حذف 12. صفحة من مدونتي

12. صفحة تحذفهم با مفتري حسبي الله ونعم الوكيل

Translate

الأربعاء، 6 مارس 2024

الجزء 30..{لسان العرب فصل الهاء}

 

  لسان العرب فصل الهاء 

== هبث: هَبَثَ مالَهُ يَهْبُثُه هَبْثاً: بَذَّرَهُ وفرَّقَهُ. هثث: الهَثْهَثَةُ والمَثْمَثَةُ: التَّخْلِيطُ؛ يُقَالُ: أَخذه فمَثْمَثَهُ إِذا حَرَّكَهُ وأَقبل بِهِ وأَدْبر. ومَثْمَثَ أَمْرَهُ وهَثْهَثَهُ أَي خَلَطَهُ؛ وأَنشد: وَلَمْ يَحُلَّ العَمِسَ الهَثْهَاثَا ابْنُ سِيدَهْ: الهَثُّ خَلْطُكَ الشيءَ بعضَه ببعضٍ، والهَثُّ والهَثْهَثَةُ: اخْتِلَاطُ الصَّوْتِ فِي حَرْب أَو صَخَبٍ، وَالْاسْمُ مِنْهُ الهَثْهَاثُ: قَالَ الْعَجَّاجُ: وأُمَراء أَفْسَدُوا، فعاثُوا، ... فَهَثْهَثُوا، فَكَثُرَ الهَثْهَاثُ والهَثْهَثَةُ والهَثْهَاثُ: حِكَايَةُ بَعْضِ كَلَامِ الأَلْثغ. والهَثْهَثَةُ والهَثْهاثُ: الفسادُ. وهَثْهَثَ الْوَالِي النَّاسَ: ظَلَمَهُمْ. والهَثْهَثَةُ: انْتِخالُ الثَّلْجِ والبَرَد وعِظامِ القَطْرِ فِي سُرْعة مِنَ الْمَطَرِ. وَقَدْ هَثْهَثَ السَّحابُ بِمَطَرِهِ وثلجِه إِذا أَرسله بِسُرْعَةٍ؛ قَالَ: مِنْ كلِّ جَوْنٍ مُسْبِلٍ مُهَثْهِثِ وَيُقَالُ لِلرَّاعِيَةِ إِذا وَطِئَتِ الْمَرْعَى مِنَ الرَطْب حَتَّى «5» تُؤْتى: قَدْ هَثْهَثَتْهُ؛ وأَنشد الأَصمعي: أَنْشَدَ ضَأْناً أَمْجَرَتْ غِثَاثا، ... فَهثْهَثَتْ بَقْلَ الحِمَى هَثْهَاثا ابْنُ الأَعرابي: الهَثُّ الكَذِب. وَرَجُلٌ هَثَّاثٌ وهَثْهَاثٌ إِذا كَانَ كَذِبُهُ سُماقاً. هرث: «6» هلث: الهَلْثاءُ والهِلْثَاءُ والهَلثاءَةُ والهِلْثَاءَةُ: الْجَمَاعَةُ الْكَثِيرَةُ مِنَ النَّاسِ تَعْلُو أَصواتها؛ يُقَالُ: جاءَ فلانٌ فِي هَلْثاءٍ مِنْ أَصحابه، مَمْدُودٌ مُنَوَّنٌ. الْفَرَّاءُ: يُقَالُ هَلْثاءٌ مِنَ الناسِ، وهَلْثَاءَةٌ أَي جَمَاعَةٌ، بِكَسْرِ الْهَاءِ وَفَتْحِهَا. أَبو عَمْرٍو: الهُلْثَةُ الْجَمَاعَةُ مِنَ النَّاسِ. ابْنُ الأَعرابي: الهَلْثَى الْجَمَاعَةُ مِنَ النَّاسِ. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: الهَلْثَاة، مَقْصُورٌ: الْجَمَاعَةُ؛ قَالَ: وَهُمْ أَكثر مِنَ الوضِيمة. الصِّحَاحُ: هَلْثَاءَةٌ وهَلاثَى: القومُ يَنْزِلُونَ عَلَى قَوْمٍ أَقلَّ مِنْهُمْ كَالْوَضِيمَةِ أَو أَكثر شَيْئًا. وجاءَت هِلْثَاءةٌ [هَلْثَاءةٌ] مِنْ كُلِّ وَجْه أَي فِرَقٌ. والهَلائِثُ: السَّفَلَةُ، وَهُوَ مِنْ هَلائثهم؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي وَلَمْ يُفَسِّرْهُ؛ وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أَرى أَن مَعْنَاهُ: مِنْ خُشَارتهم أَو جماعتهم. هلبث: الهِلْبَوثُ: الأَحمق، وَيُقَالُ: الفَدْمُ. والهِلْبَاثُ: ضَرْبٌ مِنَ التَّمْرِ؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ، قَالَ: أَخبرني شيخٌ مِنْ أَهل الْبَصْرَةِ فَقَالَ: لَا يُحْمَلُ شيءٌ مِنْ ثَمَر الْبَصْرَةِ إِلى السُّلْطَانِ إِلَّا الهِلْبَاثُ. هنبث: الهَنَابِثُ: الدَّواهي، وَاحِدَتُهَا هَنْبَثَةٌ؛ وَقِيلَ: الهَنَابِثُ الأُمور والأَخْبار المختلطة؛ يقال: __________ (5) . قوله [حتى] كذا بالأَصل والشرح ولعله حين. (6) . الهرث، بالكسر: الثوب الخلق، وبالضم: بلدة بواسط انتهى. قاموس وقد أَهملها الجوهري والمؤلف. (2/198) وَقَعَتْ بَيْنَ النَّاسِ هَنَابِثُ، وَهِيَ أُمورٌ وَهَناتٌ؛ قَالَ رؤْبة: وكنتُ لَمَّا تُلْهِني الهَنَابِثُ وَالْوَاحِدُ كَالْوَاحِدِ. والهَنْبَثَةُ: الِاخْتِلَاطُ فِي الْقَوْلِ، وَيُقَالُ: الأَمر الشَّدِيدُ، وَالنُّونُ زَائِدَةٌ؛ وَفِي الْحَدِيثِ: أَن فَاطِمَةَ قَالَتْ بَعْدَ مَوْتِ سَيِّدِنَا رسول الله، صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قَدْ كَانَ بعدكَ أَنْبَاءٌ وهَنْبَثَةٌ، ... لَوْ كنتَ شَاهدَها، لَمْ تَكْثُرِ الخُطَبُ إِنا فَقَدْناك فَقْدَ الأَرضِ وابِلَها، ... فاختَلَّ قومُك، فاشْهَدْهم وَلَا تَغِب «1» الهَنْبَثَةُ: وَاحِدَةُ الهَنَابِثِ، وَهِيَ الأُمور الشِّدَادُ الْمُخْتَلِفَةُ، وَقَدْ وَرَدَ هَذَا الشِّعْرُ فِي حَدِيثٍ آخَرَ. قَالَ: لَمَّا قُبض سَيِّدُنَا رَسُولُ الله، صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، خَرَجَتْ صَفِيَّةُ تَلْمَعُ بِثَوْبِهَا وَتَقُولُ البيتين. هوث: تَرَكَهُمْ هَوْثاً بَوْثاً: أَوْقَعَ بهم «2» . هيث: هاثَ فِي مَالِهِ هَيْثاً وَعَاثَ: أَفسد وأَصلح. وَهَاثَ فِي الشَّيْءِ: أَفسد وأَخذه بِغَيْرِ رفقٍ، وهَاثَ الذئبُ فِي الْغَنَمِ، كَذَلِكَ. وهاثَ فِي كَيْلِهِ هَيْثاً: حَثَا حَثْواً، وَهُوَ مِثْلُ الجِزاف [الجُزاف] . وهاثَ لِي مِنَ الْمَالِ هَيْثاً: أَصاب. وهاثَ بِرِجْلِهِ التُّرَابَ: نَبَثَهُ؛ أَنْشَدَ ابْنُ الأَعرابي: كَأَنَّني، وقَدَمِي نَهِيثُ، ... ذُؤْنُونُ سَوْءٍ رَأْسُهُ نَكِيثُ نَكِيثُ: مُتَشَعِّث رِخْوٌ ضَعِيفٌ. وهِثْتُ لَهُ هَيْثاً وهَيَثاناً إِذا أَعطيته شَيْئًا يَسِيرًا. وهِثْتُ لَهُ مِنَ الْمَالِ أَهِيثُ هَيْثاً وهَيَثَاناً إِذا حَثَوْتَ لَهُ؛ قَالَ رؤْبة؛ فأَصبَحَتْ لَوْ هَايَثَ المُهَايِثُ والمُهَايَثةُ: المكاثَرة. وَيُقَالُ: هَاثَ لَهُ مِنْ مَالِهِ؛ وَقَالَ فِي قَوْلِهِ: مَا زَالَ بَيْعُ السَّرَقِ المُهَايِثُ قَالَ: المُهايِثُ الْكَثِيرُ الأَخذِ. وَيُقَالُ: هاثَ مِنَ الْمَالِ يَهِيثُ هَيْثاً إِذا أَصاب مِنْهُ حَاجَتَهُ. وهَاثَ القومُ يَهِيثُونَ هَيْثاً وتَهَايَثُوا: دَخَلَ بَعْضُهُمْ فِي بَعْضٍ عِنْدَ الْخُصُومَةِ. وهَايِثَةُ الْقَوْمُ: جَلَبَتُهُمْ. والهَيْثُ: الحركَةُ مِثْلُ الهَيْشِ. والهَيْثَةُ: الْجَمَاعَةُ مِنَ النَّاسِ مثل الهَيْشَةِ. ( فهرس الكتاب - فهرس المحتويات ) لسان العرب فصل الواو وثث: الوَثْوَثَةُ: الضَّعْفُ والعَجْزُ؛ ورجلٌ وَثْوَاثٌ، مِنه. ورث: الْوَارِثُ: صِفَةٌ مِنْ صِفَاتِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَهُوَ الْبَاقِي الدَّائِمُ الَّذِي يَرِثُ الخلائقَ، وَيَبْقَى بَعْدَ فِنَائِهِمْ، وَاللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، يَرِثُ الأَرض ومَن عَلَيْهَا، وَهُوَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ أَي يَبْقَى بَعْدَ فَنَاءِ الْكُلِّ، ويَفْنى مَن سِوَاهُ فَيَرْجِعُ مَا كَانَ مِلْكَ العِباد إِليه وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: أُولئِكَ هُمُ الْوارِثُونَ الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ ؛ قَالَ ثَعْلَبٌ: يُقَالُ إِنه لَيْسَ فِي الأَرضِ إِنسانٌ إِلّا وَلَهُ مَنْزِلٌ فِي الْجَنَّةِ، فإِذا لَمْ يَدْخُلْهُ هُوَ وَرِثَهُ غَيْرُهُ؛ قَالَ: وَهَذَا قَوْلٌ ضَعِيفٌ. وَرِثَهُ مالَهُ ومَجْدَهُ، وَوَرِثَه عَنْهُ وِرْثاً وَرِثَةً وَوِراثَةً وإِراثَةً. أَبو زَيْدٍ: وَرِثَ فلانٌ أَباه يَرِثُهُ وِراثَةً ومِيراثاً ومَيراثاً. وأَوْرَثَ الرجلُ وَلَدَهُ مَالًا إِيراثاً حَسَناً. وَيُقَالُ: وَرِثْتُ فُلَانًا مَالًا __________ (1) . في هذا البيت إقواء. (2) . وفي القاموس: [والهوثة العطشة] يعني المرة من العطش. (2/199) أَرِثُه وِرْثاً وَوَرْثاً إِذا ماتَ مُوَرِّثُكَ، فَصَارَ مِيرَاثُهُ لَكَ. وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى إِخباراً عَنْ زَكَرِيَّا وَدُعَائِهِ إِيّاه: فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ ؛ أَي يَبْقَى بَعْدِي فَيَصِيرُ لَهُ مِيرَاثِي؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: إِنما أَراد يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ النُّبُوَّةَ، وَلَا يَجُوزُ أَن يَكُونَ خَافَ أَن يَرِثَهُ أَقرِباؤُه المالَ، لِقَوْلِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِنَّا معاشرَ الأَنبياءِ لَا نُورثُ مَا تَرَكْنَا، فَهُوَ صَدَقَةٌ ؛ وقوله عز جل: وَوَرِثَ سُلَيْمانُ داوُدَ ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: جَاءَ فِي التَّفْسِيرِ أَنه ورَّثهُ نُبوَّتَه ومُلْكَه. وَرُوِيَ أَنه كَانَ لِدَاوُدَ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، تِسْعَةَ عَشَرَ وَلَدًا، فَوَرِثَه سليمانُ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، مَنْ بَيْنِهِمُ، النبوةَ والمُلكَ. وَتَقُولُ: وَرِثْتُ أَبي وَوَرِثْتُ الشيءَ مِنْ أَبي أَرِثُه، بِالْكَسْرِ فِيهِمَا، وِرْثاً وَوِراثَةً وإِرْثاً، الأَلفُ منقلبةٌ مِنَ الْوَاوِ، ورِثَةً، الهاءُ عِوَضٌ مِنَ الْوَاوِ، وإِنما سَقَطَتِ الْوَاوُ مِنَ الْمُسْتَقْبَلِ لِوُقُوعِهَا بَيْنَ يَاءٍ وَكَسْرَةٍ، وَهُمَا مُتَجَانِسَانِ وَالْوَاوُ مضادَّتهما، فَحُذِفَتْ لِاكْتِنَافِهِمَا إِياها، ثُمَّ جُعِلَ حُكْمُهَا مَعَ الأَلف وَالتَّاءِ وَالنُّونِ كَذَلِكَ، لأَنهن مُبْدَلَاتٌ مِنْهَا، وَالْيَاءُ هِيَ الأَصل، يَدُلُّكَ عَلَى ذَلِكَ أَن فَعِلْتُ وفَعِلْنا وفَعِلْتِ مَبنيات عَلَى فَعِلَ، وَلَمْ تَسْقُطِ الْوَاوُ مِن يَوْجَلُ لِوُقُوعِهَا بَيْنَ يَاءٍ وَفَتْحَةٍ، وَلَمْ تَسْقُطِ الْيَاءُ مِنْ يَيْعَرُ ويَيْسَرُ، لتقَوِّي إِحدى الْيَاءَيْنِ بالأُخرى؛ وأَما سُقُوطُهَا مِن يَطَأُ ويَسَعُ فَلِعِلَّةٍ أُخرى مَذْكُورَةٍ فِي بَابِ الْهَمْزِ، قَالَ: وَذَلِكَ لَا يُوجِبُ فَسَادَ مَا قُلْنَاهُ، لأَنه لَا يَجُوزُ تَمَاثُلُ الْحُكْمَيْنِ مَعَ اخْتِلَافِ الْعِلَّتَيْنِ. وَتَقُولُ: أَوْرَثَه الشيءَ أَبُوهُ، وَهُمْ وَرَثَةُ فُلَانٍ، وَوَرَّثَهُ تَوْرِيثًا أَي أَدخله فِي مَالِهِ عَلَى وَرَثَتِهِ، وَتَوَارَثُوهُ كَابِرًا عَنْ كَابِرٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه أَمرَ أَنْ تُوَرَّثَ، دُورَ الْمُهَاجِرِينَ، النساءُ. تَخْصِيصُ النساءِ بِتَوْرِيثِ الدُّورِ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: يُشْبِهُ أَن يَكُونَ عَلَى مَعْنَى الْقِسْمَةِ بَيْنَ الورثةِ، وَخَصَّصَهُنَّ بِهَا لأَنهنَّ بِالْمَدِينَةِ غَرَائِبُ لَا عَشِيرَةَ لَهُنَّ، فَاخْتَارَ لَهُنَّ الْمَنَازِلَ للسُّكْنَى؛ قَالَ: وَيَجُوزُ أَن تَكُونَ الدُّورُ فِي أَيديهن عَلَى سَبِيلِ الرِّفْقِ بِهِنَّ، لَا لِلتَّمْلِيكِ كَمَا كَانَتْ حُجَرُ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي أَيدي نِسَائِهِ بَعْدَهُ. ابْنُ الأَعرابي: الوِرْثُ والوَرْثُ والإِرْثُ والوِرَاثُ والإِرَاثُ والتُّراثُ وَاحِدٌ. الْجَوْهَرِيُّ: المِيراثُ أَصله مِوْراثٌ، انْقَلَبَتِ الْوَاوُ يَاءً لِكَسْرَةِ مَا قَبْلَهَا، والتُّراثُ أَصل التَّاءَ فِيهِ وَاوٌ. ابن سيدة: والوِرْثُ والإِرْثُ والتُّرَاثُ والمِيراثُ: مَا وُرِثَ؛ وَقِيلَ: الوِرْث والميراثُ فِي الْمَالِ، والإِرْثُ فِي الحسَب. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: وَرِثْتُهُ مِيرَاثًا؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهَذَا خطأٌ لأَنَّ مِفْعَالًا لَيْسَ مِنْ أَبنية الْمَصَادِرِ، وَلِذَلِكَ ردَّ أَبو عَلِيٍّ قَوْلَ مَنْ عَزَا إِلى ابْنِ عَبَّاسٍ أَنْ المِحالَ مِنْ قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحالِ، مِن الحَوْلِ قَالَ: لأَنه لَوْ كَانَ كَذَلِكَ لَكَانَ مِفْعَلًا، ومِفْعَلٌ لَيْسَ مِنْ أَبنية الْمَصَادِرِ، فَافْهَمْ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَلِلَّهِ مِيراثُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ* أَي اللَّهُ يُفْني أَهلهما فَتَبْقَيَانِ بِمَا فِيهِمَا، وَلَيْسَ لأَحد فِيهِمَا مِلْكٌ، فَخُوطِبَ الْقَوْمُ بِمَا يَعْقِلُونَ لأَنهم يَجْعَلُونَ مَا رَجَعَ إِلى الإِنسان مِيرَاثًا لَهُ إِذ كَانَ مِلْكًا لَهُ وَقَدْ أَوْرَثَنِيه. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ أَي أَوْرَثَنَا أَرضَ الْجَنَّةِ، نتبوّأُ مِنْهَا مِنَ الْمَنَازِلِ حَيْثُ نَشاءُ. وَوَرَّثَ فِي مَالِهِ: أَدخل فِيهِ مَن لَيْسَ مِنْ أَهل الْوِرَاثَةِ. الأَزهري: وَرَّثَ بَنِي فُلَانٍ مَالَهُ تَوْرِيثًا، وَذَلِكَ إِذا أَدخل عَلَى وَلَدِهِ وَوَرَثَتِهِ فِي مَالِهِ مَن لَيْسَ مِنْهُمْ، فَجَعَلَ لَهُ نَصِيبًا. (2/200) وأَورَثَ وَلَدَه: لَمْ يُدْخِلْ أَحداً مَعَهُ فِي مِيرَاثِهِ، هَذِهِ عَنْ أَبي زَيْدٍ. وتَوارثْناهُ: وَرِثَه بعضُنا عَنْ بَعْضٍ قِدْماً. وَيُقَالُ: وَرَّثْتُ فُلَانًا مِنْ فُلَانٍ أَي جَعَلْتُ مِيرَاثَهُ لَهُ. وأَوْرَثَ الميتُ وارِثَهُ مالَه أَي تَرَكَهُ لَهُ. وَفِي الْحَدِيثِ فِي دعاءِ النَّبِيِّ، صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ، أَنه قَالَ: اللَّهُمَّ أَمْتِعْني بِسَمْعِي وبَصَري، وَاجْعَلْهُمَا الوارثَ مِنًى ؛ قَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: أَي أَبْقِهما مَعِي صَحِيحَيْنِ سَلِيمَيْنِ حَتَّى أَموت؛ وَقِيلَ: أَراد بقاءَهما وقوَّتهما عِنْدَ الْكِبَرِ وَانْحِلَالِ القُوى النَّفْسَانِيَّةِ، فَيَكُونُ السَّمْعُ وَالْبَصَرُ وارِثَيْ سَائِرِ القُوى والباقِيَيْنِ بَعْدَهَا؛ وَقَالَ غَيْرُهُ: أَراد بِالسَّمْعِ وَعْيَ مَا يَسْمَعُ والعملَ بِهِ، وَبِالْبَصَرِ الاعتبارَ بِمَا يَرى ونُور الْقَلْبِ الَّذِي يَخْرُجُ بِهِ مِنَ الحَيْرَة وَالظُّلْمَةِ إِلى الْهُدَى؛ وَفِي رِوَايَةٍ: وَاجْعَلْهُ الْوَارِثَ مِنِّي ؛ فَرَدَّ الهاءَ إِلى الإِمْتاع، فَلِذَلِكَ وَحَّدَهُ. وَفِي حَدِيثِ الدعاءِ أَيضاً: وإِليكَ مَآبِي وَلَكَ تُراثي ؛ التُّراثُ: مَا يَخْلُفُهُ الرَّجُلُ لِوَرَثَتِهِ، والتاءُ فِيهِ بَدَلٌ مِنَ الْوَاوِ. وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه قَالَ: بَعَثَ «1» ابْنِ مِرْبَعٍ الأَنصاري إِلى أَهل عَرَفَةَ، فَقَالَ: اثْبُتيوا عَلَى مَشاعِركم هَذِهِ، فإِنكم عَلَى إِرْثٍ مِنْ إِرث إِبراهيم. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الإِرْث أَصله مِنَ الْمِيرَاثِ، إِنما هُوَ وِرْثٌ فَقُلِبَتِ الْوَاوُ أَلفاً مَكْسُورَةً لِكَسْرَةِ الْوَاوِ، كَمَا قَالُوا للوِسادة إِسادة، وللوِكافِ إِكاف، فكأَنَّ مَعْنَى الْحَدِيثِ: أَنكم عَلَى بَقِيَّةٍ مِنْ وِرْثِ إِبراهيم الَّذِي تَرَكَ النَّاسَ عَلَيْهِ بَعْدَ مَوْتِهِ، وَهُوَ الإِرْثُ؛ وأَنشد: فإِنْ تَكُ ذَا عِزٍّ حَدِيثٍ، فإِنَّهُمْ ... لَهُمْ إِرْثُ مَجْدٍ، لَمْ تَخُنْه زَوافِرُه وَقَوْلُ بَدْرِ بْنِ عَامِرٍ الْهُذَلِيُّ: ولَقَدْ تَوارَثُني الحوادثُ وَاحِدًا، ... ضَرَعاً صَغيراً، ثُمَّ لَا تَعْلُوني أَراد أَن الْحَوَادِثَ تَتَدَاوَلُهُ، كأَنها تَرِثُهُ هَذِهِ عَنْ هَذِهِ. وأَوْرَثَه الشيءَ: أَعقبه إِياه. وأَورثه الْمَرَضُ ضَعْفًا والحزنُ هَمّاً، كَذَلِكَ. وأَوْرَث المَطَرُ النباتَ نَعْمَةً، وكُلُّه عَلَى الِاسْتِعَارَةِ وَالتَّشْبِيهِ بِوِراثَةِ الْمَالِ وَالْمَجْدِ. ووَرَّثَ النارَ: لُغَةٌ فِي أَرَّثَ، وَهِيَ الوِرْثَةُ. وَبَنُو وِرْثَةَ: يُنْسَبُونَ إِلى أُمهم. ووَرْثانُ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ الرَّاعِي: فَغَدَا مِنَ الأَرض الَّتِي لَمْ يَرْضَها، ... وَاخْتَارَ وَرْثاناً عَلَيْهَا مَنْزِلا وَيُرْوَى: أَرْثاناً عَلَى الْبَدَلِ الْمُطَّرِدِ في هذا الباب. وطث: الوَطْثُ: الضَّرْبُ الشديدُ بالخُفِّ؛ قَالَ: تَطْوي المَوامي، وتَصُكُّ الْوَعْثا، ... بِجَبْهَةِ المِرْداسِ، وَطْثاً وَطْثا الْجَوْهَرِيُّ: الوَطْثُ الضَّرْبُ الشَّدِيدُ بالرِّجْلِ عَلَى الأَرض، لُغَةٌ فِي الوَطْسِ أَو لُثْغَةٌ. وَزَعَمَ يَعْقُوبُ أَن ثاءَ وَطْثٍ بَدَلٌ مِنْ سِينِ وَطْسٍ: وَهُوَ الْكَسْرُ. الأَزهري: الوَطْثُ والوَطْسُ: الكَسْر. يُقَالُ: وَطَثَه يَطِثُه وَطْثاً، فَهُوَ مَوْطُوثٌ، ووَطَسَه، فَهُوَ مَوْطُوسٌ إِذا تَوَطَّأَه حتى يكسره. وعث: الوَعْثُ: الْمَكَانُ السَّهْلُ الْكَثِيرُ الدَّهِسُ، تَغِيبُ فِيهِ الأَقدام. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: الوَعْثُ مِنَ الرَّمْلِ مَا غَابَتْ فِيهِ الأَرجل والأَخفاف؛ وَقِيلَ: الوَعْثُ مِنَ الرَّمْلِ مَا لَيْسَ بِكَثِيرٍ جَدًا؛ وقيل: هو __________ (1) . [أنه قال: بعث] كذا بالأَصل المعول عليه بأَيدينا. (2/201) الْمَكَانُ اللَّيِّنُ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: ومِنْ عاقِرٍ يَنْفِي الأَلاءَ سَراتُها، ... عِذارَيْن مِن جَرْداءَ، وَعْثٍ خُصورُها رَفَعَ خُصُورَهَا بِوَعْثٍ لأَنه فِي مَعْنَى لَيِّنٍ، فكأَنه قَالَ: لَيِّنٌ خُصُورُهَا، والجمعُ وُعْثٌ «1» ووُعُوثٌ. وَحَكَى الأَزهري عَنْ خَالِدِ بْنِ كُلْثُومٍ: الوَعْثاءُ مَا غَابَتْ فِيهِ الحوافِرُ والأَخفافُ مِنَ الرَّمْلِ الرَّقِيقِ والدَّهاسِ مِنَ الْحَصَى الصِّغَارِ وَشِبْهِهِ. قَالَ: وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ طَرِيقٌ وَعْثٌ فِي طريق وَعُوثٍ. وَيُقَالُ: الوَعَثُ رِقَّةُ التُّرَابِ وَرَخَاوَةُ الأَرض تَغِيبُ فِيهِ قَوَائِمُ الدَّوَابِّ؛ ونَقاً مُوَعَّثٌ إِذا كَانَ كَذَلِكَ. وَقَالَ الأَصمعي: الوَعْثُ كلُّ لَيِّنٍ سَهْلٍ. وَحَكَى الفراءُ عَنْ أَبي قَطَرِيٍّ: أَرضٌ وَعْثَةٌ ووَعِثَةٌ، وَقَدْ وَعُثَتْ وَعْثاً، وَقَالَ غَيْرُهُ: وُعُوثةً ووَعاثةً. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِثَ الطريقُ وَعْثاً ووَعَثاً، ووَعُثَ وُعُوثةً، كِلَاهُمَا: لانَ فَصَارَ كالوَعْثِ. وأَوْعَثَ: وَقَع فِي الوَعْثِ. وأَوْعَثُوا: وقَعُوا فِي الوَعْثِ؛ وأَوْعَثَ البعيرُ؛ قَالَ رؤْبة: لَيْسَ طريقُ خَيْره بالأَوْعَثِ وامرأَة وَعْثَةٌ: كثيرةُ اللَّحْمِ كأَنَّ الأَصابع تَسُوخُ فِيهَا مِنْ لِينِهَا وَكَثْرَةِ لَحْمِهَا. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: ومَرَةٌ وَعْثَةُ الأَرداف: لَيِّنَتُها؛ فأَما قَوْلُ رؤْبة: ومِنْ هَوايَ الرُّجُحُ الأَثائِثُ، ... تُميلُها أَعْجازُها الأَواعِثُ فَقَدْ يَكُونُ جَمَع وَعْثاً عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ، وَقَدْ يَكُونُ جَمَع وَعْثاءَ عَلَى أَوْعُثٍ، ثُمَّ جَمَع أَوْعُثاً عَلَى أَواعِثَ. قَالَ: والوَعْثاءُ كالوَعْثِ؛ وَقَالُوا: عَلَى مَا خَيَّلَتْ وَعْثُ القَصِيم إِذا أَمرته بِرُكُوبِ الأَمر عَلَى مَا فِيهِ، وَهُوَ مَثَلٌ. ووَعْثاءُ السَّفَرِ: مَشَقَّتُهُ وَشِدَّتُهُ. وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه إِذا كَانَ سافَر سَفَرًا قَالَ: اللَّهُمَّ إِنا نَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثاءِ السَّفَر، وَكَآبَةِ المُنْقَلَبِ أَي شِدَّتِهِ وَمَشَقَّتِهِ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: هُوَ شِدَّةُ النصَب وَالْمَشَقَّةِ، وَكَذَلِكَ هُوَ فِي الْمَآثِمِ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ يَذْكُرُ قُضَاعَةَ وَانْتِسَابُهُمْ إِلى الْيَمَنِ: وابنُ ابْنِها مِنَّا وَمِنْكُمْ، وبَعْلُها ... خُزَيْمَةُ، والأَرْحامُ وَعْثاءُ حُوبُها يَقُولُ: إِن قَطِيعَةَ الرَّحِمِ مَأْثَمٌ شديدٌ، وإِنما أَصل الوَعْثاء مِنَ الوَعْثِ، وَهُوَ الدَّهِسُ مَعَا الرِّمَالُ «2» الرَّقِيقَةُ، وَالْمَشْيُ يَشْتَدُّ فِيهِ عَلَى صَاحِبِهِ، فَجُعِلَ مَثَلًا لِكُلِّ مَا يَشُقُّ عَلَى صَاحِبَهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَثَلُ الرِّزْقِ كَمَثَل حَائِطٍ لَهُ بَابٌ، فَمَا حولَ البابِ سُهُولَةٌ، وَمَا حولَ الْحَائِطِ وَعْثٌ وَوَعْرٌ. وَفِي حَدِيثِ أُمِّ زَرْعٍ: عَلَى رأْس قَوْرٍ وَعْثٍ. والوُعُوثُ: الشِّدَّةُ والشَّرُّ؛ قَالَ صَخْرُ الغيِّ: يُحَرِّضُ قَوْمَه كيْ يَقْتُلوني، ... عَلَى المُزَنيِّ، إِذ كَثُرَ الوُعُوثُ وَيُقَالُ لِلْعَظْمِ الْمَكْسُورِ المَوْقورِ: وَعْثٌ. ورجلٌ مَوْعوثٌ: ناقصُ الحسَب. وَأَوْعَثَ فُلانٌ إِيعاثاً إِذا خَلَّطَ. والوَعْثُ: فسادُ الأَمر وَاخْتِلَاطُهُ، وَيَجْمَعُ عَلَى وُعُوثٍ. وَأَوْعَثَ __________ (1) . قوله [والجمع وعث] كذا بالأَصل المعول عليه بهذا الضبط. (2) . قوله [وَهُوَ الدَّهِسُ مَعَا الرِّمَالُ] كذا بالأصل المعول عليه بأيدينا ولعله الدهس من الرمال أو نحو ذلك. (2/202) فِي مَالِهِ، وأَقْعَثَ فِي مِالِهِ، وطَأْطَأَ الرَّكْضَ فِي مَالِهِ: أَسْرَفَ فِيهِ. وَقَالَ الأَزهري فِي تَرْجَمَةِ وَعَثَ: تَقُولُ وَعَثْتُهُ عَنْ كَذَا وعَوَّثْتُه أَي صرفته. وَكَثَ: الوِكاثٌ والوُكاثٌ: مَا يَسْتَعْجِلُ بِهِ الغَدَاءُ. واسْتَوْكَثْنا نحنُ: اسْتَعجلْنا وأَكَلْنا شَيْئًا نَبْلُغُ به الغَدَاء. وَلَثَ: الوَلْثُ: عَقْدُ العَهْدِ بَيْنَ الْقَوْمِ؛ وَقِيلَ: هُوَ ضَعْفُ العُقْدَة. يُقَالُ: وَلَثَ لِي وَلْثاً لَمْ يُحْكِمْه أَي عَاهَدَنِي. يُقَالُ: وَلْثٌ مِنْ عَهْدٍ أَي شَيْءٌ قَلِيلٌ. والوَلْثُ: عَقْدٌ لَيْسَ بمحكَم وَلَا مُؤَكَّدٍ، وَهُوَ الضَّعِيفُ؛ وَمِنْهُ وَلْثُ السَّحَابِ: وَهُوَ النَّدَى اليسيرُ؛ وَقِيلَ: الوَلْثُ الْعَهْدُ الْمُحْكَمُ؛ وَقِيلَ: الوَلْثُ الشَّيْءُ الْيَسِيرُ مِنَ الْعَهْدِ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ سِيرِينَ: أَنه كَانَ يَكْرَهُ شِرَاءَ سَبْيِ زابَلٍ، وَقَالَ: إِن عُثْمَانَ وَلَثَ لَهُمْ وَلْثاً أَي أَعطاهم شَيْئًا مِنَ الْعَهْدِ؛ وَيُقَالُ: وَلَثْتُ لكَ أَلِث وَلْثاً أَي وَعَدْتك عِدَّةً ضَعِيفَةً؛ وَيُقَالُ: لَهُمْ وَلْثٌ ضَعِيفٌ وَوَلْثٌ مُحْكَم؛ وَقَالَ الْمُسَيَّبِ بْنِ عَلسٍ فِي الوَلْثِ المحكَم: كَمَا امْتَنَعَتْ أَولادُ يَقْدمَ مِنْكُمُ، ... وَكَانَ لَهَا وَلْثٌ مِنَ العَقْدِ مُحْكَمُ الْجَوْهَرِيُّ: الوَلْثُ العهدُ بَيْنَ الْقَوْمِ يَقَعُ مِنْ غَيْرِ قَصْدٍ، وَيَكُونُ غَيْرَ مُؤَكَّدٍ. يُقَالُ: وَلَثَ لَهُ عَقْداً. والوَلْثُ: الْيَسِيرُ مِنَ الضَّرْبِ وَالْوَجَعِ؛ وَقِيلَ: الْبَقِيَّةُ مِنْهُ. وَقَدْ وَلَثَ ولْثاً، وَوَلِثَ وَلَثاً؛ وَقِيلَ: الوَلْثُ كلُّ يَسِيرٍ مِنْ كَثِيرٌ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، وَبِهِ فَسَّرَ قَوْلُ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عنه، لرأْس الْجَالُوتِ، وَفِي رِوَايَةِ الجاثَلِيقِ: لَوْلَا وَلْثٌ لَكَ مِنْ عَهْدٍ، لضربتُ عُنُقَك أَي طَرَفٌ مِنْ عَقْدٍ أَو يسيرٌ مِنْهُ. وأَما ثَعْلَبٌ فَقَالَ: الوَلْثُ الضَّعِيفُ مِنَ الْعُهُودِ. أَبو مُرَّةَ الْقُشَيْرِيُّ: الوَلْثُ مِنَ الضَّرْبِ الَّذِي لَيْسَ فِيهِ جِرَاحَةً فوقَ الثِّيَابِ. قَالَ: وطَرَقَ رجلٌ قَوْمًا يَطْلُبُ امرأَةً وعَدَتْهُ، فَوَقَعَ عَلَى رَجُلٍ، فَصَاحَ بِهِ، فَاجْتَمَعَ الحيُّ عَلَيْهِ فوَلَثُوه، ثُمَّ أُفْلِتَ. والوَلْثُ: بَقِيَّةُ الْعَجِينِ فِي الدَّسِيعَةِ، وَبَقِيَّةُ الْمَاءِ فِي المُشَقَّرِ، والفَضْلَةُ مِنَ النَّبِيذِ تَبْقَى فِي الإِناء، وَهُوَ البَسِيل. والوَلْثُ: القليلُ مِنَ الْمَطَرِ. وأَصابنا وَلْثٌ مِنْ مَطَرٍ أَي قليلٌ مِنْهُ. وولَثَتْنا السماءُ ولْثاً: بَلَّتْنا بِمَطَرٍ قَلِيلٍ، مُشْتَقٌّ مِنْهُ. التَّهْذِيبُ: والوَلْثُ بَقِيَّةُ العَهْد. فِي الْحَدِيثِ: لَوْلَا وَلْثُ عَهْدٍ لَهُمْ، لفعلتُ بِهِمْ كَذَا. قَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: يُقَالُ دَبَّرْتُ مَمْلُوكِيَ إِذا قلتَ: هُوَ حُرٌّ بَعْدَ مَوْتِي إِذا وَلَثْتَ لَهُ عِتْقاً فِي حَيَاتِكَ. قَالَ، والوَلْثُ التَّوْجِيهُ «3» إِذا قُلْتَ: هُوَ حُرٌّ بَعْدِي، فَهُوَ الوَلْثُ. وَقَدْ وَلَثَ فلانٌ لَنَا مِنْ أَمرنا وَلْثاً أَي وَجَّهَ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: وقلتُ إِذ أَغْبَطَ دَيْنٌ والِثُ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: أَي دَائِمٌ كَمَا يَلِثُونه بِالضَّرْبِ. الأَصمعي: وَلَثَه أَي ضَرَبَهُ ضَرْبًا قَلِيلًا. ووَلَثَهُ بِالْعَصَا يَلِثُه وَلْثاً أَي ضَرَبَهُ. وَقَالَ الأَصمعي فِي قَوْلِهِ إِذ أَغبط دَيْنٌ وَالِثُ: أَساء رُؤْبَةُ فِي هَذَا لأَنه كَانَ يَنْبَغِي لَهُ أَن يُؤَكِّدَ أَمر الدَّين. وَقَالَ غَيْرُهُ: يُقَالُ دَيْنٌ والثٌ أَي يَتَقَلَّدُهُ كَمَا يتقلد العهد. وَهَثَ: وهَثَ الشيءَ وَهْثاً: وَطِئَهُ وطْأً شَدِيدًا. والوَهْثُ: الانهماك في الشيء. __________ (3) . قوله [والولث التوجيه] كذا بالأَصل والقاموس، وسكت عليه الشارح. وبهامش الشارح المطبوع معزواً لحاشية الفاسي ما نصه: قوله التوجيه، صحته الترجية بزنة تبصرة. (2/203) والواهثُ: الْمُلْقِي نَفْسَه فِي الشَّيْءِ، وَفِي الْمُحْكَمِ: الْمُلْقِي نَفْسَهُ فِي هَلَكَةٍ. وتَوَهَّثَ فِي الشَّيْءِ إِذا أَمعن فيه. ( فهرس الكتاب - فهرس المحتويات ) لسان العرب فصل الياء المثناة تحتها يَفُثُ: يافثُ: مِن أَبناء نُوحٌ، عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ؛ وَقِيلَ: هُوَ مِنْ نَسْلِهِ التُّرْكُ ويأْجوجُ ومأْجوجُ، وَهُمْ إِخوة بَنِي سَامٍ وَحَامٍ، فِيمَا زَعَمَ النَّسَّابُونَ. وأَيافِثُ: مَوْضِعٌ باليَمَنِ، كأَنهم جَعَلُوا كُلَّ جُزْءٍ مِنْهُ أَيفث، اسْمًا لَا صِفة. ينبيث: التَّهْذِيبُ فِي الرُّبَاعِيِّ: ابْنُ الأَعرابي: اليَنْبِيثُ ضَرْبٌ مِنْ سَمَكِ الْبَحْرِ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: اليَنْبِيثُ، بِوَزْنِ فَيْعيلٍ: غَيْرَ البَيْنِيثِ؛ قَالَ: وَلَا أَدري أَعَرَبيٌّ هُوَ أَم دَخِيلٌ؟ ييعث: النِّهَايَةُ لِابْنِ الأَثير: فِي كِتَابِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لأَقْوالِ شَبْوَةَ ذِكْرُ يَيْعُثَ، قَالَ: هِيَ بِفَتْحِ الْيَاءِ الأُولى، وَضَمِّ الْعَيْنِ الْمُهْمَلَةِ، صُقْعٌ مِنْ بِلَادِ الْيَمَنِ جَعَلَهُ لهم: انتهى. (2/204) ( فهرس الكتاب - فهرس المحتويات ) لسان العرب ج حرف الجيم ج: الْجِيمُ مِنَ الْحُرُوفِ الْمَجْهُورَةِ، وَهِيَ سِتَّةَ عَشَرَ حَرْفًا، وَهِيَ أَيضاً مِنَ الْحُرُوفِ الْمَحْقُورَةِ وَهِيَ: الْقَافُ وَالْجِيمُ وَالطَّاءُ وَالدَّالُ وَالْبَاءُ، يَجْمَعُهَا قولك: [جدقطب] سُمِّيتَ بِذَلِكَ لأَنها تُحقر فِي الْوَقْفِ، وتُضْغَطُ عَنْ مَوَاضِعِهَا، وَهِيَ حُرُوفُ الْقَلْقَلَةِ لأَنك لَا تَسْتَطِيعُ الْوُقُوفَ عَلَيْهَا إِلَّا بِصَوْتٍ، وَذَلِكَ لِشِدَّةِ الحَقْرِ والضَّغْطِ، وَذَلِكَ نَحْوَ الْحَقْ، واذْهَبْ، واخْرُجْ. وَبَعْضُ الْعَرَبِ أَشدّ تَصْوِيتًا مِنْ بَعْضٍ، وَالْجِيمُ وَالشِّينُ وَالضَّادُ ثَلَاثَةٌ فِي حَيِّزٍ وَاحِدٍ، وَهِيَ مِنَ الْحُرُوفِ الشَّجْرية، والشَّجْرُ مَفْرَجُ الْفَمِ، وَمَخْرَجُ الْجِيمِ وَالْقَافِ وَالْكَافِ بَيْنَ عَكَدَةِ اللِّسَانِ، وَبَيْنَ اللَّهاةِ فِي أَقصى الفَم. وَقَالَ أَبو عَمْرِو بْنُ الْعَلَاءِ: بَعْضُ الْعَرَبِ يُبْدِلُ الْجِيمَ مِنَ الْيَاءِ الْمُشَدَّدَةِ، قَالَ: وَقُلْتُ لِرَجُلٍ مِنْ حَنْظَلَةَ: مِمَّنْ أَنت؟ فَقَالَ: فُقَيْمِجٌّ، فَقُلْتُ: مِن أَيهم؟ قَالَ: مُرِّجٌّ؛: يُرِيدُ فُقَيْمِيٌّ مُرِّيٌّ؛ وأَنشد لِهمْيان بْنِ قُحَافَةَ السَّعْدِيِّ: يُطِيرُ عَنْهَا الوَبَرَ الصُّهابِجا قَالَ: يُرِيدُ الصُّهابِيَّا، مِنَ الصُّهْبة؛ وَقَالَ خَلَفٌ الأَحمر: أَنشدني رَجُلٌ مِنْ أَهل الْبَادِيَةِ: خَالِيَ عُوَيْفٌ وأَبو عَلِجِّ، ... المُطْعِمانِ اللَّحْمَ بالعَشِجِّ، وبالغَداةِ كِسَرَ البَرْنِجِ يُرِيدُ عَلِيًّا، وَالْعَشِيَّ، وَالْبَرْنِيَّ. قَالَ: وَقَدْ أَبدلوها مِنَ الْيَاءِ الْمُخَفَّفَةِ أَيضاً؛ وأَنشد أَبو زَيْدٍ: يَا رَبِّ، إِنْ كُنْتَ قَبِلْتَ حَجَّتِجْ، ... فَلَا يَزَالُ شاحِجٌ يأْتيك بِجْ، أَقْمَرُ نَهَّازٌ يُنَزِّي وَفْرَتِجْ وأَنشد أَيضاً: حَتَّى إِذا مَا أَمْسَجَتْ وأَمْسَجا يُرِيدُ أَمست وأَمسى، قَالَ: وَهَذَا كُلُّهُ قَبِيحٌ؛ قَالَ أَبو عُمَرَ الْجَرْمِيُّ: وَلَوْ رَدَّهُ إِنسانٌ لَكَانَ مَذْهَبًا؛ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُكَرَّمِ: أَمست وأَمسى لَيْسَ فِيهِمَا يَاءٌ ظَاهِرَةٌ يُنْطَقُ بِهَا، وَقَوْلُهُ: أَمسجت وأَمسجا، يَقْتَضِي أَن يَكُونَ الْكَلَامُ أَمسيت وأَمسيا، وَلَيْسَ (2/205) النُّطْقُ كَذَلِكَ، وَلَا ذُكِرَ أَيضاً أَنهم يُبْدِلُونَهَا فِي التَّقْدِيرِ الْمَعْنَوِيِّ، وَفِي هَذَا نَظَرٌ. وَالْجِيمُ حَرْفُ هِجَاءٍ، وَهِيَ مِنَ الْحُرُوفِ الَّتِي تُؤَنَّثُ، وَيَجُوزُ تَذْكِيرُهَا. وَقَدْ جَيَّمْتُ جِيماً إِذا كَتَبْتُهَا. فصل الألف أجج: الأَجِيجُ: تَلَهُّبُ النَّارِ. ابْنُ سِيدَهْ: الأَجَّةُ والأَجِيجُ صَوْتُ النَّارِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: أَصْرِفُ وَجْهي عَنْ أَجِيج التَّنُّور، ... كأَنَّ فِيه صوتَ فِيلٍ مَنْحُور وأَجَّتِ النارُ تَئِجُّ وتَؤُجُّ أَجِيجاً إِذا سمعتَ صَوتَ لَهَبِها؛ قَالَ: كأَنَّ تَرَدُّدَ أَنفاسِهِ ... أَجِيجُ ضِرامٍ، زفَتْهُ الشَّمَالْ وَكَذَلِكَ ائْتَجَّتْ، عَلَى افْتَعَلَتْ، وتَأَجَّجَتْ، وَقَدْ أَجَّجَها تَأْجيجاً. وأَجِيجُ الكِيرِ: حفيفُ النَّارِ، وَالْفِعْلُ كَالْفِعْلِ. والأَجُوجُ: المضيءُ؛ عَنْ أَبي عَمْرٍو، وأَنشد لأَبي ذؤَيب يَصِفُ بَرْقًا: يُضيءُ سَنَاهُ راتِقاً مُتَكَشِّفاً، ... أَغَرَّ، كَمِصْبَاحِ اليَهُودِ، أَجُوج قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: يَصِفُ سَحَابًا مُتَتَابِعًا، وَالْهَاءُ فِي سَنَاهُ تَعُودُ عَلَى السَّحَابِ، وَذَلِكَ أَن الْبُرْقَةَ إِذا بَرَقَتِ انْكَشَفَ السَّحَابُ، وَرَاتَقَا حَالٌ مِنَ الْهَاءِ فِي سَنَاهُ؛ وَرَوَاهُ الأَصمعي، رَاتِقٌ مُتَكَشِّفٌ، بِالرَّفْعِ، فَجَعَلَ الرَّاتِقَ الْبَرْقَ. وَفِي حَدِيثِ الطُّفَيْلِ: طَرَفُ سَوْطه يَتَأَجَّجُ أَي يُضِيءُ، مِنْ أَجِيج النَّارِ تَوَقُّدِها. وأَجَّجَ بَيْنَهُمْ شَرًّا: أَوقده. وأَجَّةُ الْقَوْمِ وأَجِيجُهم: اخْتِلاطُ كَلَامِهِمْ مَعَ حَفيف مَشْيِهِمْ. وَقَوْلُهُمْ: القومُ فِي أَجَّة أَي فِي اخْتِلَاطٍ؛ وَقَوْلُهُ: تَكَفُّحَ السَّمائِم الأَوَاجِج إِنما أَراد الأَوَاجَّ، فَاضْطَرَّ، فَفَكَّ الإِدغام. أَبو عَمْرٍو: أَجَّج إِذا حَمَلَ عَلَى الْعَدُوِّ، وجَأَجَ إِذا وَقَفَ جُبْناً، وأَجَّ الظَّليمُ يَئِجُّ ويَؤُجُّ أَجّاً وأَجِيجاً: سُمع حَفيفُه فِي عَدْوِه؛ قَالَ يَصِفُ نَاقَةً: فرَاحَتْ، وأَطْرافُ الصُّوَى مُحْزَئِلَّةٌ، ... تَئِجُّ كَمَا أَجَّ الظَّليم المُفَزَّعُ وأَجَّ الرَّجُلُ يَئِجُّ أَجِيجاً: صَوَّتَ؛ حَكَاهُ أَبو زَيْدٍ، وأَنشد لِجَمِيلٍ: تَئِجُّ أَجِيجَ الرَّحْلِ، لمَّا تَحَسَّرَتْ ... مَناكِبُها، وابْتُزَّ عَنْهَا شَليلُها وأَجَّ يَؤُجُّ أَجّاً: أَسرع؛ قَالَ: سَدَا بيدَيه ثُمَّ أَجَّ بِسَيْرِهِ، ... كأَجِّ الظَّليم مِنْ قَنِيصٍ وكالِب التَّهْذِيبُ: أَجَّ فِي سَيْرِهِ يَؤُجُّ أَجّاً إِذا أَسرع وَهَرْوَلَ؛ وأَنشد: يَؤُجُّ كَمَا أَنَّ الظَّليمُ المُنَفَّرُ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُهُ تؤُج بِالتَّاءِ، لأَنه يَصِفُ نَاقَتَهُ؛ وَرَوَاهُ ابْنُ دُرَيْدٍ: الظَّلِيمُ المُفَزَّعُ. وَفِي حَدِيثِ خَيْبَرَ: فَلَمَّا أَصبح دَعَا عَلِيًّا، فأَعطاه الرَّايَةَ، فَخَرَجَ بِهَا يَؤُجُّ حَتَّى ركَزَها تَحْتَ الحِصْنِ. الأَجُّ: الإِسراعُ والهَرْوَلةُ. والأَجِيجُ والأُجاجُ والائْتِجاجُ: شدَّةُ الحرِّ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: بأَجَّةٍ نَشَّ عَنْهَا الماءُ والرُّطَبُ (2/206) والأَجَّةُ: شِدَّةُ الحرِّ وَتَوَهُّجه، وَالْجَمْعُ إِجاجٌ، مِثْلَ جَفْنَةٍ وجِفَانٍ؛ وائْتَجَّ الحَرُّ ائْتِجاجاً؛ قَالَ رُؤْبَةُ: وحَرَّقَ الحَرُّ أُجاجاً شاعلَا وَيُقَالُ: جَاءَتْ أَجَّةُ الصَّيْفِ. وماءٌ أُجاجٌ أَي مِلْحٌ؛ وَقِيلَ: مرٌّ؛ وَقِيلَ: شَدِيدُ الْمَرَارَةِ؛ وَقِيلَ: الأُجاجُ الشَّدِيدُ الْحَرَارَةِ، وَكَذَلِكَ الجمع. قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَهذا مِلْحٌ أُجاجٌ* ؛ وَهُوَ الشَّدِيدُ الْمُلُوحَةِ وَالْمَرَارَةِ، مِثْلَ مَاءِ الْبَحْرِ. وَقَدْ أَجَّ الماءُ يَؤُجُّ أُجوجاً. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: وعَذْبُها أُجاجٌ ؛ الأُجاج، بِالضَّمِّ: الماءُ الْمِلْحُ، الشَّدِيدُ الْمُلُوحَةِ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ الأَحنف: نَزَلْنَا سَبِخَةً نَشَّاشَةً، طَرَفٌ لَهَا بِالْفَلَاةِ، وطَرَفٌ لَهَا بِالْبَحْرِ الأُجاج. وأَجِيجُ الماءِ: صوتُ انْصِبَابِهِ. ويأْجُوجُ ومأْجُوجُ: قَبِيلَتَانِ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ، جاءَت القراءَة فِيهِمَا بِهَمْزٍ وَغَيْرِ هَمْزٍ. قَالَ: وجاءَ فِي الْحَدِيثِ: أَن الْخَلْقَ عَشَرَةُ أَجزاء: تِسْعَةٌ مِنْهَا يأْجوجُ ومأْجوجُ ، وَهُمَا اسْمَانِ أَعجميان، واشتقاقُ مِثْلِهِمَا مِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ يَخْرُجُ مِنْ أَجَّتِ النارُ، وَمِنَ الْمَاءِ الأُجاج، وَهُوَ الشَّدِيدُ الْمُلُوحَةِ، المُحْرِقُ مِنْ مُلُوحَتِهِ؛ قَالَ: وَيَكُونُ التَّقْدِيرُ فِي يأْجُوجَ يَفْعول، وَفِي مأْجوج مَفْعُولَ، كأَنه مِنْ أَجِيج النَّارِ.؛ قَالَ: وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ يأْجوج فَاعُولًا، وَكَذَلِكَ مأْجوج؛ قَالَ: وَهَذَا لَوْ كَانَ الِاسْمَانِ عَرَبِيَّيْنِ، لَكَانَ هَذَا اشتقاقَهما، فأَمَّا الأَعْجَمِيَّةُ فَلَا تُشْتَقُّ مِنَ الْعَرَبِيَّةِ؛ وَمَنْ لَمْ يَهْمِزْ، وَجَعَلَ الأَلفين زَائِدَتَيْنِ يَقُولُ: يَاجُوجُ مِنْ يَجَجْتُ، وَمَاجُوجُ مِنْ مَجَجْتُ، وَهُمَا غَيْرُ مَصْرُوفَيْنِ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: لَوْ أَنَّ يَاجُوجَ ومَاجوجَ مَعًا، ... وعَادَ عادٌ، واسْتَجاشُوا تُبَّعا ويَأْجِجُ، بِالْكَسْرِ: مَوْضِعٌ؛ حَكَاهُ السِّيرَافِيُّ عَنْ أَصحاب الْحَدِيثِ، وَحَكَاهُ سِيبَوَيْهِ يَأْجَجُ، بِالْفَتْحِ، وَهُوَ الْقِيَاسُ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. أذج: أَبو عَمْرٍو: أَذَجَ إِذا أَكثر مِنَ الشَّرَابِ. أذربج: أَذْرَبِيجَانُ: مَوْضِعٌ، أَعجمي معرَّب؛ قَالَ الشَّمَّاخُ: تَذَكَّرْتُها وَهْناً، وَقَدْ حالَ دُونها، ... قُرَى أَذْرَبِيجانَ المَسَالِحُ وَالْحَالِي «1» وَجَعَلَهُ ابْنُ جِنِّي مُرَكَّبًا، قَالَ: هَذَا اسْمٌ فِيهِ خَمْسَةُ مَوَانِعَ مِنَ الصَّرْفِ، وَهِيَ التَّعْرِيفُ والتأْنيث وَالْعُجْمَةُ والتركيب والأَلف والنون. أرج: الأَرَجُ: نَفْحَةُ الريحِ الطَّيِّبَةِ. ابْنُ سِيدَهْ: الأَرِيجُ والأَرِيجةُ: الريحُ الطَّيِّبَةُ، وَجَمْعُهَا الأَرائِجُ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: كأَنَّ رِيحاً مِنْ خُزَامَى عالِجِ، ... أَو رِيحَ مِسْكٍ طَيِّبِ الأَرائِجِ وأَرِجَ الطِّيبُ، بِالْكَسْرِ، يَأْرَجُ أَرَجاً، فَهُوَ أَرِجٌ: فاحَ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: كَأَنَّ عَلَيْهَا بَالَةً لَطَمِيَّةً، ... لَهَا، مِنْ خِلالِ الدَّأْيَتَيْنِ، أَرِيجُ وَيُقَالُ: أَرِجَ البيتُ يَأْرَجُ، فَهُوَ أَرِجٌ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ. والأَرَجُ والأَريجُ: تَوَهُّجُ رِيحِ الطِّيبِ. والتَّأْريجُ: __________ (1) . قوله [والحالي] كذا بالأَصل بالحاء المهملة وبعد اللام ياء تحتية بوزن عالي، ومثله في مادة سلح؛ وذكر البيت هناك وفسر المسالح بالمواضع المخوفة. وحذا حذوه شارح القاموس في الموضعين، لكن ذكر ياقوت في معجم البلدان عند ذكر أَذربيجان هذا البيت وفيه: والجال، بالجيم بوزن المال بدل الحالي، وقال عند ذكر الجال، باللام، موضع بأذربيجان. (2/207) شِبْهُ التَّأْرِيشِ فِي الْحَرْبِ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: إِنَّا إِذا مُذْكي الحُرُوبِ أَرَّجَا وأَرَّجْتُ بَيْنَ الْقَوْمِ تأْرِيجاً إِذا أَغريت بَيْنَهُمْ. وهَيَّجْتَ مِثْلُ أَرَّشْتَ؛ قَالَ أَبو سَعِيدٍ: وَمِنْهُ سُمِّيَ المُؤَرِّجُ الذُّهْلِيُّ جَدُّ المُؤَرِّج الرَّاوِيَةِ، وَذَلِكَ أَنه أَرَّجَ الْحَرْبَ بَيْنَ بَكْرٍ وَتَغْلِبَ. وَفِي الْحَدِيثِ: لمَّا جاءَ نَعِيُّ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، إِلى الْمَدَائِنِ أَرِجَ النَّاسُ أَي ضَجُّوا بِالْبُكَاءِ؛ قَالَ: وَهُوَ مِنْ أَرِجَ الطيبُ إِذا فَاحَ. وأَرَّجْتُ الحربَ إِذا أَثَرْتَها. والأَرَجَانُ: الإِغْراءُ بَينَ النَّاسِ؛ وَقَدْ أَرَّجَ بَيْنَهُمْ. وأَرَّجَ بالسَّبُعِ كَهَرَّجَ: إِما أَن تَكُونَ لُغَةً، وإِما أَن تَكُونَ بَدَلًا. وأَرَجَ الحَقَّ بِالْبَاطِلِ يَأْرِجُه أَرْجاً: خَلَطه. وَرَجُلٌ أَرَّاجٌ ومِئْرَجٌ. وأَرَّجَ النارَ وأَرَّثَها: أَوْقَدَها، مُشَدَّدٌ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. والتَّأْرِيجُ والإِرَاجَةُ: شيءٌ مِنْ كُتُبِ أَصحاب الدَّوَاوِينِ. التَّهْذِيبُ: والأَوَارِجَةُ مِنْ كُتُب أَصحاب الدَّوَاوِينِ فِي الخَرَاج وَنَحْوِهِ؛ وَيُقَالُ: هَذَا كتابُ التَّأْرِيج. ورَوَّجْتُ الأَمرَ فَرَاجَ يَرُوجُ رَوْجاً إِذا أَرَّجْتَه. وأَرَّجانُ: موضعٌ؛ حَكَاهُ الْفَارِسِيُّ وأَنشد: أَرادَ اللهُ أَن يُخْزِي بُجَيْراً، ... فسَلَّطَني عَلَيْهِ بأَرَّجانِ وَقِيلَ: هُوَ بَلَدٌ بِفَارِسَ، وَخَفَّفَهُ بَعْضُ متأَخري الشُّعَرَاءِ فأَقْدَم عَلَى ذَلِكَ لعُجْمته. والأَيارِجَةُ: دَوَاءٌ، وَهُوَ معرَّب. أزج: الأَزَجُ: بيْتٌ يُبْنى طُولًا، وَيُقَالُ لَهُ بِالْفَارِسِيَّةِ أَوستان. والتَّأْزِيجُ: الفِعْلُ، وَالْجَمْعُ آزُجٌ وآزاجٌ؛ قَالَ الأَعشى: بَنَاهُ سليمانُ بنُ داودَ حِقْبَةً، ... لَهُ أَزَجٌ صَمٌّ، وطِيءٌ، مُوَثَّقُ والأُزُوجُ: سُرْعَةُ الشّدِّ. وَفَرَسٌ أَزُوجٌ. وأَزَجَ فِي مِشْيَتِهِ يَأْزِجُ أُزُوجاً «1» : أَسرع؛ قَالَ: فَزَجَّ رَبْدَاءَ جَوَاداً تَأْزِجُ، ... فَسَقَطَتْ، مِن خَلْفِهِنَّ، تَنْشِجُ وأَزِجَ وأَزَجَ العُشْبُ: طالَ. أسبرج: فِي الْحَدِيثِ: مَن لَعِبَ بالإِسْبِرَنْجِ والنَّرْدِ فَقَد غَمَسَ يَدَه فِي دَمِ خِنْزِيرٍ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير فِي النِّهَايَةِ: هُوَ اسْمُ الْفَرَسِ الَّتِي فِي الشِّطْرَنْجِ، واللغة فارسية معرّبة. أشج: الأُشَّجُ: دَوَاءٌ وَهُوَ أَكثر اسْتِعْمَالًا مِنَ الأُشَّقِ. أمج: الأَمَجُ: حَرٌّ وعَطَشٌ؛ يُقَالُ: صَيْفٌ أَمَجٌ أَي شَدِيدُ الحرِّ؛ وَقِيلَ: الأَمَجُ شدَّة الْحَرِّ وَالْعَطَشِ والأَخذ بِالنَّفَسِ. الأَصمعي: الأَمَجُ تَهَوُّجُ الحرِّ؛ وأَنشد لِلْعَجَّاجِ: حَتى إِذا مَا الصَّيْفُ كَانَ أَمَجَا، ... وفَرَغَا مِنْ رَعْيِ مَا تَلَزَّجَا وأَمِجَتِ الإِبلُ «2» تَأْمَجُ أَمَجاً إِذا اشْتَدَّ بِهَا حَرٌّ أَو عَطَشٌ. أَبو عَمْرٍو: وأَمَجَ إِذا سَارَ سَيْرًا شَدِيدًا، بِالتَّخْفِيفِ. وأَمَجُ: موضعٌ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: حَتَّى إِذا كَانَ بالكَديدِ ماءٌ بَيْنَ عُسْفانَ وأَمَج. أَمَج، بِفُتْحَتَيْنِ وَجِيمٍ: مَوْضِعٌ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ؛ وأَنشد __________ (1) . قوله [وأزج يأزج] كذا بضبط الأَصل من باب ضرب. وفي القاموس: وأزجه تأزيجاً بناه وطوّله كنصر وفرح. (2) . قوله [وأَمجت الإِبل] من باب فرح، وقوله: [وأمج إِذا سار] بابه ضرب كما في القاموس. (2/208) أَبو الْعَبَّاسِ الْمُبَرِّدُ: حُمَيْدُ الَّذِي أَمَجٌ دارُه، ... أَخو الخَمْر، ذُو الشَّيْبَةِ الأَصْلَعُ أنبج: فِي الْحَدِيثِ: ايْتُونِي بأَنْبِجانِيَّة أَبي جَهْم ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: قِيلَ هِيَ مَنْسُوبَةٌ إِلى مَنْبِجَ، الْمَدِينَةِ الْمَعْرُوفَةِ؛ وَقِيلَ: إِنها مَنْسُوبَةٌ إِلى مَوْضِعٍ اسْمُهُ أَنْبِجانُ، وَهُوَ أَشبه، لأَنَّ الأَول فِيهِ تَعَسُّفٌ، قَالَ: وَالْهَمْزَةُ فِيهَا زَائِدَةٌ، وسيأْتي ذِكْرُ ذَلِكَ مُسْتَوْفًى فِي تَرْجَمَةِ نَبَجَ، إِن شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى.==

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مناظرة ابن تيمية العلنية لدجاجلة البطائحية الرفاعية

  مناظرة ابن تيمية العلنية لدجاجلة البطائحية الرفاعية ( وهي من أعظم ما تصدى له وقام به شيخ الإسلام تقي الدين أحمد بن تيمية قدس الله روحه م...