الله ? قلت : يا رسول الله أخبرني بأحب الكلام إلى الله , فقال
: إن أحب الكلام إلى الله سبحان الله و بحمده " . و قد أخرجه مسلم أيضا من طريق
حبان بن هلال حدثنا وهيب به فذكره مثل حديث عفان و أخرجه أحمد أيضا ( 5 / 176 )
من طريق يزيد أنبأنا الجريري به . و للحديث شاهد عن بعض أصحاب النبي صلى الله
عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " أفضل الكلام سبحان الله و الحمد
لله و لا إله إلا الله و الله أكبر " . أخرجه أحمد ( 4 / 36 ) حدثنا وكيع قال :
حدثنا الأعمش عن أبي صالح عنه .
قلت : و هذا إسناد صحيح رجاله رجال الشيخين , و جهالة الصحابي لا تضر كما هو
معلوم , و قد علقه البخاري في " صحيحه " ( 9 / 117 ) بلفظ : " أفضل الكلام أربع
.... " و الباقي مثله سواء . و قد وصله مسلم ( 6 / 172 ) و غيره من حديث سمرة
ابن جندب مرفوعا به .
1499 " ألا أخبرك بأفضل القرآن ? فتلا عليه : الحمد لله رب العالمين " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 485 :
أخرجه الحاكم ( 1 / 560 ) من طريق علي بن عبد الحميد المعني حدثنا سليمان بن
المغيرة عن ثابت عن # أنس # رضي الله عنه قال : " كان النبي صلى الله عليه وسلم
في سير , فنزل , و نزل رجل إلى جانبه , قال : فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم
فقال " فذكره " . أخرجه الحاكم ( 1 / 560 ) و قال : " صحيح على شرط مسلم " .
و أقره الذهبي .
و أقول : المعني هذا لم يخرج له مسلم شيئا و لكنه ثقة , فالحديث صحيح فقط و له
شواهد تجدها في أول " تفسير بن كثير " . و الحديث بيض له المناوي !
1500 " أفضل الحج العج و الثج " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 486 :
رواه أبو بكر بن سعيد القاضي في " سند أبي بكر الصديق " ( 74 / 1 ) قال : حدثنا
محمد بن إسحاق البلخي قال : حدثنا ابن أبي فديك قال : حدثنا الضحاك بن عثمان
الحزامي عن محمد بن المنكدر عن ابن عمر عن # أبي بكر الصديق # قال : سئل رسول
الله صلى الله عليه وسلم : ما أفضل الحج ? قال : العج و الثج . ثم رواه ( 101 /
1 ) هو و الدارمي ( 2 / 31 ) و الترمذي ( 2 / 84 - تحفة ) و ابن ماجة ( 2 / 217
) من طرق عن ابن أبي فديك به إلا أنه جعل عبد الرحمن بن يربوع بدل " ابن عمر "
ثم رواه من طريق سعيد بن عثمان و الضحاك جميعا عن محمد ابن المنكدر عن سعيد بن
عبد الرحمن بن يربوع عن أبي بكر , و قال الترمذي : " حديث غريب , لا نعرفه إلا
من حديث ابن أبي فديك عن الضحاك ابن عثمان , و محمد بن المنكدر لم يسمع من عبد
الرحمن بن يربوع , و قد روى محمد بن المنكدر عن سعيد بن عبد الرحمن بن يربوع عن
أبيه غير هذا الحديث , و روى أبو نعيم الطحان ضرار بن صرد هذا الحديث عن ابن
أبي فديك عن الضحاك ابن عثمان عن محمد بن المنكدر عن سعيد بن عبد الرحمن بن
يربوع عن أبيه عن أبي بكر عن النبي صلى الله عليه وسلم , و أخطأ فيه ضرار . قال
أبو عيسى : سمعت أحمد بن الحسن يقول : قال أحمد بن حنبل : من قال في هذا الحديث
عن محمد بن المنكدر عن ابن عبد الرحمن بن يربوع عن أبيه فقد أخطأ . قال :
و سمعت محمدا يقول : ذكرت له حديث ضرار بن صرد عن أبي فديك , فقال : هو خطأ,
فقلت : قد روى غيره عن ابن أبي فديك أيضا مثل روايته فقال : لا شيء , إنما
رووه عن ابن أبي فديك و لم يذكروا فيه سعيد بن عبد الرحمن , و رأيته يضعف ضرار
ابن صرد " . و جملة القول : أن الرواة اختلفوا على ابن أبي فديك في إسناد هذا
الحديث , و أكثرهم قالوا : عنه عن الضحاك بن عثمان عن محمد بن المنكدر عن عبد
الرحمن بن يربوع عن أبي بكر . و هذا الإسناد رجاله ثقات رجال مسلم إلا أنه
منقطع لأن ابن المنكدر لم يسمع من ابن يربوع كما تقدم في كلام الترمذي , و الله
أعلم . ثم وجدت له شاهدا , فقال أبو يعلى في " مسنده " ( 3 / 1260 - 1261 ) :
حدثنا أبو هشام الرفاعي أخبرنا أبو أسامة أخبرنا أبو حنيفة عن قيس بن مسلم عن
طارق بن شهاب عن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره
و زاد " فأما العج فالتلبية و أما الثج فنحر البدن " . و هذا إسناد رجاله ثقات
رجال مسلم على ضعف في الرفاعي و اسمه محمد ابن يزيد بن محمد غير أبي حنيفة فهو
مضعف عند جماهير المحدثين , و لكنه غير
متهم , فالحديث به حسن . و الله أعلم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق