💥ج23وج24.سلسلة الأحاديث الصحيحة للألباني{ج23.من 2301 الي2400 وج24.من 2401.الي2500.💥
اولا/ الأحاديث من 2301 إلى 2400*
=====
2301 " من أحب أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل , فليقرأه على قراءة ابن أم عبد " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 379 : أخرجه ابن ماجة ( 138 ) و أحمد ( 1 / 7 , 445 , 454 ) من طريق عاصم بن أبي النجود عن زر بن حبيش عن # ابن مسعود # قال : " دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد و هو بين أبي بكر و عمر , و إذا ابن مسعود يصلي و إذا هو يقرأ ( النساء ) , فانتهى إلى رأس المائة , فجعل ابن مسعود يدعو و هو قائم يصلي , فقال النبي صلى الله عليه وسلم : اسأل تعطه , اسأل تعطه , ثم قال : ( فذكره ) , فلما أصبح غدا إليه أبو بكر رضي الله تعالى عنه ليبشره , و قال له : ما سألت الله البارحة ? قال : قلت : اللهم إني أسألك إيمانا لا يرتد , و نعيما لا ينفد , و مرافقة محمد في أعلى جنة الخلد . ثم جاء عمر رضي الله عنه , فقيل له : إن أبا بكر قد سبقك ! قال : يرحم الله أبا بكر , ما سبقته إلى خير قط إلا سبقني إليه " . و السياق لأحمد , و لابن ماجة المرفوع منه فقط . قلت : و هذا إسناد حسن . و له طريق آخر يرويه الحسن بن عبيد الله حدثنا إبراهيم عن علقمة عن القرثع عن قيس أو ابن قيس - رجل من جعفي - عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : " مر رسول الله صلى الله عليه وسلم و أنا معه و أبو بكر رضي الله عنه على عبد الله بن مسعود و هو يقرأ , فقام , فسمع قراءته , ثم ركع عبد الله و سجد , قال : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : سل تعطه , سل تعطه ..." الحديث نحوه . أخرجه البخاري في " التاريخ " ( 4 / 1 / 199 ) و أحمد ( 1 / 38 و 39 ) و الطبراني ( 3 / 9 / 1 ) . ثم أخرجه أحمد ( 1 / 25 ) من طريق الأعمش عن خيثمة عن قيس بن مروان عن عمر به . و من طريقه أيضا عن إبراهيم عن علقمة عن عمر به . و من هذه الطريق أخرجها الحاكم ( 2 / 227 و 3 / 318 ) و قال : " صحيح على شرط الشيخين " , و وافقه الذهبي . قلت : الظاهر أنه منقطع بين علقمة و عمر , بينهما القرثع عن قيس , و هو قيس بن مروان كما في رواية إبراهيم المتقدمة عنه و هو ثقة حجة , و معه زيادة فيجب قبولها , لكن في الطريق إليه الحسن بن عبيد الله و هو النخعي و فيه كلام , انظر " المختارة " للضياء المقدسي ( 253 - 255 - بتحقيقي ) . و القرثع و قيس صدوقان كما في " التقريب " , فالإسناد جيد . و للحديث طريق أخرى من رواية أبي الضحى عن عبد الله مرفوعا . أخرجه ابن سعد ( 2 / 342 ) . قلت : و إسناده صحيح على شرط الشيخين . و رواه من طريق إبراهيم بن مهاجر عن إبراهيم عن عبد الله به . و ابن مهاجر لين الحفظ . و له شاهد من حديث عمار بن ياسر . أخرجه الحاكم ( 2 / 228 ) . و آخر من رواية أبي بكر بن أبي مريم عن عطية بن قيس الكلابي مرسلا . أخرجه ابن عساكر ( 6 / 282 / 2 ) . و ثالث من حديث علي بتمامه . أخرجه الحاكم ( 3 / 317 ) , و قال : " صحيح الإسناد " و وافقه الذهبي . 2302 " من احتسب ثلاثة من صلبه دخل الجنة , فقالت امرأة : أو اثنان ? قال : أو اثنان " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 381 : أخرجه البخاري في " التاريخ " ( 3 / 2 / 421 ) و النسائي ( 1 / 264 ) و ابن حبان ( 721 ) عن بكير بن عبد الله عن عمران بن نافع عن حفص بن عبيد الله عن # أنس # مرفوعا به . و ليس عند البخاري و ابن حبان : " فقالت امرأة ... " . و زاد النسائي أيضا : " قالت المرأة يا ليتني قلت : واحد " ! قلت : و هذا إسناد رجاله ثقات رجال " الصحيح " غير عمران بن نافع فوثقه ابن حبان , و كذا النسائي مع أنه لم يرو عنه غير بكير هذا و في ترجمته ساق البخاري حديثه هذا , و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . و الحديث صحيح , فإن له شواهد كثيرة , منها حديث أبي هريرة رفعه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لنسوة من الأنصار : " لا يموت لإحداكن ثلاثة من الولد فتحتسبه ; إلا دخلت الجنة , فقالت امرأة منهن : أو اثنين يا رسول الله ? قال : أو اثنين " . أخرجه مسلم ( 8 / 39 ) و أحمد ( 2 / 246 و 378 ) . و منها حديث أبي سعيد الخدري مرفوعا نحوه , و فيه : " فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : و اثنين و اثنين و اثنين " . أخرجه مسلم , و كذا البخاري ( 3 / 94 - فتح ) دون تكرار : " و اثنين " . 2303 " من البر أن تصل صديق أبيك " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 382 : الطبراني في " الأوسط " ( 350 ) عن عنبسة بن عبد الرحمن عن عبد الرحمن بن سابط عن # أنس بن مالك # مرفوعا . و قال : " لا يروى عن أنس إلا بهذا الإسناد لم يرو ابن سابط عن أنس غيره " . و أقول : لا يمكن الجزم بأن ابن سابط رواه عن أنس لأن الراوي عنه عنبسة بن عبد الرحمن ,و هو الأموي متروك , رماه أبو حاتم بالوضع . و قال الهيثمي ( 8 / 147 ) : " رواه الطبراني في " الأوسط " , و فيه عنبسة بن عبد الرحمن القرشي , و هو متروك " . لكن الحديث صحيح لأن له شاهدا من حديث ابن عمر عند مسلم و غيره و قد سبق ذكره تحت الحديث ( 2089 ) . 2304 " من أخاف أهل المدينة أخافه الله " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 382 : أخرجه ابن حبان ( 1039 ) و ابن النجار في " ذيل تاريخ بغداد " ( 10 / 4 ) و ابن عساكر ( 16 / 240 / 2 ) عن عبد الرحمن بن عطاء عن # محمد بن جابر بن عبد الله عن أبيه # مرفوعا . قلت : و هذا إسناد حسن , و في ابني عطاء و جابر كلام يسير لا يضر , و لاسيما و قد توبعا , فرواه محمد بن صالح بن قيس بن الأزرق عن مسلم ابن أبي مريم عن علي بن عبد الرحمن المعاوي عن جابر بن عبد الله به , إلا أنه لم يقل : " أخافه الله " , و زاد : " فعليه لعنة الله و غضبه , لا يقبل الله منه صرفا و لا عدلا " . أخرجه الدولابي في " الكنى " ( 1 / 132 ) . و الأزرق هذا ترجمه ابن أبي حاتم ( 3 / 2 / 287 - 288 ) , و قال عن أبيه : " شيخ . يعني يستشهد به . و قد خالفه يحيى بن سعيد فقال : عن مسلم بن أبي مريم عن عطاء بن يسار عن السائب بن خالد - و كان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره بتمامه مع الزيادة . أخرجه الحربي في " غريب الحديث " ( 5 / 146 / 1 ) و الدولابي ( 1 / 72 )و كذا أحمد ( 4 / 55 و 56 ) . قلت : و إسناده صحيح . و أخرجه كذلك النسائي في " الكبرى " ( ق 89 / 2 ) و البغوي في " مختصر المعجم " ( 9 / 136 / 2 ) و عنه ابن عساكر ( 16 / 240 / 2 ) و الخلعي في " الفوائد " ( 111 / 1 ) و يعقوب بن أحمد الصيرفي فى" المنتقى من فوائده " ( 255 / 2 ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 1 / 372 ) و أحمد من طرق أخرى عن عطاء به . و أخرجه الدولابي أيضا ( 1 / 123 ) لكن دون الزيادة . و للحديث شاهد من رواية ابن جريح عن أبي بكر بن عبد الله عن سهيل بن أبي صالح عن سعيد بن يسار عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره . أخرجه الجندي في " فضائل المدينة " ( رقم 31 - منسوختي ) . قلت : و رجاله ثقات غير أبي بكر بن عبد الله - و هو ابن أبي سبرة - و هو متهم بالوضع , فلا يصلح للشهادة . و قد صح الحديث عن جابر بلفظ : " من أخاف أهل المدينة , فقد أخاف ما بين جنبي " . أخرجه أحمد ( 3 / 354 و 393 ) عن زيد بن أسلم عنه . و رجاله رجال الشيخين غير أن زيدا هذا لم يسمع من جابر كما قال ابن معين . و أخرجه أحمد بن المهندس في " حديث عافية و غيره " ( 2132 / 1 ) و ابن عساكر ( 16 / 240 / 2 ) من طريقين عن ابن أخي جابر بن عبد الله عن جابر به . و ابن أخي جابر لم أعرفه . و تابعه عبد الله بن نسطاس عن جابر . أخرجه ابن عساكر أيضا عن هاشم بن هاشم بن عتبة بن أبي وقاص عنه . و عبد الله بن نسطاس و ثقه النسائي و لم يرو عنه غير هاشم هذا . و رواه محمد بن كليب عن محمود و محمد ابني جابر سمعا جابرا قال : فذكره مرفوعا إلا أنهما قالا : " الأنصار " بدل " أهل المدينة " . أخرجه البخاري في " التاريخ " ( 1 / 1 / 53 و 4 / 1 / 404 ) . قلت : و رجاله ثقات على ضعف في محمد بن جابر كما تقدم ,و أما أخوه محمود , ففي ترجمته ذكر البخاري هذا الحديث و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . و قال ابن أبي حاتم ( 4 / 1 / 291 ) : " لا أعرف محمود بن جابر , أعرف محمد بن جابر بن عبد الله " . قلت : و أما ابن حبان فأوردهما في " الثقات " ( 3 / 232 و 258 ) على قاعدته المعروفة ! 2305 " من أخذ السبع الأول من القرآن فهو حبر " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 385 : أخرجه أحمد ( 6 / 73 و 82 ) و ابن نصر في " قيام الليل " ( ص 69 ) و الطحاوي في " مشكل الآثار " ( 2 / 153 - 154 ) و الحاكم ( 1 / 564 ) و الواحدي في " الوسيط " ( 2 / 123 / 2 ) و الخطيب ( 10 / 108 ) من طريق عمرو بن أبي عمرو مولى المطلب عن حبيب بن هند الأسلمي عن عروة بن الزبير عن # عائشة # مرفوعا . و قال الحاكم : " صحيح الإسناد " , و وافقه الذهبي . و أقول : حبيب بن هند , قال ابن أبي حاتم ( 1 / 2 / 110 ) : " روى عنه عبد الله بن أبي بكر , و عمرو بن عمرو , و ابن حرملة " . و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . و كذلك صنع البخاري ( 1 / 2 / 327 ) , و ذكره ابن حبان في " الثقات " ( 4 / 141 و 6 / 177 ) , فالحديث حسن أو قريب منه . و الله أعلم . ( تنبيه ) : " حبر " بفتح المهملة و كسرها , أي عالم . كذا وقع في المصادر المذكورة , سوى " المشكل " و " المستدرك " , فوقع فيهما بلفظ " خير " بالخاء المعجمة , و كذلك وقع في " الجامع الصغير " معزوا للحاكم و البيهقي في " الشعب " و عليه شرح المناوي . و الله أعلم . ( فائدة ) : المقصود من ( السبع الأول ) : السور السبع الطوال من أول القرآن , و هي مع عدد آياتها : 1 - البقرة ( 286 ) , 2 - آل عمران ( 200 ) , 3 - النساء ( 176 ) , 4 - المائدة ( 120 ) , 5 - الأنعام ( 165 ) , 6 - الأعراف ( 206 ) , 7 - التوبة ( 129 ) . 2306 " من أخرج من طريق المسلمين شيئا يؤذيهم , كتب الله له به حسنة , و من كتب له عنده حسنة , أدخله الله بها الجنة " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 386 : رواه الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 94 / 2 من الجمع بين المعجمين ) عن أبي بكر بن أبي مريم حدثني حميد بن عقبة بن رومان عن # أبي الدرداء # مرفوعا , و قال : " لا يروى عن أبي الدرداء إلا بهذا الإسناد , تفرد به أبو بكر " . قلت : و هو ضعيف لاختلاطه . و حميد بن عقبة بن رومان ترجمه ابن أبي حاتم ( 1 / 2 / 226 ) برواية ثقتين عنه . و كذلك صنع ابن حبان في " الثقات " ( 1 / 41 - هندية ) . و الحديث أورده الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 3 / 135 ) بهذا اللفظ , و قال : " رواه الطبراني في الأوسط " , و لفظه في " الكبير " عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من أخرج من طريق المسلمين شيئا يؤذيهم كتب الله له به مائة حسنة " , و لم يزد . و فيه أبو بكر بن أبي مريم , و هو ضعيف " . و للحديث شاهد من رواية الخليل بن أحمد قال : حدثنا المستنير بن أخضر قال : حدثني معاوية بن قرة قال : كنت مع معقل المزني , فأماط أذى عن الطريق , فرأيت شيئا , فبادرته , فقال : ما حملك على ما صنعت يا ابن أخي ? قال : رأيتك تصنع شيئا فصنعته , قال : أحسنت يا ابن أخي ! سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " من أماط أذى عن طريق المسلمين , كتب له حسنة , و من تقبلت له حسنة دخل الجنة " . أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ( 593 ) و الطبراني في " الكبير " , إلا أنه قال : " المستنير بن الأخضر بن معاوية عن أبيه قال : كنت مع معقل بن يسار ... " إلخ .. فجعله من رواية المستنير عن أبيه , و ليس من روايته عن معاوية بن قرة و هو جده كما في البخاري , و قال الهيثمي : " قال المزي : ( الصواب كما رواه البخاري ) . فإن كان كما قال المزي فإسناده حسن إن شاء الله تعالى , و إن كان فيه ( عن أبيه أخضر ) , فلم أجد من ذكر ( أخضر ) . و الله أعلم " . و أقول : ليس بحسن لأن المستنير بن أخضر لم يوثقه أحد , بل قال ابن المديني : " مجهول , لا أعرفه " . نعم , لو قيل : إنه حسن بالذي قبله لم يكن بعيدا , و لاسيما و له شاهد آخر يرويه أبو شيبة المهري قال : كان معاذ يمشي و رجل معه , فرفع حجرا من الطريق , فقال : ما هذا ? قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " من رفع حجرا من الطريق كتبت له حسنة , و من كانت له حسنة دخل الجنة " . قال الهيثمي : " رواه الطبراني في " الكبير " , و رجاله ثقات " . كذا قال , و أبو شيبة هذا لم يوثقه غير ابن حبان ( 1 / 306 - هندية ) , و قال الذهبي : " لا يدرى من ذا ? " . و جملة القول أن الحديث بشاهديه حسن على أقل المراتب . و الله تعالى أعلم . ثم وجدت لحديث معاذ طريقا أخرى , يرويه النضر بن كثير السعدي حدثنا يحيى بن سعيد الأنصاري عن سعيد بن المسيب عنه به . أخرجه المخلص في " الفوائد المنتقاة " ( 7 / 1 / 2 ) . و رجاله ثقات غير النضر هذا , و هو ضعيف عابد كما في " التقريب " . ( تنبيه ) : لقد أورده السيوطي في " الجامع " كما هو أعلاه , برواية الطبراني في " الأوسط " , فادعى المناوي أن تخريجه إياه غير محرر ! ثم ذكر أن لفظ " الأوسط " هو لفظ " الكبير " الذي ليس فيه : " و من كتب له عنده حسنة .. " ! فكأنه لما قرأ كلام الهيثمي المتقدم , لم تقع عينه على قوله فيه : " .. في الكبير " , فوقع في الخطأ , نسأل الله العصمة . 2307 " من ادعى إلى غير أبيه فلن يرح رائحة الجنة , و ريحها يوجد من مسيرة سبعين عاما " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 388 : أخرجه أحمد ( 2 / 171 / 194 ) و الخطيب ( 2 / 347 ) عن شعبة عن الحكم عن مجاهد عن # عبد الله بن عمرو # عن النبي صلى الله عليه وسلم . قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين , و الحكم هو ابن عتيبة الكوفي . و قد خالفه في متنه عبد الكريم عن مجاهد به إلا أنه قال : " خمسمائة عام " . أخرجه ابن ماجة ( 2611 ) : حدثنا محمد بن الصباح أنبأنا سفيان عن عبد الكريم به . و قال البوصيري في " زوائده " ( 161 / 2 ) : " إسناده صحيح " . و نقل السندي في " حاشيته " على ابن ماجة عنه أنه علل ذلك بقوله : " لأن محمد بن الصباح هو أبو جعفر الجرجاني <1>التاجر , قال فيه ابن معين : لا بأس به . و قال أبو حاتم : صالح الحديث . و ذكره ابن حبان في " الثقات " , و باقي رجال الإسناد لا يسأل عن حالهم لشهرتهم1> " . و أقول : هذا مسلم على اعتبار أن عبد الكريم هذا هو الجزري و به جزم المنذري في " الترغيب " ( 3 / 88 ) و لم أجد ما يؤيد هذا الجزم , بل إن احتمال كونه عبد الكريم ابن أبي المخارق الضعيف وارد , لأن كلا منهما قد ذكروه في شيوخ سفيان , و هو ابن عيينة , كما ذكروا في شيوخهما معا مجاهدا , و لكن يرجح هذا الاحتمال المخالفة المذكورة , فإنها بعبد الكريم المضعف أليق من عبد الكريم الجزري الثقة . و الله أعلم . و الحديث في " الصحيحين " و غيرهما عن سعد و أبي بكرة مرفوعا دون قوله : " و ريحها يوجد . " . و هو مخرج في " غاية المرام " ( 267 ) . ----------------------------------------------------------- [1] كذا الأصل , و الصواب الجرجراني . اهـ . 2308 " من أدرك منكم عيسى ابن مريم , فليقرئه مني السلام " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 389 : أخرجه الحاكم ( 4 / 545 ) عن عبد الله بن سليمان حدثنا محمد ( الأصل محمود ) ابن مصفى الحمصي حدثنا إسماعيل عن أيوب عن أبي قلابة عن # أنس # مرفوعا . و قال : " إسماعيل هذا أظنه ابن عياش , و لم يحتجا به " . و وافقه الذهبي , بل إنه جزم بذلك , فإنه لما ساق إسناد الحديث من عند إسماعيل قال : " إسماعيل بن عياش عن أيوب ... " . فأضاف من عنده في صلب الإسناد : " ابن عياش " . و ذلك وهم منه و من الحاكم أيضا , فإنه ليس هو ابن عياش , و إنما إسماعيل ابن علية , و هو ثقة من رجال الشيخين , و قد ذكروا في شيوخه أيوب هذا , و هو السختياني . و محمد بن مصفى الحمصي , قال الحافظ : " صدوق , له أوهام , و كان يدلس " . قلت : و قد صرح هنا بالتحديث , فأمنا شبهة تدليسه . و عبد الله بن سليمان هو الحافظ ابن الحافظ أبي داود السجستاني صاحب " السنن " , و هو ثقة , تكلم فيه والده بما لم يقبلوه منه . و المعصوم من عصمه الله , فالإسناد جيد . و روى الحاكم أيضا ( 2 / 595 ) من طريق محمد بن إسحاق عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن عطاء مولى أم حبيبة قال : سمعت أبا هريرة يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ليهبطن عيسى ابن مريم حكما عدلا ... الحديث يقول أبو هريرة : " أي بني أخي ! إن رأيتموه فقولوا : أبو هريرة يقرئك السلام " . و قال الحاكم : " صحيح الإسناد " , و وافقه الذهبي . و أقول : محمد بن إسحاق مدلس , و قد عنعنه . و عطاء مولى أم حبيبة لم أعرفه , و لعل أم حبيبة محرف من أم صبية , فإن عطاء مولى أم صبية من رجال النسائي . روى عن أبي هريرة . و عنه سعيد المقبري و هو مجهول . 2309 " من أراد أن يصوم فليتسحر بشيء " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 391 : أخرجه أحمد ( 3 / 367 و 379 ) عن شريك عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن # جابر # مرفوعا . قلت : و هذا إسناد فيه ضعف لسوء حفظ شريك , و هو ابن عبد الله القاضي . لكن الحديث صحيح , له شواهد كثيرة معروفة , فراجع له " الترغيب " ( 2 / 93 - 94 ) إن شئت . و الحديث رواه الضياء أيضا عن جابر كما في " الجامع " . 2310 " من أراد أن يعلم ما له عند الله جل ذكره , فلينظر ما لله عز وجل عنده " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 391 : روي من حديث # أنس و أبي هريرة و سمرة بن جندب # . 1 - أما حديث أنس : فأخرجه أبو الحسن بن الصلت في " حديث حمزة بن القاسم ابن عبد العزيز الهاشمي " , فقال ( 75 / 2 ) : حدثنا حمزة قال : حدثنا مولانا أبو مقاتل سويد بن هلال بن سويد قال : حدثنا عبد الرزاق قال : حدثنا معمر عن الزهري عن أنس ابن مالك مرفوعا . قلت : و هذا إسناد رجاله ثقات , غير سويد بن هلال , فإني لم أجد له ترجمة . و حمزة الهاشمي له ترجمة جيدة في " تاريخ بغداد " ( 8 / 181 ) . و الحديث عزاه السيوطي للدارقطني في " الأفراد " عن أنس و غالب الظن أنه عنده من هذا الوجه . 2 - و أما حديث أبي هريرة فيرويه الحسن بن يحيى الأيلي حدثنا عاصم بن مهجع حدثنا صالح المري عن هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عنه . أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 6 / 176 و 274 ) , و قال : " غريب من حديث صالح , تفرد به عاصم " . قلت : و هو ثقة كما قال أبو زرعة على ما في " الجرح " ( 3 / 1 / 350 ) و كذلك سائر الرجال ثقات , غير صالح المري , فهو ضعيف . و الحسن بن يحيى هو ابن هشام الرزي , و وقع في " الجرح " : " الرازي " , و لعله تصحيف , قال ابن حبان : " مستقيم الحديث , كان صاحب حديث " . 3 - و أما حديث سمرة فيرويه محمد بن صبيح بن السماك عن مبارك بن فضالة عن الحسن عنه . أخرجه أبو نعيم أيضا ( 8 / 216 ) , و قال : " غريب من حديث مبارك و محمد بن صبيح " . قلت : و هما صدوقان , على ضعف في حفظ ابن صبيح و تدليس في المبارك . و بالجملة , فالحديث بهذه الطرق الثلاثة لا ينزل عن مرتبة الحسن . و الله أعلم . 2311 " من أرضى الله بسخط الناس , كفاه الله الناس , و من أسخط الله برضى الناس , وكله الله إلى الناس " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 392 : أخرجه عبد بن حميد في " المنتخب من المسند " ( 162 / 1 - 2 ) و الجوزجاني في كتابه " أحوال الرجال " ( رقم 2 - منسوختي ) , و عنه ابن حبان ( 1541 ) : حدثنا عثمان بن عمر أخبرنا شعبة عن واقد عن ابن أبي مليكة عن القاسم بن محمد عن # عائشة # مرفوعا . و من هذا الوجه رواه البيهقي في " الزهد " ( ق 108 / 1 ) , و قال : " ربما رفعه عثمان , و ربما لم يرفعه " . يعني أن عثمان بن عمر كان تارة يرفعه و تارة يوقفه , و لا شك أن الرفع هو الأرجح لسببين : الأول : أن فيه زيادة , و هي مقبولة إذا كانت من ثقة مثل عثمان بن عمر هذا - و هو ابن فارس العبدي - فإنه ثقة من رجال الشيخين , و الراوي قد ينشط تارة فيرفع الحديث , و لا ينشط أخرى فيوقفه . الثاني : أنه قد رواه غيره مرفوعا أيضا , و هو النضر بن شميل حدثنا شعبة به . أخرجه البيهقي . و النضر ثقة ثبت من رجال الشيخين أيضا . نعم قد رواه علي بن الجعد : أخبرنا شعبة به موقوفا . أخرجه البغوي في " حديث علي بن الجعد " ( 8 / 76 / 1 ) . فالجواب : أن الرفع زيادة من ثقة , فيجب قبولها كما تقدم . و لاسيما و قد توبع شعبة على رفعه , فرواه عثمان بن واقد العمري عن أبيه عن محمد بن المنكدر عن عروة عن عائشة مرفوعا نحوه . أخرجه ابن حبان ( 1542 ) و القضاعي ( 42 / 2 ) و مشرق بن عبد الله في " حديثه " ( 61 / 2 ) و ابن عساكر ( 15 / 278 / 1 ) . قلت : و هذا إسناد جيد , رجاله ثقات رجال الشيخين غير عثمان بن واقد , و هو صدوق , ربما وهم كما قال الحافظ . و تابعه هشام بن عروة عن أبيه به مرفوعا , لكن بلفظ : " من طلب محامد الناس بمعصية الله عاد حامده ذاما " . أخرجه العقيلي في " الضعفاء " ( 325 ) و الخرائطي في " مساوىء الأخلاق " ( ج 2 / 5 / 2 ) و ابن عدي ( 272 / 2 ) , و ابن شاذان الأزجي في " الفوائد المنتقاة " ( 1 / 118 / 2 ) و ابن بشران في " الأمالي " ( 144 - 145 ) و ابن الأعرابي في " معجمه " ( 82 / 1 ) و من طريقه القضاعي ( 42 / 2 ) و أبو القاسم المهراني في " الفوائد المنتخبة " ( 3 / 23 / 1 ) و البيهقي أيضا عن قطبة بن العلاء الغنوي عن أبيه عن هشام . و قال العقيلي : " العلاء بن المنهال لا يتابع عليه , و لا يعرف إلا به , و لا يصح في الباب مسندا , و هو موقوف من قول عائشة " . كذا قال و مجيئه من وجوه مرفوعا يقوي رفعه , لكن بلفظ الترجمة . و أعله ابن عدي و البيهقي بقطبة بن العلاء , فقالا : " ليس بالقوي " . و أبوه العلاء ذكره ابن حبان في " الثقات " ! و تابعه ابن المبارك عن هشام بن عروة به نحو لفظ الترجمة . أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 8 / 188 ) عن سهل بن عبد ربه حدثنا ابن المبارك , و قال : " غريب من حديث هشام بهذا اللفظ " . و سهل بن عبد ربه لم أجد من ترجمه . و قد خالفه سفيان فرواه عن هشام به موقوفا . أخرجه الترمذي ( 2 / 67 ) . ثم أخرجه هو و عبد الغني المقدسي في " التوكل " ( 245 / 2 ) عن ابن المبارك عن عبد الوهاب بن الورد عن رجل من أهل المدينة قال : " كتب معاوية إلى عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أن اكتبي إلي كتابا توصيني فيه و لا تكثري علي , فكتبت عائشة رضي الله عنها إلى معاوية : سلام عليك , أما بعد , فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " فذكره . و هذا إسناد رجاله ثقات رجال مسلم غير الرجل الذي لم يسم و لكنه تابعي فيستأنس به , و يتقوى حديثه بالطرق المتقدمة . و جملة القول أن الحديث قد صح عن عائشة مرفوعا و موقوفا , و لا منافاة بين الأمرين لما سبق . و الله أعلم . و له شاهد من حديث ابن عباس مرفوعا بلفظ : " من أسخط الله في رضى الناس سخط الله عليه , و أسخط عليه من أرضاه في سخطه , و من أرضى الله في سخط الناس رضي الله عنه , و أرضى عنه من أسخطه في رضاه حتى يزينه , و يزين قوله و عمله في عينه " . أخرجه الطبراني في " الكبير " ( 3 / 132 / 1 / 1 ) : حدثنا جبرون بن عيسى المقري : أخبرنا يحيى بن سليمان الحفري : أخبرنا فضيل بن عياض عن منصور عن عكرمة عنه . و الحفري هذا فيه مقال كما قال أبو نعيم , و جبرون لم أجد من ترجمه , و مع ذلك قال في " الترغيب " ( 3 / 154 ) : " رواه الطبراني بإسناد جيد قوي " ! ( تنبيه ) : ( الحفري ) هذا بالحاء المهملة , هكذا وقع في " كبير الطبراني " في إسناد هذا الحديث و غيره مما قبله و بعده . و في الحديث الأول منها ( الحفري ) بضم الحاء و تحتها ما يشبه النقطين , لعل إحدهما وسخة صغيرة تشبه النقطة , فظهرت في مصورة الكتاب مع أختها الأصيلة , و عليه يكون الأصل ( الجفري ) بالجيم , و كذلك وقع في حديث آخر لجبرون عنه في " المعجم الصغير " ( ص - 68 - طبع الهند ) و كذلك في " المعجم الأوسط " ( رقم - 3539 - مصورتي ) . و كذا ذكره السمعاني في " الأنساب " , فقال : " بضم الجيم و سكون الفاء و في آخرها راء , و ظني أنه موضع بـ ( إفريقية ) و الله أعلم , حدث , و آخر من حدث عنه جبرون بن عيسى بن زيد , توفي سنة ( 237 ) " . و كذلك وقع في " الضعفاء " للذهبي مضموم الجيم بالقلم من مخطوطة الظاهرية , و كذلك في النسختين المطبوعتين من " الميزان " . و أما في المخطوطة فبالحاء المهملة تحتها حاء صغيرة , و أما في " المشتبه " فقيده بالحاء المضمومة , و تبعه الحافظ ابن حجر في " التبصير " فقال : ( 1 / 340 ) : " و بحاء مهملة مضمومة : يحيى بن سليمان الحفري المغربي ... " . و قد تعقب الذهبي الحافظ ابن ناصر الدين الدمشقي في كتابه الجليل " توضيح المشتبه ( 1 / 112 / 2 ) , فقال : " و قد تبع المصنف في نسبة يحيى هذا ابن ماكولا , و الفرضي , و كذلك قلده القاضي عياض في " ترتيب المدارك " , و ابن الجوزي , و قد وجدته في " تاريخ ابن يونس " بخط الحافظ ابن عساكر و سماعه بالجيم منقوطة مضمومة , و كذلك وجدته في " المستخرج " لأبي القاسم ابن منده , و هو الأشبه بالصواب , و لعله منسوب إلى ( جفرة عتيب ) : اسم قبيلة في بلاد المغرب . ثم وجدت بعضهم ذكر أنه إنما قيل له : ( الحفري ) يعني بالمهملة , كما ذكره الأمير و نحوه , لأن داره كانت على حفرة بدرب أم أيوب بـ ( القيروان ) . انتهى " . قلت : و يبدو من مجموع ما سبق , و بخاصة من كلام ابن ناصر الدين الأخير صحة النسبتين : ( الجفري ) بالجيم و ( الحفري ) بالحاء , الأولى نسبة إلى موضع بالقيروان , و الأخرى نسبة إلى الحفرة التي كانت قرب داره . و الله أعلم . ثم إن يحيى هذا قد وثقه الذهبي في " الضعفاء " , و قال في " الميزان " : " ما علمت به بأسا " . فالعلة من جبرون بن عيسى . و الله أعلم . و أما الهيثمي فلم يعرج عليه في هذا الحديث كعادته , بل أوهم أنه من رجال " الصحيح " ! فقال ( 10 / 224 ) : " رواه الطبراني , و رجاله رجال " الصحيح " , غير يحيى بن سليمان الحفري , و قد وثقه الذهبي في آخر ترجمة يحيى بن سليمان الجعفي " . 2312 " من استجمر فليستجمر ثلاثا " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 397 : أخرجه الطبراني في " الكبير " <1>1>من طريق قيس بن الربيع بإسناده عن # ابن عمر # رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم . و قال الهيثمي ( 1 / 211 ) : " و قيس بن الربيع وثقه الثوري و شعبة , و ضعفه جماعة " . قلت : و للحديث شاهد قوي , من رواية الأعمش عن أبي سفيان عن جابر مرفوعا بلفظ : " إذا استجمر أحدكم فليستجمر ثلاثا " . أخرجه أحمد ( 3 / 400 ) و ابن خزيمة في " صحيحه " ( 76 ) و عنه البيهقي ( 1 / 103 - 104 ) . قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط مسلم و قد أخرجه مسلم ( 1 / 147 ) من طريق أبي الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله به , دون قوله : " ثلاثا " . و هو رواية لأحمد ( 3 / 294 ) . و في أخرى له ( 3 / 336 ) من طريق ابن لهيعة : حدثنا أبو الزبير به , بلفظ : " إذا تغوط أحدكم فليمسح ثلاث مرات " . و ابن لهيعة لا بأس به في الشواهد و المتابعات . ----------------------------------------------------------- [1] لم أره في " مسند ابن عمر " من نسخة الظاهرية منه , و فيها خرم . اهـ . 2313 " من استطاع منكم أن يكون له خبئ من عمل صالح فليفعل " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 398 : أخرجه الخطيب في التاريخ ( 11 / 263 ) عن عمر بن محمد بن السري بن سهل الوراق حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز حدثنا إسحاق بن إسماعيل الطالقاني حدثنا محمد بن فضيل بن غزوان عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن # الزبير بن العوام # مرفوعا . و قال : قال محمد بن أبي الفوارس : كان عمر هذا مخلطا في الحديث جدا , يدعي ما لم يسمع , و يركب " . و قال أبو الحسن بن الفرات : " كان يحفظ من الحديث قطعة حسنة , و كتبت شيئا كثيرا , ثم ذهبت كتبه إلا شيئا يسيرا , و حدث عن الباغندي بأحاديث لا أصل لها و كان رديء المذهب " . قلت : و من فوقه من الرواة ثقات كلهم , لكن أعله الدارقطني بعلة أخرى , يشعر صنيعه أن عمر الوراق لم يتفرد به , فقد قال : " رفعه إسحاق بن إسماعيل , و لم يتابع عليه , و قد رواه شعبة و زهير , و القطان و هشيم و ابن عيينة و أبو معاوية و عبدة و محمد بن زياد عن إسماعيل عن قيس عن الزبير موقوفا و هو الصحيح " . نقله المناوي عن ابن الجوزي , عند شرح الحديث و قد عزاه أصله - أعني " الجامع الصغير " - لرواية الضياء عن الزبير , يعني مرفوعا . قلت : و قد رجعت إلى " الأحاديث المختارة " فوجدته قد أخرجه فيه ( 1 / 296 ) من طريقين آخرين عن إسحاق بن إسماعيل به مرفوعا . فصح ما استشعرته من صنيع الدارقطني , و الحمد لله . و قد رواه الضياء أيضا من طريق وكيع بن الجراح أخبرنا ابن أبي خالد به موقوفا . ثم نقل عن الدارقطني ما سبق نقله عن المناوي , و مما لا شك فيه أن اجتماع هؤلاء الثقات على رواية الحديث عن إسماعيل بن أبي خالد موقوفا , مما يحمل على الاطمئنان أن رفعه وهم من إسحاق بن إسماعيل أو شيخه محمد بن فضيل . لكني وجدت للحديث شاهدا مرفوعا , أخرجه القضاعي في " مسند الشهاب " ( ق 37 / 1 ) من طريق سلم بن جنادة السوائي قال : أخبرنا أبي , و من طريق علي بن مسهر كلاهما عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر به مرفوعا . قلت : و هذا إسناد صحيح من الطريق الثانية طريق ابن مسهر , و الطريق الأولى شاهد لها , فثبت الحديث مرفوعا , و الحمد لله أولا و آخرا . 2314 " من استعف أعفه الله و من استغنى أغناه الله و من سأل الناس و له عدل خمس أواق , فقد سأل إلحافا " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 399 : أخرجه أحمد ( 4 / 138 ) : حدثنا أبو بكر الحنفي قال : حدثنا عبد الحميد بن جعفر عن أبيه عن رجل من مزينة أنه قالت له أمه : " ألا تنطلق فتسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم كما يسأله الناس ? فانطلقت أسأله , فوجدته قائما يخطب و هو يقول : ( فذكره ) , فقلت بيني و بين نفسي : لناقة له هي خير من خمس أواق , و لغلامه ناقة أخرى هي خير من خمس أواق , فرجعت و لم أسأله " . و من هذا الوجه أخرجه الطحاوي أيضا في " مشكل الآثار " ( 1 / 204 - 205 ) . قلت : و هذا إسناد صحيح , رجاله ثقات رجال مسلم غير الرجل المزني , و هو من الصحابة كما تدل عليه الرواية نفسها , و جهالته لا تضر لأنهم عدول عند أهل السنة . و قد روى هلال بن حصن عن أبي سعيد الخدري نحو هذه القصة و الحديث , إلا أنه قال : " و من سألنا لم ندخر عنه شيئا نجده " . أخرجه الطبري ( 5 / 598 / 6228 ) من طريق قتادة عنه . و هلال هذا أورده ابن أبي حاتم ( 4 / 73 ) برواية أبي حمزة أيضا عنه , و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . و أما ابن حبان فذكره في " الثقات " ( 1 / 280 - 281 هندية ) . و من دونه ثقات رجال الشيخين , غير بشر - و هو ابن معاذ العقدي شيخ الطبري - و هو ثقة . و قد أخرجه أحمد ( 3 / 44 ) من طريق أبي حمزة عن هلال بن حصن به نحوه . و أبو حمزة هذا هو عبد الرحمن بن عبد الله المازني جار شعبة , و هو ثقة من رجال مسلم , و صوب العلامة الشيخ عبد الرحمن المعلمي في تعليقه على " التاريخ " ( 4 / 2 / 204 ) أن " أبا حمزة " تصحيف , و الصواب " أبو جمرة " : نصر بن عمران الضبعي , فقد ذكر المزي في شيوخه هلال بن حصن هذا . قلت : و هذا التصويب لا وجه له لأن الأصول كلها اتفقت على أنه أبو حمزة , فتخطئتها كلها لأن المزي ذكر في شيوخ هلال أبا جمرة بالجيم لا ينهض دليلا على التصحيف المذكور , لاحتمال أن يكون كلا من أبي حمزة و أبي جمرة قد روى عن هلال . و الله أعلم . و قد جزم الحافظ في ترجمة أبي حمزة من " التعجيل " أنه يعرف بجار شعبة , و اسمه عبد الرحمن . و رواه عطاء بن يزيد الليثي عن أبي سعيد الخدري : " أن ناسا من الأنصار سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاهم , ثم سألوه فأعطاهم , ثم سألوه فأعطاهم , حتى نفد من عنده فقال : " ما يكون عندي من خير فلن أدخره عنكم و من يستعف يعفه الله و من يستغن يغنه الله و من يتصبر يصبره الله و ما أعطي أحد عطاء خيرا و أوسع من الصبر " . أخرجه البخاري ( 3 / 261 - فتح ) و مسلم ( 3 / 102 ) و الدارمي ( 1 / 378 ) و أحمد أيضا ( 3 / 93 ) . و أخرج أحمد أيضا ( 3 / 9 ) من طريق عبد الرحمن بن أبي الرجال عن عمارة بن غزية عن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري عن أبيه قال : " سرحتني أمي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أسأله , فأتيته ... " فذكره نحو حديث الترجمة , إلا أنه قال : " و له قيمة أوقية فقد ألحف " . و هذا إسناد جيد , رجاله ثقات رجال مسلم غير عبد الرحمن بن أبي الرجال , و هو صدوق ربما أخطأ كما في " التقريب " . و من طريقه أخرجه النسائي ( 1 / 363 ) . و أخرج الطحاوي من طريق عطاء بن يسار عن رجل من بني أسد قال : " أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فسمعته يقول لرجل يسأله : " من سأل منكم و عنده أوقية أو عدلها فقد سأل إلحافا " . و الأوقية يومئذ أربعون درهما " . قلت : و إسناده صحيح . و له شاهد من حديث ابن عمرو و غيره مختصرا و قد مضى برقم ( 1719 ) . 2315 " من استودع وديعة فلا ضمان عليه " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 402 : هو من حديث # عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده # مرفوعا . و له عنه طرق : الأولى : عن المثنى بن الصباح عنه . أخرجه ابن ماجة ( 2 / 73 ) . و المثنى ضعيف اختلط بآخره . الثانية : عن محمد بن عبد الرحمن الحجبي عنه . أخرجه الدارقطني ( ص 306 ) و عنه البيهقي ( 6 / 289 ) . و الحجبي هذا أورده ابن أبي حاتم ( 3 / 2 / 323 ) من رواية ابن المبارك و وكيع عنه , و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا , و كأنه لذلك قال البيهقي عقب الحديث : " إسناده ضعيف " . و أقول : و لكنه ليس شديد الضعف , فيستشهد بالحجبي لأنه مجهول الحال , و لعله في " ثقات ابن حبان " . ثم رأيته قد أورده في " أتباع التابعين " ( 7 / 422 ) من رواية أبي عاصم النبيل . فقد روى عنه ثلاث من الثقات . الثالثة : عن عبيدة بن حسان عنه به نحوه . أخرجه الدارقطني من طريق عمرو بن عبد الجبار عنه , و قال : " عمرو و عبيدة ضعيفان " . الرابعة : عن عمرو بن خالد حدثنا ابن لهيعة عنه . أخرجه الخلعي في " الفوائد " , و علقه البيهقي . قلت : عمرو بن خالد - هو المصري - ثقة . و ابن لهيعة صدوق , لكنه سيء الحفظ , لكنه يتقوى بالمتابعات التي قبله , فالحديث بمجموعها حسن عندي على الأقل . و الله أعلم . 2316 " من أسلم على يديه رجل فهو مولاه " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 403 . روي من حديث # أبي أمامة و تميم الداري و راشد بن سعد # مرسلا . 1 - أما حديث أبي أمامة , فيرويه معاوية بن يحيى الصدفي عن القاسم الشامي عن أبي أمامة مرفوعا . أخرجه سعيد بن منصور في " سننه " ( 3 / 1 / 56 ) و أبو حامد الحضرمي في " حديثه " ( 157 / 2 ) و الدارقطني في " سننه " ( ص 502 ) و البيهقي ( 10 / 298 ) و الطبراني في " الكبير " ( 8 / 223 / 7781 ) و ابن عساكر في " التاريخ " ( 16 / 392 / 2 ) . قلت : و هذا إسناد ضعيف , من أجل الصدفي هذا . و قد أورده ابن أبي حاتم في " العلل " ( 2 / 53 ) , و قال : " امتنع أبو زرعة من قراءته علينا , و لم نسمعه منه " . و قد تابعه جعفر بن الزبير عن القاسم بن عبد الرحمن به نحوه . أخرجه المخلص في " الفوائد المنتقاة " ( 13 / 248 / 1 ) و ابن عدي ( ق 53 / 1 ) و عنه البيهقي ( 10 / 298 ) و سعيد بن منصور أيضا كما في " تهذيب ابن القيم " ( 4 / 186 ) . لكن جعفرا هذا متروك كما قال عبد الحق في " أحكامه " ( 168 / 2 ) . 2 - و أما حديث تميم فيرويه عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز , و قد اختلف عليه على وجوه : الأول : قال أبو بدر : حدثنا عبد العزيز قال : أخبرني من لا أتهم عن تميم الداري قال : " سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرجل من أهل الكفر يسلم على يدي الرجل من المسلمين , ما السنة فيه ? قال : من أولى الناس بمحياه و مماته " . أخرجه أبو عمرو بن السماك في " حديثه " ( 2 / 25 / 1 ) و عنه البيهقي ( 10 / 296 ) . قلت : و هذا إسناد حسن , رجاله ثقات لولا الرجل الذي لم يسم , و إن كان ثقة غير متهم عند الراوي عنه عبد العزيز بن عمر لأن مثل هذا التوثيق غير مقبول عند الجمهور ما دام أنه لم يسم الراوي الموثق , لكنه قد سمي في بعض الروايات الآتية , فظهر أنه ثقة , و بذلك يثبت الحديث , و الحمد لله . الثاني : قال : يحيى بن حمزة : حدثني عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز قال : سمعت عبد الله بن موهب يحدث عمر بن عبد العزيز عن قبيصة بن ذؤيب عن تميم به . أخرجه أبو داود ( 2 / 20 ) و الحاكم ( 2 / 219 ) و البيهقي ( 10 / 296 , 297 ) و الطبراني في " الكبير " ( 1273 ) من طرق عن يحيى به . قلت : و هذا إسناد حسن , رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن موهب - و قيل : ابن وهب , و الصواب الأول - و هو ثقة كما في " التقريب " غير أن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز , مع كونه من رجالهما , فقد تكلم فيه بعضهم من قبل حفظه , فقال الذهبي في " المغني " : " وثقه جماعة , و ضعفه أبو مسهر " . و قال الحافظ في " التقريب " : " صدوق يخطىء " . الثالث : قال جماعة منهم وكيع : عن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز عن عبد الله بن موهب عن تميم ( و قال بعضهم ابن وهب : سمعت تميما به ) . أخرجه الترمذي ( 2113 ) و ابن ماجة ( 2 / 171 ) و الدارقطني و البيهقي و أحمد ( 4 / 103 ) و ابن أبي شيبة في " المصنف " ( 11 / 408 ) و قال الترمذي : " لا نعرفه إلا من حديث عبد الله بن وهب - و يقال : ابن موهب - عن تميم الداري , و قد أدخل بعضهم بين عبد الله بن وهب و بين تميم الداري قبيصة بن ذؤيب , و لا يصح , رواه يحيى بن حمزة " . قلت : يحيى هذا ثقة من رجال الشيخين , فإن كان قد حفظه , فهي زيادة من ثقة يجب قبولها , و إلا فرواية الجماعة عن عبد العزيز بإسقاط قبيصة أصح , و قد تابعهم حفص بن غياث عند الطبراني ( 1272 ) , و إسحاق بن يوسف الأزرق عند أحمد ( 4 / 102 ) و ابن المبارك عند عبد الرزاق في " المصنف " ( 6 / 20 / 9872 و 9 / 39 / 16271 ) و قال : " قال ابن المبارك : و يرثه إذا لم يكن له وارث . فذكرته للثوري , فقال : يرثه , هو أحق من غيره " . فقد يقال حينئذ بأنه منقطع بين عبد الله بن موهب و تميم . و الجواب : أنه قد صرح بالسماع من تميم في عدة روايات : الأولى : رواية وكيع عند ابن ماجة و أحمد . الثانية : رواية أبي نعيم عند البيهقي و أحمد ( 4 / 103 ) و كذا الدارمي ( 2 / 377 ) . الثالثة : رواية علي بن عابس و عبد الرحمن بن سليمان و محمد بن ربيعة الكلابي عند الدارقطني . فهؤلاء خمسة أكثرهم متفق على توثيقهم , و كلهم صرحوا بسماع عبد الله بن موهب من تميم . و خالفهم يحيى بن حمزة فأدخل بينهما قبيصة . فالأمر لا يخرج عما قاله ابن التركماني : " فإن كان الأمر كما ذكر أبو نعيم و وكيع حمل على أنه سمع منه بواسطة و بدونها , و إن ثبت أنه لم يسمع منه و لا لحقه , فالواسطة - و هو قبيصة - ثقة أدرك زمان تميم بلا شك , فعنعنته محمولة على الاتصال , فلا أدري ما معنى قول البيهقي : ( فعاد الحديث مع ذكر قبيصة إلى الإرسال ) ? " . و جملة القول أن إعلال حديث تميم بالانقطاع , غير قوي , و عندي أن إعلاله بعبد العزيز بن عمر أولى و أظهر , لما فيه من الكلام الذي سبقت الإشارة إليه و لعله هو سبب هذا الاختلاف في إسناده , و لكنه مع ذلك لا ينزل حديثه عن أن يكون شاهدا للطريق الأولى عن ابن أبي أمامة , و عليه , فالحديث على أقل الدرجات حديث حسن , و هو ما صرح به ابن القيم في " تهذيب السنن " ( 4 / 186 ) . و سبقه إلى ذلك أبو زرعة الدمشقي , فقال : " و هذا حديث حسن متصل , لم أر أحدا من أهل العلم يدفعه " . كذا في " تهذيب ابن حجر " . و الله أعلم . و مما يؤيد رواية الجماعة عن عبد العزيز بن عمر أنه قد تابعه أبو إسحاق السبيعي عن عبد الله بن موهب عن تميم الداري . رواه الطبراني ( 1274 ) و الحاكم و البيهقي من طريق أبي بكر الحنفي حدثنا يونس بن أبي إسحاق عن أبيه به . و قال الحاكم : " صحيح الإسناد على شرط مسلم , و لم يخرجاه , و عبد الله بن وهب بن زمعة مشهور " . و تعقبه الذهبي بقوله : " هذا ما خرج له إلا ابن ماجة فقط , ثم هو وهم من الحاكم ثان , فإن ابن زمعة لم يرو عن تميم الداري و صوابه عبد الله بن موهب " . قلت : و ما دام أنه ثقة - كما تقدم عن الحافظ , و نحوه قول الذهبي في " الكاشف " : " صدوق " , و أنه ثبت سماعه من تميم في الروايات المتقدمة - فالإسناد صحيح , أو على الأقل حسن , فلا وجه لإعلال من أعله بالانقطاع بحجة عنعنته , أو إدخال بعض الرواة - قبيصة - بينه و بين تميم , لما علمت من أنها رواية مخالفة لرواية الجماعة , و أن ابن موهب لم يتهم بتدليس , فالأصل أن تحمل روايته على الاتصال , فكيف و قد صرح بالسماع ? ! فإذا ضم إلى روايته حديث أبي أمامة من طريق معاوية , ارتقى الحديث إلى درجة الصحة . و الله أعلم . 3 - و أما حديث راشد فيرويه الأحوص بن حكيم عنه به , و زاد : " يرثه , و يعقل عنه " . أخرجه سعيد بن منصور ( رقم 601 ) . و الأحوص هذا ضعيف الحفظ , فيستشهد به . و في معناه أثر عمر رضي الله عنه أن رجلا أتى عمر فقال : إن رجلا أسلم على يدي , فمات , و ترك ألف درهم , فتحرجت منها , فرفعتها إليك . فقال : أرأيت لو جنى جناية عن ما كانت تكون ? قال : علي , قال : فميراثه لك . أخرجه ابن أبي شيبة ( 11 / 409 / 11623 ) بسند ضعيف . 2317 " من أصاب ذنبا أقيم عليه حد ذلك الذنب , فهو كفارته " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 408 : أخرجه البخاري في " التاريخ " ( 2 / 1 / 189 ) و أحمد ( 5 / 214 , 215 ) عن أسامة بن زيد عن محمد بن المنكدر عن # خزيمة بن ثابت # عن النبي صلى الله عليه وسلم . قلت : و إسناده حسن , و رجاله ثقات على شرط مسلم , و في أسامة بن زيد - و هو الليثي المدني - كلام معروف , لا ينزل به حديثه عن مرتبة الحسن . و الحديث صحيح , فإن له شاهدا من حديث عبادة بن الصامت مرفوعا نحوه , أخرجه أحمد ( 5 / 316 , 320 ) و الشيخان , و غيرهما . و له شاهد آخر من حديث علي نحوه , لكن إسناده ضعيف عندي كما بينته في " المشكاة " ( 3629 ) و " الروض النضير " ( 705 ) . 2318 " من أصبح منكم آمنا في سربه معافى في جسده عنده قوت يومه , فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 408 : روي من حديث # عبيد الله بن محصن الأنصاري و أبي الدرداء و ابن عمر و علي # . 1 - أما حديث الأنصاري فيرويه ابنه سلمة بن عبيد الله بن محصن الأنصاري عن أبيه مرفوعا . أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ( 300 ) و " التاريخ " ( 3 / 1 / 373 ) و الترمذي ( 2347 ) و ابن ماجة ( 2 / 525 ) و الحميدي في " مسنده " رقم ( 439 ) و العقيلي في " الضعفاء " ( 166 ) و ابن أبي الدنيا في " القناعة " ( 2 / 4 / 2 ) و الخطيب في " التاريخ " ( 3 / 364 ) و البيهقي في " الزهد " ( 14 / 1 ) و القضاعي في " مسنده " ( 45 / 2 ) كلهم عنه به . و قال العقيلي : " سلمة بن عبيد الله مجهول في النقل , و لا يتابع على حديثه , و لا يعرف إلا به . قال أحمد : " لا أعرفه " , و قد رووا مثل هذا الكلام عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم بإسناد يشبه هذا في اللين " . و قال الحافظ في " التقريب " : " مجهول " . و أما الترمذي , فقال : " حديث حسن غريب " . قلت : و هذا من تساهله الذي عرف به , و لو قال : " حسن " فقط , لكان مقبولا لأن المعنى حينئذ أنه حسن لغيره , و هذا ما يشهد له ما يأتي من الطرق . 2 - و أما حديث أبي الدرداء فيرويه عبد الله بن هانىء بن عبد الرحمن بن أبي عبلة أبو عمرو قال : أخبرنا أبي عن إبراهيم بن أبي عبلة عن أم الدرداء عنه مرفوعا به . و زاد في بعض الروايات عنه : " يا ابن جعشم ! يكفيك منها ما سد جوعتك و وارى عورتك و إن كان ثوبا يواريك فذاك , و إن كانت دابة تركبها فبخ , فلق الخبز و ماء الجر و ما فوق ذلك حساب عليك " . أخرجه ابن حبان ( 2507 ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 5 / 249 ) و الخطيب ( 6 / 166 ) و ابن عساكر في " التاريخ " ( 2 / 268 / 2 , 19 / 280 / 1 ) و الزيادة له . قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا , عبد الله بن هانىء قال الذهبي : " متهم بالكذب " . و قال أبو حاتم : " روى عنه محمد بن عبد الله بن مخلد الهروي أحاديث بواطيل , قدمت الرملة , فذكر لي أنه في بعض القرى , و سألت عنه ? فقيل : هو شيخ يكذب , فلم أخرج إليه " . و أما ابن حبان فذكره في " الثقات " ( 8 / 357 ) ! و أبوه هانىء بن عبد الرحمن , قال ابن حبان في " الثقات " ( 7 / 583 ) : " ربما أغرب " . و قال الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 10 / 289 ) : " رواه الطبراني , و رجاله وثقوا على ضعف في بعضهم " . 3 - و أما حديث ابن عمر فيرويه فضيل بن مرزوق عن عطية عنه . أخرجه ابن أبي الدنيا أيضا . و عطية - هو العوفي - ضعيف . 4 - و أما حديث علي فيرويه أحمد بن عيسى العلوي حدثنا محمد بن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده مرفوعا . أخرجه السهمي في " تاريخ جرجان " ( 322 ) . قلت : و العلوي هذا قال الدارقطني : " كذاب " . قلت : فلا يستشهد به . و بالجملة , فالحديث حسن إن شاء الله بمجموع حديثي الأنصاري و ابن عمر . و الله أعلم . 2319 " القائم بعدي في الجنة , ( و الذي يقوم بعده في الجنة ) و الثالث و الرابع في الجنة " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 410 : أخرجه يعقوب الفسوي في " المعرفة " ( 3 / 197 ) و ابن عساكر في " التاريخ " ( 11 / 101 / 1 ) عن أبي يحيى التيمي حدثنا الأعمش عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن سلمة المرادي عن عبيدة السلماني قال : هجمت على # عبد الله بن مسعود # - و هو في دهليزه - فقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره . قلت : و هذا إسناد ضعيف , رجاله ثقات - على ضعف في المرادي - غير أبي يحيى التيمي - و اسمه إسماعيل بن إبراهيم الأحول - و هو ضعيف كما في " التقريب " و قد قال ابن عدي : " ليس فيما يرويه حديث منكر المتن , و يكتب حديثه " . قلت : و لم يتفرد به , فقد قال ابن عساكر عقبه : " قال يعقوب : و قد رواه ابن عبيدة عن الأعمش أيضا " . قلت : و لم أدر من يعني بابن عبيدة هذا ? و على كل حال , فالحديث صحيح , يشهد له قوله صلى الله عليه وسلم : " أبو بكر في الجنة ... " الحديث , و هو مخرج في تعليقي على شرح الطحاوية " ( ص 488 - 489 ) . 2320 " من أطعمه الله طعاما فليقل : اللهم بارك لنا فيه و ارزقنا خيرا منه و من سقاه الله لبنا فليقل : اللهم بارك لنا فيه و زدنا منه , فإني لا أعلم شيئا يجزئ من الطعام و الشراب إلا اللبن " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 411 : رواه أبو عبد الله بن مروان القرشي في " الفوائد " ( 25 / 113 / 2 ) : حدثنا محمد بن إسحاق بن الحويص حدثنا هشام بن عمار حدثنا ابن عياش حدثنا ابن جريج قال : و ابن زياد عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عتبة عن ابن شهاب ( كذا الأصل , و الصواب : ابن عباس ) قال : دخلت على خالتي ميمونة و خالد بن الوليد , فقالت ميمونة : يا رسول الله ! ألا أطعمك مما أهدى لي أخي من البادية ? فقربت ضبين مشويين على قنو , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كلوا فإنه ليس من طعام قومي , أجدني أعافه , و أكل منه # ابن عباس # و خالد , فقالت ميمونة : أنا لا آكل من طعام لم يأكل منه رسول الله صلى الله عليه وسلم , ثم استسقى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتي بإناء لبن , فشرب و عن يمينه ابن عباس و عن يساره خالد بن الوليد , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لابن عباس : أتأذن لي أن أسقي خالدا ? فقال ابن عباس : ما أحب أن أوثر بسؤر رسول الله صلى الله عليه وسلم على نفسي أحدا , فتناول ابن عباس فشرب , و شرب خالد , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكر الحديث . قلت : و شيخه محمد بن إسحاق هو ابن عمرو بن عمر أبو الحسن القرشي المؤذن المعروف بابن الحريص - كذا في " التاريخ " بالراء - ختن هشام بن عمار . ترجمه ابن عساكر ( 15 / 31 / 1 - 2 ) برواية جمع من الثقات عنه , منهم أبو الحسن بن جوصا و الطبراني و غيرهما . مات سنة ( 288 ) و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . و من فوقه موثقون من رجال " التهذيب " , إن كان ابن زياد هو محمد الألهاني , و أما إن كان عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الإفريقي ففيه ضعف من قبل حفظه , فمثله يستشهد به , و لاسيما و هو مقرون مع ابن جريج , و لولا أن هذا - أعني ابن جريج - مدلس , و قد عنعنه , لكانت الحجة به وحده قائمة , لولا أن ابن عياش - و هو إسماعيل الحمصي - ضعيف في غير الشاميين , و ابن جريج مكي , و عبد الرحمن بن زياد إفريقي بخلاف الألهاني فهو شامي , فإن كان هو المراد بهذا الإسناد , فابن عياش حينئذ حجة . و جملة القول فيه أنه على أقل الأحوال صالح للاستشهاد به لذكر ابن زياد فيه , إن كان هو الإفريقي , و إلا فهو حجة بذاته إن كان هو الألهاني , فإن ابن ماجة قد أخرجه في " سننه " ( 2 / 314 ) : حدثنا هشام بن عمار حدثنا إسماعيل بن عياش حدثنا ابن جريج عن ابن شهاب به . مقتصرا على المتن وحده , فلم يذكر فيه ابن زياد . و للحديث طريق أخرى عن ابن عباس , هو بها أشهر يرويه علي بن زيد بن جدعان عن عمر بن حرملة عنه به . أخرجه أبو داود ( 2 / 135 ) و الترمذي ( 3451 ) و ابن السني ( 468 ) و أحمد ( 1 / 284 ) و ابن سعد ( 1 / 397 ) و قال الترمذي : " حديث حسن " . قلت : و هو كما قال بمجموع الطريقين , و إلا فابن جدعان سيء الحفظ . و الله أعلم . 2321 " من اغتسل يوم الجمعة كان في طهارة إلى الجمعة الأخرى " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 413 : رواه ابن خزيمة ( 176 ) و ابن حبان ( 561 ) و الحاكم ( 1 / 282 ) و الطبراني في " الأوسط " ( 50 / 2 من ترتيبه ) عن هارون بن مسلم العجلي البصري حدثنا أبان بن يزيد عن يحيى بن أبي كثير عن عبد الله بن # أبي قتادة # قال : دخل علي أبي و أنا أغتسل يوم الجمعة , فقال : غسلك هذا من الجنابة أو للجمعة ? قلت : من جنابة . قال : أعد غسلا آخر , إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره . قال الطبراني : " لم يروه عن يحيى إلا أبان , و لا عنه إلا هارون " . قلت : و هو صدوق كما قال الحافظ في " التقريب " . و من فوقه ثقات من رجال الشيخين . و قال الحاكم : " صحيح على شرط الشيخين , و هارون بن مسلم العجلي , يقال له : الحنائي , ثقة " . قلت : و هو ليس من رجال الشيخين بل و لا بقية الستة , خلافا لما يوهمه كلام الحاكم , و إن وافقه الذهبي . و أما ابن خزيمة , فقد أعله بعنعة يحيى , فقال : " .. إن كان يحيى بن أبي كثير سمع الخبر من عبد الله بن أبي قتادة " . قلت : قد احتج به الشيخان و غيرهما , فالظاهر أن عنعنته إنما تضر فيما رواه عن أنس و نحوه . و الله أعلم . و أما قول المناوي في " الفيض " عقب قول الحاكم المتقدم : " و تعقبه الذهبي في " المهذب " , فقال : هذا حديث منكر , و هارون لا يدرى من هو ? " . قلت : و هذا من أوهام الذهبي , فإنه ظن أن هارون بن مسلم هذا هو الذي روى عن قتادة و عنه سلم بن قتيبة و غيره , قال أبو حاتم فيه : " مجهول " . و كذا في " الميزان " . ثم ذكر فيه عقبه هارون بن مسلم صاحب الحناء , و نقل فيه قول أبي حاتم المتقدم : " فيه لين " . و قول الحاكم : " ثقة " . فاختلط عليه هذا بالذي قبله في " المهذب " , فنشأ الوهم . 2322 " من أكل لحما فليتوضأ " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 415 : أخرجه أحمد ( 4 / 180 , 5 / 289 ) عن معاوية بن صالح عن سليمان بن أبي الربيع - قال أحمد : هو سليمان بن عبد الرحمن الذي روى عنه شعبة و ليث بن سعد - عن القاسم مولى معاوية قال : " دخلت مسجد دمشق , فرأيت أناسا مجتمعين , و شيخا يحدثهم , قلت : من هذا ? قالوا : # سهل بن الحنظلية # , فسمعته يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " فذكره . قلت : و هذا سند حسن , بعد أن كشف لنا الإمام أحمد عن هوية سليمان بن أبي الربيع هذا , فقد قال الهيثمي ( 1 / 248 ) بعدما عزاه لأحمد : " لم أر من ترجمه " . و هذه حقيقة , فالرجل لم يتعرض له أحد بذكر بهذا الاسم الذي وقع في هذا السند , حتى و لا الحافظ في " التعجيل " , فرحم الله الإمام أحمد , ما أكثر علمه و فوائده ! و سليمان الذي روى عنه الليث و شعبة هو ابن عبد الرحمن بن عيسى , و يقال : سليمان بن يسار , و يقال : سليمان بن أنس بن عبد الرحمن الدمشقي كما في " التهذيب " . قلت : و ينبغي أن يزاد : " و يقال : سليمان بن أبي الربيع " . قلت : و هو ثقة . و القاسم هو ابن أبي عبد الرحمن صاحب أبي أمامة , و هو حسن الحديث . ( فائدة ) : الأمر في الحديث للاستحباب إلا في لحم الإبل , فهو للوجوب لثبوت التفريق بينه و بين غيره من اللحوم , فإنهم سألوه صلى الله عليه وسلم عن الوضوء من لحوم الإبل ? فقال : " توضؤوا " , و عن لحوم الغنم ? فقال : " إن شئتم " . رواه مسلم و غيره . و هو مخرج في " الإرواء " ( 1 / 152 / 118 ) . 2323 " من أكل مع قوم تمرا , فأراد أن يقرن فليستأذنهم " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 416 : أخرجه ابن بشران في " الفوائد المنتخبة " ( 63 / 2 ) و الخطيب في " التاريخ " ( 7 / 180 ) من طريق عامر بن أبي الحسين , حدثني رحمة بن مصعب عن الشيباني عن جبلة بن سحيم عن # ابن عمر # مرفوعا . قلت : و هذا إسناد حسن , لولا أن عامرا هذا أورده العقيلي في " الضعفاء " و قال : " لا يتابع على حديثه " . لكنه قد توبع , فرواه ابن فضيل عن أبي إسحاق - و هو الشيباني - بلفظ : " نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الإقران , إلا أن تستأذن أصحابك " . أخرجه أبو داود ( 2 / 148 ) . قلت : و إسناده صحيح على شرط مسلم . و تابعه سفيان : حدثنا جبلة بن سحيم به , مثل لفظ ابن فضيل . أخرجه البخاري ( 5 / 99 - فتح ) و مسلم ( 6 / 123 ) و الترمذي ( 1815 ) و ابن ماجة ( 2 / 317 ) و أحمد ( 2 / 60 ) و قال الترمذي : " حديث حسن صحيح " . و تابعه أيضا شعبة عن جبلة , قال : " كنا بالمدينة , فأصبتنا سنة , فكان ابن الزبير يرزقنا التمر , و كان ابن عمر يمر بنا فيقول : لا تقرنوا , فإن النبي صلى الله عليه وسلم نهى .. "الحديث .أخرجه الشيخان و الدارمي ( 2 / 103 ) و الطيالسي ( 1 / 131 ) و البيهقي ( 7 / 281 ) و زاد مسلم في رواية له : " قال شعبة : لا أرى هذه الكلمة إلا من كلمة ابن عمر . يعني الاستئذان " . قلت : و هذا شاذ , لم يذكره سائر الرواة عن شعبة , فإن ثبت عنه فهو رأي له , لا يعتد به , و لاسيما و هي ثابتة في رواية سفيان - و هو الثوري - و غيره في صلب الحديث كما تقدم , و يأتي . و تابعه أيضا ابن أبي غنية , فقال الإمام أحمد ( 2 / 131 ) : حدثنا يحيى بن عبد الملك بن أبي غنية حدثنا أبي عن جبلة بن سحيم به مرفوعا بلفظ : " إذا أكل أحدكم مع صاحبه فلا يقرنن حتى تستأمره . يعني : التمر " . قلت : و إسناده صحيح على شرط الشيخين . و للحديث شاهد مختصر , يرويه أبو عامر الخزاز عن الحسن عن سعد مولى أبي بكر قال : " قدمت بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم تمرا , فجعلوا يقرنون , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تقرنوا " . أخرجه ابن ماجة و الحاكم ( 4 / 120 ) و أحمد ( 1 / 199 ) و قال الحاكم : " صحيح الإسناد " ! و وافقه الذهبي ! و أخرج الحاكم أيضا , و ابن حبان ( 1350 ) عن جرير عن عطاء بن السائب عن الشعبي عن أبي هريرة قال : " كنت في أصحاب الصفة , فبعث إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بتمر عجوة , فكبت بيننا , فجعلنا نأكل الثنتين من الجوع , و جعل أصحابنا إذا قرن أحدهم , قال لصاحبه : إني قد قرنت فاقرنوا " . و قال الحاكم و وافقه الذهبي : " صحيح الإسناد " ! قلت : عطاء كان اختلط , و جرير سمع منه في اختلاطه لكنه قوي بما قبله و الله أعلم . 2324 " من أمركم من الولاة بمعصية فلا تطيعوه " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 418 : أخرجه ابن ماجة ( 2 / 201 - 202 ) و ابن حبان ( 1552 ) و أحمد ( 3 / 67 ) عن محمد بن عمرو عن عمر بن الحكم بن ثوبان عن # أبي سعيد الخدري # : " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث علقمة بن مجزز على بعث و أنا فيهم , فلما انتهى إلى رأس عزاته , أو كان ببعض الطريق , استأذنته طائفة من الجيش , فأذن لهم , و أمر عليهم عبد الله بن حذافة بن قيس السهمي , فكنت فيمن غزا معه , فلما كان في بعض الطريق , أوقد القوم نارا ليصطلوا , أو ليصنعوا عليها صنيعا , فقال عبد الله - و كانت فيه دعابة - : أليس لي عليكم السمع و الطاعة ? قالوا : بلى , قال : فما أنا بآمركم بشيء إلا صنعتموه ? قالوا : نعم , قال , فإني أعزم عليكم إلا تواثبتم في هذه النار , فقام ناس فتحجزوا , فلما ظن أنهم واثبون قال : أمسكوا على أنفسكم , فإنما كنت أمزح معكم , فلما قدمنا ذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ..." فذكره . و روى الحاكم ( 3 / 630 ) طرفا من أوله . قلت : و إسناده حسن . 2325 " من أم قوما و هم له كارهون , فإن صلاته لا تجاوز ترقوته " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 418 : رواه ابن عساكر ( 4 / 15 / 2 ) عن أبي بكر الهذلي عن شهر بن حوشب عن أبي عبد الله الصنابحي : أن # جنادة بن أبي أمية # أم قوما , فلما قام من الصلاة التفت عن يمينه فقال : أترضون ? قالوا : نعم . ثم فعل ذلك عن يساره , ثم قال : إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره . قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا , آفته أبو بكر الهذلي , متروك الحديث . و شهر بن حوشب سيء الحفظ . من طريقه أخرجه الطبراني كما في " فيض القدير " . لكن الحديث قد صح بمجموع رواية جمع من الصحابة بألفاظ متقاربة , فراجع " الترغيب " ( 1 / 171 ) مع تخرجنا عليه . 2326 " من باع بيعتين في بيعة , فله أوكسهما أو الربا " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 419 : رواه ابن أبي شيبة في " المصنف " ( 6 / 120 / 502 ) و عنه ( 3461 ) و ابن حبان في " صحيحه " ( 1110 ) و كذا الحاكم ( 2 / 45 ) و البيهقي ( 5 / 343 ) : أخبرنا ابن أبي زائدة عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن # أبي هريرة # مرفوعا . قلت : و هذا سند حسن و قد صححه الحاكم , و وافقه الذهبي , ثم ابن حزم في " المحلى " ( 9 / 16 ) . و رواه النسائي ( 7 / 296 - الطبعة الجديدة ) و الترمذي ( 1 / 232 ) و صححه , و ابن الجارود ( 286 ) و ابن حبان أيضا ( 1109 ) و البغوي في " شرح السنة " ( 8 / 142 / 211 ) و صححه أيضا , و أحمد ( 2 / 432 و 475 و 503 ) و البيهقي من طرق عن محمد بن عمرو به بلفظ : " نهى عن بيعتين في بيعة " . و قال البيهقي : " قال عبد الوهاب ( يعني : ابن عطاء ) : " يعني : يقول : هو لك بنقد بعشرة , و بنسيئة بعشرين " . و بهذا فسره الإمام ابن قتيبة , فقال في " غريب الحديث " ( 1 / 18 ) : " و من البيوع المنهي عنها ... شرطان في بيع , و هو أن يشتري الرجل السلعة إلى شهرين بدينارين و إلى ثلاثة أشهر بثلاثة دنانير و هو بمعنى بيتعتين في بيعة " . و الحديث بهذا اللفظ مختصر صحيح , فقد جاء من حديث ابن عمر و ابن عمرو , و هما مخرجان في " الإرواء " ( 5 / 150 - 151 ) . و لعل في معنى الحديث قول ابن مسعود : " الصفقة في الصفقتين ربا " . أخرجه عبد الرزاق في " المصنف " ( 8 / 138 - 139 ) و ابن أبي شيبة أيضا ( 6 / 199 ) و ابن حبان ( 163 و 1111 ) و الطبراني ( 41 / 1 ) و سنده صحيح , و في سماع عبد الرحمن من أبيه ابن مسعود خلاف , و قد أثبته جماعة و المثبت مقدم على النافي . و رواه أحمد ( 1 / 393 ) و هو رواية لابن حبان ( 1112 ) بلفظ : " لا تصلح سفقتان في سفقة ( و لفظ ابن حبان : لا يحل صفقتان في صفقة ) و إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لعن الله آكل الربا و موكله و شاهده و كاتبه " . و سنده صحيح أيضا . و كذا رواه ابن نصر في " السنة " ( 54 ) . و زاد في رواية : " أن يقول الرجل : إن كان بنقد فبكذا و كذا , و إن كان إلى أجل فبكذا و كذا " . و هو رواية لأحمد ( 1 / 398 ) , و جعله من قول سماك , الراوي عن عبد الرحمن بن عبد الله . ثم إن الحديث رواه ابن نصر ( 55 ) و عبد الرزاق في " المصنف " ( 8 / 137 / 14629 ) بسند صحيح عن شريح قال : فذكره من قوله مثل لفظ حديث الترجمة بالحرف الواحد . قلت : و سماك هو ابن حرب و هو تابعي معروف , قال : أدركت ثمانين صحابيا . فتفسيره للحديث ينبغي أن يقدم - عند التعارض - و لاسيما و هو أحد رواة هذا الحديث , و الراوي أدرى بمرويه من غيره لأن المفروض أنه تلقى الرواية من الذي رواها عنه مقرونا بالفهم لمعناها , فكيف و قد وافقه على ذلك جمع من علماء السلف و فقهائهم : 1 - ابن سيرين , روى أيوب عنه : أنه كان يكره أن يقول : أبيعك بعشرة دنانير نقدا , أو بخمسة عشر إلى أجل . أخرجه عبد الرزاق في " المصنف " ( 8 / 137 / 14630 ) بسند صحيح عنه . و ما كره ذلك إلا لأنه نهي عنه . 2 - طاووس , قال : إذا قال : هو بكذا و كذا إلى كذا و كذا , و بكذا و كذا إلى كذا و كذا , فوقع المبيع على هذا , فهو بأقل الثمنين إلى أبعد الأجلين . أخرجه عبد الرزاق أيضا ( 14631 ) بسند صحيح أيضا . و رواه هو ( 14626 ) و ابن أبي شيبة ( 6 / 120 ) من طريق ليث عن طاووس به مختصرا , دون قوله : " فوقع البيع .. " . و زاد : " فباعه على أحدهما قبل أن يفارقه , فلا بأس به " . فهذا لا يصح عن طاووس لأن ليثا - و هو ابن أبي سليم - كان اختلط . 3 - سفيان الثوري , قال : إذا قلت : أبيعك بالنقد إلى كذا , و بالنسيئة بكذا و كذا , فذهب به المشتري , فهو بالخيار في البيعين , ما لم يكن وقع بيع على أحدهما , فإن وقع البيع هكذا , فهو مكروه و هو بيعتان في بيعة و هو مردود و هو منهي عنه , فإن وجدت متاعك بعينه أخذته , و إن كان قد استهلك فلك أوكس الثمنين , و أبعد الأجلين . أخرجه عبد الرزاق ( 14632 ) عنه . 4 - الأوزاعي , نحوه مختصرا , و فيه : " فقيل له : فإن ذهب بالسلعة على ذينك الشرطين ? فقال : هي بأقل الثمنين إلى أبعد الأجلين " . ذكره الخطابي في " معالم السنن " ( 5 / 99 ) . ثم جرى على سنتهم أئمة الحديث و اللغة , فمنهم : 5 - الإمام النسائي , فقال تحت باب " بيعتين في بيعة " : " و هو أن يقول : أبيعك هذه السلعة بمئة درهم نقدا , و بمئتي درهم نسيئة " . و بنحوه فسر أيضا حديث ابن عمرو : " لا يحل شرطان في بيع " , و هو مخرج في " الإرواء " ( 1305 ) و انظر " صحيح الجامع " ( 7520 ) . 6 - ابن حبان , قال في " صحيحه " ( 7 / 225 - الإحسان ) : " ذكر الزجر عن بيع الشيء بمئة دينار نسيئة , و بتسعين دينارا نقدا " . ذكر ذلك تحت حديث أبي هريرة باللفظ الثاني المختصر . 7 - ابن الأثير في " غريب الحديث " , فإنه ذكر ذلك في شرح الحديثين المشار إليهما آنفا . حكم بيع التقسيط : و قد قيل في تفسير ( البيعتين ) أقوال أخرى , و لعله يأتي بعضها , و ما تقدم أصح و أشهر , و هو ينطبق تماما على المعروف اليوم بـ ( بيع التقسيط ) , فما حكمه ? لقد اختلف العلماء في ذلك قديما و حديثا على ثلاثة أقوال : الأول : أنه باطل مطلقا . و هو مذهب ابن حزم . الثاني : أنه لا يجوز إلا إذا تفرقا على أحدهما . و مثله إذا ذكر سعر التقسيط فقط . الثالث : أنه لا يجوز , و لكنه إذا وقع و دفع أقل السعرين جاز . 1 - جليل هذا المذهب ظاهر النهي في الأحاديث المتقدمة , فإن الأصل فيه أنه يقتضي البطلان . و هذا هو الأقرب إلى الصواب لولا ما يأتي ذكره عند الكلام على دليل القول الثالث . 2 - ذهب هؤلاء إلى أن النهي لجهالة الثمن , قال الخطابي : " إذا جهل الثمن بطل البيع . فأما إذا باته على أحد الأمرين في مجلس العقد , فهو صحيح " . و أقول : تعليلهم النهي عن بيعتين في بيعة بجهالة الثمن , مردود لأنه مجرد رأي مقابل النص الصريح في حديث أبي هريرة و ابن مسعود أنه الربا . هذا من جهة . و من جهة أخرى أن هذا التعليل مبني على القول بوجوب الإيجاب و القبول في البيوع , و هذا مما لا دليل عليه في كتاب الله و سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم , بل يكفي في ذلك التراضي و طيب النفس , فما أشعر بهما و دل عليهما فهو البيع الشرعي و هو المعروف عند بعضهم ببيع المعاطاة " , قال الشوكاني في " السيل الجرار " ( 3 / 126 ) : " و هذه المعطاة التي تحقق معها التراضي و طيبة النفس هي البيع الشرعي الذي أذن الله به , و الزيادة عليه هي من إيجاب ما لم يوجبه الشرع " . و قد شرح ذلك شيخ الإسلام في " الفتاوي " ( 29 / 5 - 21 ) بما لا مزيد عليه , فليرجع إليه من أراد التوسع فيه . قلت : و إذا كان كذلك , فالشاري حين ينصرف بما اشتراه , فإما أن ينقد الثمن , و إما أن يؤجل , فالبيع في الصورة الأولى صحيح , و في الصورة الأخرى ينصرف و عليه ثمن الأجل - و هو موضع الخلاف - فأين الجهالة المدعاة ? و بخاصة إذا كان الدفع على أقساط , فالقسط الأول يدفع نقدا , و الباقي أقساط حسب الاتفاق . فبطلت علة الجهالة أثرا و نظرا . 3 - دليل القول الثالث حديث الترجمة و حديث ابن مسعود , فإنهما متفقان على أن " بيعتين في بيعة ربا " , فإذن الربا هو العلة , و حينئذ فالنهي يدور مع العلة وجودا و عدما , فإذا أخذ أعلى الثمنين , فهو ربا , و إذا أخذ أقلهما فهو جائز كما تقدم عن العلماء الذين نصوا أنه يجوز أن يأخذ بأقل الثمنين إلى أبعد الأجلين , فإنه بذلك لا يكون قد باع بيعتين في بيعة , ألا ترى أنه إذا باع السلعة بسعر يومه , و خير الشاري بين أن يدفع الثمن نقدا أو نسيئة أنه لا يصدق عليه أنه باع بيعتين في بيعة كما هو ظاهر , و ذلك ما نص عليه صلى الله عليه وسلم في قوله المتقدم : " فله أوكسهما أو الربا " , فصحح البيع لذهاب العلة , و أبطل الزيادة لأنها ربا , و هو قول طاووس و الثوري و الأوزاعي رحمهم الله تعالى كما سبق . و منه تعلم سقوط قول الخطابي في " معالم السنن " ( 5 / 97 ) : " لا أعلم أحدا من الفقهاء قال بظاهر هذا الحديث , و صحح البيع بأوكس الثمنين , إلا شيء يحكى عن الأوزاعي , و هو مذهب فاسد , و ذلك لما تتضمنه هذه العقدة من الغرر و الجهل " . قلت : يعني الجهل بالثمن كما تقدم عنه و قد علمت مما سلف أن قوله هو الفاسد لأنه أقامه على علة لا أصل لها في الشرع , بينما قول الأوزاعي قائم على نص الشارع كما تقدم , و لهذا تعقبه الشوكاني بقول في " نيل الأوطار " ( 5 / 129 ) : " و لا يخفى أن ما قاله الأوزاعي هو ظاهر الحديث لأن الحكم له بالأوكس يستلزم صحة البيع " . قلت : الخطابي نفسه قد ذكر أن الأوزاعي قال بظاهر الحديث , فلا فرق بينه و بين الخطابي من هذه الحيثية إلا أن الخطابي تجرأ في الخروج عن هذا الظاهر و مخالفته لمجرد علة الجهالة التي قالوها برأيهم خلافا للحديث . و العجيب حقا أن الشوكاني تابعهم في ذلك بقوله : " و العلة في تحريم بيعتين في بيعة عدم استقرار الثمن في صورة بيع الشيء الواحد بثمنين .. " . و ذلك لأن هذه المتابعة تتماشى مع الذين يوجبون الإيجاب و القبول في البيوع , و الشوكاني يخالفهم في ذلك , و يقول بصحة بيع المعاطاة , و في هذه الصورة ( أعني المعطاة ) الاستقرار متحقق كما بينته آنفا . ثم إنه يبدو أن الشوكاني - كالخطابي - لم يقف على من قال بظاهر الحديث - كالأوزاعي - , و إلا لما سكت على ما أفاده كلام الخطابي من تفرد الأوزاعي , و قد روينا لك بالسند الصحيح سلفه في ذلك - و هو التابعي الجليل طاووس - و موافقة الإمام الثوري له , و تبعهم الحافظ ابن حبان , فقال في " صحيحه " ( 7 / 226 ) : " ذكر البيان بأن المشتري إذا اشترى بيعتين في بيعة على ما وصفنا و أراد مجانبة الربا كان له أوكسهما " . ثم ذكر حديث الترجمة , فهذا مطابق لما سبق من أقوال أولئك الأئمة , فليس الأوزاعي وحده الذي قال بهذا الحديث . أقول هذا بيانا للواقع , و لكي لا يقول بعض ذوي الأهواء أو من لا علم عنده , فيزعم أن مذهب الأوزاعي هذا شاذ ! و إلا فلسنا - و الحمد لله - من الذين لا يعرفون الحق إلا بكثرة القائلين به من الرجال , و إنما بالحق نعرف الرجال . و الخلاصة أن القول الثاني ثم أضعف الأقوال لأنه لا دليل عنده إلا الرأي , مع مخالفة النص , و يليه القول الأول لأن ابن حزم الذي قال به ادعى أن حديث الترجمة منسوخ بأحاديث النهي عن بيعتين في بيعة , و هذه دعوى مردودة لأنها خلاف الأصول , فإنه لا يصار إلى النسخ إلا إذا تعذر الجمع , و هذا من الممكن هنا بيسر , فانظر مثلا حديث ابن مسعود , فإنك تجده مطابقا لهذه الأحاديث , و لكنه يزيد عليها ببيان علة النهي , و أنها ( الربا ) . و حديث الترجمة يشاركه في ذلك , و لكنه يزيد عليه فيصرح بأن البيع صحيح إذا أخذ الأوكس , و عليه يدل حديث ابن مسعود أيضا لكن بطريق الاستنباط على ما تقدم بيانه . هذا ما بدا لي من طريقة الجمع بين الأحاديث و التفقه فيها , و ما اخترته من أقوال العلماء حولها , فإن أصبت فمن الله , و إن أخطأت فمن نفسي , و الله أسأل أن يغفره لي و كل ذنب لي . و اعلم أخي المسلم ! أن هذه المعاملة التي فشت بين التجار اليوم , و هي بيع التقسيط , و أخذ الزيادة مقابل الأجل , و كلما طال الأجل زيد في الزيادة , إن هي إلا معاملة غير شرعية من جهة أخرى لمنافاتها لروح الإسلام القائم على التيسير على الناس و الرأفة بهم , و التخفيف عنهم كما في قوله صلى الله عليه وسلم : " رحم الله عبدا سمحا إذا باع سمحا إذا اشترى , سمحا إذا اقتضى " . رواه البخاري . و قوله : من كان هينا , لينا , قريبا حرمه الله على النار " . رواه الحاكم و غيره , و قد سبق تخريجه برقم ( 938 ) . فلو أن أحدهم اتقى الله تعالى , و باع بالدين أو بالتقسيط بسعر النقد , لكان أربح له حتى من الناحية المادية لأن ذلك مما يجعل الناس يقبلون عليه و يشترون من عنده و يبارك له في رزقه , مصداق قوله عز وجل : *( و من يتق الله يجعل له مخرجا و يرزقه من حيث لا يحتسب )* <1>. 1>و بهذه المناسبة أنصح القراء بالرجوع إلى رسالة الأخ الفاضل عبد الرحمن عبد الخالق : " القول الفصل في بيع الأجل " فإنها فريدة في بابها , مفيدة في موضوعها , جزاه الله خيرا . ----------------------------------------------------------- [1] الطلاق : الآية : 2 . اهـ . 2327 " من باع دارا و لم يجعل ثمنها في مثلها , لم يبارك له فيها " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 427 : أخرجه البخاري في " التاريخ " ( 4 / 2 / 328 ) و ابن ماجة ( 2 / 97 ) و الطيالسي ( 1 / 263 ) و ابن عدي ( 358 / 1 ) عن يوسف بن ميمون عن أبي عبيدة بن حذيفة عن أبيه # حذيفة بن اليمان # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . قلت : و هذا إسناد ضعيف , يوسف بن ميمون - هو المخزومي مولاهم الكوفي الصباغ - ضعيف , و مع ذلك قال ابن عدي : " هذا الحديث لا أرى به بأسا " . قلت : لعل ذلك لأنه تابعه يزيد بن أبي خالد الدالاني عن أبي عبيدة به . أخرجه البخاري أيضا و كذا الطيالسي و البيهقي ( 6 / 33 ) . و يزيد هذا - هو أبو خالد الدالاني - من رجال " التهذيب " , قال الحافظ : " صدوق يخطىء كثيرا , و كان يدلس " .و لم يعرفه البوصيري في " زوائده " , فقال ( 155 / 1 ) : " لم أعلم يزيد بن أبي خالد بعدالة و لا جرح " . قلت : و السبب في ذلك أنه عزاه البيهقي فقط , و وقع فيه : " يزيد بن أبي خالد " ليس فيه زيادة : " الدالاني " , و هي ثابتة عند البخاري , ثم هو مشهور بكنيته , و اسم أبيه عبد الرحمن , فهو يزيد بن عبد الرحمن , و هكذا ذكروا اسمه لما ترجموا الابن في كنيته المذكورة , فخفي أمره على البوصيري . أقول : و من ضعفه أنه اضطرب في إسناده , فرواه وهب بن جرير : أخبرنا شعبة عنه به مرفوعا . أخرجه من هذا الوجه البخاري و البيهقي و أبو جعفر الرزاز في " حديثه " ( 4 / 75 / 1 ) . و تابعه سلم بن قتيبة سمع شعبة رفعه . أخرجه البخاري . و خالفهم ابن مهدي و غندر و آدم , ثلاثتهم عن شعبة به موقوفا على حذيفة . أخرجه البخاري عنهم . و تابعهم الطيالسي , فقال : حدثنا شعبة به موقوفا . و قد ذكر ابن أبي حاتم في " العلل " ( 2 / 290 ) هذا الاختلاف على شعبة , و ساق رواية وهب المرفوعة , و رواية الطيالسي الموقوفة , ثم قال عن أبيه : " موقوف عندي أقوى , و يزيد أبو خالد ليس بالدالاني " . كذا قال ! و بعد تصريح البخاري في بعض روايات الحديث بأنه الدالاني , فلا وجه للنفي لأن من حفظ حجة على من لم يحفظ . و للحديث شاهد من حديث سعيد بن حريث مرفوعا به . أخرجه ابن ماجة و البيهقي و أحمد ( 3 / 467 , 4 / 307 ) و ابن عدي ( 9 / 1 ) و الضياء في " المنتقى من مسموعاته " ( 79 / 2 ) من طريق إسماعيل بن إبراهيم بن مهاجر حدثني عبد الملك بن عمير عن عمرو بن حريث عن أخيه سعيد بن حريث به . قلت : و إسماعيل هذا ضعيف كما في " التقريب " . لكن تابعه أبو حمزة عن عبد الملك بن عمير به . أخرجه البيهقي من طريق الحاكم بسنده عن محمد بن موسى بن حاتم حدثنا علي بن الحسن بن شقيق حدثنا أبو حمزة . قلت : و أبو حمزة - هو محمد بن ميمون السكري - ثقة من رجال الشيخين , و كذلك من فوقه , إلا أن محمد بن موسى بن حاتم متكلم فيه . قال القاسم السياري : " أنا بريء من عهدته " . و قال ابن أبي سعد : " إن كان محمد بن علي الحافظ سيء الرأي فيه " . و تابعه قيس بن الربيع أيضا عن عبد الملك بن عمير به . ذكره البوصيري دون أن يعزوه لمخرج , و أظنه يعني ما أخرجه أحمد ( 1 / 190 ) عن قيس بن الربيع حدثنا عبد الملك بن عمير عن عمرو بن حريث قال : " قدمت المدينة , فقاسمت أخي , فقال سعيد بن زيد : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لا يبارك في ثمن أرض و لا دار لا يجعل في أرض و لا دار " . قلت : فأنت ترى أن قيس بن الربيع جعله من حديث سعيد بن زيد لا من حديث سعيد بن حريث . و لعل ذلك من سوء حفظه الذي ضعف بسببه . و قد روي من طريق أخرى عن عمرو بن حريث مرفوعا , و لكن إسناده واه , فقال ابن أبي حاتم ( 2 / 324 ) : " سألت أبي عن حديث رواه عقبة بن خالد عن الصباح بن يحيى عن خالد بن أبي أمية عن عمرو بن حريث : ( فذكره ) , قال أبي : يروونه عن عمرو بن حريث عن أخيه سعيد بن حريث " . قلت : يشير إلى أنه منكر من مسند عمرو بن حريث , و آفته الصباح هذا , فقد أورده الهيثمي في " المجمع " ( 4 / 111 ) عن حذيفة و عمرو بن حريث معا مرفوعا , و قال : " رواه الطبراني في " الكبير " و فيه الصباح بن يحيى و هو متروك " . ثم إن للحديث شاهدا آخر من حديث أبي أمامة غير أن سنده واه جدا , فإنه من رواية إبراهيم بن حبان بن حكيم بن علقمة بن سعد بن معاذ عن حماد بن سلمة عن برد بن سنان عن مكحول عنه مرفوعا . أخرجه ابن عدي في ترجمة إبراهيم هذا ( ق 4 / 1 ) , و قال : " ضعيف الحديث " . ثم ساق له حديثين هذا أحدهما , ثم قال : " و هذان الحديثان مع أحاديث أخرى عامتها موضوعة مناكير , و هكذا سائر أحاديثه " . و جملة القول أن الحديث بمتابعته و شاهده الأول لا ينزل عن رتبة الحسن . و الله سبحانه و تعالى أعلم . ثم رأيت في بعض أصولي و أوراقي القديمة بخطي أن الحافظ السخاوي حسنه أيضا في " الفتاوي الحديثية " ( ق 30 / 2 ) . ثم وجدت له شاهدا ثالثا يرويه عبد القدوس بن محمد العطار , حدثنا يزيد بن تميم بن زيد حدثني أبو مرحوم السندي : حدثني المنتصر بن عمارة عن أبيه عن أبي ذر مرفوعا نحوه . أخرجه الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 143 / 2 ) , و قال : " لا يروى عن أبي ذر إلا بهذا الإسناد , تفرد به عبد القدوس " . قلت : هو صدوق من شيوخ البخاري , لكن من بينه و بين أبي ذر لم أعرفهم , و قد نقل الحافظ في " اللسان " عن " تلخيص " الذهبي أنه قال في المنتصر بن عمارة و أبيه : " مجهولان " . ( تنبيه ) : بعد كتابة ما تقدم رجعت إلى بعض أصولي القديمة التي عندي , فوجدت فيه أن أبا يعلى الموصلي أخرج الحديث في " حديث محمد بن بشار " ( 127 / 1 ) من طريق شعبة بسنده المتقدم عن حذيفة مرفوعا و موقوفا , و الوقف أكثر . و جاء في بعض طرقه ما يأتي : " قال بندار - هو محمد بن بشار - : فقلت لعبد الرحمن بن مهدي : تحفظ هذا الحديث عن شعبة ? قال : نعم . قلت : حدثني به . فقال : حدثني شعبة عن يزيد أبي خالد . قلت له : الدالاني ? قال : ليس بالدالاني . فقلت له : فإن ههنا من يرويه عن شعبة عن يزيد أبي خالد الدالاني , فألح علي ? قلت : حرمي بن عمارة , قال : ويحه ! ما أقل علمه بالحديث ! يزيد الدالاني أصغر من أن يسمع من أبي عبيدة بن حذيفة " . قلت : و لا أجد ما يحملنا على نفي سماعه منه , فأبو عبيدة تابعي من الطبقة الثاني عند الحافظ , و قد ذكروا له - أعني أبا خالد - رواية عن قتادة , و هو رأس الطبقة الرابعة عنده , و عن أبي إسحاق السبيعي , و هو من الطبقة الثالثة , و يحيى بن إسحاق بن عبد الله بن طلحة الأنصاري , و إبراهيم بن عبد الرحمن السكسكي , و هما من الخامسة , و كل هؤلاء رووا عن الصحابة , كأبي عبيدة , فما الذي يمنع أن يكون أبو خالد سمع منه كما سمع من هؤلاء التابعين الذين ذكرنا و غيرهم ممن لم نذكر ? بل هذا هو الذي يشير إليه صنيع الحافظ في ترجمة أبي خالد , فإنه قال : " إنه من السابعة " . و قد ذكر في المقدمة أن الطبقة السادسة هم الذين عاصروا الخامسة , لكن لم يثبت لهم لقاء أحد من الصحابة كابن جريج , و أن السابعة كبار أتباع التابعين كمالك و الثوري فإذن أبو خالد الدالاني في اطلاع الحافظ العسقلاني - و كفى به حجة في هذا العلم - و هو من كبار أتباع التابعين , فليس هناك ما يمنع من إمكان سماعه من الطبقة الثانية , و هي تعني كبار التابعين . و الله أعلم .و مما يسترعي الانتباه أن هذا النفي الذي رواه أبو يعلى عن محمد بن بشار عن ابن مهدي قد روى البخاري عنه ما ينافيه , و عليه اعتمدت في إثبات أنه الدالاني , فقد قال في ترجمة يزيد أبي خالد الواسطي عن إبراهيم السكسكي : قال لي محمد بن بشار : أخبرنا ابن مهدي و غندر عن شعبة عن يزيد بن أبي خالد الدالاني عن أبي عبيدة ... فعلق عليه المحقق اليماني بقوله : " هكذا في الأصلين , و كأنه من أوهام ابن بشار , زاد كلمة : " ابن " , و زاد : " الدالاني " . و الله أعلم " . و كان عمدته في هذا التوهيم قول ابن أبي حاتم المتقدم : " و ليس بالدالاني " . و قد نقله اليماني عنه قبيل تعليقه المذكور . و بالجملة , فهذه مسألة مشكلة , تحتاج إلى مزيد من البحث و التحقيق , فإن تخطئة الإمام البخاري أو أحد رواته الثقات ليس بالأمر الهين , فعسى الله أن ييسر لي أو لغيري ممن له عناية بهذا العلم الشريف ما يكشف عن الحقيقة , و يزيل المشكلة , و لكن ذلك لا يمنع من تحسين الحديث . و الله سبحانه و تعالى أعلم . 2328 " من تواضع لله رفعه الله " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 432 : أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 8 / 46 ) عن علي بن الحسن بن أبي الربيع الزاهد حدثنا إبراهيم بن أدهم قال : سمعت محمد بن عجلان يذكر عن أبيه عن # أبي هريرة # مرفوعا , و قال : " غريب من حديث إبراهيم , لا أعرف له طريقا غيره " . قلت : و هو صدوق مع زهده , فالحديث حسن لأن من فوقه ثقات معروفون لولا أن الراوي عن إبراهيم لم أعرفه , لكن صنيع أبي نعيم يشعر بأنه لم يتفرد به . و من الغريب قوله : " لا أعرف له طريقا غيره " . مع أن مسلما أخرجه في " صحيحه " ( 8 / 21 ) من طريق العلاء عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا به في حديث , و أخرجه غيره أيضا , و قد خرجته في " إرواء الغليل " ( 2262 ) . و له شاهد من حديث عمر مرفوعا , و زاد : " و قال : انتعش رفعك الله , فهو في نفسه صغير و في أعين الناس عظيم و من تكبر خفضه الله , و قال : اخسأ خفضك الله , فهو في أعين الناس صغير و في نفسه كبير , حتى يكون أهون عليهم من كلب " . أخرجه أبو نعيم ( 7 / 129 ) و الخطيب ( 2 / 110 ) و قالا : " غريب من حديث الثوري , تفرد به سعيد بن سلام " . قلت : و هو كذاب , كما قال أحمد و غيره و لذا خرجته في " الضعيفة " ( 1295 ) . و للحديث شاهد آخر من رواية دراج , و هو ضعيف , عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري مرفوعا بلفظ : " من تواضع لله درجة يرفعه الله درجة , حتى يجعله في أعلى عليين , و من تكبر على الله درجة يضعه الله درجة , حتى يجعله في أسفل السافلين " . أخرجه ابن ماجة ( 2 / 544 ) و ابن حبان ( 1942 ) . ثم وجدت لحديث عمر طريقا أخرى من رواية عاصم بن محمد عن أبيه عن ابن عمر عنه - قال : لا أعلمه إلا - رفعه , قال : " يقول الله تبارك و تعالى : من تواضع لي هكذا , رفعته هكذا . و جعل يزيد ( ابن هارون ) باطن كفه إلى الأرض و أدناها إلى الأرض , " رفعته هكذا " و جعل باطن كفه إلى السماء , و رفعها نحو السماء " . أخرجه أحمد ( 1 / 44 ) بسند صحيح , و من طريقه و طريق غيره أخرجه الضياء المقدسي في " المختارة " ( رقم 199 - 201 بتحقيقي ) . 2329 " من تولى غير مواليه , فقد خلع ربقة الإيمان من عنقه " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 434 : أخرجه أحمد ( 3 / 332 ) و البخاري في " التاريخ " ( 2 / 1 / 143 ) عن يعقوب بن محمد بن طحلاء حدثنا خالد بن أبي حيان عن #جابر #مرفوعا . قلت : و هذا إسناد جيد , رجاله ثقات رجال مسلم غير خالد بن أبي حيان قال ابن أبي حاتم ( 1 / 2 / 324 ) : " سئل أبو زرعة عنه ? فقال : مديني ثقة " . و ذكره ابن حبان في " الثقات " ( 1 / 56 - هند ) . 2330 " من جامع المشرك و سكن معه , فإنه مثله " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 434 . أخرجه أبو داود ( 2787 ) عن سليمان بن موسى أبي داود حدثنا جعفر بن سعد بن سمرة بن جندب حدثني خبيب بن سليمان عن أبيه سليمان بن سمرة عن # سمرة بن جندب # مرفوعا . و هذا إسناد ضعيف , سليمان بن سمرة قال الحافظ : " مقبول " . و ابنه خبيب مجهول . و جعفر بن سعد بن سمرة ليس بالقوي . و سليمان بن موسى أبو داود الكوفي الخراساني فيه لين . و من هنا تعلم خطأ المناوي في قوله في " التيسير " : " و إسناده حسن " . مع أنه في " الفيض " تعقب رمز السيوطي لحسنه بضعف سليمان هذا ! قلت : لكن له طريق أخرى يتقوى بها , أخرجه الحاكم ( 2 / 141 - 142 ) عن إسحاق بن إدريس حدثنا همام عن قتادة عن الحسن عن سمرة مرفوعا بلفظ : " لا تساكنوا المشركين و لا تجامعوهم , فمن ساكنهم أو جامعهم فليس منا " . و قال : " صحيح على شرط البخاري " , و وافقه الذهبي , إلا أنه زاد : " و مسلم " . و لا أدري إذا كانت هذه الزيادة منه , أو من بعض نساخ كتابه : " التلخيص " . و سواء كان هذا أو ذاك , فتصحيحه و هم فاحش منهما لأن إسحاق بن إدريس هذا ليس من رجال الشيخين , و لا هو بثقة , بل إنه اتهم بالوضع , فقد أورده الذهبي نفسه في " الميزان " و قال : " تركه ابن المديني , و قال أبو زرعة : واه . و قال البخاري : تركه الناس . و قال الدارقطني : منكر الحديث . و قال : يحيى بن معين : كذاب يضع الحديث " . لكني وجدت له متابعا قويا يرويه إسحاق بن سيار حدثنا محمد بن عبد الملك عن همام به . أخرجه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 1 / 123 ) عن أبي العباس الشعراني عنه . و محمد بن عبد الملك - هو أبو جابر الأزدي البصري - قال أبو حاتم : " أدركته , و ليس بقوي " . و ذكره ابن حبان في " الثقات " ( 9 / 64 ) <1>. 1>و إسحاق بن سيار - و هو النصيبي أبو يعقوب - قال ابن أبي حاتم ( 1 / 1 / 223 ) : " أدركناه , و كتب إلي ببعض حديثه , و كان صدوقا ثقة " . و أبو العباس الشعراني اسمه أحمد بن محمد بن جعفر الزاهد الجمال , و في ترجمته ساق أبو نعيم الحديث , و قال : " كان من العباد الراغبين في الحج , و كان يصلي عند كل ميل ركعتين " ! قلت : هذه الصلاة بدعة لم يفعلها السلف و إمامهم سيد الأنبياء عليه الصلاة و السلام , " و خير الهدي هدي محمد " . و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا , فالرجل مستور . و بالجملة , فالحديث عندي حسن بمجموع الطريقين , و لاسيما و قد مضى له شاهد بنحوه , فراجعه برقم ( 636 ) . ----------------------------------------------------------- [1] ترجم له من " الميزان " و " اللسان " , و " التهذيب " أيضا على خلاف قاعدته أن لا يترجم في " اللسان " لمن ترجم له في " التهذيب " , و رمز له فيه بـ " م " , و أظنه وهما , و لم يترجم له في " التقريب " . اهـ . 2331 " من جلب على الخيل يوم الرهان , فليس منا " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 436 : أخرجه الطبراني في " الكبير " ( 3 / 126 / 2 ) : حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي أخبرنا ضرار بن صرد أبو نعيم أخبرنا عبد العزيز بن محمد عن ثور بن زيد عن عكرمة عن # ابن عباس # مرفوعا . قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا , رجاله كلهم ثقات غير ضرار هذا , فهو متروك الحديث كما قال البخاري و النسائي , و ضعفه غيرهما , إلا أن أبا حاتم قال فيه : " صدوق , صاحب قرآن و فرائض , يكتب حديثه و لا يحتج به , روى حديثا عن معتمر عن أبيه عن الحسن عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم في فضيلة بعض الصحابة ينكرها أهل المعرفة بالحديث " . قلت : و لخص ذلك الحافظ بقوله : " صدوق , له أوهام " . و لا يخفى ما فيه من التساهل , و لعل المناوي اغتر به حين قال في " التيسير " : " و إسناده لا بأس به " . لكنه لم يتفرد به , فقد قال الحافظ في " التلخيص " ( 4 / 165 ) : " رواه ابن أبي عاصم ( يعني في " الجهاد " ) , و الطبراني من حديث ابن عباس , و إسناد ابن أبي عاصم لا بأس به " . قلت : و لعل رواية ابن أبي عاصم هذه من الطريق التي رواها أبو يعلى في " مسنده " ( 4 / 303 / 2413 ) , و عنه الضياء في " المختارة " ( 64 / 24 / 2 ) بسنده الصحيح عن ثور بن زيد عن إسحاق بن جابر عن عكرمة عن ابن عباس به . و قال الضياء : " إسحاق بن جابر العدني , لم يذكره ابن أبي حاتم في ( كتابه ) " . قلت : بلى قد ذكره , لكنه قال : " إسحاق بن عبد الله العدني , هو الذي يقال له إسحاق بن جابر " . فكأن جابرا جده . و هكذا ذكره البخاري ( 1 / 1 / 397 ) منسوبا لأبيه عبد الله . و أما ابن حبان فذكره في " الثقات " ( 8 / 107 ) منسوبا لجده برواية عبد الله بن نافع الصائغ عنه . فقد روى عنه ثقتان : هذا , و ثور بن زيد , فلعله لذلك قال الحافظ : " لا بأس بإسناده " . ( الجلب ) في السباق : أن يتبع الرجل فرسه إنسانا , فيزجره , و يصيح حثا على السوق . 2332 " من حلف على يمين مصبورة كاذبا ( متعمدا ) فليتبوأ بوجهه مقعده من النار " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 438 : أخرجه أبو داود ( 2 / 74 ) و الزيادة له , و الطبري في " تفسيره " ( 6 / 533 / 7287 ) و الحاكم ( 4 / 294 ) و أحمد ( 4 / 436 / 441 ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 6 / 277 ) من طرق عن هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن # عمران بن حصين # مرفوعا , و قال الحاكم : " صحيح على شرط الشيخين " , و وافقه الذهبي . قلت : و هو كما قالا , على الخلاف في سماع ابن سيرين من عمران بين الإمام أحمد و الدارقطني , فالأول أثبت و الآخر نفي و المثبت مقدم على النافي , و لاسيما و له في مسلم ثلاثة أحاديث ( 1 / 137 و 5 / 97 و 105 ) الأول منها صرح فيه بالتحديث عن عمران . 2333 " من توضأ ثم قال : سبحانك اللهم و بحمدك لا إله إلا أنت أستغفرك و أتوب إليك , كتب في رق , ثم طبع بطابع , فلم يكسر إلى يوم القيامة " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 438 : أخرجه النسائي في " اليوم و الليلة " <1>( 1>رقم 81 ) و الحاكم ( 1 / 564 ) و الضياء في " المنتقى من مسموعاته بمرو " ( 68 / 1 ) عن أبي غسان يحيى بن كثير : حدثنا شعبة عن أبي هاشم ( عن أبي مجلز ) عن قيس بن عباد عن # أبي سعيد الخدري # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( فذكره ) . و قال الحاكم : " صحيح على شرط مسلم " , و وافقه الذهبي . و أقول بل هو على شرط الشيخين , فإن رجاله كلهم ثقات من رجالهما . و أبو هاشم الرماني اسمه يحيى , و اسم أبيه دينار , و قيل غير ذلك . و تابعه روح بن القاسم عن أبي هاشم به مرفوعا . أخرجه أبو إسحاق المزكي في " الفوائد المنتخبة " ( 1 / 150 / 1 ) عن عيسى بن شعيب : أخبرنا روح بن القاسم . و هذا إسناد حسن , روح بن القاسم ثقة حافظ من رجال الشيخين أيضا . و عيسى بن شعيب - و هو النحوي البصري الضرير - صدوق له أوهام . و تابعه الوليد بن مروان عن أبي هاشم به نحوه . أخرجه أبو بكر الشافعي في " الفوائد " ( 3 / 1 / 257 / 1 ) . و الوليد هذا مجهول . و تابعه قيس بن الربيع عن أبي هاشم به مرفوعا . ذكره أبو نعيم في " اليوم و الليلة " له . و قيس سيء الحفظ . و تابعه سفيان الثوري عن أبي هاشم به . أخرجه ابن السني ( 28 ) , و المعمري <2>عن يوسف بن أسباط عنه . لكن يوسف هذا فيه ضعف , و قد خالفه عبد الرحمن بن مهدي , فقال2> : حدثنا سفيان به , إلا أنه أوقفه على أبي سعيد . أخرجه الحاكم . و تابعه عبد الله بن المبارك عن سفيان به موقوفا . أخرجه النسائي . ثم أخرجه من طريق غندر عن شعبة بإسناده موقوفا . و لا شك أن الوقف أصح إسنادا , لكن قال الحافظ <3>3>: " مثله لا يقال من قبل الرأي , فله حكم المرفوع " . ثم وجدت للحديث شاهدا , فقال ابن بشران في " الأمالي " ( 147 / 1 ) : أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن طاهر العلوي - بالمدينة - : حدثنا محمد بن الحسن بن نصر البغدادي المعروف بـ ( المقدسي ) : حدثنا محمد بن حسان الأزرق حدثنا وكيع بن الجراح عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعا به . قلت : الأزرق ثقة مترجم في " التهذيب " , و من فوقه من رجال الشيخين . و المقدسي لم أعرفه , و لم أره في " تاريخ بغداد " , و هو من شرطه . و العلوي لم أعرفه أيضا . و الخلاصة : أن الحديث صحيح بمجموع طرقه المرفوعة , و الموقوف لا يخالفه لأنه لا يقال بمجرد الرأي كما تقدم عن الحافظ . و لعله من أجل ذلك ساقه ابن القيم في " زاد المعاد " ( 1 / 69 ) مساق المسلمات , و لكنه عزاه لـ " سنن النسائي " و هو وهم لم يتنبه له المعلق عليه , ثم قصر في تخريجه تقصيرا فاحشا , فلم يعزه إلا لابن السني و ضعف إسناده - و هو كذلك كما تقدم دون الأسانيد التي قبله - فأوهم أن الحديث ضعيف . و الله المستعان . ----------------------------------------------------------- [1] " تحفة الأشراف " ( 3 / 447 ) . اهـ . [2] " النكت الظراف " للحافظ ( 3 / 447 ) . اهـ . [3] " النكت الظراف " للحافظ ( 3 / 447 ) . اهـ . 2334 " من حلف في قطيعة رحم , أو فيما لا يصلح , فبره أن لا يتم على ذلك " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 441 : أخرجه ابن ماجة ( 1 / 648 ) عن حارثة بن أبي الرجال عن عمرة عن # عائشة # مرفوعا . قلت : و هذا إسناد ضعيف , و رجاله ثقات غير حارثة , فإنه ضعيف كما قال الحافظ , و تبعه البوصيري ( 130 / 2 ) . لكني وجدت للحديث شاهدا قويا من رواية أبي معبد عن ابن عباس رفعه قال : " من حلف بيمين على قطيعة رحم أو معصية فحنث فذلك كفارة له " . أخرجه الطحاوي في " مشكل الآثار " ( 1 / 287 ) : حدثنا بكار حدثنا أبو أحمد محمد بن عبد الله بن الزبير الأسدي الكوفي حدثنا محمد بن شريك عن سليمان الأحول عنه . قلت : و هذا إسناد صحيح , رجاله كلهم ثقات من رجال " التهذيب " , غير بكار - و هو ابن قتيبة الثقفي البكراوي , أبو بكرة الفقيه الحنفي البصري - قال السيوطي في " حسن المحاضرة " ( 1 / 263 ) : " روى عنه أبو عوانة في " صحيحه " و ابن خزيمة , و ولاه المتوكل القضاء بمصر سنة ست و أربعين و مائتين , و له أخبار في العدل و العفة و النزاهة و الورع , مات سنة سبعين و مائتين " . قلت : و قد ذكره الذهبي في شيوخ الطحاوي في ترجمة هذا , بل ساق له حديثا آخر من روايته عن بكار بن قتيبة حدثنا أبو أحمد حدثنا سفيان .. أقول : هذا لاحتمال أن يكون بكار في هذا الحديث إنما هو ابن سهل الدمياطي مولى بني هاشم , فقد ذكر الذهبي في الرواة عنه الطحاوي , و الدمياطي ضعيف كما قال النسائي و لكني أستبعد أن يكون هو المراد في الحديث , لأمرين : الأول : أنه لو كان هو لنسبه الإمام الطحاوي تفريقا بينه و بين بكار بن قتيبة الثقة . و الآخر : أنني لم أر له رواية عن أبي أحمد الزبيري , بخلاف ابن قتيبة . و الله أعلم . 2335 " من خاف أدلج و من أدلج بلغ المنزل ألا إن سلعة الله غالية ألا إن سلعة الله الجنة " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 442 : رواه البخاري في " التاريخ " ( 1 / 2 / 111 / 1873 ) و الترمذي ( 2452 ) و الحاكم ( 4 / 307 - 308 ) و عبد بن حميد في " المنتخب من المسند " ( 156 / 2 ) و العقيلي في " الضعفاء " ( 457 ) و القضاعي ( 33 / 1 ) و أبو نعيم في " الجنة " ( 8 / 2 ) عن أبي عقيل الثقفي حدثنا يزيد بن سنان التميمي قال : سمعت بكير بن فيروز قال : سمعت # أبا هريرة # يقول : فذكره مرفوعا . و قال العقيلي : " يزيد بن سنان أبو فروة الرهاوي , لا يتابع عليه و لا يعرف إلا به , قال يحيى : ليس بشيء " . و قال الحافظ في " التقريب " : " ضعيف " . و تساهل الترمذي فقال : " حديث حسن غريب " ! و الحاكم فقال : " صحيح الإسناد " ! و وافقه الذهبي ! قلت : لا عجب من الحاكم , فتساهله معروف , و إنما العجب من متابعة الذهبي إياه و غفلته عن قوله هو نفسه في " المغني " : " يزيد بن سنان أبو فروة الرهاوي , مشهور , ضعفه أحمد و ابن المديني " ! نعم , للحديث شاهد جيد يرويه عبد الله بن محمد بن عقيل عن الطفيل بن أبي ابن كعب عن أبيه مرفوعا به . و زاد : " جاءت الراجفة , تتبعها الرادفة , جاء الموت بما فيه " . أخرجه الحاكم ( 4 / 308 ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 8 / 377 ) بتمامه و أحمد ( 5 / 136 ) الزيادة فقط , و كذا الترمذي ( 2459 ) و قال : " حديث حسن صحيح " . و أقول : إنما هو حسن فقط للخلاف المعروف في ابن عقيل . و بالجملة , فالحديث بهذا الشاهد صحيح . 2336 " من كان الله عز وجل خلقه لواحدة من المنزلتين يهيئه لعملها , و تصديق ذلك في كتاب الله عز وجل : *( و نفس و ما سواها . فألهمها فجورها و تقواها )* <1>" . ----------------------------------------------------------- [1] 1>الشمس : الآية : 7 , 8 . اهـ . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 443 : أخرجه أحمد ( 4 / 438 ) : حدثنا صفوان بن عيسى أنبأنا عزرة بن ثابت عن يحيى بن عقيل عن ابن يعمر عن أبي الأسود الديلي قال : " غدوت على # عمران بن حصين # يوما من الأيام , فقال : يا أبا الأسود - فذكر الحديث - أن رجلا من جهينة أو من مزينة أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ! أرأيت ما يعمل الناس اليوم و يكدحون فيه , شيء قضي عليهم , أو مضى عليهم في قدر قد سبق , أو فيما يستقبلون مما أتاهم به نبيهم صلى الله عليه وسلم و اتخذت عليهم به الحجة ? قال : بل شيء قضي عليهم و مضى عليهم . قال : فلم يعملون إذا يا رسول الله ? قال : " فذكره . و أخرجه ابن جرير في " تفسيره " ( 30 / 135 ) من طريق صفوان بن عيسى و أبي عاصم النبيل قالا : حدثنا عزرة بن ثابت به . قلت : و هذا إسناد صحيح , رجاله كلهم ثقات رجال مسلم . و ابن يعمر اسمه يحيى أيضا . و الحديث أخرجه مسلم ( 8 / 48 - 49 ) و الطبراني في " المعجم الكبير " ( 18 / 223 / 557 ) من طريق عثمان بن عمر حدثنا عزرة بن ثابت به نحوه , دون الشطر الأول من حديث الترجمة . و أورده السيوطي في " الجامع " مختصرا بلفظ : " من خلقه الله لواحدة من المنزلتين وفقه لعملها " . و قال : " رواه الطبراني في " الكبير " عن عمران " . قلت : و لم يورده السهمي في " مجمع الزوائد " أصلا , و كأنه لإخراج مسلم إياه على ما ذكرنا . و هو عند الطبراني من طريق عون بن عمارة حدثنا عزرة به . قلت : و عون ضعيف , لكن يقويه صفوان و أبي عاصم المتقدمة . و قول المناوي في " التيسير " : " و إسناده حسن " . خطأ ظاهر . 2337 " من ذكرت عنده , فنسي الصلاة علي , خطئ به طريق الجنة " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 445 : رواه عيسى بن علي الوزير في " ستة مجالس " ( 190 / 2 ) قال : قرىء على أبي الحسن محمد بن الحسن الجنديسابوري - و أنا أسمع - قيل له : حدثكم جعفر بن عامر و سهل بن بحر قالا : حدثنا عمر بن حفص بن غياث حدثنا أبي عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن # أبي هريرة # مرفوعا . قلت : و هذا إسناد حسن إن ثبتت عدالة الجنديسابوري هذا , فإني لم أعرفه . و مثله جعفر بن عامر , و لكنه مقرون مع سهل بن بحر , و هذا قد قال عنه ابن أبي حاتم ( 2 / 1 / 194 ) : " كتبت عنه بالري مع أبي , و كان صدوقا " . لكن الحديث صحيح , فقد روي عن ابن عباس عند ابن ماجة , و حسين بن علي عند الطبراني , و ابنه محمد بن الحسين أبي جعفر الباقر مرسلا عند إسماعيل القاضي في " فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم " ( رقم 41 - 44 بتحقيقي ) و هي و إن كانت لا تخلو عن ضعف , فبعضها يقوي بعضا , و لاسيما و المرسل منها صحيح كما بينته هناك . 2338 " من راح روحة في سبيل الله كان له بمثل ما أصابه من الغبار مسكا يوم القيامة " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 445 : أخرجه ابن ماجة ( 2 / 177 ) : حدثنا محمد بن سعيد بن يزيد بن إبراهيم التستري حدثنا أبو عاصم عن شبيب عن # أنس بن مالك # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . قلت : و هذا إسناد حسن , شبيب - و هو ابن بشر - مختلف فيه , و قال الحافظ : " صدوق يخطىء " . و التستري من شيوخ البزار و غيره من الحفاظ , و قد ذكره ابن حبان في " الثقات " ( 9 / 140 ) برواية الحافظ أحمد بن يحيى بن زهير التستري عنه . 2339 " من رمانا بالليل فليس منا " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 446 : له طريقان : الأول : عن # أبي هريرة # أخرجه أحمد ( 2 / 321 ) و البخاري في " الأدب المفرد " ( 1279 ) و ابن حبان ( 1857 ) , عن يحيى بن أبي سليمان عن سعيد المقبري عنه مرفوعا . و قال البخاري : " في إسناده نظر " . قلت : و ذلك لضعف يحيى هذا , لكن يقويه ما يأتي . الآخر : عن # ابن عباس # أخرجه الطبراني ( 3 / 126 / 2 ) عن عبد العزيز بن محمد عن ثور بن زيد عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا . قلت : و هذا سند صحيح , رجاله كلهم ثقات . 2340 " من سب أصحابي , فعليه لعنة الله و الملائكة و الناس أجمعين " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 446 : رواه الطبراني ( 3 / 174 / 1 ) عن الحسن بن قزعة عن عبد الله بن خراش عن العوام بن حوشب عن عبد الله بن أبي الهذيل عن # ابن عباس # مرفوعا . قلت : و هذا إسناد ضعيف , عبد الله بن خراش قال الحافظ : " ضعيف , و أطلق عليه ابن عمار الكذب " . و له طريق آخر , رواه أبو القاسم المهراني في " الفوائد المنتخبة " ( 2 / 10 / 1 ) و السهمي ( 234 ) و الخطيب في " التاريخ " ( 14 / 241 ) : عن علي بن يزيد الصدائي قال : أخبرنا أبو شيبة الجوهري عن أنس مرفوعا به , و زاد : " لا يقبل الله منه صرفا و لا عدلا " , قال : و العدل الفرائض , و الصرف التطوع . و قال المهراني : " هذا حديث غريب من حديث أنس , تفرد بروايته أبو شيبة الجوهري عنه , و لا نعلم رواه عن أبي شيبة غير علي بن يزيد الصدائي " . قلت : و فيه لين كما في " التقريب " . و أبو شيبة الجوهري اسمه يوسف بن إبراهيم التميمي , و هو ضعيف . و له شاهد مرسل , يرويه البغوي في " حديث علي بن الجعد " ( 9 / 92 / 2 ) عن فضيل بن مرزوق عن محمد بن أبي مرزوق عن عطاء بن أبي رباح مرفوعا مرسلا به , دون قوله : " و الملائكة " . قلت : و رجاله ثقات غير محمد بن أبي مرزوق فلم أجد له ترجمة , و قد ذكر المزي في شيوخ فضيل بن مرزوق محمد بن سعيد صاحب عكرمة , فلعله هو , و لكني لم أعرفه أيضا , و لا ذكره المزي في الرواة عن عكرمة . فالله أعلم , و لا أستبعد أن يكون محمد بن خالد الآتي . و تابعه ابن خالد عن عطاء به . أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 7 / 103 ) من طريق أبي يحيى الحماني عن سفيان عنه . و قال : " كذا رواه الحماني عن سفيان , و أرسله , و تفرد به عنه . و محمد بن خالد يعرف بأبي حمنة الكوفي الضبي " . قلت : كذا وقع : " أبو حمنة " , و في " الجرح " ( 3 / 2 / 241 ) : " أبو خبية " , و قال عن أبيه : " ليس به بأس " . و قال الحافظ في " التقريب " : " مختلف في كنيته , و لقبه سؤر الأسد , صدوق " . و الحماني فيه ضعف مع كونه من رجال الشيخين , قال الحافظ : " صدوق يخطىء " . قلت : و بالجملة , فالحديث بمجموع طرقه حسن عندي على أقل الدرجات . و الله أعلم . ثم رأيت الحديث في " كتاب السنة " لابن أبي عاصم ( 1001 ) : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو معاوية عن محمد بن خالد عن عطاء به . و هذا إسناد مرسل صحيح , رجاله كلهم ثقات , و هي متابعة قوية من أبي معاوية لأبي يحيى الحماني , ترد قول أبي نعيم أن الحماني تفرد به ! 2341 " من ستر أخاه المسلم في الدنيا , ستره الله يوم القيامة " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 448 : أخرجه أحمد ( 4 / 62 و 5 / 375 ) عن عبد الملك بن عمير عن هبيب عن عمه قال : " بلغ رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عن رجل من أصحاب النبي أنه يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ( فذكره ) , فرحل إليه - و هو بمصر - فسأله عن الحديث , قال : نعم , سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( فذكره ) , قال : فقال : و أنا قد سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم " . قلت : و رجال إسناده موثقون . و هبيب هو ابن مفضل الغفاري , صحابي , شهد فتح مصر , و سكنها . و أخرجه الحميدي في " مسنده " ( 384 ) : حدثنا سفيان قال : حدثنا ابن جريج قال : سمعت أبا سعيد الأعمى يحدث ( عن ) عطاء بن أبي رباح قال : " خرج أبو أيوب إلى عقبة بن عامر - و هو بمصر - يسأله عن حديث سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم , لم يبق أحد سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم غيره و غير عقبة , فلما قدم أتى منزل مسلمة ابن مخلد الأنصاري - و هو أمير مصر - فأخبر به , فعجل , فخرج إليه فعانقه , ثم قال : ما جاء بك يا أبا أيوب ? فقال : حديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يبق أحد سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم غيري و غير عقبة , فابعث من يدلني على منزله قال : فبعث معه من يدله على منزل عقبة فأخبر عقبة به , فعجل فخرج إليه فعانقه , و قال : ما جاء بك يا أبا أيوب ? فقال : حديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يبق أحد سمعه غيري و غيرك في ستر المؤمن , فقال عقبة : نعم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( فذكره ) بلفظ : " من ستر مؤمنا في الدنيا على خزية , ستره الله يوم القيامة " . فقال له أبو أيوب : صدقت . ثم انصرف أبو أيوب إلى راحلته فركبها راجعا إلى المدينة , فما أدركته جائزة مسلمة بن مخلد إلا بعريش مصر " . و أخرجه الحاكم في " معرفة علوم الحديث " ( ص 7 - 8 ) عن الحميدي , و أحمد ( 4 / 153 ) عن سفيان - و هو ابن عيينة - مختصرا , و علقه ابن عبد البر ( 1 / 93 ) . قلت : و رجاله ثقات رجال الشيخين , غير أبي سعيد الأعمى - و يقال : أبو سعد الأعمى - له ترجمة في " التعجيل " ( ص 488 ) , يؤخذ منها أنه لا راوي له غير ابن جريج , فهو مجهول . و روى أحمد ( 4 / 104 ) عن مكحول أن عقبة أتى مسلمة بن مخلد ( و هو أمير ) بمصر , و كان بينه و بين البواب شيء , فسمع صوته , فأذن له , فقال : إني لم آتك زائرا , و لكني جئتك لحاجة , أتذكر يوم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من علم من أخيه سيئة فسترها ستره الله عز وجل يوم القيامة ? فقال : نعم , فقال : لهذا جئت " . قلت : و رجاله ثقات رجال مسلم إلا أن مكحولا لم يسمع من عقبة كما قال الحاكم . و روى أحمد أيضا عن ابن جريج عن ابن المنكدر عن أبي أيوب عن مسلمة بن مخلد مرفوعا به . و رجاله ثقات , و في صحبة مسلمة بن مخلد خلاف . و للحديث طريق أخرى عن عقبة بن عامر بلفظ آخر , قد خرجته في الكتاب الآخر ( 1265 ) . و له شاهد من حديث أبي هريرة مرفوعا به . أخرجه أحمد ( 2 / 296 و 500 و 514 ) و الخطيب ( 10 / 85 ) و ابن عساكر ( 17 / 298 / 1 ) من طريق محمد بن واسع ( عن محمد بن المنكدر ) عن أبي صالح عنه . قلت : و إسناده صحيح على شرط مسلم . و تابعه سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة به نحوه . أخرجه أحمد ( 2 / 388 و 404 و 522 ) . و إسناده على شرط مسلم أيضا . ثم رأيته في " صحيح مسلم " ( 8 / 21 ) من هذا الوجه بلفظ : " لا يستر عبدا عبدا في الدنيا إلا ستره الله يوم القيامة " . و استدركه الحاكم ( 4 / 383 - 384 ) على مسلم , فوهم . و الأعمش عن أبي صالح به في حديث أوله : " من ستر مسلما ستره الله في الدنيا و الآخرة " . أخرجه مسلم ( 8 / 71 ) و أبو داود ( 2 / 307 ) و الترمذي ( 1425 و 1931 ) و ابن ماجة ( 1 / 99 و 2 / 112 ) و ابن الجارود ( 802 ) و أحمد ( 2 / 252 ) . و تابعه محمد بن واسع عن أبي صالح به . أخرجه الحاكم ( 4 / 383 ) , و صححه على شرط الشيخين , و وافقه الذهبي ! و شاهد ثان من حديث ابن عمر مرفوعا . أخرجه البخاري ( 5 / 74 - فتح ) و مسلم ( 8 / 18 ) و الترمذي ( 1426 ) و أحمد ( 2 / 91 ) . ( تنبيه ) : أورد حديث الترجمة السيوطي في " الجامع الصغير " من رواية أحمد عن رجل , إلا أنه زاد بعد قوله : " في الدنيا " : فلم يفضحه " , و هي زيادة مقحمة لا أصل لها في " المسند " و لا في غيره من هذه الطريق , و لا في شيء من الطرق التي ذكرتها . و لم يتنبه له المناوي في " شرحيه " ! بل إنه أوهم أنها في البخاري . ثم رأيت الحديث في " الجامع الكبير " للسيوطي بدون الزيادة , فالحمد لله على توفيقه , و أسأله المزيد من فضله . و شاهد ثالث من حديث ابن عباس مرفوعا بلفظ : " من ستر عورة أخيه المسلم ستر الله عورته يوم القيامة , و من كشف عورة أخيه المسلم كشف الله عورته حتى يفضحه بها في بيته " . أخرجه ابن ماجة ( 2 / 112 ) من طريق محمد بن عثمان الجمحي : حدثنا الحكم ابن أبان عن عكرمة عنه . قلت : و هذا إسناد ضعيف , محمد بن عثمان الجمحي أورده الذهبي في " المغني " و قال : " قال أبو حاتم : منكر الحديث " . و قال الحافظ في " التقريب " : " ضعيف . 2342 " من سره أن يحب الله و رسوله فليقرأ في ( المصحف ) " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 452 : أخرجه ابن شاهين في " الترغيب " ( ق 288 / 1 ) و ابن عدي ( 111 / 2 ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 7 / 209 ) و عنه الحافظ ابن حجر في " نتائج الأفكار " ( 1 / 231 / 2 ) عن إبراهيم بن جابر حدثنا الحر بن مالك حدثنا شعبة عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن # عبد الله # مرفوعا . و قال ابن عدي : " لم يروه عن شعبة إلا الحر , و هو قليل الحديث , و هذا عن شعبة منكر " . قال الحافظ عقبه : " قلت : و هو موافق لما قال مسلم في مقدمة " صحيحه " , حيث قال : و علامة المنكر في حديث المحدث أن يعمد إلى مثل الزهري في كثرة حديثه و كثرة الرواة عنه , فيأتي عنه بما ليس عند أحد منهم " . و قال الذهبي في ترجمته : " أتى بخبر باطل فقال : ... " فذكره و قال : " و إنما اتخذت المصاحف بعد النبي صلى الله عليه وسلم " . و رده الحافظ بقوله : " و هذا التعليل ضعيف , ففي " الصحيحين " : " أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن أن يسافر بالقرآن إلى أرض العدو , مخافة أن يناله العدو " , و ما المانع أن يكون الله أطلع نبيه على أن أصحابه سيتخذون المصاحف ? لكن الحر مجهول الحال " . قلت : كلا , فقد قال ابن أبي حاتم ( 1 / 2 / 278 ) . " سألت أبي عنه ? فقال : صدوق لا بأس به " . قلت : و سائر رواته ثقات من رجال الشيخين غير إبراهيم بن جابر - و هو القزاز , أبو إسحاق البصري الباهلي - أورده ابن أبي حاتم ( 1 / 1 / 92 ) من روايته عن جمع , ثم قال : " روى عنه أبي و أبو زرعة رحمهم الله " . و أبو زرعة لا يروي إلا عن ثقة , و على هذا فالحديث إسناده حسن عندي . و الله أعلم . 2343 " من سره أن ينظر إلى تواضع عيسى , فلينظر إلى أبي ذر " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 453 : أخرجه ابن سعد في " الطبقات " ( 4 / 228 ) عن أبي أمية بن يعلى عن أبي الزناد عن الأعرج عن # أبي هريرة # مرفوعا . قلت : و هذا إسناد ضعيف , رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي أمية هذا - و اسمه إسماعيل - أورده الذهبي في " المغني " , و قال : " ضعفه الدارقطني " . لكن للحديث شواهد يتقوى بها : الأول : عن أبي ذر نفسه قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما تقل الغبراء و لا تظل الخضراء على ذي لهجة أصدق و أوفى من أبي ذر , شبيه عيسى بن مريم , فاعرفوا له " . أخرجه ابن حبان ( 2258 ) و الحاكم ( 3 / 342 ) عن النضر بن محمد حدثنا عكرمة بن عمار حدثنا أبو زميل عن مالك بن مرثد عن أبيه عنه . و قال الحاكم : " صحيح على شرط مسلم " , و وافقه الذهبي . قلت : و هو كما قالا , على ضعف يسير في عكرمة بن عمار , قال الحافظ : " صدوق يغلط , و في روايته عن يحيى بن أبي كثير اضطراب " . الثاني : عن مالك بن دينار مرسلا إلا أنه قال : " زهد " بدل " تواضع " . أخرجه ابن سعد أخبرنا مسلم بن دينار قال : حدثنا سلام بن مسكين قال : حدثنا مالك بن دينار أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره . قلت : و هذا إسناد مرسل صحيح , رجاله ثقات رجال الشيخين غير مالك بن دينار و هو صدوق . الثالث : عن إبراهيم الهجري رفع الحديث إلى عبد الله بن مسعود مرفوعا بلفظ : " من سره أن ينظر إلى شبيه عيسى ابن مريم خلقا و خلقا فلينظر إلى أبي ذر " . أخرجه الطبراني في " الكبير " ( 1 / 171 / 1 - 2 ) . و هذا إسناد منقطع ضعيف . 2344 " من شهد أن لا إله إلا الله دخل الجنة " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 454 : أورده في " الجامع الصغير " من رواية البزار عن ابن عمر . و أما الهيثمي فذكره في " المجمع " ( 1 / 16 - 17 ) عن # عمر # رضي الله عنه و قال : " رواه أبو يعلى و البزار , و في إسناده عبد الله بن محمد بن عقيل و هو ضعيف لسوء حفظه " . فرجعت إلى " زوائد البزار " , فوجدت الحديث فيه في أول " كتاب الإيمان " ( ص 2 ) من طريق عبد الله بن محمد بن عقيل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ... الحديث . هكذا في الأصل بياض , فلم أتمكن من التأكد من كون الحديث هو من مسند عمر أو ابنه عبد الله بن عمر , و يترجح عندي الأول , لأني لم أجد الحديث عن ابن عمر في أي مصدر آخر , بل وجدته في " المجمع " ( 1 / 32 ) من رواية الطبراني أيضا في " الأوسط " عن عمر أيضا و قال : " و فيه حجاج بن نصير , و الأكثرون على تضعيفه " . و قصة عمر مع أبي هريرة حول أمره صلى الله عليه وسلم أبا هريرة بتبشير الناس بهذا الحديث , و قول عمر للنبي صلى الله عليه وسلم : فلا تفعل , فإني أخشى أن يتكل الناس عليها , فخلهم يعملون , و قوله صلى الله عليه وسلم " فخلهم " . قصة معروفة ثابتة في " صحيح مسلم " ( 1 / 44 - 45 ) و غيره . فالراجح أن عمر هو صاحب هذا الحديث . و الله أعلم . ثم تيقنت ذلك بعد أن طبع " كشف الأستار عن زوائد البزار " , فهو فيه ( 1 / 12 / 9 ) عن ابن عقيل عن ابن عمر عن عمر .. قلت : و إسناده حسن صحيح بما قبله . و الأحاديث بمعناه كثيرة معروفة , و يأتي أحدهما قريبا من حديث جابر رضي الله عنه و غيره ( 2355 ) . 2345 " من شهر سيفه ثم وضعه , فدمه هدر " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 455 : أخرجه النسائي ( 2 / 174 ) و الحاكم ( 2 / 159 ) و أبو نعيم ( 4 / 21 ) عن معمر بن راشد عن عبد الله بن طاووس عن أبيه عن # ابن الزبير # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره و قال الحاكم : " صحيح على شرط الشيخين " , و وافقه الذهبي . قلت : و هو كما قالا , و إن خالفه ابن جريج فرواه عن ابن طاووس به موقوفا على ابن عباس . أخرجه النسائي . و ذلك لأن معمرا ثقة , و زيادة الثقة مقبولة , و لأن ابن جريج مدلس , و قد عنعنه . و أما قول أبي نعيم عقبه . " تفرد به الفضل عن معمر مجودا " . فذلك حسبما وقع له , و إلا فرواية الحاكم إنما هي من طريق وهيب - و هو ابن خالد - عن معمر , فلم يتفرد به الفضل , و هو ابن موسى . ( فائدة ) : معنى الحديث أن " من شهر " - بالتخفيف و قد يشدد - أي : سل , " سيفه , ثم وضعه " أي : في الناس يضربهم به , " فدمه هدرا " أي : لا دية و لا قصاص بقتله . و قد ترجم له بذلك الإمام النسائي بقوله : " من شهر سيفه ثم وضعه في الناس " . 2346 " من صرع عن دابته في سبيل الله , فهو شهيد " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 456 : رواه الروياني في " مسنده " ( 18/ 34 / 2 - 35 / 1 ) : أخبرنا أحمد بن عبد الرحمن أخبرنا عمي حدثني عمرو بن الحارث أن أبا علي ثمامة بن شفي حدثه أنه سمع # عقبة بن عامر # يقول : فذكره مرفوعا . قلت : و هذا إسناد حسن , كما قال الحافظ في " الفتح " ( 6 / 14 ) و إنما لم يصححه - مع أن رجاله كلهم ثقات رجال مسلم - لأن في أحمد بن عبد الرحمن - و هو ابن وهب بن مسلم المصري - كلاما , أشار إليه الحافظ نفسه بقوله في " التقريب " : " صدوق تغير بآخره " . و قال المناوي : " قال الهيثمي : رجاله ثقات . و قال ابن حجر : إسناده حسن " . قلت : لكن الحديث صحيح , فإن له شاهدا قويا من حديث أبي مالك الأشعري , خرجته في " أحكام الجنائز " ( 37 ) . 2347 " من صلى اثنتي عشرة ركعة بنى الله له بيتا في الجنة " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 457 : أخرجه الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 58 / 2 - زوائده ) : حدثنا الهيثم بن خلف حدثنا أحمد بن إبراهيم الموصلي حدثنا حماد بن زيد عن هارون بن أبي إسحاق الكوفي أنه سمع أبا بردة يحدث عن أبيه # أبي موسى # يرفعه و قال : " لا يروى عن أبي موسى إلا بهذا الإسناد , تفرد به حماد " . قلت : و من طريقه أخرجه أحمد ( 4 / 413 ) إلا أنه قال : " هارون بن إسحاق الكوفي , و لعل الصواب حذف لفظ " ابن " أو " أبي " في رواية الطبراني فإنه هارون أبو إسحاق , هكذا ذكره البخاري في " التاريخ " ( 4 / 2 / 225 ) و قال : " سمع أبا بردة ... " فساق هذا الحديث , و قال : " قاله مسدد و عارم عن حماد بن زيد " . و كذلك ذكره ابن أبي حاتم ( 4 / 2 / 99 ) , فنستفيد من رواية أحمد أن اسم أبيه إسحاق , و هكذا ذكره أيضا الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 2 / 231 ) , فقال : " رواه أحمد و الطبراني في " الأوسط " و " الكبير " و البزار و قال : لم يتابع هارون بن إسحاق على هذا الحديث " . قلت : هو ثقة مشهور , كما رواه ابن أبي حاتم عن ابن معين , فلا يضر تفرده بالحديث كما هو مقرر في " مصطلح الحديث " , و قد وثقه ابن حبان أيضا ( 7 / 582 ) . و له شاهد من حديث أبي هريرة مرفوعا به . أخرجه ابن أبي شيبة ( 2 / 204 ) و عنه ابن ماجة ( 1 / 350 ) و النسائي ( 1 / 257 ) عن محمد بن سليمان الأصبهاني عن سهيل عن أبيه عنه . و قال النسائي : " هذا خطأ , و محمد بن سليمان الأصبهاني ضعيف " . و قال الحافظ : " صدوق يخطىء " . قلت : و لم يظهر لي , و لا رأيت من ذكر وجه ( خطإ ) ابن الأصبهاني فيه , و لعله الرفع , فقد روى شعبة عن منصور عن أبي عثمان مولى المغيرة بن شعبة عن أبي هريرة قال : فذكره موقوفا عليه نحوه . أخرجه الطيالسي ( 1 / 113 ) و أحمد ( 2 / 498 ) . و رجاله ثقات رجال الشيخين , غير أبي عثمان هذا , و هو التبان , روى عنه مع منصور بن المعتمر ابنه موسى و مغيرة بن مقسم , و حسن له الترمذي , و ذكره ابن حبان في " الثقات " . قلت : فهو حسن الإسناد , أو على الأقل يحتمل التحسين , و هو في حكم المرفوع , لأنه لا يقال بمجرد الرأي , و عليه فهو شاهد جيد لرواية ابن الأصبهاني . و للحديث شاهد آخر من حديث أم حبيبة رضي الله عنها . أخرجه مسلم و غيره من أصحاب السنن , و غيرهم كابن خزيمة ( 1185 - 1187 ) و عنه ابن حبان ( 2443 - الإحسان ) و الترمذي , و زادا تفصيل عدد الركعات . و هي في حديث ابن الأصبهاني أيضا , إلا أنه خالف فقال : " و ركعتين قبل الظهر " , و في حديثها : " أربع ركعات قبل الظهر " و لعل هذا هو وجه ( خطإ ) ابن الأصبهاني الذي تقدم نقله عن الدارقطني . ( تنبيه ) : قد أورد السيوطي الحديث بنحوه من رواية الطبراني في " الأوسط " عن أبي ذر . و لم أره في " زوائد المعجمين " , و لا في " مجمع الزوائد " , إلا من حديث أبي موسى كما تقدم . و الله أعلم . و قد عزاه في " الجامع الكبير " لابن عساكر أيضا , فلعل الحديث من روايته فقط , و ذكر الطبراني معه سهوا , ثم لما نقله إلى " الجامع الصغير " عزاه إليه وحده , أو أنه سهى في " الجامع الكبير " أن يذكر بعد قوله : ( طس ) : عن أبي موسى . فوقع الوهم . و الله أعلم . 2348 " إن الله تعالى حرم الخمر , فمن أدركته هذه الآية و عنده منها شيء , فلا يشرب و لا يبع " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 459 : أخرجه مسلم ( 5 / 39 ) و أبو يعلى في " مسنده " ( 2 / 320 / 1056 ) قالا - و السياق لمسلم - : حدثنا عبيد الله بن عمر القواريري حدثنا عبد الأعلى بن عبد الأعلى أبو همام حدثنا سعيد الجريري عن أبي نضرة عن # أبي سعيد الخدري # قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب بالمدينة قال : " يا أيها الناس إن الله تعالى يعرض بالخمر , و لعل الله سينزل فيها أمرا , فمن كان عنده منها شيء , فليبعه و لينتفع به " . فما لبثنا إلا يسيرا حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم : فذكره . قال : فاستقبل الناس بما كان عندهم منها في طرق المدينة فسفكوها . ( سفكوها ) : أي : أراقوها . و من هذا الوجه أخرجه البيهقي في " السنن " ( 6 / 11 ) . و الظاهر أن الآية التي أشار إليها النبي صلى الله عليه وسلم هي قوله تعالى في سورة المائدة ( 91 ) : *( إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة و البغضاء في الخمر و الميسر و يصدكم عن ذكر الله و عن الصلاة فهل أنتم منتهون )* . و هو آخر آية أنزلت في تحريم الخمر كما يبدو من حديث عمر المروي في الترمذي و غيره , و قد صححه ابن المديني كما في " تفسير ابن كثير " ( 2 / 92 ) و لعله من شواهده المذكورة في " الدر المنثور " ( 2 / 314 - 316 ) و صححه الحاكم ( 4 / 143 ) و وافقه الذهبي . و في الحديث فائدة هامة , و هي الإشارة إلى أن الخمر طاهرة مع تحريمها , و إلا لم يرقها الصحابة في طرقهم و ممراتهم و لأراقوها بعيدة عنها , كما هو شأن النجاسات كلها , كما يشير إلى ذلك قوله صلى الله عليه وسلم : " اتقوا اللاعنين " . قالوا : و ما اللاعنان ? قال : " الذي يتخلى في طريق الناس , أو في ظلهم " . رواه مسلم و غيره , و هو مخرج في " الإرواء " ( 1 / 100 - 101 ) و غيره . و قد اختلف الناس في ذلك , و قد قال كثير من الأئمة المتقدمين بطهارتها , مثل ربيعة الرأي و الليث بن سعد , و كثير من المحدثين و غيرهم , و قد كنت فصلت القول في ذلك في " تمام المنة في التعليق على فقه السنة " , و قد تم طبعه و الحمد لله , و أصبح في متناول أيدي القراء . 2349 " من صلى الضحى أربعا و قبل الأولى أربعا , بني له بيت في الجنة " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 461 : رواه الطبراني في " الأوسط " ( 59 / 1 من ترتيبه ) عن سهل بن عثمان حدثنا إبراهيم بن محمد الهمداني عن عبد الله بن عياش عن أبي بردة عن # أبي موسى # مرفوعا . و قال : " لم يروه عن أبي بردة إلا ابن عياش , و لا عنه إلا إبراهيم , تفرد به سهل " . قلت : و هو ثقة من رجال مسلم . و إبراهيم بن محمد هو - فيما أرى - ابن مالك بن زبيد الهمداني الخيواني , عم هارون بن إسحاق , ترجمه ابن أبي حاتم ( 1 / 1 / 129 ) و قال : " سألت أبي عنه ? فقال : لا بأس به " . و عبد الله بن عياش متوسط الحال , أخرج له مسلم في الشواهد و هو صدوق يغلط كما في " التقريب " . فالإسناد حسن . و الله أعلم . و المراد بـ ( الأولى ) صلاة الظهر فيما يبدو لي . و الله أعلم . 2350 " من صلى صلاة لم يتمها , زيد عليها من سبحاته حتى تتم " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 461 : رواه ابن منده في " المعرفة " ( 2 / 109 / 1 ) و الضياء في " المختارة " ( 60 / 1 - 2 ) من طريق الطبراني , و هذا في " المعجم الكبير " ( 18 / 22 / 37 ) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثنا الهيثم بن خارجة حدثنا محمد بن حمير عن عمرو بن قيس السكوني قال : سمعت # عائذ بن قرط # يقول : فذكره مرفوعا . قلت : و هذا إسناد حسن . رجاله كلهم ثقات معرفون . و أخرجه محمد بن سليمان الربعي في " جزء من حديثه " ( 215 / 1 ) من طريق هشام بن عمار قال : حدثنا محمد بن حمير به . و أخرجه أيضا ابن أبي خيثمة و ابن شاهين من طريق قيس بن مسلم السكوني عن عائذ بن قرط , كما في " الإصابة " ( 2 / 254 ) للحافظ ابن حجر , و قال : " و إسناده حسن " . و أقول : ليس في الرواة " قيس بن مسلم السكوني " , فالظاهر أنه خطأ مطبعيو الصواب : " عمرو بن قيس السكوني " , كما تقدم . و الله أعلم . و للحديث شاهد قوي من حديث تميم الداري مرفوعا نحوه . أخرجه أحمد و غيره , و قد خرجته في " صحيح أبي داود " ( 812 ) . 2351 " من صلى على جنازة في المسجد , فليس له شيء ". قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 462 : أخرجه أبو داود ( 2 / 66 ) و ابن ماجة ( 1 / 462 ) و اللفظ له و الطحاوي في " شرح المعاني " ( 1 / 284 ) و ابن عدي ( 198 / 2 ) و البيهقي ( 4 / 52 ) و عبد الرزاق في " المصنف " ( 6579 ) و ابن أبي شيبة ( 3 / 364 - 365 ) و كذا الطيالسي ( 1 / 165 ) و أحمد ( 2 / 444 و 455 ) من طرق ( عن ابن أبي ذئب عن صالح مولى التوأمة عن # أبي هريرة # مرفوعا به . و لفظ الآخرين : " فلا شيء له " , إلا رواية لأحمد , فهي باللفظ الأول , و شذ عنهم جميعا أبو داود في روايته , فلفظها : " فلا شيء عليه " . و مما يؤكد شذوذها , و يؤيد أن المحفوظ رواية الجماعة , زيادة الطيالسي و ابن أبي شيبة عقب الحديث : " قال صالح : و أدركت رجالا ممن أدركوا النبي صلى الله عليه وسلم و أبا بكر إذا جاؤا فلم يجدوا إلا أن يصلوا في المسجد رجعوا فلم يصلوا " <1>. 1>فهذا صريح في أن صالحا كان يروي الحديث بلفظ الجماعة , فإنه هو الذي يناسب ما حكاه عمن أدركهم من الصحابة من تركهم الصلاة على الجنازة في المسجد بخلاف رواية أبي داود : " فلا شيء عليه " , فإنها تباينه و تنافيه , و يدل ذلك أيضا على بطلان تأويل رواية الجماعة إلى رواية أبي داود : أي فلا شيء عليه ! قالوا : ليتحد معنى اللفظين و لا يتناقضان .و أقول : التأويل فرع التصحيح , فبعد أن بينا شذوذ رواية أبي داود بما لا ريب فيه , فلا مبرر للتأويل , و قد جاء في " نصب الراية " ( 2 / 275 ) : " قال الخطيب : المحفوظ : " فلا شيء له " , و روي : " فلا شيء عليه " , و روي : " فلا أجر له " , انتهى . قال ابن عبد البر : رواية : " فلا أجر له " خطأ فاحش , و الصحيح : " فلا شيء له " . و صالح مولى التوأمة من أهل العلم , منهم من لا يحتج به لضعفه , و منهم من يقبل منه ما رواه ابن أبي ذئب خاصة , انتهى " . قلت : و السبب في ذلك أنه كان اختلط , فمنهم من سمع منه قبل الاختلاط - كابن أبي ذئب - فهو حجة , و منهم من سمع منه بعد الاختلاط فليس بحجة , و هذا التفصيل هو الذي استقر عليه رأى أهل العلم قديما و حديثا , فروى ابن أبي حاتم ( 2 / 1 / 417 ) عن عبد الله بن أحمد عن أبيه أنه قال : " كان مالك قد أدرك صالحا , و قد اختلط و هو كبير , من سمع منه قديما فذاك , و قد روى عنه أكابر أهل المدينة , و هو صالح الحديث , ما أعلم به بأسا " . ثم روى عن ابن معين نحوه , فقال عنه : " ثقة , و قد كان خرف قبل أن يموت , فمن سمع منه قبل أن يختلط , فهو ثبت , و هو صالح بن نبهان " . إذا عرفت هذا التفصيل , و أن الحديث من رواية ابن أبي ذئب عنه , تبينت أنه ثابت , فلا تعويل على من ذهب إلى تضعيفه متمسكا بالطعن المجمل فيه كما فعل البيهقي , و نحوه عن الإمام أحمد , فقال ابنه عبد الله في " مسائله " ( ص 125 ) : " سألت أبي عن حديث أبي هريرة هذا ? فقال : حديث عائشة : " أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى على سهيل ابن بيضاء في المسجد " . ثم قال : حتى يثبت حديث صالح مولى التوأمة . كأنه عنده ليس بثبت , أو ليس بصحيح " . قلت : و لعل الإمام أحمد رحمه الله توقف عن تصحيح هذا الحديث لأنه لم يكن يومئذ تبين له التفصيل الذي نقلته عنه آنفا , أو أنه ظن أنه معارض لحديث عائشة المذكور , و هو دونه في الصحة بلا ريب .و الذي أراه أنه لا ينبغي عند نقد الحديث أن يلاحظ الناقد أمورا فقهية يتوهم أنها تعارض الحديث , فيتخذ ذلك حجة للطعن في الحديث , فإن هذا - مع كونه ليس من قواعد علم الحديث - لو اعتمد عليه في النقد للزم منه رد كثير من الأحاديث الصحيحة التي وردت بالطرق القوية . و على هذا فكون حديث صالح مخالفا لحديث عائشة , فلا ينبغي الطعن فيه بسبب ذلك , بل ينبغي التوفيق بينهما بعد ثبوت كل منهما من الوجهة الحديثية , كما قرره الحافظ في " شرح النخبة " و غيره في غيره , و لذلك قال الإمام ابن قيم الجوزية في " زاد المعاد " ( 1 / 198 - 199 ) بعد أن ذكر بعض ما قيل في صالح هذا : " و هذا الحديث حسن , فإنه من رواية ابن أبي ذئب عنه و سماعه منه قديم قبل اختلاطه , فلا يكون اختلاطه موجبا لرد ما حدث به قبل الاختلاط " . هذا , و أحسن ما يمكن أن يقال في سبيل التوفيق المشار إليه آنفا هو أن حديث عائشة غاية ما يدلي عليه إنما هو جواز صلاة الجنازة في المسجد , و حديث صالح لا ينافي ذلك , لأنه لا ينفي أجر الصلاة على الجنازة مطلقا , و إنما ينفي أجرا خاصا بصلاتها في المسجد , قال أبو الحسن السندي رحمه الله تعالى : " فالحديث لبيان أن صلاة الجنازة في المسجد ليس لها أجر لأجل كونها في المسجد كما في المكتوبات , فأجر أصل الصلاة باق , و إنما الحديث لإفادة سلب الأجر بواسطة ما يتوهم من أنها في المسجد , فيكون الحديث مفيدا لإباحة الصلاة في المسجد من غير أن يكون لها بذلك فضيلة زائدة على كونها خارجة . و ينبغي أن يتعين هذا الاحتمال دفعا للتعارض و توفيقا بين الأدلة بحسب الإمكان . و على هذا , فالقول بكراهة الصلاة في المسجد مشكل , نعم ينبغي أن يكون الأفضل خارج المسجد بناء على أن الغالب أنه صلى الله عليه وسلم كان يصلي خارج المسجد , و فعله في المسجد كان مرة أو مرتين . و الله أعلم " . قلت : و بهذا الجمع , التقى حديث الترجمة مع حديث عائشة من حيث دلالة كل منهما على إباحة الصلاة في المسجد , و أما كون الأفضل الصلاة خارج المسجد , فهذا أمر لا يشك فيه من تجرد عن الهوى و التعصب المذهبي , لثبوت كون ذلك هو الغالب على هديه صلى الله عليه وسلم كما بينته في " أحكام الجنائز " ( ص 106 - 107 ) , فلا التفات بعد هذا البيان إلى قول ابن حبان في "الضعفاء " ( 1 / 366 ) : " و هذا خبر باطل , كيف يخبر المصطفى صلى الله عليه وسلم أن المصلي في الجنازة لا شيء له من الأجر , ثم يصلي هو صلى الله عليه وسلم على سهيل ابن البيضاء في المسجد ? " !! ( تنبيه ) : ذكر الزيلعي أن ابن أبي شيبة روى الحديث في " مصنفه " بلفظ : " فلا صلاة له " ! و لم أر هذا اللفظ عنده , و إنما رواه بلفظ : " فلا شيء له " , كما سبقت الإشارة إليه في صدر هذا التخريج , فاقتضى التنبيه . ----------------------------------------------------------- [1] و رواه البيهقي أيضا , إلا أنه قال : فرأيت أبا هريرة إذا لم يجد ... إلخ . . اهـ . 2352 " من ضرب مملوكه ظالما أقيد منه يوم القيامة " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 466 : أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 4 / 378 ) : حدثنا سليمان بن أحمد قال : حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال : حدثنا فرات بن محبوب قال : حدثنا الأشجعي عن سفيان عن حبيب بن أبي ثابت عن ميمون بن أبي شبيب عن # عمار بن ياسر # مرفوعا و قال : " غريب من حديث الثوري و حبيب , لم يروه عنه مجودا إلا الأشجعي " . قلت : و اسمه عبيد الله بن عبد الرحمن الكوفي , و هو أثبت الناس كتابا في الثوري , و من فوقه ثقات رجال الشيخين , غير ميمون بن أبي شبيب , و هو ثقة , لكن ابن أبي ثابت مدلس , و قد عنعنه , فهذه علة . و فرات بن محبوب لم أجد من وثقه سوى ابن حبان ( 9 / 13 ) , لكن قال ابن أبي حاتم ( 3 / 2 / 80 ) : " روى عنه أبو زرعة " . قلت : و هو لا يروي إلا عن ثقة , لكنه خولف كما يأتي . و محمد بن عثمان بن أبي شيبة فيه ضعف . و أما المنذري فقال ( 3 / 161 ) : " رواه الطبراني , و رواته ثقات " . ثم رأيت الحديث في " الأدب المفرد " للبخاري ( 181 ) , قال : حدثنا محمد بن يوسف و قبيصة : حدثنا سفيان به , إلا أنه أوقفه . ثم وجدت للحديث شاهدا قويا , فقال البخاري في " الأدب المفرد " ( 185 ) : حدثنا محمد بن بلال قال : حدثنا عمران عن قتادة عن زرارة بن أوفى عن أبي هريرة مرفوعا بلفظ : " من ضرب ضربا اقتص منه يوم القيامة " . و أخرجه الطبراني في " الأوسط " ( رقم 1445 - مصورتي منه , و " مجمع البحرين " 366 - حرم ) من هذا الوجه بلفظ : " من ضرب سوطا ظلما اقتص ... " . و قال : " لم يروه عن قتادة إلا عمران , تفرد به محمد بن بلال . و رواه عبد الله بن رجاء عن عمران عن قتادة عن عبد الله بن شقيق العقيلي عن أبي هريرة " . قلت : و هذا إسناد حسن , و رجاله ثقات , و في عمران - و هو ابن داور القطان - و محمد بن بلال - و هو أبو عبد الله البصري - فيه كلام , لا ينزل حديثهما عن مرتبة الحسن , فالأول صدوق يهم , و الآخر صدوق يغرب , كما قال الحافظ , و قد خالفه في سنده ابن رجاء كما علقه الطبراني فجعل عبد الله بن شقيق مكان زرارة , و صله ابن عدي في " الكامل " ( ق 214 / 1 ) . 2353 " من غسل ميتا فستره , ستره الله من الذنوب , و من كفن مسلما , كساه الله من السندس " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 467 : رواه ابن بشران في " الأمالي الفوائد " ( 2 / 137 / 1 ) : أخبرنا أبو الحسين عبد الباقي بن قانع قال : حدثنا أحمد بن شهاب بن أيوب الأهوازي قال : حدثنا عبد الملك بن مروان الحذاء الأهوازي قال : حدثنا سليم بن أخضر عن سعير بن الخمس عن أبي غالب عن # أبي أمامة # مرفوعا . قلت : و هذا إسناد حسن , رجاله ثقات , لولا أني لم أجد لأحمد بن شهاب ترجمة . لكن يبدو أنه لم يتفرد به , فقد قال الهيثمي ( 3 / 21 ) : " رواه الطبراني في " الكبير " , و فيه أبو عبد الله الشامي , روى عن أبي خالد و لم أجد له ترجمة " . ثم طبع المعجم الكبير " للطبراني , فوجدت فيه الحديث من طريقين عن أبي غالب : الأولى : من طريق سعير المتقدمة , و قد كشفت لي عن خطأ في اسم والد أحمد الأهوازي : ( شهاب ) , صوابه : ( سهل ) , فقال الطبراني ( 8 / 337 / 8077 ) : حدثنا أحمد بن سهل بن أيوب الأهوازي به . و أحمد بن سهل هذا له ترجمة في " اللسان " , و لم يحك عن أحد فيه كلاما , لكنه ذكر له حديثا قال فيه : " و هذا خبر منكر , و إسناد مركب ... " . ثم ذكر أن له حديثين غريبين جدا , أحدهما في " المعجم الصغير " للطبراني . قلت : و هو في " الأوسط " أيضا ( 1 / 110 / 2 / 2220 ) و له فيه حديثان آخران ( 2218 - 2219 ) . و حديثه الأول مخرج في " الروض " ( 583 ) . و الطريق الأخرى في " الكبير " ( 8078 ) من طريق معتمر بن سليمان عن أبي عبد الله الشامي عن أبي غالب به . قلت : و هذا إسناد رجاله ثقات , غير أبي عبد الله الشامي , و قد عرفت قول الهيثمي فيه آنفا , و أنا أظن أنه الذي في " كنى البخاري " ( 49 / 427 ) : " أبو عبد الله الشامي , روى عنه جعفر بن سليمان " . و ذلك لأن جعفر بن سليمان من طبقة معتمر بن سليمان . و قد كشف لنا إسناد الطبراني أن ما في " مجمع الهيثمي " : " أبي خالد " , محرف من : " أبي غالب " . و الله أعلم . ثم إن الهيثمي لم يتعرض للطريق الأولى بذكر , فكأنه سها عنها . و للحديث شاهد قوي من حديث أبي رافع مرفوعا نحوه . و قد خرجته في " أحكام الجنائز " ( ص 51 ) . و روى ابن سعد ( 7 / 503 ) و البخاري في " التاريخ " ( 2 / 2 / 275 - 276 ) عن ثابت عن صالح بن حجير أبي حجير عن معاوية بن حديج - قال : و كانت له صحبة - قال : " من غسل ميتا و كفنه و اتبعه و ولي جننه رجع مغفورا له " . و هو موقوف رجاله ثقات رجال مسلم , غير صالح بن حجير , ترجمه ابن سعد و البخاري برواية ثابت هذا - و هو البناني - و قتادة عنه , و لم يذكرا فيه جرحا و لا تعديلا . و كذا في " الجرح و التعديل " ( 2 / 1 / 398 ) . و ذكره ابن حبان في " الثقات " ( 4 / 373 ) . 2354 " من غل منها ( يعني الصدقة ) بعيرا أو شاة أتي به يوم القيامة يحمله " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 469 : أخرجه ابن ماجة ( 1810 ) عن عمرو بن الحارث أن موسى بن جبير حدثه : أن عبد الله بن عبد الرحمن بن الحباب الأنصاري حدثه : أن عبد الله بن أنيس حدثه : أنه تذاكر هو و # عمر بن الخطاب # يوما الصدقة , فقال عمر : ألم تسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين يذكر غلول الصدقة أنه من غل منها ... ? قال : فقال عبد الله بن أنيس : بلى . قلت : و هذا إسناد ضعيف , ابن الحباب هذا لا يعرف إلا بهذه الرواية , و لم يوثقه غير ابن حبان . لكن الحديث صحيح , فإن له شاهدا مفصلا من حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا . أخرجه الشيخان و غيرهما , تراه في " الترغيب " ( 2 / 187 ) . 2355 " من قال : لا إله إلا الله ( مخلصا ) دخل الجنة " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 370 : أخرجه ابن حبان ( 7 ) عن محرر بن قعنب الباهلي حدثنا رباح بن عبيدة عن ذكوان السمان عن # جابر بن عبد الله # مرفوعا به دون الزيادة , و فيه قصة . قلت : و سنده صحيح , و محرر براءين مهملتين , و وقع في الأصل : ( محرز ) بمهملة ثم معجمة و هو تصحيف , وثقه أبو زرعة , و قال أحمد : " لا بأس به " . ثم أخرجه ابن حبان ( 4 ) و أحمد ( 5 / 236 ) و أبو نعيم ( 7 / 312 ) من طريق سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن جابر : " أن معاذا لما حضرته الوفاة , قال اكشفوا عني سجف القبة , سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : من شهد أن لا إله إلا الله مخلصا من قلبه دخل الجنة " . و إسناد أحمد ثلاثي , و هو صحيح على شرط الشيخين . و رواه صدقة بن يسار عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لمعاذ بن جبل : فذكره مثل لفظ ذكوان . أخرجه أبو نعيم ( 7 / 174 ) بسند صحيح . ثم أخرجه ( 9 / 254 ) من طريق الهيثم بن جماز عن أبي داود عن زيد بن أرقم مرفوعا بلفظ الترجمة مع الزيادة . و هذا إسناد واه . و أخرجه البزار ( ص 3 - زوائده ) من طريق عطية عن أبي سعيد مرفوعا به . قلت : و رجاله ثقات كلهم , غير عطية , فإنه ضعيف , و مدلس كما قال الحافظ عقب الحديث في " الزوائد " . و أخرجه الحاكم ( 4 / 251 ) . 2356 " من قتل نفسا معاهدة بغير حقها لم يرح رائحة الجنة و إن ريح الجنة توجد من مسيرة مائة عام " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 471 : رواه الضياء في " صفة الجنة " ( 3 / 86 / 2 ) من طريقين عن عيسى بن يونس عن عوف الأعرابي عن محمد بن سيرين عن # أبي هريرة # مرفوعا , و قال : " و إسناده عندي على شرط الصحيح " . قلت : و هو كما قال . و قد جاء الحديث من حديث أبي بكرة و قد خرجته في " التعليق الرغيب " ( 3 / 204 - 205 ) و في رواية عنه بلفظ : " سبعين عاما " . و إسناده صحيح . 2357 " من كان بينه و بين قوم عهد , فلا يحلن عقدة و لا يشدها حتى يمضي أمدها , أو ينبذ إليهم على سواء " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 472 : أخرجه الطيالسي ( 1 / 240 / 2075 ) : حدثنا شعبة عن أبي الفيض الشامي قال : سمعت سليم بن عامر يقول : " كان بين معاوية و بين الروم عهد , فكان يسير في بلادهم , حتى إذا انقضى العهد أغار عليهم , و إذا رجل على دابة , أو على فرس , و هو يقول : الله أكبر , و فاء لا غدر , ( مرتين ) , فإذا هو # عمرو بن عبسة السلمي # , فقال له معاوية : ما تقول ? قال عمرو : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( فذكره ) , فرجع معاوية بالناس " . و هكذا أخرجه أبو داود ( 1 / 434 ) و الترمذي ( 1580 ) و أحمد ( 4 / 358 - 386 ) من طرق عن شعبة به , و قال الترمذي : " حديث حسن صحيح " . قلت : و إسناده صحيح رجاله ثقات . 2358 " من كان له أرض فأراد بيعها , فليعرضها على جاره " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 472 : أخرجه ابن ماجة ( 2493 ) و الضياء في " المختارة " ( 65 / 55 / 1 ) عن شريك عن سماك عن عكرمة عن # ابن عباس # عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره . و هذا إسناد ضعيف , سماك - و هو ابن حرب - صدوق , كما قال الحافظ , لكن روايته عن عكرمة خاصة مضطربة , و قد تغير بآخره فكان ربما يلقن . و شريك - و هو ابن عبد الله القاضي - ضعيف لسوء حفظه . لكن الحديث صحيح , فإن له شواهد من حديث أبي رافع و الشريد بن سويد و سمرة , و هي مخرجة في " الإرواء " ( 1538 و 1539 ) . 2359 " من كذب في حلمه , كلف يوم القيامة عقد شعيرة " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 473 : أخرجه الترمذي ( 2282 ) و الدارمي ( 2 / 125 ) و الحاكم ( 4 / 392 ) و أحمد ( 1 / 76 و 90 و 91 ) و عبد الله بن أحمد ( 131 ) من طرق عن عبد الأعلى بن عامر عن أبي عبد الرحمن السلمي عن # علي بن أبي طالب # مرفوعا . و قال الترمذي : " حديث حسن " . و قال الحاكم : " صحيح الإسناد " ! و رده الذهبي بقوله : " قلت : عبد الأعلى ضعفه أبو زرعة " . و قال الحافظ : " صدوق يهم " . و قال في " الفتح " ( 12 / 359 ) : " إسناده حسن , و قد صححه الحاكم , و لكنه من رواية عبد الأعلى بن عامر , ضعفه أبو زرعة " . قلت : و مما يدل على ضعفه و سوء حفظه اضطرابه في متن هذا الحديث , و ذلك على وجوه : الأول : هذا . الثاني : بلفظ : " ...كلف أن يعقد بين شعيرتين " . أخرجه الحاكم . الثالث : بلفظ : " من كذب في الرؤيا متعمدا فليتبوأ مقعده من النار " . أخرجه أحمد ( 1 / 131 ) . الرابع : مثله , إلا أنه قال : " من كذب علي متعمدا ... " . أخرجه أحمد ( 1 / 130 ) . قلت : و هذا اللفظ الأخير هو الأشبه , فقد جاء عن علي من طريق أخرى عن حبيب عن ثعلبة عن علي مرفوعا به . أخرجه أحمد ( 1 / 78 ) . و رجاله ثقات رجال الشيخين - على عنعنة حبيب , و هو ابن أبي ثابت - غير ثعلبة - و هو ابن يزيد الحماني - وثقه النسائي و ابن حبان . و اللفظ الثاني محفوظ من حديث ابن عباس مرفوعا به , إلا أنه قال : " من تحلم بحلم لم يره , كلف أن يعقد بين شعيرتين و لن يفعل " . أخرجه البخاري ( 12 / 359 - فتح ) و الترمذي ( 2284 ) , و قال : " حديث حسن صحيح " .( تنبيه ) : أخرج هذا الحديث الخطيب البغدادي في " التاريخ " ( 11 / 93 ) من طريق سفيان الثوري عن عاصم عن أبي عبد الرحمن السلمي باللفظ الأول . و من هذه الطريق أخرجه الترمذي و غيره عن عبد الأعلى بن عامر عن أبي عبد الرحمن السلمي ... فقوله : " عن عاصم " , في رواية الخطيب شاذ , و لعله كان الأصل : " عن ابن عامر " , فتحرف على بعض الرواة أو النساخ إلى : " عن عاصم " . و الله أعلم . 2360 " من كف غضبه كف الله عنه عذابه و من خزن لسانه ستر الله عورته و من اعتذر إلى الله قبل الله عذره " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 475 : أخرجه أبو يعلى في " مسنده " ( 3 / 1071 ) و من طريقه الضياء في " المختارة " ( 249 / 2 ) و الدولابي في " الكنى " ( 1 / 194 و 195 و 2 / 44 ) و أبو عثمان النجيرمي في " الفوائد " ( 44 / 2 ) عن الربيع بن سليمان قال : حدثني أبو عمرو مولى أنس بن مالك أنه سمع # أنس بن مالك # يقول : " فذكره مرفوعا . قلت : و هذا إسناد ضعيف , أبو عمرو مولى أنس , لا يعرف , لم يزد ابن أبي حاتم في ترجمته على قوله ( 4 / 2 / 410 ) : " روى عنه الربيع بن سليم " . قال المعلق عليه : " مثله في " الكنى " للبخاري رقم ( 474 ) و وقع في ( ك ) : سليمان " . قلت : و هكذا وقع في أبي يعلى و في موضع من " كنى الدولابي " , و كناه بأبي سليمان , و في الموضعين الآخرين منه : " الربيع بن مسلم " , و كذلك وقع في " الفوائد " . و أورده في " الميزان " و " اللسان " كما جاء في ابن أبي حاتم و البخاري : " ربيع بن سليم الكوفي عن أبي عمر ( كذا ) مولى أنس مرفوعا ( فذكر الحديث ) , رواه عنه يزيد بن الحباب , و هذا في " مسند ابن أبي شيبة " , قال الأزدي : منكر الحديث . و قال ابن معين : ليس بشيء . و قال أبو حاتم : شيخ " . قلت : و هو عند أبي يعلى من طريق ابن أبي شيبة الربيع بن سليمان كما سبق . و أورده ابن أبي حاتم في " العلل " ( 2 / 141 ) من طريق زيد بن الحباب , لكنه قال عن سليمان أبي الربيع ( و في " الميزان " و " اللسان " : ابن الربيع ) ( عن ) مولى أنس به . و هذا مقلوب , و الصواب : الربيع بن سليمان أو سليم . و إن الاختلاف في ضبط اسمه لدليل واضح على أن الرجل غير مشهور و لا معروف . و قد ترجم ابن أبي حاتم في " الجرح و التعديل " ( 1 / 2 / 443 ) لربيع بن سليم الأزدي أبي سليمان الخلقاني البصري . و فيه ذكر قول ابن معين و أبي حاتم المتقدمين . لكن الحافظ في " اللسان " فرق بين الربيع بن سليم الكوفي راوي هذا الحديث , و بين الربيع بن سليم البصري الخلقاني . و من العجب أنه أعاد فيه قول ابن معين و أبي حاتم المشار إليهما آنفا دون أن يشير إلى ذلك أدنى إشارة . و الذي يظهر لي أن الكوفي هو غير البصري , و أن الأول هو صاحب هذا الحديث , و هو غير معروف , و أن الآخر هو الذي ضعفه ابن معين , و لا علاقة له بهذا الحديث . و الله أعلم . و قد قال ابن أبي حاتم عقبه : " قال أبي : هذا حديث منكر " . و لعل هذا هو عمدة الأزدي في قول راويه : " منكر الحديث " , كما تقدم . و للحديث طريق أخرى , فقال ابن بشران في " الأمالي " ( 108 / 1 ) , و عنه الضياء في " المختارة " ( 109 / 2 ) : أخبرنا أبو علي محمد بن أحمد الصواف : أنبأ بشر بن موسى : حدثنا أبو حفص - يعني : عمرو بن علي الفلاس - حدثنا الفضل بن العلاء الكوفي حدثنا سفيان عن حميد عن أنس به , و قال الضياء : " الفضل ذكره ابن أبي حاتم , و لم يذكر فيه جرحا " . قلت : ترجمه برواية جمع من الثقات عنه , و قال ( 3 / 2 / 65 ) : " سألت أبي عنه ? فقال : هو شيخ , يكتب حديثه " . و ذكره ابن حبان في " الثقات " ( 7 / 318 و 9 / 5 ) . قلت : و سائر رجال الإسناد ثقات من رجال الشيخين غير بشر بن موسى - و هو ابن صالح أبو علي الأسدي - و هو ثقة أمين , عاقل ركين , كما قال الخطيب في ترجمته ( 7 / 86 ) . و أبو علي محمد بن أحمد الصواف ترجمه الخطيب أيضا ( 1 / 289 ) و روى عن محمد بن أبي الفوارس أنه قال : " كان ثقة مأمونا من أهل التحرز , ما رأيت مثله في التحرز " . قلت : فالإسناد عندي حسن , و لاسيما إذا ضم إليه الطريق الأولى . و الله أعلم . و له طريق ثالث , و لكنه مما لا يفرح به ! أخرجه ابن بشران أيضا ( 139 / 2 ) عن بشر بن الحسين : حدثنا الزبير بن عدي عن أنس به . قلت : بشر هذا متروك . و له شاهد عن عمر بن الخطاب . أخرجه الدينوري في " المنتقى من المجالسة " ( 296 / 2 ) عن المغيرة بن مسلم عن هشام عن عبد الله عنه . قال أبو جعفر : " لا أدري من هشام هذا ? " . 2361 " من لم يصل ركعتي الفجر , فليصلهما بعدما تطلع الشمس " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 478 : أخرجه الترمذي ( 423 ) و ابن خزيمة ( 1117 ) و ابن حبان ( 613 ) و الحاكم ( 1 / 274 و 307 ) و البيهقي ( 2 / 484 ) عن عمرو بن عاصم حدثنا همام عن قتادة عن النضر بن أنس عن بشير بن نهيك عن # أبي هريرة # مرفوعا . و قال الحاكم : " صحيح على شرط الشيخين " , و وافقه الذهبي , و هو كما قالا , و أشار الترمذي إلى إعلاله بتفرد عمرو بن عاصم فقال : " هذا حديث لا نعرفه إلا من هذا الوجه , و لا نعلم أحدا روى هذا الحديث عن همام بهذا الإسناد نحو هذا إلا عمرو بن عاصم الكلابي " . و أشار البيهقي إلى رد مثل هذا الإعلال بقوله عقب الحديث : " تفرد به عمرو بن عاصم , و الله تعالى أعلم , و عمرو بن عاصم ثقة " . قلت : و احتج به الشيخان , فلا يرد حديثه بمجرد التفرد . 2362 " من يكن في حاجة أخيه يكن الله في حاجته " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 478 : أخرجه ابن أبي الدنيا في " قضاء الحوائج " ( ص 82 رقم 47 ) عن محمد بن الحسن ابن زبالة : ذكر المنكدر بن محمد بن المنكدر عن أبيه عن # جابر بن عبد الله # مرفوعا . قلت : و هذا إسناد واه بمرة , ابن زبالة هذا قال الحافظ : " كذبوه " . و شيخه المنكدر لين الحديث . قلت : لكن الحديث صحيح , فإن له شاهدا من حديث ابن عمر , سبق تخريجه برقم ( 504 ) و هو متفق عليه . و شاهد آخر من حديث مسلمة بن مخلد مرفوعا به . أخرجه أحمد ( 4 / 104 ) من طريق ابن جريج عن ابن المنكدر عن أبي أيوب عن مسلمة بن مخلد مرفوعا . فهذا هو المحفوظ عن محمد بن المنكدر . و رجاله ثقات رجال الشيخين . 2363 " منبري هذا على ترعة من ترع الجنة " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 479 : أخرجه أحمد ( 2 / 360 و 450 ) و ابن سعد ( 1 / 253 ) من طرق عن أبي سلمة عن # أبي هريرة # مرفوعا به , و زاد ابن سعد : " قال : و الترعة الباب " . و إسناده حسن . و أحد إسنادي أحمد صحيح على شرط الشيخين . ثم أخرجه ( 2 / 412 و 534 ) من طريق حماد بن سلمة عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة به . قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط مسلم . و للحديث شاهد من حديث سهل بن سعد الساعدي مرفوعا به , و زاد : " قال سهل : أتدرون ما الترعة ? قالوا : نعم , هو الباب " . أخرجه أحمد ( 5 / 335 و 339 ) و ابن سعد من طرق عن أبي حازم عنه . و سنده صحيح على شرط الشيخين . ثم أخرجه أحمد ( 3 / 389 ) من حديث جابر بن عبد الله , و ( 4 / 41 ) من حديث عبد الله بن زيد الأنصاري . 2364 " موسى بن عمران صفي الله " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 480 : أخرجه الحاكم ( 2 / 576 ) من طريق أبي ظفر عبد السلام بن مطهر حدثنا جعفر بن سليمان عن ثابت البناني عن # أنس بن مالك # أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره , و قال : " صحيح على على شرط مسلم " . قلت : لم يتكلم الذهبي عليه مطلقا و أبو ظفر لم يخرج له مسلم و إنما هو من رجال البخاري . و قد تابعه سيار حدثنا جعفر بن سليمان به , و زاد : " و أنا حبيب الله " . أخرجه الديلمي ( 4 / 75 ) . قلت : و سيار هو ابن حاتم العنزي , أورده الذهبي في " الضعفاء " , و قال : " قال القواريري : كان معي في الدكان , لم يكن له عقل , قيل : أتتهمه ? قال : لا . و قال غيره : صدوق سليم الباطن " . و قال الحافظ : " صدوق له أوهام " . قلت : فمثله يستشهد به , و لا تقبل زيادته على الأوثق منه . و الله أعلم . 2365 " كان إذا تهجد يسلم بين كل ركعتين " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 480 : رواه ابن نصر في " قيام الليل " ( ص 50 ) عن # أبي أيوب الأنصاري # لكن من المؤسف أن مختصره حذف إسناده , فلم يبق منه إلا صحابيه , ثم أتبعه بشاهد من حديث عائشة بمعناه . و هذا قد وصله مسلم ( 2 / 165 ) و البيهقي ( 2 / 486 - 487 ) عنها . و رواه ابن أبي شيبة في " المصنف " ( 2 / 273 ) عن أبي سلمة مرسلا . و سنده صحيح . 2366 " موضع الإزار إلى أنصاف الساقين و العضلة , فإذا أبيت فمن وراء الساقين , و لا حق للكعبين في الإزار " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 481 : أخرجه الترمذي ( 1784 ) و النسائي ( 2 / 99 ) و ابن ماجة ( 2 / 371 ) و ابن حبان ( 1447 ) و أحمد ( 5 / 382 و 396 و 398 و 400 ) من طرق عن أبي إسحاق عن مسلم بن نذير عن # حذيفة # مرفوعا . و قال الترمذي : " حديث حسن صحيح , رواه الثوري و شعبة عن أبي إسحاق " . قلت : و هو كما قال , و هما قد رويا عنه قبل اختلاطه , و شعبة لا يروي عنه إلا ما صرح فيه بالتحديث كما هو مذكور في ترجمته , فبروايته عنه أمنا شبهة تدليسه , و الحمد لله على توفيقه . و له شاهد مختصر , من رواية سلام بن أبي مطيع عن قتادة عن الحسن عن سمرة مرفوعا بلفظ : " موضع الإزار نصف الساق , و لا حق للإزار في الكعبين " . أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 6 / 191 ) , و قال : " غريب من حديث قتادة و سلام " . قلت : و سلام ثقة , لكنه في روايته عن قتادة خاصة ضعيف , كما قال الحافظ في " التقريب " . و له شواهد كثيرة سبقت الإشارة إليها في المجلد الرابع , و أخرجنا منها هناك حديث أنس رضي الله عنه برقم ( 1765 ) , و خرجت ثمة حديث الترجمة باختصار , و ذكرت متابعا لمسلم بن نذير . 2367 " المؤمن مكفر " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 482 : أخرجه الحاكم ( 1 / 58 و 4 / 251 ) عن محمد بن عبد العزيز ( بن عمر ) بن عبد الرحمن بن عوف حدثني حسين بن عثمان بن عبد الرحمن و عبد الرحمن بن حميد بن عبد الرحمن بن عوف عن # عامر بن سعد عن أبيه # مرفوعا . و قال : " قد اتفقا على عبد الرحمن بن حميد , و هذا حديث غريب صحيح , و لم يخرجاه , لجهالة محمد بن عبد العزيز الزهري هذا " . كذا قال , و وافقه الذهبي , و هو أمر عجب من وجهين : الأول : أنه إذا كان مجهولا , فكيف يصحح حديثه ? ! و الآخر : أنه ليس مجهولا , بل هو معروف بالضعف الشديد عند البخاري و غيره , فقال الذهبي نفسه في " الميزان " : " قال البخاري : منكر الحديث . و قال النسائي : متروك . و قال الدارقطني : ضعيف " . و قد تابعه سهل بن بكار حدثنا الحسن بن عثمان عن الزهري عن عامر بن سعد به . أخرجه الخطابي في " غريب الحديث " ( 151 / 1 ) . و الحسن هذا أورده ابن أبي حاتم ( 1 / 2 / 25 ) من رواية سعيد بن يحيى بن الحسن عنه , و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا , فهو مجهول الحال . و لا يقويه أنه قرن معه عبد الرحمن بن حميد بن عبد الرحمن بن عوف - و هو الزهري - لما عرفت أنه من رواية ذلك الضعيف ! نعم الحديث قوي بما له من الشواهد الكثيرة في تكفير ذنوب المؤمن بالبلايا و الأمراض و هي معروفة منها حديث مصعب - أخو عامر - بن سعد عن أبيه مرفوعا بلفظ : " ... فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض ما عليه من خطيئة " . و قد سبق تخريجه برقم ( 143 ) . 2368 " المرء في صلاة ما انتظرها " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 483 : أخرجه عبد بن حميد في " المنتخب من المسند " ( ق 137 / 1 - مصورة المكتب ) عن حماد بن شعيب الحماني عن أبي الزبير عن # جابر # مرفوعا . قلت : و هذا إسناد ضعيف , أبو الزبير مدلس , و قد عنعنه . و حماد ضعيف , ضعفه ابن معين و غيره , و قال ابن عدي : " أكثر حديثه مما لا يتابع عليه " . قلت : لكن هذا قد توبع عليه , فقال ابن لهيعة : حدثنا أبو الزبير قال : سألت جابرا : هل سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " الرجل في صلاة ما انتظر الصلاة " ? قال : انتظرنا النبي صلى الله عليه وسلم ليلة صلاة العتمة , فاحتبس علينا , حتى كان قريبا من شطر الليل , أو بلغ ذلك , ثم جاء النبي صلى الله عليه وسلم فصلينا , ثم قال : اجلسوا , فخطبنا , فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " إن الناس صلوا و رقدوا , و أنتم لم تزالوا في صلاة ما انتظرتم الصلاة " . و رجاله ثقات , غير أن ابن لهيعة سيء الحفظ . لكنه قد توبع , فقال الإمام أحمد ( 3 / 367 ) : حدثنا أبو الجواب حدثنا عمار بن رزيق عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال : " جهز رسول الله صلى الله عليه وسلم جيشا ليلة حتى ذهب نصف الليل , أو بلغ ذلك , ثم خرج , فقال : قد صلى الناس و رقدوا و أنتم تنتظرون هذه الصلاة , أما إنكم لن تزالوا في صلاة ما انتظرتموها " . قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط مسلم . 2369 " المقام المحمود : الشفاعة " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 484 : أخرجه أحمد ( 2 / 478 ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 8 / 372 ) من طريق داود الأودي عن أبيه عن # أبي هريرة # مرفوعا . و أخرجه أحمد أيضا ( 2 / 441 و 444 و 528 ) و الترمذي ( 2 / 193 ) و الدولابي في " الكنى " ( 2 / 164 ) و الطحاوي في " مشكل الآثار " ( 1 / 449 ) و ابن أبي عاصم في " السنة " ( 784 - بتحقيقي ) و ابن خزيمة في " التوحيد " ( ص 198 ) و المروزي في " زوائد الزهد " ( 1312 ) و أبو عمرو الداني في " المكتفى " ( 51 / 2 ) و تمام في " الفوائد " ( 125 / 2 ) و السهمي في " تاريخ جرجان " ( 153 ) من طرق أخرى عن الأودي بلفظ : " سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في قول الله عز وجل : *( عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا )* <1>1>قال : هو المقام الذي أشفع فيه لأمتي " . قلت : و داود هو ابن يزيد بن عبد الرحمن الأودي الزعافري أبو يزيد الكوفي , و هو ضعيف , و أبوه مقبول عند الحافظ , يعني عند المتابعة , و لهذا لم يحسن الترمذي إسناده , و إنما متنه , فقال عقبه : " حديث حسن " . و هو كما قال أو أعلى , فإن له شواهد كثيرة أورده الحافظ ابن كثير في " تفسيره " ( 3 / 55 - 58 ) , و سأذكر أحدها قريبا . و روى ابن عدي ( 136 / 1 ) عن رشدين بن كريب عن أبيه عن ابن عباس في قوله : *( مقاما محمودا )* قال : " المقام المحمود : الشفاعة " و قال : " و رشدين أحاديثه مقاربة , لم أر فيها حديثا منكر جدا , و هو - على ضعفه - ممن يكتب حديثه " . ----------------------------------------------------------- [1] الإسراء : الآية : 79 . اهـ . 2370 " يبعث الناس يوم القيامة , فأكون أنا و أمتي على تل , و يكسوني ربي حلة خضراء , ثم يؤذن لي , فأقول ما شاء الله أن أقول , فذاك المقام المحمود " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 485 : أخرجه ابن حبان ( 6445 - الإحسان ) و الحاكم ( 2 / 363 ) و أحمد ( 3 / 456 ) من طريق محمد بن حرب حدثني الزبيدي عن الزهري عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك عن # كعب بن مالك # مرفوعا . و قال الحاكم : " صحيح على شرط الشيخين , و وافقه الذهبي , و هو كما قالا . و تابعه بقية بن الوليد : حدثنا الزبيري به . أخرجه الطحاوي في " مشكل الآثار " ( 1 / 449 ) و ابن أبي عاصم في " السنة " ( 785 - بتحقيقي ) . 2371 " المهدي منا أهل البيت , يصلحه الله في ليلة " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 486 : رواه ابن ماجة ( 4075 ) و أحمد ( 1 / 84 ) و العقيلي في " الضعفاء " ( 470 ) و ابن عدي ( 360 / 2 ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 3 / 177 ) عن ياسين العجلي عن إبراهيم بن محمد بن الحنفية عن أبيه عن # علي # مرفوعا . و قال : " لا يتابع ياسين على هذا اللفظ و في المهدي أحاديث صالحة الأسانيد من غير هذا الطريق " . قلت : بلى , قد تابعه سالم بن أبي حفصة , أخرجه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 1 / 170 ) عنه مقرونا مع ياسين هذا , و هو ابن شيبان , قال البخاري : " في حديثه نظر " . قال ابن معين : " ليس به بأس , و في رواية : صالح " . و قال أبو زرعة " لا بأس به " . قال الحافظ في " تهذيب التهذيب " . " و وقع في " سنن ابن ماجة " عن ياسين غير منسوب , فظنه بعض الحفاظ المتأخرين ياسين بن معاذ الزيات , فضعف الحديث به , فلم يصنع شيئا " . و قال في " التقريب " : " لا بأس به , و وهم من زعم أنه ابن معاذ الزيات " . قلت : و سائر الرواة ثقات , فالإسناد حسن . لكن متابعة سالم بن أبي حفصة المتقدمة - و هو صدوق في الحديث - ترفع الحديث إلى مرتبة الصحيح . و الله أعلم . 2372 " الميت من ذات الجنب شهيد " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 487 : رواه أحمد ( 4 / 157 ) و الروياني في " مسنده " ( 9 / 48 / 2 ) عن ابن لهيعة أخبرنا واهب بن عبد الله المعافري عن عبد الرحمن بن شماسة عن # عقبة # مرفوعا . قلت : و هذا إسناد لا بأس به في الشواهد , رجاله ثقات إلا أن ابن لهيعة سيء الحفظ . لكن للحديث شاهد من حديث جابر بن عتيك و آخر من حديث أبي هريرة و هما مخرجان في " أحكام الجنائز " ( ص 39 و 40 ) . 2373 " نح الأذى عن طريق المسلمين " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 487 : رواه أبو بكر بن أبي شيبة في " الأدب " ( 1 / 149 / 1 ) : حدثنا وكيع عن أبان بن صمعة عن أبي الوازع عن # أبي برزة # قال : قلت : يا رسول الله ! دلني على عمل أنتفع به , قال : فذكره . و من طريق ابن أبي شيبة رواه أبو يعلى في " مسنده " ( 343 / 2 - مصورة المكتب ) و الضياء في " المنتقى من الأحاديث الصحاح و الحسان " ( 280 / 1 ) , و قال : " أخرجه مسلم بمعناه " . قلت : هو عنده ( 8 / 34 - 35 ) من طريق يحيى بن سعيد عن أبان بن صمعة بلفظ : " اعزل الأذى ... " . و هكذا أخرجه أحمد ( 4 / 420 ) : حدثنا يحيى بن سعيد به . ثم قال ( 4 / 423 ) : حدثنا وكيع به , بلفظ يحيى . ثم أخرجه ( 4 / 423 و 424 ) من طريق شداد بن سعيد حدثني جابر بن عمرو الراسبي به بلفظ : " أمط الأذى عن الطريق فهو لك صدقة " . و سنده حسن , و هو على شرط مسلم . 2374 " نحن آخر الأمم , و أول من يحاسب , يقال : أين الأمة الأمية و نبيها ? فنحن الآخرون الأولون " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 488 : أخرجه ابن ماجة ( 2 / 575 ) عن حماد بن سلمة عن سعيد بن إياس الجريري عن أبي نضرة عن # ابن عباس # مرفوعا . قلت : و هذا إسناد صحيح , و رجاله ثقات كما قال البوصيري في " زوائد ابن ماجة " ( 262 / 1 ) . 2375 " نحن بنو النضر بن كنانة , لا نقفو أمنا و لا ننتفي من أبينا " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 488 : رواه ابن منده في " المعرفة " ( 2 / 2 - عام 4442 ) و الخطيب في " التاريخ " ( 7 / 128 ) عن حيان بن بشر قال : أخبرنا يحيى بن آدم قال : أخبرني الحسن بن صالح بن حي عن أبيه قال : أخبرنا # الجفشيش الكندي # قال : " قلت للنبي صلى الله عليه وسلم : أنت ممن يا رسول الله ? " قال : " فذكره , و قال ابن منده : " رواه عقيل بن طلحة عن مسلم بن الهيصم عن الأشعث بن قيس نحوه " . و الحديث رواه الطبراني أيضا في " المعجم الكبير " ( 2 / 285 - 286 / 2190 ) و كذا " الصغير " ( ص 44 - هند ) من طريق صالح بن حي عن الجفشيش به . و له من طريق أخرى عن صالح : حدثنا الجفشيش . فصرح بالتحديث عن الجفشيش كما في رواية ابن منده , قال الحافظ في " الإصابة " : " و هو خطأ فإنه لم يدركه , و أصل الحديث في " مسند أحمد " من رواية مسلم بن هيصم عن الأشعث قال : أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في رهط من كندة , و لم يذكر الجفشيش " . قلت : هو في " المسند " ( 5 / 211 و 212 ) , و " التاريخ الكبير " للبخاري ( 4 / 1 / 274 ) و " الصغير " أيضا ( ص 7 ) و ابن سعد في " الطبقات " ( 1 / 23 ) و ابن ماجة ( 2 / 131 - 132 ) من طريق عقيل بن طلحة السلمي عن مسلم بن هيصم به . و قال البوصيري في " الزوائد " ( 162 / 1 ) : " إسناده صحيح , رجاله ثقات " . و هو كما قال . و رواه ابن سعد أيضا ( 1 / 22 ) عن الزهري مرسلا , و إسناده مرسل صحيح . 2376 " نزل ملك من السماء يكذبه ( يعني الذي وقع في أبى بكر ) بما قال لك , فلما انتصرت وقع الشيطان , فلم أكن لأجلس إذ وقع الشيطان " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 489 : أخرجه أبو داود ( 2 / 300 ) عن بشير بن المحرر عن # سعيد بن المسيب # أنه قال : " بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس و معه أصحابه وقع رجل بأبي بكر فآذاه , فصمت عنه أبو بكر , ثم آذاه الثانية , فصمت عنه أبو بكر , ثم آذاه الثالثة , فانتصر منه أبو بكر , فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم حين انتصر أبو بكر , فقال أبو بكر : أوجدت علي يا رسول الله ? فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ... " فذكره . قلت : و هذا مع إرساله ضعيف , لأن بشيرا هذا لا يعرف كما قال الذهبي . و قد خالفه ابن عجلان فقال : عن سعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة : " أن رجلا كان يسب أبا بكر , و ساق نحوه " . أخرجه أبو داود أيضا هكذا موصولا بذكر أبي هريرة , و هو الأصح كما قال البخاري , على ما في " تخريج الإحياء " للحافظ العراقي ( 3 / 156 ) . قلت : و كذلك أخرجه في " شرح السنة " ( 13 / 163 / 3586 ) كلاهما من طريق سفيان بن عيينة عن ابن عجلان به . و تابعه يحيى بن سعيد عن ابن عجلان حدثنا سعيد بن أبي سعيد به . قلت : و هذا إسناد حسن للخلاف المعروف في ابن عجلان رواه أحمد , و تقدم برقم ( 2231 ) بزيادة في المتن . و يزداد قوة بمرسل زيد بن أتيع مختصرا . رواه عبد الرزاق ( 11 / 117 / 20225 ) و رجاله ثقات . 2377 " نصبر و لا نعاقب " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 490 : أخرجه عبد الله بن أحمد ( 5 / 135 ) : حدثنا أبو صالح هدبة بن عبد الوهاب المروزي حدثنا الفضل بن موسى حدثنا عيسى بن عبيد عن الربيع بن أنس عن أبي العالية عن # أبي بن كعب # قال : " لما كان يوم أحد قتل من الأنصار أربعة و ستون رجلا و من المهاجرين ستة , فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم : لئن كان لنا يوم مثل هذا من المشركين لنربين عليهم , فلما كان يوم الفتح , قال رجل لا يعرف : لا قريش بعد اليوم , فنادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم : أمن الأسود و الأبيض , إلا فلانا و فلانا ناسا سماهم , فأنزل الله تبارك و تعالى : *( و إن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به و لئن صبرتم لهو خير للصابرين )* <1>, 1>فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " فذكره . قلت : و هذا إسناد حسن , رجاله كلهم صدوقون , و في بعضهم كلام يسير . ----------------------------------------------------------- [1] النحل : الآية : 126 . اهـ . 2378 " نهيت عن التعري " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 491 : أخرجه الطيالسي في " مسنده " ( رقم 2659 ) : حدثنا عمرو بن ثابت عن سماك عن ابن عباس , و طلحة عن عطاء عن # ابن عباس # مرفوعا , و زاد : " و ذاك قبل أن ينزل عليه النبوة " . قلت : و هذا إسناد ضعيف من الوجهين , في الأول عمرو بن ثابت - و هو ابن أبي المقدام الكوفي - ضعيف . و سماك هو ابن حرب , و روايته عن ابن عباس بواسطة عكرمة , فلعله سقط من الناسخ , فقد روي عنه من طريق أخرى كما يأتي . و طلحة - و هو ابن عمرو الحضرمي المكي - متروك . و أخرجه الحاكم ( 4 / 179 ) من طريق أبي يحيى عبد الحميد بن عبد الرحمن حدثنا النضر أبو عمر الخزاز عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : " كان أبو طالب يعالج زمزم , و كان النبي صلى الله عليه وسلم ممن ينقل الحجارة و هو يومئذ غلام , فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم إزاره , فتعرى , و اتقى به الحجر , فغشي عليه , فقيل لأبي طالب : أدرك ابنك , فقد غشي عليه , فلما أفاق النبي صلى الله عليه وسلم من غشيته سأله أبو طالب عن غشيته ? فقال : " أتاني آت عليه ثياب بيض , فقال لي : استتر " . فقال ابن عباس : فكان ذلك أول ما رآه النبي صلى الله عليه وسلم من النبوة أن قيل له استتر , فما رؤيت عورته من يومئذ " . و قال الحاكم : " صحيح الإسناد " ! فرده الذهبي بقوله : " قلت : النضر , ضعفوه " . لكن يشهد له حديث عبد الله بن عثمان بن خثيم عن أبي الطفيل و ذكر بناء الكعبة في الجاهلية قال : " فهدمتها قريش , و جعلوا يبنونها بحجارة الوادي , تحملها قريش على رقابها , فرفعوها في السماء عشرين ذراعا , فبينا النبي صلى الله عليه وسلم يحمل حجارة من أجياد و عليه نمرة , فضاقت عليه النمرة , فذهب يضع النمرة على عاتقه فيرى عورته من صغر النمرة , فنودي : يا محمد ! خمر ( و في رواية : لا تكشف ) عورتك . فما رؤي عريانا بعد ذلك " . أخرجه أحمد ( 5 / 455 ) و السياق له و الحاكم و الرواية الأخرى له و قال : " صحيح الإسناد " , و وافقه الذهبي . قلت : و هو كما قالا . و قد وردت هذه القصة من حديث جابر أيضا , لكن ليس فيه الأمر بالتستر . أخرجه البخاري ( 1 / 103 ) و مسلم ( 1 / 184 ) و أحمد ( 3 / 310 و 333 ) . 2379 " لا تضربه , فإني نهيت عن ضرب أهل الصلاة " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 492 : أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ( 163 ) من طريق أبي غالب عن # أبي أمامة # قال : " أقبل النبي صلى الله عليه وسلم معه غلامان , فوهب أحدهما لعلي صلوات الله عليه , و قال : ( فذكره ) , و إني رأيته يصلي منذ أقبلنا , و أعطى أبا ذر غلاما و قال : استوص به معروفا , فأعتقه , فقال : ما فعل ? قال : أمرتني أن أستوصي به خيرا , فأعتقته " . قلت : و هذا إسناد حسن , رجاله ثقات رجال مسلم غير أبي غالب هذا و هو صاحب أبي أمامة و هو متكلم فيه , و لا ينزل حديثه عن رتبة الحسن . و له شاهد من حديث أبي هريرة مرفوعا بلفظ : " إني نهيت عن قتل المصلين " . أخرجه أبو يعلى في " مسنده " ( 4 / 1455 ) و غيره , انظر " المشكاة " ( 4481 ) . و عن عمر بن أبي سلمة عن أبيه مرسلا . رواه الطحاوي في " مشكل الآثار " ( 1 / 196 ) في قصة جوع النبي صلى الله عليه وسلم و أبي بكر و عمر و مجيئهم إلى منزل أبي الهيثم و إعطائه إياه خادما من السبي و فيه يقول : " خذ هذا و استوص به خيرا فإني رأيته يصلي , و إني نهيت عن المصلين " . 2380 " نهينا عن الكلام في الصلاة إلا بالقرآن و الذكر " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 493 : أخرجه الطبراني في " الكبير " ( 3 / 65 / 1 ) عن محمد بن شعيب أخبرنا ابن جابر أخبرني # عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن أبيه عن جده # " أنه كان يسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم و هو يصلي , فيرد عليه السلام , ثم إنه سلم عليه و هو يصلي , فلم يرد عليه , فظن عبد الله أن ذلك من موجدة من رسول الله صلى الله عليه وسلم , فلما انصرف قال : يا رسول الله ! كنت أسلم عليك و أنت تصلي فترد علي , فسلمت عليك , فلم ترد علي , فظننت أن ذلك من موجدة علي فقال : لا و لكنا نهينا ... " . قلت : و هذا إسناد رجاله ثقات , غير عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود , فإني لم أجد من ذكره , و عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود ثقة مشهور من رجال الشيخين , و قد ذكروا في ترجمته أنه روى عنه ابناه القاسم و معن . كما ذكروا في ترجمة ابن جابر - و اسمه عبد الرحمن بن يزيد بن جابر الأزدي الداراني - أنه روى عن القاسم بن عبد الرحمن . فلعل أحد الرواة أو النساخ وهم فذكر " عبد الله " مكان " القاسم " . و الله أعلم . و القصة صحيحة , فقد أخرجها الطبراني من طرق متعددة عن ابن مسعود بألفاظ متقاربة , و لكن ليس في شيء منها قوله " إلا بالقرآن و الذكر " . و كذلك أخرجه أبو داود و النسائي و أحمد و غيرهما . لكن في رواية للنسائي من طريق الزبير بن عدي عن كلثوم عن ابن مسعود بلفظ : " إن الله أحدث في الصلاة أن لا تكلموا , إلا بذكر الله و ما ينبغي لكم , و أن تقوموا لله قانتين " . و إسناده صحيح , كما بينته في " صحيح أبي داود " ( 857 ) . فهو شاهد قوي للزيادة الواردة في طريق الطبراني . و لها شاهد آخر من حديث معاوية بن الحكم السلمي مرفوعا بلفظ : " إن هذه الصلاة لا يحل فيها شيء من كلام الناس هذا , إنما هو التسبيح و التكبير و قراءة القرآن " . أخرجه مسلم و أبو داود و غيره من أصحاب " السنن " و هو مخرج في " صحيح أبي داود " ( 862 ) . 2381 " النار جبار " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 494 : أخرجه أبو داود ( 4594 ) و النسائي في " العارية و الوديعة " من " السنن الكبرى " ( 10 / 1 ) و ابن ماجة ( 2676 ) من طرق ثلاث عن عبد الرزاق عن معمر عن همام بن منبه عن # أبي هريرة # مرفوعا . قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين . و أخرجه أيضا أبو الحسن أحمد بن يوسف السلمي في " صحيفة همام بن منبه " ( رقم 137 ) : حدثنا عبد الرزاق به . و خالفهم محمد بن شبويه - و هو ابن إسحاق السجزي - فقال : أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن أنس به . و قال : أخرجه ابن عدي ( 374 / 2 ) , و قال : " ابن شبويه ضعيف يقلب الأحاديث و يسرقها " . و لم يتفرد عبد الرزاق به , فقد قال أبو داود : حدثنا محمد بن المتوكل العسقلاني حدثنا عبد الرزاق , ح , حدثنا جعفر بن مسافر التنيسي حدثنا زيد بن المبارك حدثنا عبد الملك الصنعاني كلاهما عن معمر به . و هذا الإسناد الثاني رجاله صدوقون , غير عبد الملك - و هو ابن محمد الصنعاني - فإنه لين الحديث . و أما محمد بن المتوكل العسقلاني في الإسناد الأول , فهو ضعيف , و لكن ضعفه لا يضر الحديث لأنه متابع من السلمي و غيره ممن أشرنا إليه آنفا . إذا عرفت هذا , فقول المناوي مضعفا للحديث بعدما عزاه أصله لأبي داود و ابن ماجة : " و فيه محمد بن المتوكل العسقلاني , أورده الذهبي في " الضعفاء " , و قال : قال أبو حاتم : لين " . فأقول فيه أوهام عديدة : الأول : أن العسقلاني هذا في إسناد ابن ماجة أيضا , و ليس كذلك , فإنه قال : حدثنا أحمد بن الأزهر حدثنا عبد الرزاق ... الثاني : أن أبا داود لم يروه إلا من طريق العسقلاني , الواقع خلافه كما سبق . الثالث : أن العسقلاني تفرد به , و إلا لما سكت على ضعفه , و الواقع أيضا أنه متابع من جمع ثقات كما تقدم . و الله أعلم . و أما قول ابن عدي : " ليس هذا الحديث في كتب عبد الرزاق , يعني : عن معمر عن همام عن أبي هريرة " . فلا يظهر لي أنه علة قادحة , بعد ثبوته من عدة طرق عن عبد الرزاق , فليتأمل . ( جبار ) : أي : هدر . قال المناوي : " المراد بـ ( النار ) الحريق , فمن أوقدها في ملكه لغرض , فطيرتها الريح فشعلتها في مال غيره , و لا يملك ردها , فلا يضمنه " . 2382 " النصر مع الصبر و الفرج مع الكرب و إن مع العسر يسرا و إن مع العسر يسرا " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 496 : أخرجه الخطيب في " التاريخ " ( 10 / 287 ) و الديلمي ( 4 / 111 - 112 ) من طريقين عن أبي عيسى عبد الرحمن بن زاذان حدثنا أبو عبد الله بن حنبل حدثنا عفان حدثنا همام عن ثابت عن # أنس # رفعه . قلت : و هذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير ابن زاذان , اتهمه الذهبي بهذا الحديث , و قال : " باطل " . قلت : بل الحديث صحيح , فقد جاء في بعض طرق حديث ابن عباس : " يا غلام ! إني أعلمك كلمات , احفظ الله يحفظك ... " الحديث و قد خرجته في " المشكاة " ( 5302 ) و في " تخريج السنة " ( 316 - 318 ) و هذه القطعة منه في " مسند أحمد " ( 1 / 307 ) و " الأحاديث المختارة " ( 59 / 199 - 200 ) من طرق عن قيس بن الحجاج الزرقي عن حنش بن عبد الله عن ابن عباس به . قلت : و هذا إسناد صحيح . و لهذه القطعة طرق أخرى عنه عند أبي نعيم في " الحلية " ( 1 / 314 ) و الحاكم ( 3 / 541 - 542 ) و عبد بن حميد في " المنتخب من المسند " ( 88 / 2 - 89 / 1 - مصورة المكتب ) . 2383 " النكاح من سنتي , فمن لم يعمل بسنتي فليس مني و تزوجوا , فإني مكاثر بكم الأمم و من كان ذا طول فلينكح و من لم يجد فعليه بالصيام , فإن الصوم له وجاء " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 497 : أخرجه ابن ماجة ( 1846 ) عن عيسى بن ميمون عن القاسم عن # عائشة # قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . قلت : و إسناده ضعيف , رجاله ثقات , غير عيسى بن ميمون - و هو المدني مولى القاسم بن محمد - و هو ضعيف كما في " التقريب " . قلت : لكن الحديث صحيح , فقد جاء مفرقا في أحاديث : 1 - عن عبيد بن سعيد مرفوعا مرسلا بلفظ : " ... و من سنتي النكاح " . أخرجه أبو يعلى و غيره , و قد سبق تخريجه في الكتاب الآخر ( 2509 ) . 2 - حديث أنس في قصة الرهط : " ... و أتزوج النساء , فمن رغب عن سنتي فليس مني . أخرجه الشيخان و غيرهما , و قد خرجته في " الإرواء " ( 1808 ) . 3 - قوله صلى الله عليه وسلم : " تزوجوا الودود الولود , فإني مكاثر بكم الأمم " . ورد من حديث معقل بن يسار , و صححه الحاكم , و أنس بن مالك و صححه ابن حبان , و عبد الله بن عمر بسند جيد , و هو مخرج في " آداب الزفاف " ( ص 53 - 54 ) و " الإرواء " ( 1811 ) . 4 - عن أنس مرفوعا : " يا معشر الشباب من استطاع منكم الطول فلينكح , أو فليتزوج و إلا فعليه بالصوم , فإنه له وجاء " . أخرجه البزار ( ص 146 - زوائده ) بإسناد صحيح عنه . و له شاهد من حديث عثمان و آخر من حديث ابن مسعود نحوه و هما مخرجان في " التعليق الرغيب " ( 3 / 67 ) . 2384 " نهى أن تستر الجدر " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 498 : أخرجه البيهقي ( 7 / 272 ) عن حكيم بن جبير عن # علي بن حسين # مرسلا . قلت : و حكيم بن جبير ضعيف , كما في " التقريب " , فهو مرسل ضعيف الإسناد . قلت : لكن قد ثبت من غير وجه إنكار الرسول الله صلى الله عليه وسلم ستر الجدر لغير حاجة , من ذلك حديث عائشة في قصة النمط , و قوله صلى الله عليه وسلم لها : " أتسترين الجدار ? ! إن الله لم يأمرنا فيما رزقنا أن نكسو الحجارة و الطين " . أخرجه مسلم و غيره , يزيد بعضهم على بعض , كما تراه مخرجا مبينا في " آداب الزفاف " ( ص 111 - 112 ) . و أخرجه البيهقي ( 7 / 272 ) عن أبي جعفر الخطمي عن محمد بن كعب قال : " دعي عبد الله بن زيد إلى طعام , فلما جاء رأى البيت منجدا , فقعد خارجا و بكى , قال : فقيل : ما يبكيك ? قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا شيع جيشا فبلغ عقبة الوداع قال : أستودع الله دينكم و أماناتكم و خواتيم أعمالكم , قال : فرأى رجلا ذات يوم قد رفع بردة له بقطعة , قال : فاستقبل مطلع الشمس , و قال هكذا - و مد عفان يديه - و قال تطالعت عليكم الدنيا ( ثلاث مرات ) أي : أقبلت , حتى ظننا أن يقع علينا , ثم قال : أنتم اليوم خير , أم إذا غدت عليكم قصعة و راحت أخرى , و يغدو أحدكم في حلة , و يروح في أخرى , و تسترون بيوتكم كما تستر الكعبة ? ! فقال عبد الله بن يزيد : أفلا أبكي و قد بقيت حتى تسترون بيوتكم كما تستر الكعبة ? ! " . قلت : و إسناده صحيح . و أخرجه الترمذي ( 2 / 77 - 87 ) من طريق محمد بن إسحاق حدثني يزيد بن زياد عن محمد بن كعب القرظي حدثني من سمع علي بن أبي طالب يقول : " إنا لجلوس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد إذ طلع مصعب بن عمير ما عليه إلا بردة مرفوعة بفرو ... " الحديث نحوه , و زاد في آخره : " فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لأنتم اليوم خير منكم يومئذ " . و قال : " حديث حسن " . و روى البيهقي من طريقين ضعيفين عن محمد بن كعب القرظي : حدثني عبد الله بن عباس مرفوعا بلفظ : " لا تستروا الجدر " . وأخرجه أبو داود أيضا , إلا أنه لم يسم الراوي عن محمد بن كعب , و قد تكلمت عليه في " ضعيف أبي داود " ( 262 ) , و سماه بعضهم كما بينته في تعليقي على " المشكاة " ( 2243 ) . أقول : من أجل ما تقدم أميل إلى تقوية الحديث . و الله سبحانه و تعالى أعلم . 2385 " نهى أن يجلس الرجل بين الرجلين إلا بإذنهما " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 500 : رواه أبو الحسن السكري الحربي في الثاني من " الفوائد " ( 159 / 2 ) و البيهقي في " السنن " ( 3 / 232 ) عن عامر الأحول عن # عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده # مرفوعا . و كذا رواه أبو عبد الله بن منده في " الأمالي " ( 40 / 1 ) و أبو القاسم الحلبي السراج في " حديث ابن السقاء " ( 7 / 82 / 1 ) . قلت : و هذا إسناد حسن على الخلاف المعروف في عمرو بن شعيب , و كذا في عامر , و هو ابن عبد الواحد الأحول البصري , و قد احتج به مسلم و حسنه المناوي , و قال : " فيكره الجلوس دون إذنهما تنزيها , و تشتد الكراهية بين نحو والد و ولده , و أخ و أخيه , و صديق و صديقه " . 2386 " نهى أن يصلي الرجل و هو عاقص شعره " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 500 : أخرجه ابن ماجة ( 1 / 323 ) و أحمد ( 6 / 8 و 391 ) و الدارمي ( 1 / 320 ) نحوه عن مخول قال : سمعت أبا سعد - رجلا من أهل المدينة - يقول : " رأيت أبا رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى الحسن و هو يصلي و قد عقص شعره , فأطلقه , أو نهى عنه , و قال : ..." فذكره . قلت : و رجاله ثقات رجال الشيخين , غير أبي سعد المدني , قال الحافظ : " قيل : هو شرحبيل بن سعد " . قلت : و ليس ذلك ببعيد , فإنه قد روى عن أبي رافع , و عنه مخول بن راشد و يكنى بأبي سعد , و هو صدوق اختلط بآخره . و للحديث طريق أخرى , يرويه عمران بن موسى عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبيه أنه رأى أبا رافع ...الحديث نحوه , و فيه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " ذلك كفل الشيطان : يعني مقعد الشيطان , يعني مغرز ضفره " . و هو مخرج في " صحيح أبي داود " ( 653 ) . و للحديث شاهد من حديث أم سلمة : " أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يصلي الرجل و رأسه معقوص " . قال الهيثمي ( 2 / 86 ) : " رواه الطبراني في " الكبير " , و رجاله رجال ( الصحيح ) " . قلت : و هو كما قال , باستثناء شيخ الطبراني ( 23 / 252 ) علي بن عبد العزيز , و هو ثقة حافظ , فالسند صحيح . و روى أحمد ( 1 / 146 ) من طريق أبي إسحاق عن الحارث عن علي مرفوعا في حديث : " و لا تصل و أنت عاقص شعرك , فإنه كفل الشيطان " . و الحارث ضعيف , و فيما تقدم كفاية . قوله : " معقوص الشعر " : أي : مجموع بعضه إلى بعض كالمضفور و هذا - بالطبع - لمن كان له شعر طويل على عادة العرب قديما , و في بعض البلاد حديثا , فنهى عن ذلك , و أمر بنشره , ليكون سجوده أتم , كما يستفاد من " النهاية " و غيره . و انظر " صفة الصلاة " ( ص 151 - الطبعة الخامسة ) . 2387 " كان إذا عطس حمد الله , فيقال له : يرحمك الله , فيقول : يهديكم الله و يصلح بالكم " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 502 : أخرجه أحمد ( 1 / 204 ) عن ابن لهيعة عن أبي الأسود قال : سمعت عبيد بن أم كلاب عن # عبد الله بن جعفر ذي الجناحين # مرفوعا . قلت : و هذا إسناد ضعيف , عبيد بن أم كلاب لا يدرى من هو ? كما في " تعجيل المنفعة " . و ابن لهيعة سيء الحفظ . و الحديث قال الهيثمي ( 8 / 56 ) : " رواه أحمد و الطبراني , و فيه ابن لهيعة , و هو حسن الحديث على ضعف فيه , و بقية رجاله ثقات " . كذا قال . لكن الحديث قد صح من تعليمه صلى الله عليه وسلم لأمته من حديث أبي هريرة و غيره , فانظر " الإرواء " ( 772 ) . ثم وجدت له شاهدا من رواية إسرائيل عن أسباط بن عزرة عن جعفر بن أبي وحشية عن مجاهد عن ابن عمر قال : " كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم فعطس , فحمد الله , فقالوا : يرحمك الله , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يهديكم الله و يصلح بالكم " . أخرجه الطبراني في " الكبير " ( 3 / 204 / 1 ) و قال الهيثمي ( 8 / 57 ) : " و أسباط بن عزرة لم أعرفه , و بقية رجاله رجال الصحيح " . قلت : و في " الجرح و التعديل " لابن أبي حاتم ( 1 / 1 / 332 ) : " أسباط بن زرعة . روى عن مجاهد . روى عن إسرائيل " . و لم يزد . قلت : فالظاهر أنه هذا , لكن تحرف اسم أبيه في أحد الكتابين : " المعجم " أو " الجرح " , و الأقرب الأول , فإنه في " التاريخ الكبير " ( 1 / 2 / 53 ) وفق " الجرح " . و أيهما كان فهو مجهول . 2388 " نهى أن يمنع نقع البئر . يعني : فضل الماء " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 503 : أخرجه أحمد ( 6 / 268 ) : حدثنا يعقوب قال : حدثنا أبي عن ابن إسحاق قال : حدثني أبو الرجال محمد بن عبد الرحمن عن أمه عمرة بنت عبد الرحمن عن # عائشة # زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . و أخرجه أحمد أيضا ( 6 / 139 ) و ابن حبان ( 1141 ) من طرق أخرى عن محمد بن إسحاق به . ثم أخرجه أحمد ( 6 / 112 و 252 ) و الحاكم ( 2 / 61 ) و ابن عدي ( 121 / 1 ) من طرق أخرى عن أبي الرجال بلفظ : " لا يمنع نقع ماء في بئر " , و قال الحاكم : " صحيح الإسناد " . قلت : و هو بهذه الطرق إلى أبي الرجال على شرط الشيخين , و تابعه ابنه حارثة بن أبي الرجال عن عمرة به . و زاد في أوله : " لا منع فضل الماء , و ... " . و حارثة هذا ضعيف . لكن هذه الزيادة صحيحة ثابتة من حديث أبي هريرة في " الصحيحين " و غيرهما , و هو مخرج بألفاظ عديدة في " أحاديث البيوع " . 2389 " نهى عن الثوم و البصل و الكراث " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 504 : أخرجه الطيالسي ( 2171 ) : حدثنا حماد بن سلمة قال : حدثنا بشر بن حرب الندبي عن # أبي سعيد # مرفوعا . قلنا : يا أبا سعيد أحرام هو ? قال : لا . قلت : و هذا إسناد حسن , بشر بن حرب صدوق فيه لين كما في " التقريب " . و يشهد له حديث جابر قال : " نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكل البصل و الكراث " . أخرجه مسلم ( 2 / 80 ) . و في رواية له : " من أكل البصل و الثوم و الكراث فلا يقربن مسجدنا ... " الحديث . و أخرج ابن ماجة ( 3367 ) من طريق عثمان بن نعيم عن المغيرة بن نهيك عن دخين الحجري أنه سمع عقبة بن عامر الجهني مرفوعا بلفظه : " لا تأكلوا البصل " . ثم قال كلمة خفية : " النيىء " . قلت : و عثمان و المغيرة مجهولان . 2390 " نهى عن أكل الضب " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 505 : أخرجه أبو داود ( 2 / 143 ) و الحافظ الفسوي في " التاريخ " ( 2 / 318 ) و الطبري في " تهذيب الآثار " ( 1 / 191 / 311 ) و البيهقي ( 9 / 326 ) و ابن عساكر ( 9 / 486 / 1 ) عن إسماعيل بن عياش عن ضمضم بن زرعة عن شريح بن عبيد عن أبي راشد الحبراني عن # عبد الرحمن بن شبل # مرفوعا . و قال الطبري : " لا يثبت " و بين ذلك البيهقي بقوله : " ينفرد به إسماعيل بن عياش و ليس بحجة , و ما مضى في إباحته أصح منه " . يعني حديث ابن عمران و ابن عباس في " الصحيحين " و غيرهما في قصة خالد بن الوليد و أكله الضب . و امتناعه صلى الله عليه وسلم منه و قوله : " كلوا , فإنه ليس بحرام و لا بأس به و لكنه ليس من طعام قومي " . رواه الشيخان و غيرهما , و هو مخرج في " إرواء الغليل " ( 2498 ) . و لا شك أن هذا أصح من حديث الترجمة , و لكن ذلك لا يستلزم تضعيفه إذا كان لا علة فيه سوى إسماعيل بن عياش , ذلك لأنه في نفسه ثقة , و قد ضعفوه في روايته عن غير الشاميين , و وثقوه في روايته عنهم , و هذا الحديث رواته كلهم شاميون , قال الحافظ : " صدوق في روايته عن أهل بلده , مخلط في غيرهم " . و على هذا التفريق جرى كبار أئمة الحديث كأحمد و البخاري و ابن معين و يعقوب بن شيبة و ابن عدي و غيرهم , و هم عمدة الحافظ ابن حجر فيما قال فيه . و نحوه في " المغني " للذهبي . فالعجب من البيهقي كيف تغافل عن هذا التفصيل , فأطلق القول فيه بأنه ليس بحجة ? و نحوه قول المنذري في " مختصر أبي داود " . و أعجب منه إقرار الزيلعي في " نصب الراية " ( 4 / 195 ) إياهما , و سكوت ابن التركماني في " الجوهر النقي " على تغافل البيهقي , مع أن الحديث حجة الحنفية على تحريم الضب , فكان عليهما أن يبينا ما في ذلك من الحيد عن الصواب دفاعا عن الحق , لا تعصبا للمذهب , و هو الموقف الذي وقفه الحافظ ابن حجر رحمه الله , مع أن الحديث بظاهره مخالف لمذهبه ! فقال رحمه الله تعالى في " الفتح " ( 9 / 547 ) : " أخرجه أبو داود بسند حسن ...و حديث ابن عياش عن الشاميين قوي , و هؤلاء شاميون ثقات , و لا يغتر بقول الخطابي , ليس إسناده بذاك . و قول ابن حزم : فيه ضعفاء و مجهولون . و قول البيهقي : تفرد به إسماعيل بن عياش و ليس بحجة . و قول ابن الجوزي : لا يصح . ففي كل ذلك تساهل لا يخفى . فإن رواية إسماعيل عن الشاميين قوية عند البخاري , و قد صحح الترمذي بعضها ... و الأحاديث الماضية , و إن دلت على الحل تصريحا و تلويحا , نصا و تقريرا , فالجمع بينها و بين هذا يحمل النهي فيه على أول الحال عند تجويز أن يكون الضب مما مسخ , و حينئذ أمر بإكفاء القدور , ثم توقف فلم يأمر به و لم ينه عنه , و حمل الإذن فيه على ثاني الحال لما علم أن الممسوخ لا نسل له , ثم بعد ذلك كان يستقذره فلا يأكله و لا يحرمه , و أكل على مائدته فدل على الإباحة , و تكون الكراهة للتنزيه في حق من يتقذره , و تحمل أحاديث الإباحة على من لا يتقذره , و لا يلزم من ذلك أنه يكره مطلقا " . قلت : و بالجملة , فالحديث ثابت , و كونه معارضا لما هو أصح منه لا يستلزم ضعفه , فهو من قسم المقبول , فيجب التوفيق بينه و بين ما هو أصح منه , على النحو الذي عرفته في كلام الحافظ , و خلاصته أنه محمول على الكراهة لا على التحريم , و في حق من يتقذره , و على ذلك حمله الطبراني أيضا . و الله أعلم .و قد خالف الطحاوي الحنفية في هذه المسألة , فقد عقد فيها بابا خاصا في كتابه " شرح المعاني " ( 2 / 314 - 317 ) و ذكر الأحاديث الواردة فيها إباحة و كراهة - إلا هذا الحديث فلم يسقه - ثم ختم الباب بقوله : " فثبت بتصحيح هذه الآثار أنه لا بأس بأكل الضب , و هو القول عندنا " . فمن شاء التفصيل فليرجع إليه . و للحديث شاهد من رواية يوسف بن مسلم المصيصي : أخبرنا خالد بن يزيد القسري أخبرنا محمد بن سوقة عن سعيد بن جبير عن عائشة مرفوعا به . أخرجه ابن عساكر في " التاريخ " ( 5 / 284 / 2 ) . قلت : و هذا إسناد ضعيف , خالد بن يزيد القسري - و هو أمير العراق - , قال ابن عدي : " لا يتابع على أحاديثه لا إسنادا و لا متنا ... و هو عندي ضعيف " . و قال أبو حاتم : " ليس بقوي " . و يوسف بن مسلم المصيصي لم أعرفه . ثم تبين أنه وقع منسوبا لجده , و أنه يوسف بن سعيد بن مسلم , وثقه ابن أبي حاتم , و ابن حبان ( 9 / 281 ) , و ذكر أنه مات سنة ( 265 ) . ( تنبيه ) : إنما اقتصر الحافظ على تحسين إسناد أبي داود مع ثقة رجاله لأن ضمضم بن زرعة شيخ إسماعيل بن عياش فيه ضعف يسير , و قد أشار إليه في قوله فيه في " التقريب " : " صدوق , يهم " . و الله أعلم . 2391 " نهى عن أكل المجثمة , و هي التي تصبر بالنبل " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 508 : أخرجه الترمذي ( 1473 ) عن أبي أيوب الإفريقي عن صفوان بن سليم عن سعيد بن المسيب عن # أبي الدرداء # مرفوعا . و قال الترمذي : " حديث غريب " . و قال ابن أبي حاتم في " العلل " ( 2 / 20 ) عن أبيه : " سعيد بن المسيب عن أبي الدرداء لا يستوي " . قلت : و رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير أبي أيوب الإفريقي , و اسمه عبد الله بن علي بن الأزرق , قال الحافظ : " صدوق يخطىء " . قلت : فحديثه يحتمل التحسين , بل هو حسن , فقد وجدت له طريق أخرى , قال الإمام أحمد ( 6 / 445 ) : حدثنا علي بن عاصم حدثنا سهيل بن أبي صالح عن عبد الله بن يزيد السعدي قال : " أمرني ناس من قومي أن أسأل سعيد بن المسيب عن سنان يحددونه و يركزونه في الأرض , فيصبح و قد قتل الضبع , أتراه ذكاته ? قال : فجلست إلى سعيد بن المسيب , فإذا عنده شيخ أبيض الرأس و اللحية من أهل الشام , فسألت عن ذلك ? فقال لي : و إنك لتأكل الضبع ? قال : قلت : ما أكلتها قط , و إن ناسا من قومي ليأكلونها , قال : فقال : إن أكلها لا يحل . قال : فقال الشيخ : يا عبد الله ! ألا أحدثك بحديث سمعته من أبي الدرداء يرويه عن النبي صلى الله عليه وسلم ? قال : قلت : بلى , قال : فإني سمعت أبا الدرداء يقول : " نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كل ذي خطفة و عن كل ذي نهبة و عن كل ذي ناب من السباع " . قال : فقال سعيد بن المسيب : صدق " . قلت : و هذا إسناد رجاله ثقات - على ضعف في علي بن عاصم - غير عبد الله بن يزيد السعدي , فلا يعرف إلا بهذه الرواية , و قد وثقه ابن حبان ( 7 / 13 ) . و الحديث صحيح , فإن له شواهد كثيرة عن جمع من الصحابة : 1 - عن عبد الله بن عباس قال : نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن لبن الجلالة و عن أكل المجثمة و عن الشرب من في السقاء " . أخرجه أبو داود ( 2 / 134 ) و النسائي ( 2 / 210 ) و الترمذي ( 1826 ) و الدارمي ( 2 / 83 و 89 ) و ابن خزيمة ( 1 / 256 / 1 ) و ابن حبان ( 1363 ) و الحاكم ( 1 / 445 ) و البيهقي ( 9 / 334 ) و اللفظ له و أحمد ( 1 / 226 , 241 , 293 , 321 , 339 ) من طرق عن قتادة عن عكرمة عنه به , إلا أن أبا داود قال : " ركوب " مكان " لبن " , و لم يذكرهما الحاكم و صححه , و قال الترمذي : " حديث حسن صحيح " . قلت : و هو على شرط البخاري , و قد أخرج الفقرة الأخيرة منه , و سبق تخريجه ( 399 ) . 2 - عن أبي ثعلبة الخشني قال : " نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخطفة و المجثمة و النهبة و عن أكل كل ذي ناب من السباع " . أخرجه الدارمي ( 2 / 85 ) و البيهقي عن أبي أويس ابن عم مالك بن أنس عن الزهري عن أبي إدريس الخولاني عنه . قلت : و إسناده حسن و هو على شرط مسلم , و أبو أويس اسمه عبد الله بن عبد الله بن أويس . و رواه بقية عن بحير بن سعد عن خالد بن معدان عن جبير بن نفير عن أبي ثعلبة به نحوه , و قال : و لا تحل المجثمة " . أخرجه النسائي ( 2 / 199 / 210 ) و أحمد ( 4 / 194 ) . 3 - عن جابر مرفوعا بلفظ : " و حرم المجثمة " . أخرجه أحمد ( 3 / 323 ) . قلت : و رجاله على شرط مسلم . 4 - عن العرباض بن سارية مرفوعا مثل حديث جابر . أخرجه أحمد ( 4 / 127 ) . و رجاله ثقات غير أم حبيبة بنت العرباض و هي مقبولة . 5 - عن أبي هريرة مرفوعا مثل حديث جابر . أخرجه أحمد ( 2 / 366 ) . قلت : و إسناده حسن . 6 - عن سمرة قال : " نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن تصبر البهيمة و أن يؤكل لحمها إذا صبرت " . أخرجه العقيلي في " الضعفاء " من طريق الحسن عنه , و قال : " جاء في النهي عن صبر البهيمة أحاديث جياد , و أما النهي عن أكلها فلا يعرف إلا في هذا " . قلت : كذا قال , و يرده حديث الترجمة و حديث ابن عباس ( رقم 1 ) و قال الحافظ في " الفتح " ( 9 / 529 ) عقبه : " قلت : إن ثبت فهو محمول على أنها ماتت بذلك بغير تذكية كما في المقتولة بالبندقة " . ( فائدة ) : المراد بالبندقة هنا كرة في حجم البندقة , تتخذ من طين , فيرمى بها بعد أن تيبس , فالمقتول بها لا يحل لأنها لا تخرق و لا تجرح و إنما تقتل بالصدم بخلاف البنادق الحديثة , التي يرمى بها بالبارود و الرصاص , فيحل لأن الرصاصة تخرق خرقا زائدا على خرق السهم و الرمح , فلها حكمه . انظر " الروضة الندية " لصديق حسن خان ( 2 / 187 ) . 2392 " نهانا عن التكلف ( للضيف ) " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 511 : أخرجه الحاكم ( 4 / 123 ) و ابن عدي ( ق 154 - 155 ) عن سليمان بن قرم عن الأعمش عن شقيق قال : " دخلت أنا و صاحب لي على # سلمان # رضي الله عنه , فقرب إلينا خبزا و ملحا , فقال : لولا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهانا عن التكلف , لتكلفت لكم . فقال صاحبي : لو كان في ملحنا سعتر , فبعث بمطهرته إلى البقال , فرهنها , فجاء بسعتر , فألقاه فيه , فلما أكلنا قال صاحبي : الحمد لله الذي قنعنا بما رزقنا . فقال سلمان : لو قنعت بما رزقت لم تكن مطهرتي مرهونة عند البقال " . و قال الحاكم : " صحيح الإسناد " , و وافقه الذهبي . و قال ابن عدي : " سليمان بن قرم مفرط في التشيع , و له أحاديث حسان أفرادات , و هو خير من سليمان بن أرقم بكثير " . قلت : هو من رجال مسلم , و استشهد به البخاري , و قال الحافظ " سيء الحفظ , يتشيع " . قلت : فحديثه يحتمل التحسين , و الحديث صحيح لما له من الشواهد كما يأتي . و قال الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 8 / 179 ) : " رواه الطبراني , و رجاله رجال الصحيح غير محمد بن منصور الطوسي و هو ثقة " . قلت : و الظاهر أنه عند الطبراني من طريق ابن قرم هذا . ثم تأكد ما استظهرته بعد أن طبع " المعجم الكبير " , فهو فيه ( 6 / 288 / 6084 و 6085 ) . و أخرجه ابن المبارك في " الزهد " ( 1404 ) : أخبرنا قيس بن الربيع : أنبأنا عثمان بن شابور عن رجل عن سلمان به نحوه . قلت : و قيس بن الربيع سيء الحفظ , و قد اضطرب في إسناده , فمرة رواه هكذا : عن رجل لم يسمه , و مرة سماه , فقال : عن أبي وائل , و مرة قال : عن شقيق أو غيره . أخرجها أبو عمرو بن حيويه في زياداته على " زهد ابن المبارك " ( 1404 - 1406 ) . و أخرجه أحمد ( 4 / 441 ) الرواية الأخيرة منها , و قال : " شك قيس " . و كذلك رواه الطبراني في " الكبير " و " الأوسط " . ثم روى الحاكم من طريق الحسين بن محمد حدثنا الحسين بن الرماس حدثنا عبد الرحمن بن مسعود العبدي قال : سمعت سلمان الفارسي يقول : " نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتكلف للضيف " . ذكره الحاكم شاهدا للإسناد الأول و أشار إلى تصحيحه , و قال الذهبي في " تلخيصه " : " قلت : سنده لين " . قلت : عبد الرحمن بن مسعود مقبول عند الحافظ , و لم يوثقه غير ابن حبان . و الحسن بن الرماس لم أعرفه . ثم تبين أنه الحسين بن الرماس , هكذا ذكره البخاري و ابن أبي حاتم في كتابيهما , و لم يذكرا فيه جرحا و لا تعديلا . و ساق له البخاري هذا الحديث بلفظ : " أمرنا أن لا نتكلف للضيف ما ليس عندنا , و أن نقدم ما حضر " . ( تنبيه ) : تكرر تخريج هذا الحديث فيما يأتي ( 2440 ) فمعذرة , و إن كان هناك لا يخلو من زيادة فائدة . 2393 " نهى عن الجداد بالليل و الحصاد بالليل . قال جعفر بن محمد : أراه من أجل المساكين " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 513 : أخرجه ابن الأعرابي في " معجمه " ( ق 203 / 2 ) و البيهقي ( 4 / 133 ) و الخطيب في " التاريخ " ( 12 / 372 ) من طرق عن # جعفر بن محمد عن أبيه عن جده - يعني الحسين # - مرفوعا . قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط مسلم . و قصر السيوطي في تخريجه , فلم يعزه إلا للبيهقي ! و رمز لحسنه فقط كما قال المناوي , ثم قلده في " التيسير " , فقال : " و إسناده حسن " ! و ( الجداد ) بفتح الجيم و الكسر : صرام النخل , و هو قطع ثمرتها . 2394 " نهى عن مطعمين : عن الجلوس على مائدة يشرب عليها الخمر و أن يأكل الرجل و هو منبطح على بطنه " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 513 : أخرجه أبو داود ( 3774 ) و الحاكم ( 4 / 129 ) و ابن ماجة ( 3370 ) بالشطر الثاني منه عن جعفر بن برقان عن الزهري عن # سالم عن أبيه #قال : فذكره . و قال الحاكم : " صحيح على شرط مسلم ! و وافقه الذهبي ! و أعله أبو داود بقوله عقبه : " هذا الحديث لم يسمعه جعفر من الزهري , و هو منكر " . ثم ساق بإسناده الصحيح عن جعفر أنه بلغه عن الزهري بهذا الحديث . قلت : و جعفر ثقة من رجال مسلم , لكنهم ضعفوا حديثه عن الزهري خاصة , و لذلك قال الحافظ : " صدوق , يهم في حديث الزهري " . و ذكر الحافظ في " التهذيب " أن هذا الحديث مما أنكره العقيلي أيضا من حديثه عن الزهري . قلت : لكن الحديث ثابت , فشطره الأول له شواهد من حديث جابر و غيره , و هو مخرج في " الإرواء " رقم ( 1949 و 1982 ) و " تخريج الحلال " . و الشطر الثاني , له شاهد من حديث علي , قال : " نهاني رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صلاتين و قراءتين و أكلتين و لبستين , نهاني أن أصلي بعد الصبح حتى ترتفع الشمس و بعد العصر حتى تغرب الشمس , و أن آكل و أنا منبطح على بطني , و نهاني أن ألبس الصماء و أحتبي في ثوب واحد ليس بين فرجي و بين السماء ساتر " . أخرجه الحاكم ( 4 / 119 ) عن أبي أحمد الزبيري حدثنا عمر بن عبد الرحمن عن زيد بن أسلم عن أبيه عنه . و قال : " صحيح الإسناد " , و تعقبه الذهبي بقوله : " قلت : عمر واه " . قلت : لم ينكشف لي من هو ? بعد مزيد البحث عنه , على أنه وقع في " تلخيص الذهبي " : " عمرو " بالواو . فالله أعلم . و وجدت له شاهدا آخر بلفظ : " لا تأكل منكبا و لا تخطى رقاب الناس يوم الجمعة " . رواه الطبراني في " الأوسط " ( 52 / 1 - زوائده ) و عنه ابن عساكر ( 13 / 196 / 2 ) عن أبي اليمان الحكم بن نافع قال : أخبرنا أرطأة بن المنذر عن عبيد الله بن رريق عن عمرو بن الأسود عن أبي الدرداء مرفوعا . و قال : " لا يروى عن أبي الدرداء إلا بهذا الإسناد , تفرد به أرطأة " . قلت : و هو ثقة , و كذلك سائر رواته غير عبيد الله بن رريق . ( كذا بالإهمال ) , و وقع في " ابن عساكر " بإعجام الحرف الثاني بنسبته : ( الألهاني ) و لم أعرفه , و قد قال الهيثمي في " المجمع " ( 5 / 24 ) : " رواه الطبراني في " الأوسط " و رجاله ثقات " . ( تنبيه ) : " منكبا " هكذا وقع مقيدا في " الزوائد " من الانكباب , و وقع في " المجمع " و " ابن عساكر " : " متكئا " من الاتكاء , و بوب له الهيثمي : " باب الأكل متكئا " . و الله أعلم . ثم تكشفت لي أمور : الأول : أن " عبد الله بن رريق " وقع فيه خطآن : أحدهما : من الناسخ , و الصواب رواية : " عبد الله بن رزيق " , كذا في نسخة جيدة من " المعجم الأوسط " ( 1 / 3 / 33 - بترقيمي ) . و الآخر : من أحد الرواة , انقلب اسمه عليه , و الصواب فيه : " رزيق أبو عبد الله " , نبه على ذلك الأمير ابن ماكولا في " الإكمال " ( 4 / 54 ) , و كذلك أوردوه في كتب التراجم , مثل : " التاريخ " و " الجرح " و " ثقات ابن حبان " ( 4 / 239 ) و غيرها . الثاني : أن الرجل معروف , و لكنه مختلف فيه , فقال أبو زرعة : " لا بأس به " . و ذكره ابن حبان في " الثقات " كما تقدم , و لكنه تناقض فأورده في " الضعفاء " أيضا ( 1 / 301 ) , فقال : " ينفرد بأشياء لا تشبه حديث الأثبات , لا يجوز الاحتجاج به إلا عند الوفاق " . و لذلك قال الحافظ في " التقريب " : " صدوق له أوهام " . الثالث : أن الهيثمي تناقض فيه أيضا , فقد رأيت آنفا أنه وثق رجاله دون استثناء , ثم رأيته قال في موضع آخر ( 2 / 178 ) : " رواه الطبراني في " الأوسط " و فيه عبد الله بن زريق - كذا - قال الأزدي : لا يصح حديثه " . و قلده المعلق على " المعجم الأوسط " ( 1 / 50 و 52 ) كعادته , فإن الرجل لا علم عنده بهذا الفن , و كل ما أثقل به كاهل الحواشي و التعليقات إنما هو مجرد النقل الذي لا يعجز عنه أي طالب علم ! و يبدو لي أن الهيثمي بعد أن ذكر هذا عن الأزدي , تبين له ما سبق تحقيقه أن عبد الله بن رزيق هو رزيق أبو عبد الله , و بناء عليه وثق رجاله لتوثيق أبي زرعة و ابن حبان إياه , و لعله لم يتنبه لتناقض ابن حبان فيه . و الله أعلم . الرابع : أن الصواب في متن الحديث : " متكئا " لأمرين : أحدهما : أنه كذلك في النسخة التي سبقت الإشارة إليها من " الأوسط " . و الآخر : أنه وقع كذلك في " ضعفاء ابن حبان " , و في " الجامع الكبير " للسيوطي معزوا للطبراني و ابن عساكر . و عليه فلا يصلح الاستشهاد به لحديث الترجمة كما هو ظاهر . و الله أعلم . 2395 " نهى عن المفدم " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 517 : أخرجه ابن ماجة ( 2 / 377 ) عن يزيد بن أبي زياد عن الحسن بن سهيل عن # ابن عمر # مرفوعا . قال يزيد : " قلت للحسن : ما المفدم ? قال : المشبع بالعصفر " . قلت : و هذا إسناد ضعيف , و الحسن بن سهيل قال الذهبي : " ما علمت روى عنه غير يزيد بن أبي زياد الكوفي , و لكن ذكره ابن حبان في ( الثقات ) " . قلت : و توثيقه غير معتد به و الحالة هذه لما عرف من توثيقه المجهولين , حتى الذين يقول هو فيهم : " لا أعرفه و لا أعرف أباه " . و يزيد بن أبي زياد - و هو الهاشمي مولاهم - ضعيف . لكن للحديث شاهد من حديث علي رضي الله عنه قال : " نهاني حبي صلى الله عليه وسلم عن ثلاث - لا أقول : نهى الناس - نهاني عن تختم الذهب و عن لبس القسي و عن العصفر المفدم " . أخرجه النسائي ( 1 / 168 و 2 / 287 ) عن داود بن قيس عن إبراهيم بن عبد الله بن حنين عن أبيه عن ابن عباس عنه . قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط مسلم . و تابعه الضحاك بن عثمان عن إبراهيم بن حنين به إلا أنه قال : " و عن لبس المفدم و المعصفر " . أخرجه النسائي أيضا ( 1 / 160 و 2 / 287 ) , و زاد : " و عن القراءة في الركوع " . و إسناده صحيح على شرط مسلم أيضا , و قد أخرجه في " صحيحه " ( 6 / 144 ) من طرق أخرى عن إبراهيم بن عبد الله به , دون قوله : " المفدم " . و هو رواية لابن ماجة . و أخرجه أحمد ( 1 / 71 ) من طريق أخرى عن عبيد الله - يعني ابن عبد الله بن موهب - : أخبرني عمي عبيد الله بن عبد الرحمن بن موهب عن أبي هريرة عنه به مختصرا , و فيه قصة . و هذا إسناد ضعيف لضعف عبيد الله بن عبد الرحمن بن موهب , و لم يذكروا له رواية عن أبي هريرة , و الظاهر أنه لم يسمع منه . و الراوي عنه هو عبيد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن موهب التميمي ضعيف أيضا . ( تنبيه ) : قال البوصيري في " زوائد ابن ماجة " تعليقا على حديث الترجمة ( 218 / 1 ) : " هذا إسناد صحيح , و له شاهد من حديث علي بن أبي طالب , رواه مسلم و أصحاب " السنن " الأربعة , و رواه أبو بكر بن أبي شيبة في " مسنده " بهذا الإسناد , و بزيادة في أوله " ! و فيه أمور لا تخفى على القارىء اللبيب , أهمها أن لفظ : " المفدم " عن علي ليس إلا عند النسائي . هذا و لعل النهي أن لبس الثوب المشبع حمرة لأنه تشبه بالكفار لحديث : " إن هذه من ثياب الكفار , فلا تلبسها " . رواه مسلم , و تقدم تخريجه برقم ( 1704 ) . أو لأنه من لباس النساء كما يشعر به حديث آخر عنده ( 6 / 144 ) عن عبد الله بن عمرو قال : " رأى النبي صلى الله عليه وسلم علي ثوبين معصفرين , فقال : أأمك أمرتك بهذا ? ! قلت : أغسلهما ? قال : بل أحرقهما " . و الله أعلم . 2396 " نهى عن ميثرة الأرجوان " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 519 : أخرجه الترمذي ( 2789 ) عن الحسن عن # عمران بن حصين # مرفوعا , و قال : " حديث حسن غريب " . قلت : و رجاله ثقات , لكن الحسن مدلس , و قد عنعنه . و له شاهد من حديث علي قال : " نهى عن ميثار الأرجوان " . أخرجه أبو داود ( 2 / 175 ) و النسائي ( 2 / 288 ) عن هشام عن محمد عن عبيدة عنه . قلت : و هذا إسناد صحيح . و أخرجه أبو داود أيضا و النسائي ( 2 / 287 ) و ابن ماجة ( 3654 ) عن أبي إسحاق عن هبيرة عن علي قال : " نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن خاتم الذهب و عن لبس القسي و الميثرة الحمراء " . قلت : و إسناده جيد . و له عند النسائي ( 2 / 287 و 302 ) طريقان آخران عن علي . و طريق آخر عند أحمد ( 1 / 147 ) . و له شاهد من حديث البراء بن عازب عند البخاري و غيره و هو مخرج في " المشكاة " ( 4358 - التحقيق الثاني ) و " آداب الزفاف " ( 125 ) . و في " صحيح مسلم " ( 6 / 139 - 140 ) عن ابن عمر : " أن ميثرته كانت أرجوانا " . قال ذلك ردا على من نسب إليه أنه يحرم ميثرة الأرجوان ! 2397 " نهى عن سب الأموات " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 520 : أخرجه الحاكم ( 1 / 385 ) عن شعبة عن مسعر عن زياد بن علاقة عن عمه : " أن المغيرة بن شعبة سب علي بن أبي طالب , فقام إليه # زيد بن أرقم # فقال : يا مغيرة ! ألم تعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن سب الأموات ? فلم تسب عليا و قد مات ? ! " , و قال : " صحيح على شرط مسلم " , و وافقه الذهبي . قلت : و هو كما قالا , و عم زياد بن علاقة اسمه قطبة بن مالك , و قد اختلف في إسناده على مسعر , فرواه شعبة عنه هكذا , و خالفه محمد بن بشر فقال : حدثنا مسعر عن الحجاج مولى بني ثعلبة عن قطبة بن مالك عم زياد بن علاقة قال : " نال المغيرة بن شعبة من علي , فقال زيد بن أرقم ... " الحديث . أخرجه أحمد ( 4 / 369 ) و أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2 / 153 ) . و تابعه وكيع : حدثنا مسعر عن أبي أيوب مولى بني ثعلبة عن قطبة بن مالك به . أخرجه أحمد ( 4 / 371 ) . و أبو أيوب هذا هو الحجاج الذي في الطريق التي قبلها , و اسم أبيه أيوب كما في " تعجيل المنفعة " , و أفاد أنه مجهول الحال . و خالفهم سفيان الثوري فقال : عن زياد بن علاقة عن المغيرة بن شعبة قال : فذكر الحديث مرفوعا , و جعله من مسند المغيرة ! أخرجه أحمد ( 4 / 252 ) و الترمذي ( 1983 ) و ابن حبان ( 1987 ) . و في رواية لأحمد من طريق عبد الرحمن : حدثنا سفيان عن زياد بن علاقة قال : سمعت رجلا عند المغيرة بن شعبة قال : فذكره مرفوعا بلفظ : " لا تسبوا الأموات , فتؤذوا الأحياء " . فهذا اختلاف شديد على زياد بن علاقة , يتلخص في الوجوه التالية : 1 - عنه عن عمه قطبة بن مالك عن زيد بن أرقم مرفوعا . 2 - عنه عن المغيرة بن شعبة مرفوعا . 3 - عنه عن رجل مرفوعا . و لعل الوجه الأول هو أرجح الوجوه لمطابقته للرواية الراجحة من روايتي الحجاج بن أيوب عن قطبة بن مالك عن زيد به , و قد عرفت أنه صحيح السند . و له شاهد من حديث عائشة عند البخاري و غيره , و هو مخرج في " الروض النضير " ( 1 / 437 ) . و ثان من حديث ابن عباس في سنده ضعيف كما بينته في " تخريج الترغيب " ( 4 / 175 ) . و ثالث من حديث عائشة أيضا . أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 10 / 395 ) . 2398 " نهى عن صوم ستة أيام من السنة : ثلاثة أيام التشريق و يوم الفطر و يوم الأضحى و يوم الجمعة مختصة من الأيام " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 522 : أخرجه الطيالسي في " مسنده " ( 1 / 191 ) : حدثنا الربيع عن يزيد الرقاشي عن # أنس # مرفوعا . قلت : و هذا إسناد ضعيف , الرقاشي ضعيف . و الربيع - و هو ابن صبيح - صدوق سيء الحفظ . و من طريقه أخرجه الطحاوي في " شرح المعاني " ( 1 / 429 و 430 ) لكنه لم يذكر يوم الجمعة و الفطر . و كذلك أخرجه هو و أبو يعلى ( 3 / 1016 ) من طريق الربيع أيضا , و مرزوق أبي عبد الله الشامي قالا : حدثنا يزيد الرقاشي به . و مرزوق هذا قال ابن معين : " ليس به بأس " . و ذكره ابن حبان في " الثقات " . و للحديث شواهد , فروى عبد الله بن سعيد عن أبيه ( و قيل : عن جده ) عن أبي هريرة مرفوعا به نحوه , إلا أنه ذكر : " آخر يوم من شعبان يوصل برمضان " , بدل : " يوم الجمعة " . أخرجه البزار ( ص 104 - زوائده ) و ابن عدي ( 213 / 1 - 2 ) و البيهقي ( 4 / 208 ) و قال : " عبد الله بن سعيد المقبري غير قوي " . كذا قال و هو أسوأ حالا مما ذكر , فإنه متروك كما في " التقريب " , و قال ابن عدي : " عامة ما يرويه الضعف عليه بين " . و قال الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 3 / 303 ) : " رواه البزار , و فيه عبد الله بن سعيد المقبري , و هو ضعيف " ! و قال في حديث أنس : " رواه أبو يعلى , و هو ضعيف من طرقه كلها " . و الحديث صحيح , فقد جاء مفرقا عن أبي هريرة في أحاديث : الأول : روى صالح بن أبي الأخضر عن ابن شهاب عن ابن المسيب عنه : " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر عبد الله بن حذافة أن يطوف في أيام منى : ألا لا تصوموا هذه الأيام , فإنها أيام أكل و شرب و ذكر الله " . أخرجه الطحاوي و أحمد ( 2 / 513 و 535 ) . و له عند أحمد و غيره طريق أخرى و شواهد كثيرة , سبق تخريجها برقم ( 1282 ) . الثاني : عن الأعرج عنه : " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن صيام يومين , يوم الأضحى و يوم الفطر " . أخرجه الشيخان و البيهقي ( 4 / 297 ) و غيرهم و له شواهد خرجتها في " الإرواء " ( 944 ) . الثالث : عن أبي صالح عنه مرفوعا بلفظ : " لا تصوموا يوم الجمعة , إلا و قبله يوم , أو بعده يوم " . أخرجه الترمذي و غيره و مسلم من طريق أخرى عنه نحوه , و هما مخرجان فيما تقدم برقم ( 980 و 981 ) . الرابع : عن أبي سلمة عنه مرفوعا بلفظ : " لا تقدموا قبل رمضان بيوم أو يومين , إلا أن يكون رجلا كان يصوم صياما , فيصومه " . أخرجه مسلم و أصحاب السنن " و البيهقي ( 4 / 207 ) و الطيالسي ( 1 / 182 ) و أحمد ( 2 / 234 و 281 ) . و له شاهد من حديث ابن عباس , مخرج في " الإرواء " ( 894 ) . و اعلم أنه قد صح النهي عن صوم يوم السبت إلا في الفرض , و لم يستثن عليه الصلاة و السلام غيره , و هذا بظاهره مخالف لما تقدم من إباحة صيامه مع صيام يوم الجمعة , فإما أن يقال بتقديم الإباحة على النهي , و إما بتقديم النهي على الإباحة , و هذا هو الأرجح عندي , و شرح ذلك لا يتسع له المجال الآن , فمن رامه , فعليه بكتابي " تمام المنة في التعليق على فقه السنة " ( 405 - 408 / طبعة عمان ) . 2399 " نهى عن محاشي النساء " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 524 : أخرجه الطبراني في " المعجم الأوسط " ( 1 / 196 / 1 - زوائد المعجمين ) عن علي بن بحر عن ابن أبي فديك عن الضحاك بن عثمان عن محمد بن المنكدر عن # جابر بن عبد الله # مرفوعا , و قال : " لم يروه عن الضحاك إلا ابن أبي فديك , تفرد به علي " . قلت : و هو ثقة فاضل , و من فوقه ثقات من رجال مسلم , فالإسناد جيد صحيح . و للحديث شاهد من حديث عقبة بن عامر مخرج في " آداب الزفاف " ( ص 31 ) . ( محاشي النساء ) : قال ابن الأثير في " النهاية " : " هكذا جاء في رواية , و هي جمع " محشاة " , لأسفل مواضع الطعام من الأمعاء , فكنى به عن الأدبار " . 2400 " هذا القرع - هو الدباء - نكثر به طعامنا " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 525 : أخرجه الترمذي في " الشمائل " ( ص 104 ) و ابن ماجة ( 2 / 311 ) و أحمد ( 4 / 352 ) و الطبراني في " الكبير " ( 2080 و 2085 ) و أبو الشيخ في " أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم " ( ص 214 ) عن إسماعيل بن أبي خالد عن # حكيم بن جابر عن أبيه # قال : " دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم في بيته , و عنده هذه الدباء , فقلت : أي شيء هذا ? قال : " فذكره . قلت : و هذا إسناد صحيح , رجاله ثقات , رجال الشيخين غير حكيم بن جابر , و هو ثقة . و أبوه جابر قال الترمذي : " هو جابر بن طارق , و يقال : ابن أبي طارق , و هو رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم , و لا نعرف له إلا هذا الحديث الواحد " .
ج24.
💥💥💥 الجزء {24. } .
الأحاديث من 2401 إلى 2500**
2401 " هذه , ثم ظهور الحصر . قاله صلى الله عليه وسلم لأزواجه في حجة الوداع " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 525 : ورد من حديث # أبي واقد الليثي و أبي هريرة و زينب بنت جحش و سودة بنت زمعة و أم سلمة و عبد الله بن عمر # . 1 - أما حديث أبي واقد , فأخرجه أبو داود ( 1 / 272 ) و أحمد ( 5 / 218 و 219 ) و الطبراني في " المعجم الكبير " ( 1 / 239 / 2 ) و ابن عساكر في " التاريخ " ( 16 / 32 / 2 ) عن أحمد كلهم عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي عن زيد بن أسلم عن واقد بن أبي واقد عن أبيه : " أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لنسائه في حجة الوداع : ... " فذكره . قلت : و رجاله ثقات , رجال مسلم غير واقد بن أبي واقد , قال الحافظ : " يقال : له صحبة , و قيل : بل هو في الثالثة " . 2 - و أما حديث أبي هريرة فيرويه ابن أبي ذئب عن صالح مولى التوأمة عنه . أخرجه أحمد ( 2 / 446 و 6 / 324 ) و ابن سعد في " الطبقات " ( 8 / 55 و 207 - 208 ) و البغوي في " حديث علي بن الجعد " ( 12 / 127 / 2 ) . قلت : و هذا إسناد جيد كما تقدم تحقيقه في حديث : " من صلى على جنازة .. " ( 2351 ) . 3 و 4 - و أما حديث زينب و سودة , ففي رواية لأحمد و ابن سعد في حديث أبي هريرة السابق : " قال : فكن كلهن يحججن إلا زينب بنت جحش و سودة بنت زمعة , و كانتا تقولان : والله لا تحركنا دابة بعد أن سمعنا ذلك من النبي صلى الله عليه وسلم ( و في رواية : بعد قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ) : هذه ثم ظهور الحصر " . 5 - و أما حديث أم سلمة , فيرويه محمد بن خالد الحنفي حدثنا عبد الله بن جعفر المخرمي عن عثمان الأخنسي عن عبد الرحمن بن سعد بن يربوع عنها قالت : قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع : " إنما هي هذه الحجة , ثم الجلوس على ظهور الحصر في البيوت " . أخرجه أبو يعلى ( ق 314 / 2 - مصورة المكتب ) . قلت : و رجاله ثقات غير محمد بن خالد الحنفي , قال الحافظ : " صدوق يخطىء " . و قال المنذري في " الترغيب " ( 2 / 135 ) : " رواه الطبراني في " الكبير " و أبو يعلى , و رجاله ثقات " . 6 - و أما حديث ابن عمر فيرويه عاصم بن عمر عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر مرفوعا , مثل حديث أم سلمة , إلا أنه لم يقل : " في البيوت " . أخرجه الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 112 / 1 ) , و قال الهيثمي ( 3 / 214 ) : " و عاصم بن عمر العمري وثقه ابن حبان , و قال : يخطىء . و ضعفه الجمهور " . 2402 " هدم - أو قال : حرم - المتعة : النكاح و الطلاق و العدة و الميراث " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 527 : أخرجه ابن حبان ( 1267 ) و الدارقطني ( 398 ) و البيهقي ( 7 / 207 ) عن مؤمل ابن إسماعيل حدثنا عكرمة بن عمار حدثنا سعيد المقبري عن # أبي هريرة # : " أن النبي صلى الله عليه وسلم لما خرج نزل ثنية الوداع , فرأى مصابيح , و سمع نساء يبكين , فقال : ما هذا ? فقالوا : يا رسول الله ! نساء كانوا تمتعوا منهن أزواجهن , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ... " فذكره . قلت : و هذا إسناد ضعيف , عكرمة بن عمار مع أنه من رجال مسلم , فإنه كما قال الحافظ : " صدوق يغلط " . و مؤمل بن إسماعيل صدوق سيء الحفظ . لكن يشهد له ما روى عبد الله بن لهيعة عن موسى بن أيوب عن إياس بن عامر عن علي بن أبي طالب قال : " نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المتعة . قال : و إنما كانت لمن لم يجد , فلما أنزل النكاح و الطلاق و العدة و الميراث بين الزوج و المرأة نسخت " . أخرجه الدارقطني و البيهقي . و هذا إسناد لا بأس به في الشواهد , رجاله صدوقون , على ضعف في حفظ ابن لهيعة . ثم روى البيهقي بسند جيد عن سعيد بن المسيب قال : " نسخ المتعة الميراث " . و عن بسام الصيرفي قال : " سألت جعفر بن محمد عن المتعة - و وصفتها له - فقال لي : ذلك الزنا " . و سنده جيد أيضا . 2403 " هل تدري أين تغرب هذه ? قلت : الله و رسوله أعلم . قال : فإنها تغرب في عين حامية " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 528 : أخرجه أبو داود ( 4002 ) و اللفظ له , و أحمد ( 5 / 165 ) عن يزيد بن هارون عن سفيان بن حسين عن الحكم بن عتيبة عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن # أبي ذر # قال : " كنت رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم و هو على حمار و الشمس عند غروبها , فقال ..." فذكره . و زاد أحمد : " تنطلق , حتى تخر لربها عز وجل ساجدة تحت العرش , فإذا حان خروجها أذن الله لها فتخرج , فتطلع , فإذا أراد أن يطلعها حيث تغرب حبسها , فتقول : يا رب ! إن مسيري بعيد , فيقول لها اطلعي من حيث غبت , فذلك حين لا ينفع نفسا إيمانها " . قلت : و إسناده صحيح على شرط مسلم , و قد أخرجه هو ( 1 / 96 ) و البخاري ( 3 / 318 ) و الطيالسي ( 460 ) و أحمد أيضا ( 5 / 145 , 152 / 177 ) من طرق أخرى عن إبراهيم بن يزيد التيمي به دون ذكر الغروب في العين الحامية . 2404 " والذي نفس محمد بيده , ما أصبح عند آل محمد صاع حب و لا صاع تمر " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 529 : أخرجه ابن ماجة ( 2 / 537 ) و أحمد ( 3 / 238 ) عن الحسن بن موسى أنبأنا شيبان عن قتادة عن # أنس # قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم . قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين . و تابعه هشام بن أبي عبد الله عن قتادة به , إلا أنه قال : " ما أمسى عند ... " دون طرفه الأول . أخرجه أحمد ( 3 / 133 و 208 ) و البخاري ( 4 / 242 ) و الترمذي ( 1215 ) و قال : " حديث حسن صحيح " , و في رواية للبخاري ( 5 / 105 ) من هذا الوجه بلفظ : " ما أصبح لآل محمد صلى الله عليه وسلم إلا صاع , و لا أمسى " . 2405 " والذي نفس محمد بيده , ما من عبد يؤمن , ثم يسدد إلا سلك به في الجنة و أرجو أن لا يدخلوها حتى تبوءوا أنتم و من صلح من زرياتكم مساكن في الجنة , و لقد وعدني ربي عز وجل أن يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفا بغير حساب " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 529 : أخرجه ابن ماجة ( 2 / 574 ) و ابن خزيمة في " التوحيد " ( ص 87 ) و ابن حبان ( 9 - موارد ) و الطيالسي ( 1 / 27 ) و أحمد ( 4 / 16 ) عن يحيى بن أبي كثير قال : حدثنا هلال بن أبي ميمونة قال : حدثني عطاء بن يسار قال : حدثني # رفاعة بن عرابة الجهني # مرفوعا . قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين . 2406 " والله لا تجدون بعدي أعدل عليكم مني " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 530 : أخرجه أحمد ( 3 / 65 ) : حدثنا محمد بن مصعب حدثنا الأوزاعي عن الزهري عن أبي سلمة و الضحاك المشرقي عن # أبي سعيد الخدري # قال : " بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم يقسم مالا إذ أتاه ذو الخويصرة - رجل من بني تميم - فقال : يا محمد ! اعدل , فوالله ما عدلت منذ اليوم ! فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( فذكره ) ثلاث مرات , فقال عمر : يا رسول الله ! أتأذن لي فأضرب عنقه ? فقال : لا , إن له أصحابا يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم ... " الحديث . قلت : و هذا إسناد رجاله ثقات , رجال الشيخين , غير محمد بن مصعب , ففيه ضعف , لكن الحديث صحيح , فقد أخرجه مسلم ( 3 / 122 ) من طريق يونس عن ابن شهاب به نحوه , لكن ليس فيه حديث الترجمة . و يشهد له حديث الأزرق بن قيس عن شريك بن شهاب قال : " كنت أتمنى أن ألقى رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أسأله عن الخوارج , فلقيت أبا برزة الأسلمي في يوم عيد في ناس من أصحابه , فقلت له : هل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدث في الخوارج ? قال أبو برزة : سمعت رسول الله بأذني , و رأيته بعيني , أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بمال ( الأصل : بملل , و هو خطأ . و في رواية : بدنانير من أرض ) , فقسمه , فجاء رجل , مطموم الشعر , عليه ثوبان أبيضان , فأعطى من عن يمينه و من عن شماله و لم يعطه شيئا , فجاء من ورائه فقال : والله يا محمد ! ما عدلت , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ... " فذكره . أخرجه الطيالسي ( 2 / 183 - 184 ) و عنه النسائي ( 2 / 174 - 175 ) و الحاكم ( 2 / 146 ) و أحمد ( 4 / 421 - 422 و 424 ) كلهم من طريق حماد بن سلمة عن الأزرق بن قيس به . و قال الحاكم : " صحيح على شرط مسلم " , و أقره الذهبي فلم يتعقبه بشيء , و الأزرق هذا لم يخرج له مسلم شيئا و إنما هو من رجال البخاري , فالحديث صحيح فقط , و قد وثقه النسائي و ابن سعد و ابن معين و الدارقطني و ابن حبان , و قد قصر المناوي تبعا للهيثمي ( 6 / 229 ) حينما اقتصرا على قولهما : " وثقه ابن حبان " فقط ! و شاهد آخر من رواية عطاء بن السائب عن بلال بن بقطر عن أبي بكرة قال : " أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بدنانير ... " , الحديث نحوه . أخرجه أحمد ( 5 / 42 ) . و بلال هذا لم يوثقه غير ابن حبان ( 4 / 65 ) . و عطاء كان اختلط . 2407 " والله , لا يلقي الله حبيبه في النار " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 531 : أخرجه الحاكم ( 4 / 177 ) و أحمد ( 3 / 104 و 235 ) عن حميد عن # أنس # رضي الله عنه قال : " مر النبي صلى الله عليه وسلم بأناس من أصحابه , و صبي بين ظهراني الطريق , فلما رأت أمه الدواب خشيت على ابنها أن يوطأ , فسعت والهة , فقالت : ابني ! ابني ! فاحتملت ابنها , فقال القوم : يا نبي الله ! ما كانت هذه لتلقي ابنها في النار , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا والله ... " الحديث . و قال الحاكم " صحيح على شرط الشيخين " , و وافقه الذهبي , و هو كما قالا : و له شاهد من حديث عمر بن الخطاب نحوه . أخرجه مسلم ( 8 / 97 ) . 2408 " وجب الخروج على كل ذات نطاق . يعني في العيدين " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 532 : أخرجه الطيالسي ( 1 / 146 ) و أحمد ( 6 / 358 ) و عنه أبو نعيم في " الحلية " ( 7 / 163 ) و البيهقي ( 3 / 306 ) و الخطيب ( 4 / 63 ) عن طلحة بن مصرف عن امرأة من بني عبد القيس عن # أخت عبد الله بن رواحة الأنصاري # عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : فذكره . قلت : و رجاله ثقات , رجال الشيخين غير المرأة القيسية , فلم أعرفها . لكن يشهد للحديث حديث أم عطية مرفوعا : " لتخرج العواتق و ذوات الخدور و الحيض , فيشهدن الخير و دعوة المؤمنين , و يعتزلن الحيض المصلى " . أخرجه البخاري ( 3 / 469 - طبع الخطيب ) و البيهقي ( 3 / 306 ) . و روى ابن أبي شيبة ( 2 , 182 ) عن طلحة اليامي أيضا قال : قال أبو بكر : " حق على كل ذات نطاق الخروج إلى العيدين " . و رجاله ثقات رجال الشيخين . 2409 " وجبت صدقتك و رجعت إليك حديقتك " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 532 : أخرجه ابن ماجة ( 2395 ) و أحمد ( 2 / 185 ) و البزار ( 145 - زوائده ) عن عبيد الله عن عبد الكريم عن # عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده # قال : " جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : إني أعطيت أمي حديقة لي , و إنها ماتت و لم تترك وارثا غيري , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ... " . فذكره . قلت : و هذا إسناد حسن للخلاف المعروف في عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده . و له شاهد من حديث عبد الله بن عطاء عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال : " بينا أنا جالس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ أتته امرأة , فقالت : إني تصدقت على أمي بجارية و إنها ماتت ? قال : فقال : وجب أجرك , و ردها عليك الميراث " . أخرجه مسلم ( 3 / 156 - 157 ) و ابن ماجة ( 2394 ) و غيرهما . و هناك قصة ثالثة رواها جابر بن عبد الله : " أن رجلا من الأنصار أعطى أمه حديقة من نخل حياتها , فماتت , فجاء إخوته فقالوا : نحن فيه شرع سواء , فأبى , فاختصموا إلى النبي صلى الله عليه وسلم , فقسمها بينهم ميراثا " . أخرجه أحمد ( 3 / 299 ) من طريقين عن سفيان الثوري عن حميد بن قيس الأعرج عن محمد بن إبراهيم عنه . قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين . و خالفهما معاوية بن هشام حدثنا سفيان عن حبيب - يعني ابن أبي ثابت - عن الأعرج عن طارق المكي عن جابر نحوه , و فيه : " فقال ابنها : إنما أعطيتها حياتها - و له أخوة - فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هي لها حياتها و موتها . قال : كنت تصدقت بها عليها . قال : ذلك أبعد لك " . أخرجه أبو داود ( 3557 ) . و معاوية بن هشام - و هو القصار الكوفي - و إن كان صدوقا من رجال مسلم , فقد قال الحافظ : " له أوهام " . فيخشى أن يكون وهم على الثوري في روايته عنه عن حبيب ...خلافا لرواية الثقتين المشار إليهما في رواية أحمد . على أن حبيبا مدلس . 2410 " وصب المؤمن كفارة لخطاياه " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 534 : أخرجه ابن أبي الدنيا في " المرض و الكفارات " ( ق 164 / 1 و 172 / 1 ) و الحاكم ( 1 / 347 ) عن عبيد الله بن موسى : أنبأ إسرائيل عن عبد الله بن المختار عن ابن سيرين عن # أبي هريرة # قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره . و قال الحاكم : " صحيح " , و وافقه الذهبي . قلت : و هو على شرط مسلم . ذكره الحاكم شاهدا . و أعله ابن أبي حاتم بعلة عجيبة , فقال في " العلل " ( 2 / 167 ) : " كنت أستغرب هذا الحديث , فنظرت , فإذا هو وهم , و رواه حماد بن زيد عن أيوب عن محمد بن سيرين عن أبي الرباب القشيري عن أبي الدرداء أنه قال : " وصب المؤمن ... " من قوله , غير مرفوع " . و للحديث شواهد كثيرة , استقصى كثيرا منها المنذري في آخر " الترغيب " و سبق طائفة منها , فانظر مثلا الأحاديث : ( 272 و 714 و 1103 و 1611 ) . ( الوصب ) : الوجع و المرض . 2411 " ولد آدم كلهم تحت لوائي يوم القيامة , و أنا أول من تفتح له أبواب الجنة " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 535 : رواه لوين في " حديثه " ( 1 / 1 - قطعة منه ) : أخبرنا حديج عن أبي إسحاق عن عامر - و ليس بالشعبي - عن صلة بن زفر عن # حذيفة بن اليمان # قال : قال أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم : إبراهيم خليل الله و عيسى كلمة الله و روحه و موسى كلمه الله تكليما , فماذا أعطيت يا رسول الله ? قال : فذكره . قلت : و هذا إسناد رجاله ثقات , رجال مسلم غير حديج - و هو ابن معاوية بن حديج - قال الحافظ : " صدوق يخطىء " . و عامر هو ابن سعد البجلي . و أبو إسحاق هو عمرو بن عبد السبيعي , و هو مدلس مختلط . لكن الحديث صحيح , فقد جاء مفرقا في حديثين سبق تخريجهما برقمي ( 774 و 1571 ) . 2412 " ويل للمكثرين , إلا من قال بالمال هكذا و هكذا و هكذا و هكذا , أربع : عن يمينه و عن شماله و من قدامه و من ورائه " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 535 : أخرجه ابن ماجة ( 2 / 532 ) عن محمد بن أبي ليلى عن عطية العوفي عن # أبي سعيد الخدري # مرفوعا . قلت : و هذا إسناد ضعيف , عطية العوفي ضعيف مدلس . و محمد - و هو ابن عبد الرحمن بن أبي ليلى - سيء الحفظ . و قد تابعه الأعمش عن عطية بلفظ : " هلك المكثرون ... و قليل ما هم " . أخرجه أحمد ( 3 / 31 و 52 ) و أبو يعلى ( 1 / 303 ) . و يشهد له ما رواه أبو إسحاق عن كميل بن زياد عن أبي هريرة قال : " كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في نخل لبعض أهل المدينة , فقال : يا أبا هريرة ! هلك ... " دون قوله : " و من ورائه " . و زاد : " و قليل ما هم " . أخرجه أحمد ( 2 / 309 و 525 ) . قلت : و رجاله ثقات , رجال الشيخين غير كميل بن زياد و هو ثقة , إلا أن أبا إسحاق و هو عمرو بن عبد الله السبيعي مدلس مختلط . و بالجملة , فالحديث بشاهده هذا حسن إن شاء الله تعالى . 2413 " الوتر بليل " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 536 : أخرجه أحمد ( 3 / 4 ) : حدثنا عبد الصمد حدثنا همام حدثنا يحيى عن أبي نضرة عن # أبي سعيد # مرفوعا . و أخرجه أبو يعلى ( 1 / 332 ) : حدثنا زهير أخبرنا عبد الصمد ...قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط مسلم , أبو نضرة اسمه المنذر بن مالك بن قطعة العوقي . و يحيى هو ابن أبي كثير . و همام هو ابن يحيى بن دينار الأزدي . و عبد الصمد هو ابن عبد الوارث . 2414 " الولد من كسب الوالد " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 537 : رواه الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 141 / 2 ) : حدثنا محمد بن علي بن سعيد حدثنا محمد بن أبي بلال التميمي حدثنا خلف بن خليفة عن محارب بن دثار عن # ابن عمر # مرفوعا . قلت : و هذا إسناد ضعيف , خلف بن خليفة , قال الحافظ : " صدوق اختلط في الآخر , و ادعى أنه رأى عمرو بن حريث الصحابي , فأنكر عليه ذلك ابن عيينة و أحمد " . و محمد بن أبي بلال التميمي لم أجد له ترجمة . لكن الحديث صحيح يشهد له قوله صلى الله عليه وسلم : " إن أولادكم من أطيب كسبكم , فكلوا من كسب أولادكم " . و هو مخرج في " أحكام الجنائز " ( ص 170 ) و غيره . 2415 " لا أجر إلا عن حسبة و لا عمل إلا بنية " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 537 : أخرجه الديلمي ( 4 / 206 ) من طريق إبراهيم بن السري الهروي حدثنا سعيد بن محمد حدثنا شقيق عن إبراهيم بن أدهم عن عمران القصير عن مالك بن دينار عن أبي إدريس الخولاني عن # أبي ذر # رفعه . قلت : و هذا إسناد ضعيف , شقيق هو ابن إبراهيم أبو علي البلخي شيخ خراسان , قال الذهبي : " منكر الحديث , روى عن إسرائيل و ... استشهد سنة أربع و تسعين و مائة و لا يتصور أن يحكم عليه بالضعف لأن نكارة تلك الأحاديث من جهة الراوي عنه " . كذا قال , و هو و إن كان ينفي عنه مسئوليته في تلك الأحاديث , فليس يعني أنه ثقة معروف الحفظ و الضبط , كيف و هو قد أورده في كتابه " ديوان الضعفاء و المتروكين " , و قال : " لا يحتج به " ? و الراوي عنه هنا سعيد بن محمد , أظنه هو الوراق الثقفي أبا الحسن الكوفي نزيل بغداد , فإنه من هذه الطبقة , و هو ضعيف كما قال الحافظ . و إبراهيم بن السري الهروي لم أجد له ترجمة . لكن الحديث صحيح في نفسه , فإن الجملة الأولى منه وجدت لها شاهدا , فقال ابن المبارك في " الزهد " ( 152 ) : أخبرنا بقية قال : سمعت ثابت بن عجلان يقول : سمعت القاسم أبا عبد الرحمن يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا أجر لمن لا حسبة له " . و هذا إسناد مرسل حسن , صرح فيه بقية بالتحديث . و الجملة الأخرى يشهد له الحديث المشهور : " إنما الأعمال بالنيات ... " . أخرجه الشيخان و غيرهما , و هو مخرج في " الإرواء " ( 1 / 59 / 22 ) . 2416 " لا بأس بالحيوان واحد باثنين , يدا بيد " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 538 : أخرجه الترمذي ( 1238 ) و ابن ماجة ( 2 / 38 ) و أحمد ( 3 / 310 , 380 , 382 ) و ابن أبي شيبة ( 8 / 191 / 2 ) عن الحجاج بن أرطأة عن أبي الزبير عن # جابر # مرفوعا . و قال الترمذي : " حديث حسن صحيح " . كذا قال , و الحجاج و أبو الزبير مدلسان . و قد نقل ابن التركماني في " الجوهر النقي " ( 5 / 290 ) عنه - أعني الترمذي - أنه قال : " حديث حسن " . و هذا أقرب إلى الصواب , فإنه حين يقول الترمذي في حديث ما : " حديث حسن " . فإنه لا يعني أنه حسن إسناده , و إنما يعني أنه حسن لغيره , و هذا كذلك , فإني رأيت له شاهدا من رواية خلف بن خليفة عن أبي جناب عن أبيه عن ابن عمر : " ... فقام إليه رجل , فقال : يا رسول الله ! أرأيت الرجل يبيع الفرس بالأفراس و النجيبة بالإبل ? قال : لا بأس إذا كان يدا بيد " . أخرجه أحمد ( 2 / 109 ) و الطبراني في " الكبير " كما في " مجمع الزوائد " و قال ( 4 / 105 ) : " و فيه أبو جناب الكلبي , و هو مدلس " . قلت : و اسمه يحيى بن أبي حية , قال الحافظ : " ضعفوه لكثرة تدليسه " . و والده أبو حية مجهول . و خلف بن خليفة صدوق اختلط في الآخر . و يشهد للحديث أيضا حديث سمرة و غيره مرفوعا : " نهى عن بيع الحيوان بالحيوان نسيئة " . و هو صحيح مخرج في " المشكاة " ( 2822 ) . قلت : و شهادة هذا إنما هو بدلالة مفهومه , كما أن حديث الترجمة يشهد بمفهومه لمنطوق هذا . 2417 " لا تباع أم الولد " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 540 : أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 1 / 208 / 1 - 2 ) عن ابن لهيعة عن عبيد الله بن أبي جعفر عن يعقوب بن عبد الله بن الأشج عن بسر بن سعيد عن # خوات بن جبير # قال : " مات رجل و أوصى إلي , فكان فيما أوصى به أم ولده , و امرأة حرة , فوقع بين أم الولد و المرأة كلام , فقالت لها المرأة : يا لكعا ! غدا يوخذ بأذنك فتباعين في السوق ! فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم , فقال : " فذكره . و أخرجه البيهقي ( 10 / 345 ) من هذا الوجه , و زاد : " و أمر بها , فأعتقت " . و هذا إسناد رجاله ثقات , رجال مسلم غير ابن لهيعة , فهو ضعيف لسوء حفظه . ثم رواه من طريق أحمد بن محمد بن الحجاج بن رشدين حدثنا يونس بن عبد الرحيم العسقلاني حدثني رشدين بن سعد المهري حدثنا طلحة بن أبي سعيد عن عبيد الله بن أبي جعفر به نحوه . قلت : و هذه متابعة قوية لابن لهيعة , فإن طلحة بن أبي سعيد ثقة من رجال البخاري لولا أن الراوي عنه رشدين بن سعد ضعيف . و حفيده أحمد بن محمد بن الحجاج , قال ابن عدي : " كذبوه , و أنكرت عليه أشياء " . و نحو هذه القصة ما روى محمد بن إسحاق عن الخطاب بن صالح عن أمه قالت : حدثتني سلامة بنت معقل قالت : " كنت للحباب بن عمرو و لي منه غلام , فقالت لي امرأته : الآن تباعين في دينه , فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم , فذكرت ذلك له , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من صاحب تركة الحباب ابن عمرو ? فقالوا : أخوه أبو اليسر كعب بن عمرو , فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم , فقال : " لا تبيعوها و أعتقوها , فإذا سمعتم برقيق قد جاءني , فائتوني أعوضكم " . ففعلوا , فاختلفوا فيما بينهم بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم , فقال قوم : أم الولد مملوكة , لولا ذلك لم يعوضهم رسول الله صلى الله عليه وسلم منها . و قال بعضهم : هي حرة قد أعتقها رسول الله صلى الله عليه وسلم , ففي كان الاختلاف " . أخرجه أحمد ( 6 / 360 ) و السياق له و البيهقي , و كذا أبو داود ( 2 / 163 ) دون قصة الاختلاف , و زاد : " قالت : فأعتقوني , و قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم رقيق , فعوضهم مني غلاما " . قلت : و إسناد ضعيف , أم خطاب بن صالح لا تعرف كما قال الحافظ . و ابنها خطاب , قال الذهبي : " تفرد عنه ابن إسحاق , و قد وثقه البخاري " . و ابن إسحاق مدلس و قد عنعنه . و قد يخالف ما تقدم ما روى عبد الرزاق في " المصنف " ( 13211 ) : أخبرنا ابن جريج قال : أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله يقول : " كنا نبيع أمهات الأولاد , و النبي صلى الله عليه وسلم فينا حي , لا نرى بذلك بأسا " . قلت : و هذا إسناد صحيح متصل , على شرط مسلم . و من طريق عبد الرزاق أخرجه ابن ماجة ( 2 / 105 ) و البيهقي ( 10 / 348 ) و أحمد ( 3 / 321 ) و ابن حبان ( 1215 ) من طريق روح بن عبادة حدثنا ابن جريج به . و تابعه قيس بن سعد عن عطاء عن جابر بن عبد الله قال : " بعنا أمهات الأولاد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم و أبي بكر , فلما كان عمر نهانا , فانتهينا " . أخرجه أبو داود ( 2 / 163 ) و ابن حبان ( 1216 ) و الحاكم ( 2 / 18 - 19 ) و البيهقي ( 10 / 347 ) و قال الحاكم : " صحيح على شرط مسلم " , و وافقه الذهبي , و هو كما قالا . ثم روى له الحاكم شاهدا من طريق شعبة عن زيد العمي عن أبي الصديق الناجي عن أبي سعيد الخدري قال : " كنا نبيع أمهات الأولاد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم " . و من هذا الوجه أخرجه الطيالسي ( 1 / 245 ) و عنه البيهقي و أحمد ( 3 / 22 ) . و قال الحاكم : " صحيح " , و وافقه الذهبي ! قلت : و زيد العمي ضعيف كما جزم به الحافظ في " التقريب " , و لذلك قال في " التلخيص الحبير " ( 4 / 218 ) : " و إسناده ضعيف " . و الذهبي نفسه أورده في " المغني " , و قال : " مقارب الحال , قال ابن عدي : لعل شعبة لم يرو عن أحد أضعف منه " . قلت : و لا شك في ثبوت بيع أمهات الأولاد في عهده صلى الله عليه وسلم لهذه الأحاديث و إنما الشك في استمرار ذلك و عدم نهيه صلى الله عليه وسلم عنه , قال البيهقي : " ليس في شيء من هذه الأحاديث أن النبي صلى الله عليه وسلم علم بذلك , فأقرهم عليه , و قد روينا ما يدل على النهي " . قال الحافظ عقبه : " نعم قد روى ابن أبي شيبة في " مصنفه " من طريق أبي سلمة عن جابر ما يدل على ذلك , و قال الخطابي : يحتمل أن يكون بيع الأمهات كان مباحا , ثم نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم في آخر حياته و لم يشتهر ذلك النهي , فلما بلغ عمر نهاهم " . و أقول : الذي يظهر لي أن نهي عمر إنما كان عن اجتهاد منه , و ليس عن نهي ورده عن النبي صلى الله عليه وسلم , و ذلك لتصريح علي رضي الله عنه بأنه كان عن رأي من عمر و منه , فروى عبد الرزاق ( 13224 ) بسنده الصحيح عن عبيدة السلماني قال : سمعت عليا يقول : " اجتمع رأيي و رأي عمر في أمهات الأولاد أن لا يبعن . قال : ثم رأيت بعد أن يبعن . قال عبيدة : فقلت له : فرأيك و رأي عمر في الجماعة أحب إلي من رأيك وحدك في الفرقة . قال : فضحك علي " . قال الحافظ : " و هذا الإسناد معدود في أصح الأسانيد " . و أخرجه البيهقي أيضا . و يؤيد ما ذكرته أن عمر لو كان ذلك عن نص لديه لما رجع عنه علي رضي الله عنه . و هذا ظاهر بين . و هذا بالطبع لا ينفي أن يكون هناك نهي صدر من النبي صلى الله عليه وسلم فيما بعد , و إن لم يقف عليه عمر , بل هذا هو الظاهر من مجموع الأحاديث الواردة في الباب , فإنها و إن كانت مفرداتها لا تخلو من ضعف , فمجموعها مما يقوي النهي و من ذلك طريق أبي سلمة التي أشار إليها الحافظ فيما سبق , فإنها شاهد قوي له , على الرغم من أن الحافظ سكت عنه , و كذلك البوصيري في " زوائد ابن ماجة " ( ق 156 / 2 ) و ذكر هذا أن لفظه عند ابن أبي شيبة عن جابر : " و ذكر لي أنه زجر عن بيعهن بعد ذلك , و كان عمر يشتد في بيعهن " . و هذا النهي يلتقي مع بعض الأحاديث التي تدل على أن أمة الرجل تعتق بولدها , و هي و إن كانت مفرداتها ضعيفة أيضا , فلا أقل من أن تصلح للشهادة , و منها ما رواه عبد الرزاق ( 13219 ) عن سفيان ( الأصل : أبي سفيان ) عن شريك بن عبد الله عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا بلفظ : " أيما رجل ولدت منه أمته فهي معتقة عن دبر منه " . و هذا إسناد رجاله على شرط البخاري على ضعف في حفظ شريك بن عبد الله , و هو ابن أبي نمر . و قد تابعه حسين بن عبد الله عن عكرمة به . أخرجه البيهقي ( 10 / 346 ) من طريق وكيع عن شريك ( هو ابن عبد الله القاضي ) عنه . و قال : " حسين بن عبد الله بن عبيد الله بن العباس الهاشمي , ضعفه أكثر أصحاب الحديث " . و في رواية أخرى له عنه به بلفظ : " أعتق أم إبراهيم ولدها " . و هو مخرج في " الإرواء " ( 1799 ) . و قال البيهقي بعد أن روى ما تقدم عن عمر من النهي : " يشبه أن يكون عمر رضي الله عنه بلغه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه حكم بعتقهن بموت ساداتهن نصا , فاجتمع هو و غيره على تحريم بيعهن , و يشبه أن يكون هو و غيره استدل ببعض ما بلغنا و روينا عن النبي صلى الله عليه وسلم ما يدل على عتقهن , فاجتمع هو و غيره على تحريم بيعهن , فالأولى بنا متابعتهم فيما اجتمعوا عليه قبل الاختلاف مع الاستدلال بالسنة " . قلت : و هذا هو الذي تطمئن إليه النفس و ينشرح له الصدر و مجموع ذلك كله يشهد لصحة حديث الترجمة . و الله أعلم . 2418 " لا تتخذوا بيوتكم قبورا , صلوا فيها " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 545 : أخرجه أحمد ( 4 / 114 , 5 / 192 ) و ابن نصر في " قيام الليل " ( ص 30 ) من طرق عن عبد الملك بن أبي سليمان عن عطاء عن # زيد بن خالد الجهني # مرفوعا . قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط مسلم . و له شاهد من حديث أبي هريرة مرفوعا به . أخرجه ابن حبان ( 635 ) . و إسناده صحيح على شرط مسلم و قد أخرجه في " صحيحه " دون قوله : " صلوا فيها " و هو مخرج في " الجنائز " ( ص 212 ) و في " تحذير الساجد " ( ص 98 - 99 ) . و له شاهد آخر من حديث عبد الله بن عمر مرفوعا بتقديم و تأخير , و قد مضى برقم ( 1910 ) . 2419 " لا تجادلوا في القرآن , فإن جدالا فيه كفر " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 545 : أخرجه الطيالسي ( 2 / 7 ) : حدثنا فليح بن سليمان عن سالم مولى أبي النضر عن سليمان بن يسار عن # عبد الله بن عمرو # مرفوعا . قلت : و هذا إسناد صحيح , رجاله ثقات , رجال الشيخين لولا أن فليحا فيه كلام من قبل حفظه قال الحافظ : " صدوق كثير الخطأ " . لكن يشهد لحديثه حديثان : الأول : حديث أبي سعيد الخدري مرفوعا : " نهى عن الجدال في القرآن " . رواه السجزي كما في " الجامع الصغير " . و الآخر : حديث أبي هريرة مرفوعا : " المراء في القرآن كفر " .أخرجه أبو داود و غيره و هو مخرج في " المشكاة " ( 236 ) . 2420 " لا تخيفوا أنفسكم بعد أمنها , قالوا : و ما ذاك يا رسول الله ? قال : الدين " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 546 : أخرجه البخاري في " التاريخ " ( 3 / 2 / 430 ) و أحمد ( 4 / 146 و 154 ) و عباس الترقفي في " حديثه " ( ق 48 / 1 ) و أبو يعلى في " مسنده " ( 98 / 1 ) و الطبراني في " الكبير " ( ق 59 / 1 - المنتقى منه ) و الضياء المقدسي في " المنتقى من حديث أبي نعيم الأزهري " ( 283 / 1 ) عن بكر بن عمرو المعافري حدثنا شعيب بن زرعة المعافري : أنه سمع # عقبة بن عامر # يقول : فذكره مرفوعا . قلت : و هذا إسناد جيد , رجاله ثقات , رجال الشيخين غير شعيب بن زرعة أورده ابن أبي حاتم ( 2 / 1 / 346 ) برواية أبي قبيل المعافري أيضا , و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا , و زاد الحافظ في " التعجيل " في الرواة عنه يزيد بن أبي حبيب و عبد الكريم بن الحارث , فهؤلاء أربعة من الثقات رووا عنه , فهو معروف و قد ذكره ابن حبان في " الثقات " ( 4 / 356 ) . 2421 " و ما أنا و الدنيا ? و ما أنا و الرقم ? " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 547 : أخرجه أبو داود ( 4149 ) و أحمد ( 2 / 21 ) عن ابن نمير حدثنا فضيل بن غزوان عن نافع عن # عبد الله بن عمر # : " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى فاطمة رضي الله عنها , فوجد على بابها سترا , فلم يدخل , قال : و قلما كان يدخل إلا بدأ بها , فجاء علي رضي الله عنه فرآها مهتمة , فقال : مالك ? قالت : جاء النبي صلى الله عليه وسلم إلي , فلم يدخل فأتاه علي رضي الله عنه , فقال : يا رسول الله ! إن فاطمة اشتد عليها أنك جئتها , فلم تدخل عليها , قال : ( فذكره ) , فذهب إلى فاطمة , فأخبرها بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم , فقالت : قل لرسول الله صلى الله عليه وسلم : ما يأمرني به ? قال : قل لها فلترسل به إلى بني فلان " . ثم قال أبو داود ( 4050 ) : حدثنا واصل بن عبد الأعلى الأسدي حدثنا ابن فضيل عن أبيه بهذا الحديث قال : و كان سترا موشيا . قلت : و إسناده الأول صحيح على شرط الشيخين , و الزيادة على شرط مسلم . قوله : ( و الرقم ) قال ابن الأثير : يريد النقش و الوشي . 2422 " لا تسبوا الشيطان و تعوذوا بالله من شره " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 547 : رواه أبو طاهر المخلص ( 9 / 196 / 2 ) و عنه الديلمي ( 4 / 148 ) و تمام في " فوائده " ( 122 / 1 ) و أبو عبد الله الغضائري في " أحاديثه " ( 204 / 2 ) عن عبد الغفار بن داود أبي صالح الحراني قال : حدثنا عيسى بن يونس عن الأعمش عن أبي صالح عن #أبي هريرة #مرفوعا . قلت : و هذا إسناد صحيح , رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الغفار بن داود فمن رجال البخاري . 2423 " لا تسبوا تبعا , فإنه كان قد أسلم " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 548 : روي من حديث # سهل بن سعد الساعدي و عبد الله بن عباس و عائشة مرفوعا , و وهب بن منبه # مرسلا . 1 - أما حديث سهل فيرويه ابن لهيعة حدثنا أبو زرعة عمرو بن جابر سمعت سهل بن سعد به . أخرجه أحمد ( 5 / 340 ) و الطبراني في " الأوسط " ( ص 368 - مجمع البحرين ) و ( ق 8 / 2 - المنتقى منه ) و الروياني في " مسنده " ( 29 / 201 / 2 ) و ابن عساكر في " التاريخ " ( 3 / 251 / 2 - خط 10 / 408 ط ) و قال الطبراني : " لا يروى عن سهل بن سعد إلا بهذا الإسناد , تفرد به ابن لهيعة " . قلت : و هو ضعف , و مثله شيخه عمرو بن جابر . 2 - و أما حديث ابن عباس فيرويه أحمد بن القاسم بن أبي بزة أخبرنا مؤمل بن إسماعيل عن سفيان الثوري عن سماك بن حرب عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا . أخرجه أبو بكر بن خلاد في " الفوائد " ( 1 / 217 / 1 ) و عنه ابن عساكر و الطبراني في " الأوسط " أيضا و كذا في " الكبير " ( 3 / 135 / 2 ) و الخطيب في " التاريخ " ( 3 / 205 ) و قال الطبراني : " لم يروه عن سفيان إلا مؤمل , تفرد به ابن أبي بزة " . قلت : و هو أحمد بن محمد بن عبد الله بن أبي بزة . و هو ضعيف الحديث كما قال أبو حاتم . و قال العقيلي : " يوصل الأحاديث " . و أما ابن حبان فذكره في " الثقات " ( 8 / 97 ) ! 3 - و أما حديث عائشة فيرويه عبد الرزاق أيضا : أنبأ معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة أنها قالت : " كان تبع رجلا صالحا , ألا ترى أن الله عز وجل ذم قومه و لم يذمه ? " . و أخرجه الحاكم ( 2 / 450 ) و قال : " صحيح على شرط الشيخين " , و وافقه الذهبي , و هو كما قالا . 4 - و أما حديث وهب بن منبه فيرويه عبد الرزاق أخبرنا بكار بن عبد الله قال : سمعت وهب بن منبه يقول : " نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس عن سب أسعد , و هو تبع . قلنا : يا أبا عبد الله ! و ما كان أسعد ? قال : كان على دين إبراهيم صلى الله عليه وسلم " . أخرجه ابن عساكر . و بكار بن عبد الله - هو اليمامي - قال الذهبي : " ما علمت به بأسا " . قلت : فهو شاهد مرسل جيد . 2424 " لا تشرب مسكرا , فإني حرمت كل مسكر " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 549 : أخرجه النسائي ( 2 / 326 ) و أحمد ( 4 / 402 ) عن الأجلح قال : حدثني # أبو بكر بن أبي موسى عن أبيه # قال : " بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن , فقلت : يا رسول الله ! إن بها أشربة , فما أشرب , و ما أدع ? قال : و ما هي ? قلت : البتع و المزر : قال : ما البتع و المزر ? قال : أما البتع , فنبيذ العسل و أما المزر , فنبيذ الذرة . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ..." فذكره و ليس عند أحمد : " فإني حرمت ..." .قلت : و هذا إسناد جيد . و تابعه أبو بردة بن أبي موسى عن أبيه به نحوه . أخرجه مسلم ( 6 / 99 - 100 ) و النسائي و أحمد ( 4 / 407 و 410 و 415 - 416 و 417 ) . و للشطر الأول منه شاهد من حديث بريدة مرفوعا . أخرجه مسلم ( 6 / 98 ) و أبو داود ( 2 / 132 ) . و أخرج الشطر الثاني منه من حديث بريدة أيضا و عائشة و ابن عمر . 2425 " لا تشربوا في الدباء و لا في المزفت و لا في النقير و انتبذوا في الأسقية . قالوا : يا رسول الله ! فإن اشتد في الأسقية ? قال : فصبوا عليه الماء . قالوا : يا رسول الله ...فقال لهم في الثالثة أو الرابعة : أهريقوه . ثم قال : إن الله حرم علي , أو حرم : الخمر و الميسر و الكوبة , قال : و كل مسكر حرام " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 550 : أخرجه أبو داود - و السياق له - ( 2 / 131 ) و أحمد ( 1 / 274 ) عن أبي أحمد : حدثنا سفيان عن علي بن بذيمة حدثني قيس بن حبتر النهشلي عن # ابن عباس # : " أن وفد عبد القيس قالوا : يا رسول الله ! فيما نشرب ? قال : فذكره . قال سفيان : فسألت علي بن بذيمة عن الكوبة ? قال : الطبل . قلت : و هذا إسناد صحيح , رجاله ثقات رجال الشيخين غير ابن بذيمة و حبتر , و هما ثقتان . و تابعه أبو جمرة عن ابن عباس به , دون قوله : " و انتبذوا ... " إلخ .أخرجه البخاري ( 10 / 463 - فتح ) و مسلم ( 1 / 35 ) و أبو داود , و زادوا : " و الحنتم " . و أخرجه أبو داود عن أبي هريرة مثل حديث أبي جمرة , و زاد : " و المزادة المخنوثة , و لكن اشرب في سقائك , و أوكه " . و سنده صحيح . و أخرج مسلم ( 1 / 37 ) و أحمد ( 3 / 57 ) في قصة وفد عبد القيس هذه , فقال صلى الله عليه وسلم : " لا تشربوا في النقير - قالوا : يا نبي الله ! جعلني الله فداءك , أو تدري ما النقير ? قال : نعم , الجذع ينقر وسطه - و لا في الدباء و لا في الحنتم و عليكم بالموكى " .و أخرجه أبو داود عن أبي القموص زيد بن علي حدثني رجل كان من الوفد الذين وفدوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم من عبد القيس فقال : " لا تشربوا في نقير و لا مزقت و لا دباء و لا حنتم , و اشربوا في الجلد الموكأ عليه , فإن اشتد فاكسروه بالماء , فإن أعياكم فأهريقوه " . و إسناد صحيح . و أخرجه أحمد ( 4 / 206 ) إلى قوله : " الموكأ عليه " . و لهذا القدر منه طريق أخرى عنده ( 3 / 432 و 4 / 206 ) . ثم إن علي بن بذيمة قد تابعه عبد الكريم - و هو الجزري - عن قيس بن حبتر به , و الجملة الأخيرة فقط بلفظ : " إن الله حرم عليكم الخمر و الميسر و الكوبة , و قال : كل مسكر حرام " . أخرجه أحمد ( 1 / 289 و 350 ) و غيره .و إسناده صحيح أيضا , و هو مخرج في " المشكاة " ( 3652 و 4503 ) . و أخرجها أحمد أيضا ( 2 / 158 و 165 و 167 و 171 و 172 ) من طرق عن عبد الله بن عمرو مرفوعا . 2426 " لا تطعموهم مما لا تأكلون . يعني المساكين " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 552 : رواه أحمد ( 6 / 105 و 144 ) و الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 90 / 2 - مجمع البحرين ) عن حماد بن سلمة حدثنا حماد بن أبي سليمان عن إبراهيم عن الأسود عن # عائشة # قالت : أهدي إلى النبي صلى الله عليه وسلم ضب فلم يأكله , قالت عائشة : يا رسول الله ! ألا نطعمه المساكين ? قال : فذكره , و قال : " لم يروه عن حماد إلا حماد و الثوري " .قال الهيثمي ( 3 / 113 ) : " و رجاله موثوقون " . قلت : و رجاله رجال مسلم , على ضعف في حماد بن أبي سليمان , فالإسناد حسن . 2427 " لا تغزى هذه ( يعني : مكة ) بعد اليوم إلى يوم القيامة " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 522 : أخرجه الترمذي ( 1611 ) و الحاكم ( 3 / 627 ) و أحمد ( 3 / 412 و 4 / 343 ) و كذا الطحاوي في " مشكل الآثار " ( 2 / 228 - 229 ) و ابن سعد في " الطبقات " ( 2 / 145 ) من طرق عن زكريا بن أبي زائدة عن الشعبي عن # الحارث بن مالك بن برصاء # مرفوعا . زاد الطحاوي : " قال سفيان ( يعني ابن عيينة ) : تفسيره أنهم لا يكفرون أبدا , و لا يغزون على الكفر " . و قال الترمذي : " حديث حسن صحيح " . قلت : و رجاله ثقات رجال الشيخين إلا أن زكريا بن أبي زائدة كان يدلس . و قد خالفه عبد الله بن أبي السفر فقال : عن عامر الشعبي عن عبد الله بن مطيع بن الأسود - أخي بني عدي بن كعب - عن أبيه مطيع - و كان اسمه العاص , فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم مطيعا - قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أمر بقتل هؤلاء الرهط بمكة يقول : فذكره , و زاد : " و لا يقتل قرشي بعد هذا العام صبرا أبدا " . أخرجه أحمد ( 3 / 412 و 4 / 213 ) و الطحاوي من طريق ابن إسحاق حدثني شعبة بن الحجاج عن عبد الله بن أبي السفر ... و هذا إسناد جيد , و هو أصح عندي من الذي قبله . و الله أعلم . و قد تابعه على هذا الزيادة زكريا فقال : حدثنا عامر به . أخرجه أحمد هكذا مصرحا بالتحديث , و قد أخرجه مسلم ( 5 / 173 ) و الطحاوي و الحاكم ( 4 / 275 ) عنه معنعنا . و تابعه فراس عن الشعبي به نحوه . أخرجه أحمد . و له شاهد من رواية أبي معشر عن يوسف بن يعقوب عن السائب بن يزيد رضي الله عنه قال : " رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أخرج عبد الله بن خطل من بين أستار الكعبة , فقتله صبرا , ثم قال : " لا يقتل أحد من قريش بعد هذا صبرا " . أخرجه الحاكم ( 3 / 637 ) و سكت عليه هو و الذهبى . قلت : و يوسف بن يعقوب هذا , قال ابن أبي حاتم ( 4 / 2 / 233 ) : " روى عنه ابن أبي ذئب و أبو معشر " . و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا , و وثقه ابن حبان ( 5 / 551 و 7 / 635 ) ! 2428 " لا تقتلوا الجراد , فإنه جند من جنود الله الأعظم " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 554 : أخرجه أبو محمد المخلدي في " الفوائد " ( ق 289 / 2 ) و أبو عبد الله بن منده في " معرفة الصحابة " ( 37 / 201 / 1 ) عن سعيد بن عمرو الحضرمي , و الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 128 / 2 ) عن محمد بن إسماعيل بن عياش , و ابن منده أيضا ( 2 / 243 / 1 ) عن عبد الوهاب بن الضحاك , ثلاثتهم عن إسماعيل بن عياش عن ضمضم ابن زرعة عن شريح بن عبيد عن # أبي زهير النميري # مرفوعا . و قال الطبراني : " لا يروى عن أبي زهير إلا بهذا الإسناد , تفرد به إسماعيل " . قلت : و هو ثقة في روايته عن الشاميين , و هذه منها , و من فوقه ثقات أيضا , فالإسناد جيد . و أما إعلال الهيثمي إياه بقوله في " مجمع الزوائد " ( 4 / 39 ) : " رواه الطبراني في " الكبير " و " الأوسط " , و فيه محمد بن إسماعيل بن عياش , و هو ضعيف " . فهو إعلال قائم على النظر في إسناد الطبراني خاصة , و إلا فقد تابعه سعيد بن عمرو الحضرمي كما رأيت , و هو الحمصي , و هو شيخ كما قال أبو حاتم , فالحديث بهذه المتابعة قوي . و أما متابعة عبد الوهاب بن الضحاك , فإنها مما لا يفرح به لأنه كذاب . و في قول الطبراني المتقدم : " تفرد به إسماعيل " , ما يشير إلى أنه لم يتفرد به ابنه عنه . فتأمل . و إذا عرفت هذا , فإن المناوي لم يحسن صنعا حين نقل قول الهيثمي السابق , ثم أقره عليه , و لاسيما أن السيوطي قد عزاه إلى البيهقي أيضا في " الشعب " , و هو - أعني المناوي - لم يتعرض لبيان ما إذا كان الحديث عنده من طريق محمد بن إسماعيل أم لا ? 2429 " لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوما صغار الأعين عراض الوجوه كأن أعينهم حدق الجراد , كأن وجوههم المجان المطرقة , ينتعلون الشعر و يتخذون الدرق , حتى يربطوا خيولهم بالنخل " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 555 : أخرجه أحمد ( 3 / 31 ) : حدثنا عمار بن محمد بن أخت سفيان الثوري عن الأعمش عن أبي صالح عن #أبي سعيد الخدري #مرفوعا . و أخرجه ابن ماجة ( 4099 ) : حدثنا الحسن بن عرفة حدثنا عمار بن محمد به . قلت : و هذا إسناد جيد , رجاله ثقات رجال الشيخين غير عمار بن محمد , فهو من رجال مسلم فقط , و لكنه صدوق يخطىء . إلا أنه لم يتفرد به , فقد أخرجه ابن حبان ( 1872 ) عن محمد بن أبي عبيدة بن ( الأصل : " عن " , و هو خطأ ) معن عن أبيه عن الأعمش به . قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط مسلم . و اسم أبي عبيدة عبد الملك بن معن بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود الكوفي . 2430 " لا تقوم الساعة حتى لا يحج البيت " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 556 : رواه أبو يعلى في " مسنده " ( 65 / 2 ) : حدثنا أبو خيثمة حدثنا يحيى عن شعبة حدثني قتادة عن عبد الله بن أبي عتبة عن أبي #سعيد الخدري #مرفوعا . و من طريق أبي يعلى أخرجه ابن حبان ( 1884 ) و الحاكم ( 4 / 453 ) من طريقين آخرين عن شعبة . قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين كما قال الحاكم , و وافقه الذهبي .و عبد الله بن أبي عتبة هو الأنصاري البصري مولى أنس . و أبو خيثمة اسمه زهير بن حرب . و شعبة هو ابن الحجاج . و قد خالفه الحجاج بن الحجاج , فقال : عن قتادة به . إلا أنه قال في متنه : " ليحجن البيت , و ليعتمرن بعد خروج يأجوج و مأجوج " . أخرجه البخاري ( 1 / 403 ) , و قال : " تابعه أبان و عمران عن قتادة . و قال عبد الرحمن عن شعبة : " لا تقوم الساعة حتى لا يحج البيت " . و الأول أكثر " . قلت : و متابعة أبان , عند أحمد ( 3 / 27 و 48 و 64 ) و الحاكم . و متابعة عمران - و هو ابن داور القطان - عنده أيضا ( 3 / 28 ) و كذا أبي يعلى ( 1 / 289 - مصورة المكتب ) . قال الحافظ في " الفتح " ( 3 / 455 ) : " و قد تابع هؤلاء سعيد بن أبي عروبة عن قتادة . أخرجه عبد بن حميد عن روح بن عبادة عنه , و لفظه : إن الناس ليحجون و يعتمرون و يغرسون النخل بعد خروج يأجوج و مأجوج " . ثم ذكر أن البخاري إنما رجح الحجاج لاتفاق من تقدم ذكره على هذا اللفظ , و انفراد شعبة بما يخالفهم , و إنما قال ذلك لأن ظاهرهما التعارض لأن المفهوم من الأول - يعني حديث الحجاج - أن البيت يحج بعد أشراط الساعة , و من الثاني أنه لا يحج بعدها . و لكن يمكن الجمع بين الحديثين , فإنه لا يلزم من حج الناس بعد خروج يأجوج و مأجوج أن يمتنع الحج في وقت ما عند قرب ظهور الساعة . 2431 " لا تمثلوا بالبهائم " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 557 : رواه النسائي ( 2 / 210 ) و ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 16 / 383 / 2 ) عن محمد بن زنبور أخبرنا ابن أبي حازم عن يزيد بن الهاد عن # معاوية - يعني ابن عبد الله بن جعفر - عن أبيه # عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " مر النبي صلى الله عليه وسلم على ناس يرمون كبشا بالنبل , فكره ذلك , و قال : " فذكره . قلت : و هذا إسناد حسن , رجاله ثقات , و في ابن زنبور كلام يسير . و للحديث شاهد من حديث ابن عمر : " أنه مر على قوم و قد نصبوا دجاجة حية يرمونها , فقال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن من مثل بالبهائم " . أخرجه أحمد ( 2 / 13 ) و سنده صحيح . 2432 " لا تنتهي البعوث عن غزو هذا البيت , حتى يخسف بجيش منهم " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 558 : أخرجه النسائي ( 2 / 32 ) و الحاكم ( 4 / 430 ) عن محمد بن إدريس أبي حاتم الرازي قال : حدثنا عمر بن حفص بن غياث قال : حدثنا أبي عن مسعر قال : أخبرني طلحة ابن مصرف عن أبي مسلم الأغر عن # أبي هريرة # عن النبي صلى الله عليه وسلم . و قال الحاكم : " حديث غريب صحيح لا أعلم أحدا حدث به غير عمر بن حفص بن غياث , يرويه عنه الإمام أبو حاتم " , و وافقه الذهبي . قلت : و هو صحيح على شرط مسلم غير أبي حاتم و هو الإمام الحافظ النقاد . و أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 7 / 244 ) من طريق أخرى عن عمر بن حفص به . و تابعه سحيم أنه سمع أبا هريرة به نحوه . أخرجه النسائي بسند رجاله ثقات معروفون غير سحيم , و قد وثقه ابن عمار و ابن حبان . و له شاهد من حديث حفصة بنت عمر رضي الله عنهما مرفوعا نحوه أتم منه . أخرجه مسلم ( 8 / 167 ) و النسائي و أحمد ( 6 / 336 - 337 ) و غيرهم عن عبد الله بن صفوان عنها . و إسناده صحيح على شرط مسلم . و خالفه مسلم بن صفوان فقال : عن صفية مرفوعا . أخرجه ابن ماجة ( 4064 ) و الترمذي ( 2185 ) و صححه . و رواه الدالاني عن عمرو بن مرة عن سالم بن أبي الجعد عن أخيه قال : حدثني ابن أبي ربيعة عن حفصة بنت عمر مرفوعا نحوه بلفظ : " ...خسف بأولهم و آخرهم و لم ينج أوسطهم , قلت : أرأيت إن كان فيهم مؤمنون ? قال : تكون لهم قبورا " . أخرجه النسائي . قلت : و الدالاني - و اسمه يزيد بن عبد الرحمن - ضعيف , قال الحافظ : " صدوق يخطىء كثيرا , و كان يدلس " . قلت : و قد استنكرت منه جملة : " القبور " , و المحفوظ ما في " مسلم " و غيره من حديث أم سلمة مرفوعا نحو حديث الترجمة , و فيه أنها قالت : " فقلت : يا رسول الله ! فكيف بمن كان كارها ? قال : يخسف به معهم , و لكنه يبعث يوم القيامة على نيته " . ( فائدة ) : اعلم أنه لا منافاة بين هذا الحديث و الحديث المتقدم ( 2427 ) : " لا تغزى مكة بعد إلى يوم القيامة " لأن المثبت من الغزو في هذا غير المنفي في ذاك , ألا ترى إلى تفسير سفيان إياه بقوله : " إنهم لا يكفرون أبدا و لا يغزون على الكفر " . و يؤيده قوله في هذا الحديث : " يخسف بجيش منهم " . فهو صريح في أن هذا الجيش من الكفار , أو البغاة , و إن كان فيهم مؤمنون مكرهون , فهم يؤمون البيت ليغزوا من فيه من المسلمين , فلا تعارض , و الحمد لله . 2433 " لا تنزلوا على جواد الطرق , و لا تقضوا عليها الحاجات " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 560 : رواه أبو بكر بن أبي شيبة في " الأدب " ( 1 / 150 / 1 ) : حدثنا يزيد حدثنا هشام عن الحسن عن #جابر #مرفوعا . و من طريق أبي بكر أخرجه ابن ماجة ( 3772 ) . و أخرجه أحمد ( 3 / 305 ) من طريق أخرى عن هشام به أتم منه و كذلك أخرجه أبو يعلى ( 2 / 594 ) من طريق أخرى عن يزيد , و هو ابن هارون . و رجاله ثقات رجال الشيخين إلا أنه منقطع بين الحسن - و هو البصري - و جابر , فإنه لم يسمع منه كما بينته في الكتاب الأخر ( 1140 ) . نعم , أخرجه ابن ماجة ( 329 ) من طريق زهير قال : قال سالم : سمعت الحسن يقول : حدثنا جابر بن عبد الله : فذكره بلفظ : " إياكم و التعريس على جواد الطريق و الصلاة عليها , فإنها مأوى الحيات و السباع , و قضاء الحاجة عليها , فإنها من الملاعن " . قلت : فقد صرح الحسن بالتحديث و السماع من جابر . لكن السند بذلك إليه لا يصح , فإن سالما هذا - و هو ابن عبد الله الخياط البصري - ضعفه جماعة , و قال الحافظ : " صدوق , سيء الحفظ " . و زهير الراوي عنه , هو ابن محمد التميمي الخراساني , و هو ضعيف أيضا . لكن حديث الترجمة صحيح , فقد جاء مفرقا في أحاديث . أما الشطر الأول , فهو في حديث أبي هريرة مرفوعا بلفظ : " إذا سافرتم ... و إذا عرستم بالليل فاجتنبوا الطريق , فإنها مأوى الهوام في الليل " . أخرجه مسلم ( 6 / 54 ) و غيره . انظر الرقم المتقدم ( 1357 ) . و أما الشطر الآخر , فله شواهد كثيرة من حديث أبي هريرة و غيره , فراجع " الترغيب " ( 1 / 82 - 83 ) . 2434 " لا خير فيمن لا يضيف " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 561 : أخرجه أحمد ( 4 / 155 ) : حدثنا حجاج و حسن بن موسى قالا : حدثنا ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن # عقبة بن عامر # مرفوعا . قلت : و هذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير ابن لهيعة و هو ضعيف لسوء حفظه و به أعله الهيثمي , و أقره المناوي . و أقول : لكن أخرجه الروياني في " مسنده " ( ق 42 / 2 ) من طريق ابن وهب عن ابن لهيعة به . و حديث ابن لهيعة من رواية عبد الله بن وهب صحيح , لأنه روى عنه قبل أن يسوء حفظه كما حققه بعض الأئمة , على ما هو مشروح في ترجمته , فصح الحديث بهذه الرواية , و الحمد لله . 2435 " لا سمر إلا لمصل أو مسافر " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 561 : أخرجه الطيالسي ( 1 / 73 / 294 ) : حدثنا شعبة قال : أخبرني منصور قال : سمعت خيثمة بن عبد الرحمن يحدث عن # عبد الله #مرفوعا . و أخرجه أحمد ( 1 / 412 و 463 ) و محمد بن مخلد العطار في " المنتقى من حديثه " ( 2 / 4 / 2 ) و الحارث في " مسنده " ( ق 105 - 1 - زوائده ) من طرق أخرى عن شعبة به . قلت : و هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين , لكنه معلول كما يأتي . و قد خالفهم أسد بن موسى فقال : حدثنا شعبة عن سليمان عن خيثمة به . أخرجه ابن المظفر في " غرائب شعبة " ( 135 / 2 ) . و أسد بن موسى صدوق يغرب , فقوله : " عن سليمان " - و هو الأعمش - غريب . و تابع شعبة عمرو بن أبي قيس عن منصور به . أخرجه الخطيب في " التاريخ " ( 14 / 286 ) . و عمرو هذا صدوق له أوهام . و خالفهما جرير فقال : عن منصور عن خيثمة عن رجل من قومه عن عبد الله به . أخرجه أحمد ( 1 / 379 ) . و هذا أصح , فقد تابعه أبو عوانة عن منصور به . أخرجه ابن نصر في " قيام الليل " ( ص 45 ) . و تابعه أيضا سفيان حدثني منصور به . أخرجه أحمد ( 1 / 444 ) و البيهقي ( 1 / 452 ) و قال : " رواه حماد عن شعيب عن منصور عن خيثمة عن الأسود عن عبد الله و أخطأ فيه . و قيل : عن علقمة عن عبد الله , و هو خطأ " . و رواه عطاء بن السائب عن شقيق عن عبد الله بن مسعود قال : " جدب لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم السمر بعد العشاء . يعني زجرنا " . أخرجه ابن ماجة ( 1 / 238 ) و ابن حبان ( 277 ) و البيهقي و الطيالسي ( 1 / 73 / 295 ) و أحمد ( 1 / 389 و 410 ) . قلت : و رجاله ثقات رجال البخاري إلا أن عطاء بن السائب كان قد اختلط . و للحديث شاهد يرويه معاوية بن صالح عن أبي عبد الله الأنصاري عن عائشة مرفوعا بلفظ : " لا سمر إلا لثلاثة , مصل أو مسافر أو عروس " . أخرجه سمويه في " الفوائد " ( 38 / 2 ) و الضياء المقدسي في " المختارة " كما في " نيل الأوطار " . قلت : و أبو عبد الله الأنصاري , أورده ابن أبي حاتم في " الجرح و التعديل " ( 4 / 2 / 400 ) لهذه الرواية , و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . و بالجملة , فالحديث حسن عندي . و الله أعلم . ثم وجدت له طريقا أخرى يرتقي بها إلى درجة الصحة , يرويه إبراهيم بن يوسف حدثنا سفيان بن عيينة عن منصور عن حبيب بن أبي ثابت عن زياد بن حدير عن عبد الله به . أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 4 / 198 ) من طريقين عنه . قلت : و هذا إسناد لا بأس به في المتابعات , زياد بن حدير ( و في الأصل : " ابن جرير " , و هو خطأ ) , يكنى بأبي المغيرة الأسدي , و هو ثقة . و من دونه ثقات من رجال الشيخين , غير إبراهيم بن يوسف , و هو الحضرمي الكندي , قال النسائي : " ليس بالقوي " . و قال موسى بن إسحاق : " ثقة " . و قال محمد بن عبد الله الحضرمي : " صدوق " . و ذكره ابن حبان في " الثقات " . قلت : فلولا أن حبيب بن أبي ثابت مدلس لحكمت على الإسناد بالصحة , فلا أقل من أن يصلح شاهدا جيدا لما تقدم . و الله أعلم . 2436 " لا عقر في الإسلام " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 564 : أخرجه أبو داود ( 2 / 71 ) و أحمد ( 3 / 197 ) و الرامهرمزي في " المحدث الفاصل " ( ص 46 ) عن عبد الرزاق أخبرنا معمر عن ثابت عن # أنس # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . قال عبد الرزاق : " كانوا يعقرون عند القبر بقرة أو شاة " . قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين . و قد وجدت له طريقا أخرى و لكنها واهية يرويه سفيان عن أبان عن أنس به . أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 7 / 118 ) و القضاعي في " مسند الشهاب " ( ق 71 / 2 ) . و أبان - هو ابن أبي عياش - متروك . 2437 " لا يقطع الأبطح إلا شدا " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 564 : أخرجه ابن ماجة ( 2987 ) و أحمد ( 6 / 404 - 405 ) و الطبراني في " الكبير " ( 25 / 97 / 253 ) عن هشام الدستوائي عن بديل بن ميسرة ( عن المغيرة بن حكيم ) عن صفية بنت شيبة عن # أم ولد شيبة # قالت : " رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسعى بين الصفا و المروة , و هو يقول : " فذكره . و أخرجه النسائي ( 2 / 42 ) عن حماد عن بديل عن المغيرة بن حكيم به نحوه . قلت : و هذا إسناد صحيح , رجاله كلهم ثقات . و أم ولد شيبة , هي أم عثمان بنت سفيان كما في " الطبراني " و غيره . و ما بين المعكوفتين زيادة لأحمد في إحدى روايتيه . و هي صحيحة لمتابعة حماد - و هو ابن زيد - عند النسائي . و قد قصر و وهم الهيثمي في إيراده الحديث في " المجمع " ( 3 / 248 ) , و قوله : " رواه الطبراني في " الكبير " , و رجاله ( رجال الصحيح ) " . أما تقصيره فواضح . و أما وهمه , فإنه ظن أنه لم يخرجه أحد الستة , فأورده ! 2438 " لا يأتي رجلا مولاه يسأله فضلا عنده فيمنعه إياه , إلا دعي له يوم القيامة شجاعا يتلمظ فضله الذي منع " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 565 : رواه أبو داود ( 5139 ) و النسائي في " الكبرى " ( 10 / 2 ) و أحمد ( 5 / 3 و 5 ) عن #بهز بن حكيم عن أبيه عن جده #مرفوعا . قلت : و سنده حسن . و ليس عند أبي داود " يتلمظ " . و في " القاموس " : ( لمظ ) : تتبع بلسانه ( اللماظة ) بالضم , لبقية الطعام في الفم , و أخرج لسانه , فمسح شفتيه , أو تتبع الطعام و تذوقه , كـ ( تلمظ ) في الكل " . 2439 " لا يؤمن عبد حتى يؤمن بالقدر خيره و شره , حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه , و أن ما أخطأه لم يكن ليصيبه " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 566 : أخرجه الترمذي ( 2 / 21 ) و ابن عدي في " الكامل " ( 217 / 1 ) عن عبد الله بن ميمون عن جعفر بن محمد عن أبيه عن # جابر بن عبد الله # مرفوعا . و قال الترمذي : " حديث غريب , لا نعرفه إلا من حديث عبد الله بن ميمون , و هو منكر الحديث " . قلت : لكن الحديث صحيح , فإنه جاء مفرقا في أحاديث : الأول : عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعا إلى قوله : " خيره و شره " . أخرجه الآجري في " الشريعة " ( ص 188 ) و أبو الحسن القزويني في " مجلس من الأمالي " ( 198 / 1 ) و اللالكائي في " السنة " ( 1 / 141 / 2 ) و أبو سعد الجنزروذي في " العاشر " من " أحاديث هشام بن عمار " ( 5 / 2 ) من طرق عنه . قلت : و هذا إسناد حسن . الثاني : عن عكرمة بن عمار عن شداد عن ابن عمر مرفوعا به نحوه . أخرجه اللالكائي . الثالث : عن إسماعيل بن أبي الحكم الثقفي قال : حدثني ابن أبي حازم عن أبيه عن سهل بن سعد الساعدي مرفوعا به . أخرجه اللالكائي أيضا , و الطبراني في " الكبير " ( 6 / 212 / 5900 ) . و قال الهيثمي ( 7 / 206 ) : " و إسماعيل بن أبي الحكم الثقفي لم أعرفه , و بقية رجاله ثقات " . و تعقبه الشيخ حمدي السلفي بأنه - أعني الهيثمي - قد قال في الثقفي هذا في حديث آخر ( 4 / 80 ) : " وثقه أبو حاتم , و لم يتكلم فيه أحد " . و أقول : لم يوثقه أبو حاتم , فقد قال ابنه في " الجرح " ( 1 / 1 / 165 ) : " روى عنه أبو زرعة , سئل أبي عنه ? فقال : شيخ " . و هذه اللفظة : " شيخ " , لا تعني أنه ثقة , و إنما يستشهد به كما نص ابنه في كتابه ( 1 / 37 ) . نعم , رواية أبي زرعة عنه توثيق له كما هو معلوم . فالإسناد حسن إن شاء الله تعالى . الرابع : من طريقين عن أنس بن مالك مرفوعا به . أخرجه ابن عساكر في " التاريخ " ( 2 / 60 / 2 و 11 / 38 / 1 ) . الخامس : عن الوليد بن عبادة عن أبيه عبادة بن الصامت في حديث : " و لن تؤمن بالله حتى تؤمن بالقدر خيره و شره , و تعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك و ما أخطأك لم يكن ليصيبك , سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : القدر على هذا من مات على غير هذا دخل النار " . أخرجه الآجري و كذا أحمد و ابن أبي عاصم و هو حديث صحيح كما حققته في " تخريج السنة لابن أبي عاصم " ( رقم 111 ) . السادس و السابع و الثامن و التاسع : عن أبي بن كعب و عبد الله بن مسعود و حذيفة بن اليمان و زيد بن ثابت مرفوعا في حديث لهم في القدر : " و لو أنفقت مثل أحد ذهبا في سبيل الله ما قبله الله منك حتى تؤمن بالقدر , و تعلم أن ما أصابك ... " الحديث , و فيه : " و لو مت على غير هذا لدخلت النار " . و إسناده صحيح , أخرجه جماعة من أصحاب السنن و المسانيد و غيرهم , و هو مخرج في " المشكاة " ( 115 ) , و " تخريج السنة " ( 245 ) . العاشر : عن أنس مرفوعا : " لا يجد عبد حلاوة الإيمان حتى يعلم أن ما أصابه ... " الحديث . أخرجه ابن أبي عاصم ( 247 ) بإسناد حسن عنه . 2440 " لا يتكلفن أحد لضيفه ما لا يقدر عليه " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 568 : أخرجه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 1 / 56 ) و الخطيب في " التاريخ " ( 10 / 205 ) و الديلمي ( 4 / 2 / 197 ) عن ابن لال كلاهما من طريق محمد بن الفرج حدثنا يونس بن محمد المؤدب حدثنا حسين بن الرماس قال : سمعت عبد الرحمن بن مسعود و سليم بن رباح و زكريا بن إسحاق يحدثون عن # سلمان # عن النبي صلى الله عليه وسلم : فذكره , و السياق للخطيب , و قال : " كذا قال : سليم بن رباح و زكريا بن إسحاق عن سلمان " . قلت : و لم يذكرهما ابن لال في الإسناد . و كذلك رواه الحاكم ( 4 / 123 ) من طريق الحسين بن محمد و هو المروذي عن الحسين بن الرماس به نحوه . قلت : و هو إسناد ضعيف مجهول , عبد الرحمن بن مسعود , لم أعرفه , و وقع في " المستدرك " أنه العبدي , فلم أجد من ترجمه هكذا , و يحتمل أنه عبد الرحمن بن مسعود بن نيار الأنصاري سمع سهل بن أبي حثمة . سمع منه خبيب بن عبد الرحمن , و لم يوثقه غير ابن حبان . فهو مجهول أيضا . و المقرونان معهما سليم بن رباح و زكريا بن إسحاق لم أعرفهما أيضا , و الثاني منهما يحتمل أن يكون زكريا بن إسحاق المكي الذي يروي عن عمرو بن دينار و طبقته و هو ثقة و لكنه لم يسمع من الصحابة , فهو منقطع . و الحسين بن الرماس قال ابن أبي حاتم ( 1 / 2 / 52 ) : " روى عن عبد الرحمن بن مسعود . روى عنه الحسين بن محمد المروذي " <1>. 1>و لم يذكر فيه غير ذلك , فهو مجهول , و لذلك قال الذهبي في " التلخيص " : " قلت : سنده لين " . لكن له عند الحاكم طريق أخرى عن سليمان بن قرم عن الأعمش عن شقيق قال : " دخلت أنا و صاحب لي على سلمان رضي الله عنه , فقرب إلينا خبزا و ملحا , فقال : لولا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهانا عن التكلف لتكلفت لكم , فقال صاحبي : لو كان في ملحنا سعتر , فبعث بمطهرته إلى البقال فرهنها , فجاء بسعتر فألقاه فيه , فلما أكلنا قال صاحبي : الحمد لله الذي قنعنا بما رزقنا ! فقال سلمان : لو قنعت بما رزقت لم تكن مطهرتي مرهونة عند البقال ! " , و قال : " صحيح الإسناد " , و وافقه الذهبي . و أقول : فيه نظر , فإن سليمان بن قرم , و إن كانوا قد رمزوا له بأنه من رجال الشيخين , فقد ضعفه جمع , و قال الحافظ في " التقريب " : " سيء الحفظ " . و لكنه لم يتفرد به , فقد تابعه قيس بن الربيع حدثنا عثمان بن شابور , رجل من بني أسد - عن شقيق - أو نحوه شك قيس أن سلمان دخل عليه رجل فدعا له بما كان عنده , فقال : لولا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهانا , أو لولا أنا نهينا أن يتكلف أحدنا لصاحبه لتكلفنا لك . أخرجه أحمد ( 5 / 441 ) . قلت : و إسناده ضعيف , عثمان بن شابور لم أجد له ترجمة , و لا أورده الحافظ في " تعجيل المنفعة " , و هو على شرطه . و قيس بن الربيع سيء الحفظ أيضا . لكن الحديث قوي بمجموع هذه الطرق , و لاسيما و يشهد له عموم حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : " نهينا عن التكلف " . أخرجه البخاري في أول " الاعتصام " . ( تنبيه ) : تقدم تخريج هذا الحديث برقم ( 2392 ) فمعذرة , و إن كان هنا لا يخلو من زيادة فائدة . ----------------------------------------------------------- [1] الأصل : " المروزي " , و هو تصحيف لأن المروذى يروي عنه العباس بن محمد الدوري و هو الراوي عنه هذا الحديث في " المستدرك " , فتنبه . اهـ . 2441 " لا يذهب الليل و النهار , حتى يملك رجل من الموالي يقال له : جهجاه " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 570 : أخرجه مسلم ( 8 / 184 ) و الترمذي ( 2229 ) و أحمد ( 2 / 329 ) و الثقفي في " مشيخة النيسابوريين " ( ق 192 / 1 ) عن عبد الكبير بن عبد المجيد أبي بكر الحنفي حدثنا عبد الحميد بن جعفر قال : سمعت عمر بن الحكم يحدث عن #أبي هريرة # مرفوعا . و قال الترمذي : " حديث حسن غريب " . 2442 " لا يزال الله يغرس في هذا الدين غرسا يستعملهم في طاعته " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 571 : أخرجه البخاري في " التاريخ - الكنى " ( ص 61 ) و ابن ماجة ( 1 / 7 - 8 ) و ابن حبان في " صحيحه " ( 326 - الإحسان ) و في " الثقات " ( 4 / 75 ) و الدولابي في " الكنى " ( 1 / 46 ) و ابن شاهين في " السنة " ( 18 / 47 / 1 ) و ابن عدي ( 58 / 2 ) و ابن منده في " المعرفة " ( 2 / 1 / 1 ) عن الجراح بن مليح البهراني قال : سمعت بكر بن زرعة الخولاني قال : سمعت # أبا عنبة الخولاني # - و هو من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم و هو ممن صلى القبلتين كلتيهما , و أكل الدم في الجاهلية - يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره . و قال البوصيري في " الزوائد " ( 2 / 2 ) : " هذا إسناد صحيح , رجاله كلهم ثقات " . قلت : بكر بن زرعة الخولاني ذكره ابن حبان في " الثقات " من رواية الجراح هذا عنه , و لم يوثقه غيره , لكنه روى عنه إسماعيل بن عياش أيضا كما في " الجرح و التعديل " ( 1 / 1 / 386 ) و أبو المغيرة الخولاني كما في " تهذيب التهذيب " , و قال في " التقريب " : " مقبول " . قلت : فمثله يمكن تحسين حديثه , أما تصحيحه فبعيد . 2443 " لا يعضه بعضكم بعضا " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 571 : أخرجه الطيالسي ( 2 / 66 / 2216 ) و أحمد ( 5 / 313 / 320 ) و مسلم ( 5 / 127 ) من طريق أبي قلابة عن أبي الأشعث عن # عبادة بن الصامت # مرفوعا به . و هو طرف حديث المبايعة عند أحمد و مسلم . و هذا القدر منه عزاه السيوطي للطيالسي فقط فقصر , و لقد وهم المناوي في إعلاله وهما فاحشا , فقال : " رمز لحسنه , و فيه أبو الأشعث , أورده الذهبي في " الضعفاء " , و قال : هو جعفر بن الحارث , كوفي نزل واسطا , ضعفوه " ! و ليس كما توهم المناوي , فإن أبا الأشعث هذا , إنما هو الصنعاني كما وقع مصرحا به في رواية مسلم , و كما يعلم ذلك من رواية أبي قلابة عنه , و من غير ذلك , و اسمه شراحيل بن آدة . ثم إن المناوي تناسى في " التيسير " تعقبه لتحسين السيوطي , فجزم فيه بأن إسناده حسن ! ! ( لا يعضه ) : أي لا يرميه بـ ( العضيهة ) , و هو البهتان و الكذب . 2444 " لا ينكح الزاني المجلود إلا مثله " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 572 : أخرجه أبو داود ( 1 / 321 ) و الحاكم ( 2 / 166 و 193 ) و أحمد ( 2 / 324 ) عن عمرو بن شعيب عن سعيد المقبري عن # أبي هريرة # مرفوعا . و في رواية للحاكم من طريق حبيب المعلم , قال : جاء رجل من أهل الكوفة إلى عمرو بن شعيب , فقال : ألا تعجب أن الحسن يقول : الزاني المجلود لا ينكح إلا مجلودة مثله ? فقال عمرو : و ما يعجبك ? حدثناه سعيد المقبري عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم و كان عبد الله بن عمرو ينادي بهذا " . و قال : " صحيح الإسناد " و وافقه الذهبي و هو كما قالا . قوله : " المجلود " قال الشوكاني ( 6 / 124 ) : هذا الوصف خرج مخرج الغالب , باعتبار من ظهر منه الزنى . و فيه دليل على أنه لا يحل للمرأة أن تتزوج من ظهر منه الزنى و كذلك لا يحل للرجل أن يتزوج بمن ظهر منها الزنى و يدل على ذلك قوله تعالى : *( و الزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك )* <1>" . ----------------------------------------------------------- [1] 1>النور : الآية : 3 . اهـ . 2445 " لا يقتل بعضكم بعضا [ و لا يصب بعضكم ( بعضا ) ] , و إذا رميتم الجمرة فارموا بمثل حصا الخذف " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 573 : أخرجه أبو داود ( 1966 ) و الطيالسي ( 1660 ) و أحمد ( 3 / 503 و 6 / 376 و 379 ) عن يزيد بن أبي زياد أخبرنا # سليمان بن عمرو بن الأحوص عن أمه # قالت : " رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يرمي الجمرة في بطن الوادي و هو راكب يكبر مع كل حصاة و رجل خلفه يستره , فسألت عن الرجل ? فقالوا : الفضل بن العباس و ازدحم الناس , فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ..." فذكره . و الزيادة لأحمد و سقط منه ما بين الهلالين و استدركته من : " الزيادة على الجامع الصغير " . و قد عزاه بالزيادة لأبي داود أيضا و ابن ماجة ! قلت : و هذا إسناد ضعيف , سليمان بن عمرو هذا مجهول الحال , لم يوثقه غير ابن حبان و لم يرو عنه غير يزيد هذا و شبيب بن غرقدة . و يزيد بن أبي زياد - و هو الهاشمي مولاهم - فيه ضعف من قبل حفظه . لكن الحديث حسن , فإن له في " المسند " طريقين آخرين : الأولى : عن الحجاج بن أرطأة عن أبي يزيد مولى عبد الله بن الحارث عن أم جندب الأزدية نحوه دون الزيادة . و أبو يزيد هذا غير معروف , أورده الحافظ في " التعجيل " لهذه الرواية و لم يزد ! و الأخرى : عن ليث عن عبد الله بن شداد عنها مرفوعا بلفظ : " يا أيها الناس ! عليكم السكينة و الوقار , و عليكم بمثل حصى الخذف " . قلت : و رجاله ثقات رجال الشيخين , إلا أن ليثا - و هو ابن سعد المصري - ولد بعد وفاة عبد الله بن شداد - و هو ابن الهاد الليثي المدني - بأكثر من عشر سنين . 2446 " يا بني بياضة ! أنكحوا أبا هند , و انحكوا إليه . و كان حجاما " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 574 : أخرجه البخاري في " التاريخ " ( 1 / 1 / 268 / 861 ) و أبو داود ( 2102 ) و ابن حبان ( 1249 ) و الحاكم ( 2 / 164 ) و ابن عدي ( 77 / 2 ) و ابن الأعرابي في " معجمه " ( 214 / 1 ) من طريق حماد بن سلمة : حدثنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة : " أن أبا هند حجم النبي صلى الله عليه وسلم في اليافوخ , فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ... " فذكره . قلت : و هذا إسناد حسن و صححه الحاكم و فيه نظر بينته في أماكن مضت , منها الحديث ( 760 ) . قوله : ( أنكحوا أبا هند ) : أي : زوجوه بناتكم . ( و انكحوا إليه ) : أي : اخطبوا إليه بناته , و لا تخرجوه منكم للحجامة . كذا في " عون المعبود " . 2447 " يجزئ من الوضوء مد , و من الغسل صاع " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 574 : روي من حديث # عقيل بن أبي طالب و جابر بن عبد الله و أنس بن مالك و عبد الله بن عباس # . 1 - أما حديث عقيل , فيرويه جبان بن علي عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الله بن محمد بن عقيل بن أبي طالب عن أبيه عن جده مرفوعا به . أخرجه ابن ماجة ( 270 ) . قلت : و هذا إسناد ضعيف . 2 - و أما حديث جابر , فيرويه سالم بن أبي الجعد عن جابر مرفوعا به . أخرجه الحاكم ( 1 / 161 ) , و قال : " صحيح على شرط الشيخين " , و وافقه الذهبي . و أقول : هو صحيح فقط , لأن هارون بن إسحاق الهمداني أحد رواته ليس من رجال الشيخين , و من طريقه أخرجه ابن خزيمة في " صحيحه " ( 117 ) و قال : " فيه دلالة على أن توقيت المد من الماء للوضوء أن ذلك يجزيء , لا أنه لا يجوز النقصان منه و لا الزيادة فيه " . قلت : و هو كما قال : لكن ينبغي مجانبة الإسراف في ماء الوضوء و الغسل لأنه منهي عنه . 3 - و أما حديث أنس فيرويه شريك عن عبد الله بن عيسى عن ابن جبر بن عتيك عنه بلفظ : " يجزي في الوضوء رطلان من ماء " . أخرجه أحمد ( 3 / 179 ) و الترمذي ( 2 / 507 / 609 - شاكر ) و قال : " حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث شريك على هذا اللفظ " . قلت : شريك - و هو ابن عبد الله القاضي - سيء الحفظ , و لكنه لم يتفرد به , فقد تابعه سفيان عن عبد الله بن جبر به . أخرجه أبو عوانة في " صحيحه " ( 1 / 233 ) : حدثنا الحسن بن علي بن عفان قال : حدثنا معاوية بن هشام قال : حدثنا سفيان بلفظ : " يكفي من الوضوء المد , و يكفي من الغسل الصاع " . قلت : و هذا إسناد جيد , و رجاله كلهم ثقات رجال مسلم على ضعف في حفظ معاوية بن هشام و هو القصار الكوفي , لكنه لم يتفرد به , فقال أحمد ( 3 / 264 ) : حدثنا معاوية بن عمرو حدثنا زائدة عن سفيان به , إلا أنه قال : حدثني جبر بن عبد الله , فقلبه , و إنما هو عبد الله بن جبر , و هو جده , فإنه عبد الله بن عبد الله بن جبر - و يقال : جابر . ابن عتيك الأنصاري كما في " التهذيب " . و زائدة هو ابن قدامة الثقفي . و معاوية بن عمرو هو ابن المهلب الأزدي , و كلاهما ثقة من رجال الشيخين , فالحديث صحيح على شرطهما . 4 - و أما حديث ابن عباس فيرويه عبد العزيز بن عبد الرحمن البالسي عن خصيف عن عكرمة عنه مرفوعا . أخرجه الطبراني في " الأوسط " ( ص 37 ) و قال : " لم يروه عن خصيف إلا عبد العزيز " . قلت : اتهمه الإمام أحمد . فالعمدة على ما قبله . ( تنبيه ) : أعل المناوي رواية الترمذي ( الحديث - 3 ) بقوله في " فيض القدير " : " و فيه عبد الله بن عيسى البصري , قال في " الكاشف " : ضعفوه " . قلت : و هذا وهم , و إنما عبد الله بن عيسى بن عبد الرحمن الأنصاري , و هو ثقة من رجال الشيخين . ثم إنه قد تابعه سفيان كما تقدم - و هو الثوري - , فقوله في " التيسير " : " و إسناده ضعيف " . خطأ آخر ! ( فائدة ) : في " القاموس " : " ( المد ) - بالضم : مكيال , و هو رطلان أو رطل و ثلث , أو ملء كفي الإنسان المعتدل إذا ملأهما و مد يده بهما , و به سمي مدا , و قد جربت ذلك فوجدته صحيحا " . قلت : فعلى القول الثاني في أن المد رطل و ثلث , يكون حديث شريك مخالفا لحديث سفيان الذي ذكر المد و لم يذكر الرطلين , فهو أقل منهما . و الله أعلم . ثم إن هذا الحديث قد سبق أن خرجته برقم ( 1991 ) , لكن بأوجز مما هنا , فقد تيسرت لنا فوائد جديدة , فاستحسنت تخريجه مرة أخرى بهذه الزيادات المفيدة , و لا يخلو التخريج السابق من فوائد لم يرد ذكرها هنا . 2448 " يجيء النبي و معه الرجلان و يجيء النبي و معه الثلاثة و أكثر من ذلك و أقل , فيقال له : هل بلغت قومك ? فيقول : نعم , فيدعى قومه , فيقال : هل بلغكم هذا ? فيقولون : لا . فيقال : من شهد لك ? فيقول : محمد و أمته , فتدعى أمة محمد , فيقال : هل بلغ هذا ? فيقولون : نعم . فيقول : و ما علمكم بذلك ? فيقولون : أخبرنا نبينا بذلك أن الرسل قد بلغوا , فصدقناه , قال : فذلك قوله تعالى : *( و كذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس و يكون الرسول عليكم شهيدا )* <1>" . ------------------------------------------------------------ [1] 1>البقرة : 143 . اهـ . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 577 : أخرجه ابن ماجة ( 2 / 573 - 574 ) و أحمد ( 3 / 58 ) عن أبي معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن # أبي سعيد # مرفوعا . قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين . و قد أخرجه البخاري ( 6 / 286 و 8 / 139 و 13 / 269 ) و الترمذي ( 2965 ) و أحمد ( 3 / 32 ) و قال الترمذي : " حديث حسن صحيح " . 2449 " يجير على أمتي أدناهم " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 578 : أخرجه أحمد ( 2 / 365 ) و الحاكم ( 2 / 141 ) عن كثير بن زيد عن الوليد بن رباح عن # أبي هريرة # أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره . قلت : و هذا إسناد حسن . و الحديث صحيح , فإن له شواهد بلفظ الإجازة : 1 - عن أنس مرفوعا . أخرجه الطحاوي في " مشكل الآثار " ( 2 / 92 ) و الحاكم ( 4 / 45 ) من طريق عبد الله بن شبيب حدثنا أيوب بن سليمان بن بلال حدثني أبو بكر بن أبي أويس حدثني سليمان بن بلال عن يحيى بن سعيد و صالح بن كيسان عن ابن شهاب عنه . قلت : و هذا إسناد ضعيف , عبد الله بن شبيب هذا واه . 2 - و عن أم سلمة مرفوعا . أخرجه الحاكم . و سنده حسن في الشواهد . 3 - و عن عمرو بن العاص به . أخرجه أحمد ( 4 / 197 ) و أبو يعلى ( 4 / 1769 ) عن رجل عنه . و رجاله ثقات رجال الشيخين غير الرجل , و به أعله الهيثمي ( 5 / 329 ) . 4 - عن ابنه عبد الله به . رواه أحمد و بعض أصحاب " السنن " و هو مخرج في " إرواء الغليل " ( 2208 ) و " صحيح أبي داود " ( 2457 ) . 5 - و عن علي و هو مخرج في " الإرواء " ( 2209 ) . ( تنبيه ) : حديث أبي هريرة لما عزاه السيوطي لمن ذكرنا أعله المناوي بقول الهيثمي : " فيه رجل لم يسم " ! و إنما قال هذا في حديث عمرو , و حديث أبي هريرة سالم منه , بل هو حسن صحيح لشواهده . 2450 " يخرج من النار من كان في قلبه مثقال ذرة من الإيمان " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 579 : أخرجه الترمذي ( 2601 ) و كذا النسائي ( 2 / 270 ) و أحمد ( 3 / 94 ) عن عبد الرزاق أخبرنا معمر عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن # أبي سعيد الخدري # مرفوعا به . و هو عند الآخرين مختصرا من حديث الشفاعة , و قال الأول : " حديث حسن صحيح " . قلت : و هو على شرط الشيخين . و له شاهد من حديث أنس بن مالك مرفوعا نحوه . أخرجه ابن خزيمة في " التوحيد " ( ص 193 ) و سنده صحيح . و أخرجه هو و الشيخان و غيرهما عنه بنحوه . 2451 " يعذب ناس من أهل التوحيد في النار , حتى يكونوا فيها حمما , ثم تدركهم الرحمة , فيخرجون و يطرحون على أبواب الجنة , قال : فيرش عليهم أهل الجنة الماء , فينبتون كما ينبت الغثاء في حمالة السيل , ثم يدخلون الجنة " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 580 : أخرجه أحمد ( 3 / 391 ) و الترمذي ( 2600 ) عن أبي معاوية عن الأعمش عن أبي سفيان عن # جابر # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره , و قال الترمذي : " حديث حسن صحيح " . قلت : و هو على شرط مسلم . و للحديث شاهد من حديث أبي سعيد الخدري بأتم منه . رواه مسلم و غيره كما تقدم برقم ( 1551 ) . 2452 " يعق عن الغلام و لا يمس رأسه بدم " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 580 : أخرجه ابن ماجة ( 2 / 281 ) و الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 33 / 2 ) و ابن منده في " المعرفة " ( 2 / 35 / 1 ) عن عبد الله بن وهب حدثني عمرو بن الحارث عن أيوب بن موسى أنه حدثه أن يزيد بن عبد المزني حدثه : [ عن أبيه ] أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره . و قال الطبراني : " لم يروه عن أيوب إلا عمرو , تفرد به ابن وهب " . قلت : و ثلاثتهم ثقات , لكن يزيد بن عبد الله المزني مجهول , لم يذكروا عنه راويا غير أيوب , و مع ذلك وثقه ابن حبان ( 5 / 543 ) ! لكن للحديث شاهد من حديث عائشة قالت : " كانوا في الجاهلية إذا عقوا عن الصبي خضبوا قطنة بدم العقيقة , فإذا حلقوا رأس الصبي وضعوها على رأسه , فقال النبي صلى الله عليه وسلم : اجعلوا مكان الدم خلوقا " . أخرجه ابن حبان ( 1057 ) . قلت : و إسناده صحيح . و أخرجه أبو داود و غيره من حديث بريدة نحوه . و إسناده صحيح أيضا . ( تنبيه ) : الزيادة التي بين المعكوفتين هي عند الطبراني و ابن منده و إثباتها هو الصواب كما في " التهذيب " . 2453 " يعمد الشيطان إلى أحدكم فيتهول له , ثم يغدو يخبر الناس ! " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 581 : أخرجه النسائي في " عمل اليوم و الليلة " ( 913 ) و ابن ماجة ( 2 / 451 ) و أحمد ( 2 / 344 ) عن محمد بن عبد الله بن الزبير عن عمر بن سعيد بن أبي حسين : حدثني عطاء بن أبي رباح عن # أبي هريرة # قال : " جاء رجل فقال : إني رأيت رأسي ضرب , فرأيته يتدهده , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ..." فذكره . قلت : و هذا حديث صحيح , رجاله ثقات رجال الشيخين . و له شاهد من حديث جابر نحوه . أخرجه مسلم ( 7 / 55 ) و النسائي ( 912 ) و استدركه الحاكم ( 4 / 302 ) , فوهم . و ترجم النسائي الحديث بقوله : " الزجر عن أن يخبر الإنسان بتلعب الشيطان به في منامه " . 2454 " تلقى عيسى حجته , فلقاه الله في قوله " *( و إذ قال الله يا عيسى بن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني و أمي إلهين من دون الله )* <1>, 1>فلقاه الله " *( سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق )* <2>, 2>الآية كلها " . ----------------------------------------------------------- [1 , 2 ] المائدة : الآية : 116 . اهـ . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 582 : أخرجه الترمذي ( 3064 ) عن طاووس عن # أبي هريرة # قال : فذكره موقوفا عليه إلى تمام الآية الأولى , ثم رفع الباقي فقال : قال أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم : فلقاه الله ...و لا شك أن جميعه مرفوع , و قال الترمذي : " حديث حسن صحيح " . قلت : و هو على شرط مسلم . 2455 " ينشأ نشء يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم , كلما خرج قرن قطع حتى يخرج في أعراضهم الدجال " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 582 : أخرجه ابن ماجة ( 1 / 74 ) : حدثنا هشام بن عمار حدثنا يحيى بن حمزة حدثنا الأوزاعي عن نافع عن # ابن عمر # قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره . و قال البوصيري في " زوائده " ( 13 / 1 ) : " إسناده صحيح , و قد احتج البخاري بجميع رواته " . قلت : لكن ابن عمار قال الحافظ : " صدوق مقرئ , كبر فصار يتلقن , فحديثه القديم أصح " . فإن كان الحديث قد حفظه , و لم يتلقنه فهو صحيح , على خلاف في سماع الأوزاعي من نافع . لكن يبدو لي أنه حديث حسن , فقد ثبت أن من أشراط الساعة نشئا ينشأون يتخذون القرآن مزامير . و قد سبق تخريجه برقم ( 979 ) . و روى أحمد و غيره عن عثمان بن أبي العاص مرفوعا في حديث له : " ... فيخرج الدجال في أعراض الناس " . و إسناده ضعيف . و له شاهد من حديث شهر بن حوشب عن عبد الله بن عمرو مرفوعا بلفظ : " يخرج ناس من قبل المشرق يقرءون القرآن لا يجاوز ..." الحديث . أخرجه الحاكم ( 4 / 486 - 487 ) و الطيالسي في " مسنده " ( 2293 ) و أحمد ( 2 / 198 - 199 و 209 ) من طريق قتادة عنه . و خالفه أبو جناب يحيى بن أبي حية عن شهر بن حوشب : سمعت عبد الله بن عمر ... فذكره نحوه . أخرجه أحمد ( 2 / 84 ) في " مسند عبد الله بن عمر بن الخطاب " . و الصواب رواية قتادة لأن أبا جناب ضعيف لكثرة تدليسه كما في " التقريب " . و شهر لا بأس به في الشواهد , و بعضهم يحسن حديثه , و لعله لذلك سكت عنه الحاكم و الذهبي . قوله : ( أعراضهم ) : جمع عرض بفتح و سكون , بمعنى الجيش العظيم و هو مستعار من العرض بمعنى ناحية الجبل , أو بمعنى السحاب الذي يسد الأفق . قاله السندي . 2456 " يوم القيامة كقدر ما بين الظهر و العصر " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 584 : أخرجه الحاكم ( 1 / 84 ) و عنه الديلمي ( 4 / 337 ) عن سويد بن نصر حدثنا ابن المبارك عن معمر عن قتادة عن زرارة بن أوفى عن # أبي هريرة # عن رسول الله صلى الله عليه وسلم به . و قال : " صحيح الإسناد , على شرط الشيخين إن كان سويد بن نصر حفظه , على أنه ثقة مأمون , فقد أخبرنا ... " .ثم ساقه من طريق عبدان : حدثنا عبد الله عن معمر موقوفا على أبي هريرة بلفظ : " يوم القيامة على المؤمنين كقدر ... " . الحديث . و وافقه الذهبي على ما قال , و أرى أن الموقوف في حكم المرفوع , بل هو أوضح و أبين . و الله أعلم . لكن سويدا ليس على شرط الشيخين و إن كان ثقة و هو رواية ابن المبارك .. 2457 " صلى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة من الصلوات ( و في رواية : صلاة الظهر ) فقام من اثنتين [ و لم يجلس ] فسبح به [ فلما اعتدل مضى و لم يرجع ] [ فقام الناس معه ] , فمضى حتى [ إذا ] فرغ من صلاته و لم يبق إلا السلام [ و انتظر الناس تسليمه ] سجد سجدتين [ يكبر في كل سجدة , و هو جالس ] قبل أن يسلم [ ثم سلم ] [ و سجد الناس معه , مكان ما نسي من الجلوس ] " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 584 : هذا الحديث مما يرويه # عبد الله بن بحينة # رضي الله تعالى عنه , و عنه عبد الرحمن الأعرج رحمه الله تعالى , و له عنه ثلاث طرق : الأولى : عن ابن شهاب الزهري عنه مختصرا نحوه . أخرجه البخاري ( 829 و 830 و 1224 و 1225 و 1230 و 6670 ) و مسلم ( 2 / 83 - 84 ) و ابن حبان ( 2666 - 2668 ) و غيرهم من طرق عنه . و هو مخرج في " إرواء الغليل " ( 2 / 45 / 338 ) و " صحيح أبي داود " ( 946 ) , فلا نطيل النفس في تخريجه إلا بقدر الحاجة . و الزيادات للشيخين أو لأحدهما , إلا الثالثة , فهي لغيرهما كما يأتي . الثانية : عن الضحاك عن عثمان عنه . أخرجه ابن خزيمة في " صحيحه " ( 2 / 115 / 1030 ) و الحاكم ( 1 / 322 ) و السياق له , و قال : " هذا حديث مفسر , صحيح على شرط الشيخين " ! و وافقه الذهبي ! قلت : و الضحاك بن عثمان لم يخرج له البخاري , فهو على شرط مسلم وحده و فيه ضعف يسير , يتقوى بما بعده . الثالثة : عن يحيى بن سعيد عنه . أخرجه ابن خزيمة ( 1031 ) - و له الزيادة الثانية - و ابن الجارود في " المنتقى " ( 2 - 93 / 242 ) و ابن حبان ( 2669 - 2670 ) بزيادة : " فسبحنا به " . قلت : و إسناده صحيح على شرط الشيخين , فكان على الحاكم أن يخرجه بأولى من الذي قبله . و اعلم أنه من الدواعي على إخراج هذا الحديث هنا أمور وقفت عليها , فما أحببت أن أدع التنبيه عليها : الأول : أنني رأيت المعلق على " المنتقى " لابن الجارود , عزا الحديث من رواية يحيى بن سعيد هذه للستة و غيرهم , و ليس عندهم زيادة التسبيح . و نبه على ذلك صديقنا الفاضل أبو إسحاق الحويني في كتابه القيم : " غوث المكدود في تخريج منتقى ابن الجارود " , و قد أهدى إلي الجزء الأول منه , جزاه الله خيرا . الثاني : أن الحافظ في " الفتح " عزاها لابن خزيمة فقط ! الثالث : أن الحافظ الهيثمي لم يورد رواية ابن حبان هذه في " موارد الظمآن " , فإنها من شرطه لهذه الزيادة , فقد أورد مثلا ( 536 ) حديث عمران في سجود السهو , مع كونه في " مسلم " لأن في رواية ابن حبان زيادة ذكر التشهد بعد سجدتي السهو , و قد فاته من هذا القبيل الشيء الكثير , و لعل أوفق لاستدراكه أو استدراك بعضه على الأقل . و الله تعالى ولي التوفيق . ( فائدة ) : قوله : " فلما اعتدل مضى و لم يرجع " فيه إشارة قوية إلى أن عدم رجوعه صلى الله عليه وسلم إلى التشهد - و هو واجب - إنما هو اعتداله صلى الله عليه وسلم قائما , و مفهومه أنه لو لم يعتدل لرجع , و قد جاء هذا منصوصا عليه في قوله صلى الله عليه وسلم : " إذا قام الإمام في الركعتين , فإن ذكر قبل أن يستوي قائما فليجلس , فإن استوى قائما فلا يجلس , و يسجد سجدتي السهو " . و هو حديث صحيح بمجموع طرقه , أحدها جيد , و هو مخرج في " الإرواء " ( 388 ) و " صحيح أبي داود " ( 949 ) . فما جاء في بعض كتب الفقه أنه إذا كان إلى القيام أقرب لم يرجع , فإنه مع مخالفته للحديثين , فلا أصل له في السنة البتة , فكن أيها المسلم من دينك على بينة . 2458 " مكتوب في الإنجيل : لا فظ و لا غليظ و لا سخاب بالأسواق و لا يجزي بالسيئة مثلها , بل يعفو و يصفح " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 586 : رواه الحاكم ( 2 / 614 ) و ابن عساكر ( 1 / 264 / 2 ) عن أحمد بن عبد الجبار حدثنا يونس بن بكير عن يونس بن عمرو عن العيزار بن حريث عن # عائشة # أن رسول الله مكتوب ... الحديث . هكذا في المستدرك , و في ابن عساكر : " قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مكتوب ..." , و لعل الأول هو الصواب , و قال الحاكم : " صحيح على شرط الشيخين " , و وافقه الذهبي , و فيه نظر من وجهتين : الأول : أن أحدا من رواته لم يخرج له البخاري في " صحيحه " محتجا به . الثاني : أن أحمد بن عبد الجبار لم يخرج له مسلم أيضا , و إنما هو من رجال أبي داود فيما قيل , و قد قال الحافظ فيه : " ضعيف , و سماعه للسيرة صحيح " . قلت : و يعني بـ " السيرة " : " مغازي يونس بن بكير " هذا , كما يستفاد من ترجمته في " التهذيب " , و فيها ما يدل على أنه صدوق , في حفظه ضعف , و هو ما انتهى إليه اجتهاد الحافظ , فقال في " التقريب " : " صدوق يخطىء " . و لعله لا ينافي قول الذهبي في " الميزان " : " و قد أخرج مسلم ليونس في الشواهد لا الأصول , و كذلك ذكره البخاري مستشهدا به , و هو حسن الحديث " . و يؤيده قول ابن حبان في " الثقات " ( 8 / 45 ) : " حدثنا عنه أصحابنا , ربما خالف , لم أر في حديثه شيئا يجب أن يعدل به عن سبيل العدول إلى سنن المجروحين " . و يونس بن عمرو هو يونس بن أبي إسحاق : عمرو بن عبد الله السبيعي , و هو صدوق يهم قليلا كما قال الحافظ . و بالجملة , فقول الحاكم و الذهبي : إن الحديث صحيح على شرط الشيخين وهم ظاهر , بل و لا هو صحيح الإسناد . نعم هو حسن على الأرجح . و الله أعلم . 2459 " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى همس شيئا لا أفهمه و لا يخبرنا به , قال : أفطنتم لي ? قلنا : نعم . قال : إني ذكرت نبيا من الأنبياء أعطي جنودا من قومه , ( و في رواية : أعجب بأمته ) , فقال : من يكافئ هؤلاء ? أو من يقوم لهؤلاء - أو غيرها من الكلام , ( و في الرواية الأخرى : من يقوم لهؤلاء ? و لم يشك ) , فأوحي إليه أن اختر لقومك إحدى ثلاث , إما أن نسلط عليهم عدوا من غيرهم أو الجوع أو الموت , فاستشار قومه في ذلك , فقالوا : أنت نبي الله , فكل ذلك إليك , خر لنا . فقام إلى الصلاة و كانوا إذا فزعوا فزعوا إلى الصلاة فصلى ما شاء الله , قال : ثم قال : أي رب ! أما عدو من غيرهم , فلا , أو الجوع , فلا , و لكن الموت , فسلط عليهم الموت , فمات منهم [ في يوم ] سبعون ألفا , فهمسي الذي ترون أني أقول : اللهم بك أحول و لك أصول و بك أقاتل " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 588 : أخرجه أحمد ( 6 / 16 ) : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي حدثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن # صهيب # قال .... فذكره . قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين . و تابعه معمر عن ثابت البناني به نحوه , دون الورد الذي في آخره , و الرواية الأخرى و الزيادة له , و زاد : " و كان إذا حدث هذا الحديث , حدث بهذا الحديث الآخر : كان ملك من الملوك , و كان لذلك الملك كاهن ... " , الحديث بطوله . أخرجه الترمذي ( 2 / 236 - 237 ) و قد أخرجه مسلم ( 8 / 229 - 231 ) و أحمد في رواية له ( 1 / 16 - 18 ) من طريق حماد بن سلمة حدثنا ثابت به دون الحديث الأول . و قال الترمذي : " حديث حسن غريب " . قلت : و إسناده على شرطهما أيضا . ( تنبيه ) : جاء في " الأذكار " للإمام النووي ما نصه : " و ذكر الإمام أبو محمد القاضي حسين من أصحابنا رحمه الله في كتابه " التعليق في المذهب " قال : " نظر بعض الأنبياء صلوات الله و سلامه عليهم أجمعين إلى قومه يوما فاستكثرهم , و أعجبوه , فمات منهم في ساعة سبعون ألفا , فأوحى الله سبحانه و تعالى إليه : إنك عنتهم ! و لو أنك إذا عنتهم حصنتهم لم يهلكوا , قال : و بأي شيء أحصنهم ? فأوحى الله تعالى إليه : تقول : حصنتهم بالحي القيوم الذي لا يموت أبدا , و دفعت عنكم السوء بلا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم " . فأقول : و هو بهذا السياق منكر عندي لأنه يخالف الرواية الصحيحة المتقدمة من وجوه لا تخفى , و العجيب أن النووي قال عقبه : " قال المعلق عن القاضي حسين : و كان عادة القاضي رحمه الله إذا نظر إلى أصحابه فأعجبه سمتهم و حسن حالهم حصنهم بهذا المذكور " . قلت : فسكت عليه النووي , فكأنه أقره و استحسنه , و لو كان هذا حديثا ضعيفا لقلنا : إنه حمله على ذلك قوله : يعمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال . فكيف و هو لم يذكره حديثا مرفوعا و لو ضعيفا ? فكيف و هو مخالف للحديث الصحيح ? أفليس هذا من شؤم القول المذكور يحملهم على العمل حتى بما لا أصل له من الحديث ? بلى ! فهل من معتبر ? ! 2460 " إن الشمس تدنو حتى يبلغ العرق نصف الأذن , فبيناهم كذلك استغاثوا بآدم فيقول : لست صاحب ذلك , ثم بموسى , فيقول كذلك , ثم محمد صلى الله عليه وسلم , فيشفع بين الخلق , فيمشي حتى يأخذ بحلقة الجنة , فيومئذ يبعثه الله مقاما محمودا , يحمده أهل الجمع كلهم " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 590 : أخرجه ابن خزيمة في " التوحيد " ( ص 199 ) : حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم قال : أخبرنا أبي و شعيب قالا : أخبرنا الليث عن عبيد الله بن أبي جعفر قال : سمعت حمزة بن عبد الله يقول : سمعت # عبد الله بن عمر # يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . قلت : و هذا إسناد صحيح , رجاله ثقات , رجال الشيخين , غير محمد بن عبد الله بن عبد الحكم و أبيه , و هما ثقتان فقيهان بصريان . قلت : و هذا حديث عزيز في المقام المحمود و أنه شفاعته صلى الله عليه وسلم الخاصة به . و هو أصح حديث وقفت عليه فيه و هناك أحاديث أخرى , فانظر الحديثين المتقدمين ( 2369 و 2370 ) و " تخريج السنة " ( 784 و 785 و 789 ) . و الحديث قال الهيثمي ( 10 / 371 ) : " رواه الطبراني في " الأوسط " عن مطلب بن شعيب عن عبد الله بن صالح , و كلاهما قد وثق على ضعف فيه , و بقية رجاله رجال الصحيح " . قلت : إسناد ابن خزيمة سالم من هذين المضعفين , و عبد الله بن صالح كثير الرواية عن الليث - و هو ابن سعد - بل هو كاتبه , و لولا غفلة كانت فيه لكانت روايته عنه من أقوى الروايات , و على كل حال , فهو متابع للثقتين في رواية ابن خزيمة , ففيها قوة للحديث . و الله أعلم . ثم رأيت ابن خزيمة أخرجه بإسناد آخر عن الليث , فقال ( ص 158 - 159 ) : " و حدثنا يونس بن عبد الأعلى قال : حدثنا يحيى - يعني ابن عبد الله بن بكير - قال : حدثني الليث ..." به . قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط مسلم . ( فائدة ) : قوله صلى الله عليه وسلم : " استغاثوا بآدم " , أي : طلبوا منه عليه السلام أن يدعو لهم , و يشفع لهم عند الله تبارك و تعالى . و الأحاديث بهذا المعنى كثيرة معروفة في " الصحيحين " , و غيرهما . و ليس فيه جواز الاستغاثة بالأموات , كما يتوهم كثير من المبتدعة الأموات ! بل هو من باب الاستغاثة بالحي فيما يقدر عليه , كما في قوله تعالى : *( فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه ..)* الآية <1>1>. و من الواضح البين أنه لا يجوز - مثلا - أن يقول الحي القادر للمقيد العاجز : أعني ! فالميت الذي يستغاث به من دونه تعالى أعجز منه , فمن خالف , فهو إما أحمق مهبول , أو مشرك مخذول لأنه يعتقد في ميته أنه سميع بصير , و على كل شيء قدير , و هنا تكمن الخطورة لأن الشرك الأكبر , و هو الذي يخشاه أهل التوحيد على هؤلاء المستغيثين بالأموات من دون الله تبارك و تعالى , و هو القائل : *( إن الذين تدعون من دون الله عباد أمثالكم فادعوهم فليستجيبوا لكم إن كنتم صادقين . ألهم أرجل يمشون بها أم لهم أيد يبطشون بها أم لهم أعين يبصرون بها أم لهم آذان يسمعون بها )* <2>. 2>و قال : *( و الذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير . إن تدعوهم لا يسمعوا دعائكم و لو سمعوا ما استجابوا لكم و يوم القيامة يكفرون بشرككم و لا ينبئك مثل خبير )* <3>. ----------------------------------------------------------- [1] 3>القصص : الآية : 15 . [2] الأعراف : الآية : 194 - 195 . [3] فاطر : الآية : 13 - 14 . اهـ . 2461 " ما من عام بأكثر مطرا من عام و لكن الله يصرفه بين خلقه [ حيث يشاء ] . ثم قرأ : *( و لقد صرفناه بينهم [ ليذكروا ] )* <1>[ 1>الآية ] " . ----------------------------------------------------------- [1] الفرقان : 5 . اهـ . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 592 : أخرجه ابن جرير في " التفسير " ( 19 / 15 ) و الحاكم ( 2 / 403 ) من طريق سليمان التيمي سمعت الحسن بن مسلم يحدث طاووسا عن سعيد بن جبير عن # ابن عباس # قال : فذكره , و السياق له , و كذا الزيادة الثانية في رواية , و الزيادة الأولى للحاكم , و قال : " صحيح على شرط الشيخين " , و وافقه الذهبي و هو كما قالا . و له شاهد يرويه يزيد بن أبي زياد أنه سمع أبا جحيفة يقول : سمعت عبد الله بن مسعود يقول : فذكره . أخرجه ابن جرير . قلت : و رجاله ثقات رجال الشيخين غير يزيد هذا - و هو الهاشمي مولاهم - و هو سيء الحفظ , فلا بأس به في الشواهد , و عزاه في " الدر المنثور " ( 5 / 73 ) للخرائطي في " مكارم الأخلاق " . و قال البغوي في " معالم التنزيل " ( 6 / 184 - منار ) عقب حديث ابن عباس : " و هذا كما روي مرفوعا : ما من ساعة من ليل و لا نهار , إلا و السماء تمطر فيها , يصرفه الله حيث يشاء . و ذكر ابن إسحاق و ابن جريج و مقاتل و بلغوا به ابن مسعود يرفعه قال : ليس من سنة بأمر <1>من أخرى , و لكن الله قسم هذه الأرزاق , فجعلها في السماء الدنيا في هذا القطر , ينزل منه كل سنة بكيل معلوم 1>, و وزن معلوم , و إذا عمل قوم بالمعاصي حول الله ذلك إلى غيرهم , فإذا عصوا جميعا صرف الله ذلك إلى الفيافي و البحار " . قلت : فيظهر مما تقدم أن الحديث و إن كان موقوفا , فهو في حكم المرفوع لأنه لا يقال من قبل الرأي و الاجتهاد , و لأنه روي مرفوعا . و الله أعلم . ----------------------------------------------------------- [1] على وزن أفعل , أي : أسوأ . اهـ . 2462 " يحلها - يعني : مكة - و يحل به - يعني : الحرم المكي - رجل من قريش , لو وزنت ذنوبه بذنوب الثقلين لوزنتها " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 593 : أخرجه أحمد ( 2 / 196 و 219 ) : حدثنا هاشم حدثنا إسحاق - يعني ابن سعيد - حدثنا # سعيد بن عمرو # قال : " أتى عبد الله بن عمرو ابن الزبير , و هو جالس في الحجر , فقال : يا ابن الزبير ! إياك و الإلحاد في حرم الله , فإني أشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( فذكره ) . قال : فانظر أن لا تكون هو يا ابن عمرو ! فإنك قد قرأت الكتب و صحبت الرسول صلى الله عليه وسلم , فإني أشهدك أن هذا وجهي إلى الشام مجاهدا " . قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين , و هاشم هو ابن القاسم أبو النضر , و قد توبع , فقال الإمام أحمد ( 2 / 136 ) : حدثنا محمد بن كناسة حدثنا إسحاق بن سعيد عن أبيه قال : " أتى عبد الله بن عمر عبد الله بن الزبير , فقال : ..." فذكره نحوه دون قوله : " فإنك قد قرأت الكتب ..." . كذا قال " ابن عمر " , و في " مسنده " أورده الإمام أحمد و لعله من أوهام ابن كناسة , فإنه مع ثقته قد قال فيه أبو حاتم : " يكتب حديثه و لا يحتج به " . و قال الهيثمي ( 3 : 285 ) في الطريق الأولى : " رواه أحمد و رجاله رجال الصحيح " . و قال في الأخرى : " رواه أحمد و رجاله ثقات " . و ذكره من حديث ابن عمرو أيضا بلفظ : " يلحد رجل بمكة يقال له : عبد الله , عليه نصف عذاب العالم " . و قال : " رواه البزار , و فيه محمد بن كثير الصنعاني , وثقه صالح بن محمد و ابن سعد و ابن حبان , و ضعفه أحمد " . و قال الحافظ في الصنعاني هذا : " صدوق , كثير الغلط " . لكن له شاهد يرويه يعقوب عن جعفر بن أبي المغيرة عن ابن أبزى عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال : قال له عبد الله بن الزبير حين حصر : إن عندي نجائب قد أعددتها لك , فهل لك أن تحول إلى مكة , فيأتيك من أراد أن يأتيك ? قال : لا , إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " يلحد بمكة كبش من قريش اسمه عبد الله , عليه مثل نصف أوزار الناس " . أخرجه أحمد ( 1 / 64 ) و رجاله ثقات كما قال الهيثمي , لكن جعفرا هذا - و هو ابن أبي المغيرة الخزاعي القمي - و يعقوب - و هو ابن عبد الله القمي - كلاهما قال الحافظ فيهما : " صدوق يهم " . فالحديث حسن بلفظ البزار , صحيح بلفظ أحمد . 2463 " من وعده الله على عمل ثوابا , فهو منجزه له , و من وعده على عمل عقابا فهو فيه بالخيار " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 595 : أخرجه أبو يعلى في " مسنده " ( 2 / 838 ) و ابن أبي عاصم في " السنة " ( 960 - بتحقيقي ) و عبد الله البغوي في " حديث هدبة بن خالد " ( 1 / رقم 55 ) قالوا : حدثنا هدبة حدثنا سهيل بن أبي حزم القطيعي عن ثابت عن # أنس # مرفوعا به . و أخرجه القاسم السرقسطي في " غريب الحديث " ( 2 / 109 / 2 ) و أبو الحسين الأبنوسي في " الفوائد " ( 6 / 2 ) و ابن عدي في " الكامل " ( 189 / 1 ) و أبو بكر الكلاباذي في " مفتاح المعاني " ( 110 / 2 و 354 / 2 ) و الواحدي في " الوسيط " ( 1 / 181 / 1 ) و ابن عساكر في " التاريخ " ( 12 / 260 / 2 ) كلهم عن هدبة به . قلت : و هذا إسناد ضعيف , رجاله كلهم ثقات غير سهيل هذا , فهو ضعيف كما في " التقريب " , و قد ضعفه الجمهور و منهم البخاري , و قال ابن حبان : " يتفرد عن الثقات بما لا يشبه حديث الأثبات " . و الحديث قال الهيثمي ( 10 / 211 ) : " رواه أبو يعلى و الطبراني في " الأوسط " و فيه سهيل بن أبي حزم , و قد وثق على ضعفه , و بقية رجاله رجال الصحيح " . قلت : لم يوثقه غير العجلي و هو لين التوثيق , و قال ابن معين في رواية : " صالح " . و ضعفه الجمهور كما تقدم , و فيهم ابن معين في الرواية الأخرى عنه . قلت : و الحديث مع ضعف سنده فهو ثابت المتن عندي , فإن شطره الأول يشهد له آيات كثيرة في القرآن الكريم كقوله تعالى : *( لا يخلف الله وعده )* <1>1>و قوله : *( و نتجاوز عن سيئاتهم في أصحاب الجنة وعد الصدق الذي كانوا يوعدون )* <2>. 2>و أما الشطر الآخر , فيشهد له حديث عبادة بن الصامت مرفوعا بلفظ : " ... و من عبد الله ...و سمع و عصى , فإن الله تعالى من أمره بالخيار , إن شاء رحمه , و إن شاء عذبه " . أخرجه أحمد و غيره بسند حسن كما حققته في " تخريج السنة " ( 968 ) و له طرق أخرى في " الصحيحين " و غيرهما بنحوه . فانظر التخريج المذكور ( 961 - 967 ) . ----------------------------------------------------------- [1] الروم : الآية : 6 . [2] الأحقاف : الآية : 16 . اهـ . 2464 " كل فجاج مكة طريق و منحر " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 597 : حديث صحيح روي من حديث #جابر بن عبد الله و جبير بن مطعم و عبد الله بن عباس # . 1 - أما حديث جابر فيرويه أسامة بن زيد عن عطاء بن أبي رباح حدثه أنه سمع جابر بن عبد الله رضي الله عنهما يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ... فذكره . أخرجه أبو داود ( 1917 ) و الدارمي ( 2 / 156 - 157 ) و ابن ماجة ( 3048 ) و الطحاوي في " مشكل الآثار " ( 2 / 73 ) و الحاكم ( 1 / 460 ) و البيهقي ( 5 / 239 ) و أحمد ( 3 / 326 ) من طرق عن أسامة به . و قال الحاكم : " صحيح على شرط مسلم " , و وافقه الذهبي . و أقول : إنما هو حسن فقط لأن أسامة - و هو الليثي مولاهم - و إن كان من رجال مسلم , فقد تكلم فيه بعضهم من قبل حفظه , و وثقه آخرون , و منهم يعقوب بن سفيان الحافظ المشهور , فقد روى البيهقي عنه أنه قال عقب الحديث : " أسامة بن زيد - عند أهل بلده : المدينة - ثقة مأمون " . قلت : يعني أن أهل بلده أعرف به من غيره . و لكنه لا يخلو من ضعف , و قد أشار الحافظ إلى ذلك بقوله في " التقريب " : " صدوق , يهم " . 2 - و أما حديث جبير فيرويه سعيد بن عبد العزيز قال : حدثني سليمان بن موسى عنه مرفوعا به دون قوله : " طرق " . أخرجه ابن حبان ( 1008 ) و أحمد ( 4 / 82 ) . قلت : و هذا إسناد لا بأس به في الشواهد , فإن رجاله ثقات رجال مسلم غير سليمان بن موسى - و هو الأموي مولاهم - قال الحافظ : " صدوق , فقيه , في حديثه بعض لين " . و قال في سعيد بن عبد العزيز - و هو التنوخي - : " ثقة إمام , سواه أحمد بالأوزاعي , و قدمه أبو مسهر , و لكنه اختلط في آخر عمره " . 3 - و أما حديث ابن عباس , فأورده الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 3 / 281 ) و قال : " رواه الطبراني في " الأوسط " و " الصغير " و فيه عبد الله بن عمر العمري و فيه كلام و قد وثق " . قلت : و ذكره مالك في " الموطأ " ( 3 / 183 - زرقاني ) بلاغا . و جملة القول أن الحديث بمجموع هذه الطرق صحيح بلا ريب , و لاسيما و له شاهد من حديث ابن عباس أنه كان ينحر بمكة . أخرجه البيهقي بسند صحيح عنه , و روى بسند فيه ضعف عن ابن عمر نحوه . و الله سبحانه و تعالى أعلم . 2465 " المتلاعنان إذا تفرقا , لا يجتمعان أبدا " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 598 : ورد من حديث # ابن عمر و سهل بن سعد و عبد الله بن مسعود و علي بن أبي طالب # . 1 - أما حديث ابن عمر , فعلقه البيهقي ( 7 / 409 ) فقال : و روينا عن محمد بن زيد عن سعيد بن جبير عنه مرفوعا به . و هذا إسناد رجاله ثقات , و ابن زيد هو ابن علي الكندي , فإذا كان السند إليه ثابتا , فهو صحيح الإسناد , و على كل حال , فإنه يشهد له ما بعده . 2 - و أما حديث سهل فيرويه عياض بن عبد الله الفهري و غيره عن ابن شهاب عن سهل في حديث المتلاعنين قال : " فمضت السنة بعد في المتلاعنين أن يفرق بينهما , ثم لا يجتمعان أبدا " . أخرجه أبو داود ( 1 / 351 - 352 ) و البيهقي ( 7 / 410 ) . قلت : و هذا إسناد جيد , و رجاله رجال مسلم , و الفهري هذا و إن كان فيه ضعف , فليس شديدا , فمثله يستشهد به , و لاسيما أنه لم يتفرد به , فقد قرن به غيره , و هذا و إن لم يسم في هذه الرواية فمن المحتمل أن يكون الزبيدي الآتي , فإن كان هو , فهي متابعة قوية لأن الزبيدي هذا - و اسمه محمد بن زياد - ثقة ثبت من كبار أصحاب الزهري كما قال الحافظ , و إن كان غيره , فهو مجهول إن لم يقو حديثه فلا يضره . و هذه المتابعة يرويها الأوزاعي عن الزبيدي عن الزهري به . أخرجه البيهقي . قلت : و إسناده صحيح , رجاله ثقات غير ابن أبي حسان شيخ أبي بكر الإسماعيلي , فلم أعرف اسمه الآن . 3 و 4 - و أما حديث ابن مسعود و علي فيرويه قيس بن الربيع عن عاصم عن أبي وائل عن عبد الله , و عن عاصم عن زر عن علي قالا : " مضت السنة في المتلاعنين أن لا يجتمعا أبدا " . أخرجه عبد الرزاق في " المصنف " ( 7 / 112 / 12434 و 12436 ) و البيهقي و الطبراني في " المعجم الكبير " ( 9 / 390 / 9661 ) عن ابن مسعود وحده . قلت : و إسناده حسن في المتابعات على الأقل لأن قيس بن الربيع فيه ضعف من قبل حفظه . و للحديث شاهد موقوف يرويه الأعمش عن إبراهيم أن عمر بن الخطاب قال في المتلاعنين إذا تلاعنا : يفرق بينهما , و لا يجتمعان أبدا . أخرجه عبد الرزاق , و البيهقي . قلت : و رجاله موثقون , لكنه منقطع بين إبراهيم - و هو النخعي - و عمر بن الخطاب . إذا علمت ما تقدم فالحديث صالح للاحتجاج به على أن فرقة اللعان إنما هي فسخ , و هو مذهب الشافعي و أحمد و غيرهما , و ذهب أبو حنيفة إلى أنه طلاق بائن , و الحديث يرد عليه , و به أخذ مالك أيضا و الثوري و أبو عبيدة و أبو يوسف , و هو الحق الذي يقتضيه النظر السليم في الحكمة من التفريق بينهما , على ما شرحه ابن القيم رحمه الله تعالى في " زاد المعاد " فراجعه ( 4 / 151 و 153 - 154 ) و إليه مال الصنعاني في " سبل السلام " ( 3 / 241 ) . 2466 " كان لا يقرأ القرآن في أقل من ثلاث " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 600 : أخرجه ابن سعد في " الطبقات " ( 1 / 376 ) : أخبرنا يوسف بن الغرق أخبرنا الطيب بن سليمان حدثتنا عمرة قالت : سمعت # عائشة # رضي الله عنها تقول : فذكره . و أخرجه أبو الشيخ في " أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم " ( ص 280 - 281 ) من طريق أخرى عن يوسف بن الغرق به . قلت : و هذا إسناد فيه ضعف , يوسف هذا , قال ابن أبي حاتم ( 4 / 2 / 227 - 228 ) : " سألت أبي عنه ? فقال : ليس بالقوي , سمعت أبي يقول : قال أحمد بن حنبل : رأيته , و لم أكتب عنه شيئا " . و ضعفه غيره , و أما ابن حبان فذكره في " الثقات " ( 9 / 279 ) ! و الطيب بن سليمان خير منه , فقد وثقه ابن حبان ( 8 / 328 ) و الطبراني أيضا , و قال الدارقطني : " ضعيف " . لكن يشهد للحديث نهيه صلى الله عليه وسلم عبد الله بن عمرو أن يقرأ القرآن في أقل من ثلاث , و قوله صلى الله عليه وسلم : " من قرأ القرآن في أقل من ثلاث لم يفقهه " . و هو ثابت صحيح عنه صلى الله عليه وسلم , و هو مخرج في " صفة الصلاة " ( ص 118 - 119 الطبعة السابعة ) . و انظر الحديث ( 1512 و 1513 ) و ما ذكر تحتهما . و لا يشكل على هذا ما ثبت عن بعض السلف مما هو خلاف هذه السنة الصحيحة , فإن الظاهر أنها لم تبلغهم . و ما أحسن ما قال الإمام الذهبي رحمه الله تعالى في ترجمة الحافظ وكيع بن الجراح , في كتابه العظيم " سير أعلام النبلاء " ( 7 / 39 / 2 ) و قد روى عنه أنه كان يصوم الدهر و يختم القرآن كل ليلة : " قلت : هذه عبادة يخضع لها , و لكنها من مثل إمام من الأئمة الأثرية مفضولة , فقد صح نهيه عليه السلام عن صوم الدهر , و صح أنه نهى أن يقرأ القرآن في أقل من ثلاث , و الدين يسر و متابعة السنة أولى , فرضي الله عن وكيع , و أين مثل وكيع ? و مع هذا فكان ملازما لشرب نبيذ الكوفة الذي يسكر الإكثار منه , و كان متأولا في شربه , و لو تركه تورعا لكان أولى به , فإن من توقى الشبهات فقد استبرأ لدينه و عرضه . و قد صح النهي و التحريم للنبيذ المذكور , و ليس هذا موضع هذه الأمور , و كل أحد يؤخذ من قوله و يترك , فلا قدوة في خطإ العالم , نعم , و لا يوبخ بما فعله باجتهاد , نسأل الله المسامحة " . 2467 " لما لقي موسى الخضر عليهما السلام جاء طير , فألقى منقاره في الماء , فقال الخضر لموسى : تدري ما يقول هذا الطير ? قال : و ما يقول ? قال : يقول : ما علمك و علم موسى في علم الله إلا كما أخذ منقاري من الماء " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 602 : أخرجه الحاكم ( 2 / 369 ) : حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه حدثنا أبو عمران موسى بن هارون بن عبد الله الحافظ حدثني أبي حدثنا أبو داود الطيالسي حدثنا ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : حدثني # أبي بن كعب # أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره . و قال : " صحيح على شرط الشيخين " , و وافقه الذهبي , و أقره السيوطي في " الدر المنثور " ( 4 / 234 ) . و أقول : إنما هو على شرط مسلم وحده , فإن أبا داود الطيالسي و هارون بن عبد الله - و هو الحمال - لم يحتج بهما البخاري . و أما موسى بن هارون و ابن بالويه , فليسا من رجالهما , و موسى ثقة حافظ كبير كما قال الحافظ و أورده تمييزا . و أما ابن بالويه , فترجمه الخطيب ( 1 / 282 ) و قال : " حدثنا عنه أبو بكر البرقاني , و سألته عنه ? فقال : " ثقة " . مات سنة أربع و سبعين و ثلاثمائة . و هو ابن أربع و تسعين سنة " . و الحديث قطعة من قصة الخضر مع موسى عليهما الصلاة و السلام في " الصحيحين " , و " زوائد أحمد " ( 5 / 117 - 118 ) لكنهم لم تقع لهم هذه القطعة بهذا التمام , و لذلك خرجتها . 2468 " يؤتى بأربعة يوم القيامة , بالمولود و بالمعتوه و بمن مات في الفترة و الشيخ الفاني , كلهم يتكلم بحجته , فيقول الرب تبارك و تعالى لعنق من النار : ابرز , فيقول لهم : إني كنت أبعث إلى عبادي رسلا من أنفسهم , و إني رسول نفسي إليكم , ادخلوا هذه , فيقول من كتب عليه الشقاء : يا رب ! أين ندخلها و منها كنا نفر ? قال : من كتب عليه السعادة يمضي فيقتحم فيها مسرعا , قال : فيقول تبارك و تعالى : أنتم لرسلي أشد تكذيبا و معصية , فيدخل هؤلاء الجنة , و هؤلاء النار " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 603 : روي من حديث # أنس بن مالك و أبي سعيد الخدري و معاذ بن جبل و الأسود بن سريع و أبي هريرة # . 1 - أما حديث أنس , فيرويه جرير عن ليث عن عبد الوارث عنه مرفوعا به . أخرجه أبو يعلى ( 3 / 1044 - 1045 ) و البزار ( ص 232 - 233 - زوائده ) . قلت : و قال الهيثمي ( 7 / 216 ) بعد أن عزاه إليهما : " و فيه ليث بن أبي سليم و هو مدلس و بقية رجال أبي يعلى رجال الصحيح " . كذا قال ! و فيه نظر من وجهين : الأول : أن ليثا هذا لم أر من اتهمه بالتدليس و إنما هو معروف بأنه كان اختلط . و لذلك جزم في " زوائد البزار " بأنه ضعيف . و قال الحافظ في " التقريب " : " صدوق , اختلط أخيرا , و لم يتميز حديثه فترك " . و الآخر : أن عبد الوارث شيخ الليث - الظاهر أنه مولى أنس بن مالك الأنصاري - قال في " الجرح و التعديل " ( 3 / 1 / 74 ) : " روى عن أنس , روى عنه يحيى بن عبد الله الجابر و جابر الجعفي و قطري الخشاب و أبو هاشم و سلمة بن رجاء قال أبي : هو شيخ " . و ذكره ابن حبان في " الثقات " ( 5 / 130 ) من رواية مختار بن أبي مختار عنه , و أما الدارقطني فضعفه كما في " الميزان " , و لم أر أحدا ذكر أنه من رجال " الصحيح " , و لعل الهيثمي توهم أنه عبد الوارث بن سعيد التميمي العنبري مولاهم , فإنه من رجال " الشيخين " , لكنه يروي عن أنس بواسطة عبد العزيز بن صهيب و غيره . و الله تعالى أعلم . 2 - أما حديث أبي سعيد الخدري , فيرويه فضيل بن مرزوق عن عطية عنه مرفوعا نحوه , و لم يذكر الشيخ الفاني . أخرجه البغوي في " حديث ابن الجعد " ( ق 94 / 1 ) و البزار أيضا , و قال : " لا نعلمه من حديث أبي سعيد إلا عن فضيل , و عطية ضعيف " . 3 - و أما حديث معاذ , فلفظه : " يؤتى يوم القيامة بالممسوخ عقلا , و بالهالك في الفترة , و بالهالك صغيرا , فيقول الممسوخ عقلا : يا رب ! لو آتيتني عقلا ما كان من آتيته عقلا بأسعد بعقله مني , و يقول الهالك في الفترة : يا رب ! لو أتاني منك عهد ما كان من أتاه منك عهد بأسعد بعهده مني . و يقول الهالك صغيرا : لو آتيتني عمرا ما كان من آتيته عمرا بأسعد من عمره مني , فيقول الرب تبارك و تعالى : إني آمركم بأمر فتطيعوني ? فيقولون : نعم و عزتك , فيقول : اذهبوا فادخلوا النار , فلو دخلوها ما ضرتهم , فيخرج عليهم قوابس يظنون أنها قد أهلكت ما خلق الله من شيء , فيرجعون سراعا , فيقولون : خرجنا يا رب ! نريد دخولها , فخرجت علينا قوابس ظننا أنها قد أهلكت ما خلق الله من شيء , فيأمرهم الثانية , فيرجعون كذلك يقولون مثل قولهم , فيقول الله تبارك و تعالى : قبل أن تخلقوا علمت ما أنتم عاملون و إلى علمي تصيرون , فتأخذهم النار " . قال الهيثمي : " رواه الطبراني في " الأوسط " و " الكبير " , و فيه عمرو بن واقد و هو متروك عند البخاري و غيره و رمي بالكذب . و قال محمد بن المبارك الصوري : كان يتبع السلطان و كان صدوقا و بقية رجال " الكبير " رجال الصحيح " . و هو في " المعجم الكبير " ( 20 / 83 / 158 ) بإسنادين له عن عمرو به . 4 و 5 - و أما حديث الأسود و أبي هريرة , فقد سبق تخريجهما برقم ( 1434 ) و ليس فيهما ذكر المولود و المقصود به من كان أبواه من الكفار . 2469 " يا آل محمد ! من حج منكم فليهل بعمرة في حجة " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 605 : أخرجه الطحاوي في " شرح المعاني " ( 1 / 379 ) و ابن حبان ( 987 و 988 ) و أحمد ( 6 /297 و 317 ) و أبو يعلى ( 4 / 1669 - 1670 ) من طرق عن يزيد بن أبي حبيب قال : حدثني أبو عمران الجوني أنه حج مع مواليه , قال : فأتيت أم سلمة فقلت : يا أم المؤمنين ! إني لم أحج قط , فبأيهما أبدأ , بالحج أو بالعمرة ? قالت : إن شئت فاعتمر قبل أن تحج , و إن شئت فبعد أن تحج . فذهبت إلى صفية , فقالت لي مثل ذلك , فرجعت إلى أم سلمة , فأخبرتها بقول صفية , فقالت # أم سلمة # : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره . قلت : و إسناده صحيح , رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير أبي عمران الجوني - و اسمه أسلم - و هو ثقة . 2470 " إن من المؤمنين من يلين لي قلبه " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 606 : أخرجه الإمام أحمد ( 5 / 267 ) : حدثنا حيوة حدثنا بقية حدثنا محمد بن زياد حدثني أبو راشد الحبراني قال : " أخذ بيدي # أبو أمامة الباهلي # , قال : أخذ بيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي : يا أبا أمامة ! إن ..." الحديث . قلت : و هذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات , و بقية إنما يخشى منه التدليس , و قد صرح بالتحديث , فأمنا بذلك تدليسه . ( تنبيه ) : انقلب هذا الحديث على الحارث المحاسبي , فأورده في كتابه " رسالة المسترشدين " ( ص 66 ) بلفظ : " له قلبي " . و علق عليه محققه الشيخ عبد الفتاح أبو غدة الحنفي الكوثري بقوله : " لم أقف عليه فيما رجعت إليه من المراجع الحديثية , فالله أعلم بثبوته " . قلت : لو رجع إلى " المسند " لوجده , بل لو أنه رجع إلى ما هو أقرب منالا منه لوقف عليه , فقد أورده الحافظ الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 10 / 276 ) باللفظ الذي ذكره المحاسبي , و قال الهيثمي : " رواه الطبراني , و رجاله وثقوا " . قلت : و فاته أنه في " المسند " باللفظ الأول , ثم رأيته قد أورده في مكان آخر ( 1 / 63 ) باللفظ الأول , و قال : " رواه أحمد , و رجاله رجال الصحيح " . و لعل قوله : " و رجاله وثقوا " إنما هو لأن بقية لم يصرح بالتحديث في رواية الطبراني , فإذا كان كذلك , فتلك فائدة أخرى أن الإمام أحمد أسند الحديث عن بقية مصرحا بالتحديث , فجزاه الله عن الحديث و أهله خيرا . ثم طبع " المعجم الكبير " للطبراني , فرأيته قد أخرج الحديث فيه بإسنادين له عن بقية , صرح في أحدهما بالتحديث , فقال : ( 8 / 122 / 7499 ) : حدثنا أبو يزيد يوسف بن يزيد القراطيسي حدثنا المعلى بن الوليد القعقاعي حدثنا بقية بن الوليد حدثنا محمد بن زياد ...باللفظ الآخر . قلت : و هذا إسناد رجاله ثقات غير القعقاعي هذا , فلم يوثقه غير ابن حبان ( 9 / 182 ) و مع ذلك قال فيه : " ربما أغرب " . ثم قال ( 7655 ) : حدثنا أحمد بن خليد الحلبي حدثنا عبيد بن جناد حدثنا بقية بن الوليد عن محمد بن زياد به . قلت : و هذا رجاله ثقات أيضا غير أحمد هذا , فلم أجد له ترجمة . فإذا صح هذا اللفظ , فيجمع بينه و بين الأول بنحوه : " يلين لي قلبه , و يلين له قلبي " . و الله أعلم . 2471 " لكل شيء حقيقة , و ما بلغ عبد حقيقة الإيمان حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه و ما أخطأه لم يكن ليصيبه " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 607 : أخرجه أحمد ( 6 / 441 - 442 ) و البزار ( 8 - زوائده ) و القضاعي ( 75 / 1 ) و ابن عساكر ( 4 / 332 / 1 ) من طريق أبي الربيع سليمان بن عتبة السلمي عن يونس ابن ميسرة عن أبي إدريس عن # أبي الدرداء # عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره . و قال البزار : " إسناده حسن " . و هو كما قال أو أعلى , فإن رجاله ثقات كلهم , لا كلام فيهم , غير سليمان بن عتبة و قد وثقه جماعة و ما قيل فيه فلا حجة له . ثم إن للحديث شواهد كثيرة , تقدم ذكر الكثير الطيب منها تحت الحديث ( 2439 ) . 2472 " كانت امرأة تصلي خلف النبي صلى الله عليه وسلم [ حسناء من ] أجمل الناس , فكان ناس يصلون في آخر صفوف الرجال فينظرون إليها , فكان أحدهم ينظر إليها من تحت إبطه [ إذا ركع ] و كان أحدهم يتقدم إلى الصف الأول حتى لا يراها فأنزل الله عز وجل هذه الآية : *( و لقد علمنا المستقدمين منكم و لقد علمنا المستأخرين )* " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 608 : أخرجه أبو داود الطيالسي في " مسنده " ( 2712 ) : حدثنا نوح بن قيس قال حدثني عمرو بن مالك النكري عن أبي الجوزاء عن # ابن عباس # قال .. قلت : و هذا إسناد صحيح رجاله ثقات رجال مسلم , غير عمرو بن مالك النكري , و هو ثقة , كما قال الذهبي في " الميزان " ذكره فيه تمييزا , و وثقه أيضا من صحح حديثه هذا ممن يأتي ذكرهم .و أخرجه البيهقي في " سننه " ( 3 / 98 ) من طريق الطيالسي و أخرجه أحمد ( 1 / 305 ) و الترمذي ( 2 / 191 - بولاق ) و النسائي ( 1 / 139 ) و ابن ماجة ( 1046 ) و ابن خزيمة في " صحيحه " ( رقم 1696 - 1697 ) و ابن حبان ( 1749 ) و الطبري في " تفسيره " ( 14 / 18 ) و الحاكم ( 2 / 353 ) و البيهقي أيضا من طرق أخرى عن نوح ابن قيس به . و قال الحاكم : " صحيح الإسناد , و قال عمرو بن علي : لم يتكلم أحد في نوح بن قيس الطاحي بحجة " و وافقه الذهبي و قال : " هو صدوق خرج له مسلم " . و قال في " الميزان " : " صالح الحال " . قلت : لم يحك هو و لا الحافظ في " التهذيب " عن أحد من الأئمة تضعيفه إلا رواية عن ابن معين , و هي مع كونها لا تصح عنه لأن أبا داود قال : " بلغني عن يحيى أنه ضعفه " , فهي معارضة برواية عثمان الدارمي عنه أنه ثقة . و هذه مع صحتها فهي المطابقة لقول أحمد و سائر الأئمة الذين وثقوه . فهي العمدة . و إذا عرفت هذا فقد أعل الحديث بالإرسال , فقال الترمذي عقبه : " و روى جعفر بن سليمان هذا الحديث عن عمرو بن مالك عن أبي الجوزاء نحوه , لم يذكر فيه " عن ابن عباس " و هذا أشبه أن يكون أصح من حديث نوح " . و اعتمده الحافظ ابن كثير في " تفسيره " ( 5 / 12 - 13 ) , و قال : " حديث غريب جدا و فيه نكارة شديدة " . و هذا الإعلال ليس بشيء عندي و ذلك من وجوه . أولا : إرسال جعفر بن سليمان للحديث , و مخالفته لنوح بن قيس لا تضر , لأنه لو كان في الثقة في مرتبة نوح , لورد هنا القاعدة المعروفة في علم المصطلح : زيادة الثقة مقبولة . فكيف و هو دونه الثقة ? فإنه و إن كان من رجال مسلم فقد ضعفه غير واحد من الأئمة , منهم البخاري , فقال : " يخالف في بعض حديثه " . و هذا و إن كان لا يسقط حديثه بالمرة , فإنه يسقطه عن المرتبة العليا من الصحة . و يجعله لا يعتد به عند المخالفة , و لذلك قال الذهبي في " الميزان " : " و هو صدوق في نفسه و ينفرد بأحاديث عدت مما ينكر و اختلف بالاحتجاج بها , منها ( فساق أحاديث له , قال : ) و غالب ذلك في ( صحيح مسلم ) " . و إذا كان الأمر كذلك , فوصل نوح بن أبي قيس مقدم على إرسال جعفر , لأنه أوثق منه و لأن الوصل زيادة من ثقة فيجب قبولها . ثانيا : الغرابة التي أشار إليها منفية بمجيء أصل الحديث من طرق أخرى و لو باختصار . 1 - فقال الحاكم عقب ما نقلته من كلامه السابق : " و له أصل من حديث سفيان الثوري , أخبرناه أبو بكر الشافعي : حدثنا إسحاق بن الحسن حدثنا أبو حذيفة حدثنا سفيان عن رجل عن أبي الجوزاء عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : *( المستقدمين )* : الصفوف المقدمة *( و المستأخرين )* : الصفوف المؤخرة " . 2 - روى الطبري عن المعتمر بن سليمان عن أبيه عن رجل : أخبرنا عن مروان بن الحكم أنه قال : كان أناس يستأخرون في الصفوف من أجل النساء , قال : فأنزل الله : *( و لقد علمنا المستقدمين منكم و لقد علمنا المستأخرين )* . 3 - و أخرج بن مردويه عن داود بن صالح قال : قال سهل بن حنيف الأنصاري : أتدرون فيم أنزلت : *( و لقد علمنا المستقدمين منكم ...)* الآية ? قلت : في سبيل الله , قال : لا , و لكنها في صفوف الصلاة . ذكره في " الدر المنثور " ( 4 / 97 ) . قلت : فهذه الروايات و إن كانت لا تخلو من ضعف , فبعضها يشد بعضا , فهي صالحة للاستشهاد و يدل مجموعها على أن الآية الكريمة نزلت في صفوف الصلاة , فأين الغرابة ? ! و إن كان المقصود بها غرابة المعنى و مباينة تفسير الآية بما دل عليه سبب النزول لما قبلها من الآيات : *( و أرسلنا الرياح لواقح فأنزلنا من السماء ماء فأسقيناكموه . و ما أنتم له بخازنين . و إنا لنحن نحيي و نميت و نحن الوارثون . و لقد علمنا المستقدمين منكم و لقد علمنا المستأخرين . و إن ربك هو يحشرهم إنه حكيم عليم )* <1>. 1>فالجواب : أن المعنى المستفاد من سبب النزول ليس مباينا للعموم الذي تدل عليه الآية بسباقها و سياقها , و من المعلوم أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب , قال العلامة الآلوسي في " روح المعاني " ( 4 / 290 ) : " و من هنا قال بعضهم : الأولى الحمل على العموم , أي : علمنا من اتصف بالتقدم و التأخر في الولادة و الموت و الإسلام و صفوف الصلاة و غير ذلك " . و هو يشير بذلك إلى الإمام ابن جرير رحمه الله , فإنه اختار حمل الآية على العموم المذكور ثم قال : " و جائز أن تكون نزلت في شأن المستقدمين في الصف لشأن النساء , و المستأخرين فيه لذلك , ثم يكون الله عز وجل عم بالمعنى المراد منه جميع الخلق , فقال جل ثناؤه لهم : قد علمنا ما مضى من الخلق و أحصيناهم و ما كانوا يعملون و من هو حي منكم , و من هو حادث بعدكم أيها الناس ! و أعمال جميعكم , خيرها و شرها , و أحصينا جميع ذلك , و نحن نحشرهم جميعهم فنجازي كلا بأعماله إن خيرا فخيرا , و إن شرا فشرا , فيكون ذلك تهديدا و وعيدا للمستأخرين في الصفوف لشأن النساء , و لكل من تعدى حد الله و عمل بغير ما أذن له به , و وعدا لمن تقدم في الصفوف لسبب النساء , و سارع إلى محبة الله و رضوانه في أفعاله كلها " . و هذا في غاية التحقيق كما ترى . جزاه الله خيرا . ثالثا : و أما النكارة الشديدة التي زعمها ابن كثير رحمه الله , فالظاهر أنه يعني أنه من غير المعقول أن يتأخر أحد من المصلين إلى الصف الآخر لينظر إلى امرأة ! و جوابنا عليه , أنهم قد قالوا : إذا ورد الأثر بطل النظر , فبعد ثبوت الحديث لا مجال لاستنكار ما تضمنه من الواقع , و لو أننا فتحنا باب الاستنكار لمجرد الاستبعاد العقلي للزم إنكار كثير من الأحاديث الصحيحة , و هذا ليس من شأن أهل السنة و الحديث , بل هو من دأب المعتزلة و أهل الأهواء . ثم ما المانع أن يكون أولئك الناس المستأخرون من المنافقين الذين يظهرون الإيمان و يبطنون الكفر ? بل و ما المانع أن يكونوا من الذين دخلوا في الإسلام حديثا , و لما يتهذبوا بتهذيب الإسلام , و لا تأدبوا بأدبه ? ----------------------------------------------------------- [1] الحجر : الآية : 22 - 25 . اهـ . 2473 " إن الله عز وجل يقول : يا ابن آدم ! إن تعط الفضل فهو خير لك , و إن تمسكه فهو شر لك , و ابدأ بمن تعول , و لا يلوم الله على الكفاف , و اليد العليا خير من اليد السفلى " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 612 : أخرجه أحمد ( 2 / 362 ) : حدثنا زيد بن يحيى الدمشقي حدثنا عبد الله بن العلاء بن زبر قال : سمعت القاسم مولى يزيد يقول : حدثني # أبو هريرة # أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره . قلت : و هذا إسناد حسن , رجاله ثقات على ضعف في القاسم - و هو ابن عبد الرحمن الشامي , أبو عبد الرحمن الدمشقي , مولى آل أبي سفيان بن حرب الأموي - لكن لا ينزل حديثه عن مرتبة الحسن , و قد قيل : إنه لم يسمع من أحد من الصحابة إلا من أبي أمامة , و هذا الإسناد يرده , فقد صرح فيه بالتحديث عن أبي هريرة و قد جزم البخاري بأنه سمع عليا و ابن مسعود و قد ماتا قبل أبي هريرة بنحو عشرين سنة . و للحديث شاهد من حديث أبي أمامة مرفوعا به . أخرجه مسلم ( 3 / 94 ) و الترمذي ( 2344 ) و أحمد ( 5 / 262 ) من طريق عكرمة بن عمار حدثنا شداد بن عبد الله قال : سمعت أبا أمامة به . و قال الترمذي : " حديث حسن صحيح " . قلت : عكرمة بن عمار فيه كلام أيضا , فحديثه يتقوى بالطريق الأولى . و الله تعالى ولي التوفيق . 2474 " إن الرحم شجنة من الرحمن عز وجل واصلة , لها لسان ذلق تتكلم بما شاءت , فمن وصلها وصله الله و من قطعها قطعه الله " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 613 : أخرجه الطيالسي في " مسنده " ( 2550 ) حدثنا شعبة قال : حدثنا عثمان بن المغيرة قال : حدثنا أبو العنبس قال : حدثنا # عبد الله بن عمرو # - بالوهط - قال : عطف لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إصبعه فقال : فذكره . قلت : و هذا إسناد جيد , رجاله ثقات رجال البخاري غير أبي العنبس - و هو الثقفي - فقد وثقه ابن حبان , و روى عنه جماعة من الثقات , فمثله يحتج به في التابعين , و لاسيما و لحديثه شواهد كثيرة تقدم بعضها برقم ( 1602 ) . و قد تابعه قتادة عن أبي ثمامة الثقفي عن عبد الله بن عمرو به مرفوعا نحوه . أخرجه أحمد ( 2 / 189 , 209 ) و غيره و رجاله ثقات رجال مسلم غير أبي ثمامة الثقفي , وثقه ابن حبان ( 5 / 567 ) و عزاه الهيثمي ( 8 / 150 ) للطبراني أيضا . و راجع لشواهده " تخريج الحلال و الحرام " ( 405 ) و الحديث المتقدم برقم ( 1602 ) . ( شجنة ) : الشعبة من كل شيء كما في " المعجم الوسيط " و هي بالضم و الكسر كما في " النهاية " , و في الترغيب ( 3 / 226 ) : " قال أبو عبيد : يعني قرابة مشتبكة كاشتباك العروق " . 2475 " إذا أدركت ركعة من صلاة الصبح قبل أن تطلع الشمس , [ فطلعت ] , فصل إليها أخرى " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 614 : أخرجه الطحاوي ( 1 / 232 ) و البيهقي ( 1 / 379 ) و الزيادة له , و أحمد ( 2 / 236 - 489 ) عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن خلاس عن أبي رافع عن # أبي هريرة # أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره . قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين , و أعله الكوثري تعصبا لمذهبه فقال في " النكت الطريفة " ( 86 ) : " في سنده عنعنة ابن أبي عروبة و قتادة و هما مدلسان " . قلت : تدليس قتادة قليل مغتفر , و لذلك مشاه الشيخان , و احتجا به مطلقا كما أفاده الذهبي و كأنه لذلك لم يترجمه الحافظ في " التقريب " بالتدليس بل قال فيه : " ثقة ثبت " . على أنه قد صرح بالتحديث كما يأتي . و ابن أبي عروبة من أثبت الناس في قتادة , و مع ذلك فإنه لم يتفرد به , فقد تابعه همام قال : سئل قتادة عن رجل صلى ركعتين من صلاة الصبح ثم طلع قرن الشمس ? فقال : حدثني خلاس عن أبي رافع أن أبا هريرة حدثه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : يتم صلاته . أخرجه أحمد ( 2 / 490 ) و الدارقطني ( 147 ) و البيهقي أيضا . و هذا إسناد صحيح أيضا . و قد تعمد الكوثري تجاهل هذا الإسناد الصحيح و غيره مما يأتي , تضليلا للقراء , فإنه مع إعلاله للإسناد الأول بالعنعنة , أعل متنه فقال : " و أما حديث البيهقي ( فليصل إليها أخرى ) فقبل ( الأصل : فبعد و لعله سبق قلم منه ) طلوع الشمس بنصه , و كلامنا في الصلاة أثناء الطلوع " ! فتأتي هذه الرواية الثانية لترد عليه إسنادا و متنا , فالإسناد فيه التصريح بالتحديث . و المتن فيه التصريح بأن ذلك في أثناء الطلوع . بل إن الزيادة التي في الرواية الأولى عند البيهقي و أحمد ( فطلعت ) مما تجاهله الكوثري أيضا , و لعله توهم أن رواية البيهقي مثل رواية الطحاوي التي لم تقع فيها هذه الزيادة , و إلا لما قال ما قال . و لقتادة فيه شيوخ آخرون , فقال همام أيضا : حدثنا قتادة عن النضر بن أنس عن بشير بن نهيك عن أبي هريرة مرفوعا بلفظ : " من صلى من الصبح ركعة ثم طلعت الشمس فليصل إليها أخرى , و في رواية : فليتم صلاته " . أخرجه ابن حبان ( 1579 - الإحسان ) و أحمد ( 2 / 306 , 347 , 521 ) و الدارقطني : و هذا إسناد صحيح على شرطهما أيضا . و قال هشام الدستوائي : عن قتادة عن عزرة بن تميم عن أبي هريرة مثل الرواية الأولى . أخرجه الدارقطني و البيهقي . و عزرة هذا مقبول عند الحافظ عند المتابعة , و قد تابعه جمع كما رأيت . و تابعه أيضا يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة : حدثني أبو هريرة مرفوعا بلفظ : " من صلى ركعة من صلاة الصبح قبل أن تطلع الشمس فلم تفته , و من صلى ركعة من صلاة العصر قبل أن تغرب الشمس فلم تفته " . أخرجه أحمد ( 2 / 254 ) و إسناده صحيح على شرط الشيخين , و قد أخرجه البخاري بنحوه , و قد مضى لفظه برقم ( 66 ) , و زاد فيه بعضهم لفظ : " أول " في كل من الصلاتين , فراجعه , و صححه ابن حبان ( 1584 ) . و هذا أعله الكوثري أيضا بعنعنة يحيى بن أبي كثير , متجاهلا احتجاج الشيخين به مطلقا , و احتجاج البخاري بحديثه هذا خاصة , و لو كان ذلك علة قادحة في هذا الإسناد فلا يقدح في صحة الحديث لمجيئه من تلك الطرق الكثيرة الصحيحة كما لا يخفى على أهل العلم بهذا الفن الشريف . و له طرق أخرى , فقال الطيالسي في " مسنده " ( 2381 ) : حدثنا زهير بن محمد عن زيد بن أسلم عن الأعرج و بسر بن سعيد و أبي صالح عن أبي هريرة به مثل حديث ابن أبي كثير . و هذا إسناد جيد رجاله رجال الشيخين , و صححه ابن حبان ( 1581 ) . و بعد جمع طرق الحديث يتبين لكل ذي عينين أن الحديث صريح الدلالة في إبطال مذهب الحنفية القائلين بأن من طلعت عليه الشمس في صلاة الصبح بطلت و لو أدرك منها ركعة ! و قد تفننوا في التفصي من هذه الأحاديث , تارة بإعلال ما يمكن إعلاله منها و لو بعلة غير قادحة , و تارة بتجاهل الطرق الصحيحة , كما فعل متعصب العصر الحاضر الشيخ الكوثري , و تارة بادعاء نسخها بأحاديث النهي عن الصلاة عند طلوع الشمس , و تارة بتخصيصها بالصبيان و نحوهم كما فعل الطحاوي و جرى خلفه الكوثري . قال الحافظ ابن حجر في " الفتح " ( 2 / 46 ) عقب الرواية الأولى : " و يؤخذ من هذا الرد على الطحاوي حيث خص الإدراك باحتلام الصبي و طهر الحائض و إسلام الكافر , و نحوها . و أراد بذلك نصرة مذهبه في أن من أدرك من الصبح ركعة تفسد صلاته لأنه لا يكملها إلا في وقت الكراهة . و هو مبني على أن الكراهة تتناول الفرض و النفل , و هي خلافية مشهورة . قال الترمذي : و بهذا يقول الشافعي و أحمد و إسحاق . و خالف أبو حنيفة فقال : من طلعت عليه الشمس و هو في صلاة الصبح بطلت صلاته . و احتج لذلك بالأحاديث الواردة في النهي عن الصلاة عند طلوع الشمس , و ادعى بعضهم أن أحاديث النهي ناسخة لهذا الحديث , و هي دعوى تحتاج إلى دليل , فإنه لا يصار إلى النسخ بالاحتمال , و الجمع بين الحديثين ممكن بأن يحمل أحاديث النهي على ما لا سبب له من النوافل , و لا شك أن التخصيص أولى من ادعاء النسخ " . 2476 " كل أيام التشريق ذبح " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 617 : روي عن # جبير بن مطعم و عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم و عن أبي سعيد الخدري أو أبي هريرة # . 1 - أما حديث جبير بن مطعم فيرويه سعيد بن عبد العزيز التنوخي و قد اختلف عليه في إسناده على وجوه : الأول : رواه أبو المغيرة و أبو اليمان عنه قال : حدثني سليمان بن موسى عن جبير بن مطعم مرفوعا به . أخرجه أحمد ( 4 / 82 ) و البيهقي ( 9 / 295 ) و قال : " هذا هو الصحيح , و هو مرسل " . قلت : يعني أنه منقطع بين سليمان بن موسى و جبير بن مطعم , و قد وصله بعضهم , و هو الوجه التالي : الثاني : رواه أبو نصر التمار عبد الملك بن عبد العزيز القشيري : حدثنا سعيد بن عبد العزيز عن سليمان بن موسى عن عبد الرحمن بن أبي حسين عن جبير بن مطعم به . أخرجه ابن حبان ( 1008 ) و البزار ( 1130 - الكشف ) و البيهقي و قال : " رواه سويد بن عبد العزيز - و هو ضعيف عند بعض أهل النقل - عن سعيد " . قلت : و مما يؤيد ضعفه أنه خالف الثقات المتقدمين الذين رووه على الوجهين السابقين , و رواه هو على الوجه الثالث الآتي . و علة هذا الوجه الثاني , أن أبا نصر هذا و إن كان ثقة من رجال مسلم , فقد خالف الثقتين المذكورين في الوجه الأول , فزاد عليهما وصله بذكر عبد الرحمن بن أبي حسين بين سليمان بن موسى و جبير بن مطعم , فوصله . فروايته شاذة , و قد أشار إلى ذلك البيهقي بتصحيحه الرواية الأولى المنقطعة كما سبق . ثم إن عبد الرحمن بن أبي حسين هذا , لم أعرفه , لكن ابن حبان ذكره على قاعدته في " الثقات " , و قال ( 3 / 160 ) : " أحسبه والد عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين المدني " . و قد توهم بعض القائمين على تحقيق المطبوعات أنه سقط من الإسناد اسم ابنه , فصحح نسخة " موارد الظمآن " المطبوعة و المحفوظة في ظاهرية دمشق بقلم الرصاص فجعلها هكذا : " عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين " ! و هذا خطأ محض , لاتفاق الروايتين , رواية الثلاثة المخرجين , ابن حبان و البزار و البيهقي على أنه عبد الرحمن بن أبي حسين , لا عبد الله بن عبد الرحمن ... و لإيراد ابن حبان إياه في " الثقات " . ثم رأيت الزيلعي ذكره ( 4 / 212 ) على الصواب من رواية ابن حبان , ثم قال : " و رواه البزار في " مسنده " , و قال : ابن أبي حسين لم يلق جبير بن مطعم " . الوجه الثالث : يرويه سويد بن عبد العزيز عن سعيد بن عبد العزيز التنوخي عن سليمان بن موسى عن نافع بن جبير بن مطعم عن أبيه به . أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 1 / 79 / 1 ) و الدارقطني ( ص 544 ) و البيهقي و ضعفه بسويد كما تقدم قريبا , فهو علة الحديث من هذا الوجه , و قد أورده البيهقي في مكان آخر ( 5 / 239 ) من الوجه الأول , و من هذا الوجه , ثم قال : " الأول مرسل , و هذا غير قوي لأن رواية سويد , و قد رواه أبو معبد عن سليمان عن عمرو بن دينار عن جبير " . قلت : و في جزمه بأن أبا معبد رواه عن سليمان نظر بين لما سيأتي بيانه في الوجه الرابع . و اعلم أن هذه الوجوه الثلاثة مدارها كلها على سعيد بن عبد العزيز التنوخي , و هو و إن كان ثقة إماما , سواه الإمام أحمد بالإمام الأوزاعي , فإنه كان اختلط في آخر عمره , فلعله حدث به في اختلاطه , فاضطرب فيه كما رأيت , و من الممكن أن يكون بعضها من غيره كالوجه الثالث . و قد رواه غيره موصولا عن جبير على وجه آخر , و هو : الوجه الرابع : يرويه أحمد بن عيسى الخشاب : حدثنا عمرو بن أبي سلمة حدثنا أبو معيد عن سليمان بن موسى أن عمرو بن دينار حدثه عن جبير بن مطعم به . أخرجه الدارقطني حدثنا أبو بكر النيسابوري أخبرنا أحمد بن عيسى الخشاب .. قلت : و هذا إسناد رجاله كلهم ثقات غير الخشاب هذا , و هو ضعيف , قال ابن عدي : " له مناكير " . و قال الدارقطني : " ليس بالقوي " . و قال مسلمة : " كذاب , حدث بأحاديث موضوعة " . و قال ابن يونس : " مضطرب الحديث جدا " . و قال ابن حبان : " يروي المناكير عن المشاهير , و المقلوبات عن الثقات , لا يجوز الاحتجاج بما انفرد به " . و قال ابن طاهر : " كذاب يضع الحديث " . قلت : فإذا عرفت هذا , يتبين لك خطأ البيهقي في قوله جازما : " و قد روى أبو معيد عن سليمان بن موسى .. " كما تقدم لأن الجزم به يشعر بأن السند إلى أبي معيد صحيح , فكيف و في الطريق إليه هذا الضعيف المتهم ? ! فمثله لا يصلح للاستشهاد , بله الاحتجاج ! و لعل الحافظ قلد البيهقي فيما سبق حين قال في " الفتح " ( 10 / 6 ) : " أخرجه أحمد لكن في سنده انقطاع , و وصله الدارقطني و رجاله ثقات " ! فإن الدارقطني لم يوصله إلا من هذه الطريق و طريق سويد الضعيف !! 2 - عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم . أخرجه البيهقي عن ابن جريج : أخبرني عمرو بن دينار أن نافع بن جبير بن مطعم رضي الله عنه أخبره عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم - قد سماه نافع فنسيته - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لرجل من غفار : " قم فأذن أنه لا يدخل الجنة إلا مؤمن , و أنها أيام أكل و شرب أيام منى - زاد سليمان بن موسى - و ذبح " يقول : " أيام ذبح " , ابن جريج يقوله . قلت : و هذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات , لكن ليس فيه قول : " و ذبح " الذي هو موضع الشاهد و إنما فيه أن ابن جريج رواه عن سليمان بن موسى . يعني مرسلا لأنه لم يذكر إسناده . فهو شاهد قوي مرسل للطرق الموصولة السابقة . 3 - قال البيهقي : " و رواه معاوية بن يحيى الصدفي عن الزهري عن سعيد بن المسيب - مرة - عن أبي سعيد و مرة عن أبي هريرة رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم به " . ثم ساق إسناده بذلك إليه , و قال : " قال أبو أحمد بن عدي : و سواء قال عن الزهري عن سعيد عن أبي هريرة , أو قال : عن الزهري عن ابن المسيب عن أبي سعيد , جميعا غير محفوظين , لا يرويهما غير الصدفي " . قال البيهقي : " و الصدفي ضعيف , لا يحتج به " . قلت : و في " التقريب " : " ضعيف , و ما حدث بالشام أحسن مما حدث بالري " . قلت : و هذا من حديثه بالشام , فقد رواه عنه محمد بن شعيب , و هو ابن شابور الدمشقي , و لذلك فقد غلا أبو حاتم حين قال كما رواه ابنه في " العلل " ( 2 / 38 ) : " هذا حديث موضوع عندي " ! و الصواب عندي أنه لا ينزل عن درجة الحسن بالشواهد التي قبله , و لاسيما و قد قال به جمع من الصحابة كما في " شرح مسلم " للنووي , " و المجموع " له ( 8 / 390 ) و لذلك ذهب إلى تقويته بطرقه ابن القيم في " الهدي النبوي " , و تبعه الشوكاني في " نيل الأوطار " ( 5 / 106 - 107 - طبع الحلبي ) . و أما حديث : " الضحايا إلى هلال المحرم لمن أراد أن يستأني ذلك " , فهو مرسل لا يصح , و قد تكلمت عليه في " الضعيفة " ( 4106 ) . 2477 " الراعي يرمي بالليل , و يرعى بالنهار " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 622 : أخرجه البيهقي ( 5 / 151 ) عن ابن وهب : أخبرني عمر بن قيس عن عطاء بن أبي رباح قال : سمعت # ابن عباس # يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا , عمر بن قيس و هو المكي المعروف بـ ( سندل ) متروك كما في " التقريب " . لكن لابن وهب إسناد آخر فيه خير من هذا و أقوى , فقد قال : أخبرني يحيى بن أيوب عن عمارة بن غزية عن محمد بن إبراهيم عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله . أخرجه البيهقي . قلت : و هذا إسناد مرسل صحيح , رجاله كلهم ثقات رجال مسلم . و يشهد له ما رواه مسلم بن خالد عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم رخص للرعاء أن يرموا بالليل . أخرجه البزار ( 1139 ) و البيهقي أيضا . قلت : و إسناده كلهم ثقات رجال مسلم غير مسلم بن خالد - و هو المكي المعروف بـ ( الزنجي ) - و هو صدوق كثير الأوهام , كما قال الحافظ , و هو فقيه معروف من شيوخ الإمام الشافعي , فالحديث بمجموع هذه الطريق و التي قبلها حسن عندي , و لاسيما و قد قال الحافظ في " التلخيص " ( 2 / 263 ) في حديث ابن عمر : " رواه البزار بإسناد حسن , و الحاكم و البيهقي " . قلت : و لم أره في " المستدرك " للحاكم , و قد رواه البيهقي من طريقه . و له شاهد آخر , يرويه بكر بن بكار : أخبرنا إبراهيم بن يزيد أخبرنا سليمان الأحول عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده : " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رخص للرعاء أن يرموا بالليل و أي ساعة من النهار شاؤوا " . أخرجه الدارقطني ( ص 279 ) و قال المعلق عليه : " قال ابن القطان : و إبراهيم بن يزيد هذا إن كان هو الخوزي فهو ضعيف , و إن كان غيره فلا يدرى من هو ? و بكر بن بكار قال فيه ابن معين : ليس بالقوي " . و قال الحافظ : " و إسناده ضعيف " . قلت : و قد بدت لي ملاحظات على كلام الحافظ و غيره , و من المفيد بيانها : أولا : قوله : " رواه البزار بإسناد حسن و ..." يوهم أنه عند البزار من غير طريق مسلم بن خالد الذي في طريق البيهقي عن الحاكم , و ليس كذلك , فإن الزيلعي في " نصب الراية " ( 3 / 86 ) عزاه للبزار وحده في " مسنده " من الطريق نفسها , و به أعله الهيثمي في " المجمع " ( 3 / 260 ) , فقال : " و فيه مسلم بن خالد الزنجي و هو ضعيف و قد وثق " . ثانيا : تردد ابن القطان في إبراهيم بن يزيد هل هو الخوزي أو غيره ? أجاب عنه الحافظ في " اللسان " بقوله : " قلت : هو الخوزي لا ريب فيه مما يظهر لي . و الله أعلم " . قلت : و يؤيده أنه ذكر في ترجمته أن ابن عدي قال - و قد روى له حديثا آخر عن سليمان - : " و الظاهر أنه إبراهيم بن يزيد الخوزي , فإنه يروي عن سليمان , و هو الأحول ..." . ثالثا : قوله : " قال فيه ابن معين : ليس بالقوي " .لم أره في ترجمته من " الميزان " و " اللسان " . و إنما فيهما عن ابن معين أنه قال فيه : " ليس بشيء " . و كذلك رواه عنه ابن أبي حاتم في " الجرح و التعديل " ( 1 / 1 / 383 ) . نعم , لقد روى قبله عن أبيه أنه قال فيه : " ليس بالقوي " . فالظاهر أن بصر بن القطان انتقل إليه حين نقل عنه ! و الله أعلم . 2478 " من السنة إذا دخلت المسجد أن تبدأ برجلك اليمنى , و إذا خرجت أن تبدأ برجلك اليسرى " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 624 : أخرجه الحاكم ( 1 / 218 ) و عنه البيهقي ( 2 / 442 ) عن شداد أبي طلحة قال : سمعت معاوية بن قرة يحدث عن # أنس بن مالك # أنه كان يقول : فذكره . و قال الحاكم : " صحيح على شرط مسلم , فقد احتج بشداد بن سعيد أبي طلحة الراسبي " . و وافقه الذهبي ! و قال البيهقي : " تفرد به شداد بن سعيد , أبو طلحة الراسبي , و ليس بالقوي " . قلت : و هذا أقرب إلى الصواب , فإن شداد هذا لم يخرج له مسلم إلا حديثا واحدا في الشواهد كما قال الحافظ في " التهذيب " , و هو مختلف فيه , فقد وثقه أحمد و ابن معين و أبو خيثمة و النسائي و ابن حبان و البزار , و ضعفه عبد الصمد بن عبد الوارث . و قال العقيلي : " له غير حديث لا يتابع عليه " . و قال الدارقطني : " يعتبر به " . و قال الحاكم أبو أحمد : " ليس بالقوي عندهم " . و قال ابن عدي : " لم أر له حديثا منكرا , و أرجو أنه لا بأس به " . قلت : و من الملاحظ أن الأئمة المتقدمين و المشهورين قد اتفقوا على توثيقه , و لم يضعفه منهم غير عبد الصمد بن عبد الوارث , و هو مع ثقته ليس مشهورا بالجرح و التعديل - فيما علمت - و الآخرون الذين ضعفوه , لم يأتوا بسبب الجرح , اللهم إلا قول العقيلي : " له غير حديث لا يتابع عليه " . و هذا ليس بجرح قادح لأن كثيرا من الثقات يصدق فيهم مثل هذا القول لأن لهم ما تفردوا به و لم يتابعوا عليه . نعم , لعل في الرجل نوع ضعف و سوء حفظ , ينزل به حديثه عن مرتبة الصحة من أجل ذلك استشهد به مسلم , و لعل ابن عدي يشير إلى ذلك بقوله : " لا بأس به ".و كذلك قول الذهبي فيه في " الميزان " . " صالح الحديث " . فهو حسن الحديث إن شاء الله تعالى . و أما قول الحافظ فيه : " صدوق يخطىء " . فهو مما يحتمل ذلك . و الله أعلم . 2479 " أيها الناس ! لا تشكوا عليا , فوالله إنه لأحسن في ذات الله - أو في سبيل الله - من أن يشكى " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 626 : أخرجه ابن إسحاق في " السيرة " ( 4 / 250 - ابن هشام ) و من طريقه أحمد ( 3 / 86 ) : حدثني عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر بن حزم عن سليمان بن محمد بن كعب بن عجرة عن عمته زينب بنت كعب - و كانت عند أبي سعيد الخدري - عن # أبي سعيد الخدري # قال : اشتكى الناس عليا رضوان الله عليه , فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فينا خطيبا , فسمعته يقول : فذكره , و ليس في " المسند " قوله : " من أن يشكى " . قلت : و هذا إسناد جيد , رجاله ثقات معروفون , غير زينب بنت كعب , فقال في " التجريد " : " صحابية , تزوجها أبو سعيد الخدري ". قال الحافظ في " الإصابة " بعد أن عزاه للتجريد : " و كأن سلفه فيه أبو إسحاق بن الأمين , فإنه ذكرها في ذيله على " الاستيعاب " , و كذا ذكرها ابن فتحون . و ذكرها غيرهما في التابعين , و روايتها عن زوجها أبي سعيد , و أخته الفريعة في " السنن الأربعة " و " مسند أحمد " . روى عنها ابنا أخويها سعد بن إسحاق , و سليمان بن محمد ابني كعب بن عجرة . و ذكرها ابن حبان في ( الثقات ) " . قلت : و ذكرها الذهبي في " فصل النسوة المجهولات " في آخر " الميزان " . و قال الحافظ في " التقريب " : " مقبولة , من الثانية , و يقال : لها صحبة " . قلت : و ابنا أخويها سعد و سليمان ثقتان , و قد رويا عنها فهي على ما تقتضيه القواعد الحديثية مجهولة الحال , إن لم تثبت صحبتها , فمثلها مما يطمئن القلب لحديثها . و الله أعلم . 2480 " إن بين أيديكم عقبة كؤودا , لا ينجو منها إلا كل مخف " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 627 : أخرجه البزار في " مسنده " ( ص 325 - زوائده ) , و ابن جرير الطبري في " تهذيب الآثار " ( 1 / 407 / 935 ) من طريق أسد بن موسى : حدثنا أبو معاوية عن موسى الصغير عن هلال بن يساف عن أم الدرداء عن # أبي الدرداء # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ... فذكره , و قال البزار : " هذا إسناد صحيح , لا نعلمه إلا من هذا الوجه " . قلت : و هو كما قال , فإن رجاله كلهم ثقات رجال مسلم , غير أسد بن موسى , و موسى الصغير , هما ثقتان , كما قال الهيثمي ( 10 / 263 ) على خلاف في أسد بن موسى لا يضر إن شاء الله تعالى , و لاسيما و قد تابعه عبد الحميد بن صالح في " الحلية " ( 1 / 226 ) . و قال المنذري ( 4 / 84 ) : " رواه البزار بإسناد حسن " . ثم ساقه من رواية الطبراني عن أم الدرداء عن أبي الدرداء , قالت : " قلت له : مالك لا تطلب ما يطلب فلان و فلان ? قال : " إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إن ورائكم عقبة كؤودا , لا يجوزها المثقلون " . فأنا أحب أن أتخفف لتلك العقبة " .و قال : " رواه الطبراني بإسناد صحيح " . قلت : ثم ساق له شاهدا من حديث أنس بنحوه , في إسناده ضعف . و وقفت له على شاهد آخر بلفظ : " لا يجوزها إلا كل ضامر مهزول ". لكن إسناده ضعيف , و لفظه منكر , و لذلك أوردته في " الضعيفة " برقم ( 3176 ) . ( مخف ) : أي من الذنوب , و ما يؤدي إليها , في " النهاية " : " يقال : أخف الرجل فهو مخف , و خف و خفيف , إذا خفت حاله و دابته , و إذا كان قليل الثقل , يريد به المخف من الذنوب , و أسباب الدنيا , و علقها " . 2481 " مثل المؤمن و مثل الموت , كمثل رجل له ثلاثة أخلاء , أحدهم ماله , قال : خذ ما شئت , و قال الآخر : أنا معك فإذا مت أنزلتك . و قال الآخر : أن معك و أخرج معك , فأحدهم ماله و الآخر أهله و ولده و الآخر عمله " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 628 : أخرجه البزار ( 313 ) : حدثنا محمد بن أبي مرحوم و أحمد بن جميل قالا : حدثنا النضر بن شميل حدثنا حماد بن سلمة عن سماك بن حرب عن # النعمان بن بشير # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . قلت : و هذا إسناد حسن , رجاله ثقات رجال مسلم على ضعف في بعضهم , غير شيخي البزار , و ابن جميل , فهما ثقتان مترجم لهما في " تاريخ بغداد "( 4 / 76 - 77 ) . و الحديث أورده المنذري ( 4 / 100 ) بنحوه , و قال : " رواه الطبراني في " الكبير " بأسانيد أحدها صحيح , و في " الأوسط " نحوه " . و زاد الهيثمي في العزو ( 10 / 252 ) : البزار , و قال : " و أحد أسانيده في " الكبير " رجاله رجال الصحيح " . ثم ذكراه من حديث أبي هريرة نحوه و قالا : " رواه البزار , و رواته رواة الصحيح " . ثم ذكره الهيثمي من حديث أنس , و زاد في آخره : " فيقول : إن كنت لأهون الثلاثة علي " . و قال : " رواه البزار و الطبراني في " الأوسط " , و رجالهما رجال الصحيح , غير عمران القطان و قد وثق و فيه خلاف " . قلت : قد تابعه الحجاج عن قتادة عن أنس به . أخرجه الحاكم ( 1 / 74 ) , و قال : " صحيح على شرطهما " , و وافقه الذهبي , و هو كما قالا . و الحجاج هذا هو ابن الحجاج الباهلي البصري الأحول . و له شاهد مفصل من حديث عائشة مرفوعا . رواه ابن أبي حاتم في " العلل " ( 2 / 118 ) من طريق عبد الله بن عبد العزيز عن الزهري عن سعيد بن المسيب و عروة بن الزبير عنها و قال : " هذا حديث منكر من حديث الزهري , لا يشبه أن يكون حقا و عبد الله بن عبد العزيز ضعيف الحديث , عامة حديثه خطأ , لا أعلم له حديثا مستقيما " . 2482 " والذي نفسي بيده للدنيا أهون على الله من هذه على أهلها . يعني شاة ميتة ". قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 630 : أخرجه أحمد ( 1 / 329 ) : حدثنا محمد بن مصعب : حدثنا الأوزاعي عن الزهري عن عبيد الله عن # ابن عباس # قال : مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بشاة ميتة قد ألقاها أهلها , فقال : فذكره . قلت : و هذا إسناد جيد في الشواهد , رجاله ثقات , رجال الشيخين , غير محمد بن مصعب - و هو القرقساني - قال الحافظ : " صدوق كثير الغلط ". قلت : و لحديثه هذا شواهد كثيرة تدل على أنه قد حفظه , و سأذكر بعضها إن شاء الله تعالى , و لعله لذلك قال المنذري في " الترغيب " ( 4 / 101 ) : " رواه أحمد بإسناد لا بأس به " . و قال الهيثمي ( 10 / 287 ) : " رواه أحمد , و أبو يعلى و البزار و فيه محمد بن مصعب و قد وثق على ضعفه و بقية رجالهم رجال الصحيح " . و قد جاء الحديث من رواية جابر بن عبد الله و المستورد بن شداد و عبد الله بن ربيعة السلمي و أبي هريرة و سهل بن سعد . 1 - أما حديث جابر , فيرويه جعفر بن محمد عن أبيه عنه : " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بالسوق داخلا من بعض العالية و الناس كنفيه , فمر بجدي أسك ميت , فتناوله فأخذ بأذنه ثم قال : أيكم يحب هذا له بدرهم ? فقالوا : ما نحب أنه لنا بشيء , و ما نصنع به ? قال : أتحبون أنه لكم ? قالوا : والله لو كان حيا كان عيبا فيه لأنه أسك , فكيف و هو ميت ? فقال : فذكره " . أخرجه مسلم ( 8 / 210 - 211 ) و أحمد ( 3 / 365 ) . 2 - و أما حديث المستورد , فيرويه مجالد بن سعيد عن قيس بن أبي حازم عنه قال : كنت مع الركب الذين وقفوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على السخلة الميتة , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أترون هذه هانت على أهلها حين ألقوها ? قالوا : من هوانها ألقوها يا رسول الله ! قال : فذكره . أخرجه الترمذي ( 2 / 52 ) و ابن ماجة ( 4111 ) و أحمد ( 4 / 229 و 230 ) و قال الترمذي : " حديث حسن " . 3 - و أما حديث السلمي , فيرويه عبد الرحمن بن أبي ليلى عنه نحو حديث ابن عباس . أخرجه أحمد ( 4 / 336 ) بإسناد صحيح , قال الهيثمي : " و رجاله رجال الصحيح ". 4 - و أما حديث أبي هريرة , فيرويه أبو المهزم عنه به مثله . أخرجه الدارمي ( 2 / 306 - 307 ) و أحمد ( 2 / 338 ) . و أبو المهزم قال الهيثمي : " ضعفه الجمهور " . 5 - و أما حديث سهل , فيرويه زكريا بن منظور : حدثنا أبو حازم عنه به نحوه . أخرجه ابن ماجة ( 4110 ) و الحاكم ( 4 / 306 ) و قال : " صحيح الإسناد " . و رده الذهبي بقوله : " قلت : زكريا ضعفوه " , و به أعله في " العلل " ( 2 / 109 ) . و في الباب عن جمع آخر من الأصحاب , فراجعها إن شئت في " الترغيب " و " المجمع " . 2483 " رديه فيه , ثم اعجنيه " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 632 : أخرجه ابن ماجة ( 3336 ) : حدثنا يعقوب بن حميد بن كاسب حدثنا ابن وهب أخبرني عمرو بن الحارث أخبرني بكر بن سوادة أن حنش بن عبد الله حدثه عن # أم أيمن # أنها غربلت دقيقا فصنعته للنبي صلى الله عليه وسلم رغيفا , فقال : ما هذا ? قالت : طعام نصنعه بأرضنا , فأحببت أن أصنع منه لك رغيفا , فقال : فذكره . و أخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب " الجوع " ( ق 9 / 1 ) : حدثنا خالد بن خداش قال : حدثنا عبد الله بن وهب به . قلت : و هذا إسناد صحيح , رجاله كلهم ثقات , رجال مسلم , غير ابن كاسب , قال الحافظ : " صدوق ربما وهم " . و قد تابعه ابن خداش كما رأيت , قال الحافظ : " صدوق يخطىء " . و هو من شيوخ مسلم . قلت : فالحديث بمجموع روايتهما عن ابن وهب صحيح , و هو بإسناد ابن أبي الدنيا على شرط مسلم , فلا تغتر بعد هذا البيان بتصدير المنذري الحديث بقوله ( 4 / 111 ) : " و روي عن أم أيمن ... رواه ابن ماجة و ابن أبي الدنيا في " كتاب الجوع " و غيرهما " . فإنه من أوهامه . و قال البوصيري في " الزوائد " ( 225 / 1 ) : " قلت : ليس لأم أيمن عند ابن ماجة سوى هذا الحديث , و آخر في " الجنائز " , و ليس لها رواية في شيء من الخمسة الأصول . و رجال إسنادها حسن , يعقوب مختلف فيه و كذلك ابن عبد الله " . كذا قال و حنش بن عبد الله ثقة بلا خلاف علمته و لذلك جزم الحافظ في " التقريب " بأنه ثقة . و المختلف فيه إنما هو حنش بن المعتمر , فلعله اختلط عليه بهذا . و تعقبه الأستاذ محمد فؤاد عبد الباقي في قوله : " و ليس لها رواية في شيء من الخمسة الأصول " . بقوله : " بل أخرج لها مسلم في 44 - كتاب فضائل الصحابة 18 - باب من فضائل أم أيمن رضي الله عنها , حديث رقم 103 و هو الحديث الذي رواه ابن ماجة في كتاب الجنائز برقم 1635 " . قلت : و هذا تعقب لا وجه له , لأن قول البوصيري : " ليس لها رواية ... " إنما يعني رواية مرفوعة عن النبي صلى الله عليه وسلم كما هو ظاهر , و الحديث المشار إليه عند مسلم و ابن ماجة , إنما هو من قولها غير مرفوع . فتنبه . ( فائدة ) : و المراد من قوله صلى الله عليه وسلم : " رديه .. " , أي : ردي ما غربلتيه من النخالة إلى الدقيق , ثم اعجنيه من جديد . و هذا من زهده صلى الله عليه وسلم في طعامه . انظر بعض الأحاديث في ذلك في " مختصر الشمائل " ( باب - 5 ) . 2484 " والله يا عائشة ! لو شئت لأجرى الله معي جبال الذهب و الفضة " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 634 : أخرجه ابن سعد في " الطبقات " ( 1 / 465 ) و أبو الشيخ في " أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم " ( ص 166 - 167 ) من طريق عباد بن عباد المهلبي عن مجالد عن الشعبي عن مسروق عن # عائشة # رضي الله عنها قالت : دخلت امرأة من الأنصار علي , فرأت فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم عباءة مثنية , فانطلقت , فبعثت إليه بفراش حشوه صوف , فدخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم , فقال : ما هذا ? قلت : يا رسول الله ! فلانة الأنصارية دخلت علي فرأت فراشك , فذهبت , فبعثت بهذا . فقال رديه , فلم أرده , و أعجبني أن يكون في بيتي , حتى قال ذلك ثلاث مرات , فقال : ...فذكره . و من هذا الوجه أخرجه البيهقي كما في " الترغيب " ( 4 / 115 ) و أشار إلى تقويته . قلت : و هذا إسناد رجاله ثقات , رجال الشيخين غير مجالد - و هو ابن سعيد - و فيه ضعف , قال الحافظ : " ليس بالقوي " . قلت : لكن وجدت له شاهدا لا بأس به , يرويه أبو معشر عن سعيد عن عائشة , قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يا عائشة ! لو شئت لسارت معي جبال الذهب , جاءني ملك , إن حجزته لتساوي الكعبة , فقال : إن ربك يقرأ عليك السلام و يقول لك : إن شئت نبيا عبدا و إن شئت نبيا ملكا . قال : فنظرت إلى جبريل , قال : فأشار إلي : أن ضع نفسك . قال : فقلت : نبيا عبدا . قال : فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك لا يأكل متكئا , يقول : آكل كما يأكل العبد و أجلس كما يجلس العبد " . أخرجه أبو يعلى ( 3 / 1203 ) و عنه أبو الشيخ في " أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم " ( ص 213 ) و عن هذا أبو نعيم في " الدلائل " ( 216 ) , و حسن إسناده الهيثمي كما تقدم تحت الحديث ( 544 ) , و فيه نظر عندي لأن أبا معشر - و اسمه نجيح بن عبد الرحمن السندي - قال الحافظ : " ضعيف , أسن و اختلط " . و للجملة الأخيرة من حديثها طريق أخرى عنها , و شواهد سبق ذكرها و تخريجها تحت الحديث ( 544 ) . و أما وصف الملك و حجزته فلم أجد له شاهدا نقويه به , فهذا منكر و لذلك خرجته في " الضعيفة " ( 2045 ) . 2485 " كان إذا صافح رجلا لم يترك يده حتى يكون هو التارك ليد رسول الله صلى الله عليه وسلم " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 635 : روي من طرق عن # أنس بن مالك # رضي الله عنه : الأولى : عن هلال بن أبي هلال القسملي عنه . أخرجه الخطيب في " الموضح " ( 2 / 225 - مصورة حلب ) عن أبي بكر محمد بن جعفر البخاري حدثنا هلال بن أبي هلال القسملي ... و اللفظ له . قلت : و القسملي ضعيف , و الراوي عنه لم أعرفه . الثانية : عن زيد العمي عنه . أخرجه الترمذي ( 2 / 80 ) و استغربه و ابن ماجة ( 3716 ) و ابن سعد في " الطبقات " ( 1 / 378 ) و البغوي في " شرح السنة " ( 13 / 245 / 3680 - المكتب الإسلامي ) . و زيد العمي ضعيف أيضا . الثالثة : عن أبي جعفر الرازي عن أبي درهم عن يونس بن عبيد عن مولى لآل أنس - قد سماه و نسيته - عنه . أخرجه أبو الشيخ في " أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم " ( ص 25 ) و ابن سعد أيضا . و هذا ضعيف لجهالة المولى , و لسوء حفظ أبي جعفر الرازي . الرابعة : عن مبارك بن فضالة عن ثابت عن أنس . أخرجه ابن حبان ( 2132 ) . قلت : و رجاله ثقات لولا أن مبارك بن فضالة مدلس , و قد عنعنه . و بالجملة , فالحديث صحيح بهذه الطرق , و لاسيما و له شواهد : الأول : عن ابن عمر , رواه إبراهيم بن عبد الرحمن بن يزيد بن أمية عن نافع عنه . أخرجه الترمذي و استغربه و قد مضى الكلام عليه تحت الحديث ( 14 ) . لكن أورده الهيثمي في " المجمع " ( 9 / 16 ) و قال : " رواه البزار , و فيه يزيد بن عبد الرحمن بن أمية و لم أعرفه " . و أقول : الظاهر أنه إبراهيم بن عبد الرحمن بن يزيد بن أمية كما وقع عند الترمذي , سقط اسم إبراهيم من نسخة " البزار " , كما انقلب فيه اسم أبيه عبد الرحمن بن يزيد إلى يزيد بن عبد الرحمن , و لم أره في " زوائد البزار " للحافظ لنستعين به على التحقيق . ثم قال الهيثمي : " و رواه الطبراني في " الأوسط " , و فيه ليث بن أبي سليم و هو مدلس و بقية رجاله وثقوا " . ثم طبع كتابه " كشف الأستار " , فإذا الحديث فيه ( 2472 ) من طريق إبراهيم بن عبد الرحمن عن يزيد بن أمية عن نافع .. فهذا تحريف آخر : " عن يزيد " , و الصواب : " ابن يزيد " . و الثاني : عن أبي هريرة . قال الهيثمي ( 9 / 15 ) : " رواه البزار و الطبراني في " الأوسط " , و إسناد الطبراني حسن " . 2486 " إنها ستفتح عليكم الدنيا حتى تنجدوا بيوتكم كما تنجد الكعبة , قلنا : و نحن على ديننا اليوم ? قال : و أنتم على دينكم اليوم . قنا : فنحن يومئذ خير , أم ذلك اليوم ? قال : بل أنتم اليوم خير " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 637 : أخرجه البزار في " مسنده " ( 3671 ) : حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري حدثنا أبو أحمد عن عبد الجبار بن العباس عن عون بن أبي جحيفة - قال : و لا أعلمه إلا - عن أبيه : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . و قال الحافظ في " زوائده " ( ص 330 ) : " خبر غريب صحيح " . قلت : و إسناده صحيح , رجاله كلهم ثقات رجال مسلم غير عبد الجبار بن العباس , و هو ثقة . و قال الهيثمي ( 10 / 323 ) : " رواه البزار , و رجاله رجال الصحيح غير عبد الجبار بن العباس الشبامي و هو ثقة " . ثم روى له البزار شاهدا من حديث طلحة بن عمرو نحوه . و أخرجه ابن حبان أيضا ( 2539 ) و أحمد ( 3 / 487 ) من طرق عن داود بن أبي هند عن أبي حرب بن أبي الأسود عنه قال : " أتيت المدينة و ليس لي بها معرفة , فنزلت الصفة مع رجل , فكان بيني و بينه كل يوم مد من تمر , فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم , فلما انصرف , قال رجل من أصحاب الصفة : يا رسول الله ! أحرق بطوننا التمر , و تخرقت عنا الخنف ! فصعد رسول الله صلى الله عليه وسلم , فخطب , ثم قال : " والله لو وجدت خبزا أو لحما لأطعمتكموه , أما إنكم توشكون أن تدركوا , و من أدرك ذلك منكم أن يراح عليكم بالجفان و تلبسون مثل أستار الكعبة " . قال : فمكثت أنا و صاحبي ثمانية عشر يوما و ليلة ما لنا طعام إلا البرير , حتى جئنا إلى إخواننا الأنصار فواسونا , و كان خير ما أصابنا هذا التمر " . و السياق لأحمد - و هو أتم - , و إسناده صحيح رجاله رجال مسلم , و قال الهيثمي ( 10 / 322 - 323 ) : " رواه الطبراني و البزار بنحوه ... و رجال البزار رجال الصحيح غير محمد بن عثمان العقيلي , و هو ثقة " . قلت : و هذا تقصير , و قد رواه أحمد , فكان من الواجب عزوه إليه , و لاسيما و أن رجاله كلهم رجال الصحيح . و للحديث شاهد آخر من حديث عبد الله بن يزيد الخطمي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " أنتم اليوم خير أم إذا غدت على أحدكم صحيفة و راحت أخرى و غدا في حلة و راح في أخرى و تكسون بيوتكم كما تكسى الكعبة ? فقال رجل : نحن يومئذ خير ? قال : بل أنتم اليوم خير " . قال الهيثمي : " رواه الطبراني , و رجاله رجال الصحيح غير أبي جعفر الخطمي , و هو ثقة " . قلت : و له شاهد ثالث من حديث علي رضي الله عنه مرفوعا نحوه . أخرجه الترمذي و حسنه , و فيه أن تابعيه لم يسم , فلعله حسنه لشواهده بل هو بها صحيح , و انظر " الترغيب " ( 3 / 109 و 123 و 4 / 118 ) و " المشكاة " ( 5366 ) . و له شاهد رابع من حديث ابن مسعود جود إسناده المنذري ثم الهيثمي , و فيه نظر بينته في " التعليق الرغيب " ( 3 / 123 ) لكنه يصلح للشواهد . و له شاهد خامس عن الحسن البصري مرسلا . أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 1 / 340 ) من طريقين عنه . ( تنبيه ) : تقدم الحديث برقم ( 1884 ) برواية البزار عن أبي جحيفة فقط , و وقع فيه هناك سقط , لعله من المخطوطة , فيصحح من هنا . 2487 " إن منكم من يقاتل على تأويل هذا القرآن , كما قاتلت على تنزيله , فاستشرفنا و فينا أبو بكر و عمر , فقال : لا , و لكنه خاصف النعل . يعني عليا رضي الله عنه " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 639 : أخرجه النسائي في " خصائص علي " ( ص 29 ) و ابن حبان ( 2207 ) و الحاكم ( 3 / 122 - 123 ) و أحمد ( 3 / 33 و 82 ) و أبو يعلى ( 1 / 303 - 304 ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 1 / 67 ) و ابن عساكر ( 12 / 179 / 2 - 180 / 2 ) من طرق عن إسماعيل بن رجاء الزبيدي عن أبيه قال : سمعت # أبا سعيد الخدري # يقول : كنا جلوسا ننتظر رسول الله صلى الله عليه وسلم , فخرج علينا من بعض بيوت نسائه , قال : فقمنا معه , فانقطعت نعله , فتخلف عليها علي يخصفها , فمضى رسول الله صلى الله عليه وسلم و مضينا معه ثم قام ينتظره , و قمنا معه , فقال : ( فذكره ) , قال : فجئنا نبشره , قال : و كأنه قد سمعه . و لفظ الحاكم و غيره : " فلم يرفع رأسه , كأنه قد كان سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم " , و قال : " صحيح على شرط الشيخين " , و وافقه الذهبي . قلت : و هذا من أوهامهما , فإن إسماعيل بن رجاء و أباه لم يخرج لهما البخاري , فهو على شرط مسلم وحده . و يقابل هذا الوهم قول الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 9 / 133 - 134 ) : " رواه أحمد , و رجاله رجال الصحيح , غير فطر بن خليفة , و هو ثقة " . قلت : فمن عادة الهيثمي في مثل هذا الإسناد أن يطلق قوله : " و رجاله رجال الصحيح " , و لا يستثني , لأن فطرا هذا من رجال البخاري , إلا أن الدارقطني قد قال فيه : " لم يحتج به البخاري ".و صرح الخزرجي و غيره أن البخاري يروي له مقرونا بآخر , لكنه قد توبع كما أشرت إلى ذلك في أول التخريج بقولي : " ...من طرق " , فالحديث صحيح لا ريب فيه . ( تنبيه ) : قد خبط عبد الحسين الشيعي في " مراجعاته " ( ص 180 ) في تخريج هذا الحديث خبطا عجيبا , فقال بعدما عزاه للحاكم و أحمد : " و أخرجه البيهقي في " شعب الإيمان " , و سعيد بن منصور في " سننه " , و أبو نعيم في " حليته " , و أبو يعلى في " السنن " , 2585 في ص 155 من الجزء 6 من ( الكنز ) " . قلت : و هذا مما يدل على جهله البالغ بكتب الحديث , و قلة تحقيقه , فإن الحديث في " الكنز " الذي أشار إليه مرموز له فيه بـ ( حم ع هب , ك حل ص ) . و قد وقع في رمز ( هب ص ) تصحيف , و الصواب ( حب , ض ) كما في " الجامع الكبير " للسيوطي ( 1 / 223 / 2 ) , و بناء على ذلك التصحيف الذي لم يتنبه له الشيعي جاء منه ذلك العزو الذي لا أصل له : " البيهقي في شعب الإيمان و سعيد بن منصور في سننه " ! فإن قيل : لا لوم على الشيعي في ذلك , لأنه فسر الرمز الذي رآه في الكتاب , و ليس كل من ينقل من كتاب ما يكلف أن يحقق في نصوصه و رموزه . فأقول : هذا حق , و لكن في ترتيب الرموز الواقعة في " الكنز " ما يشعر العالم بأن فيها تحريفا دون أن يكلفه ذلك مراجعة ما , فرمز ( هب , ك , حل , ص ) غير معقول و لا مهضوم عند أهل العلم , لأن ( هب ) المرموز به للبيهقي هو تلميذ ( ك ) المرموز به للحاكم فكيف يقدم التلميذ على شيخه في الذكر ? و لاسيما و كتاب شيخه معدود في " الصحاح " , بخلاف " شعب البيهقي " . و لأن ( ص ) المرموز به لسعيد بن منصور , هو أعلى جميع المرموز لهم , فكيف يؤخر عنهم و هو مقدم عليهم ? ! و لكن الصواب كما ذكرنا ( ض ) , و هو رمز للضياء المقدسي في " المختارة " . فلو كان عند الشيعي معرفة بتراجم أئمة الحديث لكان ذلك كافيا في صيانته من هذا الخبط العجيب . زد على ذلك أنه فسر ( ع ) بـ " أبو يعلى في السنن " ! و إنما هو أبو يعلى في " المسند " , و طلبة العلم المبتدئون يعلمون أن أبا يعلى ليس له " كتاب السنن " . و له من مثل هذا غرائب و عجائب كقوله في حديث : " من أراد أن ينظر إلى نوح في عزمه ... " : " أخرجه البيهقي في " صحيحه " , و الإمام أحمد في " مسنده " ! و ليس للبيهقي أيضا كتاب الصحيح , و لا أخرج الحديث الإمام أحمد في " مسنده " , بل هو حديث موضوع كما حققته في الكتاب الآخر برقم ( 4903 ) , و قد خرجت فيه جملة كثيرة من الأحاديث الضعيفة و الموضوعة التي احتج بها الشيعي المذكور على أهل السنة في ولاية علي رضي الله عنه و عصمته , فراجع الأرقام ( 4882 - 4907 ) فما بعدها تر العجب العجاب , و يتبين لك أن الرجل لا علم عنده مطلقا بعلم الحديث و رواته و صحيحه و سقيمه , و إنما هو قماش جماع حطاب ! ( تنبيه آخر ) : لقد ساق الحديث الشيعي المذكور في حاشية الكتاب ( ص 166 ) بلفظ : " كما قوتلتم على تنزيله " , فحرف قوله صلى الله عليه وسلم : " قاتلت " , إلى قوله " قوتلتم " , غمزا في الصحابة و طعنا فيهم , عامله الله بما يستحق . و قد روي الحديث بلفظ آخر من طريق محمد بن جعفر الفيدي قال : نبأنا محمد ابن فضيل عن الأجلح قال : نبأنا قيس بن مسلم و أبو كلثوم عن ربعي بن خراش قال : سمعت عليا يقول و هو بالمدائن : جاء سهيل بن عمرو إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : إنه قد خرج إليك ناس من أرقائنا ليس بهم الدين تعبدا , فارددهم علينا . فقال له أبو بكر و عمر : صدق يا رسول الله ! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لن تنتهوا يا معشر قريش ! حتى يبعث الله عليكم رجلا امتحن الله قلبه بالإيمان يضرب أعناقكم , و أنتم مجفلون عنه إجفال النعم . فقال أبو بكر : أنا هو يا رسول الله ? قال : لا . قال له عمر : أنا هو يا رسول الله ? قال : لا , و لكنه خاصف النعل . قال : و في كف علي نعل يخصفها لرسول الله صلى الله عليه وسلم " . أخرجه الخطيب في " التاريخ " ( 1 / 133 - 134 و 8 / 433 ) , و ابن عساكر ( 12 / 149 / 2 ) . قلت : و إسناده حسن إن كان الفيدي قد حفظه , فإن له أحاديث خولف فيها كما قال الحافظ في " التهذيب " , و مال إلى أنه ليس هو الذي حدث عنه البخاري في " صحيحه " , و إنما هو القوسي , و لذلك لم يوثقه في " التقريب " , بل قال فيه : " مقبول " , يعني عند المتابعة . و فيه إشارة إلى أنه لم يعتد بإيراد ابن حبان إياه في " الثقات " , و لم يتابع عليه فيما علمت . و الله سبحانه و تعالى أعلم . ثم وجدت له طريقا أخرى عن ربعي , يتقوى بها , يرويه شريك عن منصور عنه عن علي قال : " جاء النبي صلى الله عليه وسلم أناس من قريش فقالوا : يا محمد ! إنا جيرانك و حلفاؤك , و إن من عبيدنا قد أتوك ليس بهم رغبة في الدين و لا رغبة في الفقه , إنما فروا من ضياعنا و أموالنا , فارددهم إلينا . فقال لأبي بكر : ما تقول ? قال : صدقوا , إنهم لجيرانك و حلفاؤك . فتغير وجه النبي صلى الله عليه وسلم , ثم قال لعمر : ما تقول ? قال : صدقوا , إنهم لجيرانك و حلفاؤك . فتغير وجه النبي صلى الله عليه وسلم , ثم قال : " يا معشر قريش ! والله ليبعثن عليكم رجلا منكم , امتحن الله قلبه بالإيمان فيضربكم على الدين , أو يضرب بعضكم " . قال أبو بكر : أنا هو يا رسول الله ! قال : لا قال عمر : أنا هو يا رسول الله ! قال : لا , و لكن ذلك الذي يخصف النعل . و قد كان أعطى عليا نعلا يخصفها " . أخرجه الترمذي ( 2 : 298 ) , و النسائي في " الخصائص " ( ص 8 ) و الضياء في " المختارة " ( 1 / 161 ) , و قال الترمذي : " حديث حسن صحيح غريب لا نعرفه إلا من حديث ربعي عن علي " . قلت : شريك سيء الحفظ و لكنه يصلح للاستشهاد به و التقوية و قد تابعه أبان بن صالح , عن منصور بن المعتمر به . أخرجه أبو داود ( 2700 ) و عنه الضياء ( 1 / 161 - 162 ) . 2488 " والذي نفسي بيده , لا يبغضنا أهل البيت أحد إلا أدخله الله النار " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 643 : أخرجه الحاكم ( 3 / 150 ) من طريق محمد بن فضيل : حدثنا أبان بن تغلب عن جعفر بن إياس عن أبي نضرة عن # أبي سعيد الخدري # رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره , و قال : " صحيح على شرط مسلم " . قلت : و هو كما قال , و بيض له الذهبي . و تابعه هشام بن عمار : حدثنا أسد بن موسى حدثنا سليم بن حيان عن أبي المتوكل الناجي عن أبي سعيد الخدري نحوه . أخرجه ابن حبان ( 2246 ) . قلت : و رجاله ثقات على ضعف في هشام بن عمار لتلقنه . 2489 " كان يحرس حتى نزلت هذه الآية : *( و الله يعصمك من الناس )* <1>, 1>فأخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه من القبة , فقال لهم : يا أيها الناس ! انصرفوا فقد عصمني الله " . ----------------------------------------------------------- [1] المائدة : الآية : 67 . اهـ . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 644 : أخرجه الترمذي ( 2 / 175 ) و ابن جرير ( 6 / 199 ) و الحاكم ( 2 / 313 ) من طريق الحارث بن عبيد عن سعيد الجريري عن عبد الله بن شقيق عن # عائشة # قالت : فذكره . و قال الترمذي : " حديث غريب " و روى بعضهم هذا الحديث عن الجريري عن عبد الله بن شقيق , قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم يحرس ... و لم يذكروا فيه : عن عائشة " . قلت : و هذا أصح , لأن الحارث بن عبيد - و هو أبو قدامة الإيادي - فيه ضعف من قبل حفظه , أشار إليه الحافظ بقوله : " صدوق يخطىء " . و قد خالفه بعض الذين أشار إليهم الترمذي , و منهم إسماعيل بن علية الثقة الحافظ , رواه ابن جرير بإسنادين عنه عن الجريري به مرسلا . قلت : فهو صحيح مرسلا , و أما قول الحاكم عقب المسند عن عائشة : " صحيح الإسناد " , فمردود لما ذكرنا , و إن تابعه الذهبي . نعم الحديث صحيح , فإن له شاهدا من حديث أبي هريرة قال : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نزل منزلا نظروا أعظم شجرة يرونها ,فجعلوها للنبي صلى الله عليه وسلم , فينزل تحتها , و ينزل أصحابه بعد ذلك في ظل الشجر , فبينما هو نازل تحت شجرة - و قد علق السيف عليها - إذ جاء أعرابي فأخذ السيف من الشجرة , ثم دنا من النبي صلى الله عليه وسلم و هو نائم , فأيقظه , فقال : يا محمد ! من يمنعك مني الليلة ? فقال النبي صلى الله عليه وسلم : الله . فأنزل الله : *( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك و إن لم تفعل فما بلغت رسالته و الله يعصمك من الناس )* <1>! 1>الآية " . أخرجه ابن حبان في ( صحيحه - 1739 موارد ) , و ابن مردويه كما في ابن كثير ( 6 / 198 ) من طريقين عن حماد بن سلمة حدثنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عنه . قلت : و هذا إسناد حسن . و ذكر له ابن كثير شاهدا ثانيا من حديث جابر . رواه ابن أبي حاتم . و له شاهدان آخران عن سعيد بن جبير و محمد بن كعب القرظي مرسلا . و اعلم أن الشيعة يزعمون - خلافا للأحاديث المتقدمة - أن الآية المذكورة نزلت يوم غدير ( خم ) في علي رضي الله عنه , و يذكرون في ذلك روايات عديدة مراسيل و معاضيل أكثرها , و منها عن أبي سعيد الخدري , و لا يصح عنه كما حققته في " الضعيفة " ( 4922 ) , و الروايات الأخرى أشار إليها عبد الحسين الشيعي في " مراجعاته " ( ص 38 ) دون أي تحقيق في أسانيدها كما هي عادته في كل أحاديث كتابه , لأن غايته حشد كل ما يشهد لمذهبه , سواء صح أو لم يصح على قاعدتهم : " الغاية تبرر الوسيلة " ! فكن منه و من رواياته على حذر , و ليس هذا فقط , بل هو يدلس على القراء - إن لم أقل يكذب عليهم - فإنه قال في المكان المشار إليه في تخريج أبي سعيد هذا المنكر , بل الباطل : " أخرجه غير واحد من أصحاب السنن , كالإمام الواحدي ... " ! و وجه كذبه أن المبتدئين في هذا العلم يعلمون أن الواحدي ليس من أصحاب السنن الأربعة , و إنما هو مفسر , يروي بأسانيده ما صح و ما لم يصح , و حديث أبي سعيد هذا مما لا يصح , فقد أخرجه من طريق فيه متروك شديد الضعف , كما هو مبين في المكان المشار إليه من " الضعيفة " . و هذه من عادة الشيعة قديما و حديثا : أنهم يستحلون الكذب على أهل السنة , عملا في كتبهم و خطبهم , بعد أن صرحوا باستحلالهم للتقية , كما صرح بذلك الخميني في كتابه " كشف الأسرار " ( ص 147 - 148 ) , و ليس يخفى على أحد أن التقية أخت الكذب , و لذلك قال أعرف الناس بهم , شيخ الإسلام ابن تيمية : " الشيعة أكذب الطوائف " . و أنا شخصيا قد لمست كذبهم لمس اليد في بعض مؤلفيهم و بخاصة عبد الحسين هذا و الشاهد بين يديك , فإنه فوق كذبته المذكورة , أوهم القراء أن الحديث عند أهل السنة من المسلمات بسكوته عن علته و ادعائه كثرة طرقه , فقد كان أصرح منه في الكذب الخميني , فإنه صرح في الكتاب المذكور ( ص 149 ) أن آية العصمة نزلت يوم غدير خم بشأن إمامة علي بن أبي طالب باعتراف أهل السنة و اتفاق الشيعة , كذا قال عامله الله بما يستحق , و سأزيد هذا الأمر بيانا في " الضعيفة " إن شاء الله تعالى . ----------------------------------------------------------- [1] المائدة : الآية : 67 . اهـ . 2490 " إن الله ليرفع ذرية المؤمن إليه في درجته و إن كانوا دونه في العمل , لتقر بهم عينه , ثم قرأ : *( و الذين آمنوا و اتبعتهم ذريتهم بإيمان )* <1>1>الآية , ثم قال : و ما نقصنا الآباء بما أعطينا البنين " . ----------------------------------------------------------- [1] الطور : الآية : 21 . اهـ . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 647 : أخرجه البزار ( ص 221 ) و ابن عدي ( ق 270 / 1 ) و البغوي في " التفسير " ( 8 / 82 - منار ) عن قيس بن الربيع عن عمرو بن مرة عن سعيد بن جبير عن # ابن عباس # رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره . و قال البزار : " رواه الثوري عن عمرو بن مرة موقوفا " . و قال الحافظ عقبه : " و هو أحفظ من قيس و أوثق " . قلت : و لا شك في ذلك , و لكن من الممكن أن يقال : إن الموقوف في حكم المرفوع , لأنه لا يقال بمجرد الرأي , بل هو ظاهر الآية المذكورة و هو الذي رجحه ابن جرير و غيره في تفسيرها و قد أخرجه هو ( 27 / 15 ) و الحاكم ( 2 / 468 ) من طرق عن الثوري عن عمرو بن مرة به موقوفا على ابن عباس , فهو صحيح الإسناد . و أما الحديث الذي أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " بإسناد آخر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس مرفوعا بلفظ : " إذا دخل الرجل الجنة سأل عن أبويه و زوجته و ولده ? فيقال : إنهم لم يبلغوا درجتك , فيقول : يا رب قد عملت لي و لهم , فيؤمر بإلحاقهم به , و قرأ ابن عباس : *( و الذين آمنوا و اتبعتهم ذريتهم بإيمان )* <1>, 1>الآية " . فهو موضوع , و إن سكت عليه الحافظ ابن كثير ( 8 / 82 ) و كأنه مقلوب عن هذا , و قد خرجته و بينت علته في الكتاب الآخر ( 2602 ) . ----------------------------------------------------------- [1] الطور : الآية : 21 . اهـ . 2491 " كان إذا دعا ( يعني : في الاستسقاء ) جعل ظاهر كفيه مما يلي وجهه " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 648 : أخرجه أبو يعلى في " مسنده " ( ق 167 / 2 - مكتب 2 ) : حدثنا زهير حدثنا يزيد بن هارون أنبأنا حماد بن سلمة عن ثابت عن # أنس بن مالك # مرفوعا به . قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط مسلم و قد أخرجه ( 3 / 24 ) بنحوه من طريق الحسن بن موسى حدثنا حماد بن سلمة بلفظ : " إن النبي صلى الله عليه وسلم استسقى فأشار بظهر كفيه إلى السماء " . و أخرجه أحمد ( 3 / 153 ) : حدثنا حسن بن موسى به . ثم أخرجه ( 3 / 241 ) عن مؤمل : حدثنا حماد به . ثم قال ( 3 / 271 ) : حدثنا عفان بلفظ : " إن الناس قالوا : يا رسول الله ! هلك المال و أقحطنا , و هلك المال فاستسق لنا , فقام يوم الجمعة و هو على المنبر , فاستسقى - وصف حماد - و بسط يديه حيال صدره و بطن كفيه مما يلي الأرض , و ما في السماء قزعة , فما انصرف حتى أهمت الشاب القوي نفسه أن يرجع إلى أهله , فمطرنا إلى الجمعة الأخرى , فقالوا : يا رسول الله ! تهدم البنيان , و انقطع الركبان , ادع الله أن يكشطها عنا . فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم و قال : اللهم حوالينا لا علينا . فانجابت حتى كانت المدينة كأنها في إكليل " . و أخرجه أبو يعلى أيضا ( ق 166 / 2 ) : حدثنا زهير : حدثنا عفان به . و أخرجه أبو داود من طريق أخرى عن عفان بموضع الشاهد فقط منه . و تابعه عمر بن نبهان عن قتادة عن أنس به مختصرا بلفظ : " كان يدعو ببطن كفيه , و يقول : هكذا بظهر كفيه " . أخرجه أبو يعلى ( 2 / 264 - 265 ) . و عمر هذا ضعيف . ( فائدة ) : قد ذهب إلى العمل بالحديث و أفتى به الإمام مالك رحمه الله تعالى كما جاء في " المدونة " لابن القاسم ( 2 / 158 ) . 2492 " من عال ثلاثا من بنات يكفيهن و يرحمهن و يرفق بهن , فهو في الجنة " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 649 : أخرجه أبو يعلى ( 2 / 591 ) : حدثنا أبو خيثمة أخبرنا يزيد بن هارون أن سفيان بن حسين عن محمد بن المنكدر عن # جابر # مرفوعا , و فيه قصة . و أخرجه أحمد ( 3 / 303 ) و البزار ( 2 / 384 / 1908 ) و البخاري أيضا في " الأدب المفرد " ( 78 ) عن علي بن زيد عن محمد بن المنكدر به . قلت : و إسناد أبي يعلى ظاهره الصحة , فإن رجاله كلهم ثقات رجال مسلم , لكني أخشى أن يكون سقط من بين سفيان و محمد علي بن زيد - و هو ابن جدعان الذي في إسناد أحمد - فإني لم أر من ذكر في شيوخ سفيان محمد بن المنكدر , و قد راجعت " تهذيب الكمال " للحافظ المزي " و من عادته أن يستقصي في كل ترجمة أسماء الشيوخ و الرواة عنه , و لم يذكر ذلك في ترجمة سفيان , و لا في ترجمة ابن المنكدر . و الله أعلم . و لكنه على كل حال قد توبع , فقال البزار و بحشل في " تاريخ واسط " ( 83 ) : حدثنا محمد بن كثير بن نافع الثقفي ابن بنت يزيد بن هارون قال : حدثنا سرور بن المغيرة قال : حدثنا سليمان التيمي عن محمد بن المنكدر به . قلت : و هذا إسناد جيد لولا أني لم أعرف الثقفي هذا . و سرور وثقه ابن حبان ( 6 / 437 و 8 / 301 ) . و قال أبو حاتم : " شيخ " . و ابن سعد : " معروف " . انظر " تيسير الانتفاع " . و قد سبق الحديث برقم ( 1027 ) , و قد أعيد هنا لزيادة تحقيق . و الحديث قال الهيثمي ( 8 / 157 ) تبعا للمنذري ( 3 / 84 - 85 ) : " رواه أحمد بإسناد جيد و البزار و الطبراني في ( الأوسط ) " . كذا قالا , و قد عرفت أن في إسناد أحمد علي بن زيد بن جدعان , و هو ضعيف لسوء حفظه . و لم يتكلما على إسناد البزار الآخر بشيء ! و قلدهما الأعظمي كما هي عادته ! لكن الحديث صحيح , فإن له شواهد كثيرة تقدم بعضها برقم ( 294 - 296 ) . 2493 " إن إبراهيم ابني و إنه مات في الثدي و إن له ظئرين يكملان رضاعته في الجنة " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 650 : أخرجه الإمام أحمد في " المسند " ( 3 / 112 ) : حدثنا إسماعيل أنبأنا أيوب عن عمرو بن سعيد عن # أنس بن مالك # قال : ما رأيت أحدا كان أرحم بالعيال من رسول الله صلى الله عليه وسلم , كان إبراهيم مسترضعا في عوالي المدينة و كان ينطلق و نحن معه , فيدخل البيت , و إن ليدخن 0 و كان ظئره قينا - فيأخذه , فيقبله , ثم يرجع , ( قال عمرو ) : فلما توفي إبراهيم , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( فذكره ) . و بهذا الإسناد أخرجه ابن سعد في " الطبقات " ( 1 / 136 و 139 ) مفرقا في موضعين , مصرحا بأن الحديث من قول عمرو مرفوعا , لم يسنده إلى أنس . و كذلك أخرجه الإمام مسلم في " صحيحه " ( 7 / 76 - 77 ) من طريق زهير و ابن نمير عن إسماعيل - و هو ابن علية - به , في سياق واحد كسياق أحمد . و كذلك رواه أبو يعلى ( 4195 و 4196 ) . و أخرجه ابن حبان في " صحيحه " ( 9 / 51 / 6911 ) من طريقين آخرين به , لكن لم يذكر : " قال عمرو " , فجعل الحديث كله من مسند أنس , و هو شاذ مخالف لرواية الجماعة . و عمرو بن سعيد هو أبو سعيد البصري . و تابعه وهيب عن أيوب به دون قول عمرو : " فلما توفي إبراهيم ... " . إلخ . أخرجه أبو يعلى ( 4197 ) . قلت : فهذا يؤكد أن حديث الترجمة مرسل , ليس من مسند أنس , و يزيده تأكيدا أن ثابتا لم يذكره أيضا في حديثه عن أنس , كما رواه سليمان بن المغيرة عنه عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ولد لي الليلة غلام , فسميته باسم أبي : إبراهيم " . ثم دفعه إلى أم سيف , امرأة قين يقال له : أبو سيف , فانطلق يأتيه و اتبعته , فانتهينا إلى أبي سيف و هو ينفخ في كيره , قد امتلأ البيت دخانا , فأسرعت المشي بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم , فقلت : يا أبا سيف ! أمسك , جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم , فأمسك , فدعا النبي صلى الله عليه وسلم بالصبي , فضمه إليه , و قال ما شاء الله أن يقول ... الحديث . أخرجه مسلم ( 7 / 76 ) و أبو داود ( 3126 ) و ابن حبان في " صحيحه " ( 4 / 245 / 2891 ) و البيهقي ( 4 / 69 ) و أحمد ( 3 / 194 ) و ابن سعد ( 1 / 136 ) و أبو يعلى ( 6 / 42 / 3288 ) و علقه البخاري في " الجنائز " عقب رواية أخرى له ( 1303 ) مختصرة عن هذه و لم يسق لفظها , فعزو السيوطي في " الجامع " قوله صلى الله عليه وسلم : " ولد لي الليلة غلام ... " للبخاري أيضا فيه نظر لا يخفى , و إن قلده فيه الغماري في " كنزه " كعادته , و لم يتنبه له المناوي . و هذا القدر من الحديث أخرجه الطحاوي في " مشكل الآثار " ( 1 / 454 ) . ( تنبيه ) : لقد غفل عن إرسال عمرو بن سعيد لحديث الترجمة المعلق الفاضل على " مسند أبي يعلى " حين قال : " إسناده صحيح " . ثم عزاه لمسلم و غيره . و حقه التفريق بين حديث الترجمة , و بين ما قبله على ما سبق بيانه . و إذ الأمر كذلك , فلابد من تخريج شاهد له يقويه و يأخذ بعضده و هو حديث البراء بن عازب قال : " توفي إبراهيم ابن النبي صلى الله عليه وسلم ابن ستة عشر شهرا فقال : ادفنوه بالبقيع , فإن له مرضعا يتم رضاعه في الجنة " . أخرجه أحمد ( 4 / 297 و 304 ) و ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 1 / 215 / 1 ) بسند صحيح على شرط الشيخين و أبو يعلى ( 1696 ) بسند آخر عنه , صحيح على شرط مسلم . و هو في " صحيح البخاري " ( 1382 و 3255 و 6195 ) و غيره من طريق ثالث عنه نحوه , دون الشطر الأول منه , و هو مخرج في " السلسلة الأخرى " تحت الحديث ( 3202 ) , فإنه قد جاء بزيادات أخرى لا يصح بعضها , خرجته لذلك هناك , مميزا ما صح منها مما لا يصح , فذكرت هذا في جملة ما صح و بالله التوفيق . ثم إن لفظ ابن حبان : " إن له مرضعتين في الجنة " . فهو شاهد قوي لحديث عمرو . و الله سبحانه و تعالى أعلم . 2494 " ألا إن الفتنة ههنا , ألا إن الفتنة ههنا [ قالها مرتين أو ثلاثا ] , من حيث يطلع قرن الشيطان , [ يشير [ بيده ] إلى المشرق , و في رواية : العراق ] " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 653 : هو من حديث # ابن عمر # و له عنه طرق : الأولى : عن نافع عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم و هو مستقبل المشرق يقول : فذكره . أخرجه البخاري ( 2 / 275 و 4 / 374 ) و مسلم ( 8 / 180 - 181 ) و أحمد ( 2 / 18 و 92 ) من طرق عنه . و السياق و الزيادة الأولى لمسلم . و في رواية لأحمد : " كان قائما عند باب عائشة فأشار بيده نحو المشرق " . و هو رواية لمسلم . و لفظ البخاري في الموضع الأول المشار إليه : " قام خطيبا فأشار نحو مسكن عائشة " . و في أخرى لمسلم : عند باب حفصة . و هي شاذة عندي . الثانية : عن سالم عنه مثل رواية نافع الأول إلا أنه كرر الجملة ثلاثا و قال فيها : " ها " , بدل : " ألا " . أخرجه البخاري ( 2 / 384 و 4 / 374 ) و مسلم أيضا و الترمذي ( 2 / 44 ) , و قال : " حسن صحيح " . و أحمد ( 2 / 23 و 40 و 72 و 140 و 143 ) و السياق له في رواية و كذا مسلم و في إحدى روايتي البخاري : " و هو على المنبر .. يشير إلى المشرق " . و في الأخرى : " قام إلى جنب المنبر فقال ... " . و في أخرى لأحمد : " صلى الفجر فاستقبل مطلع الشمس , فقال ... " . و إسناده صحيح . و في أخرى له و لمسلم من طريق عكرمة بن عمار عن سالم بلفظ : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من بيت عائشة فقال : " رأس الكفر من ههنا ..." . لكن عكرمة فيه ضعف من قبل حفظه , فلا يحتج به فيما يخالف الثقات . و في أخرى لأحمد قال : " رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يشير بيده يؤم العراق : ها إن الفتنة ..." الحديث بتمامه . و هو رواية لمسلم . و يشهد لها رواية أخرى له من طريق ابن فضيل عن أبيه قال : سمعت سالم بن عبد الله بن عمر يقول : يا أهل العراق ! ما أسألكم عن الصغيرة , و أركبكم للكبيرة ! سمعت أبي عبد الله بن عمر يقول : فذكره مرفوعا . الثالثة : عن عبد الله بن دينار عنه قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يشير إلى المشرق فقال : فذكره , مثل رواية سالم الأولى , إلا أنه كرر الجملة مرتين . أخرجه مالك ( 3 / 141 - 142 ) و البخاري ( 2 / 321 و 3 / 471 ) و أحمد ( 2 / 23 , 50 , 73 , 110 ) , و كرر الجملة ثلاثا في رواية له و السياق للبخاري . الرابعة : عن بشر بن حرب : سمعت ابن عمر يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " اللهم بارك لنا في مدينتنا , و في صاعنا و مدنا و يمننا و شامنا . ثم استقبل مطلع الشمس فقال : من ههنا يطلع قرن الشيطان من ههنا الزلازل و الفتن " . أخرجه أحمد ( 2 / 126 ) و رجاله ثقات رجال مسلم , غير بشر هذا فإنه لين . لكن يشهد له حديث توبة العنبري عن سالم عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره . إلى قوله : " و شامنا " مع تقديم و تأخير و زاد : " فقال رجل : يا رسول الله ! و في عراقنا ? فأعرض عنه , فقال : فيها الزلازل و الفتن و بها يطلع قرن الشيطان " . أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 6 / 133 ) و إسناده صحيح . و له طريق أخرى عند الطبراني في " المعجم الكبير " ( 3 / 201 / 1 ) عن ابن عمر نحوه و فيه : " فلما كان في الثالثة أو الرابعة قالوا : يا رسول الله ! و في عراقنا ? ..." الحديث . و إسناد صحيح أيضا . و أصله عند البخاري و أحمد فراجع له كتابي " تخريج فضائل الشام " ( ص 9 - 10 ) . و قد تقدم تخريجه و الذي قبله برقم ( 2246 ) بزيادة . ثم إن للحديث شاهدا من رواية أبي مسعود مرفوعا بلفظ : " من ههنا جاءت الفتن نحو المشرق و الجفاء و غلظ القلوب في الفدادين ..." الحديث . أخرجه البخاري ( 2 / 382 ) . قلت : و طرق الحديث متضافرة على أن الجهة التي أشار إليها النبي صلى الله عليه وسلم إنما هي المشرق , و هي على التحديد العراق كما رأيت في بعض الروايات الصريحة , فالحديث علم من أعلام نبوته صلى الله عليه وسلم , فإن أول الفتن كان من قبل المشرق , فكان ذلك سببا للفرقة بين المسلمين , و كذلك البدع نشأت من تلك الجهة كبدعة التشيع و الخروج و نحوها . و قد روى البخاري ( 7 / 77 ) و أحمد ( 2 / 85 , 153 ) عن ابن أبي نعم قال : " شهدت ابن عمر و سأله رجل من أهل العراق عن محرم قتل ذبابا فقال : يا أهل العراق ! تسألوني عن محرم قتل ذبابا , و قد قتلتم ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم , و قد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " هما ريحانتي في الدنيا " . و إن من تلك الفتن طعن الشيعة في كبار الصحابة رضي الله عنهم , كالسيدة عائشة الصديقة بنت الصديق التي نزلت براءتها من السماء , فقد عقد عبد الحسين الشيعي المتعصب في كتابه " المراجعات " ( ص 237 ) فصولا عدة في الطعن فيها و تكذيبها في حديثها , و رميها بكل واقعة , بكل جرأة و قلة حياء , مستندا في ذلك إلى الأحاديث الضعيفة و الموضوعة , و قد بينت قسما منها في " الضعيفة " ( 4963 - 4970 ) مع تحريفه للأحاديث الصحيحة , و تحميلها من المعاني ما لا تتحمل كهذا الحديث الصحيح , فإنه حمله - فض فوه و شلت يداه - على السيدة عائشة رضي الله عنها زاعما أنها هي الفتنة المذكورة في الحديث - *( كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا )* <1>1>معتمدا في ذلك على الروايتين المتقدمتين : الأولى : رواية البخاري : فأشار نحو مسكن عائشة ... و الأخرى : رواية مسلم : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من بيت عائشة فقال : رأس الكفر من ههنا . ..فأوهم الخبيث القراء الكرام بأن الإشارة الكريمة إنما هي إلى مسكن عائشة ذاته , و أن المقصود بالفتنة هي عائشة نفسها ! و الجواب , أن هذا هو صنيع اليهود الذين يحرفون الكلم من بعد مواضعه , فإن قوله في الرواية الأولى : " فأشار نحو مسكن عائشة " , قد فهمه الشيعي كما لو كان النص بلفظ : " فأشار إلى مسكن عائشة " ! فقوله : " نحو " دون " إلى " نص قاطع في إبطال مقصوده الباطل , و لاسيما أن أكثر الروايات صرحت بأنه أشار إلى المشرق . و في بعضها العراق . و الواقع التاريخي يشهد لذلك . و أما رواية عكرمة فهي شاذة كما سبق , و لو قيل بصحتها , فهي مختصرة جدا اختصارا مخلا , استغله الشيعي استغلالا مرا , كما يدل عليه مجموع روايات الحديث , فالمعنى : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من بيت عائشة رضي الله عنها , فصلى الفجر , ثم قام خطيبا إلى جنب المنبر ( و في رواية : عند باب عائشة ) فاستقبل مطلع الشمس , فأشار بيده , نحو المشرق . ( و في رواية للبخاري : نحو مسكن عائشة ) و في أخرى لأحمد : يشير بيده يؤم العراق . فإذا أمعن المنصف المتجرد عن الهوى في هذا المجموع قطع ببطلان ما رمى إليه الشيعي من الطعن في السيدة عائشة رضي الله عنها . عامله الله بما يستحق . ------------------------------------------------------------ [1] الكهف : الآية : 5 . اهـ . 2495 " والذي نفسي بيده , لو قتلتموه لكان أول فتنة و آخرها " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 657 : أخرجه الإمام أحمد ( 5 / 42 ) : حدثنا روح حدثنا عثمان الشحام حدثنا # مسلم بن أبي بكرة عن أبيه # أن نبي الله صلى الله عليه وسلم مر برجل ساجد - و هو ينطلق إلى الصلاة - فقضى الصلاة و رجع عليه و هو ساجد , فقام النبي صلى الله عليه وسلم فقال : من يقتل هذا ? فقام رجل فحسر عن يديه فاخترط سيفه و هزه ثم قال : يا نبي الله ! بأبي أنت و أمي كيف أقتل رجلا ساجدا يشهد أن لا إله إلا الله و أن محمد عبده و رسوله ? ثم قال : من يقتل هذا ? فقام رجل فقال : أنا . فحسر عن زراعيه و اخترط سيفه و هزه حتى ارعدت يده فقال : يا نبي الله ! كيف أقتل رجلا ساجدا يشهد أن لا إله إلا الله , و أن محمدا عبده و رسوله ? فقال النبي صلى الله عليه وسلم : فذكره . قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط مسلم . و قال الهيثمي ( 6 / 225 ) : " رواه أحمد و الطبراني من غير بيان شاف , و رجال أحمد رجال الصحيح " . و عزاه الحافظ في " الإصابة " ( 2 / 174 - 175 ) لمحمد بن قدامة و الحاكم في " المستدرك " . و لم أره فيه بهذا السياق و إنما أخرج ( 2 / 146 ) من طريقين آخرين عن الشحام بإسناده حديثا آخر في الخوارج و صححه على شرط مسلم . و للحديث شاهد من حديث أنس نحوه . و فيه أن الرجل الأول الذي قام لقتله هو أبو بكر , و الثاني عمر , و زاد : " فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أيكم يقوم إلى هذا فيقتله ? قال علي : أنا . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنت له إن أدركته . فذهب علي فلم يجد , فرجع فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أقتلت الرجل ? قال : لم أدر أين سلك من الأرض , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن هذا أول قرن خرج من أمتي , لو قتلته ما اختلف من أمتي اثنان " . أخرجه أبو يعلى ( 3 / 1019 - 1020 ) من طريق يزيد الرقاشي قال : حدثني أنس بن مالك به . قلت : و رجاله رجال مسلم , غير الرقاشي , و هو ضعيف . و تابعه موسى بن عبيدة : أخبرني هود بن عطاء عن أنس به نحوه . و فيه أن أبا بكر قال : كرهت أن أقتله و هو يصلي , و قد نهيت عن ضرب المصلين . أخرجه أبو يعلى ( 3 / 1025 - 1026 ) . قلت : و موسى بن عبيدة ضعيف . و له طريق ثالثة , يرويه عبد الرحمن بن شريك : حدثنا أبي عن الأعمش عن أبي سفيان عن أنس به نحوه , لكن ليس فيه حديث الترجمة . أخرجه البزار ( ص 207 ) . قلت : و هذا إسناد فيه ضعف من أجل شريك و ابنه . و له شاهد آخر يرويه جامع بن مطر الحبطي : حدثنا أبو رؤبة شداد بن عمران القيسي عن أبي سعيد الخدري أن أبا بكر جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم , فقال : يا رسول الله ! إني مررت بوادي كذا و كذا , فإذا رجل متخشع حسن الهيئة يصلي . فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : اذهب إليه فاقتله . قال : فذهب إليه أبو بكر , فلما رآه على تلك الحال كره أن يقتله , فرجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم , قال : فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعمر : اذهب فاقتله , فذهب عمر فرآه على تلك الحال التي رآه أبو بكر قال فكره أن يقتله قال فرجع , فقال : يا رسول الله ! إني رأيته يصلي متخشعا فكرهت أن أقتله , قال : يا علي ! اذهب فاقتله , قال , فذهب علي فلم يره , فرجع علي فقال : يا رسول الله ! إنه لم يره , فقال صلى الله عليه وسلم : إن هذا و أصحابه يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم , يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ثم لا يعودون فيه , حتى يعود السهم في فوقه , فاقتلوهم , هم شر البرية . أخرجه أحمد ( 3 / 15 ) . قلت : و إسناده حسن , رجاله ثقات معروفون , غير أبي روبة هذا , و قد وثقه ابن حبان و روى عنه يزيد بن عبد الله الشيباني أيضا و قال الهيثمي ( 6 / 225 ) : " رواه أحمد و رجاله ثقات " .ثم صرح في الصفحة التالية أنه صح هو و حديث أبي بكرة المتقدم , حديث الترجمة . ( فوقه ) : في " النهاية " : " فوق السهم : موضع الوتر منه " . 2496 " كان يبعثه البعث فيعطيه الراية , فما يرجع حتى يفتح الله عليه , جبريل عن يمينه , و ميكائيل عن يساره . يعني عليا رضي الله عنه " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 660 : أخرجه ابن حبان ( 2211 ) و أحمد ( 1 / 199 ) و البزار ( 2574 - الكشف ) و الطبراني في " المعجم الكبير " ( 1 / 131 / 1 ) و النسائي في " الخصائص " رقم ( 25 ) نحوه تحقيق البلوشي و ابن عساكر ( 12 / 215 / 1 - 2 ) من طرق عن أبي إسحاق عن هبيرة بن يريم قال : سمعت # الحسن بن علي # قام فخطب الناس فقال : يا أيها الناس ! لقد فارقكم أمس رجل ما سبقه الأولون , و لا يدركه الآخرون . لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبعثه ( الحديث ) , ما ترك بيضاء و لا صفراء إلا سبعمائة درهم فضلت من عطائه أراد أن يشترى بها خادما . قلت : و رجاله ثقات رجال الشيخين , غير هبيرة هذا , فقد اختلفوا فيه , و قال الحافظ : " لا بأس به , و قد عيب بالتشيع " . قلت : و أبو إسحاق - و هو السبيعي - مدلس و كان اختلط , و قد اختلف عليه في إسناده , فرواه جمع عنه هكذا . و خالفهم حفيده إسرائيل فقال : عن أبي إسحاق عن عمرو بن حبشي قال : خطبنا الحسن بن علي ... الحديث . أخرجه أحمد و ابن عساكر . قلت : و لعل هذا الاختلاف من السبيعي نفسه لاختلاطه , لكنه قد توبع . فقال سكين بن عبد العزيز , حدثني حفص بن خالد : حدثني أبي خالد بن جابر قال : لما قتل ابن أبي طالب قام الحسن خطيبا ...فذكره . أخرجه البزار ( 2573 ) : حدثنا عمرو بن علي حدثنا أبو عاصم حدثنا سكين بن عبد العزيز به . و أخرجه أبو يعلى ( 4 / 1596 ) : حدثنا إبراهيم بن الحجاج : أخبرنا سكين به , إلا أنه زاد في الإسناد , فقال : عن خالد بن جابر عن أبيه عن الحسن ... فزاد فيه جابرا والد خالد . و كذا رواه الطبراني في " المعجم الأوسط " ( 2 / 235 / 8634 ) من طريق عبد الرحمن قال : حدثنا سكين بن عبد العزيز به . و قال الطبراني : " لم يروه إلا سكين , تفرد به عبد الرحمن " . قلت : بل تابعه إبراهيم بن الحجاج كما تقدم . و قال البزار : " و لا نعلم حدث به [ عن ] حفص إلا سكين , و إسناده صالح " . كذا قال ! و حفص بن خالد بن جابر و أبوه و جده لا يعرفون , و حفص و أبوه أوردهما ابن أبي حاتم ( 1 / 2 / 172 , 323 ) و لم يذكر فيهما جرحا و لا تعديلا . و قال في حفص : " روى عن أبيه . روى عنه سكين بن عبد العزيز " . و قال في خالد بن جابر : " روى عن الحسن بن علي , روى عنه ابنه حفص بن خالد بن جابر " . قلت : و هذا مطابق لرواية البزار . لكن في " تاريخ البخاري " ( 1 / 2 / 362 - 363 ) : " حفص بن خالد بن جابر , سمع أباه عن جده : قال الحسن بن علي : قتل علي ليلة نزل القرآن . سمع منه سكين بن عبد العزيز " . قلت : و هذا مطابق لرواية أبي يعلى و " أوسط الطبراني " , فالاختلاف في إسناده قديم , و لعله من حفص هذا , فإنه و إن وثقه ابن حبان , فهو متساهل في التوثيق كما هو معروف . و للحديث طريق ثالث , لكنه لا يساوي فلسا , لأنه من رواية أبي الجارود عن منصور عن أبي رزين قال : خطبنا الحسن بن علي حين أصيب أبوه و عليه عمامة سوداء فذكر نحوه . أخرجه البزار . قلت : و أبو الجارود - و اسمه زياد بن المنذر الأعمى - قال الحافظ : " رافضي كذبه يحيى بن معين " . و له طريق رابع , يرويه علي بن جعفر بن محمد : حدثني الحسين بن زيد عن عمر بن علي عن أبيه علي بن الحسين قال : خطب الحسن بن علي الناس حين قتل ...فذكر الحديث بتمامه , و زاد : " ثم قال : أيها الناس ! من عرفني فقد عرفني , و من لم يعرفني فأنا الحسن بن علي , و أنا ابن النبي , و أنا ابن الوصي و أنا ابن البشير و أنا ابن النذير و أنا ابن الداعي إلى الله بإذنه , و أنا ابن السراج المنير , و أنا من أهل البيت الذي كان جبريل ينزل إلينا و يصعد من عندنا , و أنا من أهل البيت الذي أذهب الله عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا , و أنا من أهل البيت الذي افترض الله مودتهم على كل مسلم فقال تبارك و تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم : *( قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى و من يقترف حسنة نزد له فيها حسنا )* <1>1>فاقتراف الحسنة مودتنا أهل البيت " . أخرجه الحاكم ( 3 / 172 ) , و سكت عليه . و تعقبه الذهبي بقوله : " قلت : ليس بصحيح " . و أشار إلى أن آفته شيخ الحاكم الحسن بن محمد بن يحيى العلوي , و قد اتهمه في " الميزان " بوضع حديث : " علي خير البشر " , و أنكر على الخطيب تساهله في قوله فيه : " هذا حديث منكر , ليس بثابت " ! و وافقه الحافظ في " اللسان " . قلت : و علي بن جعفر هذا , لم يوثقه أحد , بل أشار الترمذي إلى تضعيفه , بأن استغرب حديثه بلفظ : " من أحبني و أحب هذين ... " . و هو مخرج في الكتاب الآخر ( 3122 ) . و قال الذهبي في " الميزان " : " ما رأيت أحدا لينه , و لا من وثقه , لكن حديثه منكر جدا , ما صححه الترمذي و لا حسنه " .و قال الحافظ في " التقريب " : " مقبول " . يعني عند المتابعة . قلت : و هذه الزيادة التي تفرد بها دون سائر الطرق منكرة جدا , و لاسيما آخرها المتعلق بتفسير آية المودة , فإن التفسير المذكور باطل , لا يعقل أن يصدر من الحسن ابن علي رضي الله عنه , لأن الآية مكية نزلت قبل زواج علي بفاطمة رضي الله عنهما , و المعنى كما صح عن ابن عباس : إلا أن تصلوا قرابة ما بيني و بينكم , و ما روي عن ابن عباس مما يخالف هذا باطل لا يصح عنه كما حققته في الكتاب الآخر برقم ( 4974 ) . و جملة القول , أن حديث الترجمة حسن بطريقيه الأولين , و يمكن الاستشهاد بالطريق الرابع أيضا . و الله أعلم . ( تنبيه ) : أورد الهيثمي في " المجمع " ( 9 / 146 ) الحديث من رواية أبي الطفيل قال : خطبنا الحسن بن علي ...الحديث بطوله مثل الطريق الرابع , و فيه الزيادة المذكورة . ثم قال الهيثمي : " رواه الطبراني في " الأوسط " و " الكبير " باختصار , و كذا أبو يعلى , و البزار بنحوه , و رواه أحمد باختصار كثير , و إسناد أحمد , و بعض طرق البزار و الطبراني حسان " . قلت : و قد خرجت لك كل روايات هؤلاء الأئمة و طرقها - سوى طريق أبي الطفيل , فإني لم أقف عليه بعد - و هي كلها مختصرة كما صرح بذلك الهيثمي و ليس فيها تلك الزيادة المنكرة التي في رواية الحاكم , فإذا عرفت هذا , يتبين لك خطأ الفقيه الهيثمي في " الصواعق " ( ص 101 ) حين قال : " و أخرج البزار و الطبراني عن الحسن رضي الله عنه من طرق بعضها حسان أنه خطب خطبة من جملتها : من عرفني فقد عرفني ... " إلخ . و شرحه أنه وقع على تخريج الحافظ الهيثمي المذكور , فلخصه تلخيصا سيئا , غير متنبه لكون الخطبة بطولها مما تفرد به " أوسط " الطبراني دون الآخرين و أن التحسين المذكور إنما هو لبعض طرقهم , و ليس منها طريق أبي الطفيل , و هذه مما سكت عنه الهيثمي مع الأسف الشديد . ثم وقفت على إسنادها في " الأوسط " ( 2344 - بترقيمي ) , فإذا هو من رواية سلام ابن أبي عمرة عن معروف بن خربوذ عن أبي الطفيل . و سلام هذا قال ابن حبان في " الضعفاء " ( 1 / 341 ) : " يروي عن الثقات المقلوبات , لا يجوز الاحتجاج بخبره " . ----------------------------------------------------------- [1] الشورى : الآية : 23 . اهـ . 2497 " يا معاذ ! إنك عسى أن لا تلقاني بعد عامي هذا , [أ] و لعلك أن تمر بمسجدي [هذا أ] و قبري " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 665 : أخرجه أحمد ( 5 / 235 ) : حدثنا الحكم بن نافع أبو اليمان حدثنا صفوان بن عمرو عن راشد بن سعد عن عاصم بن حميد السكوني , أن # معاذا # لما بعثه النبي صلى الله عليه وسلم خرج إلى اليمن معه النبي صلى الله عليه وسلم يوصيه , و معاذ راكب و رسول الله صلى الله عليه وسلم يمشي تحت راحلته , فلما فرغ قال : فذكره . و زاد : فبكى معاذ بن جبل جشعا لفراق رسول الله صلى الله عليه وسلم , فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " لا تبك يا معاذ ! للبكاء , أو إن البكاء من الشيطان " . و كذا رواه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 20 / 121 ) : حدثنا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو حدثنا أبو اليمان به . و قال أحمد : حدثنا أبو المغيرة : حدثنا صفوان به دون قوله : " فقال : لا تبك ... " إلخ . و الزيادتان له , و زاد في آخره : ثم التفت فأقبل بوجهه نحو المدينة فقال : " إن أولى الناس بي المتقون , من كانوا , و حيث كانوا " . قلت : و هذا إسناد صحيح , رجاله كلهم ثقات , و أبو المغيرة اسمه عبد القدوس بن الحجاج , و خالف الإمام أحمد عنه البزار في " مسنده " فقال ( 1 / 380 - الكشف ) : حدثنا العباس بن عبد الله , حدثنا عبد القدوس بن الحجاج به مثل رواية أبي اليمان , إلا أنه أسقط من الإسناد السكوني , فقال : عن راشد بن سعد عن معاذ بن جبل ...و قال الحافظ عقبه في " زوائد البزار " ( ص 87 ) : " قلت : فيه انقطاع " .و سكت الهيثمي عن هذه العلة , فقال في " المجمع " ( 3 / 16 ) : " رواه البزار , و رجاله ثقات " ! قلت : و إنما نسبت المخالفة إلى البزار , و ليس إلى شيخه العباس بن عبد الله الراوي عن أبي المغيرة مباشرة لأن البزار قد تكلم فيه , بخلاف شيخه - و هو المعروف بالترقفي - فإنه ثقة حافظ . و لأبي المغيرة عن صفوان شيخ آخر , فقال صفوان : حدثني أبو زياد يحيى بن عبيد الغساني عن يزيد بن قطيب عن معاذ أنه كان يقول : بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن فقال : " لعلك أن تمر بقبري و مسجدي , قد بعثتك إلى قوم رقيقة قلوبهم , يقاتلون على الحق ( مرتين ) , فقاتل بمن أطاعك منهم من عصاك , ثم يفيئون إلى الإسلام , حتى تبادر المرأة زوجها , و الولد والده , و الأخ أخاه , فانزل بين الحيين : السكون و السكاسك " . أخرجه أحمد أيضا , و الطبراني ( 20 / 89 - 90 ) و البيهقي ( 9 / 20 ) . قال الهيثمي ( 10 / 55 ) بعد أن عزاه للأولين : " و رجاله ثقات , إلا أن يزيد بن قطيب لم يسمع من معاذ " .قلت : و هذا النفي مأخوذ من أنه روى عن أبي بحرية فقط , لم يذكروا أنه روى عن معاذ , اللهم إلا ابن حبان , فقد أورده في التابعين من " ثقاته " ( 5 / 544 ) , فقال : " عن معاذ , كنيته أبو بحرية " . كذا وقع فيه , و لعله اعتمد في جزمه بأنه روى عن معاذ على رواية أحمد هذه , فالله أعلم . و أما قوله : " كنيته أبو بحرية " , فقد وقع ذلك في بعض نسخ " الثقات " كما ذكر المعلق عليه , و الظاهر أنها غير صحيحة , فإن ( أبو بحرية ) كنيته عبد الله بن قيس كما في " كنى " الدولابي و غيره , و هو شيخ يزيد هذا كما تقدم . و الله أعلم . ( تنبيه ) : هذا الحديث استدل به الدكتور البوطي في آخر كتابه " فقه السيرة " على شرعية زيارة قبره صلى الله عليه وسلم التي زعم أن ابن تيمية ينكرها ! و نحن و إن كنا لا نخالفه في هذا الاستدلال , فإنه ظاهر , و لكنا ننبه القراء بأن هذا الزعم باطل و افتراء على ابن تيمية رحمه الله , فإن كتبه طافحة بالتصريح بشرعيتها , بل و توسع في بيان آدابها , و إنما ينكر ابن تيمية قصدها بالسفر إليها , المعني بحديث : " لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد ... " . الحديث , كما كنت بينت ذلك و بسطت القول فيه من أقوال ابن تيمية نفسه في ردي على البوطي المسمى : " دفاع عن الحديث النبوي " , فما معنى إصرار الدكتور على هذه الفرية حتى الطبعة الأخيرة من كتابه ? ! الجواب عند القراء الألباء . 2498 " ألا أنبئكم بخياركم ? خياركم أطولكم أعمارا إذا سددوا " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 667 : أخرجه أبو يعلى في " مسنده " ( 2 / 884 ) : حدثنا الجراح بن مخلد أخبرنا سالم بن نوح أخبرنا سهيل أخبرنا ثابت عن # أنس # قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . قلت : و هذا إسناد رجاله كلهم ثقات , غير سهيل و هو ابن أبي حزم كما في حديث قبله عند أبي يعلى , و هو ضعيف كما جزم به الحافظ في " التقريب " . فقول المنذري ( 4 / 135 ) ثم الهيثمي ( 10 / 203 ) : " رواه أبو يعلى بإسناد حسن " . فهو غير حسن , إلا إن كان المراد أنه حسن لغيره , فإن له شواهد كثيرة , تقدم بعضها برقم ( 1298 ) . 2499 " أحسنت , [ اتركها حتى تماثل ] " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 668 : أخرجه مسلم ( 5 / 125 ) و الترمذي ( 1441 ) و ابن الجارود ( 816 ) و البيهقي ( 8 / 229 ) و الطيالسي ( 1 / 300 - ترتيبه ) و عنه أحمد ( 1 / 156 ) و كذا أبو يعلى ( ق 23 / 1 - مصورة 2 ) عن السدي عن سعد بن عبيدة عن أبي عبد الرحمن قال : خطب # علي # فقال : يا أيها الناس ! أقيموا على أرقائكم الحد , من أحصن منهم و من لم يحصن , فإن أمة لرسول الله صلى الله عليه وسلم زنت , فأمرني أن أجلدها , فإذا هي حديث عهد بنفاس , فخشيت إن أنا جلدتها أن أقتلها , فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال : فذكره . و الزيادة لمسلم . و لها شاهد من طريق أخرى يأتي . و قال الترمذي : " حديث حسن صحيح , و السدي اسمه إسماعيل بن عبد الرحمن و هو من التابعين , قد سمع من أنس بن مالك , و رأى حسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه " .قلت : و الطريق الأخرى عن عبد الأعلى بن عامر عن أبي جميلة عن علي به نحوه بلفظ : " إذا جفت دماؤها فاجلدها و أقيموا الحدود على ما ملكت أيمانكم " . أخرجه أبو داود ( 2 / 239 ) و البيهقي و الطيالسي و أحمد ( 1 / 89 , 136 , 145 ) . قلت : و عبد الأعلى بن عامر - و هو الثعلبي - ضعيف . 2500 " ما ابتلى الله عبدا ببلاء و هو على طريقة يكرهها , إلا جعل الله ذلك البلاء له كفارة و طهورا , ما لم ينزل ما أصابه من البلاء بغير الله , أو يدعو غير الله في كشفه " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 669 : أخرجه ابن أبي الدنيا في " الكفارات " ( 69 / 2 ) : حدثنا يعقوب بن عبيد أخبرنا هشام بن عمار أخبرنا يحيى بن حمزة أخبرنا الحكم بن عبد الله أنه سمع المطلب بن عبد الله بن حنطب المخزومي يحدث : أنه سمع أبا هريرة يحدث قال : دخلت على أم عبد الله بنت أبي ذباب عائدا لها من شكوى فقالت : يا أبا هريرة ! إني دخلت على # أم سلمة # أعودها من شكوى , فنظرت إلى قرحة في يدي فقالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره . قلت : و هذا إسناد حسن إن شاء الله تعالى , رجاله ثقات رجال البخاري , على ضعف في هشام بن عمار غير ثلاثة منهم : الأول : أم عبد الله بنت أبي ذباب , فإني لم أجد من ترجمها , و قد أورد الحافظ ابن حجر في مادة ( ذباب ) من " التبصير " ( 2 / 578 ) جماعة ليست فيهم , و منهم سعد بن أبي ذباب , و هو صحابي , و له حديث في " مسند أحمد " ( 4 / 79 ) و غيره , فالظاهر أنها أخته , و أنها صحابية , و يؤيد هذا رواية أبي هريرة عنها . و الله أعلم . الثاني : الحكم بن عبد الله , الظاهر أنه ابن المطلب بن عبد الله بن حنطب المخزومي , شيخه في هذا الإسناد , نسب إلى جده الأدنى . قال الذهبي : " قال الدارقطني : يعتبر به . و قال أبو محمد بن حزم : لا يعرف حاله " .و زاد عليه في " اللسان " : " أنه روى عنه جماعة , منهم : أخوه عبد العزيز , و محمد بن عبد الله الشعيثي , و سعيد بن عبد العزيز الدمشقي , و يحيى بن حمزة في هذا الإسناد , و كل هؤلاء ثقات . قال الزبير بن بكار : كان من سادة قريش و وجوهها , و كان من أبر الناس بأبيه , و ولاه بعض ولاة المدينة على المساعي ثم ترك ذلك و تزهد , و لحق بـ ( منبج ) مرابطا , و ذكره ابن حبان في ( الثقات ) " .الثالث : يعقوب بن عبيد , هو النهرتيري , ترجمه ابن أبي حاتم ( 4 / 2 / 210 ) و قال : " سمعت منه مع أبي , و هو صدوق " . و نقله عنه الخطيب في " التاريخ " ( 14 / 280 ) و أقره . و الحديث أورده المنذري في " الترغيب " ( 4 / 145 - 146 ) من رواية ابن أبي الدنيا و قال : " و أم عبد الله ابنة أبي ذئاب ( كذا ) لا أعرفها " . قلت : و مع ذلك صدر الحديث بلفظ : " عن " مشيرا لتقويته , و لعل ذلك لما ذكرته آنفا من استظهار كونها صحابية , مع شهادة القرآن للجملة الأخيرة منه , و كثرة الشواهد لسائره , و قد مضى بعضها , فانظر مثلا الحديثين ( 2273 و 2274 ) . و الله أعلم . 💥💥
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق