حذف 12. صفحة من مدونتي

12. صفحة تحذفهم با مفتري حسبي الله ونعم الوكيل

Translate

الأحد، 3 مارس 2024

ج15.وج16.سلسلة الاحاديث الصحيحة{ من 1501 الي 1600 ثم من 1601 الي 1700.


ج15.وج16.سلسلة الاحاديث الصحيحة 

{ من 1501 الي 1600 ثم من 1601 الي 1700.

 

أولا/الأحاديث من 1501 إلى 1600*

1501 " أفشوا السلام و أطعموا الطعام و كونوا إخوانا كما أمركم الله " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 3 :

رواه النسائي في " القضاء " من " السنن الكبرى " له ( 4 / 4 / 2 ) و ابن ماجة

( 3252 ) و أبو الحسن الحربي في " الحربيات " ( 1 / 18 / 1 ) و ابن عدي في

" الكامل " ( 157 / 1 ) عن ابن جريج قال : قال سليمان بن موسى : حدثنا نافع

و في رواية عنه قال : سليمان بن موسى أخبرني عن نافع - عن # ابن عمر # مرفوعا .

قلت : و هذا إسناد صحيح , رجاله ثقات و ابن جريج قد صرح بالتحديث في الرواية

الأخرى , على أن للحديث شواهد تقدم بعضها في المجلد الثاني برقم ( 569 ) و في

المجلد الثالث برقم ( 1439 ) . و أما الجملة الأخيرة من الحديث فهي مشهورة وردت

عن جمع من الصحابة منهم أبو هريرة و أنس في " الصحيحين " و غيرهما و هما مخرجان

في " غاية المرام في تخريج أحاديث الحلال و الحرام " برقم ( 404 ) , و زاد مسلم

: " كما أمركم الله " .

( تنبيه ) : أقول بهذه المناسبة لقد سئلت كثيرا عما جاء على غلاف بعض الطبعات

الأخيرة لكتاب " الحلال و الحرام " للأستاذ القرضاوي أنه من " تخريج محمد ناصر

الدين الألباني " !

فأقول : إنه خطأ محض , كما كنت بينت ذلك في مقدمة كتابي المذكور " غاية المرام

... " , و التخريجات المطبوعة في حاشية كتاب الأستاذ هي بقلمه , ليس لي فيها

و لا كلمة و هي مع كونها نقول مقتضبة من مصادر مختلفة , ففيها أخطاء علمية

كثيرة من الناحية الحديثية و السكوت عن بيان مراتب عشرات الأحاديث النبوية مما

يباين أسلوب في كتبي , و كل تخريجاتي و تحقيقاتي , فلا يجوز أن ينسب إلي شيء

مما جاء في تلك الحاشية , كيف و فيها كثير مما يخالف ما ذهبت إليه في " غاية

المرام " كما تنبه لذلك بعض الأذكياء من القراء . و الله المستعان .

1502 " أفضل الأيام عند الله يوم الجمعة " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 4 :

هكذا أورده السيوطي في " الجامع الصغير " من رواية البيهقي في " الشعب " عن

# أبي هريرة # . و قال المناوي في شرحه : " إسناده حسن " . و فيه بعد عندي ,

فقد أخرجه الترمذي ( 2 / 236 ) من طريق موسى بن عبيدة عن أيوب بن خالد عن عبد

الله بن رافع عن أبي هريرة مرفوعا في حديث أوله : " اليوم الموعود يوم القيامة

, و اليوم المشهود يوم عرفة , و الشاهد يوم الجمعة , و ما طلعت الشمس و لا غربت

على يوم أفضل منه , فيه ساعة ... " . و موسى بن عبيدة ضعيف و قد تفرد به كما

أفاد ابن عدي , و قد ذكرت كلامه في التعليق على " المشكاة " ( رقم 1362 ) .

و أورده السيوطي في " الجامع الكبير " ( 1 / 113 / 2 ) كما ذكره في " الصغير "

لكن بزيادة " و هو الشاهد , و المشهود يوم عرفة , و اليوم الموعود يوم القيامة

" . و هكذا ذكره ابن أبي حاتم في " العلل " ( 1 / 203 ) من طريق الزبيدي عن

أيوب بن خالد بن صفوان أن أوس الأنصاري حدثه عن عبد الله بن رافع مولى أم سلمة

عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم به دون قوله : " و اليوم الموعود

..... " . و قال : " قال أبي : هذا خطأ , إنما هو أيوب بن خالد بن صفوان بن أوس

عن عبد الله ( بن ) رافع عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم " .

قلت : يعني كما رواه موسى بن عبيدة . فيبدو من مجموع ما تقدم أن مدار الحديث

عليه , فأنى له الحسن ? ! لكن يشكل عليه أن أبا حاتم رجح إسناده على إسناد

الزبيدي , و هذا ثقة , و الأول ضعيف , فكيف يرجح روايته عليه ? و هذا مما يلقي

في البال أن يكون المرجح عنده , من غير طريق موسى بن عبيدة , فلعل البيهقي

أخرجه في " الشعب " من غير طريقه أيضا . و فيه بعد . و الله أعلم .

نعم حديث الترجمة صحيح , فقد رواه شعبة قال : سمعت العلاء يحدث عن أبيه عن أبي

هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " ما تطلع الشمس بيوم و لا تغرب

بأفضل أو أعظم من يوم الجمعة , و ما من دابة إلا تفزع ليوم الجمعة .... "

الحديث . أخرجه أحمد ( 2 / 457 ) بإسناد صحيح على شرط مسلم , و قد أخرجه مسلم

في " صحيحه " ( 3 / 6 ) من وجه آخر عن أبي هريرة نحوه . و هو رواية لأحمد ( 2 /

401 و 418 ) , و أخرجه الحاكم ( 2 / 544 ) من وجه ثالث عن أبي هريرة مختصرا

و قال : " صحيح على شرط مسلم , و قد أخرجاه من حديث الزهري بغير هذا اللفظ " .

و لم أره عند البخاري و الله أعلم . ثم وجدت لتمام حديث موسى بن عبيدة شاهدا من

حديث أبي مالك الأشعري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اليوم

الموعود يوم القيامة , و إن الشاهد يوم الجمعة , و إن المشهود يوم عرفة و يوم

الجمعة ذخره الله لنا , و صلاة الوسطى صلاة العصر " . أخرجه الطبراني ( 3458 )

عن هاشم بن مرثد , و ابن جرير في " التفسير " عن محمد بن عوف قالا : حدثنا محمد

ابن إسماعيل بن عياش قال : حدثني أبي قال : حدثني ضمضم بن زرعة عن شريح بن عبيد

عن أبي مالك الأشعري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره .

قلت : و هذا إسناد رجاله ثقات , فاستثناء ابن إسماعيل , ثم هو منقطع بين شريح

ابن عبيد و أبي مالك الأشعري . و محمد بن إسماعيل بن عياش قال الهيثمي ( 7 /

135 ) : " ضعيف " . و بين وجهه الحافظ في " التقريب " بقوله : " عابوا عليه أنه

حدث عن أبيه بغير سماع " . لكنه أفاد في " التهذيب " فائدة هامة فقال : " و قد

أخرج أبو داود عن محمد بن عوف عنه عن أبيه عدة أحاديث , لكن يرونها ( الأصل :

يروونها ) بأن محمد بن عوف رآها في أصل إسماعيل " .

قلت : فإذا صح هذا , فرواية ابن عوف عنه قوية لأنها مدعمة بموافقتها لما وجده

ابن عوف في أصل إسماعيل , و هي وجادة معتبرة , كما لا يخفى على المهرة .

و بالجملة فالحديث بهذا الشاهد حسن . و الله أعلم . و أخرج تمام في " الفوائد "

( 5 / 2 ) و عنه ابن عساكر في " التاريخ " ( 4 / 280 / 2 ) عن عمار بن مطر :

حدثنا مالك بن أنس عن عمارة بن عبد الله بن صياد عن نافع بن جبير بن مطعم عن

أبيه مرفوعا في قوله تعالى : *( و شاهد و مشهود )* : " الشاهد يوم الجمعة ,

و المشهود يوم عرفة " . لكن عمار بن مطر قال الذهبي : " هالك , وثقه بعضهم ,

و منهم من وصفه بالحفظ " . فلا يستشهد به لشدة ضعفه . و فيما تقدم غنية عنه .

1503 " أفضل ما قلت أنا و النبيون عشية عرفة : لا إله إلا الله وحده لا شريك له , له

الملك و له الحمد , و هو على كل شيء قدير " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 7 :

رواه الطبراني في " فضل عشر ذي الحجة " ( 13 / 2 ) عن قيس بن الربيع عن الأغر

ابن الصباح عن خليفة بن حصين عن # علي # مرفوعا .

قلت : و هذا إسناد لا بأس به في الشواهد , رجاله ثقات غير قيس بن الربيع فهو

سيء الحفظ , فحديثه حسن بماله من الشواهد . فمنها ما في " الموطأ " ( 1 / 422 /

246 ) عن زياد بن أبي زياد مولى عبد الله بن عياش <1> بن أبي ربيعة عن طلحة بن

عبيد الله بن كريز أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره دون قوله " له

الملك ... " و زاد في أوله : " أفضل الدعاء دعاء يوم عرفة " . و هذا إسناد مرسل

صحيح , و قد وصله ابن عدي و البيهقي في " الشعب " عن أبي هريرة مرفوعا به و زاد

: " له الملك و له الحمد , يحيي و يميت , بيده الخير و هو على كل شيء قدير " .

كما في " الجامع الكبير " ( 1 / 114 / 1 ) و " الزيادة على الجامع الصغير " ( ق

29 / 1 ) . و منها عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعا به نحوه , و فيه

الزيادة التي في " الموطأ " و الزيادة التي في " الشعب " دون قوله :

" يحيي و يميت , بيده الخير " . أخرجه الترمذي بسند فيه ضعف بينته في " تخريج

المشكاة " ( 2598 ) . و منه يتبين أن قوله : " يحيي ... " منكر , لتفرد هذه

الطريق به . و منها ما أخرجه الأصبهاني في " الترغيب " ( 331 / 1 - المدينة )

عن أبي مروان : حدثنا عبد العزيز بن محمد عن عمرو بن أبي عمرو عن المطلب مرسلا

مختصرا بلفظ : " أفضل الدعاء دعاء يوم عرفة , و إن أفضل ما أقوله أنا و ما قال

النبيون من قبلي : لا إله إلا الله " .

قلت : و هذا مرسل حسن الإسناد , المطلب هو ابن عبد الله بن حنطب صدوق , و من

دونه ثقات رجال مسلم غير أبي مروان و هو محمد بن عثمان بن خالد الأموي صدوق

يخطىء كما قال الحافظ في " التقريب " .

و جملة القول : أن الحديث ثابت بمجموع هذه الشواهد و الله أعلم .

-----------------------------------------------------------

[1] بالشين المعجمة , و قد يصحف , انظر الشاهد الآتي للحديث ( 1695 ) . اهـ .

1504 " أفضل الشهداء من سفك دمه , و عقر جواده " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 8 :

أخرجه أحمد ( 5 / 265 ) من طريق علي بن يزيد عن القاسم أبي عبد الرحمن عن # أبي

أمامة # قال : " ... قلت : يا نبي الله أي الشهداء أفضل ? قال : من سفك ... " .

قلت : و هذا إسناد ضعيف علي بن يزيد و هو الألهاني , قال الحافظ : " ضعيف " .

و له شاهد يرويه إبراهيم بن هشام بن يحيى بن يحيى الغساني حدثنا أبي عن جدي عن

أبي إدريس الخولاني عن أبي ذر مرفوعا نحوه . أخرجه ابن حبان ( 94 ) . لكن

إبراهيم هذا كذاب , فلا يصلح للاستشهاد به . بيد أن الحديث صحيح , فإن له شواهد

كثيرة منها عن عبد الله بن حبشي الخثعمي أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل أي

القتل أشرف ? قال : " من أهريق دمه , و عقر جواده " . أخرجه أبو داود و أحمد

بسند صحيح , كما بينته في " صحيح أبي داود " ( 1196 و 1303 ) . و منها عن جابر

قال : " قيل يا رسول الله أي الجهاد أفضل ? قال : من عقر جواده و أهريق دمه " .

أخرجه الدارمي ( 2 / 201 ) و ابن حبان ( 1608 ) و أحمد ( 3 / 300 و 302 ) .

قلت : و إسناده صحيح على شرط مسلم . و له طريق أخرى عن جابر عند أحمد ( 3 / 346

و 391 ) . و منها عن عمرو بن عبسة مثل الذي قبله .‏أخرجه أحمد ( 4 / 114 ) عن

أبي قلابة عنه . و رجاله ثقات رجال الشيخين , فهو صحيح إن كان أبو قلابة سمعه

من عمرو بن عبسة .

1505 " يوشك أن يغلب على الدنيا لكع بن لكع , و أفضل الناس مؤمن بين كريمين " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 9 :

أخرجه الطحاوي في " المشكل " ( 2 / 428 ) : حدثنا أحمد بن عبد الرحمن بن وهب

حدثنا عمي عبد الله بن وهب أخبرني إبراهيم بن سعد الزهري عن الزهري أخبرني عبد

الملك بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام عن أبيه : أخبرني # رجل من أصحاب النبي

صلى الله عليه وسلم # عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .

ثم أخرجه من طريق عبد الله بن صالح حدثني الليث حدثني عقيل عن ابن شهاب أخبرني

عبد الملك بن أبي بكر أن أبا بكر بن عبد الرحمن أخبره أن بعض أصحاب رسول الله

صلى الله عليه وسلم قال : ثم ذكر مثله و لم يرفعه .

قلت : و هذا إسناد فيه ضعف , عبد الله بن صالح و إن احتج به البخاري فقد تكلم

فيه من قبل حفظه . و أحمد بن عبد الرحمن بن وهب و إن احتج به مسلم , فقد قال

الحافظ : " صدوق تغير بأخرة " . و قد خولف في رفعه , فقال الإمام أحمد في

" مسنده " ( 5 / 430 ) : حدثنا أبو كامل حدثنا إبراهيم بن سعد حدثنا ابن هشام

عن عبد الملك بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام عن أبيه عن بعض أصحاب

النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره موقوفا , قال أحمد عقبه : " لم يرفعه " .

قلت : و هذا إسناد صحيح , رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي كامل , و اسمه مظفر

ابن مدرك الخراساني و هو ثقة , و هو و إن كان موقوفا , فهو في حكم المرفوع ,

لاسيما و قد ذكره السيوطي في " الجامع الكبير " من حديث أبي ذر مرفوعا بلفظ :

" أفضل الناس يومئذ ... " و الباقي مثله سواء و قال : " رواه العسكري في

" الأمثال " و الديلمي و سنده حسن " .

1506 " أفلح من هدي إلى الإسلام و كان عيشه كفافا و قنع به " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 10 :

أخرجه الحاكم ( 4 / 122 ) من طريق ابن وهب عن أبي هاني الخولاني عن أبي علي

الجنبي - و هو عمرو بن مالك - عن # فضالة بن عبيد # رضي الله عنه أنه سمع رسول

الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره . و قال : " صحيح الإسناد " . و وافقه

الذهبي . و هو كما قالا . و أخرجه الترمذي ( 2 / 56 ) و ابن حبان ( 2541 )

و الحاكم ( 1 / 35 ) و كذا ابن المبارك في " الزهد " ( 553 ) و من طريقه

القضاعي في " مسنده " ( ق 52 / 1 ) و أحمد ( 6 / 19 ) من طريق حيوة بن شريح :

أخبرني أبو هاني ... بلفظ : " طوبى لمن هدي ... " الحديث . و قال الترمذي :

" حديث حسن صحيح " . و قال الحاكم : " صحيح على شرط مسلم " . و وافقه الذهبي .

و أقول : الصواب : أنه صحيح فقط كما قالا في الرواية الأولى , فإن عمرو بن مالك

لم يخرج له مسلم شيئا . و له شاهد يرويه حسام بن مصك عن ثابت عن أنس بن مالك

مرفوعا بلفظ : " طوبى لمن أسلم و كان عيشه كفافا " . أخرجه أبو عبد الله الرازي

في " مشيخته " ( ق 26 / 2 ) . لكن حسام هذا قال الحافظ : " ضعيف يكاد أن يترك "

. و له شاهد آخر صحيح بنحو الرواية الأولى من حديث عبد الله بن عمرو مرفوعا

و قد مضى تخريجه برقم ( 129 ) و ذكرنا له هناك ثلاث طرق لا تجدها في كتاب آخر .

1507 " بينما رجل في حلة له و هو ينظر في عطفيه إذ خسف الله به , فهو يتجلجل فيها

إلى يوم القيامة " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 11 :

أخرجه البزار في " مسنده " ( ص 170 - زوائده ) : حدثنا عبد الله بن سعيد حدثنا

عبد الرحمن بن محمد المحاربي حدثنا رشدين بن كريب عن أبيه قال : " كنت أقود ابن

# عباس # في زقاق أبي لهب , و ذلك بعدما ذهب بصره , فقال : سمعت أبي يقول :

سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " . فذكره .

قلت : و هذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير رشدين بن كريب و هو ضعيف كما في

" التقريب " , و قد اضطرب في لفظه , فرواه تارة هكذا , و تارة على أنها قصة

وقعت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم و بين يديه ! فقال : أبو يعلى في " مسنده

" ( 4 / 1580 ) : حدثنا الحسن بن حماد الكوفي أخبرنا عبد الرحمن بن محمد

المحاربي عن ابن كريب عن أبيه قال : " كنت أقود ابن عباس في زقاق أبي لهب ,

فقال : يا كريب ! بلغنا مكان كذا و كذا ? قلت : أنت عنده الآن , فقال : حدثني

العباس بن عبد المطلب قال : " بينما أنا مع النبى صلى الله عليه وسلم في هذا

الموضع , إذ أقبل رجل يتبختر بين برديه و ينظر إلى عطفيه و قد أعجبته نفسه , إذ

خسف الله به الأرض في هذا الموطن , فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة " . و هذا

إسناد رجاله ثقات أيضا غير رشدين , و بهذا اللفظ أورده الهيثمي في " المجمع " (

5 / 125 ) و قال : " رواه أبو يعلى و الطبراني و البزار بنحوه باختصار , و فيه

رشدين بن كريب و هو ضعيف " .

قلت : و اللفظ الأول أقرب إلى الصواب لأن له شاهدا من حديث عبد الله بن عمر

و أبي هريرة مرفوعا بلفظ : " بينما رجل يجر إزاره إذ خسف به , فهو يتجلجل في

الأرض إلى يوم القيامة " . أخرجه البخاري ( 4 / 73 ) .

1508 " أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد و فاطمة بنت محمد و مريم بنت عمران

و آسية بنت مزاحم امرأة فرعون " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 13 :

رواه أحمد ( 1 / 293 ) و الطحاوي في " المشكل " ( 1 / 50 ) و الحاكم ( 2 / 594

و 3 / 160 و 185 ) و الضياء في " المختارة " ( 65 / 67 / 1 ) و الطبراني ( رقم

11928 ) عن داود بن الفرات الكندي عن علباء بن أحمد اليشكري عن عكرمة عن # ابن

عباس # قال : خط رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأرض أربعة أخطط , ثم قال :

" تدرون ما هذا ? " قالوا : الله و رسوله أعلم : قال رسول الله صلى الله عليه

وسلم : فذكره . و قال الحاكم : " صحيح الإسناد " و وافقه الذهبي .

قلت : و رجاله ثقات رجال البخاري غير علباء بن أحمد , فهو من رجال مسلم . و له

شاهد من حديث أنس مرفوعا بلفظ : " حسبك من نساء العالمين ... " فذكرهن . أخرجه

أحمد ( 3 / 135 ) و صححه ابن حبان ( 2223 ) . ثم وجدت للحديث طريقا أخرى عند

الطبراني ( 12179 ) بسنده عن كريب عن ابن عباس مرفوعا بلفظ : " سيدات نساء أهل

الجنة بعد مريم بنت عمران : فاطمة و خديجة و آسية امرأة فرعون " .

قلت : و إسناده صحيح . و ذكره الهيثمي ( 9 / 223 ) بلفظ آخر نحوه و قال :

" رواه الطبراني , و فيه محمد بن الحسن بن زبالة و هو متروك " .

قلت : طريق كريب سالم منه , فاقتضى التنبيه . و له شاهد من حديث عائشة مرفوعا

مثله دون لفظة " بعد " و لكنه قدم ( مريم ) في الذكر . أخرجه الحاكم ( 3 / 185

و 186 ) و سكت عنه , و قال الذهبي : " صحيح على شرط الشيخين " . و هو كما قال .

1509 " إن أحسن ما غير به هذا الشيب الحناء و الكتم " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 14 :

أخرجه أبو داود ( 2 / 195 - تازية ) و النسائي ( 2 / 279 ) و الترمذي ( 3 / 55

- تحفة ) و ابن ماجة ( 2 / 380 ) و ابن حبان ( 1475 ) و أحمد ( 5 / 147 و 150 و

154 و 156 و 169 ) و ابن سعد في " الطبقات " ( 1 / 439 ) و الطبراني ( 1638 )

من طريقين عن عبد الله بن بريدة عن أبي الأسود عن # أبي ذر # عن النبي صلى الله

عليه وسلم , و قال الترمذي : " حديث حسن صحيح , و أبو الأسود الديلي اسمه ظالم

ابن عمرو بن سفيان " .

قلت : و هو ثقة من رجال الشيخين , و كذلك عبد الله بن بريدة , فهو صحيح على

شرطهما , فالعجب من الحاكم كيف لم يخرجه . لا يقال : إنما لم يخرجه لأن كهمسا

أرسله , فقال : عن عبد الله بن بريدة أنه بلغه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم

قال : فذكره . أخرجه النسائي . لا يقال هذا لأن من مذهبه أن زيادة الثقة مقبولة

, و هو الصواب على تفصيل معروف في علم المصطلح , و قد رواه ثقتان عن عبد الله

ابن بريدة موصولا مسندا كما تقدم , فهي زيادة مقبولة اتفاقا , لاسيما و له طريق

أخرى عن أبي ذر يرويه أبو إسحاق عن ابن أبي ليلى عنه مرفوعا بلفظ : " أفضل ما

غيرتم به الشمط الحناء و الكتم " . أخرجه النسائي ( 2 / 278 و 279 ) . و أبو

إسحاق هو عمرو بن عبيد الله السبيعي و هو ثقة لكنه مدلس , و كان قد اختلط , فهو

لا بأس به في الشواهد , إلا من رواية سفيان الثوري و شعبة فحديثهما عنه حجة .

1510 " اقتربت الساعة , و لا يزداد الناس على الدنيا إلا حرصا , و لا يزدادون من

الله إلا بعدا " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 15 :

أخرجه الحاكم ( 4 / 324 ) و كذا الدولابي في " الكنى " ( 1 / 155 ) و المخلص في

" الفوائد المنتقاة " ( 1 / 38 / 2 ) و ابن أبي الدنيا في " العقوبات " ( 78 /

1 ) و الهيثم بن كليب في " مسنده " ( ق 84 / 2 ) و الطبراني في " المعجم الكبير

" ( 9787 ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 7 / 242 و 8 / 315 ) و القضاعي في "

مسند الشهاب " ( 49 / 2 ) من طريق مخلد بن يزيد عن بشير بن سلمان عن سيار أبي

الحكم عن طارق بن شهاب عن # ابن مسعود # مرفوعا . و قال الحاكم : " صحيح

الإسناد " . و هو كما قال , أو قريب منه , فإن في مخلد بن يزيد كلاما يسيرا .

لكن وقع عنده " بشير بن زاذان " و لذلك تعقبه الذهبي بقوله : " قلت : هذا منكر

, و بشير ضعفه الدارقطني , و اتهمه ابن الجوزي " .

قلت : و هذا غير بشير بن سلمان , هذا ضعيف , و ذاك ثقة من رجال مسلم , و هو

صاحب هذا الحديث كما وقع في المصادر المذكورة , فلا تغتر بتعقب الذهبي المذكور

و لا بمتابعة المناوي له بقوله عقبه : " فأنى له الصحة ? ! " . و تابعه السري

بن إسماعيل عن سيار أبي الحكم به . أخرجه تمام في " الفوائد " ( 167 / 2 ) .

لكن السري هذا متروك الحديث كما في " التقريب " .

( تنبيه ) لفظ الهيثم بن كليب و غيره : " و لا تزاد منهم إلا بعدا " بدل قوله

في رواية الحاكم و غيره : " و لا يزدادون من الله إلا بعدا " . و قد وقع عند

الطبراني - و عنه أبو نعيم - مختصرا جدا بلفظ : " اقتربت الساعة و لا تزداد

منهم إلا بعدا " . و ذكره السيوطي في " الجامع الصغير " من رواية الطبراني بهذا

اللفظ إلا أنه قال : " قربا " مكان " بعدا " . و هو خطأ لعله ليس من السيوطي ,

و قد نبه عليه المناوي .

1511 " سلوا الله علما نافعا و تعوذوا بالله من علم لا ينفع " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 16 :

رواه ابن أبي شيبة في " المصنف " ( 12 / 605 ) و ابن ماجة ( 3843 ) و عبد بن

حميد في " المنتخب من المسند " ( ق / 118 / 1 ) و الفاكهي في " حديثه " ( 2 /

34 / 2 ) عن أسامة بن زيد عن محمد بن المنكدر عن # جابر # مرفوعا .

قلت : و هذا إسناد حسن . و كذا قال الهيثمي ( 10 / 182 ) بعد ما عزاه لأوسط

الطبراني , و له عنده شاهد من حديث عائشة . و عزاه الحافظ ابن رجب الحنبلي في

" فضل علم السلف " ( ص 8 ) للنسائي بلفظ : " أن النبي صلى الله عليه وسلم كان

يقول : اللهم إن أسألك علما نافعا و أعوذ بك من علم لا ينفع " .

1512 " اقرأ القرآن في أربعين , ( ثم في شهر , ثم في عشرين , ثم في خمس عشرة , ثم في

عشر , ثم في سبع , قال : انتهى إلى سبع ) " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 17 :

أخرجه الترمذي ( 2 / 156 ) من طريق سماك بن الفضل عن وهب بن منبه عن # عبد الله

ابن عمرو # أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له : فذكره , قال : " حديث حسن

غريب " .

قلت : و ظاهر إسناده الصحة , لكن الأظهر أنه منقطع , فقد رواه محمد بن ثور عن

معمر عن سماك بن الفضل عن وهب بن منبه عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عبد الله

ابن عمرو : " أن النبي صلى الله عليه وسلم أمره أن يقرأه في أربعين , ثم في شهر

, ثم في عشرين , ثم في خمس عشرة , ثم في عشر , ثم في سبع , قال : انتهى إلى سبع

" . و هذا أقرب إلى الصواب , و إسناد حسن . و أكثر طرق الحديث لم يرد فيها ذكر

الأربعين . و في بعضها أنه انتهى إلى ثلاث . فراجع مسند الإمام أحمد ( 2 / 158

و 162 و 163 و 164 و 165 و 188 و 189 و 193 و 195 و 199 و 200 و 216 ) , و يأتي

أحدها بعد هذا . و للثلاث شاهد من حديث سعد بن المنذر الأنصاري أنه قال :

" يا رسول الله ! أقرأ القرآن في ثلاث ? قال : إن استطعت . قال : و كان يقرأه

كذلك حتى توفي " . أخرجه ابن المبارك في " الزهد " ( 1274 ) : أخبرنا ابن لهيعة

قال : حدثني حبان بن واسع عن أبيه عن سعد بن المنذر الأنصاري ....

قلت : و هذا إسناد جيد رجاله ثقات , و ابن لهيعة و إن كان سيء الحفظ , فذاك إن

كان من رواية غير العبادلة عنه , و هذا من رواية عبد الله بن المبارك عنه كما

تراه . و الحديث عزاه الحافظ في " الإصابة " ( 3 / 88 ) للحسن بن سفيان أيضا

و البغوي من طريق ابن لهيعة . و عزاه السيوطي لأحمد و الطبراني في " الكبير " ,

و لم أره في " مسند أحمد " و هو المراد عند إطلاق العزو إليه , بل ليس لسعد بن

المنذر هذا ذكر في " المسند " , و هو عند الطبراني ( 5481 ) من طريق أخرى عن

ابن لهيعة . و يشهد للثلاث أيضا الحديث الآتي .

1513 " اقرأ القرآن في كل شهر , اقرأه في خمس و عشرين , اقرأه في عشرين , اقرأه في

خمس عشرة , اقرأه في سبع , لا يفقهه من يقرؤه في أقل من ثلاث " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 18 :

أخرجه الإمام أحمد ( 2 / 165 و 189 ) من طريق همام عن قتادة عن يزيد بن عبد

الله بن الشخير عن # عبد الله بن عمرو # قال : " قلت : يا رسول الله ! في كم

أقرأ القرآن ? قال : اقرأه في شهر , قال : قلت : إني أقوى على أكثر من ذلك ,

قال : اقرأه في خمس و عشرين . قال : قلت .... " الحديث . و قد أخرجه أبو داود

باختصار , و للطيالسي الجملة الأخيرة منه . انظر " صحيح أبي داود " ( 1257 ) .

و للحديث طرق كثيرة في " المسند " مطولا و مختصرا , منها ما أخرجه ( 2 / 188 و

195 ) من طريق شعبة عن عمرو بن دينار عن أبي العباس عن عبد الله بن عمرو قال :

قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( اقرأ القرآن في شهر , فقلت : إني أطيق

أكثر من ذلك , فلم أزل أطلب إليه حتى قال : اقرأ القرآن في خمسة أيام " .

قلت : و إسناده صحيح , و للطيالسي ( 2256 ) الجملة الأخيرة منه بلفظ : " أن

النبي صلى الله عليه وسلم أمره أن يقرأ القرآن في خمس " . و عزاها السيوطي في

" الجامع " للطبراني فقط فقصر , و زاد في التقصير أنه رمز لضعفه كما قال

المناوي ! ثم أقره !

1514 " اقرءوا المعوذات في دبر كل صلاة " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 19 :

أخرجه أبو داود ( 1523 ) و ابن حبان ( 2347 ) و أحمد ( 4 / 159 ) , من طريق

حنين بن أبي حكيم عن علي بن رباح عن # عقبة بن عامر # قال : قال رسول الله صلى

الله عليه وسلم : فذكره .

قلت : و هذا إسناد حسن رجاله ثقات غير حنين هذا , ذكره ابن حبان في " الثقات "

و روى عنه جمع , و قال الحافظ في " التقريب " . " صدوق " . و قد تابعه يزيد بن

محمد القرشي عن علي بن رباح به . أخرجه أحمد ( 4 / 155 ) من طريق يزيد بن عبد

العزيز الرعيني و أبي مرحوم عنه .

قلت : و هذا إسناد صحيح بالطريقين , عن يزيد و هو ثقة من رجال البخاري .

1515 " لا يزال أمر هذه الأمة مواتيا أو مقاربا ما لم يتكلموا في الولدان و القدر "

.

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 19 :

أخرجه ابن حبان ( 1824 ) و الحاكم ( 1 / 33 ) من طرق عن جرير بن حازم قال :

سمعت أبا رجاء العطاردي قال : سمعت # ابن عباس # و هو على المنبر قال : قال

رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . و قال : " صحيح على شرط الشيخين , و لا

نعلم له علة " . و وافقه الذهبي , و هو كما قالا .

1516 " إن الله أرسلني مبلغا و لم يرسلني متعنتا " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 20 :

أخرجه مسلم ( 4 / 194 - 195 ) و الترمذي ( 2 / 231 ) من طريق معمر قال :

فأخبرني أيوب أن # عائشة # قالت : " لا تخبر نسائك أني اخترتك , فقال لها النبي

صلى الله عليه وسلم ... " فذكره . أخرجاه في آخر حديث ابن عباس في هجره صلى

الله عليه وسلم نساءه شهرا . و هذا إسناد ظاهر الانقطاع , لأن أيوب و هو ابن

أبي تميمة الكيساني لم يدرك عائشة رضي الله عنها , و مسلم لم يخرجه قصدا و إنما

تبعا لحديث ابن عباس كما وقع له . و كذلك قول الترمذي عقبة : " حديث حسن صحيح "

. إنما يعني حديث ابن عباس . و قد وجدت لحديث الترجمة شاهدا من رواية أبي

الزبير عن جابر مرفوعا نحوه . أخرجه أحمد ( 3 / 328 ) . و إسناده على شرط مسلم

على أن أبا الزبير مدلس و قد عنعنه , فلعل الحديث حسن بمجموع الطريقين . و الله

أعلم .

1517 " أقل أمتي الذين يبلغون السبعين " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 20 :

رواه ابن الضريس في " أحاديث مسلم بن إبراهيم الفراهيدي " ( 5 / 1 ) و العقيلي

في " الضعفاء " ( 56 ) عن بحر بن كنيز عن قتادة عن # أنس بن مالك # مرفوعا .

ذكره العقيلي في ترجمة بحر هذا و قال : " ليس له أصل من حديث قتادة و لا يتابع

عليه بحر " . ثم روى عن البخاري أنه قال فيه : " ليس هو عندهم بالقوي , و ليس

لهذا المتن حديث يثبت , و الرواية فيه فيها لين " . و من طريق بحر رواه ابن عدي

أيضا ( 39 / 2 ) و قال : " الضعف على حديثه بين , و هو إلى الضعف أقرب " .

ثم رواه ابن عدي ( 213 / 2 ) عن أبي عباد بن سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة

مرفوعا بلفظ : " أقل أمتي أبناء السبعين " و قال : " أبو عباد عبد الله بن سعيد

المقبري عامة ما يرويه الضعف عليه بين " . لكن يبدو أنه لم يتفرد به , فقد عزاه

السيوطي للحكيم الترمذي من حديث أبي هريرة به . فقال المناوي : " و فيه محمد بن

ربيعة , أورده الذهبي في " ذيل الضعفاء " و قال : لا يعرف . و كامل أبو العلاء

جرحه ابن حبان " .

قلت : كامل من رجال مسلم و هو حسن الحديث , و في " التقريب " : " صدوق يخطىء ,

من السابعة " . و كامل بن ربيعة معروف بالصدق كما تقدم في الحديث ( 757 ) و هو

نحو هذا . فالحديث حسن عندي لذاته أو على الأقل بمجموع طرقه . و قد روي من حديث

ابن عمر مرفوعا بلفظ الترجمة . أخرجه الطبراني في " الكبير "( رقم - 13594 )

من طريق سعيد بن راشد السماك عن عطاء عنه . و سعيد هذا قال البخاري : " منكر

الحديث " . و قال النسائي : " متروك " . ثم وجدت لعبد الله بن سعيد المقبري

متابعا , و لكنه مثله في الضعف أخرجه أبو يعلى في " مسنده " ( 1542 ) من طريق

إبراهيم بن الفضل بن سليمان مولى بني مخزوم عن المقبري به . و في لفظ له :

" معترك المنايا بين الستين إلى السبعين " . و أخرجه الرامهرمزي في " الأمثال "

( 47 / 1 ) و الخطيب في " التاريخ " ( 5 / 476 ) و القضاعي ( 15 / 2 ) . قال

الحافظ : " إبراهيم بن الفضل المخزومي متروك " . لكن يشهد له حديث أبي هريرة

المتقدم هناك برقم ( 727 ) فإنه عند الثعلبي من طريق ابن عرفة بهذا اللفظ .

و الله أعلم .

1518 " أقلوا الخروج بعد هدأة الرجل , فإن لله دواب يبثهن في الأرض في تلك الساعة ".

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 22 :

أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ( 1233 ) و أبو داود ( 5104 ) من طريق الليث

عن خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن سعيد بن زياد عن # جابر بن عبد الله #

مرفوعا . و البخاري أيضا ( 1235 ) و أبو داود من طرق أخرى عن الليث قال : حدثني

يزيد بن الهاد عن عمر بن علي بن حسين ( و قال أبو داود : عن علي بن عمر بن حسين

ابن علي و غيره قالا ) عن النبي صلى الله عليه وسلم . قال ابن الهاد : و حدثني

شرحبيل عن جابر عنه .

قلت : فهذه ثلاثة أسانيد لليث بن سعد , و في الأول سعيد بن زياد و هو مجهول .

و سعيد بن أبي هلال ثقة كان اختلط .

و الثاني مرسل من عمر بن علي بن حسين على رواية البخاري و هو صدوق فاضل .

أو من مرسل علي بن عمر بن حسين على رواية أبي داود و هو مستور كما في " التقريب

" و لعل الأول أصح فقد أخرجه أحمد ( 3 / 355 ) مثل رواية البخاري .

و الثالث فيه شرحبيل و هو ابن سعد المدني مولى الأنصار قال الحافظ : " صدوق

اختلط بأخرة " . و من هذا الوجه أخرجه أحمد أيضا ( 3 / 355 ) .

و له طريق رابع يرويه محمد بن إسحاق عن محمد بن إبراهيم عن عطاء بن يسار عن

جابر بن عبد الله مرفوعا نحوه . أخرجه أحمد ( 3 / 306 ) و البخاري في " الأدب "

( 1234 ) و ابن خزيمة في " صحيحه " ( 1 / 256 / 2 ) و ابن حبان ( 1996 )

و الحاكم ( 1 / 445 و 4 / 283 - 284 ) و قال : " صحيح على شرط مسلم " . و وافقه

الذهبي .

قلت : ابن إسحاق إنما أخرج له مسلم متابعة , ثم هو مدلس و قد عنعنه .

و جملة القول أن طرق الحديث الأربعة كلها معلولة , لكن الحديث بمجموعها قوي

يرتقي إلى درجة الصحة . و الله أعلم .

1519 " يا أبا فاطمة ! أكثر من السجود , فإنه ليس من مسلم يسجد لله تبارك و تعالى

سجدة إلا رفعه الله تبارك و تعالى بها درجة ( في الجنة و حط عنه بها خطيئة ) "

.

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 23 :

أخرجه أحمد ( 3 / 428 ) و ابن سعد ( 7 / 508 ) من طريق ابن لهيعة حدثنا الحارث

ابن يزيد عن كثير الأعرج الصدفي , قال : سمعت # أبا فاطمة # و هو معنا بذي

الفواري يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره , و السياق لأحمد ,

و الزيادة لابن سعد . و هذا إسناد رجاله ثقات غير كثير و هو ابن قليب بن موهب

الصدفي قال الذهبي : " مصري لا يعرف , تفرد عنه الحارث بن يزيد " .

قلت : و قد قيل : إنه كثير بن مرة الحضرمي و هو ثقة , و يؤيده أن ابن ماجة

أخرجه ( 1 / 435 ) من طريق الوليد بن مسلم حدثنا عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان

عن أبيه عن مكحول عن كثير بن مرة أن أبا فاطمة حدثه قال : " قلت : يا رسول الله

أخبرني بعمل أستقيم عليه و أعمله , قال : عليك بالسجود , فإنك لا تسجد لله سجدة

إلا رفعك الله بها درجة و حط عنك بها خطيئة " . و قال الحافظ في " التهذيب " (

8 / 425 ) : " و الحديث المذكور معروف من رواية كثير بن مرة عن أبي فاطمة , و

من طريقه أخرجه النسائي و ابن ماجة " .

قلت : لعل النسائي أخرجه في " الكبرى له " فإني لم أجد في " الصغرى " له إلا

حديث آخر ( 2 / 182 - 183 ) من طريق أخرى عن زيد بن واقد عن كثير بن مرة أن أبا

فاطمة يعني حدثه أنه قال : فذكره , إلا أنه قال : " عليك بالهجرة , فإنه لا مثل

لها " . و سواء كان كثير الأعرج هذا هو بن مرة الحضرمي أو غيره , فقد روى

الحديث الحضرمي أيضا و هو ثقة كما مر فالحديث صحيح .

1520 " إذا ملأ الليل بطن كل واد فصل العشاء الآخرة " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 24 :

أخرجه أحمد ( 5 / 365 ) و ابن أبي شيبة في " المصنف " ( 1 / 331 ) من طريق محمد

ابن عمرو عن # عبد العزيز بن عمرو بن ضمرة الفزاري عن رجل من جهينة # قال : "

سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم : متى أصلي العشاء الآخرة ? " فذكره .

قلت : و هذا إسناد رجاله ثقات غير ابن ضمرة هذا , ترجمه ابن أبي حاتم و لم يذكر

فيه جرحا و لا تعديلا . و له شاهد من حديث عائشة قالت : " سئل رسول الله صلى

الله عليه وسلم عن وقت العشاء ? فذكره . أخرجه الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 17

/ 2 ) : حدثنا علي بن سعيد الرازي حدثنا قطن بن نسير الزراع حدثنا جعفر بن

سليمان الضبعي عن محمد بن عمرو عن يحيى بن عبد الرحمن عنها .

قلت : و هذا إسناد حسن رجاله ثقات و علي بن سعيد الرازي فيه كلام يسير من قبل

حفظه . و بالجملة فالحديث ثابت بمجموع الطريقين , و أقل أحواله أن يكون حسنا .

و الله أعلم .

1521 " اقرءوا سورة البقرة في بيوتكم , فإن الشيطان لا يدخل بيتا يقرأ فيه سورة

البقرة " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 25 :

أخرجه الحاكم ( 1 / 561 ) من طريق عاصم عن أبي الأحوص عن # عبد الله # قال :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .

قلت : و هذا إسناد حسن رجاله ثقات ,و في عاصم و هو ابن بهدلة كلام و قد خالفه

سلمة بن كهيل عن أبي الأحوص فقال : قال عبد الله ... فذكره موقوفا عليه .

أخرجه الدارمي ( 2 / 447 ) : حدثنا أبو نعيم حدثنا شعبة عن سلمة . و من هذا

الوجه أخرجه الحاكم ( 2 / 260 ) أيضا و قال : " صحيح الإسناد " ! و قال في

الموضع الأول : " صحيح على شرط الشيخين " . و وافقه الذهبي .

قلت : و هو كما قالا , و هو أصح من المرفوع , و لكنه في حكم المرفوع لأنه لا

يقال من قبل الرأي . و الله أعلم . ثم رأيت الحديث في " معجم الطبراني الكبير "

( 8642 - 8645 ) من طرق , منها طريقان عن شعبة و عاصم عن أبي الأحوص به موقوفا

. فدل ذلك على أن من رفعه عن عاصم فقد وهم . و لكنه على كل حال في حكم المرفوع

كما تقدم . و الله أعلم .

1522 " إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف , فأي ذلك قرأتم أحسنتم ( و في رواية :

أصبتم ) , و لا تماروا فيه , فإن المراء فيه كفر " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 26 :

أخرجه أحمد ( 4 / 204 / 205 ) من طريق عبد الله بن جعفر بن عبد الرحمن بن

المسور بن مخرمة قال : أخبرني يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد عن بسر بن

سعيد عن أبي قيس مولى # عمرو بن العاص # قال : " سمع عمرو بن العاص رجلا يقرأ

آية من القرآن , فقال : من أقرأكها ? قال : رسول الله صلى الله عليه وسلم , قال

: فقد أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم على غير هذا ! فذهبا إلى رسول

الله صلى الله عليه وسلم , فقال أحدهما : يا رسول الله آية كذا و كذا , ثم

قرأها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هكذا أنزلت , فقال الأخر : يا رسول

الله فقرأها على رسول الله صلى الله عليه وسلم , فقال : أليس هكذا يا رسول الله

? قال : هكذا أنزلت , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ... فذكره .

قلت : و هذا إسناد صحيح , رجاله ثقات على شرط مسلم . و لبسر فيه إسناد آخر ,

فقال الإمام أحمد ( 4 / 169 - 170 ) : حدثنا أبو سلمة الخزاعي حدثنا سليمان بن

بلال حدثني يزيد بن خصيفة أخبرني بسر بن سعيد قال : حدثني أبو جهيم : " أن

رجلين اختلفا في آية من القرآن , فقال هذا : تلقيتها من رسول صلى الله عليه

وسلم " الحديث نحوه دون قوله : " فأي ذلك قرأتم أحسنتم " . و سنده صحيح على شرط

الشيخين . و أبو سلمة الخزاعي اسمه منصور بن سلمة البغدادي . و تابعه ابن وهب

عند ابن جرير في " التفسير " . ( 1 / 43 ) .

و له شاهد مختصر من حديث أبي هريرة مرفوعا بلفظ : " نزل القرآن على سبعة أحرف ,

المراء في القرآن كفر , ثلاث مرات , فما عرفتم منه فاعملوا , و ما جهلتم منه

فردوه إلى عالمه " . أخرجه أحمد ( 2 / 300 ) و ابن جرير في " التفسير " ( 1 / 2

) و أبو يعلى ( 4 / 1432 ) من طريق أبي حازم عن أبي سلمة - لا أعلمه إلا - عن

أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .

قلت : و سنده صحيح على شرط الشيخين , و صححه ابن حبان ( 1780 ) . و قد تابعه

على الجملة الثانية منه محمد بن عمرو الليثي حدثنا أبو سلمة عن أبي هريرة به .

أخرجه أحمد ( 2 / 286 و 424 و 475 و 503 و 528 ) . و أخرج هو ( 1 / 419 و 421 و

452 ) و ابن جرير ( 1 / 23 / 12 و 13 ) و ابن حبان ( 1783 ) من طرق عن عاصم عن

زر عن عبد الله قال : " اختلف رجلان في سورة , فقال هذا : أقرأني النبي صلى

الله عليه وسلم ... " الحديث و فيه : " و عنده رجل ( و في رواية أنه علي ) فقال

: اقرأوا كما علمتم - فلا أدري أبشيء أمر أم شيء ابتدعه من قبل نفسه - فإنما

أهلك من كان قبلكم اختلافهم على أنبيائهم . قال : فقام كل رجل منا و هو لا يقرأ

على قراءة صاحبه " . و في رواية ابن حبان : " فأمر عليا فقال : إن رسول الله

صلى الله عليه وسلم يأمركم أن يقرأ كل رجل منكم كما علم ... " . و إسناده حسن .

و له شاهد آخر من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده نحوه مرفوعا , و فيه : " إن

القرآن لم ينزل لتضربوا بعضه ببعض , و لكن يصدق بعضه بعضا , فما عرفتم منه

فاعملوا به , و ما تشابه عليكم فآمنوا به " . أخرجه ابن سعد في " الطبقات " ( 4

/ 192 ) بسند حسن . و عزاه السيوطي في " الزيادة على الجامع الصغير " ( 32 / 19

) للطبراني في " الكبير " , و لم يفعل ذلك في " الدر المنثور " ( 2 / 6 ) فقد

عزاه فيه لابن سعد و ابن الضريس في " فضائله " و ابن مردويه عن عمرو بن شعيب

... نحوه .

1523 " يا عم ! أكثر الدعاء بالعافية " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 28 :

أخرجه الطبراني ( رقم 11908 ) و الحاكم ( 1 / 529 ) و الضياء في " المختارة "

( 66 / 86 / 1 ) من طريق هلال بن خباب عن عكرمة عن # ابن عباس # أن النبي صلى

الله عليه وسلم قال لعمه العباس : فذكره . و قال الحاكم : " صحيح على شرط

البخاري , و قد روي بلفظ آخر " . و وافقه الذهبي . قال الضياء عقبه : " قلت :

و هلال بن خباب وثقه الإمام أحمد و يحيى بن معين و غيرهما , و قال إبراهيم بن

الجنيد : سألت يحيى بن معين عن هلال بن خباب ? و قلت : إن يحيى القطان يزعم أنه

تغير قبل أن يموت و اختلط . فقال يحيى : لا , ما اختلط , و لا تغير . قلت ليحيى

: فثقة هو ? قال ثقة مأمون " .

قلت : يبدو من مجموع أقوال الأئمة فيه أنه تغير قليلا في آخر عمره , و لذلك قال

الحافظ فيه : " صدوق تغير بآخره " لكن لم يخرج له البخاري , فالحديث حسن فقط .

و اللفظ الآخر الذي أشار إليه الحاكم هو - فيما يظهر - ما رواه يزيد بن أبي

زياد عن عبد الله بن الحارث عن العباس بن عبد المطلب قال : " قلت يا رسول الله

علمني شيئا أسأله الله عز وجل . قال : سل الله العافية . فمكثت أياما , ثم جئت

فقلت : يا رسول الله علمني شيئا أسأله الله . فقال لي : يا عباس يا عم رسول

الله ! اسألوا الله العافية في الدنيا و الآخرة " . أخرجه البخاري في " الأدب

المفرد " ( 726 ) و الترمذي ( 2 / 266 ) و أحمد ( 1 / 209 ) و قال الترمذي : "

حديث صحيح , و عبد الله بن الحارث بن نوفل قد سمع من العباس بن عبد المطلب " .

قلت : لكن يزيد بن أبي زياد هو الهاشمي مولاهم فيه ضعف من قبل حفظه , فلعل

تصحيحه إياه بالنظر إلى طريقه السابقة و شواهده , فقد روي من حديث أنس نحوه ,

و جاءت الجملة الأخيرة منه من حديث عبد الله بن جعفر مرفوعا , و هو مخرج في "

المشكاة " ( 2490 ) . و الحديث قال الهيثمي ( 10 / 175 ) : " رواه الطبراني ,

و فيه هلال بن خباب و هو ثقة , و قد ضعفه جماعة , و بقية رجاله ثقات " .

1524 " اكسروا قسيكم ـ يعني في الفتنة ـ و اقطعوا أوتاركم , و الزموا أجواف البيوت ,

و كونوا فيها كالخير من ابني آدم " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 30 :

رواه الترمذي ( 3 / 222 - تحفة ) و البيهقي في " الشعب " ( 2 / 113 / 2 ) و ابن

عساكر ( 17 / 491 / 1 ) عن همام حدثنا محمد بن جحادة عن عبد الرحمن بن ثروان عن

الهزيل عن # أبي موسى # عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره . و قال

الترمذي : " حديث حسن غريب " .

قلت : و إسناده صحيح رجاله كلهم ثقات رجال البخاري . و في الحديث إشارة قوية

إلى أن الأمر بلزوم البيت , إنما هو في وقت الفتن و الهرج و المرج . فعليه يحمل

بعض الأحاديث الآمرة بلزوم البيت مطلقا , كالحديث الآتي ( 1535 ) و نحوه الحديث

( 1531 ) .

1525 " اكفلوا لي بست أكفل لكم الجنة : إذا حدث أحدكم فلا يكذب , و إذا ائتمن فلا

يخن , و إذا وعد فلا يخلف , و غضوا أبصاركم , و كفوا أيديكم , و احفظوا فروجكم

" .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 30 :

أخرجه ابن عدي في " الكامل " ( ق 325 / 1 ) و الطبراني ( 8018 ) و السلفي في

" معجم السفر " ( ق 137 / 2 ) و ابن الجوزي في " ذم الهوى " ( ص 83 و 138 ) من

طريق فضال بن جبير سمعت # أبا أمامة الباهلي # قال : سمعت رسول الله صلى الله

عليه وسلم يقول : فذكره . و قال ابن عدي : " و لفضال بن جبير قدر عشرة أحاديث

كلها غير محفوظة " . و قال ابن حبان : " لا يجوز الاحتجاج به بحال , يروي

أحاديث لا أصل لها " .

قلت : لكن له شاهد من حديث عبادة بن الصامت يتقوى به , قد مضى تخريجه برقم (

1470 ) فهو به حسن , و تجد تحته شواهد أخرى فراجعها إن شئت . ثم رواه الطبراني

( 8082 ) من طريق العلاء بن سليمان الرقي عن الخليل بن مرة عن أبي غالب عن أبي

أمامة مرفوعا بلفظ : " لا تظلموا عند قسمة مواريثكم , و أنصفوا الناس من أنفسكم

و لا تجبنوا عند قتال عدوكم و لا تغلوا غنائمكم , و امنعوا ظالمكم من مظلومكم "

. قلت : و العلاء و شيخه خليل ضعيفان , و أعله الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 4

/ 199 ) بالأول منهما فقصر .

1526 " كان يرقي , يقول : امسح البأس رب الناس بيدك الشفاء لا يكشف الكرب إلا أنت "

.

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 31 :

أخرجه الإمام أحمد ( 6 / 50 ) : حدثنا عن هشام قال : حدثني أبي عن # عائشة # أن

النبي صلى الله عليه وسلم كان ....

قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين , و قد أخرجه البخاري ( 4 / 63 )

و مسلم ( 7 / 16 ) من طرق أخرى عن هشام به إلا أنهما قالا : " لا كاشف له إلا

أنت " . و أخرجه الخرائطي في " مكارم الأخلاق " ( ص 89 ) : حدثنا عمرو بن شبة

ابن عبيدة النميري حدثنا يحيى بن سعيد به مختصرا بلفظ : " اكشف البأس , رب

الناس , لا يكشف الكرب غيرك " .

قلت : و هذا إسناد صحيح أيضا . و له شاهد من حديث رافع بن خديج قال : " دخل صلى

الله عليه وسلم على ابن لعمار فقال : اكشف البأس رب الناس , إله الناس " .

أخرجه ابن ماجة ( 3473 ) بإسناد صحيح على شرط مسلم .

و شاهد آخر من حديث ثابت بن قيس بن شماس مرفوعا نحوه . أخرجه البخاري في

" التاريخ " ( 4 / 2 / 377 / 3387 ) و أبو داود و غيرهما و صححه ابن حبان (

1418 ) و الطبراني في " المعجم الكبير " ( 1323 ) .

1527 " أكثروا علي من الصلاة يوم الجمعة , فإن صلاتكم معروضة علي . قالو : كيف تعرض

عليك و قد أرمت ? قال : إن الله تعالى حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء "

.

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 32 :

رواه أبو إسحاق الحربي في " غريب الحديث " ( 5 / 14 / 2 ) عن حسين بن علي عن

ابن جابر عن أبي الأشعث عن # أوس بن أوس # مرفوعا .

قلت : و إسناده صحيح , و قد أعل بما لا يقدح كما بينته في كتابي " صحيح أبي

داود " ( 962 ) و " تخريج المشكاة " ( 1361 ) و " صحيح الترغيب " ( رقم 698 )

و لذلك صححه جمع من المحدثين , ذكرتهم هناك . و لطرفه الأول شاهد من رواية أبي

رافع عن سعيد المقبري عن أبي مسعود , الأنصاري مرفوعا به . أخرجه الحاكم ( 2 /

421 ) و قال : " صحيح الإسناد , فإن أبا رافع هذا هو إسماعيل بن رافع " .

و رده الذهبي بقوله : " قلت : ضعفوه " .

قلت : لكنه في الشواهد لا بأس به , فإنه غير متهم في صدقه , و قد أشار إلى هذا

الحافظ بقوله في " التقريب " : " ضعيف الحفظ " . و له شاهد آخر من حديث أنس بن

مالك رضي الله عنه , تقدم تخريجه في المجلد الثالث برقم ( 1407 ) .

( فائدة ) : قوله : ( أرمت ) قال الحربي : " كذا يقول المحدثون و لا أعرف وجهه

, و الصواب : و قد أرممت أي صرت رميما كما قال الله تعالى : *( من يحيي العظام

و هو رميم )* . و انظر تعليقي على كتابي " صحيح الترغيب و الترهيب " ( 1 / 293

) .

1528 " أكثروا من قول لا حول و لا قوة إلا بالله , فإنها كنز من كنوز الجنة " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 33 :

أخرجه أحمد ( 2 / 333 ) : حدثنا يحيى بن يزيد بن عبد الملك ( الأصل : عن عبد

الملك ) عن أبيه عن سعيد بن أبي سعيد عن # أبي هريرة # أن النبي صلى الله عليه

وسلم قال : ... فذكره .

قلت : و هذا إسناد ضعيف من أجل ضعف يحيى بن يزيد و أبيه . و هو النوفلي .

لكن الحديث صحيح , فإن له طريقا أخرى و شواهد . أما الطريق فأخرجه الترمذي ( 2

/ 280 ) من طريق مكحول عن أبي هريرة به . و قال : ليس إسناده بمتصل , مكحول لم

يسمع من أبي هريرة " . و أما الشواهد فهي من حديث أبي أيوب الأنصاري عند أحمد

و غيره , و صححه ابن حبان ( 2338 ) و من حديث عبد الله بن عمر . و قد خرجا تحت

حديث ابن مسعود المتقدم برقم ( 105 ) . و الحديث عزاه السيوطي لابن عدي فقط عن

أبي هريرة ! و أقره المناوي !

( تنبيه ) ذكر له السيوطي في " الجامعين " شاهدا من حديث جابر بلفظ : " أكثروا

من قول لا حول و لا قوة إلا بالله , فإنها تدفع تسعة و تسعين بابا من الضر ,

أدناها الهم " . و قال : " رواه الطبراني في ( الأوسط ) .

قلت : و عندي وقفة في ثبوت هذا اللفظ عن جابر في " الأوسط " , فإن المنذري ثم

الهيثمي لم يذكراه في كتابيها أصلا . و إنما أورداه من رواية الأوسط ( و هو فيه

برقم - 5360 ) عن أبي هريرة مرفوعا بلفظ : " لا حول و لا قوة إلا بالله دواء من

تسع و تسعين داء , أيسرها الهم " . و كذلك رواه ابن أبي الدنيا في " الفرج بعد

الشدة " ( ص 6 - الهند ) و الحاكم ( 1 / 542 ) و قال الطبراني : " لم يروه عن

ابن عجلان إلا بشر بن رافع " .

قلت : و هو واه كما قال الذهبي في تعقبه على الحاكم , و نحوه في " الترغيب "

( 2 / 255 ) . ثم رأيت عند أبي نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2 / 295 ) من طريق

سليمان بن داود بن سليمان البصري حدثنا عمرو بن جرير عن إسماعيل بن أبي خالد عن

قيس بن أبي حازم عن عمر بن الخطاب مرفوعا به .

لكن سليمان هذا و هو الشاذكوني كذاب , و عمرو بن جرير كذبه أبو حاتم و قال

الدارقطني : متروك الحديث . فلا يستشهد بهما و لا كرامة .

و روى المحاملي في " الأمالي " ( 4 / 47 / 2 ) من طريق إبراهيم بن هاني قال :

حدثنا خلاد بن يحيى المكي قال : حدثنا هشام بن سعد قال : أخبرني محمد بن زيد بن

المهاجر قال : قال أبو ذر : " أوصاني حبي صلى الله عليه وسلم أن أكثر من قول لا

حول و لا قوة إلا بالله , و كان يقال : فيها دواء من تسعة و تسعين داء أدناه

الهم " . و رجاله ثقات غير إبراهيم بن هاني قال ابن عدي : " مجهول يأتي

بالبواطيل " . و أخرج الطيالسي ( رقم 2494 ) و أحمد ( 2 / 235 ) و الحاكم ( 1 /

21 ) من طريق يحيى بن أبي سليم قال : سمعت عمرو بن ميمون يحدث عن أبي هريرة

مرفوعا بلفظ : " ألا أدلك على كلمة تحت العرش من كنز الجنة ? تقول : لا حول و

لا قوة إلا بالله . فيقول الله عز وجل : أسلم عبدي و استسلم " . و قال الحاكم :

" صحيح و لا يحفظ له علة " . و وافقه الذهبي . و هو كما قالا . و تابعه كميل

ابن زياد عن أبي هريرة به . أخرجه الطيالسي ( رقم 2456 ) و أحمد ( 2 / 520 )

و البزار ( ص 298 - زوائده ) و الحاكم ( 1 / 517 ) و البيهقي في " الشعب " ( 1

/ 368 ) و قال الحاكم : " صحيح الإسناد " . و وافقه الذهبي .

و أقول : إسناد أحمد و أحد إسنادي البزار صحيح , و أما إسناد الحاكم و الآخرين

فهو من رواية أبي إسحاق عن كميل به و زاد : " و لا ملجأ و لا منجا من الله إلا

إليه " .

قلت : و في ثبوت هذه الزيادة في هذا الحديث نظر عندي لأن أبا إسحاق و هو عمرو

ابن عبد الله السبيعي كان اختلط , ثم هو مدلس و قد عنعنه . و قد وجدت له طريقا

أخرى عن ابن شهاب عن سليمان بن قادم عن أبي هريرة به . أخرجه أبو عروبة الحراني

في " حديث الجزريين " ( ق 41 / 2 ) , و سليمان بن قادم لم أعرفه .

و له شاهد آخر من حديث قيس بن سعد بن عبادة مرفوعا بلفظ : " ألا أدلك على باب

من أبواب الجنة , لا حول و لا قوة إلا بالله " . أخرجه الترمذي ( 2 / 377 / 378

) و أحمد ( 3 / 422 ) و البزار ( ص 298 - زوائده ) و البيهقي في " الشعب " ( 1

/ 368 ) من طريق وهب ابن جرير حدثنا أبي قال : سمعت منصور بن زاذان عن ميمون بن

أبي شبيب عن قيس بن سعد به . و قال الترمذي : " حديث حسن صحيح غريب " .

قلت : و هو كما قال , و قد أعل بالانقطاع كما يأتي , و قال الهيثمي في " مجمع

الزوائد " ( 10 / 98 ) : " رواه البزار و رجاله رجال الصحيح , غير ميمون بن أبي

شبيب و هو ثقة " .

قلت : و تعقبه الحافظ في " زوائد البزار " بقوله : " قلت : لكن لم يسمع من قيس

" . و أقول : لا أدري من أين جاء الحافظ بهذا النفي الجازم , مع أنه ذكر في

" التهذيب " أنه روى عن معاذ بن جبل و عمر و علي و أبي ذر و المقداد و ابن

مسعود و المغيرة بن شعبة و عائشة و غيرهم . و تاريخ وفاته لا ينفي سماعه , فإنه

مات سنة ( 83 ) , و توفي قيس بن سعد سنة ( 60 ) , و قول أبي داود : " لم يدرك

عائشة " بعيد عندي , كيف و هي قد توفيت سنة ( 57 ) , فبين وفاتيهما ست و عشرون

سنة فقط , فهو قد أدركها قطعا , نعم لا يلزم من الإدراك ثبوت سماعه منها , فهذا

شيء آخر , و يؤيد ما ذكرت أن الحافظ نفسه قد ذكره في " التقريب " في الطبقة

الثالثة , و هي الطبقة الوسطى من التابعين الذين رووا عن الصحابة كالحسن البصري

و ابن سيرين . و الله أعلم .

( تنبيه ) لقد خفي على الهيثمي ثم ابن حجر العسقلاني كون حديث قيس في " سنن

الترمذي " فأورده الأول في " مجمع الزوائد " و هو الحافظ في " زوائد البزار " !

و كذلك خفي على المنذري فلم يعزه للترمذي , بل قال ( 2 / 256 ) : " رواه

الحاكم و قال : صحيح على شرطهما " .

قلت : و لم أره في " كتاب الدعاء " , و لا في " كتاب المعرفة " من " المستدرك "

, فالله أعلم . ثم وجدته بواسطة فهرسي للمستدرك في " الأدب " منه ( 4 / 290 )

و صححه على شرط الشيخين و وافقه الذهبي . و شاهد آخر من حديث معاذ بن جبل مثل

حديث قيس . أخرجه أحمد ( 5 / 228 و 242 و 244 ) من طريق حماد بن سلمة عن عطاء

ابن السائب عن أبي رزين عنه . و رجاله ثقات , فالسند صحيح لولا اختلاط عطاء ,

و حماد سمع منه قبل الاختلاط و بعده , خلافا لصنيع المنذري و غيره .

ثم وجدت حديث جابر في " أوسط الطبراني " ( 3684 ) و في " الصغير " ( 215 -

الروض ) من طريق عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد قال : أخبرنا بلهط بن

عباد عن محمد بن المنكدر عن جابر قال : " شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه

وسلم الرمضاء فلم يشكنا و قال : أكثروا ... " الحديث بلفظ " الجامعين " و قال

الطبراني : " لا يروى عن جابر إلا بهذا الإسناد , و لم يسند بلهط إلا هذا

الحديث " زاد في " الصغير " : " و هو عندي ثقة " . و ذكره ابن حبان في

" الثقات " . قال ابن أبي حاتم في " الجرح و التعديل " ( 1 / 1 / 440 ) :

" بلهط بن عباد , روى عن محمد بن المنكدر حديثا منكرا , روى عنه عبد المجيد بن

عبد العزيز بن أبي رواد " .

قلت : و كأنه يشير إلى هذا الحديث , و قال الذهبي في ترجمة " بلهط " : " لا

يعرف و الخبر منكر .. " ثم ساق له هذا من رواية العقيلي .

و بالجملة فالحديث بهذا اللفظ الأخير ضعيف لجهالة بلهط هذا , و الراوي عنه عبد

المجيد , فيه ضعف . و أما بلفظ الترجمة فهو صحيح لطرقه و شواهده , و لذلك

أوردته في " صحيح الجامع الصغير " بخلاف حديث بلهط فأوردته في " ضعيف الجامع

الصغير " , و كنت طبعت عليه تعليقا فليحذف لأنه خطأ واضح يتبين لمن قرأ هذا

التخريج . و الله المستعان .

1529 " لتملأن الأرض جورا و ظلما , فإذا ملئت جورا و ظلما , بعث الله رجلا مني ,

اسمه اسمي , فيملؤها قسطا و عدلا , كما ملئت جورا و ظلما " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 38 :

أخرجه البزار ( ص 236 - 237 - زوائد ابن حجر ) و ابن عدي في " الكامل " ( 129 /

1 ) و أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2 / 165 ) عن داود بن المحبر حدثنا أبي

المحبر بن قحذم عن أبيه قحذم بن سليمان عن # معاوية بن قرة عن أبيه # مرفوعا .

و قال البزار : " رواه معمر عن هارون عن معاوية بن قرة عن أبي الصديق عن أبي

سعيد , و داود و أبوه ضعيفان " . و كذا ضعفهما الهيثمي في " المجمع " ( 7 / 314

) فقال : " رواه البزار و الطبراني في " الكبير " و " الأوسط " من طريق داود بن

المحبر بن قحذم عن أبيه , و كلاهما ضعيف " . كذا قال ! و أما في " زوائد البزار

" فقد تعقب البزار بقوله عقب كلامه الذي نقلته آنفا : " قلت : بل داود كذاب " .

و أقول : هو كما قال , و لكن ألا يصدق فيه قوله صلى الله عليه وسلم في قصة

شيطان أبي هريرة : " صدقك و هو كذوب " , فإن هذا الحديث ثابت , عنه صلى الله

عليه وسلم من طرق كثيرة عن جمع من الصحابة , منها طريق أبي الصديق التي أشار

إليها البزار , غاية ما في الأمر أن يكون داود بن المحبر كذب خطأ أو عمدا في

إسناده الحديث إلى والد معاوية بن قرة فإن المحفوظ أنه من رواية معاوية بن قرة

عن أبي الصديق الناجي عن أبي سعيد الخدري به . هكذا أخرجه الحاكم ( 4 / 465 )

من طريق عبد الحميد بن عبد الرحمن الحماني حدثنا عمر ( و في " تلخيص المستدرك "

: عمرو ) بن عبيد الله العدوي عن معاوية بن قرة عن أبي الصديق الناجي عن أبي

سعيد الخدري مرفوعا به أتم منه و قال : " صحيح الإسناد " !

قلت : و رده الذهبي بقوله : " قلت : سنده مظلم " . و كأنه يشير إلى جهالة

العدوي هذا , فإني لم أجد من ترجمه , لا فيمن اسمه ( عمر ) و لا في ( عمرو ) .

لكن رواية معمر عن هارون - و هو ابن رئاب - التي علقها البزار , تدل على أنه قد

حفظه عن معاوية , و هذا هو الصواب الذي نقطع به لأن لمعاوية متابعات كثيرة بل

هو عندي متواتر عن أبي الصديق عن أبي سعيد الخدري , أصحها طريقان عنه :

الأولى : عوف بن أبي جميلة حدثنا أبو الصديق الناجي عن أبي سعيد مرفوعا بلفظ :

" لا تقوم الساعة حتى تملأ الأرض ظلما و جورا و عدوانا , ثم يخرج رجل من عترتي

أو من أهل بيتي يملؤها قسطا و عدلا , كما ملئت ظلما و عدوانا " . أخرجه أحمد (

3 / 36 ) و ابن حبان ( 1880 ) و الحاكم ( 4 / 557 ) و أبو نعيم في "الحلية " (

3 / 101 ) , و قال الحاكم : " صحيح على شرط الشيخين " . و وافقه الذهبي و هو

كما قالا , و أشار إلى تصحيحه أبو نعيم بقوله عقبه : " مشهور من حديث أبي

الصديق عن أبي سعيد " . فإنه بقوله : " مشهور " يشير إلى كثرة الطرق عن أبي

الصديق , كما تقدم , و أبو الصديق اسمه بكر بن عمرو , و هو ثقة اتفاقا محتج به

عند الشيخين و جميع المحدثين , فمن ضعف حديثه هذا من المتأخرين , فقد خالف سبيل

المؤمنين , و لذلك لم يتمكن ابن خلدون من تضعيفه , مع شططه في تضعيف أكثر

أحاديث المهدي بل أقر الحاكم على تصحيحه لهذه الطريق و الطريق الآتية , فمن نسب

إليه أنه ضعف كل أحاديث المهدي فقد كذب عليه سهوا أو عمدا .

الثانية : سليمان بن عبيد حدثنا أبو الصديق الناجي به , و لفظه : " يخرج في

أمتي المهدي , يسقيه الله الغيث و تخرج الأرض نباتها و يعطي المال صحاحا و تكثر

الماشية و تعظم الأمة , يعيش سبعا أو ثمانيا يعني حججا " . أخرجه الحاكم ( 4 /

557 - 558 ) و قال : " صحيح الإسناد " . و وافقه الذهبي و ابن خلدون أيضا فإنه

قال عقبه في " المقدمة " ( فصل 53 ص 250 ) : " مع أن سليمان بن عبيد لم يخرج له

أحد من الستة لكن ذكره ابن حبان في " الثقات " , و لم يرد أن أحدا تكلم فيه " .

قلت : و وثقه ابن معين أيضا , و قال أبو حاتم : " صدوق " . فهو إسناد صحيح كما

تقدم عن الحاكم و الذهبي و ابن خلدون . و بقية الطرق و الشواهد قد خرجتها في

" الروض النضير " تحت حديث ابن مسعود ( 647 ) من طرق عن عاصم بن أبي النجود عن

زر بن حبيش عنه . و رواه أصحاب السنن و كذا الطبراني في " الكبير " أيضا (

10213 - 10230 )و صححه الترمذي و الحاكم و ابن حبان ( 1878 ) و لفظه عند أبي

داود " لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لطول الله ذلك اليوم حتى يبعث فيه رجلا مني

أو من أهل بيتي , يواطئ اسمه اسمي و اسم أبيه اسم أبي , يملأ الأرض ... "

الحديث و ممن صححه شيخ الإسلام ابن تيمية , فقال في " منهاج السنة " ( 4 / 211

) : " إن الأحاديث التي يحتج بها على خروج المهدي أحاديث صحيحة , رواها أبو

داود و الترمذي و أحمد و غيرهم من من حديث ابن مسعود و غيره " . و كذا في

" المنتقى من منهاج الاعتدال " للذهبي ( ص 534 ) .

قلت : فهؤلاء خمسة من كبار أئمة الحديث قد صححوا أحاديث خروج المهدي , و معهم

أضعافهم من المتقدمين و المتأخرين أذكر أسماء من تيسر لي منهم :

1 - أبو داود في " السنن " بسكوته على أحاديث المهدي .

2 - العقيلي .

3 - ابن العربي في " عارضة الأحوذي " .

4 - القرطبي كما في " أخبار المهدي " للسيوطي .

5 - الطيبي كما في " مرقاة المفاتيح " للشيخ القاريء ?

6 - ابن قيم الجوزية في " المنار المنيف " , خلافا لمن كذب عليه .

7 - الحافظ ابن حجر في " فتح الباري " .

8 - أبو الحسن الآبري في " مناقب الشافعي " كما في " فتح الباري " .

9 - الشيخ علي القارئ في " المرقاة " .

10 - السيوطي في " العرف الوردي " .

11 - العلامة المباركفوري في " تحفة الأحوذي " .

و غيرهم كثير و كثير جدا .

بعد هذا كله أليس من العجيب حقا قول الشيخ الغزالي في " مشكلاته " التي صدرت

عنه حديثا ( ص 139 ) : " من محفوظاتي و أنا طالب أنه لم يرد في المهدي حديث

صريح , و ما ورد صريحا فليس بصحيح " ! فمن هم الذين لقنوك هذا النفي و حفظوك

إياه و أنت طالب ? أليسوا هم علماء الكلام الذين لا علم عندهم بالحديث , و

رجاله , و إلا فكيف يتفق ذلك مع شهادة علماء الحديث بإثبات ما نفوه ? ! أليس في

ذلك ما يحملك على أن تعيد النظر فيما حفظته طالبا , لاسيما فيما يتعلق بالسنة و

الحديث تصحيحا و تضعيفا , و ما بني على ذلك من الأحكام و الآراء , ذلك خير من

أن تشكك المسلمين في الأحاديث التي صححها العلماء لمجرد كونك لقنته طالبا , و

من غير أهل الاختصاص و العلم ? !

و اعلم يا أخي المسلم أن كثير من المسلمين اليوم قد انحرفوا عن الصواب في هذا

الموضوع , فمنهم من استقر في نفسه أن دولة الإسلام لن تقوم إلا بخروج المهدي !

و هذه خرافة و ضلالة ألقاها الشيطان في قلوب كثير من العامة , و بخاصة الصوفية

منهم , و ليس في شيء من أحاديث المهدي ما يشعر بذلك مطلقا , بل هي كلها لا تخرج

عن أن النبي صلى الله عليه وسلم بشر المسلمين برجل من أهل بيته , و وصفه بصفات

بارزة أهمها أنه يحكم بالإسلام و ينشر العدل بين الأنام , فهو في الحقيقة من

المجددين الذين يبعثهم الله في رأس كل مائة سنة كما صح عنه صلى الله عليه وسلم

, فكما أن ذلك لا يستلزم ترك السعي وراء طلب العلم و العمل به لتجديد الدين ,

فكذلك خروج المهدي لا يستلزم التواكل عليه و ترك الاستعداد و العمل لإقامة حكم

الله في الأرض , بل على العكس هو الصواب , فإن المهدي لن يكون أعظم سعيا من

نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الذي ظل ثلاثة و عشرين عاما و هو يعمل لتوطيد

دعائم الإسلام , و إقامة دولته فماذا عسى أن يفعل المهدي لو خرج اليوم فوجد

المسلمين شيعا و أحزابا , و علماءهم - إلا القليل منهم - اتخذهم الناس رؤسا !

لما استطاع أن يقيم دولة الإسلام إلا بعد أن يوحد كلمتهم و يجمعهم في صف واحد ,

و تحت راية واحدة , و هذا بلا شك يحتاج إلى زمن مديد الله أعلم به , فالشرع

و العقل معا يقتضيان أن يقوم بهذا الواجب المخلصون من المسلمين , حتى إذا خرج

المهدي , لم يكن بحاجة إلا أن يقودهم إلى النصر , و إن لم يخرج فقد قاموا هم

بواجبهم , و الله يقول : *( و قل اعملوا فسيرى الله عملكم و رسوله )* .

و منهم - و فيهم بعض الخاصة - من علم أن ما حكيناه عن العامة أنه خرافة و لكنه

توهم أنها لازمة لعقيدة خروج المهدي , فبادر إلى إنكارها , على حد قول من قال :

" و داوني بالتي كانت هي دواء " ! و ما مثلهم إلا كمثل المعتزلة الذين أنكروا

القدر لما رأوا أن طائفة من المسلمين استلزموا منه الجبر !! فهم بذلك أبطلوا ما

يجب اعتقاده , و ما استطاعوا أن يقضوا على الجبر ! و طائفة منهم رأوا أن عقيدة

المهدي قد استغلت عبر التاريخ الإسلامي استغلالا سيئا , فادعاها كثير من

المغرضين , أو المهبولين , و جرت من جراء ذلك فتن مظلمة , كان من آخرها فتنة

مهدي ( جهيمان ) السعودي في الحرم المكي , فرأوا أن قطع دابر هذه الفتن , إنما

يكون بإنكار هذه العقيدة الصحيحة ! و إلى ذلك يشير الشيخ الغزالي عقب كلامه

السابق ! و ما مثل هؤلاء إلا كمثل من ينكر عقيدة نزول عيسى عليه السلام في آخر

الزمان التي تواتر ذكرها في الأحاديث الصحيحة , لأن بعض الدجاجلة ادعاها , مثل

ميرزا غلام أحمد القادياني , و قد أنكرها بعضهم فعلا صراحة , كالشيخ شلتوت ,

و أكاد أقطع أن كل من أنكر عقيدة المهدي ينكرها أيضا , و بعضهم يظهر ذلك من

فلتات لسانه , و إن كان لا يبين . و ما مثل هؤلاء المنكرين جميعا عندي إلا كما

لو أنكر رجل ألوهية الله عز وجل بدعوى أنه ادعاها بعض الفراعنة ! ( فهل من مدكر

) .

1530 " أكثروا الصلاة علي , فإن الله وكل بي ملكا عند قبري , فإذا صل علي رجل من

أمتي قال لي ذلك الملك : يا محمد إن فلان بن فلان صلى عليك الساعة " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 44 :

الديلمي ( 1 / 1 / 31 ) عن محمد بن عبد الله بن صالح المروزي حدثنا بكر بن خداش

عن فطر بن خليفة عن أبي طفيل عن # أبي بكر الصديق # مرفوعا . بيض له الحافظ ,

و بكر بن خداش ترجمه ابن أبي حاتم ( 1 / 1 / 385 ) برواية اثنين آخرين عنه و لم

يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . و أورده الحافظ في " اللسان " برواية جمع آخر عنه

و قال : ربما خالف . قاله ابن حبان في " الثقات " . و محمد بن عبد الله بن صالح

المروزي لم أعرفه .و الحديث قال السخاوي في " القول البديع " ( ص 117 ) :

" أخرجه الديلمي , و في سنده ضعف " . لكن ذكر له شاهد من حديث عمار بن ياسر رضي

الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن لله ملكا أعطاه أسماع

الخلائق , فهو قائم على قبري , إذا مت , فليس أحد يصلي علي صلاة إلا قال : يا

محمد صلى عليك فلان بن فلان , قال : فيصلي الرب تبارك و تعالى على ذلك بكل

واحدة عشرا " . و قال ( ص 112 ) : " رواه أبو الشيخ ابن حيان و أبو القاسم

التيمي في " ترغيبه " ( 209 / 2 - مدينة ) و الحارث في "مسنده " و ابن أبي

عاصم و الطبراني في " معجمه الكبير " و ابن الجراح في " أماليه " بنحوه و أبو

علي الحسن بن نصير الطوسي في " أحكامه " و البزار في " مسنده " و في سند الجميع

نعيم بن ضمضم , و فيه خلاف عن عمران بن الحميري , قال المنذري : لا يعرف .

قلت : بل هو معروف , و لينه البخاري , و قال : " لا يتابع عليه " . و ذكره ابن

حبان في " ثقات التابعين " قال صاحب الميزان أيضا : لا يعرف قال : نعيم بن ضمضم

ضعفه بعضهم . انتهى . و قرأت بخط شيخنا ( يعني الحافظ بن حجر ) لم أر فيه

توثيقا و لا تجريحا , إلا قول الذهبي هذا " . و من هذا الوجه أخرجه البخاري في

" التاريخ " ( 3 / 2 / 416 ) و هو في " زوائد البزار " ( 306 ) فالحديث بهذا

الشاهد و غيره مما في معناه حسن إن شاء الله تعالى .

1531 " أفضل الناس ( و في رواية : خير الناس ) رجل يجاهد في سبيل الله بماله و نفسه

, ثم مؤمن في شعب من الشعاب يعبد الله ربه , و يدع الناس من شره " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 45 :

أخرجه البخاري ( 6 / 4 و 11 / 277 - 278 ) و مسلم ( 6 / 39 ) و أبو داود ( 1 /

389 ) و النسائي ( 2 / 55 ) و الترمذي ( 3 / 16 - تحفة ) و ابن ماجة ( 2 / 475

) و الحاكم ( 2 / 71 ) و أحمد ( 3 / 16 و 37 و 56 و 88 ) من طرق عن الزهري عن

عطاء بن يزيد الليثي عن # أبي سعيد الخدري # " أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه

وسلم فقال : أي الناس أفضل ? فقال : رجل ... " الحديث . و الرواية الثانية

لمسلم و أحمد . و قال الحاكم : " صحيح على شرط الشيخين " و لم يخرجاه .

قلت : فيه عنده سليمان بن كثير عن الزهري , و هو و إن كان ثقة فقد تكلموا في

روايته عن الزهري خاصة , و قد خالف الجماعة في لفظ الحديث فقال : " سئل أي

المؤمنين أكمل إيمانا " . هكذا أخرجه عنه أبو داود و الحاكم . لكن رواه أحمد من

طريقه بلفظ الجماعة , و هو الصواب .

1532 " اكتب , فوالذي نفسي بيده ما يخرج منه إلا حق " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 45 :

أخرجه أبو داود ( 2 / 124 - 125 ) و الدارمي ( 1 / 125 ) و الحاكم ( 1 / 105 -

106 ) و أحمد ( 2 / 162 و 192 ) عن الوليد بن عبد الله عن يوسف بن ماهك عن

# عبد الله بن عمرو # قال : " كنت أكتب كل شيء أسمعه من رسول الله صلى الله

عليه وسلم أريد حفظه , فنهتني قريش , و قالوا : أتكتب كل شيء و رسول الله صلى

الله عليه وسلم بشر يتكلم في الغضب و الرضى ! فأمسكت عن الكتاب , فذكرت لرسول

الله صلى الله عليه وسلم , فأومأ بإصبعه إلى فيه , فقال : فذكره . و قال الحاكم

: " رواة هذا الحديث قد احتجا بهم عن آخرهم غير الوليد هذا , و أظنه الوليد بن

أبي الوليد الشامي , فإنه الوليد بن عبد الله و قد غلبت على أبيه الكنية , فإن

كان كذلك فقد احتج به مسلم " . كذا قال , و إنما هو الوليد بن عبد الله بن أبي

مغيث مولى بني الدار حجازي , و هو ثقة كما قال ابن معين و ابن حبان .

1533 " ألبانها شفاء و سمنها دواء و لحومها داء . يعني البقر " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 46 :

رواه البغوي في " حديث علي بن الجعد " ( 11 / 122 / 1 ) عن زهير ( يعني ابن

معاوية ) عن امرأته - و ذكر أنها صدوقة - أنها سمعت # مليكة بنت عمر # - و ذكر

أنها ردت الغنم على أهلها في إمرة عمر بن الخطاب رضي الله عنه - أنه وضعت لها

من وجع بها سمن بقر , و قالت : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .

قلت : و هذا إسناد حسن إن شاء الله تعالى , و قد أخرجه أبو داود في " المراسيل

" و الطبراني في " الكبير " و ابن منده في " المعرفة " و أبو نعيم في " الطب "

بنحوه كما في " المقاصد الحسنة " و قال ( 331 ) : " رجاله ثقات لكن الراوية عن

ملكية لم تسم , و قد وصفها الراوي عنها زهير بن معاوية أحد الحفاظ بالصدق

و أنها امرأته , و ذكر أبي داود له في " مراسيله " لتوقفه في صحبة مليكة ظنا ,

و قد جزم بصحبتها جماعة و له شواهد عن ابن مسعود رفعه : " عليكم بألبان البقر

و سمنانها , و إياكم و لحومها , فإن ألبانها و سمنانها دواء و شفاء , و لحومها

داء " أخرجه الحاكم و تساهل في تصحيحه له كما بسطته مع بقية طرقه في بعض

الأجوبة , و قد ضحى النبي صلى الله عليه وسلم عن نسائه بالبقر , و كأنه لبيان

الجواز , أو لعدم تيسر غيره , و إلا فهو لا يتقرب إلى الله تعالى بالداء , على

أن الحليمي قال كما أسلفته في " عليكم " : إنه صلى الله عليه وسلم قال في البقر

كذلك ليبس الحجاز و يبوسة لحم البقر منه و رطوبة ألبانها و سمنها و استحسن هذا

التأويل . و الله أعلم " .

قلت : و حديث ابن مسعود شاهد قوي لحديث الترجمة و سيأتي تخريجه برقم ( 1949 ) .

و مضى الكلام على الطرق المتعلقة بألبان البقر برقم ( 518 ) و سيأتي تحت الحديث

( 1650 ) .

1534 " ارفعوا عن بطن محسر , و عليكم بمثل حصى الخذف " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 47 :

أخرجه أحمد ( 1 / 219 ) و الطحاوي في " مشكل الآثار " ( 2 / 72 ) و البيهقي ( 5

/ 115 ) من طريق سفيان بن عيينة عن زياد بن سعد عن أبي الزبير عن أبي معبد عن

# ابن عباس # أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره . و أخرجه ابن خزيمة في

" صحيحه " ( 1 / 278 / 1 ) و الحاكم ( 1 / 462 ) و عنه البيهقي من طريق محمد بن

كثير حدثنا سفيان بن عيينة به . إلا أنه قال : " ارفعوا عن بطن عرنة , و ارفعوا

عن بطن محسر " . فلم يذكر الشطر الثاني منه . و قال : صحيح على شرط مسلم " ,

و هو كما قال . ثم ذكر له شاهدا من طريق أخرى عن ابن عباس نحوه . و له شاهد آخر

من حديث جبير بن مطعم صححه ابن حبان , و قد أشرت إليه في " تخريج المشكاة " (

2596 ) . و الحديث أخرجه الطحاوي من طريق أبي الأشعث أحمد بن المقدام العجلي :

حدثنا ابن عيينة به أتم منه , و لفظه : " عرفة كلها موقف , و ارفعوا عن بطن

عرنة , و المزدلفة كلها موقف و ارفعوا عن بطن محسر , و شعاب منى كلها منحر " .

و إسناده صحيح أيضا . و أما الأمر بحصى الخذف فقد جاء عن جمع من الصحابة , و قد

مضى تخريج الكثير منها برقم ( 1437 ) .

1535 " الزم بيتك " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 48 :

رواه ابن عدي ( 325 / 1 ) و ابن عساكر ( 16 / 388 / 1 ) عن أبي الربيع الزهراني

أخبرنا الفرات بن أبي الفرات قال : سمعت معاوية بن قرة يحدث عن # ابن عمر # أن

رسول الله صلى الله عليه وسلم استعمل رجلا على عمل , فقال : يا رسول الله : خر

لي . فقال : فذكره .

قلت : و هذا إسناد ضعيف , الفرات بن أبي الفرات , قال أبو حاتم : صدوق . و قال

ابن معين : ليس بشيء . و قال ابن عدي : " الضعف بين على روايته " . لكن الحديث

ثابت لأن له شواهد يتقوى بها منها عن أبي ذر في حديث طويل له , أخرجته في

" الإرواء " ( 2517 ) . و منها عن محمد بن سلمة الأنصاري في حديث له . أخرجه

أحمد ( 4 / 225 ) . و رجاله ثقات لولا أن الحسن البصري لم يصرح بالسماع .

و منها عن أبي موسى الأشعري في حديث له في الفتن جاء في رواية أبي داود عنه في

آخره : " قالوا : فما تأمرنا ? قال : كونوا أحلاس بيوتكم " . و من طريق أبي

داود أخرجه الحاكم ( 4 / 440 ) و قال : " صحيح الإسناد " . و أقره الذهبي .

و قد خرجته في " الإرواء " أيضا . و منها عن عبد الله بن عمرو بن العاص في حديث

له مضى تخريجه و الكلام على هذه الزيادة منه بصورة خاصة برقم ( 205 ) . و منها

عن أبي ثعلبة الخشني , و إسناده ضعيف كما بينته في " الضعيفة " رقم ( 1025 ) من

المجلد الثالث , و سيطبع قريبا إن شاء الله تعالى .

1536 " ألظوا بـ ( يا ذا الجلال و الإكرام ) " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 49 :

روي من حديث # ربيعة بن عامر و أبي هريرة و أنس بن مالك # .

1 - أما حديث ربيعة فيرويه عبد الله بن المبارك أخبرني يحيى بن حسان عن ربيعة

ابن عامر قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره . أخرجه البخاري في

" التاريخ " ( 2 / 1 / 256 ) و الحاكم ( 1 / 498 - 499 ) و أحمد ( 4 / 177 )

و أبو عبد الله بن منده في " المعرفة " ( ق 13 / 1 ) و في " التوحيد " ( ق 72 /

2 ) و ابن عساكر في " التاريخ " ( 6 / 107 / 1 ) كلهم عن ابن المبارك به .

و قال الحاكم : " صحيح الإسناد " . و وافقه الذهبي , و هو كما قالا , و قال ابن

منده في الكتاب الأول : " حديث غريب , لم نكتبه إلا من هذا الوجه " . و قال في

الكتاب الآخر : " يحيى بن حسان فلسطيني ثقة مشهور " . و قال الإمام أحمد في

روايته هذه عن ابن المبارك : " يحيى بن حسان من أهل بيت المقدس و كان شيخا

كبيرا حسن الفهم " . و وثقه النسائي أيضا و ابن حبان .

2 - أما حديث أبي هريرة فيرويه رشدين بن سعد حدثنا موسى بن حبيب عن سهيل بن أبي

صالح عن أبيه عنه مرفوعا . أخرجه الحاكم , و رشدين ضعيف .

3 - و أما حديث أنس فيرويه مؤمل بن إسماعيل عن حماد بن سلمة عن حميد عنه .

أخرجه الترمذي ( 4 / 267 ) و قال : " حديث غريب , و ليس بمحفوظ , و إنما يروى

هذا عن حماد بن سلمة عن حميد عن الحسن البصري عن النبي صلى الله عليه وسلم ,

و هذا أصح , و المؤمل غلط فيه , فقال : عن حميد عن أنس , و لا يتابع فيه " .

قلت : و ذكر نحوه ابن أبي حاتم في " العلل " ( 2 / 170 و 192 ) لكن قوله :

" و لا يتابع عليه " فيه نظر , فقد ذكر ابن أبي حاتم أيضا أن روح بن عبادة رواه

عن حماد عن ثابت و حميد عن أنس به . و أخرجه أبو سعد المظفر بن حسن في " فوائد

منتقاة " ( 136 / 2 ) . ثم قال ابن أبي حاتم : " قال أبي : هذا خطأ حماد يرويه

عن أبان بن أبي عياش عن أنس " .

قلت : و روح بن عبادة ثقة فاضل احتج به الستة , فلا أدري وجه تخطئته , بدون حجة

بينة , مع إمكان القول بصحة ما رواه هو , و ما رواه غيره من الثقات , بمعنى أن

حماد بن سلمة كان له عدة أسانيد عن أنس , فرواه روح عنه عن ثابت و حميد ,

و تابعه المؤمل - و إن كان فيه ضعف - عنه عن حميد . و رواه أبو سلمة قال :

حدثنا حماد عن ثابت و حميد و صالح المعلم عن الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم

كما في " العلل " , و لا مانع من مثل هذا الجمع , فإن له أمثلة كثيرة في الرواة

, و منهم حماد بن سلمة بالخصوص لسعة حفظه . و الله أعلم . و قد وجدت له طريقا

أخرى عن أنس , فقال ابن أبي شيبة في " المصنف " ( 12 / 17 / 2 ) : حدثنا أبو

معاوية عن الأعمش عن يزيد الرقاشي عنه مرفوعا به .

قلت : و هذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين , غير الرقاشي فإنه ضعيف مع زهده ,

فروايته لا بأس بها إن شاء الله في المتابعات . و جملة القول أن الحديث صحيح من

الطريق الأول من حديث ربيعة , و الطرق الأخرى تزيده قوة على قوة .

1537 " الله الطبيب , بل أنت رجل رفيق , طبيبها الذي خلقها " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 51 :

أخرجه أبو داود ( 2 / 195 -التازية ) و أحمد ( 2 / 226 - 227 و 227 و 4 / 163

) و ابن منده في " المعرفة " ( ق 16 / 1 ) من طريق عبد الملك بن أبجر عن إياد

ابن لقيط عن # أبي رمثة # قال : " انطلقت مع أبي نحو النبي صلى الله عليه وسلم

.. قال : فقال لي أبي : أرني هذا الذي بظهرك , فإني رجل طبيب , قال ... " فذكره

. قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط مسلم و أبجر جد عبد الملك , فإنه ابن سعيد بن

حيان بن أبجر و هو ثقة عابد .

1538 " أرحامكم أرحامكم " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 52 :

أخرجه ابن حبان ( 2037 ) : أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا محمد بن بشار حدثنا أبو

أحمد الزبيري حدثنا سفيان عن سليمان التيمي عن # أنس بن مالك # أن النبي صلى

الله عليه وسلم قال في مرضه : فذكره .

قلت : و هذا إسناد صحيح , رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير الحسن بن سفيان

و هو الفسوي , و هو ثقة حافظ .

1539 " نزلت في أناس من أمتي في آخر الزمان يكذبون بقدر الله عز وجل . يعني قوله

تعالى : *( ذوقوا مس سقر . إنا كل شيء خلقناه بقدر )* " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 52 :

أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 5316 ) من طريق جرير بن حازم عن سعيد بن

عمرو بن جعدة المخزومي عن # ابن زرارة عن أبيه # عن النبي صلى الله عليه وسلم .

و رواه ابن شاهين و ابن مردويه من طريق عمرو بن أبي حفص عن خالد بن سلمة عن

سعيد به إلا أنه قال : ابن زرارة الأنصاري . و في رواية لابن منده و ابن مردويه

: زياد بن أبي زياد الأنصاري عن أبيه . قال الحافظ في " الإصابة " : " كذا قال

, و الاضطراب فيه من حفص بن سليمان و هو ضعيف " .

قلت : و الصواب : ( ابن زرارة ) لمتابعته جرير بن حازم المذكورة أولا , و قد

فاتت الحافظ فلم يذكرها مطلقا , كما فاته التنبيه على ضعف إسناده , و الكشف عن

علته , ألا و هي جهالة سعيد بن عمرو المخزومي و ابن زرارة , و قد أشار إليها

شيخه الهيثمي , فقال في " المجمع " ( 7 / 117 ) بعدما عزاه للطبراني : " و فيه

من لم أعرفه " . و لكن للحديث شواهد يتقوى بها :

1 - أخرج البزار و ابن المنذر بسند جيد من طريق عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده

قال " ما أنزلت هذه الآية : *( إن المجرمين في ضلال و سعر . يوم يسحبون في

النار على وجوههم ذوقوا مس سقر . إنا كل شيء خلقناه بقدر )* إلا في أهل القدر "

.

2 - و أخرج سعيد بن منصور و ابن سعد و ابن المنذر عن إبراهيم بن محمد بن علي بن

عبد الله بن جعفر رضي الله عنه , و كانت أمه لبابة بنت عبد الله بن عباس رضي

الله عنهما قالت : كنت أزور جدي ابن عباس رضي الله عنهما في كل يوم جمعة قبل أن

يكف بصره فسمعته يقرأ في المصحف فلما أتى على هذه الآية *( إن المجرمين .... )*

قال : يا بنية ما أعرف أصحاب هذه الآية ما كانوا بعد , و ليكونن . و من طريق

عطاء بن أبي رباح عنه أنه قيل له : قد تكلم في القدر . فقال : أو فعلوها ? !

و الله ما نزلت هذه الآية إلا فيهم : *( ذوقوا مس سقر . إنا كل شيء خلقناه بقدر

)* : أولئك شرار هذه الأمة , لا تعودوا مرضاهم , و لا تصلوا على موتاهم , إن

أريتني واحدا منهم فقأت عينيه بإصبعي هاتين . أخرجه ابن المنذر و ابن أبي حاتم

و ابن مردويه . كذا في " الدر المنثور " ( 6 / 137 ) . و لا ينافي ما تقدم ما

أخرجه مسلم ( 8 / 52 ) و غيره عن أبي هريرة قال : " جاء مشركو قريش يخاصمون

رسول الله صلى الله عليه وسلم في القدر فنزلت : *( يوم يسحبون في النار .... )*

. أقول : لا ينافيه لإمكان نزول ذلك المشركين و أشباههم من نفاة القدر في هذه

الأمة . و الله أعلم .

1540 " كان يدعو : اللهم احفظني بالإسلام قائما و احفظني بالإسلام قاعدا و احفظني

بالإسلام راقدا و لا تشمت بي عدوا حاسدا , اللهم إني أسألك من كل خير خزائنه

بيدك , و أعوذ بك من كل شر خزائنه بيدك " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 54 :

أخرجه الحاكم ( 1 / 525 ) عن عبد الله بن صالح حدثني الليث بن سعد حدثني خالد

ابن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن أبي الصهباء عن عبد الرحمن بن أبي ليلى أخبره

# ابن مسعود # رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يدعو ...

الحديث . و قال :" صحيح على شرط البخاري " . و رده الذهبي بقوله : " قلت : أبو

الصهباء لم يخرج له البخاري " .

قلت : و لم أعرف من هو ? و وجدت للحديث طريقا أخرى يرويه معلى بن رؤبة التميمي

الحمصي عن هاشم بن عبد الله بن الزبير أن عمر بن الخطاب أصابته مصيبة , فأتى

رسول الله صلى الله عليه وسلم , فشكا إليه ذلك , و سأله أن يأمر له بوسق من تمر

, فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن شئت أمرت لك بوسق من تمر , و إن

شئت علمتك كلمات هي خير لك . قال : علمنيهن , و مر لي بوسق فإني ذو حاجة إليه ,

فقال ....

قلت : فذكره . أخرجه ابن حبان ( 2430 ) و الديلمي ( 1 / 2 / 195 ) . و هاشم هذا

قال ابن أبي حاتم ( 4 / 2 / 104 ) : " روى عن عمر رضي الله عنه , مرسل . روى

عنه معلى بن رؤبة " . و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . و المعلى بن رؤبة لم

أجد له ترجمة , و لعله في " ثقات ابن حبان " . و بالجملة فالحديث حسن بمجموع

الطريقين . و الله أعلم .

1541 " كان يدعو بهؤلاء الكلمات : اللهم إني أعوذ بك من غلبة الدين و غلبة العدو

و شماتة الأعداء " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 55 :

أخرجه النسائي ( 2 / 316 , 317 ) و الحاكم ( 1 / 104 ) و أحمد ( 2 / 173 ) من

طريق حيي بن عبد الله عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن # عبد الله بن عمرو # مرفوعا

, و قال الحاكم : " صحيح على شرط مسلم " .

و أقول : حيي هذا صدوق يهم كما في " التقريب " , فالإسناد حسن . و أخرج مسلم (

8 / 76 ) و النسائي الجملة الأخيرة منه من حديث أبي هريرة من فعله صلى الله

عليه وسلم . و أخرجه البخاري ( 4 / 256 ) من قوله صلى الله عليه وسلم بلفظ :

" تعوذوا بالله من جهد البلاء و درك الشقاء و سوء القضاء و شماتة الأعداء " .

و عند البخاري أيضا ( 4 / 200 ) من حديث أنس استعاذته صلى الله عليه وسلم من

أشياء ذكرها منها : " ضلع الدين , و غلبة الرجال " .

1542 " اللهم إني أسألك من الخير كله عاجله و آجله ما علمت منه و ما لم أعلم و أعوذ

بك من الشر كله عاجله و آجله ما علمت منه و ما لم أعلم , اللهم إني أسألك من

خير ما سألك عبدك و نبيك , و أعوذ بك من شر ما عاذ بك عبدك و نبيك , اللهم إني

أسألك الجنة و ما قرب إليها من قول أو عمل و أعوذ بك من النار و ما قرب إليها

من قول أو عمل , و أسألك أن تجعل كل قضاء قضيته لي خيرا " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 56 :

أخرجه ابن ماجة ( 2 / 433 - 434 - التازية ) و ابن حبان ( 2413 ) و أحمد ( 6 /

134 ) و أبو يعلى في " مسنده " ( 3 / 1103 - مصور المكتب الإسلامي ) من طريق

حماد بن سلمة أخبرني جبر بن حبيب عن أم كلثوم بنت أبي بكر عن # عائشة # أن رسول

الله صلى الله عليه وسلم علمها هذا الدعاء , فذكره .

قلت : و هذا إسناد صحيح , رواته ثقات رواة مسلم غير جبر بن حبيب و هو ثقة .

و أما قول البوصيري في " الزوائد " ( 232 / 1 ) : " هذا إسناد فيه مقال , أم

كلثوم هذه لم أر من تكلم فيها , و عدها جماعة في الصحابة , و فيه نظر لأنها

ولدت بعد موت أبي بكر " .

قلت : يكفيها توثيقا أن مسلما أخرج لها في " صحيحه " و روى عنها الصحابي الجليل

جابر بن عبد الله الأنصاري , و هي زوجة طلحة بن عبيد الله أحد العشرة المبشرين

بالجنة , و قد رزقت منه زكريا و يوسف و عائشة , كما ذكر ابن سعد في ترجمة طلحة

( 3 / 214 ) . ثم رأيت الحديث في "المستدرك " ( 1 / 521 - 522 ) من طريق شعبة

عن جبر بن حبيب به . و قال : " صحيح الإسناد " . و وافقه الذهبي . و تابعه سعيد

الجريري عند أبي يعلى قرنه بجبر بن حبيب .و لطرفه الأول شاهد من حديث جابر بن

سمرة قال : " رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يشير بإصبعه و هو في الصلاة ,

فلما سلم سمعته يقول : " فذكره دون قوله : " عاجله و آجله " في الموضعين .

أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( رقم - 2058 ) من طريق قيس بن الربيع عن

عائذ بن نصيب قال : سمعت جابر بن سمرة .

قلت : و قيس بن الربيع سيء الحفظ . و عائذ بن نصيب وثقه ابن معين قال أبو حاتم

: شيخ , و ذكره ابن حبان في " الثقات " ( 3 / 208 ) .

1543 " اللهم إني أسألك من فضلك و رحمتك , فإنه لا يملكها إلا أنت " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 57 :

أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 5 / 36 و 7 / 239 ) من طريق الطبراني و هذا في

" المعجم الكبير " ( رقم - 10379 ) حدثنا عبدان بن أحمد حدثنا محمد بن زياد

البرجمي حدثنا عبيد الله بن موسى عن مسعر عن زبيد عن مرة عن # عبد الله # قال :

" أصاب النبي صلى الله عليه وسلم ضيفا , فأرسل إلى أزواجه يبتغي عندهن طعاما ,

فلم يجد عند واحدة منهن , فقال : ( فذكره ) فأهديت له شاة مصلية , فقال : هذه

من فضل الله , و نحن ننتظر الرحمة " . و قال أبو نعيم : " غريب من حديث مسعر

و زبيدة , تفرد به البرجمي " .

قلت : وثقه ابن حبان و ابن إشكاب و الفضل بن سعد الأعرج كما في " اللسان "

و أما أبو حاتم فلم يعرفه فقال : " مجهول " كما رواه ابنه ( 3 / 2 / 258 ) عنه

, و تبعه الذهبي في " الميزان " و غيره . و سائر الرواة ثقات , فالسند عندي

صحيح . و قال الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 10 / 159 ) : " رواه الطبراني ,

و رجاله رجال الصحيح غير محمد بن زياد البرجمي , و هو ثقة " .

1544 " اللهم رب جبرائيل و ميكائيل و رب إسرافيل أعوذ بك من حر النار و عذاب القبر "

.

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 58 :

أخرجه النسائي ( 2 / 320 ) من طريق أبي حسان عن جسرة عن # عائشة # أنها قالت :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

قلت : إسناد ضعيف رجاله كلهم ثقات غير جسرة - و هي بنت دجاجة -ففيها ضعف . لكن

لحديثها شاهدان :

الأول : عن سليمان بن سنان المزني أنه سمع أبا هريرة يقول : سمعت أبا القاسم

صلى الله عليه وسلم يقول في صلاته : " اللهم إني أعوذ بك من فتنة القبر و من

فتنة الدجال و من فتنة المحيا و الممات و من حر جهنم " . أخرجه النسائي عقب

حديث عائشة و قال : " هذا الصواب " .

قلت : و إسناده صحيح , رجاله ثقات رجال مسلم غير المزني هذا و هو ثقة كما قال

الحافظ في " التقريب " , و لا منافاة بين الحديثين لاختلاف المخرج , بل أحدهما

يشهد للآخر .

و الشاهد الثاني يرويه عبد الوهاب بن عيسى الواسطي حدثنا يحيى بن أبي زكريا

الغساني عن عباد بن سعيد عن مبشر بن أبي مليح عن أبيه ( عن جده أسامة بن عمير )

رضي الله عنه " أنه صلى ركعتي الفجر , و أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى

قريبا منه ركعتين خفيفتين ثم سمعته يقول و هو جالس : اللهم رب جبريل و إسرافيل

و ميكائيل و محمد النبي صلى الله عليه وسلم أعوذ بك من النار , ثلاث مرات " .

أخرجه ابن السني في " عمل اليوم و الليلة " ( 101 ) و الحاكم ( 3 / 622 ) و سكت

عليه هو و الذهبي .

قلت : و هو ضعيف : مبشر بن أبي المليح قال ابن أبي حاتم ( 4 / 1 / 342 ) :

" روى عن أبيه , و عنه شعبة " . و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . و عباد بن

سعيد بصري ترجمه ابن أبي حاتم ( 3 / 1 / 80 ) برواية عبد الله بن محمد ابن أخي

جويرية بن أسماء الضبعي و الغساني هذا , و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا .

و الغساني ضعيف . و الواسطي هو أبو الحسن التمار , قال ابن أبي حاتم ( 3 / 1 /

73 ) عن أبيه : " ليس به بأس " .

1545 " أنا دعوة أبي إبراهيم , و بشرى عيسى عليهما السلام , و رأت أمي حين حملت بي

أنه خرج منها نور أضاءت له قصور الشام , و استرضعت في بني سعد بن بكر , فبينا

أنا في بهم لنا أتاني رجلان عليهما ثياب بيض , معهما طست من ذهب مملوء ثلجا ,

فأضجعاني , فشقا بطني , ثم استخرجا قلبي فشقاه فأخرجا منه علقة سوداء فألقياها

, ثم غسلا قلبي و بطني بذلك الثلج , حتى إذا أنقياه رداه كما كان , ثم قال

أحدهما لصاحبه : زنه بعشرة من أمته . فوزنني بعشرة , فوزنتهم , ثم قال : زنه

بمائة من أمته . فوزنني بمائة فوزنتهم , ثم قال : زنه بألف من أمته , فوزنني

بألف فوزنتهم , فقال : دعه عنك فلو وزنته بأمته لوزنهم " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 59 :

أخرجه الحافظ بن كثير في " البداية " ( 2 / 275 ) فقال : و قال ابن إسحاق :

حدثنا ثور بن يزيد عن # خالد بن معدان عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم #

أنهم قالوا له : أخبرنا عن نفسك . قال : نعم أنا .. إلخ . ثم قال : " و هذا

إسناد جيد قوي " .

قلت : و الظاهر أنه نقله عن " سيرة ابن إسحاق " و قد روى أوله الحاكم من هذا

الوجه ( 2 / 600 ) و قال : " صحيح الإسناد " و وافقه الذهبي . و الطبري في

" تفسيره " ( 3 / 82 / 2070 ) . و قد جاءت هذه القصة من حديث أبي ذر و أبي بن

كعب . أما الأول : فأخرجه الدارمي ( 1 / 9 ) أخبرنا عبد الله بن عمران حدثنا

أبو داود حدثنا جعفر بن عثمان القرشي عن عثمان بن عروة بن الزبير عن أبيه عن

أبي ذر الغفاري قال : قلت : يا رسول الله كيف علمت أنك نبي حين استنبئت ? فقال

: " يا أبا ذر ! أتاني ملكان و أنا ببعض بطحاء مكة ... "الحديث . و قد سبق مع

الكلام عليه .

و أما الآخر : فأخرجه عبد الله بن الإمام أحمد في "زوائد المسند " ( 5 / 139 )

: حدثنا محمد بن عبد الرحيم أبو يحيى البزار حدثنا يونس بن محمد حدثنا معاذ بن

محمد بن أبي بن كعب حدثنا أبي محمد بن معاذ بن ( الأصل : عن و هو تصحيف ) محمد

عن أبي بن كعب . أن أبا هريرة كان جريئا على أن يسأل رسول الله صلى الله عليه

وسلم على أشياء لا يسأله عنها غيره . فقال : يا رسول الله ! ما أول ما رأيت في

النبوة ? فاستوى رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا و قال : " لقد سألت أبا

هريرة ! إني لفي صحراء ابن عشر سنين و أشهر , و إذا بكلام فوق رأسي , و إذا رجل

يقول لرجل : أهو هو ? قال نعم . فاستقبلاني بوجوه لم أرها لخلق قط , و أرواح لم

أجدها من خلق قط , و ثياب لم أرها على أحد قط , فأقبلا إلي يمشيان حتى أخذ كل

واحد منها بعضدي , لا أجد لأحدهما مسا , فقال أحدهما لصاحبه : أضجعه . فأضجعاني

بلا قصر و لا هصر : و قال أحدهما لصاحبه : افلق صدره , فهوى أحدهما إلى صدري

ففلقها فيما أرى بلا دم و لا وجع . فقال له : أخرج الغل و الحسد , فأخرجا شيئا

كهيئة العلقة , ثم نبذها فطرحها . فقال له : أدخل الرأفة و الرحمة , فإذا مثل

الذي أخرج يشبه الفضة . ثم هز إبهام رجلي اليمنى ثم فقال : اغد و اسلم . فرجعت

بها أغدو رقة على الصغير , و رحمة للكبير " . قال الهيثمي ( 8 / 223 ) :

" و رجاله ثقات وثقهم ابن حبان " .

قلت : توثيق ابن حبان فيه تساهل كثير كما نبهنا عليه مرارا , و لذلك فقد أورد

الذهبي في " الميزان " محمد بن معاذ بن محمد بن أبي بن كعب عن أبيه عن جده قال

. و عن ابنه معاذ قال ابن المديني : " لا نعرف محمد هذا و لا أباه و لا جده في

الرواية . و هذا إسناد مجهول " . و عزا الحافظ بن كثير ( 2 / 226 ) حديث أبي

هذا لابن عساكر فقط ! و في الباب عن أنس أيضا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم

أتاه جبريل و هو يلعب مع الغلمان , فأخذه فصرعه , فشق عن قلبه , و استخرج القلب

, و استخرج منه علقة , فقال : هذا حظ الشيطان منك , ثم غسله في طست من ذهب بماء

زمزم , ثم لأمه ثم أعاده في مكانه . و جاء الغلمان يسعون إلى أمه - يعن ظئره -

فقالوا : إن محمد قد قتل , فاستقبلوه و هو منتقع اللون . قال أنس : و قد كنت

أرى أثر ذلك المخيط في صدره . أخرجه مسلم ( 1 / 101 - 102 ) و أحمد ( 3 / 121 و

149 و 288 ) و الآجري أيضا في " الشريعة " ص ( 437 ) من طريق حماد بن سلمة

حدثنا ثابت البناني عنه . و للطرف الأول من الحديث شاهد آخر و هو الآتي بعده .

1546 " أنا دعوة أبي إبراهيم , و كان آخر من بشر بي عيسى ابن مريم عليه الصلاة

و السلام " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 62 :

رواه ابن عساكر في " التاريخ " ( 1 / 265 / 2 ) عن بشر بن عمارة عن الأحوص بن

حكيم عن خالد بن سعد عن عبد الرحمن بن غنم عن # عبادة بن الصامت # : قيل : يا

رسول الله أخبرنا عن نفسك . قال : نعم , أنا ... الحديث .

قلت : و هذا إسناد ضعيف , بشر بن عمارة و الأحوص بن حكيم ضعيفان لكن يشهد له

حديث أبي أمامة قال : " يا نبي الله ما كان أول بدء أمرك ? " قال : فذكره بلفظ

: " دعوة أبي إبراهيم , و بشرى عيسى , و رأت أمي أنه يخرج منها نور أضاءت منها

قصور الشام " . أخرجه أحمد ( 5 / 262 ) : حدثنا أبو النضر حدثنا فرج حدثنا

لقمان بن عامر قال : سمعت أبا أمامة قال : قلت : فذكره . و أخرجه ابن سعد في

" الطبقات " ( 1 / 102 ) و ابن عدي ( 165 / 1 ) .

قلت : و هذا إسناد حسن كما قال الهيثمي ( 8 / 222 ) قال : " و له شواهد تقويه ,

و رواه الطبراني " .

قلت : منها الحديث الذي قبله . و منها ما رواه بحير بن سعيد عن خالد عن عتبة

ابن عبد السلمي نحوه أتم منه بلفظ : " كانت حاضنتي ... " الحديث . و قد مضى

بتمامه و تخريجه برقم ( 373 ) .

1547 " أوقدوا و اصطنعوا , أما إنه لا يدرك قوم بعدكم صاعكم و لا مدكم " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 63 :

أخرجه الحاكم ( 3 / 36 ) من طريق محمد بن أبي يحيى الأسلمي حدثني أبي أن # أبا

سعيد الخدري # رضي الله عنه أخبره : " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان

بالحديبية فقال : " لا توقدوا نار بليل ". فلما كان بعد ذلك قال :" فذكره .

و قال : " صحيح الإسناد " . و وافقه الذهبي , و هو كما قالا . و أبو يحيى

الأسلمي اسمه سمعان , و هو ثقة كأبيه .

1548 " أما علمت أنك و مالك من كسب أبيك ?! " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 63 :

رواه الطبراني ( رقم 13345 ) عن وهب بن يحيى بن زمام العلاف حدثنا ميمون بن

يزيد عن عمر بن محمد عن أبيه عن # ابن عمر # قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله

عليه وسلم يستعدي على والده , قال : إنه أخذ مالي . فقال له رسول الله صلى الله

عليه وسلم : فذكره . و أخرجه البزار في " مسنده " ( ص 138 - زوائده و رقم 1259

- كشف الأستار ) : حدثنا وهب بن يحيى حدثنا ميمون بن يزيد به . و قال : " لا

نعلمه عن ابن عمر مرفوعا , إلا بهذا الإسناد " . كذا وقع في "الزوائد "

" .... ابن يزيد " و تبعه في " المجمع " فإنه قال ( 4 / 154 ) : " رواه البزار

و الطبراني في " الكبير " و في " الأوسط " منه الولد من كسب الوالد " فقط و فيه

ميمون بن يزيد لينه أبو حاتم , و وهب ابن يحيى بن زمام لم أجد من ترجمه و بقية

رجاله ثقات " . و الذي في " الجرح و التعديل " ( لابن أبي حاتم ( 4 / 1 / 239 )

: " ميمون بن زيد أبو إبراهيم السقاء بصري روى عن ليث ... " . ثم ذكر عن أبيه

أنه قال : " لين الحديث " . و ذكر خلاصته في " الميزان " إلا أنه قال في نسبه :

" ابن زيد أو ابن يزيد أبو إبراهيم " . زاد الحافظ في " اللسان " فقال :

" و ذكره ابن حبان في " الثقات " ابن زيد بن أبي عبس <1> ابن جبر الأنصاري

الحارثي من أهل المدينة روى عنه أهل الحجاز .

قلت : و يبدو لي أن هذا غير الذي لينه أبو حاتم , فهذا مدني , و ذاك بصري ,

فافترقا , و أنه الذي وثقه ابن حبان . و الله أعلم . ثم وجدت ما يؤيد ما ذكرته

من التفريق , فقد رأيت ابن أبي حاتم قد أورد أيضا المدني قبل البصري بترجمة

و قال : " روى عن أبيه , روى عنه ... " . كذا الأصل بيض للراوي عنه و لم يذكر

فيه جرحا و لا تعديلا . و كذلك فعل قبله البخاري في " التاريخ " ( 4 / 1 / 341

) لكن يستفاد منه إملاء البياض الذي في " الجرح " , فقد قال البخاري : " يعد في

أهل المدينة " . و كأنه يعني أنه روى عنه أهلها . و هو ما صرح به ابن حبان كما

تقدم عن " اللسان " . و بالجملة فإعلال الهيثمي للحديث و تضعيفه إياه , إنما هو

قائم على التسوية بين ( الميمونين ) , و هو خطأ لما ذكرنا , و إن أقره عليه

الشيخ الأعظمي في تعليقه على " الكشف " و صاحبنا السلفي في تعليقه على " كبير

الطبراني " ! و ثمة خطأ آخر في كلام الهيثمي , و إن أقره عليه من ذكرنا , ألا

و هو تسويته بين إسنادي " الكبير " و " الأوسط " , و ليس كذلك , فإن إسناده في

الثاني منهما هكذا : حدثنا محمد بن علي بن شعيب حدثنا محمد بن أبي بلال التيمي

حدثنا خلف بن خليفة عن محارب بن دثار عن ابن عمر مرفوعا باللفظ الذي ذكره

الهيثمي .

قلت : و هذا إسناد لا بأس به في المتابعات و الشواهد , خلف و من فوقه من رجال

مسلم , و محمد بن أبي هلال هو الذي حدث عن مالك بن أنس قال ابن معين : ليس به

بأس , كما في " تاريخ بغداد " ( 2 / 98 ) . و أما محمد بن علي بن شعيب , و هو

أبو بكر السمسار , ترجمه الخطيب أيضا ( 3 / 66 ) بروايته عن جمع , و عنه

إسماعيل الخطبي مات سنة ( 290 ) و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . و الحديث له

طرق و شواهد كثيرة بمعناه , قد خرجت الكثير الطيب منها في " إرواء الغليل " (

830 ) و " الروض النضير " ( 195 , 603 ) .

-----------------------------------------------------------

[1] الأصل ( عيسى ) و هو خطأ صححته من " تاريخ " البخاري و " جرح " ابن أبي

حاتم . اهـ .

1549 " أما بلغكم أني قد لعنت من وسم البهيمة في وجهها , أو ضربها في وجهها ?! فنهى

عن ذلك " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 65 :

أخرجه أبو داود ( 1 / 401 - 402 ) : حدثنا محمد بن كثير أخبرنا سفيان عن أبي

الزبير عن # جابر # : " أن النبي صلى الله عليه وسلم مر عليه بحمار قد وسم في

وجهه , فقال : " فذكره .

قلت : و هذا إسناد رجاله ثقات رجال مسلم , على ضعف في محمد بن كثير و هو العبدي

و عنعنة أبي الزبير فإنه مدلس . و قد أخرجه مسلم ( 6 / 165 ) من طريق معقل عن

أبي الزبير به مختصرا بلفظ : " لعن الله الذي وسمه " . ثم أخرجه من طريق ابن

جريج قال : أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله يقول : " نهى رسول الله

صلى الله عليه وسلم عن الضرب في الوجه , و عن الوسم في الوجه " . و هذا إسناد

صحيح مصرح فيه بالسماع , و قد خرج في " الإرواء " ( 2186 ) .

1550 " أما أنت يا جعفر فأشبه خلقك خلقي و أشبه خلقي خلقك و أنت مني و شجرتي , و أما

أنت يا علي فختني , و أبو ولدي , و أنا منك و أنت مني , و أما أنت يا زيد

فمولاي و مني و إلي , و أحب القوم إلي " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 66 :

أخرجه أحمد ( 5 / 204 ) و البخاري في " التاريخ " ( 1 / 1 / 19 - 20 ) و الحاكم

( 3 / 217 ) و الطبراني في " المعجم الكبير " رقم - 378 مختصرا عن محمد بن

إسحاق عن يزيد بن عبد الله بن قسيط عن # محمد بن أسامة عن أبيه # قال : " اجتمع

جعفر و علي و زيد بن حارثة , فقال جعفر : أنا أحبكم إلى رسول الله صلى الله

عليه وسلم و قال علي : أنا أحبكم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم , و قال زيد

: أنا أحبكم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : انطلقوا بنا إلى رسول

الله صلى الله عليه وسلم حتى نسأله , فقال أسامة بن زيد : فجاؤا يستأذنونه ,

فقال : اخرج فانظر من هؤلاء ? فقلت : هذا جعفر و علي و زيد , ما أقول أبي ( ! )

قال : ائذن لهم , و دخلوا , فقالوا : من أحب إليك ? قال : فاطمة , قالوا :

نسألك عن الرجال , قال : " فذكره . و قال الحاكم : " صحيح على شرط مسلم " .

و وافقه الذهبي . و فيه نظر لأن ابن إسحاق إنما أخرج له مسلم متابعة , ثم هو

مدلس و قد عنعنه عند جميعهم . لكن له طريق أخرى عند الطبراني ( 379 ) من طريق

عمرو بن أبي سلمة عن أبيه عن أسامة بن زيد عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله ,

يعني مختصرا ليس فيه ذكر لزيد بن حارثة . و للحديث شاهد من حديث علي بإسناد

رجاله ثقات خرجته في " الإرواء " ( 2191 ) و له عنه طريق أخرى في " مشكل الآثار

" , و فيه رجل مجهول كما بينته هناك و فيه قوله لجعفر : " و أنت من شجرتي التي

أنا منها " . و في " الترمذي " ( 2 / 312 ) عن عمر أنه قال لابنه عبد الله : "

إن زيد كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من أبيك " .

و قال : " حديث حسن غريب " . و بالجملة فالحديث صحيح بهذه الطرق و الشواهد ,

إلا قوله في آخره : " و أحب القوم إلي " فحسن . و الله أعلم . و أما قول

الهيثمي ( 9 / 275 ) : " رواه أحمد و إسناده حسن " , فلا يخفى ما فيه .

1551 " أما أهل النار الذين هم أهلها ( و في رواية : الذين لا يريد الله عز وجل

إخراجهم ) فإنهم لا يموتون فيها و لا يحيون , و لكن ناس أصابتهم النار بذنوبهم

( يريد الله عز وجل إخراجهم ) فأماتهم إماتة , حتى إذا كانوا فحما أذن بالشفاعة

, فجيء بهم ضبائر ضبائر , فبثوا على أنهار الجنة , ثم قيل : يا أهل الجنة

أفيضوا عليهم , فينبتون نبات الحبة تكون في حميل السيل " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 68 :

أخرجه مسلم ( 1 / 118 ) و أبو عوانة ( 1 / 186 ) و الدارمي ( 2 / 331 - 332 )

و ابن ماجة ( 2 / 582 - 583 ) و أحمد ( 3 / 11 و 78 - 79 ) و الطبري في

" التفسير " ( 1 / 552 / 797 ) من طريق سعيد بن يزيد أبي سلمة عن أبي نضرة عن

# أبي سعيد الخدري # مرفوعا به . و تابعه أبو سعيد الجريري عن أبي نضرة به .

و الرواية الثانية مع الزيادة له . أخرجه أحمد ( 3 / 20 ) و عبد بن حميد في

" المنتخب من المسند " ( ق 95 / 2 ) . و تابعه أيضا سليمان التيمي عنه . أخرجه

أبو عوانة و عبد بن حميد . و تابعه عثمان بن غياث و عوف عن أبي نضرة به نحوه .

و زاد عثمان : " فيحرقون فيكونون فحما " . أخرجه أحمد ( 3 / 25 و 90 ) بإسناد

صحيح . و له عنده ( 3 / 90 ) طريق أخرى عن ابن جريج أخبرني أبو الزبير عن أبي

سعيد أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " سيخرج ناس من النار قد احترقوا

و كانوا مثل الحمم , ثم لا يزال أهل الجنة يرشون عليهم الماء حتى ينبتون نبات

القثاء في السيل " . و خالفه ابن لهيعة عن أبي الزبير عن جابر أن أبا سعيد

أخبره به . و ابن لهيعة سيء الحفظ , و الأول أصح , و هو على شرط مسلم .

( ضبائر ) : جمع ( ضبارة ) : جماعة الناس .

و في الحديث دليل صريح على خلود الكفار في النار , و عدم فنائها بمن فيها ,

خلافا لقول بعضهم لأنه لو فنيت بمن فيها لماتوا و استراحوا , و هذا خلاف الحديث

و لم يتنبه لهذا و لا لغيره من نصوص الكتاب و السنة المؤيد له من ذهب من أفاضل

علمائنا إلى القول بفنائها , و قد رده الإمام الصنعاني ردا علميا متينا في

كتابه " رفع الأستار لإبطال أدلة القائلين بفناء النار " , و قد حققته , و خرجت

أحاديثه , و قدمت له بمقدمة ضافية نافعة , و هو تحت الطبع , و سيكون في أيدي

القراء قريبا إن شاء الله تعالى .

1552 " أما بعد يا معشر قريش ! فإنكم أهل هذا الأمر ما لم تعصوا الله , فإذا عصيتموه

بعث إليكم من يلحاكم كما يلحى هذا القضيب - لقضيب في يده " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 69 :

أخرجه أحمد ( 1 / 458 ) : حدثنا يعقوب حدثنا أبي عن صالح قال ابن شهاب : حدثني

عبيد الله بن عبد الله بن عتيبة أن # عبد الله بن مسعود # قال : " بينا نحن عند

رسول الله صلى الله عليه وسلم في قريب من ثمانين رجلا من قريش , ليس فيهم إلا

قرشي , لا و الله ما رأيت صفيحة وجوه رجال قط أحسن من وجوههم يومئذ , فذكروا

النساء , فتحدثوا فيهن , فتحدث معهم , حتى أحببت أن يسكت , قال : ثم أتيته

فتشهد , ثم قال : ( فذكره ) , ثم لحى قضيبه , فإذا هو أبيض يصلد " .

قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين . و قال الهيثمي في " مجمع الزوائد "

( 5 / 192 ) : " رواه أحمد و أبو يعلى و الطبراني في " الأوسط " و رجال أحمد

رجال الصحيح , و رجال أبي يعلى ثقات " . و رواه القاسم بن الحارث عن عبيد الله

فقال : عن أبي مسعود الأنصاري . أخرجه أحمد ( 4 / 118 و 5 / 274 و 274 - 275 )

و ابن أبي عاصم في " السنة " ( 1118 و 1119 - بتحقيقي ) . و القاسم هذا مجهول

كما بينته في " تخريج السنة " فقوله : " أبي مسعود " مكان " ابن مسعود " , وهم

منهم لا يلتفت إليه .

( يلحى ) : أي يقشر . و هذا الحديث علم من أعلام نبوته صلى الله عليه وسلم ,

فقد استمرت الخلافة في قريش عدة قرون , ثم دالت دولتهم , بعصيانهم لربهم ,

و اتباعهم لأهوائهم , فسلط الله عليهم من الأعاجم من أخذ الحكم من أيديهم و ذل

المسلمون من بعدهم , إلا ما شاء الله . و لذلك فعلى المسلمين إذا كانوا صادقين

في سعيهم لإعادة الدولة الإسلامية أن يتوبوا إلى ربهم , و يرجعوا إلى دينهم ,

و يتبعوا أحكام شريعتهم , و من ذلك أن الخلافة في قريش بالشروط المعروفة في كتب

الحديث و الفقه , و لا يحكموا آراءهم و أهواءهم , و ما وجدوا عليه أباءهم و

أجدادهم , و إلا فسيظلون محكومين من غيرهم , و صدق الله إذ قال : *( إن الله لا

يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم )* . و العاقبة للمتقين .

1553 " إن السلف يجري مجرى شطر الصدقة " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 70 :

أخرجه أحمد ( 1 / 412 ) و أبو يعلى ( 3 / 1298 - مصورة الكتب ) من طريق حماد بن

سلمة أخبرنا عطاء بن السائب عن ابن أذنان قال : " أسلفت علقمة ألفي درهم , فلما

خرج عطاؤه قلت له : اقضيني , قال :أخرني إلى قابل , فأتيت عليه فأخذتها , قال

: فأتيته بعد , قال : برحت بي و قد منعتني , فقلت : نعم , هو عملك , قال : و ما

شأني , قلت : إنك حدثتني عن # ابن مسعود # أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

( فذكره ) قال : نعم فهو كذاك , قال : فخذ الآن " .

قلت : و هذا إسناد رجاله ثقات , إلا أن ابن أذنان لم يوثقه غير ابن حبان , و قد

اختلف في اسمه و الراجح أنه سليم كما ذهب إليه المحقق أحمد شاكر رحمه الله

تعالى , و يأتي التصريح بذلك قريبا في بعض الطرق . و عطاء بن السائب كان اختلط

. لكن للحديث طريق أخرى , فقال الطبراني في " المعجم الكبير " ( رقم 9180 ) :

حدثنا علي بن عبد العزيز أخبرنا أبو نعيم أخبرنا دلهم بن صالح حدثني حميد بن

عبد الله الثقفي أن علقمة بن قيس استقرض من عبد الله ألف درهم ... الحديث نحوه

و لم يرفع آخره , و لفظه : " قال عبد الله : لأن أقرض مالا مرتين أحب إلي من أن

أتصدق به مرة " . و دلهم هذا ضعيف . و حميد بن عبد الله الثقفي , أورده ابن أبي

حاتم ( 1 / 2 / 224 ) لهذا الإسناد , و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . و

الجملة الأخيرة منه قد رويت من طريقين آخرين عن ابن مسعود مرفوعا , فهو بمجموع

ذلك صحيح . و الله أعلم . راجع " تخريج الترغيب " ( 2 / 34 ) . و تابعه عن

الجملة الأخيرة منه قيس بن رومي عن سليم بن أذنان به مرفوعا بلفظ : " من أقرض

ورقا مرتين كان كعدل صدقة مرة " . أخرجه الخرائطي في " مكارم الأخلاق " ( ص 19

) و ابن شاهين في " الترغيب و الترهيب " ( 314 / 1 ) و البيهقي في " السنن " (

5 / 353 ) . و له طريق أخرى عن الأسود بن يزيد عن عبد الله بن مسعود مرفوعا

بلفظ : " من أقرض مرتين كان له مثل أجر أحدهما لو تصدق به " . أخرجه ابن حبان (

1155 ) و الخرائطي و الهيثم بن كليب في " مسنده " ( 53 / 2 - 54 / 1 )

و الطبراني في " المعجم الكبير " ( 3 / 68 / 1 ) و ابن عدي ( 212 / 2 ) من طريق

أبي حريز أن إبراهيم حدثه عنه .

قلت : و هذا سند لا بأس به في المتابعات , رجاله ثقات غير أبي حريز و اسمه عبد

الله بن الحسين الأزدي , قال الذهبي : " فيه شيء " . و قال الحافظ : " صدوق

يخطىء " .

( السلف ) : القرض الذي لا منفعة للمقرض فيه .

قلت : و مع هذا الفضيلة البالغة للقرض الحسن , فإنه يكادأن يزول من بيوع

المسلمين , لغلبة الجشع و التكالب على الدنيا على الكثيرين أو الأكثرين منهم ,

فإنك لا تكاد تجد فيهم من يقرضك شيئا إلا مقابل فائدة إلا نادرا , فإنك قليل ما

يتيسر لك تاجر يبيعك الحاجة بثمن واحد نقدا أو نسيئة , بل جمهورهم يطلبون منك

زيادة في بيع النسيئة , و هو المعروف اليوم ببيع التقسيط , مع كونها ربا في

صريح قوله صلى الله عليه وسلم : " من باع بيعتين في بيعة فله أوكسهما أو الربا

" . و قد فسره جماعة من السلف بأن المراد به بيع النسيئة , و منه بيع التقسيط ,

كما سيأتي بيانه عند تخريج الحديث برقم ( 2326 ) .

1554 " أمرت أن أبشر خديجة ببيت ( في الجنة ) من قصب لا صخب فيه و لا نصب " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 72 :

ورد من حديث جمع من الصحابة منهم # عبد الله بن جعفر -و هذا لفظه و عائشة

و أبي هريرة و عبد الله بن أبي أوفى # .

1 - أما حديث عبد الله بن جعفر فيرويه محمد بن إسحاق قال : فحدثني هشام بن عروة

ابن الزبير عن أبيه عروة عنه مرفوعا به . أخرجه أحمد ( 1 / 205 ) و الحاكم ( 3

/ 184 , 185 ) و الضياء في " المختارة " ( ق 128 / 1 ) و قال الحاكم : " صحيح

على شرط مسلم " . و وافقه الذهبي .

قلت : ابن إسحاق لم يحتج به مسلم , و إنما روى له متابعة , و هو حسن الحديث إن

كان حفظه بهذا الإسناد , فقد خالفه فيه جماعة فجعلوه من مسند عائشة , و هو

الآتي بعده .

2 - و أما حديث عائشة فيرويه عامر بن صالح بن عبد الله بن عروة بن الزبير حدثني

هشام بن عروة عن أبيه عنها مرفوعا دون قوله : " لا صخب ... " . أخرجه أحمد ( 6

/ 279 ) و عنه الحاكم ( 3 / 185 ) و كذا الخطيب في " التاريخ " ( 12 / 234 )

و لفظه عن أحمد : " أمرني ربي ... " . ثم أخرجه هو ( 6 / 58 و 202 ) و البخاري

( 3 / 13 و 4 / 116 و 477 ) و مسلم ( 7 / 133 ) و الترمذي ( 2 / 321 ) و الحاكم

( 3 / 186 ) من طرق أخرى عن هشام به , و زاد الترمذي و الحاكم : " لا صخب فيه و

لا نصب " . و قال : " حديث حسن " ! و قال الحاكم : " صحيح على شرط الشيخين "

و وافقه الذهبي .

3 - و أما حديث أبي هريرة فيرويه محمد بن فضيل عن عمارة عن أبي زرعة قال : سمعت

أبا هريرة قال : " أتى جبريل النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله هذه

خديجة قد أتتك معها إناء فيه إدام أو طعام أو شراب , فإذا هي أتتك فاقرأ عليها

السلام من ربها عز وجل و مني , و بشرهها ببيت ... " الحديث مثله بتمامه . أخرجه

البخاري ( 3 / 14 و 4 / 979 ) و مسلم أيضا و أحمد ( 2 / 230 ) و من طريقه

الحاكم أيضا و قال : " صحيح على شرط الشيخين , و لم يخرجاه " ! كذا قال و هو من

أوهامه الكثيرة التي تابعه عليها الذهبي في الاستدراك على الشيخين , و قد

أخرجاه !

4 - و أما حديث ابن أبي أوفى . فيرويه إسماعيل بن أبي خالد قال : " قلت لعبد

الله بن أبي أوفى : أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم بشر خديجة ببيت في الجنة

? قال : نعم بشرها ببيت ... " الحديث . أخرجه الشيخان و أحمد ( 4 / 355 و 356 و

357 و 381 ) .

( القصب ) هو هنا : الدر الرطب المرصع بالياقوت .

1555 " أمرني جبريل أن أقدم الأكابر " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 74 :

رواه أبو بكر الشافعي في " الفوائد " ( 9 / 97 / 1 ) : حدثنا أبو حفص عمر بن

موسى التوزي أخبرنا نعيم بن حماد أخبرنا ابن المبارك أخبرنا أسامة بن زيد عن

نافع عن # ابن عمر # مرفوعا به .

قلت : و هذا إسناد ضعيف , علته نعيم بن حماد فإنه ضعيف , و اتهمه بعضهم و بقية

رجاله ثقات معروفون غير التوزي بفتح المثناة من فوق و تشديد الواو . ترجمه

الخطيب ( 11 / 214 ) برواية اثنين آخرين عنه , و لم يذكر فيه جرحا . و لا

تعديلا . قال ابن قانع : مات سنة ( 284 ) . و قد توبع , فأخرجه أبو نعيم في

" الحلبة " ( 8 / 174 ) : حدثنا عبد الله بن جعفر حدثنا إسماعيل بن عبد الله

حدثنا نعيم بن حماد به إلا أنه قال : " أن أكبر " . و قال : " رواه عبد الله بن

المبارك و عبد الله بن وهب جميعا عن أسامة " .

قلت : و فيه إشعار بأن الحديث لم يتفرد به نعيم و لا ابن المبارك , إنما تفرد

به أسامة بن زيد . و هو حسن الحديث , إن كان الليثي مولاهم المدني , و أما إن

كان العدوي مولى عمر المدني فهو ضعيف , و كلاهما يروي عن نافع . و عنهما ابن

المبارك و ابن وهب فلم أدر أيهما المراد هنا . ثم وجدت لنعيم أكثر من تابع واحد

, فأخرجه أحمد ( 2 / 138 ) و البيهقي ( 1 / 40 ) من طريقين آخرين عن عبد الله

ابن المبارك به . و فيه بيان سبب وروده , و لفظه : " رأيت رسول الله صلى الله

عليه وسلم و هو يستن , فأعطاه أكبر القوم , ثم قال : " فذكره بلفظ " الحلية " .

و علقه البخاري في " صحيحه " ( 1 / 284 - فتح ) من طريق نعيم بن حماد . و ذكر

الحافظ أن أسامة هو ابن زيد الليثي المدني . و لا أدري ما مستنده في هذا ? و إن

تبعه عليه العلامة أحمد شاكر في تعليقه على المسند . نعم لعل ذلك إنما هو النظر

إلى جلالة الإمام عبد الله بن المبارك و علمه , فإنه لو كان يعني العدوي الضعيف

لبينه . أو لعل له عادة إذا روى عن الليثي الثقة أطلق و لم ينسبه , و إذا روى

عن الآخر الضعيف قيده فنسبه . و الله أعلم . و قد توبع عليه في الجملة . فأخرجه

البخاري تعليقا و البيهقي و غيره موصولا من طريق عفان حدثنا صخر بن جويرية عن

نافع عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " أراني أتسوك بسواك فجاءني

رجلان أحدها أكبر من الآخر . فناولت السواك الأصغر منهما , فقيل لي : كبر ,

فدفعته إلى الأكبر منهما " .

قلت : و هذا إسناد صحيح و هو بظاهره يدل على أن القضية وقعت مناما خلافا لرواية

أسامة . لكن الحافظ جمع بينهما فقال : " إن ذلك لما وقع في اليقظة أخبرهم رسول

الله صلى الله عليه وسلم بما رآه في النوم تنبيها على أن أمره بذلك بوحي متقدم

, فحفظ بعض الرواة لما لم يحفظ بعض .و يشهد لرواية ابن المبارك ما رواه أبو

داود بإسناد حسن عن عائشة قالت : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستن

و عنده رجلان فأوحي إليه : أن أعط السواك الأكبر " . قال ابن بطال : فيه تقديم

ذي السن في السواك , و يلتحق به الطعام و الشراب و المشي و الكلام . و قال

المهلب : هذا ما لم يترتب القوم في الجلوس . فإذا ترتبوا فالسنة حينئذ تقديم

الأيمن , و هو صحيح . و سيأتي الحديث فيه " .

قلت : و حديث أبي داود صحيح الإسناد عندي , كما بينته في " صحيح أبي داود " رقم

( 45 ) . و يشهد للحديث أيضا , ما أخرجه الشيخان و النسائي و غيرهم في حديث (

القسامة ) من رواية رافع بن خديج و سهل بن أبي حثمة قالا : " فذهب عبد الرحمن

ابن سهل - و كان أصغر القوم - يتكلم قبل صاحبيه . فقال له رسول الله صلى الله

عليه وسلم " كبر الكبر في السن " و في رواية للنسائي : " الكبر , ليبدأ الأكبر

, فتكلما " . يعني رافعا و سهلا .

قلت : فهذا خاص في الكلام , و حديث الترجمة و نحوه في السواك و أما في الشرب

فالسنة تقديم الأيمن كما تقدم عن المهلب , و الحديث الذي أشار سيأتي إن شاء

الله تعالى ( 1771 ) .

1556 " أمرت بالسواك حتى خفت على أسناني " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 77 :

أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 3 / 155 / 2 ) و عنه الضياء في

" المختارة " ( 61 / 249 / 1 ) من طريق الحسين بن سعد بن علي بن الحسين بن واقد

حدثني جدي علي بن الحسين حدثني أبي أخبرنا عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن

# ابن عباس # عن النبي صلى الله عليه وسلم به .

قلت : و هذا إسناد ضعيف , رجاله ثقات غير الحسين بن سعد بن علي ... فإني لم أجد

له ترجمة , مع أنهم ذكروه في الرواة عن جده علي بن الحسين . و عطاء بن السائب

كان اختلط . و من طريقه أخرجه الطبراني في " الأوسط " كما في " المجمع " ( 2 /

98 ) و أعله به فقط ! لكن للحديث شواهد يرتقي بها إلى درجة الصحة :

الأول : عن سهل بن سعد بلفظ : " ما زال جبريل يوصيني بالسواك حتى خفت على

أضراسي " . رواه الطبراني في " الكبير " و رجاله موثقون , و في بعضهم خلاف كما

قال الهيثمي . ثم رأيته في " الكبير " ( 6018 / 1 ) من طريق عبيد بن واقد أبي

عباد القيسي حدثنا أبو عبد الله الغفاري قال : سمعت سهل بن سعد مرفوعا بلفظ : "

أمرني جبريل بالسواك حتى ظننت أني سأدرد " . و عبيد ضعيف . و اللفظ الذي ذكره

الهيثمي لم أره في ترجمة سهل من " الكبير " .

و الثاني : عن عائشة مرفوعا بلفظ : " لزمت السواك حتى خشيت أن يدردني " .

" رواه الطبراني في " الأوسط " و رجاله رجال الصحيح " .

قلت : و هو كما قال , لكنه عنده ( 6670 ) من رواية عمرو بن أبي عمرو مولى

المطلب عن عائشة و ما أظن أنه سمع منها .

الثالث : عن أنس بن مالك مرفوعا : " أمرت بالسواك حتى خشيت أن أدرد , أو حتى

خشيت على لثتي " . رواه البزار ( ص 60 - زوائده ) من طريق عمران بن خالد الخياط

عن ثابت عنه . و عمران هذا هو الخزاعي و هو ضعيف كما قال أبو حاتم و غيره .

و روى أبو إسحاق السبيعي عن التميمي قال : سألت ابن عباس عن السواك ? فقال :

" ما زال النبي صلى الله عليه وسلم يأمرنا به حتى خشينا أن ينزل عليه فيه " .

أخرجه أحمد ( 1 / 285 و 339 - 340 ) و البيهقي ( 1 / 35 ) عن شعبة و سفيان عنه

. و التميمي هذا - و اسمه أربد - مجهول . و تابعهما شريك بن عبد الله عن أبي

إسحاق بلفظ : " أمرت بالسواك حتى ظننت أو حسبت أن سينزل فيه القرآن " . أخرجه

أحمد ( 1 / 237 و 307 و 315 و 337 ) . و شريك سيء الحفظ . و يشهد له حديث ليث

عن أبي بردة عن أبي مليح بن أسامة عن واثلة بن الأسقع قال : قال رسول الله صلى

الله عليه وسلم : " أمرت بالسواك حتى خشيت أن يكتب علي " . أخرجه أحمد ( 3 /

490 ) .

قلت : و هذا إسناد حسن في الشواهد رجاله كلهم ثقات غير ليث و هو ابن أبي سليم ,

و هو ضعيف لاختلاطه .

( يدردني ) : أي يسقط أسناني .

1557 " امشوا أمامي , و خلوا ظهري للملائكة " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 79 :

أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 7 / 117 ) من طريق عبد العزيز بن أبان حدثنا

سفيان عن الأسود بن قيس العبدي عن نبيح أبي عمرو عن # جابر # قال : خرج رسول

الله صلى الله عليه وسلم فقال لأصحابه : فذكره , و قال : " مما كتبته عاليا من

حديث الثوري إلا من هذا الوجه " .

قلت : و ابن أبان هذا متروك , و كذبه بن معين و غيره كما في " التقريب " .

و قد خولف في متنه , فقال قبيصة بن عقبة : حدثنا سفيان به بلفظ : " كان رسول

الله صلى الله عليه وسلم إذا خرج من بيته مشينا قدامه و تركنا خلفه للملائكة "

. أخرجه الحاكم ( 4 / 281 ) .

قلت : و قبيصة بن عقبة صدوق ربما خالف كما في " التقريب " و احتج به الشيخان

فالإسناد صحيح . و تابعه وكيع عن سفيان به . أخرجه ابن حبان ( 2099 ) .

و تابعه أبو عوانة حدثنا الأسود بن قيس به أتم منه في قصة صنع جابر رضي الله

عنه الطعام لرسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " ... فلما فرغ قام , و قام

أصحابه فخرجوا بين يديه , و كان يقول : خلوا ظهري للملائكة .... " . أخرجه أحمد

( 3 / 397 - 398 ) و الدارمي ( 1 / 23 - 25 ) .

قلت : و هذا إسناد صحيح , و هو شاهد قوي للروايتين المتقدمتين , و هو يدل على

صحة كل منهما , و يجمع بينهما , و يدل على أن مشيهم بين يديه و تركهم ظهره صلى

الله عليه وسلم إنما كان بأمره صلى الله عليه وسلم . لكن يشكل على هذا رواية

شعبة عن الأسود بن قيس به مرفوعا بلفظ : " لا تمشوا بين يدي , و لا خلفي , فإن

هذا مقام الملائكة " . أخرجه الحاكم ( 4 / 281 ) و قال : " صحيح على شرط

الشيخين " .كذا قال ! و في " تلخيص الذهبي " : " صحيح الإسناد " و هو الأقرب

, فإن نبيحا هذا ليس من رجال الشيخين , و قد وثقه جماعة , و من دونه كلهم ثقات

. فقد زاد النهي عن المشي بين يديه أيضا , و هم كانوا يمشون بين يديه كما سبق ,

فإما أن يقال : إن النهي كان بعد , و إما أن يقال : إنها زيادة شاذة . و لعل

هذا أقرب . و الله أعلم .

1558 " أمط الأذى عن الطريق , فإنه لك صدقة " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 80 :

رواه ابن سعد ( 4 / 299 ) و البخاري في " الأدب المفرد " ( 228 ) و ابن نصر في

" الصلاة " ( 222 / 1 و 224 / 1 ) و أحمد ( 4 / 422 و 423 ) عن أبي الوازع و هو

جابر بن عمر عن # أبي برزة الأسلمي # قال : قلت : يا رسول الله مرني بعمل أعمله

. قال : فذكره .

قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط مسلم , و قد أخرجه في " صحيحه " ( 8 / 34 ) دون

قوله : " فإنه لك صدقة " . و كذلك هو في " الأدب " و رواية لأحمد . و كذلك رواه

القضاعي ( 63 / 1 ) بإسناد ضعيف عن أنس مرفوعا . و لفظ مسلم : " اعزل ... " .

و هو رواية لأحمد .

1559 " امسحوا على الخفاف ( ثلاثة أيام ) . يعني في السفر " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 81 :

أخرجه أحمد ( 5 / 213 ) و الطبراني في " المعجم الكبير " ( رقم - 3755 ) من طرق

عن عبد العزيز بن عبد الصمد العمي أخبرنا منصور عن إبراهيم التيمي عن عمرو بن

ميمون الأودي عن أبي عبد الله الجدلي عن # خزيمة بن ثابت الأنصاري # أن رسول

الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره . و زاد " لو استزدناه لزادنا " . و تابعه

جرير عن منصور به .أخرجه الطبراني ( 3757 ) و ابن حبان ( 183 ) , و الزيادة

لهما .

قلت : هكذا وقع في هذه الرواية لم يقيد بالمسافر , و قد جوده سفيان بن عيينة

فقال : عن منصور به , و لفظه : " سألنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المسح

على الخفين ? فرخص للمسافر ثلاثة أيام و لياليهن , و المقيم يوما و ليلة ".

أخرجه أحمد ( 5 / 213 ) و الطبراني ( 3754 ) . و هذا إسناد صحيح . و الحديث

أخرجه أبو داود و غيره من أصحاب السنن و أحمد و الطبراني و غيرهما من طرق أخرى

عديدة عن إبراهيم به . و منهم من لم يذكر فيه عمرو بن ميمون الأودي .و صححه

ابن حبان ( 181 و 182 ) و ابن الجارود في " المنتقى " ( 86 ) , و انظر " صحيح

أبي داود " ( 145 ) .

1560 " املك يدك , و في رواية : لا تبسط يدك إلا إلى خير " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 82 :

أخرجه البخاري في " التاريخ " ( 1 / 1 / 444 ) و الطبراني في " الكبير " ( رقم

- 818 ) من طريق صدقة بن عبد الله الدمشقي عن عبد الله بن علي عن سليمان بن

حبيب أخبرني # أسود بن أصرم المحاربي # : " قلت : يا رسول الله أوصني , قال :

" فذكره . و قال البخاري : " و في إسناده نظر " .

قلت : و وجهه أن صدقة هذا و هو أبو معاوية السمين ضعيف . لكنه لم يتفرد به فقد

أخرجه الطبراني ( 817 ) من طريقين عن أبي المعافى محمد بن وهب بن أبي كريمة

الحراني أخبرنا محمد بن سلمة عن أبي عبد الرحيم عن عبد الوهاب بن بخت عن سليمان

ابن حبيب المحاربي عن أسود بن أصرم المحاربي : " أنه قدم بإبل له سمان إلى

المدينة في زمن قحل , و جدوب من الأرض , فلما رآها أهل المدينة عجبوا من سمنها

, فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم , فأرسل إليها رسول الله صلى الله

عليه وسلم , فأتى بها , فخرج إليها , فنظر إليها , فقال : لم جلبت إبلك هذه ?

قال : أردت بها خادما , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من عنده خادم ?

فقال عثمان بن عفان رضي الله عنه : عندي يا رسول الله , قال : فأت بها , فجاء

بها عثمان , فلما رآها أسود , قال : مثلها أريد , فقال : عندك فخذها , فأخذها

أسود , و قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم إبله . فقال أسود : يا رسول الله

أوصني , قال : هل تملك لسانك ? قال : فما أملك إذا لم أملكه ? قال : أفتملك يدك

? قال : فما أملك إذا لم أملك يدي ? قال : " فلا تقل بلسانك إلا معروفا و لا

تبسط يدك إلا إلى خير " .

قلت : و هذا إسناد صحيح , رجاله كلهم ثقات . و أبو عبد الرحيم اسمه خالد بن أبي

يزيد الحراني و هو خال محمد بن سلمة الحراني .

1561 " إن أبيتم إلا أن تجلسوا فاهدوا السبيل و ردوا السلام و أعينوا المظلوم " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 83 :

أخرجه أحمد ( 4 / 282 و 291 و 293 ) و الطحاوي في " مشكل الآثار " ( 1 / 60 )

و ابن حبان ( 1953 ) من طريق إسرائيل عن أبي إسحاق عن # البراء # قال : " مر

رسول الله صلى الله عليه وسلم على مجلس من الأنصار , فقال : " فذكره . ثم أخرجه

أحمد ( 4 / 282 و 291 و 301 ) و الدارمي ( 2 / 282 ) و الترمذي ( 2 / 121 )

و الطحاوي أيضا ( 1 / 59 ) من طريق شعبة به إلا أن شعبة قال : " و لم يسمعه

أبو إسحاق من البراء " .

قلت : و هذا من الأدلة الكثيرة على أن أبا إسحاق - و هو السبيعي - كان مدلسا ,

و لذلك جرينا في تحقيقاتنا على عدم الاحتجاج بما لم يصرح به في التحديث , على

أن فيه علة أخرى , و هي اختلاطه , لكن شعبة روى عنه قبل الاختلاط و مع الانقطاع

المذكور , فقد قال الترمذي عقبه : " حديث حسن غريب " ! لكن الحديث صحيح , فقد

أخرجه الشيخان , و البخاري في " الأدب المفرد " ( 1150 ) و أحمد ( 3 / 36 ) من

حديث أبي سعيد الخدري نحوه , و فيه من الخصال الثلاث قوله : " وردوا السلام " .

و كذلك أخرجه في " الأدب " ( 1149 ) من حديث أبي هريرة . و سنده صحيح على شرط

مسلم . و أخرجه ابن حبان ( 1954 ) من طريق أخرى عنه , و فيه الخصلة الأولى بلفظ

: " إرشاد السبيل " . و سنده حسن .و أخرجه الطحاوي من حديث عمر بن الخطاب

نحوه و فيه الخصلتان : " أن ترد السلام , .... و تهدي الضال و تعين الملهوف " .

و هذه الجملة الأخيرة بمعنى الخصلة الثالثة : " و أعينوا المظلوم " . كما هو

ظاهر . و سنده حسن , رجاله ثقات غير عبد الله بن سنان الهروي , لم يذكر فيه ابن

أبي حاتم ( 2 / 2 / 68 ) جرحا و لا تعديلا . و قد روى عنه جمع من الثقات .

و إعانة المظلوم من الأمور السبعة التي جاء الأمر بها في حديث البراء الآخر في

" الصحيحين " و غيرهما .

1562 " إن شئتم أنبأتكم عن الإمارة و ما هي ? أولها ملامة و ثانيها ندامة و ثالثها

عذاب يوم القيامة , إلا من عدل , فكيف يعدل مع أقربيه ? " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 84 :

أخرجه البزار ( رقم 1597 ) و الطبراني في " الأوسط " ( رقم - 6891 ) عن هشام بن

عمار حدثنا صدقة عن زيد بن واقد عن بسر بن عبيد الله عن يزيد بن الأصم عن # عوف

ابن مالك # عن النبي صلى الله عليه وسلم . و قال الطبراني : " لا يروى عن عوف

إلا بهذا الإسناد , تفرد به زيد " .

قلت : و هو ثقة من رجال البخاري , و كذا من فوقه و من دونه , لكن هشام بن عمار

فيه كلام , قال الحافظ : " صدوق مقرىء , كبر فصار يتلقن , فحديثه القديم أصح "

. لكن في كلام الطبراني المتقدم ما يشعر أنه لم يتفرد به , و الله أعلم .

و قال المنذري في " الترغيب " ( 3 / 132 ) : " رواه البزار و الطبراني في

" الكبير " و رواته رواة الصحيح " . و قال في " المجمع " ( 5 / 200 ) : " رواه

البزار و الطبراني في " الكبير " و " الأوسط " باختصار , و رجال " الكبير "

رجال الصحيح " . كذا قال , و هو يشعر أن رجال البزار و " الأوسط " ليسوا من

رجال الصحيح , و هو خلاف الواقع ! فالصواب أن يقال : " و رجالهم جميعا رجال

الصحيح " . و للحديث شاهد يرويه محمد بن أبان الواسطي أخبرنا شريك عن عبد الله

ابن عيسى عن أبي صالح عن أبي هريرة - قال شريك : لا أدري رفعه أم لا ? - قال :

" الإمارة أولها ندامة و أوسطها غرامة و آخرها عذاب يوم القيامة " . أخرجه

الطبراني في " الأوسط " و قال : " لم يروه عن عبد الله إلا شريك , تفرد به محمد

ابن أبان " .

قلت : و هو صدوق تكلم فيه الأزدي , لكن شيخه شريك و هو ابن عبد الله القاضي

ضعيف لسوء حفظه , قال الحافظ : " صدوق يخطىء كثيرا , تغير حفظه منذ ولي القضاء

بالكوفة " .

قلت : فقول المنذري : " رواه الطبراني بإسناد حسن " فهو غير حسن , و مثله قول

الهيثمي : " رواه الطبراني في " الأوسط " و رجاله ثقات " .

1563 " إن الله ليطلع في ليلة النصف من شعبان , فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن

" .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 86 :

أخرجه ابن ماجة ( 1 / 422 ) من طريق ابن لهيعة عن الضحاك بن أيمن عن الضحاك بن

عبد الرحمن بن عرزب عن # أبي موسى الأشعري # عن رسول الله صلى الله عليه وسلم

قال : فذكره .

قلت : و هذا إسناد ضعيف , لضعف ابن لهيعة , و شيخه الضحاك بن أيمن مجهول , كما

في " التقريب " . و أعله السندي بأن ابن عرزب لم يلق أبا موسى . قاله المنذري .

قلت : و إعلال السند بما ذكرنا أولى من إعلاله بالانقطاع لأن هذا لم أجد من

ادعاه غير المنذري , و لم يذكر في " التهذيب " أن ابن عرزب لم يلق أبا موسى ,

بل ذكر أنه روى عنه . و سكت , ففيه إشارة إلى أن روايته عنه موصولة , فالعلة ما

ذكرنا , و الله أعلم .

ثم استدركت فقلت : لعل عمدة المنذري فيما ذهب إليه من الانقطاع هو الرواية

الأخرى عند ابن ماجة و ابن أبي عاصم في " السنة " ( رقم 510 - تحقيقي ) من طريق

ابن لهيعة عن الزبير بن سليم عن الضحاك بن عبد الرحمن عن أبيه قال : سمعت أبا

موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه . و هذا مما يدل على ضعف ابن لهيعة و

عدم ضبطه , فقد اضطرب في روايته هذا الحديث على وجوه أربعة , هذان اثنان منها .

و الثالث : قال : حدثنا حيي بن عبد الله عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن عبد الله

ابن عمرو مرفوعا به إلا أنه قال : " إلا لاثنين : مشاحن و قاتل نفس " . أخرجه

أحمد ( رقم 6642 ) , و قال المنذري ( 3 / 283 ) : " إسناده لين " . و نحوه قول

الهيثمي في ابن لهيعة ( 8 / 65 ) : " لين الحديث " .

و الرابع : قال : عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم عن عبادة بن نسي عن كثير بن

مرة عن عوف بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم , فذكره باللفظ

الأول . أخرجه البزار في " مسنده " ( ص 245 - زوائده ) و قال الهيثمي :

" إسناد ضعيف " . و مما يشهد للحديث ما أخرجه ابن أبي عاصم في " السنة " ( رقم

512 - تحقيقي ) : حدثنا هشام بن خالد حدثنا أبو خليد عتبة بن حماد عن الأوزاعي

و ابن ثوبان ( عن أبيه ) عن مكحول عن مالك بن يخامر عن معاذ بن جبل مرفوعا به .

و أخرجه ابن حبان في " صحيحه " ( 1980 ) و محمد بن سليمان الربعي في " جزء من

حديثه " ( 217 / 1 و 218 / 1 ) و غيرهم , و هو خير أسانيده و طرقه , و قد سبق

ذكرها و الكلام عليها مفصلا برقم ( 1144 ) و إنما أعدت الكلام على الحديث هنا

لزيادة في التخريج و التحقيق على ما تقدم هناك . و الله ولي التوفيق .

( المشرك ) : كل من أشرك مع الله شيئا في ذاته تعالى , أو في صفاته , أو في

عبادته .

( المشاحن ) قال ابن الأثير : " هو المعادي , و الشحناء , العداوة , و التشاحن

تفاعل منه , و قال الأوزاعي : أراد بالمشاحن ها هنا صاحب البدعة المفارق لجماعة

الأمة " .

1564 " إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوه بيده , أوشك أن يعمهم الله بعقاب منه "

.

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 88 :

أخرجه أحمد ( رقم 1 و 16 و 29 و 53 ) و أبو داود ( 2 / 217 ) و الترمذي ( 2 /

25 و 177 ) و ابن ماجة ( 2 / 484 ) و الطحاوي في " مشكل الآثار " ( 2 / 62 - 64

) و الضياء في " الأحاديث المختارة " ( رقم 54 - 58 بتحقيقي ) و غيرهم من طرق

عديدة عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن # أبي بكر الصديق # أنه

قال : أيها الناس ! إنكم تقرؤون هذه الآية *( يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم

لا يضركم من ضل إذ اهتديتم )* و إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :

فذكره . و قال الترمذي و اللفظ له : " هذا حديث حسن صحيح " , و ذكر أن الرواة

اختلفوا في رفعه و وقفه , يعني على إسماعيل , و الراجح عندي الرفع لما يأتي

بيانه , و لذلك صححه الإمام النووي في " رياض الصالحين " ( رقم 202 - بتحقيقي )

و راجع له الفائدة الثانية من مقدمتي عليه ( ص : ي و ل ) . و قال الحافظ بن

كثير في" التفسير " ( 2 / 109 ) : " و قد روى هذا الحديث أصحاب السنن الأربعة

و ابن حبان في " صحيحه " و غيرهم من طرق كثيرة عن جماعة كثيرة عن إسماعيل بن

أبي خالد به متصلا مرفوعا , و منهم من رواه عنه موقوفا على الصديق , و قد رجح

وقفه الدارقطني و غيره " .

قلت : و في هذا الكلام ملاحظتان :

الأولى : عزوه الحديث للنسائي بعموم قوله : الأربعة , و قد صرح بعزوه إليه

المنذري في " الترغيب " ( 3 / 170 ) و النووي و غيرهم , و لم أره في " السنن

الصغرى " للنسائي , و لا عزاه إليه الشيخ النابلسي في " ذخائر المواريث " و لا

السيوطي في " الجامع الصغير " , فالظاهر أنه في " السنن الكبرى " له , و يؤيده

أن المناوي ذكر أنه في " التفسير " للنسائي و " التفسير " إنما هو في " الكبرى

" له , و هو في ذلك تابع للحافظ المزي في " تحفة الأشراف " ( 5 / 303 ) .

و الأخرى : جزمه بأن الدارقطني رجح وقفه , فقد نقل كلامه الضياء المقدسي في آخر

الحديث , و خلاصته أن الثقات اختلفوا على إسماعيل , فمنهم من رفعه , و منهم من

أوقفه , ثم ذكر أسماء إلى رفعوه , فبلغ عددهم اثنين و عشرين شخصا و عدد الذين

أوقفوه أربعة فقط ! قال الدارقطني : و جميع رواة هذا الحديث ثقات , و يشبه أن

يكون قيس بن أبي حازم كان ينشط في الرواية مرة فيرفعه , و مرة يجبن عنه فيوقفه

على أبي بكر " . فأنت ترى أنه لم يرجح الموقوف بل ظاهر به كلامه أنه إلى

الترجيح المرفوع أميل , و هو الصواب لأن الذين رفعوه أكثر من الذين أوقفوه

أضعافا مضاعفة كما رأيت . لاسيما و قد أفاد الحافظ المزي أنه رواه عمران بن

عيينة عن بيان بن بشر عن قيس نحوه . و هذه متابعة قوية , فإن بيان بن بشر ثقة

ثبت , فقد وافق إسماعيل على رفعه , فدل على أن أصل الحديث عنده مرفوع و إن كان

أوقفه أحيانا للسبب الذي ذكره الدارقطني أو غيره . و عمران بن عيينة صدوق له

أوهام , و مثله و إن كان لا يحتج به , فلا أقل من أن يستشهد به . نعم رواه شعبة

عن الحكم عن قيس بن أبي حازم عن أبي بكر موقوفا عليه . و الحكم و هو ابن عتيبة

و إن كان ثقة ثبتا مثل إسماعيل بن أبي خالد , فهو دونه من ناحيتين :

الأولى : أنه ربما دلس كما في " التقريب " .

و الأخرى : أنه لم يتابع على وقفه , بخلاف إسماعيل فإنه قد توبع على رفعه كما

تقدم . فهو الأرجح حتما إن شاء الله تعالى .

1565 " إن أنتم قدرتم عليه فاقتلوه و لا تحرقوه بالنار , فإنما يعذب بالنار رب النار

" .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 90 :

أخرجه أبو داود ( 1 / 417 ) و أحمد ( 3 / 494 ) من طريق المغيرة بن عبد الرحمن

الحزامي عن أبي الزناد حدثني # محمد بن حمزة الأسلمي عن أبيه # مرفوعا به نحوه

. قلت : و هذا إسناد صحيح , رجاله كلهم ثقات رجال مسلم , و في محمد بن حمزة

الأسلمي كلام لا يضر , على أنه قد توبع , فأخرجه أحمد أيضا من طريق زياد بن سعد

أن أبا الزناد أخبره قال : أخبرني حنظلة بن علي عن حمزة بن عمرو الأسلمي صاحب

النبي صلى الله عليه وسلم حدثه : " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه

و رهطا معه إلى رجل من عذرة , فقال : " إن قدرتم على فلانا فأحرقوه بالنار " ,

فانطلقوا حتى إذا تواروا منه نادهم أو أرسل في أثرهم , فردهم ثم قال : " فذكره

. قلت : و هذا إسناد جيد , و هو على شرط مسلم . و للحديث شاهد من حديث أبي

هريرة قال : بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعث فقال : " إن وجدتم

فلانا و فلانا فأحرقوهما بالنار " . ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين

أردنا الخروج : " إني أمرتكم أن تحرقوا فلانا و فلانا , و إن النار لا يعذب بها

إلا الله , فإن وجدتموهما فاقتلوهما " . أخرجه البخاري ( 6 / 112 - 113 - فتح )

و أبو داود و الترمذي ( 2 / 387 - تحفة ) و أحمد ( 2 / 307 و 338 و 453 ) من

طريق سليمان بن يسار عنه , و قال الترمذي : " حديث حسن صحيح " .و للحديث

شاهدان آخران تقدما برقم ( 487 و 488 ) .

1566 " أفضل الصلوات عند الله صلاة الصبح يوم الجمعة في جماعة " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 91 :

أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 7 / 207 ) : حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا محمد

ابن يحيى حدثنا خالد بن الحارث حدثنا شعبة عن يعلى بن عطاء عن الوليد بن عبد

الرحمن أن # ابن عمر # قال لحمران بن أبان : ما منعك أن تصلي في جماعة ? قال :

قد صليت يوم الجمعة في جماعة الصبح , قال : أو ما بلغك أن النبي صلى الله عليه

وسلم قال : فذكره , و قال : " تفرد به خالد مرفوعا , و رواه غندر موقوفا " .

قلت : خالد بن الحارث و هو الهجيمي أبو عثمان البصري ثقة ثبت احتج به الشيخان

كما في " التقريب " , فزيادته مقبولة , فرواية غندر موقوفا لا يعله , لاسيما

و هو في حكم المرفوع لأنه لا يقال بمجرد الرأي . و سائر الرواة ثقات كلهم من

رجال مسلم غير محمد بن يحيى و هو ابن منده أبو عبد الله الأصبهاني , و هو ثقة

حافظ له ترجمة في " أخبار أصبهان " ( 2 / 222 - 224 ) و ساق له بعض الأحاديث عن

هذا الشيخ عنه . و له ترجمة في " تذكرة الحفاظ " أيضا . و عبد الله بن محمد هو

ابن جعفر بن حيان أبو محمد الحافظ الثقة المشهور بـ " أبي الشيخ " , ترجمه أبو

نعيم أيضا ( 2 / 90 ) , فالإسناد صحيح . و لقد أخطأ في هذا الحديث رجلان :

السيوطي ثم المناوي , فضعفاه , فقال في " فيض القدير " : " أشار المصنف لضعفه ,

و ذلك لأن فيه الوليد بن عبد الرحمن , أورده الذهبي في " الضعفاء " , و قال ابن

معين : ليس بشيء " .

قلت : الوليد بن عبد الرحمن هذا الذي ضعفه ابن معين ثم الذهبي , ليس هو صاحب

هذا الحديث , فإنه شيخ لمعتمر بن سليمان كما صرح الذهبي في " الضعفاء " ( ق 218

/ 1 ) تبعا لابن أبي حاتم ( 4 / 2 / 9 - 10 ) و قال عن أبيه : " مجهول " .

قلت : و معتمر بن سليمان من الطبقة التاسعة عند الحافظ , و جل روايته عن أتباع

التابعين , مات سنة ( 187 ) , فيبعد على الغالب أن يكون الوليد بن عبد الرحمن

صاحب هذا الحديث هو هذا المضعف . و الصواب أنه الوليد بن عبد الرحمن الجرشي

الحمصي , فإنهم ذكروا في ترجمته أنه روى عن ابن عمر و أبي هريرة و .. و عنه

يعلى بن عطاء و ... , فهو هذا قطعا , و هو ثقة من رجال مسلم كما سبقت الإشارة

إليه من قبل , فصح الحديث و الحمد لله , بعد أن كدنا أن نتورط بتضعيف من ذكرنا

إياه قبل أن نقف على إسناده في " الحلية " , فالحمد لله الذي بنعمته تتم

الصالحات . و قد وقفت له على شاهد , و لكنه ضعيف جدا , أذكره للمعرفة لا

للاستشهاد , يرويه عبيد الله بن زحر عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة عن

أبي عبيدة بن الجراح عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن أفضل الصلاة صلاة

الصبح يوم الجمعة في جماعة , ما أحسب من شهدها منكم إلا مغفورا له " . أخرجه

البزار ( رقم 621 - كشف الأستار ) و قال : " تفرد به أبو عبيدة فيما أعلم " .

قلت : لعله يعني بهذا التمام , و إلا فقد رواه ابن عمر كما سبق . و أعله

الهيثمي في "مجمع الزوائد " ( 2 / 168 ) بقوله : " عبيد الله بن زحر و علي بن

يزيد ضعيفان " . لكنه عزاه للطبراني أيضا في " الكبير " و " الأوسط " , و هو في

" الكبير " برقم ( 366 ) .

1567 " إن كنت صائما فصم أيام الغر . يعني الأيام البيض " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 93 :

أخرجه النسائي ( 1 / 328 ) و ابن حبان ( 945 ) و أحمد ( 2 / 336 و 346 ) عن أبي

عوانة عن عبد الملك بن عمير عن موسى بن طلحة عن # أبي هريرة # قال : " جاء

أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بأرنب قد شواها , و جاء معها بأدمها

فوضعها بين يديه , فأمسك رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يأكل , و أمسك

أصحابه فلم يأكلوا , و أمسك الأعرابي , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

" ما يمنعك أن تأكل ? " قال : إني أصوم ثلاثة أيام من الشهر , قال : " فذكره .

قلت : و هذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير أن عبد الملك بن عمير قال

الحافظ في " التقريب " : " ثقة فقيه , تغير حفظه , و ربما دلس " . و قد خالفه

يحيى بن سام فقال : عن موسى بن طلحة عن أبي ذر قال : " أمرنا رسول الله صلى

الله عليه وسلم أن نصوم من الشهر ثلاثة أيام البيض : ثلاث عشرة , و أربع عشرة ,

و خمس عشرة " . أخرجه النسائي ( 1 / 328 - 329 ) و ابن حبان ( 943 ) و البيهقي

في " السنن " ( 4 / 294 ) و أحمد ( 5 / 152 و 177 ) . و يحيى بن سام مقبول عند

الحافظ . و قال أحمد ( 5 / 150 ) : حدثنا سفيان حدثنا اثنان عن موسى بن طلحة و

محمد بن عبد الرحمن و حكيم بن جبير عن ابن الحوتكية عن أبي ذر أنه قال : فذكره

نحوه . و في رواية له : حدثنا سفيان قال : سمعنا من اثنين و ثلاثة : حدثنا حكيم

ابن جبير عن موسى بن طلحة . و كذا رواه النسائي و قد ساق بعده وجوها أخرى من

الاختلاف على موسى بن طلحة , و قد ذكر بعضه ابن أبي حاتم في " العلل " ( 1 /

267 ) ثم لم يذكر ما هو الراجح منه عنده ! لكن للحديث شاهد قوي من رواية همام

قال : حدثنا أنس بن سيرين قال : حدثني عبد الملك بن قدامة بن ملحان عن أبيه قال

: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا بصوم أيام الليالي الغر البيض :

ثلاث عشرة , و أربع عشرة , و خمس عشرة " . أخرجه النسائي و البيهقي عن أنس بن

سيرين به . و كذا رواه أحمد ( 5 / 27 ) لكن عبد الملك هذا فيه جهالة , و يقال

في أبيه : قتادة بن ملحان . و أخرجه ابن حبان ( 946 ) من طريق شعبة : حدثني أنس

ابن سيرين سمعت عبد الملك بن المنهال بن ملحان عن أبيه به نحوه . و كذا رواه

أحمد ( 5 / 28 ) إلا أنه لم يقل : " ابن ملحان " و كذلك رواه البيهقي و قال :

" و روينا عن يحيى بن معين أنه قال : هذا خطأ , إنما هو عبد الملك بن قتادة بن

ملحان القيسي " . يعني كما في رواية أحمد المتقدمة .

و جملة القول أن الحديث بمجموع هذه الطرق حسن على أقل الدرجات . و الله أعلم .

( تنبيه ) : في رواية أحمد : " و منها صنابها و أدمها " . قال في " النهاية " :

" الصناب : الخردل المعمول بالزيت , و هو صباغ يؤتدم به " .

1568 " إن كنت عبد الله فارفع إزارك " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 95 :

أخرجه أحمد ( 2 / 141 ) : حدثنا محمد بن عبد الرحمن الطفاوي حدثنا أيوب عن زيد

ابن أسلم عن # ابن عمر # قال : " دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم , و علي

إزار يتقعقع , فقال : من هذا ? قلت : عبد الله بن عمر , قال : إن كنت عبد الله

فارفع إزارك , فرفعت إزاري إلى نصف الساقين , فلم تزل إزرته حتى مات " . ثم

أخرجه ( 2 / 147 ) : حدثنا عبد الرزاق أنبأنا معمر عن زيد بن أسلم به .

قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين . و قال الهيثمي ( 5 / 123 ) : " رواه

أحمد و الطبراني في " الأوسط " بإسنادين , و أحد إسنادي أحمد رجاله رجال الصحيح

" . كذا قال , و حقه أن يقول : و رجال إسناديه رجال الصحيح , فإن الطفاوي في

الإسناد الأول من رجال البخاري ! و سائره و كذا جميع رجال الإسناد الثاني

رجال الشيخين .

قلت : و في الحديث دلالة ظاهرة على أنه يجب على المسلم أن لا يطيل إزاره إلى ما

دون الكعبين , بل يرفعه إلى ما فوقهما , و إن كان لا يقصد الخيلاء , ففيه رد

واضح على بعض المشايخ الذين يطيلون ذيول جببهم حتى تكاد أن تمس الأرض , و

يزعمون أنهم لا يفعلون ذلك خيلاء ! فهلا تركوه اتباعا لأمر رسول الله صلى الله

عليه وسلم بذلك لابن عمر , أم هم أصفى قلبا من ابن عمر ? !

1569 " أنا ابن العواتك " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 96 :

رواه البيهقي في " دلائل النبوة " ( ج 1 باب نبوآت النبي صلى الله عليه وسلم )

من طريق محمد بن الصباح قال : حدثنا هشيم عن يحيى بن سعيد عن عمرو بن سعيد بن

العاص قال : أنبأنا # سيابة # : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم حنين

: فذكره . و تابعه عمر بن عوف الواسطي حدثنا هشيم أنبأ يحيى بن سعيد به . أخرجه

الطبراني في " المعجم الكبير " ( 6724 ) و قال الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 8

/ 219 ) : " و رجاله رجال الصحيح " . و قد قيل : عن هشيم عن يحيى بن سعيد عن

عمرو بن سعيد بن العاص . ثم رواه من طريق أبي عوانة عن قتادة به مرفوعا . قال

قتيبة بن سعيد : " كان للنبي صلى الله عليه وسلم ثلاث جدات من سليم اسمهن عاتكة

, فكان إذا افتخر قال : أنا ابن العواتك " . قال البيهقي : بلغني أن إحداهن أم

عدنان , و الأخرى أم هاشم , و الثالثة جدته من قبل زهرة " . و رواه ابن وهب في

" الجامع " ( 1 ) عن عقيل عن ابن شهاب مرفوعا و زاد : " من سليم " .

قلت : و قد وجدت له شاهدا بلفظ : " خذها و أنا ابن العواتك " . رواه ابن عساكر

( 15 / 128 / 1 ) عن إسحاق بن زيد حدثنا محمد بن المبارك حدثنا يحيى بن حمزة

حدثنا العلاء بن الحارث عن مكحول عن جابر قال : لا ألوم أحد ينتهى عند خصلتين ,

عند إجرائه فرسه , و عند قتاله , و ذلك أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم

أجرى فرسه فسبق , فقال : " إنه لبحر ! " و رأيته يوما يضرب بسيفه في سبيل الله

فقال : فذكره , انتمى إلى جداته من بني سليم .

قلت : و هذا إسناد رجاله ثقات غير إسحاق بن زيد و هو الخطابي الحراني , ترجمه

ابن أبي حاتم ( 1 / 1 / 220 ) بروايته عن جمع , و قال : " سمع منه أبي بحران "

. و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . و بالجملة فالحديث بهذه الطرق حسن على أقل

الدرجات .

1570 " أنا أول من يأخذ بحلقة باب الجنة فأقعقعها " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 97 :

أخرجه الترمذي ( 4 / 140 ) و الدارمي ( 1 / 27 ) من طريق سفيان بن عيينة عن ابن

جدعان عن # أنس # مرفوعا . و قال الترمذي : " حديث حسن " . و خالفه حماد بن

سلمة فقال : عن علي بن زيد عن أبي نضرة قال : " خطبنا ابن عباس على منبر البصرة

فقال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .... " .

قلت : فذكر حديث الشفاعة بطوله و فيه : " ثم آتى باب الجنة , فآخذ بحلقة باب

الجنة , فأقرع الباب .. " . أخرجه أحمد ( 1 / 281 - 282 و 295 - 296 ) . و علي

ابن زيد هو ابن جدعان و هو ضعيف . و لهذا القدر من حديثه شاهد من طريق أخرى عن

زمعة عن سلمة عن ابن عباس مرفوعا بلفظ : " .... و أنا أول من يحرك بحلق الجنة

و لا فخر .... " . أخرجه الدارمي ( 1 / 26 ) و الديلمي ( 1 / 2 / 308 ) .

و هذا إسناد لا بأس به في الشواهد , فإن زمعة ضعيف قرنه مسلم بغيره , و سلمة

و هو ابن وهرام مثله أو أحسن حالا منه , و لعل الترمذي حسنة من أجل هذا الشاهد

. و الله أعلم .

( تنبيه ) حديث الترجمة عزاه السيوطي للترمذي و أحمد , و لم أره في " المسند "

بهذا اللفظ و إنما رواه فيه ( 3 / 144 و 247 - 248 ) من طريقين آخرين و الدارمي

( 1 / 27 - 28 ) من أحدهما عن أنس في حديثه الطويل في الشفاعة , و فيه :

" فآتي باب الجنة , فآخذ بحلقة الباب , فأستفتح .... " . و أخرجه مسلم ( 1 /

130 ) من طريق أخرى عن أنس مختصرا بلفظ : " أنا أكثر الأنبياء تبعا يوم القيامة

و أنا أول من يقرع باب الجنة " . و كذا أخرجه أبو عوانة في " صحيحه " ( 1 / 109

) . و في رواية لهما : " أنا أول الناس يشفع في الجنة , و أنا أكثر الأنبياء

تبعا " . و أخرجه الخطيب في "الفوائد " رقم ( 12 - نسختي ) . و في أخرى لهما :

" أنا أول شفيع في الجنة , لم يصدق نبي من الأنبياء ما صدقت , و إن من الأنبياء

نبيا ما يصدقه من أمته إلا رجل واحد " . و لفظ أبي عوانة : " .... من الأنبياء

من يأتي الله يوم القيامة ما معه مصدق إلا رجل واحد " . و أخرج له أبو نعيم في

" صفة الجنة " ( ق 30 / 2 ) طريقا أخرى من رواية زياد النميري عن أنس مرفوعا

بلفظ : " أنا أول من يأخذ بحلقة باب الجنة , و لا فخر " . و زياد ضعيف .و شاهد

آخر عن عبد السلام بن عجلان قال : سمعت أبا يزيد المدني سمعت أبا هريرة يقول :

فذكره مرفوعا دون قوله : " و لا فخر " . و هذا إسناد حسن في الشواهد , أبو

يزيد المدني وثقه ابن معين , و أخرج له البخاري . و عبد السلام ابن عجلان قال

أبو حاتم : يكتب حديثه . و ذكره ابن حبان في " الثقات " و قال : " يخطىء

و يخالف " .

( تنبيه ) حديث ابن جدعان عن أنس , وقع عند الترمذي في أثناء حديثه عن أبي نضرة

عن أبي سعيد مرفوعا " أنا سيد ولد آدم ... " الحديث بطوله و فيه : " فيأتوني

فأنطلق معهم , قال ابن جدعان : قال أنس : فكأني أنظر إلى رسول الله صلى الله

عليه وسلم قال : فآخذ بحلقة باب الجنة فأقعقعها " . أي أحركها .

1571 " أنا سيد ولد آدم " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 99 :

قلت : جاء من طرق :

1 - رواه ابن سعد ( 1 / 20 ) : أخبرنا محمد بن مصعب القرقساني أخبرنا الأوزاعي

عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن # أبي هريرة # قال :

و أخبرنا الحكم بن موسى أخبرنا هقل بن زياد عن الأوزاعي حدثني أبو عمار حدثني

عبد الله بن فروخ قال : حدثني أبو هريرة قال : فذكره مرفوعا .

قلت : و السند الثاني صحيح على شرط مسلم , و قد أخرجه ( 7 / 59 ) بأتم منه و قد

خرجته في " شرح الطحاوية " ص ( 107 ) .

2 - و أخرجه الحاكم ( 2 / 604 - 605 ) من طريق عبيد بن إسحاق العطار حدثنا

القاسم بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عقيل حدثني أبي : حدثني أبي عن # جابر

ابن عبد الله # مرفوعا به . و قال : " صحيح الإسناد " . و رده الذهبي بقوله : "

قلت : لا و الله , و القاسم متروك تالف , و عبيد ضعفه غير واحد و مشاه أبو حاتم

" .

3 - و أخرجه البخاري في " التاريخ " ( 4 / 1 / 400 ) عن لبيد بن حيان أبي جندل

سمع معبد بن هلال سمع # أنسا # عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .

و رجاله ثقات غير لبيد هذا , ترجمه ابن أبي حاتم ( 3 / 2 / 181 ) ترجمة مختصرة

و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . لكن له طريق أخرى عند الدارمي ( 1 / 27 )

و أحمد ( 3 / 144 ) من طريق عمر بن أبي عمرو عن أنس مرفوعا بلفظ : " إني لأول

الناس تنشق الأرض عن جمجمتي يوم القيامة و لا فخر , و أعطى لواء الحمد و لا فخر

و أنا سيد الناس يوم القيامة و لا فخر و أنا أول من يدخل الجنة يوم القيامة

و لا فخر و إني آتي باب الجنة فآخذ بحلقها .. " الحديث .

قلت : و سنده جيد , رجاله رجال الشيخين .

4 - و عن علي بن زيد بن جدعان عن أبي نضرة عن # أبي سعيد # مرفوعا به نحوه .

أخرجه أحمد ( 3 / 2 ) و الترمذي ( 4 / 140 ) و ابن ماجة ( 2 / 581 - 582 )

و قال الترمذي : " حديث حسن " .

قلت : ابن جدعان فيه ضعف , فحديثه حسن في الشواهد .

5 - عن # عبد الله بن سلام # مرفوعا مثل حديث أبي سعيد . أخرجه ابن حبان في "

صحيحه " ( 2127 - موارد ) .

قلت : و إسناده صحيح .

1572 " أنا محمد بن عبد الله , أنا عبد الله و رسوله , ما أحب أن ترفعوني فوق منزلتي

التي أنزلنيها الله " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 101 :

رواه البخاري في " التاريخ الصغير " ( 7 ) : حدثنا موسى بن إسماعيل عن حماد

حدثنا ثابت و حميد عن # أنس # مرفوعا به . و أخرجه أحمد ( 3 / 153 و 241 ) من

طريقين آخرين عن حماد بن سلمة به . و زاد في أوله : " أن رجلا قال : يا محمد :

أيا سيدنا و ابن سيدنا ! و خيرنا و ابن خيرنا ! فقال رسول الله صلى الله عليه

وسلم : يا أيها الناس عليكم بتقواكم و لا يستهوينكم الشيطان , أنا محمد ... " .

قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط مسلم .

1573 " انبذوه ( يعني الزبيب ) على غذائكم و اشربوه على عشائكم و انبذوه على عشائكم

و اشربوه على غدائكم و انبذوه في الشنان , و لا تنبذوه في القلل , فإنه إذا

تأخر عن عصره صار خلا " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 101 :

أخرجه أبو داود ( 3710 ) و النسائي ( 2 / 336 ) و أحمد ( 4 / 232 ) من طرق عن

يحيى بن أبي عمرو السيباني ( بالسين المهملة , و وقع عندهم جميعا بالمعجمة و هو

خطأ مطبعي ) عن عبد الله بن الديلمي عن أبيه # فيروز # قال : " أتينا رسول الله

صلى الله عليه وسلم , فقلنا : يا رسول الله قد علمت من نحن , و من أين نحن ?

قال : " إلى الله و إلى الرسول " . فقلنا : يا رسول الله إنا لنا أعنابا ما

نصنع بها ? قال : زببوها , قلنا : ما نصنع بالزبيب ? قال : " فذكره .

قلت : و هذا إسناد صحيح , رجاله كلهم ثقات .

( الشنان ) : جمع ( الشنة ) : القربة الخلق الصغيرة يكون الماء فيها أبرد من

غيرها . ( القلل ) : جمع ( القلة ) : الجرة من الفخار .

1574 " أنت عتيق الله من النار , قاله لأبي بكر " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 102 :

أخرجه الترمذي ( 2 / 292 ) و الطبراني في " المعجم الكبير " ( رقم - 9 ) من

طريقين عن إسحاق بن يحيى بن طلحة عن عمه إسحاق بن طلحة عن # عائشة # : " أن أبا

بكر دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم , فقال .... " فذكره , فيومئذ سمي

عتيقا . و قال الترمذي : " هذا حديث غريب " .

قلت : و علته إسحاق بن يحيى بن طلحة فإنه ضعيف , و قد اختلف عليه في إسناده ,

فرواه من أشرنا إليهما هكذا , و خالفهما عبد الله بن وهب فقال : أخبرني إسحاق

ابن يحيى عن عيسى بن طلحة بن عبيد الله قال : دخلت على عائشة ... الحديث .

أخرجه الحاكم ( 3 / 376 ) و قال : " صحيح على شرط مسلم " ! و أشار الذهبي إلى

رده عليه بقوله : " كذا قال ! " . و رده ظاهر لأن إسحاق بن يحيى مع ضعفه فليس

من رجال مسلم ! و له طريق أخرى , رواه صالح بن موسى الطلحي عن معاوية بن إسحاق

عن عائشة بنت طلحة عن عائشة أم المؤمنين أن أبا بكر رضي الله عنهما مر بالنبي

صلى الله عليه وسلم فقال : فذكره بلفظ : " من أراد أن ينظر إلى عتيق من النار ,

فلينظر إلى هذا " . أخرجه الطبراني في " الكبير " ( رقم - 10 ) و ابن عبد البر

في " الاستيعاب " ( 3 / 964 ) و كذا الحاكم ( 3 / 61 ) و قال : " صحيح الإسناد

" ! و رده الذهبي بقوله : " قلت : صالح ضعفوه , و السند مظلم " . و قال الحافظ

في صالح هذا : " متروك " . لكن للحديث شاهد جيد من حديث عبد الله بن الزبير قال

: " كان اسم أبي بكر عبد الله بن عثمان , فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : (

فذكره ) فسمي عتيقا " . أخرجه ابن حبان ( 2171 ) و ابن الأعرابي في " المعجم "

( 41 / 2 ) و الدولابي في " الكنى " ( 1 / 7 ) و الطبراني ( رقم - 7 ) و أبو

الخطاب نصر القاري في " حديث أبي بكر بن طلحة " ( ق 165 / 1 ) و هبة الله

الطبري في " الفوائد الصحاح " ( 1 / 134 / 1 - 2 ) و ابن عساكر في " حديث عبد

الخلاق الهروي و غيره " ( 235 / 1 ) من طرق عن حماد بن يحيى حدثنا سفيان بن

عيينة عن زياد بن سعد عن عامر بن عبد الله بن الزبير عن أبيه و قال الطبري : "

حديث غريب من حديث سفيان مسندا , لا أعلم رواه عنه غير حامد بن يحيى البلخي " .

قلت : و هو صدوق كما قال ابن أبي حاتم ( 1 / 2 / 301 ) عن أبيه , و روى عنه أبو

زرعة , و هو لا يروي إلا عن ثقة , فالسند جيد لأن من فوقه ثقات كلهم من رجال

الشيخين , فلا أدري بعد هذا وجه قول أبي حاتم فيما ذكره ابنه في " العلل " ( 2

/ 386 ) : " هذا حديث باطل " ! فإن من المعلوم من " المصطلح " أن تفرد الثقة

بالحديث لا يجعله شاذا , بله باطلا . و من الغريب أن الحافظ بن حجر في "

الإصابة " لم يذكر هذا الشاهد القوي للحديث , و كذلك صنع السيوطي في " الزيادة

على الجامع " ( ق 63 / 2 ) ! و إنما اقتصرا على ذكره من الطريق الأولى الضعيفة

!

1575 " أنزلت صحف إبراهيم أول ليلة من رمضان , و أنزلت التوراة لست مضين من رمضان ,

و أنزل الإنجيل لثلاث عشرة ليلة خلت من رمضان , و أنزل الزبور لثمان عشرة خلت

من رمضان , و أنزل القرآن لأربع و عشرين خلت من رمضان " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 104 :

رواه أحمد ( 4 / 107 ) و النعالي في " حديثه " ( 131 / 2 ) و عبد الغني المقدسي

في " فضائل رمضان " ( 53 / 1 ) . و ابن عساكر ( 2 / 167 / 1 ) عن عمران القطان

عن قتادة عن أبي المليح عن # واثلة # مرفوعا .

قلت : و هذا إسناد حسن , رجاله ثقات , و في القطان كلام يسير . و له شاهد من

حديث ابن عباس مرفوعا نحوه . أخرجه ابن عساكر ( 2 / 167 / 1 و 5 / 352 / 1 ) من

طريق علي بن أبي طلحة عنه . و هذا منقطع , لأن عليا هذا لم ير ابن عباس .

1576 " انطلق أبا مسعود ! و لا ألفينك يوم القيامة تجيء على ظهرك بعير من إبل الصدقة

له رغاء قد غللته " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 104 :

أخرجه أبو داود ( 2 / 25 - تازية ) من طريق مطرف عن أبي الجهم عن # أبي مسعود

الأنصاري # قال : بعثني النبي صلى الله عليه وسلم ساعيا , ثم قال ... ( فذكره )

. قال : إذا لا أنطلق , قال : " إذن لا أكرهك " .

قلت : و هذا إسناد صحيح , رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الجهم و اسمه سليمان

ابن الجهم الحارثي و هو ثقة . و له شاهد من حديث أبي هريرة مرفوعا نحوه . أخرجه

مسلم ( 6 / 10 ) و أحمد ( 2 / 426 ) . ( غللته ) من الغلول : و هو الخيانة في

المغنم أو في مال الدولة .

1577 " انظروا قريشا , فخذوا من ( و في رواية : فاسمعوا ) قولهم , و ذروا فعلهم " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 105 :

رواه الطحاوي في " مشكل الآثار " ( 4 / 205 ) و أحمد ( 4 / 260 ) و ابن أبي

عاصم في " السنة " ( رقم - 1543 ) عن مجالد عن الشعبي عن # عامر بن شهر # قال :

سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره .

قلت : و مجالد ضعيف , لكن تابعه إسماعيل بن أبي خالد عند ابن حبان ( 1568 )

و ابن السماك في " حديثه " ( 5 / 96 / 1 ) و البغوي في " حديث عيسى الشاشي "

( 111 / 1 ) و ابن بشران في " الأمالي " ( 52 / 1 - 2 ) و أبو نعيم في " أخبار

أصبهان " ( 1 / 140 ) و كذا أحمد في رواية له ( 3 / 428 - 429 ) قرنه بمجالد

فصح الحديث و الحمد لله . و من طريق أحمد أخرجه الضياء في " المختارة " ( ق 45

/ 1 ) . و خالف منصور بن أبي الأسود فقال : عن مجالد عن الشعبي قال : حدثني

معمر قال : " قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمعته يقول ... " فذكره .

قال ابن أبي حاتم ( 2 / 362 ) : " فسمعت أبي يقول : هذا غلط , إنما هو الشعبي

عن عامر بن شهر عن النبي صلى الله عليه وسلم " . و خالف أيضا شريك فقال : عن

إسماعيل عن عطاء عن عامر بن شهر . أخرجه أحمد ( 4 / 260 ) .

قلت : فجعل عطاء مكان الشعبي و هو خطأ من شريك و هو ابن عبد الله القاضي . فإنه

كان سيء الحفظ . و بالجملة فالحديث ثابت من رواية مجالد بن سعيد و إسماعيل بن

أبي خالد عن الشعبي عن عامر بن شهر , و هو صحابي معروف , و هو أول من اعترض على

الأسود الكذاب باليمن .

1578 " ابن آدم إن أصابه البرد قال : حس , و إن أصابه الحر قال : حس " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 106 :

أخرجه أحمد ( 6 / 410 ) من طريق يحنس عن # خولة بنت قيس بن { قهد } الأنصارية #

من بني النجار قالت : " جاءنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما .... فقدمت

إليه برمة فيها خبزة أو حريرة , فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده في

البرمة ليأكل , فاحترقت أصابعه , فقال : حس , ثم قال : " فذكره .

قلت : و هذا إسناد صحيح , رجاله كلهم ثقات رجال مسلم .

( حس ) كلمة تقال عند الألم المفاجئ , يقال : ضرب فما قال : حس , و قد تنون .

1579 " أفضل العبادة الدعاء " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 106 :

روي من حديث # ابن عباس # , و له عنه طريقان :

الأولى : عن كامل بن العلاء عن حبيب بن أبي ثابت عنه .

و الأخرى : عن أبي يحيى عن مجاهد عنه . أخرجهما الحاكم ( 1 / 491 ) و قال :

" صحيح الإسناد " . و وافقه الذهبي ! و أقول : أبو يحيى و هو القتات ضعيف ,

و حبيب بن أبي ثابت مدلس , فالحديث بمجموع الطريقين حسن .

1580 " إن آدم خلق من ثلاث ترابات سوداء و بيضاء و خضراء " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 107 :

رواه ابن سعد في " الطبقات " ( 1 / 34 ) و عنه ابن عساكر في " تاريخ دمشق "

( 2 / 309 / 1 ) عن يزيد بن أبي حبيب عمن حدثه عن # أبي ذر # به مرفوعا .

قلت : و رجاله ثقات غير تابعيه الذي لم يسم . لكن يقويه أن له شاهد من حديث أبي

موسى الأشعري مرفوعا بلفظ : " إن الله خلق آدم ... " الحديث و فيه : " فجاء بنو

آدم على قدر الأرض , منهم الأحمر و الأبيض و الأسود ... " . الحديث . و إسناده

صحيح كما كنت ذكرته في " التعليق على المشكاة " ( 100 ) و سيأتي بيان ذلك برقم

( 1630 ) إن شاء الله تعالى . و اعلم أن قوله : ( خضراء ) كذلك وقع في الأصل ,

و لعل الصواب ( حمراء ) كما وقع في " الجامع الصغير " برواية ابن سعد , و يؤيده

الشاهد الذي ذكرته . والله تعالى أعلم .

1581 " إن إبراهيم عليه السلام حين ألقي في النار , لم تكن دابة إلا تطفي النار عنه

غير الوزغ , فإنه كان ينفخ عليه " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 108 :

أخرجه ابن ماجة ( 2 / 295 ) و ابن حبان ( 1082 ) و أحمد ( 6 / 83 و 109 و 217 )

من طريق نافع عن سائبة مولاة للفاكه بن المغيرة . أنها دخلت على # عائشة # ,

فرأت في بيتها رمحا موضوعا , فقالت : يا أم المؤمنين ! ما تصنعين بهذا الرمح ?

قالت : نقتل به الأوزاغ , فإن نبي الله صلى الله عليه وسلم أخبرنا : فذكره , و

زاد في آخره : فأمر عليه الصلاة و السلام بقتله .

قلت : و هذا إسناد ضعيف , رجاله ثقات غير السائبة هذه قال الذهبي : " تفرد عنها

نافع " .

قلت : يشير إلى أنها مجهولة , فقول البوصيري في " الزوائد " ( 194 / 2 ) :

" هذا إسناد صحيح " غير صحيح لجهالة المذكورة , لكنها قد توبعت , فقدأخرج

النسائي ( 2 / 27 ) من طريق قتادة عن سعد بن المسيب : أن امرأة دخلت على عائشة

و بيدها عكاز ... الحديث نحوه .

قلت : و هذا إسناد صحيح إن كان سعد بن المسيب سمعه من عائشة , و إلا فإن ظاهره

أنه من مرسله . و الله أعلم . و قد خالفه عبد الحميد بن جبير فقال : عن سعيد بن

المسيب عن أم شريك رضي الله عنها : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بقتل

الوزغ , و قال : كان ينفخ على إبراهيم عليه السلام . أخرجه البخاري ( 6 / 305 -

فتح ) و ابن ماجة و أحمد ( 6 / 421 و 462 ) و ليس عندهما الشطر الثاني منه .

1582 " أخوف ما أخاف على أمتي الأئمة المضلون " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 109 :

ورد من حديث # عمر بن الخطاب و أبي الدرداء و أبي ذر الغفاري و ثوبان مولى رسول

الله صلى الله عليه وسلم و شداد بن أوس و علي ابن أبي طالب # .

1 -أما حديث عمر فيرويه صفوان بن عمرو عن أبي المخارق زهير بن سالم عن كعب عن

عمر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . قال كعب :

فقلت و الله ما أخاف على هذه الأمة غيرهم . أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 6 /

46 ) و قال : " غريب من حديث كعب , تفرد به صفوان " .

قلت : و هو ثقة احتج به مسلم . و زهير بن سالم قال الحافظ : " صدوق فيه لين " .

قلت : فالسند حسن إن شاء الله تعالى , و هو صحيح قطعا بما بعده و أخرجه أحمد (

1 / 42 ) : حدثنا عبد القدوس بن الحجاج حدثنا صفوان حدثني أبو المخارق زهير بن

سالم أن عمير بن سعد الأنصاري كان ولاه عمر ( حمص ) فذكر الحديث . قال عمر -

يعني لكعب - : إني أسألك عن أمر فلا تكتمني , قال : و الله لا أكتمك شيئا أعلمه

, قال : ما أخوف شيء تخافه على أمة محمد صلى الله عليه وسلم ? قال : أئمة مضلين

, قال عمر : صدقت , قد أسر ذلك إلي و أعلمنيه رسول الله صلى الله عليه وسلم .

2 - و أما حديث أبي الدرداء فيرويه أخ لعدي بن أرطأة عن رجل عنه قال : " عهد

إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ... " فذكره بلفظ الترجمة . أخرجه أحمد ( 6

/ 441 ) . و هذاإسناد ضعيف لجهالة الرجل و الراوي عنه . و من هذا الوجه أخرجه

الطبراني أيضا كما في " المجمع " ( 5 / 239 ) .

3 - و أما حديث أبي ذر فيرويه ابن لهيعة عن عبد الله بن هبيرة عن أبي تميم

الجيشاني قال : سمعت أبا ذر يقول : كنت مخاصر النبي صلى الله عليه وسلم يوما

إلى منزله فسمعته يقول : " غير الدجال أخوف على أمتي من الدجال " . فلما خشيت

أن يدخل قلت : يا رسول الله أي شيء أخوف على أمتك من الدجال ? قال : " الأئمة

المضلين " . أخرجه أحمد ( 5 / 145 ) .

قلت : و رجاله ثقات , إلا أن ابن لهيعة سيء الحفظ .

4 - و أما حديث ثوبان فيرويه أبو قلابة عبد الله بن يزيد الجرمي حدثني أبو

أسماء الرحبي أن ثوبان حدثه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :

" إنما أخاف على أمتي الأئمة المضلين " . أخرجه أبو داود ( 2 / 203 ) و الدارمي

( 1 / 70 و 2 / 311 ) و الترمذي ( 3 / 231 تحفة ) و أحمد ( 5 / 178 ) من طريق

حماد بن زيد عن أيوب عن أبي قلابة به . و قال الترمذي : " حديث صحيح " .

قلت : و إسناده صحيح على شرط مسلم . و تابعه يحيى بن أبي كثير حدثنا أبو قلابة

به , و سياق الإسناد له . أخرجه الحاكم ( 4 / 449 ) و قال : " صحيح على شرط

الشيخين " . و وافقه الذهبي .

قلت : أبو أسماء و اسمه عمرو بن مرثد لم يحتج به البخاري . و خالف معمر في

إسناده فقال : أخبرني أيوب عن أبي قلابة عن أبي الأشعث الصنعاني عن أبي أسماء

الرحبي عن شداد بن أوس مرفوعا به . أخرجه ابن حبان ( 1564 ) و أحمد ( 4 / 123 )

. فجعله من مسند شداد و أدخل بينه و بين أبي قلابة أبا الأشعث الصنعاني , فإن

كان معمر قد حفظه , فيكون لأبي قلابة إسنادان في هذا الحديث , أحدهما عن أبي

أسماء عن ثوبان . و الآخر عن أبي الأشعث عن أبي أسماء عن شداد . و الله أعلم .

5 - و أما حديث شداد , فقد تقدم في الذي قبله .

6 - و أما حديث علي فيرويه جابر عن عبد الله بن نجي عنه . و هذا إسناد ضعيف كما

بينته في " تخريج السنة لابن أبي عاصم " ( 100 ) .

1583 " إن أحسن الناس قراءة الذي إذا قرأ رأيت أنه يخشى الله " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 111 :

رواه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2 / 58 ) عن يحيى بن عثمان بن صالح المصري

حدثنا أبي حدثنا ابن لهيعة عن يزيد بن يزيد عن ابن شهاب عن عروة عن # عائشة #

مرفوعا .

قلت : و بهذا الإسناد أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 3 / 101 / 1 )

لكنه قال : عن ابن لهيعة عن عمرو بن دينار عن طاووس عن ابن عباس مرفوعا به إلا

أنه قال : " من إذا قرأ القرآن يتحزن به " . و هكذا رواه أبو نعيم في " الحلية

" ( 4 / 19 ) من طريق الطبراني . و تابعه عنده إسماعيل بن عمرو حدثنا مسعر بن

كدام عن عبد الكريم المعلم عن طاووس به إلا أنه قال : " من إذا سمعته يقرأ رأيت

أنه يخشى الله " . و إسماعيل ضعيف . لكن تابعه جعفر بن عون عند الدارمي ( 2 /

471 ) , لكنه لم يذكر ابن عباس في إسناده . و هو بهذا اللفظ أصح عندي لمجيئه من

طرق أخرى , و لذلك اعتمدته في " صفة الصلاة " . و رواه الضياء في " المختارة "

( 63 / 13 / 2 ) من طريق سفيان عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس مثل لفظ

الترجمة . و رجاله ثقات . فهو صحيح الإسناد إن كان ابن جريج سمعه من عطاء .

و هو مما يرجح اللفظ الذي صححته من جهة , و يبين أن الحديث حديث ابن عباس لا

عائشة من جهة أخرى .

1584 " أفضل عباد الله تعالى يوم القيامة الحمادون " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 112 :

رواه الطبراني في " المعجم الكبير " ( من حديث # عمران بن حصين # مرفوعا و فيه

من لم أعرفهم كما قال الهيثمي ( 10 / 95 ) . لكن يشهد له ما أخرجه أحمد ( 4 /

434 ) من طريق مطرف قال : قال لي عمران : " إني لأحدثك بالحديث اليوم , لينفعك

الله عز وجل به بعد اليوم , اعلم أن خير عباد الله تبارك و تعالى يوم القيامة

الحمادون , و اعلم أنه لن تزال طائفة من أهل الإسلام يقاتلون على الحق , ظاهرين

على من ناواهم , حتى يقاتلوا الدجال , و اعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم

قد أعمر أهله في العشر فلم تنزل آية تنسخ ذلك , و لم ينه عنه رسول الله صلى

الله عليه وسلم حتى مضى لوجهه , ارتأى كل امرىء بعد ما شاء الله أن يرتئي " .

قلت : و إسناده صحيح رجاله رجال الشيخين , و هو إن كان ظاهره الوقف فهو في

المعنى مرفوع , و يؤكد ذلك أمران :

الأول : أنه جعله بيانا لقوله : " الحديث " , و المراد به المرفوع كما هو ظاهر

. الثاني : أنه ساق معه حديثين آخرين مرفوعين , فأشعر بذلك أن الذي قبله مثلهما

في الرفع , و لذلك قال الهيثمي : " رواه أحمد موقوفا , و هو شبه مرفوع , و

رجاله رجال الصحيح " .

1585 " إن الإيمان ليخلق في جوف أحدكم كما يخلق الثوب , فاسألوا الله أن يجدد

الإيمان في قلوبكم " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 113 :

أخرجه الحاكم ( 1 / 4 ) من طريق ابن وهب : أخبرني عبد الرحمن بن ميسرة عن أبي

هانىء الخولاني حميد بن هاني عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن عبد الله بن عمرو بن

العاص قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . و قال : " رواته

مصريون ثقات " . و وافقه الذهبي . و أقول : رجاله كلهم رجال مسلم غير عبد

الرحمن بن ميسرة , و هو أبو ميسرة الحضرمي المصري , لم يوثقه أحد غير الحاكم ,

كما رأيت , لكن روى عنه جمع غير ابن وهب , و قال أبو عمر الكندي : كان فقيها

عفيفا . فهو حسن الحديث إن شاء الله تعالى . و الحديث قال الهيثمي في " المجمع

" ( 1 / 52 ) : " رواه الطبراني في " الكبير " , و إسناده حسن " .

1586 " إن البلايا أسرع إلى من يحبني من السيل إلى منتهاه " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 114 :

رواه ابن حبان في " صحيحه " في النوع ( 71 ) ( ورقة 103 / 1 ) من القطعة

المخطوطة منه من طريق أبي يعلى حدثنا القواريري حدثنا أبو معشر البراء أخبرنا

شداد بن سعيد عن أبي الوازع جابر بن عمرو قال : سمعت # عبد الله بن المغفل #

يقول : أتى رجل النبي صلى الله عليه وسلم فقال : و الله يا رسول الله إني أحبك

, فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . و هو في " موارد الظمآن "

برقم ( 2505 ) .

قلت : و هذا إسناد حسن , رجاله رجال مسلم , و في جابر بن عمرو و شداد بن سعيد

كلام لا ينزل حديثهما عن مرتبة الحسن إن شاء الله تعالى .

1587 " إن البركة وسط القصعة , فكلوا من نواحيها , و لا تأكلوا من رأسها " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 114 :

رواه السري بن يحيى في " حديث الثوري " ( 211 / 2 ) عنه عن عطاء بن السائب عن

سعيد بن جبير عن # ابن عباس # مرفوعا .

قلت : و إسناده صحيح , و رجاله كلهم ثقات , و ابن السائب قد سمع منه الثوري قبل

الاختلاط . و رواه الحميدي في " مسنده " ( 89 / 1 ) : حدثنا سفيان قال : حدثنا

عطاء .

قلت : و سفيان هذا هو ابن عيينة , و أخرجه الحاكم ( 4 / 116 ) من طريق الحميدي

عنه . و أخرجه الطحاوي في " المشكل " ( 1 / 55 ) من طريق أخرى عن سفيان الثوري

به و قال الحاكم : " صحيح الإسناد " . و وافقه الذهبي , و ابن عيينة إنما سمع

من عطاء بعد اختلاطه , فالاعتماد على رواية الثوري عنه .

1588 " إن الجماء لتقص من القرناء يوم القيامة " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 115 :

أخرجه عبد الله بن أحمد في " زوائد المسند " ( 1 / 72 ) : حدثني عباس بن محمد

و أبو يحيى البزار عن حجاج بن نصير حدثنا شعبة عن العوام بن مراجم من بني قيس

ابن ثعلبة عن أبي عثمان النهدي عن # عثمان # أن رسول الله صلى الله عليه وسلم

قال : فذكره .

قلت : و هذا إسناد ضعيف من أجل حجاج هذا , قال الحافظ : " ضعيف كان يقبل

التلقين " .

قلت : و هذا أخطأ في إسناد هذا الحديث و رفعه , فقال ابن أبي حاتم في " العلل "

( 2 / 226 - 227 ) : " قال أبو زرعة : هذا خطأ , إنما هو شعبة عن العوام بن

مراجم عن أبي السليل قال : قال سلمان .. , موقوف " . و الحديث قال في " المجمع

" ( 10 / 352 ) : " رواه الطبراني في " الكبير " و البزار و عبد الله بن أحمد ,

و فيه الحجاج بن نصير و قد وثق على ضعفه , و بقية رجال البزار رجال الصحيح غير

العوام بن مراجم و هو ثقة " .

قلت : و لم أره في " مسند عثمان " في" كبير الطبراني " , و الله أعلم . ثم

إنني لم أدر ما وجه تخصيص البزار بقوله : " و بقية رجاله رجال الصحيح " مع أن

عبد الله بن أحمد أحد إسناديه كذلك , فإن أبا يحيى البزار - و اسمه : محمد بن

عبد الرحيم المعروف بصاعقة , من رجال البخاري ! و الحديث صحيح : لأنه قد صح عن

أبي هريرة مرفوعا من طريقين عنه :

الأولى : عن العلاء بن عبد الرحمن . عن أبيه عنه بلفظ : " لتؤدن الحقوق إلى

أهلها يوم القيامة حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء " . أخرجه مسلم ( 8

/ 18 / 19 ) و البخاري في " الأدب المفرد " ( 183 ) و الترمذي ( 2 / 68 )

و أحمد ( 2 / 235 و 323 ) و ابن أبي الدنيا في " الأهوال " ( 91 / 2 ) , و قال

الترمذي : " حديث حسن صحيح , و في الباب عن أبي ذر و عبد الله بن أنيس " .

و الأخرى : عن واصل عن يحيى بن عقيل عنه مرفوعا بلفظ : " يقتص الخلق بعضهم من

بعض حتى الجماء من القرناء و حتى الذرة من الذرة " . أخرجه أحمد ( 2 / 363 ) .

قلت : و إسناده صحيح على شرط مسلم . ثم وجدت له طريقا ثالثة برواية ابن لهيعة

عن دراج أبي السمح عن أبي حجيرة عنه مرفوعا بلفظ : " ألا و الذي نفسي بيده

ليختصمن كل شيء يوم القيامة حتى الشاتان فيما انتطحتا " . أخرجه أحمد ( 2 / 390

) . و إسناده حسن في المتابعات , و تساهل المنذري فقال في " الترغيب " ( 4 /

201 ) : " رواه أحمد بإسناد حسن " .

فأقول : كيف و فيه دراج أبو السمح و له مناكير و عنه ابن لهيعة و هو سيء الحفظ

و قد اضطرب في إسناده فرواه مرة هكذا , و مرة قال : حدثنا دراج عن أبي الهيثم

عن أبي سعيد الخدري به . أخرجه أحمد أيضا ( 3 / 29 ) . و في الباب عن أبي ذر

و غيره , فراجع إن شئت " المجمع " . و حديث أبي ذر أخرجه الطيالسي في " مسنده "

( 480 ) : حدثنا شعبة قال : أخبرنا الأعمش قال : سمعت منذر الثوري يحدث عن

أصحابه عن أبي ذر قال : رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم شاتين تنتطحان , فقال

: " يا أبا ذر أتدري فيما تنتطحان ? " . قلت : لا , قال : " و لكن ربك يدري ,

و سيقضي بينهما يوم القيامة " .

قلت : و هذا إسناد صحيح , رجاله ثقات رجال الشيخين غير أصحاب المنذر - و هو ابن

يعلى الثوري - فإنهم لم يسموا , و ذلك مما لا يضر لأنهم جمع من التابعين ينجبر

جهالتهم بكثرتهم كما نبه على ذلك الحافظ السخاوي في غير هذا الحديث .و أخرجه

ابن أبي الدنيا حدثنا أبو خيثمة حدثنا جرير عن الأعمش به .

1589 " إن لكل نبي حوضا , و إنهم يتباهون أيهم أكثر واردة , و إني أرجو الله أن أكون

أكثرهم واردة " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 117 :

أخرجه البخاري في " التاريخ " ( 1 / 1 / 44 ) و الترمذي ( 3 / 299 - 300 )

و ابن أبي عاصم كما في " نهاية ابن كثير " ( 1 / 351 ) و الطبراني في " الكبير

" ( 6881 ) من طريق سعيد بن بشير عن قتادة عن الحسن عن # سمرة # قال : قال رسول

الله صلى الله عليه وسلم :فذكره . و قال الترمذي : " حديث غريب ( و في بعض

النسخ : حسن غريب ) , و قد روى الأشعث بن عبد الملك هذا الحديث عن الحسن عن

النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا . و لم يذكر فيه عن سمرة , و هو أصح " .

قلت : و ما في النسخة الأولى أعني الغرابة فقط أقرب إلى الصحة , و هو الذي نقله

ابن كثير عن الترمذي لأن السند لا يقبل التحسين , فإن فيه ثلاث علل :

الأولى : الإرسال الذي ذكره الترمذي و رجحه .

الثانية : عنعنة البصري , فإنه كان مدلسا لاسيما عن سمرة .

الثالثة : سعيد بن بشير و هو الأزدي مولاهم , و هو ضعيف كما في " التقريب " .

و الحديث أورده الهيثمي في " المجمع " ( 10 / 363 ) بلفظ أتم و هو : " إن

الأنبياء يتباهون أيهم أكثر أصحابا من أمته , فأرجو أن أكون يومئذ أكثرهم كلهم

نقلت واردة , و إن كل رجل منهم يومئذ قائم على حوض ملآن معه عصا , يدعو من عرف

من أمته , و لكل أمة سيما يعرفهم بها نبيهم " . و قال : " رواه الطبراني و فيه

مروان بن جعفر السمري , وثقه ابن أبي حاتم . و قال الأزدي : يتكلمون فيه و بقية

رجاله ثقات " .

قلت : إن كان كما قال رجاله ثقات و لم يكن في الإسناد ما يقدح في ثبوته ,

فالإسناد حسن عندي لأن السمري هذا صدوق صالح الحديث , كما قال ابن أبي حاتم ( 4

/ 1 / 276 ) عن أبيه , و هو مقدم على جرح الأزدي لأن هذا نفسه يتكلمون فيه !

ثم وقفت على إسناده عند الطبراني ( 7053 ) , فإذا هو من طريق السمري المذكور :

حدثنا محمد بن إبراهيم بن خبيب بن سليمان بن سمرة : ( حدثنا جعفر بن سعد بن

سمرة عن خبيب بن سليمان بن سمرة ) <1> عن أبيه عن سمرة .

قلت : و هذا سند ضعيف , سليمان بن سمرة لم يوثقه أحد غير ابن حبان ( 3 / 94 ) ,

و خبيب ابنه مجهول , و جعفر بن سعد ليس بالقوي كما في " التقريب " . و للحديث

شاهدان موصولان , و ثالث مرسل .

الأول : من رواية عطية العوفي عن أبي سيد الخدري مرفوعا بلفظ : " إن لي حوضا

طوله ما بين الكعبة إلى بيت المقدس , أشد بياضا من اللبن , آنيته عدد النجوم ,

و كل نبي يدعو أمته , و لكل نبي حوض , فمنهم من يأتيه الفئام , و منهم من يأتيه

العصبة , و منهم من يأتيه النفر , و منهم من يأتيه الرجلان , و منهم من يأتيه

الرجل , و منهم من لا يأتيه أحد , فيقال : قد بلغت , و إني لأكثر الأنبياء تبعا

يوم القيامة " . أخرجه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 1 / 110 ) و كذا ابن أبي

الدنيا في " كتاب الأهوال " كما في " ابن كثير " ( 1 / 363 و 369 ) و ابن ماجة

( 2 / 279 ) مختصرا . و عطية ضعيف .

الثاني : عن محصن بن عقبة اليماني عن الزبير بن شبيت ( كذا ) عن أبي عثمان عن

ابن عباس قال :" سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الوقوف بين يدي رب

العالمين هل فيه ماء ? قال : إي و الذي نفسي بيده , إن فيه لماء , إن أولياء

الله ليردون حياض الأنبياء , و يبعث الله سبعين ألف ملك في أيديهم عصا من نار

يذودون الكفار عن حياض الأنبياء " . أخرجه ابن أبي الدنيا . و قال ابن كثير ( 1

/ 370 ) : " و هذا حديث غريب من هذا الوجه . و ليس هو في شيء من الكتب الستة "

. قلت : و الزبير و محصن لم أجد من ترجمهما .

الثالث : قال ابن أبي الدنيا : حدثنا خالد بن خداش ( الأصل : خراش ) حدثنا حزم

ابن أبي حزم سمعت الحسن البصري يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

" إذا فقدتموني , فأنا فرطكم على الحوض , إن لكل نبي حوضا , و هو قائم على حوضه

, بيده عصا يدعوا من عرف من أمته , ألا و إنهم يتباهون أيهم أكثر تبعا , و الذي

نفسي بيده إني لأرجو أن أكون أكثرهم تبعا " . قال الحافظ بن كثير : " و هذا

مرسل عن الحسن , و هو حسن , صححه يحيى بن سعيد القطان و غيره , و قد أفتى شيخنا

المزي بصحته من هذه الطرق " .

قلت : و إنما لم يحسنه الحافظ مع أن رجاله رجال " الصحيح " لأن في خالد بن خداش

و شيخه حزم كلاما , قال الحافظ بن حجر في الأول منهما : " صدوق يهم " . و قال

في الآخر : " صدوق يخطىء " . و منه تعلم خطأ قوله في " الفتح " ( 11 / 293 ) :

" و المرسل أخرجه ابن أبي الدنيا بسند صحيح على الحسن ... " !

قلت : نعم هو صحيح عن الحسن بالطريق الأخرى عنه التي أشار إليها الترمذي في

كلامه السابق من رواية الأشعث بن عبد الملك عنه . و من الغريب أن لا يذكرها

الحافظان ابن حجر و ابن كثير ! ! و جملة القول : إن الحديث بمجموع طرقه حسن أو

صحيح . و الله أعلم . ثم وجدت له شاهد آخر من حديث عوف بن مالك مرفوعا به .

و فيه زيادة خرجته من أجلها في " الضعيفة " ( 2450 ) .

-----------------------------------------------------------

[1] قلت : ما بين المعكوفتين ساقط في الأصل المطبوع من الطبراني , فاستدركته من

حديث آخر منه برقم ( 7034 ) . اهـ .

1590 " إن أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا , و إن حسن الخلق ليبلغ درجة الصوم

و الصلاة " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 120 :

أخرجه البزار في " مسنده " ( رقم - 35 - الكشف ) : حدثنا محمد بن المثنى حدثنا

زكريا بن يحيى الطائي حدثنا شعيب بن الحبحاب عن # أنس # قال : قال رسول الله

صلى الله عليه وسلم : فذكره و قال : " لا نعلم رواه هكذا إلا زكريا " .

قلت : و هو ثقة من شيوخ البخاري , و فيه كلام , مات سنة ( 251 ) و عليه فلم يلق

شعيب ابن الحبحاب فإنه مات سنة ( 130 ) فالظاهر أنه سقط من نسختنا من " الزوائد

" - و هي سقيمة - الواسطة بينهما . و الحديث قال الهيثمي في " مجمع الزوائد "

( 1 / 58 ) : " رواه البزار , و رجاله ثقات " . ثم تبين لي أن الحديث ليس من

رواية زكريا بن يحيى , و إنما من رواية أبيه يحيى بن زكريا , فقد وجدت الحديث

في " مسند أبي يعلى " ( 3 / 1031 ) بهذا الإسناد عن هذا الشيخ , لكنه قال :

أخبرنا أبو زكريا بن يحيى الطائي أبو مالك حدثنا شعيب .... و في " الثقات "

لابن حبان ( 2 / 308 ) : " يحيى بن زكريا أبو مالك الطائي من أهل البصرة , يروي

عن شعيب بن الحبحاب . روى عنه بندار " .

قلت : فهو صاحب هذا الحديث , و هل هو والد زكريا بن يحيى بن عمر بن حفص الطائي

أبو السكين الكوفي نزيل بغداد ? ذلك ما ظننته أول الأمر لأنهم ذكروا في ترجمته

أنه روى عن أبيه , و قد وقع في إسناد أبي يعلى ( أبو زكريا ) كما رأيت . ثم عرض

لي الشك في أنه هو , حين رأيت بن حبان سمى أباه زكريا , و ليس في ترجمة الابن

من اسمه زكريا في آبائه . و الله أعلم . و على كل حال , فالحديث صحيح فقد صح من

حديث أبي هريرة مفرقا , و شطره الثاني جاء من حديث عائشة أيضا و غيرها . فراجع

ما تقدم برقم ( 284 و 521 ) .

1591 " إن الدجال يخرج من أرض بالمشرق , يقال لها : ( خراسان ) يتبعه قوم كأن وجوههم

المجان المطرقة " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 122 :

أخرجه الترمذي ( 3 / 234 ) و ابن ماجة ( 2 / 506 ) و الحاكم ( 4 / 527 ) و أحمد

( 1 / 4 و 7 ) و الضياء في " المختارة " ( 33 - 37 بتحقيقي ) من طريق أبي

التياح عن المغيرة بن سبيع عن عمرو بن حريث عن # أبي بكر الصديق # قال : حدثنا

رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . و قال الترمذي : " حديث حسن غريب " .

و قال الحاكم : " صحيح الإسناد " و وافقه الذهبي .

قلت : و هو كما قالا , رجاله ثقات رجال الشيخين غير المغيرة بن سبيع و هو ثقة .

و عمرو بن حريث صحابي صغير . و أبو التياح اسمه يزيد بن حميد الضبعي .

( تنبيه ) هكذا لفظ الحديث عند جميع من ذكرنا من المخرجين , و ذكره السيوطي في

" الزيادة على الجامع الصغير " بلفظ : " .... من قبل المشرق من مدينة يقال ....

" و قال : " رواه أحمد و ابن ماجة عن أبي بكر " ! و لا أصل له بهذا اللفظ

عندهما و لا عند غيرهما ممن زكرنا , اللهم إلا في رواية للضياء بلفظ : " الدجال

يخرج من قرية يقال لها ( خراسان ) .

قلت :‏و هو شاذ عندي بهذا اللفظ لمخالفته لجميع من رواه بلفظ الترجمة : " أرض

بالمشرق يقال لها ( خراسان ) " . و الله أعلم .

1592 " إن الدنيا خضرة حلوة , فمن أخذها بحقها بورك له فيها , و رب متخوض في مال

الله و مال رسوله ( ليس ) له ( إلا ) النار يوم يلقى الله " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 123 :

أخرجه الترمذي ( 3 / 277 ) و أحمد ( 6 / 364 و 378 ) من طريقين عن عبيد أبي

الوليد سنوطا - عن # خولة بنت قيس امرأة حمزة بن عبد المطلب # أن رسول الله صلى

الله عليه وسلم دخل على حمزة فتذاكر الدنيا , فقال رسول الله صلى الله عليه

وسلم : فذكره . و قال الترمذي : " حديث حسن صحيح " .

قلت : و عبيد هذا روى عنه ثقتان , و وثقه العجيلي و ابن حبان و قد تابعه نعمان

ابن أبي عياش عن خولة الأنصارية مرفوعا به مختصرا بلفظ : " إن رجالا يتخوضون في

مال الله بغير حق , فلهم النار يوم القيامة " . أخرجه البخاري ( 6 / 165 - 166

- فتح ) و زاد الإسماعيلي في أوله : " الدنيا خضرة حلوة , و إن رجالا .. " .

قلت : و قد أخرجه أحمد أيضا ( 6 / 410 ) بهذه الزيادة . و أخرجه الحاكم ( 4 /

68 ) من طريق أبي عتبة بن الفرج حدثنا زيد بن يحيى بن عبيد حدثني الليث بن سعد

عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن حمنة رضي الله عنها أنها سمعت النبي صلى الله

عليه وسلم يقول : فذكره .

قلت : و سكت هو و الذهبي عنه . و أبو عتبة اسمه أحمد بن الفرج و هو ضعيف ,

و أخشى أن يكون وهم في إسناده , فإنه عند الترمذي و أحمد من طريقين آخرين عن

الليث عن سعيد المقبري عن عبيد عن خولة كما تقدم . و الله أعلم .

و في الباب عن عمرة بنت الحارث أخت أم المؤمنين جويرية , يرويه خالد بن سلمة عن

محمد بن عمرو بن الحارث بن أبي ضرار عن عمته عمرة عن النبي صلى الله عليه وسلم

: " إن الدنيا حلوة خضرة , فمن أخذها بحقها بارك الله له فيها , و رب متخوض في

مال الله و رسوله له النار يوم يلقاه " . أخرجه ابن أبي عاصم و عبد الله بن

أحمد في " زيادات الزهد " و ابن منده كما في " الإصابة " و كذا الطبراني كما في

مجمع " الزوائد " ( 10 / 247 ) و قال : " و إسناده حسن " . و عن أبي هريرة

مرفوعا مثله . أخرجه أبو يعلى ( 4 / 1558 ) بسند صحيح , و حسنه الهيثمي ( 10 /

246 ) .

1593 " إن من العنب خمرا و إن من التمر خمرا و إن من العسل خمرا و إن من البر خمرا

و إن من الشعير خمرا " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 124 :

أخرجه أبو داود ( 2 / 129 - التازية ) و أحمد ( 4 / 267 ) و البيهقي ( 8 / 289

) عن إبراهيم بن مهاجر عن الشعبي عن # النعمان بن بشير # قال : قال رسول الله

صلى الله عليه وسلم : فذكره .

قلت : و رجاله ثقات رجال مسلم غير أن إبراهيم بن مهاجر فيه لين كما قال الحافظ

. و قد تابعه أبو حريز و اسمه عبد الله بن الحسين الأزدي أن عامرا حدثه به إلا

أنه قال : " إن الخمر من العصير و الزبيب و التمر و الحنطة و الشعير و الذرة ,

و إني أنهاكم عن كل مسكر " . أخرجه أبو داود و ابن حبان ( 1396 ) و البيهقي .

و أبو حريز صدوق يخطىء . و تابعه السري بن إسماعيل الكوفي أن الشعبي حدثه .

أخرجه أحمد ( 4 / 273 ) . لكن السري هذا متروك . و بالجملة فالحديث حسن بمجموع

الطريقين الأولين .

1594 " أمركن مما يهمني بعدي , و لن يصبر عليكن إلا الصابرون " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 125 :

أخرجه الحاكم ( 3 / 312 ) عن بكر بن مضر : حدثنا صخر بن عبد الله بن حرملة عن

أبي سلمة بن عبد الرحمن حدثه قال : " دخلت على # عائشة # رضي الله عنها , فقالت

لي : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لي : ( فذكره ) ثم قالت : فسقى

الله أباك من سلسبيل الجنة , و كان عبد الرحمن بن عوف قد وصلهن بمال , فبيع

بأربعين ألف " . و قال : " صحيح على شرط الشيخين " . و تعقبه الذهبي بقوله :

" قلت : صخر صدوق , لم يخرجا له " .

قلت : وثقه العجلي و ابن حبان , و قال النسائي : صالح . و لم يرو عنه غير بكر

ابن مضر , فهو حسن الحديث . و الله أعلم . و للحديث شاهد أخرجه الحاكم ( 3 /

310 - 311 ) من طريق أم بكر بنت المسور أن عبد الرحمن بن عوف باع أرض له

بأربعين ألف دينار ..... فبعث إلى عائشة رضي الله عنها بمال من ذلك , فقالت :

من بعث هذا المال ? قلت : عبد الرحمن بن عوف , قالت : قال رسول الله صلى الله

عليه وسلم : لا يحنو عليكن من بعدي إلا الصابرون , سقى الله ابن عوف من سلسبيل

الجنة . و قال : " صحيح الإسناد " . و تعقبه الذهبي بقوله : " قلت : ليس بمتصل

" . ثم ساق له الحاكم شاهدا من طريق محمد بن إسحاق عن محمد بن عبد الرحمن بن

عبد الله بن الحصين بن عوف عن أم سلمة قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه

وسلم يقول لأزواجه : " إن الذي يحنو عليكن بعدي هو الصادق البار , اللهم اسق

عبد الرحمن بن عوف من سلسبيل الجنة " . و قال : " فقد صح الحديث عن عائشة و أم

سلمة رضي الله عنهما " . و وافقه الذهبي .

1595 " الرجل أحق بصدر دابته و صدر فراشه و أن يؤم في رحله " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 126 :

أخرجه الدارمي ( 2 / 285 ) و البزار ( 55 - زوائده ) و الطبراني في " الكبير "

و " الأوسط " ( رقم - 900 ) مختصرا من طريق إسحاق بن يحيى بن طلحة عن المسيب بن

رافع و معبد بن خالد عن عبد الله بن يزيد الخطمي - و كان أميرا على الكوفة -

قال : " أتينا قيس بن سعد بن عبادة في بيته , فأذن المؤذن للصلاة , و قلنا لقيس

: قم فصل لنا , فقال : لم أكن لأصلي بقوم لست عليهم بأمير , فقال رجل ليس بدونه

يقال له # عبد الله بن حنظلة الغسيل # : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

( فذكره ) , فقال قيس بن سعد عند ذلك : يا فلان - لمولى له - : قم فصل لهم " .

قلت : و هذا إسناد ضعيف , إسحاق هذا ضعيف كما في " التقريب " . و قال الهيثمي

في " المجمع " ( 2 / 65 ) بعد ما عزاه للمذكورين غير الدارمي : " و فيه إسحاق

ابن يحيى بن طلحة ضعفه أحمد و ابن معين و البخاري , و وثقه يعقوب بن شيبة و ابن

حبان " .

قلت : فمثله يستشهد به و يتقوى حديثه بغيره و قد جاء حديثه هذا مفرقا , فالجملة

الأولى منه أخرجها أحمد ( 5 / 353 ) و الطبراني في " الأوسط " ( 7601 ) و غيره

من حديث بريدة نحوه , و إسناده صحيح , و هو مخرج في " المشكاة " ( 3918 ) .

و أخرجها أحمد أيضا ( 3 / 32 ) من حديث أبي سعيد الخدري مرفوعا به , و زاد :

" و أحق بمجلسه إذا رجع " . و فيه إسماعيل بن رافع و هو ضعيف . و سائره جاء

معناه في حديث أبي مسعود البدري مرفوعا : " يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله ...

و لا تؤمن الرجل في أهله و لا في سلطانه , و لا تجلس على تكرمته في بيته إلا أن

يأذن لك " . أخرجه مسلم ( 2 / 133 - 134 ) و غيره . و هو مخرج في " صحيح أبي

داود " ( 594 - 598 ) .

1596 " إن الرجل إذا قام يصلي أقبل الله إليه بوجهه حتى ينقلب أو يحدث حدث سوء " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 127 :

أخرجه ابن ماجة ( 1 / 319 - 320 ) من طريق أبي بكر بن عياش عن عاصم عن أبي وائل

عن # حذيفة # " أنه رأى شبث بن ربيعي يبزق بين يديه , فقال : يا شبث لا تبزق

بين يديك , فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ينهى عن ذلك , و قال :

" فذكره . و قال البوصيري في " زوائده " ( 65 / 2 ) : " هذا إسناد صحيح , رجاله

ثقات " .

قلت : بل هو حسن فقط للكلام المعروف في أبي بكر , و عاصم , و هو ابن أبي النجود

, و كلاهما حسن الحديث .

1597 " إن أحدكم إذا كان في الصلاة فإنما يناجي ربه , فلا ترفعوا أصواتكم بالقرآن

فتؤذوا المؤمنين " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 128 :

رواه البغوي في " حديث علي بن الجعد " ( 8 / 75 / 1 ) عن شعبة قال : حدثنا عبد

ربه عن محمد بن إبراهيم عن رجل من بني بياضة , و عنه قال : أخبرني عبد ربه بن

سعيد قال : سمعت محمد بن إبراهيم عن أبي سلمة عن رجل من بني بياضة , و عنه قال

: سمعت عبد ربه يحدث عن محمد بن إبراهيم عن أبي حازم , قال شعبة : ثم قال عبد

ربه عن # سلمة بن عبد الرحمن عن رجل من بني بياضة # : أن رسول الله صلى الله

عليه وسلم اعتكف العشر من رمضان و قال : فذكره .

قلت : و هذا إسناد ضعيف لأمرين :

الأول : أن الرجل من بني بياضة لم يسم , فهو مجهول , و ليس في شيء من هذه الطرق

ما يشير إلى أنه من الصحابة .

و الآخر : اضطراب عبد ربه بن سعيد في إسناده على هذه الوجوه الأربعة :

الأول : عن محمد بن إبراهيم عن رجل من بني بياضة .

الثاني : عن محمد بن إبراهيم عن أبي سلمة عن رجل من بني بياضة . فزاد بينه

و بين الرجل أبا سلمة .

الثالث : عنه عن أبي حازم , فلم يذكر الرجل , و ذكر أبا حازم مكان أبي سلمة .

الرابع : عنه عن سلمة بن عبد الرحمن عن رجل من بني بياضة . فهذا كالوجه الثاني

إلا أنه قال : سلمة بن عبد الرحمن مكان أبي سلمة , و هو ابن عبد الرحمن . و هذا

اضطراب شديد يدل على أن الراوي لم يضبط الحديث . فلهذا و لما ذكرته أولا لم

يطمئن القلب لثبوت الحديث من هذا الوجه , و قد صح من حديث أبي سعيد الخدري

و غيره دون الزيادة التي في آخره : " فتؤذوا المؤمنين " , و قد خرجته في " صحيح

أبي داود " ( 1203 ) . و الحديث عزاه السيوطي في " زوائد الجامع الصغير " ( 21

/ 1 ) للبغوي عن رجل من بني بياضة و كذا في " الجامع الكبير " ( 1 / 74 / 1 ) .

ثم وجدت للحديث شاهدا من حديث أبي سعيد الخدري مرفوعا نحوه بلفظ : " ألا إن

كلكم مناج ربه , فلا يؤذين بعضكم بعضا , و لا يرفعن بعضكم على بعض بالقراءة .

أو قال : في الصلاة " . و إسناده صحيح كما بينته في " صحيح أبي داود " ( 1203 )

و سيأتي تحت الحديث ( 1603 ) فصح الحديث بالزيادة , و الحمد لله على توفيقه ,

و أسأله المزيد من إحسانه و فضله .

1598 " إن الرجل لترفع درجته في الجنة , فيقول : أنى ( لي ) هذا ? فيقال : باستغفار

ولدك لك " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 129 :

أخرجه ابن ماجة ( 3660 ) و أحمد ( 2 / 509 ) و ابن أبي شيبة في " المصنف " ( 12

/ 44 / 1 ) و الأصبهاني في "الترغيب " ( 85 / 2 ) و البغوي في " شرح السنة "

( 2 / 84 / 2 ) و الضياء في " المنتقى من موسوعاته بمرو " ( 55 / 1 ) من طرق عن

حماد بن سلمة عن عاصم بن بهدلة عن أبي صالح عن # أبي هريرة # مرفوعا به .

قلت : و هذا إسناد حسن , و أما قول البوصيري : " إسناده صحيح " . ففيه تساهل

لأن عاصما فيه كلام من قبل حفظه كما تقدم مرارا . نعم أخرج له ابن أبي شيبة

شاهدا من رواية سعيد بن المسيب موقوفا عليه نحوه , و سنده صحيح , و هو موقوف في

حكم المرفوع كما هو ظاهر , فهو كالمرسل . و الله أعلم .

1599 " إن الرجل ليكون له عند الله المنزلة , فما يبلغها بعمل , فما يزال الله

يبتليه بما يكره حتى يبلغه إياها " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 130 :

أخرجه أبو يعلى في " مسنده " ( 4 / 1447 ) و عنه أخرجه ابن حبان ( 693 )

و الحاكم ( 1 / 344 ) من طريق يونس بن بكير حدثنا يحيى بن أيوب - هو البجلي - :

حدثنا # أبو زرعة # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .

قلت : و هذا إسناد حسن , رجاله كلهم ثقات رجال مسلم غير البجلي هذا , و هو كما

قال الحافظ : " لا بأس به " .

1600 " ما أصبحت غداة قط إلا استغفرت الله فيها مائة مرة " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 130 :

رواه العقيلي في " الضعفاء " ص ( 411 ) و أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 1 /

60 ) من طريق الطبراني بسند صحيح عن المغيرة بن أبي الحر الكندي عن # سعيد بن

أبي بردة عن أبيه عن جده # قال : جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم و نحن جلوس

فقال : فذكره . و قال العقيلي : " و قال ثابت و عمرو بن مرة : عن أبي بردة عن

الأغر المزني عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه , و هذا أولى " . ثم روى عن

البخاري أنه قال في المغيرة هذا : " كوفي يخالف في حديثه الكوفيين " . قال

العقيلي : " و هذا الحديث حدثناه .. " . ثم ساق هذا .

قلت : و في إعلال الحديث بالمخالفة المذكورة نظر عندي من وجوه :

الأول : أن المغيرة هذا ثقة لم يضعفه أحد غير البخاري , و قد وثقه ابن معين ,

و قال أبو حاتم : ليس به بأس , و ذكره ابن حبان في " الثقات " .

و الآخر : أن المخالف هنا - إن اعتبرناه مخالفا - إنما هو سعيد بن أبي بردة .

و هو ثقة ثبت احتج به الجماعة , فتعصيب المخالفة بالمغيرة بن أبي الحر غير وارد

مطلقا . و أنا أرى أن هذا الذي رواه سعيد بن أبي بردة عن أبيه هو حديث آخر غير

الذي رواه ثابت و من معه عنه , بدليل اختلاف لفظ الحديث من جهة و أن في روايته

عنه ما ليس في روايتهم من جهة أخرى عنه , و هو قوله : " جاء رسول الله صلى الله

عليه وسلم و نحن جلوس " . فالراجح عندي أن الحديث صحيح , فإن سائر رجاله كلهم

ثقات حفاظ . و أما ما جاء في " الميزان " للذهبي طبعة الخانجي ( 3 / 190 ) في

ترجمة المغيرة هذا بعد الحديث : " قلت و الإسناد إليه فيه نظر " . فهو خطأ

مطبعي أو نسخي , و الصواب في قول الذهبي هذا أنه في إسناد آخر ساقه في ترجمة

مغيرة بن الحسن الهاشمي عقب هذه الترجمة , و على الصواب وقع في طبعة الحلبي

للميزان ( 4 / 159 ) .

💙💙💙💙💙💙💙💥)

الأحاديث من 1601 إلى 1700

1601 " إن الرجل من أهل النار ليعظم للنار حتى يكون الضرس من أضراسه كأحد " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 131 :

أخرجه أحمد ( 4 / 366 ) من طريق أبي حيان التيمي حدثني يزيد بن حيان التيمي

.... و حدثنا # زيد ( بن أرقم ) # قال : فذكره , و هو مرفوع و لكنه لم يصرح

برفعه .

قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط مسلم . و له شاهد من حديث أبي سعيد الخدري

مرفوعا نحوه . أخرجه ابن ماجة ( 2 / 587 ) من طريق محمد بن أبي ليلى عن عطية

العوفي عنه . و هذا إسناد ضعيف . لكن يقويه أن أحمد أخرجه ( 3 / 29 ) من طريق

ابن لهيعة حدثنا دراج عن أبي الهيثم عنه نحوه . و أخرجه مسلم ( 8 / 154 )

و الترمذي ( 4 / 341 ) و الحاكم ( 4 / 595 ) و ابن حبان ( 2616 ) و أحمد ( 2 /

328 و 334 و 537 ) من طرق عن أبي هريرة مرفوعا مختصرا . و أحمد ( 2 / 26 ) من

حديث أبي يحيى الطويل عن أبي يحيى القتات عن مجاهد عن ابن عمر مرفوعا به مختصرا

. قلت : و الطويل و القتات فيهما ضعف , لكن لا بأس بهما في الشواهد .

1602 " إن الرحم شجنة آخذة بحجزة الرحمن , يصل من وصلها و يقطع من قطعها " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 132 :

أخرجه أحمد ( 1 / 321 ) و ابن أبي عاصم في " السنة " ( رقم 538 - بتحقيقي ) عن

ابن جريج قال : أخبرني زياد أن صالحا مولى التوأمة أخبره أنه سمع # ابن عباس #

يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم فذكره .

قلت : و هذا إسناد حسن , رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير صالح مولى التوأمة ,

ففيه كلام , و الذي يتحرر منه ما ذهب إليه الإمام أحمد و غيره أن من سمع منه

قديما فهو حجة , و إلا فلا . و قال ابن عدي : " لا بأس به إذا روى عنه القدماء

مثل ابن أبي ذئب و ابن جريج و زياد بن سعد , و من سمع منه بأخرة فهو مختلط (

يعني فهو ضعيف ) و لا أعرف له حديثا منكرا إذا روى عنه ثقة و حدث عنه من سمع

منه قبل الاختلاط " .

قلت : و هذا الحديث من رواية زياد بن سعد عنه كما ترى , فالحديث جيد , إن شاء

الله تعالى . و قد صح الحديث عن عائشة رضي الله عنها مرفوعا نحوه , و هو مخرج

في " تخريج الحلال و الحرام " ( 405 ) . و للحديث شواهد كثيرة يأتي أحدها برقم

( 2474 ) .

( شجنة ) بتثليث الشين المعجمة : الشعبة من كل شيء , كما في " المعجم الوسيط "

. و في " الترغيب " ( 3 / 226 ) : " قال أبو عبيد : يعني قرابة مشتبكة كاشتباك

العروق " .

و ( الحجزة ) بضم الحاء المهملة : موضع شد الإزار من الوسط . و يقال : أخذ

بحجزته : التجأ إليه و استعان به كما في " المعجم " . و راجع " الأسماء و

الصفات " للبيهقي ( ص 369 ) .

1603 " إن المصلي يناجي ربه فلينظر بما يناجيه , و لا يجهر بعضكم على بعض بالقرآن "

.

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 133 :

رواه الطبراني في " الأوسط " ( رقم 4757 - نسختي ) : حدثنا عبيد الله بن محمد

العمري حدثنا إسماعيل بن أبي أويس حدثني أبي عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن

# أبي هريرة و عائشة # عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه اطلع من بيته و الناس

يصلون يجهرون بالقراءة فقال لهم : فذكره و قال : " لم يروه عن محمد بن عمرو إلا

أبو أويس تفرد به ابنه " .

قلت : و هو صدوق أخطأ في أحاديث من حفظه كما قال الحافظ , و قال الذهبي في

" الضعفاء " : " صدوق , ضعفه النسائي , و ابن عدي قال : يسرق الحديث كأبيه " .

و محمد بن عمرو حسن الحديث لكن قد خولف في إسناده , فقال الإمام أحمد ( 3 / 94

) : حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر عن إسماعيل بن أمية عن أبي سلمة بن عبد الرحمن

عن أبي سعيد الخدري قال : " اعتكف رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد ,

فسمعهم يجهرون بالقراءة , و هو في قبة له , فكشف الستور و قال : ألا إن كلكم

مناج ربه , فلا يؤذين بعضكم بعضا , و لا يرفعن بعضكم على بعض بالقراءة . أو قال

: في الصلاة . و هكذا أخرجه أبو داود ( 1 / 209 - تازية ) : حدثنا الحسن بن علي

حدثنا عبد الرزاق به . و هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين .

قلت : فجعله من مسند أبي سعيد الخدري , لا من مسند أبي هريرة و عائشة , و هو

الصواب . و للحديث شاهد من حديث البياضي : " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم

خرج على الناس و هو يصلون و قد علت أصواتهم بالقراءة فقال : إن المصلي يناجي

ربه , فلينظر بما يناجيه , و لا يجهر بعضكم على بعض بالقرآن " . و قد روي عنه

من أربعة وجوه مختلفة , كما تقدم بيانه برقم ( 1597 ) . و حديث الترجمة عزاه

السيوطي للحاكم من حديث أبي هريرة بلفظ : " إن أحدكم إذا قام يصلي إنما يناجي

ربه فلينظر كيف يناجيه " . و لم أره في " مستدرك الحاكم " ! و قد عزاه المناوي

لأحمد و النسائي و البيهقي و لم أره عندهم عن أبي هريرة , و إنما رأيته عندهم -

حاشا النسائي - من حديث أبي سعيد المتقدم و من حديث البياضي المذكور عند أحمد .

و قد مضيا قريبا برقم ( 1597 ) . ثم وقفت على حديث أبي هريرة في " المستدرك "

بواسطة فهرسي الذي وضعته له أخيرا , و هو تحت الطبع , أخرجه ( 1 / 235 - 236 )

من طريق محمد بن إسحاق أخبرني سعيد بن أبي سعيد عن أبيه عن أبي هريرة قال : صلى

بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر , فلما سلم نادى رجلا كان في آخر

الصفوف فقال : " يا فلان ! ألا تتقي الله , ألا تنظر كيف تصلي ? ! إن أحدكم إذا

قام يصلي إنما يقوم يناجي ربه , فلينظر كيف يناجيه , إنكم ترون أني لا أراكم ,

إني و الله لأرى من خلف ظهري كما أرى من بين يدي " . و هو في " مسند أحمد " ( 2

/ 449 ) من هذا الوجه دون فقرة المناجاة , و قال الحاكم : " صحيح على شرط مسلم

" . و وافقه الذهبي .

و أقول : إنما هو حسن فقط كما نبهنا عن ذلك مرارا في أحاديث ابن إسحاق . و على

كل حال فروايته للحديث بسنده الصحيح عن أبي هريرة , يدل على أن لحديث الترجمة

أصلا أصيلا عنه , فهو شاهد قوي له . و الله أعلم .

1604 " ليبيتن قوم من هذه الأمة على طعام و شراب و لهو , فيصبحوا قد مسخوا قردة

و خنازير " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 135 :

أخرجه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2 / 126 ) من طريق علي بن يونس الأصبهاني

حدثنا أبو داود الطيالسي حدثنا جعفر بن سليمان الضبعي حدثنا فرقد السبخي عن

قتادة عن سعيد بن المسيب عن # ابن عباس # قال : قال رسول الله صلى الله عليه

وسلم : فذكره , و قال : " غريب من حديث قتادة عن سعيد , تفرد به علي بن يونس عن

أبي داود " .

قلت : و هو ثقة كما قال أبو الشيخ في " طبقات المحدثين " ( 2 / 74 / 2 ) , و هو

في " مسند الطيالسي " ( 1137 ) و عنه البيهقي في " شعب الإيمان " ( 2 / 153 / 1

- 2 ) نحوه . و سائر الرجال ثقات غير فرقد السبخي فإنه ضعيف . و قد روي عنه على

وجوه أخرى , فقال أحمد ( 5 / 259 ) : حدثنا سيار بن حاتم حدثنا جعفر قال : أتيت

فرقدا يوما فوجدته خاليا , فقلت : يا ابن أم فرقد لأسألنك اليوم عن هذا الحديث

, فقلت : أخبرني عن قولك في الخسف و القذف أشيء تقوله أنت : أو تأثره عن رسول

الله صلى الله عليه وسلم , قال : لا , بل آثره عن رسول الله صلى الله عليه وسلم

, قلت : و من حدثك ? قال : حدثني عاصم بن عمر البجلي عن أبي أمامة عن النبي صلى

الله عليه وسلم , و حدثني قتادة عن سعيد بن المسيب , و حدثني به إبراهيم النخعي

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " تبيت طائفة من أمتي على أكل و شرب و

لهو و لعب , ثم يصبحون قردة و خنازير , فيبعث على أحياء من أحيائهم ريح فتنسفهم

كما نسفت من كان قبلهم باستحلالهم الخمور و ضربهم بالدفوف و اتخاذهم القينات "

. و تابعه صدقة بن موسى عن فرقد السبخي حدثنا أبو منيب الشامي عن أبي عطاء عن

عبادة بن الصامت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم , و حدثني شهر بن حوشب عن عبد

الرحمن بن غنم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم , قال : و حدثني عاصم بن عمرو

البجلي عن أبي أمامة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم , قال : و حدثني سعيد بن

المسيب أو حدثت عنه عن ابن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :

" و الذي نفسي بيده ليبيتن ناس من أمتي على أشر و بطر , و لعب و لهو , فيصبحوا

قردة و خنازير باستحلالهم المحارم و القينات و شربهم الخمر و أكلهم الربا

و لبسهم الحرير " . أخرجه عبد الله بن أحمد في " زوائد المسند " ( 5 / 329 ) .

قلت : و ذكر الهيثمي في " المجمع " ( 5 / 75 ) رواية عبد الله هذه , و التي

قبلها و قال : " و فرقد ضعيف " . و قال الحافظ : " صدوق عابد لكنه لين الحديث

كثير الخطأ " .

قلت : و لذلك لا يتحمل منه تفرده بهذه الطرق العدة , دون كل الثقات الأثبات .

لكن للحديث شواهد يتقوى بها إن شاء الله تعالى , و قد مضى ذكر بعضها برقم ( 90

و 91 ) , فهو بها حسن .

1605 " كان إذا ودع الجيش قال : أستودع الله دينكم و أمانتكم و خواتيم أعمالكم " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 137 :

أخرجه المحاملي في " الدعاء " ( ق 30 / 2 ) : حدثنا العباس بن محمد حدثنا يحيى

ابن إسحاق أخبرنا حماد بن سلمة عن أبي جعفر الخطمي عن محمد بن كعب عن # عبد

الله بن يزيد الخطمي # مرفوعا به .

قلت : و هذا إسناد صحيح , رجاله كلهم ثقات من رجال مسلم غير العباس بن محمد

و أبي جعفر الخطمي - و اسمه عمير بن يزيد - و هما ثقتان مترجمان في " التهذيب "

. و عبد الله بن يزيد الخطمي صحابي صغير , له في " مسند أحمد " ( 4 / 307 )

حديثان . و قد تقدم هذا الحديث برقم ( 15 ) من مصدرين آخرين , أبي داود و ابن

السني , فقدر أن أعيده هنا بهذا المصدر الحديث لعزته و ندرته , كما تقدم له

هناك بعض الشواهد ( 14 و 16 ) . هذا , و إن مما يؤسف له حقا أن ترى هذا الأدب

النبوي الكريم , قد صار مما لا أثر له و لا عين عند قواد جيوش زماننا , فإنهم

يودعون الجيوش على أنغام الآلات الموسيقية التي يرى بعض الدعاة الإسلاميين

اليوم أنه لا شيء فيها , تقليدا منهم لظاهرية ابن حزم التي قد يسخرون منها

عندما تخالف آراءهم - و لا أقول : أهواءهم , و لا يتبعون أقوال الأئمة الأربعة

و غيرهم الموافقة للأحاديث الصحيحة و الصريحة في تحريم المعازف , تيسيرا على

الناس بزعمهم ! فإلى الله المشتكى من غربة الإسلام , و قلة من يعمل بأحكامه في

هذا الزمان , و يشكك فيها بالخلاف الواقع في الكثير منها , ليأخذ منها ما يشتهي

, دون أن يحكم فيه قوله تعالى : *( فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله و الرسول

إن كنتم تؤمنون بالله و اليوم الآخر )* , فكأن هذه الآية منسوخة عنده . و الله

المستعان .

1606 " إن الشيخ يملك نفسه " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 138 :

أخرجه أحمد ( 2 / 185 و 221 ) عن ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن قيصر

التجيبي عن # عبد الله بن عمرو بن العاص # قال : " كنا عند النبي صلى الله عليه

وسلم , فجاء شاب فقال : يا رسول الله أقبل و أنا صائم ? قال : " لا " . فجاء

شيخ فقال : أقبل و أنا صائم ? قال : " نعم " . قال : فنظر بعضنا إلى بعض فقال

رسول الله صلى الله عليه وسلم ... " فذكره .

قلت : و هذا إسناد لا بأس به في الشواهد , رجاله ثقات غير ابن لهيعة فإنه سيء

الحفظ . لكن لحديثه شواهد كنت ذكرتها قديما في " التعليقات الجياد " يتقوى

الحديث بها . و من شواهده ما أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 11040 )

من طريق حبيب بن أبي ثابت عن مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنه قال : " رخص للشيخ

( أن يقبل ) و هو صائم , و نهى الشاب " . و رجاله رجال الصحيح كما قال الهيثمي

( 3 / 166 ) , فهو صحيح لولا عنعنة حبيب , فإنه مدلس . و أخرج أيضا ( 10604 )

من طريق عطية قال : سأل شاب ابن عباس : أيقبل و هو صائم ? قال : لا . ثم جاء

شيخ فقال : أيقبل و هو صائم ? قال : نعم . قال الشاب : سألتك أقبل و أنا صائم ?

فقلت : لا . و سألك هذا : أيقبل و هو صائم ? فقلت : نعم , فكيف يحل لهذا ما

يحرم على هذا , و نحن على دين واحد ? فقال له ابن عباس : إن عروق الخصيتين

معلقة بالأنف , فإذا شم الأنف تحرك الذكر , و إذا تحرك الذكر دعا إلى ما هو

أكبر من ذاك , و الشيخ أملك لإربه , و ذاك بعد ما ذهب بصر عبد الله , و خلفه

امرأة , فقيل : يا ابن عباس إن خلفك امرأة ! قال : أف لك من جليس قوم .

قلت : و عطية - و هو العوفي - ضعيف مدلس .

1607 " إن السلام اسم من أسماء الله وضعه الله في الأرض , فأفشوه فيكم , فإن الرجل

إذا سلم على قوم فردوا عليه كان له عليهم فضل درجة لأنه ذكرهم , فإن لم يردوا

عليه رد عليه من هو خير منهم و أطيب " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 139 :

رواه الطبراني ( رقم 10391 ) عن سفيان بن بشر أخبرنا أيوب بن جابر عن الأعمش عن

زيد بن وهب عن # عبد الله # مرفوعا .

قلت : و سفيان بن بشر لم أجد له ترجمة . و أيوب بن جابر ضعيف , لكنه قد توبع من

غير واحد . الأول : محمد بن جعفر المدائني : أخبرنا ورقاء عن الأعمش به . أخرجه

الطبراني ( 10392 ) و البزار في " مسنده " ( رقم - 1999 ) و ابن حبان في " روضة

العقلاء " ( ص 59 ) .

قلت : و هذا إسناد حسن كما بينته في " الروض النضير " تحت الحديث ( 1075 ) .

الثاني : عبد الرحمن بن شريك عن أبيه عن الأعمش به . أخرجه البزار أيضا .

و عبد الرحمن و أبوه فيهما ضعف من قبل حفظهما , فيستشهد بهما . و الجملة الأولى

من الحديث لها شاهد من حديث أنس و أبي هريرة و هما مخرجان في " الروض النضير "

( 2 / 457 ) .

قلت : و من إفشاء السلام , السلام على المصلي و التالي للقرآن و الطاعم و غيرهم

, و بسط ذلك له مجال آخر .

1608 " إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب و لكن في التحريش بينهم "

.

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 140 :

حديث صحيح , مما حفظه لنا # جابر بن عبد الله الأنصاري # رضي الله عنهما , و له

عن طرق :

الأولى : عن الأعمش عن أبي سفيان عنه . أخرجه مسلم ( 8 / 138 ) و الترمذي ( 3 /

127 ) و أحمد ( 3 / 313 ) و أبو يعلى في " مسنده " ( 2 / 609 ) و قال الترمذي :

" هذا حديث حسن , و أبو سفيان اسمه طلحة بن نافع " .

قلت : بل هو صحيح لطريقه الآتية . و ذكره ابن أبي حاتم في " العلل " ( 2 / 284

) من رواية المسيب بن واضح عن أبي إسحاق الفزاري عن الأعمش به , و عن أبي إسحاق

الفزاري عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه

. و قال : " قال أبي : أحد هذين باطل " .

قلت : الأول محفوظ قطعا لأن جماعة من الثقات رووه عن الأعمش به . فالآخر هو

الباطل . و علته من المسيب بن واضح , فإنه سيء الحفظ .

الثانية : عن صفوان عن ماعز التميمي عنه به دون ذكر جزيرة العرب . أخرجه أحمد (

3 / 354 ) و ابن أبي عاصم في " السنة " ( ق 2 / 1 ) .

قلت : و رجاله ثقات غير ماعز هذا , أورده ابن أبي حاتم ( 1 / 4 / 391 ) من

رواية صفوان هذا و هو ابن عمرو السكسكي و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا , و أما

ابن حبان فذكره في " الثقات " ( 3 / 266 ) من رواية الزهري عنه .

الثالثة : عن أبي الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله يقول : فذكره موقوفا دونها

أيضا . أخرجه أحمد ( 3 / 384 ) : حدثنا روح حدثنا ابن جريج حدثنا أبو الزبير .

و هذا إسناد موقوف صحيح على شرط مسلم , و هو في حكم المرفوع , و قد جاء مرفوعا

فيما سبق من الطرق , و في هذه أيضا في رواية لأحمد قال ( 3 / 366 ) : " حدثنا

أبو نعيم حدثنا سفيان عن أبي الزبير عن جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه

وسلم : ( فذكره ) . حدثناه وكيع عن سفيان معناه " . و هكذا أخرجه أبو يعلى ( 2

/ 577 ) من طريق عبد الرحمن عن سفيان به .

1609 " إن الشيطان ليفرق منك يا عمر ! " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 142 :

أخرجه أحمد ( 5 / 353 ) و الترمذي ( 4 / 316 ) و ابن حبان ( 2186 ) مختصرا من

طريق الحسين بن واقد حدثني # عبد الله بن بريدة عن أبيه # : " أن أمة سوداء أتت

رسول الله صلى الله عليه وسلم و رجع من بعض مغازيه , فقالت : إني كنت نذرت : إن

ردك الله صالحا أن أضرب عندك بالدف ! قال : " إن كنت فعلت فافعلي , و إن كنت لم

تفعلي فلا تفعلي " . فضربت , فدخل أبو بكر و هي تضرب و دخل غيره و هي تضرب , ثم

دخل عمر , قال : فجعلت دفها خلفها و هي مقنعة , فقال رسول الله صلى الله عليه

وسلم : ( فذكره ) و زاد : " أنا جالس ههنا , و دخل هؤلاء , فلما أن دخلت فعلت

ما فعلت " .

قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط مسلم , و في الحسين كلام لا يضر . و قد يشكل

هذا الحديث على بعض الناس لأن الضرب بالدف معصية في غير النكاح و العيد ,

و المعصية لا يجوز نذرها و لا الوفاء بها . و الذي يبدو لي في ذلك أن نذرها لما

كان فرحا منها بقدومه صلى الله عليه وسلم صالحا سالما منتصرا , اغتفر لها السبب

الذي نذرته لإظهار فرحها , خصوصية له صلى الله عليه وسلم دون الناس جميعا , فلا

يؤخذ منه جواز الدف في الأفراح كلها . لأنه ليس هناك من يفرح كالفرح به صلى

الله عليه وسلم , و لمنافاة ذلك لعموم الأدلة المحرمة للمعازف و الدفوف و غيرها

, إلا ما استثنى كما ذكرنا آنفا .

1610 " إن الصالحين يشدد عليهم , و إنه لا يصيب مؤمنا نكبة من شوكة فما فوق ذلك إلا

أحطت بها عنه خطيئة و رفع بها درجة " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 143 :

أخرجه أحمد ( 6 / 160 ) و ابن حبان ( 702 ) و الحاكم ( 4 / 320 ) أوله فقط من

طريق معاوية بن سلام قال : سمعت يحيى بن أبي كثير قال : أخبرني أبو قلابة أن

عبد الرحمن بن شيبة أخبره أن # عائشة # أخبرته : " أن رسول الله صلى الله عليه

وسلم طرقه وجع , فجعل يشتكي , و يتقلب على فراشه , فقالت عائشة : لو صنع هذا

بعضنا لوجدت عليه , فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " فذكره , و قال الحاكم :

" صحيح الإسناد " . و وافقه الذهبي , و هو كما قالا , و رجاله ثقات رجال مسلم

غير عبد الرحمن بن شيبة و هو ثقة . و تابعه علي و هو ابن المبارك عن يحيى به .

أخرجه أحمد ( 6 / 215 ) . و للحديث في " صحيح مسلم " ( 8 / 15 - 16 ) طرق أخرى

عن عائشة نحوه و في بعضها : " إلا كتب الله له بها حسنة , أو حط عنه بها خطيئة

" .

1611 " إن العبد إذا مرض أوحى الله إلى ملائكته : يا ملائكتي أنا قيدت عبدي بقيد من

قيودي , فإن أقبضه أغفر له و إن أعافه فحينئذ يقعد و لا ذنب له " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 143 :

أخرجه الطبراني في " الكبير " ( 7697 ) و الحاكم ( 4 / 313 ) عن عفير بن معدان

عن سليم بن عامر عن # أبي أمامة # رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله

عليه وسلم : فذكره . و اللفظ للحاكم و قال : " صحيح الإسناد " ! و رده الذهبي

بقوله : " قلت عفير واه " .

قلت : و هو كما قال الذهبي رحمه الله , و قال الحافظ : " هو ضعيف " , و كذا قال

الهيثمي في " المجمع " ( 2 / 291 ) .

قلت : لكن له شاهد يرويه إسماعيل بن عياش عن راشد بن داود الصنعاني عن أبي

الأشعث الصنعاني أنه راح إلى مسجد دمشق , و هجر بالرواح , فلقي شداد بن أوس

و الصنابحي معه , فقلت : أين تريدان يرحمكما الله ? قالا : نريد ههنا إلى أخ

لنا مريض نعوده , فانطلقت معهما حتى دخلا على ذلك الرجل فقالا له : كيف أصبحت ?

قال : أصبحت بنعمة , فقال له شداد : أبشر بكفارات السيئات و حط الخطايا , فإني

سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إن الله عز وجل يقول : إني إذا

ابتليت عبدا من عبادي مؤمنا فحمدني على ما ابتليته , فإنه يقوم من مضجعه ذلك

كيوم ولدته أمه من الخطايا , و يقول الرب عز وجل : أنا قيدت عبدي و ابتليته ,

فأجروا له كما كنتم تجرون له و هو صحيح " . أخرجه أحمد ( 4 / 123 ) و الطبراني

في " الكبير " ( 7136 ) .

قلت : و هذا إسناد حسن , رجاله ثقات , و في راشد بن داود الصنعاني كلام يسير لا

ينزل حديثه عن رتبة الحسن , و قدأشار الحافظ إلى ذلك بقوله فيه : " صدوق له

أوهام " . و أما قول الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 2 / 303 - 304 ) : " رواه

أحمد و الطبراني في " الكبير " و " الأوسط " كلهم من رواية إسماعيل بن عياش عن

راشد الصنعاني و هو ضعيف في غير الشاميين " . ففيه ذهول عن أن الصنعاني هذا ليس

نسبة إلى " صنعاء اليمين " و إنما هو منسوب إلى صنعاء دمشق كما في " التقريب "

, فهو شامي , و إسماعيل صحيح الحديث عنهم , فثبت الحديث و الحمد لله .

1612 " إن الصخرة العظيمة لتلقى من شفير جهنم , فتهوي فيها سبعين عاما ما تفضي إلى

قرارها " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 145 :

أخرجه الترمذي ( 3 / 341 ) من طريق هشام بن حسان عن الحسن قال : قال # عتبة بن

غزوان # على منبرنا هذا - منبر البصرة - عن النبي صلى الله عليه وسلم . قال :

فذكره . و قال : " لا نعرف للحسن سماعا عن عتبة بن غزوان , و إنما قدم عتبة بن

غزوان البصرة زمن عمر . و ولد الحسن لسنتين بقيتا من خلافة عمر " .

قلت : و رجال إسناده ثقات , إلا أنه منقطع , لكنه قد جاء موصولا من طريق خالد

ابن عميري العدوي قال : " خطبنا عتبة بن غزوان فحمد الله و أثنى عليه ثم قال :

أما بعد ... فإنه قد ذكر لنا أن الحجر يلقى من شفة جهنم فيهوي فيها سبعين عاما

لا يدرك لها قعرا " . أخرجه مسلم ( 8 / 215 ) و أحمد ( 4 / 174 ) .

قلت : و هو شاهد قوي لحديث الحسن لأن قول عتبة : " ذكر لنا " بالبناء للمجهول

مثل قول غيره من الصحابة "أمرنا " و " نهينا " و ذلك كله في حكم المرفوع كما

هو مقرر في " مصطلح الحديث " . و له شاهد من حديث أبي هريرة قال : كنا مع رسول

الله صلى الله عليه وسلم إذ سمع وجبة , فقال النبي صلى الله عليه وسلم :

" تدرون ما هذا ? " . قال : قلنا : الله و رسوله أعلم , قال : " هذا حجر رمي به

في النار منذ سبعين خريفا , فهو يهوي في النار الآن حتى انتهى إلى قعرها " .

أخرجه مسلم ( 8 / 150 ) و أخرجه في مكان آخر ( 1 / 130 ) مختصرا موقوفا .

و رواه ابن أبي الدنيا في " صفة النار " ( ق 2 / 1 ) مرفوعا به , و الحاكم ( 4

/ 606 ) من طريق أخرى عنه مرفوعا مختصرا . و قال الذهبي : " سنده صالح " .

ثم أخرجه الحاكم ( 4 / 597 ) من طريق أبي سلمة بن عبد الرحمن و سعيد بن المسيب

قالا : قال أبو هريرة مرفوعا بلفظ : " و الذي نفس محمد بيده إن قدر ما بين شفير

النار و قعرها لصخرة زنتها سبع خلفات بشحومهن و لحومهن و أولادهن تهوي فيما بين

شفير النار و قعرها سبعين خريفا " . و قال : " صحيح الإسناد " .

و وافقه الذهبي . و له شاهدان آخران من حديث أبي موسى و بريدة مرفوعا نحوه .

أخرجهما البزار في " مسنده " ( ص 315 - زوائده ) و قال في الأول منهما : " و هو

إسناد حسن " .

قلت : و فيه عطاء بن السائب و كان اختلط لكنه لا بأس في الشواهد و من طريقه

أخرجه ابن أبي الدنيا أيضا و ابن حبان ( 2609 ) . و له شاهد رابع من رواية يزيد

الرقاشي عن أنس . أخرجه ابن أبي الدنيا أيضا . و خامس من رواية الوليد بن حصين

الشامي قال : أخبرني لقمان بن عامر عن أبي أمامة صدي بن عجلان الباهلي مرفوعا

به و زاد تفسير قوله تعالى : ( غيا ) و ( آثاما ) . أخرجه ابن أبي الدنيا أيضا

قال : حدثنا الفضل ابن إسحاق قال : حدثنا شبابة بن سوار قال : أخبرني الوليد بن

حصين الشامي ....

قلت : و هذا إسناد رجاله كلهم ثقات غير الوليد بن حصين الشامي و هو الملقب بـ (

شرقي بن قطامي ) ضعفه الساجي و غيره . و قال المنذري في " الترغيب " ( 4 / 231

) : " رواه الطبراني و البيهقي مرفوعا , و رواه غيرهما موقوفا عن أبي أمامة

و هو أصح " . و قال الهيثمي ( 10 / 389 ) : " رواه الطبراني و فيه ضعفاء قد

وثقهم ابن حبان و قال : يخطؤون " .

قلت : إسناد ابن أبي الدنيا ليس فيه إلا الوليد بن حصين , فإن الفضل بن إسحاق

و هو أبو العباس البزار الدوري ترجمه الخطيب في " التاريخ " ( 12 / 360 - 361 )

و روى عن السراج أنه ثقة مأمون . مات سنة اثنتين و أربعين يعني و مائتين .

و الموقف الذي أشار إليه المنذري قد أخرجه ابن أبي الدنيا أيضا ( ق 2 / 2 )

و العقيلي في " الضعفاء " ( ص 144 ) من طريق هشيم قال : أخبرنا زكريا ابن أبي

مريم الخزاعي قال : سمعت أبا أمامة يقول : فذكره موقوفا . و فيه ذكر الغي

و الآثام و لكن بدون تفسير . و روى العقيلي عن علي بن المديني قال : سمعت عبد

الرحمن بن مهدي - و ذكر زكريا بن أبي مريم الذي روى عنه هشيم - قال : قلنا

لشعبة : لقيت زكريا ابن أبي مريم سمع من أبي أمامة ? فجعل يتعجب - ثم ذكره -

فصاح صيحة . و هذا الحديث حدثناه بشر ...

قلت : فذكره . و قال ابن أبي حاتم : " فدلت صيحة شعبة أنه لم يرضه " .

قلت : و الظاهر من تعجبه أنه من تصريحه بالسماع من أبي أمامة . و قال ابن عدي (

ق 148 / 1 ) عقب رواية ابن مهدي المذكورة : " و هشيم يروي عن زكريا بن أبي مريم

القليل , و ليس فيما روى عنه هشيم حديث له رونق و ضوء " .

قلت : فإن كان المنذري عنى بالموقوف هذه الرواية ففي قوله : إنه أصح , نظر لا

يخفى . لاسيما و ليس فيه التفسير المشار إليه . و الله أعلم . ثم رأيت رواية

شرقي بن قطامي في " كبير معجم الطبراني " ( 7731 ) أخرجه من طريق أخرى عنه .

1613 " إن الصدقة لا تحل لنا , و إن موالي القوم من أنفسهم " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 149 :

أخرجه أبو داود ( 1 / 262 ) و النسائي ( 1 / 366 ) و الترمذي ( 1 / 128 )

و الحاكم ( 1 / 404 ) و أحمد ( 6 / 10 و 390 ) من طرق عن شعبة حدثنا الحكم عن

ابن أبي رافع عن # أبي رافع # رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث

رجلا من بني مخزوم على الصدقة فقال لأبي رافع : اصحبني كيما تصيب منها . فقال :

لا حتى آتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسأله , فانطلق إلى النبي صلى الله

عليه وسلم فسأله فقال : فذكره . و قال الترمذي : " حديث حسن صحيح " . و الحاكم

: " صحيح على شرط الشيخين " . و وافقه الذهبي , و هو كما قالا . و قد تابعه ابن

أبي ليلى عن الحكم بن عتيبة . أخرجه الطحاوي ( 1 / 299 ) و أحمد أيضا ( 6 / 8 )

و لفظ أبي داود بتقديم الجملة الأخرى على الأولى كما سيأتي . و الجملة الثانية

أخرجها البخاري ( 4 / 290 ) من حديث أنس مرفوعا . و لها شواهد كثيرة منها عن

ميمون أو مهران مرفوعا بلفظ : " إنا أهل بيت نهينا عن الصدقة و إن موالينا من

أنفسنا و لا نأكل الصدقة " . أخرجه أحمد ( 4 / 34 - 35 ) . و عزاه السيوطي في "

الجامع " لأوسط الطبراني عن ابن عمر بلفظ : " موالينا منا " . و في سنده ضعف

نقله المناوي عن الهيثمي . ثم ادعى أن الحديث بهذا اللفظ ليس في تحريم الزكاة

على الموالي , و إنما في الاستنان بسنتان , و الاحترام و الإكرام . و ما دل

عليه الحديث من تحريم الصدقة على موالي أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم هو

المشهور في مذهب الحنفية خلافا لقول ابن الملك منهم , و قد رد ذلك عليه العلامة

الشيخ علي القاريء في " مرقاة المفاتيح " ( 2 / 448 - 449 ) فليراجعه من شاء .

1614 " أرأيت لو كان بفناء أحدكم نهر يجري يغتسل منه كل يوم خمس مرات , ما كان يبقى

من درنه ? قالوا : لا شيء , قال : إن الصلوات تذهب الذنوب كما يذهب الماء الدرن

" .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 150 :

أخرجه أحمد ( 1 / 71 - 72 ) و ابن نصر في " الصلاة " ( 17 / 1 ) و الضياء في

" المختارة " رقم ( 298 - 299 بتحقيقي ) عن الزهري قال : أخبرني صالح بن عبد

الله ابن أبي فروة أن عامر بن سعد بن أبي وقاص أخبره أنه سمع أبان بن عثمان

يقول : قال # عثمان # : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره .

قلت : رجاله ثقات غير صالح هذا وثقه ابن معين و ابن حبان , و لم يذكروا له

راويا غير الزهري و كأنه لذلك قال أبو جعفر الطبري في " التهذيب " : " ليس

بمعروف في أهل النقل عندهم " . لكن الحديث على كل حال صحيح , فإن له شاهدا من

حديث أبي هريرة مرفوعا نحوه . أخرجه الشيخان , و من حديث جابر عند مسلم , و عن

أبي سعيد الخدري عند البزار و غيره . و هو مخرج في " الترغيب " ( 1 / 138 )

و هي كلها عند ابن نصر ( 17 / 1 - 18 / 1 ) .

1615 " كان يربط الحجر على بطنه من الغرث " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 151 :

أخرجه ابن الأعرابي في " معجمه " ( 3 / 1 ) من طريق زينب بنت أبي طليق أخبرنا

حيان بن حية عن # أبي هريرة # أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ... الحديث .

قلت : و هذا إسناد غريب , من دون أبي هريرة و لم أعرفهما . لكن يشهد له حديث

سيار عن سهل بن أسلم عن يزيد بن أبي منصور عن ابن مالك عن أبي طلحة قال :

" شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الجوع , و رفعنا عن بطوننا عن حجر

حجر , فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم عن حجرين " . أخرجه الترمذي في

" السنن " ( 3 / 276 ) و " الشمائل " ( 2 / 232 ) و قال : " حديث غريب , لا

نعرفه إلا من هذا الوجه " .

قلت : و هو ضعيف من أجل سيار و هو ابن حاتم العنزي , أورده الذهبي في " الضعفاء

" و قال : " قال القواريري : كان معي في الدكان لم يكن له عقل , قيل : أتتهمه ?

قال : لا , و قال غيره : صدوق سليم الباطن " . و قال الحافظ : " صدوق له أوهام

" . و يشهد له أيضا حديث جابر قال : " لما كان يوم الخندق نظرت إلى رسول الله

صلى الله عليه وسلم فوجدته قد وضع حجرا بينه و بين إزاره , يقيم به صلبه من

الجوع " . أخرجه أبو يعلى و رجاله وثقوا على ضعف في إسماعيل بن عبد الملك , كما

في " مجمع الزوائد " ( 10 / 314 ) . فالحديث حسن بمجموع الطرق الثلاثة . و الله

أعلم . ( الغرث ) : الجوع .

1616 " العبد إذا نصح لسيده و أحسن عبادة الله فله أجره مرتين " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 152 :

أخرجه مالك ( 3 / 146 ) و من طريقه البخاري ( 5 / 132 ) و في " الأدب المفرد "

( 31 ) عن نافع عن # ابن عمر # مرفوعا . و قد رواه من طريقه مسلم ( 5 / 94 )

و أبو داود ( 2 / 338 ) بلفظ : " إن العبد ....... " و الباقي مثله سواء .

1617 " إن الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن

إبراهيم خليل الرحمن تبارك و تعالى , لو لبثت في السجن ما لبث يوسف ثم جاءني

الداعي لأجبت , إذ جاءه الرسول فقال : *( ارجع إلى ربك فاسأله ما بال النسوة

اللاتي قطعن أيديهن )* , و رحمة الله على لوط إن كان ليأوي إلى ركن شديد , إذ

قال لقومه : *( لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد )* , فما بعث الله بعده

من نبي إلا في ثروة من قومه " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 152 :

أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ( 605 ) و الترمذي ( 4 / 128 - 129 )

و الحاكم ( 2 / 346 - 347 و 570 و 571 ) و أحمد ( 2 / 332 و 384 ) من طريق محمد

ابن عمرو عن أبي سلمة عن # أبي هريرة # مرفوعا به و قال الترمذي : " حديث حسن "

. و قال الحاكم : " صحيح على شرط مسلم " . و وافقه الذهبي . و أخرجه مسلم ( 7 /

98 ) من طريق ابن شهاب عن أبي سلمة و سعيد بن المسيب عن أبي هريرة به مختصرا .

1618 " إن الذي يكذب علي يبنى له بيت في النار " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 153 :

أخرجه أحمد ( 2 / 22 و 103 و 144 ) عن # أبي بكر بن سالم عن أبيه عن جده # أن

رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .

قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين .

1619 " طوبى للغرباء , قيل : و من الغرباء يا رسول الله ? قال : ناس صالحون قليل

في ناس سوء كثير من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 153 :

رواه ابن المبارك في " الزهد " ( 190 / 2 من الكواكب 575 - و رقم 775 مطبوعة )

: أنبأنا ابن لهيعة حدثني الحارث بن يزيد بن جندب بن عبد الله العدواني أنه سمع

سفيان بن عوف القاري يقول : سمعت # عبد الله بن عمرو بن العاص # يقول : قال

رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم و نحن عنده : فذكره . و هكذا أخرجه أحمد

( 2 / 177 و 222 ) من طريقين أخريين عن ابن لهيعة به .

قلت : و هذا إسناد رجاله ثقات غير أن سفيان بن عوف القاري لم يوثقه غير ابن

حبان ( 3 / 96 ) و العجلي رقم ( 483 ) فقال : " مصري تابعي ثقة " . و الراوي

عنه جندب بن عبد الله العدواني وثقه العجلي أيضا رقم ( 182 ) فالإسناد مستور .

نعم رواه ابن عساكر ( 12 / 8 / 1 ) عن معاذ بن أسد ( كاتب ) ابن المبارك أخبرنا

ابن المبارك عن ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي عبد الرحمن المعافري عن

سفيان بن عبد الله الثقفي عن عبد الله بن عمرو به .

قلت : و هذا إسناد جيد رجاله كلهم ثقات من رجال " الصحيح " غير ابن لهيعة و هو

ثقة صحيح الحديث إذا روى عنه أحد العبادلة , و منهم عبد الله بن المبارك و هذا

الحديث من روايته عنه كما ترى و من الظاهر أن ابن لهيعة كان عنده فيه إسنادان ,

فرواه عنه ابن المبارك , مرة بهذا و مرة بهذا , و به صح الحديث و الحمد لله .

و أبو عبد الرحمن المعافري اسمه عبد الله بن يزيد الحبلي المصري .

1620 " إن الله احتجز التوبة عن صاحب كل بدعة " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 154 :

أخرجه أبو الشيخ في " تاريخ أصبهان " ( ص - 259 ) و الطبراني في " الأوسط "

( رقم 4360 ) و أبو بكر الملحمي في " مجلسين من الأمالي " ( ق 148 / 1 - 2 )

و الهروي في " ذم الكلام " ( 6 / 101 / 1 ) و البيهقي في " شعب الإيمان " ( 2 /

380 / 2 ) و يوسف بن عبد الهادي في " جمع الجيوش و الدساكر على ابن عساكر " ( ق

33 / 1 ) من طرق عن هارون بن موسى حدثنا أبو ضمرة عن حميد عن # أنس # مرفوعا .

قلت : و هذا إسناد صحيح , رجاله ثقات رجال الشيخين غير هارون بن موسى و هو

الفروي , قال النسائي و تبعه الحافظ في " التقريب " : " لا بأس به " و قال

الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 10 / 189 ) : " رواه الطبراني في " الأوسط "

و رجاله رجال " الصحيح " غير هارون بن موسى الفروي و هو ثقة " . و قال المنذري

في " الترغيب " ( 1 / 45 ) : " رواه الطبراني و إسناده حسن " .

قلت : و تابعه محمد بن عبد الرحمن القشيري عن حميد به . أخرجه ابن أبي عاصم في

" السنة " ( رقم - 37 بتحقيقي ) و ابن عدي في " الكامل " ( ق 311 / 1 ) و ابن

عبد الهادي ( 10 / 2 ) من طريق بقية بن الوليد حدثني محمد بن عبد الرحمن به .

لكن القشيري هذا واه , فالعمدة على ما قبله .

1621 " ما أهل مهل قط إلا بشر , و لا كبر مكبر قط إلا بشر , قيل : بالجنة ? قال :

نعم " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 155 :

رواه الطبراني في " الأوسط " ( رقم - 7943 - نسختي ) و أبو الحسن الحربي في

" الأمالي " ( 245 / 2 ) عن عبد الأعلى بن حماد النرسي حدثنا معتمر بن سليمان

حدثنا زيد بن عمر بن عاصم عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن # أبي هريرة # مرفوعا

, و قال الطبراني : " لم يروه عن زيد إلا معتمر " .

قلت : قال في " الميزان " : " حدث عن سهيل بن أبي صالح بخبر منكر " .

قلت : لعله يعني هذا , لكن مجيئه من طريق آخر يرفع عنه النكارة , و هو ما أخرجه

الطبراني أيضا قال : حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة حدثنا الحسن بن علي

الحلواني حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن عبيد الله بن عمر

عن سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة نحوه .

قلت : و هذا إسناد حسن رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير محمد بن عثمان بن أبي

شيبة و فيه كلام لا ينزل حديثه عن رتبة الحسن إن شاء الله كما بينته في مقدمة

" مسائل ابن أبي شيبة شيوخه " تأليف محمد بن عثمان هذا . و الحديث قال الهيثمي

( 3 / 224 ) تبعا للمنذري ( 2 / 119 ) : " رواه الطبراني في الأوسط بإسنادين

رجال أحدهما رجال الصحيح " . كذا قال و ابن شيبة هذا ليس من رجال الصحيح لكن قد

رواه الخطيب في " تاريخه " ( 2 / 79 ) من طريق محمد بن أبان البلخي قال : نبأ

عبد الرزاق عن سفيان الثوري عن محمد بن المنكدر عن محرر بن أبي هريرة عن أبيه

مرفوعا بلفظ : " ما أهل مهل قط إلا آبت الشمس بذنوبه " . فهذا إسناد رجاله كلهم

رجال البخاري غير محرر بن أبي هريرة فإنه من رجال النسائي و ابن ماجة فقط ,

و لم يوثقه غير ابن حبان . و لذلك لم يوثقه الحافظ ابن حجر بل اكتفى بقوله :

" مقبول " . يعني عند المتابعة . على أن في الإسناد علة أخرى خفية نبه عليها

الخطيب فقال عقبه : " تفرد بروايته محمد بن أبان عن عبد الرزاق عن الثوري ,

و خالفه الحسن بن أبي الربيع الجرجاني فرواه عن عبد الرزاق عن ياسين الزيات عن

ابن المنكدر به " , ثم ساق إسناده إلى الحسن به . ثم ساق لمحمد بن أبان البلخي

حديث آخر له عن عبد الرزاق قال أبو داود فيه : " أنكروه على ابن أبان " !

قلت : و ابن أبان البلخي و الحسن الجرجاني كل منهما ثقة , و لكن الأول منتقد في

بعض رواياته عن عبد الرزاق . فروايته عند المخالفة شاذة مرجوحة , و كلام الخطيب

السابق يشير إلى هذا و الفرق بين روايته و رواية الجرجاني أن الأول جعل سفيان

الثوري مكان ياسين الزيات , و الثوري إمام جليل مشهور بينما ياسين الزيات ضعيف

جدا , فهو علة هذه الطريق . و الله أعلم .

1622 " إن الله إذا أنزل سطوته بأهل نقمته و فيهم الصالحون , فيصابون معهم , ثم

يبعثون على نياتهم " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 157 :

أخرجه ابن حبان ( 1846 ) عن عمرو بن عثمان الرقي قال : حدثنا زهير بن معاوية عن

هشام بن عروة عن أبيه عن # عائشة # قالت : " قلت : يا رسول الله إن الله إذا

أنزل سطوته بأهل الأرض و فيها الصالحون فيهلكون بهلاكهم ? فقال : " فذكره .

قلت : و هذا إسناد ضعيف من أجل الرقي هذا , فإنه ضعيف كما قال الحافظ و أورده

الذهبي في " الضعفاء " و قال : " قال النسائي و غيره : متروك " .

قلت : لكن الحديث في " صحيح مسلم " ( 8 / 168 ) و " المسند " ( 6 / 259 ) من

طرق أخرى عن عائشة رضي الله عنها بلفظ آخر , و لفظ مسلم : " العجب ! إن ناسا من

أمتي يؤمون بالبيت , برجل من قريش , قد لجأ بالبيت حتى إذا كانوا بالبيداء خسف

بهم , فقلنا : يا رسول الله : إن الطريق قد يجمع الناس , قال : نعم , فيهم

المستبصر و المجبور و ابن السبيل , يهلكون مهلكا واحدا , و يصدرون مصادر شتى ,

يبعثهم الله على نياتهم " . و أخرجه البخاري ( 4 / 271 ) و أبو نعيم في

" الحلية " ( 5 / 11 ) من طريق أخرى عن عائشة مرفوعا نحوه , و لفظه : " يغزو

جيش الكعبة , فإذا كانوا ببيداء من الأرض ... " الحديث . للحديث شاهد من حديث

عبد الله بن عمر مرفوعا بلفظ : " إذا أراد الله بقوم عذابا أصاب العذاب من كان

فيهم , ثم بعثوا على أعمالهم " . أخرجه البخاري ( 13 / 50 - 51 - فتح ) و مسلم

( 8 / 165 ) و أحمد ( 2 / 40 ) .

1623 " أخذ الله تبارك و تعالى الميثاق من ظهر آدم بـ ( نعمان ) - يعني عرفة - فأخرج

من صلبه كل ذرية ذرأها , فنثرهم بين يديه كالذر , ثم كلمهم قبلا قال : *( ألست

بربكم قالوا : بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين . أو

تقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبل و كنا ذرية من بعدهم أفتهلكنا بما فعل المبطلون

)* " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 158 :

أخرجه أحمد ( 1 / 272 ) و ابن جرير في " التفسير " ( 15338 ) و ابن أبي عاصم في

" السنة " ( 17 / 1 ) و الحاكم ( 2 / 544 ) و البيهقي في " الأسماء و الصفات "

( ص 326 - 327 ) كلهم من طريق الحسين بن محمد المروذي حدثنا جرير بن حازم عن

كلثوم بن جبر عن سعيد بن جبير عن # ابن عباس # عن النبي صلى الله عليه وسلم قال

: فذكره . قال الحاكم : " صحيح الإسناد " . و وافقه الذهبي .

قلت : و حقهما أن يقيداه بأنه على شرط مسلم , فإن كلثوم بن جبر من رجاله

و سائرهم من رجال الشيخين . و تابعه وهب بن جرير حدثنا أبي به دون ذكر " نعمان

" و قال أيضا : " صحيح الإسناد , و قد احتج مسلم بكلثوم بن جبر " . و وافقه

الذهبي أيضا . و أما ابن كثير فتعقبه بقوله في " التفسير " ( 2 / 262 ) :

" هكذا قال , و قد رواه عبد الوارث عن كلثوم بن جبر عن سعيد بن جبير عن ابن

عباس فوقفه . و كذا رواه إسماعيل بن علية و وكيع عن ربيعة بن كلثوم بن جبر عن

أبيه به , و كذا رواه عطاء بن السائب و حبيب بن أبي ثابت و علي بن بذيمة عن

سعيد بن جبير عن ابن عباس , و كذا رواه العوفي و علي بن أبي طلحة عن ابن عباس ,

فهذا أكثر و أثبت . و الله أعلم " .

قلت : هو كما قال رحمه الله تعالى , و لكن ذلك لا يعني أن الحديث لا يصح مرفوعا

و ذلك لأن الموقوف في حكم المرفوع , لسببين :

الأول : أنه في تفسير القرآن , و ما كان كذلك فهو في حكم المرفوع , و لذلك

اشترط الحاكم في كتابه " المستدرك " أن يخرج فيه التفاسير عن الصحابة كما ذكر

ذلك فيه ( 1 / 55 ) .

الآخر : أن له شواهد مرفوعة عن النبي صلى الله عليه وسلم عن جمع من الصحابة ,

و هم عمر بن الخطاب و عبد الله بن عمرو و أبو هريرة و أبو أمامة و هشام بن حكيم

أو عبد الرحمن بن قتادة السلمي على خلاف عنهما - و معاوية بن أبي سفيان و أبو

الدرداء و أبو موسى , و هي إن كان غالبها لا تخلوا أسانيدها من مقال , فإن

بعضها يقوي بعضا , بل قال الشيخ صالح المقبلي في " الأبحاث المسددة " : " و لا

يبعد دعوى التواتر المعنوي في الأحاديث و الروايات في ذلك " <1> , و لاسيما

و قد تلقاها أو تلقى ما اتفقت عليه من إخراج الذرية من ظهر آدم و إشهادهم على

أنفسهم , السلف الصالح من الصحابة و التابعين دون اختلاف بينهم , منهم عبد الله

ابن عمرو و عبد الله بن مسعود , و ناس من الصحابة , و أبي بن كعب و سلمان

الفارسي و محمد بن كعب و الضحاك بن مزاحم و الحسن البصري و قتادة و فاطمة بنت

الحسين و أبو جعفر الباقر و غيرهم , و قد أخرج هذه الآثار الموقوفة و تلك

الأحاديث المرفوعة الحافظ السيوطي في " الدر المنثور " ( 3 / 141 - 145 ) ,

و أخرج بعضها الشوكاني في " فتح القدير " ( 2 / 215 - 252 ) و من قبله الحافظ

ابن كثير في " تفسيره ( 2 / 261 - 164 ) و خرجت أنا حديث عمر في " الضعيفة " (

3070 ) و صححته لغيره في " تخريج شرح الطحاوية " ( 266 ) و حديث أبي هريرة في

تخريج السنة لابن أبي عاصم ( 204 و 205 - بتحقيقي ) و صححته أيضا هناك ( ص 267

) و في الباب عن أبي الدرداء مرفوعا , و قد سبق برقم ( 49 ) و عن أنس , و سبق

برقم ( 172 ) و هو متفق عليه , فهو أصحها و فيه : " إن الله تعالى يقول للرجل

من أهل النار يوم القيامة : أرأيت لو كان لك ما على الأرض من شيء أكنت مفتديا ?

فيقول : نعم . فيقول الله : قد أردت منك أهون من ذلك , قد أخذت عليك في ظهر آدم

أن لا تشرك بي شيئا فأبيت إلا أن تشرك بي " . إذا عرف هذا فمن العجيب قول

الحافظ ابن كثير عقب الأحاديث و الآثار التي سبقت الإشارة إلى أنه أخرجها :

" فهذه الأحاديث دالة على أن الله عز وجل استخرج ذرية آدم من صلبه , و ميز بين

أهل الجنة و أهل النار , و أما الإشهاد عليهم هناك بأنه ربهم فما هو إلا في

حديث كلثوم بن جبر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس , و في حديث عبد الله بن عمرو ,

و قد بينا أنهما موقوفان لا مرفوعان كما تقدم " .

قلت : و ليس الأمر كما نفى , بل الإشهاد وارد في كثير من تلك الأحاديث :

الأول : حديث أنس هذا , ففيه كما رأيت قول الله تعالى : " قد أخذت عليك في ظهر

آدم أن لا تشرك بي شيئا " . قال الحافظ ابن حجر في " فتح الباري " ( 6 / 284 )

: " فيه إشارة إلى قوله تعالى : *( و إذا أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم

و أشهدهم على أنفسهم )* الآية .

قلت : و لفظ حديث ابن عمرو الذي أعله ابن كثير بالوقف إنما هو : أخذ من ظهره .

.. " , فأي فرق بينه و بين لفظ حديث أنس الصحيح ? !

الثاني : حديث عمر بلفظ : ( ثم مسح ظهره بيمينه فاستخرج منه ذرية ... "

الثالث : حديث أبي هريرة الصحيح : " ... مسح ظهره فسقط من ظهره كل نسمة هو

خالقها من ذريته إلى يوم القيامة ... " .

الرابع : حديث هشام بن حكيم : " إن الله قد أخذ ذرية آدم من ظهورهم , ثم أشهدهم

على أنفسهم ... "

الخامس : حديث أبي أمامة : " لما خلق الله الخلق و قضى القضية , أخذ أهل اليمين

بيمينه , و أهل الشمال بشماله , فقال : ... ألست بربكم , قالوا : بلى ... " .

ففي ذلك رد على قول ابن القيم أيضا في كتاب " الروح " ( ص 161 ) بعد أن سرد

طائفة من الأحاديث المتقدمة : " و أما مخاطبتهم و استنطاقهم و إقرارهم له

بالربوبية و شهادتهم على أنفسهم بالعبودية - فمن قال من السلف فإنما هو بناء

منه على فهم الآية , و الآية لم تدل على هذا بل دلت على خلافه " . و قد أفاض

جدا في تفسير الآية و تأويلها تأويلا ينافي ظاهرها بل و يعطل دلالتها أشبه ما

يكون بصنيع المعطلة لآيات و أحاديث الصفات حين يتأولونها , و هذا خلاف مذهب ابن

القيم رحمه الله الذي تعلمناه منه و من شيخه ابن تيمية , فلا أدري لماذا خرج

عنه هنا لاسيما و قد نقل ( ص 163 ) عن ابن الأنباري أنه قال : " مذهب أهل

الحديث و كبراء أهل العلم في هذه الآية أن الله أخرج ذرية آدم من صلبه و صلب

أولاده و هم في صور الذر فأخذ عليهم الميثاق أنه خالقهم و أنهم مصنوعون ,

فاعترفوا بذلك و قبلوا , و ذلك بعد أن ركب فيهم عقولا عرفوا بها ما عرض عليهم

كما جعل للجبل عقلا حين خوطب , و كما فعل ذلك للبعير لما سجد , و النخلة حتى

سمعت و انقادت حين دعيت " . كما نقل أيضا عن إسحاق بن راهويه : " و أجمع أهل

العلم أن الله خلق الأرواح قبل الأجساد , و أنه استنطقهم و أشهدهم " .

قلت : و في كلام ابن الأنباري إشارة لطيفة إلى طريقة الجمع بين الآية و الحديث

و هو قوله : " إن الله أخرج ذرية آدم من صلبه و أصلاب أولاده " . و إليه ذهب

الفخر الرازي في " تفسيره " ( 4 / 323 ) و أيده العلامة ملا على القاري في "

مرقاة المفاتيح " ( 1 / 140 - 141 ) و قال عقب كلام الفخر : " قال بعض المحققين

: إن بني آدم من ظهره , فكل ما أخرج من ظهورهم فيما لا يزال إلى يوم القيامة هم

الذين أخرجهم الله تعالى في الأزل من صلب آدم , و أخذ منهم الميثاق الأزلي

ليعرف منه أن النسل المخرج فيما لا يزال من أصلاب بنيه هو المخرج في الأزل من

صلبه , و أخذ منهم الميثاق الأول , و هو المقالي الأزلي , كما أخذ منهم فيما لا

يزال بالتدريج حين أخرجوا الميثاق الثاني , و هو الحالي الإنزالي . و الحاصل أن

الله تعالى لما كان له ميثاقان مع بني آدم أحدهما تهتدي إليه العقول من نصب

الأدلة الحاملة على الاعتراف الحالي , و ثانيهما المقالي الذي لا يهتدي إليه

العقل , بل يتوقف على توقيف واقف على أحوال العباد من الأزل إلى الأبد ,

كالأنبياء عليهم الصلاة و السلام , أراد عليه الصلاة و السلام أن يعلم الأمة

و يخبرهم أن وراء الميثاق الذي يهتدون إليه بعقولهم ميثاقا آخر أزليا فقال ( ما

) قال من مسح ظهر آدم في الأزل و إخراج ذريته و أخذه الميثاق عليهم و بهذا يزول

كثير من الإشكالات , فتأمل فيها حق التأمل " .

و جملة القول أن الحديث صحيح , بل هو متواتر المعنى كما سبق , و أنه لا تعارض

بينه و بين آية أخذ الميثاق , فالواجب ضمه إليها , و أخذ الحقيقة من مجموعها

و قد تجلت لك إن شاء الله مما نقلته لك من كلام العلماء , و بذلك ننجو من

مشكلتين بل مفسدتين كبيرتين :

الأولى : رد الحديث بزعم معارضته للآية .

و الأخرى : تأويلها تأويلا يبطل معناها , أشبه ما يكون بتأويل المبتدعة

و المعتزلة . كيف لا و هم أنفسهم الذين أنكروا حقيقة الأخذ و الإشهاد و القول

المذكور فيها بدعوى أنها خرجت مخرج التمثيل ! و قد عز علي كثيرا أن يتبعهم في

ذلك مثل ابن القيم و ابن كثير , خلافا للمعهود منهم من الرد على المبتدعة ما هو

هو دون ذلك من التأويل . و العصمة لله وحده . ثم إنه ليلوح لي أننا و إن كنا لا

نتذكر جميعا ذلك الميثاق الرباني و قد بين العلماء سبب ذلك - فإن الفطرة التي

فطر الله الناس عليها , و التي تشهد فعلا بأن الله هو الرب وحده لا شريك له ,

إنما هي أثر ذلك الميثاق , و كأن الحسن البصري رحمه الله أشار إلى ذلك حين روى

عن الأسود بن سريع مرفوعا : " ألا إنها ليست نسمة تولد إلا ولدت على الفطرة ...

" الحديث , قال الحسن عقبه : " و لقد قال الله ذلك في كتابه : *( و إذ أخذ ربك

... )* الآية " . أخرجه ابن جرير ( 15353 ) , و يؤيده أن الحسن من القائلين

بأخذ الميثاق الوارد في الأحاديث , كما سبقت الإشارة إلى ذلك , و عليه فلا يصح

أن يقال : إن الحسن البصري مع الخلف القائلين بأن المراد بالإشهاد المذكور في

الآية إنما هو فطرهم على التوحيد , كما صنع ابن كثير . و الله أعلم .

-----------------------------------------------------------

[1] نقلته من " فتح البيان " لصديق حسن خان " ( 3 / 406 ) . اهـ .

1624 " إن الله تطول عليكم في جمعكم هذا , فوهب مسيئكم لمحسنكم , و أعطى محسنكم ما

سأل , ادفعوا باسم الله " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 163 :

أخرجه ابن ماجة ( 3024 ) عن أبي سلمة الحمصي عن # بلال بن رباح # أن النبي صلى

الله عليه وسلم قال له غداة جمع : " يا بلال أسكت الناس , أو أنصت الناس " . ثم

قال : فذكره . قال البوصيري في " الزوائد " ( 207 / 2 - مصورة المكتب ) : " هذا

إسناد ضعيف , أبو سلمة هذا لا يعرف اسمه , و هو مجهول " .

قلت : لكن الحديث صحيح عندي , فإن له شواهد من حديث أنس بن مالك و عبادة بن

الصامت و عباس بن مرداس . أما حديث أنس فيرويه صالح المري عن يزيد الرقاشي عنه

مرفوعا به أتم منه . أخرجه أبو يعلى في " مسنده " ( 3 / 1015 ) . و صالح المري

و يزيد الرقاشي ضعيفان , و اقتصر الهيثمي في " المجمع " ( 3 / 257 ) على إعلاله

بالمري فقط ! لكن رواه ابن المبارك عن سفيان الثوري عن الزبير بن عدي عن أنس بن

مالك به نحوه . هكذا ساق إسناده في " الترغيب " ( 2 / 128 ) , و هو إسناد صحيح

لا علة فيه , و قد أشار إلى ذلك عبد الحق الإشبيلي في كتابه " الأحكام " ( رقم

71 - بتحقيقي ) بسكوته عليه , و فيه : " إن الله غفر لأهل عرفات و أهل المشعر .

.. " . و انظر " صحيح الترغيب " ( 1143 ) . و الحديثان الآخران مخرجان في

" الترغيب " , و إسنادهما و إن كان ضعيفا , فلا بأس به في الشواهد . و للحديث

شاهد آخر رواه البغوي عن عبد الرحمن بن عبد الله بن زيد عن أبيه عن جده . ذكره

السيوطي في " الجامع الكبير " ( 1 / 143 / 2 ) .

1625 " إن الله تعالى جعل الدنيا كلها قليلا , و ما بقي منها إلا القليل من القليل ,

و مثل ما بقي من الدنيا كالثغب - يعني الغدير - شرب صفوه , و بقي كدره " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 164 :

أخرجه الحاكم ( 4 / 320 ) من طريق الفضل بن محمد الشعراني حدثنا عبيد الله بن

محمد العبسي حدثنا حماد بن سلمة عن عاصم عن أبي وائل عن # ابن مسعود # قال :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره , و قال : " صحيح الإسناد " .

و وافقه الذهبي .

قلت : و إنما هو حسن فقط لأن عاصما و هو ابن أبي النجود في حفظه بعض الضعف .

و الفضل بن محمد الشعراني , قد تكلم فيه بعضهم بغير حجة , و هو ثقة كما قال

الذهبي في " الميزان " , و قد توبع فأخرجه الديلمي ( 1 / 2 / 226 ) من طريق

السلمي بسنده عن أبي الأحوص حدثنا أبو سلمة عن حماد بن سلمة به . و الحديث

أخرجه البخاري ( 2 / 239 ) من طريق منصور عن أبي وائل به الشطر الآخر منه لكنه

أوقفه على ابن مسعود .

1626 " إن الله جميل يحب الجمال , إن الكبر من سفه الحق و غمص الناس " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 165 :

رواه أحمد ( 4 / 133 - 134 و 134 ) و الحربي في " غريب الحديث " ( 5 / 34 / 1 -

2 ) و كذا رواه ابن عساكر ( 14 / 271 / 2 ) و الخطابي في " الغريب " ( 97 / 1 )

عن سعيد بن مرثد عن عبد الرحمن بن حوشب عن ثوبان بن شهر الأشعري قال : سمعت

كريب بن أبرهة يقول : سمعت # أبا ريحانة # يقول , فذكره مرفوعا : " لا يدخل شيء

من الكبر الجنة " فقال قائل : يا نبي الله إني أحب أن أتجمل : بجلاز سوطي و شسع

نعلي ? فقال صلى الله عليه وسلم : " إن ذلك ليس من الكبر , إن الله جميل .. " .

قلت : و هذا إسناد ضعيف فيه من لا يعرف منهم سعيد و يقال : سعد بن مرثد , ترجمه

ابن أبي حاتم ( 2 / 1 / 63 ) فقال : " أدرك صفين . روى عن عبد الرحمن بن حوشب .

روى عنه حريز بن عثمان " . و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . لكن قال أبو داود

: " شيوخ حريز كلهم ثقات " , و ذكره ابن حبان في " الثقات " , و كذلك ذكر فيهم

من فوق سعيد هذا و أشهرهم كريب بن أبرهة . و قد وثقه العجلي أيضا . و الحديث

صحيح على كل حال لأن له شواهد من حديث عبد الله بن مسعود و عبد الله بن عمرو

و عقبة بن عامر و عبد الله بن عمر و جابر بن عبد الله و أبي هريرة .

1 - أما حديث ابن مسعود فيرويه إبراهيم النخعي عن علقمة عن عبد الله بن مسعود

مرفوعا به نحوه . أخرجه مسلم ( 1 / 65 ) و أبو داود ( 4091 ) ببعضه و الترمذي (

1 / 360 ) و قال : " حديث حسن صحيح " . و أخرجه الحاكم ( 4 / 181 ) لكنه لم

يسقه بطوله . ثم أخرجه من طريق أبي يحيى بن جعدة عن ابن مسعود به و قال :

" صحيح الإسناد , و قد احتجا برواته " . و وافقه الذهبي . و أخرجه أحمد ( 1 /

385 و 427 ) و الحاكم أيضا ( 4 / 182 ) من طريق حميد بن عبد الرحمن عن ابن

مسعود به دون قوله : " إن الله جميل يحب الجمال " .

2 - و أما حديث ابن عمرو فيرويه زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عنه به مثل رواية

حميد بن عبد الرحمن . أخرجه أحمد ( 2 / 169 - 170 ) و الحاكم ( 1 / 26 ) مختصرا

و فيه عنده الزيادة : " إن الله جميل يحب الجمال " , و قال : " على شرط مسلم "

و هو كما قال .

3 - و أما حديث عقبة فيرويه شهر بن حوشب قال : سمعت رجلا يحدث عن عقبة به .

أخرجه أحمد ( 4 / 151 ) . و شهر ضعيف , و شيخه لم يسم .

4 - و أما حديث ابن عمر فيرويه موسى بن عيسى القرشي أخبرنا عطاء الخراساني عن

نافع عن ابن عمر قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " من سحب

ثيابه لم ينظر الله إليه يوم القيامة " , فقال أبو ريحانة , لقد أمرضنا ما

حدثتنا , إني أحب الجمال حتى أجعله في نعلي , و علاقة سوطي , أفمن الكبر ذلك ,

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله جميل يحب الجمال , و يحب أن يرى

أثر نعمته على عبده , لكن الكبر من سفه الحق , و غمص الناس أعمالهم " . رواه

ابن عساكر ( 17 / 200 / 1 ) في ترجمة القرشي هذا و لم يذكر فيه جرحا و لا

تعديلا . و عطاء و هو ابن مسلم الخراساني قال الحافظ : " صدوق يهم كثيرا و يرسل

و يدلس " .

قلت : لكن حديثه صحيح لأن طرفيه يشهد له ما تقدم , و أما وسطه فقد جاء من حديث

والد أبي الأحوص و ابن عمرو و هو مخرج في " غاية المرام في تخريج الحلال

و الحرام " ( رقم 76 ) و " المشكاة " ( 4350 ) .

5 - و أما حديث جابر فيرويه محمد بن صالح المديني عن محمد بن المنكدر أنه سمعه

يقول : حدثنا جابر بن عبد الله الأنصاري مرفوعا بلفظ : " إن الله جميل يحب

الجمال و يحب معالي الأمور و يكره سفسافها " . أخرجه ابن عساكر ( 11 / 50 / 2 )

. قلت : و هذا إسناد لا بأس به في الشواهد فإن محمد بن صالح المديني قال الحافظ

: " صدوق يخطىء " . و لشطره الأول ما تقدم من الشواهد , و أما الشطر الآخر فله

شواهد أخرى يأتي تخريجها عقب هذا إن شاء الله تعالى .

6 - و أما حديث أبي هريرة فيرويه هشام بن حسان عن محمد عن أبي هريرة . أن رجلا

أتى النبي صلى الله عليه وسلم و كان رجلا جميلا , فقال يا رسول الله إني رجل

حبب إلي الجمال , و أعطيت منه ما ترى حتى ما أحب أن يفوقني أحد , إما قال :

بشراك نعلي , و إما قال : بشسع نعلي , أفمن الكبر ذلك ? قال : " لا و لكن الكبر

من بطر الحق و غمط الناس " . أخرجه أبو داود ( 4092 ) و الحاكم ( 4 / 181 - 182

) و صححه , و وافقه الذهبي , و هو كما قالا . ( جلاز سوطي ) الجلاز : كل شيء

يلوى على شيء , واحدته : جلاوزة . ( علاقة سوطي ) العلاقة : ما يعلق به السيف

و نحوه .

1627 " إن الله يحب معالي الأمور و أشرافها و يكره سفسافها " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 168 :

رواه الطبراني رقم ( 2894 ) و ابن عدي ( 114 / 1 ) و القضاعي ( 89 / 2 ) عن

خالد بن إلياس عن محمد بن عبد الله بن عمر بن عثمان عن فاطمة بنت الحسين عن

# حسين بن علي # مرفوعا . و رواه الخطيب البغدادي في " تلخيص المتشابه في الرسم

" ( 8 / 1 ) من هذا الوجه .

قلت : و خالد بن إلياس ضعيف . لكن له شاهد , فقال الماليني في " الأربعين

الصوفية " ( 10 / 1 ) : أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن صالح أخبرنا محمد

ابن زهير أنبأنا محمد بن الخطاب أنبأنا أحمد بن يونس أنبأنا الفضيل بن عياض عن

محمد بن ثور عن معمر عن أبي حازم عن سهل بن سعد مرفوعا به .

قلت : و رجاله ثقات غير هؤلاء المحمدين الذين هم على نسق واحد فلم أجد لهم

ترجمة غير محمد بن الخطاب , فأورده الخطيب في " التاريخ " ( 5 / 252 ) و روى عن

ابن قانع أن وفاته كانت سنة ( 284 ) و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا , لكن قد

تابعه إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد الختلي و إبراهيم بن عبد الرزاق الضرير

قالا : أنبأنا أحمد بن عبد الله بن يونس به . أخرجه ابن عساكر ( 2 / 226 / 1 )

عن أبي بكر محمد بن جعفر بن محمد بن سهل السامري عنهما . و أبو بكر هذا هو

الخرائطي صاحب كتاب " مكارم الأخلاق و معاليها " و قد أخرجه فيه ( ص 2 - 3 )

بهذا الإسناد . و أخرجه البيهقي في " الأسماء " ( ص 53 ) من طريق أخرى عن ابن

يونس به .

قلت : فهو إسناد صحيح , رجاله كلهم ثقات مترجمون في " التهذيب " غير شيخي

الخرائطي و هما ثقتان أيضا ( ص 55 ) من طريق أبي معاوية الضرير عن الحجاج بن

أرطاة عن سليمان بن سحيم عن طلحة بن عبيد الله بن كريز قال : قال رسول الله صلى

الله عليه وسلم : فذكره و زاد في أوله : " إن الله جواد يحب الجود و يحب معالي

... " . و أخرجه الهيثم بن كليب في " المسند " ( 7 / 1 ) من هذا الوجه , و كذا

أبو عبيدة في " فضائل القرآن " ( ق 11 / 2 ) . و هذا مرسل ضعيف , عبيد الله بن

كريز هذا تابعي ثقة , و لم يقع للهيثم منسوبا لكريز فظنه طلحة بن عبد الله

التيمي الصحابي فأورده في " مسنده " ! و وافقه السيوطي في " الجامع " فلم يذكر

أنه مرسل على خلاف عادته في مثله . و الحجاج بن أرطأة مدلس و قد عنعنه , و قد

رواه عنه نوح بن أبي مريم موصولا فقال : عنه عن طلحة بن مصرف عن كريب عن ابن

عباس مرفوعا به . أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 5 / 29 ) . و هذا من أوهام

نوح أو وضعه , فإنه كذاب . و قوله : " إن الله جواد يحب الجود " . روي من حديث

سعد أيضا و غيره , و هو مخرج في " حجاب المرأة المسلمة " ( 101 ) .

1628 " إنما أنا مبلغ و الله يهدي و قاسم و الله يعطي , فمن بلغه مني شيء بحسن

رغبة و حسن هدى , فإن ذلك الذي يبارك له فيه و من بلغه عني شيء بسوء رغبة

و سوء هدى , فذاك الذي يأكل و لا يشبع " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 170 :

أخرجه أحمد ( 4 / 101 - 102 ) : حدثنا أبو المغيرة قال : حدثنا صفوان قال :

حدثنا أبو الزاهرية عن # معاوية بن أبي سفيان # مرفوعا . و هذا سند صحيح رجاله

كلهم ثقات رجال مسلم . و تابعه عبد القدوس أخبرنا صفوان به . أخرجه البخاري في

" التاريخ " ( 4 / 1 / 10 ) . و عزاه السيوطي للطبراني في " الكبير " عن معاوية

نحوه دون قوله : " فمن بلغه .... " و قال شارحه المناوي : " قال الهيثمي رواه

بإسنادين أحدهما حسن " .

قلت : أخرجه البخاري في " التاريخ " من طريق صفوان أيضا و فضيل بن فضالة عن أبي

هزان عطية بن رافع عن معاوية مرفوعا بلفظ : " إنما أنا مبلغ و الله يهدي و إنما

أنا قاسم و الله يعطي " . أورده البخاري في ترجمة عطية هذا . و لم يذكر فيه

جرحا و لا تعديلا . و كذلك صنع ابن أبي حاتم ( 3 / 1 / 382 ) و ذكر أنه روى عنه

ثلاثة من الثقات . و هو في " ثقات ابن حبان " ( 3 / 204 ) . و الجملة الثانية

منه في " الصحيحين " غيرهما من حديث أبي هريرة . و أخرجه الحاكم ( 2 / 604 ) من

طريق ابن عجلان عن أبيه عنه مرفوعا بلفظ : " أنا أبو القاسم , الله يعطي , و

أنا أقسم " . و قال : " صحيح على شرط مسلم " . و أقره الذهبي . و إنما هو حسن

فقط لأن محمد بن عجلان لم يحتج به مسلم , و إنما روى له متابعة أو مقرونا . نعم

هو صحيح باعتبار ما قبله من الطرق .

1629 " إن الله حين خلق الخلق كتب بيده على نفسه : إن رحمتي تغلب غضبي " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 171 :

أخرجه الترمذي ( 2 / 271 ) و اللفظ له و أحمد ( 2 / 433 ) و ابن ماجة ( 4295 )

من طريق ابن عجلان عن أبيه عن # أبي هريرة # عن رسول الله صلى الله عليه وسلم

قال : فذكره و قال : " هذا حديث حسن صحيح غريب " .

قال : و سنده حسن , و الحديث صحيح , فإن له طرقا أخرى كثيرة في " الصحيحين "

و " المسند " ( 2 / 242 و 257 و 259 و 313 و 358 و 381 و 397 و 466 ) عن أبي

هريرة رضي الله عنه نحوه , و راجع بعضها في " ظلال الجنة في تخريج السنة "

( 808 - 809 ) .

1630 " إن الله خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض , فجاء بنو آدم على قدر الأرض

, جاء منهم الأحمر و الأبيض و الأسود , و بين ذلك , و السهل و الحزن , و الخبيث

و الطيب " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 172 :

رواه ابن سعد في " الطبقات " ( 1 / 5 - 6 ) : أخبرنا هوذة بن خليفة أخبرنا عوف

عن قسامة قال : سمعت # أبا موسى الأشعري # مرفوعا به .

قلت : هذا سند صحيح رجاله رجال مسلم غير هوذة , و هو ثقة , و عنه رواه الواحدي

في " الوسيط " ( 1 / 14 / 1 - 2 ) و ابن عساكر ( 2 / 307 / 2 ) من طرق عنه

و كذا رواه أبو الفرج الثقفي في " الفوائد " ( 97 / 1 ) و صححه و ابن حبان (

2083 و 2084 ) و أحمد ( 4 / 406 ) و غيرهم كأبي داود و الترمذي و قال : " حسن

صحيح " .

قلت : و قد توبع هوذة بن خليفة , فأخرجه الطبري أيضا في " التفسير " ( 1 / 481

/ 645 ) و البيهقي في " الأسماء و الصفات " ( 327 و 385 ) و ابن خزيمة في

" التوحيد " ( 44 ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 3 / 104 و 8 / 135 ) من طرق عن

عوف الأعرابي به .

1631 " إن المؤمن يجاهد بسيفه و لسانه , والذي نفسي بيده لكأن ما ترمونهم به نضح

النبل " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 172 :

أخرجه أحمد ( 6 / 387 ) : حدثنا عبد الرزاق قال : أخبرنا معمر عن الزهري عن

# عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن أبيه # أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم : إن

الله عز وجل قد أنزل في الشعر ما أنزل , فقال : فذكره . و هذا صحيح على شرط

الشيخين . و في رواية لأحمد ( 3 / 456 ) و ابن عساكر ( 14 / 290 / 1 ) من طريق

شعيب عن الزهري قال : حدثني عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك . أن كعب بن

مالك حين أنزل الله تبارك و تعالى في الشعر ما أنزل أتى النبي صلى الله عليه

وسلم فقال : إن الله تبارك و تعالى قد أنزل في الشعر ما قد علمت و كيف ترى فيه

? فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " إن المؤمن يجاهد بسيفه و لسانه " . و هذا

سند صحيح أيضا على شرطهما . و الظاهر أن الزهري له فيه شيخين أحدهما : عبد

الرحمن بن كعب بن مالك كما رواه معمر عنه , و الآخر عبد الرحمن بن عبد الله بن

كعب بن مالك كما في رواية شعيب هذه عنه . و تابعه محمد بن عبد الله بن أخي

الزهري عنه بلفظ : " اهجوا بالشعر ... " , و قد مضى برقم ( 802 ) .

1632 " إن المؤمن بكل خير , على كل حال , إن نفسه تخرج من بين جنبيه و هو يحمد الله

عز وجل " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 173 :

أخرجه أحمد ( 1 / 273 - 274 ) : حدثنا أبو أحمد حدثنا سفيان عن عطاء بن السائب

عن عكرمة عن # ابن عباس # قال : " أخذ النبي صلى الله عليه وسلم بنتا له تقضي ,

فاحتضنها فوضعها بن ثدييه , فماتت و هو بين ثدييه , فصاحت أم أيمن , فقيل :

أتبكي عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ? ! قالت : ألست أراك تبكي يا رسول

الله ? قال : لست أبكي , إنما هي رحمة , إن المؤمن ..... " .

قلت : و هذا إسناد صحيح , رجاله كلهم ثقات , فإن عطاء بن السائب و إن كان قد

اختلط , فإن سفيانا - و هو الثوري - سمع منه قبل الاختلاط , و كأنه لهذا أخرج

الحديث الضياء المقدسي في " المختارة " ( 65 / 66 / 1 ) من طريق أحمد هذه .

و من طريق أخرى عنده ( 1 / 297 ) , و رواه النسائي ( 1 / 261 ) و البزار ( 808

) من طرق أخرى عن عطاء به . و له شاهد يرويه عبد العزيز بن محمد عن عمرو بن أبي

عمرو عن سعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

: رفعه : " إن المؤمن عند الله بمنزلة كل خير , يحمدني و أنا أنزع نفسه من بين

جنبيه " . أخرجه أحمد ( 2 / 361 ) و كذا البزار في " مسنده " ( رقم - 781 )

و قال الهيثمي : " إسناد حسن " . و هو كما قال . و لفظ أحمد : " قال الله

عز وجل : إن المؤمن عندي بمنزلة ... " . و في رواية له ( 2 / 341 ) : " إن الله

عز وجل يقول : إن عبدي المؤمن عندي بمنزلة .... " .

1633 " إن الله خلق الداء و الدواء , فتداووا , و لا تتداووا بحرام " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 174 :

رواه الدولابي ( 2 / 38 ) عن علي بن عياش قال : حدثنا ثعلبة بن مسلم عن أبي

عمران سليمان بن عبد الله عن # أبي الدرداء # مرفوعا .

قلت : كذا وقع في الأصل و الظاهر أن في الإسناد سقطا , فإن بين ثعلبة و علي بن

عياش إسماعيل بن عياش كما في " التهذيب " . و هذا إسناد حسن و رجاله ثقات

معروفون غير ثعلبة هذا , ذكره ابن حبان في " الثقات " و روى عنه جمع , فهو حسن

الحديث إن شاء الله تعالى إذا لم يخالف . و الحديث ذكره الهيثمي ( 5 / 86 ) من

رواية الطبراني و قال : " و رجاله ثقات " . و له شاهد من حديث أم سلمة أنها

انتبذت , فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم و النبيذ يهدر , فقال : " ما هذا ?

" , قلت : فلانة اشتكت فوصف لها , قالت : فدفعه برجله فكسره و قال : " إن الله

لم يجعل في حرام شفاء " . أخرجه أحمد في " الأشربة " ( ق 19 / 1 ) و ابن أبي

الدنيا في " ذم المسكر " ( 5 / 1 ) و أبو يعلى في " مسنده " ( 4 / 1658 ) و عنه

ابن حبان ( 1397 ) من طرق عن أبي إسحاق الشيباني عن حسان بن مخارق عنها .

قلت : و هذا إسناد رجاله كلهم ثقات معروفون غير حسان بن مخارق , فهو مستور لم

يوثقه أحد غير ابن حبان . و يشهد له أيضا حديث " نهى عن الدواء الخبيث " . و هو

مخرج في " المشكاة " ( 4539 ) . و أخرج أحمد أيضا ( ق 16 / 1 - 2 ) و الطبراني

في " الكبير " ( 9714 - 9717 ) عن ابن مسعود موقوفا عليه : " إن الله لم يجعل

شفاءكم فيما حرم عليكم " . و إسناده صحيح , و علقه البخاري بصيغة الجزم ( 10 /

65 - فتح ) و صححه الحافظ ابن حجر . و أخرج الطبراني ( 8910 ) عن أبي الأحوص

أن رجلا أتى عبد الله فقال : إن أخي مريض اشتكى بطنه , و أنه نعت له الخمر

أفأسقيه ? قال عبد الله : سبحان الله ! ما جعل الله شفاء في رجس , إنما الشفاء

في شيئين : العسل شفاء للناس , و القرآن شفاء لما في الصدور .

قلت : و إسناده صحيح أيضا .

1634 " إن لله مائة رحمة قسم رحمة ( واحدة ) بين أهل الدنيا وسعتهم إلى آجالهم و أخر

تسعا و تسعين رحمة لأوليائه و إن الله قابض تلك الرحمة التي قسمها بين

أهل الدنيا إلى التسع و التسعين , فيكملها مائة رحمة لأوليائه يوم القيامة " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 176 :

أخرجه أحمد ( 2 / 514 ) : حدثنا روح و محمد بن جعفر قالا : حدثنا عوف عن

# الحسن # قال : بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره نحوه .

قال محمد في حديثه : و حدثني بهذا الحديث محمد بن سيرين و خلاس كلاهما عن أبي

هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله . حدثنا روح حدثنا عوف عن خلاس بن عمرو

عن أبي هريرة مثله . حدثنا روح حدثنا عوف عن محمد عن أبي هريرة مثله .

قلت : و هذه أسانيد صحيحة موصولة عن أبي هريرة , إلا الأول , فهو مرسل صحيح

الإسناد . و قد أخرجه الحاكم ( 4 / 248 ) من طريق بكار بن محمد السيريني عن عوف

ابن أبي جميلة عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة به و اللفظ له و قال : " صحيح على

شرط الشيخين " . و رده الذهبي بقوله : " قلت : بكار ذاهب الحديث . قاله أبو

زرعة " .

قلت : قد تابعه روح و محمد بن جعفر كما رأيت , فالحديث صحيح على شرطهما من

طريقهما . و الحديث أخرجه البخاري ( 4 / 223 - 224 ) و مسلم ( 8 / 96 و 97 )

و الترمذي ( 2 / 270 ) و الدارمي ( 2 / 321 ) و ابن ماجة ( 4293 ) و أحمد ( 3 /

55 - 56 ) من طرق أخرى عن أبي هريرة مرفوعا نحوه . و أخرجه الخطيب في " التاريخ

" ( 8 / 324 ) من طريق آخر عنه . و قال الترمذي : " حديث حسن صحيح " . و عنده

زيادة بلفظ : " لو يعلم المؤمن ما عند الله من العقوبة ما طمع في الجنة أحد ,

و لو يعلم الكافر ما عند الله من الرحمة ما قنط من الجنة أحد " . و هي عند مسلم

أيضا ( 8 / 97 ) و فصلاها عن الحديث و الطريق عندهما واحدة , خلافا للبخاري .

و قصر السيوطي فعزاها للترمذي وحده , و لما تعقبه المناوي بإخراج الشيخين لها

زعم أن اللفظ لمسلم فوهم , فإن لفظه للترمذي , و لفظ مسلم يختلف عنه قليلا ,

و أخرجها ابن حبان أيضا ( 2523 ) , و هي عند البخاري نحوه . و أخرجه مسلم

و الحاكم ( 4 / 247 - 248 ) و أحمد ( 5 / 439 ) من حديث سلمان نحوه . و أحمد (

3 / 55 ) و ابن ماجة ( 4294 ) من حديث أبي سعيد الخدري . و الطبراني في

" الكبير " ( 3 / 145 / 1 ) من حديث ابن عباس مرفوعا مختصرا نحوه و إسناده ضعيف

. و قال الهيثمي في " المجمع " ( 10 / 214 ) : " رواه الطبراني و البزار و

إسناده حسن " .

قلت : إن كان يعني إسناد البزار فمحتمل , و إلا فإسناد الطبراني ضعيف , و هو في

" زوائد البزار " ( ص 314 - 315 ) لكن بيض في النسخة لإسنادها . و الطبراني عن

معاوية بن حيدة , قال الهيثمي : " و فيه مخيس بن تميم و هو مجهول " .

قلت : و من طريقه ذكره ابن أبي حاتم في " العلل " ( 2 / 219 - 220 ) و قال عن

أبيه : " موضوع . يعني بهذا الإسناد " .

قلت : يغني عنه حديث الترجمة , و من أجله خرجته كي لا يغتر به من لا علم عنده .

1635 " إن الله رضي لهذه الأمة اليسر و كره لهم العسر , ( قالها ثلاث مرات ) و إن

هذا أخذ بالعسر و ترك اليسر " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 178 :

رواه الواحدي في " الوسيط " ( 1 / 66 / 1 ) عن أبي يونس سعد بن يونس عن حماد

عن الجريري عن عبد الله بن شقيق عن # محجن بن الأدرع # أن رسول الله صلى الله

عليه وسلم بلغه أن رجلا في المسجد يطيل الصلاة , فأتاه فأخذ بمنكبه ثم قال :

فذكره .

قلت : و هذا إسناد رجاله ثقات رجال مسلم غير أبي يونس هذا فلم أعرفه . لكن عزاه

السيوطي للطبراني في " الكبير " فقال المناوي : " قال الهيثمي : رجاله رجال

الصحيح " . فالظاهر من هذا أنه عند الطبراني من غير طريق أبي يونس المذكور .

و قد أخرجه أحمد ( 5 / 32 ) من طريق أخرى عن حماد به نحوه . و عن كهمس قال :

سمعت عبد الله بن شقيق قال محجن بن الأدرع ... فذكره نحوه بلفظ : " إنكم أمة

أريد بكم اليسر " . و هذا إسناد صحيح . و خالفهما أبو بشر فقال : عن عبد الله

ابن شقيق عن رجاء بن أبي رجاء الباهلي عن محجن به نحوه بلفظ : " إن خير دينكم

أيسره " . قاله ثلاثا . أخرجه الطيالسي ( 1296 ) و البخاري في " الأدب المفرد "

( 341 ) و أحمد ( 4 / 338 و 5 / 32 ) .

قلت : و رجاء هذا لا يعرف إلا في هذا الإسناد , و لم يوثقه غير العجلي و ابن

حبان . و كأنه غير محفوظ . فإنه لم يذكر في رواية حماد و كهمس كما تقدم .

و الله أعلم . و له شاهد من حديث أنس مرفوعا به و زاد : " و خير العبادة الفقه

" . أخرجه ابن عبد البر في " الجامع " ( 1 / 21 ) من طريق أبي سفيان السروجي

عبد الرحيم بن مطرف ابن عم وكيع قال : حدثنا أبو عبد الله العذري عن يونس بن

يزيد عن الزهري عنه . قال أبو سفيان : و يكره الحديث عن العذري .

قلت : يشير إلى ضعفه . و قد أورده في " الميزان " لهذا الخبر , و قال : إنه

منكر . و من طريقه أخرجه الديلمي ( 2 / 115 ) دون الشطر الأول .

1636 " إن الله سائل كل راع عما استرعاه , أحفظ ذلك أم ضيع ? حتى يسأل الرجل عن

أهل بيته " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 180 :

رواه النسائي في " عشرة النساء " ( 2 / 89 / 2 ) : أخبرني إسحاق بن إبراهيم قال

أخبرنا معاذ بن هشام قال : حدثني أبي عن قتادة عن # أنس # مرفوعا . و بهذا

الإسناد عن قتادة عن الحسن مثله .

قلت : و رجال الإسنادين ثقات لكن الثاني مرسل , و الأول مسند فهو صحيح إن كان

قتادة سمعه من أنس فإنه مذكور بشيء من التدليس . و الله أعلم . و من الوجه

الأول رواه الضياء في " المختارة " ( 185 / 2 ) ثم ذكر الرواية الأخرى المرسلة

ثم قال : " قال الدارقطني : و الصحيح عن هشام عن قتادة عن الحسن مرسلا " .

قلت : و أخرجه ابن حبان في صحيحه ( 1562 ) و ابن عدي في " الكامل " ( 13 / 1 )

من طريق إسحاق بن إبراهيم و هو ابن راهويه ثم قال : " و هو حديث يتفرد به إسحاق

ابن راهويه " .

قلت : هو إمام ثقة حافظ فلا يضر تفرده . و يشهد للحديث قوله صلى الله عليه وسلم

: " كلكم راع و كلكم مسؤول عن رعيته ... " الحديث , و هو مخرج في " غاية المرام

في تخريج الحلال و الحرام " ( 268 ) . و روى عبد الرزاق في " المصنف " ( 20650

) و عنه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 8855 ) عن قتادة أن ابن مسعود قال :

" إن الله عز وجل سائل كل ذي رعية فيما استرعاه , أقام أمر الله فيهم أم أضاعه

? حتى إن الرجل ليسأل عن أهل بيته " . و هو موقوف منقطع لأن قتادة لم يسمع من

ابن مسعود كما قال الهيثمي في " المجمع " ( 7 / 208 ) .

1637 " إن الله يصنع كل صانع و صنعته " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 181 :

أخرجه البخاري في " خلق أفعال العباد " ( ص 73 ) و ابن أبي عاصم في " السنة "

( 357 و 358 ) و ابن منده في " التوحيد " ( ق 39 / 2 ) و ابن عدي ( 263 / 2 )

و الحاكم ( 1 / 31 ) و البيهقي في " الأسماء و الصفات " ( ص 26 و 388 ) و كذا

المحاملي في " الأمالي " ( ج 6 رقم 13 ) و الديلمي ( 1 / 2 / 228 ) من طرق عن

أبي مالك الأشجعي عن ربعي بن حراش عن # حذيفة # مرفوعا به . و قال الحاكم :

" صحيح على شرط مسلم " . و وافقه الذهبي , و هو كما قالا .

قلت : و لفظه عند ابن منده و الحاكم و الديلمي : " خالق " مكان " يصنع " .

و زاد البخاري في آخر الحديث : " و تلا بعضهم عند ذلك : *( و الله خلقكم و ما

تعملون )* " . و الظاهر أنها مدرجة , و قال البخاري عقبه : " فأخبر أن الصناعات

و أهلها مخلوقة " . ثم رواه من طريق الأعمش عن شقيق عن حذيفة رضي الله عنه :

" إن الله خلق كل صانع و صنعته , إن الله خلق صانع الخزم و صنعته " .

( الخزم ) بالتحريك شجر يتخذ من لحائه الحبال .

1638 " لا تكونوا أعوانا للشيطان على أخيكم . إنه لا ينبغي للإمام إذا انتهى إليه

حد إلا أن يقيمه , إن الله عفو يحب العفو , *( و ليعفوا و ليصفحوا ألا تحبون

أن يغفر الله لكم , و الله غفور رحيم )* " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 182 :

أخرجه أحمد ( 1 / 438 ) و الحاكم ( 4 / 382 - 383 ) و البيهقي ( 8 / 331 ) من

طريق يحيى الجابر سمعت أبا ماجدة يقول : " كنت قاعدا مع # عبد الله بن مسعود #

رضي الله عنه , فقال : إني لأذكر أول رجل قطعه رسول الله صلى الله عليه وسلم ,

أتى بسارق فأمر بقطعه , فكأنما أسف وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم , فقالوا

: يا رسول الله كأنك كرهت قطعه ? قال : و ما يمنعني ? ! لا تكونوا ... الخ

و قال الحاكم : " صحيح الإسناد " . و سكت عنه الذهبي و ما يحسن ذلك منه , فإذا

أورد أبا ماجدة هذا في " الميزان " و قال : " لا يعرف , و قال النسائي : منكر

الحديث , و قال البخاري : ضعيف " . لكن الحديث عندي حسن , فإن جله قد ثبت مفرقا

في أحاديث , فقوله : " لا تكونوا أعوانا للشيطان على أخيكم " , أخرجه البخاري

عن أبي هريرة . انظر " المشكاة " ( 2621 ) . و قوله : " إنه لا ينبغي ... " ,

يشهد له حديث ابن عمرو " تعافوا الحدود بينكم ... " و هو مخرج في " المشكاة "

( 3568 ) . و حديث العفو , و يشهد له حديث عائشة " قولي اللهم إنك عفو تحب

العفو ... " . و هو في المشكاة ( 2091 ) . و ذكر له السيوطي شاهدا آخر من رواية

ابن عدي عن عبد الله بن جعفر .

1639 " إن الله عز وجل قال : إنا أنزلنا المال لإقام الصلاة و إيتاء الزكاة و لو كان

لابن آدم واد لأحب أن يكون إليه ثان و لو كان له واديان لأحب أن يكون إليهما

ثالث , و لا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب , ثم يتوب الله على من تاب " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 183 :

أخرجه أحمد ( 5 / 218 - 219 ) و الطبراني في " الكبير " ( 3300 و 3301 ) من

طريق هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن # أبي واقد الليثي # قال :

" كنا نأتي النبي صلى الله عليه وسلم إذا أنزل عليه , فيحدثنا , فقال لنا ذات

يوم ... " فذكره .

قلت : و هذا إسناد حسن , و هو على شرط مسلم , و في هشام بن سعد كلام لا يضر ,

و قد تابعه محمد بن عبد الرحمن بن مجبر عن زيد بن أسلم به . أخرجه الطبراني (

3302 ) . لكن ابن مجبر هذا متروك كما قال النسائي و غيره , فلا يفرح بمتابعته .

و خالفهما ربيعة بن عثمان فقال : عن زيد بن أسلم عن أبي مراوح عن أبي واقد

الليثي به . فذكر أبا مراوح بدل عطاء . أخرجه الطبراني ( 3303 ) و ابن منده في

" المعرفة " ( 2 / 264 / 1 ) . و ربيعة هذا حاله كحال هشام , فإن كان كل منهما

قد حفظ , فيكون لعطاء بن يسار في هذا الحديث شيخان , و كلاهما ثقة . و الله

أعلم . و للحديث شواهد كثيرة معروفة فهو حديث صحيح , فراجع " فتح الباري " ( 11

/ 253 - 258 - طبع الخطيب ) .

1640 إن الله تعالى قال : من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب , و ما تقرب إلي عبدي

بشيء أحب إلي مما افترضته عليه , و ما زال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ,

فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به و بصره الذي يبصر به و يده التي يبطش بها

و رجله التي يمشي عليها , و إن سألني لأعطينه و لئن استعاذني لأعيذنه , و ما

ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن قبض نفس المؤمن , يكره الموت و أنا أكره

مساءته " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 184 :

أخرجه البخاري ( 4 / 231 ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 1 / 4 ) و البغوي في

" شرح السنة " ( 1 / 142 / 2 ) و أبو القاسم المهرواني في " الفوائد المنتخبة

الصحاح " ( 2 / 3 / 1 ) و ابن الحمامي الصوفي في " منتخب من مسموعاته " ( 171 /

1 ) و صححه ثلاثتهم , و رزق الله الحنبلي في " أحاديث من مسموعاته " ( 1 / 2 -

2 / 1 ) و يوسف بن الحسن النابلسي في " الأحاديث الستة العراقية " ( ق 26 / 1 )

و البيهقي في " الزهد " ( ق 83 / 2 ) و في " الأسماء و الصفات " ص ( 491 ) من

طريق خالد بن مخلد حدثنا سليمان بن بلال حدثني شريك بن عبد الله بن أبي نمر عن

عطاء عن # أبي هريرة # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .

قلت : و هذا إسناد ضعيف , و هو من الأسانيد القليلة التي انتقدها العلماء على

البخاري رحمه الله تعالى , فقال الذهبي في ترجمة خالد بن مخلد هذا و هو

القطواني بعد أن ذكر اختلاف العلماء في توثيقه و تضعيفه و ساق له أحاديث تفرد

بها هذا منها : " فهذا حديث غريب جدا , و لولا هيبة " الجامع الصحيح " ( ! )

لعددته في منكرات خالد بن مخلد , و ذلك لغرابة لفظه , و لأنه مما ينفرد به شريك

, و ليس بالحافظ , و لم يرو هذا المتن إلا بهذا الإسناد . و لا أخرجه من عدا

البخاري , و لا أظنه في " مسند أحمد " و قد اختلف في عطاء , فقيل : هو ابن أبي

رباح , و الصحيح أنه عطاء بن يسار " . و نقل كلامه هذا بشيء من الاختصار الحافظ

في " الفتح " ( 11 / 292 - 293 ) , ثم قال : " قلت : ليس هو في " مسند أحمد

جزما , و إطلاق أنه لم يرو هذا المتن إلا بهذا الإسناد مردود , و مع ذلك فشريك

شيخ شيخ خالد - فيه مقال أيضا . و هو راوي حديث المعراج الذي زاد فيه و نقص , و

قدم و أخر و تفرد فيه بأشياء لم يتابع عليها و لكن للحديث طرق أخرى يدل مجموعها

على أن له أصلا .

1 - منها عن عائشة أخرجه أحمد في " المسند " ( 6 / 256 ) و في " الزهد " و ابن

أبي الدنيا و أبو نعيم في " الحلية " و البيهقي في " الزهد " من طريق عبد

الواحد بن ميمون عن عروة عنها . و ذكر ابن حبان و ابن عدي أنه تفرد به . و قد

قال البخاري : إنه منكر الحديث . لكن أخرجه الطبراني من طريق يعقوب بن مجاهد عن

عروة و قال : " لم يروه عن عروة إلا يعقوب و عبد الواحد " .

2 - و منها عن أبي أمامة . أخرجه الطبراني و البيهقي في " الزهد " بسند ضعيف .

3 - و منها عن علي عند الإسماعيلي في " مسند علي " .

4 - و عن ابن عباس . أخرجه الطبراني و سندهما ضعيف .

5 - و عن أنس أخرجه أبو يعلى و البزار و الطبراني . و في سنده ضعف أيضا .

6 - و عن حذيفة . أخرجه الطبراني مختصرا . و سنده حسن غريب .

7 - و عن معاذ بن جبل . أخرجه ابن ماجة و أبو نعيم في " الحلية " مختصرا و سنده

ضعيف أيضا .

8 - و عن وهب بن منبه مقطوعا . أخرجه أحمد في " الزهد " و أبو نعيم في " الحلية

" , فيه تعقب على ابن حبان حيث قال بعد إخراج حديث أبي هريرة : " لا يعرف لهذا

الحديث إلا طريقان - يعني غير حديث الباب - و هما هشام الكناني عن أنس , و عبد

الواحد بن ميمون عن عروة عن عائشة , و كلاهما لا يصح " . هذا كله كلام الحافظ .

و قد أطال النفس فيه , و حق له ذلك , فإن حديثا يخرجه الإمام البخاري في

" المسند الصحيح " ليس من السهل الطعن في صحته لمجرد ضعف في إسناده , لاحتمال

أن يكون له شواهد تأخذ بعضده و تقويه .. فهل هذا الحديث كذلك ? لقد ساق الحافظ

هذه الشواهد الثمان , و جزم بأنه يدل مجموعها على أن له أصلا . و لما كان من

شروط الشواهد أن لا يشتد ضعفها و إلا لم يتقو الحديث بها كما قرره العلماء في

" علم مصطلح الحديث " , و كان من الواجب أيضا أن تكون شهادتها كاملة , و إلا

كانت قاصرة , لذلك كله كان لابد لي من إمعان النظر في هذه الشواهد أو ما أمكن

منها من الناحيتين اللتين أشرت إليهما : قوة الشهادة و كمالها أو العكس ,

و تحرير القول في ذلك , فأقول :

1 - ذكر الحافظ لحديث عائشة طريقين أشار إلى أن أحدهما ضعيف جدا . لأن من قال

فيه البخاري : منكر الحديث . فهو عنده في أدنى درجات الضعف . كما هو معلوم ,

و سكت عن الطريق الأخرى فوجب بيان حالها , و نص متنها , فأقول : أخرجه الطبراني

في " الأوسط " ( 15 / 16 - زوائده ) : حدثنا هارون بن كامل حدثنا سعيد بن أبي

مريم حدثنا إبراهيم بن سويد المدني حدثني أبو حزرة يعقوب بن مجاهد أخبرني عروة

ابن الزبير عن عائشة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره بتمامه مثله

إلا أنه قال : " إن دعاني أجبته " بدل " إن استعاذني لأعيذنه " و قال : " لم

يروه عن أبي حزرة إلا إبراهيم . و لا عن عروة إلا أبو حزرة و عبد الواحد بن

ميمون " .

قلت : و هذا إسناد رجاله كلهم ثقات معروفون مترجمون في " التهذيب " غير هارون

ابن كامل و هو المصري كما في " معجم الطبراني الصغير " ص ( 232 ) و لم أجد له

ترجمة , فلولاه لكان الإسناد جيدا . لكن الظاهر من كلام الطبراني السابق أنه لم

يتفرد به . فإن ذكر التفرد لإبراهيم شيخ شيخه . و الحديث أورده الهيثمي ( 10 /

269 ) بطرفه الأول ثم قال : " رواه البزار و اللفظ له و أحمد و الطبراني في

" الأوسط " و فيه عبد الواحد بن قيس و قد وثقه غير واحد . و ضعفه غيرهم .

و بقية رجال أحمد رجال الصحيح . و رجال الطبراني في " الأوسط " رجال " الصحيح "

غير شيخه هارون بن كامل " !

قلت : يعقوب بن مجاهد و إبراهيم بن سويد ليسا من رجال " الصحيح " و إنما أخرج

لهما البخاري في " الأدب المفرد " . ثم إن قوله : " و فيه عبد الواحد بن قيس "

يخالف قول الحافظ المتقدم أنه عبد الواحد بن ميمون . و لا أدري هل منشؤه من

اختلاف الاجتهاد في تحديد المراد من عبد الواحد الذي لم ينسب فيما وقفت عليه من

المصادر , أم أنه وقع منسوبا عند البزار ? فقد رأيت الحديث في " المسند " ( 6 /

256 ) و " الحلية " ( 1 / 5 ) و " الزهد " للبيهقي ( 83 / 2 ) من طرق عن عبد

الواحد مولى عروة عن عروة به . ثم تبين لي أن الاختلاف سببه اختلاف الاجتهاد .

و ذلك لأن كلا من عبد الواحد بن ميمون , و عبد الواحد بن قيس روى عن عروة .

فمال كل من الحافظين إلى ما مال إليه . لكن الراجح ما ذهب إليه الحافظ ابن حجر

لأن الذين رووه عن عبد الواحد لم يذكروا في الرواة عن ابن قيس و إنما عن ابن

ميمون . و في ترجمته ذكر ابن عدي ( 305 / 1 ) هذا الحديث و كذلك صنع الذهبي في

" الميزان " و الحافظ في " اللسان " , فقول الهيثمي أنه قيس مردود , و لو كان

هو صاحب هذا الحديث لكان شاهدا لا بأس به . فإنه أحسن حالا من ابن ميمون . فقد

قال الحافظ فيه : " صدوق له أوهام و مراسيل " . و أما الأول فمتروك . ثم رأيت

ما يشهد لمارجحته . فقد أخرجه أبو نعيم في " الأربعين الصوفية " ( ق 60 / 1 )

و أبو سعيد النيسابوري في " الأربعين " ( ق 52 / 1 - 2 ) و قال : " حديث غريب

... و قد صح معنى هذا الحديث من حديث عطاء عن أبي هريرة " , و ابن النجار في

" الذيل " ( 10 / 183 / 2 ) عن عبد الواحد بن ميمون عن عروة به فنسبه إلى ميمون

. و جملة القول في حديث عائشة هذا أنه لا بأس به في الشواهد من الطريق الأخرى

إن لم يكن لذاته حسنا .

2 - ثم ذكر حديث أبي أمامة و ضعفه , و هو عند البيهقي من طريق ابن زحر عن علي

ابن يزيد عن القاسم عنه . و كذلك رواه السلمي في " الأربعين الصوفية " ( 9 / 1

) . و هذا الإسناد يضعفه ابن حبان جدا , و يقول في مثله إنه من وضع أحد هؤلاء

الثلاثة الذين دون أبي أمامة . لكن أخرجه أبو نعيم في " الطب " ( ق 11 / 1 -

نسخة الشيخ السفرجلاني ) من طريق عثمان بن أبي العاتكة عن علي بن يزيد به نحوه

. و عثمان هذا قال الحافظ في " التقريب " : " ضعفوه في روايته عن علي بن يزيد

الألهاني " .

3 - حديث علي لم أقف الآن على إسناده .

4 - و أما حديث ابن عباس , فقد ضعفه الحافظ كما تقدم , و بين علته الهيثمي فقال

: ( 10 / 270 ) : " رواه الطبراني : و فيه جماعة لم أعرفهم " .

قلت : و إسناده أسوأ من ذلك , و في متنه زيادة منكرة و لذلك أوردته في "

الضعيفة " ( 5396 ) .

5 - و أما حديث أنس فلم يعزه الهيثمي إلا للطبراني في " الأوسط " مختصرا جدا

بلفظ : " ... من أهان لي وليا فقد بارزني بالمحاربة " . و قال : " و فيه عمر بن

سعيد أبو حفص الدمشقي و هو ضعيف " . و قد وجدته من طريق أخرى أتم منه , يرويه

الحسن بن يحيى قال : حدثنا صدقة ابن عبد الله عن هشام الكناني عن أنس به نحو

حديث الترجمة , و زاد : " و إن من عبادي المؤمنين لمن يريد الباب من العبادة ,

فأكفه عنه لئلا يدخله عجب فيفسده ذلك . و إن من عبادي المؤمنين لمن لا يصلح

إيمانه إلا الفقر ... " الحديث . أخرجه محمد بن سليمان الربعي في " جزء من

حديثه " ( ق 216 / 2 ) و البيهقي في " الأسماء و الصفات " ( ص 121 ) .

قلت : و إسناده ضعيف , مسلسل بالعلل : الأولى : هشام الكناني لم أعرفه , و قد

ذكره ابن حبان في كلامه الذي سبق نقله عنه بواسطة الحافظ ابن حجر , فالمفروض أن

يورده ابن حبان في " ثقات التابعين " و لكنه لم يفعل , و إنما ذكر فيهم هشام بن

زيد بن أنس البصري يروي عن أنس , و هو من رجال الشيخين , فلعله هو .

الثانية : صدقة بن عبد الله , و هو أبو معاوية السمين - ضعيف .

الثالثة : الحسن بن يحيى و هو الخشني , و هو صدوق كثير الغلط كما في " التقريب

" . 6 - و حديث حذيفة لم أقف على سنده أيضا , و لم أره في " مجمع الهيثمي " .

7 - و حديث معاذ مع ضعف إسناده فهو شاهد مختصر ليس فيه إلا قوله : " من عادى

وليا فقد بارز الله بالمحاربة " . و هو مخرج في " الضعيفة " ( 1850 ) . و حديث

وهب بن منبه أخرجه أبو نعيم ( 4 / 32 ) من طريق إبراهيم بن الحكم حدثني أبي

حدثني وهب بن منبه قال : " إني لأجد في بعض كتب الأنبياء عليهم الصلاة و السلام

: إن الله تعالى يقول : ما ترددت عن شيء قط ترددي عن قبض روح المؤمن , يكره

الموت , و أكره مساءته و لابد له منه " .

قلت : و إبراهيم هذا ضعيف , و لو صح عن وهب فلا يصلح للشهادة , لأنه صريح في

كونه من الإسرائيليات التي أمرنا بأن لا نصدق بها , و لا نكذبها . و نحوه ما

روى أبو الفضل المقري الرازي في " أحاديث في ذم الكلام " ( 204 / 1 ) عن محمد

ابن كثير الصنعاني عن الأوزاعي عن حسان بن عطية قال : " قال الله ... " فذكر

الحديث بنحوه معضلا موقوفا . و لقد فات الحافظ رحمه الله تعالى حديث ميمونة

مرفوعا به بتمامه مثل حديث الطبراني عن عائشة . أخرجه أبو يعلى في " مسنده " (

ق 334 / 1 ) و أبو بكر الكلاباذي في " مفتاح المعاني " ( 13 / 1 رقم 15 ) عن

يوسف بن خالد السمتي حدثنا عمر بن إسحاق أنه سمع عطاء بن يسار يحدث عنها . لكن

هذا إسناد ضعيف جدا لأن السمتي هذا قال الحافظ : " تركوه , و كذبه ابن معين " .

فلا يصلح للشهادة أصلا . و قد قال الهيثمي : " رواه أبو يعلى و فيه يوسف بن

خالد السمتي و هو كذاب " . و خلاصة القول : إن أكثر هذه الشواهد لا تصلح لتقوية

الحديث بها , إما لشدة ضعف إسناده , و إما لإختصارها , اللهم إلا حديث عائشة ,

و حديث أنس بطريقيه , فإنهما إذا ضما إلى إسناد حديث أبي هريرة اعتضد الحديث

بمجموعها و ارتقى إلى درجة الصحيح إن شاء الله تعالى , و قد صححه من سبق ذكره

من العلماء .

( تنبيه ) جاء في كتاب " مبارق الأزهار شرح مشارق الأنوار " ( في الباب الحادي

عشر في الكلمات القدسية ( 2 / 338 ) أن هذا الحديث أخرجه البخاري عن أنس و أبي

هريرة بلفظ : " من أهان لي ( و يروى من عاد لي ) وليا فقد بارزني بالمحاربة ,

و ما ترددت في شيء أنا فاعله , ما ترددت في قبض نفس عبدي المؤمن , يكره الموت و

أنا أكره مساءته , و لابد له منه , و ما تقرب إلي عبدي المؤمن بمثل الزهد في

الدنيا , و لا تعبد لي بمثل أداء ما افترضته عليه " .

قلت : فهذا خطأ فاحش من وجوه : الأول : أن البخاري لم يخرجه من حديث أنس أصلا .

الثاني : أنه ليس في شيء من طرق الحديث التي وقفت عليها ذكر للزهد .

الثالث : أنه ليس في حديث أبي هريرة و أنس قوله : " و لابد له منه " .

الرابع : أنه مخالف لسياق البخاري و لفظه كما هو ظاهر . و نحو ذلك أن شيخ

الإسلام ابن تيمية أورد الحديث في عدة أماكن من " مجموع الفتاوي " ( 5 / 511 و

10 / 58 و 11 / 75 - 76 و 17 / 133 - 134 ) من رواية البخاري بزيادة " فبي يسمع

و بي يبصر و بي يبطش و بي يمشي " . و لم أر هذه الزيادة عند البخاري و لا عند

غيره ممن ذكرنا من المخرجين , و قد ذكرها الحافظ في أثناء شرحه للحديث نقلا عن

الطوفي و لم يعزها لأحد . ثم إن لشيخ الإسلام جوابا قيما على سؤال حول التردد

المذكور في هذا الحديث , أنقله هنا بشيء من الاختصار لعزته و أهميته , قال رحمه

الله تعالى في " المجموع " ( 18 / 129 - 131 ) : " هذا حديث شريف , و هو أشرف

حديث روي في صفة الأولياء , و قد رد هذا الكلام طائفة و قالوا : إن الله لا

يوصف بالتردد , فإنما يتردد من لا يعلم عواقب الأمور , و الله أعلم بالعواقب و

ربما قال بعضهم : إن الله يعامل معاملة التردد ! و التحقيق : أن كلام رسوله حق

و ليس أحد أعلم بالله من رسوله , و لا أنصح للأمة , و لا أفصح و لا أحسن بيانا

منه , فإذا كان كذلك كان المتحذلق و المنكر عليه من أضل الناس , و أجهلهم و

أسوئهم أدبا , بل يجب تأديبه و تعزيره و يجب أن يصان كلام رسول الله صلى الله

عليه وسلم عن الظنون الباطلة و الاعتقادات الفاسدة . و لكن المتردد منا , و إن

كان تردده في الأمر لأجل كونه ما يعلم عاقبة الأمور ( فإنه ) لا يكون ما وصف

الله به نفسه بمنزلة ما يوصف به الواحد منا , فإن الله ليس كمثله شيء , ثم هذا

باطل ( على إطلاقه ) فإن الواحد يتردد تارة لعدم العلم بالعواقب , و تارة لما

في الفعلين من المصالح و المفاسد , فيريد الفعل لما فيه من المصلحة , و يكرهه

لما فيه من المفسدة , لا لجهله منه بالشيء الواحد الذي يحب من وجه و يكره من

وجه , كما قيل :

الشيب كره و كره أن أفارقه فاعجب لشيء على البغضاء محبوب .

و هذا مثل إرادة المريض لدوائه الكريه . بل جميع ما يريده العبد من الأعمال

الصالحة التي تكرهها النفس هو من هذا الباب , و في " الصحيح " : " حفت النار

بالشهوات , و حفت الجنة بالمكاره " و قال تعالى : *( كتب عليكم القتال و هو كره

لكم )* الآية . و من هذا الباب يظهر معنى التردد المذكور في الحديث , فإنه قال

: " لا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه " فإن العبد الذي هذا حاله صار

محبوبا للحق محبا له , يتقرب إليه أولا بالفرائض و هو يحبها , ثم اجتهد في

النوافل , التي يحبها و يحب فاعلها , فأتى بكل ما يقدر عليه من محبوب الحق .

فأحبه الحق لفعل محبوبه من الجانبين بقصد اتفاق الإرادة , بحيث يحب ما يحبه

محبوبه , و يكره ما يكره محبوبه , و الرب يكره أن يسوء عبده و محبوبه , فلزم من

هذا أن يكره الموت ليزداد من محاب محبوبه . و الله سبحانه قد قضى بالموت .

فكل ما قضى به فهو يريده و لابد منه , فالرب مريد لموته لما سبق به قضاؤه و هو

مع ذلك كاره لمساءة عبده , و هي المساءة التي تحصل له بالموت , فصار الموت

مرادا للحق من وجه مكروها له من وجه , و هذا حقيقة التردد , و هو أن يكون الشيء

الواحد مرادا من وجه مكروها من وجه و إن كان لابد من ترجح أحد الجانبين , كما

ترجح إرادة الموت , لكن مع وجود كراهة مساءة عبده . و ليس إرادته لموت المؤمن

الذي يحبه و يكره مساءته كإرادته لموت الكافر الذي يبغضه و يريد مساءته " .

و قال في مكان آخر ( 10 / 58 - 59 ) : " فبين سبحانه أن يتردد لأن التردد تعارض

إرادتين , فهو سبحانه يحب ما يحب عبده , و يكره ما يكرهه , و هو يكره الموت ,

فهو يكرهه كما قال : " و أنا أكره مساءته " و هو سبحانه قد قضى بالموت فهو يريد

أن يموت , فسمى ذلك ترددا . ثم بين أنه لابد من وقوع ذلك " .

1641 " إن الله لم يبعث نبيا و لا خليفة إلا و له بطانتان , بطانة تأمره بالمعروف

و تنهاه عن المنكر و بطانة لا تألوه خبالا , و من يوق بطانة السوء فقد وقي " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 193 :

أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ( 256 ) و الترمذي في " السنن " ( 2 / 58 -

59 ) و " الشمائل المحمدية " ( رقم - 134 ) و الطحاوي في " مشكل الآثار " ( 1 /

195 - 196 ) و الحاكم في " المستدرك " ( 4 / 131 ) و عنه البيهقي في " شعب

الإيمان " ( 2 / 17 / 2 ) من طرق عن عبد الملك بن عمير عن أبي سلمة بن عبد

الرحمن عن # أبي هريرة # قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي الهيثم : هل

لك خادم ? قال : لا , قال : فإذا أتانا سبي فأتنا , فأتي النبي صلى الله عليه

وسلم برأسين ليس معهما ثالث , فأتاه أبو الهيثم , قال النبي صلى الله عليه وسلم

: اختر منهما , قال : يا رسول الله اختر لي , فقال النبي صلى الله عليه وسلم :

" إن المستشار مؤتمن , خذ هذا , فإني رأيته يصلي , و استوص به خيرا " . فقالت

امرأته : ما أنت ببالغ ما قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم إلا أن تعتقه , قال

: فهو عتيق , فقال النبي صلى الله عليه وسلم .. " فذكره . و السياق للبخاري ,

و سياقه عند الترمذي و الحاكم أتم , و قال : " صحيح على شرط الشيخين " .

و وافقه الذهبي . و قال الترمذي : " حديث حسن صحيح غريب " .

قلت : و قوله : " المستشار مؤتمن " . أخرجه أبو داود ( 5128 ) و ابن ماجة (

3745 ) أيضا من هذا الوجه . و ابن ماجة أيضا ( 3746 ) و الدارمي ( 2 / 219 )

و ابن حبان ( 1991 ) و أحمد ( 5 / 274 ) عن أبي مسعود الأنصاري مرفوعا . و سنده

حسن في " الشواهد " , و زعم أبو حاتم في " العلل " ( 2 / 274 ) أنه أخطأ , و لم

يتبين لي وجهه , فراجعه . و الترمذي أيضا ( 2 / 135 ) من حديث أم سلمة

و استغربه . و أبو نعيم في " الحلية " ( 6 / 190 ) عن سمرة . و الطحاوي أيضا

و أحمد في " الزهد " ( ص 32 ) عن أبي سلمة بن عبد الرحمن مرسلا كما يأتي . و في

الحديث عند الترمذي و الحاكم زيادة : " لا تذبحن ذات در " . و هي في حديث أبي

سلمة أيضا . ثم إن الحديث قد اختلف فيه على أبي سلمة , فرواه ابنه عمرو بن أبي

سلمة عن أبيه مرسلا بالقصة , لكن ليس فيه حديث الترجمة . أخرجه أحمد و الطحاوي

كما تقدم , و عمر هذا فيه ضعف فلا يعتد بمخالفته , لاسيما و قد تابع عبد الملك

ابن عمير الزهري عند النسائي ( 2 / 186 ) و الطحاوي ( 3 / 22 - 23 ) و أحمد ( 2

/ 237 و 289 ) من طرق عنه عن أبي سلمة عن أبي هريرة به . و علقه البخاري ( 4 /

401 ) . و خالفهم يونس فقال : عن ابن شهاب عن أبي سلمة عن أبي سعيد الخدري

مرفوعا بلفظ : " ما بعث الله من نبي , و لا استخلف من خليفة , إلا كانت له

بطانتان : بطانة تأمره بالمعروف و تحضه عليه , و بطانة تأمره بالشر و تحضه عليه

, فالمعصوم من عصم الله " . أخرجه البخاري ( 4 / 255 / 401 ) و النسائي

و الطحاوي ( 3 / 22 ) و أحمد ( 3 / 39 و 88 ) . و تابعه جمع عند البخاري معلقا

و الطحاوي موصولا كلهم عن الزهري به . و يظهر لي من اتفاق كل من الطائفتين -

و جميعهم ثقة - على أن لأبي سلمة فيه شيخين , و هما أبو هريرة , و أبو سعيد .

فكان يرويه تارة عن هذا و تارة عن هذا , فتلقاهما الزهري عنه ثم تلقاه عنه كل

من الشيخين من أحد الوجهين , و هو الذي مال إليه الحافظ في " الفتح " ( 13 /

166 ) . و يقوي الوجه الأول متابعة عبد الملك بن عمير للزهري عليه . و الله

أعلم . و له شيخ ثالث , فقد قال عبيد الله بن أبي جعفر حدثني صفوان عن أبي سلمة

عن أبي أيوب قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره نحوه . علقه

البخاري , و وصله النسائي و الطحاوي أيضا - لكن وقع في إسناده خلط - و الطبراني

في " المعجم الكبير " ( 3895 ) .

1642 " لو أراد الله أن لا يعصى ما خلق إبليس " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 195 :

رواه اللالكائي في " السنة " ( 1 / 141 ) و البيهقي في " الأسماء " ( 157 )

عن إسماعيل بن عبد السلام عن زيد بن عبد الرحمن عن # عمرو بن شعيب عن أبيه عن

جده # قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر : " يا أبو بكر لو ... " .

قلت : و هذا سند مجهول , قال الحافظ في " اللسان " : " إسماعيل بن عبد السلام

عن زيد بن عبد الرحمن عن عمرو بن شعيب قال ابن قتيبة في اختلاف الحديث : لا

يعرف هو و لا شيخه " .

قلت : قد جاء الحديث من غير طريقهما عن عمرو بن شعيب رواه البزار ( 229 -

زوائده ) من طريق إسماعيل بن حماد عن مقاتل بن حيان عن عمرو بن شعيب به و فيه

قصة . و أورده ابن عروة في " الكواكب " ( 34 / 161 / 2 ) و قال : " حديث غريب ,

قال عماد الدين ابن كثير : قال شيخ الإسلام تقي الدين أبو العباس ابن تيمية :

هذا حديث موضوع مختلق باتفاق أهل المعرفة " .

قلت : إسماعيل بن حماد إن كان الأشعري مولاهم فهو صدوق , و إن كان حفيد الإمام

أبي حنيفة فقد تكلموا فيه , و أيهما كان فلم يتفرد به , فقدأخرجه البيهقي من

طريق عباد بن عباد عن عمر بن ذر قال : سمعت عمر بن عبد العزيز يقول : لو أراد

الله أن لا يعصى ما خلق إبليس . و حدثني مقاتل بن حيان عن عمرو بن شعيب به

مرفوعا بلفظ الترجمة . و هذا إسناد رجاله كلهم ثقات على الخلاف المعروف في عمرو

ابن شعيب , فالإسناد حسن عندي . و عباد بن عباد هو ابن علقمة المازني البصري ,

و مقاتل بن حيان ثقة من رجال مسلم , و هو غير مقاتل بن سليمان المفسر المتهم ,

و لعل شيخ الإسلام ابن تيمية توهم أنه هو راوي هذا الحديث و إلا فلا وجه للحكم

عليه بالوضع من حيث إسناده , فإنه ليس فيه متهم , و لا من حيث متنه , فإنه غير

مستنكر , فقد اتفق أهل السنة على أن كل شيء من الطاعات و المعاصي فبإرادة الله

تبارك و تعالى , لا يقع شيء من ذلك رغما عنه سبحانه و تعالى , لكنه يحب الطاعات

و يكره المعاصي , و قد رأيت كيفأن الخليفة الراشد احتج بهذا الحديث . و قد

أخرجه عنه عبد الله بن الإمام أحمد أيضا في " زوائد الزهد " ( ص 298 ) من طريق

مصعب بن أبي أيوب قال : سمعت عمر بن عبد العزيز على المنبر يقول : فذكره . ففيه

أنه أعلن ذلك على المنبر . لكن مصعب هذا لم أعرفه . و للحديث شاهد مرفوع ,

يرويه بقية عن علي بن أبي جملة عن نافع عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم

ضرب كتف أبي بكر و قال : " إن الله لو شاء أن لا يعصى ما خلق إبليس " . أخرجه

أبو نعيم في " الحلية " ( 6 / 92 ) . و بقية مدلس و قد عنعنه . و علي بن أبي

جملة لم أجد له ترجمة سوى أن أبا نعيم ذكره في كتابه مقرونا مع رجاء بن أبي

سلمة , و وصفهما بأنهما العابدان الراويان . فهو من شيوخ بقية المجهولين .

و بالجملة فالحديث بمجموع طرقه صحيح لغيره . و الله سبحانه و تعالى أعلم .

1643 " لن يعجز الله هذه الأمة من نصف يوم " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 197 :

أخرجه أبو داود ( 4349 ) و الحاكم ( 4 / 424 ) عن عبد الله بن وهب حدثني معاوية

ابن صالح عن عبد الرحمن بن جبير عن أبيه عن # أبي ثعلبة الخشني # قال : قال

رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . و قال الحاكم : " صحيح على شرط الشيخين

" . و وافقه الذهبي .

قلت : معاوية بن صالح لم يحتج به البخاري , و إنما روى له في " جزء القراءة " ,

و هو صدوق له أوهام , فهو على شرط مسلم وحده . و قدأخرجه أحمد ( 4 / 193 ) من

طريق ليث عنه به إلا أنه ليس صريحا في الرفع . و له شاهد من حديث سعد بن أبي

وقاص مرفوعا , و له عنه طريقان :

الأول : عن شرح بن عبيد عنه بلفظ : " إني لأرجو أن لا تعجز أمتي عند ربهم أن

يؤخرهم نصف يوم " . قيل لسعد : و كم نصف ذلك اليوم ? قال خمسمائة سنة . أخرجه

أبو داود ( 4350 ) . و رجاله ثقات لكن شريح بن عبيد لم يدرك سعيدا .

الثاني : عن أبي بكر بن أبي مريم عن راشد بن سعد عنه . أخرجه أحمد ( 1 / 170 )

و أبو نعيم في " الحلية " ( 6 / 117 ) و الحاكم , و قال : " صحيح على شرط

الشيخين " . و رده الذهبي فقال : " قلت : لا و الله ! ابن أبي مريم ضعيف , و لم

يرويا له شيئا " .

قلت : و في رواية أبي نعيم و الحاكم زيادة : " قيل : و ما نصف يوم ? قال :

خمسمائة سنة " . و هي عند أحمد من قول سعد كما في الطريق الأولى . و في رواية

لأبي نعيم من قول راشد . و الله أعلم .

1644 " ضع أنفك يسجد معك " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 198 :

أخرجه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 1 / 192 - 193 ) عن حميد بن مسعدة حدثنا

حرب بن ميمون عن خالد عن عكرمة عن # ابن عباس # . أن النبي صلى الله عليه وسلم

أتى رجل يسجد على وجهه , و لا يضع أنفه , قال : فذكره .

قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا , حرب بن ميمون و هو الأصغر متروك كما قال الحافظ .

و قد رواه البيهقي ( 2 / 104 ) من طريقه معلقا و قال : " قال أبو عيسى الترمذي

: حديث عكرمة عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا أصح " .

قلت : و هو مرسل صحيح الإسناد , و قد وصله الدارقطني و البيهقي من طريق أبي

قتيبة سلمة بن قتيبة حدثنا شعبة و الثوري عن عاصم الأحول عن عكرمة عن ابن عباس

به نحوه . و قال البيهقي : " قال أبو بكر عبد الله بن سليمان بن الأشعث : لم

يسنده عن سفيان و شعبة إلا أبو قتيبة , و الصواب عن عاصم عن عكرمة مرسلا " .

قلت : سلم صدوق من رجال البخاري في " صحيحه " و لم يتفرد بوصله , فقد أخرجه

الطبراني في " الكبير " ( رقم 11917 ) من طريق الضحاك بن حمرة عن منصور عن عاصم

البجلي عن عكرمة به و لفظه : " من لم يزق أنفه مع جبهته بالأرض إذا سجد لم تجز

صلاته " . و الضحاك هذا مختلف فيه و قد حسن له الترمذي , و فيه ضعف لا يمنع من

الاستشهاد به . و بالجملة فالحديث صحيح عندي لأن مع مرسله الصحيح هذه الأسانيد

المتصلة , و أصله في " الصحيحين " من طريق أخرى عن ابن عباس مرفوعا بلفظ :

" أمرت أن أسجد على سبع : الجبهة و الأنف و اليدين و الركبتين و القدمين " .

و في رواية : " الجبهة , و أشار بيده على أنفه " . فقد اعتبر الأنف من الجبهة

في الحكم , فحكمه حكمها , فكأن حديث الترجمة مختصر منه . و الله أعلم .

1645 " من ختم له بإطعام مسكين محتسبا على الله عز وجل دخل الجنة , من ختم له بصوم

يوم محتسبا على الله عز وجل دخل الجنة , من ختم له بقول لا إله إلا الله محتسبا

على الله عز وجل دخل الجنة " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 200 :

رواه ابن شاهين في الجزء الخامس من " الأفراد " و المخلص في " الفوائد المنتقاة

" ( 23 / 2 ) و أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 1 / 218 - 219 ) عن هشام بن

القاسم أخو روح بن القاسم قال : سمعت نعيم بن أبي هند يحدث عن # حذيفة # قال :

دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه فرأيته يهم بالقعود و علي عليه

السلام عنده يميد - يعني من النعاس - فقلت : يا رسول الله ما أرى عليا إلا قد

ساهرك في ليلته هذه أفلا أدنو منك ? قال : علي أولى بذلك منك , فدنا منه علي

عليه السلام فسانده , فسمعته يقول : فذكره . و قال ابن شاهين : " هذا حديث غريب

, و لا أعرف لهشام بن القاسم حديث غير هذا " .

قلت : و هو في عداد المجهولين . فإنهم لم يذكروه . اللهم إلا ابن حبان فإنه

أورده في " الثقات " ( 2 / 294 من مخطوطة الظاهرية ) و ذكر له هذا الحديث و لم

يزد . و قد وجدت له متابعا , أخرجه ابن بشران في " الأمالي " ( 134 / 1 ) من

طريق الحسن بن أبي جعفر عن محمد بن جحادة عن نعيم بن أبي هند به مختصرا و لفظه

: " دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في اليوم الذي قبض فيه فقال لي :

" يا حذيفة من كتب ( كذا و لعله : ختم ) له عند الموت بشهادة أن لا إله إلا

الله صادقا دخل الجنة " . فقلت : يا رسول الله : أسر هذا أم أعلنه ? قال : بل

أعلنه , قال فإنه لآخر شيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم " .

قلت : فهذه متابعة قوية : محمد بن جحادة ثقة احتج به الشيخان في " صحيحيهما "

لكن الراوي عنه الحسن بنأبى جعفر و هو الجفري ضعيف الحديث . لكن أخرجه أحمد (

5 / 391 ) من طريق حماد بن سلمة عن عثمان البتي عن نعيم بن أبي هند به نحوه .

و هذا إسناد صحيح , و قال المنذري : لا بأس به . و الصواب ما قلته كما بينته في

تعليقي عليه ( 2 / 61 - 62 ) و للشطر الأول منه شاهد من حديث جابر مرفوعا .

أخرجه ابن عساكر ( 15 / 81 / 2 ) . و لسائره شاهد من حديث علي مرفوعا عند

الخطيب في " الموضح " ( 1 / 46 ) .

1646 " أولياء الله هم الذين يذكر الله لرؤيتهم " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 201 :

رواه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 1 / 231 ) و الواحدي ( 58 / 1 ) و الديلمي

( 1 / 2 / 341 ) عن جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير عن # ابن عباس # عن

النبي صلى الله عليه وسلم في قوله : *( ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم و لا

هم يحزنون )* قال : " هم الذين ... " . و رواه ابن المبارك في " الزهد " ( رقم

217 ) : حدثنا مالك بن مغول و مسعر بن كدام عن أبي أسيد - و قال ابن حيويه عن

أبي أنس عن سعيد بن جبير قال : فذكره . و رواه ابن صاعد في زوائد " الزهد " (

218 ) موصولا فقال : حدثنا كثير بن شهاب بن عاصم القزويني قال : حدثنا محمد بن

سعيد بن سابق قال : حدثنا يعقوب الأشعري يعني القمي عن جعفر بن أبي المغيرة عن

سعيد بن جبير عن ابن عباس به . و جعفر بن أبي المغيرة , قال الذهبي و العسقلاني

: " صدوق " . زاد الثاني : " يهم " .

قلت : فالحديث حسن , لاسيما و له شواهد من حديث عمرو بن الجموح و سعد بن أبي

وقاص و أسماء بنت يزيد , عند أبي نعيم في " الحلية " ( 1 / 6 ) .

1647 " قيلوا فإن الشياطين لا تقيل " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 202 :

أخرجه أبو نعيم في " الطب " ( 12 / 1 نسخة السفرجلاني ) و في " أخبار أصبهان "

( 1 / 195 و 353 و 2 / 69 ) من طرق عن أبي داود الطيالسي حدثنا عمران القطان عن

قتادة عن # أنس # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .

قلت : و هذا إسناد حسن , رجاله ثقات رجال مسلم غير عمران القطان و هو كما قال

الحافظ : صدوق يهم . و له طريقأخرى يرويه الطبراني في " الأوسط " ( رقم - 2725

ج 1 / 3 / 1 ) عن كثير بن مروان عن يزيد أبي خالد الدالاني عن إسحاق بن عبد

الله بن أبي طلحة عن أنس به . و قال : " لم يروه عن أبي خالد إلا كثير بن مروان

" .

قلت : قال الحافظ في " الفتح " ( 11 / 58 ) : " و هو متروك " .

قلت : و شيخه الدالاني ضعيف . لكن قد توبع , فأخرجه أبو نعيم في " الطب " ( 12

/ 1 - 2 ) و الخطيب في " الموضح " ( 2 / 81 - 82 ) من طريق عباد بن كثير عن

سيار الواسطي عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة به , و زاد في أوله : " لا

تصبحوا " .

قلت : لكن سيار الواسطي لم أعرفه . و عباد بن كثير إن كان الرملي فضعيف , و إن

كان البصري فمتروك .و له شاهد موقوف أخرجه ابن نصر في " قيام الليل " ( ص 40 )

عن مجاهد : " بلغ عمر رضي الله عنه أن عاملا له لا يقيل , فكتب إليه : أما بعد

فقل , فإن الشيطان لا يقيل " . و لم يذكر مختصره المقريزي إسناده لننظر في

رجاله , و هو منقطع بين مجاهد و عمر , و قد سكت عنه السخاوي في " المقاصد

الحسنة " ( ص 56 ) .

( تنبيه ) لقد ظلم هذا الحديث من قبل من خرجه من العلماء قبلي , ممن وقفت على

كلامهم فيه كالحافظ بن حجر في " الفتح " , و تلميذه السخاوي في " المقاصد " , و

مقلده العجلوني في " كشف الخفاء " ( 1 / 120 ) , فإنهم جميعا عزوه للطبراني فقط

و أعله الأولان منهم بكثير بن مروان , و تبعهم على ذلك المناوي فقال في " فيض

القدير " : رمز المصنف لحسنه , و ليس كما ذكر , فقد قال الهيثمي : فيه كثير بن

مروان و هو كذاب . اهـ , و قال في " الفتح " : في سنده كثير بن مروان متروك "

قلت : و المناوي أكثرهم جميعا بعدا عن الصواب , فإن كلامه هذا الذي يرد به على

السيوطي . تحسينه إياه صريح أو كالصريح في أن هذا المتروك في إسناد أبي نعيم

أيضا , و ليس كذلك كما عرفت من هذا التخريج , و لذلك فالمناوي مخطئ أشد خطأ ,

و الصواب هنا في هذه المرة مع السيوطي لأن الإسناد الأول حسن إما لذاته كما

نذهب إليه , و إما لغيره و هذا أقل ما يقال فيه , و شاهده الذي يصلح للاستشهاد

إنما هو حديث عمر , و هو و إن كان موقوفا فمثله لا يقال من قبل الرأي , بل فيه

إشعار بأن هذا الحديث كان معروفا عندهم , و لذلك لم يجد عمر رضي الله عنه ضرورة

للتصريح برفعه . و الله أعلم .

1648 " إن خير ما ركبت إليه الرواحل مسجدي هذا , و البيت العتيق " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 204 :

أخرجه أحمد ( 3 / 350 ) و أبو يعلى ( 2 / 605 ) و البغوي في " حديث أبي الجهم "

( 2 / 2 ) و الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 114 / 2 ) و الفاكهي في " حديثه "

( 1 / 15 / 1 ) و عنه ابن بشران في " الأمالي " ( 55 / 2 ) و عبد بن حميد في

" المنتخب من المسند " ( 114 / 2 ) من طرق عن الليث بن سعد عن أبي الزبير عن

# جابر بن عبد الله # عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : فذكره .

و قال الطبراني :" لم يروه عن الليث إلا العلاء " . كذا قال ! و هو العلاء بن

موسى بن عطية أبو الجهم , و قد تعقبه الهيثمي بقوله في " زوائده " : " قلت : قد

رواه النسائي عن قتيبة عن الليث " .

قلت : و الظاهر أنه يعني سنن النسائي الكبرى , و هي لم تطبع , و قد بشرني الشيخ

الفاضل عبد الصمد شرف الدين , بأنه قد وقف على نسخة كاملة منه , و هو الآن في

صدد إعدادها للطبع يسر الله له ذلك . ثم أهدى إلي الجزء الأول منه و فيه كتاب

الطهارة , يسر الله له إتمام طبعه و جزاه الله خيرا . و الحديث مشهور عن الليث

, فقد أخرجه الآخرون من طرق متعددة عن الليث به , و صرح الفاكهي بتصريح أبي

الزبير بالتحديث , و هو هام في غير رواية الليث عنه , فإنه قد ثبت عن الليث أنه

لا يروي عن أبي الزبير إلا ما صرح له بالتحديث . فالإسناد صحيح على شرط مسلم .

و قد قصر المنذري في قوله في " الترغيب " ( 2 / 145 ) : " رواه أحمد بإسناد حسن

( ! ) و الطبراني و ابن خزيمة في " صحيحه " و ابن حبان .. " . و يبدو لي أنه لم

يقف على هذا الإسناد عند أحمد , فإنه عزاه إليه بلفظ : " خير ما ركبت إليه

الرواحل مسجد إبراهيم صلى الله عليه وسلم و مسجدي " . ثم ذكره من طريق الطبراني

و من بعده بلفظ الترجمة . و هذا اللفظ الثاني عند أحمد ( 3 / 336 ) من طريق ابن

لهيعة حدثنا أبو الزبير به و تابعه أيضا موسى بن عقبة عن أبي الزبير به .

أخرجه الطحاوي في " مشكل الآثار " ( 1 / 241 ) و وقع فيه " ابن الزبير " و هو

خطأ من الناسخ خفي على المعلق عليه فقال : " لعله هو عروة بن الزبير " . و إنما

هو أبو الزبير , و قد روى عنه موسى بن عقبة كما ذكروا في ترجمته أعني أبا

الزبير .

1649 " إن الله عز وجل ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 205 :

رواه ابن حبان في " صحيحه " ( 1607 ) و الطبراني في " الكبير " ( 8963 و 9094 )

و محمد بن مخلد في " المنتقى من حديثه " ( 2 / 6 / 1 ) عن عاصم عن زر عن # عبد

الله # مرفوعا .

قلت : و هذا إسناد حسن , و هو صحيح ! فإن له شاهدا قويا من حديث أبي هريرة ,

و فيه بيان سبب وروده , قال رضي الله عنه : شهدنا مع رسول الله صلى الله عليه

وسلم حنينا , فقال لرجل ممن يدعي بالإسلام : " هذا من أهل النار " . فلما حضرنا

القتال قاتل الرجل قتالا شديدا , فأصابته جراحة , فقيل : يا رسول الله الرجل

الذي قلت له آنفا : إنه من أهل النار , فإنه قاتل اليوم شديدا و قد مات , فقال

النبي صلى الله عليه وسلم : " إلى النار " . فكاد بعض المسلمين أن يرتاب ,

فبينما هم على ذلك إذ قيل : إنه لم يمت , و لكن به جرحا شديدا , فلما كان من

الليل لم يصبر على الجراح فقتل نفسه , فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك ,

فقال : " الله أكبر , أشهد أني عبد الله و رسوله " . ثم أمر بلالا فنادى في

الناس : " إنه لا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة , و إن الله يؤيد هذا الدين بالرجل

الفاجر " . أخرجه البخاري ( 2 / 74 ) و مسلم ( 1 / 73 - 74 ) و أحمد ( 2 / 309

) و للدارمي منه حديث الترجمة ( 2 / 240 - 241 ) . و الحديث أورده الهيثمي في

" المجمع " ( 5 / 303 ) و قال : " رواه الطبراني , و فيه عاصم بن أبي النجود

و هو ثقة , و فيه كلام " . و قال أيضا : " رواه الطبراني عن النعمان بن عمرو بن

مقرن مرفوعا , و ضبب عليه , و لا يستحق التضبيب لأنه صواب , و قد ذكر المزي في

ترجمة أبي خالد الوالبي أنه روى عن عمرو بن النعمان بن مقرن , و النعمان بن

مقرن .

قلت : و رجاله ثقات " . و قد جاء الحديث عن جمع آخر من الصحابة بلفظ : " ....

بأقوام لا خلاق لهم " . و قد خرجها الهيثمي من حديث أبي بكرة و أنس و أبي موسى

و أخرجه عبد الله بن أحمد في " زوائد الزهد " ( 20 / 100 / 1 ) عن الحسن البصري

مرسلا . و وصله أبو نعيم في " الحلية " ( 6 / 262 ) و الضياء في " المختارة "

( 74 / 2 ) عنه عن أنس مرفوعا . و تابعه أبو قلابة عن أنس . أخرجه ابن حبان

( 1606 ) و النسائي في " السير " ( 1 / 38 / 1 ) و الضياء أيضا . و تابعه عنده

حميد عن أنس . و روي بلفظ : " .... برجال ما هم من أهله " . أخرجه الطبراني ,

و فيه عبد الرحمن بن زياد بن أنعم و هو ضعيف كما قال الهيثمي : و هو بهذا اللفظ

منكر عندي لمخالفته لألفاظ الثقات , و الله أعلم .

1650 " إن الله لم ينزل داء أو لم يخلق داء إلا أنزل أو خلق له دواء , علمه من علمه

و جهله من جهله إلا السام , قالوا : يا رسول الله و ما السام ? قال : الموت " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 207 :

أخرجه الحاكم ( 4 / 401 ) من طريق شبيب بن شيبة حدثنا عطاء بن أبي رباح حدثنا

# أبو سعيد الخدري # مرفوعا به . سكت عليه الحاكم و الذهبي , و إسناده ضعيف من

أجل شبيب هذا , ففي " التقريب " : " إنه صدوق يهم في الحديث " . إلا أن له

شواهد من حديث أسامة بن شريك بلفظ : تداووا , فإن الله ... " . و من حديث ابن

مسعود بلفظ : " ما أنزل الله داء ... " . و قد خرجتهما في " غاية المرام " (

292 ) فالحديث بشواهده صحيح . و قد روي حديث ابن مسعود بنحو هذا بلفظ : " إن

الله عز وجل لم ينزل داء إلا و قد أنزل معه دواء , جهله منكم من جهله أو علمه

منكم من علمه " . أخرجه أحمد ( 1 / 446 ) حدثنا علي بن عاصم أخبرني عطاء بن

السائب قال : أتيت أبا عبد الرحمن فإذا هو يكوي غلاما , قال : قلت : تكويه ?

قال : نعم , هو دواء العرب , قال عبد الله بن مسعود : فذكره مرفوعا . و رجاله

ثقات غير علي بن عاصم و هو صدوق يخطىء كما في " التقريب " و قد تابعه في "

المستدرك " ( 4 / 399 ) سفيان عن عطاء به نحوه . و صححه , و وافقه الذهبي .

و له طريق أخرى بلفظ : " إن الله عز وجل لم ينزل داء إلا أنزل له شفاء إلا

الهرم , فعليكم بألبان البقر فإنها ترم من كل شجر " . أخرجه الحاكم ( 4 / 197 )

و الطيالسي ( رقم 368 ) من طريق المسعودي عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب عن

عبد الله بن مسعود مرفوعا به . و المسعودي كان قد اختلط . لكن له طريق أخرى

بلفظ : " ما أنزل الله داء إلا أنزل له دواء , فعليكم بألبان البقر فإنها ترم

من كل الشجر " . رواه النسائي في " الوليمة " ( 2 / 64 / 2 ) و ابن حبان ( 1398

) و ابن عساكر ( 8 / 242 / 2 ) عن محمد بن يوسف عن سفيان عن قيس بن مسلم عن

طارق بن شهاب عن عبد الله بن مسعود مرفوعا .

قلت : و هذا سند صحيح رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين و محمد بن يوسف هو الفريابي

ثقة و قد خالفه عبد الرحمن بن مهدي , فرواه عن سفيان به إلا أنه أرسله فلم يذكر

فيه ابن مسعود . أخرجه أحمد ( 4 / 315 ) و النسائي أيضا . ثم أخرجه من طريق

الربيع بن لوط عن قيس بن مسلم به مثل رواية الفريابي , إلا أنه أوقفه على ابن

مسعود . و ابن لوط ثقة كما في " التقريب " . لكن الصحيح عندنا رواية الفريابي

لأنه ثقة , و معه زيادة فهي مقبولة و قد تابعه المسعودي عن قيس بن مسلم كما

تقدم آنفا , و كأنه لذلك قال الحافظ ابن عساكر : " و هو محفوظ " . و قد كنا

خرجنا الحديث عن ابن مسعود فيما مضى برقم ( 518 ) مع متابعات أخرى , و بيان ما

في رواية ابن مهدي من الضعف . فراجعه إن شئت .

1651 " إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها , أو يشرب الشربة فيحمده

عليها " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 209 :

أخرجه مسلم ( 8 / 87 ) و الترمذي ( 1 / 334 - 335 ) و أحمد ( 3 / 100 و 117 )

من طرق عن زكريا بن أبي زائدة عن سعيد بن أبي بردة عن # أنس بن مالك # قال :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . و قال الترمذي : " حديث حسن , و لا

نعرفه إلا من حديث زكريا بن أبي زائدة " .

قلت : و هو ثقة , و لكنه كان يدلس , و قد عنعنه عندهم جميعا ! لكنه يبدو أنه

قليل التدليس , و لذلك أورده الحافظ في المرتبة الثانية من رسالته " طبقات

المدلسين " و هي " المرتبة التي يورد فيها من احتمل الأئمة تدليسه , أخرجوا له

في " الصحيح " لإمامته و قلة تدليسه في جنب ما روى كالثوري ... " . و قد روي من

طريق أخرى بلفظ : " إن الله ليدخل العبد الجنة بالأكلة أو الشربة يحمد الله

عز وجل عليها " . أخرجه الضياء في " المختارة " ( 115 / 1 ) من طريق موسى بن

سهل الثغري الوشا أنبأ إسماعيل بن علية أخبرنا حميد الطويل عن أنس بن مالك

مرفوعا .

قلت : و هذا إسناد ضعيف رجاله ثقات غير الوشا هذا ترجمه الخطيب في " التاريخ "

( 13 / 48 ) و نقل تضعيفه عن الدارقطني , و عن البرقاني قال : ضعيف جدا . و ذكر

له في " اللسان " حديثا آخر مما أخطأ في إسناده .

1652 " إن الله ليعجب من الصلاة في الجميع " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 210 :

رواه الخطيب في " الموضح " ( 2 / 2 / 2 ) من طريق أحمد , و هذا في " المسند "

( 2 / 50 ) : حدثنا يونس بن محمد حدثنا مرثد يعني ابن عامر الهنائي حدثني أبو

عمرو الندبي قال : حدثني # عبد الله بن عمر بن الخطاب # مرفوعا . و قال الخطيب

: " أبو عمرو هو بشر بن حرب " .

قلت : و هو صدوق فيه لين كما قال الحافظ , و لذا حسن حديثه هذا المنذري في "

الترغيب " ( 1 / 150 ) و تبعه الهيثمي ( 2 / 39 ) . و له شاهد واه , أخرجه ابن

عدي ( 75 / 1 ) من طريق حماد بن قيراط حدثنا صالح المري عن أبي هارون عن أبي

سعيد الخدري عن عمر بن الخطاب و أبي بن كعب مرفوعا به . و قال : شوش إسناده

حماد بن قيراط " . ثم ساقه من طريق أبي إبراهيم الترجماني حدثنا صالح المري عن

أبي هارون عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه . و قال : " و هذا أشبه

: الذي جاء به الترجماني عن صالح المري , من رواية حماد بن قيراط عن صالح ,

و حماد عامة ما يرويه فيه نظر " .

قلت : و مداره على صالح المري و هو ضعيف عن أبي هارون و هو العبدي و هو متروك .

فالعمدة على الطريق الأولى و الله أعلم .

1653 " إن الله ليعجب إلى العبد إذا قال : لا إله إلا أنت إني قد ظلمت نفسي , فاغفر

لي ذنوبي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت , قال : عبدي عرف أن له ربا يغفر و يعاقب

" .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 211 :

أخرجه الحاكم ( 2 / 98 - 99 ) عن ميسرة بن حبيب النهدي عن المنهال بن عمرو عن

علي بن ربيعة " أنه كان ردفا # لعلي # رضي الله عنه , فلما وضع رجله في الركاب

قال : بسم الله , فلما استوى على ظهر الدابة قال : الحمد لله ( ثلاثا ) و الله

أكبر ( ثلاثا ) , *( سبحان الذي سخر لنا هذا و ما كنا له مقرنين )* الآية . ثم

قال : لا إله إلا أنت سبحانك إني قد ظلمت نفسي فاغفر لي ذنوبي إنه لا يغفر

الذنوب إلا أنت , ثم مال إلى أحد شقيه فضحك , فقلت : يا أمير المؤمنين ما يضحك

? قال : إني كنت ردف النبي صلى الله عليه وسلم , فصنع رسول الله صلى الله عليه

وسلم كما صنعت فسألته كما سألتني , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم .... "

فذكره . و قال : " هذا حديث صحيح على شرط مسلم " . و وافقه الذهبي .

قلت : النهدي هذا لم يخرج له مسلم , و إنما البخاري في " الأدب المفرد " , فهو

صحيح فقط . و قد تابعه أبو إسحاق السبيعي عن علي بن ربيعة نحوه باختصار . أخرجه

أبو داود ( 2602 ) و الترمذي ( 2 / 255 - 256 ) و أحمد ( 1 / 97 و 115 و 128 )

و ابن السني في " عمل اليوم و الليلة " ( 490 ) من طرق عنه . و قال الترمذي :

" حديث حسن صحيح " . كذا قال , و أبو إسحاق كان اختلط , و لفظه عند أحمد أتم .

و أخرجه ابن السني ( 493 ) من طريق الأجلح عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي بن

أبي طالب به نحوه مختصرا . و الأجلح فيه ضعف . و الحارث و هو الأعور ضعيف .

( تنبيه ) حديث الترجمة عزاه السيوطي في " الزيادة " لابن السني و الحاكم ,

و قد عرفت مما سبقت الإشارة إليه أن لفظ غير الحاكم مختصر , فإذا جاز مع ذلك

عزوه لابن السني فعزوه لغيره ممن ذكرنا معه أولى لأنهم أعلى طبقة منه , لاسيما

الإمام أحمد , فإنه أعلاهم و أجلهم و أتمهم لفظا .

1654 " إن الله و ملائكته يصلون على المتسحرين " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 212 :

رواه أبو العباس الأصم في " جزء من حديثه " ( 188 / 2 مجموع 24 ) و ابن حبان

( 880 ) و الروياني في " مسنده " ( 249 / 1 ) و الخلال أبو عبد الله في

" المنتخب من المنتخب من تذكرة شيوخه " ( 48 / 1 ) و كذا الطبراني في " الأوسط

" ( 1 / 99 / 2 ) عن إدريس بن يحيى حدثني ابن عياش القتباني حدثني عبد الله بن

سليمان عن نافع عن # ابن عمر # مرفوعا . و قال الطبراني : " لا يروى عن ابن عمر

إلا بهذا الإسناد , تفرد به إدريس " .

قلت : و هو صدوق كما قال ابن أبي حاتم ( 1 / 1 / 265 ) و روى عن أبي زرعة أنه

قال فيه : " رجل صالح من أفاضل المسلمين " . و من فوقه ثقات من رجال مسلم غير

عبد الله بن سليمان و هو المصري و لم يوثقه غير ابن حبان . و قال البزار :

" حدث بأحاديث لم يتابع عليها " .

قلت : و لعله سبب ما في " العلل " لابن أبي حاتم ( 1 / 243 - 244 ) : " سألت

أبي عن هذا الحديث ? فقال : هذا حديث منكر " . لكن للحديث شاهد من حديث أبي

سعيد الخدري مرفوعا به . أخرجه أحمد ( 3 / 12 و 44 ) من طريقين عنه . و قد

تكلمت عليهما في " التعليق على الترغيب " ( 2 / 94 ) . فالحديث بمجموع ذلك حسن

. و هو الذي نقله المناوي عن السيوطي . و الله أعلم .

1655 " إن الله لا يحب العقوق , و كأنه كره الاسم " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 213 :

أخرجه أبو داود ( 2842 ) و النسائي ( 2 / 188 ) و الحاكم ( 4 / 238 ) و البيهقي

( 9 / 300 ) و أحمد ( 2 / 182 و 194 ) من طريق داود بن قيس عن # عمرو بن شعيب

عن أبيه عن جده # قال : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن العقيقة , فقال :

( فذكره ) . قالوا : يا رسول الله إنما نسألك عن أحدنا يولد له : قال : " من

أحب منكم أن ينسك عن ولده فليفعل , عن الغلام شاتان مكافئتان , و عن الجارية

شاة " . و لفظه لأحمد و الآخرين نحوه . و لفظ الحاكم : " لا أحب العقوق " . و

هو رواية لأحمد . و قال : " صحيح الإسناد " و وافقه الذهبي .

و إنما هو حسن فقط , للخلاف المعروف في عمرو بن شعيب . نعم له شاهد أخرجه مالك

( 2 / 500 / 1 ) عن زيد بن أسلم عن رجل من بني ضمرة عن أبيه أنه قال : فذكره

بلفظ الحاكم .

قلت : و هذا شاهد لا بأس به , فالرجل الضمري شيخ زيد بن أسلم الظاهر أنه تابعي

إن لم يكن صحابيا , فإن زيد هذا من التابعين الثقات , فالحديث به صحيح .

( مكافئتان ) يعني متساويتين في السن . و قيل : أي مستويتان , أو متقاربتان .

و اختار الخطابي الأول , كما في " النهاية " . و ( الشاة ) : الواحدة من الضأن

و المعز و الظباء و البقر و النعام و حمر الوحش . كما في " المعجم الوسيط " .

1656 " إن الله لا ينظر إلى مسبل الإزار " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 214 :

أخرجه النسائي ( 2 / 299 ) و أحمد ( 1 / 322 ) من طريقين عن أشعث قال : سمعت

سعيد بن جبير عن # ابن عباس # عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .

قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين . و أشعث هو ابن أبي الشعثاء . و له

شاهد من حديث أبي هريرة مرفوعا به إلا أنه قال : " ... المسبل يوم القيامة " .

أخرجه أحمد ( 2 / 318 ) بإسناد صحيح على شرط الشيخين أيضا . و قد رواه مسلم ( 6

/ 148 ) عن محمد بن زياد قال : سمعت أبا هريرة و رأى رجلا يجر إزاره , فجعل

يضرب الأرض برجله , و هو أمير على ( البحرين ) و هو يقول : جاء الأمير جاء

الأمير ! قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره بلفظ : " ... إلى من يجر

إزاره بطرا " . ثم أخرجه عن ابن عمر مرفوعا بلفظ : " إن الذي يجر ثيابه من

الخيلاء لا ينظر الله إليه يوم القيامة " .

1657 " إن الله يؤيد حسان بروح القدس ما نافح أو فاخر عن رسول الله صلى الله عليه

وسلم " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 214 :

أخرجه الترمذي ( 2 / 138 ) و الحاكم ( 3 / 487 ) و أبو يعلى ( 3 / 1129 ) من

طريق عبد الرحمن بن أبي الزناد عن هشام بن عروة عن أبيه عن # عائشة # قالت :

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يضع لحسان منبرا في المسجد يقوم عليه قائما

يفاخر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أو قال : ينافح عن رسول الله صلى الله

عليه وسلم , و يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . و قال الترمذي :

" حديث حسن صحيح غريب " . و قال الحاكم : " صحيح الإسناد " و وافقه الذهبي .

و في رواية له عن ابن أبي الزناد عن أبيه و هشام بن عروة .... و قدأخرجه أحمد

( 6 / 72 ) عنه عن أبيه عن عروة به .فيبدو أن لعبد الرحمن بن أبي الزناد فيه

شيخين : والده أبو الزناد و هشام بن عروة , فكان يرويه تارة عن هذا و تارة عن

هذا , و تارة يجمعهما . و الله أعلم , و هو في نفسه ثقة , و قد تكلم فيه بعضهم

على تفصيل حققه العلامة عبد الرحمن المعلمي اليماني رحمه الله تعالى في كتاب "

التنكيل " فليراجعه من شاء ( 1 / 33 - 34 ) .

1658 " إن الله تبارك و تعالى يبتلي عبده بما أعطاه , فمن رضي بما قسم الله عز وجل

له بارك الله له فيه و وسعه , و من لم يرض لم يبارك له فيه " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 215 :

أخرجه أحمد ( 5 / 24 ) عن # أبي العلاء بن الشخير حدثني أحد بني سليم # - و لا

أحسبه إلا قد رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم - فذكره .

قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط مسلم , و جهالة الصحابي لا تضر .

1659 " إن الله يبعث ريحا من اليمن , ألين من الحرير , فلا تدع أحدا في قلبه مثقال

حبة من إيمان إلا قبضته " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 215 :

أخرجه مسلم ( 1 / 76 ) و البخاري في " التاريخ " ( 3 / 109 / 1 ) و السراج في

" مسنده " ( 5 / 88 - 89 ) و الحاكم ( 4 / 455 ) من طريق صفوان بن سليم عن عبد

الله بن سليمان الأغر عن أبيه عن # أبي هريرة # رضي الله عنه قال : قال رسول

الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . و قال الحاكم : " صحيح الإسناد و لم يخرجاه

" . و وافقه الذهبي .

قلت : فوهما مرتين : استدراكه على مسلم و قد أخرجه . و تصحيحه تصحيحا مطلقا غير

مقيد بكونه على شرط مسلم . و لعل هذا الوهم هو منشأ تقصير السيوطي في " الجامع

الصغير " في عزوه الحديث للحاكم فقط . و انطلى ذلك على المناوي فلم يستدرك عليه

خلافا لغالب عادته , و الغريب أنه قد عزاه في " الجامع الكبير " ( 1 / 156 / 2

) لمسلم أيضا ! فأصاب .

1660 " الدال على الخير كفاعله " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 216 :

ورد من حديث # أبي مسعود البدري و عبد الله بن مسعود و سهل بن سعد و بريدة بن

الحصيب و أنس بن مالك و عبد الله بن عباس و عبد الله بن عمر # .

1 - أما حديث أبي مسعود فيرويه الأعمش عن أبي عمرو الشيباني : سعيد بن إياس

الأنصاري عنه مرفوعا به . أخرجه الطحاوي في " مشكل الآثار " ( 1 / 484 ) و أحمد

( 5 / 274 ) و الخرائطي في " مكارم الأخلاق " ( ص 16 - 17 ) و ابن حبان في "

صحيحه " ( 867 و 868 ) و ابن عبد البر في " الجامع " ( 1 / 16 ) من طرق عن

الأعمش به . و اللفظ للخرائطي , و لفظ ابن حبان : " أتى رجل النبي صلى الله

عليه وسلم فسأله , فقال : ما عندي ما أعطيك , و لكن ائت فلانا , فأتاه الرجل ,

فأعطاه , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من دل على خير فله مثل أجر

فاعله " . و لفظ الطحاوي مثله إلا أنه قال : " الدال على الخير له كأجر فاعله "

. قلت : و إسناده صحيح على شرط الشيخين , و قد أخرجه مسلم ( 6 / 41 ) باللفظ

الثاني و هو رواية لأحمد ( 4 / 120 ) و أبي داود ( 5129 ) و الترمذي ( 2 / 112

) و قال : " حسن صحيح " . و خالفهم أبان بن تغلب فقال : عن الأعمش عن أبي عمرو

الشيباني عن عبد الله بن مسعود قال : فذكره . أخرجه الخرائطي ( ص 16 ) و أبو

نعيم في " الحلية " ( 6 / 266 ) .

قلت : و أبان بن تغلب ثقة احتج به مسلم , لكن رواية الجماعة أصح <1> . على أنه

قد روي من طريق أخرى عن ابن مسعود و هو الآتي :

2 - و أما حديث ابن مسعود , فيرويه عيسى بن المختار عن ابن أبي ليلى عن فضيل بن

عمرو عن أبي وائل عنه مرفوعا بلفظ الترجمة . أخرجه البزار ( رقم - 154 ) و قال

: " لا نعلمه مرفوعا عن عبد الله إلا بهذا الإسناد " .

قلت : و هو ضعيف لسوء حفظ ابن أبي ليلى .

3 - و أما حديث سهل فيرويه العائشي حدثنا عمران بن يزيد القرشي عن أبي حازم عنه

به . أخرجه الطحاوي حدثنا محمد بن علي بن داود حدثنا العائشي به .

قلت : و رجاله ثقات كلهم لكنه منقطع بين القرشي و أبي حازم , فإن روايته إنما

هي عن أتباع التابعين , فلعل الواسطة بينهما سقطت من الطابع أو الناسخ .

4 - و أما حديث بريدة فيرويه أبو حنيفة في " مسنده " ( ص 160 بشرح القاري ) عن

علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن أبيه مرفوعا به . و من طريق أبي حنيفة

أخرجه أحمد ( 5 / 357 ) و لكنه لم يسمه عمدا كما قال ابنه عبد الله . قال : كذا

قال أبي لم يسمه على عمد , و حدثناه غيره فسماه , يعني أبا حنيفة . و إليه أشار

الهيثمي بقوله في " المجمع " ( 1 / 166 ) : " و فيه ضعيف و مع ضعفه لم يسم " .

قلت : و رواه سليمان الشاذكوني حدثنا ابن يمان عن سفيان عن علقمة به , و زاد :

" و الله يحب إغاثة اللهفان " . أخرجه تمام في " الفوائد " ( 227 / 2 ) و ابن

عدي في " الكامل " ( 162 / 2 ) و أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 1 / 333 - 334

) و قال ابن عدي : " لا أعرفه إلا عن الشاذكوني , و هو حافظ ماجن عندي , ممن

يسرق الحديث " .

قلت : كذبه ابن معين و غيره , و رماه غير واحد بوضع الحديث , و من الغريب أن

أبا نعيم لم يذكر في ترجمته جرحا و لا تعديلا ! فكأنه خفي عليه حاله . هذا , و

لقد أبعد الشيخ البنا في شرحه على " الفتح الرباني " ( 19 / 72 ) , فإنه قال

عقب قول الهيثمي المتقدم : " قلت : أبو حنيفة المسمى في السند , قال الحافظ في

" التقريب " : أبو حنيفة الكوفي والد عبد الأكرم مجهول أهـ " .

قلت : و هذا خطأ مزدوج :

الأول : أنه ليس هو هذا و إنما هو الإمام أبو حنيفة النعمان بن ثابت المشهور

و هو ليس مجهولا بل هو معروف بالصدق , و لكنه ضعيف الحفظ كما كنت حققته في

المجلد الأول من " الضعيفة " , و إن لم يرق ذلك لمتعصبة الحنفية , و غيرهم من

ذوي الأهواء ! و لذلك لم يسمه شيخ الإمام أحمد إسحاق بن يوسف , و عمدا فعل ذلك

كما تقدم عن أحمد .

و الآخر : أنه وهم على الحافظ , فإن تمام كلامه في " التقريب " : " من الثالثة

" . أي أنه من الطبقة الوسطى من التابعين الذين لهم رواية عن بعض الصحابة , و

أبو حنيفة الإمام ليس كذلك , فإن الحافظ ذكر في ترجمته أنه من الطبقة السادسة -

أي من صغار التابعين الذين لم يثبت لهم لقاء أحد من الصحابة . و أبو حنيفة

الراوي هنا بينه و بين صحابي الحديث راويان : علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة

, فكيف يعقل أن يكون هو والد عبد الأكرم الذي يروي عن بعض الصحابة ? ! و هذا

يقال إذا ما وقفنا في ذلك عند كتاب " التقريب " فقط , و أما إذا رجعنا إلى "

التهذيب " فستزداد يقينا في خطأ الشيخ المزدوج حين نجده يقول في ترجمة الأول :

" روى عن سليمان بن هود , و عنه ابنه " . و ذكر في ترجمة الإمام أنه روى عن جمع

منهم علقمة بن مرثد !

5 - و أما حديث أنس فيرويه شبيب بن بشر عنه قال : " أتى النبي صلى الله عليه

وسلم رجل يستحمله , فلم يجد عنده ما يتحمله , فدله على آخر فحمله , فأتى النبي

صلى الله عليه وسلم , فأخبره فقال ... " فذكره بلفظ الترجمة بزيادة : " إن

الدال ... " . أخرجه الترمذي و قال : " حديث غريب من هذا الوجه من حديث أنس عن

النبي صلى الله عليه وسلم " .

قلت : و إسناده حسن , رجاله موثوقون , و السبب الذي فيه هو عند مسلم و غيره من

حديث أبي مسعود المتقدم , فهو شاهد قوي له . و قد تابعه على حديث الترجمة زياد

ابن ميمون الثقفي عنه مرفوعا به و زاد : " و الله يحب إغاثة اللهفان " . أخرجه

أبو يعلى في " مسنده " ( 3 / 1063 ) و ابن أبي الدنيا في " قضاء الحوائج " ( ص

78 ) و ابن عبد البر في " الجامع " دون الزيادة .

قلت : و زياد هذا متروك , و كذبه يزيد بن هارون . و أخرجه البزار في " مسنده "

( رقم - 1951 ) لكن وقع فيه : زياد النميري , و كذا قال المنذري ( 1 / 72 ) بعد

أن عزاه إليه : " فيه زياد بن عبد الله النميري و قد وثق , و له شواهد " . كذا

قال و النميري أحسن حالا من الثقفي و الله أعلم . و هذه الزيادة رويت من طريق

أبي العباس محمد بن يونس السامي حدثنا أزهر بن سعد حدثنا ابن عون عن محمد بن

سيرين عن أبي هريرة مرفوعا . أخرجه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 15 / 72 / 2

) .

قلت : و السامي هذا هو الكديمي متهم بالوضع .

6 - و أما حديث ابن عباس فيرويه طلحة بن عمرو عن عطاء عنه رفعه و زاد :

" و الله يحب إغاثة اللهفان " . أخرجه أبو القاسم القشيري في " الأربعين "

( 157 / 2 ) و البيهقي في " الشعب " ( 2 / 449 / 2 ) .

قلت : و طلحة متروك .

7 - و أما حديث ابن عمر فيرويه سفيان بن وكيع حدثنا زيد بن الحباب عن موسى بن

عبيدة عن طلحة بن عبيد الله بن كرز عنه مرفوعا به . أخرجه ابن عدي ( 183 / 2 )

و أعله بأن غير سفيان أرسله لم يذكر فيه ابن عمر .

قلت : و هو ضعيف كان يتلقن , و موسى ضعيف أيضا . و جملة القول : أن حديث

الترجمة صحيح بلا ريب , بخلاف الزيادة . و الله أعلم .

-----------------------------------------------------------

[1] ثم رأيت ابن عدي في " الكامل " ( 93 / 1 ) و الخطيب في " التاريخ " ( 7 /

383 ) قد نصا على أن رواية أبان خطأ و أن الخطأ ممن دونه . و الله أعلم . اهـ .

1661 " إن الله عز وجل يخرج قوما من النار بعدما لا يبقى منهم فيها إلا الوجوه ,

فيدخلهم الله الجنة " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 221 :

أخرجه عبد بن حميد في " المنتخب من المسند " ( 100 / 1 ) من طريق عطية عن # أبي

سعيد # مرفوعا .

قلت : و هذا إسناد ضعيف , عطية و هو العوفي ضعيف مدلس . لكن الحديث في " صحيح

البخاري " ( 4 / 463 - 464 ) من طريق أخرى عن أبي سعيد مرفوعا , فذكر حديث

الشفاعة بطوله , و فيه : " فيقول الله تعالى : اذهبوا فمن وجدتم في قلبه مثقال

دينار من إيمان فأخرجوه , و يحرم الله صورهم على النار ... " . و الصور هنا

الوجوه , فهو شاهد قوي للحديث و لذلك أوردته هنا في " الصحيحة " .

1662 " إن الله يقول : إن عبدا أصححت له جسمه , و وسعت عليه في المعيشة , تمضي عليه

خمسة أعوام لا يفد إلي لمحروم " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 22 :

ورد من حديث # أبي سعيد و أبي هريرة # .

1 - أما حديث أبي سعيد فيرويه العلاء بن المسيب عن أبيه عنه مرفوعا به . أخرجه

أبو يعلى في " مسنده " ( 1 / 289 - 290 ) و ابن حبان ( 960 ) و أبو بكر

الأنباري في " الأمالي " ( 10 / 2 ) و ابن مخلد العطار في " المنتقى من أحاديثه

" ( 2 / 85 / 2 ) و القاضي الشريف أبو الحسين في " المشيخة " ( 1 / 178 / 1 )

و البيهقي في " السنن " ( 5 / 262 ) و الخطيب في " التاريخ : ( 8 / 318 ) كلهم

من طريق خلف بن خليفة عن العلاء به .

قلت : و هذا إسناد رجاله ثقات رجال مسلم إلا أن خلفا هذا كان اختلط , لكنه قد

توبع . فقال الخطيب عقبه : " رواه سفيان الثوري عن العلاء مثل رواية خلف بن

خليفة " .

قلت : وصله عبد الرزاق عن سفيان به . أخرجه الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 110 /

1 ) و كذا الدبري في " حديثه " عن عبد الرزاق ( 173 / 2 - 174 / 1 ) إلا أنه

قال : " عن أبيه أو عن رجل عن أبي سعيد " . و قال الطبراني : " لم يرفعه عن

سفيان إلا عبد الرزاق " .

قلت : و هو ثقة حجة ما لم يخالف . و خالفهما محمد بن فضيل فقال : عن العلاء بن

المسيب عن يونس بن خباب عن أبي سعيد به . أخرجه أبو بكر الأنباري و الخطيب

البغدادي و علقه البيهقي .

قلت : و محمد بن فضيل بن غزوان ثقة محتج به في " الصحيحين " , فروايته أصح من

رواية خلف بن خليفة , لكن متابعة الثوري لخلف مما يقوي روايته و يرجحها على

رواية ابن فضيل , و بذلك يصير الإسناد صحيحا , لكن لعل الأولى أن يقال بصحة

الروايتين , و أن للعلاء فيه إسنادين عن أبي سعيد , فكان تارة يرويه عن أبيه

عنه , و تارة عن يونس بن خباب عنه . فروى عنه كل من خلف و الثوري و ابن فضيل ما

سمع . و الله أعلم .

2 - و أما حديث أبي هريرة , فله عنه طريقان :

الأولى : عن صدقة بن يزيد الخراساني قال : حدثنا العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه

عنه مرفوعا به . أخرجه العقيلي في " الضعفاء " ( 188 ) و ابن عدي ( 201 / 2 )

و البيهقي أيضا و الواحدي في " الوسيط " ( 1 / 125 / 2 ) و ابن عساكر ( 8 / 142

/ 2 ) من طريق الوليد بن مسلم حدثنا صدقة بن يزيد به . و قال العقيلي : " و فيه

رواية عن أبي سعيد الخدري , فيها لين أيضا " . و قال ابن عدي : " و هذا عن

العلاء منكر كما قاله البخاري , و لا أعلم يرويه عن العلاء غير صدقة , و إنما

يروي هذا خلف بن خليفة - و هو مشهور به و روى عن الثوري أيضا - عن العلاء بن

المسيب عن أبيه عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم , فلعل صدقة

هذا سمع بذكر العلاء فظن أنه العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة ,

و كان هذا الطريق أسهل عليه و إنما هو العلاء بن المسيب عن أبيه عن أبي سعيد "

. قلت : و صدقة هذا ضعفه جمع , فهو بمثل هذا النقد حري , لكن لعل الطريق الآتية

تقويه . و الله أعلم .

الأخرى : عن قيس بن الربيع عن عباد بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة به .

أخرجه الخطيب في " الموضح " ( 1 / 152 ) .

قلت : و عباد اسمه عبد الله بن أبي صالح لين الحديث كما في " التقريب " و مثله

قيس بن الربيع , و ضعفهما من قبل حفظهما , فمثلهما يستشهد بحديثه .

و جملة القول : إن الحديث صحيح قطعا بمجموع هذه الطرق . و الله أعلم .

( فائدة ) قال المنذري في " الترغيب " ( 2 / 134 ) : " رواه ابن حبان في

" صحيحه " و البيهقي و قال : قال علي بن المنذر أخبرني بعض أصحابنا قال : كان

حسن بن حي يعجبه هذا الحديث , و به يأخذ , و يحب للرجل الموسر الصحيح أن لا

يترك الحج خمس سنين " .

1663 " إن الله تعالى يقول : أنا عند ظن عبدي بي إن خيرا فخير و إن شرا فشر " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 224 :

أخرجه الطبراني في " الأوسط " ( رقم 8115 بترقيمي ) و من طريقه أبو نعيم في

" الحلية " ( 9 / 306 ) عن عمرو بن واقد عن يونس بن ميسرة بن حلبس قال :

" دخلنا على يزيد بن الأسود فدخل عليه # واثلة # , فلما نظر إليه مد يده , فأخذ

بيده فمسح بها وجهه و صدره لأنه بايع بها رسول الله صلى الله عليه وسلم , فقال

له : يا يزيد كيف ظنك بربك ? قال : حسن , قال : أبشر فإني سمعت رسول الله صلى

الله عليه وسلم يقول : " فذكره . و قال الطبراني : " لم يروه عن يونس إلا عمرو

" .

قلت : و هو متروك كما في " التقريب " . لكن قد جاء من طريق أخرى قوية , أخرجه

الطبراني أيضا رقم ( 396 ) و ابن حبان ( 716 ) من طريق محمد بن المهاجر عن يزيد

ابن عبيدة عن حيان أبي النضر قال : " خرجت عائدا ليزيد بن الأسود , فلقيت واثلة

ابن الأسقع و هو يريد عيادته , فدخلنا عليه ... " فذكره بلفظ : " إن ظن بي خيرا

فله , و إن ظن شرا فله " . و هذا إسناد صحيح , رجاله ثقات مترجمون في " التهذيب

" غير حيان أبي النضر و قد وثقه ابن معين , و قال ابن أبي حاتم ( 1 / 2 / 245 )

عن أبيه : " صالح " . و ذكره ابن حبان في " الثقات " ( 3 / 48 ) . و محمد بن

المهاجر هو الأنصاري الشامي الثقة و ليس محمد بن مهاجر القرشي الكوفي الضعيف .

و الحديث أخرجه ابن المبارك في " الزهد " ( 909 ) و عنه الدارمي ( 2 / 305 )

و أحمد ( 3 / 491 و 4 / 106 ) و ابن حبان أيضا ( 717 - 718 و 2393 و 2468 )

و الدولابي في " الكنى " ( 2 / 137 - 138 ) و الحاكم ( 4 / 240 ) من طريق هشام

ابن الغاز عن حيان أبي النضر به إلا أنه قال : " فليظن بي ما شاء " . و قال

الحاكم : " صحيح الإسناد " . و وافقه الذهبي في " تلخيصه " , لكن وقع فيه

" صحيح ( م ) " , و هو خطأ من الناسخ أو الطابع . و للحديث شاهد من حديث أبي

هريرة مرفوعا به مثل لفظ ابن المهاجر . أخرجه أحمد ( 2 / 391 ) و ابن حبان (

2394 ) , و سنده صحيح .

1664 " إن المعونة تأتي من الله على قدر المؤنة , و إن الصبر يأتي من الله على قدر

البلاء " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 225 :

روي من حديث # أبي هريرة و أنس بن مالك # .

1 - أما حديث أبي هريرة , فله عنه طرق : الأولى : عن أبي الزناد عن الأعرج عن

أبي هريرة . أخرجه البزار في " مسنده " ( ص 156 زوائد ابن حجر ) و الفاكهي في

" حديثه " ( 1 / 20 / 1 ) و ابن عدي في " الكامل " ( 206 / 1 ) عن طارق - زاد

البزار و الفاكهي : و عباد بن كثير - عن أبي الزناد به , و قال البزار : " لا

نعلمه عن أبي هريرة إلا بهذا الإسناد " . كذا قال , و يرده ما يأتي . و قال ابن

عدي : " طارق بن عمار يعرف بهذا الحديث , قال البخاري : لا يتابع عليه " .

قلت : كذا قال الإمام البخاري , و فيه نظر , فقد قال بقية : حدثني معاوية بن

يحيى عن أبي الزناد به . أخرجه ابن شاهين في " الترغيب و الترهيب " ( 297 / 2 )

و ابن عدي أيضا ( 335 / 2 ) و القضاعي في " مسند الشهاب " ( ق 83 / 2 ) , و قال

ابن عدي : " معاوية بن يحيى الأطرابلسي بعض رواياته مما لا يتابع عليه " .

قلت : و هذا تضعيف لين , و مثله قول الحافظ في " التقريب " : " صدوق له أوهام ,

و غلط من خلطه بالذي قبله " . ( يعني معاوية بن يحيى الصدفي ) . فقد قال ابن

معين و أبو حاتم و غيرهما : " الأطرابلسي أقوى من الصدفي , و عكس الدارقطني " .

قلت : فمثله حسن الحديث عند المتابعة على الأقل , و قد تابعه طارق بن عمار كما

تقدم . و قد قال المنذري فيه ( 3 / 81 ) : " فيه كلام قريب , و لم يترك " .

قلت : فمثله يستشهد به , فالحديث عندي حسن بمجموع الروايتين . و له متابع ثالث

, فقد ذكر ابن عدي في ترجمة محمد بن عبد الله , و يقال : ابن الحسن ( 307 / 2 )

أنه رواه عن أبي الزناد به .

قلت : و محمد هذا هو ابن عبد الله بن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب الملقب

بالنفس الزكية , و هو ثقة كما قال النسائي و غيره . و قول البخاري في حديثه :

" لا يتابع عليه " لا يضره , بعد ثبوت عدالته عند من وثقه كما لا يخفى على أهل

المعرفة بهذا العلم الشريف . فالحديث بهذه المتابعة صحيح . و ثمة متابعة رابعة

و لكنها مما لا يفرح به , و هي متابعة عباد بن كثير المتقدمة و المقرونة مع

طارق عند البزار . و قد أخرجها الحارث بن أبي أسامة في " مسنده " ( ص 102 -

زوائده ) و الديلمي ( 1 / 2 / 246 - 247 ) من طريق ابن لال معلقا عن عبد الرحمن

ابن واقد حدثنا وهب بن وهب حدثنا عباد بن كثير به . و عباد بن كثير و هو الثقفي

البصري متروك , فلا يستشهد به . و سند الديلمي إليه ساقط هالك , لكن إسناد

البزار إليه قوي .

الطريق الأخرى : عن يزيد بن صالح أخبرنا خارجة عن عباد بن كثير عن أبي الزناد

عن أبي صالح عن أبي هريرة به . أخرجه ابن عساكر ( 5 / 205 / 2 ) . و عباد بن

كثير متروك كما تقدم , و من دونهما لم أعرفهما الآن .

2 - و أما حديث أنس فيرويه داود بن المحبر قال : أخبرنا العباس بن رزين السلمي

عن { خلاس } بن يحيى التميمي عن ثابت البناني عنه مرفوعا . أخرجه أبو جعفر

البختري في " ستة مجالس من الأمالي " ( ق 114 / 2 ) .

قلت : و داود بن المحبر متهم بالوضع فلا يستشهد به . ثم رأيت ابن أبي حاتم قد

أعل حديث الأطرابلسي بعلة غريبة فقال ( 2 / 126 ) : " قال أبي : هذا حديث منكر

يحتمل أن يكون بين معاوية و أبي الزناد عباد بن كثير و هو عندي الأطرابلسي " .

قلت : و هذا احتمال مردود يمكن ادعاؤه في كل الروايات الثابتة عن الثقات ,

فمثله لا يقبل إلا بحجة , و هو لم يذكرها . نعم ذكرها في مكان آخر فلما وقفت

عليها تبين ضعفها , و تأكد رد الاحتمال , فقال ( 2 / 133 ) عن أبيه : " كنت

معجبا بهذا الحديث حتى ظهرت لي عورته , فإذا هو معاوية عن عباد بن كثير عن أبي

الزناد . قال أبو زرعة : الصحيح ما رواه الدراوردي عن عباد بن كثير عن أبي

الزناد . فبين معاوية بن يحيى و أبي الزناد عباد بن كثير , و عباد ليس بالقوي "

. قلت : لا يلزم من رواية الدراوردي إياه عن عباد أن تكون رواية غيره عن أبي

الزناد من طريقه عنه , ألست ترى أنه قد رواه مع معاوية طارق بن عمار و محمد بن

عبد الله بن الحسن ثلاثتهم عن أبي الزناد به . فادعاء أن بين هؤلاء الثلاثة

و بين شيخهم أبي الزناد - عباد المتروك دعوى باطلة مردودة لا يخفى فسادها .

و إني لأعجب من هذا الإمام كيف ذهب إليها !

( المؤنة ) و يقال : ( المؤونة ) : القوت , و الجمع ( مؤن ) و ( مؤونات ) كما

في " المعجم الوسيط " .

1665 " إن الله عز وجل ينشئ السحاب فينطق أحسن النطق , و يضحك أحسن الضحك " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 228 :

أخرجه أحمد ( 5 / 435 ) و العقيلي ( ص 10 ) و ابن منده في " المعرفة ( 2 / 279

/ 1 ) و الرامهرمزي في " الأمثال " ( ص 154 - هند ) و البيهقي في " الأسماء "

( ص 475 ) و الكلاباذي في " مفتاح المعاني " ( 90 / 1 - 2 ) من طرق عن إبراهيم

ابن سعد أخبرني أبي قال : " كنت جالسا إلى جنب حميد بن عبد الرحمن في المسجد ,

فمر شيخ جميل من بني غفار , و في أذنيه صمم أو قال : وقر , فأرسل إلى حميد ,

فلما أقبل , قال : يا ابن أخي أوسع له فيما بيني و بينك , فإنه قد صحب رسول

الله صلى الله عليه وسلم , فجاء حتى جلس فيما بيني و بينه , فقال له حميد : هذا

الحديث الذي حدثتني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ? فقال الشيخ : سمعت رسول

الله صلى الله عليه وسلم يقول : " فذكره .

قلت : و هذا إسناد صحيح , رجاله ثقات رجال الشيخين , و جهالة الصحابي لا تضر .

و قد سماه بعض الضعفاء أبا هريرة ! أخرجه العقيلي و الرامهرمزي في " الأمثال "

من طريق عمرو بن الحصين قال : حدثنا أمية بن سعد الأموي قال : أخبرنا صفوان بن

سليم عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف عن أبي هريرة مرفوعا به و زاد : " و ضحكه

البرق , و منطقه الرعد " . ساقه العقيلي في ترجمة أمية هذا و قال فيه : " مجهول

في حديثه وهم و لعله أتي من عمرو بن الحصين " .

قلت : و إعلاله به أولى فإنه كذاب , فالاعتماد على الطريق الأولى .

1666 " إن الله يوصيكم بأمهاتكم , ثم يوصيكم بآبائكم , ثم يوصيكم بالأقرب فالأقرب "

.

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 229 :

أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ( 60 ) و ابن ماجة ( 3661 ) و الحاكم ( 4 /

151 ) و أحمد ( 4 / 131 و 132 ) من طريق بقية و إسماعيل بن عياش عن بحير بن

سعيد عن خالد بن معدان عن # المقدام بن معدي كرب الكندي # عن النبي صلى الله

عليه وسلم . و قال الحاكم : " إسماعيل بن عياش أحد أئمة أهل الشام , و إنما نقم

عليه سوء الحفظ فقط " .

قلت : التحقيق , أن النقمة المذكورة إنما هي في روايته عن غير الشاميين و أما

روايته عنهم فهي صحيحة كما صرح بذلك جمع من الأئمة كالبخاري و غيره . و لذلك

فهذا الإسناد صحيح , لأن شيخه بحير بن سعيد شامي . فما في حاشية ابن ماجة نقلا

عن " الزوائد " : " في إسناده إسماعيل و روايته عن الحجازيين ضعيفة كما هنا " .

قلت : فهذا خطأ , و لا أدري ممن هو , فإن نسختنا المصورة من " الزوائد " ليس

فيها ( ق 244 / 2 ) هذا الكلام , و إنما فيها عزو الحديث للمسند و البيهقي ,

فلعل ذلك وقع في بعض النسخ منه . ثم إنه خطأ في نفسه , فلعل القائل تحرف عليه

اسم " بحير " , فظنه " يحيى " , و يحيى بن سعيد مدني . و الله أعلم .

1667 " القتيل في سبيل الله شهيد و الطعين في سبيل الله شهيد و الغريق في سبيل الله

شهيد و الخار عن دابته في سبيل الله شهيد و المجنوب في سبيل الله شهيد . قال

محمد ( يعني ابن إسحاق ) : المجنوب : صاحب الجنب " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 230 :

أخرجه أحمد ( 2 / 441 - 442 ) من طريق محمد يعني ابن إسحاق عن أبي مالك بن

ثعلبة بن أبي مالك القرظي عن عمر بن الحكم بن ثوبان عن # أبي هريرة # قال :

سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " ما تعدون الشهيد ? " قالوا : الذي

يقاتل في سبيل الله حتى يقتل . قال : " إن الشهيد في أمتي إذا لقليل . القتيل

في سبيل الله شهيد ... " الحديث .

قلت : و إسناده حسن , رجاله كلهم ثقات لولا أن ابن إسحاق مدلس , و قد عنعنه .

لكن الحديث صحيح , فإن له شواهد كثيرة إلا في ( الخار ) , فإن له شاهدا من حديث

أبي مالك الأشعري مخرج في " أحكام الجنائز " ( ص 37 ) . و إنما خرجت هذا هنا

لأن السيوطي اقتصر في رسالته " أبواب السعادة " ( رقم 58 - مصر ( في عزوه على

البيهقي , و لم يعزه محققه الأستاذ نجم عبد الرحمن خلف لأحمد , و هو على شرط

الهيثمي , و لم يورده في أبواب " الجهاد " و لا " الجنائز " . و يشهد له حديث

عقبة بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من صرع عن دابته فهو

شهيد " . أخرجه أبو يعلى ( 2 / 486 ) و الطبراني في " المعجم الكبير " ( 17 /

323 / 892 ) و اللفظ له و لفظ أبي يعلى : " ... في سبيل الله فمات فهو شهيد " .

و إسناد الطبراني صحيح , و كذلك إسناد أبي يعلى لولا أنه وقع فيه : " عبد الله

ابن وهب عن عمرو بن مالك ... " و عمرو هذا لم أعرفه , و الظاهر أنه محرف من

" عمرو بن الحارث " كذلك وقع في " الطبراني " و هو من شيوخ ابن وهب المعروفين .

و يبدو أنه وقع كذلك في نسخة " أبي يعلى " لدى الهيثمي , فإنه قال ( 5 / 283 )

: " رواه أبو يعلى و فيه من لم أعرفه " . ثم ذكره في مكان آخر ( 5 / 301 ) بلفظ

الطبراني و قال : " و رجاله ثقات " .

1668 " تعلمون المعاد إلى الله , ثم إلى الجنة أو إلى النار , و إقامة لا ظعن فيه ,

و خلود لا موت في أجساد لا تموت " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 231 :

أخرجه الحاكم ( 1 / 83 ) من طريق مسلم بن خالد عن عبد الله بن عبد الرحمن بن

أبي حسين عن ابن سابط عن عمرو بن ميمون الأودي قال : " قام فينا # معاذ بن

جبل # فقال : يا بني أود ! إني رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم " . فذكره

و قال : " صحيح الإسناد , و مسلم بن خالد الزنجي إمام أهل مكة و مفتيهم , إلا

أن الشيخين قد نسباه إلى أن الحديث ليس من صنعته " . و أقره الذهبي . و قال

الحافظ في " التقريب " : " فقيه , صدوق , كثير الأوهام " .

قلت : و لكنه لم يتفرد به , فقد أورده الهيثمي في " المجمع " ( 10 / 396 )

بنحوه دون الجملة الأخيرة منه و قال : " رواه الطبراني في " الكبير "

و " الأوسط " بنحوه , و زاد فيه : " في أجساد لا تموت " , و إسناد " الكبير "

جيد إلا أن ابن سابط لم يدرك معاذا . قلت : الذي سقط بينهما عمرو بن ميمون

الأودي كما رواه الحاكم .. " . ثم ذكر كلام الحاكم المتقدم و أقره .

قلت : الحديث له شواهد كثيرة في " الصحيحين " و غيرهما في ذبح الموت في ثورة

كبش و فيه : " ثم ينادي المنادي : يا أهل الجنة خلود فلا موت و يا أهل النار

خلود فلا موت " . فهو بها صحيح . و الله أعلم .

1669 " إن جبريل عليه السلام حين ركض زمزم بعقبه جعلت أم إسماعيل تجمع البطحاء ,

فقال النبي صلى الله عليه وسلم : رحم الله هاجرا أم إسماعيل , لو تركتها كانت

عينا معينا " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 233 :

رواه عبد الله بن أحمد في " زوائد المسند " ( 5 / 121 ) و ابن حبان ( 1028 )

و أبو بكر المقريء في " الفوائد " ( 1 / 109 / 1 ) و ابن عساكر ( 19 / 279 / 2

) عن حجاج الشاعر حدثنا وهب بن جرير حدثنا أبي قال : سمعت أيوب يحدث عن سعيد بن

جبير عن ابن عباس عن # أبي بن كعب # عن النبي صلى الله عليه وسلم به . و من هذا

الوجه رواه ابن شاهين في " الأفراد " ( 5 / 32 - 33 ) ثم قال : " حديث غريب ,

تفرد به حجاج بن الشاعر , لا أعلم قال فيه : " عن ابن عباس عن أبي بن كعب " غير

حجاج و محمد بن علي بن الوضاح البصري عن وهب بن جرير , و رواه حماد بن زيد

و ابن علية عن أيوب عن ابن سعيد بن جبير عن أبيه عن ابن عباس لم يذكر فيه أبي

ابن كعب " .

قلت : و هذا اختلاف لا يضر لأن غاية ما يمكن أن يؤخذ منه أن الصواب فيه أنه من

مسند ابن عباس , و ليس من مسند أبي , و ابن عباس صحابي مشهور و لكنه كان صغيرا

قد ناهز الحلم حين وفاته صلى الله عليه وسلم , فإن لم يكن سمعه منه , فقد سمعه

من بعض الصحابة عنه , فهو مرسل صحابي و مراسيل الصحابة حجة , و رجال السند كلهم

ثقات رجال مسلم فالسند صحيح .

( ركض ) أي ضرب . في " النهاية " : " أصل الركض : الضرب بالرجل و الإصابة بها

كما تركض الدابة و تصاب بالرجل " . و الحديث أخرجه البخاري ( رقم 3362 - فتح )

و أحمد ( 1 / 360 ) من طريق أيوب عن عبد الله بن سعيد بن جبير عن أبيه عن ابن

عباس مرفوعا نحوه . ثم أخرجه البخاري ( 2368 و 3364 ) و أحمد ( 1 / 347 ) من

طريق أيوب السختياني و كثير بن كثير بن المطلب بن أبي وداعة - يزيد أحدهما على

الآخر - عن سعيد بن جبير به . و قد تكلم الحافظ على اختلاف الرواة في إسناده

مبسطا , و انتهى إلى أنه خلاف لا يضر , فمن شاء الاطلاع عليه فليرجع إلى " فتح

الباري " ( 6 / 401 - 402 - السلفية ) .

1670 " نهى عن الإقعاء و التورك في الصلاة " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 234 :

أخرجه أحمد ( 3 / 233 ) و السراج في " مسنده " ( 4 / 73 / 1 ) عن يحيى بن

إسحاق السيلحيني حدثنا حماد بن سلمة عن قتادة عن # أنس # مرفوعا . و قال

البيهقي : " تفرد به يحيى بن إسحاق السيلحيني عن حماد بن سلمة " .

قلت : و هما ثقتان من رجال مسلم , فالإسناد صحيح , لكن قال عبد الله بن أحمد

عقب روايته لهذا الحديث في مسند أبيه : " كان أبي قد ترك هذا الحديث " .

قلت : لعل سبب الترك أنه قد ثبت كل من الإقعاء و التورك في الصلاة عن النبي صلى

الله عليه وسلم من فعله في موضعين , الإقعاء بين السجدتين , و التورك في التشهد

الثاني الذي يليه السلام , كما هو مبين في كتابي " صفة صلاة النبي صلى الله

عليه وسلم " , لكن الجمع ممكن , بحمل الحديث على الإقعاء و التورك في غير

الموضعين المشار إليهما , كما فعل النووي و غيره بحديث : " و كان ينهى عن عقبة

الشيطان " فقالوا : المراد به الإقعاء المنهي عنه . مع أنه قد أعل بالانقطاع ,

و لكنه صحيح لشواهده كما بينته في " صحيح أبي داود " ( 752 ) , و منها حديث

الترجمة . و الله سبحانه و تعالى أعلم .

1671 " إن الميت يبعث في ثيابه التي يموت فيها " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 235 :

أخرجه أبو داود ( 3114 ) و ابن حبان ( 2575 ) و الحاكم ( 1 / 340 ) و عنه

البيهقي ( 3 / 384 ) عن يحيى بن أيوب عن ابن الهاد عن محمد بن إبراهيم عن أبي

سلمة عن # أبي سعيد الخدري # : أنه لما حضره الموت دعا بثياب جدد فلبسها ثم قال

: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . و قال الحاكم : " صحيح على شرط

الشيخين " . و وافقه الذهبي , و هو كما قالا .

1672 " إن الناس يهاجرون إليكم , و لا تهاجرون إليهم , والذي نفس محمد بيده لا يحب

رجل الأنصار حتى يلقى الله تبارك و تعالى إلا لقي الله تبارك و تعالى و هو يحبه

و لا يبغض رجل الأنصار حتى يلقى الله تبارك و تعالى إلا لقي الله تبارك و تعالى

و هو يبغضه " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 235 :

أخرجه أحمد ( 3 / 429 ) و الطبراني في " المعجم الكبير " ( رقم - 3356 ) من

طريق عبد الرحمن بن سليمان بن الغسيل قال : أنبأنا حمزة بن أبي أسيد و كان أبوه

بدريا عن # الحارث بن زياد الساعدي الأنصاري # : أنه أتى رسول الله صلى الله

عليه وسلم يوم الخندق و هو يبايع الناس على الهجرة , فقال : يا رسول الله بايع

هذا , قال : و من هذا ? قال : ابن عمي حوط بن يزيد أو يزيد بن حوط , قال : فقال

رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا أبايعك : إن الناس .... " .

قلت : و هذا إسناد حسن , رجاله ثقات رجال البخاري , و في ابن الغسيل كلام لا

يضره , و قد تابعه على بعضه سعيد بن المنذر بن أبي حميد الساعدي عن حمزة به

مرفوعا بلفظ : " من أحب الأنصار أحبه الله يوم يلقه , و من أبغض الأنصار أبغضه

الله يوم يلقاه " . أخرجه أحمد ( 4 / 321 ) و الطبراني أيضا ( 3357 ) و ابن

حبان ( 2291 ) . و سعيد بن المنذر لم أعرفه . و تقدم بهذا اللفظ من رواية آخرين

من الصحابة فراجعه إن شئت برقم ( 991 ) .

1673 " إن النهبة لا تحل " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 236 :

أخرجه ابن ماجة ( 3938 ) و الطحاوي في " المشكل " ( 2 / 131 ) و عبد الرزاق

( 18841 ) و ابن حبان ( 1679 ) و الحاكم ( 2 / 134 ) و الطيالسي ( رقم 1195 )

و أحمد ( 5 / 367 ) و الطبراني في " الكبير " ( 1371 - 1380 ) من طرق عن سماك

ابن حرب عن # ثعلبة بن الحكم # قال : " أصبنا غنما للعدو , فانتهبناها , فنصبنا

قدورنا , فمر النبي صلى الله عليه وسلم بالقدور , فأمر بها فأكفئت , ثم قال :

" فذكره . و قال الحاكم : " صحيح الإسناد " . و سكت عنه الذهبي , و هو كما قال

. و خالفهم أسباط بن نصر فقال : عن سماك عن ثعلبة عن ابن عباس فذكره . أخرجه

الحاكم . و أسباط بن نصر كثير الخطأ كما قال الحافظ , فلا يحتج به إذا تفرد

فكيف إذا خالف . و له شاهد من حديث رجل من الأنصار قال : خرجنا مع رسول الله

صلى الله عليه وسلم في سفر , فأصاب الناس حاجة شديدة و جهد , و أصابوا غنما

فانتهبوها , فإن قدورنا لتغلي إذ جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم يمشي على

قوسه , فأكفأ قدورنا بقوسه , ثم جعل يرمل اللحم بالتراب ثم قال : " إن النهبة

ليست بأحل من الميتة . أو إن الميتة ليست بأحل من النهبة " . شك هناد . أخرجه

أبو داود ( 2705 ) و عنه البيهقي ( 9 / 61 ) من طريق عاصم بن كليب عن أبيه عنه

. قلت : و إسناده صحيح . و في الباب عن جمع آخر من الأصحاب , منهم زيد بن خالد

أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم " نهى عن النهبة و الخلسة " . أخرجه أحمد ( 4

/ 117 و 5 / 193 ) من طريق مولى الجهنية عن عبد الرحمن بن زيد بن خالد الجهني

عن أبيه .

قلت : و هذا إسناد ضعيف , عبد الرحمن بن زيد بن خالد لم أعرفه . و لعله الذي في

كنى " التهذيب " : " أبو حرب بن زيد بن خالد الجهني . روى عن أبيه . و عنه بكير

ابن عبد الله بن الأشج " . ثم رأيت الحافظ ابن حجر أورده في " التعجيل " لهذا

الحديث و قال : " لا يعرف حاله , و لا اسم الراوي عنه " . و منهم جابر بن عبد

الله قال : " لما كان يوم خيبر أصاب الناس مجاعة , فأخذوا الحمر الإنسية

فذبحوها , و ملؤا منها القدور , فبلغ ذلك نبي الله صلى الله عليه وسلم , قال

جابر : فأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فكفأنا القدور و هي تغلي , فحرم

رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ الحمر الإنسية و لحوم البغال و كل ذي ناب

من السباع و كل ذي مخلب من الطيور و حرم المجثمة و الخلسة و النهبة " . أخرجه

أحمد ( 3 / 323 ) من طريق عكرمة بن عمار عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة بن

عبد الرحمن عنه .

قلت : و رجاله ثقات رجال مسلم , لكن عكرمة بن عمار صدوق يغلط , و في روايته عن

يحيى بن أبي كثير اضطراب , و لم يكن له كتاب كما في " التقريب " . ثم أخرجه

أحمد ( 3 / 335 ) من طريق ابن لهيعة حدثنا أبو الزبير عن جابر مرفوعا مختصرا

بلفظ : " نهى عن النهبة " . و ابن لهيعة سيء الحفظ , لكن تابعه ابن جريج قال :

قال أبو الزبير بلفظ : " من انتهب نهبة مشهورة فليس منا " . أخرجه أحمد ( 3 /

380 ) و ابن ماجة ( 3935 ) و الطحاوي ( 2 / 130 - 131 ) و تابعه زهير بن معاوية

حدثنا أبو الزبير به . فالعلة عنعنة أبي الزبير .

( تنبيه ) الخلسة بالضم ما يؤخذ سلبا و مكابرة كما في " النهاية " . و هكذا هو

في حديث زيد بن خالد المتقدم من رواية أحمد في الموضعين المشار إليهما من

" مسنده " . و وقع في " الجامع الصغير " : ( الخليسة ) على وزن فعيلة بمعنى

مفعولة , و هي ما يستخلص من السبع فيموت قبل أن يذكى . و قد رويت هذه اللفظة في

حديث وهب بن خالد الحمصي حدثتني أم حبيبة بنت العرباض قالت : حدثني أبي أن رسول

الله صلى الله عليه وسلم حرم يوم خيبر كل ذي مخلب من الطير و لحوم الحمر

الأهلية و الخليسة و المجثمة و أن توطأ السبايا حتى يضعن ما في بطونهن . أخرجه

أحمد ( 4 / 127 ) و الترمذي ( 1 / 279 ) و الحاكم ( 2 / 135 ) و قال : " صحيح

الإسناد " . و وافقه الذهبي .

قلت : أم حبيبة هذه مجهولة كما أشار إلى ذلك الذهبي نفسه بقوله في " الميزان "

: " تفرد عنها وهب أبو خالد " . و وقعت هذه اللفظة في " المستدرك " بلفظ :

" الخلسة " . و جملة القول : إن الحديث بلفظ " الخليسة " لم يثبت عندي , و لفظ

" الخلسة " جاء ذكره في حديث زيد بن خالد و جابر بن عبد الله في " المسند "

و العرباض في " المستدرك " فهو صحيح إن شاء الله تعالى .

( تنبيه آخر ) عزا صاحبنا الشيخ حمدي السلفي في تعليقه على " كبير الطبراني "

( 3 / 76 ) حديث الترجمة للإمام أحمد في " المسند " ( 4 / 194 ) . و إنما روى

الإمام في هذا الموضع حديث أبي ثعلبة الخشني قصة الحمر الإنسية و ذبحهم إياها

.. نحو حديث جابر المتقدم و فيه قصة أخرى في أكلهم البصل و الثوم , و ذهابهم

إلى المسجد , و قوله صلى الله عليه وسلم : " من أكل هذه البقلة الخبيثة فلا

يقربنا " و قال : " لا تحل النهبة و لا يحل كل ذي ناب من السباع و لا تحل

المجثمة " . و فيه عنعنة بقية .

1674 " إن الهجرة لا تنقطع ما كان الجهاد " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 239 :

أخرجه الطحاوي في " مشكل الآثار " ( 3 / 257 ) و أحمد ( 4 / 62 و 5 / 375 ) من

طريق # جنادة بن أبي أمية # أن رجلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال

بعضهم لبعض : إن الهجرة قد انقطعت , فاختلفوا في ذلك , قال : فانطلقت إلى رسول

الله صلى الله عليه وسلم فقلت : يا رسول الله إن أناسا يقولون : إن الهجرة قد

انقطعت . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره , و قال الطحاوي : " ما

دام الجهاد " .

قلت : و هذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير جنادة بن أبي أمية

الأزدي و لكنه صحابي كما بينه الحافظ في " الإصابة " , و صحح هذا الحديث .

و للحديث شاهدان بلفظ : " لا تنقطع الهجرة ما جوهد العدو " .

الأول : أخرجه الطحاوي ( 3 / 258 ) و أحمد ( 5 / 270 ) و الخطيب في " الموضح "

( 2 / 33 ) من طريق عطاء الخراساني حدثني ابن محيريز عن عبد الله بن السعدي رجل

من بني مالك بن حنبل مرفوعا به . و سنده لا بأس به في الشواهد , رجاله ثقات إلا

أن الخراساني صدوق يهم كثيرا , لكن تابعه بسر بن عبيد الله عن عبد الله بن

محيريز به . أخرجه ابن حبان ( 1579 ) و البزار ( 1748 ) إلا أنه قال : عن ابن

السعدي عن محمد بن حبيب المصري مرفوعا و قال : " لا نعلم روى محمد إلا هذا " .

قلت : ذكره في هذا الإسناد شاذ كما يدل عليه رواية ابن حبان و أحمد المتقدمتين

و غيرهما مما يأتي , و قد أشار إلى هذا البغوي كما نقله عنه العسقلاني في ترجمة

محمد هذا في " الإصابة " فراجعه إن شئت .

و الآخر : أخرجه أحمد أيضا ( 5 / 363 ) من طريق رجاء بن حيوة عن أبيه عن الرسول

الذي سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الهجرة فقال : فذكره . و رجاله ثقات غير

حيوة والد رجاء فلم أعرفه . ثم وجدت للشاهد الأول طريقا أخرى عند أحمد أيضا ( 1

/ 192 ) من طريق شريح بن عبيد يرده إلى مالك بن يخامر عن ابن السعدي به .

قلت : و هذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات . و أخرجه الطحاوي من طريقين آخرين عن

ابن السعدي به . و في الباب عن عبد الرحمن بن عوف و ثوبان عند البزار و غيره .

1675 " إن أمر هذه الأمة لا يزال مقاربا أو مواما حتى يتكلموا في الوالدان و القدر "

.

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 241 :

أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( رقم - 12764 ) و " الأوسط " ( 2442 -

بترقيمي ) و عنه أبو موسى المديني في " منتهى رغبات السامعين " ( 1 / 248 / 1 )

و الحاكم ( 1 / 33 ) من طريق محمد بن أبان الواسطي أخبرنا جرير بن حازم قال :

سمعت أبا رجاء العطاردي يقول : سمعت # ابن عباس # يحدث عن النبي صلى الله عليه

وسلم قال : فذكره .

قلت : و هذا إسناد صحيح , رجاله كلهم رجال البخاري , و في الواسطي كلام لا يؤثر

فيه . على أنه قد توبع , فأخرجه البزار في " مسنده " ( ص 130 - زوائد ابن حجر )

, و ابن حبان ( 1824 ) و الحاكم أيضا من طرق أخرى عن جرير بن حازم به مرفوعا .

و قال البزار : " رواه جماعة فوقفوه " .

قلت : و لكنه في حكم المرفوع لأنه لا يقال بالرأي كما هو ظاهر . و إسناده صحيح

على شرط الشيخين كما قال الحاكم , و وافقه الذهبي . و الحديث قال الهيثمي ( 7 /

202 ) : " رواه البزار و الطبراني في " الكبير " و " الأوسط " , و رجال البزار

رجال الصحيح " . و أخرجه الدولابي في " الكنى " ( 1 / 174 ) من طريق أبي أسامة

حدثنا جرير به موقوفا على ابن عباس .

( مواما ) : مأخوذ من الأمم و هو القرب بمعنى ( مقارب ) أيضا , و معناه التكلم

فيما لا يعنيهم , قاله أبو موسى المديني .

1676 " إن أناسا من أمتي يأتون بعدي , يود أحدهم لو اشترى رؤيتي بأهله و ماله " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 242 :

أخرجه الحاكم ( 4 / 85 ) من طريق عبد الرحمن بن أبي الزناد حدثنا عمرو بن أبي

عمرو حدثنا سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن # أبي هريرة # رضي الله عنه قال : قال

رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره , و قال : " صحيح الإسناد " . و وافقه

الذهبي .

قلت : و إنما هو حسن فقط للخلاف في عبد الرحمن بن أبي الزناد . و الحديث أورده

الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 10 / 66 ) و قال : " رواه البزار , و فيه عبد

الرحمن بن أبي الزناد و حديثه حسن و فيه ضعف و بقية رجاله ثقات " .

قلت : قد تابعه يعقوب بن عبد الرحمن عن سهيل به نحوه . أخرجه مسلم في " صحيحه "

, و قد مضى لفظه برقم ( 1418 ) .

1677 " إن أول من سيب السوائب و عبد الأصنام أبو خزاعة عمرو بن عامر و إني رأيته

يجر أمعاءه في النار " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 242 :

أخرجه أحمد ( 1 / 446 ) من طريق إبراهيم الهجري عن أبي الأحوص عن # عبد الله بن

مسعود # عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .

قلت : و هذا إسناد لا بأس به في الشواهد , رجاله ثقات غير الهجري فإنه لين

الحديث رفع موقوفات كما قال الحافظ .

قلت : لكن لحديثه شواهد :

1 - حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا بلفظ : " رأيت عمرو بن عامر يجر قصبه

في النار و كان أول من سيب السائبة و بحر البحيرة " أخرجه أحمد ( 2 / 275 و 366

) و البخاري ( 6 / 400 و 8 / 213 - فتح ) و مسلم ( 8 / 155 ) و ابن أبي عاصم في

الأوائل ( 5 / 2 ) و ليس عندهم " و بحر البحيرة " , و أما قول الحافظ : " زاد

مسلم : و بحر البحيرة و غير دين إسماعيل " .

قلت : فأظنه و هما منه , فإنه ذكره في مكان آخر ( 6 / 399 ) من رواية ابن إسحاق

في " السيرة الكبرى " فقط لم ينسبها لغيره و لا وجدتها في مكان آخر , و هو في "

السيرة النبوية " لابن هشام ( 1 / 78 - 79 ) هكذا : قال ابن إسحاق : و حدثني

محمد بن إبراهيم بن الحارث التميمي أن أبا صالح السمان حدثه أنه سمع أبا هريرة

يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لأكثم بن الجون الخزاعي : " يا

أكثم ! رأيت عمرو بن لحي بن قمعة بن خندف يجر قصبه في النار , فما رأيت رجلا

أشبه برجل منك به , و لا بك منه " . فقال أكثم : عسى أن يضرني شبهه يا رسول

الله ? قال : " لا , إنك مؤمن و هو كافر , إنه كان أول من غير دين إسماعيل ,

فنصب الأوثان و بحر البحيرة و سيب السائبة و وصل الوصيلة و حمى الحامي " .

و أخرجه ابن أبي عاصم في " الأوائل " ( ق 9 / 2 رقم الحديث 192 - منسوختي ) .

قلت : و هذا إسناد حسن , فهو شاهد قوي لحديث الترجمة . و أخرجه ابن أبي عاصم (

ق 20 / 1 ) و الحاكم ( 4 / 605 ) من طريق محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي

هريرة مرفوعا به و قال : " صحيح على شرط مسلم " . و وافقه الذهبي , و إنما هو

حسن فقط . و أخرج له شاهدا من حديث عبد الله بن محمد بن عقيل عن الطفيل بن أبي

ابن كعب عن أبيه مرفوعا به نحوه في حديث فيه : " و هو أول من حمل العرب على

عبادة الأصنام " . أخرجه الحاكم أيضا و قال : " صحيح الإسناد " . و وافقه

الذهبي أيضا , و إنما هو حسن فقط للخلاف المعروف في ابن عقيل . و له شاهد مختصر

بلفظ : " أول من غير دين إبراهيم عمرو بن لحي بن قمعة بن خندف أبو خزاعة " .

أخرجه ابن أبي عاصم ( 23 / 1 ) و الطبراني في " الكبير " ( رقم - 10808 )

و " الأوسط " ( 202 - ترقيمي ) عن ابن أبي ذئب عن صالح مولى التوأمة عن ابن

عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم . و هذا إسناد حسن في الشواهد على

الأقل .

1678 " إن أول منسك ( و في رواية : نسك ) يومكم هذا الصلاة " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 244 :

أخرجه أحمد ( 4 / 282 ) و الطبراني في " الكبير " ( رقم - 1169 ) من طريق أبي

جناب الكلبي حدثني # يزيد بن البراء عن أبيه # قال : " كنا جلوس ننتظر رسول

الله صلى الله عليه وسلم ( في المصلى ) يوم الأضحى , فجاء فسلم على الناس ,

و قال : ( فذكره ) , فتقدم فصلى بالناس ركعتين ثم سلم , فاستقبل القوم بوجهه ,

ثم أعطي قوسا أو عصا فاتكأ عليها , فحمد الله عز وجل و أثنى عليه , و أمرهم

و نهاهم " .

قلت : و هذا إسناد حسن رجاله ثقات , و في أبي جناب و اسمه يحيى بن أبي حبة كلام

المؤثر منه تدليسه , و لكنه قد صرح هنا بالتحديث كما ترى . و الحديث في

" الصحيحين " و غيرهما نحوه .

1679 " إن أهل النار ليبكون حتى لو أجريت السفن في دموعهم لجرت , و إنهم ليبكون الدم

. يعني مكان الدمع " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 245 :

أخرجه الحاكم ( 4 / 605 ) من طريق أبي النعمان محمد بن الفضل حدثنا سلام بن

مسكين قال : حدث أبو بردة عن # عبد الله بن قيس # أن رسول الله صلى الله عليه

وسلم قال : فذكره , و قال : " حديث صحيح الإسناد " . و وافقه الذهبي .

قلت : و حقه أن يزيد قوله : " على شرط الشيخين " , فإن رجاله كلهم من رجالهما ,

لكن أبا النعمان هذا - و يلقب بـ ( عارم ) - كان اختلط , و لا أدري أحدث به قبل

الاختلاط أم بعده ? لكن يشهد للحديث ما رواه يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك

مرفوعا بلفظ : " يرسل البكاء على أهل النار فيبكون حتى تنقطع الدموع , ثم يبكون

الدم حتى يصير في وجوههم كهيئة الأخدود , لو أرسلت فيه السفن لجرت " . أخرجه

ابن ماجة ( 4324 ) و ابن أبي الدنيا في " صفة النار " ( ق 12 / 1 ) .

قلت : و يزيد الرقاشي ضعيف , و سائر رجاله رجال الشيخين . و لا يغتر بما رواه

عثمان بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان : حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن

أنس به . أخرجه الخطيب ( 11 / 283 ) .

قلت : لا يغتر به لأن عثمان هذا متهم بالوضع لكن الحديث بمجموع طريق عبد الله

ابن قيس و الرقاشي حسن إن شاء الله تعالى .

1680 " إن أهون أهل النار عذابا يوم القيامة رجل يحذى له نعلان من نار يغلي منهما

دماغه يوم القيامة " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 246 :

أخرجه الحاكم ( 4 / 580 ) و أحمد ( 2 / 432 و 439 ) من طريق محمد بن عجلان قال

: سمعت أبي يحدث عن # أبي هريرة # رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم

و قال : " صحيح على شرط مسلم " , و وافقه الذهبي . ثم أخرجه من حديث أبي سعيد

و النعمان بن بشير و ابن عباس نحوه . و حديث النعمان عند البخاري ( 4 / 243 )

و مسلم ( 1 / 136 ) و غيرهما . و حديث ابن عباس عند مسلم أيضا و فيه أن الرجل

هو أبو طالب و كذلك أخرجه من حديث العباس , و قد خرجته فيما تقدم برقم ( 55 ) .

و حديث أبي سعيد عند مسلم أيضا , و فيه ذكر أبي طالب في رواية له . ( يحذى ) أي

يقطع و يعمل , و ( الحذو ) التقدير و القطع .

1681 " إن بني إسرائيل لما هلكوا قصوا " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 246 :

أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( رقم - 7305 ) و أبو نعيم في " الحلية "

( 4 / 362 ) عن أبي أحمد الزبير أخبرنا سفيان عن الأجلح عن عبد الله بن أبي

الهذيل عن أبي الهذيل عن # خباب # عن النبي صلى الله عليه وسلم . و قال أبو

نعيم : " غريب من حديث الأجلح و الثوري , تفرد به أبو أحمد " .

قلت : و هذا إسناد حسن , رجاله ثقات رجال مسلم غير الأجلح و هو ابن عبد الله بن

حجية , و هو صدوق كما قال الذهبي في " الضعفاء " و الحافظ في " التقريب " و لا

عيب فيه سوى أنه شيعي و لكن ذلك لا يضر في الرواية لأن العمدة فيها إنما هو

الصدق كما حرره الحافظ في " شرح النخبة " . و قال الهيثمي في " المجمع " ( 1 /

189 ) : " رواه الطبراني في " الكبير " و رجاله موثقون , و اختلف في الأجلح

الكندي , و الأكثر على توثيقه " . و الحديث أورده عبد الحق الإشبيلي في "

الأحكام " ( ق 8 / 1 ) و قال : " رواه البزار من حديث شريك - هو ابن عبد الله -

عن أبي سنان عن أبي - لعله عن ابن أبي - الهزيل عن خباب مرفوعا و قال : هذا

إسناد حسن كذا قال : و ليس مما يحتج به .

قلت : و ذلك لضعف شريك بن عبد الله القاضي , لكن الطريق الأولى تشهد له و تقويه

. و لم يورده الهيثمي في " كشف الأستار عن زوائد البزار " فلعله في غير "

المسند " له .

( قصوا ) قال في " النهاية " : و في رواية : " لما هلكوا قصوا " أي اتكلوا على

القول و تركوا العمل , فكان ذلك سبب هلاكهم , أو بالعكس , لما هلكوا بترك العمل

أخلدوا إلى القصص " . و أقول : و من الممكن أن يقال : إن سبب هلاكهم اهتمام

وعاظهم بالقصص و الحكايات دون الفقه و العلم النافع الذي يعرف الناس بدينهم

فيحملهم ذلك على العمل الصالح , لما فعلوا ذلك هلكوا . و هذا هو شأن كثير من

قصاص زماننا الذين جل كلامهم في وعظهم حول الإسرائيليات و الرقائق و الصوفيات .

نسأل الله العافية .

1682 " إن بين يدي الساعة الهرج , قالوا : و ما الهرج ? قال : القتل , إنه ليس

بقتلكم المشركين , و لكن قتل بعضكم بعضا ( حتى يقتل الرجل جاره و يقتل أخاه

و يقتل عمه و يقتل ابن عمه ) قالوا : و معنا عقولنا يومئذ ? قال : إنه لتنزع

عقول أهل ذلك الزمان , و يخلف له هباء من الناس , يحسب أكثرهم أنهم على شيء و

ليسوا على شيء " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 248 :

أخرجه أحمد ( 4 / 391 - 392 و 414 ) من طريق علي بن زيد عن حطان بن عبد الله

الرقاشي عن # أبي موسى الأشعري # أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره

. قال أبو موسى : " و الذي نفسي بيده ما أجد لي و لكم منها مخرجا إن أدركتني

و إياكم - إلا أن نخرج منها كما دخلنا فيها , لم نصب منها دما و لا مالا " .

قلت : و هذا سند ضعيف , علي بن زيد و هو ابن جدعان لا يحتج به , لكنه لم يتفرد

به , فقد أخرجه أحمد ( 4 / 406 ) و ابن ماجة ( 3959 ) من طريقين عن الحسن :

حدثنا أسيد بن المتشمس قال : حدثنا أبو موسى حدثنا رسول الله صلى الله عليه

وسلم فذكره , و فيه الزيادة التي بين القوسين .

قلت : و هذا سند صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين غير أسيد و هو ثقة كما قال

الحافظ في " التقريب " . و أخرجه ابن حبان ( 1870 ) من طريق هزيل بن شرحبيل عن

أبي موسى الأشعري مرفوعا بلفظ : " إن بين يدي الساعة لفتنا كقطع الليل المظلم ,

يصبح الرجل فيها مؤمنا ( الحديث ) و فيه : كسروا قسيكم و قطعوا أوتاركم

و اضربوا بسيوفكم الحجارة فإن دخل على أحدكم بيته فليكن كخير ابني آدم " .

و سنده صحيح . و للطرف الأول منه شاهد من حديث عزرة بن قيس عن خالد بن الوليد

قال : " كتب إلي أمير المؤمنين حين ألقى الشام بوانيه بثنية و عسلا , فأمرني أن

أسير إلى الهند , و الهند ( في أنفسنا ) يومئذ البصرة , قال : و أنا لذلك كاره

, قال : فقام رجل فقال لي : يا أبا سليمان اتق الله فإن الفتن قد ظهرت , قال :

فقال : و ابن الخطاب حي ? ! إنما تكون بعده . و الناس بذي بليان , أو بذي بليان

بمكان كذا و كذا , فينظر الرجل فيتفكر هل يجد مكانا لم ينزل به مثل ما نزل

بمكانه الذي هو فيه من الفتنة و الشر فلا يجده , قال : و تلك الأيام التي ذكر

رسول الله صلى الله عليه وسلم : " بين يدي الساعة الهرج " , فنعوذ بالله أن

تدركنا و إياكم تلك الأيام " . أخرجه أحمد ( 4 / 90 ) و الطبراني ( رقم - 3841

) بسند حسن في المتابعات و الشواهد . عزرة بن قيس لم يوثقه غير ابن حبان ,

و سائر رواته ثقات . ( هباء ) أي قليل العقل . ( بوانيه ) أي خيره و ما فيه من

السعة و النعمة . و ( البواني ) في الأصل : أضلاع الصدر و قيل الأكتاف

و القوائم الواحدة : ( بانية ) كما في " النهاية " . ( بثنية ) قال ابن الأثير

: " البثنية : خطة منسوبة إلى ( البثنة ) و هي ناحية من رستاق دمشق . و قيل هي

الناعمة اللينة , من الرملة اللينة , يقال لها : بثنة . و قيل : هي الزبدة , أي

صارت كأنها زبدة و عسل , لأنها صارت تجبى أموالها من غير تعب " . قوله : ( بذي

بليان أو بذي بليان ) , هذه رواية أحمد , و قال الطبراني : " ... و ذي بليان "

و لا يخلو من شيء , و لعل الصواب ما في " النهاية " : " ... بذي بلي و ذي بلى .

و في رواية : بذي بليان . أي إذا كانوا طوائف و فرقا من غير إمام . و كل من بعد

عنك حتى لا تعرف موضعه فهو بذي بلي . و هو من بلى في الأرض إذا ذهب . أراد ضياع

أمور الناس بعده " .

1683 " إن بين يدي الساعة ثلاثين دجالا كذابا " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 250 :

أخرجه أحمد ( 2 / 117 - 118 ) عن علي بن زيد عن يوسف بن مهران عن عبد الله بن

عمر أنه كان عنده رجل من أهل الكوفة , فجعل يحدثه عن المختار فقال # ابن عمر #

: " إن كان كما تقول فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ... " فذكره

. قلت : و هذا إسناد ضعيف , يوسف بن مهران هذا لين الحديث لم يرو عنه غير علي

ابن زيد و هو ابن جدعان و هو ضعيف . لكن له طريق أخرى عند أحمد أيضا ( 2 / 104

) من طريق عبد الرحمن بن نعيم الأعرجي قال : " سأل رجل ابن عمر - و أنا عنده -

عن المتعة متعة النساء , فغضب و قال : و الله ما كنا على عهد رسول الله صلى

الله عليه وسلم زنائين و لا مسافحين , ثم قال : و الله لقد سمعت رسول الله صلى

الله عليه وسلم يقول : " ليكونن قبل المسيح الدجال كذابون ثلاثون , أو أكثر " .

و رجاله ثقات غير عبد الرحمن هذا فقال ابن أبي حاتم ( 2 / 2 / 293 ) عن أبي

زرعة : " لا أعرفه إلا في حديث ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم ليكونن ...

" فذكره . و لهذا قال الحسيني : " فيه جهالة . و أقره الحافظ في " التعجيل " .

و جاء في " اللسان " . " عبد الرحمن بن نعيم بن قريش . كان في عصر الدارقطني .

و قال في " المؤتلف و المختلف " : إن له أحاديث غرائب انتهى .

و قال : قال : سألت أبا زرعة عنه فقال : كوفي لا أعرفه إلا في حديث واحد عن ابن

عمر . روى عنه طلحة بن مصرف " .

قلت : و هذا خلط فاحش بين ترجمتين , فإن قول أبي زرعة هذا إنما هو في عبد

الرحمن الأعرجي صاحب هذا الحديث , و هو تابعي كما ترى , فأين هو ممن كان في عصر

الدارقطني . و يغلب على الظن أن في النسخة سقطا بين قوله : انتهى . و قوله :

" و قال " , ثم لينظر من الفاعل في " و قال : قال " ? لكن الحديث بمجموع

الطريقين حسن , و هو صحيح بشواهده الكثيرة من حديث أبي هريرة و جابر بن سمرة

و ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم .

1 - أما حديث أبي هريرة , فله عنه طرق و ألفاظ أقربها إلى حديث الترجمة رواية

خلاس عنه مرفوعا بلفظ : " بين يدي الساعة قريب من ثلاثين دجالين كذابين , كلهم

يقول : أنا نبي , أنا نبي ! " . أخرجه أحمد ( 2 / 429 ) بسند صحيح على شرط

الشيخين . و قد أخرجه البخاري ( 2 / 406 و 4 / 380 ) و مسلم ( 8 / 189 )

و الترمذي ( 2 / 34 ) و أحمد أيضا ( 2 / 236 - 237 و 313 و 530 ) من طرق أخرى

عنه بلفظ : " لا تقوم الساعة حتى يبعث دجالون كذابون قريب من ثلاثين , كلهم

يزعم أنه رسول الله " . و قال الترمذي : " حديث حسن صحيح " .

2 - و أما حديث جابر بن سمرة فيرويه سماك عنه مرفوعا بلفظ : " إن بين يدي

الساعة كذابين ( فاحذروهم ) " . أخرجه مسلم و أحمد ( 5 / 86 - 90 و 92 و 94 -

96 و 100 و 101 و 106 و 107 ) .

3 - و أما حديث ثوبان فيرويه أبو أسماء الرحبي عنه مرفوعا في حديث " إن الله

زوى لي الأرض .... " و فيه : " ... و إنه سيكون في أمتي كذابون ثلاثون , كلهم

يزعم أنه نبي , و أنا خاتم النبيين , لا نبي بعدي " . أخرجه أبو داود ( 4252 )

و ابن ماجة ( 3952 ) و أحمد ( 5 / 278 ) بسند صحيح على شرط مسلم , و قد أخرجه

في " صحيحه " ( 8 / 171 ) بدون هذه الزيادة و غيرها مما في طريق الأولين ,

و كذلك أخرجه الترمذي ( 2 / 27 ) و قال : " حسن صحيح " . و اعلم أن من هؤلاء

الدجالين الذين ادعوا النبوة ميرزا غلام أحمد القادياني الهندي , الذي ادعى في

عهد استعمار البريطانيين للهند أنه المهدي المنتظر , ثم أنه عيسى عليه السلام ,

ثم ادعى أخيرا النبوة , و اتبعه كثير ممن لا علم عنده بالكتاب و السنة , و قد

التقيت مع بعض مبشريهم من الهنود و السوريين , و جرت بيني و بينهم مناظرات

كثيرة كانت إحداها تحريرية , دعوتهم فيها إلى مناظرتهم في اعتقادهم أنه يأتي

بعد النبي صلى الله عليه وسلم أنبياء كثيرون ! منهم نبيهم ميرزا غلام أحمد

القادياني . فبدأوا بالمراوغة في أول جوابهم , يريدون بذلك صرف النظر عن

المناظرة في اعتقادهم المذكور , فأبيت و أصررت على ذلك , فانهزموا شر هزيمة ,

و علم الذين حضروها أنهم قوم مبطلون . و لهم عقائد أخرى كثيرة باطلة , خالفوا

فيها إجماع الأمة يقينا , منها نفيهم البعث الجسماني , و أن النعيم و الجحيم

للروح دون الجسد , و أن العذاب بالنسبة للكفار منقطع . و ينكرون وجود الجن , و

يزعمون أن الجن المذكورين في القرآن هم طائفة من البشر ! و يتأولون نصوص القرآن

المعارضة لعقائدهم تأويلا منكرا على نمط تأويل الباطنية و القرامطة , و لذلك

كان الإنكليز يؤيدونه و يساعدونه على المسلمين , و كان هو يقول : حرام على

المسلمين أن يحاربوا الإنكليز ! إلى غير ذلك من إفكه و أضاليله . و قد ألفت كتب

كثيرة في الرد عليه , و بيان خروجه عن جماعة المسلمين , فليراجعها من شاء

الوقوف على حقيقة أمرهم .

1684 " إن رجلا من العرب يهدي أحدهم الهدية , فأعوضه منها بقدر ما عندي , ثم يتسخطه

, فيظل يتسخط علي وايم الله لا أقبل بعد مقامي هذا من رجل من العرب هدية إلا من

قرشي أو أنصاري أو ثقفي أو دوسي " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 253 :

أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ( 596 ) و عنه الترمذي ( 2 / 330 ) و السياق

له - و هو أتم - عن محمد بن إسحاق عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبيه عن

# أبي هريرة # قال : " أهدى رجل من بني فزارة إلى النبي صلى الله عليه وسلم

ناقة من إبله التي كانوا أصابوا بـ ( الغابة ) , فعوضه منها بعض العوض , فتسخطه

, فسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على هذا المنبر يقول .... " فذكره .

و قال : " هذا حديث حسن , و هو أصح من حديث يزيد بن هارون عن أيوب " .

قلت : يشير إلى ما أخرجه قبله قال : حدثنا أحمد بن منيع : حدثنا يزيد بن هارون

: أخبرني أيوب عن سعيد المقبري به بشيء من الاختصار و قال : " قد روي من غير

وجه عن أبي هريرة . و يزيد بن هارون يروي عن أيوب أبي العلاء و هو أيوب بن

مسكين , و يقال ابن أبي مسكين . و لعل هذا الحديث الذي رواه عن أيوب عن سعيد

المقبري . و هو أيوب أبو العلاء " .

قلت : كذا في الأصل طبعة بولاق , و في العبارة شيء . ثم رجعت إلى نسخة الأحوذي

فإذا العبارة فيه هكذا : و لعل هذا الحديث الذي روي عن أيوب عن سعيد المقبري هو

أيوب أبو العلاء و هو أيوب بن مسكين " . و لعل هذا هو الصواب . و الله أعلم .

و أيوب هذا صدوق له أوهام كما في " التقريب " . و ابن إسحاق مدلس , و من طريقه

أخرجه أبو داود ( 3537 ) مختصرا . و قد توبع , فقال أحمد ( 2 / 292 ) : حدثنا

يزيد : أنبأنا أبو معشر عن سعيد بن أبي سعيد المقبري به . و أبو معشر هذا اسمه

نجيح بن عبد الرحمن السندي المدني و فيه ضعف . و يزيد هو ابن هارون , فالظاهر

أن له فيه شيخين أيوب بن أبي مسكين و أبو معشر . و تابعه ابن عجلان عن المقبري

به . أخرجه البيهقي ( 6 / 180 ) , فالحديث بمجموع هذه المتابعات صحيح . و له

طريق أخرى عن أبي هريرة مرفوعا مختصرا . أخرجه ابن حبان ( 1145 ) . و له عنده

و عند الضياء ( 62 / 281 / 2 ) شاهد من حديث ابن عباس . و سنده صحيح .

1685 " إن رجلا قال : والله لا يغفر الله لفلان , و إن الله قال : من ذا الذي يتألى

علي أن لا أغفر لفلان ?! فإني قد غفرت لفلان , و أحبطت عملك . أو كما قال " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 254 :

رواه مسلم ( 8 / 36 ) و ابن أبي الدنيا في " حسن الظن بالله " ( 190 / 1 - 2 )

قالا - و اللفظ لابن أبي الدنيا - : حدثنا سويد بن سعيد قال : حدثنا المعتمر بن

سليمان عن أبيه قال : حدثنا أبو عمران الجوني عن # جندب # أن رسول الله صلى

الله عليه وسلم حدث ... فذكره . ثم رواه ابن أبي الدنيا من طريق أخرى موقوفا :

حدثنا أبو حفص الصفار قال : حدثنا جعفر بن سليمان قال : حدثنا أبو عمران الجوني

عن جندب بن عبد الله البجلي قال : فذكره موقوفا .

قلت : و الإسناد الأول ضعيف , فإن سويد بن سعيد مع كونه من شيوخ مسلم , فقد ضعف

. بل روى الترمذي عن البخاري أنه ضعيف جدا . و نحوه ما روى الجنيدي عنه قال :

" فيه نظر , عمي فتلقن ما ليس من حديثه " . و قد أورده الذهبي في " الضعفاء "

و قال : " قال أحمد : متروك الحديث . و قال ابن معين : كذاب . و قال النسائي :

ليس بثقة . و قال البخاري .... و قال أبو حاتم : صدوق كثير التدليس . و قال

الدارقطني : ثقة غير أنه كبر : فربما قرىء عليه حديث فيه بعض النكارة فيجيزه "

. و قال الحافظ في " التقريب " : " صدوق في نفسه إلا أنه عمي فصار يتلقن ما ليس

من حديثه , و أفحش فيه ابن معين القول " .

قلت : فمثله لا تطمئن النفس للاحتجاج بخبره , لاسيما مع مجيئه موقوفا من الطريق

الأخرى , و رجالها ثقات غير أبي حفص الصفار فلم أعرفه الآن .

لكن وجدت لسويد بن سعيد متابعا , أخرجه البيهقي في " شعب الإيمان " ( 2 / 96 /

2 ) من طريق سويد بن سعيد و أبي سلمة يحيى بن خلف الباهلي كلاهما قالا : حدثنا

معتمر بن سليمان به مرفوعا . و الباهلي هذا ثقة من شيوخ مسلم الذين احتج بهم في

" الصحيح " . فبه صح الحديث , و الحمد لله على توفيقه .

و للحديث شاهد من حديث أبي هريرة مرفوعا . و كذا من حديث أبي قتادة . و إسناد

الأول حسن كما بينته في " تخريج المشكاة " ( 2347 ) . ثم وجدت له متابعين آخرين

, فرواه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 1679 ) من طريق صالح بن حاتم بن وردن

و هريم بن عبد الأعلى قالا : حدثنا معتمر بن سليمان به . ثم أخرجه ( 1680 ) من

طريق حماد بن سلمة : حدثنا أبو عمران به . و هذه متابعة أخرى قوية من حماد

لسليمان , و الإسناد صحيح أيضا على شرط مسلم . قوله : ( يتألى ) أي يحلف . و (

الألية ) على وزن ( غنية ) : اليمين . قال النووي : " و في الحديث دلالة لمذهب

أهل السنة في غفران الذنوب بلا توبة إذا شاء الله غفرانها " .

قلت : و فيه دليل صريح أن التألي على الله يحبط العمل أيضا كالكفر , و ترك صلاة

العصر , و نحوها . انظر تعليق على كتابي " صحيح الترغيب و الترهيب " ( 1 / 192

) , و قد صدر المجلد الأول منه و الحمد لله , راجيا أن ييسر الله صدور تمامه و

تداوله قريبا إن شاء الله تعالى .

1686 " إن طعام الواحد يكفي الاثنين , و إن طعام الاثنين يكفي الثلاثة و الأربعة , و

إن طعام الأربعة يكفي الخمسة و الستة " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 256 :

أخرجه ابن ماجة ( 3255 ) من طريق عمرو بن دينار قهرمان آل الزبير قال : سمعت

# سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه عن جده عمر بن الخطاب # مرفوعا .

قلت : و هذا إسناد ضعيف , عمرو بن دينار هذا ضعيف كما في " التقريب " و غيره .

لكن للحديث شواهد تشهد لصحته . الأول : عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله

عليه وسلم قال :" طعام الاثنين كافي الثلاثة , و طعام الثلاثة كافي الأربعة "

. أخرجه مالك ( 2 / 928 / 20 ) و عنه البخاري ( 3 / 496 ) و كذا مسلم ( 6 / 132

) و الترمذي ( 1 / 335 ) و قال : " حسن صحيح " عن مالك عن أبي الزناد عن الأعرج

عنه به . و تابعه سفيان بن عيينة عن أبي الزناد به . أخرجهأحمد ( 2 / 244 ) .

ثم أخرجه ( 2 / 407 ) عن علي بن زيد عمن سمع أبا هريرة .

الثاني : عن جابر مرفوعا بلفظ : " طعام الواحد يكفي الاثنين , و طعام الاثنين

يكفي الأربعة , و طعام الأربعة يكفي الثمانية " .

أخرجه مسلم و ابن ماجة ( 3254 ) و الدارمي ( 2 / 100 ) و أحمد ( 3 / 301 و 382

) عن أبي الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله . و تابعه أبو سفيان عن جابر به .

أخرجه مسلم و الترمذي و أحمد ( 3 / 301 و 315 ) .

الثالث : عن عبد الله بن عمر مرفوعا بلفظ : " طعام الاثنين يكفي الأربعة و طعام

الأربعة يكفي الثمانية , فاجتمعوا عليه , و لا تفرقوا عنه " . أخرجه الطبراني

في " المعجم الكبير " ( رقم - 13236 ) عن أبي الربيع السمان عن عمرو بن دينار

عن سالم عن أبيه .

قلت : و أبو الربيع - و اسمه أشعث بن سعيد السمان - متروك , و قد تفرد بقوله :

" فاجتمعوا عليه .. " . لكن لهذه الزيادة شواهد فانظر الحديث ( 664 ) .

1687 " إن عثمان رجل حيي و إني خشيت إن أذنت له على تلك الحال أن لا يبلغ إلي في

حاجته " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 258 :

أخرجه مسلم ( 7 / 117 ) و البخاري في " الأدب المفرد " ( 600 ) و الطحاوي في

" شرح المعاني " ( 1 / 274 ) و " مشكل الآثار " ( 2 / 290 - 291 ) و أحمد

( 6 / 155 و 167 ) و أبو يعلى ( 3 / 1095 ) عن سعيد بن العاص أن # عائشة # زوج

النبي صلى الله عليه وسلم ( زاد مسلم و غيره : و عثمان ) حدثاه : أن أبا بكر

استأذن على رسول الله صلى الله عليه وسلم و هو مضطجع على فراشه لابس مرط عائشة

, فأذن لأبي بكر و هو كذلك , فقضى إليه حاجته ثم انصرف , ثم استأذن عمر فأذن له

و هو على تلك الحال , فقضى إليه حاجته ثم انصرف , قال عثمان : ثم استأذنت عليه

فجلس و قال لعائشة : " اجمعي عليك ثيابك " فقضيت إليه حاجتي ثم انصرفت , فقالت

عائشة : يا رسول الله مالي لم أرك فزعت لأبي بكر و عمر رضي الله عنهما كما فزعت

لعثمان ? قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . و رواه محمد بن أبي حرملة

عن عطاء و سليمان ابني يسار و أبي سلمة بن عبد الرحمن عنها قالت : كان رسول

الله صلى الله عليه وسلم مضطجعا في بيتي كاشفا عن فخذيه أو ساقيه فاستأذن أبو

بكر فأذن له و هو على تلك الحال ... ( الحديث و فيه ) : ثم استأذن عثمان فجلس

رسول الله صلى الله عليه وسلم و سوى ثيابه .. قالت عائشة : دخل أبو بكر ..

الحديث و فيه ... ثم دخل عثمان فجلست و سويت ثيابك ? فقال : " ألا أستحي من رجل

تستحي منه الملائكة ? " . أخرجه مسلم و الطحاوي في " المشكل " ( 2 / 283 )

و أبو يعلى ( 3 / 1178 - 1179 ) و ليس عند الطحاوي قوله : " أو ساقيه " , و هو

شك من بعض الرواة و قد جاء الحديث بدون الشك من طريق أخرى , أخرجه أحمد ( 6 /

32 ) عن مروان قال : أنبأنا عبيد الله بن سيار قال : سمعت عائشة بنت طلحة تذكر

عن عائشة به مختصرا .

قلت : و عبيد الله بن سيار هذا لم أجد له ترجمة , و قد أورده في " التعجيل "

قائلا : " روى عن عائشة رضي الله عنها , و عنه مروان . قال الحسيني : مجهول .

قلت : ما رأيته في " مسند عائشة رضي الله عنها " من مسند أحمد " !

قلت : كذا وقع فيه : " عن عائشة رضي الله عنها " فهذا يوهم أن المترجم روى عن

عائشة الصديقة , و إنما روى عن عائشة بنت أبي طلحة عنها كما ترى . و له شاهد من

حديث عمرو بن مسلم - صاحب المقصورة - عن أنس بن مالك قال : " دخل رسول الله صلى

الله عليه وسلم حائطا من حوائط الأنصار , فإذا بئر في الحائط فجلس على رأسها ,

و دلى رجليه و بعض فخذه مكشوف و أمرني أن أجلس على الباب , فلم ألبث أن جاء أبو

بكر . الحديث و فيه : قالوا : لم يا رسول الله غطيت فخذك حين جاء عثمان ? فقال

: إني لأستحي ممن يستحي منه الملائكة " . أخرجه الطحاوي ( 2 / 284 ) و سنده جيد

في الشواهد , رجاله ثقات معروفون غير عمر بن مسلم هذا , ترجمه ابن أبي حاتم ( 3

/ 1 / 260 ) برواية ثقتين عنه , و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . و للحديث

شاهد آخر من حديث علي رضي الله عنه مرفوعا بلفظ : " ألا أستحي ممن تستحي منه

الملائكة " . أخرجه الحاكم ( 3 / 95 و 103 ) و قال : " صحيح على شرط الشيخين "

. و وافقه الذهبي . و اعلم أنه قد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :

" الفخذ عورة " و هو مخرج في " إرواء الغليل " ( 66 ) , فقد يشكل هذا على بعض

الناس فيدع العمل به لحديث الترجمة . و هذا خلاف ما عليه أهل العلم من وجوب

التوفيق بين الأحاديث الصحيحة . و هنا يبدو للباحث وجوه من التوفيق :

الأول : أن يكون حديث الترجمة قبل حديث : " الفخذ عورة " .

الثاني : أن يحمل الكشف على أنه من خصوصياته صلى الله عليه وسلم , فلا يعارض

الحديث الآخر , و يؤيده قاعدة : " القول مقدم على الفعل " . و " الحاظر مقدم

على المبيح " . و الله أعلم .

1688 " إن قريشا أهل أمانة , لا يبغيهم العثرات أحد إلا كبه الله عز وجل لمنخريه " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 260 :

رواه ابن عساكر ( 3 / 320 / 1 - 2 ) عن السور بن عبد الملك بن عبيد بن سعيد بن

يربوع المخزومي عن زيد بن عبد الرحمن بن سعيد بن عمرو بن نفيل من بني عدي عن

أبيه قال : جئت # جابر بن عبد الله الأنصاري # في فتيان من قريش , فدخلنا عليه

بعد أن كف بصره , فوجدنا حبلا معلقا في السقف و أقراصا مطروحة بين يديه أو خبزا

, فكلما استطعم مسكين قام جابر إلى قرص منها و أخذ الحبل حتى يأتي المسكين

فيعطيه , ثم يرجع بالحبل حتى يقعد , فقلت له : عافاك الله نحن إذا جاء المسكين

أعطينا ,فقال :إني أحتسب المشي في هذا . ثم قال : ألا أخبركم شيئا سمعته من

رسول الله صلى الله عليه وسلم ? قالوا : بلى , قال : سمعته يقول : فذكره .

قلت : و هذا إسناد ضعيف لم أعرف أحد من رواته غير صحابيه , و أخشى أن يكون وقع

في نسخه " التاريخ " تصحيف . و الله أعلم . ثم تبين لي أن الرجل الأدنى هو

المسور و وقع فيه السور ! - ذكره الذهبي في " الميزان " و قال : " ليس بالقوي ,

قاله الأزدي " . و كذا في " اللسان " . و أورده ابن أبي حاتم في " كتابه " من

رواية جمع من الثقات عنه , فمثله حسن الحديث في المتابعات و الشواهد . و قد

وجدت له شاهدا من حديث رفاعة بن رافع مرفوعا به , و في أوله زيادة أوردته من

أجلها في " الضعيفة " ( 1716 ) لجهالة في إسناده , فالحديث بمجموعهما حسن كما

ذكرت هناك . و الله أعلم .

1689 " إن قلوب بني آدم كلها بين إصبعين من أصابع الرحمن كقلب واحد يصرفه كيف يشاء .

ثم يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا إلى

طاعتك " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 261 :

رواه مسلم ( 8 / 51 ) و أحمد ( 2 / 168 و 173 ) و الطبري ( ج 6 رقم 6657 صفحة

219 ) عن حيوة بن شريح قال : أخبرني أبو هانيء الخولاني . أنه سمع أبا عبد

الرحمن الحبلي يقول : سمعت # عبد الله بن عمرو بن العاص # يقول : سمعت رسول

الله صلى الله عليه وسلم يقول " فذكره " .

1690 " لكل غادر لواء يوم القيامة يعرف به عند استه " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 262 :

أخرجه أحمد ( 3 / 35 و 64 ) و مسلم ( 5 / 142 ) من طريق شعبة عن خليد بن جعفر

عن أبي نضرة عن # أبي سعيد الخدري # عن النبي صلى الله عليه وسلم . و ليس عند

مسلم " يعرف به " , و هو رواية لأحمد . و تابعه علي بن زيد عن أبي نضرة به إلا

أنه قال : " بقدر غدرته " بدل " يعرف به " . أخرجه الطيالسي ( 2156 ) و أحمد (

3 / 7 و 61 ) و زاد في رواية ( 3 / 19 ) : " ألا و أكبر الغدر غدر أمير عامة "

. و هي عند الطيالسي من هذا الوجه , و عند مسلم ( 5 / 143 ) من طريق المستمر

ابن الريان : حدثنا أبو نضرة به . و للحديث شاهد من حديث ابن عمر مرفوعا به

نحوه . أخرجه أحمد ( 2 / 49 ) حدثنا إبراهيم بن وهب بن الشهيد حدثنا أبي عن أنس

ابن سيرين عنه . و إبراهيم هذا و أبوه لم أعرفهما , و لم يترجمها الحافظ في

" التعجيل " ! ثم أخرجه ( 2 / 70 و 126 ) من طريق بشر بن حرب عنه مرفوعا نحو

حديث المستمر بن الريان . و سنده حسن في المتابعات . و أخرجه البخاري ( 4 / 342

) و مسلم و أحمد ( 2 / 116 ) من طريق عبد الله بن دينار عنه مرفوعا بلفظ

الترجمة , دون قوله : " عند استه " . و كذلك البخاري ( 2 / 301 ) و مسلم و أحمد

( 3 / 142 و 270 ) من حديث أنس بن مالك . و قد عزاه السيوطي إلى الطيالسي

و أحمد عنه بلفظ الترجمة ! و ما أظنه إلا وهما . فقد عزاه في " الجامع الكبير "

( 1 / 210 / 2 ) إليهما و إلى أبي عوانة من حديث أبي سعيد . و هو الصواب كما

يتبين لك من هذا التخريج .

1691 " إن لله آنية من أهل الأرض , و آنية ربكم قلوب عباده الصالحين , و أحبها إليه

ألينها و أرقها " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 263 :

أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( ق 40 / 1 - المنتقى منه ) : حدثنا جعفر

ابن محمد الفريابي قال : حدثنا إسحاق بن راهويه قال : أنبأ بقية بن الوليد قال

: حدثني محمد بن زياد عن # أبي عنبة الخولاني # يرفعه إلى النبي صلى الله عليه

وسلم : فذكره .

قلت : و هذا إسناد قوي , رجاله كلهم ثقات أثبات غير بقية , و هو صدوق كثير

التدليس عن الضعفاء كما قال الحافظ , و هو هنا قد صرح بالتحديث كما ترى , فأمنا

بذلك شر تدليسه . و لذلك قال الحافظ العراقي في " تخريج الإحياء " ( 2 / 154 )

: " رواه الطبراني و إسناده جيد " . و قال في مكان آخر ( 3 / 13 ) : " فيه بقية

ابن الوليد و هو مدلس , و لكنه صرح بالتحديث " . و لذلك قال الهيثمي فيما نقله

المناوي و أقره : " إسناد حسن " . و قد خالفه أبو مطيع الأطرابلسي فقال : عن

محمد بن زياد به موقوفا . أخرجه أبو طالب مكي المؤذن في " حديثه " ( ق 230 / 2

) و الضياء المقدسي في " المنتقى من حديث أبي علي الأوقي " ( 1 / 2 ) .

لكن أبو مطيع هذا و اسمه معاوية بن يحيى صدوق له أوهام , فرواية بقية أرجح و له

شاهد من حديث أبي أمامة مرفوعا نحوه . و لكنه واه جدا . أخرجه عبد الله بن أحمد

في " زوائد الزهد " ( ص 153 ) و عنه أبو نعيم في " الحلية " ( 6 / 97 ) و أبو

منصور بن زياد في " الأربعين " ( ق 196 / 1 ) من طريق محمد بن القاسم الأسدي :

حدثنا ثور عن خالد بن معدان عنه . و الأسدي هذا ضعيف جدا , بل كذبه الدارقطني

و أحمد و قال في رواية : " أحاديثه موضوعة " . و قد رواه الثقة مقطوعا على خالد

ابن معدان لم يتجاوزه , فقال الإمام أحمد في " الزهد " ( 384 ) : حدثنا عبد

الله بن الحارث حدثني ثور بن يزيد عن خالد بن معدان قال : فذكره .

قلت : و هذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات رجال الصحيح , و عبد الله بن الحارث هو

ابن عبد الملك المخزومي أبو محمد المكي , ثقة مكي من رجال مسلم , و لا منافاة

بينه و بين المرفوع , لاختلاف الطريق أولا , و لاحتمال أن يكون أصل هذا المقطوع

مرفوعا , لكن قصر أو لم ينشط بعض الرواة فلم يرفعه . و الله أعلم .

1692 " إن لله أقواما يختصهم بالنعم لمنافع العباد , و يقرهم فيها ما بذلوها , فإذا

منعوها نزعها منهم , فحولها إلى غيرهم " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 264 :

أخرجه ابن أبي الدنيا في " قضاء الحوائج " ( رقم 5 ) و الطبراني في" الأوسط "

( 5295 ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 6 / 115 و 10 / 215 ) و الخطيب في

" التاريخ " ( 9 / 459 ) عن محمد بن حسان السمتي حدثنا عبد الله بن زيد الحمصي

حدثنا الأوزاعي عن عبدة بن أبي لبابة عن # ابن عمر # مرفوعا به .

قلت : و هذا إسناد ضعيف محمد بن حسان السمتي صدوق لين الحديث كما قال الحافظ .

و عبد الله بن زيد الحمصي , قال الأزدي ضعيف .

قلت : لكنه قد توبع كما يأتي . و الحديث قال الهيثمي في " المجمع " ( 8 / 192 )

: " رواه الطبراني في " الأوسط " و " الكبير " و فيه محمد بن حسان السمتي ,

وثقه ابن معين و غيره و فيه لين , و لكن شيخه أبو عثمان عبد الله بن زيد الحمصي

ضعفه الأزدي " .

قلت : تابعه معاوية بن يحيى الشامي أبو عثمان : حدثنا الأوزاعي به . أخرجه يحيى

ابن منده في " أحاديثه " ( ق 91 / 1 ) و تمام في " الفوائد " ( 27 / 2 ) و أبو

نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2 / 276 ) و ابن عساكر في " التاريخ " ( 16 / 395 /

1 ) و الضياء في " المنتقى من مسموعاته بمرو " ( 15 / 1 ) . أورده ابن عساكر في

ترجمة أبي عثمان الشامي هذا و روى عن أبي أحمد - و هو ابن عدي -أنه قال :

" منكر الحديث " . و قال أبو بكر الكلاباذي في " مفتاح المعاني " ( 257 / 1 ) :

حدثنا محمد بن عبد الله الفقيه حدثنا الدقيقي أبو محمد عبد الله بن يزيد عن

الأوزاعي به .

قلت : و أبو محمد بن عبد الله بن يزيد لم أعرفه , و في الرواة عن الأوزاعي عبد

الله بن يزيد بن راشد القرشي الدمشقي المقري أبو بكر و هو ثقة , مات سنة ( 218

) روى عنه أبو زرعة و غيره ترجمه ابن أبي حاتم , لكن يبدو أن في السند سقطا فإن

هذا كنيته أبو بكر , و الراوي للحديث كنيته أبو محمد الدقيقي , فلعل الساقط بين

أبي محمد و عبد الله بن يزيد . و الله أعلم . و على كل حال فالحديث عندي حسن

بمجموع هذا المتابعات , و قد قال المنذري في " الترغيب " ( 3 / 250 ) : " رواه

ابن أبي الدنيا و الطبراني في " الكبير " و " الأوسط " , و لو قيل بتحسين

إسناده لكان ممكنا " .

قلت : يعني من الطريق الأولى , فكيف لا يكون حسنا بالطريقين الآخرين ? لاسيما

و له شاهد من حديث ابن عباس مرفوعا بلفظ : " ما من عبد أنعم الله عليه نعمة

فأسبغها عليه , ثم جعل من حوائج الناس إليه فتبرم , فقد عرض تلك النعمة للزوال

" . قال المنذري و تبعه الهيثمي : " رواه الطبراني في " الأوسط " و إسناده جيد

" . كذا قالا , و فيه نظر فإنه في " الأوسط " ( 7679 / 2 ) من طريق إبراهيم بن

محمد السامي حدثنا الوليد بن مسلم عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس . و قال :

" تفرد به إبراهيم بن محمد السامي " .

قلت : الوليد و ابن جريج مدلسان . و السامي بالمهلمة و ابن محمد بن عرعرة ثقة

حافظ , و من طريقه رواه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 1 / 175 ) .

قلت : و له شاهد من حديث أبي هريرة مرفوعا به . أخرجه أبو نعيم في " أخبار

أصبهان " ( 1 / 80 ) من طريق أحمد بن يحيى المصيصي حدثنا الوليد بن مسلم عن

الأوزاعي عن ابن جريج عن عطاء عنه .و هذا إسناد ضعيف , فإنه مع عنعنة الوليد و

ابن جريج فيه المصيصي هذا , قال ابن طاهر : " روى عن الوليد بن مسلم مناكير " .

قلت : و كأنه يعني , و هو منكر إسنادا لا متنا للطرق المتقدمة . و الله أعلم .

1693 " إن لله عبادا يعرفون الناس بالتوسم " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 267 :

رواه أبو الشيخ في " عواليه " ( 2 / 32 / 1 ) و الطبراني في " الأوسط " ( 3086

) و القضاعي ( 84 / 2 ) و الواحدي في " التفسير " عن أبي بشر المزلق عن ثابت

البناني عن # أنس بن مالك # مرفوعا .

قلت : و هذا إسناد حسن رجاله ثقات غير أبي بشر هذا و اسمه بكر بن الحكم التميمي

, وثقه أبو عبيدة الحداد و أبو سلمة التبوذكي و سعيد بن محمد الحربي و ابن حبان

و لم يضعفه أحد غير أن أبا زرعة قال : " شيخ ليس قوي " .

قلت : و مع أن هذا ليس جرحا قويا , فهو غير مفسر , فلا يقدم على توثيق من ذكرنا

, و كأنه لذلك قال الذهبي في " الميزان " : " صدوق " . و قال الحافظ : " صدوق ,

فيه لين " . و قال الهيثمي : " إسناده حسن " . و تبعه السخاوي في " المقاصد

الحسنة " ( ص 20 ) . و قول الذهبي في ترجمة أبي المزلق : " روى خبرا منكرا ...

" ثم ذكره غير مقبول منه إلا أن يعني أنه تفرد به , فذلك لا يضر في ثبوته لقول

الإمام الشافعي رحمه الله تعالى : " ليس الحديث الشاذ أن يروي الثقة ما لم يرو

الناس , و إنما هو أن يروي ما يخالف الناس " . و راوي هذا الحديث لم يخالف فيه

أحدا بل الحديث المشهور يؤيده : " اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله " .

و هو إن كان ضعيف الإسناد من جميع طرقه كما بينته " في الضعيفة " ( 1821 ) فلا

أقل من أن يصلح شاهدا لهذا , و لا عكس . فتأمل .

1694 " نعم يا أبا بكر ! إن لله ملائكة تنطق على ألسنة بني آدم بما في المرء من

الخير و الشر " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 268 :

أخرجه الحاكم ( 1 / 377 ) و الديلمي ( 1 / 2 / 258 ) و أبو شريح الأنصاري في

" جزء بيبي " ( 171 / 2 ) من طريق يونس بن محمد حدثنا حرب بن ميمون عن النضر بن

أنس عن # أنس # قال : " كنت قاعدا مع النبي صلى الله عليه وسلم , فمر بجنازة ,

فقال : ما هذه الجنازة ? قالوا جنازة فلان الفلاني كان يحب الله و رسوله و يعمل

بطاعة الله و يسعى فيها , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : وجبت وجبت وجبت

, و بجنازة أخرى قالوا : جنازة فلان الفلاني كان يبغض الله و رسوله و يعمل

بمعصية الله و يسعى فيها , فقال : وجبت وجبت وجبت , فقالوا : يا رسول الله قولك

في الجنازة و الثناء عليها : أثني على الأول خير , و على الآخر شر , فقلت فيها

: " وجبت وجبت وجبت " ? فقال :فذكره . و قال الحاكم : " صحيح على شرط مسلم " .

و وافقه الذهبي , و هو كما قالا . و هو في " الصحيحين " و غيرهما من طرق أخرى

عن أنس نحوه , يزيد بعضهم على بعض , و قد جمعت الزيادات الثابتة منها , و سقتها

في سياق واحد في " أحكام الجنائز " ( ص 44 ) , و فيه بحث هام حول الشهادة للميت

بالخير . فراجعه .

1695 " إن للقبر ضغطة , فلو نجا أو سلم أحد منها لنجا سعد بن معاذ " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 268 :

رواه البغوي في " حديث علي بن الجعد " ( 8 / 73 / 2 ) و الطحاوي في " مشكل

الآثار " ( 1 / 107 ) عن شعبة عن سعد بن إبراهيم قال : سمعت نافعا يحدث عن

امرأة ابن عمر عن # عائشة # مرفوعا به . و أخرجه أحمد ( 6 / 55 و 98 ) من هذا

الوجه إلا أنه قال : " إنسان " مكان " امرأة ابن عمر " . و رجال إسناده ثقات

كلهم غير امرأة ابن عمر فلم أعرفها , و الظن بها حسن . على أن سفيان الثوري قد

أسقطها من الإسناد , و جعل الحديث من مسند زوجها ابن عمر . أخرجه الطحاوي من

طريق أبي حذيفة حدثنا سفيان عن سعد عن نافع عن ابن عمر مرفوعا به نحوه .و هذا

إسناد رجاله ثقات أيضا رجال البخاري إلا أنه أخرج لأبي حذيفة متابعة , و اسمه

موسى بن مسعود النهدي , و الثوري أحفظ من شعبة لولا أن الراوي عنه فيه ضعف فقال

الحافظ : " صدوق سيء الحفظ " . و لما أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 3 / 174 )

من طريقه , أشار إلى تضعيفه و ترجيح الأول بقوله : " كذا رواه أبو حذيفة عن

الثوري عن سعد , و رواه غندر و غيره عن شعبة عن سعد عن نافع عن إنسان ( الأصل

سنان ! ) عن عائشة رضي الله عنها مثله " . لكن للحديث أصل عن ابن عمر , فقال

ابن سعد في " الطبقات " ( 3 / 430 ) : أخبرنا إسماعيل بن مسعود قال : أخبرنا

عبد الله بن إدريس قال : أخبرنا عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال : قال

رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره نحوه .

قلت : و هذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير إسماعيل بن مسعود

و هو أبو مسعود الجحدري البصري و هو ثقة . و تابعه عمرو بن محمد العنقزي :

حدثنا ابن إدريس به . أخرجه النسائي ( 1 / 289 ) و سنده صحيح أيضا . فهذه

متابعة قوية من عبيد الله بن عمر لرواية أبي حذيفة عن الثوري عن سعد بن إبراهيم

. و الله أعلم . و له طريق آخر , برواية عطاء بن السائب عن مجاهد عن ابن عمر

مرفوعا بلفظ : " ضم سعد في القبر ضمة فدعوت الله أن يكشف عنه " . أخرجه الحاكم

( 3 / 206 ) و صححه , و وافقه الذهبي ! و عطاء كان اختلط , و قد زاد فيه الدعاء

.و خالفه ابن لهيعة في إسناده فقال : عن عقيل أنه سمع سعد بن إبراهيم يخبر عن

عائشة بنت سعد أنها حدثته عن عائشة أم المؤمنين مرفوعا به نحوه .أخرجه

الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 82 / 1 ) و قال : " تفرد به ابن لهيعة " .

قلت : و هو سيء الحفظ . و له شاهد من حديث ابن عباس مرفوعا به نحوه . أخرجه

الطبراني ( 1 / 81 / 2 ) و في " الكبير " ( 10827 و 12975 ) من طريق زياد مولى

ابن عباس عنه . و قال الهيثمي في " المجمع " ( 3 / 46 - 47 ) : رواه الطبراني

في " الكبير " و " الأوسط " و رجاله موثقون " .

قلت : هو عند الطبراني من طريقين :

الأولى : عن حسان بن غالب حدثنا ابن لهيعة عن أبي النضر المديني عن زياد مولى

ابن عباس ( ! ) عن ابن عباس . و حسان بن غالب متروك متهم بالوضع , كما تراه في

" اللسان " و خفي أمره على ابن يونس فوثقه , و لعله مستند الهيثمي في قوله :

" و رجاله موثقون " , فإن فيه إشعار بأن التوثيق لين في بعضهم على الأقل ,

و نحو ذلك يقال في ابن لهيعة , و إن كان خيرا بكثير من حسان , حتى أن الهيثمي

يحسن حديثه أحيانا , و هو حري بذلك عند المتابعة , و هي متحققة هنا كما في

الشواهد المتقدمة و المتابعة الآتية و هي :

الطريق الأخرى : قال :حدثنا عمر بن عبد العزيز بن مقلاص حدثنا أبي حدثنا ابن

وهب أخبرني عمرو بن الحارث أن أبا النضر حدثه عن زياد مولى ابن عياش عن ابن

عباس . و هذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير زياد مولى ابن عياش فمن رجال

مسلم وحده إلا أن عمر بن عبد العزيز و أباه لم أجد لهما ترجمة . ثم إنه قد

داخلني شك كبير في كون هذا الحديث من مسند ابن عباس , فإنهم لم يذكروا لزياد

هذا رواية عنه بل ذكر الحافظ المزي في " التهذيب " أنه روى عن مولاه عبد الله

ابن عياش بن أبي ربيعة المخزومي , و قد روى الحسن بن سفيان عن زياد هذا عن عبد

الله بن عياش حديثا في قصة موت عثمان ابن مظعون كما في ترجمة ابن عياش من

" الإصابة " , و قد تحرف فيه " مولى ابن عياش " إلى " مولى ابن عباس " , و كذلك

وقع في الطريق الأولى عند الطبراني و لعله خطأ مطبعي , و كذلك تحرف " ابن عياش

" إلى " ابن عباس " في الطريقين , فصار الحديث من مسنده , و إنما هو من مسند

ابن عياش فيما أظن . و الله أعلم . و جملة القول أن الحديث بمجموع طرقه

و شواهده صحيح بلا ريب , فنسأل الله تعالى أن يهون علينا ضغطة القبر إنه نعم

المجيب .

1696 " إن للصلاة أولا و آخرا , و إن أول وقت صلاة الظهر حين تزول الشمس و آخر وقتها

حين يدخل وقت العصر , و إن أول وقت صلاة العصر حين يدخل وقتها و إن آخر وقتها

حين تصفر الشمس , و إن أول وقت المغرب حين تغرب الشمس و إن آخر وقتها حين يغيب

الأفق , و إن أول وقت العشاء الآخرة حين يغيب الأفق و إن آخر وقتها حين ينتصف

الليل , و إن أول وقت الفجر حين يطلع الفجر و إن آخر وقتها حين تطلع الشمس " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 272 :

أخرجه الترمذي ( 1 / 284 - شاكر ) و الطحاوي في " شرح المعاني " ( 1 / 89 )

و الدارقطني في " السنن " ( ص 97 ) و البيهقي ( 1 / 375 - 376 ) و أحمد ( 2 /

232 ) من طريق محمد بن فضيل عن الأعمش عن أبي صالح عن # أبي هريرة # قال : قال

رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .

قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين , و قد أعلوه بأن غير ابن فضيل من

الثقات قد رووه عن الأعمش عن مجاهد مرسلا . و هذه ليست علة قادحة لاحتمال أن

يكون للأعمش فيه إسنادان : أحدهما عن أبي صالح عن أبي هريرة . و الآخر عنه عن

مجاهد مرسلا . و مثل هذا كثير في أحاديث الثقات , فمثله لا يرد به الحديث ,

لاسيما و كل ما فيه قد جاء في الأحاديث الصحيحة , فليس فيه ما يستنكر . و الله

أعلم . و قد بسط القول في رد هذه العلة المحقق العلامة أحمد شاكر في تعليقه على

الترمذي ( 1 / 284 - 285 ) فأجاد . فمن شاء البسط فليراجع إليه .

1697 " إن للقرشي مثلي قوة الرجل من غير قريش " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 272 :

أخرجه الطحاوي في " مشكل الآثار " ( 4 / 203 ) و ابن أبي عاصم في " السنة "

( 1508 ) و ابن حبان ( 2289 ) و الحاكم ( 4 / 72 ) و الطيالسي ( 951 ) و عنه

البيهقي في " معرفة السنن " ( ص 29 ) و أحمد ( 4 / 81 و 83 ) و أبو نعيم في

" الحلية " ( 9 / 64 ) من طريق ابن أبي ذئب عن الزهري عن طلحة بن عبد الله بن

عوف عن عبد الرحمن بن الأزهر عن # جبير بن مطعم # قال : قال رسول الله صلى الله

عليه وسلم : فذكره . فقيل للزهري : بم ذاك ? قال : بنبل الرأي . و قال الحاكم :

" صحيح على شرط الشيخين " . و وافقه الذهبي .

قلت : ابن عوف هذا لم يخرج له مسلم شيئا , فهو على شرط البخاري وحده . و ابن

الأزهر لم يرمزوا له بأنه من رجال الشيخين , و لكن الحافظ بين في ترجمته من

" التهذيب " أن من حقه الرمز له بذلك , فليراجع كلامه من شاء . ثم أخرجه ابن

أبي عاصم ( 1509 ) عن محمد بن عبد العزيز عن الزهري عن أبي سلمة و عن سعيد بن

المسيب عن عتبة بن غزوان و عن عروة بن الزبير عن عتبة بن غزوان قال : قال رسول

الله صلى الله عليه وسلم ... فذكره .

قلت : و هذا إسناد واه جدا , فإن محمد هذا و هو القاضي المدني أخو عبد الله -

مع مخالفته لابن أبي الذئب ثقة - فهو ضعيف جدا , فلا يعتد به ..

1698 " إن ما بين مصراعين في الجنة مسيرة أربعين سنة " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 273 :

ورد من حديث # أبي سعيد الخدري و معاوية بن حيدة و عتبة بن غزوان و عبد الله بن

سلام # .

1 - أما حديث أبي سعيد فيرويه ابن لهيعة حدثنا دراج عن أبي الهيثم عنه . أخرجه

أحمد ( 3 / 29 ) و أبو يعلى ( 1 / 349 ) و أبو نعيم في " صفة الجنة " ( 2 / 124

/ 1 ) . و تابعه عند أبي نعيم عمرو بن الحارث عن دراج به .

قلت : و هذا سند ضعيف , لكن يشهد له ما بعده .

2 - و أما حديث معاوية فيرويه الجريري عن حكيم بن معاوية عنه مرفوعا به .أخرجه

أحمد ( 5 / 3 ) و ابن حبان ( 2618 - موارد ) و وقع فيه " سبع سنين " و لعله خطأ

مطبعي و أبو نعيم في " الحلية " ( 6 / 205 ) . و زاد أحمد في آخره : " و ليأتين

عليه يوم , و إنه لكظيظ " . و إسناده صحيح .

3 - و أما حديث عتبة بن غزوان فيرويه خالد بن عمير العدوي قال : " خطبنا عتبة

ابن غزوان فحمد الله و أثنى عليه ثم قال : أما بعد ... و لقد ذكر لنا ... "

فذكره و فيه زيادة أحمد , و زاد أيضا : " من الزحام " . أخرجه مسلم ( 8 / 215 )

و أحمد ( 4 / 174 ) .

4 - و أما حديث عبد الله بن سلام فيرويه زريك بن أبي زريك عن معاوية بن قرة عنه

مرفوعا و فيه الزيادة بلفظ : " يزاحم عليه كازدحام الإبل وردت لخمس ظمآ " .

أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 69 / 221 / 1 ) و عنه الضياء في "

المختارة " ( 58 / 180 / 1 ) و قال : " زريك بن أبي زريك وثقه يحيى بن معين " .

قلت : و كذلك وثقه ابن الجنيد كما في " الجرح و التعديل " ( 1 / 2 / 624 ) .

و لم يعرفه الهيثمي , فقال في " المجمع " ( 10 / 397 ) و تبعه المناوي : " رواه

الطبراني و فيه زريك بن أبي زريك و لم أعرفه و بقية رجاله ثقات " ! و من أخطاء

المناوي أنه نقل قول الهيثمي هذا تحت حديث أبي سعيد الخدري ! فأوهم أنه عند

الطبراني عن زريك .

قلت : و الإسناد صحيح لأن كل رجاله ثقات .

1699 " إن مثل الذي يعود في عطيته كمثل الكلب أكل حتى إذا شبع قاء , ثم عاد في قيئه

فأكله " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 275 :

أخرجه ابن ماجة ( 2384 ) و أحمد ( 2 / 259 ) من طريق عوف عن خلاس عن # أبي

هريرة # مرفوعا به .

قلت : و إسناده ثقات لكن قال أحمد : لم يسمع خلاس من أبي هريرة شيئا . و ذكر

البخاري في " التاريخ " أن روايته عنه صحيفة . لكن الحديث صحيح , فإن له شواهد

من حديث ابن عباس و ابن عمرو و غيرهما , و قد خرجت بعضها في " الإرواء " ( 1621) .

1700 " إن من أمتي قوما يعطون مثل أجور أولهم , ينكرون المنكر " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 275 :

أخرجه أحمد ( 4 / 62 و 5 / 375 ) : حدثنا زيد بن الحباب أخبرني سفيان عن عطاء

ابن السائب قال : سمعت # عبد الرحمن بن الحضرمي # يقول : أخبرني من سمع النبي

صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره .

قلت : و هذا إسناد جيد رجاله كلهم رجال الصحيح , و في زيد بن الحباب كلام لا

يضر إن شاء الله تعالى , و أما جهالة الصحابي فلا تضر قطعا لأنهم عدول .

و للحديث شاهد من حديث أبي ثعلبة الخشني مرفوعا نحوه بإسناد ضعيف , خرجته في

" المشكاة " ( 5144 ) .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مناظرة ابن تيمية العلنية لدجاجلة البطائحية الرفاعية

  مناظرة ابن تيمية العلنية لدجاجلة البطائحية الرفاعية ( وهي من أعظم ما تصدى له وقام به شيخ الإسلام تقي الدين أحمد بن تيمية قدس الله روحه م...