لسان العرب فصل الميم
== مرب: مَأْرِبُ: بلادُ الأَزْدِ الَّتِي أَخْرَجَهُم مِنْهَا سَيْلُ العَرِم، وَقَدْ تَكَرَّرَتْ فِي الْحَدِيثِ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَهِيَ مَدِينَةٌ بِالْيَمَنِ، كَانَتْ بها بَلْقِيسُ. مرنب: قَالَ الأَزهري فِي تَرْجَمَةِ مَرِنَ: قرأْت فِي كِتَابِ اللَّيْثُ، فِي هَذَا الْبَابِ: المِرْنِبُ جُرَذٌ فِي عِظَم اليَرْبُوع، قَصِيرُ الذَّنَب؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: هَذَا خطأٌ، وَالصَّوَابُ الفِرْنِبُ، بالفاءِ مَكْسُورَةً، وَهُوَ الفأْر، ومَن قَالَ مِرْنِبٌ، فَقَدْ صَحَّفَ. ميب: المَيْبَةُ: شيءٌ مِنَ الأَدوية، فارسيٌّ. ( فهرس الكتاب - فهرس المحتويات ) لسان العرب فصل النون نبب: نَبَّ التَّيْسُ يَنِبُّ نَبّاً ونَبِيباً ونُباباً، ونَبْنَبَ صاحَ عِنْدَ الهِيَاجِ. وَقَالَ عُمَرُ لوفْدِ أَهلِ الْكُوفَةِ، حِينَ شَكَوْا سَعْداً: لِيُكَلِّمْني بعضُكم، وَلَا تَنِبُّوا عِنْدِي نَبِيبَ التُّيوسِ أَي تَصيحوا. ونَبْنَبَ الرجلُ إِذا هَذَى عِنْدَ الْجِمَاعِ. وَفِي حَدِيثِ الْحُدُودِ: يَعْمِدُ أَحدُهم، إِذا غَزَا الناسُ، فيَنِبُّ كَنَبِيبِ التَّيْسِ ؛ النَّبِيبُ: صَوْتُ التَّيْسِ عِنْدَ السِّفادِ. وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمر: أَنه أَتى الطائفَ، فإِذا هُوَ يَرَى التُّيُوسَ تَلِبُّ أَو تَنِبُّ عَلَى الغَنم. ونَبْنَبَ إِذا طَوَّلَ عَمَلَه وحَسَّنَه. ونَبَّ عَتُود فُلان إِذا تَكَبَّر؛ قَالَ الْفَرَزْدَقِ: وكُنَّا إِذا الجَبَّارُ نَبَّ عَتُودُه، ... ضَرَبْناهُ تَحْتَ الأُنْثَيَين عَلَى الكَرْدِ اللَّيْثُ: الأُنْبُوبُ والأُنْبُوبة: مَا بَيْنَ العُقْدتين فِي الْقَصَبِ والقَناةِ، وَهِيَ أُفْعُولة، وَالْجُمَعُ أُنْبُوبٌ وأَنابيبُ. ابْنُ سِيدَهْ: أُنْبُوبُ القَصَبة والرُّمْح: كعبُهما. ونَبَّبَتِ العِجْلَةُ، وَهِيَ بَقلَة مُسْتَطِيلَةٌ مَعَ الأَرض: صَارَتْ لَهَا أَنابيبُ أَي كُعُوبٌ؛ وأُنْبُوبُ النَّبَاتِ، كَذَلِكَ. وأَنابيبُ الرِّئَةِ: مخارجُ النَّفَس مِنْهَا، عَلَى التَّشْبِيهِ بِذَلِكَ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي: أَصْهَبُ هدَّارٌ لكُلِّ أَرْكُبِ، ... بِغِيلَةٍ تَنْسَلُّ بَيْنَ الأَنْبُبِ يَجُوزُ أَن يَعْنِيَ بِالأَنْبُبِ أَنابيبَ الرِّئةِ، كأَنه حَذَفَ زَوَائِدَ أُنبوب، فَقَالَ نَبٌّ؛ ثُمَّ كَسَّره عَلَى أَنُبٍّ، ثُمَّ أَظْهر التَّضْعِيفَ، وَكُلُّ ذَلِكَ لِلضَّرُورَةِ. وَلَوْ قَالَ: بَيْنَ الأُنْبُبِ، فَضَمَّ الْهَمْزَةَ، لَكَانَ جَائِزًا ولَوَجَّهْناه عَلَى أَنه أَراد الأُنْبُوبَ، فَحَذَفَ، ولَساغ لَهُ أَن يَقُولَ: بَيْنَ الأُنْبُبِ، وإِن كَانَ بيْن يَقْتَضِي أَكثر مِنْ وَاحِدٍ، لأَنه أَراد الْجِنْسَ، فكأَنه قَالَ: بَيْنَ الأَنابيب. وأُنْبُوبُ القَرْن: مَا فَوْقَ العُقَدِ إِلى الطَّرف؛ وأَنشد: بسَلِبٍ أُنْبُوبُه مِدْرَى والأُنْبُوبُ: السَّطر مِنَ الشَّجَرِ. وأُنْبُوبُ الجَبل: طَرِيقَةٌ فِيهِ، هُذَلِيَّةٌ؛ قَالَ مَالِكُ بْنُ خَالِدٍ الخُناعيّ «1» : فِي رأْسِ شاهِقةٍ، أُنْبُوبُها خَصِرٌ، ... دونَ السَّماءِ لَهَا فِي الجَوِّ قُرناسُ الأُنْبُوبُ: طريقةٌ نادرةٌ فِي الجَبَل. وخَصِرٌ: باردٌ. وقُرْناسٌ: أَنْفٌ مُحَدَّدٌ مِنَ الجَبَل. وَيُقَالُ لأَشْرافِ الأَرض إِذا كانتْ رَقاقاً مُرْتفعةً. أَنابيبُ؛ __________ (1) . قوله [الخناعي] بالنون كما في التكملة، ووقع في شرح القاموس الخزاعي بالزاي تقليداً لبعض نسخ محرفة. ونسخة التكملة التي بأيدينا بلغت من الصحة الغاية وعليها خط مؤلفها والمجد والشارح نفسه. (1/747) وَقَالَ الْعَجَّاجُ يَصِفُ ورُودَ العَيْر الماءَ: بكُلِّ أُنْبُوبٍ لَهُ امْتِثالُ وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ: إِذا احْتَفَّتِ الأَعْلامُ بالآلِ، والْتَقَتْ ... أَنابيبُ تَنْبُو بالعُيونِ العَوارِفِ «1» أَي تُنْكِرُها عَينٌ كانَتْ تَعْرِفُها. الأَصمعي: يُقَالُ الْزَم الأُنْبُوبَ، وَهُوَ الطريقُ، والزَم المَنْحَر، وَهُوَ القَصْدُ. نتب: الْجَوْهَرِيُّ: نَتَبَ الشيءُ نُتُوباً، مِثْلُ نَهَدَ؛ وَقَالَ: أَشْرَفَ ثَدْياها عَلَى التَّريبِ؛ ... لَمْ يَعْدُوَا التَّفْلِيكَ فِي النُّتُوبِ نجب: فِي الْحَدِيثِ: إِنَّ كلَّ نَبِيٍّ أُعْطِيَ سَبْعَةَ نُجَباءَ رُفَقاءَ. ابْنُ الأَثير: النَّجيبُ الفاضلُ مِنْ كلِّ حيوانٍ؛ وَقَدْ نَجُبَ يَنْجُبُ نَجَابَةً إِذا كَانَ فَاضِلًا نَفيساً فِي نَوْعِهِ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: إِن اللَّهَ يُحِبُّ التاجِرَ النَّجِيبَ أَي الْفَاضِلَ الكَريم السَّخِيَّ. وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ مَسْعُودٍ: الأَنعامُ مِنْ نَجائبِ القُزَانِ، أَو نواجِبِ الْقُرْآنِ أَي مِنْ أَفاضل سُوَره. فالنَّجائِبُ جَمْعُ نَجيبةٍ، تأْنيثُ النَّجِيبِ. وأَما النَّواجِبُ، فَقَالَ شَمِر: هِيَ عِتاقُه، مِنْ قَوْلِهِمْ: نَجَبْتُهُ إِذا قَشَرْتَ نَجَبَه، وَهُوَ لِحاؤُه وقِشْرُه، وتَرَكْتَ لُبابَه وخالصَه. ابْنُ سِيدَهْ: النَّجِيبُ مِنَ الرِّجَالِ الكريمُ الحَسِيبُ، وَكَذَلِكَ البعيرُ والفرسُ إِذا كَانَا كَرِيمَيْنِ عَتِيقين، وَالْجَمْعُ أَنجاب ونُجَباءُ ونُجُبٌ. وَرَجُلٌ نَجِيبٌ أَي كِرِيمٌ، بَيِّنُ النَّجابة. والنُّجَبةُ، مثالُ الهُمَزة: النَّجِيبُ. يُقَالُ: هُوَ نُجَبَةُ القَوم إِذا كَانَ النَّجِيبَ مِنْهُمْ. وأَنْجَبَ الرجلُ أَي ولَدَ نَجِيباً؛ قَالَ الشَّاعِرُ: أَنْجَبَ أَزْمانَ والداهُ بِهِ، ... إِذ نَجَلاهُ، فنِعْمَ مَا نَجَلا والنَّجيبُ مِنَ الإِبل، وَالْجَمْعُ النُّجُبُ والنَّجائبُ. وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ النَّجِيبِ مِنَ الإِبل، مُفْرَدًا وَمَجْمُوعًا، وَهُوَ القويُّ مِنْهَا، الْخَفِيفُ السَّرِيعُ، وناقَةٌ نَجِيبٌ ونجيبةٌ. وَقَدْ نَجُبَ يَنْجُبُ نَجابةً، وأَنجَبَ، وأَنجَبَتِ المرأَةُ، فَهِيَ مُنْجِبةٌ، ومِنْجابٌ. وَلَدَتِ النُّجَبَاءَ؛ ونسوةٌ مَناجِيبُ، وَكَذَلِكَ الرجلُ. يُقَالُ: أَنجَبَ الرجلُ والمرأَةُ إِذا وَلَدَا وَلَدًا نَجِيباً أَي كَرِيماً. وامرأَة مِنْجابٌ. ذَاتُ أَولادٍ نجَباء. ابْنُ الأَعرابي: أَنجَبَ الرجلُ جاءَ بِوَلَدٍ نَجِيبٍ. وأَنجَبَ: جاءَ بِوَلَدٍ جَبانٍ، قَالَ: فَمَنْ جَعَلَهُ ذَمّاً، أَخَذَه مِنَ النَّجَب، وَهُوَ قِشْرُ الشَّجَرِ. والنَّجابةُ: مَصْدَرُ النَّجِيبِ مِنَ الرِّجال، وَهُوَ الْكَرِيمُ ذُو الحَسَب إِذا خَرَج خُروجَ أَبيه فِي الكَرَم؛ والفِعْلُ نَجُبَ يَنْجُبُ نَجابةً، وَكَذَلِكَ النَّجابةُ فِي نجائبِ الإِبل، وَهِيَ عِتاقُها الَّتِي يُسابَقُ عَلَيْهَا. والمُنْتَجَبُ: المُختارُ مِنْ كُلِّ شيءٍ؛ وَقَدْ انْتَجَبَ فلانٌ فُلَانًا إِذا اسْتَخْلَصَه، واصْطَفاه اخْتياراً عَلَى غَيْرِهِ. والمِنْجابُ: الضَّعِيفُ، وَجَمْعُهُ مَناجيبُ؛ قَالَ عُرْوة بنُ مُرَّة الهُذَليُّ: بَعَثْتُه فِي سَوادِ اللَّيلِ يَرْقُبُني، ... إِذ آثَرَ النَّومَ والدِّفْءَ المَناجيبُ وَيُرْوَى المَناخِيبُ، وَهِيَ كالمَناجيب، وَهُوَ مذكور __________ (1) . قوله [وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ إِذَا احتفت إلخ] وبعده كما في التكملة: عسفت اللواتي تهلك الريح بينها ... كلالا وجنّان الهبلّ المسالف أي البلاد اللواتي. وجنان، بكسر أوله وتشديد ثانيه. والهبل كهجف أي الشياطين الضخام، والمسالف اسم فاعل الذي قد تقدم. (1/748) فِي مَوْضِعِهِ. والمِنْجابُ مِنَ السِّهَامِ: مَا بُرِيَ وأُصْلِحَ وَلَمْ يُرَشْ وَلَمْ يُنْصَلْ، قَالَهُ الأَصمعي. الْجَوْهَرِيُّ: المِنْجابُ السَّهْمُ الَّذِي لَيْسَ عَلَيْهِ رِيشٌ وَلَا نَصلٌ. وإِناءٌ مَنْجُوبٌ: واسعُ الْجَوْفِ، وَقِيلَ: وَاسِعُ القَعْر، وَهُوَ مَذْكُورٌ بالفاءِ أَيضاً؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهُوَ الصَّوَابُ؛ وَقَالَ غَيْرُهُ: يَجُوزُ أَن تَكُونَ الْبَاءُ وَالْفَاءُ تَعَاقَبَتَا، وسيأْتي ذِكْرُهُ فِي الفاءِ أَيضاً. والنَّجَبُ، بِالتَّحْرِيكِ: لِحَاءُ الشَّجَرِ؛ وَقِيلَ: قِشْرُ عُرُوقِهَا؛ وَقِيلَ: قِشرُ مَا صَلُبَ مِنْهَا. وَلَا يُقَالُ لِمَا لانَ مِنْ قُشُور الأَغصانِ نَجَبٌ، وَلَا يُقَالُ: قِشْرُ العُروق، وَلَكِنْ يقالُ: نَجَبُ العُروق، وَالْوَاحِدَةُ نَجَبةٌ. والنَّجْبُ، بِالتَّسْكِينِ: مَصْدَرُ نَجَبْتُ الشَّجَرَةَ أَنْجُبُها وأَنجِبُها إِذا أَخذت قِشرَة ساقِها. ابْنُ سِيدَهْ: ونَجَبه يَنْجُبُه، ويَنْجِبُه نَجْباً، ونجَّبه تَنْجِيباً، وانْتَجَبَه: أَخذه. وذَهَبَ فلانٌ يَنتَجِبُ أَي يجْمَعُ النَّجَبَ. وَفِي حَدِيثِ أُبَيّ: المُؤْمنُ لَا تُصيبُه ذَعْرة، وَلَا عَثْرة، وَلَا نَجْبةُ نملةٍ إِلَّا بذَنْبٍ ؛ أَي قَرْصَةُ نملةٍ، مِن نَجَبَ العُودَ إِذا قَشَرَه؛ والنَّجَبَةُ، بِالتَّحْرِيكِ: القِشرَةُ. قَالَ ابْنُ الأَثير: ذَكَرَهُ أَبو مُوسَى هاهنا، وَيُرْوَى بالخاءِ الْمُعْجَمَةِ، وسيأْتي ذِكْرُهُ؛ وأَما قَوْلُهُ: يَا أَيُّها الزاعِمُ أَني أَجْتَلِبْ، ... وأَنني غَيرَ عِضاهي أَنْتَجِبْ فَمَعْنَاهُ أَنني أَجْتَلِبُ الشِّعْرَ مِنْ غَيري، فكأَني إِنما آخُذُ القِشْرَ لأَدْبُغَ بِهِ مِنْ عِضاهٍ غَيْرِ عِضاهي. الأَزهري: النَّجَبُ قُشُورُ السِّدْر، يُصْبَغُ بِهِ، وَهُوَ أَحمر. وسِقاءٌ مَنْجوبٌ ونَجَبيٌّ: مَدْبُوغٌ بالنَّجَب، وَهِيَ قُشور سُوق الطَّلْح، وَقِيلَ: هِيَ لِحَاءُ الشَّجَر، وسِقاءٌ نَجَبيٌّ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: قَالَ أَبو مِسْحَل: سِقاءٌ مِنْجَبٌ مَدْبُوغٌ بالنَّجَب. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهَذَا لَيْسَ بشيءٍ، لأَن مِنْجَباً مِفْعَلٌ، ومِفْعَلٌ لَا يُعَبَّرُ عَنْهُ بِمَفْعُولٍ. والمَنجوبُ: الجلْدُ الْمَدْبُوغُ بقُشور سُوق الطَّلْح. والمَنْجُوبُ: القَدَحُ الواسِع. ومِنْجابٌ ونَجَبةُ: اسْمَانِ. والنَّجَبَةُ: موضعٌ بِعَيْنِهِ، عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: فنحنُ فُرْسانٌ غَداةَ النَّجَبَهْ، ... يومَ يَشُدُّ الغَنَوِيُّ أُرَبَهْ، عَقْداً بعَشْرِ مائةٍ لَنْ تُتْعِبَهْ قَالَ: أَسَرُوهم، ففَدَوْهُم بأَلْفِ ناقةٍ. والنَّجْبُ: اسْمُ مَوْضِعٌ؛ قَالَ القَتَّالُ الكِلابيُّ «1» : عَفا النَّجْبُ بَعْدي فالعُرَيْشانِ فالبُتْرُ، ... فبُرْقُ نِعاجٍ مِنْ أُمَيْمَة فالحِجْرُ ويومُ ذِي نَجَبٍ: يومٌ مِنْ أَيام الْعَرَبِ مشهور. نحب: النَّحْبُ والنَّحِيبُ: رَفْعُ الصَّوتِ بالبكاءِ، وَفِي الْمُحْكَمِ: أَشدُّ البكاءِ. نحَبَ يَنْحِبُ بِالْكَسْرِ «2» ، نحِيباً، والانْتِحابُ مِثْلُهُ، وانتَحَبَ انتِحاباً. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ لَمَّا نُعِيَ إِليه حُجْرٌ: غَلَب عَلَيْهِ النَّحِيبُ ؛ النَّحِيبُ: البكاءُ بصَوْتٍ طَويلٍ ومَدٍّ. وَفِي حَدِيثِ الأَسْوَدِ بْنِ المُطَّلِبِ: هَلْ أُحِلَّ النَّحْبُ؟ أَي أُحِلَّ البُكاءُ. وَفِي حَدِيثِ مجاهدٍ: فنَحَبَ نَحْبَةً هاجَ مَا ثَمَّ مِنَ البَقْل. وَفِي حديث عليٍّ: __________ (1) . قوله [قال القتال الكلابي] وبعده كما في ياقوت: إلى صفرات الملح ليس بجوّها ... أنيس ولا ممن يحل بها شفر شفر كقفل أي أحد. يقال ما بها شفر ولا كتيع كرغيف ولا دبيج كسكين. (2) . قوله [نَحَبَ يَنْحِبُ، بالكسر] أي من باب ضرب كما في المصباح والمختار والصحاح، وكذا ضبط في المحكم. وقال في القاموس النحب أشد البكاء وقد نَحَبَ كمَنَعَ. (1/749) فَهَلْ دَفَعَتِ الأَقاربُ، ونَفَعَتِ النَّواحِبُ؟ أَي الَبَوَاكِي، جَمْعُ ناحِبةٍ؛ وَقَالَ ابْنُ مَحْكان: زَيَّافَةٌ لَا تُضِيعُ الحَيَّ مَبْرَكَها، ... إِذا نَعَوها لِرَاعِي أَهْلِها انْتَحَبا ويُرْوَى: لَمَّا نَعَوْها؛ ذكَر أَنه نَحَر نَاقَةً كَرِيمَةً عَلَيْهِ، قَدْ عُرِفَ مَبرَكُها، كَانَتْ تُؤتى مِرَارًا فتُحْلَبُ للضَّيْف والصَّبيِّ. والنَّحْبُ: النَّذْرُ، تَقُولُ مِنْهُ: نَحَبْتُ أَنْحُبُ، بِالضَّمِّ؛ قَالَ: فإِني، والهِجاءَ لآِلِ لأْمٍ، ... كذاتِ النَّحْبِ تُوفي بالنُّذورِ وَقَدْ نَحَبَ يَنْحُبُ؛ قَالَ: يَا عَمْرُو يَا ابنَ الأَكْرَمينَ نسْبا، ... قَدْ نَحَبَ المَجْدُ عَلَيْكَ نَحْبا أَراد نَسَباً، فخَفَّفَ لِمَكَانِ نَحْبٍ أَي لَا يُزايِلُك، فَهُوَ لَا يَقْضي ذَلِكَ النَّذْرَ أَبَداً. والنَّحْبُ: الخطَرُ الْعَظِيمُ. وناحَبَهُ عَلَى الأَمر: خاطَرَه؛ قَالَ جَرِيرٌ: بِطَخْفَة جالَدْنا المُلوكَ، وخَيْلُنا، ... عَشِيَّةَ بَسْطامٍ، جَرَينَ عَلَى نَحْبِ أَي عَلَى خَطَر عَظِيمٍ. وَيُقَالُ: عَلَى نَذْرٍ. والنَّحْبُ: المُراهَنة وَالْفِعْلُ كَالْفِعْلِ «3» . والنَّحْبُ: الهِمَّة. والنَّحْبُ: البُرْهانُ. والنَّحْبُ: الْحَاجَةُ. والنَّحْبُ: السُّعَالُ. الأَزهري عَنْ أَبي زَيْدٍ: مِنْ أَمراض الإِبل النُّحابُ، والقُحابُ، والنُّحازُ، وَكُلُّ هَذَا مِنَ السُّعال. وَقَدْ نَحَبَ البعيرُ يَنحِبُ نُحاباً إِذا أَخَذه السُّعال. أَبو عَمْرٍو: النَّحْبُ النَّومُ؛ والنَّحْبُ: صَوْتُ البكاءِ؛ والنَّحْبُ: الطُّولُ؛ والنَّحْبُ: السِّمَنُ؛ والنَّحْبُ: الشِّدَّة؛ والنَّحْبُ: القِمارُ، كُلُّهَا بِتَسْكِينِ الحاءِ. وَرُوِيَ عَنِ الرِّياشيِّ: يومٌ نَحْبٌ أَي طويلٌ. والنَّحْبُ: الموتُ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ ؛ وَقِيلَ مَعْنَاهُ: قُتِلوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فأَدْرَكوا مَا تَمَنَّوْا، فَذَلِكَ قَضاءُ النَّحْب. وَقَالَ الزَّجَّاجُ وَالْفَرَّاءُ: فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَه أَي أَجَلَه. والنَّحْبُ: المدَّةُ وَالْوَقْتُ. يُقَالُ قَضى فلانٌ نَحْبَه إِذا مَاتَ. وَرَوَى الأَزهري عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسحاق فِي قَوْلِهِ: فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ ، قَالَ: فَرَغَ مِنْ عَمَلِه، وَرَجَعَ إِلى رَبِّهِ؛ هَذَا لِمَنْ اسْتُشْهِدَ يومَ أُحُدٍ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ مَا وَعَدَه اللَّهُ تَعَالَى مِن نَصْرِه، أَو الشَّهَادَةِ، عَلَى مَا مَضَى عَلَيْهِ أَصْحابُه ؛ وَقِيلَ: فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نحْبه أَي قَضى نَذْره، كأَنه أَلْزَم نَفْسَه أَن يموتَ، فوَفَّى بِهِ. وَيُقَالُ: تَناحَبَ القومُ إِذا تَوَاعَدُوا لِلْقِتَالِ أَيَّ وقتٍ، وَفِي غَيْرِ الْقِتَالِ أَيضاً. وَفِي الْحَدِيثِ: طَلْحةُ مِمَّنْ قَضى نَحْبَه ؛ النَّحْبُ: النَّذْرُ، كأَنه أَلزم نَفْسَهُ أَن يَصْدُقَ الأَعْداءَ فِي الحرْب، فوفَّى بِهِ وَلَمْ يَفْسَخْ؛ وَقِيلَ: هُوَ مِنَ النَّحْبِ الْمَوْتِ، كأَنه يُلْزِمُ نَفْسَهُ أَن يُقاتِلَ حَتَّى يموتَ. وَقَالَ الزَّجَّاجُ: النَّحْبُ النَّفْسُ، عَنْ أَبي عُبَيْدَةَ. والنَّحْبُ: السَّيرُ السَّرِيعُ، مِثْلَ النَّعْبِ. وسَيرٌ مُنَحِّبٌ: سَرِيعٌ، وَكَذَلِكَ الرَّجُلُ. ونَحَّبَ القومُ تَنْحِيباً: جَدُّوا فِي عَمَلهم؛ قَالَ طُفَيْلٌ: يَزُرْنَ أَلالًا، مَا يُنَحِّبْنَ غَيرَه، ... بكُلِّ مُلَبٍّ أَشْعَثِ الرَّأْسِ مُحْرِمِ وسارَ فلانٌ عَلَى نَحْبٍ إِذا سَارَ فأَجْهَدَ السَّيرَ، كَأَنه خاطَرَ عَلَى شَيْءٍ، فَجَدَّ؛ قَالَ الشاعر: __________ (3) . قوله [والفعل كالفعل] أي فعل النحب بمعنى المراهنة كفعل النحب بمعنى الخطر والنذر وفعلهما كنصر وقوله والنحب الهمة إلخ. هذه الأَربعة من باب ضرب كما في القاموس. (1/750) ورَدَ القَطا مِنْهَا بخَمْسٍ نَحْبِ أَي دَأَبَتْ. والتَّنْحِيبُ: شِدَّةُ القَرَبِ للماءِ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: ورُبَّ مَفازةٍ قَذَفٍ جَمُوحٍ، ... تَغُولُ مُنَحِّبَ القَرَبِ اغْتِيالا والقَذَفُ: البرِّيَّةُ الَّتِي تَقاذَفُ بِسَالِكِهَا. وتَغول: تُهْلِكُ. وسِرْنا إِليها ثلاثَ ليالٍ مُنَحِّباتٍ أَي دائباتٍ. ونحَّبْنا سَيْرَنا: دَأَبناهُ؛ وَيُقَالُ: سارَ سَيْرًا مُنَحِّباً أَي قَاصِدًا لَا يُريد غيرَه، كأَنه جَعَلَ ذَلِكَ نَذراً عَلَى نَفْسِهِ لَا يُرِيدُ غَيْرَهُ؛ قَالَ الكُمَيْت: يَخِدْنَ بِنَا عَرْضَ الفَلاةِ وطولَها، ... كَمَا صارَ عَنْ يُمْنى يَدَيه المُنَحِّبُ المُنَحِّبُ: الرجلُ؛ قَالَ الأَزهري: يَقُولُ إِن لَمْ أَبْلُغْ مَكانَ كَذَا وَكَذَا، فَلَكَ يَمِيني. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ فِي هَذَا الْبَيْتِ: أَنشده ثَعْلَبٌ وَفَسَّرَهُ، فَقَالَ: هَذَا رَجُلٌ حَلَف إِن لَمْ أَغْلِبْ قَطَعْتُ يَدِي، كأَنه ذهَبَ بِهِ إِلى مَعْنَى النَّذْرِ؛ قَالَ: وَعِنْدِي أَنّ هَذَا الرَّجُلَ جَرَتْ لَهُ الطَّيرُ مَيامينَ، فأَخَذ ذَاتَ اليمينِ عِلْماً مِنْهُ أَن الخَيرَ فِي تِلْكَ النَّاحِيَةِ. قَالَ: وَيَجُوزُ أَن يريدَ كَمَا صارَ بيُمْنى يَدَيه أَي يَضْرِبُ يُمْنى يَدَيْه بالسَّوْط لِلنَّاقَةِ؛ التَّهْذِيبُ، وَقَالَ لَبِيدٌ: أَلا تَسْأَلانِ المَرْءَ مَاذَا يحاوِلُ: ... أَنَحْبٌ فيُقْضَى أَمْ ضلالٌ وباطِلُ يَقُولُ: عَلَيْهِ نَذْرٌ فِي طُول سَعْيه. ونَحَبَه السَّيرُ: أَجْهَدَه. وناحَبَ الرجلَ: حاكمَه وفاخَرَه. وناحَبْتُ الرجلَ إِلى فلانٍ، مثلُ حاكمْتُه. وَفِي حَدِيثِ طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ أَنه قَالَ لِابْنِ عَبَّاسٍ: هَلْ لكَ أَن أُناحِبَكَ وتَرْفَعَ النبيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ، قَالَ الأَصمعي: ناحَبْتُ الرَّجلَ إِذا حاكمْتَه أَو قاضيتَه إِلى رَجُلٍ. قَالَ، وَقَالَ غَيْرُهُ: ناحَبْتُه، ونافَرْتُه مثلُه. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: أَراد طلحةُ هَذَا الْمَعْنَى، كأَنه قَالَ لِابْنِ عَبَّاسٍ: أُنافِرك أَي أُفاخِرك وأُحاكمُكَ، فَتَعُدُّ فَضائِلَكَ وحَسَبَكَ، وأَعُدُّ فَضائلي؛ وَلَا تَذْكُرْ فِي فَضَائِلِكَ النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقُرْبَ قَرَابَتِكَ مِنْهُ، فإِن هَذَا الفضلَ مُسَلَّم لَكَ، فارْفَعْه مِنَ الرأْس، وأُنافرُكَ بِمَا سِوَاهُ؛ يَعْنِي أَنه لَا يَقْصُرُ عَنْهُ، فِيمَا عَدَا ذَلِكَ مِنَ المَفاخر. والنُّحْبةُ: القُرْعة، وَهُوَ مِن ذَلِكَ لأَنها كَالْحَاكِمَةِ فِي الاسْتِهامِ. وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: لَوْ عَلِم النَّاسُ مَا فِي الصفِّ الأَوَّل، لاقْتَتَلوا عَلَيْهِ، وَمَا تَقَدَّموا إِلَّا بِنُحْبَةٍ أَي بقُرْعةٍ. والمُناحَبَةُ: المُخاطَرَة والمراهَنة. وَفِي حَدِيثِ أَبي بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فِي مُناحَبَةِ: الم غُلِبَتِ الرُّومُ ؛ أَي مُراهَنَتِه لقُرَيْشٍ، بَيْنَ الرُّومِ والفُرْس. وَمِنْهُ حَدِيثُ الأَذان «1» : اسْتَهَموا عَلَيْهِ. قَالَ: وأَصله مِنَ المُناحبَة، وَهِيَ المُحاكمة. قَالَ: وَيُقَالُ للقِمار: النَّحْب، لأَنه كالمُساهَمَة. التَّهْذِيبُ، أَبو سَعِيدٍ: التَّنْحِيبُ الإِكْبابُ عَلَى الشيءِ لَا يُفَارِقُهُ، وَيُقَالُ: نَحَّبَ فُلان عَلَى أَمْره. قَالَ: وَقَالَ أَعرابي أَصابته شَوكةٌ، فَنَحَّبَ عَلَيْهَا يَسْتَخْرِجُها أَي أَكَبَّ عَلَيْهَا؛ وَكَذَلِكَ هُوَ فِي كُلِّ شيءٍ، وَهُوَ مُنَحِّبٌ فِي كَذَا، وَاللَّهُ أَعلم. نخب: انْتَخَبَ الشيءَ: اختارَه. والنُّخْبَةُ: مَا اخْتَارَهُ، مِنْهُ. ونُخْبةُ القَوم ونُخَبَتُهم: __________ (1) . قوله [وَمِنْهُ حَدِيثُ الأَذان اسْتَهَمُوا عليه إلخ] كذا بالأَصل ولا شاهد فيه إلا أن يكون سقط منه محل الشاهد فحرره ولم يذكر في النهاية، ولا في التهذيب ولا في المحكم ولا في غيرها مما بأيدينا من كتب اللغة. (1/751) خِيارُهم. قَالَ الأَصمعي: يُقَالُ هُمْ نُخَبة الْقَوْمِ، بِضَمِّ النُّونِ وَفَتْحِ الخاءِ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ وَغَيْرُهُ: يُقَالُ نُخْبة، بإِسكان الخاءِ، وَاللُّغَةُ الْجَيِّدَةُ مَا اخْتَارَهُ الأَصمعي. وَيُقَالُ: جاءَ فِي نُخَبِ أَصحابه أَي فِي خِيَارِهِمْ. ونَخَبْتُه أَنْخُبه إِذا نَزَعْتَه. والنَّخْبُ: النَّزْعُ. والانْتِخابُ: الانتِزاع. والانتخابُ: الاختيارُ والانتقاءُ؛ وَمِنْهُ النُّخَبةُ، وَهُمُ الْجَمَاعَةُ تُخْتارُ مِنَ الرِّجَالِ، فتُنْتَزَعُ مِنْهُمْ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَقِيلَ عُمَر: وخَرَجْنا فِي النُّخْبةِ ؛ النُّخْبة، بِالضَّمِّ: المُنْتَخَبُون مِنَ النَّاسِ، المُنْتَقَوْن. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ الأَكْوَع: انْتَخَبَ مِنَ الْقَوْمِ مائةَ رَجُلٍ. ونُخْبةُ المَتاع: المختارُ يُنْتَزَعُ مِنْهُ. وأَنْخَبَ الرجلُ: جاءَ بِوَلَدٍ جَبان؛ وأَنْخَبَ: جاءَ بِوَلَدٍ شُجَاعٍ، فالأَوَّلُ مِنَ المَنْخُوب، وَالثَّانِي مِنَ النُّخْبة. اللَّيْثُ: يُقَالُ انْتَخَبْتُ أَفْضَلَهم نُخْبَةً، وانْتَخَبْتُ نُخْبَتَهُمْ. والنَّخْبُ: الجُبْنُ وضَعْفُ الْقَلْبِ. رجل نَخْبٌ، ونَخْبةٌ، ونَخِبٌ، ومُنْتَخَبٌ، ومَنْخُوبٌ، ونِخَبٌّ، ويَنْخُوبٌ، ونَخِيبٌ، وَالْجَمْعُ نُخَبٌ: جَبَانٌ كأَنه مُنْتَزَعُ الفُؤَادِ أَي لَا فُؤَادَ لَهُ؛ وَمِنْهُ نَخَبَ الصَّقْرُ الصيدَ إِذا انْتَزَعَ قَلْبَه. وَفِي حَدِيثِ أَبي الدَّرْداءِ: بِئْسَ العَوْنُ عَلَى الدِّين قَلْبٌ نَخِيبٌ، وبَطْنٌ رَغِيبٌ ؛ النَّخِيبُ: الجبانُ الَّذِي لَا فُؤَادَ لَهُ، وَقِيلَ: هُوَ الفاسدُ الفِعْل؛ والمَنْخُوبُ: الذاهبُ اللَّحْم المَهْزولُ؛ وَقَوْلُ أَبي خِراشٍ: بَعَثْتُه فِي سَوادِ اللَّيْل يَرْقُبُني، ... إِذْ آثَرَ، الدِّفْءَ والنَّوْمَ، المناخيبُ قِيلَ: أَراد الضِّعافَ مِنَ الرِّجَالِ الَّذِينَ لَا خَيْرَ عِنْدَهُمْ، واحدُهم مِنْخابٌ؛ ورُوي المَناجِيبُ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. وَيُقَالُ للمَنْخوب: النِّخَبُّ، النُّونُ مَكْسُورَةٌ، وَالْخَاءُ مَنْصُوبَةٌ، وَالْبَاءُ شَدِيدَةٌ، وَالْجَمْعُ المَنْخُوبُونَ. قَالَ: وَقَدْ يُقَالُ فِي الشَّعَرِ عَلَى مَفاعِلَ: مَناخبُ. قَالَ أَبو بَكْرٍ: يُقَالُ للجَبانِ نُخْبَةٌ، وللجُبَناءِ نُخَباتٌ؛ قَالَ جَرِيرٌ يَهْجُو الْفَرَزْدَقَ: أَلم أَخْصِ الفَرَزْدَقَ، قَدْ عَلِمْتُمْ، ... فأَمْسَى لَا يَكِشُّ مَعَ القُرُوم؟ لَهُمْ مَرٌّ، وللنُّخَباتِ مَرٌّ، ... فقَدْ رَجَعُوا بِغَيْرِ شَظًى سَلِيم وكَلَّمْتُه فَنَخَبَ عَلَيَّ إِذا كَلَّ عَنْ جَوابك. الْجَوْهَرِيُّ: والنَّخْبُ البِضاع؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: النَّخْبُ: ضَرْبٌ مِنَ المُباضَعةِ، قَالَ: وعَمَّ بِهِ بعضُهم. نَخَبَها الناخِبُ يَنْخُبها ويَنْخَبُها نَخْباً، واسْتَنْخَبَتْ هِيَ: طَلَبَتْ أَن تُنْخَبَ؛ قَالَ: إِذا العَجُوزُ اسْتَنْخَبَتْ فانْخُبْها، ... وَلَا تُرَجِّيها، وَلَا تَهَبْها والنَّخْبةُ: خَوْقُ الثَّفْر، والنَّخْبَةُ: الاسْتُ؛ قَالَ: واخْتَلَّ حَدُّ الرُّمْح نَخْبةَ عامِرٍ، ... فَنَجا بِهَا، وأَقَصَّها القَتْلُ وَقَالَ جَرِيرٌ: وهَلْ أَنْتَ إِلّا نَخْبةٌ مِنْ مُجاشِعٍ؟ ... تُرى لِحْيَةً مِنْ غَيْرِ دِينٍ، وَلَا عَقْل وَقَالَ الرَّاجِزُ: إِنَّ أَباكِ كانَ عَبْداً جازِرا، ... ويَأْكُلُ النَّخْبَةَ والمَشافِرا «1» __________ (1) . قوله [وَقَالَ الرَّاجِزُ إِنَّ أَبَاكِ إلخ] عبارة التكملة وقالت امرأة لضرتها إن أباك إلخ وفيها أيضاً النخبة، بالضم، الشربة العظيمة. (1/752) واليَنْخُوبةُ: أَيضاً الاسْتُ «1» ؛ قَالَ جَرِيرٌ: إِذا طَرَقَتْ يَنْخُوبةٌ مِنْ مُجاشعٍ والمَنْخَبةُ: اسْمُ أُمّ سُوَيْدٍ «2» . والنِّخابُ: جِلْدَةُ الفُؤَاد؛ قَالَ: وأُمُّكُمْ سارِقَةُ الحِجابِ، ... آكِلَةُ الخُصْيَيْنِ والنِّخاب وَفِي الْحَدِيثِ: مَا أَصابَ المؤْمنَ مِنْ مَكْرُوهٍ، فَهُوَ كَفَّارة لِخَطَايَاهُ، حَتَّى نُخْبةِ النَّملةِ ؛ النُّخْبةُ: العَضَّةُ والقَرْصة. يُقَالُ نَخَبَتِ النملةُ تَنْخُبُ إِذا عَضَّتْ. والنَّخْبُ: خَرْقُ الجِلْدِ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ أُبَيّ: لَا تُصِيبُ المؤمنَ مُصيبةٌ ذَعْرَةٌ، وَلَا عَثْرَةُ قَدَمٍ، وَلَا اخْتِلاجُ عِرْقٍ، وَلَا نُخْبَةُ نَمْلَةٍ، إِلا بذَنبٍ، وما يَعْفُو اللهُ أَكثرُ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: ذَكَرَهُ الزَّمَخْشَرِيُّ مَرْفُوعًا، وَرَوَاهُ بالخاءِ وَالْجِيمِ؛ قَالَ: وَكَذَلِكَ ذَكَرَهُ أَبو مُوسَى بِهِمَا، وَقَدْ تَقَدَّمَ. وَفِي حَدِيثِ الزُّبَيْرِ: أَقْبَلْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِنْ لِيَّةَ، فاستقبلَ نَخِباً ببصره ؛ هو اسْمُ مَوْضِعٍ هُنَاكَ. ونَخِبٌ: وادٍ بأَرض هُذَيْل؛ قَالَ أَبو ذؤَيب «3» : لَعَمْرُك، مَا خَنْساءُ تَنْسَأُ شادِناً، ... يَعِنُّ لَهَا بالجِزْع مِنْ نَخِبِ النَّجلِ أَراد: مِنْ نَجْلِ نَخِبٍ، فقَلَبَ؛ لأَنَّ النَّجْلَ الَّذِي هُوَ الْمَاءُ فِي بُطون الأَوْدية جِنْسٌ، وَمِنَ المُحال أَن تُضافَ الأَعْلامُ إِلى الأَجْناس، وَاللَّهُ أَعلم. نخرب: النَّخارِبُ: خُرُوقٌ كبُيوتِ الزَّنَابِيرِ، واحدُها نُخْرُوبٌ. والنَّخاريبُ أَيضاً: الثُّقَبُ الَّتِي فِيهَا الزَّنَابِيرُ؛ وَقِيلَ: هِيَ الثُّقَبُ المُهَيَّأَةُ مِنَ الشَّمَعِ، وَهِيَ الَّتِي تَمُجُّ النَّحْلُ العسلَ فِيهَا؛ تَقُولُ: إِنه لأَضْيَقُ مِنَ النُّخْرُوبِ؛ وَكَذَلِكَ الثَّقْبُ فِي كُلِّ شيءٍ نُخْروبٌ. ونَخْرَبَ القادِحُ الشجرةَ: ثَقَبها؛ وَجَعَلَهُ ابْنُ جِنِّي ثُلَاثِيًّا مِنَ الخَرابِ. والنُّخْرُوبُ: وَاحِدُ النَّخاريبِ، وَهِيَ شُقُوقُ الحجَرِ. وشَجَرَةٌ مُنَخْربَة إِذا بَلِيَتْ وصارت فيها نَخاريبُ. ندب: النَّدَبَةُ: أَثَرُ الجُرْح إِذا لَمْ يَرْتَفِعْ عَنِ الْجِلْدِ، وَالْجَمْعُ نَدَبٌ، وأَنْدابٌ ونُدُوبٌ: كِلَاهُمَا جَمْعُ الْجَمْعِ؛ وَقِيلَ: النَّدَبُ وَاحِدٌ، وَالْجَمْعُ أَنْدابٌ ونُدُوبٌ، وَمِنْهُ قَوْلُ عُمَرَ، رَضِيَ الله عنه: إِياكم ورَضاعَ السَّوْءِ، فإِنه لَا بُدَّ مِنْ أَن يَنْتَدِبَ أَي يَظْهَرَ يَوْمًا مَا؛ وَقَالَ الْفَرَزْدَقُ: ومُكَبَّلٍ، تَرَك الحَديدُ بساقِه ... نَدَباً مِنَ الرَّسَفانِ فِي الأَحجالِ وَفِي حَدِيثِ مُوسَى، عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: وإِنَّ بالحَجَر نَدَباً سِتَّةً أَو سَبْعَةً مِن ضَرْبِهِ إِياه ؛ فَشَبَّه أَثر الضَّرْبِ فِي الحَجر بأَثر الجَرْح. وَفِي حَدِيثِ مُجاهد: أَنه قرأَ سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ؛ فَقَالَ: لَيْسَ بالنَّدَب، وَلَكِنَّهُ صُفْرَةُ الوَجْهِ والخُشُوعُ ؛ وَاسْتَعَارَهُ بعضُ الشُّعَرَاءِ للعِرْضِ، فَقَالَ: نُبِّئْتُ قَافِيَةً قِيلَتْ، تَناشَدَها ... قومٌ سأَتْرُكُ، فِي أَعْراضِهِم، نَدَبا أَي أَجْرَحُ أَعْراضَهم بالهجاءِ، فيُغادِرُ فِيهَا ذَلِكَ الجَرْحُ نَدَباً. __________ (1) . قوله [والينخوبة أيضاً الاست] وبغير هاء مَوْضِعٍ؛ قَالَ الأَعشى: يَا رَخَمًا قاظ على ينخوب (2) . قوله [وَالْمَنْخَبَةُ اسْمُ أُمِّ سُوَيْدٍ] هي كنية الاست. (3) . قوله [قال أبو ذؤيب] أي يصف ظبية وولدها، كما في ياقوت ورواه لعمرك ما عيساء بعين مهملة فمثناة تحتية. (1/753) ونَدِبَ جُرْحُه نَدَباً، وأَنْدَبَ: صَلُبَتْ نَدَبَتُه. وجُرْحٌ نَديبٌ: مَنْدُوبٌ. وجُرْحٌ نَديبٌ أَي ذُو ندَبٍ؛ وَقَالَ ابْنُ أُم حَزْنَةَ يَصِفُ طَعْنة: فإِن قَتَلَتْه، فلَم آلهُ، ... وإِنْ يَنْجُ مِنْهَا، فَجُرْحٌ نَديبْ ونَدِبَ ظَهْرُه نَدَباً ونُدوبةً، فَهُوَ نَدِبٌ: صَارَتْ فِيهِ نُدُوبٌ. وأَنْدَبَ بظَهْره وَفِي ظَهْره: غادرَ فِيهِ نُدوباً. ونَدَبَ الميتَ أَي بَكَى عَلَيْهِ، وعَدَّدَ مَحاسِنَه، يَنْدُبه نَدْباً؛ وَالِاسْمُ النُّدْبةُ، بِالضَّمِّ. ابْنُ سِيدَهْ: ونَدَبَ الْمَيِّتَ بَعْدَ مَوْتِهِ مِنْ غَيْرِ أَن يُقَيِّد بِبُكَاءٍ، وَهُوَ مِنَ النَّدَب لِلْجِرَاحِ، لأَنه احْتِراقٌ ولَذْعٌ مِنَ الحُزْن. والنَّدْبُ: أَن تَدْعُوَ النادِبةُ الميتَ بحُسْنِ الثناءِ في قولها: وا فُلاناهْ وا هَناه وَاسْمُ ذَلِكَ الْفِعْلِ: النُّدْبةُ، وَهُوَ مِنْ أَبواب النَّحْوِ؛ كلُّ شيءٍ فِي نِدائه وَا فَهُوَ مِنْ بَابِ النُّدْبة. وَفِي الْحَدِيثِ: كلُّ نادِبةٍ كاذِبةٌ، إِلَّا نادِبةَ سَعْدٍ ؛ هُوَ مِنْ ذَلِكَ، وأَن تَذْكُرَ النائحةُ الميتَ بأَحسن أَوصافه وأَفعاله. وَرَجُلٌ نَدْبٌ: خَفِيفٌ فِي الْحَاجَةِ، سريعٌ، ظَريف، نَجِيبٌ؛ وَكَذَلِكَ الْفَرَسُ، وَالْجَمْعُ نُدوبٌ ونُدَباءُ، تَوَهَّمُوا فِيهِ فَعِيلًا، فكسَّروه عَلَى فُعَلاء، وَنَظِيرُهُ سَمْحٌ وسُمَحاء؛ وَقَدْ نَدُبَ نَدابةً، وَفَرَسٌ نَدْبٌ. اللَّيْثُ: النَّدْبُ الفرسُ الْمَاضِي، نَقِيضُ البَليدِ. والنَّدْبُ: أَن يَنْدُبَ إِنسانٌ قَوْمًا إِلى أَمر، أَو حَرْبٍ، أَو مَعُونةٍ أَي يَدْعُوهم إِليه، فيَنْتَدِبُون لَهُ أَي يُجِيبونَ ويُسارِعُون. ونَدَبَ القومَ إِلى الأَمْر يَنْدُبهم نَدْباً. دَعَاهُمْ وحَثَّهم. وانْتَدَبُوا إِليه: أَسْرَعُوا؛ وانْتَدَبَ القومُ مِنْ ذَوَاتِ أَنفسهم أَيضاً، دُونَ أَن يُنْدَبُوا لَهُ. الْجَوْهَرِيُّ: ندَبَه للأَمْر فانْتَدَبَ لَهُ أَي دَعاه لَهُ فأَجاب. وَفِي الْحَدِيثِ: انْتَدَبَ اللهُ لِمَنْ يَخْرُجُ فِي سَبِيلِهِ أَي أَجابه إِلى غُفْرانه. يُقَالُ: نَدَبْتُه فانْتَدَبَ أَي بَعَثْتُه ودَعَوْتُه فأَجاب. وَتَقُولُ: رَمَيْنا نَدَباً أَي رَشْقاً؛ وارْتَمَى نَدَباً أَو نَدَبَيْنِ أَي وَجْهاً أَو وَجْهَيْنِ. ونَدَبُنا يومُ كَذَا أَي يومُ انْتِدابِنا للرَّمْي. وتكلَّم فانْتَدَبَ لَهُ فلانٌ أَي عارَضَه. والنَّدَبُ: الخَطَرُ. وأَنْدَبَ نَفْسَه وَبِنَفْسِهِ: خاطَر بِهِمَا؛ قَالَ عُرْوة بنُ الوَرْد: أَيَهْلِكُ مُعْتَمٌّ وزَيْدٌ، وَلَمْ أَقُمْ ... عَلَى نَدَبٍ، يَوْمًا، وَلِي نَفْسُ مُخْطِر مُعْتَمٌّ وزيدٌ: بَطْنانِ مِنْ بُطُونِ الْعَرَبِ، وَهُمَا جَدَّاه «1» . وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: السَّبَقُ، والخَطَرُ، والنَّدَبُ، والقَرَعُ، والوَجْبُ: كُلُّه الَّذِي يُوضَعُ فِي النِّضال والرِّهانِ، فَمَنْ سَبَقَ أَخذه؛ يُقَالُ فِيهِ كُلِّه: فَعَّلَ مُشَدَّداً إِذا أَخذه. أَبو عَمْرٍو: خُذْ مَا اسْتَبَضَّ، واسْتَضَبَّ، وانْتَدَمَ، وانْتَدَبَ، ودَمَع، ودَمَغ، وأَوْهَفَ، وأَزْهَفَ، وتَسَنَّى، وفَصَّ وإِن كَانَ يَسِيرًا. والنَّدَبُ: قَبِيلَةٌ. ونَدْبةُ، بِالْفَتْحِ: اسْمُ أُم خُفافِ بْنُ نَدْبةَ السُّلَمِيّ، وَكَانَتْ سَوْداءَ حَبَشِيَّةً. ومَنْدُوبٌ: فَرَسُ أَبي طَلْحَةَ زَيْدِ بْنِ سَهْل، رَكِبَه سيدُنا رسولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ فِيهِ: إِنْ وجَدْناه لَبَحْراً. وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَ لَهُ فَرَسٌ يُقَالُ لَهُ المَنْدُوبُ أَي الْمَطْلُوبُ، وهو من النَّدَبِ، __________ (1) . قوله [وهما جداه] مثله في الصحاح وقال الصاغاني هو غلط وذلك أن زيداً جدّه ومعتم ليس من أجداده وساق نسبهما. (1/754) وَهُوَ الرَّهْنُ الَّذِي يُجْعَل فِي السِّباقِ؛ وَقِيلَ سُمِّيَ بِهِ لِنَدَبٍ كَانَ فِي جِسْمه، وَهِيَ أَثَرُ الجُرْح. نرب: النَّيْرَبُ: الشَّرُّ وَالنَّمِيمَةُ؛ قَالَ الشاعرُ عَدِيُّ بْنُ خُزاعِيٍّ: ولَسْتُ بِذِي نَيْرَبٍ فِي الصَّديقِ، ... ومَنَّاعَ خَيْرٍ، وسَبَّابَها وَالْهَاءُ لِلْعَشِيرَةِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ وَصَوَابُ إِنشاده: ولستُ بِذِي نَيْرَبٍ فِي الكَلامِ، ... ومَنَّاعَ قَوْمِي، وسَبَّابَها وَلَا مَنْ إِذا كانَ فِي مَعْشَرٍ، ... أَضاعَ العَشِيرةَ، واغْتابَها ولكِنْ أُطاوِعُ ساداتِها، ... وَلَا أُعْلِمُ الناسَ أَلْقابَها ونَيْرَبَ الرجلُ: سَعَى ونَمَّ. ونَيْرَبَ الكلامَ: خَلَطه. ونَيْرَبَ، فَهُوَ يُنَيْرِبُ: وَهُوَ خَلْطُ القَوْل، كَمَا تُنَيْربُ الريحُ الترابَ عَلَى الأَرض فَتَنْسُجُه؛ وأَنشد: إِذا النَّيْرَبُ الثَّرثارُ قَالَ فأَهْجَرا وَلَا تُطْرَح الْيَاءُ مِنْهُ، لأَنها جُعِلَتْ فَصْلًا بَيْنَ الراءِ وَالنُّونِ. والنَّيْرَبُ: الرجلُ الجَلِيدُ. ورجلٌ نَيْرَبٌ وَذُو نَيْرَب أَي ذُو شَرٍّ وَنَمِيمَةٍ، ومَرَةٌ نَيرَبةٌ. أَبو عَمْرٍو: المَيربةُ النَّميمة. نزب: النَّزيبُ: صوتُ تَيْسِ الظباءِ عِنْدَ السِّفاد. ونَزَبَ الظَّبْيُ يَنْزِبُ، بِالْكَسْرِ، فِي الْمُسْتَقْبَلِ، نَزْباً ونَزيباً ونُزاباً إِذا صَوَّت، وَهُوَ صوتُ الذَّكَرِ مِنْهَا خَاصَّةً. والنَّيْزَبُ: ذَكَرُ الظباءِ والبَقَر عَنِ الهَجَرِيّ؛ وأَنشد: وظَبْيةٍ للوَحْشِ كالمُغاضِبِ، ... فِي دَوْلَجٍ ناءٍ عَنِ النَّيازِبِ والنَّزَبُ: اللَّقَبُ، مثل النَّبَزِ. نسب: النَّسَبُ: نَسَبُ القَراباتِ، وَهُوَ واحدُ الأَنْسابِ. ابْنُ سِيدَهْ: النِّسْبةُ والنُّسْبَةُ والنَّسَبُ: القَرابةُ؛ وَقِيلَ: هُوَ فِي الْآبَاءِ خاصَّةً؛ وَقِيلَ: النِّسْبَةُ مصدرُ الانْتِسابِ؛ والنُّسْبَةُ: الاسمُ. التَّهْذِيبُ: النَّسَبُ يَكُونُ بالآباءِ، ويكونُ إِلى الْبِلَادِ، وَيَكُونُ فِي الصِّناعة، وَقَدِ اضْطُرَّ الشَّاعِرُ فأَسكن السِّينَ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: يَا عَمْرُو، يَا ابنَ الأَكْرَمِينَ نَسْبا، ... قَدْ نَحَبَ المَجْدُ عَلَيْكَ نَحْبا النَّحْبُ هُنَا: النَّذْرُ، والمُراهَنة، والمُخاطَرة أَي لَا يُزايلُك، فَهُوَ لَا يَقْضِي ذَلِكَ النَّذْرَ أَبداً؛ وَجَمْعُ النَّسَب أَنْسابٌ. وانْتَسَبَ واسْتَنْسَبَ: ذَكَرَ نَسَبه. أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا سُئِلَ عَنْ نَسَبه: اسْتَنْسِبْ لَنَا أَي انْتَسِبْ لَنَا حَتَّى نَعْرفَك. ونَسَبَه يَنْسُبُه ويَنْسِبُهُ «2» نَسَباً: عَزاه. ونَسَبه: سَأَله أَن يَنْتَسِبَ. ونَسَبْتُ فُلاناً إِلى أَبيه أَنْسُبه وأَنْسِبُهُ نَسْباً إِذا رَفَعْتَ فِي نَسَبه إِلى جَدِّه الأَكبر. الْجَوْهَرِيُّ: نَسَبْتُ الرجلَ أَنْسبُه، بِالضَّمِّ، نِسْبةً ونَسْباً إِذا ذَكَرْتَ نَسَبه، وانْتَسَبَ إِلى أَبيه أَي اعْتَزَى. وَفِي الْخَبَرِ: أَنَّها نَسَبَتْنا، فانْتَسَبْنا لها ، __________ (2) . قوله [ونسبه ينسبه] بضم عين المضارع وكسرها والمصدر النسب والنسب كالضرب والطلب كما يستفاد الأَوّل من الصحاح والمختار والثاني من المصباح واقتصر عليه المجد ولعله أهمل الأَول لشهرته واتكالًا على القياس، هذا في نسب القرابات وأما في نسيب الشعر فسيأتي أن مصدره النسب محركة والنسيب. (1/755) رَوَاهُ ابْنُ الأَعرابي: وناسَبَه: شَرِكَه فِي نَسَبِه. والنَّسِيبُ: المُناسِبُ، وَالْجَمْعُ نُسَباءُ وأَنْسِباءُ؛ وفلانٌ يناسِبُ فُلَانًا، فَهُوَ نَسِيبه أَي قَريبه. وتَنَسَّبَ أَي ادَّعَى أَنه نَسِيبُكَ. وَفِي الْمَثَلِ: القَريبُ مَن تَقَرَّبَ، لَا مَنْ تَنَسَّبَ. وَرَجُلٌ نَسِيبٌ مَنْسُوب: ذُو حَسَبٍ ونَسَبٍ. وَيُقَالُ: فلانٌ نَسِيبي، وَهُمْ أَنْسِبائي. والنَّسَّابُ: الْعَالِمُ بالنَّسَب، وَجَمْعُهُ نَسَّابونَ؛ وَهُوَ النَّسَّابةُ؛ أَدخَلوا الهاءَ لِلْمُبَالَغَةِ وَالْمَدْحِ، وَلَمْ تُلْحَقْ لتأْنيثِ الْمَوْصُوفِ بِمَا هِيَ فِيهِ، وإِنما لَحِقَتْ لإِعْلام السَّامِعِ أَن هَذَا الموصوفَ بِمَا هِيَ فِيهِ قَدْ بَلَغَ الغايةَ وَالنِّهَايَةَ، فجَعَل تأْنيثَ الصِّفَةِ أَمارة لِما أُريد مِنْ تأْنيث الغايةِ والمبالغةِ، وَهَذَا القولُ مُسْتَقْصًى فِي عَلَّامة؛ وَتَقُولُ: عِنْدِي ثلاثةُ نَسَّاباتٍ وعَلَّاماتٍ، تُريد ثلاثةَ رجالٍ، ثُمَّ جئتَ بنَسَّاباتٍ نَعْتاً لَهُمْ. وَفِي حَدِيثِ أَبي بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: وَكَانَ رَجُلًا نَسَّابةً ؛ النَّسَّابةُ: الْبَلِيغُ الْعَالِمُ بالأَنسابِ. وَتَقُولُ: لَيْسَ بَيْنَهُمَا مُناسَبة أَي مُشاكَلةٌ. ونَسَبَ بالنساءِ، يَنْسُبُ، ويَنْسِبُ نَسَباً ونَسِيباً، ومَنْسِبة: شَبَّبَ «1» بِهِنَّ فِي الشعْر وتَغزَّل، وَهَذَا الشِّعْر أَنْسَبُ مِنْ هَذَا أَي أَرَقُّ نَسِيباً، وكأَنهم قَدْ قَالُوا: نَسيبٌ ناسِبٌ، عَلَى الْمُبَالَغَةِ، فبُني هَذَا مِنْهُ. وَقَالَ شَمِرٌ: النَّسِيبُ رَقيقُ الشِّعْر فِي النساءِ؛ وأَنشد: هَلْ فِي التَّعَلُّلِ مِنْ أَسْماءَ مَن حُوبِ، ... أَم فِي القَريضِ وإِهْداءِ المَناسِيبِ؟ وأَنْسَبَتِ الريحُ: اشْتَدَّتْ، واسْتافَتِ التُّرابَ والحَصى. والنَّيْسَبُ والنَّيْسَبانُ: الطريقُ الْمُسْتَقِيمُ الواضحُ؛ وَقِيلَ: هُوَ الطريقُ المُسْتَدِقُّ، كطَريق النَّمْل والحَيَّةِ، وطريقِ حُمُر الوَحْش إِلى مَواردها؛ وأَنشد الْفَرَّاءُ لدُكَينٍ: عَيْناً، تَرى الناسَ إِليه نَيْسَبا، ... مِنْ صادرٍ أَو وارِدٍ، أَيْدي سَبَا قَالَ، وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ: نَيْسَم، بِالْمِيمِ، وَهِيَ لُغَةٌ. الْجَوْهَرِيُّ: النَّيْسَبُ الَّذِي تَرَاهُ كالطَّريق مِنَ النَّمْلِ نَفْسِهَا، وَهُوَ فَيْعَلٌ؛ وَقَالَ دُكَيْنُ بنُ رَجاء الفُقَيْميُّ: عَيْناً تَرَى الناسَ إِليها نَيْسَبا قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ وَالَّذِي فِي رَجزه: مُلْكاً، تَرَى الناسَ إِليه نَيْسَبا، ... مِنْ داخِلٍ وخارجٍ، أَيْدي سَبَا «2» وَيُرْوَى مِنْ صَادِرٍ أَو وَارِدٍ. وَقِيلَ: النَّيْسَبُ مَا وُجِدَ مِنْ أَثر الطَّرِيقِ. ابْنُ سِيدَهْ: والنَّيْسَبُ طريقُ النَّمْلِ إِذا جاءَ منها واحدٌ فِي إِثرِ آخَرَ. وَفِي النَّوَادِرِ: نَيْسَبَ فلانٌ بَيْنَ فلانٍ وفلانٍ نَيْسَبةً إِذا أَدْبَرَ وأَقْبَلَ بَيْنَهُمَا بِالنَّمِيمَةِ وَغَيْرِهَا. ونُسَيْبٌ: اسْمُ رَجُلٍ عَنِ ابْنِ الأَعرابي وَحْدَهُ. نشب: نَشِبَ الشيءُ فِي الشيءِ، بِالْكَسْرِ، نَشَباً ونُشوباً ونُشْبةً: لَمْ يَنْفُذْ؛ وأَنْشَبَه ونَشَبَه؛ قَالَ: هُمُ أَنْشَبُوا صُمَّ القَنا فِي صُدُورِهِم، ... وبِيضاً تَقِيضُ البَيْضَ مِنْ حيثُ طائرُهْ __________ (1) . قوله [ومنسبة شبب إلخ] عبارة التكملة المنسب والمنسبة (بكسر السين فيهما بضبطه) النسيب في الشعر. وشعر منسوب فيه نسيب والجمع المناسيب. (2) . قوله [وقال ابن بري إلخ] وعبارة التكملة والرواية ملكاً إلخ أي أعطه ملكاً. (1/756) وأَنْشَبَ الْبَازِي مَخالِبَه فِي الأَخيذَة. ونَشِبَ فلانٌ مَنْشَبَ سَوْءٍ إِذا وَقَعَ فِيمَا لَا مَخْلَص مِنْهُ؛ وأَنشد: وإِذا المَنِيَّةُ أَنْشَبَتْ أَظْفارَها، ... أَلْفَيْتَ كلَّ تَميمةٍ لَا تَنْفَعُ ونَشَّبَ فِي الشيءِ، كنَشَّمَ؛ حَكَاهُمَا اللِّحْيَانِيُّ، بَعْدَ أَن ضَعَّفَهما. قَالَ ابْنُ الأَعرابي قَالَ الحرث بْنُ بَدْرٍ الغُدانيُّ: كنتُ مَرَّةً نُشْبَةً، وأَنا الْيَوْمَ عُقْبَةٌ أَي كنتُ مَرَّةً إِذا نَشِبْتُ أَي عَلِقْتُ بإِنسان لَقِيَ مِنِّي شَرًّا، فَقَدْ أَعْقَبْتُ اليومَ، ورَجَعْتُ. والمِنْشَبُ، والجمعُ المَناشِبُ: بُسْرُ الخَشْوِ. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: المِنْشَبُ الخَشْوُ؛ يُقَالُ: أَتَوْنا بخَشْوٍ مِنْشَبٍ يأْخُذُ بالحَلْق. اللَّيْثُ: نَشِبَ الشيءُ فِي الشيءِ نَشَباً، كَمَا يَنْشَبُ الصَّيْدُ فِي الحِبالة. الْجَوْهَرِيُّ: نَشِبَ الشيءُ فِي الشيءِ، بِالْكَسْرِ، نُشوباً أَي عَلِقَ فِيهِ؛ وأَنْشَبْتُه أَنا فِيهِ أَي أَعْلَقْتُه، فانْتَشَب؛ وأَنْشَبَ الصائدُ: أَعْلَقَ. وَيُقَالُ: نَشِبَت الحربُ بَيْنَهُمْ؛ وَقَدْ ناشَبه الحرْبَ أَي نابَذَه. وَفِي حَدِيثِ الْعَبَّاسِ، يَوْمَ حُنَيْنٍ: حَتَّى تَناشَبُوا حَولَ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَي تَضامُّوا، ونَشِبَ بعضُهم فِي بَعْضٍ أَي دَخَلَ وتَعَلَّقَ. يُقَالُ: نَشِبَ فِي الشيءِ إِذا وَقَعَ فِيمَا لَا مَخْلَص لَهُ مِنْهُ. وَلَمْ يَنْشَبْ أَنْ فَعَل كَذَا أَي لَمْ يَلْبَثْ؛ وحقيقتُه لَمْ يَتَعَلَّقْ بشيءٍ غَيْرِهِ، وَلَا اشْتَغَلَ بِسِوَاهُ. وَفِي حَدِيثِ عائشةَ وزينبَ: لَمْ أَنْشَبْ أَن أَثْخَنْتُ عَلَيْهَا. وَفِي حَدِيثِ الأَحْنَفِ: أَنَّ الناسَ نَشِبُوا فِي قَتْلِ عُثْمَانَ أَي عَلِقُوا. يُقَالُ: نَشِبَتِ الحرْبُ بَيْنَهُمْ نُشُوباً: اشْتَبَكَتْ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن رَجُلًا قَالَ لشُرَيح: اشتريتُ سِمْسِماً، فنَشِبَ فِيهِ رجلٌ ، يَعْنِي اشْتَرَاهُ؛ فَقَالَ شُرَيْحٌ: هُوَ للأَوَّل؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي: وتِلْكَ بَنُو عَدِيٍّ قَدْ تَأَلَّوْا، ... فَيَا عَجَبا لناشبةِ المَحالِ «1» فَسَّرَهُ فَقَالَ: ناشِبةُ المَحالِ البَكْرَةُ الَّتِي لَا تجْري «2» أَي امْتَنَعُوا مِنَّا، فَلَمْ يُعِينُونا؛ شَبَّهَهُم فِي امتِناعِهِم عَلَيْهِ، بامتِناعِ البَكْرَة مِنَ الجَرْي. والنُّشَّابُ: النَّبْلُ، واحدتُه نُشَّابة. والناشِبُ: ذُو النُّشَّاب، وَمِنْهُ سُمِّيَ الرَّجُلُ ناشِباً. والناشِبةُ: قومٌ يَرْمونَ بالنُّشَّابِ. والنُّشَّابُ: السِّهامُ. وَقَوْمٌ نَشَّابة: يَرْمُونَ بالنُّشَّابِ، كُلُّ ذَلِكَ عَلَى النَّسَب لأَنه لَا فِعْلَ لَهُ، والنَّشَّابُ مُتَّخِذُه. والنُّشَبةُ مِنَ الرِّجَالِ: الَّذِي إِذا نَشِبَ بشيءٍ، لَمْ يَكَدْ يُفارِقُه. والنَّشَبُ والمَنْشَبةُ: المالُ الأَصيلُ مِنَ الناطقِ وَالصَّامِتِ. أَبو عُبَيْدٍ: وَمِنْ أَسماءِ المال عندهم، النَّشَبُ والنَّشَبَةُ؛ يُقَالُ: فلانٌ ذُو نَشَبٍ، وفلانٌ مَا لَهُ نَشَبٌ. والنَّشَبُ: المالُ والعَقارُ. وأَنْشَبَتِ الريحُ: اشْتَدَّتْ وسافتِ الترابَ. وانْتَشَبَ فلانٌ طَعَامًا أَي جَمَعَه، واتَّخذ مِنْهُ نُشَباً. وانْتَشَبَ حَطَباً: جَمَعَه؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: وأَنْفَدَ النملُ بالصَّرائم مَا ... جَمَّعَ، والحاطِبون مَا انتَشَبوا ونُشْبَةُ: مِنْ أَسماءِ الذِّئْب. ونُشْبة، بِالضَّمِّ: اسْمُ رَجُلٍ، وَهُوَ نُشْبة بنُ غَيْظِ بنِ مُرَّةَ بنِ عَوف بنِ سعدِ بنِ ذِبْيانَ، وَاللَّهُ أَعلم. __________ (1) . قوله [قد تألوا إلخ] كذا بالأَصل ونقله عنه شارح القاموس والذي في التهذيب قد تولوا. (2) . قوله [الْبُكْرَةُ الَّتِي لَا تَجْرِي] قال شارح القاموس ومنه يعلم ما في كلام المجد من الإطلاق في محل التقييد. (1/757) نصب: النَّصَبُ: الإِعْياءُ مِنَ العَناءِ. والفعلُ نَصِبَ الرجلُ، بِالْكَسْرِ، نَصَباً: أَعْيا وتَعِبَ؛ وأَنْصَبه هُوَ، وأَنْصَبَني هَذَا الأَمْرُ. وهَمٌّ ناصِبٌ مُنْصِبٌ: ذُو نَصَبٍ، مِثْلُ تامِرٍ ولابِنٍ، وَهُوَ فاعلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ، لأَنه يُنْصَبُ فِيهِ ويُتْعَبُ. وَفِي الْحَدِيثِ: فاطمةُ بَضْعَةٌ مِنِّي، يُنْصِبُني مَا أَنْصَبَها أَي يُتْعِبُني مَا أَتْعَبَها. والنَّصَبُ: التَّعَبُ؛ قَالَ النَّابِغَةُ: كِليني لهَمٍّ، يَا أُمَيْمَةَ، ناصِبِ قَالَ: ناصِب، بِمَعْنَى مَنْصُوب؛ وَقَالَ الأَصمعي: ناصِب ذِي نَصَبٍ، مثلُ لَيْلٌ نائمٌ ذُو نومٍ يُنامُ فِيهِ، وَرَجُلٌ دارِعٌ ذُو دِرْعٍ؛ وَيُقَالُ: نَصَبٌ ناصِبٌ، مِثْلُ مَوْتٌ مائِت، وشعرٌ شَاعِرٌ؛ وَقَالَ سِيبَوَيْهِ: هَمٌّ ناصبٌ، هُوَ عَلَى النَّسَب. وَحَكَى أَبو عَلِيٍّ فِي التَّذْكرة: نَصَبه الهَمُّ؛ فناصِبٌ إِذاً عَلَى الفِعْل. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: ناصِبٌ فَاعِلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ فِيهِ، لأَنه يُنْصَبُ فِيهِ ويُتْعَبُ، كَقَوْلِهِمْ: لَيْلٌ نائمٌ أَي يُنامُ فِيهِ، وَيَوْمٌ عاصِفٌ أَي تَعْصِفُ فِيهِ الرِّيحِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقَدْ قِيلَ غَيْرُ هَذَا الْقَوْلِ، وَهُوَ الصَّحِيحُ، وَهُوَ أَن يَكُونَ ناصِبٌ بِمَعْنَى مُنْصِبٍ، مِثْلَ مَكَانٌ باقلٌ بِمَعْنَى مُبْقِل، وَعَلَيْهِ قَوْلُ النَّابِغَةِ؛ وَقَالَ أَبو طَالِبٍ: أَلا مَنْ لِهَمٍّ، آخِرَ اللَّيْلِ، مُنْصِبِ قَالَ: فناصِبٌ، عَلَى هَذَا، ومُنْصِب بِمَعْنًى. قَالَ: وأَما قَوْلُهُ ناصِبٌ بِمَعْنَى مَنْصوب أَي مَفْعُولٍ فِيهِ، فَلَيْسَ بشيءٍ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: فَإِذا فَرَغْتَ فَانْصَبْ ؛ قَالَ قَتَادَةُ: فإِذا فرغتَ مِنْ صَلاتِكَ، فانْصَبْ فِي الدُّعاءِ؛ قَالَ الأَزهري: هُوَ مِنْ نَصِبَ يَنْصَبُ نَصَباً إِذا تَعِبَ؛ وَقِيلَ: إِذا فَرَغْتَ مِنَ الْفَرِيضَةِ، فانْصَبْ فِي النَّافِلَةِ. وَيُقَالُ: نَصِبَ الرجلُ، فَهُوَ ناصِبٌ ونَصِبٌ؛ ونَصَبَ لهُمُ الهَمُّ، وأَنْصَبَه الهَمُّ؛ وعَيْشٌ ناصِبٌ: فِيهِ كَدٌّ وجَهْدٌ؛ وَبِهِ فَسَّرَ الأَصمعي قَوْلَ أَبي ذُؤَيْبٍ: وغَبَرْتُ بَعْدَهُمُ بعيشٍ ناصِبٍ، ... وإِخالُ أَني لاحِقٌ مُسْتَتْبِعُ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: فأَما قَوْلُ الأُمَوِيِّ إِن مَعْنَى ناصِبٍ تَرَكَني مُتَنَصِّباً، فَلَيْسَ بشيءٍ؛ وعَيْشٌ ذُو مَنْصَبةٍ كَذَلِكَ. ونَصِبَ الرجلُ: جَدَّ؛ وَرَوَى بيتُ ذِي الرُّمَّةِ: إِذا مَا رَكْبُها نَصِبُوا ونَصَبُوا. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو فِي قَوْلِهِ ناصِب: نَصَب نَحْوي أَي جَدَّ. قَالَ اللَّيْثُ: النَّصْبُ نَصْبُ الدَّاءِ؛ يُقَالُ: أَصابه نَصْبٌ مِنَ الدَّاءِ. والنَّصْبُ والنُّصْبُ والنُّصُبُ: الداءُ والبَلاءُ والشرُّ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: مَسَّنِيَ الشَّيْطانُ بِنُصْبٍ وَعَذابٍ . والنَّصِبُ: المريضُ الوَجِعُ؛ وَقَدْ نَصَبه الْمَرَضُ وأَنْصَبه. والنَّصْبُ: وَضْعُ الشيءِ ورَفْعُه، نَصَبه يَنْصِبُه نَصْباً، ونَصَّبَه فانْتَصَبَ؛ قَالَ: فباتَ مُنْتَصْباً وَمَا تَكَرْدَسا أَراد: مُنْتَصِباً، فَلَمَّا رأَى نَصِباً مِنْ مُنْتَصِبٍ، كفَخِذٍ، خَفَّفَهُ تَخْفِيفَ فَخِذٍ، فَقَالَ: مُنْتَصْباً. وتَنَصَّبَ كانْتَصَبَ. والنَّصِيبةُ والنُّصُبُ: كلُّ مَا نُصِبَ، فجُعِلَ عَلَماً. وَقِيلَ: النُّصُب جَمْعُ نَصِيبةٍ، كَسَفِينَةٍ وسُفُن، وَصَحِيفَةٍ وصُحُفٍ. اللَّيْثُ: النُّصُبُ جَمَاعَةُ النَّصِيبة، وَهِيَ عَلَامَةٌ تُنْصَبُ لِلْقَوْمِ. (1/758) والنَّصْبُ والنُّصُبُ: العَلَم المَنْصُوب. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: كأَنهم إِلى نَصْبٍ يُوفِضُونَ؛ قُرِئَ بِهِمَا جَمِيعًا ، وَقِيلَ: النَّصْبُ الْغَايَةُ، والأَول أَصحّ. قَالَ أَبو إِسحاق: مَن قرأَ إِلى نَصْبٍ، فمعناه إِلى عَلَمٍ مَنْصُوبٍ يَسْتَبِقُون إِليه؛ وَمَنْ قرأَ إِلى نُصُبٍ، فَمَعْنَاهُ إِلى أَصنام كَقَوْلِهِ: وَما ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ ، وَنَحْوَ ذَلِكَ قَالَ الْفَرَّاءُ؛ قَالَ: والنَّصْبُ واحدٌ، وَهُوَ مَصْدَرٌ، وَجَمْعُهُ الأَنْصابُ. واليَنْصُوبُ: عَلم يُنْصَبُ فِي الفلاةِ. والنَّصْبُ والنُّصُبُ: كلُّ مَا عُبِدَ مِنْ دُونِ اللَّهِ تَعَالَى، وَالْجَمْعُ أَنْصابٌ. وَقَالَ الزَّجَّاجُ: النُّصُبُ جَمْعٌ، وَاحِدُهَا نِصابٌ. قَالَ: وَجَائِزٌ أَن يَكُونَ وَاحِدًا، وَجَمْعُهُ أَنْصاب. الْجَوْهَرِيُّ: النَّصْبُ مَا نُصِبَ فعُبِدَ مِنْ دُونِ اللَّهِ تَعَالَى، وَكَذَلِكَ النُّصْب، بِالضَّمِّ، وقد يُحَرّكُ مثل عُسْر؛ قَالَ الأَعشى يَمْدَحُ سَيِّدَنَا رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وذا النُّصُبَ المَنْصُوبَ لا تَنْسُكَنَّهُ ... لعافيةٍ، واللهَ رَبَّكَ فاعبُدا «3» أَراد: فاعبدنْ، فَوَقَفَ بالأَلف، كَمَا تَقُولُ: رأَيت زَيْدًا؛ وَقَوْلُهُ: وَذَا النُّصُبَ، بِمَعْنَى إِياك وَذَا النُّصُبَ؛ وَهُوَ لِلتَّقْرِيبِ، كَمَا قَالَ لَبِيدٌ: وَلَقَدْ سَئِمْتُ مِنَ الحَياةِ وطولِها، ... وسُؤَالِ هَذَا الناسِ كَيْفَ لَبيدُ وَيُرْوَى عَجُزُ بَيْتِ الأَعشى: وَلَا تَعْبُدِ الشيطانَ، واللهَ فاعْبُدا التَّهْذِيبُ، قَالَ الْفَرَّاءُ: كأَنَّ النُّصُبَ الآلهةُ الَّتِي كَانَتْ تُعْبَدُ مِنْ أَحجار. قَالَ الأَزهري: وَقَدْ جَعَلَ الأَعشى النُّصُبَ وَاحِدًا حَيْثُ يَقُولُ: وذا النُّصُبَ المَنْصُوبَ لا تَنْسُكَنَّه والنَّصْبُ وَاحِدٌ، وَهُوَ مَصْدَرٌ، وَجَمْعُهُ الأَنْصابُ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: طَوَتْها بِنَا الصُّهْبُ المَهاري، فأَصْبَحَتْ ... تَناصِيبَ، أَمثالَ الرِّماحِ بِهَا، غُبْرا والتَّناصِيبُ: الأَعْلام، وَهِيَ الأَناصِيبُ، حجارةٌ تُنْصَبُ عَلَى رُؤُوسِ القُورِ، يُسْتَدَلُّ بِهَا؛ وَقَوْلُ الشاعر: وَجَبَتْ لَهُ أُذُنٌ، يُراقِبُ سَمْعَها ... بَصَرٌ، كناصِبةِ الشُّجاعِ المُرْصَدِ يُرِيدُ: كَعَيْنِهِ الَّتِي يَنْصِبُها لِلنَّظَرِ. ابْنُ سِيدَهْ: والأَنْصابُ حِجَارَةٌ كَانَتْ حَوْلَ الْكَعْبَةِ، تُنْصَبُ فيُهَلُّ عَلَيْهَا، ويُذْبَحُ لِغَيْرِ اللَّهِ تَعَالَى. وأَنْصابُ الْحَرَمِ: حُدوده. والنُّصْبةُ: السَّارِية. والنَّصائِبُ: حِجَارَةٌ تُنْصَبُ حَولَ الحَوض، ويُسَدُّ مَا بَيْنَهَا مِنَ الخَصاص بالمَدَرة الْمَعْجُونَةِ، وَاحِدَتُهَا نَصِيبةٌ؛ وكلُّه مِنْ ذَلِكَ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَالْأَنْصابُ وَالْأَزْلامُ ، وَقَوْلُهُ: وَما ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ ؛ الأَنْصابُ: الأَوثان. وَفِي حَدِيثِ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مُرْدِفي إِلى نُصُبٍ مِنَ الأَنْصاب، فذَبحنا لَهُ شَاةً، وَجَعَلْنَاهَا فِي سُفْرتِنا، فلَقِيَنا زيدُ بْنُ عَمْرو، فقَدَّمْنا لَهُ السُّفرةَ، فَقَالَ: لَا آكُلُ مِمَّا ذُبحَ لِغَيْرِ اللَّهِ. وَفِي رِوَايَةٍ: أَن زَيْدَ بْنَ عَمْرٍو مَرَّ بِرَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، فَدَعَاهُ إِلى الطَّعَامِ فَقَالَ زيدٌ: إِنَّا لَا نأْكل مِمَّا ذُبحَ عَلَى النُّصُب. قَالَ ابْنُ الأَثير، قَالَ الحربيُّ: قَوْلُهُ ذَبحنا لَهُ شاةً له وجهان: __________ (3) . قوله [لعافية] كذا بنسخة من الصحاح الخط وفي نسخ الطبع كنسخ شارح القاموس لعاقبة (1/759) أَحدهما أَن يَكُونَ زَيْدٌ فَعَلَهُ مِنْ غَيْرِ أَمر النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، وَلَا رِضاه، إِلَّا أَنه كَانَ مَعَهُ، فنُسِب إِليه، ولأَنَّ زَيْدًا لَمْ يَكُنْ مَعَهُ مِنَ العِصْمة، مَا كَانَ مَعَ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَالثَّانِي أَن يَكُونَ ذَبَحَهَا لِزَادِهِ فِي خُرُوجِهِ، فَاتَّفَقَ ذَلِكَ عِنْدَ صَنَمٍ كَانُوا يَذْبَحُونَ عِنْدَهُ، لَا أَنه ذَبَحَهَا لِلصَّنَمِ، هَذَا إِذا جُعِلَ النُّصُب الصَّنم، فأَما إِذا جُعِلَ الْحَجَرَ الَّذِي يُذْبَحُ عِنْدَهُ، فَلَا كَلَامَ فِيهِ، فَظَنَّ زَيْدُ بْنُ عَمْرٍو أَن ذَلِكَ اللَّحْمَ مِمَّا كَانَتْ قُرَيْشٌ تَذْبَحُهُ لأَنصابها، فَامْتَنَعَ لِذَلِكَ، وَكَانَ زَيْدٌ يُخَالِفُ قُرَيْشًا فِي كَثِيرٍ مِنْ أُمورها، وَلَمْ يَكُنِ الأَمْرُ كَمَا ظَنَّ زَيْدٌ. القُتَيْبيُّ: النُّصُب صَنَم أَو حَجَرٌ، وَكَانَتِ الْجَاهِلِيَّةُ تَنْصِبُه، تَذْبَحُ عِنْدَهُ فيَحْمَرُّ للدمِ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبي ذَرٍّ فِي إِسلامه، قَالَ: فخَررْتُ مَغْشِيّاً عَلَيَّ ثُمَّ ارْتَفَعْتُ كأَني نُصُبٌ أَحمر ؛ يُرِيدُ أَنهم ضَرَبُوه حَتَّى أَدْمَوْه، فَصَارَ كالنُّصُب المُحْمَرِّ بِدَمِ الذَّبَائِحِ. أَبو عُبَيْدٍ: النَّصائِبُ مَا نُصِب حَوْلَ الحَوْضِ مِنَ الأَحْجار؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: هَرَقْناهُ فِي بَادِي النَّشِيئةِ داثرٍ، ... قَديمٍ بعَهْدِ الماءِ، بُقْعٍ نَصائِبُهْ والهاءُ فِي هَرَقْناه تَعُودُ عَلَى سَجْلٍ تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ. الْجَوْهَرِيُّ: والنَّصِيبُ الحَوْضُ. وَقَالَ اللَّيْثُ: النَّصْبُ رَفْعُك شَيْئًا تَنْصِبُه قَائِمًا مُنْتَصِباً، والكلمةُ المَنْصوبةُ يُرْفَعُ صَوْتُها إِلى الْغَارِ الأَعْلى، وكلُّ شيءٍ انْتَصَبَ بشيءٍ فَقَدْ نَصَبَهُ. الْجَوْهَرِيُّ: النَّصْبُ مَصْدَرُ نَصَبْتُ الشيءَ إِذا أَقَمته. وصَفِيحٌ مُنَصَّبٌ أَي نُصِبَ بعضُه عَلَى بَعْضٍ. ونَصَّبَتِ الخيلُ آذانَها: شُدِّد لِلْكَثْرَةِ أَو لِلْمُبَالَغَةِ. والمُنَصَّبُ مِنَ الخَيلِ: الَّذِي يَغْلِبُ عَلَى خَلْقه كُلِّه نَصْبُ عِظامه، حَتَّى يَنْتَصِبَ مِنْهُ مَا يَحْتَاجُ إِلى عَطْفه. ونَصَبَ السَّيْرَ يَنْصِبه نَصْباً: رَفَعه. وَقِيلَ: النَّصْبُ أَن يسيرَ القومُ يَوْمَهُم، وَهُوَ سَيْرٌ لَيِّنٌ؛ وَقَدْ نَصَبوا نَصْباً. الأَصمعي: النَّصْبُ أَن يَسِيرَ القومُ يومَهم؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ: كأَنَّ راكِبَها، يَهْوي بمُنْخَرَقٍ ... مِنَ الجَنُوبِ، إِذا ما رَكْبُها نَصَبوا قَالَ بَعْضُهُمْ: مَعْنَاهُ جَدُّوا السَّيْرَ. وَقَالَ النَّضْرُ: النَّصْبُ أَوَّلُ السَّيْر، ثُمَّ الدَّبيبُ، ثُمَّ العَنَقُ، ثُمَّ التَزَيُّدُ، ثُمَّ العَسْجُ، ثُمَّ الرَّتَكُ، ثُمَّ الوَخْدُ، ثُمَّ الهَمْلَجَة. ابْنُ سِيدَهْ: وكلُّ شيءٍ رُفِعَ واسْتُقْبِلَ بِهِ شيءٌ، فَقَدْ نُصِبَ. ونَصَبَ هُوَ، وتَنَصَّبَ فلانٌ، وانْتَصَبَ إِذا قَامَ رَافِعًا رأْسه. وَفِي حَدِيثِ الصَّلَاةِ: لَا يَنْصِبُ رأْسه وَلَا يُقْنِعُه أَي لَا يَرْفَعُهُ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: كَذَا فِي سُنَنِ أَبي دَاوُدَ، وَالْمَشْهُورُ: لَا يُصَبِّي ويُصَوِّبُ، وَهُمَا مَذْكُورَانِ فِي مَوَاضِعِهِمَا. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: مِنْ أَقْذَرِ الذُّنوبِ رجلٌ ظَلَمَ امْرَأَةً صَداقَها ؛ قِيلَ للَّيْثِ: أَنَصَبَ ابنُ عُمَرَ الحديثَ إِلى رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: وَمَا عِلْمُه، لَوْلَا أَنه سَمِعَهُ مِنْهُ أَي أَسنَدَه إِليه ورَفَعَه. والنَّصْبُ: إِقامةُ الشيءِ ورَفْعُه؛ وَقَوْلُهُ: أَزَلُّ إِنْ قِيدَ، وإِنْ قامَ نَصَبْ هُوَ مِنْ ذَلِكَ، أَي إِن قَامَ رأَيتَه مُشْرِفَ الرأْس والعُنُق. قَالَ ثَعْلَبٌ: لَا يَكُونُ النَّصْبُ إِلا بِالْقِيَامِ. وَقَالَ مَرَّةً: هُوَ نُصْبُ عَيْني، هَذَا فِي الشيءِ الْقَائِمِ (1/760) الَّذِي لَا يَخْفى عليَّ، وإِن كَانَ مُلْقًى؛ يَعْنِي بِالْقَائِمِ، فِي هَذِهِ الأَخيرة: الشيءَ الظاهرَ. الْقُتَيْبِيُّ: جَعَلْتُه نُصْبَ عَيْنِي، بِالضَّمِّ، وَلَا تَقُلْ نَصْبَ عَيْنِي. ونَصَبَ لَهُ الحربَ نَصْباً: وَضَعَها. وناصَبَه الشَّرَّ والحربَ والعَداوةَ مُناصبةً: أَظهَرَهُ لَهُ ونَصَبه، وكلُّه مِنَ الانتصابِ. والنَّصِيبُ: الشَّرَكُ المَنْصوب. ونَصَبْتُ للقَطا شَرَكاً. وَيُقَالُ: نَصَبَ فلانٌ لِفُلَانٍ نَصْباً إِذا قَصَدَ لَهُ، وَعَادَاهُ، وتَجَرَّدَ لَهُ. وتَيْسٌ أَنْصَبُ: مُنْتَصِبُ القَرْنَيْنِ؛ وعَنْزٌ نَصْباءُ: بَيِّنةُ النَّصَب إِذا انْتَصَبَ قَرْناها؛ وتَنَصَّبَتِ الأُتُنُ حَوْلَ الحِمار. وَنَاقَةٌ نَصْباءُ: مُرْتَفِعةُ الصَّدْر. وأُذُنٌ نَصْباءُ: وَهِيَ الَّتِي تَنْتَصِبُ، وتَدْنُو مِنَ الأُخرى. وتَنَصَّبَ الغُبارُ: ارْتَفَعَ. وثَرًى مُنَصَّبٌ: جَعْدٌ. ونَصَبْتُ القِدْرَ نَصْباً. والمِنْصَبُ: شيءٌ مِنْ حَدِيدٍ، يُنْصَبُ عَلَيْهِ القِدْرُ؛ ابْنُ الأَعرابي: المِنْصَبُ مَا يُنْصَبُ عَلَيْهِ القِدْرُ إِذا كَانَ مِنْ حَدِيدٍ. قَالَ أَبو الْحَسَنِ الأَخفش: النَّصْبُ، فِي القَوافي، أَن تَسْلَمَ القافيةُ مِنَ الفَساد، وتكونَ تامَّةَ البناءِ، فإِذا جاءَ ذَلِكَ فِي الشِّعْرِ المجزوءِ، لَمْ يُسَمَّ نَصْباً، وإِن كَانَتْ قَافِيَتُهُ قَدْ تَمَّتْ؛ قَالَ: سَمِعْنَا ذَلِكَ مِنَ العربِ، قَالَ: وَلَيْسَ هَذَا مِمَّا سَمَّى الخليلُ، إِنما تؤْخَذ الأَسماءُ عَنِ الْعَرَبِ؛ انْتَهَى كَلَامُ الأَخفش كَمَا حَكَاهُ ابْنُ سِيدَهْ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ، قَالَ ابْنُ جِنِّي: لَمَّا كَانَ مَعْنَى النَّصْبِ مِنَ الانْتِصابِ، وَهُوَ المُثُولُ والإِشْرافُ والتَّطاوُل، لَمْ يُوقَعْ عَلَى مَا كَانَ مِنَ الشِّعْرِ مَجْزُوءًا، لأَن جَزْأَه عِلَّةٌ وعَيْبٌ لَحِقَه، وَذَلِكَ ضِدُّ الفَخْرِ والتَّطاوُل. والنَّصِيبُ: الحَظُّ مِنْ كلِّ شيءٍ. وَقَوْلُهُ، عَزَّ وَجَلَّ: أُولئِكَ يَنالُهُمْ نَصِيبُهُمْ مِنَ الْكِتابِ ؛ النَّصِيب هُنَا: مَا أَخْبَرَ اللهُ مِنْ جَزائهم، نَحْوَ قَوْلِهِ تَعَالَى: فَأَنْذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى؛ ونحوُ قَوْلِهِ تَعَالَى: يَسْلُكْهُ عَذاباً صَعَداً؛ وَنَحْوَ قَوْلِهِ تَعَالَى: إِنَّ الْمُنافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ؛ وَنَحْوَ قَوْلِهِ تَعَالَى: إِذِ الْأَغْلالُ فِي أَعْناقِهِمْ وَالسَّلاسِلُ، فَهَذِهِ أَنْصِبَتُهم مِنَ الْكِتَابِ، عَلَى قَدْرِ ذُنُوبِهم فِي كُفْرِهِمْ؛ وَالْجَمْعُ أَنْصِباءُ وأَنْصِبةٌ. والنِّصْبُ: لُغَةٌ فِي النَّصِيبِ. وأَنْصَبَه: جَعَلَ لَهُ نَصِيباً. وَهُمْ يَتَناصَبُونَه أَي يَقْتَسمونه. والمَنْصِبُ والنِّصابُ: الأَصل والمَرْجِع. والنِّصابُ: جُزْأَةُ السِّكِّين، وَالْجَمْعُ نُصُبٌ. وأَنْصَبَها: جَعَلَ لَهَا نِصاباً، وَهُوَ عَجْزُ السِّكِّينِ. ونِصابُ السِّكِّينِ: مَقْبِضُه. وأَنْصَبْتُ السِّكِّينَ: جَعَلْتُ لَهُ مَقْبِضاً. ونِصابُ كلِّ شيءٍ: أَصْلُه. والمَنْصِبُ: الأَصلُ، وَكَذَلِكَ النِّصابُ؛ يُقَالُ: فلانٌ يَرْجِعُ إِلى نِصاب صِدْقٍ، ومَنْصِبِ صِدْقٍ، وأَصْلُه مَنْبِتُه ومَحْتِدُه. وهَلَكَ نِصابُ مالِ فلانٍ أَي مَا اسْتَطْرفه. والنِّصابُ مِنَ الْمَالِ: القَدْرُ الَّذِي تَجِبُ فِيهِ الزَّكَاةُ إِذا بَلَغَه، نَحْوَ مائَتَيْ دِرْهَمٍ، وخَمْسٍ مِنَ الإِبل. ونِصابُ الشَّمْسِ: مَغِيبُها ومَرْجِعُها الَّذِي تَرْجِعُ إِليه. وثَغْرٌ مُنَصَّبٌ: مُسْتَوي النِّبْتةِ كأَنه نُصبَ فسُوِّيَ. والنَّصْبُ: ضَرْبٌ مِنْ أَغانيّ الأَعراب. وَقَدْ نَصَبَ الراكبُ نَصْباً إِذا غَنَّى النَّصْبَ. ابْنُ سِيدَهْ: ونَصْبُ العربِ ضَرْبٌ مِنْ أَغانِيّها. (1/761) وَفِي حَدِيثِ نَائِلٍ «1» ، مَوْلَى عُثْمَانَ: فَقُلْنَا لرباحِ بْنِ المُغْتَرِفِ: لَوْ نَصَبْتَ لَنَا نَصْبَ العَرب أَي لَوْ تَغَنَّيْتَ؛ وَفِي الصِّحَاحِ: لَوْ غَنَّيْتَ لَنَا غِناءَ العَرَب، وَهُوَ غِناءٌ لَهُمْ يُشْبِه الحُداءَ، إِلا أَنه أَرَقُّ مِنْهُ. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: النَّصْبُ حُداءٌ يُشْبِهُ الغِناءَ. قَالَ شَمِرٌ: غِناءُ النَّصْبِ هُوَ غِناءُ الرُّكْبانِ، وَهُوَ العَقِيرةُ؛ يُقَالُ: رَفَعَ عَقيرته إِذا غَنَّى النَّصْبَ؛ وَفِي الصِّحَاحِ: غِناءُ النَّصْبِ ضَرْب مِنَ الأَلْحان؛ وَفِي حَدِيثِ السائبِ بْنِ يَزِيدَ: كَانَ رَباحُ بنُ المُغْتَرِفِ يُحْسِنُ غِناءَ النَّصْبِ ، وَهُوَ ضَرْبٌ مِنْ أَغانيّ العَرب، شَبيهُ الحُداءِ؛ وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي أُحْكِمَ مِنَ النَّشِيد، وأُقِيمَ لَحْنُه ووزنُه. وَفِي الْحَدِيثِ: كُلُّهم كَانَ يَنْصِبُ أَي يُغَنِّي النَّصْبَ. ونَصَبَ الْحَادِي: حَدا ضَرْباً مِنَ الحُداءِ. والنَّواصِبُ: قومٌ يَتَدَيَّنُونَ ببِغْضَةِ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ. ويَنْصُوبُ: مَوْضِعٌ. ونُصَيْبٌ: الشَّاعِرُ، مصغَّر. ونَصيبٌ ونُصَيْبٌ: اسْمَانِ. ونِصابٌ: اسْمُ فَرَسٍ. والنَّصْبُ، فِي الإِعْراب: كَالْفَتْحِ، فِي البناءِ، وَهُوَ مِنْ مُواضَعات النَّحْوِيِّينَ؛ تَقُولُ مِنْهُ: نَصَبْتُ الحرفَ، فانْتَصَبَ. وغُبار مُنْتَصِبٌ أَي مُرْتَفِع. ونَصِيبينَ: اسمُ بَلَدٍ، وَفِيهِ لِلْعَرَبِ مَذْهَبَانِ: مِنْهُمْ مَن يَجْعَلُهُ اسْمًا وَاحِدًا، ويُلْزِمُه الإِعرابَ، كَمَا يُلْزم الأَسماءَ المفردةَ الَّتِي لَا تَنْصَرِفُ، فَيَقُولُ: هَذِهِ نَصِيبينُ، وَمَرَرْتُ بنَصِيبينَ، ورأَيتُ نَصِيبينَ، وَالنِّسْبَةُ نَصِيبيٌّ، وَمِنْهُمْ مَن يُجْريه مُجْرى الْجَمْعِ، فَيَقُولُ هَذِهِ نَصِيبُونَ، وَمَرَرْتُ بنَصِيبينَ، ورأَيت نَصِيبينَ. قَالَ: وَكَذَلِكَ الْقَوْلُ فِي يَبْرِينَ، وفِلَسْطِينَ، وسَيْلَحِينَ، وياسمِينَ، وقِنَّسْرينَ، وَالنِّسْبَةُ إِليه، عَلَى هَذَا: نَصِيبينيٌّ، ويَبْرينيٌّ، وَكَذَلِكَ أَخواتها. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ، رَحِمَهُ اللَّهُ: ذَكَرَ الْجَوْهَرِيُّ أَنه يُقَالُ: هَذِهِ نَصِيبينُ ونَصِيبون، وَالنِّسْبَةُ إِلى قَوْلِكَ نَصِيبين، نصيبيٌّ، وإِلى قَوْلِكَ نَصِيبُونَ، نَصِيبِينِيٌّ؛ قَالَ: وَالصَّوَابُ عَكْسُ هَذَا، لأَن نَصِيبينَ اسْمٌ مُفْرَدٌ مُعْرَبٌ بِالْحَرَكَاتِ، فإِذا نسبتَ إِليه أَبقيته عَلَى حَالِهِ، فَقُلْتَ: هَذَا رجلٌ نَصِيبينيٌّ؛ وَمَنْ قَالَ نَصِيبُونَ، فَهُوَ مُعْرَبٌ إِعراب جُمُوعِ السَّلَامَةِ، فَيَكُونُ فِي الرَّفْعِ بِالْوَاوِ، وَفِي النَّصْبِ وَالْجَرِّ بالياءِ، فإِذا نَسَبْتَ إِليه، قُلْتَ: هَذَا رَجُلٌ نَصِيبيّ، فَتَحْذِفُ الْوَاوَ وَالنُّونَ؛ قَالَ: وَكَذَلِكَ كلُّ مَا جَمَعْتَهُ جَمْعَ السَّلَامَةِ، تَرُدُّه فِي النَّسَبِ إِلى الْوَاحِدِ، فَتَقُولُ فِي زَيْدُونَ، اسْمُ رَجُلٍ أَو بَلَدٍ: زَيْدِيٌّ، وَلَا تَقُلْ زَيْدُونِيٌّ، فَتَجْمَعُ فِي الِاسْمِ الإِعرابَين، وَهُمَا الْوَاوُ وَالضَّمَّةُ. نضب: نَضَبَ الشيءُ: سالَ. ونَضَبَ الماءُ يَنْضُبُ، بِالضَّمِّ، نُضوباً، ونَضَّبَ إِذا ذَهَبَ فِي الأَرض؛ وَفِي الْمُحْكَمِ: غارَ وبَعُدَ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: أَعْدَدْتُ للحَوْض، إِذا مَا نَضَبا، ... بَكْرَةَ شِيزى، ومُطاطاً سَلْهَبا ونُضُوبُ الْقَوْمِ أَيضاً: بُعْدُهم. والنَّاضِبُ: الْبَعِيدُ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَا نَضَبَ عَنْهُ البحرُ، وَهُوَ حُيٌّ، فَمَاتَ، فكُلُوه ؛ يَعْنِي حيوانَ الْبَحْرِ أَي نَزَحَ ماؤُه ونَشِفَ. وَفِي حَدِيثِ الأَزْرَقِ بْنِ قَيْس: __________ (1) . قوله [وفي حديث نائل] كذا بالأَصل كنسخة من النهاية بالهمز وفي أخرى منها نابل بالموحدة بدل الهمز. (1/762) كُنَّا عَلَى شاطئِ النَّهْرِ بالأَهواز، وَقَدْ نَضَبَ عَنْهُ الماءُ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَقَدْ يُسْتَعَارُ لِلْمَعَانِي. وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبي بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: نَضَبَ عُمْرُه، وضَحَى ظِلُّه أَي نَفِدَ عُمْرُه، وانْقَضَى. ونَضَبَتْ عَيْنُه تَنْضُبُ نُضوباً: غارَتْ؛ وخَصَّ بَعْضُهم بِهِ عَيْنَ النَّاقَةِ؛ وأَنشد ثَعْلَبٌ: مِنَ المُنْطِياتِ المَوْكِبَ المَعْجَ، بَعْدَ ما ... يُرى، فِي فُروع المُقْلَتَيْنِ، نُضُوبُ ونَضَبَتِ المَفازةُ نُضُوباً: بَعُدَتْ؛ قَالَ: إِذا تَغالَين بسَهْمٍ ناضِبِ وَيُرْوَى: بسهمٍ ناصبِ، يَعْنِي شَوْطاً وطَلَقاً بَعِيدًا، وكلُّ بعيدٍ ناضِبٌ؛ وأَنشد ثَعْلَبٌ: جَريءٌ عَلَى قَرْعِ الأَساوِدِ وَطْؤُه، ... سميعٌ بِرِزِّ الكَلْبِ، والكَلْبُ ناضِبُ وجَرْيٌ ناضِبٌ أَي بعيدٌ. الأَصمعي: الناضِبُ الْبَعِيدُ، وَمِنْهُ قِيلَ للماءِ إِذا ذَهَبَ: نَضَبَ أَي بَعُدَ. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: إِن فُلَانًا لَناضِبُ الخَير أَي قَلِيلُ الْخَيْرِ، وَقَدْ نَضَبَ خيرُه نُضوباً؛ وأَنشد: إِذا رَأَيْنَ غَفْلةً مِنْ راقِبِ، ... يُومِينَ بالأَعْينِ والحَواجِبِ، إِيماءَ بَرْقٍ فِي عَماءٍ ناضِبِ ونَضَبَ الخِصْبُ: قَلَّ أَو انْقَطَعَ. ونَضَبَتِ الدَّبَرَةُ نُضُوباً: اشْتَدَّت. ونَضَبَ الدَّبَرُ إِذا اشْتَدَّ أَثَرُهُ فِي الظَّهْر. وأَنْضَبَ القَوْسَ، لغةٌ فِي أَنْبَضَها: جَبَذَ وتَرها لتُصَوِّتَ؛ وَقِيلَ: أَنْضَبَ القوسَ إِذا جَبَذَ وتَرها، بِغَيْرِ سَهْمٍ، ثُمَّ أَرسله. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: أَنْضَبَ فِي قَوْسِهِ إِنْضاباً، أَصاتَها؛ مَقْلُوبٌ. قَالَ أَبو الْحَسَنِ: إِن كَانَتْ أَنْضَبَ مَقْلُوبَةً، فَلَا مَصْدَرَ لَهَا، لأَن الأَفعال الْمَقْلُوبَةَ لَيْسَتْ لَهَا مَصَادِرُ لِعِلَّةٍ قَدْ ذَكَرَهَا النَّحْوِيُّونَ: سِيبَوَيْهِ، وأَبو عَلِيٍّ، وسائرُ الحُذَّاق؛ وإِن كَانَ أَنْضَبْتُ، لُغَةً فِي أَنْبَضْتُ، فَالْمَصْدَرُ فِيهِ سَائِغٌ حَسَنٌ؛ فأَما أَن يَكُونَ مَقْلُوبًا ذَا مَصْدَرٍ، كَمَا زَعَمَ أَبو حَنِيفَةَ، فَمُحَالٌ. الْجَوْهَرِيُّ: أَنْضَبْتُ وتَرَ القَوْس، مِثْلَ أَنْبَضْتُه، مَقْلُوبٌ مِنْهُ. أَبو عَمْرٍو: أَنْبَضْتُ القوسَ وانْتَضَبْتُها إِذا جَذَبْتَ وتَرَها لتُصَوِّتَ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: تُرِنُّ إِرناناً إِذا مَا أَنْضَبا وَهُوَ إِذا مَدَّ الوتَرَ، ثُمَّ أَرسله. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَهَذَا مِنَ الْمَقْلُوبِ. ونَبَضَ العِرْقُ يَنْبِضُ نِباضاً، وَهُوَ تَحَرُّكُه. شَمِرٌ: نَضَّبَتِ النَّاقَةُ؛ وتَنْضِيبُها: قلةُ لَبَنِهَا وَطُولُ فُواقِها، وإِبطاءُ دِرَّتِها. والتَّنْضُبُ: شَجَرٌ يَنْبُتُ بِالْحِجَازِ، وَلَيْسَ بِنَجْدٍ مِنْهُ شيءٌ إِلا جِزْعةً وَاحِدَةً بطَرَفِ ذِقانٍ، عِنْدَ التُّقَيِّدة، وَهُوَ يَنْبُتُ ضَخْماً عَلَى هَيْئَةِ السَّرْحِ، وعيدانُه بيضٌ ضَخمة، وَهُوَ مُحْتَظَر، وورقُه مُتَقَبِّضٌ، وَلَا تَرَاهُ إِلا كأَنه يَابِسٌ مُغْبَرٌّ وإِن كَانَ نَابِتًا، وَلَهُ شَوْكٌ مِثْلُ شَوْكِ العَوْسَج، وَلَهُ جَنًى مِثْلُ العِنَبِ الصِّغَارِ، يؤْكل وَهُوَ أُحَيْمِرٌ. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: دخانُ التَّنْضُب أَبيض فِي مِثْلِ لَوْنِ الْغُبَارِ، وَلِذَلِكَ شَبَّهَتِ الشعراءُ الغُبارَ به؛ قَالَ عُقَيْل بْنُ عُلَّفة المُرِّي: وَهَلْ أَشْهَدَنْ خَيلًا، كأَنَّ غُبارَها، ... بأَسفلِ علْكَدٍّ، دَواخِنُ تَنْضُبِ؟ وَقَالَ مرَّة: التَّنْضُبُ شَجَرٌ ضِخَامٌ، لَيْسَ لَهُ وَرَقٌ، وَهُوَ يُسَوِّقُ ويَخْرُجُ لَهُ خَشَبٌ ضِخام وأَفنانٌ كَثِيرَةٌ، وإِنما ورقُه قُضْبان، تأْكله الإِبل وَالْغَنَمُ. (1/763) وَقَالَ أَبو نَصْرٍ: التَّنْضُبُ شَجَرٌ لَهُ شَوْكٌ قِصارٌ، وَلَيْسَ مِنْ شَجَرِ الشَّواهِق، تأْلفه الحَرابِيُّ؛ أَنشد سِيبَوَيْهِ لِلنَّابِغَةِ الجَعْدِيّ: كأَنَّ الدُّخانَ، الَّذِي غادَرَتْ ... ضُحَيّاً، دواخِنُ مِنْ تَنْضُبِ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَنه إِنما سُمِّي بِذَلِكَ لِقِلَّةِ مَائِهِ. وأَنشد أَبو عَلِيٍّ الْفَارِسِيُّ لِرَجُلٍ واعدتْه امرأَةٌ، فعَثَر عَلَيْهِ أَهلُها، فَضَرَبُوهُ بالعِصِيِّ؛ فَقَالَ: رأَيْتُكِ لَا تُغْنِينَ عَنِّي نَقْرَةً، ... إِذا اخْتَلَفَتْ فِيَّ الهَراوَى الدَّمامِكُ فأَشْهَدُ لَا آتِيكِ، مَا دامَ تَنْضُبٌ ... بأَرْضِكِ، أَو ضَخْمُ العَصا مِنْ رِجالِكِ وَكَانَ التَّنْضُبُ قَدِ اعْتِيد أَن تُقْطَعَ مِنْهُ العِصِيُّ الجِيادُ، وَاحِدَتُهُ تَنْضُبة؛ أَنشد أَبو حَنِيفَةَ: أَنَّى أُتِيح لَهُ حِرْباء تَنْضُبةٍ، ... لَا يُرْسِلُ الساقَ، إِلَّا مُمْسِكاً سَاقَا التَّهْذِيبُ، أَبو عُبَيْدٍ: وَمِنَ الأَشجار التَّنْضُبُ، واحدتُها تَنْضُبَةٌ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: هِيَ شَجَرَةٌ ضَخْمة، تُقطع مِنْهَا العُمُد للأَخْبِيَةِ، وَالتَّاءُ زَائِدَةً، لأَنه لَيْسَ فِي الْكَلَامِ فَعْلُل؛ وَفِي الْكَلَامِ تَفعُل، مِثْلَ تَقْتُل وتَخْرُجُ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: إِذا حَنَّ بَيْنَ القَوْم نَبْعٌ وتَنْضُبُ قَالَ ابْنُ سَلَمَةَ: النَّبعُ شَجَرُ القِسِيّ، وتَنْضُبُ شَجَرٌ تُتَّخَذ منه السِّهامُ. نطب: النَّواطِبُ: خُروق تُجعل فِي مِبْزَلِ الشَّراب، وَفِيمَا يُصَفَّى بِهِ الشيءُ، فيُبْتَزَلُ مِنْهُ ويَتَصَفَّى، واحدتُه ناطبةٌ؛ قَالَ: تَحلَّبَ مِنْ نَواطِبَ ذِي ابْتِزالِ وخُروقُ المِصْفاةِ تُدْعَى النَّواطِبَ؛ وأَنشد الْبَيْتَ أَيضاً: ذِي نَواطِبَ وابْتِزال. والمَنْطَبَةُ والمِنْطَبَةُ والمَنْطَبُ والمِنطَبُ: المِصفاةُ. ونَطَبه يَنْطُبُه نَطْباً: ضَرَبَ أُذنه بأُصْبُعِه. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ الأَحْمق: مَنْطَبَةٌ؛ وَقَوْلُ الجُعَيْدِ المُرادي: نَحْنُ ضَرَبْناه عَلَى نِطابهِ قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: لَمْ يُفَسِّرْهُ أَحد؛ والأَعْرَفُ: عَلَى تَطْيابه أَي عَلَى مَا كَانَ فِيهِ مِنْ الطِّيبِ، وَذَلِكَ أَنه كَانَ مُعَرِّساً بامرأَة مِنْ مُرادٍ؛ وَقِيلَ: النِّطابُ هُنَا حَبْلُ العُنُق، حَكَاهُ أَبو عَدْنان، وَلَمْ يُسمع مِن غَيْرِهِ؛ وَقَالَ ثَعْلَبٌ: النِّطابُ الرأْس. ابْنُ الأَعرابي: النِّطابُ حَبْلُ العاتِق؛ وأَنشد: نحنُ ضَرَبْناهُ عَلَى نِطابِه، ... قُلْنا بهِ، قُلْنا بِهِ، قُلْنا بهِ قُلْنا بِهِ أَي قتَلْناه. أَبو عَمْرٍو: النَّطْبُ نَقْرُ الأُذُن؛ يُقَالُ: نَطَبَ أُذُنَه، ونَقَرَ، وبَلَّطَ، بِمَعْنًى وَاحِدٍ. الأَزهري: النَّطْمة النَّقْرةُ مِنَ الدِّيكِ، وَغَيْرِهِ، وَهِيَ النَّطْبة، بالباءِ أَيضاً. نعب: نَعَبَ الغرابُ وَغَيْرُهُ، يَنْعَب ويَنْعِبُ نَعْباً، ونَعِيباً، ونُعاباً، وتَنْعاباً، ونَعَباناً: صاحَ وصَوَّتَ، وَهُوَ صَوْتُه؛ وَقِيلَ: مَدَّ عُنقَه، وحَرَّك رأْسَه فِي صِيَاحِهِ. وَفِي دُعاءِ داودَ، عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: يَا رازِقَ النَّعَّابِ في عُشِّه ؛ النَّعَّابُ: الغُراب. قِيلَ: إِنَّ فَرْخَ الغُراب إِذا خَرَجَ مِنْ بَيْضِه، يَكُونُ أَبيضَ كالشَّحْمة، فإِذا رآهُ الغُراب أَنكره وَتَرَكَهُ، وَلَمْ يَزُقَّه، فيسوقُ اللَّهُ إِليه البَقَّ، فيَقَعُ (1/764) عَلَيْهِ لزُهُومة رِيحِهِ، فيَلْقُطُها ويَعيشُ بِهَا إِلى أَن يَطْلُع ريشُه ويَسْوَدَّ، فيُعاوِدَه أَبوه وأُمُّه. وَرُبَّمَا قَالُوا: نَعَبَ الدِّيكُ، عَلَى الِاسْتِعَارَةِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: وقَهْوَةٍ صَهْباءَ، باكَرْتُها ... بجُهْمةٍ، والديكُ لَمْ يَنْعَبِ ونَعَبَ المُؤَذِّنُ كَذَلِكَ. وأَنْعَبَ الرجلُ إِذا نَعَرَ فِي الفِتَنِ. والنَّعِيبُ أَيضاً: صَوْتُ الْفَرَسِ. والنَّعْبُ: السيرُ السَّرِيعُ. وَفَرَسٌ مِنْعَبٌ: جَوادٌ، يَمُدُّ عُنُقَه، كَمَا يَفعَل الغُرابُ؛ وَقِيلَ: المِنْعَبُ الَّذِي يَسْطُو برأْسه، وَلَا يَكُونُ فِي حُضْرِه مَزيدٌ. والمِنْعَبُ: الأَحْمَقُ المُصَوِّتُ؛ قَالَ إمرؤُ الْقَيْسِ: فلِلسَّاقِ أُلْهُوبٌ، وللسَّوْطِ دِرَّةٌ، ... وللزَّجْرِ مِنه وَقْعُ أَهْوَجَ مِنْعَبِ والنَّعْبُ: مِنْ سَيْرِ الإِبل؛ وَقِيلَ: النَّعْبُ أَن يُحَرِّكَ البعيرُ رأْسَه إِذا أَسرعَ، وَهُوَ مِنْ سَيْرِ النَّجائبِ، يَرْفَعُ رأْسه، فيَنْعَبُ نَعَباناً. ونَعَبَ البعيرُ يَنْعَبُ نَعْباً: وَهُوَ ضَرْبٌ مِن السَّيْرِ، وَقِيلَ مِن السُّرْعة، كالنَّحْب. وَنَاقَةٌ ناعبةٌ، ونَعُوبٌ، ونَعَّابة، ومِنْعَبٌ: سَرِيعَةٌ، وَالْجَمْعُ نُعُبٌ؛ يُقَالُ: إِنَّ النَّعْبَ تحَرُّكُ رأْسِها، فِي المَشْيِ، إِلى قُدَّام. وريحٌ نَعْبٌ: سريعةُ المَرِّ؛ أَنشد ابن الأَعرابي: أَحْدَرْنَ، واسْتَوَى بهنَّ السَّهْبُ، ... وعارَضَتْهُنّ جَنُوبٌ نَعْبُ وَلَمْ يُفَسِّرْ هُوَ النَّعْبَ، وإِنما فَسَّرَهُ غَيْرُهُ: إِما ثعلبٌ، وإِما أَحدُ أَصحابه. وَبَنُو ناعِبٍ: حَيٌّ. وَبَنُو ناعِبةَ: بطنٌ منهم. نغب: نَغَبَ الإِنسانُ الرِّيقَ يَنْغَبُه ويَنْغُبه نَغْباً: ابْتلعه. ونَغَبَ الطائرُ يَنْغَبُ نَغْباً: حَسا مِنَ الماءِ؛ وَلَا يُقَالُ شَرِبَ. اللَّيْثُ: نَغَبَ الإِنسانُ يَنْغَبُ ويَنْغُب نَغْباً: وَهُوَ الابْتِلاعُ لِلرِّيقِ والماءِ نَغْبةً بَعْدَ نَغْبةٍ. قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: نَغِبْتُ مِنَ الإِناءِ، بِالْكَسْرِ، نَغْباً أَي جَرَعْتُ مِنْهُ جَرْعاً. ونَغَبَ الإِنسانُ فِي الشُّرْب، يَنْغُبُ نَغْباً: جَرَعَ؛ وَكَذَلِكَ الْحِمَارُ. والنَّغْبة والنُّغْبة، بِالضَّمِّ: الجَرْعة، وَجَمْعُهَا نُغَبٌ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: حَتَّى إِذا زلَجَتْ عَنْ كلِّ حَنجَرَةٍ ... إِلى الغَليلِ، وَلِمَ يَقْصَعْنَه، نُغَبُ وَقِيلَ: النَّغْبة المَرَّة الواحدةُ. والنُّغْبة: الاسمُ، كَمَا فُرِقَ بَيْنَ الجَرْعةِ والجُرْعة، وسائِر أَخواتها بِمِثْلِ هَذَا؛ وَقَوْلُهُ: فَبادَرَتْ شِرْبَها عَجْلى مُثابِرةً، ... حَتَّى اسْتَقَتْ، دُونَ مَحْنى جِيدِها، نُغَما إِنما أَراد نُغَباً، فأَبدل الْمِيمَ مِنَ الباءِ لِاقْتِرَابِهِمَا. والنَّغْبة: الجَوْعةُ، وإِقْفارُ الحَيِّ. وَقَوْلُهُمْ: مَا جُرِّبَتْ عَلَيْهِ نُغْبةٌ قَطُّ أَي فَعْلة قبيحةٌ. نقب: النَّقْبُ: الثَّقْبُ فِي أَيِّ شيءٍ كَانَ، نَقَبه يَنْقُبه نَقْباً. وشيءٌ نَقِيبٌ: مَنْقُوب؛ قَالَ أَبو ذؤَيب: أَرِقْتُ لذِكْرِه، مِنْ غيرِ نَوْبٍ، ... كَما يَهْتاجُ مَوْشِيٌّ نَقِيبُ يَعْنِي بالمَوْشِيِّ يَراعةً. ونَقِبَ الجِلْدُ نَقَباً؛ وَاسْمُ تِلْكَ النَّقْبة نَقْبٌ أَيضاً. ونَقِبَ البعيرُ، بِالْكَسْرِ، إِذا رَقَّتْ أَخْفافُه. وأَنْقَبَ الرجلُ إِذا نَقِبَ بعيرُه. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، (1/765) رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَتاه أَعرابيّ فَقَالَ: إِني عَلَى نَاقَةٍ دَبْراءَ عَجْفاءَ نَقْباءَ، واسْتَحْمَله فَظَنَّهُ كَاذِبًا، فَلَمْ يَحْمِلْه، فانطَلَقَ وَهُوَ يَقُولُ: أَقْسَمَ باللهِ أَبو حَفْصٍ عُمَرْ: ... مَا مَسَّها مِنْ نَقَبٍ وَلَا دَبَرْ أَراد بالنَّقَبِ هَاهُنَا: رِقَّةَ الأَخْفافِ. نَقِبَ البعيرُ يَنْقَبُ، فَهُوَ نَقِبٌ. وَفِي حَدِيثِهِ الْآخَرِ قَالَ لامرأَةٍ حَاجَّةٍ: أَنْقَبْتِ وأَدْبَرْتِ أَي نَقِبَ بعيرُك ودَبِرَ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: ولْيَسْتَأْنِ بالنَّقِبِ والظَّالِع أَي يَرْفُقْ بِهِمَا، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ مِنَ الجَرَب. وَفِي حَدِيثِ أَبي مُوسَى: فنَقبَتْ أَقْدامُنا أَي رَقَّتْ جُلودُها، وتَنَفَّطَتْ مِنَ المَشْيِ. ونَقِبَ الخُفُّ الملبوسُ نَقَباً: تَخَرَّقَ، وَقِيلَ: حَفِيَ. ونَقِبَ خُفُّ الْبَعِيرِ نَقَباً إِذا حَفِيَ حَتَّى يَتَخَرَّقَ فِرْسِنُه، فَهُوَ نَقِبٌ؛ وأَنْقَبَ كَذَلِكَ؛ قَالَ كُثَيِّرُ عَزَّةَ: وَقَدْ أَزْجُرُ العَرْجاءَ أَنْقَبَ خُفُّها، ... مَناسِمُها لَا يَسْتَبِلُّ رَثِيمُها أَراد: ومَناسِمُها، فَحَذَفَ حَرْفَ الْعَطْفِ، كَمَا قَالَ: قَسَمَا الطَّارِفَ التَّلِيدَ؛ وَيُرْوَى: أَنْقَبُ خُفِّها مَناسِمُها. والمَنْقَبُ مِنَ السُّرَّة: قُدَّامُها، حَيْثُ يُنْقَبُ البَطْنُ، وَكَذَلِكَ هُوَ مِنَ الْفَرَسِ؛ وَقِيلَ: المَنْقَبُ السُّرَّةُ نَفْسُها؛ قَالَ النَّابِغَةُ الْجَعْدِيُّ يَصِفُ الْفَرَسَ: كأَنَّ مَقَطَّ شَراسِيفِه، ... إِلى طَرَفِ القُنْبِ فالمَنْقَبِ، لُطِمْنَ بتُرْسٍ، شَدِيدِ الصِّفَاقِ، ... مِنْ خَشَبِ الجَوْز، لَمْ يُثْقَبِ والمِنْقَبةُ: الَّتِي يَنْقُب بِهَا البَيْطارُ، نادرٌ. والبَيْطارُ يَنْقُبُ فِي بَطْنِ الدَّابَّةِ بالمِنْقَبِ فِي سُرَّته حَتَّى يَسيل مِنْهُ مَاءٌ أَصْفر؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ: كالسِّيدِ لَمْ يَنْقُبِ البَيْطارُ سُرَّتَه، ... وَلَمْ يَسِمْه، وَلِمَ يَلْمِسْ لَهُ عَصَبا ونَقَبَ البَيْطارُ سُرَّة الدَّابَّةِ؛ وَتِلْكَ الحديدةُ مِنْقَبٌ، بِالْكَسْرِ؛ وَالْمَكَانُ مَنْقَبٌ، بِالْفَتْحِ؛ وأَنشد الْجَوْهَرِيُّ لمُرَّة بْنِ مَحْكَانَ: أَقَبّ لَمْ يَنْقُبِ البَيْطارُ سُرَّتَه، ... وَلَمْ يَدِجْهُ، وَلَمْ يَغْمِزْ لَهُ عَصَبا وَفِي حَدِيثِ أَبي بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنه اشْتَكَى عَيْنَه، فكَرِهَ أَنْ يَنْقُبَها ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: نَقْبُ العَيْنِ هُوَ الَّذِي تُسَمِّيه الأَطباءُ القَدْح، وَهُوَ مُعالجةُ الماءِ الأَسْودِ الَّذِي يَحْدُثُ فِي الْعَيْنِ؛ وأَصله أَن يَنْقُر البَيْطارُ حَافِرَ الدَّابَّةِ ليَخْرُجَ مِنْهُ مَا دَخل فِيهِ. والأَنْقابُ: الآذانُ، لَا أَعْرِفُ لَهَا وَاحِدًا؛ قَالَ القَطامِيُّ: كانتْ خُدُودُ هِجانِهِنَّ مُمالةً ... أَنْقابُهُنَّ، إِلى حُداءِ السُّوَّقِ وَيُرْوَى: أَنَقاً بِهنَّ أَي إِعْجاباً بِهنَّ. التَّهْذِيبُ: إِن عَلَيْهِ نُقْبةً أَي أَثَراً. ونُقْبةُ كُلِّ شيءٍ: أَثَرُه وهَيْأَتُهُ. والنُّقْبُ والنُّقَبُ: القِطَعُ المتفرّقَةُ مِنَ الجَرَب، الْوَاحِدَةُ نُقْبة؛ وَقِيلَ: هِيَ أَوَّلُ مَا يَبْدُو مِنَ الجَرَب؛ قَالَ دُرَيْدُ بْنُ الصِّمَّةِ: مُتَبَذِّلًا، تَبدُو مَحاسِنُه، ... يَضَعُ الهِناءَ مواضِعَ النُّقْبِ وَقِيلَ: النُّقْبُ الجَربُ عَامَّةً؛ وَبِهِ فَسَّرَ ثَعْلَبٌ قولَ أَبي محمدٍ، الحَذْلَمِيِّ: وتَكْشِفُ النُّقْبةَ عَنْ لِثامِها (1/766) يَقُولُ: تُبْرِئُ مِنَ الجَرَب. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: لَا يُعْدي شيءٌ شَيْئًا؛ فَقَالَ أَعرابيٌّ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ النُّقْبةَ تَكُونُ بِمِشْفَرِ البَعيرِ، أَو بذَنَبِه فِي الإِبل الْعَظِيمَةِ، فتَجْرَبُ كُلُّها؛ فَقَالَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَمَا أَعْدى الأَوّلَ؟ قَالَ الأَصمعي: النُّقْبةُ هِيَ أَوَّل جَرَبٍ يَبْدُو؛ يُقَالُ لِلْبَعِيرِ: بِهِ نُقْبة، وَجَمْعُهَا نُقْبٌ، بِسُكُونِ الْقَافِ، لأَنها تَنْقُبُ الجِلْد أَي تَخْرِقُه. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: والنُّقْبةُ، فِي غَيْرِ هَذَا، أَن تُؤْخذَ القِطْعةُ مِنَ الثَّوْبِ، قَدْرَ السَّراويلِ، فتُجْعل لَهَا حُجْزةٌ مَخِيطَةٌ، مِنْ غَيْرِ نَيْفَقٍ، وتُشَدّ كَمَا تُشَدُّ حُجْزةُ السَّرَاوِيلِ، فإِذا كَانَ لَهَا نَيْفَقٌ وساقانِ فَهِيَ سَرَاوِيلُ، فإِذا لَمْ يَكُنْ لَهَا نَيْفَقٌ، وَلَا ساقانِ، وَلَا حُجْزة، فَهُوَ النِّطاقُ. ابْنُ شُمَيْلٍ: النُّقْبَةُ أَوَّلُ بَدْءِ الجَرَب، تَرَى الرُّقْعَة مِثْلَ الكَفِّ بجَنْبِ البَعير، أَو وَرِكِه، أَو بِمِشْفَره، ثُمَّ تَتَمَشَّى فِيهِ، حتَّى تُشْرِيَه كُلَّهُ أَي تَمْلأَه؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ يَصِفُ فَحْلًا: فاسْوَدَّ، مِنْ جُفْرتِه، إِبْطاها، ... كَمَا طَلى، النُّقْبةَ، طالِياها أَي اسْوَدَّ مِنَ العَرَق، حينَ سَالَ، حَتَّى كأَنه جَرِبَ ذَلِكَ الموضعُ، فطُلِيَ بالقَطِرانِ فاسْوَدَّ مِنَ العَرَق؛ والجُفْرةُ: الوَسَطُ. والناقِبةُ: قُرْحة تَخْرُجُ بالجَنْب. ابْنُ سِيدَهْ: النُّقْب قرْحة تَخْرج فِي الجَنْب، وتَهْجُمُ عَلَى الْجَوْفِ، ورأْسُها مِنْ دَاخِلٍ. ونَقَبَتْه النَّكْبةُ تَنْقُبه نَقْباً: أَصابته فبَلَغَتْ مِنْهُ، كنَكَبَتْه. والناقبةُ: داءٌ يأْخذ الإِنسانَ، مِنْ طُول الضَّجْعة. والنُّقْبة: الصَّدَأُ. وَفِي الْمُحْكَمِ: والنُّقْبة صَدَأُ السيفِ والنَّصْلِ؛ قَالَ لَبِيدٌ: جُنُوءَ الهالِكِيِّ عَلَى يَدَيْهِ، ... مُكِبّاً، يَجْتَلي نُقَبَ النِّصالِ وَيُرْوَى: جُنُوحَ الهالِكِيِّ. والنَّقْبُ والنُّقْبُ: الطريقُ، وَقِيلَ: الطريقُ الضَّيِّقُ فِي الجَبل، وَالْجَمْعُ أَنْقابٌ، ونِقابٌ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ لِابْنِ أَبي عَاصِيَةَ: تَطَاوَلَ لَيْلي بالعراقِ، وَلَمْ يَكُنْ ... عَليَّ، بأَنْقابِ الحجازِ، يَطُولُ وَفِي التَّهْذِيبِ، فِي جَمْعِهِ: نِقَبةٌ؛ قَالَ: وَمِثْلُهُ الجُرْفُ، وجَمْعُه جِرَفَةٌ. والمَنْقَبُ والمَنْقَبةُ، كالنَّقْبِ؛ والمَنْقَبُ، والنِّقابُ: الطَّرِيقُ فِي الغَلْظِ؛ قَالَ: وتَراهُنَّ شُزَّباً كالسَّعالي، ... يَتَطَلَّعْنَ مِنْ ثُغُورِ النِّقابِ يَكُونُ جَمْعًا، وَيَكُونُ وَاحِدًا. والمَنْقَبة: الطَّرِيقُ الضَّيِّقُ بَيْنَ دارَيْنِ، لَا يُسْتطاع سُلوكُه. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا شُفْعةَ فِي فَحْل، وَلَا مَنْقَبةٍ ؛ فسَّروا المَنْقبةَ بِالْحَائِطِ، وسيأْتي ذِكْرُ الْفَحْلِ؛ وَفِي رِوَايَةٍ: لَا شُفْعةَ فِي فِناءٍ، وَلَا طريقٍ، وَلَا مَنْقَبة ؛ المَنْقَبةُ: هِيَ الطَّرِيقُ بَيْنَ الدَّارَيْنِ، كأَنه نُقِبَ مِنْ هَذِهِ إِلى هَذِهِ؛ وَقِيلَ: هُوَ الطَّرِيقُ الَّتِي تَعْلُو أَنْشازَ الأَرض. وَفِي الْحَدِيثِ: إِنهم فَزِعُوا مِنَ الطَّاعُونِ، فَقَالَ: أَرْجُو أَن لَا يَطْلُع إِلينا نِقابَها ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هِيَ جُمَعُ نَقْبٍ، وَهُوَ الطَّرِيقُ بَيْنَ الْجَبَلَيْنِ؛ أَراد أَنه لَا يَطْلُع إِلينا مِنْ طُرُق الْمَدِينَةِ، فأَضْمَر عَنْ غَيْرِ مَذْكُورٍ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: عَلَى أَنْقابِ المدينةِ مَلَائِكَةٌ، لَا يَدْخُلُها الطاعُونُ، وَلَا الدجالُ ؛ هُوَ جَمْعُ قِلَّةٍ للنَّقْب. (1/767) والنَّقْبُ: أَن يَجْمَعَ الفرسُ قَوَائِمَهُ فِي حُضْرِه وَلَا يَبْسُطَ يَدَيْهِ، وَيَكُونَ حُضْرُه وَثْباً. والنَّقِيبةُ النَّفْسُ؛ وَقِيلَ: الطَّبيعَة؛ وَقِيلَ: الخَليقةُ. والنَّقِيبةُ: يُمْنُ الفِعْل. ابْنُ بُزُرْجَ: مَا لَهُمْ نَقِيبةٌ أَي نَفاذُ رَأْيٍ. وَرَجُلٌ مَيْمونُ النَّقِيبة: مباركُ النَّفْسِ، مُظَفَّرٌ بِمَا يُحاوِلُ؛ قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: إِذا كَانَ مَيْمونَ الأَمْرِ، يَنْجَحُ فِيمَا حاوَل ويَظْفَرُ؛ وَقَالَ ثَعْلَبٌ: إِذا كَانَ مَيْمُون المَشُورة. وَفِي حَدِيثِ مَجْدِيِّ بْنِ عَمْرٍو: أَنه مَيْمُونُ النَّقِيبة أَي مُنْجَحُ الفِعَال، مُظَفَّرُ المَطالب. التَّهْذِيبُ فِي تَرْجَمَةِ عَرَكَ: يُقَالُ فُلَانٌ مَيْمُونُ العَريكَة، والنَّقِيبة، والنَّقِيمة، والطَّبِيعَةِ؛ بِمَعْنًى وَاحِدٍ. والمَنْقَبة: كَرَمُ الفِعْل؛ يُقَالُ: إِنه لكريمُ المَناقِبِ مِنَ النَّجَدَاتِ وَغَيْرِهَا؛ والمَنْقَبةُ: ضِدُّ المَثْلَبَةِ. وَقَالَ اللَّيْثُ: النَّقِيبةُ مِنَ النُّوقِ المُؤْتَزِرَةُ بضَرْعِها عِظَماً وحُسْناً، بَيِّنةُ النِّقابةِ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: هَذَا تَصْحِيفٌ، إِنما هِيَ الثَّقِيبَةُ، وَهِيَ الغَزيرَةُ مِنَ النُّوق، بالثاءِ. وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ: نَاقَةٌ نَقِيبةٌ، عظيمةُ الضَّرْع. والنُّقْبةُ: مَا أَحاطَ بِالْوَجْهِ مِنْ دَوائره. قَالَ ثَعْلَبٌ: وَقِيلَ لامرأَة أَيُّ النساءِ أَبْغَضُ إِليكِ؟ قَالَتِ: الحَديدَةُ الرُّكْبةِ، القَبيحةُ النُّقْبةِ، الحاضِرَةُ الكِذْبةِ؛ وَقِيلَ: النُّقْبة اللَّوْنُ والوَجْهُ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ ثَوْرًا: ولاحَ أَزْهَرُ مَشْهُورٌ بنُقْبَتهِ، ... كأَنَّه، حِينَ يَعْلُو عاقِراً، لَهَبُ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: فلانٌ مَيْمُونُ النَّقِيبة والنَّقِيمة أَي اللَّوْنِ؛ وَمِنْهُ سُمِّيَ نِقابُ المرأَةِ لأَنه يَسْتُر نِقابَها أَي لَوْنَها بلَوْنِ النِّقابِ. والنُّقْبةُ: خِرْقةٌ يُجْعَلُ أَعلاها كَالسَّرَاوِيلِ، وأَسْفَلُها كالإِزار؛ وَقِيلَ: النُّقْبةُ مِثْلُ النِّطَاقِ، إِلا أَنه مَخِيطُ الحُزَّة نَحْوُ السَّراويلِ؛ وَقِيلَ: هِيَ سَرَاوِيلُ بِغَيْرِ ساقَيْنِ. الْجَوْهَرِيُّ: النُّقْبة ثَوْبٌ كالإِزار، يُجْعَلُ لَهُ حُجْزة مَخِيطةٌ مِنْ غَيْرِ نَيْفَقٍ، ويُشَدُّ كَمَا يُشَدُّ السَّرَاوِيلُ. ونَقَبَ الثوبَ يَنْقُبه: جَعَلَهُ نُقْبة. وَفِي الْحَدِيثِ: أَلْبَسَتْنا أُمُّنا نُقْبَتَها ؛ هِيَ السراويلُ الَّتِي تَكُونُ لَهَا حُجْزةٌ، مِنْ غَيْرِ نَيْفَقٍ، فإِذا كَانَ لَهَا نَيْفَقٌ، فَهِيَ سَراويلُ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ مَوْلاةَ امْرَأَةٍ اخْتَلَعَت مِنْ كُلِّ شيءٍ لَهَا، وكلِّ ثَوْبٍ عَلَيْهَا، حَتَّى نُقْبَتِها، فَلَمْ يُنْكِرْ ذَلِكَ. والنِّقابُ: القِناع عَلَى مارِنِ الأَنْفِ، وَالْجَمْعُ نُقُبٌ. وَقَدْ تَنَقَّبَتِ المرأَةُ، وانْتَقَبَتْ، وإِنها لَحَسَنة النِّقْبة، بِالْكَسْرِ. والنِّقابُ: نِقابُ المرأَة. التَّهْذِيبُ: والنِّقابُ عَلَى وُجُوهٍ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: إِذا أَدْنَتِ المرأَةُ نِقابَها إِلى عَيْنها، فَتِلْكَ الوَصْوَصَةُ، فإِن أَنْزَلَتْه دُونَ ذَلِكَ إِلى المَحْجِرِ، فَهُوَ النِّقابُ، فإِن كَانَ عَلَى طَرَفِ الأَنْفِ، فَهُوَ اللِّفَامُ. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: النِّقابُ عَلَى مارِنِ الأَنْفِ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ سِيرِين: النِّقاب مُحْدَثٌ؛ أَراد أَنَّ النساءَ مَا كُنَّ يَنْتَقِبْنَ أَي يَخْتَمِرْن؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: لَيْسَ هَذَا وجهَ الْحَدِيثِ، وَلَكِنَّ النِّقابُ، عِنْدَ الْعَرَبِ، هُوَ الَّذِي يَبْدُو مِنْهُ مَحْجِرُ الْعَيْنِ، وَمَعْنَاهُ أَنَّ إِبداءَهُنَّ المَحَاجِرَ مُحْدَثٌ، إِنما كَانَ النِّقابُ لاحِقاً بِالْعَيْنِ، وَكَانَتْ تَبْدُو إِحدى الْعَيْنَيْنِ، والأُخْرَى مَسْتُورَةٌ، والنِّقابُ لَا يَبْدُو مِنْهُ إِلا الْعَيْنَانِ، وَكَانَ اسْمُهُ عِنْدَهُمُ الوَصْوَصَةَ، والبُرْقُعَ، وَكَانَ مِنْ لباسِ النساءِ، ثُمَّ أَحْدَثْنَ النِّقابَ بعدُ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده سِيبَوَيْهِ: بأَعْيُنٍ منها مَلِيحاتِ النُّقَبْ [النِّقَبْ] ، ... شَكْلِ التِّجارِ، وحَلالِ المُكْتَسَبْ يُرْوَى: النُّقَبَ والنِّقَبَ؛ رَوَى الأُولى سِيبَوَيْهِ، وَرَوَى الثانيةَ الرِّياشِيُّ؛ فَمَن قَالَ النُّقَب، عَنَى (1/768) دوائرَ الْوَجْهِ، ومَن قَالَ النِّقَب، أَرادَ جمعَ نِقْبة، مِن الانتِقاب بالنِّقاب. والنِّقاب: الْعَالِمُ بالأُمور. وَمِنْ كَلَامِ الْحَجَّاجِ فِي مُناطَقَتِه للشَّعْبِيِّ: إِن كَانَ ابنُ عَبَّاسٍ لنِقاباً، فَمَا قَالَ فِيهَا؟ وَفِي رِوَايَةٍ: إِن كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ لمِنْقَباً. النِّقابُ، والمِنْقَبُ، بِالْكَسْرِ وَالتَّخْفِيفِ: الرَّجُلُ الْعَالِمُ بالأَشياءِ، الكثيرُ البَحْثِ عَنْهَا، والتَّنْقِيبِ عَلَيْهَا أَي مَا كَانَ إِلا نِقاباً. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: النِّقابُ هُوَ الرَّجُلُ العَلَّامة؛ وَقَالَ غَيْرُهُ: هُوَ الرَّجُل العالمُ بالأَشياءِ، المُبَحِّث عَنْهَا، الفَطِنُ الشَّديدُ الدُّخُولِ فِيهَا؛ قَالَ أَوْسُ بْنُ حَجَر يَمْدَحُ رَجُلًا: نَجِيحٌ جَوادٌ، أَخُو مَأْقِطٍ، ... نِقابٌ، يُحَدِّثُ بالغائِبِ وَهَذَا الْبَيْتُ ذِكْرَهُ الْجَوْهَرِيُّ: كَرِيمٌ جَوَادٌ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَالرِّوَايَةُ: نَجِيحٌ مَلِيحٌ، أَخو مأْقِطٍ قَالَ: وإِنما غَيَّرَهُ مَنْ غَيَّرَهُ، لأَنه زَعَمَ أَن الْمَلَاحَةَ الَّتِي هِيَ حُسْن الخَلْق، لَيْسَتْ بِمَوْضِعٍ لِلْمَدْحِ فِي الرِّجَالِ، إِذ كَانَتِ المَلاحة لَا تَجْرِي مَجْرَى الْفَضَائِلِ الْحَقِيقِيَّةِ، وإِنما المَليحُ هُنَا هُوَ المُسْتَشْفَى برأْيه، عَلَى مَا حُكِيَ عَنْ أَبي عَمْرٍو، قَالَ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: قريشٌ مِلْح الناسِ أَي يُسْتَشْفَى بِهِمْ. وَقَالَ غَيْرُهُ: المَلِيحُ فِي بَيْتِ أَوْسٍ، يُرادُ بِهِ المُسْتَطابُ مُجالَسَتُه. ونَقَّبَ فِي الأَرض: ذَهَبَ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: فَنَقَّبُوا فِي الْبِلادِ هَلْ مِنْ مَحِيصٍ ؟ قَالَ الفَرَّاء: قرأَه القُراء فَنَقَّبوا «2» ، مُشَدَّداً؛ يَقُولُ: خَرَقُوا البلادَ فَسَارُوا فِيهَا طَلَباً للمَهْرَبِ، فَهَلْ كَانَ لَهُمْ محيصٌ مِنَ الْمَوْتِ؟ قَالَ: وَمَنْ قرأَ فنَقِّبوا، بِكَسْرِ الْقَافِ، فإِنه كَالْوَعِيدِ أَي اذْهَبُوا فِي الْبِلَادِ وجِيئُوا؛ وَقَالَ الزَّجَّاجُ: فنَقِّبُوا، طَوِّفُوا وفَتِّشُوا؛ قَالَ: وقرأَ الْحَسَنُ فنَقَبُوا، بِالتَّخْفِيفِ؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: وَقَدْ نَقَّبْتُ فِي الآفاقِ، حَتَّى ... رَضِيتُ مِنَ السَّلامةِ بالإِيابِ أَي ضَرَبْتُ فِي البلادِ، أَقْبَلْتُ وأَدْبَرْتُ. ابْنُ الأَعرابي: أَنْقَبَ الرجلُ إِذا سَارَ فِي الْبِلَادِ؛ وأَنْقَبَ إِذا صَارَ حاجِباً؛ وأَنْقَبَ إِذا صَارَ نَقِيباً. ونَقَّبَ عَنِ الأَخْبار وَغَيْرِهَا: بَحَثَ؛ وَقِيلَ: نَقَّبَ عَنِ الأَخْبار: أَخْبر بِهَا. وَفِي الْحَدِيثِ: إِني لَمْ أُومَرْ أَنْ أُنَقِّبَ عَنْ قُلُوبِ الناسِ أَي أُفَتِّشَ وأَكْشِفَ. والنَّقِيبُ: عَريفُ الْقَوْمُ، والجمعُ نُقَباءُ. والنَّقيب: العَريفُ، وَهُوَ شاهدُ الْقَوْمِ وضَمِينُهم؛ ونَقَبَ عَلَيْهِمْ يَنْقُبُ نِقابةً: عَرَف. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَبَعَثْنا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً . قَالَ أَبو إِسحاق: النَّقِيبُ فِي اللغةِ كالأَمِينِ والكَفِيلِ. وَيُقَالُ: نَقَبَ الرجلُ عَلَى القَومِ يَنْقُبُ نِقابةً، مِثْلَ كَتَبَ يَكْتُبُ كِتابةً، فَهُوَ نَقِيبٌ؛ وَمَا كَانَ الرجلُ نَقِيباً، وَلَقَدْ نَقُبَ. قَالَ الْفَرَّاءُ: إِذا أَردتَ أَنه لَمْ يَكُنْ نَقِيباً ففَعَل، قُلْتَ: نَقُبَ، بِالضَّمِّ، نَقابة، بِالْفَتْحِ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: النِّقَابَةُ، بِالْكَسْرِ، الِاسْمُ، وَبِالْفَتْحِ الْمَصْدَرُ، مِثْلُ الوِلاية والوَلاية. وَفِي حَدِيثِ عُبادة بْنِ الصَّامِتِ: وَكَانَ مِنَ النُّقباءِ ؛ جَمْعُ نَقِيبٍ، وَهُوَ كالعَرِيف عَلَى الْقَوْمِ، المُقَدَّم عَلَيْهِمُ، الَّذِي يَتَعَرَّف أَخْبَارَهم، ويُنَقِّبُ عَنْ أَحوالهم أَي يُفَتِّشُ. وَكَانَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَدْ جَعلَ، ليلةَ العَقَبَةِ، كلَّ وَاحِدٍ مِنَ الجماعة الذين __________ (2) . قوله [قرأه الفراء إلخ] ذكر ثلاث قراءات: نقبوا بفتح القاف مشددة ومخخفة وبكسرها مشددة، وفي التكملة رابعة وهي قراءة مقاتل بن سليمان فنقبوا بكسر القاف مخففة أي ساروا في الأنقاب حتى لزمهم الوصف به. (1/769) بَايَعُوهُ بِهَا نَقيباً عَلَى قَوْمِهِ وَجَمَاعَتِهِ، ليأْخُذوا عَلَيْهِمُ الإِسلامَ ويُعَرِّفُوهم شَرائطَه، وَكَانُوا اثْنَيْ عَشَرَ نَقيباً كُلُّهُمْ مِنَ الأَنصار، وَكَانَ عُبادة بْنُ الصَّامِتِ مِنْهُمْ. وَقِيلَ: النَّقِيبُ الرئيسُ الأَكْبَرُ. وَقَوْلُهُمْ: فِي فلانٍ مَنَاقِب جميلةٌ أَي أَخْلاقٌ. وَهُوَ حَسَنُ النَّقِيبةِ أَي جميلُ الْخَلِيقَةِ. وإِنما قِيلَ للنَّقِيب نَقيبٌ، لأَنه يَعْلَمُ دخيلةَ أَمرِ الْقَوْمِ، وَيَعْرِفُ مَناقبهم، وَهُوَ الطريقُ إِلى مَعْرِفَةِ أُمورهم. قَالَ: وَهَذَا الْبَابُ كلُّه أَصلُه التأْثِيرُ الَّذِي لَهُ عُمْقٌ ودُخُولٌ؛ وَمِنْ ذَلِكَ يُقَالُ: نَقَبْتُ الْحَائِطَ أَي بَلغت فِي النَّقْب آخرَه. وَيُقَالُ: كَلْبٌ نَقِيبٌ، وَهُوَ أَن يَنْقُبَ حَنْجَرَةَ الكلبِ، أَو غَلْصَمَتَه، ليَضْعُفَ صوتُه، وَلَا يَرْتَفِع صوتُ نُباحِه، وإِنما يَفْعَلُ ذَلِكَ البُخلاء مِنَ الْعَرَبِ، لِئَلَّا يَطْرُقَهم ضَيْفٌ، بِاسْتِمَاعِ نُباح الْكِلَابِ. والنِّقَابُ: البطنُ. يُقَالُ فِي المَثل، فِي الِاثْنَيْنِ يَتَشَابَهانِ: فَرْخَانِ فِي نِقابٍ. والنَّقِيبُ: المِزْمارُ. وناقَبْتُ فُلَانًا إِذا لَقِيتَه فَجْأَةً. ولَقِيتُه نِقاباً أَي مُواجَهة؛ وَمَرَرْتُ عَلَى طَرِيقٍ فَناقَبَني فِيهِ فلانٌ نِقاباً أَي لَقِيَني عَلَى غَيْرِ مِيعَادٍ، وَلَا اعْتِمَادٍ. وورَدَ الماءَ نِقاباً، مِثْلُ التِقاطاً إِذا ورَد عَلَيْهِ مِنْ غَيْرِ أَن يَشْعُرَ بِهِ قَبْلَ ذَلِكَ؛ وَقِيلَ: وَرَدَ عَلَيْهِ مِنْ غَيْرِ طَلَبٍ. ونَقْبٌ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ سُلَيْكُ بنُ السُّلَكَة: وهُنَّ عِجَالٌ مِنْ نُباكٍ، وَمِنْ نَقْبِ نكب: نَكَبَ عَنِ الشيءِ وَعَنِ الطَّرِيقِ يَنْكُب نَكْباً ونُكُوباً، ونَكِبَ نَكَباً، ونَكَّبَ، وتَنَكَّبَ: عَدَلَ؛ قَالَ: إِذا مَا كنتَ مُلْتَمِساً أَيامَى، ... فَنَكِّبْ كلَّ مُحْتِرةٍ صَناعِ وَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الأَعراب، وَقَدْ كَبِرَ، وَكَانَ فِي دَاخِلِ بَيْتِهِ، ومَرَّتْ سَحابةٌ: كيفَ تَراها يَا بُنَيَّ؟ قَالَ: أَراها قَدْ نَكَّبَتْ وتَبَهَّرَتْ؛ نَكَّبَتْ: عَدَلَتْ؛ وأَنشد الْفَارِسِيُّ: هُمَا إِبلانِ، فِيهِمَا مَا عَلِمْتُمُ، ... فَعَنْ أَيِّها، مَا شِئْتُمُ، فتَنَكَّبُوا عدَّاه بِعَنْ، لأَن فِيهِ مَعْنَى اعْدلوا وتباعَدُوا، وَمَا زَائِدَةٌ. قَالَ الأَزهري: وَسَمِعْتُ الْعَرَبَ تَقُولُ نَكَبَ فلانٌ عَنِ الصَّوَابِ يَنْكُبُ نُكُوباً إِذا عَدَل عَنْهُ. ونَكَّبَ عَنِ الصَّوَابِ تَنْكِيبًا، ونَكَّبَ غيرَه. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنه قَالَ لِهُنَيّ مَوْلَاهُ: نَكِّبْ عَنَّا ابْنِ أُمّ عَبدٍ أَي نَحِّه عَنَّا. وتَنَكَّبَ فلانٌ عَنَّا تَنَكُّباً أَي مَالَ عَنَّا. الْجَوْهَرِيُّ: نَكَّبه تَنْكيباً أَي عَدَل عَنْهُ وَاعْتَزَلَهُ. وتَنَكَّبَه أَي تَجَنَّبَه. ونَكَّبَه الطريقَ، ونَكَّبَ بِهِ: عَدَلَ. وطريقٌ يَنْكُوبٌ: عَلَى غَيْرِ قَصْدٍ. والنَّكَبُ، بِالتَّحْرِيكِ: المَيَلُ فِي الشيءِ. وَفِي التَّهْذِيبِ: شِبْهُ مَيَل فِي المَشْي؛ وأَنشد: عَنِ الحَقِّ أَنْكَبُ أَي مائلٌ عَنْهُ؛ وإِنه لَمِنْكابٌ عَنِ الحَقِّ. وقامةٌ نَكْبَاءُ: مَائِلَةٌ، وقِيَمٌ نُكْبٌ. والقامةُ: البَكْرَةُ. وَفِي حَدِيثِ حَجَّة الْوَدَاعِ: فَقَالَ بأُصْبُعه السَّبَّابة يَرْفَعُها إِلى السماءِ، ويَنْكُبُها إِلى النَّاسِ أَي يُميلُها إِليهم؛ يُرِيدُ بِذَلِكَ أَن يُشْهِدَ اللهَ عَلَيْهِمْ. يُقَالُ: نَكَبْتُ الإِناءَ نَكْباً ونَكَّبْتُه تَنْكيباً إِذا أَماله وكَبَّه. وَفِي حَدِيثِ الزَّكَاةِ: نَكِّبُوا عَنِ الطَّعام ؛ يُريد (1/770) الأَكُولةَ وذواتِ اللَّبَنِ ونحوَهما أَي أَعْرِضُوا عَنْهَا، وَلَا تأْخذوها فِي الزَّكَاةِ، ودَعُوها لأَهلها، فَيُقَالُ فِيهِ: نَكَبَ ونَكَّبَ. وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: نَكِّبْ عَنْ ذَاتِ الدَّرِّ. وَفِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ، قَالَ لوَحْشِيٍّ: تَنَكَّبْ عَنْ وَجْهي أَي تَنَحَّ، وأَعْرِضْ عَنِّي. والنَّكْبَاءُ: كلُّ ريحٍ؛ وَقِيلَ كلُّ رِيحٍ مِنَ الرِّيَاحِ الأَربع انْحَرَفَتْ ووقَعَتْ بَيْنَ رَيِحَيْنِ، وَهِيَ تُهلِكُ المالَ، وتحْبِسُ القَطْرَ؛ وَقَدْ نَكَبَتْ تَنْكُبُ نُكُوباً، وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: النَّكْبَاءُ الَّتِي لَا يُخْتَلَفُ فِيهَا، هِيَ الَّتِي تَهُبُّ بَيْنَ الصَّبَا والشَّمَال. والجِرْبِيَاءُ: الَّتِي بينَ الجَنُوب والصَّبَا؛ وَحَكَى ثعلبٌ عَنِ ابْنِ الأَعرابي: أَنَّ النُّكْبَ مِنَ الرِّيَاحِ أَربعٌ: فنَكْبَاءُ الصَّبا والجَنُوبِ مِهْيَافٌ مِلْوَاحٌ مِيباسٌ للبَقْلِ، وَهِيَ الَّتِي تجيءُ بَيْنَ الرِّيِحَيْنِ، قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: تُسَمَّى الأَزْيَبَ؛ ونَكْبَاءُ الصَّبا والشَّمَال مِعْجَاجٌ مِصْرَاد، لَا مَطَر فِيهَا وَلَا خَيْرَ عِنْدَهَا، وَتُسَمَّى الصَّابِيةَ، وَتُسَمَّى أَيضاً النُّكَيْبَاءَ، وإِنما صَغَّروها، وَهُمْ يُرِيدُونَ تَكْبِيرَهَا، لأَنهم يَسْتَبْرِدُونها جِدّاً؛ ونَكْبَاءُ الشَّمَال والدَّبُور قَرَّةٌ، وَرُبَّمَا كَانَ فِيهَا مَطَرٌ قَلِيلٌ، وَتُسَمَّى الجِرْبِياءَ، وَهِيَ نَيِّحَةُ الأَزْيَبِ؛ ونَكْبَاءُ الجَنُوبِ والدَّبُور حارَّة مِهْيافٌ، وَتُسَمَّى الهَيْفَ، وَهِيَ نَيِّحَةُ النُّكَيْبَاء، لأَن الْعَرَبَ تُناوِحُ بَيْنَ هَذِهِ النُّكْبِ، كَمَا ناوحُوا بَيْنَ القُوم مِنَ الرياحِ؛ وَقَدْ نَكَبَتْ تَنْكُبُ نُكُوباً. ودَبور نَكْبٌ: نَكْباءُ. الْجَوْهَرِيُّ: والنَّكْباءُ الرِّيحُ النَّاكِبَةُ، الَّتِي تَنْكُبُ عَنْ مَهَابِّ الرياحِ القُومِ، والدَّبُور رِيحٌ مِنْ رِيَاحِ القَيْظِ، لَا تَكُونُ إِلا فِيهِ، وَهِيَ مِهْيَافٌ؛ والجَنوبُ تَهُبُّ كلَّ وَقْتٍ. وَقَالَ ابنُ كِناسَةَ: تَخرج النَّكْباءُ مَا بَيْنَ مَطْلَعِ الذِّراع إِلى القُطْب، وَهُوَ مَطْلَع الكَواكب الشَّامِيَّةِ، وجعَلَ مَا بَيْنَ القُطْبِ إِلى مَسْقَطِ الذِّرَاعِ، مَخْرَجَ الشَّمال، وَهُوَ مَسْقَطُ كُلِّ نَجْمٍ طَلَعَ مِنْ مَخْرج النَّكْباءِ، مِنَ الْيَمَانِيَةِ، وَالْيَمَانِيَةُ لَا يَنْزِلُ فِيهَا شَمْسٌ وَلَا قَمَرٌ، إِنما يُهْتَدَى بِهَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ، فَهِيَ شَامِيَّةٌ. قَالَ شَمِرٌ: لِكُلِّ رِيحٍ مِنَ الرِّيَاحِ الأَربع نَكْباءُ تُنْسَبُ إِليها، فالنَّكْباءُ الَّتِي تُنْسَبُ إِلى الصَّبا هِيَ الَّتِي بَيْنَهَا وَبَيْنَ الشَّمَالِ، وَهِيَ تُشْبِهُهَا فِي اللِّينِ، وَلَهَا أَحياناً عُرامٌ، وَهُوَ قَلِيلٌ، إِنما يَكُونُ فِي الدَّهْرِ مَرَّةً؛ والنَّكْباءُ الَّتِي تُنْسَبُ إِلى الشَّمال، وَهِيَ الَّتِي بَيْنَهَا وَبَيْنَ الدَّبُور، وَهِيَ تُشْبِهها فِي البَرْد، وَيُقَالُ لِهَذِهِ الشَّمال: الشامِيَّةُ، كلُّ وَاحِدَةٍ مِنْهَا عِنْدَ الْعَرَبِ شَامِيَّةٌ؛ والنَّكْباءُ الَّتِي تُنْسَبُ إِلى الدَّبُور، هِيَ الَّتِي بَيْنَهَا وَبَيْنَ الجَنُوب، تجيءُ مِنْ مَغِيبِ سُهَيْل، وَهِيَ تُشْبِه الدَّبور فِي شِدَّتها وعَجاجِها؛ والنَّكْباءُ الَّتِي تُنْسَبُ إِلى الجَنوب، هِيَ الَّتِي بَيْنَهَا وَبَيْنَ الصَّبا، وَهِيَ أَشْبَهُ الرِّياح بِهَا، فِي رِقَّتِهَا وَفِي لِينِهَا فِي الشتاءِ. وَبَعِيرٌ أَنْكَبُ: يَمْشي مُتَنَكِّباً. والأَنْكَبُ مِنَ الإِبل: كأَنما يَمْشِي فِي شِقٍّ؛ وأَنشد: أَنْكَبُ زَيَّافٌ، وَمَا فِيهِ نَكَبْ ومَنْكِبا كلِّ شيءٍ: مُجْتَمَعُ عَظْمِ العَضُدِ والكتِفِ، وحَبْلُ العاتِق مِنَ الإِنسانِ والطائرِ وكلِّ شيءٍ. ابْنُ سِيدَهْ: المَنْكِبُ مِنَ الإِنسان وَغَيْرِهِ: مُجْتَمَعُ رأْسِ الكَتِفِ والعَضُدِ، مُذَكَّرٌ لَا غَيْرَ، حَكَى ذَلِكَ اللِّحْيَانِيُّ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: هُوَ اسْمٌ للعُضْو، لَيْسَ عَلَى الْمَصْدَرِ وَلَا الْمَكَانِ، لأَن فِعْلَه نَكَبَ يَنكُبُ، يَعْنِي أَنه لَوْ كَانَ عَلَيْهِ، لَقَالَ: مَنْكَبٌ؛ قَالَ: وَلَا يُحْمَل عَلَى بَابِ مَطْلِع، لأَنه نَادِرٌ، أَعني بابَ مَطْلِع. وَرَجُلٌ شديدُ المَناكِبِ، قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هُوَ مِنَ الْوَاحِدِ الَّذِي يُفَرَّقُ فَيُجْعَلُ جَمِيعًا؛ قَالَ: وَالْعَرَبُ تَفْعَلُ هَذَا كَثِيرًا، وقياسُ قَوْلِ سِيبَوَيْهِ، أَن (1/771) يَكُونُوا ذَهَبُوا فِي ذَلِكَ إِلى تَعْظِيمِ الْعُضْوِ، كأَنهم جَعَلُوا كُلَّ طَائِفَةٍ مِنْهُ مَنْكِباً. ونَكِبَ فلانٌ يَنْكَبُ نَكَباً إِذا اشْتَكى مَنْكِبَهُ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: خِيارُكم أَلْيَنُكُمْ مَناكِبَ فِي الصَّلَاةِ؛ أَراد لزُومَ السَّكِينَةِ فِي الصَّلَاةِ؛ وَقِيلَ أَراد أَن لَا يَمْتَنِعَ عَلَى مَنْ يجيءُ لِيَدْخُلَ فِي الصَّفِّ، لِضِيقِ الْمَكَانِ، بَلْ يُمَكِّنُه مِنْ ذَلِكَ. وانْتَكَبَ الرجلُ كِنانَتَهُ وقَوْسَه، وتَنَكَّبها: أَلْقاها عَلَى مَنْكِبِه. وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَ إِذا خَطَبَ بالمُصَلَّى، تَنَكَّبَ عَلَى قَوْسٍ أَو عَصاً أَي اتَّكأَ عَلَيْهَا؛ وأَصله مِن تَنَكَّبَ القوسَ، وانْتَكَبها إِذا عَلَّقها فِي مَنْكبه. والنَّكَبُ، بِفَتْحِ النُّونِ وَالْكَافِ: داءٌ يأْخذ الإِبلَ فِي مَناكبها، فَتَظْلَعُ مِنْهُ، وَتَمْشِي مُنْحَرِفةً. ابْنُ سِيدَهْ: والنَّكَبُ ظَلَعٌ يأْخذ البعيرَ مِنْ وَجَع فِي مَنْكِبه؛ نَكِبَ البعيرُ، بِالْكَسْرِ، يَنْكَبُ نَكَباً، وَهُوَ أَنْكَبُ؛ قَالَ: يَبْغِي فيُرْدِي وخَدانَ الأَنْكَبِ الْجَوْهَرِيُّ: قَالَ العَدَبَّسُ: لَا يَكُونُ النَّكَبُ إِلا فِي الكَتِفِ؛ وَقَالَ رجلٌ مِنْ فَقْعَسٍ: فهَلَّا أَعَدُّوني لمِثْلي تَفاقَدُوا، ... إِذا الخَصْمُ، أَبْزى، مائِلُ الرأْسِ أَنكَبُ قَالَ: وَهُوَ مِنْ صِفَةِ المُتَطاوِل الجائرِ. ومَناكِب الأَرضِ: جبالُها؛ وَقِيلَ: طُرُقها؛ وَقِيلَ: جَوانِبُها؛ وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: فَامْشُوا فِي مَناكِبِها ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: يُرِيدُ فِي جَوَانِبِهَا؛ وَقَالَ الزَّجَّاجُ: مَعْنَاهُ فِي جِبَالِهَا؛ وَقِيلَ: فِي طُرُقها. قَالَ الأَزهري: وأَشبَهُ التَّفْسِيرِ، وَاللَّهُ أَعلم، تَفْسِيرُ مَنْ قَالَ: فِي جِبَالِهَا، لأَن قَوْلَهُ: هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا، مَعْنَاهُ سَهَّلَ لَكم السُّلوكَ فِيهَا، فأَمكنكم السُّلُوكُ فِي جِبَالِهَا، فَهُوَ أَبلغ فِي التَّذْلِيلِ. والمَنْكِبُ مِنَ الأَرض: الموضعُ الْمُرْتَفِعُ. وَفِي جَناح الطائرِ عِشْرُونَ رِيشَةً: أَوَّلُها القَوادِمُ، ثُمَّ المَناكِبُ، ثُمَّ الخَوافي، ثُمَّ الأَباهِرُ، ثُمَّ الكُلى؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا أَعْرِفُ للمَناكب مِنَ الرِّيشِ وَاحِدًا، غَيْرَ أَن قِيَاسَهُ أَن يَكُونَ مَنْكِباً. غَيْرُهُ: والمَناكِبُ فِي جَناحِ الطَّائِرِ أَربعٌ، بَعْدَ القَوادِم؛ ونَكَبَ عَلَى قَوْمِهِ يَنْكُبُ نِكابَةً ونُكوباً، الأَخيرة عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، إِذا كَانَ مَنْكِباً لَهُمْ، يَعْتَمِدُونَ عَلَيْهِ. وَفِي الْمُحْكَمِ عَرَفَ عَلَيْهِمْ؛ قَالَ: والمَنْكِبُ العَرِيفُ، وَقِيلَ: عَوْنُ العَريفِ. وَقَالَ اللَّيْثُ: مَنْكِبُ الْقَوْمِ رأْسُ العُرَفاءِ، عَلَى كَذَا وَكَذَا عَرِيفًا مَنْكِبٌ، وَيُقَالُ لَهُ: النِّكابةُ فِي قَوْمِهِ. وَفِي حَدِيثِ النَّخَعِيِّ: كَانَ يَتَوَسَّطُ العُرَفاءَ والمَناكِب ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: المَناكِبُ قومٌ دُونَ العُرَفاءِ، واحدُهم مَنْكِبٌ؛ وَقِيلَ: المَنْكِبُ رأْسُ العُرفاءِ. والنِّكابةُ: كالعِرافَةِ والنِّقابة. ونَكَبَ الإِناءَ يَنْكُبُه نَكْباً: هَراقَ مَا فِيهِ، وَلَا يَكُونُ إِلَّا مِنَ شيءٍ غَيْرِ سَيّالٍ، كَالتُّرَابِ وَنَحْوِهِ. ونَكَبَ كِنانَتَه يَنْكُبُها نَكْباً: نَثَرَ مَا فِيهَا، وَقِيلَ إِذا كَبَّها ليُخْرِجَ مَا فِيهَا مِنَ السِّهام. وَفِي حَدِيثِ سَعْدٍ، قَالَ يَوْمَ الشُّورَى: إِني نَكَبْتُ قرَني «3» ، فأَخَذْتُ سَهْمِي الفالِجَ أَي كَبَبْتُ كِنانَتي. وَفِي حَدِيثِ الْحَجَّاجِ: أَن أَمير المؤْمنين نَكَبَ كنانَتَه، فَعَجَم عِيدانَها. والنَّكْبَةُ: المُصيبةُ مِنْ مَصائب الدَّهْرِ، وإِحْدى __________ (3) . قوله [إني نكبت قرني] القرن بالتحريك جعبة صغيرة تقرن إلى الكبيرة والفالج السهم الفائز في النضال. والمعنى إني نظرت في الآراء وقلبتها فاخترت الرأي الصائب منها وهو الرضى بحكم عبد الرحمن. (1/772) نَكَباتِه، نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْهَا. والنَّكْبُ: كالنَّكْبَة؛ قَالَ قَيْسُ بْنُ ذُرَيْح: تَشَمَّمْنَه، لَوْ يَسْتَطِعْنَ ارْتَشَفْنَه، ... إِذا سُفْنَهُ، يَزْدَدْنَ نَكْباً عَلَى نَكْبِ وَجَمْعُهُ: نُكُوبٌ. ونَكَبه الدهرُ يَنْكُبه نَكْباً ونَكَباً: بَلَغَ مِنْهُ وأَصابه بنَكْبةٍ؛ وَيُقَالُ: نَكَبَتْهُ حوادثُ الدَّهْر، وأَصابَتْه نَكْبَةٌ، ونَكَباتٌ، ونُكُوبٌ كَثِيرَةٌ، ونُكِبَ فلانٌ، فَهُوَ مَنْكُوبٌ. ونَكَبَتْه الحجارةُ نَكْباً أَي لَثَمَتْه. والنَّكْبُ: أَن يَنْكُبَ الحجرُ ظُفْراً، أَو حَافِرًا، أَو مَنْسِماً؛ يُقَالُ: مَنْسِمٌ مَنْكوبٌ، ونَكِيبٌ؛ قَالَ لَبِيدٌ: وتَصُكُّ المَرْوَ، لمَّا هَجَّرَتْ، ... بِنَكِيبٍ مَعِرٍ، دَامِي الأَظَلّ الْجَوْهَرِيُّ: النَّكِيبُ دائرةُ الحافِر، والخُفِّ؛ وأَنشد بَيْتَ لَبِيدٍ: ونَكَبَ الحَجرُ رِجْلَهُ وظُفْره، فَهُوَ مَنْكُوبٌ ونَكِيبٌ: أَصابه. وَيُقَالُ: لَيْسَ دونَ هَذَا الأَمر نَكْبة، ولا ذُياحٌ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: حَكَاهُ ابْنُ الأَعرابي، ثُمَّ فَسَّرَهُ فَقَالَ: النَّكْبةُ أَن يَنْكُبه الحَجَرُ؛ والذُّياحُ: شَقٌّ فِي بَاطِنِ القَدَم. وَفِي حَدِيثِ قُدوم المُسْتَضْعَفين بِمَكَّةَ: فجاؤُوا يَسُوقُ بِهِمُ الوليدُ بْنُ الْوَلِيدِ، وَسَارَ ثَلَاثًا عَلَى قَدَمَيْه، وَقَدْ نَكَبَتْه الحَرَّةُ أَي نَالَتْهُ حجارتُها وأَصابته؛ وَمِنْهُ النَّكْبةُ، وَهُوَ مَا يُصيبُ الإِنسان مِنَ الحَوادث. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه نُكِبَتْ إِصبَعُه أَي نَالَتْهَا الْحِجَارَةُ. ورجلٌ أَنْكَبُ: لَا قَوْسَ مَعَهُ. ويَنْكُوبٌ: ماءٌ معروفٌ؛ عَنْ كُرَاعٍ. نهب: النَّهْبُ: الغَنيمة. وَفِي الْحَدِيثِ: فأُتِيَ بنَهْبٍ أَي بغَنيمة، وَالْجَمْعُ نِهابٌ ونُهُوبٌ؛ وَفِي شِعْرِ الْعَبَّاسِ بنِ مِرْدَاسٍ: كانتْ نِهاباً، تَلافَيْتُها ... بِكَرِّي عَلَى المُهرِ، بالأَجرَعِ والانْتِهابُ: أَن يأْخُذَه مَنْ شاءَ. والإِنْهاب: إِباحَتُه لِمَنْ شاءَ. ونَهَبَ النَّهْبَ يَنْهَبُه نَهْباً وانْتَهَبَه: أَخذه. وأَنْهَبَه غَيرَه: عَرَّضَه لَهُ؛ يقالُ أَنْهَبَ الرجلُ مالَه، فانْتَهبوه ونَهَبُوه، وناهَبُوه: كلُّه بِمَعْنًى. ونَهَبَ الناسُ «1» فُلَانًا إِذا تَناولوه بِكَلَامِهِمْ؛ وَكَذَلِكَ الكلبُ إِذا أَخَذَ بعُرْقُوبِ الإِنسان، يُقَالُ: لَا تَدَعْ كلْبَك يَنْهَبِ الناسَ. والنُّهْبَة، والنُّهْبَى، والنُّهَيْبَى، والنُّهَّيْبَى: كلُّه اسمُ الانْتِهاب، والنَّهْبِ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: النَّهْبُ مَا انْتَهَبْتَ؛ والنُّهْبةُ والنُّهْبى: اسمُ الانْتِهابِ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا يَنتَهِبُ نُهْبةً ذاتَ شَرَفٍ، يَرْفَعُ الناسُ إِليها أَبصارَهم، وَهُوَ مؤْمِنٌ. النَّهْبُ: الغارةُ والسَّلْبُ؛ أَي لَا يَخْتَلِسُ شَيْئًا لَهُ قيمةٌ عاليةٌ. وَكَانَ للفِزْرِ بَنُونَ يَرْعَوْنَ مِعْزاه، فتَواكلُوا يَوْمًا أَي أَبَوْا أَنْ يَسْرَحُوها، قَالَ: فساقَها، فأَخْرَجَها، ثُمَّ قَالَ لِلنَّاسِ: هِيَ النُّهَّيْبَى، وَرُوِيَ بِالتَّخْفِيفِ أَي لَا يَحِلُّ لأَحدٍ أَن يأْخُذَ مِنْهَا أَكثر مِنْ واحدٍ؛ وَمِنْهُ المَثَلُ: لَا يَجْتَمِعُ ذَلِكَ حَتَّى تجْتَمِعَ مِعْزَى الفِزْر. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه نُثِرَ شيءٌ فِي إِمْلاكٍ، فَلَمْ يأْخُذُوه، فَقَالَ: مَا لَكَمَ لَا تَنْتَهِبُون؟ قَالُوا: أَوَليس قَدْ نَهَيْتَ عَنِ النُّهْبى؟ قَالَ: إِنما نَهَيْتُ عَنْ نُهْبى العساكِر، فانْتَهِبُوا. قَالَ ابْنُ الأَثير: النُّهْبَى بِمَعْنَى النَّهْبِ، كالنُّحْلى والنُّحْلِ، للعَطِيَّةِ. قال: __________ (1) . قوله [ونهب الناس إلخ] مثله ناهب الناس فلاناً كما في التكملة. (1/773) وَقَدْ يَكُونُ اسمَ مَا يُنْهَبُ، كالعُمْرَى والرُّقْبى. وَفِي حَدِيثِ أَبي بَكْرٍ، رضي اللَّهُ عَنْهُ: أَحْرَزْتُ نَهْبي وأَبْتَغِي النوافلَ أَي قَضَيْتُ مَا عَليَّ مِنَ الوِتْر، قَبْلَ أَنْ أَنامَ لِئَلَّا يَفُوتَني، فإِن انْتَبَهْتُ، تَنَفَّلْتُ بِالصَّلَاةِ؛ قَالَ: والنَّهْبُ هَاهُنَا بِمَعْنَى المَنْهوبِ، تَسميةً بِالْمَصْدَرِ؛ وَفِي شِعْرِ الْعَبَّاسِ بْنِ مِرْداسٍ: أَتَجْعَلُ نَهْبي ونَهْبَ العُبَيْدِ، ... بينَ عُيَيْنَةَ والأَقْرَعِ؟ عُبَيْدٌ، مصغَّر: اسْمُ فَرَسِهِ. وتَناهَبَتِ الإِبلُ الأَرضَ: أَخَذَتْ بقَوائمها مِنْهَا أَخْذاً كَثِيرًا. والمُناهَبَةُ: المُباراةُ فِي الحُضْرِ والجَرْيِ؛ فرسٌ يُناهِبُ فَرَسًا. وتَناهَبَ الفَرسانِ: ناهَبَ كلُّ واحدٍ مِنْهُمَا صاحِبَه؛ وَقَالَ الشَّاعِرُ: ناهَبْتُهم بنَيْطَلٍ جَرُوفِ وفرسٌ مِنْهَبٌ «1» ، عَلَى طَرْحِ الزَّائِدِ، أَو عَلَى أَنه نُوهِبَ، فَنَهَبَ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ يَصِفُ عَيراً وأُتُنَه: وإِن تُناهِبْه، تَجِدْهُ مِنْهَبا ومِنْهَبٌ: فرسُ عُوَيَّة بنِ سَلْمى. وانْتَهَبَ الفرسُ الشَّوْطَ: اسْتَوْلَى عَلَيْهِ. وَيُقَالُ للفَرَسِ الجَوادِ: إِنه لَيَنْهَبُ الغايةَ والشَّوطَ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: والخَرْقُ، دُونَ بَناتِ السَّهْبِ، مُنْتَهَبُ يَعْنِي فِي التَّباري بَيْنَ الظَّلِيم والنَّعامة. وَفِي النَّوَادِرِ: النَّهْبُ ضَرْبٌ مِنَ الرَّكْضِ. والنَّهْبُ: الْغَارَةُ «2» . ومِنْهَبٌ: أَبو قَبِيلَةٍ. نوب: نابَ الأَمْرُ نَوْباً ونَوبةً: نزلَ. ونابَتْهم نَوائبُ الدَّهْر. وَفِي حَدِيثِ خَيْبَر: قسَمها نِصْفَينِ: نِصْفاً لنَوائِبِه وحاجاتِه، ونِصفاً بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ. النَّوائِبُ: جَمْعُ نائبةٍ، وَهِيَ مَا يَنُوبُ الإِنسانَ أَي يَنْزِلُ بِهِ مِنَ المُهمَّات والحَوادِثِ. والنَّائِبَةُ: المُصيبةُ، واحدةُ نوائبِ الدَّهْر. وَالنَّائِبَةُ: النازلةُ، وَهِيَ النَّوائِبُ والنُّوَبُ، الأَخيرةُ نَادِرَةٌ. قَالَ ابْنُ جِنِّي: مَجِيءُ فَعْلةٍ عَلَى فُعَلٍ، يُرِيكَ كأَنها إِنما جاءَتْ عِنْدَهُمْ مِنْ فُعْلَة، فكأَنَّ نَوْبَةً نُوبَةٌ، وإِنما ذَلِكَ لأَن الْوَاوَ مِمَّا سَبِيلُهُ أَن يأْتي تَابِعًا لِلضَّمَّةِ؛ قَالَ: وَهَذَا يؤَكد عِنْدَكَ ضَعْفَ حُرُوفِ اللِّينِ الثَّلَاثَةِ، وَكَذَلِكَ القولُ فِي دَوْلَةٍ وجَوبةٍ، وكلٌّ مِنْهُمَا مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. وَيُقَالُ: أَصبَحْتَ لَا نَوْبةَ لَكَ أَي لَا قُوَّة لَكَ؛ وَكَذَلِكَ: ترَكْتُه لَا نَوْبَ لَهُ أَي لَا قُوَّةَ لَهُ. النَّضْرُ: يُقَالُ للمَطَرِ الجَوْد: مُنِيبٌ، وأَصابنا رَبيعٌ صِدْقٌ مُنِيبٌ، حَسَنٌ، وَهُوَ دُونُ الجَوْدِ. ونِعْمَ المَطَرُ هَذَا إِن كَانَ لَهُ تابعةٌ أَي مَطْرةٌ تَتْبَعه. ونابَ عَنِّي فلانٌ يَنُوبُ نَوْباً ومَناباً أَي قَامَ مَقَامِي؛ ونابَ عَني فِي هَذَا الأَمْرِ نِيَابَةً إِذا قَامَ مقامَك. والنَّوْب: اسْمٌ لِجَمْعِ نائبٍ، مثلُ زائرٍ وزَوْرٍ؛ وَقِيلَ هُوَ جَمْعٌ. والنَّوْبةُ: الجماعةُ مِنَ النَّاسِ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ثَعْلَبٌ: انْقَطَع الرِّشاءُ، وانحَلَّ الثَّوْبْ، ... وجاءَ مِنْ بَناتِ وَطَّاءِ النَّوْبْ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: يَجُوزُ أَن يَكُونَ النَّوْبُ فِيهِ مِنَ الْجَمْعِ الَّذِي لَا يُفارق واحدَه إِلَّا بالهاءِ، وأَن يَكُونَ جمعَ نائبٍ، كزائرٍ وزَوْرٍ، عَلَى مَا تَقَدَّم. ابْنُ شُمَيْلٍ: يُقَالُ لِلْقَوْمِ في السَّفَر: يَتَناوبونَ، __________ (1) . قوله [وفرس منهب] أي كمنبر فائق في العدو. (2) . قوله [والنهب الغارة] واسم موضع أيضاً. والنهبان، مثناه: جبلان بتهامة. والنهيب، كأمير: موضع، كما في التكملة. (1/774) ويَتَنازَلُونَ، ويَتَطاعَمُون أَي يأْكلون عِنْدَ هَذَا نُزْلةً وَعِنْدَ هَذَا نُزْلةً؛ والنُّزْلةُ: الطعامُ يَصْنَعه لَهُمْ حَتَّى يَشْبَعُوا؛ يُقَالُ: كَانَ اليومَ عَلَى فُلَانٍ نُزْلَتُنا، وأَكلْنا عِنْدَهُ نُزْلَتَنا؛ وَكَذَلِكَ النَّوْبة؛ والتَّناوُبُ عَلَى كُلِّ واحدٍ مِنْهُمْ نَوْبةٌ يَنُوبُها أَي طعامُ يومٍ، وجمعُ النَّوْبةِ نُوَبٌ. والنَّوْبُ: مَا كَانَ مِنْكَ مَسيرةَ يومٍ وليلةٍ، وأَصله فِي الوِرْدِ؛ قَالَ لَبِيدٌ: إِحْدَى بَني جَعْفَرٍ كَلِفْتُ بِهَا، ... لَمْ تُمْسِ نَوْباً مِني، وَلَا قَرَبا وَقِيلَ: مَا كَانَ عَلَى ثَلَاثَةِ أَيام؛ وَقِيلَ: مَا كَانَ عَلَى فَرسخين، أَو ثَلَاثَةٍ؛ وَقِيلَ: النَّوْبُ، بِالْفَتْحِ، القُرْب، خِلافُ البُعْد؛ قَالَ أَبو ذؤَيب: أَرِقْتُ لذكْرِهِ مِنْ غَير نَوْبٍ، ... كَمَا يَهْتاجُ مَوْشِيٌّ نَقِيبُ أَراد بالمَوْشِيِّ الزَّمَّارةَ مِن القَصَبِ المُثَقَّبِ. ابْنُ الأَعرابي: النَّوْبُ القَرَبُ «1» . يَنُوبُها: يعهَدُ إِليها، يَنَالُهَا؛ قَالَ: والقَرَبُ والنَّوْبُ واحدٌ. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: القَرَبُ أَن يأْتيَها فِي ثَلَاثَةِ أَيام مرَّة. ابْنُ الأَعرابي: والنَّوْبُ أَن يَطرُدَ الإِبلَ باكِراً إِلى الماءِ، فيُمْسي عَلَى الماءِ يَنْتابُه. والحُمَّى النائبةُ: الَّتِي تأْتي كلَّ يَوْمٍ. ونُبْتُه نَوْباً وانْتَبْتُه: أَتيتُه عَلَى نَوْب. وانْتابَ الرجلُ القومَ انْتياباً إِذا قصَدَهم، وأَتاهم مَرَّةً بَعْدَ مَرَّة، وَهُوَ يَنتابُهم، وَهُوَ افْتِعال مِنَ النَّوبة. وَفِي حَدِيثِ الدعاءِ: يَا أَرْحَمَ مَن انْتابه المُسْتَرحِمُون. وَفِي حَدِيثِ صَلَاةِ الْجُمُعَةِ: كَانَ الناسُ يَنْتابونَ الْجُمُعَةَ مِنْ مَنازِلهم ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: احْتاطُوا لأَهْلِ الأَمْوالِ فِي النَّائبة والواطِئَةِ أَي الأَضْيافِ الَّذِينَ يَنُوبونهم، ويَنْزلون بِهِمْ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ أُسامةَ الهُذَليّ: أَقَبُّ طَريدٌ، بِنُزْهِ الفَلاةِ، ... لَا يَرِدُ الماءَ إِلَّا انْتِيابا وَيُرْوَى: ائْتِيَابَا؛ وَهُوَ افْتِعال مِنْ آبَ يَؤُوبُ إِذا أَتى لَيْلًا. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هُوَ يَصِفُ حمارَ وَحْشٍ. والأَقَبُّ: الضَّامِرُ البَطْنِ. ونُزْهُ الفَلاةِ: مَا تَباعَدَ مِنْهَا عَنِ الماءِ والأَرْياف. والنُّوبةُ، بِالضَّمِّ: الِاسْمُ مِنْ قَوْلِكَ نَابَهُ أَمْرٌ، وانْتابه أَي أَصابه. وَيُقَالُ: المَنايا تَتَناوبُنا أَي تأْتي كُلًّا مِنَّا لنَوْبَتِه. والنَّوبة: الفُرْصة والدَّوْلة، وَالْجَمْعُ نُوَبٌ، نَادِرٌ. وتَناوَبَ القومُ الماءَ: تَقاسَمُوه عَلَى المَقْلةِ، وَهِيَ حَصاة القَسْم. التَّهْذِيبِ: وتَناوَبْنا الخَطْبَ والأَمرَ، نَتَناوَبه إِذا قُمنا بِهِ نَوبةً بَعْدَ نَوبة. الْجَوْهَرِيُّ: النَّوبةُ واحدةُ النُّوَبِ، تَقُولُ: جاءتْ نَوْبَتُكَ ونِيابَتُك، وَهُمْ يَتَناوبون النَّوبة فِيمَا بَيْنَهُمْ فِي الماءِ وَغَيْرِهِ. ونابَ الشيءُ عَنِ الشيءِ، يَنُوبُ: قَامَ مَقامه؛ وأَنَبْتُه أَنا عَنْهُ. وناوَبه: عاقَبه. ونابَ فلانٌ إِلى اللَّهِ تَعَالَى، وأَنابَ إِليه إِنابةً، فَهُوَ مُنِيبٌ: أَقْبَلَ وتابَ، ورجَع إِلى الطَّاعَةِ؛ وَقِيلَ: نابَ لَزِمَ الطَّاعَةَ، وأَنابَ: تابَ ورجَعَ. وَفِي حَدِيثِ الدعاءِ: وإِليك أَنَبْتُ. الإِنابةُ: الرجوعُ إِلى اللَّهِ بالتَّوبة. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: مُنِيبِينَ إِلَيْهِ* ؛ أَي رَاجِعِينَ إِلى مَا أَمَرَ بِهِ، غَيْرَ خَارِجِينَ عَنْ شيءٍ مِنْ أَمرِه. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَأَنِيبُوا إِلى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ ؛ أَي تُوبوا إِليه وارْجِعُوا، وَقِيلَ إِنها نزلتْ فِي قَوْمٍ فُتِنُوا فِي دِينِهم، وعُذِّبُوا بِمَكَّةَ، فرجَعُوا عَنِ الإِسلام، فَقِيلَ: إِنَّ هؤُلاء لَا يُغْفَرُ لَهُمْ بَعْدَ رُجوعهم عَنِ الإِسلام، فأَعْلم اللهُ، عَزَّ وَجَلَّ، __________ (1) . قوله [ابْنُ الأَعرابي النَّوْبُ الْقَرَبُ إلخ] هكذا بالأَصل وهي عبارة التهذيب وليس معنا من هذه المادة شيء منه فانظره فإنه يظهر أن فيه سقطاً مِنْ شِعْرٍ أَوْ غَيْرِهِ. (1/775) أَنهم إِن تَابُوا وأَسلموا، غَفَرَ لَهُمْ. والنُّوبُ والنُّوبةُ أَيضاً: جِيلٌ مِنَ السُّودانِ، الْوَاحِدُ نُوبيّ. والنُّوبُ: النَّحْلُ، وَهُوَ جمعُ نائبٍ، مِثْلُ عائطٍ وعُوطٍ، وفارهٍ وفُرْه، لأَنها تَرْعى وتَنُوبُ إِلى مَكَانِهَا؛ قَالَ الأَصمعي: هُوَ مِنَ النُّوبةِ الَّتِي تَنُوبُ الناسَ لِوَقْتٍ معروفٍ، وَقَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: إِذا لَسَعَتْهُ النَّحْلُ، لَمْ يَرْجُ لَسْعَها، ... وحالفَها فِي بَيْت نُوبٍ عَواسِلِ قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: سميتْ نُوبًا، لأَنها تَضْرِبُ إِلى السَّواد؛ وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: سُمِّيَتْ بِهِ لأَنها تَرْعَى ثُمَّ تَنُوبُ إِلى موضِعها؛ فمَن جَعَلَهَا مُشَبَّهةً بالنُّوبِ، لأَنها تَضْرِبُ إِلى السَّواد، فَلَا وَاحِدَ لَهَا؛ ومَن سَمَّاهَا بِذَلِكَ لأَنها تَرْعى ثُمَّ تَنُوبُ، فواحدُها نائبٌ؛ شَبَّه ذَلِكَ بنَوبةِ الناسِ، والرجوعِ لوَقتٍ، مَرَّةً بَعْدَ مرَّة. والنُّوبُ: جَمْعُ نائبٍ مِنَ النَّحْلِ، لأَنها تَعُودُ إِلى خَلِيَّتها؛ وَقِيلَ: الدَّبْرُ تُسَمَّى نُوباً، لسوادِها، شُبِّهَتْ بالنُّوبةِ، وَهُمْ جِنْس مِنَ السُّودانِ. والمَنابُ: الطريقُ إِلى الماءِ. ونائِبٌ: اسمُ رجل. نيب: النَّابُ مُذَكَّرٌ «1» : مِنَ الأَسنانِ. ابْنُ سِيدَهْ: النَّابُ هِيَ السِّنُّ الَّتِي خَلْفَ الرَّباعِيَةِ، وَهِيَ أُنثى. قَالَ سِيبَوَيْهِ: أَمالوا نَابًا، فِي حَدِّ الرَّفْعِ، تَشْبِيهًا لَهُ بأَلِف رَمَى، لأَنها مُنْقَلِبَةٌ عَنْ ياءٍ، وَهُوَ نَادِرٌ؛ يَعْنِي أَن الأَلِف الْمُنْقَلِبَةُ عَنِ الياءِ وَالْوَاوِ، إِنما تُمَالُ إِذا كَانَتْ لَامًا، وَذَلِكَ فِي الأَفعال خَاصَّةً، وَمَا جَاءَ مِنْ هَذَا فِي الِاسْمِ، كالمَكا، نَادِرٌ؛ وأَشذُّ مِنْهُ مَا كَانَتْ أَلفه مُنْقَلِبَةٌ عَنْ يَاءٍ عَيْنًا، وَالْجَمْعُ أَنْيُبٌ، عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، وأَنْيابٌ ونُيُوبٌ وأَناييبُ، الأَخيرة عَنْ سِيبَوَيْهِ، جمعُ الْجَمْعِ كأَبْياتٍ وأَبايِيتَ. وَرَجُلٌ أَنْيَبُ: غَليظُ النابِ، لَا يَضْغَمُ شَيْئًا إِلَّا كَسَرَه، عَنْ ثَعْلَبٍ؛ وأَنشد: فَقُلْتُ: تَعَلَّمْ أَنَّني غيرُ نائمٍ ... إِلى مُسْتَقِلٍّ بالخِيانَةِ، أَنْيَبا ونُيُوبٌ نُيَّبٌ: عَلَى المُبالغة؛ قَالَ: مَجُوبةٌ جَوْبَ الرَّحَى، لَمْ تُثْقَبِ، ... تَعَضُّ مِنْهَا بالنُّيُوبِ النُّيَّبِ ونِبْتُه: أَصَبْتُ نَابَهُ، وَاسْتَعَارَ بعضُهم الأَنْيابَ للشَّرِّ؛ وأَنشد ثَعْلَبٌ: أَفِرُّ حِذارَ الشَّرِّ، والشَّرُّ تارِكي، ... وأَطْعُنُ فِي أَنْيابِه، وَهُوَ كالِحُ والنَّابُ والنَّيُوبُ: الناقةُ المُسِنَّة، سَمَّوْها بِذَلِكَ حِينَ طَالَ نابُها وعَظُم، مؤَنثة أَيضاً، وَهُوَ مِمَّا سُمِّي فِيهِ الكُلُّ بِاسْمِ الجُزْءِ. وتصغيرُ النَّابِ مِنَ الإِبل: نُيَيْبٌ، بِغَيْرِ هَاءٍ، وَهَذَا عَلَى نَحْوِ قَوْلِهِمْ للمرأَة: مَا أَنتِ إِلَّا بُطَيْنٌ، وَلِلْمَهْزُولَةِ: إِبْرةُ الكَعْبِ وإِشْفَى المِرْفَقِ. والنَّيُوبُ: كالنَّابِ، وَجَمْعُهُمَا مَعًا أَنْيابٌ ونُيُوبٌ ونِيبٌ، فَذَهَبَ سِيبَوَيْهِ إِلى أَن نِيباً جمعُ نابٍ، وَقَالَ: بَنَوها عَلَى فُعْل، كَمَا بَنَوا الدارَ عَلَى فُعْل، كَرَاهِيَةَ نُيُوبٍ، لأَنها ضَمَّةٌ فِي ياءٍ، وَقَبْلَهَا ضَمَّةٌ، وَبَعْدَهَا وَاوٌ، فَكَرِهُوا ذَلِكَ، وَقَالُوا فِيهَا أَيضاً: أَنْيابٌ، كقَدَم وأَقْدامٍ؛ هَذَا قَوْلُهُ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ، وَالَّذِي عِنْدِي أَنَّ أَنْياباً جَمْعُ نابٍ، عَلَى مَا فَعَلْتُ فِي هَذَا النَّحْوِ، كقَدَمٍ وأَقْدامٍ؛ وأَن نِيباً جَمْعُ نَيُوب، كَمَا حَكَى هُوَ عَنْ يُونُسَ، أَن مِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَقُولُ صِيدٌ وبِيضٌ، فِي جَمْعِ صَيُود وبَيُوض، عَلَى مَنْ قَالَ رُسْل، وَهِيَ التميميَّة؛ وَيُقَوِّي مَذْهَبَ سِيبَوَيْهِ أَن نِيباً، لَوْ كَانَتْ جَمْعَ نَيُوبٍ، لكانتْ خَليقةً بِنُيُب، كَمَا قالوا في __________ (1) . قوله [الناب مذكر] مثله في التهذيب والمصباح. (1/776) صَيُود صُيُد، وَفِي بَيُوض بُيُض، لأَنهم لَا يَكْرَهُونَ فِي الياءِ، مِنْ هَذَا الضَّرْبِ، كَمَا يَكْرَهُونَ فِي الْوَاوِ، لخفَّتها وَثِقَلِ الْوَاوِ، فإِن لَمْ يَقُولُوا نُيُب، دليلٌ عَلَى أَن نِيباً جمعُ نابٍ، كَمَا ذَهَبَ إِليه سِيبَوَيْهِ، وَكِلَا الْمَذْهَبَيْنِ قياسٌ إِذا صَحَّتْ نَيُوب، وإِلَّا فنِيبٌ جَمْعُ نابٍ، كَمَا ذَهَبَ إِليه سِيبَوَيْهِ، قِيَاسًا عَلَى دُورٍ. وَنَابَهُ يَنِيبُه أَي أَصابَ نَابَهُ. ونَيَّبَ سَهْمَه أَي عَجمَ عُودَه، وأَثَّرَ فِيهِ بِنَابِهِ. والنَّابُ: المُسِنَّة مِنَ النُّوق. وَفِي الْحَدِيثِ: لَهُمْ مِنَ الصَّدَقةِ الثِّلْبُ والنَّابُ. وَفِي الْحَدِيثِ، أَنه قَالَ لقَيْسِ بْنِ عاصمٍ: كيفَ أَنْتَ عِنْدَ القِرَى؟ قَالَ: أُلْصِقُ بالنَّاب الفانيةِ ، وَالْجَمْعُ النِّيبُ. وَفِي الْمَثَلِ: لَا أَفْعَلُ ذَلِكَ مَا حَنَّتِ النِّيبُ؛ قال مَنْظُورُ ابنُ مَرْثَدٍ الفَقْعَسِيُّ: حَرَّقَها حَمْضُ بلادٍ فِلِّ، ... فَمَا تَكادُ نِيبُها تُوَلِّي أَي تَرْجِعُ مِنَ الضَّعْفِ، وَهُوَ فُعْلٌ، مِثْلُ أَسَدٍ وأُسْدٍ، وإِنما كَسروا النُّونَ لِتَسْلَمَ الياءُ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ: أَعْطاهُ ثلاثةَ أَنيابٍ جَزائر ؛ وَالتَّصْغِيرُ نُيَيْبٌ؛ يُقَالُ: سُمِّيَتْ لِطُولِ نابِها، فَهُوَ كَالصِّفَةِ، فَلِذَلِكَ لَمْ تَلْحقه الْهَاءُ، لأَن الهاءَ لَا تَلحقُ تَصْغِيرَ الصِّفَاتِ. تَقُولُ مِنْهُ: نَيَّبَتِ الناقةُ أَي صَارَتْ هَرِمَةً؛ وَلَا يُقَالُ لِلْجَمَلِ نابٌ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَقُولُ فِي تَصْغِيرِ نابٍ: نُوَيْبٌ، فيجيءُ بِالْوَاوِ، لأَن هَذِهِ الأَلف يَكْثُرُ انقلابُها مِنَ الْوَاوَاتِ، وَقَالَ ابْنُ السَّرَّاجِ: هَذَا غَلَطٌ مِنْهُ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: ظَاهِرُ هَذَا اللَّفْظِ أَن ابْنَ السَّرَّاجِ غلَّط سِيبَوَيْهِ، فِيمَا حَكَاهُ، قَالَ: وَلَيْسَ الأَمر كَذَلِكَ، وإِنما قَوْلُهُ: وَهُوَ غَلَطٌ مِنْهُ، مِنْ تَتِمَّةِ كَلَامِ سِيبَوَيْهِ، إِلَّا أَنه قَالَ: مِنْهُمْ؛ وغَيَّره ابْنُ السَّرَّاجِ، فَقَالَ: مِنْهُ، فإِن سِيبَوَيْهِ قَالَ: وَهَذَا غَلَطٌ مِنْهُمْ أَي مِنَ الْعَرَبِ الَّذِينَ يَقُولُونَهُ كَذَلِكَ. وَقَوْلُ ابْنِ السَّرَّاجِ غَلَطٌ مِنْهُ، هُوَ بِمَعْنَى غَلَطٌ مِنْ قَائِلِهِ، وَهُوَ مِنْ كَلَامِ سِيبَوَيْهِ، لَيْسَ مِنْ كَلَامِ ابْنِ السَّرَّاجِ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: النَّابُ مِنَ الإِبل مؤَنثة لَا غَيْرَ، وَقَدْ نَيَّبَتْ وَهِيَ مُنَيِّبٌ. وَفِي حَدِيثِ زَيْدِ بْنِ ثابتٍ: أَن ذِئباً نَيَّبَ فِي شَاةٍ، فذَبَحُوها بمَرْوَة أَي أَنْشَبَ أَنْيابَه فِيهَا. والنَّابُ: السِّنُّ التي خلف الرَّباعِية. ونابُ الْقَوْمِ: سيدُهم. والنَّابُ: سيدُ الْقَوْمِ، وَكَبِيرُهُمْ؛ وأَنشد أَبو بَكْرٍ قولَ جَمِيلٍ: رَمَى اللهُ فِي عَيْنَيْ بُثَيْنَةَ بالقَذَى، ... وَفِي الغُرِّ مِنْ أَنْيابِها، بالقَوادِحِ قَالَ: أَنْيابُها ساداتُها أَي رَمَى اللهُ بِالْهَلَاكِ وَالْفَسَادِ فِي أَنيابِ قَومِها وساداتِها إِذ حَالُوا بَيْنَهَا وَبَيْنَ زِيَارَتِي؛ وَقَوْلُهُ: رَمَى اللهُ فِي عَيْنَيْ بُثَيْنةَ بالقَذَى كَقَوْلِكَ: سُبحانَ اللهِ مَا أَحْسَنَ عَيْنَها. ونحوٌ مِنْهُ: قاتَله اللهُ مَا أَشْجَعه، وهَوَتْ أُمُّه مَا أَرْجَلَه. وَقَالَتِ الكِنْدِيَّة تَرْثي إِخْوَتَها: هَوَتْ أُمُّهُمْ، مَا ذامُهُمْ يَوْمَ صُرِّعُوا، ... بنَيْسانَ مِنْ أَنْيابِ مَجْدٍ تَصَرَّمَا وَيُقَالُ: فلانٌ جَبَلٌ مِنَ الجِبالِ إِذا كَانَ عَزِيزًا، وعِزُّ فلانٍ يُزاحِمُ الجِبالَ؛ وأَنشد: أَلِلبأْسِ، أَمْ لِلْجُودِ، أَمْ لمُقاوِمٍ، ... مِنَ العِزِّ، يَزْحَمْنَ الجِبالَ الرَّواسِيا؟ ونَيَّبَ النَّبْتُ وتَنَيَّبَ: خرجتْ أَرومَتُه، وَكَذَلِكَ الشَّيْبُ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأُراه عَلَى التَّشبيه بالنَّابِ؛ قَالَ مُضَرِّسٌ: (1/777) فَقَالَتْ: أَما يَنْهاكَ عَنْ تَبَع الصِّبا ... مَعالِيكَ، والشَّيْبُ الذي قد تَنَيَّبا؟ ( فهرس الكتاب - فهرس المحتويات ) لسان العرب فصل الهاء هبب: ابْنُ سِيدَهْ: هَبَّتِ الريحُ تَهُبُّ هُبُوباً وهَبِيباً: ثارَتْ وهاجَتْ؛ وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: هَبَّتْ هَبّاً، وَلَيْسَ بِالْعَالِي فِي اللُّغَةِ، يَعْنِي أَن الْمَعْرُوفَ إِنما هُوَ الهُبُوبُ والهَبيبُ؛ وأَهَبَّها اللهُ. الْجَوْهَرِيُّ: الهَبُوبةُ الرِّيحُ الَّتِي تُثِير الغَبَرة، وَكَذَلِكَ الهَبُوبُ والهَبيبُ. تَقُولُ: مِنْ أَين هَبَبْتَ يَا فُلَانُ؟ كأَنك قُلْتَ: مِنْ أَين جِئْتَ؟ مِنْ أَينَ انْتَبَهْتَ لَنَا؟ وهَبَّ مِنْ نَومه يَهُبُّ هَبّاً وهُبُوباً: انْتَبه؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: فحَيَّتْ، فحَيَّاها، فهَبَّ، فحَلَّقَتْ، ... مَعَ النَّجْم، رُؤْيا فِي المَنام كَذُوبُ وأَهَبَّه: نَبَّهَه، وأَهْبَبْتُه أَنا. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: فإِذا هَبَّتِ الرِّكابُ أَي قامَت الإِبلُ للسَّير؛ هُوَ مِنْ هَبَّ النائمُ إِذا اسْتَيْقَظَ. وهَبَّ فلانٌ يَفْعَل كَذَا، كَمَا تَقُولُ: طَفِقَ يَفْعَلُ كَذَا. وهَبَّ السيفُ يَهُبُّ هَبَّةً وهَبّاً: اهْتَزَّ، الأَخيرةُ عَنْ أَبي زَيْدٍ. وأَهَبَّه: هَزَّه؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. الأَزهري: السيفُ يَهُبُّ، إِذا هُزَّ، هَبَّةً؛ الْجَوْهَرِيُّ: هَزَزْتُ السيفَ والرُّمْحَ، فهَبَّ هَبَّةً، وهَبَّتُه هِزَّتُه ومَضاؤُه فِي الضَّريبة. وهَبَّ السيفُ يَهُبُّ هَبّاً وهَبَّةً وهِبَّةً إِذا قطَعَ. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: اتَّقِ هَبَّةَ السيفِ، وهِبَّتَه. وسَيْفٌ ذُو هَبَّةٍ أَي مَضاءٍ فِي الضَّرِيبَةِ؛ قَالَ: جَلا القَطْرُ عَنْ أَطْلالِ سَلْمى، كأَنما ... جَلا القَيْنُ عَنْ ذِي هَبَّةٍ، داثِرَ الغِمْدِ وإِنه لَذُو هَبَّةٍ إِذا كَانَتْ لَهُ وَقْعة شَدِيدَةٌ. شَمِرٌ: هَبَّ السيفُ، وأَهْبَبْتُ السيفَ إِذا هَزَزْته فاهْتَبَّه وهَبَّه أَي قَطَعَه. وهَبَّتِ الناقةُ فِي سَيرِها تَهِبُّ هِباباً: أَسْرَعَتْ. والهِبابُ: النَّشاطُ، مَا كَانَ. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: هَبَّ البعيرُ، مِثْلَه، أَي نَشِطَ؛ قَالَ لَبِيدٌ: فَلَهَا هِبابٌ فِي الزِّمامِ، كأَنها ... صَهْباءُ راحَ، مَعَ الجَنُوبِ، جَهامُها وكلُّ سائرٍ يَهِبُّ، بِالْكَسْرِ، هَبّاً وهُبُوباً وهِباباً: نَشِطَ. يُونُسُ: يُقَالُ هَبَّ فلانٌ حِيناً، ثُمَّ قَدِمَ أَي غابَ دَهْراً، ثُمَّ قَدِمَ. وأَينَ هَبِبْتَ عَنَّا «2» ؟ أَي أَينَ غِبْتَ عَنَّا؟ أَبو زَيْدٍ: غَنِينا بِذَلِكَ هِبَّةً مِنَ الدَّهْرِ أَي حِقْبةً. قَالَ الأَزهري: وكأَن الَّذِي رُوِيَ ليُونُسَ، أَصلُه مِنْ هِبَّة الدَّهْرِ. الْجَوْهَرِيُّ: يُقَالُ عِشْنا بِذَلِكَ هِبَّةً مِنَ الدَّهْرِ أَي حِقْبةً، كَمَا يُقَالُ سَبَّةً. والهِبَّةُ أَيضاً: الساعةُ تَبْقَى مِنَ السَّحَر. وَرَوَى النَّضْرُ بْنُ شُمَيْل، بإِسناده فِي حَدِيثٍ رَوَاهُ عَنْ رَغْبانَ، قَالَ: لَقَدْ رأَيتُ أَصحابَ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَهُبُّونَ إِليهما، كَمَا يَهُبُّونَ إِلى الْمَكْتُوبَةِ ؛ يَعْنِي الرَّكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْمَغْرِبِ أَي يَنْهَضُونَ إِليهما، والهِبابُ: النَّشاطُ. قَالَ النَّضْرُ: قَوْلُهُ يَهُبُّون أَي يَسْعَونَ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: هُبَّ إِذا نُبِّه «3» ، وهَبَّ إِذا انْهَزَمَ. والهِبَّةُ، بِالْكَسْرِ: هِياجُ الفَحْل. وهَبَّ التَّيْسُ يَهِبُّ [يَهُبُ] هَبّاً وهِباباً وهَبِيباً، وهَبْهَبَ: هاجَ، ونَبَّ للسِّفاد؛ وَقِيلَ: الهَبْهَبَةُ صَوْتُه عِنْدَ السِّفادِ. ابْنُ سِيدَهْ: وهَبَّ الفَحْلُ مِنَ الإِبلِ وَغَيْرِهَا يَهُبُّ هِباباً وهَبِيباً، واهْتَبَّ: __________ (2) . قوله [وأين هببت عنا] ضبطه في التكملة، بكسر العين، وكذا المجد. (3) . قوله [هب إذا نبه] أي، بالضم، وهب، بالفتح، إذا انهزم كما ضبط في التهذيب وصرح به في التكملة. (1/778) أَراد السِّفادَ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه قَالَ لامرأَة رِفاعةَ: لَا، حَتَّى تَذُوقي عُسَيْلَتَه، قَالَتْ: فإِنه يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ جاءَني هَبَّةً أَي مَرَّةً وَاحِدَةً؛ مِنْ هِبابِ الفَحْل، وَهُوَ سِفادُه؛ وَقِيلَ: أَرادتْ بالهَبَّةِ الوَقْعَةَ، مِنْ قَوْلِهِمْ: احْذَرْ هَبَّةَ السَّيْفِ أَي وَقْعَتَه. وَفِي بَعْضِ الْحَدِيثِ: هَبَّ التَّيْسُ أَي هاجَ للسِّفادِ، وَهُوَ مِهْبابٌ ومِهْبَبٌ. وهَبْهَبْتُه: دَعَوْتُه «1» ليَنْزُوَ، فتَهَبْهَبَ تَزَعْزَعَ. وإِنه لحَسَن الهِبَّةِ: يُرادُ بِهِ الحالُ. والهِبَّةُ: القِطْعة مِنَ الثَّوْبِ. والهِبَّة: الخِرْقة؛ وَيُقَالُ لِقِطَع الثَّوْبِ: هِبَبٌ، مِثْلَ عِنَب؛ قَالَ أَبو زُبَيْدٍ: غَذاهُما بدِماءِ القَوْمِ، إِذْ شَدَنا، ... فَمَا يَزالُ لوَصْلَيْ راكِبٍ يَضَعُ عَلَى جَناجِنِه، مِن ثَوْبه، هِبَبٌ، ... وَفِيهِ، مِنْ صائكٍ مُسْتَكْرَهٍ، دُفَعُ يَصِفُ أَسَداً أَتى لشِبْلَيْه بوَصْلَيْ راكبٍ؛ والوَصْلُ: كلُّ مَفْصِلٍ تامٍّ، مِثْلَ مَفْصِل العَجُز مِنَ الظَّهْر؛ والهاءُ فِي جَناجِنِه تَعُودُ عَلَى الأَسد؛ والهاءُ فِي قَوْلِهِ مِنْ ثَوْبِهِ تَعُودُ عَلَى الرَّاكِبِ الَّذِي فَرَسَه، وأَخَذَ وَصْلَيْه؛ ويَضَعُ: يَعْدو؛ وَالصَّائِكُ: اللَّاصِقُ. وثَوْبٌ هَبايِبُ وخَبايِبُ، بِلَا هَمْزٍ فِيهِمَا، إِذا كَانَ مُتَقَطِّعاً. وتَهَبَّبَ الثوبُ: بَلي. وثَوْبٌ هِبَبٌ وأَهْبابٌ: مُخَرَّقٌ؛ وَقَدْ تَهَبَّبَ؛ وهَببه: خَرَّقَه، عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: كأَنَّ، فِي قمِيصِه المُهَبَّبِ، ... أَشْهَبَ، مِنْ ماءِ الحديدِ الأَشْهَبِ وهَبَّ النجمُ: طَلَع. والهَبْهابُ: اسمٌ مِنْ أَسماءِ السَّراب. ابْنُ سِيدَهْ: الهَبْهابُ السَّرابُ. وهَبْهَبَ السَّرابُ هَبْهَبةً إِذا تَرَقْرَقَ. والهَبْهابُ: الصَّيَّاحُ. والهَبْهَبُ والهَبْهَبِيُّ: الْجَمَلُ السَّرِيعُ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: قَدْ وَصَلْنا هَوْجَلًا بهَوْجَلِ، ... بالهَبْهَبِيَّاتِ العِتاقِ الزُّمَّلِ والاسْمُ: الهَبْهَبةُ. وناقةٌ هَبْهَبيَّةٌ: سريعةٌ خَفيفةٌ؛ قَالَ ابْنُ أَحْمر: تَماثِيلَ قِرْطاسٍ عَلَى هَبْهَبيَّةٍ، ... نَضا الكُورُ عَنْ لَحْمٍ لَهَا، مُتَخَدِّدِ أَراد بِالتَّمَاثِيلِ: كُتُباً يَكْتُبُونَها. وَفِي الْحَدِيثِ: إِن فِي جَهَنَّمَ وَادِيًا يُقَالُ لَهُ: هَبْهَبٌ، يَسْكُنُه الجَبَّارُون. الهَبْهَبُ: السَّريعُ. وهَبْهَبَ السَّرابُ إِذا تَرَقْرَقَ. والهَبْهَبِيُّ: تَيْسُ الغَنَم؛ وَقِيلَ: رَاعِيهَا؛ قَالَ: كأَنه هَبْهَبيٌّ، نامَ عنْ غَنَمٍ، ... مُسْتَأْوِرٌ فِي سَوادِ الليلِ، مَذْؤُوبُ والهَبْهَبيُّ: الحَسَنُ الحُداءِ، وَهُوَ أَيضاً الحَسَنُ الخِدْمَةِ. وكلُّ مُحْسِنِ مهْنةٍ: هَبْهَبيٌّ؛ وخَصَّ بعضُهم بِهِ الطَّبَّاخَ والشَّوَّاءَ. والهَبْهابُ: لُعْبة لصِبيانِ العِراقِ؛ وَفِي التَّهْذِيبِ: ولُعْبةٌ لصِبْيانِ الأَعْرابِ يُسَمُّونَها: الهَبْهابَ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ثَعْلَبٌ: يَقُودُ بِهَا دليلَ القَوْمِ نَجْمٌ، ... كعَيْنِ الكَلْبِ، فِي هُبَّى قِباعِ قَالَ: هُبَّى مِنْ هُبُوب الرِّيحِ؛ وَقَالَ: كعَيْن الْكَلْبِ، لأَنه لَا يَقْدرُ أَن يَفْتَحَها. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: كَذَا وَقَعَ فِي نَوَادِرِ ثعلب؛ قال: والصحيح __________ (1) . قوله [وهبهبته دعوته] هذه عبارة الصحاح، وقال في التكملة: صوابه وهبهبت به دعوته. ثم قال والهباب الهباء أي كسحاب فيهما. (1/779) هُبًّى قِباع، مِنَ الهَبْوةِ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. وهَبْهَبَ إِذا زَجَرَ. وهَبْهَبَ إِذا ذَبَح. وهَبْهَبَ إِذا انْتَبَه. ابْنُ الأَعرابي: الهَبْهَبيُّ القَصَّابُ، وَكَذَلِكَ الفَغْفَغِيُّ؛ قَالَ الأَخطل: عَلَى أَنَّها تَهْدي المَطِيَّ إِذا عَوَى، ... مِنَ اللَّيْلِ، مَمْشُوقُ الذراعَيْنِ هَبْهَبُ أَراد بِهِ: الخَفيفَ مِنَ الذئاب. هدب: الهُدْبة والهُدُبةُ: الشَّعَرةُ النَّابِتةُ عَلَى شُفْر العَيْن، وَالْجَمْعُ هُدْبٌ وهُدُبٌ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَلَا يُكسَّرُ لِقِلَّةِ فُعُلة فِي كَلَامِهِمْ، وَجَمْعُ الهُدْبِ والهُدُبِ: أَهْدابٌ. والهَدَبُ: كالهُدْب، وَاحِدَتُهُ هَدَبَةٌ. اللِّيْثُ: وَرَجُلٌ أَهْدَبُ طويلُ أَشْفارِ الْعَيْنِ، النَّابِتُ كثيرُها. قَالَ الأَزهري: كأَنه أَراد بأَشفار الْعَيْنِ الشعرَ النابتَ عَلَى حُرُوفِ الأَجْفانِ، وَهُوَ غَلَط؛ إِنما شُفْرُ الْعَيْنِ مَنْبِتُ الهُدْبِ مِنْ حَرْفَي الجَفْنِ، وَجَمْعُهُ أَشْفارٌ. الصِّحَاحُ: الأَهْدَبُ الْكَثِيرُ أَشْفار الْعَيْنِ. وَفِي صِفَتِهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَانَ أَهْدَبَ الأَشْفار ؛ وَفِي رِوَايَةٍ: هَدِبَ الأَشفار أَي طَويلَ شَعَر الأَجْفان. وَفِي حَدِيثِ زِيَادٍ: طَويلُ العُنُق أَهْدَبُ. وهَدِبَتِ العَيْنُ هَدَباً، وَهِيَ هَدْباءُ: طالَ هُدْبُها؛ وَكَذَلِكَ أُذُنٌ هَدْباءُ، ولِحْيةٌ هَدْباءُ. ونَسْرٌ أَهْدَبُ: سابِغُ الرِّيشِ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَا مِنْ مُؤْمن يَمْرَضُ، إِلا حَطَّ اللهُ هُدْبةً مِنْ خَطاياه أَي قِطْعةً وَطَائِفَةً؛ وَمِنْهُ هُدْبةُ الثوبِ. وهُدْبُ الثَّوْبِ: خَمْلُه، والواحدُ كالواحدِ فِي اللُّغَتَيْنِ. وهَيْدَبُه كَذَلِكَ، واحدتُه هَيْدَبةٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: كأَني أَنْظُرُ إِلى هُدَّابِها ؛ هُدْبُ الثَّوْبِ، وهُدْبَتُه، وهُدَّابُه: طَرَفُ الثوبِ، مِمَّا يَلي طُرَّتَه. وَفِي حَدِيثِ امرأَةِ رِفاعةَ: أَنَّ مَا مَعَهُ مثلُ هُدْبةِ الثَّوْبِ ؛ أَرادت مَتاعَه، وأَنه رِخْوٌ مِثْلُ طَرَفِ الثَّوبِ، لَا يُغْني عَنْهَا شَيْئًا. الْجَوْهَرِيُّ: والهُدْبة الخَمْلَة، وَضَمُّ الدَّالِ لُغَةٌ. والهَيْدَبُ: السَّحَابُ الَّذِي يَتَدَلَّى وَيَدْنُو مِثلَ هُدْب القَطِيفةِ. وَقِيلَ: هَيْدَبُ السحابِ ذَيْلُه؛ وَقِيلَ: هُوَ أَن تَراه يَتَسَلْسَلُ فِي وَجْهه للوَدْقِ، يَنْصَبُّ كأَنه خُيُوطٌ مُتَّصِلة؛ الْجَوْهَرِيُّ: هَيْدَبُ السَّحابِ مَا تَهَدَّبَ مِنْهُ إِذا أَرادَ الوَدْقَ كأَنه خُيُوطٌ؛ وَقَالَ عَبيدُ بنُ الأَبْرَص: دَانٍ مُسِفٌّ، فُوَيْقَ الأَرْضِ هَيْدَبُه، ... يَكادُ يَدْفَعُه، مَن قَامَ، بالرَّاحِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: البيتُ يُروى لعَبيد بْنِ الأَبْرص، ويُروى لأَوْسِ بْنِ حَجَر يَصِفُ سَحاباً كَثيرَ المَطَر. والمُسِفُّ: الَّذِي قَدْ أَسَفَّ عَلَى الأَرْضِ أَي دَنا مِنْهَا. والهَيْدَبُ: سَحابٌ يَقْرُبُ مِنَ الأَرض، كأَنه مَتَدَلٍّ، يكادُ يُمْسِكُه، مَنْ قَامَ، بِرَاحَتِهِ. اللِّيْثُ: وَكَذَلِكَ هَيْدَبُ الدَّمْعِ؛ وأَنشد: بِدَمْعٍ ذِي حَزازاتٍ، ... عَلَى الخَدَّيْنِ، ذِي هَيْدَبْ وَقَوْلُهُ: أَرَيْتَ إِنْ أُعْطِيتَ نَهْداً كَعْثَبا، ... أَذاكَ، أَمْ أُعْطِيتَ هَيْداً هَيدَبا؟ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: لَمْ يُفَسِّرْ ثَعْلَبٌ هَيْدَباً، إِنما فَسَّرَ هَيداً، فَقَالَ: هُوَ الكثِيرُ. ولِبْدٌ أَهْدَبُ: طالَ زِئْبِرُهُ؛ اللِّيْثُ: يُقَالُ للِّبْد وَنَحْوِهِ إِذا طَالَ زِئْبرُه: أَهْدَبُ؛ وأَنشد: عَنْ ذِي دَرانِيكَ ولِبْدٍ أَهْدَبا (1/780) الدُّرْنُوكُ: المِنْديلُ. وَفَرَسٌ هَدِبٌ: طَويلُ شَعَر النَّاصِيَةِ. وهَدَبُ الشَّجَرةِ: طُولُ أَغْصانِها، وتَدَلِّيها، وَقَدْ هَدِبَتْ هَدَباً، فَهِيَ هَدْباءُ. والهُدَّابُ والهَدَبُ: أَغْصانُ الأَرْطَى وَنَحْوِهِ مِمَّا لَا وَرَقَ لَهُ، واحدَتُه هَدَبةٌ، وَالْجَمْعُ أَهْدابٌ. والهَدَبُ مِنْ وَرَقِ الشجَر: مَا لَمْ يكنْ لَهُ عَيْرٌ، نحوُ الأَثْلِ، والطَّرْفاءِ، والسَّرْو، والسَّمُر. قَالَ الأَزهري: يُقَالُ هُدْبٌ وهَدَبٌ لوَرَقِ السَّرْو والأَرْطَى وَمَا لَا عَيرَ لَهُ. الْجَوْهَرِيُّ: الهَدَبُ، بِالتَّحْرِيكِ، كلُّ وَرَق لَيْسَ لَهُ عَرْضٌ، كَوَرَق الأَثْلِ، والسَّرْوِ، والأَرْطَى، والطَّرْفاءِ، وَكَذَلِكَ الهُدَّابُ؛ قَالَ عُبَيْدُ بْنُ زَيْدٍ العَبَّادي يَصِفُ ظَبْياً فِي كِنَاسِهِ: فِي كِناسٍ ظاهِرٍ يَسْتُرُه ... مِنْ عَلُ، الشَّفَّانَ، هُدَّابُ الفَنَنْ الشَّفَّان: البَرَدُ، وَهُوَ مَنْصُوبٌ بإِسقاط حَرْفِ الجرِّ أَي يَسْتُرُه هُدَّابُ الفَنَن مِنَ الشَّفَّان. وَفِي حَدِيثِ وَفْدِ مَذْحِج: إِن لَنَا هُدَّابَها. الهُدَّابُ: وَرَقُ الأَرْطَى، وكلُّ مَا لَمْ يَنْبَسِطْ وَرَقُه. وهُدَّابُ النَّخْل: سَعَفُه. ابْنُ سِيدَهْ: الهُدَّابُ اسْمٌ يَجْمَعُ هُدْبَ الثَّوْبِ. وهَدَبَ الأَرْطَى؛ قَالَ الْعَجَّاجِ يَصِفُ ثَوْرًا وَحْشِيّاً: وشَجَرَ الهُدَّابَ عَنه، فَجَفا ... بسَلْهَبَيْنِ، فوقَ أَنْفٍ أَذْلَفا والواحدةُ: هُدَّابةٌ وهُدْبةٌ؛ قَالَ الْشَّاعِرُ: مَناكِبُه أَمثالُ هُدْبِ الدَّرانِكِ وَيُقَالُ: هُدْبةُ الثوبِ والأَرْطَى، وهُدْبُه؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: أَعْلى ثَوْبِه هُدَبُ وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الهَدَبُ مِنَ النَّبَاتِ مَا لَيْسَ بِوَرَقٍ، إِلا أَنه يَقُومُ مَقَامَ الوَرَق. وأَهْدَبَتْ أَغْصانُ الشَّجرة، وهَدِبَتْ، فَهِيَ هَدْباءُ: تَهَدَّلَتْ مِنْ نَعْمَتِها، واسْتَرْسَلَتْ؛ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: وَلَيْسَ هَذَا مِنْ هَدَبِ الأَرْطَى وَنَحْوِهِ؛ والهَدَبُ: مَصْدَرُ الأَهْدَب والهَدْباءِ؛ وَقَدْ هَدِبَتْ هَدَباً إِذا تَدَلَّتْ أَغْصانُها مِنْ حَوالَيْها. وَفِي حَدِيثِ المُغِيرة: لَهُ أُذُنٌ هَدْباءُ أَي مُتَدَلِّية مُسْتَرْخِيَة. وهَدَبَ الشيءَ إِذا قَطَعَه. وهَدَّبَ الثمرةَ تَهْديباً، واهْتَدَبَها: جَناها. وَفِي حَدِيثِ خَبَّابٍ: ومنَّا مَن أَيْنَعَتْ لَهُ ثَمَرتُه، فَهُوَ يَهْدِبُها ؛ مَعْنَى يَهْدِبُها أَي يَجْنِيها ويَقْطِفُها، كَمَا يَهْدِبُ الرجلُ هَدَبَ الغَضا والأَرْطى. قَالَ الأَزهري: والعَبَلُ مثلُ الهَدَب سَوَاءً. وهَدَبَ الناقةَ يَهْدِبُها هَدْباً: احْتَلَبَها، والهَدْبُ، جَزْمٌ: ضَرْبٌ مِنَ الحَلَبِ؛ يُقَالُ: هَدَبَ الحالبُ الناقةَ يَهْدِبُها هَدْباً إِذا حَلَبَها؛ رَوَى الأَزهري ذَلِكَ عَنِ ابْنِ السِّكِّيتِ؛ وَقَوْلَ أَبي ذؤَيب: يَسْتَنُّ فِي عُرُضِ الصَّحْراءِ فائِرُه، ... كأَنَّه سَبِطُ الأَهْدابِ، مَمْلُوحُ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ، قِيلَ فِيهِ: الأَهْدابُ الأَكْتافُ، قَالَ: وَلَا أَعْرِفُه. الأَزهري: أَهْدَبَ الشجرُ إِذا خَرَجَ هُدْبُهُ، وَقَدْ هَدَبَ الهَدَبَ يَهْدِبُه إِذا أَخَذَه مِنْ شَجره؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: عَلَى جَوانِبه الأَسْباطُ والهَدَبُ والهَيْدَبُ: ثَدْيُ المرأَة ورَكَبُها إِذا كَانَ مُسْتَرْخِياً، لَا انْتِصابَ لَهُ، شُبِّهَ بهَيْدَبِ السَّحابِ، وَهُوَ مَا تَدَلى مِنْ أَسافله إِلى الأَرض. قَالَ: وَلَمْ أَسمع الهَيْدَبَ فِي صِفَةِ الودْق المُتَّصِل، (1/781) وَلَا فِي نَعْتِ الدَّمْعِ، والبيتُ، الَّذِي احْتَجَّ بِهِ اللِّيْثُ، مَصْنُوع لَا حُجَّة بِهِ. وبيتُ عَبيدٍ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الهَيْدَبَ مِنْ نَعْتِ السَّحابِ؛ وَهُوَ قَوْلُهُ: دانٍ مُسِفٌّ فُوَيْقَ الأَرضِ هَيْدَبُه والهَيْدَبُ والهُدُبُّ مِنَ الرِّجَالِ: العَيِيُّ الثَّقيلُ، وَقِيلَ: الأَحْمَقُ؛ وَقِيلَ: الهَيْدَبُ الضَّعِيفُ. الأَزهري: الهَيْدَبُ العَبامُ مِنَ الأَقْوام، الفَدْمُ الثَّقِيلُ؛ وأَنشد لأَوْسِ بنِ حَجَر شَاهِدًا عَلَى العَبامِ العَيِيِّ الثَّقيل: وشُبِّهَ الهَيْدَبُ العَبامُ مِنَ ... الأَقْوامِ، سَقْباً مُجَلِّلًا فَرَعا قَالَ: الهَيْدَبُ مِنَ الرِّجَالِ الْجَافِي الثقيلُ، الْكَثِيرُ الشَّعَر؛ وَقِيلَ: الهَيْدَبُ الَّذِي عَلَيْهِ أَهْدابٌ تَذَبْذَبُ مِنْ بِجادٍ أَو غَيْرِهِ، كأَنها هَيْدَبٌ مِنْ سَحاب. والهَيْدَبى: ضَرْبٌ مِنْ مَشْي الخَيْل. والهُدْبةُ والهُدَبةُ، الأَخيرَةُ عَنْ كُرَاعٍ: طُوَيئِرٌ أَغْبَرٌ يُشْبِه الهامَة، إِلا أَنه أَصْغَرُ مِنْهَا. وهُدْبَةُ: اسْمُ رَجُل. وابنُ الهَيْدَبى: مِنْ شُعَراء الْعَرَبِ. وهَيْدَبٌ: فرسُ عَبْدِ عَمْرو بنِ راشِدٍ. وهِنْدَبٌ، وهِنْدَبا، وهِنْدَباة: بَقْلَةٌ؛ وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: الهِنْدِبا، بِكَسْرِ الدال، يمدّ ويقصر. هذب: التَّهْذيبُ: كالتَّنْقِيةِ. هَذَبَ الشيءَ يَهْذِبُه هَذْباً، وهَذَّبه: نَقَّاه وأَخْلصه، وَقِيلَ: أَصْلَحه. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: التَّهْذيبُ فِي القِدْحِ العَملُ الثَّانِي، والتَّشْذيبُ الأَوَّل، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. والمُهَذَّبُ مِنَ الرِّجَالِ: المُخَلَّصُ النَّقِيُّ مِنَ العُيوب؛ وَرَجُلٌ مُهَذَّبٌ أَي مُطَهَّرُ الأَخْلاقِ. وأَصلُ التهذيبِ: تَنْقِيةُ الحَنْظَل مِنْ شَحْمِه، ومُعالجَةُ حَبِّه، حَتَّى تَذْهَبَ مَرَارَتُه، ويَطيبَ لِآكِلِهِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ أَوْسٍ: أَلم تَرَيا، إِذ جئْتُما، أَنَّ لَحْمَها ... بِهِ طَعْمُ شَرْيٍ، لَمْ يُهَذَّبْ، وحَنْظَلِ وَيُقَالُ: مَا فِي مَوَدَّته هَذَبٌ أَي صَفاءٌ وخُلُوصٌ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: مَعْدِنُك الجَوهَرُ المُهَذَّبُ، ذُو ... الإِبْرِيزِ، بَخٍّ مَا فَوْقَ ذَا هَذَبُ وهَذَبَ النَّخْلَةَ: نَقَّى عَنْهَا اللِّيفَ. وهَذَبَ الشيءُ يَهْذِبُ هَذْباً: سالَ؛ وَقَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ: دِيارٌ عَفَتْها، بَعْدَنا، كلُّ ديمةٍ ... دَرُورٍ، وأُخْرى، تُهْذِبُ الماءَ، ساجِرُ قَالَ الأَزهري: يُقَالُ أَهْذَبَتِ السحابةُ ماءَها إِذا أَسالته بسُرْعة. والإِهذابُ والتَّهذيبُ: الإِسراعُ فِي الطَّيَران، والعَدْوِ، وَالْكَلَامِ؛ قَالَ إمرؤُ الْقَيْسِ: وللزَّجْرِ مِنْهُ وَقْعُ أَخْرَجَ مُهْذِبِ وأَهْذَبَ الإِنسانُ فِي مَشْيِه، والفَرسُ فِي عَدْوِه، والطائرُ فِي طَيَرانِه: أَسْرَعَ؛ وقولُ أَبي العِيالِ: ويَحْمِلُه حَمِيمٌ ... أَرْيَحِيٌّ، صادِقٌ هَذِبُ هُوَ عَلَى النَّسَب أَي ذُو هَذْبٍ؛ وَقَدْ قِيلَ فِيهِ: هَذَبَ وأَهْذَبَ وهَذَّبَ، كلُّ ذَلِكَ مِنَ الإِسراع. وَفِي حَدِيثِ سَرِيَّةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَحْشٍ: إِني أَخْشَى عَلَيْكُمُ الطَّلَبَ، فَهَذِّبُوا أَي أَسْرِعوا السَّيْرَ؛ والاسمُ: الهَيْذَبَى: وَقَالَ ابْنُ الأَنباري: الهَيْذَبى أَن يَعْدُوَ فِي شِقّ؛ وأَنشد: مَشَى الهَيْذَبى فِي دَفِّه ثُمَّ فَرْفَرَا وَرَوَاهُ بَعْضُهُمْ: مَشَى الهِرْبِذا، وهو بِمَنْزِلَةِ الهَيْذَبى. (1/782) وَفِي حَدِيثِ أَبي ذَرٍّ: فجَعَل يُهْذِبُ الرُّكوعَ أَي يُسْرِعُ فِيهِ ويُتابعه. والهَيْذَبى: ضَرْبٌ مِنْ مَشْيِ الْخَيْلِ. الفراءُ: المُهْذِبُ السريعُ، وَهُوَ مِنْ أَسماءِ الشَّيْطانِ؛ وَيُقَالُ لَهُ: المُذْهِبُ أَي المُحَسِّنُ للمَعاصي. وإِبل مَهاذيبُ: سِراعٌ؛ وَقَالَ رؤْبة: ضَرْحاً، وَقَدْ أَنْجَدْنَ مِنْ ذاتِ الطُّوَقْ، ... صَوادِقَ العَقْبِ، مَهاذيبَ الوَلَقْ والطائرُ يُهاذِبُ فِي طَيَرانِه: يَمُرُّ مَرّاً سَريعاً؛ حَكَاهُ يَعْقُوبُ، وأَنشد بيتَ أَبي خِراشٍ: يُبادِرُ جُنْحَ اللَّيلِ، فَهُوَ مُهاذِبٌ، ... يَحُثُّ الجَناحَ بالتَّبَسُّطِ والقَبْضِ وَقَالَ أَبو خِرَاشٍ أَيضاً: فهَذَّبَ عَنْها مَا يَلي البَطْنَ، وانْتَحَى ... طَريدةَ مَتْنٍ بَيْنَ عَجْبٍ وكاهِلِ قَالَ السُّكَّرِيُّ: هَذَّبَ عنها فَرَّقَ. هذرب: الهَذْرَبَةُ «2» : كثرةُ الْكَلَامِ في سُرْعة. هرب: الهَرَبُ: الفِرارُ. هَرَبَ يَهْرُبُ هَرَباً: فَرَّ، يَكونُ ذَلِكَ للإِنسان، وَغَيْرِهِ مِنَ أَنواع الْحَيَوَانِ. وأَهْرَبَ: جَدَّ فِي الذَّهابِ مَذْعُوراً؛ وَقِيلَ: هُوَ إِذا جَدَّ فِي الذَّهَابِ مَذْعُوراً، أَو غيرَ مَذْعور؛ وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: يَكُونُ ذَلِكَ للفَرَس وَغَيْرِهِ مِمَّا يَعْدُو؛ وهَرَّبَ غيرَه تَهْريباً. وَقَالَ مرَّة: جاءَ مُهْرِباً أَي جَادًّا فِي الأَمْرِ؛ وَقِيلَ: جاءَ مُهْرِباً إِذا أَتاك هارِبا فَزِعاً؛ وفلانٌ لَنَا مَهْرَبٌ. وأَهْرَبَ الرجلُ إِذا أَبْعَدَ فِي الأَرض؛ وأَهْرَبَ فلانٌ فُلَانًا إِذا اضْطَرَّه إِلى الهَربِ. وَيُقَالُ: هَرَبَ مِنَ الوَتِدِ نِصْفُه فِي الأَرض أَي غابَ؛ قَالَ أَبو وَجْزَةَ: ومُجْنَأً كإِزاءِ الحَوْضِ مُنْثَلِماً، ... ورُمَّةً نَشِبَتْ فِي هارِبِ الوَتِدِ «3» وساحَ فُلَانٌ فِي الأَرضِ وهَرَبَ فِيهَا. قَالَ: وَقَالَ بَعْضُهُمْ: أَهْرَبَ فلانٌ أَي أَغْرَقَ فِي الأَمْر. الأَصمعي، فِي نَفْيِ الْمَالِ: مَا لَه هارِبٌ وَلَا قارِبٌ أَي صادرٌ عَنِ الماءِ وَلَا وارِد؛ وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: مَعْنَاهُ مَا لَهُ شيءٌ، وَمَا لَهُ قَوْمٌ؛ قَالَ: وَمِثْلُهُ مَا لَهُ سَعْنةٌ وَلَا مَعْنَةٌ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: الهارِبُ الَّذِي صَدَر عَنِ الماءِ؛ قَالَ: والقارِبُ الَّذِي يَطْلُبُ الماءَ. وَقَالَ الأَصمعي فِي قَوْلِهِمْ مَا لَه هارِبٌ وَلَا قارِبٌ: مَعْنَاهُ لَيْسَ لَهُ أَحَدٌ يَهْرُبُ مِنْهُ، وَلَا أَحدٌ يَقْرُبُ مِنْهُ أَي فَلَيْسَ هُوَ بشيءٍ؛ وَقِيلَ: مَعْنَاهُ مَا لَه بَعِيرٌ يَصْدُرُ عَنِ الماءِ، وَلَا بَعِيرٌ يَقْرُبُ الماءَ. وَفِي الْحَدِيثِ: قَالَ لَهُ رَجُلٌ: مَا لِي وَلِعِيَالِي هارِبٌ وَلَا قارِبٌ غيرَها أَي مَا لِي بعيرٌ صادرٌ عَنِ الْمَاءِ، وَلَا واردٌ سِوَاهَا، يَعْنِي ناقتَه. ابْنُ الأَعرابي: هَرِبَ الرجُلُ إِذا هَرِمَ؛ وأَهْرَبَتِ الريحُ مَا عَلَى وجهِ الأَرض مِنْ التُّراب والقَمِيم وَغَيْرِهِ إِذا سَفَتْ بِهِ. والهُرْبُ: الثَّرْبُ، يَمَانِيَةٌ. وهَرَّابٌ ومُهْرِبٌ: اسْمَانِ. وهارِبةُ البَقْعاءِ: بَطْنٌ. هرجب: الهِرْجابُ مِنَ الإِبل: الطويلةُ الضَّخْمَةُ؛ قَالَ رُؤْبةُ بنُ العَجَّاج: تَنَشَّطَتْه كُلُّ هِرجابٍ فُنُقْ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: تَرْتِيبُ إِنْشادِه فِي رَجَزِه: تَنَشَّطَتْه كُلُّ مِغْلاةِ الوَهَقْ، ... مَضْبُورَةٍ، قَرْواءَ، هِرْجابٍ، فُنُقْ والمِغْلاةُ: الناقةُ الَّتِي تُبْعِدُ الخَطْوَ. والوَهَقُ: __________ (2) . قوله [الهذربة] قال في التكملة: هي لغة في الهذرمة. (3) . قوله [ومجنأ] أي نؤياً انتهى. تكملة. (1/783) المُباراةُ والمُسايرة. ومَضْبُورَةٌ: مجتمعةُ الخَلْقِ. والقَرْواءُ: الطويلَةُ القَرَى، وَهُوَ الظَّهْر. والفُنُقُ: الفَتِيَّةُ الضَّخْمة؛ وَالْهَاءُ فِي تَنَشَّطَتْه تَعُودُ عَلَى الخَرْق الَّذِي وُصِفَ قَبْلَ هَذَا فِي قَوْلِهِ: وقاتِمِ الأَعْماقِ خاوِي المُخْتَرَقْ وَمَعْنَى تَنَشَّطَتْهُ: قَطَعَتْهُ، وأَسْرَعَتْ قَطْعَه. والهَراجيبُ والهَراجيلُ من الإِبل: الضِّخام؛ قَالَ رؤْبة: مِنْ كُلِّ قَرْواءَ وهِرْجابٍ فُنُقْ وَهُوَ الضَّخْمُ مِنْ كُلِّ شيءٍ؛ وَقِيلَ: الهِرْجابُ الَّتِي امْتَدَّتْ مَعَ الأَرْضِ طُولًا؛ وأَنشد: ذُو العَرْشِ والشَّعْشَعاناتُ الهَراجِيبُ ونَخْلَةٌ هِرجابٌ، كَذَلِكَ؛ قَالَ الأَنْصاري: تَرَى كُلَّ هِرْجابٍ سَحُوقٍ، كأَنَّها ... تَطَلَّى بقَارٍ، أَوْ بأَسْوَدَ ناتِحِ وهِرْجابٌ: اسْمُ مَوضِع؛ أَنشد أَبو الْحَسَنِ: بِهِرْجابَ، مَا دامَ الأَراكُ بِهِ خُضْرا الأَزهري: هِرْجابٌ مَوْضِعٌ؛ قَالَ ابْنُ مُقْبل: فطافَتْ بِنا مُرْشِقٌ جَأْبَةٌ، ... بِهِرجابَ تَنْتابُ سِدْراً، وَضالا هردب: الهِرْدَبُّ والهِرْدَبَّةُ: الجَبانُ الضَّخْمُ، المُنْتَفِخُ الجوفِ الَّذِي لَا فُؤَاد لَهُ؛ وَقِيلَ: هُوَ الجَبانُ الضَّخْمُ، القليلُ العَقْلِ. والهِرْدَبَّةُ: العجوزُ؛ قَالَ: أُفٍّ لِتِلْكَ الدِّلْقِمِ الهِرْدَبَّهْ، ... العَنْقَفِيرِ، الجِلْبِحِ، الطُّرْطُبَّهْ العَنْقَفيرُ والجِلْبِح: المُسِنَّةُ. والطُّرْطُبَّة: الكبيرةُ الثَّدْيَيْنِ. الأَزهري: يُقَالُ لِلرَّجُلِ العَظيمِ الطويلِ الجسمِ هِرْطالٌ وهِرْدَبَّة وهَقَوَّر وقَنَوَّرٌ. والهَرْدَبةُ: عَدْوٌ فِيهِ ثِقَلٌ، وَقَدْ هَرْدَبَ. هرشب: التَّهْذِيبِ فِي الرُّبَاعِيِّ: عَجُوزٌ هِرْشَفَّة، وهِرْشَبَّةٌ، بالفاءِ، والباءِ: باليةٌ، كبيرة. هزب: الهَوْزَبُ: المُسِنُّ، الجَرِيءُ مِنَ الإِبِل؛ وَقِيلَ: الشَّديدُ، القَوِيُّ الجَرْيِ؛ قَالَ الأَعْشَى: أُزْجِي سَراعِيفَ كالقِسِيِّ مِنَ الشَوْحَطِ، ... صَكَّ المُسَفَّعِ الحَجَلا والهَوْزَبَ العَوْدَ أَمْتَطِيهِ بِهَا، ... والعَنْتَريسَ الوَجْناءَ، والجَمَلا وَالْهَاءُ فِي قَوْلِهِ بِهَا، تَعُودُ عَلَى سَراعيف. وأُزْجي: أَسُوقُ. والسَّراعِيفُ: الطِّوالُ مِنَ الإِبِل، الضَّوامِرُ، الخِفافُ، واحدُها سُرْعُوفٌ. وجَعَلها تَصُكُّ الأَرضَ بأَخْفافِها، كصَكِّ الصَّقْرِ المُسَفَّعِ الحَجَلَ. والوَجْناءُ: الغَليظةُ، مأْخوذةٌ مِنَ الوَجْن، وَهُوَ مَا غَلُظَ مِنَ الأَرض. والمُسَفَّعُ: الَّذِي فِي لَوْنِهِ سُفْعة. والهَوْزَبُ: النَّسْرُ، لِسِنِّهِ. والهازِبى: جنسٌ مِنَ السَّمَك. والهَيْزَبُ: الحديدُ. وهَزَّابٌ: اسم رجل. هضب: الهَضْبَةُ: كلُّ جَبَلٍ خُلِقَ مِنْ صخرةٍ واحدةٍ؛ وَقِيلَ: كلُّ صخرةٍ راسيةٍ، صُلْبةٍ، ضَخْمةٍ: هَضْبةٌ؛ وَقِيلَ: الهَضْبةُ والهَضْبُ الجَبَل المنْبَسِطُ، يَنْبَسِطُ عَلَى الأَرض؛ وَفِي التَّهْذِيبِ الهَضْبَةُ؛ وَقِيلَ: هُوَ الجبلُ الطويلُ، المُمْتَنِع، المُنْفَرِدُ، وَلَا تَكُونُ إِلا فِي حُمْرِ الْجِبَالِ، وَالْجَمْعُ هِضابٌ، وَالْجَمْعُ هَضْبٌ، وهِضَبٌ، وهِضابٌ؛ وَفِي حَدِيثٍ قُسٍّ: مَاذَا لنا بهَضْبةٍ؟ الهَضْبةُ: الرَّابِيَةُ. وَفِي حَدِيثِ ذِي المِشْعارِ: وأَهلُ جِنابِ الهَضْبِ ؛ الجِنابُ، بِالْكَسْرِ: اسْمُ مَوْضِعٍ. والأُهْضُوبةُ: كالهَضْبِ، وإِيَّاها كَسَّرَ عَبِيدٌ فِي قَوْلِهِ: نَحْنُ قُدْنا مِنْ أَهاضِيبِ المَلا الْخَيْلَ ... فِي الأَرْسانِ، أَمْثالَ السَّعالي (1/784) وَقَوْلُ الهُذَليِّ: لَعَمْرُ أَبي عَمْرو، لَقَدْ ساقَه المُنى ... إِلى جَدَثٍ، يُورَى لَهُ بالأَهاضِبِ أَراد: الأَهاضِيبَ، فحَذَفَ اضْطراراً. والهَضْبة: المَطْرَةُ الدَّائِمَةُ، العظيمةُ القَطْرِ؛ وَقِيلَ: الدُّفْعةُ مِنْهُ، وَالْجَمْعُ هِضَبٌ، مِثْلُ بَدْرَةٍ وبِدَرٍ، نادرٌ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: فباتَ يُشْئِزهُ فَأْدٌ، ويُسْهِرُه ... تَذَؤُّبُ الرِّيحِ، والوَسْواسُ، والهِضَبُ وَيُرْوَى: والهَضَبُ، وَهُوَ جَمْعُ هاضِبٍ، مِثْلُ تابعٍ وتَبَعٍ، وباعدٍ وبَعَدٍ، وَهِيَ الأُهْضُوبةُ. الْجَوْهَرِيُّ: والأَهاضِيبُ واحدُها هِضابٌ، وواحدُ الهِضابِ هَضْبٌ، وَهِيَ جَلَباتُ القَطْرِ، بَعْدَ القَطْرِ؛ وَتَقُولُ: أَصابتهم أُهْضوبةٌ مِنَ الْمَطَرِ، وَالْجَمْعُ الأَهاضِيبُ. وهَضَبَتْهم السماءُ أَي مَطَرَتْهم. وَفِي حَدِيثِ لَقِيطٍ: فأَرْسِل السَّمَاءَ بهَضْبٍ أَي مَطَرٍ، ويُجْمَع عَلَى أَهْضابٍ ثُمَّ أَهاضِيبَ، كقَوْلٍ وأَقْوالٍ وأَقاويلَ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: تَمْريهِ الجَنُوبُ دِرَرَ أَهاضِيبِه ؛ وَفِي وَصْفِ بَنِي تَمِيمٍ: هَضْبةٌ حَمْراءُ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: قِيلَ أَراد بالهَضْبة المَطْرةَ الْكَثِيرَةَ القَطر؛ وَقِيلَ: أَراد بِهِ الرابيةَ. وهَضَبَتِ السماءُ: دامَ مَطَرُها أَياماً لَا يُقْلِعُ. وهَضَبَتْهُم: بلَّتْهم بَلَلًا شَدِيدًا. وَقَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: الهَضْبَةُ دَفْعةٌ وَاحِدَةٌ مِنْ مَطَرٍ، ثُمَّ تَسْكُن، وَكَذَلِكَ جَرْية واحدةٌ؛ وأَنشد للكُمَيْت يَصِفُ فَرَساً: مُخَيَّفٌ، بعضُه وَرْدٌ، وسائِرُهُ ... جَوْنٌ، أَفانِينُ إِجْرِيَّاه، لَا هَضَبُ وإِجْرِيَّاه: جَرْيُه، وعادَةُ جَرْيِهِ. أَفانينُ أَي فُنُونٌ وأَلْوانٌ. لَا هَضَبُ: لَا لَوْنٌ واحِدٌ. وهَضَبَ فلانٌ فِي الْحَدِيثِ إِذا انْدَفَعَ فِيهِ، فأَكثر؛ قَالَ الشَّاعِرُ: لَا أُكْثِرُ القَوْلَ فِيمَا يَهْضِبُونَ بِهِ، ... مِنَ الكلامِ، قليلٌ مِنْهُ يَكْفينِي وهَضَبَ القومُ واهْتَضَبوا فِي الْحَدِيثِ: خاضُوا فِيهِ دُفْعةً بَعْدَ دُفْعةٍ، وارْتَفَعَتْ أَصواتُهم؛ يُقَالُ: أَهْضِبُوا يَا قَوْم أَي تَكَلَّموا. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّ أَصحابَ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانُوا مَعَهُ فِي سَفَر، فعَرَّسوا وَلَمْ يَنْتبِهوا حَتَّى طَلَعَتِ الشمسُ، والنبيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نَائِمٌ، فَقَالُوا: أَهْضِبُوا ؛ مَعْنَى أَهْضِبُوا: تَكَلَّمُوا، وأَفِيضُوا فِي الْحَدِيثِ لِكَيْ يَنْتَبِهَ رسولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بِكَلَامِهِمْ؛ يُقَالُ: هَضَبَ فِي الْحَدِيثِ وأَهْضَبَ إِذا انْدَفَعَ فِيهِ؛ كَرِهُوا أَن يُوقِظُوه، فأَرادوا أَن يَسْتَيْقِظَ بِكَلَامِهِمْ. وَيُقَالُ اهْتَضَبَ إِذا فَعَلَ ذَلِكَ؛ وَقَالَ الكُمَيْتُ يَصِفُ قَوْساً: فِي كَفِّه نَبْعةٌ مُوَتَّرَةٌ، ... يَهْزِجُ إِنباضُها، ويَهْتَضِبُ أَي يُرِنُّ فيُسْمَعُ لرَنِينِه صَوْتٌ. أَبو عَمْرٍو: هَضَبَ وأَهْضَبَ، وضَبَّ وأَضَبَّ: كلُّه كلامٌ فِيهِ جَهارةٌ. وَفِي النَّوَادِرِ: هَضَبَ القومُ، وضَهَبُوا، وهَلَبُوا، وأَلَبُوا، وحَطَبوا: كلُّه الإِكْثارُ، والإِسراعُ؛ وقولُ أَبي صَخْرٍ الْهُذَلِيِّ: تَصابَيْتُ حَتَّى الليلِ، منهنَّ رَغْبَتي، ... رَوانيَ فِي يَوْمٍ، مِنَ اللَّهْوِ، هاضِبِ مَعْنَاهُ: كَانُوا قَدْ هَضَبُوا فِي اللُّهْوِ؛ قَالَ: وَهَذَا لَا يَكُونُ إِلا عَلَى النَّسَب أَي ذِي هَضْبٍ. ورجلٌ هَضْبةٌ أَي كَثِيرُ الْكَلَامِ. والهَضْبُ: الضَّخْمُ مِنَ الضِّبابِ وَغَيْرِهَا. وسُرِقَ لأَعْرابيةٍ ضَبٌّ، فحُكِمَ (1/785) لَهَا بضَبٍّ مِثْلِهِ، فَقَالَتْ: لَيْسَ كَضَبِّي، ضَبِّي ضَبٌّ هِضَبٌّ؛ والهِضَبُّ: الشديدُ الصُّلْبُ مثلُ الهِجَفِّ. والهِضَبُّ مِنَ الخَيْل: الكثيرُ العَرَق؛ قَالَ طَرَفَةُ: منْ عَناجِيجَ ذُكُورٍ وُقُحٍ، ... وهِضَبَّاتٍ، إِذا ابْتَلَّ العُذَرْ والوُقُح: جَمْعُ وَقاحٍ، لِلْحَافِرِ الصُّلْب. والعَناجِيجُ: الجِيادُ مِنَ الْخَيْلِ، واحدُها عُنْجُوجٌ. هقب: الهَقْبُ: السَّعَة. وَرَجُلٌ هِقَبٌّ: واسعُ الحَلْقِ، يَلْتَقِمُ كُلَّ شيءٍ. والهِقَبُّ: الضَّخْمُ فِي طُولٍ وجِسمٍ، وخصَّ بعضُهم بِهِ الفَحْلَ مِنَ النَّعام. قَالَ الأَزهري، قَالَ اللَّيْثَ: الهِقَبُّ الضَّخْمُ الطويلُ مِنَ النَّعام؛ وأَنشد: مِنَ المُسُوحِ هِقَبٌّ شَوْقَبٌ خَشِبُ وهِقَبْ: مِنْ زَجْرِ الْخَيْلِ. هكب: الأَزهري: رَوَى ثَعْلَبٌ عَنِ ابْنِ الأَعرابي: الهَكْبُ الاسْتِهْزاءُ، أَصلُه هَكْمٌ، بِالْمِيمِ. هلب: الهُلْبُ الشَّعَرُ كُلُّه؛ وَقِيلَ: هُوَ فِي الذَّنَبِ وحْدَه؛ وَقِيلَ: هُوَ مَا غَلُظَ مِنَ الشعَر؛ زَادَ الأَزهري: كشَعَرِ ذَنَبِ الناقةِ. الْجَوْهَرِيُّ: الهُلْبةُ شَعَرُ الخِنْزيرِ الَّذِي يُخْرَزُ بِهِ، وَالْجَمْعِ الهُلْبُ. والأَهْلَبُ: الفَرَسُ الكثيرُ الهُلْبِ. وَرَجُلٌ أَهْلَبُ: غليظُ الشَّعَر. وَفِي التَّهْذِيبِ: رَجُلٌ أَهْلَبُ إِذا كَانَ شَعَرُ أَخْدَعَيْهِ وجَسَدِه غِلاظاً. والأَهْلَبُ: الكثيرُ شَعَر الرأْس والجسدِ. والهُلْبُ: أَيضاً: الشَّعَر النابتُ عَلَى أَجْفانِ العَيْنَيْن. والهُلْبُ: الشَّعَر تَنْتِفُه مِنَ الذَّنَب، واحدَتُه هُلْبة. والهُلَبُ: الأَذْنابُ والأَعْرافُ المَنْتُوفةُ. وهَلَبَ الفَرَسَ هَلْباً، وهَلَّبَه: نَتَفَ هُلْبَه، فَهُوَ مَهْلُوبٌ ومُهَلَّبٌ. والمُهَلَّبُ: اسمٌ، وَهُوَ مِنْهُ؛ وَمِنْهُ سُمِّي المُهَلَّبُ بنُ أَبي صُفْرَة أَبو المَهالِبة. فمُهَلَّبٌ عَلَى حارثٍ وعباسٍ، والمُهَلَّبُ عَلَى الحَارث والعَبَّاس. وانْهَلَبَ الشَّعرُ، وتَهَلَّبَ: تَنَتَّفَ. وفرسٌ مَهْلُوبٌ: مُسْتَأْصَلُ شَعْرِ الذَّنَبِ، قَدْ هُلِبَ ذَنَبُه أَي اسْتُؤْصِلَ جَزّاً. وذَنَبٌ أَهْلَبُ أَي مُنْقَطِعٌ؛ وأَنشد: وإِنَّهُمُ قدْ دَعَوْا دَعْوَةً، ... سَيَتْبَعُها ذَنَبٌ أَهْلَبُ أَي مُنْقَطِعٌ عَنْكُمْ، كَقَوْلِهِ: الدُّنْيا وَلَّت حَذَّاءَ أَي مُنْقَطِعَةً. والأَهْلَبُ: الَّذِي لَا شَعَر عَلَيْهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: إنَّ صاحبَ رايةِ الدَّجَّالِ، فِي عَجْبِ ذَنَبه مثلُ أَلْيةِ البَرَقِ، وَفِيهَا هَلَباتٌ كهَلَبات الفَرَس أَي شَعَراتٌ، أَو خُصَلاتٌ مِنَ الشَّعر. وَفِي حَدِيثِ مُعاوية: أَفْلَت وانْحَصَّ الذَّنَب، فَقَالَ: كَلَّا إِنه لَبِهُلْبه ؛ وَفَرَسٌ أَهْلَبُ وَدَابَّةٌ هَلْباءُ. وَمِنْهُ حَدِيثُ تَميم الدَّاريِّ: فلَقِيَهم دابةٌ أَهْلَبُ ؛ ذَكَّرَ الصفةَ، لأَنَّ الدَّابَّةَ تَقَعُ عَلَى الذَّكَرِ والأُنثى. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَمْرٍو: الدابةُ الهَلْباءُ الَّتِي كَلَّمت تمِيماً هِيَ دابةُ الأَرضِ الَّتِي تُكَلِّمُ الناسَ ، يَعْنِي بِهَا الجَسَّاسةَ. وَفِي حَدِيثِ المُغِيرة: ورَقَبَةٌ هَلْباءُ أَي كثيرةُ الشَّعر. وَفِي حَدِيثِ أَنسٍ: لَا تَهْلُبُوا أَذْنابَ الخَيل أَي لَا تَسْتَأْصِلُوها بالجَزِّ والقَطْع. والهَلَبُ: كثرةُ الشَّعَر؛ رجلٌ أَهْلَبُ وامرأَةٌ هَلْباءُ. والهَلْباءُ: الاسْتُ، اسْمٌ غالبٌ، وأَصلُه الصفةُ. ورجلٌ أَهْلَبُ العَضْرَطِ: فِي اسْتِه شَعَرٌ، يُذْهَبُ بِذَلِكَ إِلى اكتِهالِهِ وتَجْرِبَتِه؛ حَكَاهُ ابنُ الأَعرابي، وأَنشد: مَهْلًا، بَني رُومانَ بعضَ وَعِيدِكُمْ ... وإِيَّاكُمُ والهُلْبَ مِنَّا عَضارِطا (1/786) وَرَجُلٌ هَلِبٌ: نابتُ الهُلْبِ. وَفِي الْحَدِيثِ: لأَنْ يَمْتَلِئَ مَا بَينَ عانَتي وهُلْبَتي ؛ الهُلْبة: مَا فوقَ العانةِ إِلى قَرِيبٍ مِنَ السُّرَّة. والهَلِبُ: رجلٌ كَانَ أَقْرَع، فمَسَح سيدُنا رسولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يدَه عَلَى رأْسه فنَبَت شَعَرُه. وهُلْبَةُ الشِّتاءِ: شِدَّتُه. وأَصابَتْهم هُلْبةُ الزَّمَانِ: مثلُ الكُلْبة، عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. وَوَقَعْنا فِي هُلْبةٍ هَلباءَ أَي فِي داهيةٍ دَهْياءَ، مِثْلُ هُلْبة الشِّتاءِ. وعامٌ أَهْلَبُ أَي خَصِيبٌ، مثلُ أَزَبَّ، وَهُوَ عَلَى التَّشْبِيهِ. والهَلَّابةُ: الرِّيحُ البارِدَةُ مَعَ قَطْرٍ. ابْنُ سِيدَهْ: والهَلَّابُ رِيحٌ بَارِدَةٌ مَعَ مَطَرٍ، وَهُوَ أَحدُ مَا جاءَ مِنَ الأَسماءِ عَلَى فَعَّالٍ كالجَبَّانِ والقَذَّافِ؛ قَالَ أَبو زُبَيْدٍ «4» : هَيْفاءُ مُقْبِلةً، عَجْزاءُ مُدْبرَةً، ... مَحْطُوطَةٌ، جُدِلَتْ، شَنْباءُ أَنْيابا تَرْنُو بعَيْنَيْ غَزالٍ، تَحْتَ سِدْرَتِه ... أَحَسَّ، يَوْمًا، مِنَ المَشْتَاتِ، هَلَّابا هَلَّابا: هاهنا بدلٌ مِنْ يَوْمٍ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: أَتى سِيبَوَيْهِ بِهَذَا الْبَيْتِ شَاهِدًا عَلَى نَصْبِ قَوْلِهِ أَنيابا، عَلَى التَّشْبِيهِ بِالْمَفْعُولِ بِهِ، أَو عَلَى التَّمْيِيزِ. وَمُقْبِلَةً نُصِبَ عَلَى الْحَالِ، وَكَذَلِكَ مُدْبِرَةٌ، أَي هِيَ هَيْفَاءُ فِي حَالِ إِقبالها، عَجْزَاءُ فِي حَالِ إِدبارها، والهَيَفُ: ضُمْرُ البَطْن. والمَحْطوطة: المَصْقُولة؛ يُرِيدُ أَنها بَرَّاقةُ الجِسْمِ. والمِحَطُّ: خَشَبَةٌ يُصْقَلُ بِهَا الجُلُود. والمَجْدُولةُ: الَّتِي لَيْسَتْ برَهْلة مُسْتَرْخيةِ اللَّحْمِ. والشَّنَبُ: بَرْدٌ فِي الأَسْنان، وعُذُوبةٌ فِي الرِّيقِ. والهَلَّابةُ: الرِّيحُ الباردةُ. وهَلَبَتْهم السماءُ تَهْلُبُهم هَلْباً: بَلَّتْهم. وَفِي حَدِيثِ خَالِدٍ «5» : مَا مِنْ عَمَلِي شيءٌ أَرْجى عِنْدي بَعْدَ لَا إِله إِلَّا اللَّهُ، مِنْ ليلةٍ بِتُّها، وأَنا مُتَتَرِّسٌ بتُرْسِي، والسماءُ تَهْلُبني أَي تَبُلُّني وتُمْطِرُني. وَقَدْ هَلَبَتْنا السماءُ إِذا مَطَرَتْ بجَودٍ. التَّهْذِيبُ: يُقَالُ هَلَبَتْنا السماءُ إِذا بَلَّتْهم بشيءٍ مِنْ نَدًى، أَو نَحْوِ ذَلِكَ. ابْنُ الأَعرابي: الهَلُوبُ الصِّفَةُ المحمودةُ، أُخِذَتْ مِنَ الْيَوْمِ الهَلَّابِ إِذا كَانَ مَطَرُه سَهْلًا لَيِّناً دائِماً غَيرَ مُؤْذٍ؛ والصِّفةُ المَذْمُومة أُخِذَتْ مِنَ الْيَوْمِ الهَلَّابِ إِذا كَانَ مَطَرُه ذَا رَعْدٍ، وبَرْقٍ، وأَهوالٍ، وهَدْم لِلْمَنَازِلِ. ويومٌ هَلَّابٌ، وعامٌ هَلَّابٌ: كَثِيرُ المَطَر وَالرِّيحِ. الأَزهري فِي تَرْجَمَةِ حلب: يَوْمٌ حَلَّابٌ، وَيَوْمٌ هَلَّابٌ، وَيَوْمٌ هَمَّامٌ، وصَفْوانُ، ومِلْحانُ، وشِيبانُ؛ فأَمَّا الهَلَّابُ: فاليابِسُ بَرْداً، وأَما الحَلَّابُ: فَفِيهِ نَدًى، وأَما الهَمَّام: فَالَّذِي قَدْ هَمَّ بالبَرْد. قَالَ: والهَلْبُ تَتابُع القَطْر؛ قَالَ رُؤْبَةُ: والمُذْرِياتُ بالدَّوَارِي حَصْبا ... بِهَا جُلالا، ودُقاقاً هَلْبا وَهُوَ التَّتابُعُ والمَرُّ. الأُمَوِيُّ: أَتَيْتُه فِي هُلْبة الشِّتاءِ أَي فِي شِدَّة بَرْدِه. أَبو يَزيدَ الغَنَوِيُّ: فِي الكانونِ الأَول الصِّنُّ والصِّنَّبْرُ والمَرْقِيُّ فِي القَبْر، وَفِي الْكَانُونِ الثَّانِي هَلَّابٌ ومُهَلَّبٌ وهَلِيبٌ يَكُنَّ فِي هُلْبةِ الشَّهْر أَي فِي آخِرِهِ. وَمِنْ أَيام الشتاءِ: هالِبُ الشَّعَر ومُدَحْرِجُ البَعَرِ. قَالَ غَيْرُهُ: يُقَالُ هُلْبةُ الشتاءِ وهُلُبَّتُه، بِمَعْنًى وَاحِدٍ. ابْنُ سِيدَهْ: لَهُ أُهْلُوبٌ أَي الْتِهابٌ في __________ (4) . قوله [قال أبو زبيد] أي يصف امرأة اسمها خنساء كما في التكملة (5) . قوله [وفي حديث خالد إلخ] عبارة التكملة وَفِي حَدِيثِ خَالِدِ بْنِ الوليد أنه قال لما حضرته الوفاة: لقد طلبت القتل مظانه فلم يقدر لي إلا أن أموت على فراشي وما من عملي إلخ. (1/787) الشَّدِّ وَغَيْرِهِ، مقلوبٌ عَنْ أُلْهُوبٍ أَو لغةٌ فِيهِ. وامرأَةٌ هَلُوبٌ: تَتَقَرَّبُ مِنْ زَوجِها وتُحِبُّه، وتُقْصِي غيرَه وتَتَباعَدُ عَنْهُ؛ وَقِيلَ: تَتقرَّبُ مِن خِلِّها وتُحِبُّه، وتُقْصِي زَوجَها، ضِدُّ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ الله تعالى عَنْهُ: رَحِمَ اللَّهُ الهَلوبَ؛ يَعني الأُولى، ولَعَنَ اللهُ الهَلُوبَ ؛ يَعْني الأُخرى؛ وَذَلِكَ مِنْ هَلَبْتُه بِلِسَانِيِّ إِذا نِلْتَ مِنْهُ نَيْلًا شَدِيدًا، لأَن المرأَة تَنالُ إِما مِنْ زَوْجِهَا وإِما مِنْ خِدْنِها، فتَرَحَّمَ عَلَى الأُولى ولَعَنَ الثانيةَ. ابْنُ شُمَيْلٍ: يُقَالُ إِنه ليَهْلِبُ الناسَ بلِسانه إِذا كَانَ يَهْجُوهم ويَشْتُمهم. يُقَالُ: هُوَ هَلَّابٌ أَي هَجَّاءٌ، وَهُوَ مُهَلَّبٌ أَي مَهْجُوٌّ. وَقَالَ خَلِيفَةٌ الحُصَيْنِيُّ: يُقَالُ رَكِبَ كلٌّ مِنْهُمْ أُهْلُوباً مِنَ الثَّناءِ أَي فَنّاً، وَهِيَ الأَهالِيبُ؛ وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: هِيَ الأَسالِيبُ، وَاحِدُهَا أُسْلُوبٌ. أَبو عُبَيْدٍ: الهُلابةُ غُسالة السَّلى، وَهِيَ فِي الحُوَلاءِ، والحُوَلاءُ رأْسُ السَّلى، وَهِيَ غِرْسٌ، كقَدْرِ القَارورةِ، تَراها خَضْراء بَعْدَ الوَلدِ، تُسَمَّى هُلابَةَ السِّقْيِ. وَيُقَالُ: أَهْلَبَ فِي عَدْوِه إِهْلاباً، وأَلْهَبَ إِلهاباً، وعَدْوُه ذُو أَهالِيبَ. وَفِي نَوَادِرِ الأَعراب: اهْتَلَبَ السيفَ مِنْ غِمْده وأَعْتَقَه وامْتَرقَه واخْتَرَطَه إِذا اسْتَلَّه. وأُهْلُوبٌ: فرسُ رَبِيعَةَ بْنِ عَمْرٍو. هلجب: التَّهْذِيبُ: الهِلْجابُ الضَّخْمَةُ مِنَ القُدورِ، وَكَذَلِكَ العَيْلَمُ. هلقب: الأَزهري، أَبو عَمْرٍو: جُوعٌ هُنْبُغٌ وهِنْباغٌ وهِلَّقْسٌ، وهِلَّقْبٌ أَي شديدٌ. هنب: امرأَة هَنْباءُ: وَرْهاءُ، يُمَدُّ ويُقْصَر؛ وَرَوَى الأَزهري عَنْ أَبي خَلِيفة أَن مُحَمَّدَ بْنَ سَلَّام أَنشده لِلنَّابِغَةِ الجَعْدِيِّ: وشَرُّ حشْوِ خِباءٍ، أَنتَ مُولِجُه، ... مَجْنُونةٌ هُنَّباءٌ، بنتُ مَجْنُونِ قَالَ: وهُنَّباءُ مِثْلُ فُعَّلاءُ، بِتَشْدِيدِ العينِ والمَدِّ؛ قَالَ: وَلَا أَعرف فِي كَلَامِ الْعَرَبِ لَهُ نَظِيرًا. قَالَ: والهُنَّباءُ الأَحمق؛ وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: امرأَة هُنَّبا وهُنَّباءُ، يُمَدُّ ويُقْصر. وهِنْبٌ، بِكَسْرِ الهاءِ: اسْمُ رَجُلٍ، وَهُوَ هِنْبُ بنُ أَفْصَى بنِ دُعْمِيِّ بْنِ جَديلةَ بْنِ أَسَد بْنُ ربيعةَ بْنِ نِزار بنِ مَعَدٍّ. وَبَنُو هِنْبٍ: حيٌّ مِنْ رَبيعة. والهَنَبُ، بِالتَّحْرِيكِ: مصدرُ قَوْلِكَ امرأَةٌ هَنْباءُ أَي بَلْهاءُ بَيِّنَةُ الهَنَب. الأَزهري، ابْنُ الأَعرابي: المِهْنَبُ الْفَائِقُ الحُمْقِ؛ قَالَ: وَبِهِ سُمِّي الرَّجُلُ هِنْباً. قَالَ: وَالَّذِي جاءَ فِي الْحَدِيثِ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نَفَى مُخَنَّثَيْن: أَحدهما هِيتٌ، والآخر ماتِعٌ ، إِنما هُوَ هِنْبٌ، فصحَّفه أَصحابُ الْحَدِيثِ، قَالَ الأَزهري: رَوَاهُ الشَّافِعِيُّ وَغَيْرُهُ هِيتٌ، قَالَ: وأَظنه صَوَابًا. هندب: الهِنْدَبُ، والهِنْدَبا، والهِنْدِباءُ والهِنْدَباءُ: كُلُّ ذَلِكَ بَقْلَةٌ مِنْ أَحْرارِ البُقُول، يُمَدُّ ويُقْصر. وَقَالَ كُرَاعٌ: هِيَ الهِنْدَبا، مَفْتُوحُ الدَّالِّ مَقْصُورٌ. والهِنْدَباءُ أَيضاً: مَفْتُوحُ الدَّالِ مَمْدُودٌ؛ قَالَ: وَلَا نَظِيرَ لِوَاحِدٍ مِنْهُمَا. الأَزهري: أَكثر أَهل الْبَادِيَةِ يَقُولُونَ هِنْدَبٌ، وَكُلٌّ صَحِيحٌ. ابْنُ بُزُرْجَ: هَذِهِ هِنْدَباءُ وباقِلاءُ، فأَنَّثُوا ومَدُّوا، وَهَذِهِ كَشُوثاءُ، مؤَنثة. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: وَاحِدُ الهِنْدِباءِ هِنْدِباءَة. وهِنْدابَةُ: اسْمُ امرأَة. هنقب: الهَنْقَبُ: القَصير، وَلَيْسَ بثَبَتٍ. هوب: الهَوْبُ: الرجلُ الكثيرُ الْكَلَامِ، وَجَمْعُهُ أَهْوابٌ. والهَوْبُ: اسمُ النَّارِ. والهَوْبُ: اشْتِعالُ النارِ (1/788) ووَهَجُها؛ يَمَانِيَةٌ. وهَوْبُ الشمسِ: وهَجُها، بِلُغَتِهِمْ. وَتَرَكَتْهُ بِهَوْبٍ دابِرٍ، وهُوبٍ دابِرٍ أَي بِحَيْثُ لَا يُدْرَى أَين هُوَ. والهَوْبُ: البُعْدُ. هيب: الهَيْبةُ: المَهابةُ، وَهِيَ الإِجلالُ والمَخافة. ابْنُ سِيدَهْ: الهَيْبةُ التَّقِيَّةُ مِنْ كُلِّ شيءٍ. هابَهُ يَهابُه هَيْباً ومَهابةً، والأَمْرُ مِنْهُ هَبْ، بِفَتْحِ الهاءِ، لأَن أَصله هابْ، سَقَطَتِ الأَلف لِاجْتِمَاعِ السَّاكِنَيْنِ، وإِذا أَخبرت عَنْ نفسِك قلتَ: هِبْتُ، وأَصله هَيِبْتُ، بِكَسْرِ الياءِ، فَلَمَّا سَكَنَتْ سَقَطَتْ لِاجْتِمَاعِ السَّاكِنَيْنِ ونُقِلَت كَسْرَتُهَا إِلى مَا قَبِلَهَا، فَقِسْ عَلَيْهِ؛ وَهَذَا الشَّيْءُ مَهْيَبةٌ لكَ. وهَيَّبْتُ إِليه الشيءَ إِذا جَعَلْته مَهيباً عِنْدَهُ. وَرَجُلٌ هائِبٌ، وهَيُوبٌ، وهَيَّابٌ، وهَيَّابة، وهَيُّوبة، وهَيِّبٌ، وهَيَّبانٌ، وهَيِّبانٌ؛ قَالَ ثَعْلَبٌ: الهَيَّبانُ الَّذِي يُهابُ، فإِذا كَانَ ذَلِكَ كَانَ الهَيَّبانُ فِي مَعْنَى الْمَفْعُولِ، وَكَذَلِكَ الهَيُوب قَدْ يَكُونُ الهائِبَ، وَقَدْ يَكُونُ المَهِيبَ. الصِّحَاحُ: رَجُلٌ مَهِيبٌ أَي يهابُه الناسُ، وَكَذَلِكَ رَجُلٌ مَهُوبٌ، ومكانٌ مَهُوب، بُنيَ عَلَى قَوْلِهِمْ: هُوبَ الرجلُ، لمَّا نُقِلَ مِنَ الياءِ إِلى الْوَاوِ، فِيمَا لَمْ يُسَمَّ فاعِلُه؛ أَنشد الْكِسَائِيُّ لحُمَيْدِ بْنِ ثَور: ويأْوي إِلى زُغْبٍ مَساكينَ، دونَهُم ... فَلًا، لَا تَخَطَّاه الرِّفاقُ، مَهُوبُ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُ إِنشاده: وتأْوي بالتاءِ، لأَنه يَصِفُ قَطاةً؛ وَقَبْلَهُ: فجاءَتْ، ومَسْقاها الَّذِي وَرَدَتْ بِهِ، ... إِلى الزَّوْر، مَشْدودُ الوَثاقِ، كَتِيبُ والكَتِيبُ: مِنَ الكَتْبِ، وَهُوَ الخَرْزُ؛ وَالْمَشْهُورُ فِي شِعْرِهِ: تَعِيثُ بِهِ زُغْباً مساكينَ دونَهم ومكانٌ مَهابٌ أَي مَهُوبٌ؛ قَالَ أُمَيَّة بْنُ أَبي عَائِذٍ الهُذَليُّ: أَلا يَا لَقَومِ لِطَيْفِ الخَيالْ، ... أَرَّقَ مِنْ نازحٍ، ذِي دَلالْ، أَجازَ إِلينا، عَلَى بُعْدِهِ، ... مَهاوِيَ خَرْقٍ مَهابٍ مَهالْ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَالْبَيْتُ الأَول مِنْ أَبياتِ كِتَابِ سِيبَوَيْهِ، أَتى بِهِ شَاهِدًا عَلَى فَتْحِ اللَّامِ الأُولى، وَكَسْرِ الثَّانِيَةِ، فَرْقًا بَيْنَ المُسْتغاث بِهِ وَالْمُسْتَغَاثِ مِنْ أَجله. والطَّيفُ: مَا يُطِيفُ بالإِنسان فِي الْمَنَامِ مِنْ خَيال مَحْبُوبَتِهِ. والنازحُ: الْبَعِيدُ. وأَرَّقَ: مَنَعَ النَّومَ. وأَجازَ: قَطَع، وَالْفَاعِلُ الْمُضْمَرُ فِيهِ يَعُودُ عَلَى الخَيال. ومَهابٌ: موضعُ هَيْبة. ومَهالٌ: مَوْضِعُ هَوْلٍ. والمَهاوِي: جمعُ مَهْوًى ومَهْواةٍ، لِمَا بَيْنَ الْجَبَلَيْنِ وَنَحْوِهِمَا. والخَرْقُ: الفَلاةُ الْوَاسِعَةُ. والهَيَّبانُ: الجَبانُ. والهَيُوبُ: الجَبانُ الَّذِي يَهابُ الناسَ. وَرَجُلٌ هَيُوبٌ: جَبانٌ يَهابُ مِنْ كلِّ شيءٍ. وَفِي حَدِيثُ عُبَيدِ بْنِ عُمَيْرٍ: الإِيمانُ هَيُوبٌ أَي يُهابُ أَهْلُه، فَعُولٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ، فَالنَّاسُ يَهابونَ أَهلَ الإِيمان لأَنهم يَهابونَ اللهَ ويَخافونَه؛ وَقِيلَ: هُوَ فَعُول بِمَعْنَى فَاعِلٍ أَي إِن المؤمنَ يَهابُ الذُّنوبَ والمعاصِيَ فيَتَّقِيها؛ قَالَ الأَزهري: فِيهِ وَجْهَانِ: أَحدهما أَن الْمُؤْمِنَ يَهابُ الذَّنْبَ فيَتَّقِيه، وَالْآخَرُ: المؤمنُ هَيُوبٌ أَي مَهْيُوبٌ، لأَنه يَهابُ اللهَ تَعَالَى، فيَهابُه الناسُ، حَتَّى يُوَقِّرُوه؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ: لَمْ يَهَبْ حُرْمةَ النَّدِيمِ أَي لَمْ يُعَظِّمْها. يُقَالُ: هَبِ الناسَ يَهابوكَ أَي وَقِّرْهُمْ يُوَقِّرُوكَ. (1/789) يُقَالُ: هابَ الشيءَ يَهابُه إِذا خافَه، وإِذا وَقَّرَه، وإِذا عظَّمَهُ. واهْتابَ الشَّيءَ كَهَابَهُ؛ قَالَ: ومَرْقَبٍ، تَسْكُنُ العِقْبانُ قُلَّتَهُ، ... أَشْرَفْتُه مُسْفِراً، والشَّمسُ مُهْتابَهْ وَيُقَالُ: تَهَيَّبَني الشيءُ بِمَعْنَى تَهَيَّبْتُه أَنا. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: تَهَيَّبْتُ الشيءَ وتَهَيَّبَني: خِفْتُه وخَوَّفَني؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِل: وَمَا تَهَيَّبُني المَوْماةُ، أَرْكَبُها، ... إِذا تَجَاوَبَتِ الأَصْداءُ بالسَّحَر قَالَ ثَعْلَبٌ: أَي لَا أَتَهَيَّبُها أَنا، فنَقَلَ الفِعلَ إِليها. وَقَالَ الجَرْمِيُّ: لَا تَهَيَّبُني المَوْماةُ أَي لَا تَمْلأُني مَهابةً. والهَيَّبانُ: زَبَدُ أَفْواهِ الإِبلِ. والهَيَّبانُ: الترابُ؛ وأَنشد: أَكُلَّ يَوْمٍ شِعِرٌ مُسْتَحْدَثُ؟ ... نحْنُ إِذاً، فِي الهَيَّبانِ، نَبْحَثُ والهَيَّبانُ: الرَّاعي؛ عَنِ السِّيرَافِيِّ. والهَيَّبانُ: الكثيرُ مِن كُلِّ شيءٍ. والهَيَّبانُ: المُنْتَفِشُ الخَفيفُ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: تَمُجُّ اللُّغامَ الهَيَّبانَ، كأَنهُ ... جَنَى عُشَرٍ، تَنْفيه أَشداقُها الهُدْلُ وَقِيلَ: الهَيَّبانُ، هُنَا، الْخَفِيفُ النَّحِزُ. وأَورد الأَزهري هَذَا الْبَيْتَ مُسْتَشْهِدًا بِهِ عَلَى إِزبادِ مَشافِرِ الإِبل، فَقَالَ: قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ إِبلًا وإِزْبادها مشافِرَها. قال: وجَنى العُشَرِ يَخْرُجُ مِثْلَ رُمّانة صَغِيرَةٍ، فتَنْشَقُّ عَنْ مِثْلِ القَزّ، فَشَبَّه لُغامَها بِهِ، والبَوادي يَجْعَلُونه حُرَّاقاً يُوقِدُونَ بِهِ النارَ. وهابْ هابْ: مِن زَجْرِ الإِبل. وأَهابَ بالإِبل: دَعاها. وأَهابَ بصاحِبه: دَعاهُ، وأَصله فِي الإِبل. وَفِي حَدِيثِ الدُّعاءِ: وقَوَّيْتَني عَلَى مَا أَهَبْتَ بِي إِليه مِنْ طاعتِكَ. يُقَالُ: أَهَبْتُ بِالرَّجُلِ إِذا دَعَوْتَه إِليك؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ الزُّبَيْرِ فِي بناءِ الْكَعْبَةِ. وأَهابَ الناسَ إِلى بَطْحِه أَي دَعاهم إِلى تَسويَتِه. وأَهابَ الرَّاعِي بغَنَمِه أَي صَاحَ بِهَا لِتَقِفَ أَو لتَرْجِعَ. وأَهاب بِالْبَعِيرِ؛ وَقَالَ طَرَفةُ بْنُ الْعَبْدِ: تَرِيعُ إِلى صَوْتِ المُهِيبِ، وتَتَّقي، ... بذِي خُصَلٍ، رَوْعاتِ أَكلَفَ مُلْبِدِ تَرِيعُ: تَرْجِعُ وتَعُودُ. وتتَّقِي بِذي خُصَل: أَراد بذَنَبٍ ذِي خُصَل. ورَوْعات: فَزَعات. والأَكلَفُ: الفَحْلُ الَّذِي يَشُوبُ حُمْرتَه سَوادٌ. والمُلْبِدُ: الَّذِي يَخطِرُ بذَنَبِه، فيَتَلَبَّد البولُ عَلَى وَرِكَيْه. وهابِ: زَجْرٌ للخَيْل. وهَبِي: مِثلُه أَي أَقْدِمي وأَقْبِلي، وهَلًا أَي قَرِّبي؛ قَالَ الكميت: نُعَلِّمها هَبِي وهَلًا وأَرْحِبْ والهابُ: زَجْرُ الإِبل عِنْدَ السَّوْق؛ يُقَالُ: هابِ هابِ، وَقَدْ أَهابَ بِهَا الرجلُ؛ قَالَ الأَعشى: ويَكْثُرُ فِيهَا هَبِي، واضْرَحِي، ... ومَرْسُونُ خَيْلٍ، وأَعطالُها وأَما الإِهابةُ فَالصَّوْتُ بالإِبل ودُعاؤها، قَالَ ذَلِكَ الأَصمعي وَغَيْرُهُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ ابْنُ أَحمر: إِخالُها سمِعَتْ عَزْفاً، فتَحْسَبُه ... إِهابةَ القَسْرِ، لَيْلًا، حِينَ تَنْتَشِرُ وقَسْرٌ: اسمُ رَاعِي إِبل ابْنِ أَحمر قائلِ هَذَا الشِّعْرِ. قَالَ الأَزهري: وسمعتُ عُقَيْلِيّاً يَقُولُ لأَمَةٍ كَانَتْ تَرْعَى روائدَ خَيْلٍ، فَجَفَلَتْ فِي يَوْمٍ عاصفٍ، فَقَالَ لَهَا: أَلا وأَهِيبي بِهَا، تَرِعْ إِليكِ؛ فجعَل دُعاءَ الْخَيْلِ إِهابةً أَيضاً. قَالَ: وأَما هابِ، فَلَمْ أَسْمَعْه إِلا فِي الْخَيْلِ دُونَ الإِبل؛ وأَنشد بَعْضُهُمْ: والزَّجْرُ هابِ وَهَلًا تَرَهَّبُهْ (1/790) ( فهرس الكتاب - فهرس المحتويات ) لسان العرب فصل الواو وأب: حافرٌ وأْبٌ: شديدٌ، مُنْضَمُّ السَّنابِك، خفيفٌ؛ وَقِيلَ: هُوَ الجَيِّدُ القَدْرِ؛ وَقِيلَ: هُوَ المُقَعَّبُ، الكثيرُ الأَخْذِ مِنَ الأَرض؛ قَالَ الشَّاعِرُ: بكُلِّ وَأْبٍ للحَصَى رَضّاحِ، ... ليسَ بمُصْطَرٍّ، وَلَا فِرْشاحِ وَقَدْ وَأَبَ وَأْباً: التهذيبُ: حافِرٌ وَأْبٌ إِذا كَانَ قَدْراً، لَا وَاسِعًا عَريضاً، وَلَا مَصْرُوراً. الأَزهري: وأَبَ الحافِرُ يَأَبُ وَأْبَةً إِذا انضَمَّتْ سِنابِكُه. وإِنه لَوَأْبُ الْحَافِرِ؛ وحافِرٌ وَأْبٌ: حَفيظٌ. وقَدَحٌ وَأْبٌ: ضَخْمٌ، مُقَعَّب، واسعٌ. وإِناءٌ وَأْبٌ: واسعٌ، والجمعُ أَوْآبٌ؛ وقِدْرٌ وَأْبةٌ: كَذَلِكَ. التَّهْذِيبُ: وقِدْرٌ وَئِيبةٌ، عَلَى فَعيلة، مِن الْحَافِرِ الوَأْبِ. وقِدْرٌ وَئيَّةٌ، بِياءَين، مِن الفَرَس الوَآةِ، وَسَيُذْكُرُ فِي الْمُعْتَلِّ. وَبِئْرٌ وَأْبةٌ: واسعةٌ بَعِيدَةٌ؛ وَقِيلَ: بعيدةُ القَعْرِ فَقَطْ. والوَأْبةُ: النقْرة فِي الصَّخْرَة تُمْسِكُ الْمَاءَ. الْجَوْهَرِيُّ: الوَأْبُ الْبَعِيرُ الْعَظِيمُ. وناقَة وَأْبةٌ: قَصِيرَةٌ عَرِيضَةٌ، وَكَذَلِكَ المرأَة. والوَئيبُ: الرَّغِيبُ. والإِبةُ والتُؤَبةُ، عَلَى الْبَدَلِ، والمَوْئِبةُ: كُلُّهَا الخِزْيُ، والحَياءُ، والانْقِباضُ. والمُوئباتُ، مِثْلُ المُوغِبات، المُخْزِياتُ. والوَأْبُ: الانْقِباضُ والاسْتِحْياءُ. أَبو عُبَيْدٍ: الإِبةُ العَيْب؛ قَالَ ذُو الرُّمَّة يَهْجُو إمرَأَ القَيْسِ، رجُلًا كَانَ يُعادِيه: أَضَعْنَ مَواقِتَ الصَّلَواتِ عَمْداً، ... وحالَفْنَ المَشاعِلَ والجِرَارا إِذا المَرَئيُّ شَبَّ لَهُ بناتٌ، ... عَصَبْنَ برَأْسِه إِبةً وَعَارًا قَالَ ابنُ بَرِّيّ: المَرَئيُّ مَنْسُوب إِلى إمرئِ القَيس، عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ، وَكَأَنَّ قِيَاسَهُ مَرْئيّ، بِسُكُونِ الراءِ، عَلَى وَزْنِ مَرْعِيّ. والمَشاعِلُ: جَمْعُ مِشْعَل، وَهُوَ إِناءٌ مِنْ جُلُود، تُنْتَبَذُ فِيهِ الْخَمْرُ. أَبو عَمْرٍو الشَّيبانيُّ: التُّؤَبَةُ الاستحياءُ، وأَصلُها وُأَبة، مأْخوذٌ مِنَ الإِبَةِ، وَهِيَ العَيْبُ. قَالَ أَبو عَمْرٍو: تَغَدَّى عِنْدِي أَعرابيّ فَصِيحٌ، مِنْ بَنِي أَسَد، فَلَمَّا رَفَعَ يَدَهُ، قُلْتُ لَهُ: ازْدَدْ فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا طعامُك يَا أَبا عَمْرٍو بِذِي تُؤَبةٍ أَي لَا يُسْتَحْيا مِنْ أَكْله، وأَصْلُ التاءِ وَاوٌ. ووَأَب مِنْهُ واتَّأَبَ: خَزِيَ واستَحْيا. وأَوْأَبه، وأَتْأَبَه: رَدَّه بِخِزْيٍ وَعَارٍ، وَالتَّاءُ فِي كُلِّ ذَلِكَ بَدَلٌ مِنَ الْوَاوِ. ونَكَحَ فلانٌ فِي إِبةٍ: وَهُوَ العارُ وَمَا يُسْتَحْيا مِنْهُ، والهاءُ عِوَضٌ مِنَ الْوَاوِ. وأَوْأَبْتُه: رَدَدْتُه عَنْ حَاجَتِهِ. التَّهْذِيبُ: وَقَدِ اتَّأَبَ الرجلُ مِنَ الشيءِ يَتَّئِبُ، فَهُوَ مُتَّئِبٌ: اسْتحيا، افْتِعالٌ؛ قَالَ الأَعشى يَمْدَحُ هَوْذَةَ بنَ عليٍّ الحَنَفِيِّ: مَنْ يَلْقَ هَوْذَةَ يَسْجُدْ غَيرَ مُتَّئِبٍ، ... إِذا تَعَمَّمَ فَوْقَ التَّاج، أَو وَضَعا التَّهْذِيبُ: وَهُوَ افْتِعالٌ، مِن الإِبةِ والوَأْبِ. وَقَدْ وَأَبَ يَئِبُ إِذا أَنِفَ، وأَوْأَبْتُ الرجلَ إِذا فَعَلْتَ بِهِ فِعْلًا يُسْتَحْيا مِنْهُ؛ وأَنشد شَمِرٌ: وإِني لَكَيْءٌ عَنِ المُوئِبات، ... إِذا مَا الرَّطِيءُ انْمأَى مَرْتَؤُهْ الرَّطِيءُ: الأَحْمَقُ. مَرْتَؤُه: حُمْقُه. ووَئِبَ: غَضِبَ، وأَوْأَبْتُه أَنا. والوَأْبةُ، بالباءِ، المُقارِبة الخَلْقِ. وَبَبَ: التَّهْذِيبُ: الوَبُّ: التَّهَيُّؤُ للحَمْلة فِي الْحَرْبِ، يُقَالُ: هَبَّ ووَبَّ إِذا تَهَيَّأَ للحَمْلَة؛ قَالَ الأَزهري: الأَصل فِيهِ أَبَّ، فقُلِبَت الْهَمْزَةُ واواً، وقد مضى. (1/791) وثب: الوَثْبُ: الطَّفْرُ. وَثَبَ يَثِبُ وَثْباً، ووثَباناً، ووُثوباً، ووِثاباً، ووَثيباً: طَفَرَ؛ قَالَ: وَزَعْتُ بكالهِراوة أَعْوَجِيّاً، ... إِذا وَنَتِ الرِّكابُ جَرَى وِثابا وَيُرْوَى وَثابا، عَلَى أَنه فَعَلَ، وَقَدْ تَقدَّم؛ وَقَالَ يَصِفُ كِبْرَهُ: وَمَا أُمِّي وأُمُّ الوحْش، لمَّا ... تَفَرَّعَ فِي مَفارِقِيَ المَشِيبُ؟ فَما أَرْمِي، فأَقْتُلَها بسَهْمِي، ... وَلَا أَعْدُو، فأُدْرِكَ بالوَثِيب يَقُولُ: مَا أَنا والوحشُ؟ يَعْنِي الجَواريَ، وَنَصَبَ أَقْتُلَها وأَدْركَ، عَلَى جَوَابِ الجَحْد بالفاءِ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، يومَ صِفِّينَ: قَدَّمَ للوَثْبَةِ يَداً، وأَخَّرَ للنُّكُوصِ رِجْلًا ، أَي إِنْ أَصابَ فُرْصَةً نَهَضَ إِليها، وإِلَّا رَجَعَ وتَرَك. وَفِي حَدِيثِ هُذَيْل: أَيَتَوَثَّبُ أَبو بَكْرٍ عَلَى وَصِيِّ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ وَدَّ أَبو بَكْرٍ أَنه وَجَدَ عَهْداً مِنْ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأَنه خُزِم أَنفُه بخِزامةٍ أَي يَسْتَوْلي عَلَيْهِ ويظلِمه مَعْنَاهُ: لَوْ كَانَ عَليٌّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، مَعْهوداً إِليه بِالْخِلَافَةِ، لَكَانَ فِي أَبي بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، مِنَ الطَّاعَةِ والانْقياد إِليه، مَا يَكُونُ فِي الجَمَل الذَّلِيلِ، المُنْقاد بخِزامَتهِ. ووَثَبَ وثْبةً وَاحِدَةً، وأَوْثَبْتُه أَنا، وأَوْثَبَه الموضعَ: جَعله يَثِبُه. وواثبَه أَي ساوَرَه. وَيُقَالُ: تَوَثَّبَ فلانٌ فِي ضَيْعةٍ لِي أَي اسْتَوْلى عَلَيْهَا ظُلْمًا. والوَثَبَى: مِنَ الوَثْب. ومَرَةٌ وثَبى: سريعةُ الوَثْبِ. والوَثْبُ: القُعُود، بِلُغَةِ حِمْير. يُقَالُ: ثِبْ أَي اقْعُدْ. ودَخَلَ رَجُل مِنَ العَرب عَلَى مَلِكٍ مِنْ مُلُوكِ حِمْيَر، فَقَالَ لَهُ الملكُ: ثِبْ أَي اقْعُدْ، فوَثَبَ فتَكَسَّر، فَقَالَ الْمَلِكُ: لَيْسَ عِنْدَنَا عَرَبِيَّتْ؛ مَنْ دَخَلَ ظَفارِ حَمَّرَ أَي تكلَّم بالحِمْيَرية؛ وَقَوْلُهُ: عَرَبِيَّت، يُريد العربيةَ، فَوَقَفَ عَلَى الهاءِ بالتاءِ. وَكَذَلِكَ لُغَتُهُمْ، وَرَوَاهُ بعضُهم: لَيْسَ عِنْدَنَا عَرَبيَّة كعَرَبِيَّتكُم. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهُوَ الصَّوَابُ عِنْدِي، لأَنَّ الْمَلِكَ لَمْ يَكُنْ لِيُخْرِجَ نَفْسَه مِنَ الْعَرَبِ، وَالْفِعْلُ كَالْفِعْلِ. والوِثابُ: الفِراشُ، بِلُغَتِهِمْ. وَيُقَالُ وثَّبْتُه وِثاباً أَي فرَشْت لَهُ فِراشاً. وَتَقُولُ: وَثَّبَهُ تَوْثِيباً أَي أَقْعَدَه عَلَى وِسادة، وَرُبَّمَا قَالُوا وثَّبَه وِسَادَةً إِذا طَرَحها لَهُ، ليَقْعُدَ عَلَيْهَا. وَفِي حَدِيثِ فَارِعَةَ، أُخت أُمَيَّة بْنُ أَبي الصَّلْتِ، قَالَتْ: قَدِمَ أَخي مِنْ سَفَرٍ، فوَثَبَ عَلَى سَرِيرِي أَي قَعَدَ عَلَيْهِ واسْتَقَرَّ. والوُثوبُ، فِي غَيْرِ لغةِ حِمْيَرَ: النُّهوضُ والقيامُ. وقَدِمَ عامِرُ بنُ الطُّفَيْلِ عَلَى سَيِّدِنَا رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فوَثَّبَ لَهُ وِسادةً أَي أَقعَدَه عَلَيْهَا؛ وَفِي رِوَايَةٍ: فوَثَّبَه وِسادةً أَي أَلقاها لَهُ. والمِيثَبُ: الأَرضُ السَّهْلة؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ يصفُ نَعامة: قَرِيرَةُ عَينٍ، حينَ فَضَّتْ بخَطْمِها ... خَراشِيَّ قَيْضٍ، بَيْنَ قَوْزٍ ومِيثَبِ ابْنُ الأَعرابي: المِيثَبُ: الجالسُ، والمِيثَبُ: القافِزُ. أَبو عَمْرٍو: المِيثَبُ الجَدْوَلُ. وَفِي نَوَادِرِ الأَعراب: المِيثَبُ مَا ارْتَفَعَ مِنَ الأَرض. والوِثابُ: السَّريرُ؛ وَقِيلَ: السَّرِيرُ الَّذِي لَا يَبْرَحُ المَلِكُ عَلَيْهِ. وَاسْمُ الملِك: مُوثَبَان. والوِثابُ، بِكَسْرِ الْوَاوِ: المَقاعِدُ؛ قَالَ أُمية: بإِذنِ اللَّهِ، فاشْتَدَّتْ قُواهُمْ ... عَلَى مَلْكين، وهْي لهُمْ وِثابُ (1/792) يَعْنِي أَن السماءَ مقاعدُ لِلْمَلَائِكَةِ. والمُوثَبانُ بِلُغَتِهِمْ: الملِكُ الَّذِي يَقْعُد، ويَلْزَم السَّريرَ، وَلَا يَغْزو. والمِيثَبُ: اسْمُ مَوْضِعٍ؛ قَالَ النَّابِغَةُ الجَعْدِيُّ: أَتاهُنَّ أَنَّ مِياهَ الذُّهاب ... فالأَوْرَقِ، فالمِلْحِ، فالمِيثَبِ وجب: وَجَبَ الشيءُ يَجِبُ وُجوباً أَي لزمَ. وأَوجَبهُ هُوَ، وأَوجَبَه اللَّهُ، واسْتَوْجَبَه أَي اسْتَحَقَّه. وَفِي الْحَدِيثِ: غُسْلُ الجُمُعةِ واجِبٌ عَلَى كُلِّ مُحْتَلِم. قَالَ ابْنُ الأَثير: قَالَ الخَطَّابي: مَعْنَاهُ وُجُوبُ الاخْتِيار والاسْتِحْبابِ، دُونَ وُجُوب الفَرْض واللُّزوم؛ وإِنما شَبَّهَه بِالْوَاجِبِ تأْكيداً، كَمَا يَقُولُ الرجلُ لِصَاحِبِهِ: حَقُّكَ عليَّ واجبٌ، وَكَانَ الحَسنُ يَرَاهُ لَازِمًا، وَحَكَى ذَلِكَ عَنْ مَالِكٍ. يُقَالُ: وَجَبَ الشيءُ يَجِبُ وُجوباً إِذا ثَبَتَ، ولزِمَ. والواجِبُ والفَرْضُ، عِنْدَ الشَّافِعِيِّ، سواءٌ، وَهُوَ كُلُّ مَا يُعاقَبُ عَلَى تَرْكِهِ؛ وَفَرَّقَ بَيْنَهُمَا أَبو حَنِيفَةَ، فالفَرْض عِنْدَهُ آكَدُ مِنَ الْوَاجِبِ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ الله عنه: أَنه أَوجَبَ نَجِيباً أَي أَهْداه فِي حَجٍّ أَو عُمْرَةٍ، كأَنه أَلزَمَ نَفْسَهُ بِهِ. والنَّجِيبُ: مِنْ خِيَارِ الإِبل. ووجَبَ البيعُ يَجبُ جِبَةً، وأَوجَبْتُ البيعَ فوَجَبَ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: وَجَبَ البيعُ جِبَةً ووُجوباً، وَقَدْ أَوْجَبَ لَكَ البيعَ وأَوْجَبهُ هُوَ إِيجاباً؛ كلُّ ذَلِكَ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وأَوْجَبَه البيعَ مُوَاجَبَةً، ووِجاباً، عَنْهُ أَيضاً. أَبو عَمْرٍو: الوَجِيبةُ أَن يُوجِبَ البَيْعَ، ثُمَّ يأْخذَه أَوَّلًا، فأَوَّلًا؛ وَقِيلَ: عَلَى أَن يأْخذ مِنْهُ بَعْضًا فِي كُلِّ يَوْمٍ، فإِذا فَرَغَ قِيلَ: اسْتَوْفى وَجِيبَتَه؛ وَفِي الصِّحَاحِ: فإِذا فَرَغْتَ قِيلَ: قَدِ استَوفيْتَ وَجِيبَتَك. وَفِي الْحَدِيثِ: إِذا كَانَ البَيْعُ عَنْ خِيار فَقَدْ وجَبَ أَي تَمَّ ونَفَذ. يُقَالُ: وَجَبَ البيعُ يَجِبُ وُجُوبًا، وأَوْجَبَه إِيجاباً أَي لَزِمَ وأَلْزَمَه؛ يَعْنِي إِذا قَالَ بَعْدَ العَقْد: اخْتَرْ رَدَّ الْبَيْعِ أَو إِنْفاذَه، فاختارَ الإِنْفاذَ، لزِمَ وإِن لَمْ يَفْتَرِقا. واسْتَوْجَبَ الشيءَ: اسْتَحَقَّه. والمُوجِبةُ: الكبيرةُ مِنَ الذُّنُوبِ الَّتِي يُسْتَوْجَبُ بِهَا العذابُ؛ وَقِيلَ: إِن المُوجِبَةَ تَكون مِنَ الحَسَناتِ وَالسَّيِّئَاتِ. وَفِي الْحَدِيثِ: اللَّهُمَّ إِني أَسأَلك مُوجِبات رَحْمَتِك. وأَوْجَبَ الرجلُ: أَتى بمُوجِبةٍ مِن الحَسناتِ أَو السَّيِّئَاتِ. وأَوْجَبَ الرجلُ إِذا عَمِلَ عَمَلًا يُوجِبُ له الجَنَّةَ أَو النارَ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ فَعَلَ كَذَا وَكَذَا، فَقَدْ أَوْجَبَ أَي وَجَبَتْ لَهُ الجنةُ أَو النارُ. وفي الحديث: أَوْجَبَ طَلْحَةُ أَي عَمِل عَمَلًا أَوْجَبَ لَهُ الجنةَ. وَفِي حَدِيثِ مُعاذٍ: أَوْجَبَ ذُو الثَّلَاثَةِ وَالِاثْنَيْنِ أَي مَنْ قَدَّم ثَلَاثَةً مِنَ الْوَلَدِ، أَو اثْنَيْنِ، وَجَبَت له الجنةُ. وفي حديث طَلحة: كَلِمَةٌ سَمِعتُها مِنْ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مُوجِبةٌ لَمْ أَسأَله عَنْهَا، فَقَالَ عُمَرُ: أَنا أَعلم مَا هِيَ: لَا إِله إِلا اللَّهُ ، أَي كَلِمَةٌ أَوْجَبَتْ لِقَائِلِهَا الْجَنَّةَ، وجمعُها مُوجِباتٌ. وَفِي حَدِيثِ النَّخَعِيِّ: كَانُوا يَرَوْنَ المشيَ إِلى المسجدِ فِي اللَّيْلَةِ الْمُظْلِمَةِ، ذاتِ المَطَر وَالرِّيحِ، أَنها مُوجِبةٌ ، والمُوجِباتُ الكبائِرُ مِنَ الذُّنُوب الَّتِي أَوْجَبَ اللهُ بِهَا النارَ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن قَوْمًا أَتَوا النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِن صاحِباً لَنَا أَوْجَبَ أَي رَكِبَ خطيئةً اسْتَوْجَبَ بِهَا النارَ، فَقَالَ: مُرُوه فلْيُعْتِقْ رَقَبَةً. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه مَرَّ بِرَجُلَيْنِ يَتَبايعانِ شَاةً، فَقَالَ أَحدُهما: وَاللَّهِ لَا أَزِيدُ عَلَى كَذَا، وَقَالَ الْآخَرُ: وَاللَّهِ لَا أَنقُصُ مِنْ كَذَا، فَقَالَ: (1/793) قَدْ أَوْجَبَ أَحدُهما أَي حَنِثَ، وأَوْجَبَ الإِثم والكَفَّارةَ عَلَى نَفْسِهِ. ووَجَبَ الرجلُ وُجُوباً: ماتَ؛ قَالَ قَيْسُ بْنُ الخَطِيم يَصِفُ حَرْباً وَقَعَتْ بَيْنَ الأَوْسِ والخَزْرَج، فِي يَوْمِ بُعاثَ، وأَن مُقَدَّم بَنِي عَوْفٍ وأَميرَهم لَجَّ فِي المُحاربة، ونَهَى بَنِي عَوْفٍ عَنِ السِّلْمِ، حَتَّى كانَ أَوَّلَ قَتِيلٍ: ويَوْمَ بُعاثٍ أَسْلَمَتْنا سيُوفُنا ... إِلى نَشَبٍ، فِي حَزْمِ غَسَّانَ، ثاقِبِ أَطاعتْ بَنُو عَوْفٍ أَمِيراً نَهاهُمُ ... عَنِ السِّلْمِ، حَتَّى كَانَ أَوَّلَ وَاجِبِ أَي أَوَّلَ مَيِّتٍ؛ وَقَالَ هُدْبة بْنُ خَشْرَم: فقلتُ لَهُ: لَا تُبْكِ عَيْنَكَ، إِنه ... بِكَفَّيَّ مَا لاقَيْتُ، إِذ حانَ مَوْجِبي أَي مَوْتِي. أَراد بالمَوْجِبِ مَوْتَه. يُقَالُ: وَجَبَ إِذا ماتَ مَوْجِباً. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، جاءَ يَعُودُ عبدَ اللَّهِ بنَ ثابتٍ، فوَجَدَه قَدْ غُلِبَ، فاسْتَرْجَعَ، وَقَالَ: غُلِبْنا عَلَيْكَ يَا أَبا الرَّبِيعِ، فصاحَ النساءُ وبَكَيْنَ، فَجعلَ ابنُ عَتِيكٍ يُسَكِّتُهُنَّ؛ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: دَعْهُنَّ، فإِذا وَجَبَ فَلَا تَبْكِيَنَّ باكيةٌ، فَقَالَ: مَا الوُجوبُ؟ قَالَ: إِذا ماتَ. وَفِي حَدِيثِ أَبي بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: فإِذا وَجَبَ ونَضَبَ عُمْرُه. وأَصلُ الوُجُوبِ: السُّقوطُ والوقُوعُ. ووَجَبَ الميتُ إِذا سقَط وماتَ. وَيُقَالُ لِلْقَتِيلِ: واجِبٌ. وأَنشد: حَتَّى كانَ أَوَّلَ واجِبِ . والوَجْبة: السَّقطة مَعَ الهَدَّة. وَوجَبَ وجْبة: سَقَط إِلى الأَرض؛ لَيْسَتِ الفَعْلة فِيهِ للمرَّة الْوَاحِدَةِ، إِنما هُوَ مصدرُ كالوُجوب. ووَجَبَتِ الشمسُ وَجْباً، ووُجوباً: غَابَتْ، والأَوَّلُ عَنْ ثَعْلَبٍ. وَفِي حَدِيثِ سعيدٍ: لَوْلَا أَصْواتُ السافِرَة لسَمِعْتم وَجْبةَ الشَّمْسِ أَي سُقُوطَها مَعَ المَغيب. وَفِي حَدِيثِ صِلَةَ: فإِذا بوَجْبةٍ وَهِيَ صَوت السُّقُوط. ووَجَبَتْ عَيْنُه: غارَتْ، عَلَى المَثَل. ووَجَبَ الحائطُ يَجِبُ وَجْباً ووَجْبةً: سَقَطَ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: وَجَبَ البيتُ وكلُّ شيءٍ: سَقَطَ وَجْباً ووَجْبَة. وَفِي الْمَثَلِ: بِجَنْبِه فلْتَكُنْ الوَجْبَة، وَقَوْلُهُ تَعَالَى: فَإِذا وَجَبَتْ جُنُوبُها ؛ قِيلَ مَعْنَاهُ سَقَطَتْ جُنُوبها إِلى الأَرض؛ وَقِيلَ: خَرَجَت أَنْفُسُها، فسقطتْ هِيَ، فَكُلُوا مِنْها؛ وَمِنْهُ قولُهم: خَرَجَ القومُ إِلى مَواجِبِهِم أَي مَصارِعِهم. وَفِي حَدِيثِ الضَّحِيَّةِ: فَلَمَّا وَجَبَتْ جُنُوبُها أَي سَقَطَتْ إِلى الأَرض، لأَن الْمُسْتَحَبَّ أَن تُنْحَرَ الإِبل قِيَامًا مُعَقَّلةً. ووَجَّبْتُ بِهِ الأَرضَ تَوجيباً أَي ضَرَبْتُها بِهِ. والوَجْبَةُ: صوتُ الشيءِ يَسْقُطُ، فيُسْمَعُ لَهُ كالهَدَّة، ووَجَبَت الإِبلُ ووَجَّبَتْ إِذا لَمْ تَكَدْ تَقُومُ عَنْ مَبارِكها كأَنَّ ذَلِكَ مِنَ السُّقوط. وَيُقَالُ لِلْبَعِيرِ إِذا بَرَكَ وَضَرَبَ بِنَفْسِهِ الأَرضَ: قَدْ وَجَّبَ تَوْجِيباً. ووَجَّبَتِ الإِبل إِذا أَعْيَتْ. ووَجَبَ القلبُ يَجِبُ وَجْباً ووَجِيباً ووُجُوباً ووَجَباناً: خَفَق واضْطَرَبَ. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: وَجَبَ القَلْبُ وَجِيباً فَقَطْ. وأَوْجَبَ اللهُ قَلْبَه؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ وَحْدَهُ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ: سمعتُ لَهَا وَجْبَةَ قَلْبه أَي خَفَقانَه. وَفِي حَدِيثِ أَبي عُبَيْدَةَ ومُعاذٍ: إِنَّا نُحَذِّرُك يَوْمًا تَجِبُ فِيهِ القُلوبُ. والوَجَبُ: الخَطَرُ، وَهُوَ السَّبقُ الَّذِي يُناضَلُ عَلَيْهِ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وَقَدْ وَجَبَ الوَجَبُ وَجْباً، وأَوْجَبَ عَلَيْهِ: غَلَبه عَلَى الوَجَب. ابْنُ الأَعرابي: الوَجَبُ والقَرَعُ الَّذِي يُوضَع فِي النِّضال والرِّهان، (1/794) فَمَنْ سَبقَ أَخذَه. وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ غالبٍ: أَنه كَانَ إِذا سَجَد، تَواجَبَ الفِتْيانُ، فَيَضَعُون عَلَى ظَهْره شَيْئًا، ويَذْهَبُ أَحدُهم إِلى الكَلَّاءِ، ويجيءُ وَهُوَ ساجدٌ. تَواجَبُوا أَي تَراهَنُوا، فكأَنَّ بعضَهم أَوْجَبَ عَلَى بَعْضٍ شَيْئًا، والكَلَّاءُ، بِالْمَدِّ وَالتَّشْدِيدِ: مَرْبَطُ السُّفُن بِالْبَصْرَةِ، وَهُوَ بَعِيدٌ مِنْهَا. والوَجْبةُ: الأَكْلَة فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ. قَالَ ثَعْلَبٌ: الوَجْبة أَكْلَةٌ فِي الْيَوْمِ إِلى مِثْلِهَا مِنَ الغَد؛ يُقَالُ: هُوَ يأْكلُ الوَجْبَةَ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هُوَ يأْكل وَجْبةً؛ كلُّ ذَلِكَ مَصْدَرٌ، لأَنه ضَرْبٌ مِنَ الأَكل. وَقَدْ وَجَّبَ لِنَفْسِهِ تَوْجيباً، وَقَدْ وَجَّبَ نَفْسَه تَوجيباً إِذا عَوَّدَها ذَلِكَ. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: وَجَبَ الرجلُ، بِالتَّخْفِيفِ: أَكلَ أَكْلةً فِي الْيَوْمِ؛ ووَجَّبَ أَهلَه: فَعَلَ بِهِمْ ذَلِكَ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: وَجَّبَ فلانٌ نفسَه وعيالَه وفرَسَه أَي عَوَّدَهم أَكْلَةً وَاحِدَةً فِي النَّهَارِ. وأَوْجَبَ هُوَ إِذا كَانَ يأْكل مَرَّةً. التَّهْذِيبُ: فلانٌ يَأْكُلُ كلَّ يَوْمٍ وَجْبةً أَي أَكْلَةً وَاحِدَةً. أَبو زَيْدٍ: وَجَّبَ فلانٌ عيالَه تَوْجيباً إِذا جَعَل قُوتَهم كلَّ يَوْمٍ وَجْبةً، أَي أَكلةً وَاحِدَةً. والمُوَجِّبُ: الَّذِي يأْكل فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ مَرَّةً. يُقَالُ: فلانٌ يأْكل وَجْبَةً. وَفِي الْحَدِيثِ: كُنْتُ آكُلُ الوَجْبَة وأَنْجُو الوَقْعةَ ؛ الوَجْبةُ: الأَكلةُ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ، مَرَّةً وَاحِدَةً. وَفِي حَدِيثِ الْحَسَنِ فِي كفَّارة الْيَمِينِ: يُطْعِمُ عَشَرَةَ مَسَاكِينَ وَجْبةً وَاحِدَةً. وَفِي حَدِيثِ خَالِدِ بْنِ معَد: إِنَّ مَنْ أَجابَ وَجْبةَ خِتان غُفِرَ لَهُ. ووَجَّبَ النَّاقَةَ، لَمْ يَحْلُبْها فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ إِلا مَرَّةً. والوَجْبُ: الجَبانُ؛ قَالَ الأَخْطَلُ: عَمُوسُ الدُّجَى، يَنْشَقُّ عَنْ مُتَضَرِّمٍ، ... طَلُوبُ الأَعادي، لا سَؤُومٌ وَلَا وَجْبُ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُ إِنشاده وَلَا وجبِ؛ بِالْخَفْضِ؛ وَقَبْلَهُ: إِليكَ، أَميرَ المؤْمنين، رَحَلْتُها ... عَلَى الطائرِ المَيْمُونِ، والمَنْزِلِ الرَّحْبِ إِلى مُؤْمِنٍ، تَجْلُو صَفائِحُ وَجْهِهِ ... بلابلَ، تَغْشَى مِنْ هُمُومٍ، ومِنْ كَرْبِ قَوْلُهُ: عَموسُ الدُّجى أَي لَا يُعَرِّسُ أَبداً حَتَّى يُصْبِحَ، وإِنما يُريدُ أَنه ماضٍ فِي أُموره، غيرُ وانٍ. وَفِي يَنْشَقُّ: ضَمِيرُ الدُّجَى. والمُتَضَرِّمُ: المُتَلَهِّبُ غَيْظاً؛ والمُضْمَرُ فِي مُتَضَرِّم يَعُودُ عَلَى الْمَمْدُوحِ؛ والسَّؤُوم: الكالُّ الَّذِي أَصابَتْه السآمةُ؛ وَقَالَ الأَخطل أَيضاً: أَخُو الحَرْبِ ضَرَّاها، وَلَيْسَ بناكِلٍ ... جَبان، وَلَا وَجْبِ الجَنانِ ثَقِيلِ وأَنشد يَعْقُوبُ: قَالَ لَهَا الوَجْبُ اللئيمُ الخِبْرَهْ: ... أَما عَلِمْتِ أَنَّني مِنْ أُسْرَهْ لَا يَطْعَم الْجَادِي لَديْهم تَمْرَهْ؟ تَقُولُ مِنْهُ: وَجُبَ الرجلُ، بِالضَّمِّ، وُجُوبةً. والوَجَّابةُ: كالوَجْبِ، عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: ولستُ بدُمَّيْجَةٍ فِي الفِراشِ، ... ووَجَّابةٍ يَحْتَمي أَن يُجِيبا وَلَا ذِي قَلازِمَ، عِنْدَ الحِياضِ، ... إِذا مَا الشَّريبُ أَرادَ الشَّريبا قَالَ: وَجَّابةٌ فَرِقٌ. ودُمَّيْجة: يَنْدَمِج فِي الفِراشِ؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي لرؤْبة: فجاءَ عَوْدٌ، خِنْدِفِيٌّ قَشْعَمُهْ، ... مُوَجِّبٌ، عَارِي الضُّلُوعِ جَرْضَمُهْ وَكَذَلِكَ الوَجَّابُ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: أَو أَقْدَمُوا يَوْمًا فأَنتَ وَجَّابْ (1/795) والوَجْبُ: الأَحْمَقُ، عَنِ الزَّجَّاجِيِّ. والوَجْبُ: سِقاءٌ عَظِيمٌ مِنْ جلْد تَيْسٍ وافرٍ، وَجَمْعُهُ وِجابٌ، حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ. ابْنُ سِيدَهْ: والمُوَجِّبُ مِنَ الدَّوابِّ الَّذِي يفْزَعُ مِنْ كُلِّ شيءٍ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَلَا أَعرفه. وَفِي نَوَادِرِ الأَعراب: وَجَبْتُه عَنْ كَذَا ووكَبْتُه إِذا رَدَدْتُه عَنْهُ حَتَّى طالَ وُجُوبُه ووكُوبُه عَنْهُ. ومُوجِبٌ: مِنْ أَسماءِ المُحَرَّم، عادِيَّةٌ. ودب: الوَدَبُ: سُوءُ الْحَالِ. وذب: الوِذابُ: خُرَبُ المَزادةِ، وَقِيلَ هِيَ الأَكراشُ الَّتِي يُجْعَلُ فِيهَا اللَّبَنُ ثُمَّ تُقْطَعُ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَمْ أَسمع لَهَا بِوَاحِدٍ. قَالَ الأَفْوَهُ الأَوْديّ: وَوَلَّوْا هارِبينَ بكُلِّ فَجٍّ، ... كأَنَّ خُصاهُمُ قِطَعُ الوِذابِ ورب: الوَرْبُ: وِجارُ الوَحْشِيِّ. والوَرْبُ: العِضْوُ؛ وَقِيلَ: هُوَ مَا بَيْنَ الأَصابع «6» . يُقَالُ: عِضْوٌ مُوَرَّبٌ أَي مُوَفَّر. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: الْمَعْرُوفُ فِي كَلَامِهِمْ: الإِرْبُ العِضْوُ؛ قَالَ: وَلَا أُنْكِرُ أَن يَكُونَ الوِرْبُ لُغَةً، كَمَا يَقُولُونَ لِلْمِيرَاثِ: وِرْثٌ: وإِرثٌ. اللَّيْثُ: المُواربةُ المُداهاةُ والمُخاتَلَةُ. وَقَالَ بَعْضُ الحكماءِ: مُوارَبةُ الأَريبِ جَهْلٌ وعَناءٌ، لأَن الأَريبَ لَا يُخْدَعُ عَنْ عَقْله. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: المُوارَبة مأْخوذة مِنَ الإِرْبِ، وَهُوَ الدَّهاءُ، فحُوِّلت الْهَمْزَةُ وَاوًا. والوَرْبُ: الفِتْرُ، وَالْجَمْعُ أَورابٌ. والوَرْبةُ: الحُفْرة الَّتِي فِي أَسفل الجَنْب، يَعْنِي الخاصِرَةَ. والوَرْبةُ: الاسْتُ. والوَرْبُ: الفَساد. ووَرِبَ جَوْفُه ورَباً: فَسَدَ. وعِرْقٌ وَرِبٌ: فاسدٌ؛ قَالَ أَبو ذَرَّةَ الْهُذَلِيُّ: إِنْ يَنْتَسِبْ، يُنْسَبْ إِلى عِرْقٍ وَرِبْ، ... أَهلِ خَزُوماتٍ، وشَحَّاجٍ صَخِبْ وإِنه لَذُو عِرْقٍ وَرِبٍ أَي فاسدٍ. وَيُقَالُ: وَرِبَ العِرْقُ يَوْرَبُ أَي فَسَد؛ وَفِي الْحَدِيثِ: وإِن بايَعْتَهُم وَارَبُوكَ ؛ ابْنُ الأَثير: أَي خادَعُوكَ، مِنَ الوِرْبِ وَهُوَ الْفَسَادُ، قَالَ: وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ من الإِرْبِ، وَهُوَ الدَّهاءُ، وقَلَبَ الهمزةَ وَاوًا. وَيُقَالُ: سَحابٌ وَرِبٌ واهٍ، مُسْتَرْخ؛ قَالَ أَبو وَجْزَةَ: صابَتْ بِهِ دَفَعاتُ اللَّامِعِ الوَرِبِ صابَتْ تَصُوبُ: وقَعَتْ. التَّهْذِيبُ: التَّوْريبُ أَن تُورِّيَ عَنِ الشيءِ بالمُعارَضاتِ والمُباحاتِ. وزب: التَّهْذِيبُ: وَزَبَ الشيءُ، يَزِبُ وزُوباً إِذا سالَ. الْجَوْهَرِيُّ: المِيزابُ المِثْعَبُ، فَارِسِيٌّ مُعَرَّب؛ قَالَ: وَقَدْ عُرِّبَ بِالْهَمْزِ، وَرُبَّمَا لَمْ يُهْمَزْ، وَالْجَمْعُ مآزِيبُ إِذا هَمزت، ومَيازيبُ إِذا لَمْ تَهْمِزْ. وسب: الوِسْبُ: العُشْبُ واليَبيسُ. وسَبَتِ الأَرضُ وأَوْسَبَتْ: كَثُرَ عُشْبُها؛ وَيُقَالُ لنَباتِها: الوِسْبُ، بِالْكَسْرِ. والوَسْبُ: خَشَبٌ يُوضَع فِي أَسفل الْبِئْرِ لِئَلَّا تَنهالَ، وَجَمْعُهُ وُسُوبٌ. ابْنُ الأَعرابي: الوَسَبُ الوَسَخُ؛ وَقَدْ وَسِبَ وَسَباً، ووَكِبَ وَكَباً، وحَشِنَ حَشَناً، بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وشب: الأَوْشابُ: الأَخْلاطُ مِنَ النَّاسِ والأَوْباشُ، واحدُهم وِشْبٌ. يُقَالُ: بِهَا أَوباشٌ مِنَ النَّاسِ، وأَوْشابٌ مِنَ النَّاسِ، وَهُمُ الضُّروبُ المُتَفَرِّقون. __________ (6) . قوله [وَقِيلَ هُوَ مَا بَيْنَ الأَصابع] الذي في القاموس ما بين الضلعين. قال شارحه: ولعله ما بين إصبعين بدليل ما في اللسان فصحف الكاتب انتهى. لكن الذي في القاموس هو بعينه في التكملة بخط مؤلفها وكفى به حجة فإن لم يكن ما في اللسان تحريفاً فهما فائدتان ولا تصحف باللسان. (1/796) وَفِي حَدِيثِ الحُديبية: قَالَ لَهُ عُرْوةُ بْنَ مَسْعُودٍ الثَّقَفيُّ: وإِني لأَرى أَشْواباً مِنَ النَّاسِ لخَلِيقٌ أَن يَفِرُّوا ويَدَعُوك ؛ الأَشْوابُ والأَوْباشُ والأَوْشابُ: الأَخْلاطُ مِنَ النَّاسِ، والرَّعاعُ. وتَمْرَةٌ وَشْبةٌ: غليظةُ اللِّحاءِ، يمانية. وصب: الوَصَبُ: الوَجَعُ والمرضُ. وَالْجَمْعُ أَوْصابٌ. ووَصِبَ يَوْصَبُ وَصَباً، فَهُوَ وَصِبٌ. وتَوَصَّبَ، ووَصَّبَ، وأَوْصَبَ، وأَوْصَبَه اللهُ، فَهُوَ مُوصَبٌ. والمُوَصَّبُ بِالتَّشْدِيدِ: الْكَثِيرُ الأَوْجاعِ. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ: أَنا وصَّبْتُ رسولَ الله، صلى الله وَسَلَّمَ ، أَي مَرَّضْتُه فِي وَصَبه؛ الوَصَب: دوامُ الوَجَع ولُزومه، كَمَرَّضْتُه مِنَ المرضِ أَي دَبَّرْته فِي مَرَضِه، وَقَدْ يُطْلَقُ الوَصَبُ عَلَى التَّعب والفُتُور فِي البَدَن. وَفِي حَدِيثِ فارعَةَ، أُختِ أُمَيَّة، قَالَتْ لَهُ: هَلْ تَجِدُ شَيْئًا؟ قَالَ: لَا، إِلا تَوْصِيباً أَي فُتوراً؛ وَقَالَ رؤْبة: بِي والبِلى أَنْكَرُ تِيكَ الأَوْصابْ الأَوْصابُ: الأَسْقامُ، الواحدُ وَصَبٌ. ورجلٌ وَصِبٌ مِنْ قَوْمٍ وَصَابَى ووِصابٍ. وأَوْصَبَه الداءُ وأَوْبَرَ عَلَيْهِ: ثَابَرَ. والوُصُوبُ: دَيمومةُ الشيءِ. ووَصَبَ يَصِبُ وُصُوباً، وأَوْصَبَ: دامَ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَلَهُ الدِّينُ واصِباً ؛ قَالَ أَبو إِسحاق قِيلَ فِي مَعْنَاهُ: دائِباً أَي طاعتُه دائمةٌ واجبةٌ أَبداً؛ قَالَ وَيَجُوزُ، وَاللَّهُ أَعلم، أَن يَكُونَ: وَلَهُ الدِّينُ واصِباً أَي لَهُ الدينُ وَالطَّاعَةُ؛ رَضِيَ العبدُ بِمَا يُؤْمر بِهِ أَو لَمْ يَرْضَ بِهِ، سَهُلَ عَلَيْهِ أَو لَمْ يَسْهُلْ، فَلَهُ الدينُ وإِن كَانَ فِيهِ الوَصَبُ. والوَصَبُ: شِدَّة التَّعَب. وفيه: عَذابٌ واصِبٌ أَي دَائِمٍ ثَابِتٍ، وَقِيلَ: مُوجِعٌ؛ قَالَ مُلَيْحٌ: تَنَبَّهْ لِبرْقٍ، آخِرَ اللَّيْلِ، مُوصِبٍ ... رَفيعِ السَّنا، يَبْدُو لَنا، ثُمَّ يَنْضُبُ أَي دَائِمٌ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: وَصَبَ الشحمُ دَامَ، وَهُوَ مَحْمُولٌ عَلَى ذَلِكَ. وأَوْصَبَتِ الناقةُ الشَّحْمَ: ثَبَتَ شَحمُها، وَكَانَتْ مَعَ ذَلِكَ باقيةَ السِّمَن. وَيُقَالُ: واظَبَ عَلَى الشيءِ، وواصَبَ عَلَيْهِ إِذا ثابَرَ عَلَيْهِ. يُقَالُ وَصَبَ الرجلُ عَلَى الأَمْر إِذا وَاظَبَ عَلَيْهِ؛ وأَوْصَبَ القومُ عَلَى الشيءِ إِذا ثابَروا عَلَيْهِ؛ ووَصَبَ الرجلُ فِي مالِه وَعَلَى مالِه يَصِبُ، كوَعَدَ يَعِدُ، وَهُوَ الْقِيَاسُ؛ ووَصِبَ يَصِبُ، بِكَسْرِ الصَّادِ فِيهِمَا جَمِيعًا، نادرٌ إِذا لَزِمَه وأَحْسَنَ القيامَ عَلَيْهِ؛ كِلَاهُمَا عَنْ كُراع، وقدَّمَ النادِرَ عَلَى الْقِيَاسِ، وَلَمْ يَذْكُرِ اللُّغَوِيُّونَ وَصِبَ يَصِبُ، مَعَ مَا حَكَوا مَنْ وَثِق يَثِقُ، ووَمِقَ يَمِقُ، ووَفِقَ يَفِقُ، وَسَائِرُهُ. وفَلاةٌ واصِبةٌ: لَا غَايَةَ لَهَا مِن بُعْدها. ومَفازة واصِبَة: بعيدةٌ لا غاية لها. وطب: الوَطْبُ: سِقاءُ اللبنِ؛ وَفِي الصِّحَاحِ: سِقَاءُ اللَّبنِ خاصَّة، وَهُوَ جِلْدُ الجَذَعِ فَمَا فَوْقَهُ، وَالْجَمْعُ أَوْطُبٌ، وأَوْطابٌ، ووِطابٌ؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: وأَفْلَتَهُنَّ عِلْباءٌ جَريضاً، ... وَلَوْ أَدْرَكْتُه، صَفِرَ الوِطابُ وأَواطِبُ: جَمْعُ أَوْطُبٍ كأَكالِبٍ فِي جَمْعِ أَكْلُبٍ؛ أَنشد سِيبَوَيْهِ: تُحْلَبُ مِنْهَا سِتَّةُ الأَواطِبِ ولأَفُشَّنَّ وَطْبَكَ أَي لأَذْهَبَنَّ بِتِيهِكَ وكِبْرِك، وَهُوَ عَلَى المَثَل. وامرأَة وَطْباءُ: كَبِيرَةُ الثَّدْيَيْنِ، يُشَبَّهانِ بالوَطْبِ كأَنها تَحمِلُ وَطْباً مِنَ اللَّبَنِ؛ وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا ماتَ أَو قُتِلَ: صَفِرَتْ وِطابُه أَي فَرَغَتْ وخَلَتْ؛ وَقِيلَ: إِنهم يَعْنُون بِذَلِكَ (1/797) خُروجَ دَمِه مِنْ جَسَدِه؛ وأَنشد بَيْتَ امْرِئِ الْقَيْسِ: وَلَوْ أَدركتُه صَفِرَ الوِطابُ وَقِيلَ: مَعْنَى صَفِرَ الوِطابُ: خَلا لِسَاقِيهِ مِنَ الأَلْبان الَّتِي يُحقَنُ فِيهَا لأَنَّ نَعَمَه أُغِيرَ عَلَيْهَا، فَلَمْ يَبقَ لَهُ حَلُوبة. وعِلباءُ فِي هَذَا الْبَيْتِ: اسْمُ رَجُلٍ. والجَرِيضُ: غُصَصُ الْمَوْتِ؛ يُقَالُ: أَفْلَتَ جَرِيضاً وَلَمْ يمُتْ بَعْدُ. وَمَعْنَى صَفِرَ وِطابُه أَي مَاتَ؛ جَعَلَ رُوحَه بِمَنْزِلَةِ اللَّبَنِ الَّذِي فِي الوِطَابِ، وَجَعَلَ الوَطْب بِمَنْزِلَةِ الجَسَد فَصَارَ خُلُوُّ الجَسَدِ مِنَ الرُّوح كخُلُوِّ الوَطْبِ مِنَ اللَّبَن؛ وَمِنْهُ قَوْلُ تأَبط شَرًّا: أَقُولُ لِجنَّانٍ، وَقَدْ صَفِرَتْ لَهُمْ ... وِطابي، ويَوْمِي ضَيِّقُ الحَجْرِ مُعْوِرُ وَفِي حَدِيثِ أُم زَرْعٍ: خَرَجَ أَبو زَرْعٍ، والأَوْطابُ تُمْخَضُ، لِيَخْرُجَ زُبْدُها. الصِّحَاحُ: يُقَالُ لجِلْدِ الرَّضِيعِ الَّذِي يُجْعَلُ فِيهِ اللَّبنُ شَكْوَةٌ، ولِجِلْدِ الفَطِيم بَدْرَةٌ، وَيُقَالُ لِمِثْلِ الشَّكْوَةِ مِمَّا يَكُونُ فِيهِ السمنُ عُكَّةٌ، ولمِثل البَدْرَةِ المِسْأَد. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه أُتِيَ بوَطْبٍ فِيهِ لَبَنٌ ؛ الوَطْبُ: الزِّقُّ الَّذِي يَكُونُ فِيهِ السَّمْنُ واللَّبَنُ. والوَطْبُ: الرجلُ الجَافي. والوَطْبَاءُ: المرأَةُ الْعَظِيمَةُ الثَّدْيِ، كأَنها ذَاتُ وَطْبٍ. والطِّبَةُ: القِطْعَةُ الْمُرْتَفِعَةُ أَو الْمُسْتَدِيرَةُ مِنَ الأَدَم، لُغَةٌ فِي الطِّبَّة؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: لَا أَدري أَهو مَحْذُوفُ الْفَاءِ أَم مَحْذُوفُ اللَّامِ، فإِن كَانَ محذوفَ الْفَاءِ، فَهُوَ مِنَ الوَطْبِ، وإِن كَانَ مَحْذُوفَ اللَّامِ، فَهُوَ مَنْ طَبَيْتُ وطَبَوْتُ أَي دَعَوْتُ، وَالْمَعْرُوفُ الطِّبَّةُ، بِتَشْدِيدِ الباءِ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ: نَزَلَ رسُول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَلَى أَبي، فقرَّبْنا إِليه طَعَامًا، وَجَاءَهُ بوَطْبَةٍ، فأَكل مِنْهَا ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: رُوِيَ الحُميديُّ هَذَا الحديثَ فِي كِتَابِهِ: فقَرَّبنا إِليه طَعَامًا ورُطَبَةً، فأَكل مِنْهَا ؛ وَقَالَ: هَكَذَا جاءَ فِيمَا رأَينا مِنْ نَسْخِ كِتَابِ مُسْلِمٍ، رُطبَة، بالراءِ، فأَكل؛ قَالَ: وَهُوَ تَصْحِيفٌ مِنَ الرَّاوِي، وإِنما هُوَ بِالْوَاوِ، قَالَ: وَذَكَرَهُ أَبو مَسْعُودٍ الدِّمَشْقِيُّ، وأَبو بَكْرٍ البَرْقانيُّ فِي كِتَابَيْهِمَا بِالْوَاوِ، وَفِي آخِرِهِ قَالَ النَّضْرُ: الوَطْبة الحَيْسُ يجمَعُ بَيْنَ التَّمْرِ والأَقِطِ وَالسَّمْنِ؛ وَنَقَلَهُ عَنْ شُعْبَةَ، عَلَى الصِّحَّةِ، بِالْوَاوِ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَالَّذِي قرأْته فِي كِتَابِ مُسْلِمٍ وَطْبة، بِالْوَاوِ، قَالَ: وَلَعَلَّ نَسْخَ الْحَمِيدِيِّ قَدْ كَانَتْ بالراءِ، كَمَا ذَكَرَهُ؛ وَفِي رِوَايَةٍ فِي حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ: أَتَيْناه بوَطِيئة ، فِي بَابِ الْهَمْزِ، وَقَالَ: هِيَ طَعَامٌ يُتَّخَذُ مِنْ التَّمْرِ، كالحَيْس، ويُروى بالباءِ الْمُوَحَّدَةِ، وقيل: هو تصحيف. وظب: وَظبَ عَلَى الشيءِ، ووَظِبَه وُظُوباً، وواظَب: لَزِمَه، وَدَاوَمَهُ، وتَعَهَّدَه. اللَّيْثُ: وَظَب فلانٌ يَظِبُ وُظُوباً: دَامَ. والمُواظَبةُ: المُثابَرةُ عَلَى الشيءِ، والمُداومَة عَلَيْهِ. قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: يُقَالُ فلانٌ مُواكِظٌ عَلَى كَذَا وَكَذَا، وواكِظٌ وواظِبٌ ومُواظِبٌ، بِمَعْنًى وَاحِدٍ أَي مُثابرٌ؛ وَقَالَ سَلَامَةُ بْنُ جَنْدل يَصِفُ وَادِيًا: شِيبِ المَبارِكِ، مَدْرُوسٍ مَدافِعُه، ... هَابِي المَراغ، قليلِ الوَدْقِ، مَوْظُوبِ أَراد: شِيب مَباركه، وَلِذَلِكَ جَمَعَ. وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ فِي قَوْلِهِ مَوظُوب: قَدْ وُظِب عَلَيْهِ حَتَّى أُكِلَ مَا فِيهِ. وَقَوْلُهُ: هَابِي المَراغ أَي منتفخُ التُّراب، لَا يَتَمَرَّغ بِهِ بَعِيرٌ، قَدْ تُرِكَ لِخَوْفِهِ. وَقَوْلُهُ: مَدْرُوس مَدافِعُه أَي قَدْ دُقَّ، ووُطِئَ، وأُكِلَ نَبْتُه. (1/798) ومَدافِعُه: أَوْدِيَتُه شِيبُ المَبارك، قَدِ ابْيَضَّتْ مِنَ الجُدوبة. والمُواظَبة: المُثابرَةُ عَلَى الشيءِ. وَفِي حَدِيثِ أَنس: كُنَّ أُمَّهاتي يُواظِبْنَني عَلَى خِدْمَتِه أَي يَحْمِلْنَني ويَبْعَثْنَني عَلَى مُلَازَمَةِ خِدْمَتِهِ، والمُداومة عَلَيْهَا، ورُوي بِالطَّاءِ الْمُهْمَلَةِ وَالْهَمْزِ، مِنَ المواطأَة عَلَى الشيءِ. وأَرض مَوْظُوبةٌ، ورَوْضَةٌ مَوْظُوبة: تُدُووِلَتْ بالرَّعْيِ، وتُعُهِّدَت حَتَّى لَمْ يَبْقَ فِيهَا كَلأٌ، ولَشَدَّ مَا وُطِئَتْ. ووادٍ مَوْظُوبٌ: مَعْرُوكٌ. والوَظْبَةُ: الحَياءُ مِنْ ذَواتِ الْحَافِرِ. ومَوْظَبٌ، بِفَتْحِ الظاءِ: أَرض مَعْرُوفَةٌ؛ وَقَالَ أَبو العَلاء: هُوَ مَوْضعُ مَبْرَكِ إِبل بَنِي سَعْد، مِمَّا يَلِي أَطرافَ مَكَّةَ، وَهُوَ شَاذٌّ كمَوْرَقٍ، وَكَقَوْلِهِمْ: ادْخُلوا مَوْحَدَ مَوْحَدَ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وإِنما حَقُّ هَذَا كُلِّهِ الْكَسْرُ، لأَنَّ آتِيَ الْفِعْلِ مِنْهُ، إِنما هُوَ عَلَى يَفْعِل، كيَعِد؛ قَالَ خِدَاش بْنِ زُهَير: كذَبْتُ عَلَيْكُمْ، أَوْعِدُوني وعَلِّلوا ... بِيَ الأَرضَ والأَقْوامَ، قِرْدَانَ مَوْظَبا أَي عَلَيْكُمْ بِي وَبِهِجَائِي يَا قِرْدَانَ مَوْظَبَ إِذا كنتُ فِي سَفَر، فاقْطَعُوا بذِكْري الأَرضَ؛ قَالَ: وَهَذَا نَادِرٌ، وقياسُه مَوْظِبٌ. وَيُقَالُ لِلرَّوْضَةِ إِذا أُلِحَّ عليها فِي الرَّعْي: قَدْ وُظِبَتْ، فَهِيَ مَوْظُوبة. وَيُقَالُ: فُلَانٌ يَظِبُ عَلَى الشيءِ، ويُواظِبُ عَلَيْهِ. ورجلٌ مَوْظُوبٌ إِذا تَدَاوَلَتْ مالَه النَّوائب؛ قَالَ سلامةُ بنُ جَنْدَلٍ: كُنَّا نَحُلُّ، إِذا هَبَّتْ شآمِيَةٌ، ... بكلِّ وادٍ، حديثِ البَطْنِ، مَوْظُوبِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُ إِنشاده: حَطِيبِ الجَوْنِ مَجْدُوبِ قَالَ: وأَما مَوْظُوبٌ، فَفِي الْبَيْتِ الَّذِي بَعْدَهُ: شِيبِ المَباركِ، مَدْرُوسٍ مَدافِعُه، ... هَابِي المَراغِ، قليلِ الوَدْقِ، مَوْظُوبِ وَقَدْ تَقَدَّمَ هَذَا الْبَيْتُ فِي اسْتِشْهَادِ غَيْرِ الْجَوْهَرِيِّ عَلَى هَذِهِ الصُّورَةِ. والمَجْدُوبُ: المُجْدِبُ، وَيُقَالُ: المَعِيبُ، مِنْ قَوْلِهِمْ جَدَبْتُه أَي عِبْتُه. وشِيبُ المَبارك: بيضُ الْمَبَارِكِ، لِغَلَبَةِ الجَدْب عَلَى الْمَكَانِ. والمَدافع: مواضعُ السَّيْلِ. ودُرِسَتْ أَي دُقَّتْ، يَعْنِي مَدافعُ الْمَاءِ إِلى الأَودية، الَّتِي هِيَ مَنابِتُ العُشب، قَدْ جَفَّتْ وأُكِلَ نَبْتُها، وَصَارَ تُرَابُهَا هابِياً. وَهَابِي المَراغِ: مثلُ قَوْلِكَ هَابِي التُّراب، وَقَدْ فَسَّرْنَاهُ أَيضاً فِي صَدْرِ التَّرْجَمَةِ، وَاللَّهُ أَعلم. وعب: الوَعْبُ: إِيعابُكَ الشيءَ فِي الشيءِ، كأَنه يأْتي عَلَيْهِ كلِّه، وَكَذَلِكَ إِذا اسْتُؤْصِلَ الشيءُ، فَقَدِ اسْتُوعِبَ. وعَبَ الشيءَ وَعْباً، وأَوْعَبه، واسْتَوْعَبه: أَخَذَه أَجْمَعَ، واسْتَرَطَ مَوْزَةً فأَوْعَبَها، عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، أَي لَمْ يَدَعْ مِنْهَا شَيْئًا. واسْتَوْعَبَ المكانُ والوِعاءُ الشيءَ: وَسِعَه، مِنْهُ. والإِيعابُ والاسْتِيعابُ: الاسْتِئْصالُ، والاستِقْصاءُ فِي كُلِّ شيءٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: إِنَّ النِّعْمَةَ الواحدةَ تَسْتَوعِب جميعَ عَمَل الْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، أَي تأْتي عَلَيْهِ؛ وَهَذَا عَلَى المَثَل. واسْتَوْعَبَ الجِرابُ الدقيقَ. وَقَالَ حُذَيْفَة فِي الجُنُب: يَنام قَبْلَ أَن يَغْتَسِل، فَهُوَ أَوْعَبُ للغُسل ، يَعْنِي أَنه أَحْرَى أَن يُخْرِجَ كلَّ بَقِيَّة فِي ذَكرِهِ مِن الْمَاءِ، وَهُوَ حَدِيثٌ ذَكَرَهُ ابْنُ الأَثير؛ قَالَ: وَفِي حَدِيثِ حُذَيْفَةَ: نَوْمَةٌ بَعْدَ الْجِمَاعِ أَوْعَبُ لِلْمَاءِ أَي أَحْرَى أَن تُخْرِجَ كلَّ مَا بَقي مِنْهُ فِي الذَّكَر وتَسْتَقْصِيَه. وبيتٌ وعِيبٌ ووِعاءٌ وعِيبٌ: واسعٌ يَسْتَوْعِب (1/799) كلَّ مَا جُعِلَ فِيهِ. وطريقٌ وَعْبٌ: واسعٌ، وَالْجَمْعُ وِعابٌ؛ وَيُقَالُ لِهَنِ المرأَة إِذا كَانَ وَاسِعًا وَعِيبٌ. والوَعْبُ: مَا اتَّسَع مِنَ الأَرض، والجمعُ كَالْجَمْعِ. وأَوْعَبَ أَنْفَه: قَطَعه أَجْمَعَ؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ يَمْدَحُ رَجُلًا: يَجْدَعُ، مَنْ عَادَاهُ جَدْعاً مُوْعِبا، ... بَكْرٌ، وبَكْرٌ أَكرمُ الناسِ أَبا وأَوْعَبه: قَطَعَ لِسَانَهُ أَجْمَعَ. وَفِي الشَّتْم: جَدَعه اللهُ جَدْعاً مُوعِباً. وجَدَعَه فأَوْعَبَ أَنْفَه أَي استأْصَلَهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: فِي الأَنْفِ إِذا اسْتُوعِبَ جَدْعاً الدِّيةُ أَي إِذا لَمْ يُتْرَكْ مِنْهُ شيءٌ؛ وَيُرْوَى إِذا أُوعِبَ جَدْعُه كلُّه أَي قُطِعَ جَمِيعه، وَمَعْنَاهُمَا اسْتُؤْصِلَ. وكلُّ شَيْءٍ اصْطُلِم فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُ شَيْءٌ فَقَدْ أُوعِبَ واسْتُوعِبَ، فَهُوَ مُوعَبٌ. وأَوْعَبَ القومُ: حَشَدوا وجاؤُوا مُوعِبين أَي جَمَعوا مَا اسْتَطاعوا مِنْ جَمْعٍ. وأَوْعَبَ بَنو فُلَانٍ: جَلَوْا أَجمعون. قَالَ الأَزهري: وَقَدْ أَوْعَبَ بَنُو فُلَانٍ جَلاءً، فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ بِبَلَدِهِمْ أَحَدٌ. ابْنُ سِيدَهْ: وأَوْعَبَ بَنُو فُلَانٍ لفلانٍ، لَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ أَحدٌ إِلا جاءَه. وأَوْعَبَ بَنُو فلانٍ لِبَنِي فلانٍ: جَمَعُوا لَهُمْ جَمْعاً، هَذِهِ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وأَوْعَبَ القومُ إِذا خَرَجُوا كلُّهم إِلى الغزْو. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ: كَانَ الْمُسْلِمُونَ يُوعِبون فِي النَّفير مَعَ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَي يَخرُجُون بأَجْمعهم فِي الغَزْو. وَفِي الْحَدِيثِ: أَوْعَبَ الْمُهَاجِرُونَ والأَنصارُ مَعَ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، يومَ الْفَتْحِ. وَفِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ: أَوْعَبَ الأَنصارُ مَعَ عليٍّ إِلى صِفِّين أَي لَمْ يَتَخَلَّفْ مِنْهُمْ أَحدٌ عَنْهُ؛ وَقَالَ عَبِيدُ بنُ الأَبرصِ فِي إِيعاب الْقَوْمِ إِذا نَفَرُوا جَمِيعًا: أُنْبِئْتُ أَنَّ بَنِي جَدِيلَةَ أَوعَبُوا، ... نُفَراء مِنْ سَلْمَى لَنَا، وتَكَتَّبُوا وانْطَلَقَ القومُ فأَوْعَبُوا أَي لَمْ يَدَعُوا مِنْهُمْ أَحداً. وأَوْعَبَ الشيءَ فِي الشيءِ: أَدْخَلَه فِيهِ. وأَوْعَبَ الفرسُ جُرْدانَه فِي ظَبْيةِ الحِجْر، مِنْهُ. وأَوْعَبَ فِي مَالِهِ: أَسْلَف؛ وَقِيلَ: ذَهَبَ كلَّ مَذْهَب فِي إِنفاقه. الْجَوْهَرِيُّ: جَاءَ الفرسُ برَكْضٍ وَعِيبٍ أَي بأَقْصَى مَا عِنْدَهُ. ورَكْضٌ وَعِيبٌ إِذا اسْتَفْرَغَ الحُضْرَ كلَّه. وَفِي الشَّتْم: جَدَعَه اللَّهُ جَدْعاً مُوعِباً أَي مُسْتَأْصِلًا، والله أَعلم. وغب: الوَغْبُ والوَغْدُ: الضَّعِيفُ فِي بَدَنه، وَقِيلَ: الأَحْمَقُ؛ قال رؤْبة: لا تَعْذِلِيني، واسْتَحي بإِزْبِ، ... كَزِّ المُحَيَّا، أُنَّحٍ، إِرْزَبِّ، وَلَا بِبِرْشامِ الوِخامِ وَغْبِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الَّذِي رَوَاهُ الْجَوْهَرِيُّ فِي تَرْجَمَةِ بَرْشَعَ: وَلَا بِبِرْشاع الوِخامِ وَغْب؛ قَالَ: والبِرْشاعُ الأَهْوَجُ. وأَما البِرْشام، فَهُوَ حِدَّةُ النَّظر. والوِخامُ، جَمْعُ وَخْم: وَهُوَ الثَّقِيلُ. والإِرْزَبُّ: اللَّئيم، والقَصيرُ الغَليظُ. والأُنَّحُ: الْبَخِيلُ الَّذِي إِذا سُئِلَ تَنَحْنَح. وجَمْعُ الوَغْب: أَوْغابٌ ووِغابٌ؛ والأُنثى: وَغْبَةٌ. وَفِي حَدِيثِ الأَحْنَف: إِياكم وحَمِيَّةَ الأَوْغابِ ؛ هُمُ اللِّئام والأَوْغادُ. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: الوَغَبَةُ الأَحْمَقُ، فحرَّك؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأُراه إِنما حَرَّكَ، لِمَكَانِ حَرْفِ الْحَلْقِ. والوَغْبُ أَيضاً: سَقَطُ الْمَتَاعِ. وأَوْغابُ البيتِ: رَدِيءُ مَتاعه، كالقَصْعة، والبُرْمة، والرَّحيَينِ، والعُمدِ، وَنَحْوِهَا. وأَوغابُ البُيوتِ: أَسْقاطُها، الواحدُ وَغْبٌ. والوَغْبُ أَيضاً: الْجَمَلُ الضَّخْمُ؛ وأَنشد: أَجَزْتُ حِضْنَيْهِ هِبَلًّا وغْبا وَقَدْ وَغُبَ الجملُ، بِالضَّمِّ، وُغُوبةً ووَغابةً. (1/800) وقب: الأَوْقابُ: الكُوَى، واحدُها وَقْبٌ. والوَقْبُ فِي الجبَل: نُقْرة يَجْتَمِعُ فِيهَا الْمَاءُ. والوَقْبةُ: كُوَّة عَظِيمَةٌ فِيهَا ظِلٌّ. والوَقْبُ والوَقْبةُ: نَقْرٌ فِي الصَّخْرة يَجْتَمِعُ فِيهِ الماءُ؛ وَقِيلَ: هِيَ نحوُ الْبِئْرِ فِي الصَّفَا، تَكُونُ قَامَةً أَو قَامَتَيْنِ، يَسْتَنْقِع فِيهَا ماءُ السَّمَاءِ. وكلُّ نَقْرٍ فِي الجَسدِ: وَقْبٌ، كنَقْرِ الْعَيْنِ والكَتِفِ. ووَقْبُ العَيْن: نُقْرَتُها؛ تَقُولُ: وَقَبَتْ عَيْناه، غارَتَا. وَفِي حَدِيثِ جَيْشِ الخَبَطِ: فاغْتَرَفْنا مِنْ وَقْبِ عَيْنه بالقِلالِ الدُّهْنَ ؛ الوَقْبُ: هُوَ النُّقْرة الَّتِي تَكُونُ فِيهَا الْعَيْنُ. والوَقْبانِ مِنَ الفَرس: هَزْمتانِ فَوْقَ عَيْنَيْه، وَالْجَمْعُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ وُقوبٌ ووِقابٌ. ووَقْبُ المحالةِ: الثَّقْبُ الَّذِي يدخُل فِيهِ المِحْوَرُ. ووَقْبةُ الثَّريد والمُدْهُنِ: أُنْقُوعَتُه. اللَّيْثُ: الوَقْبُ كلُّ قَلْتٍ أَو حُفْرة، كقَلْتٍ فِي فِهْر، وكوَقْبِ المُدْهُنةِ؛ وأَنشد: فِي وَقْبِ خَوْصاءَ، كوَقْبِ المُدْهُنِ الْفَرَّاءُ: الإِيقابُ إِدْخالُ الشيءِ فِي الوَقْبةِ. ووَقَبَ الشيءُ يَقِبُ وَقْباً: دَخَلَ، وَقِيلَ: دَخَل فِي الوَقْبِ. وأَوْقَبَ الشيءَ: أَدْخَلَه فِي الوَقْبِ. ورَكِيَّةٌ وَقْباءُ: غائرةُ الْمَاءِ. وامرأَة مِيقابٌ: واسعةُ الفَرْج. وبنُو المِيقابِ: نُسِبُوا إِلى أُمِّهم، يُرِيدُونَ سَبَّهم بِذَلِكَ. ووَقَبَ القمرُ وُقُوباً: دخَل فِي الظِّلِّ الصَّنَوبَريّ الَّذِي يَكْسِفُه. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَمِنْ شَرِّ غاسِقٍ إِذا وَقَبَ ؛ الْفَرَّاءُ: الغاسِقُ اللَّيْلُ؛ إِذا وَقَبَ إِذا دخَل فِي كُلِّ شَيْءٍ وأَظْلَمَ. ورُوي عَنْ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، أَنها قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَمَّا طَلَع القمرُ: هَذَا الغاسِقُ إِذا وَقَبَ، فتَعَوَّذي بِاللَّهِ مِنْ شَرِّه. وَفِي حديثٍ آخَرَ لِعَائِشَةَ: تَعَوَّذي بِاللَّهِ مِنْ هَذَا الغاسقِ إِذا وَقَبَ أَي اللَّيْلِ إِذا دخَلَ وأَقْبَلَ بظَلامِه. ووَقَبَتِ الشمسُ وَقْباً ووُقُوباً: غابَتْ؛ وَفِي الصِّحَاحِ: ودخَلَتْ مَوْضِعَها. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُكَرَّمِ: فِي قَوْلِ الْجَوْهَرِيِّ دخَلَتْ موضِعَها، تَجَوُّزٌ فِي اللَّفْظِ، فإِنها لَا موضعَ لَهَا تَدْخُله. وَفِي الْحَدِيثِ: لَمَّا رَأَى الشمسَ قَدْ وَقَبَتْ قَالَ: هَذَا حِينُ حِلِّها ؛ وَقَبَتْ أَي غابَتْ؛ وحِينُ حِلِّها أَي الوَقْتُ الَّذِي يَحِلُّ فِيهِ أَداؤُها، يَعْنِي صلاةَ الْمَغْرِبِ. والوُقُوبُ: الدُّخُولُ فِي كُلِّ شَيْءٍ؛ وَقِيلَ: كلُّ مَا غابَ فَقَدْ وَقَبَ وقْباً. ووَقَبَ الظلامُ: أَقْبَلَ، ودخَل عَلَى النَّاسِ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: وَمِنْ شَرِّ غاسِقٍ إِذا وَقَبَ ؛ قَالَ الحسنُ: إِذا دخَل عَلَى النَّاسِ. والوَقْبُ: الرجلُ الأَحمقُ، مثلُ الوَغْبِ؛ قَالَ الأَسْوَد بنُ يَعْفُرَ: أَبَنِي نُجَيْحٍ، إِنَّ أُمَّكُمُ ... أَمَةٌ، وإِنَّ أَباكُمُ وَقْبُ «7» أَكَلَتْ خَبيثَ الزادِ، فاتَّخَمَتْ ... عَنْهُ، وشَمَّ خِمارَها الكَلْبُ ورجلٌ وَقْبٌ: أَحمقُ، وَالْجَمْعُ أَوْقابٌ، والأُنثى وَقْبة. والوُقْبيُّ: المُولَعُ «8» بصُحْبةِ الأَوْقابِ، وَهُمُ الحَمْقَى. وَفِي حَدِيثِ الأَحْنَفِ: إِياكم وحَمِيَّةَ الأَوْقابِ ؛ هُمُ الحَمْقَى. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: الوَقْبُ الدَّنِيءُ النَّذْلُ، مِن قَوْلِكَ وَقَبَ فِي الشَّيْءِ: دخَل فكأَنه يدخُل فِي الدَّناءَة، وَهَذَا مِنَ الِاشْتِقَاقِ الْبَعِيدِ. والوَقْبُ: صوتٌ يخرُج مِنْ قُنْبِ الفَرَس، وهو __________ (7) . قوله [أبني نجيح] كذا بالأَصل كالصحاح والذي في التهذيب أبني لبينى. (8) . قوله [والوقبي المولع إلخ] ضبطه المجد، بضم الواو، ككردي وضبطه في التكملة كالتهذيب، بفتحها. (1/801) وِعاءُ قَضِيبِه. ووَقَبَ الفرسُ يَقِبُ وقْباً ووَقيباً، وَهُوَ صَوْتُ قُنْبِه؛ وَقِيلَ: هُوَ صوتُ تَقَلْقُلِ جُرْدانِ الْفَرَسِ فِي قُنْبِه، وَلَا فِعْلَ لِشَيْءٍ مِنْ أَصواتِ قُنْبِ الدابةِ، إِلَّا هَذَا. والأَوْقابُ: قُماشُ الْبَيْتِ. والمِيقابُ: الرجلُ الكثيرُ الشُّرْبِ لِلنَّبِيذِ. وَقَالَ مُبْتَكِرٌ الأَعْرابي: إِنهم يَسِيرُونَ سَيْرَ المِيقابِ؛ وَهُوَ أَن يُواصِلُوا بَيْنَ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ. والمِيقَبُ: الوَدَعَةُ. وأَوْقَبَ القومُ: جاعُوا. والقِبَةُ: الَّتِي تَكُونُ فِي البَطْن، شِبْهُ الفِحْثِ. والقِبَةُ: الإِنْفَحةُ إِذا عَظُمَتْ مِنَ الشاةِ؛ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: لَا يَكُونُ ذَلِكَ فِي غَيْرِ الشاءِ. والوَقْباء: مَوْضِعٌ، يُمَدُّ ويُقْصَرُ، والمَدُّ أَعْرَفُ. الصِّحَاحُ: والوَقْبَى ماءٌ لَبَنِي مازِنٍ؛ قَالَ أَبو الغُول الطُّهَويُّ: هُمُ مَنَعُوا حِمَى الوَقْبَى بضَرْبٍ، ... يُؤَلِّفُ بَيْنَ أَشْتاتِ المَنُون قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صوابُ إِنْشادِه: حِمَى الوَقَبَى؛ بِفَتْحِ الْقَافِ. والحِمَى: الْمَكَانُ الْمَمْنُوعُ؛ يُقَالُ: أَحْمَيْتُ الموضعَ إِذا جَعَلْتَهُ حِمًى. فأَما حَمَيْتُه، فَهُوَ بِمَعْنَى حَفِظْته. والأَشْتاتُ: جَمْعُ شَتٍّ، وَهُوَ الْمُتَفَرِّقُ. وَقَوْلُهُ: يؤلِّف بَيْنَ أَشْتاتِ المَنُون، أَراد أَن هَذَا الضربَ جَمَعَ بينَ مَنايا قَوْمٍ مُتَفَرَّقِي الأَمكنة، لَوْ أَتَتْهُم مَناياهم فِي أَمكنتهم، فَلَمَّا اجْتَمَعُوا فِي مَوْضِعٍ وَاحِدٍ، أَتَتْهُم المنايا مجتمعة. وَكَبَ: المَوْكِبُ: بابةٌ مِنَ السَّيْر. وَكَبَ وُكُوباً ووَكَباناً: مَشَى فِي دَرَجانٍ، وَهُوَ الوَكَبانُ. تَقُولُ: ظَبْيةٌ وَكُوبٌ، وعَنْزٌ وَكُوبٌ، وَقَدْ وَكَبَت تَكِبُ وُكُوباً؛ وَمِنْهُ اشْتُقَّ اسمُ المَوكِبِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ يَصِفُ ظَبْيَةً: لَهَا أُمٌّ مُوَقَّفةٌ وَكُوبٌ، ... بحيثُ الرَّقْوُ، مَرْتَعُها البَريرُ والمَوْكِبُ: الجماعةُ مِنَ النَّاسِ رُكْباناً ومُشاةً، مُشْتَقٌّ مِنْ ذَلِكَ؛ قَالَ: أَلا هَزِئَتْ بنا قُرْشِيَّةٌ، ... يَهْتَزُّ مَوْكِبُها والمَوْكِبُ: الْقَوْمُ الرُّكُوبُ عَلَى الإِبل لِلزِّينَةِ، وَكَذَلِكَ جَمَاعَةُ الفُرْسان. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه كَانَ يَسِيرُ فِي الإِفاضةِ سَيْرَ المَوْكِب ؛ المَوْكِبُ: جماعةٌ رُكْبانٌ يَسِيرُونَ بِرِفْقٍ، وَهُمْ أَيضاً القومُ الرُّكُوبُ لِلزِّينَةِ والتَّنَزُّهِ، أَراد أَنه لَمْ يَكُنْ يُسْرعُ السَّيْرَ فِيهَا. وأَوْكَبَ البعيرُ: لَزِمَ المَوْكِبَ. وَنَاقَةٌ مُواكِبةٌ: تُسايِرُ المَوْكِبَ. وَفِي الصِّحَاحِ: ناقة مُواكِبَة، للتي تُعْنِقُ فِي سَيْرِهَا. وظَبْيةٌ وَكُوبٌ: لازِمةٌ لِسِرْبها. الرِّياشِيُّ: أَوْكَبَ الطائرُ إِذا نَهَضَ للطَّيران، وأَنشد: أَوْكَبَ ثُمَّ طَارَا. وَقِيلَ: أَوْكَبَ تَهَيَّأَ للطَّيران. وواكَبَ القومَ: بادَرَهُمْ. وَتَقُولُ: واكَبْتُ القَوم إِذا رَكِبْتَ مَعَهُمْ، وَكَذَلِكَ إِذا سابَقْتَهم. ووكَبَ الرجلُ عَلَى الأَمر، وواكَبَ إِذا واظَبَ عَلَيْهِ. وَيُقَالُ: الوَكْبُ الانْتِصابُ، والواكِبةُ القائمةُ، وفلانٌ مُواكِبٌ عَلَى الأَمر، وواكِبٌ أَي مُثابر، مُواظِبٌ. والتَّوكِيبُ: المُقاربةُ فِي الصِّرار. والوَكَبُ: الوَسَخُ يَعْلُو الجِلْدَ والثَّوبَ؛ وَقَدْ وَكِبَ يَوكَبُ وَكَباً، وَوسِبَ وَسَباً، وحَشِنَ حَشَناً إِذا رَكبه الوَسَخُ والدَّرَنُ. والوَكَبُ: سَوادُ التَّمْرِ إِذا نَضجَ، وأَكثر مَا يُستعمل فِي العِنَب. وَفِي التَّهْذِيبِ: الوَكَبُ سَوادُ (1/802) اللَّون، مِنْ عِنَبٍ أَو غَيْرِ ذَلِكَ إِذا نَضِجَ. ووَكَّبَ العِنَبُ تَوكيباً إِذا أَخذَ فِيهِ تَلوِينُ السَّوادِ، واسمُه فِي تِلْكَ الْحَالِ مُوَكِّبٌ؛ قَالَ الأَزهري: وَالْمَعْرُوفُ فِي لَوْنِ العِنَبِ والرُّطَبِ إِذا ظَهَرَ فِيهِ أَدْنى سَواد التَّوكِيتُ، يُقَالُ: بُسْرٌ مُوَكِّتٌ؛ قَالَ: وَهَذَا مَعْرُوفٌ عِنْدَ أَصحاب النَّخِيلِ فِي الْقُرَى الْعَرَبِيَّةِ. والمُوَكِّبُ: البُسْرُ يُطْعَنُ فِيهِ بالشَّوكِ حَتَّى يَنْضَجَ؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ، وَاللَّهُ أَعلم. وَلَبَ: وَلَبَ فِي البيتِ والوجهِ: دخَل. والوالِبةُ: فِراخُ الزَّرْعِ، لأَنها تَلِبُ فِي أُصُول أُمَّهاتِه؛ وَقِيلَ: الوالِبةُ الزَّرْعةُ تَنْبُتُ مِنْ عُروق الزَّرعة الأُولى، تَخْرُجُ الوُسْطَى، فَهِيَ الأُمُّ، وتَخْرُجُ الأَوالِبُ بَعْدَ ذَلِكَ، فَتَلاحَقُ. ووَالبةُ الْقَوْمِ: أَولادُهم ونَسْلُهُم. أَبو الْعَبَّاسِ، سمعَ ابْنَ الأَعرابي يَقُولُ: الوالبةُ نَسْلُ الإِبل والغَنَم والقَومِ. ووَالبةُ الإِبلِ: نَسْلُها وأَوْلادُها. قَالَ الشَّيْباني: الوالِبُ الذاهِبُ فِي الشيءِ، الداخلُ فِيهِ؛ وَقَالَ عُبَيْدٌ القُشَيْرِيّ: رأَيتُ عُمَيراً والِباً فِي دِيارِهِمْ، ... وَبِئْسَ الفَتى، إِن نابَ دَهْرٌ بِمُعْظَمِ وَفِي رِوَايَةِ أَبي عَمْرٍو: رأَيتُ جُرَيّاً. ووَلَبَ إِليه الشيءُ يَلِبُ وُلوباً: وَصَلَ إِليه، كَائِنًا مَا كَانَ. ووالبةُ: اسْمُ مَوضِع؛ قَالَتْ خِرْنِقُ: مَنَتْ لَهُمُ بوالِبَةَ المَنايا ووالبةُ: اسمُ رجلٍ. وَنَبَ: وَنَّبه: لُغَةٌ فِي أَنَّبَهُ. وَهَبَ: فِي أَسماءِ اللَّهِ تَعَالَى: الوَهَّابُ. الهِبةُ: العَطِيَّة الخاليةُ عَنِ الأَعْواضِ والأَغْراضِ، فإِذا كَثُرَتْ سُمِّي صاحِبُها وَهَّاباً، وَهُوَ مِنْ أَبنية المُبالغة. غَيْرُهُ: الوَهَّابُ، مِنْ صفاتِ اللَّهِ، المُنعِمُ عَلَى الْعِبَادِ، واللهُ تَعَالَى الوهَّابُ الواهِبُ. وكلُّ مَا وُهِبَ لَكَ، مِنْ ولَد وَغَيْرِهِ: فَهُوَ مَوهُوبٌ. والوَهُوبُ: الرجلُ الكثيرُ الهِباتِ. ابْنُ سِيدَهْ: وَهَبَ لَكَ الشيءَ يَهَبُه وَهْباً، ووَهَباً، بِالتَّحْرِيكِ، وهِبَةً؛ وَالِاسْمُ المَوهِبُ، والمَوهِبةُ، بِكَسْرِ الهاءِ فِيهِمَا. وَلَا يُقَالُ: وَهَبَكَه، هَذَا قَوْلُ سِيبَوَيْهِ. وَحَكَى السِّيرَافِيُّ عَنْ أَبي عَمْرٍو: أَنه سَمِعَ أَعرابياً يَقُولُ لِآخَرَ: انْطَلِقْ مَعِي، أَهَبْكَ نَبْلًا. ووَهَبْتُ لَهُ هِبةً، ومَوهِبَةً، ووَهْباً، ووَهَباً إِذا أَعْطَيْتَهُ. ووهَبَ اللهُ لَهُ الشيءَ، فَهُوَ يَهَبُ هِبةً؛ وتَواهَبَ الناسُ بَيْنَهُمْ؛ وَفِي حَدِيثِ الأَحْنَفِ: وَلَا التَّواهُبُ فِيمَا بينَهم ضَعَةٌ ؛ يَعْنِي أَنهم لَا يَهَبُونَ مُكْرَهِينَ. ورجلٌ واهِبٌ ووَهَّابٌ ووَهُوبٌ ووَهَّابةٌ أَي كثيرُ الهِبة لأَمْواله، وَالْهَاءُ لِلْمُبَالَغَةِ. والمَوهُوبُ: الولدُ، صِفَةٌ غَالِبَةٌ. وتَواهَبَ الناسُ: وَهَبَ بَعْضُهم لِبَعْضٍ. والاسْتِيهابُ: سُؤَالُ الهِبَةِ. واتَّهَبَ: قَبِلَ الهِبَةَ. واتَّهَبْتُ منكَ دِرْهَماً، افْتَعَلْتُ، مِنَ الهِبَةِ. والاتِّهابُ: قَبُولُ الهِبة. وَفِي الْحَدِيثِ: لَقَدْ هَمَمْتُ أَن لَا أَتَّهِبَ إِلَّا مِنْ قُرَشِيٍّ أَو أَنصارِيٍّ أَو ثَقَفِيٍ أَي لَا أَقبلُ هِبَةً إِلَّا مِنْ هؤُلاء، لأَنهم أَصحابُ مُدُنٍ وقُرًى، وَهُمْ أَعْرَفُ بِمَكَارِمِ الأَخلاق. وقال أَبو عُبَيْدٍ: رأَى النبيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، جَفاءً فِي أَخلاقِ الْبَادِيَةِ، وذَهاباً عَنِ المُروءَة، وطَلباً لِلزِّيَادَةِ عَلَى مَا وَهَبُوا، فخَصَّ أَهلَ القُرى العربيةِ خاصَّةً بقَبولِ الهَدِيَّةِ مِنْهُمْ، دُونَ أَهل الْبَادِيَةِ، لِغَلَبَةِ الجَفاء عَلَى أَخلاقهم، وبُعْدِهم مِنْ ذَوِي النُّهَى والعُقُولِ. وأَصلُه: اوْتَهَب، فَقُلِبَتِ الْوَاوُ تَاءً، وأُدغمت فِي تَاءِ الافتعالِ، مِثْلَ (1/803) اتَّزَن واتَّعَدَ، مِنَ الوَزْنِ والوَعْدِ. والمَوْهِبةُ: الهِبةُ، بِكَسْرِ الهاءِ، وجمعُها مواهبُ. وواهَبَه، فَوَهَبَه يَهَبُهُ ويَهِبُهُ: كَانَ أَكثر هِبةً مِنْهُ. والمَوْهِبةُ: العطيَّةُ. وَيُقَالُ لِلشَّيْءِ إِذا كَانَ مُعَدّاً عِنْدَ الرَّجُل، مِثْلَ الطَّعَامِ: هُوَ مُوهَبٌ، بِفَتْحِ الْهَاءِ. وأَصْبَحَ فُلَانٌ مُوهِباً، بِكَسْرِ الْهَاءِ، أَي مُعِدّاً قَادِرًا. وأَوهَبَ لَكَ الشيءَ: أَعدَّه. وأَوْهَبَ لَكَ الشيءُ: دامَ. قَالَ أَبو زَيْدٍ وَغَيْرُهُ: أَوهَبَ الشيءُ إِذا دَامَ، وأَوهَبَ الشيءُ إِذا كَانَ مُعَدّاً عِنْدَ الرَّجُلِ، فَهُوَ مُوهِب؛ وأَنشد: عَظِيمُ القَفا، ضَخْمُ الخَواصِرِ، أَوهَبَتْ ... لَهُ عَجْوَةٌ مَسْمُونةٌ، وخَمِيرُ «1» وأَوهَبَ لَكَ الشيءُ: أَمْكَنَك أَن تأْخُذَه وتَنالهُ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي وَحْدَهُ. قَالَ وَلَمْ يَقُولُوا أَوهَبْتُه لك. والمَوهَبة والمَوهِبَةُ: غديرُ ماءٍ صغيرٌ؛ وَقِيلَ: نُقْرة فِي الْجَبَلِ يَسْتَنْقِع فِيهَا الماءُ. وَفِي التَّهْذِيبِ: وأَما النُّقْرةُ فِي الصَّخْرة، فمَوْهَبَة، بِفَتْحِ الْهَاءِ، جَاءَ نَادِرًا؛ قَالَ: ولَفُوكِ أَطْيَبُ، إِن بَذَلْتِ لَنَا، ... مِنْ ماءِ مَوهَبَةٍ، عَلَى خَمْر «2» أَي مَوْضُوعٍ عَلَى خَمْر، مَمْزُوجٌ بِمَاءٍ. والمَوهَبةُ: السَّحابةُ تَقَعُ حَيْثُ وَقَعَتْ، وَالْجَمْعُ مَواهِبُ. وَيُقَالُ: هَذَا وادٍ مُوهِبُ الحَطَبِ أَي كَثِيرُ الْحَطَبِ. وَتَقُولُ: هَبْ زَيْداً مُنْطَلِقاً، بِمَعْنَى احْسُبْ، يَتَعَدَّى إِلى مَفْعُولَيْنِ، وَلَا يَسْتَعْمِلُ مِنْهُ ماضٍ وَلَا مُسْتَقْبلٌ فِي هَذَا الْمَعْنَى. ابْنُ سِيدَهْ: وهَبْني فَعَلْتُ ذَلِكَ أَي احْسُبْني واعْدُدْني، وَلَا يُقَالُ: هَبْ أَني فَعَلْتُ. وَلَا يُقَالُ فِي الْوَاجِبِ: وَهَبْتُك فَعَلْتَ ذَلِكَ، لأَنها كَلِمَةٌ وُضِعَتْ للأَمر؛ قَالَ ابْنُ هَمَّامٍ السَّلوليُّ: فقلتُ: أَجِرْني أَبا خالِدٍ، ... وإِلَّا فهَبْني امْرأً هالِكا قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وأَنشد الْمَازِنِيُّ: فكُنْتُ كَذِي داءٍ، وأَنْتَ شِفاؤُهُ، ... فهَبْني لِدائي، إِذ مَنَعْتَ شِفائِيا أَي احْسُبْني. قَالَ الأَصمعي: تَقُولُ الْعَرَبُ: هَبْني ذَلِكَ أَي احْسُبْني ذَلِكَ، واعْدُدْني. قَالَ: وَلَا يُقَالُ: هَبْ، وَلَا يُقَالُ فِي الْوَاجِبِ: قَدْ وَهَبْتُكَ، كَمَا يُقَالُ: ذَرْني ودَعْني، وَلَا يُقَالُ: وَذَرْتُك. وَحَكَى ابْنُ الأَعرابي: وَهَبَني اللهُ فِداكَ أَي جَعَلَني فِداك؛ ووُهِبْتُ فِداكَ، جُعِلْتُ فِداكَ. وَقَدْ سَمَّتْ وَهْباً، ووُهَيْباً، ووَهْبانَ، وواهِباً، ومَوْهَباً. قال سيبويه: جاؤوا بِهِ عَلَى مَفْعَلٍ، لأَنه اسْمٌ لَيْسَ عَلَى الْفِعْلِ، إِذ لَوْ كَانَ عَلَى الْفِعْلِ، لَكَانَ مَفْعِلًا، وَقَدْ يَكُونُ ذَلِكَ لِمَكَانِ الْعَلَمِيَّةِ، لأَنَّ الأَعلام مِمَّا تُغَيَّر عَنِ الْقِيَاسِ. وأُهْبانُ: اسمٌ، وَقَدْ ذُكِرَ تَعْلِيلُهُ فِي مَوْضِعِهِ. وواهِبٌ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ بِشْرُ بْنُ أَبي خَازِمٍ: كأَنَّها، بَعْدَ عَهْدِ العاهِدينَ بِهَا، ... بينَ الذَّنوبِ، وحَزْمَيْ واهِبٍ صُحُفُ ومَوْهَبٌ: اسْمُ رَجُلٍ؛ قَالَ أَبَّاقٌ الدُّبَيْرِيّ: قَدْ أَخَذَتْني نَعْسَةٌ أُرْدُنُّ، ... ومَوْهَبٌ مُبْزٍ بِهَا مُصِنُ قَالَ: وَهُوَ شاذٌّ، مِثْلَ مَوْحَدٍ. وَقَوْلُهُ مُبْزٍ أَي قوِيٌّ عَلَيْهَا أَي هُوَ صَبُور عَلَى دَفْعِ النَّوْمِ، وإِن __________ (1) . قوله [ضخم الخواصر] كذا بالمحكم والتهذيب والذي في الصحاح رخو الخواصر. (2) . قوله [ولفوك أطيب إلخ] كذا أنشده في المحكم والذي في التهذيب كالصحاح ولفوك أشهى لو يحل لنا من ماء إلخ. (1/804) كَانَ شَدِيدَ النُّعاس. ووَهْبُ بْنُ مُنَبِّه، تَسْكِينُ الْهَاءِ فِيهِ أَفصح. الأَزهري: ووَهْبِينُ جبلٌ مِنْ جِبال الدَّهْناء، قَالَ: وَقَدْ رأَيته. ابْنُ سِيدَهْ: وَهْبِينُ اسْمُ مَوْضِعٍ؛ قَالَ الرَّاعِي: رَجاؤُك أَنساني تَذَكُّرَ إِخْوَتي، ... ومالُكَ أَنساني، بوَهْبِينَ، مالِيا وَيَبَ: وَيْبٌ: كلمةٌ مثلُ وَيْلٍ. وَيْباً لِهَذَا الأَمْر أَي عَجَباً لَهُ. ووَيْبةً: كوَيْلَةٍ. تَقُولُ: وَيْبَكَ، ووَيْبَ زيدٍ كَمَا تَقُولُ: وَيْلَك مَعْنَاهُ: أَلْزَمَكَ اللَّهُ وَيلًا نُصِبَ نَصْبَ الْمَصَادِرِ، فإِن جِئْتَ بِاللَّامِ رفعتَ، قُلْتَ: وَيْبٌ لِزَيْدٍ، ونَصَبتَ منوَّناً، فَقُلْتَ: وَيْلًا لِزَيْدٍ، فالرفعُ مَعَ اللَّامِ، عَلَى الِابْتِدَاءِ، أَجودُ مِنَ النَّصْبِ؛ والنصبُ مَعَ الإِضافة أَجودُ مِنَ الرَّفْعِ. قَالَ الْكِسَائِيُّ: مِنَ الْعَرَبِ مَن يَقُولُ: وَيْبَكَ، ووَيْبَ غيرِك وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: وَيْباً لِزَيْدٍ كَقَوْلِكَ: وَيْلًا لزيدٍ وَفِي حَدِيثِ إِسلام كَعْبِ بْنِ زُهَيْرٍ: أَلا أَبْلِغا عَنِّي بُجَيراً رِسالةً: ... عَلَى أَيِّ شيءٍ، وَيبَ غَيرِكَ، دَلَّكا؟ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَفِي حَاشِيَةِ الْكِتَابِ بَيْتٌ شَاهِدٌ عَلَى وَيْبٍ، بِمَعْنَى وَيْلٍ؛ وَهُوَ: حَسِبْتُ بُغامَ رَاحلَتي عَناقاً، ... وَمَا هِيَ، وَيْبَ غَيرِكَ، بالعَناقِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: لَمْ يَذْكُرْ قَائِلَهُ، وَهُوَ لِذِي الخِرَق الطُّهَوِيِّ يُخاطِب ذِئباً تَبِعَه فِي طَرِيقِهِ؛ وَبَعْدَهُ: فَلَوْ أَني رَمَيْتُكَ مِنْ قَريبٍ، ... لَعاقَكَ، عَنْ دُعاءِ الذِّئْبِ، عاقِ وَقَوْلُهُ: حَسِبْتُ بُغام رَاحِلَتِي عَناقاً؛ أَراد بُغامَ عَناق، فَحَذَفَ الْمُضَافَ، وأَقام الْمُضَافَ إِليه مُقَامَهُ، وَقَوْلُهُ عاقٍ: أَراد عَائِقٌ. وَحَكَى ابْنُ الأَعرابي: وَيْبِ فلانٌ، بِكَسْرِ الْبَاءِ، وَرَفْعِ فُلَانٍ، إِلَّا بَنِي أَسَدٍ؛ لَمْ يَزِدْ عَلَى ذَلِكَ، وَلَا فَسَّرَهُ. وَحَكَى ثَعْلَبٌ: وَيْبِ فلانٍ، وَلَمْ يَزِدْ. قَالَ ابْنُ جِنِّي: لَمْ يَسْتَعْمِلُوا مِنَ الوَيْبِ فِعْلًا، لِمَا كَانَ يَعْقُبُ مِنَ اجْتماع إِعلال فَائِهِ كوَعَد، وعَيْنِه كباعَ. وَسَنَذْكُرُ ذَلِكَ فِي الوَيْح، والوَيْسِ، والوَيْلِ. والوَيْبةُ: مِكْيال مَعْرُوفٌ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق