لسان العرب فصل النون
== نأت: نَأَتَ يَنْئِتُ ويَنْأَت نأْتاً
ونَئِيتاً، وأَنَّ يَئِنُّ أَنِيناً، بِمَعْنًى واحدٍ، غَيْرَ أَن النَّئيتَ
أَجْهَرُ مِنَ الأَنين. ونَأَتَ إِذا أَنَّ، مِثْلُ نَهَتَ. وَرَجُلٌ نَأْآتٌ:
مِثْلِ نَهَّاتٍ. ونَأَتَ نَأْتاً: سَعى سَعْياً بطِيئاً. نبت: النَّبْتُ: النَّباتُ. اللَّيْثُ: كلُّ مَا أَنْبَتَ اللَّهُ فِي
الأَرض، فَهُوَ نَبْتٌ؛ والنَّباتُ فِعْلُه، ويَجري مُجْرى اسمِه. يُقَالُ:
أَنْبَتَ اللهُ
النَّبات إِنْباتاً؛ وَنَحْوَ ذَلِكَ قَالَ الفرَّاءُ: إِنَّ النَّبات اسْمٌ يَقُومُ مقامَ المَصْدَر. قال اللهُ تعالى:
وَأَنْبَتَها نَباتاً
حَسَناً . ابْنُ سِيدَهْ: نَبَتَ الشيءُ يَنْبُت نَبْتاً ونَباتاً، وتَنَبَّتَ؛ قَالَ:
مَنْ كَانَ أَشْرَكَ
فِي تَفَرُّقِ فالِجٍ، ... فَلُبونُه جَرِبَتْ مَعًا، وأَغَدَّتِ إِلَّا كناشِرَةِ
الَّذِي ضَيَّعْتُمُ، ... كالغُصْنِ فِي غُلَوائِه المُتَنَبِّتِ وَقِيلَ:
المُتَنَبِّتُ هُنَا المُتَأَصِّلُ. وَقَوْلُهُ إِلَّا كناشِرة:
أَراد إِلّا ناشِرة،
فَزَادَ الْكَافَ، كَمَا قَالَ رؤْبة: لواحِقُ الأَقْرابِ فِيهَا كالمَقَقْ أَراد فِيهَا المَقَقُ، وَهُوَ
مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. وَاخْتَارَ بَعْضُهُمْ: أَنْبَتَ بِمَعْنَى نَبَتَ،
وأَنكره الأَصمعي، وأَجازه أَبو عُبَيْدَةَ، وَاحْتَجَّ بِقَوْلِ زُهَيْرٍ: حَتَّى
إِذا أَنْبَتَ البَقْلُ، أَي نَبَتَ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَشَجَرَةً
تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْناءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ ؛ قرأَ ابْنُ كَثِيرٍ وأَبو
عَمْرٍو الحَضْرَميُّ تُنْبِتُ، بِالضَّمِّ فِي التَّاءِ، وَكَسْرِ الْبَاءِ؛
وقرأَ نَافِعٌ وَعَاصِمٌ وَحَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَابْنُ عَامِرٍ تَنْبُتُ ،
بِفَتْحِ التاءِ؛ وَقَالَ الفراءُ: هُمَا لُغَتَانِ نَبَتَتِ الأَرضُ، وأَنْبَتَتْ؛
قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أَما تُنْبِتُ فذهبَ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ إِلى أَن
مَعْنَاهُ تُنْبِتُ الدُّهْنَ أَي شَجرَ الدُّهْن أَو حَبَّ الدُّهْن، وأَن الباءَ
فِيهِ زَائِدَةٌ؛ وَكَذَلِكَ قَوْلُ عَنْتَرَةَ: شَرِبَتْ بماءِ الدُّحْرُضَيْن، فأَصْبَحَتْ ... زَوْراءَ، تَنْفِرُ
عَنْ حِياضِ الدَّيْلَمِ قَالُوا: أَراد شَرِبَتْ ماءَ الدُّحْرُضَيْن. قَالَ:
وَهَذَا عِنْدَ حُذَّاقِ أَصحابنا عَلَى غَيْرِ وَجْهِ الزِّيَادَةِ، وإِنما
تأْويله، وَاللَّهُ أَعلم، تُنْبِتُ مَا تُنْبِتُه والدُّهْنُ فِيهَا، كَمَا تَقُولُ:
خَرَجَ زيدٌ بِثِيَابِهِ أَي وثيابُه عَلَيْهِ، ورَكِبَ الأَمير بِسَيْفِهِ أَي
وَسَيْفُهُ مَعَهُ؛ كَمَا أَنشد الأَصمعي: ومُسْتَنَّةٍ كاسْتِنانِ الخَروفِ، ... قَدْ قَطَّعَ الحَبْلَ
بالمِرْوَدِ أَي قَطَع الحَبْلَ ومِرْوَدُه فِيهِ؛ وَنَحْوُ هَذَا قَوْلُ أَبي
ذُؤَيْب يَصِفُ الْحَمِيرَ: يَعْثُرْنَ فِي حَدِّ الظُّباةِ، كأَنما ... كُسِيتْ بُرودَ بَنِي
تَزيدَ الأَذْرُعُ أَي يَعْثُرْنَ، وهُنَّ مَعَ ذَلِكَ قَدْ نَشِبْنَ فِي حَدِّ
الظُّباة، وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ: شَرِبَتْ بماءِ الدُّحْرُضَين، إِنما الْبَاءُ فِي
مَعْنَى فِي، كَمَا تَقُولُ: شَرِبْتُ بِالْبَصْرَةِ وَبِالْكُوفَةِ أَي فِي
الْبَصْرَةِ وَفِي الْكُوفَةِ، أَي شَرِبَتْ (2/95) وَهِيَ بماءِ الدُّحْرُضَين، كَمَا تَقُولُ: ورَدْنا صَدْآءَ،
ووافَينا شَحاةَ، ونَزَلْنا بواقِصَةَ. ونَبَت البَقْلُ، وأَنْبَتَ، بِمَعْنَى؛ وأَنشد
لِزُهَيْرِ بْنُ أَبي سُلْمَى: إِذا السنةُ الشَهْباءُ، بِالنَّاسِ، أَجْحَفَتْ، ... وَنَالَ كرامَ النَّاسِ،
فِي الجَحْرةِ، الأَكلُ رأَيتَ ذَوِي الحاجاتِ، حَوْلَ بُيوتِهم، ... قَطِيناً
لَهُمْ، حَتَّى إِذا أَنْبَتَ البَقْلُ أَي نَبَتَ. يَعْنِي بِالشَّهْبَاءِ:
البيضاءَ، مِنَ الجَدْبِ، لأَنها تَبْيَضُّ بِالثَّلْجِ أَو عَدَمِ النَّبَاتِ.
والجَحْرَةُ: السَّنةُ الشَّدِيدَةُ الَّتِي تَحْجُرُ الناسَ فِي بُيُوتِهِمْ،
فيَنْحَرُون كرائمَ إِبلهم ليأْكلوها. والقَطينُ: الحَشَمُ وسُكَّانُ الدَّارِ.
وأَجْحَفَتْ: أَضَرَّتْ بِهِمْ وأَهلكت أَموالهم. قَالَ: ونَبَتَ وأَنْبَتَ مِثْلُ قَوْلِهِمْ
مَطَرَت السماءُ وأَمْطَرَتْ، وَكُلُّهُمْ يَقُولُ: أَنْبَتَ اللهُ البَقْلَ
والصَّبيَّ نَباتاً. قَالَ اللهُ، عَزَّ وَجَلَّ: وَأَنْبَتَها نَباتاً حَسَناً ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: مَعْنَى أَنْبتها
نَباتاً حَسَناً أَي جَعَلَ نَشْوَها نَشْواً حَسَناً، وجاءَ نَباتاً عَلَى لَفْظِ
نَبَتَ، عَلَى مَعْنَى نَبَتَتْ نَباتاً حَسَناً. ابْنُ سِيدَهْ: وأَنبَته
اللَّهُ، وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ
نَباتاً ؛ جاءَ الْمَصْدَرُ فِيهِ عَلَى غَيْرِ وَزْنِ الْفِعْلِ، وَلَهُ نَظَائِرُ.
والمَنْبِتُ: موضعُ النَّبَاتِ، وَهُوَ أَحد مَا شَذَّ مِنْ هَذَا الضَّرْب،
وقياسُه المَنْبَتُ. وَقَدْ قِيلَ: حَكَى أَبو حَنِيفَةَ: مَا أَنْبَتَ هَذِهِ الأَرضَ فتَعَحَّبَ مِنْهُ، بِطَرْحِ الزَّائِدِ.
والمَنْبِتُ:
الأَصْلُ. والنِّبْتة: شَكْلُ النباتِ وحالتُه الَّتِي يَنْبُتُ عَلَيْهَا.
والنِّبْتة: الواحدةُ مِنَ النَّبات؛ حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ، فَقَالَ:
العُقَيْفاءُ نِبْتَةٌ، ورَقُها مِثْلُ وَرَق السَّذاب؛ وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ
آخَرَ: إِنما قدَّمناها لِئَلَّا يُحْتَاجَ إِلى تَكْرِيرِ ذَلِكَ عِنْدَ ذِكْرِ
كُلِّ نَبْتٍ، أَراد عِنْدَ كُلِّ نَوْعٍ مِنَ النَّبْت. ونَبَّتَ فلانٌ الحَبَّ،
وَفِي الْمُحْكَمِ: نَبَّتَ الزرعَ والشَجر تَنْبِيتاً إِذا غَرَسَه وزَرَعه.
ونَبَّتُّ الشجرَ تَنْبيتاً: غَرَسْتُه. والنَّابتُ مِنْ كُلِّ شيءٍ: الطَّريُّ
حِينَ يَنْبُتُ صَغِيرًا؛ وَمَا أَحْسَنَ نابتةَ بَنِي فُلَانٍ أَي مَا يَنْبُتُ عَلَيْهِ
أَموالُهم وأَولادُهم. ونَبَتَتْ لَهُمْ نابتةٌ إِذا نَشأَ لَهُمْ نَشءٌ صغارٌ.
وإِنَّ بَنِي فُلَانٍ لنابتةُ شَرٍّ. والنوابتُ، مِنَ الأَحداثِ: الأَغْمارُ.
وَفِي حَدِيثِ أَبي ثَعْلَبَةَ قَالَ: أَتيتُ رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: نُوَيْبِتةُ، فقلتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ،
نُوَيْبتةُ خَيْرٍ، أَو نُوَيْبتة شَرٍّ؟ النُّوَيْبِتة: تصغيرُ نابتةٍ؛ يُقَالُ:
نَبَتَتْ لَهُمْ نَابِتَةٌ أَي نَشأَ فِيهِمْ صغارٌ لَحِقوا الكِبار، وَصَارُوا
زِيَادَةً فِي الْعَدَدِ. وَفِي حَدِيثِ الأَحْنَفِ: أَن مُعَاوِيَةَ قَالَ لِمَنْ بِبَابِهِ:
لَا تَتَكَلَّموا بِحَوَائِجِكُمْ، فَقَالَ: لَوْلَا عزْمةُ أَمير المؤْمنين،
لأَخْبَرْتُه أَنَّ دافَّةً دَفَّتْ، وأَنَّ نَابِتَةً لَحِقَتْ.
وأَنْبَتَ الغلامُ:
راهقَ، واسْتَبانَ شَعَرُ عانتِه ونَبَتَ. وَفِي حَدِيثِ بَنِي قُرَيْظةَ: فكلُّ
مَنْ أَنْبَتَ مِنْهُمْ قُتل ؛ أَراد نباتَ شَعْرِ الْعَانَةِ، فَجَعَلَهُ
عَلَامَةً لِلْبُلُوغِ، وَلَيْسَ ذَلِكَ حَدّاً عِنْدَ أَكثر أَهل الْعِلْمِ، إِلا
فِي أَهل الشِّرْكِ، لأَنه لَا يُوقَفُ عَلَى بُلُوغِهِمْ مِنْ جِهَةِ السِّنِّ، وَلَا
يُمْكِنُ الرُّجُوعُ إِلى أَقوالهم، للتُّهمة فِي دَفْعِ الْقَتْلِ، وأَداءِ
الْجِزْيَةِ. وَقَالَ أَحمد: الإِنبات حَدٌّ مُعْتَبَرٌ تُقَامُ بِهِ الحُدود
عَلَى مَنْ أَنْبَتَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ، ويُحْكى مثلُه عَنْ مَالِكٍ. ونَبَّتَ
الجاريةَ: غَذَّاها، وأَحْسنَ الْقِيَامَ عَلَيْهَا، (2/96) رجاءَ فَضْلِ رِبحها. ونَبَّتُّ الصَّبيَّ تَنْبيتاً: رَبَّيته.
يُقَالُ: نَبِّتْ أَجَلَك بَيْنَ عَيْنَيْكَ. والتَّنْبِيتُ: أَوَّل خُرُوجِ النَّبَاتِ.
وَالتَّنْبِيتُ أَيضاً: مَا نَبَتَ عَلَى الأَرض مِنَ النَّبات مِنْ دِقِّ الشَّجَرِ
وكِباره؛ قَالَ: بَيْداءُ لَمْ يَنْبُتْ بِهَا تَنْبِيتُ والتَّنْبِيتُ: لغةٌ فِي
التَّبْتيتِ، وَهُوَ قِطَعُ السَّنام. والتَّنْبِيتُ: مَا شُذِّب عَلَى النَّخْلَةِ مِنْ شَوْكِهَا
وسَعَفها، لِلتَّخْفِيفِ عَنْهَا، عَزَاهَا أَبو حَنِيفَةَ إِلى عِيسَى ابن عُمَرَ.
والنَّبائتُ:
أَعْضادُ الفُلْجان، وَاحِدَتُهَا نَبيتة. واليَنْبُوتُ: شَجَرُ الخَشخاش؛ وَقِيلَ: هِيَ شَجَرَةٌ شاكةٌ، لَهَا أَغْصان وورقٌ،
وَثَمَرَتُهَا جِرْوٌ أَي مُدَوَّرة، وتُدْعى: نَعْمان الغافِ، واحدتُها يَنْبوتة.
قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: اليَنْبوت ضَرْبَانِ أَحدهما هَذَا الشَّوكُ القِصارُ
الَّذِي يُسَمَّى الخَرُّوبَ، لَهُ ثَمَرَةٌ كأَنها تُفَّاحَةٌ فِيهَا حَبٌّ
أَحمر، وَهِيَ عَقُولٌ للبَطْنِ يُتَداوى بِهَا؛ قَالَ: وَهِيَ الَّتِي ذَكَرَهَا
النَّابِغَةُ، فَقَالَ: يَمُدُّه كلُّ وادٍ مُتْرَعٍ لَجِبٍ، ... فِيهِ حُطامٌ مِنَ
اليَنْبوتِ، والخَضَدِ والضَّرْبُ الْآخَرُ شجرٌ عِظَامٌ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ:
أَخبرني بعضُ أَعراب رَبِيعَةَ قَالَ: تَكُونُ اليَنْبوتةُ مِثْلَ شَجَرَةِ
التُّفَّاحِ الْعَظِيمَةِ، وَوَرَقُهَا أَصغر مِنْ وَرَقِ التُّفَّاحِ، وَلَهَا ثَمَرَةٌ
أَصغر مِنَ الزُّعْرور، شَدِيدَةُ السَّواد، شَدِيدَةُ الْحَلَاوَةِ، وَلَهَا
عَجَم يُوضَعُ فِي الْمَوَازِينِ. والنَّبيتُ: أَبو حَيٍّ؛ وَفِي الصِّحَاحِ: حَيّ
مِنَ اليَمن. ونُباتةُ، ونَبْتٌ، ونابِتٌ: أَسماء. اللِّحْيَانِيُّ: رَجُلٌ خَبيتٌ نَبِيتٌ إِذا كَانَ خَسِيسًا فَقِيرًا،
وَكَذَلِكَ شَيْءٌ خبيثٌ نَبيثٌ. وَيُقَالُ: إِنه لَحسَنُ النِّبْتة أَي
الْحَالَةِ الَّتِي يَنْبُتُ عَلَيْهَا؛ وإِنه لَفِي مَنْبِتِ صِدْقٍ أَي فِي
أَصلِ صِدْقٍ، جَاءَ عَنِ الْعَرَبِ بِكَسْرِ الْبَاءِ، وَالْقِيَاسُ مَنْبَتٌ،
لأَنه مِنْ نَبَتَ يَنْبُتُ، قَالَ: وَمِثْلُهُ أَحرف مَعْدُودَةٌ جَاءَتْ بِالْكَسْرِ، مِنْهَا: المسجِد،
والمَطْلِع، والمَشْرِقُ، والمَغْرِبُ، والمَسْكِنُ، والمَنْسِك. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ،
عَلَيْهِ السَّلَامُ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ
لِقَوْمٍ مِنَ الْعَرَبِ: أَنتم أَهلُ بَيْتٍ أَو نَبْتٍ؟ فَقَالُوا: نَحْنُ أَهلُ
بَيتٍ وأَهلُ نَبْتٍ أَي نَحْنُ فِي الشَّرَفِ نِهَايَةٌ. وَفِي النَّبْتِ
نِهَايَةٌ، أَي يَنْبُتُ الْمَالُ عَلَى أَيدينا، فأَسْلَموا. ونُباتَى: مَوْضِعٌ؛
قَالَ سَاعِدَةُ بْنُ جُؤَيَّةَ: فالسِّدْرُ مُخْتَلِجٌ، فَغُودِرَ طافِياً، ... مَا بَيْنَ عَيْنَ
إِلى نُباتى الأَثْأَبِ وَيُرْوَى: نَباةَ كحَصاةٍ، عَنْ أَبي الْحَسَنِ الأَخفش.
نتت: نَتَّ مُنْخُره
مِنَ الْغَضَبِ: انْتَفَخ. أَبو تُراب عَنْ عَرَّام: ظَلَّ لبَطْنه نَتِيتٌ ونَفِيتٌ، بِمَعْنًى وَاحِدٍ. ابْنُ الأَعرابي:
نَتْنَتَ الرجلُ إِذا
تَقَذَّر بعدَ نَظافة. نثت: نَثِتَ اللحمُ: تَغَيَّرَ، وَكَذَلِكَ الجُرْحُ. ولِثةٌ نَثِتةٌ:
مُسْتَرْخِية
دَامِيَةٌ، وَكَذَلِكَ الشَّفَةُ. نحت: النَّحْتُ: النَّشْرُ والقَشْر. والنَّحْتُ: نَحْتُ النَّجَّارِ الخَشَبَ.
نَحَت الخشبةَ ونحوَها يَنْحِتُها ويَنْحَتُها نَحْتاً، فانْتَحَتَتْ. والنُّحاتة:
مَا نُحِتَ مِنَ الخَشَب. ونَحَتَ الجبلَ يَنْحِتُه: قَطَعَه، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ.
وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً فارِهِينَ [آمنين] . (2/97) والنَّحائِتُ: آبَارٌ مَعْرُوفَةٌ، صِفَةٌ غَالِبَةٌ لأَنها نُحِتَتْ
أَي قُطِعَتْ؛ قَالَ زُهَيْرٌ: قَفْراً بِمُنْدَفَع النَّحائِت، مَنْ ... صَفَوَا أُولاتِ الضالِ والسِّدْرِ
وَيُرْوَى: مَنْ ضَفَوى. ونَحَتَ السَّفَرُ البعيرَ والإِنسانَ: نَقَصه، وأَرَقَّه
عَلَى التَّشْبِيه. وجَمَل نَحِيتٌ: انْتُحِتَتْ مَناسِمُه؛ قَالَ:
وَهُوَ مِنَ الأَيْنِ
حَفٍ نَحِيتُ والنَّحِيتةُ: جِذْمُ شجرةٍ يُنْحَتُ، فيُجَوَّفُ كَهَيْئَةِ الحُبِّ
للنَّحْلِ، وَالْجَمْعُ نُحُتٌ. الْجَوْهَرِيُّ: نَحَتَه يَنْحِتُه، بِالْكَسْرِ،
نَحْتاً أَي بَراه. والنُّحاتَةُ: البُرايةُ. والمِنْحَتُ: مَا يُنْحَتُ بِهِ. والنَّحِيتُ: الدَّخِيلُ فِي الْقَوْمِ؛ قَالَتِ الخِرْنِقُ
أُخْتُ طَرَفةَ: الضارِبِينَ لَدَى أَعِنَّتِهم، ... والطاعِنِينَ، وخَيْلُهم تَجْرِي الخالِطينَ
نَحِيتَهم بنُضارِهِمْ ... وذَوي الغِنى مِنْهُمْ بِذي الفَقْرِ هذا ثَنائِي مَا
بَقِيتُ لَهُمْ، ... فإِذا هَلَكْتُ، أَجَنَّني قَبْري قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ:
صَوَابُهُ وَالْخَالِطِينَ، بِالْوَاوِ. والنُّضارُ: الخالصُ النَّسَب. وأَرادت بِالْبَيْتِ الثَّالِثِ أَنها قَدْ قَامَ عُذْرُها
فِي تَرْكِهَا الثَّنَاءَ عَلَيْهِمْ إِذا مَاتَتْ، فَهَذَا مَا وُضِعَ فِيهِ
السببُ موضعَ المُسَبَّب، لأَن الْمَعْنَى: فإِذا هَلَكْتُ انْقَطَعَ ثَنَائِي؛
وإِنما قَالَتْ: أَجَنَّنِي قَبْرِي، لأَن مَوْتَهَا سَبَبُ انْقِطَاعِ
الثَّنَاءِ. وَيُرْوَى بَيْتُ الِاسْتِشْهَادِ لِحَاتِمِ طَيِّئ، وَهُوَ الْبَيْتُ
الثَّانِي. والحافرُ النَّحِيتُ: الَّذِي ذَهَبَتْ حُروفه. والنَّحِيتة:
الطَّبِيعَةُ الَّتِي نُحِتَ عَلَيْهَا الإِنسانُ أَي قُطِعَ، وَقَالَ
اللِّحْيَانِيُّ: هِيَ الطَّبِيعَةُ والأَصل. والكَرَمُ مِنْ نَحْتِه أَي أَصلِه
الَّذِي قُطِعَ مِنْهُ. أَبو زَيْدٍ: إِنه لكَريمُ الطَّبيعة والنَّحِيتة
والغَريزة، بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: الكَرَمُ مِنْ نَحْتِه ونِحاسِه، وَقَدْ
نُحِتَ عَلَى الكَرَم وطُبِعَ عَلَيْهِ. ونَحَتَه بِلِسَانِهِ يَنْحِتُه ويَنْحَتُهُ
نَحْتاً: لَامَهُ وشَتَمه. والنَّحِيتُ: الرَّديءُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. ونَحَته
بِالْعَصَا، يَنْحِتُه نَحْتاً: ضَرَبه بِهَا، ونَحَتَ يَنْحِتُ نَحِيتاً: زحَرَ.
ونَحَتَ المرأَةَ يَنْحِتُها: نكَحَها، والأَعْرَفُ لَحَتَها. نخت: التَّهْذِيبِ فِي النَّوَادِرِ: نَخَتَ فُلَانٌ بِفُلَانٍ،
وسَخَتَ لَهُ إِذا اسْتَقْصَى فِي الْقَوْلِ. وَفِي حَدِيثِ أُبَيّ: وَلَا نَخْتة
نَمْلةٍ إِلا بذَنْبٍ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا جَاءَ فِي رِوَايَةٍ.
والنَّخْتُ والنَّتْفُ وَاحِدٌ؛ يُرِيدُ قَرْصة نَمْلَةٍ، وَيُرْوَى بِالْبَاءِ الْمُوَحَّدَةِ،
وَبِالْجِيمِ، وَقَدْ ذُكِرَ. نصت: نَصَتَ الرجلُ يَنْصِتُ نَصْتاً، وأَنْصَتَ، وَهِيَ أَعْلى، وانْتَصَتَ:
سكَتَ؛ وَقَالَ الطِّرِمَّاحُ فِي الانْتِصاتِ: يُخافِتْنَ بعضَ المَضْغِ مِنْ خَشْيةِ الرَّدَى، ... ويُنْصِتْنَ للسَّمْعِ
انْتِصاتَ القَناقِنِ يُنْصِتْنَ لِلسَّمْعِ أَي يَسْكُتْنَ لِكَيْ يَسْمَعْنَ.
وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَإِذا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا
؛ قَالَ ثَعْلَبٌ: مَعْنَاهُ إِذا قرأَ الإِمام، فَاسْتَمِعُوا إِلى قراءَته،
وَلَا تَتَكَلَّمُوا. (2/98) والنُّصْتةُ: الِاسْمُ مِنَ الإِنْصاتِ؛ ومنه قول عثمان لأُم
سَلَمَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: لكِ عليَّ حَقُّ النُصْتةِ.
وأَنْصَتَه وأَنْصَتَ
لَهُ: مِثْلُ نَصَحَه ونَصَحَ لَهُ، وأَنْصَتُّه ونَصَتُّ لَهُ: مِثْلَ نَصَحْتُه
ونَصَحْتُ لَهُ. والإِنْصاتُ: هُوَ السكوتُ والاسْتِماعُ لِلْحَدِيثِ؛ يَقُولُ:
أَنْصِتُوه وأَنْصِتُوا لَهُ؛ وأَنشد أَبو عَلِيٍّ لوُشَيْمِ بْنِ طارقٍ،
وَيُقَالُ للُحَيْمِ بْنِ صَعْبٍ: إِذا قَالَتْ حَذامِ، فأَنْصِتُوها؛ ... فإِنَّ القولَ مَا قالَتْ
حَذامِ وَيُرْوَى: فَصَدِّقُوها بَدَلَ فأَنْصِتوها. وحَذامِ: اسْمُ امرأَة الشَّاعِرِ،
وَهِيَ بنتُ العَتِيكِ بْنِ أَسْلَم بْنِ يَذْكُرَ بْنِ عَنزَة. وَيُقَالُ:
أَنْصَتَ إِذا سَكَتَ؛ وأَنْصَتَ غيرَه إِذا أَسْكَتَه. شَمِرٌ: أَنْصَتُّ الرَّجُلَ إِذا سَكَتَّ لَهُ؛ وأَنْصَتُّه إِذا أَسْكَتَّه،
جَعَلَهُ مِنَ الأَضداد؛ وأَنشد لِلْكُمَيْتِ: صَهٍ أَنْصِتُونا بالتَّحاوُرِ، واسْمَعُوا ... تَشَهُّدَها مِنْ
خُطْبةٍ وارْتِجالِها أَراد: أَنْصِتُوا لَنَا؛ وَقَالَ آخَرُ فِي الْمَعْنَى
الثَّانِي: أَبوكَ الَّذِي أَجْدَى عَليَّ بنَصْرِه، ... فأَنْصَتَ عَنِّي بعدَه
كُلَّ قَائِلِ قَالَ الأَصمعي: يُرِيدُ فأَسْكَتَ عَنِّي. وَفِي حَدِيثِ
الْجُمُعَةِ: وأَنْصَتَ وَلَمْ يَلْغُ. أَنْصَتَ يُنْصِتُ إِنْصاتاً إِذا سَكَتَ سُكوتَ مُسْتَمع؛ وَقَدْ
أَنْصَتَ وأَنْصَتَه إِذا أَسْكَته، فَهُوَ لَازِمٌ ومُتَعَدٍّ. وَفِي حَدِيثِ طَلْحَةَ،
قَالَ لَهُ رَجُلٌ بِالْبَصْرَةِ: أَنْشُدُك اللهَ، لَا تَكُنْ أَوَّلَ مَنْ
غَدَر. فَقَالَ طَلْحَةُ: أَنْصِتُوني، أَنْصِتُوني قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ:
أَنْصِتُوني مِنَ الإِنْصاتِ، قَالَ: وتَعَدِّيه بإِلى فَحَذَفَهُ أَي اسْتَمِعُوا
إِليَّ. وأَنْصَتَ الرجلُ للَّهْو: مالَ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي.
نعت: النَّعْتُ:
وَصْفُكَ الشيءَ، تَنْعَتُه بِمَا فِيهِ وتُبالِغُ فِي وَصْفه؛ والنَّعْتُ: مَا
نُعِتَ بِهِ. نَعَته يَنْعَتُه نَعْتاً: وَصَفَهُ. وَرَجُلٌ ناعِتٌ مِن قَوم نُعَّاتٍ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:
أَنْعَتُها، إِنِّيَ
مِنْ نُعَّاتِها ونَعَتُّ الشيءَ وتَنَعَّتُّه إِذا وصَفْته. قَالَ:
واسْتَنْعَتُّه أَي اسْتَوْصَفْتُه. واسْتَنْعَتَه: اسْتَوْصَفه. وجمعُ النَّعْتِ:
نُعُوت؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: لَا يُكَسَّر عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ. والنَّعْتُ مِنْ كُلِّ
شَيْءٍ: جَيِّدُه؛ وَكُلُّ شَيْءٍ كَانَ بَالِغًا تَقُولُ: هَذَا نَعْتٌ أَي
جَيِّدٌ. قَالَ: والفَرَسُ النَّعْتُ هُوَ الَّذِي يَكُونُ غَايَةً فِي العِتْقِ.
وَمَا كَانَ نَعْتاً؛ وَلَقَدْ نَعُتَ يَنْعُتُ نَعاتةً؛ فإِذا أَرَدْتَ أَنه
تَكَلَّف فِعْلَه، قُلْتَ: نَعِتَ. يُقَالُ: فَرَسٌ نَعْتٌ ونَعْتة، ونَعِيتة ونَعِيتٌ: عَتيقةٌ، وَقَدْ نَعُتَتْ نَعاتَةً.
وَفَرَسٌ نَعْتٌ ومُنْتَعِتٌ إِذا كَانَ مَوْصُوفًا بالعِتْقِ والجَوْدَةِ
والسَّبْقِ؛ قَالَ الأَخْطل: إِذا غَرَّقَ الآلُ الإِكامَ عَلَوْنَهُ ... بمُنْتَعِتاتٍ، لَا
بِغالٍ وَلَا حُمُرْ والمُنْتَعِتُ مِنَ الدَّوَابِّ وَالنَّاسِ: الموصوفُ بِمَا
يَفْضَلُه عَلَى غَيْرِهِ مِنْ جِنْسِهِ، وَهُوَ مُفْتَعِل، مِنَ النَّعْتِ.
يُقَالُ: نَعَتُّه فانْتَعَتَ، كَمَا يُقَالُ: وَصَفْتُه فاتَّصَفَ؛ وَمِنْهُ قَوْلِ
أَبي دُوادٍ الإِيادِيّ: جارٌ كجارِ الحُذاقِيِّ الَّذِي اتَّصَفا قَالَ ابْنُ الأَعرابي:
أَنْعَتَ إِذا حَسُنَ وَجْهُه حَتَّى يُنْعَتَ. وَفِي صِفَتِهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ (2/99)
ناعتُه:
لَمْ أَرَ قَبْلَهُ
وَلَا بَعْدَهُ مِثْلُهُ. قَالَ ابْنُ الأَثير: النَّعْتُ وَصْفُ الشَّيْءَ بِمَا فِيهِ مِنَ
حُسْن، وَلَا يُقَالُ فِي الْقَبِيحِ إِلا أَن يَتَكَلَّف مُتَكَلِّف، فَيَقُولُ نَعْتَ
سَوْءٍ؛ والوَصْفُ يُقَالُ فِي الحَسَن والقَبيح. وناعِتون وناعِتينَ، جَمِيعًا:
مَوْضِعٌ؛ وَقَوْلُ الرَّاعِي: حَيِّ الدِّيارَ، دِيارَ أُمِّ بَشِيرِ، ... بِنُوَيْعِتِينَ،
فَشاطِئِ التَّسْريرِ إِنما أَراد ناعِتينَ «2» ، فَصَغَّره. نفت: نَفَتَ الرجلُ يَنفِتُ نَفْتاً ونَفِيتاً ونُفاتاً ونَفَتاناً:
غَضِبَ؛ وَقِيلَ:
النَّفَتانُ شَبِيهٌ بالسُّعالِ والنَّفخ عند الغضب. وَيُقَالُ: إِنه لَيَنْفِتُ عَلَيْهِ غَضَبًا ويَنْفِطُ، كَقَوْلِكَ:
يَغْلي عَلَيْهِ
غَضباً. ونَفَتَتِ القِدْرُ تَنْفِتُ نَفْتاً ونَفَتاناً ونَفِيتاً إِذا كانتْ
تَرْمِي بِمِثْلِ السِّهَامِ مِنَ الغَليِ، وَقِيلَ: نَفَتَتِ القِدْرُ إِذا غَلى المَرقُ فِيهَا، فلَزِقَ بجَوانب القِدْر
مَا يَبِسَ عَلَيْهِ، فَذَلِكَ النَّفْتُ. قَالَ: وَانْصِمَامُهُ النَّفَتان «3»
حَتَّى تَهِمَّ
القِدْرُ بالغَلَيان. والقِدْرُ تَنافَتُ وتَنافَطُ، ومِرْجَل نَفُوتٌ. ونَفَتَ
الدقيقُ ونحوُه يَنْفِتُ نَفْتاً إِذا صُبَّ عَلَيْهِ الماءُ فتَنَفَّخَ.
والنَّفِيتةُ: الحَريقَة، وَهِيَ أَن يُذَرَّ الدقيقُ عَلَى مَاءٍ أَو لَبَنٍ
حليبٍ حَتَّى تَنْفِتَ، ويُتَحَسَّى مِنْ نَفْتِها، وَهِيَ أَغلظ مِنَ السَّخِينة،
يَتَوسَّعُ بِهَا صاحبُ العيالِ لِعِيَالِهِ إِذا غَلَب عَلَيْهِ الدَّهْرُ،
وإِنما يأْكلون النَّفِيتةَ والسَّخِينةَ فِي شِدَّة الدَّهْر، وغَلاء السِّعْر،
وعَجَفِ الْمَالِ. وَقَالَ الأَزهري فِي تَرْجَمَةِ حَذْرَقَ: السَّخِينةُ دَقِيقٌ
يُلْقَى عَلَى مَاءٍ أَو لَبن فيُطْبَخُ، ثُمَّ يؤْكل بِتَمْرٍ أَو بحَساءٍ،
وَهُوَ الحَساءُ، قَالَ: وَهِيَ السَّخُونة أَيضاً، والنَّفِيتةُ، والحُدْرُقَّة، والخَزيرة،
والحريرةُ أَرَقُّ مِنْهَا، والنَّفِيتةُ: حَساءٌ بين الغَليظة والرَّقيقةِ.
نقت: الأَزهري:
أَهمله اللَّيْثُ، وَرَوَى أَبو تُرَابٍ عَنْ أَبي العَمَيْثل: يُقَالُ نُقِتَ
العظمُ، ونُكِتَ إِذا أُخْرجَ مُخُّه؛ وأَنشد: وكأَنها، فِي السِّبِّ، مُخَّةُ آدِبٍ ... بيضاءُ، أُدِّبَ بَدْؤُها المَنْقُوتُ
الْجَوْهَرِيُّ: نَقَتُّ المُخَّ أَنْقُته نَقْتاً: لُغَةٌ فِي نَقَوْتُه إِذا
استَخرجته، كأَنهم أَبدلوا الْوَاوَ تاء. نكت: اللَّيْثُ: النَّكْتُ أَن تَنْكُتَ بقَضيبٍ فِي الأَرْضِ، فتُؤَثِّرَ
بطَرَفهِ فِيهَا. وَفِي الْحَدِيثِ: فَجَعَلَ يَنْكُتُ بقَضيبٍ أَي يَضْرِبُ الأَرض بطَرَفه. ابْنُ
سِيدَهْ: النَّكْتُ قَرْعُكَ الأَرضَ بعُود أَو بإِصْبَع. وَفِي الْحَدِيثِ:
بَيْنَا هُوَ يَنْكُت
إِذ انْتَبه ؛ أَي يُفَكِّرُ ويُحَدِّثُ نفسَه، وأَصلُه مِنَ النَّكْتِ بالحَصى.
ونَكَتَ الأَرضَ
بِالْقَضِيبِ: وَهُوَ أَن يؤَثر فِيهَا بِطَرَفِهِ، فِعْلَ المُفَكِّر
الْمَهْمُومِ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ الله عنه: دَخَلْتُ المسجدَ فإِذا
الناسُ يَنْكُتُونَ بِالْحَصَى أَي يَضْرِبُونَ بِهِ الأَرضَ. والنَّاكتُ: أَن يَحُزَّ
مِرْفَقُ البَعير فِي جَنْبِهِ. العَدَبَّس الكنانيُّ: النَّاكتُ أَن يَنْحَرِفَ
المِرْفَقُ حَتَّى يَقَع فِي الجَنْب فيَخْرِقَه. ابْنِ الأَعرابي قَالَ: إِذا
أَثَّرَ فِيهِ قِيلَ بِهِ ناكتٌ، فإِذا حَزَّ فِيهِ قِيلَ بِهِ حازٌّ. اللَّيْثُ:
الناكِتُ بِالْبَعِيرِ
شِبْهُ الناحِز، وَهُوَ أَنْ يَنْكُتَ مِرْفَقُه حَرْفَ كِرْكِرَته، تَقُولُ بِهِ
ناكتٌ. __________ (2) . قوله [إِنما أراد ناعتين إلخ] كذا قال في المحكم. وجرى ياقوت في معجمه
على أَنه مثنى نويعة مصغراً: موضع بعينه. (3) . قوله [وانصمامه النفتان] كذا بالأَصل. (2/100) وَقَالَ غَيْرُهُ: النَّكَّاتُ الطَّعَّانُ فِي النَّاسِ مِثْلُ
النَّزَّاك والنَّكَّازِ. والنَّكِيتُ: المَطْعُون فِيهِ. الأَصمعي: طَعَنَه
فنَكَتَه إِذا أَلقاه عَلَى رأْسه؛ وأَنشد: مُنْتَكِتُ الرأْسِ، فِيهِ جائفةٌ ... جَيَّاشةٌ، لَا تَرُدُّها الفُتُلُ
الْجَوْهَرِيُّ: يُقَالُ طَعَنه فنكَتَه أَي أَلْقاه عَلَى رأْسه فانْتَكَتَ هُوَ.
ومَرَّ الفرسُ يَنْكُتُ، وَهُوَ أَن يَنْبُوَ عَنِ الأَرض. وَفِي حَدِيثِ أَبي
هُرَيْرَةَ: ثُمَّ لأَنْكُتَنَّ بِكَ الأَرض أَي أَطْرَحكَ عَلَى رأْسك. وَفِي
حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ: أَنه ذَرَقَ عَلَى رأْسه عُصْفور فنَكَتَه بِيَدِهِ أَي
رَمَاهُ عَنْ رأْسه إِلى الأَرض. وَيُقَالُ للعَظْمِ المَطْبوخ فِيهِ المُخُّ،
فيُضْرَبُ بطَرَفه رغيفٌ أَو شيءٌ ليَخْرُجَ مُخُّه: قَدْ نُكِتَ، فَهُوَ
مَنْكُوتٌ. وكُلُّ نَقْط فِي شَيْءٍ خَالَفَ لَوْنَه: نَكْتٌ. ونَكَتَ فِي الْعِلْمِ، بِمُوَافَقَةِ فُلَانٍ، أَو مُخالفة فُلَانٍ:
أَشار؛ وَمِنْهُ
قَوْلُ بَعْضِ الْعُلَمَاءِ فِي قَوْلِ أَبي الْحَسَنِ الأَخفش: قَدْ نَكَتَ
فِيهِ، بِخِلَافِ الْخَلِيلِ. والنُّكْتَة: كالنُّقْطَة. وَفِي حَدِيثِ الْجُمُعَةِ: فإِذا فِيهَا نُكْتة سَوْداء أَي أَثر قَلِيلٌ كالنُّقْطة، شِبْهُ
الوَسَخ فِي الْمِرْآةِ وَالسَّيْفِ وَنَحْوِهِمَا. والنُّكْتةُ: شِبْهُ وَقْرة
فِي الْعَيْنِ. والنُّكْتة أَيضاً: شِبْه وسَخٍ فِي المِرْآة، ونُقْطَةٌ سوداءُ
فِي شَيْءٍ صافٍ. والظَّلِفَةُ المُنْتَكِتَة: هِيَ طَرَفُ الحِنْوِ مِنَ القَتب
والإِكافِ إِذا كانتْ قَصِيرَةً فنَكَتَتْ جَنْبَ الْبَعِيرِ إِذا عَقَرَتْه.
ورُطَبَةٌ
مُنَكِّتَةٌ إِذا بَدَا فيها الإِرْطاب. نمت: النَّمْتُ: ضَرْب مِنَ النَّبْتِ لَهُ ثَمر يؤْكل.
نهت: النَّهِيتُ
والنُّهاتُ: الصيَاح؛ وَقِيلَ: هُوَ مِثْلُ الزَّحير والطَّحِير؛ وَقِيلَ: هُوَ
الصَّوْتُ مِنْ الصَّدْرِ عِنْدَ المَشَقَّة. وَفِي الْحَدِيثِ: أُرِيتُ الشيطانَ فرأَيته يَنْهِتُ كَمَا يَنْهِتُ القِرْدُ أَي
يُصَوِّتُ. والنَّهِيتُ أَيضاً: صَوْتُ الأَسدِ دُونَ الزَّئِيرِ؛ نَهَتَ الأَسدُ
فِي زَئِيرِهِ يَنْهِتُ، بِالْكَسْرِ، وأَسَدٌ نَهَّاتٌ، ومُنَهِّتٌ؛ قَالَ:
ولأَحْمِلَنْكَ عَلَى
نَهابِرَ، إِنْ تَثِبْ ... فِيهَا، وإِنْ كنْتَ المُنَهِّتَ، تَعْطَبِ أَي وإِن
كنتَ الأَسدَ فِي القوَّة والشِّدَّة. وَقَدِ اسْتُعِيرَ لِلْحِمَارِ: حِمَارٌ
نَهَّاتٌ أَي نَهَّاقٌ، وَرَجُلٌ نَهَّاتٌ أَي زَحَّارٌ. نوت: ناتَ الرجلُ نَوْتاً: تَمايلَ، وَهُوَ أَيضاً فِي نيت.
والنُّوتِيُّ: المَلَّاحُ. الْجَوْهَرِيُّ: النَّواتِيُّ الملَّاحُونَ فِي
الْبَحْرِ، وَهُوَ مِنْ كَلَامِ أَهل الشَّامِ، واحدُهم نُوتيٌّ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ،
كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ: كأَنه قِلَعُ دارِيٍّ عَنَجَه نُوتِيُّه ؛ النُّوتِيُّ:
المَلَّاحُ الَّذِي يُدَبِّرُ السَّفِينَةَ فِي الْبَحْرِ. وَقَدْ ناتَ يَنُوتُ إِذا تَمايلَ مِنَ النُّعاس، كأَنَّ النُّوتِيَّ يُمِيلُ
السَّفِينَةَ مِنْ جَانِبٍ إِلى جَانِبٍ؛ وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُمَا، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: تَرى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ
الدَّمْعِ؛ إِنهم كَانُوا نَوَّاتِينَ أَي مَلَّاحين، تَفْسِيرُهُ فِي الْحَدِيثِ؛
وأَما قَوْلُ عِلْباء بْنِ أَرْقَم: يَا قَبَّحَ اللهُ بَني السِّعلاةِ، ... عَمْرو بنَ يَرْبُوع، شِرارَ النَّاتِ،
ليسُوا أَعِفَّاءَ، وَلَا أَكْياتِ فإِنما يُرِيدُ النَّاسَ وأَكياس، فَقَلَبَ
السِّينَ تَاءً، وَهِيَ لُغَةٌ لِبَعْضِ الْعَرَبِ، عَنْ أَبي زَيْدٍ.
نيت: ناتَ نَيْتاً:
تَمايلَ. (2/101) ( فهرس الكتاب - فهرس المحتويات ) لسان العرب فصل الهاء هبت: الهَبْتُ: الضَّرْبُ. والهَبْتُ حُمْقٌ
وتَدْلِيهٌ. وَفِيهِ هَبْتةٌ أَي ضَرْبةُ حُمْقٍ؛ وَقِيلَ: فِيهِ هَبْتةٌ لِلَّذِي
فِيهِ كالغَفْلة، وَلَيْسَ بِمُسْتَحْكِم العَقْل. وَفِي الصِّحَاحِ: الهَبِيتُ
الجَبانُ الذاهبُ العَقْلِ. وَقَدْ هُبِتَ الرجلُ أَي نُحِبَ، فَهُوَ مَهْبُوتٌ وهَبيتٌ،
لَا عَقْلَ لَهُ؛ قَالَ طَرَفة: فالهَبِيتُ لَا فؤَادَ لَهُ، ... والثَّبِيتُ قَلْبُه قِيَمُهْ وَقَوْلُهُ
أَنشده ثَعْلَبٌ: تُرِيكَ قَذًى بِهَا، إِن كَانَ فِيهَا ... بُعَيْدَ النَّوْم،
نَشْوَتُها هَبِيتُ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: لَمْ يُفَسِّرْهُ، وَعِنْدِي أَنه
فَعِيلٌ فِي مَعْنَى فَاعِلٍ أَي نَشْوَتُها شَيْءٌ يَهْبِتُ أَي يُحمِّقُ
ويُحَيِّر، ويُسَكِّنُ ويُنَوِّمُ. وَرَجُلٌ مَهْبُوتُ الفُؤَادِ: فِي عَقْلِهِ
هَبْتة أَي ضَعْفٌ. وهَبَتَهُ يَهْبِتُه هَبْتاً أَي ضَرَبه. والمَهْبُوتُ:
المَحْطُوطُ. وهَبَتَ
الرجلَ يَهْبِتُه هَبْتاً: ذَلَّلَهُ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ الله عَنْهُ:
أَن عُثْمَانَ بنَ مَظْعُون لمَّا مَاتَ عَلَى فراشهِ، هَبَتَه الموتُ عِنْدِي
مَنْزلةً، حَيْثُ لَمْ يَمُتْ شَهِيدًا؛ فَلَمَّا مَاتَ سيدُنا رسولُ الله، صلى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَلَى فِرَاشِهِ، وأَبو بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ، عَلَى فِرَاشِهِ علمتُ أَنَّ مَوْتَ الأَخْيارِ عَلَى فُرُشهم ؛ قَالَ
الْفَرَّاءُ: هَبَتَه الموتُ عِنْدِي مَنْزِلَةً، يَعْنِي طَأْطَأَه ذَلِكَ،
وحَطَّ مِنْ قَدْره عِنْدِي. وكلُّ مَحْطُوطٍ شَيْئًا: فَقَدْ هُبِتَ بِهِ، فَهُوَ مَهْبُوتٌ؛ قَالَ وأَنشدني أَبو الجَرَّاح:
وأَخْرَقَ مَهْبُوتِ
التَّراقي، مُصَعَّدِ الْبلاعِيمِ، ... رِخْوِ المَنْكِبَيْنِ، عُنَابِ قَالَ:
والمَهْبُوتُ التَّراقي المَحْطُوطُها الناقِصُها. وهَبَتَ وهَبَطَ أَخوانِ.
والهَبِيتُ: الَّذِي بِهِ الخَوْلَعُ، وَهُوَ الفَزَعُ والتَلَبُّد. وَقَالَ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ فِي أُمَيَّة بْنِ خَلَفٍ وَابْنِهِ:
فَهَبَتُوهُما حَتَّى فَرَغُوا مِنْهُمَا؛ يَعْنِي الْمُسْلِمِينَ يَوْمَ بَدْرٍ
أَي ضَرَبُوهُما بِالسَّيْفِ حَتَّى قَتَلُوهُمَا؛ وَقَالَ شَمِرٌ: الهَبْتُ
الضَّرْبُ بِالسَّيْفِ، فكأَنَّ مَعْنَى قَوْلِهِ فَهَبَتُوهما بِالسَّيْفِ أَي
ضَرَبُوهُمَا حَتَّى وَقَذُوهما؛ يُقَالُ: هَبَتَه بِالسَّيْفِ وَغَيْرِهِ
يَهْبِتُه هَبْتاً. وَفِي حَدِيثِ مُعَاوِيَةَ: نَوْمُه سُباتٌ وليلُه هُباتٌ ؛ هُوَ مِنَ
الهَبْتِ اللِّين والاسْتِرخاء. يُقَالُ: فِي فُلَانٍ هَبْتةٌ أَي ضَعْف.
والمَهْبُوت: الطَّائِرُ يُرْسَلُ عَلَى غَيْرِ هِداية؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ:
وأَحسبها مولَّدة. هتت: هَتَّ الشيءَ يَهُتُّه هَتًّا، فَهُوَ مَهْتُوتٌ وهَتِيتٌ، وهَتْهَتَه:
وَطِئَه وَطْأً شَدِيدًا، فكسَّره. وَتَرَكَهُمْ هَتًّا بَتًّا أَي كَسَّرهم،
وَقِيلَ: قَطَّعهم. والهَتُّ: كَسْرُ الشَّيْءِ حَتَّى يَصِيرَ رُفاتاً. وَفِي
الْحَدِيثِ: أَقْلِعُوا عَنِ الْمَعَاصِي قَبْلَ أَن يَأْخُذَكم اللَّهُ
فيدَعَكُمْ هَتًّا بَتًّا. الهَتُّ: الكَسْر. وهَتَّ ورَقَ الشَّجر إِذا أَخذه. والبَتُّ:
القطْعُ؛ أَي قَبْلَ أَن يَدَعَكُمْ هَلْكى مَطْرُوحِينَ مَقْطُوعين. وهَتُّ
قوائِم الْبَعِيرِ: صَوْتُ وَقْعِها. (2/102) وهَتَّ البَكْرُ يَهِتُّ هَتِيتاً. والهَتُّ: شِبْهُ العَصْر
للصَّوْت؛ الأَزهري: يُقَالُ للبَكْرِ يَهِتُّ هَتِيتاً، ثُمَّ يَكِشُّ كَشِيشاً، ثُمَّ
يَهْدِرُ إِذا بَزَلَ هَدِيراً؛ وهَتَّ الهَمْزةَ يَهُتُّها هَتًّا:
تَكَلَّمَ بِهَا.
قَالَ الْخَلِيلُ: الهَمْزَةُ صَوْتٌ مَهْتُوتٌ فِي أَقصى الحَلْق يَصِيرُ
هَمْزَةً، فإِذا رُفِّهَ عَنِ الْهَمْزِ، كَانَ نَفَساً يُحَوَّل إِلى مَخْرج
الْهَاءِ، فَلِذَلِكَ اسْتَخَفَّتِ العربُ إِدخال الْهَاءِ عَلَى الأَلف
الْمَقْطُوعَةِ، نَحْوَ أَراق وهَرَاق، وأَيْهاتَ وهيهاتَ، وأَشباه ذَلِكَ كثيرٌ.
قَالَ سِيبَوَيْهِ: مِنَ الْحُرُوفِ المَهْتُوتُ، وَهُوَ الْهَاءُ، وَذَلِكَ لِما
فِيهَا مِنَ الضَّعْفِ وَالْخَفَاءِ. وَفِي حَدِيثِ إِراقة الْخَمْرِ:
فَهَتَّها فِي
البطْحاء أَي صبَّها عَلَى الأَرض حَتَّى سُمِعَ لَهَا هَتِيتٌ أَي صَوْتٌ.
وَرَجُلٌ هَتَّاتٌ ومِهَتٌّ وهَتْهَاتٌ: خَفِيفٌ، كَثِيرُ الْكَلَامِ. وهَتَّ القرآنَ
هَتًّا: سَرَدَهُ سَرْداً. وفلانٌ يَهُتُّ الْحَدِيثَ هَتًّا إِذا سَرَدَه
وتابَعه؛ وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَ عَمْرُو بْنُ شُعَيْب وفلانٌ يَهُتَّانِ الكلامَ ؛ وَيُقَالُ
لِلرَّجُلِ إِذا كَانَ جَيِّدَ السِّياق لِلْحَدِيثِ: هُوَ يَسْرُدُه سرْداً،
ويَهُتُّه هَتًّا. والسَّحابة تَهُتُّ المَطَر إِذا تابَعتْ صَبَّه. والهَتُّ:
الصَبُّ. هَتَّ المَزادة وبَعَّها إِذا صَبَّها. وهَتَّ الشيءَ يَهُتُّه هَتّاً: صَبَّ بَعْضَهُ فِي إِثْر بَعْض.
وهَتَّتِ المرأَةُ غَزْلَها تَهُتُّه هَتًّا: غَزَلَتْ بعضَه فِي إِثر بَعْضٍ.
الأَزهري: المرأَةُ
تَهُتُّ الغَّزْل إِذا تَابَعَتْهُ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: سُقُيَا مُجَلِّلَةٍ، يَنْهَلُّ رَيِّقُها ... مِنْ باكِرٍ
مُرْثَعِنِّ الوَدْق، مَهْتُوتِ ابْنُ الأَعرابي: الهَتُّ تَمْزِيقُ الثَّوْبِ
والعِرْضِ. والهَتُّ: حَطُّ المَرْتَبَة فِي الإِكرام. ابْنُ الأَعرابي: قولُهم
أَسْرَعُ مِنَ المُهَتْهِتة؛ يُقَالُ: هَتَّ فِي كَلَامِهِ، وهَتْهَتَ إِذا
أَسْرَعَ. وَمِنْ أَمثالهم: إِذا وقَفْتَ العَيْرَ عَلَى الرَّدْهةِ فَلَا
تَقُلْ لَه هَتْ؛ وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ: فَلَا تُهَتْهِتْ بِهِ؛ قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ:
الهَتْهَتةُ أَن تَزْجُرَه عِنْدَ الشُّرْب؛ قَالَ: وَمَعْنَى الْمَثَلِ إِذا
أَرَيْتَ الرجلَ رُشْدَه، فَلَا تُلِحَّ عَلَيْهِ، فإِنَّ الإِلحاحَ فِي النصحية
يَهْجِم بِكَ عَلَى الظِّنَّة. والهَتْهَتةُ مِنَ الصَّوْتِ: مِثْلُ الهَتِيتِ؛
الأَزهري: الهَتْهَتَةُ والتَّهْتَهَةُ أَيضاً فِي التِواء اللِّسان عِنْدَ
الْكَلَامِ. وَقَالَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ فِي بَعْضِ كَلَامِهِ: وَاللَّهِ مَا
كَانُوا بالهَتَّاتين، وَلَكِنَّهُمْ كَانُوا يَجْمَعُون الكلامَ ليُعْقَلَ عَنْهُمْ.
يُقَالُ: رجلٌ مِهَتٌّ وهَتَّاتٌ إِذا كَانَ مِهْذاراً، كثير الكلام.
هرت: هَرَتَ عِرْضَه،
وهَرَطَه، وهَرَدَه؛ ابْنُ سِيدَهْ: هَرَتَ عِرضَه وثَوْبه يَهْرُته ويَهْرِتُه
هَرْتاً، فَهُوَ هريتٌ. مَزَّقه وطَعَنَ فِيهِ، لغاتٌ كُلُّهَا؛ الأَزهري: هَرَتَ
ثوبَه هَرْتاً إِذا شَقَّه. وَيُقَالُ لِلْخَطِيبِ مِنَ الرِّجَالِ: أَهْرَتُ الشِّقْشِقةِ؛
وَمِنْهُ قَوْلُ ابْنِ مُقْبل: هُرْت الشَّقَاشِق، ظَلَّامُونَ للجُزُرِ والهَرَتُ: سَعَةُ
الشِّدْقِ. والهَرِيتُ: الواسعُ الشِّدْقَيْن؛ وَقَدْ هَرِتَ، بِالْكَسْرِ، وَهُوَ
أَهْرَتُ الشِّدْقِ وهَرِيتُه. وَفِي حَدِيثُ رَجاء بْنِ حَيْوة: لَا تُحَدِّثْنا
عَنْ مُتهارِتٍ أَي مُتَشَدِّقٍ مُتَكاثِر، مِن هَرَتِ الشِّدْقِ، وَهُوَ سَعَتُه.
وَرَجُلٌ أَهْرَتُ،
وَفَرَسٌ هَرِيتٌ وأَهْرَتُ: متَّسِعُ مَشَقِّ الفَمِ. وجَمَلٌ هَريتٌ، كَذَلِكَ؛ وحيَّة هَرِيتُ الشِّدْقِ، ومَهْرُوتَتُه؛
أَنشد يَعْقُوبُ فِي (2/103) صِفَةِ حَيَّةٍ: مَهْرُوتَةُ الشِّدْقَيْن، حَولاءُ النَّظَرْ والهَرَتُ: مصدرُ
الأَهْرَتِ الشِّدْق. وأَسَدٌ أَهْرَتُ: بَيِّنُ الهَرَتِ، وهَريتٌ ومُنْهَرِتٌ؛
الأَزهري: أَسَدٌ هَرِيتُ الشِّدْقِ أَي مَهْرُوتٌ ومُنْهَرِتٌ، وَهُوَ مَهرُوتُ
الْفَمِ، وكلابٌ مُهَرَّتةُ الأَشْداقِ. والهَرْتُ: شَقُّك الشيءَ لتُوَسِّعَه،
وَهُوَ أَيضا جَذْبُك الشِّدْقَ نحوَ الأُذن؛ وَفِي التَّهْذِيبِ: الهَرْتُ
هَرْتُكَ الشِّدْقَ نحوَ الأُذن. وامرأَة هَرِيتٌ وأَتُومٌ: مُفْضاةٌ؛ وَرَجُلٌ
هَريتٌ: لَا يَكْتُم سِرًّا؛ وَقِيلَ: لَا يَكتُم سِرًّا، وَيَتَكَلَّمُ مَعَ
ذَلِكَ بِالْقَبِيحِ. وهَرَتَ اللحمَ: أَنْضَجَه وطَبَخَه حَتَّى تَهرَّى. وَفِي الْحَدِيثِ:
أَنه أَكلَ كَتِفاً
مُهَرَّتةً ومَسَح يَدَه فَصَلَّى ؛ لَحْمٌ مُهَرَّتٌ ومُهَرَّدٌ إِذا نَضِجَ؛
أَراد قَدْ تَقَطَّعَتْ مِنْ نُضْجِها؛ وَقِيلَ: إِنها مُهَرَّدَة بِالدَّالِ.
وهاروتُ: اسْمُ مَلَك أَو مَلِك، والأَعْرَف أَنه اسْمُ مَلَك.
هرمت: هَراميتُ:
آبارٌ مُجْتَمِعَةٌ بِنَاحِيَةِ الدَّهْناء، زَعموا أَن لُقْمَانَ بْنَ عَادٍ
احْتفَرَها؛ الأَصمعي عَنْ يسارِ ضَريَّة؛ وَهِيَ قريةٌ رَكايا، يُقَالُ لَهَا
هَراميتُ، وحولَها جِفار؛ وأَنشد: بَقايا جِفَارٍ مِنْ هَرامِيتَ نُزَّحِ «4» النَّضْرُ: هِيَ رَكايا خاصَّةٌ. هفت: هَفَتَ يَهْفِتُ هَفْتاً: دقَّ. والهَفْتُ: تساقطُ الشَّيْءِ
قِطْعَةً بَعْدَ قِطْعَةٍ كَمَا يَهْفِتُ الثَّلْجُ والرَّذَاذُ، وَنَحْوُهُمَا؛ قَالَ
الْعَجَّاجُ: كأَنَّ هَفْتَ القِطْقِطِ المَنْثُورِ، ... بَعْدَ رَذاذِ الدِّيمةِ الدَّيْجورِ،
عَلَى قَراهُ فِلَقُ الشُّذورِ والقِطْقِطُ: أَصغَرُ الْمَطَرِ. وقَراه: ظَهْره،
يَعْنِي الثَّوْرَ. والشُّذور: جَمْعُ شَذْر، وَهُوَ الصَّغِيرُ مِنَ اللُّؤْلُؤِ، وَقَدْ
تَهافَتَ. وَفِي الْحَدِيثِ: يَتَهافَتُون فِي النَّارِ أَي يَتَساقَطُون؛ مِن الهَفْتِ، وَهُوَ
السُّقُوطُ. وأَكثر مَا يُستعمل التَّهافُتُ فِي الشَّرِّ؛ وَفِي حَدِيثِ كَعْب
بْنِ عُجْرة: والقملُ يَتَهافَت عَلَى وجْهي أَي يَتَساقَطُ. وتهافتَ الثَّوْبُ
تَهافُتاً إِذا تَساقَطَ وَبَلِيَ. وهَفَتَ الشيءُ هَفْتاً وهُفَاتاً أَي تَطايرَ لِخِفَّتِهِ. وكلُّ
شَيْءٍ انْخَفَضَ واتَّضعَ، فَقَدْ هَفَتَ، وانْهَفَتَ. الأَزهري: والهَفْتُ مِنَ الأَرض
مِثْلُ الهَجْل، وَهُوَ الجَوُّ المُتَطامِنُ فِي سَعةٍ؛ قَالَ:
وَسَمِعْتُ
أَعرابيّاً يَقُولُ: رأَيتُ جِمَالًا يَتَهادَرْنَ فِي ذَلِكَ الهَفْتِ. والهَفْتُ
مِنَ المَطر: الَّذِي يُسْرِعُ انْهلالهُ. وكلامٌ هَفْتٌ إِذا كَثُرَ بِلَا رَوِيَّةٍ
فِيهِ. والتَّهافُتُ: التَّسَاقُطُ قِطْعَةً قِطْعَةً. وتهافَتَ الفَراشُ فِي
النَّارِ: تَساقَط؛ قَالَ الرَّاجِزُ يَصِفُ فَحْلًا: يَهْفِتُ عَنهُ زَبَداً وبَلْغَما وتَهافَتَ القَوْمُ تَهافتاً إِذا
تَساقطُوا مَوْتاً. وتَهافَتُوا عَلَيْهِ: تَتَابَعُوا. اللَّيْثُ: حَبٌّ هَفُوتٌ
إِذا صَارَ إِلى أَسْفَلِ القِدْر وانْتَفَخ سَرِيعًا. __________ (4)
. وقوله [بقايا جفار]
الذي في ياقوت بقايا نطاف. ويوم الهراميت كان بين الضباب وجعفر بن كلاب؛ كان
القتال بسبب بئر أَراد أَحدهما أَن يحتفرها. (2/104) ابْنُ الأَعرابي: الهَفْتُ الحُمْقُ الجَيِّدُ. والهَفَاتُ:
الأَحْمَقُ. وَيُقَالُ: ورَدَتْ هَفِيتةٌ مِنَ النَّاسِ، للذين أَقْحَمَتْهم
السَّنَةُ. هلت: هَلَتَ دَمَ البَدَنة إِذا خَدَشَ جِلْدَها بسكِّينٍ حَتَّى
يَظْهَر الدمُ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وَقَالَ ابْنُ الفَرج: سمعتُ وَاقِعًا يَقُولُ:
انْهَلَتَ يَعْدُو، وانْسَلَتَ يَعْدو؛ وَقَالَ الْفَرَّاءُ: سَلَتَه وهَلَتَهُ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: سَلَتَ الدمَ وهَلَته
أَي قَشَره بِالسِّكِّينِ. والهَلْتَى، عَلَى فَعْلَى: نَبْتٌ إِذا يَبِسَ صارَ أَحْمر،
وإِذا أُكل ونَبَتَ سُمِّي: الجَمِيمَ؛ وَقَالَ الأَزهري: هَلْتَى، عَلَى فَعْلَى: شَجَرَةٌ، وَهُوَ كنَباتِ الصِّلِّيانِ، إِلا
أَن لَوْنَهُ إِلى الحُمْرة؛ ابْنُ سِيدَهْ: الهَلْتَى نَبْتٌ؛ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ:
قَالَ أَبو زِيَادٍ: مِنَ الطَريفة الهَلْتَى، وَهُوَ نَبت أَحْمَر، يَنْبُتُ
نَباتَ الصِّلِّيان والنَّصِيِّ، ولونُه أَحْمَر فِي رطُوبته، وَيَزْدَادُ حُمْرَة
إِذا يَبِس، وَهُوَ مَائِيٌّ لَا تَكادُ الماشيةُ تَأْكُلُه مَا وجَدت شَيْئًا
مِنَ الكلإِ يَشْغَلُها عَنْهُ. والهِلْتاءَةُ: الْجَمَاعَةُ مِنَ النَّاسِ يُقِيمون ويَظْعَنون؛
هَذِهِ رِوَايَةُ أَبي زَيْدٍ، وَرَوَاهَا ابْنُ السِّكِّيتِ بالثاء.
هَوَتْ: الهَوْتَةُ
والهُوتة، بِالْفَتْحِ وَالضَّمِّ: مَا انْخَفَضَ مِنَ الأَرض واطْمَأَنَّ. وَفِي
الدُّعاء: صَبَّ اللَّهُ عَلَيْهِ هَوْتَةً ومَوْتَةً ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ:
وَلَا أَدْرِي مَا هَوْتة هُنَا. ومضَى هِيتَاءٌ مِنَ اللَّيْلِ أَي وَقْتٌ
مِنْهُ؛ قَالَ أَبو عَلِيٍّ: هُوَ عِنْدِي فِعْلاء، مُلْحق بِسرْداح، وَهُوَ
مأْخوذ مِنَ الهَوْتة، وَهُوَ الوَهْدَةُ وَمَا انْخَفَضَ عَنْ صَفْحة
المُسْتَوَى. وَقِيلَ لأُم هِشامٍ البَلَوِيَّة: أَين مَنْزِلُك؟ فَقَالَتْ:
بهاتَا الهُوتَةِ؛ قِيلَ: وَمَا الهُوتة؟ قالتْ: بهاتَا الوَكْرةِ؛ قِيلَ: وَمَا
الوَكْرَةُ؟ قَالَتْ: بهاتَا الصُّدَّاد؛ قِيلَ: وَمَا الصُّدَّاد؟ قَالَتْ: بِهَاتَا المَوْرِدَة؛
قَالَ ابْنُ الأَعرابي: وَهَذَا كلُّه الطريقُ المُنْحَدِرُ إِلى الْمَاءِ. وَرُويَ
عَنْ عُثْمَانَ أَنه قَالَ: وَدِدْتُ أَنَّ بَيْنَنَا وَبَيْنَ العَدُوِّ هَوْتَةً
لَا يُدْرَكُ قَعْرُها إِلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ؛ الهَوْتَة، بِالْفَتْحِ
وَالضَّمِّ: الهُوَّةُ مِنَ الأَرض، وَهِيَ الوَهْدة العَمِيقةُ؛ قَالَ ذَلِكَ
حِرْصاً عَلَى سَلَامَةِ الْمُسْلِمِينَ، وحَذَراً مِنَ الْقِتَالِ؛ وَهُوَ مِثْلُ
قَوْلُ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: وَدِدْتُ أَن مَا وَراء الدَّرب جَمْرةٌ واحدةٌ
ونارٌ تَوَقَّدُ، تأْكلونَ مَا وَراءه وتأْكلُ مَا دُونه. هيت: هَيْتَ: تَعَجُّبٌ؛ تَقُولُ الْعَرَبُ: هَيْتَ للحِلْم وهَيْتَ
لَكَ وهِيتَ لكَ أَي أَقْبِلْ. وَقَالَ اللَّهُ، عَزَّ وَجَلَّ، حِكَايَةً عَنْ زَلِيخا
أَنها قَالَتْ، لَمَّا راوَدَت يوسفَ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، عَنْ نَفْسه:
وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ أَي هَلُمَّ وَقَدْ قِيلَ: هَيْتُ لَكَ، وهَيْتِ، بِضَمِّ
التَّاءِ وَكَسْرِهَا؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: وأَكثرها هَيْتَ لَكَ، بِفَتْحِ
الْهَاءِ وَالتَّاءِ؛ قَالَ: ورُوِيَتْ عَنْ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: هِيتُ
لكَ ، قَالَ: ورُوِيَتْ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: هِئْتُ
لَكَ ، بِالْهَمْزِ وَكَسْرِ الْهَاءِ، مِنَ الهَيئة، كأَنها قَالَتْ:
تَهَيَّأْتُ لَكَ
قَالَ: فأَما الْفَتْحُ مِنْ هَيْتَ فلأَنها بِمَنْزِلَةِ الأَصوات، لَيْسَ لَهَا
فِعْل يَتَصَرَّفُ مِنْهَا، وَفُتِحَتِ التَّاءُ لِسُكُونِهَا وَسُكُونِ الْيَاءِ،
واخْتِير الفتح لأَني قَبْلَهَا يَاءً، كَمَا فَعَلُوا فِي أَيْنَ، ومَن كَسَرَ
التَّاءَ فلأَن أَصل الْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ حَرَكَةُ الْكَسْرِ، ومَن قَالَ
هَيْتُ، ضمَّها لأَنها فِي مَعْنَى الْغَايَاتُ، كأَنها قَالَتْ: دُعائي لكَ؛
فَلَمَّا حُذِفَتِ الإِضافة، وَتَضَمَّنَتْ هَيْتُ مَعْنَاهَا، بُنِيَتْ عَلَى
الضَّمِّ (2/105) كَمَا بُنِيَتْ حَيْثُ؛ وقراءةُ علي، عليه السلام: هِيتُ لَكَ ،
بِمَنْزِلَةِ هَيْتُ لَكَ، وَالْحُجَّةُ فِيهِمَا وَاحِدَةٌ. الْفَرَّاءُ فِي
هَيْتَ لَكَ: يُقَالُ إِنها لُغَةٌ، لأَهل حَوْرانَ، سَقَطَتْ إِلى مَكَّةَ
فَتَكَلَّمُوا بِهَا، قَالَ: وأَهلُ الْمَدِينَةِ يقرؤُون هِيتَ لكَ، يَكْسِرُونَ
الْهَاءَ وَلَا يَهْمِزُونَ؛ قَالَ: وذُكِرَ عَنْ عَلِيٍّ وَابْنُ عَبَّاسٍ،
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنهما قَرَآ: هِئْتُ لَكَ ، يُرَادُ بِهِ فِي الْمَعْنَى: تَهَيَّأْتُ لَكَ، وأَنشد
الْفَرَّاءُ فِي الْقِرَاءَةِ الأُولى لِشَاعِرٍ فِي أَمير الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ
بْنِ أَبي طَالِبٍ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: أَبْلِغْ أَميرَ المُؤمِنِينَ، ... أَخا العراقِ إِذا أَتَيْتا:
إِنَّ العِراقَ
وأَهْلَهُ ... سِلْمٌ إِليكَ، فهَيْتَ، هَيْتا وَمَعْنَاهُ: هَلُمَّ، هَلُمَّ
وهَلُمَّ وتَعالَ، يَسْتَوِي فِيهِ الواحدُ وَالْجَمْعُ والمؤَنث وَالْمُذَكَّرُ
إِلّا أَن الْعَدَدَ فِيمَا بَعْدَهُ، تَقُولُ: هَيْتَ لَكُمَا، وهَيْتَ لكنَّ.
قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وُجِدَ الشعرُ بِخَطِّ الْجَوْهَرِيِّ إِن الْعِرَاقَ،
بِكَسْرِ إِنَّ، وَيُرْوَى بِفَتْحِهَا؛ وَيُرْوَى: عُنُقٌ إِليك، بِمَعْنَى
مَائِلُونَ إِليك؛ قَالَ: وَذَكَرَ ابْنُ جِنِّي أَن هَيْتَ فِي الْبَيْتِ بِمَعْنَى أَسْرِعْ، قَالَ:
وَفِيهِ أَربع لُغَاتٍ: هَيْتَ، بِفَتْحِ الْهَاءِ وَالتَّاءِ، وهِيتَ، بِكَسْرِ
الْهَاءِ وَفَتْحِ التَّاءِ، وهَيْتُ بِفَتْحِ الْهَاءِ وَضَمِّ التَّاءِ، وهِيتُ
بِكَسْرِ الْهَاءِ وَضَمِّ التَّاءِ. الْفَرَّاءُ فِي الْمَصَادِرِ: مَن قرأَ
هَيْتَ لكَ: هَلُمَّ لكَ، قَالَ: وَلَا مَصْدَرَ لِهَيْتَ، وَلَا يُصَرَّفُ.
الأَخفش: هَيْتَ لكَ، مَفْتُوحَةٌ، مَعْنَاهَا: هَلُمَّ لكَ؛ قَالَ: وكَسَرَ
بعضُهم التَّاءَ، وَهِيَ لُغَةٌ، فَقَالَ: هَيْتِ لَكَ، وَرَفَعَ بعضٌ التَّاءَ،
فَقَالَ: هَيْتُ لَكَ، وَكَسَرَ بَعْضُهُمُ الْهَاءَ وَفَتَحَ التَّاءَ، فَقَالَ:
هِيتَ لَكَ، كلُّ ذَلِكَ بِمَعْنًى وَاحِدٌ. وَرَوَى الأَزهري عَنْ أَبي زَيْدٍ،
قَالَ: هَيْتَ لكَ، بالعِبرانية هَيْتالَجْ أَي تعالَ؛ أَعربه الْقُرْآنُ.
وهَيَّتَ
بِالرَّجُلِ، وهَوَّتَ بِهِ: صَوَّتَ بِهِ وَصَاحَ، وَدَعَاهُ، فَقَالَ لَهُ:
هَيْتَ هَيْتَ؛ قَالَ: قَدْ رابَني أَنَّ الكَرِيَّ أَسْكَتا، ... لَوْ كَانَ مَعْنِيّاً
بِهَا لَهَيَّتَا وَقَالَ آخَرُ: تَرْمِي الأَماعِيزَ بمُجْمَراتِ، ... وأَرْجُلٍ رُوحٍ مُجَنَّباتِ، يَحْدُو
بِهَا كلُّ فَتًى هَيَّاتِ وَفِي الْحَدِيثِ أَنه لَمَّا نَزَلَ قَوْلُهُ
تَعَالَى: وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ؛ باتَ النبيُّ، صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يُفَخِّذُ عَشيرتَه، فَقَالَ الْمُشْرِكُونَ: لَقَدْ باتَ
يُهَوِّتُ أَي يُنادي عَشيرتَه. والتَهْييتُ: الصوتُ بِالنَّاسِ، وَهُوَ فِيمَا
قَالَ أَبو زَيْدٍ: أَن يَقُولَ يَا هَياه. وَيُقَالُ: هَيَّتَ بِالْقَوْمِ تَهْييتاً،
وهَوَّتَ بِهِمْ تَهْويتاً إِذا نَادَاهُمْ؛ وهَيَّتَ النذيرُ، والأَصلُ فِيهِ
حكايةُ الصَّوْتِ، كأَنهم حَكَوْا فِي هَوَّتَ: هَوْتَ هَوْتَ، وَفِي هَيَّتَ:
هَيْتَ هَيْتَ. يُقَالُ: هَوَّتَ بِهِمْ، وهَيَّتَ بِهِمْ إِذا نَادَاهُمْ،
والأَصل فِيهِ حِكَايَةُ الصَّوْتِ؛ وَقِيلَ هُوَ أَن يَقُولَ: ياهْ ياهْ، وَهُوَ
نداءُ الرَّاعِي لِصَاحِبِهِ مِنْ بَعِيدٍ. ويَهْيَهْتُ بالإِبل إِذا قلتَ لَهَا: ياهْ ياهْ. والعربُ تَقُولُ لِلْكَلْبِ
إِذا أَغْرَوْه بِالصَّيْدِ: هَيْتاهْ هَيْتاهْ؛ قَالَ الرَّاجِزُ يَذْكُرُ
الذِّئْبَ: جاءَ يُدِلُّ كَرشاءِ الغَرْبِ، ... وقُلْتُ: هَيْتاهُ، فَتاه كَلْبي (2/106)
ابْنُ الأَعرابي:
يُقَالُ للمَهْواة هَوْتة وهُوَّة وهُوتَةٌ؛ وَجَمْعُ الهُوتةِ: هُوتٌ. وَيُقَالُ:
هاتِ يَا رَجُلُ، بِكَسْرِ التَّاءِ، أَي أَعطني، وللإِثنين: هاتِيا، مِثْلُ
آتِيا، وَلِلْجَمْعِ: هاتُوا، وللمرأَة: هَاتِي، بِالْيَاءِ، وللمرأَتين: هاتِيا، وَلِلنِّسَاءِ: هاتِينَ،
مِثْلُ عاطِينَ. وَتَقُولُ: هَاتِ لَا هاتَيْتَ، وهاتِ إِن كَانَتْ بِكَ مُهاتاةٌ،
وَمَا أُهاتِيك كَمَا تَقُولُ: مَا أُعاطِيكَ، وَلَا يُقَالُ مِنْهُ:
هاتَيْتُ، وَلَا
يُنْهى بِهَا. قَالَ الْخَلِيلُ: أَصل هاتِ مِن آتَى يُؤَاتِي، فَقُلِبَتِ الأَلف
هَاءً. والهِيتُ: الهُوةُ القَعِرةُ مِنَ الأَرض. وهِيتُ، بِالْكَسْرِ: بَلَدٌ
عَلَى شَاطِئِ الفُرات، أَصلها مِنَ الهُوَّة؛ قَالَ: طِرْ بجنَاحَيْكَ، فَقَدْ دُهِيتا، ... حَرَّانَ حَرَّانَ، فهِيتاً
هِيتا وَقِيلَ: مَعْنَاهُ اذْهَبْ فِي الأَرض. قَالَ أَبو عَلِيٍّ: يَاءُ هِيتَ، الَّتِي
هِيَ أَرضٌ، واوٌ، وَقَدْ ذُكِرَتْ. التَّهْذِيبُ: هِيتٌ مَوْضِعٌ عَلَى شَاطِئِ
الفُرات؛ قَالَ رؤْبة: والحُوتُ فِي هِيتَ، رَداها هِيتُ قَالَ الأَزهري: وإِنما قَالَ
رُؤْبَةُ: وصاحبُ الحُوتِ، وأَينَ الحُوتُ؟ ... فِي ظُلُماتٍ، تَحْتَهُنَّ هِيتُ
ابْنُ الأَعرابي: هِيتُ أَي هُوَّة مِنَ الأَرض، قَالَ: وَيُقَالُ لَهَا الهُوتَةُ؛
وَقَالَ بَعْضُ النَّاسِ: سُمِّيَتْ هِيتَ لأَنها فِي هُوَّة مِنَ الأَرض،
انْقَلَبَتِ الْوَاوُ إِلى الْيَاءِ، لِكَسْرَةِ الْهَاءِ؛ وَالَّذِي جَاءَ فِي
الْحَدِيثِ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نَفَى
مُخَنَّثَيْن: أَحدهما هِيتٌ والآخر ماتِعٌ ، إِنما هُوَ هِنْبٌ، فصحَّفه أَصحاب
الْحَدِيثِ. قَالَ الأَزهري: رَوَاهُ الشَّافِعِيُّ وَغَيْرُهُ هِيتٌ؛ قَالَ:
وأَظُنُّه صَوَابًا. ( فهرس الكتاب - فهرس المحتويات ) لسان العرب فصل الواو وَبَتَ: وَبَتَ بَالْمَكَانَ وَبْتاً: أَقام.
وتت: أَبو عَمْرٍو:
الوَتُّ والوَتَّةُ صياحُ الوَرَشان. وأَوْتى إِذا صاحَ صِياحَ الوَرَشانِ؛ قاله
ابن الأَعرابي. وحت: طَعَامٌ وَحْتٌ: لَا خير فيه. وقت: الوَقْتُ: مقدارٌ مِنَ الزمانِ، وكلُّ شَيْءٍ قَدَّرْتَ لَهُ
حِيناً، فَهُوَ مُؤَقَّتٌ، وَكَذَلِكَ مَا قَدَّرْتَ غايتَه، فَهُوَ مُؤَقَّتٌ.
ابْنُ سِيدَهْ:
الوَقْتُ مِقْدَارٌ مِنَ الدَّهْرِ مَعْرُوفٌ، وأَكثر مَا يُستعمل فِي الْمَاضِي،
وَقَدِ اسْتُعْمِلَ فِي الْمُسْتَقْبَلِ، واسْتَعْمَلَ سِيبَوَيْهِ لَفَظَ
الوَقْتِ فِي الْمَكَانِ، تَشْبِيهًا بِالْوَقْتِ فِي الزَّمَانِ، لأَنه مِقْدَارٌ
مِثْلُهُ، فَقَالَ: ويَتَعَدَّى إِلى مَا كَانَ وَقْتًا فِي الْمَكَانِ، كمِيلٍ وفَرْسخ وبَرِيد،
وَالْجَمْعُ: أَوْقاتٌ، وَهُوَ المِيقاتُ. ووَقْتٌ مَوْقُوتٌ ومُوَقَّتٌ:
مَحْدُود. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: إِنَّ الصَّلاةَ كانَتْ عَلَى
الْمُؤْمِنِينَ كِتاباً مَوْقُوتاً ؛ أَي مُؤَقَّتاً مُقَدَّراً؛ وَقِيلَ: أَي
كُتِبَتْ عَلَيْهِمْ فِي أَوقاتٍ مُوَقَّتة؛ وَفِي الصِّحَاحِ: أَي مَفْروضات فِي
الأَوْقات؛ وَقَدْ يَكُونُ وَقَّتَ بِمَعْنَى أَوْجَبَ عَلَيْهِمُ الإِحرامَ فِي
الْحَجِّ، وَالصَّلَاةِ عِنْدَ دُخُولِ وقْتِها. والمِيقاتُ: الوَقْتُ المضْروبُ لِلْفِعْلِ
وَالْمَوْضِعِ. يُقَالُ: هَذَا مِيقاتُ أَهلِ الشأْم، لِلْمَوْضِعِ الَّذِي
يُحْرِمُون مِنْهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه وَقَّتَ لأَهل الْمَدِينَةِ ذَا الحُلَيْفة ؛ قَالَ ابْنُ
الأَثير: وَقَدْ تَكَرَّرَ التَّوْقيت والمِيقاتُ، قَالَ: فالتَّوْقِيتُ والتَّأْقِيتُ: أَن يُجْعَل للشيءِ وَقْتٌ يختض بِهِ،
وَهُوَ بيانُ مِقْدَارِ المُدَّة. وَتَقُولُ: وقَّتَ الشيءَ يُوَقِّته، ووَقَتَهُ يَقِتُه
إِذا بَيَّنَ حَدَّه، ثُمَّ اتُّسِعَ فِيهِ فأُطْلِقَ عَلَى الْمَكَانِ، (2/107)
فَقِيلَ
لِلْمَوْضِعِ: مِيقاتٌ، وَهُوَ مِفْعال مِنْهُ، وأَصله مِوْقاتٌ، فقُلبت الْوَاوُ
يَاءً لِكَسْرَةِ الْمِيمُ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: لَمْ يَقِتْ رسولُ
اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي الْخَمْرِ حَدًّا أَي لَمْ
يُقَدِّرْ، وَلَمْ يَحُدَّه بِعَدَدٍ مَخْصُوصٍ. والمِيقاتُ: مَصْدَرُ الوَقْتِ. والآخرةُ: مِيقاتُ الْخَلْقِ. ومواضعُ الإِحرام:
مواقيتُ الحاجِّ.
والهلالُ: ميقاتُ الشَّهْرِ، وَنَحْوُ ذَلِكَ كَذَلِكَ. وَتَقُولُ: وَقَتَه، فَهُوَ مَوْقُوت إِذا بَيَّن لِلْفِعْلِ وَقْتاً يُفْعَلُ
فِيهِ. والتَّوْقيت: تحديدُ الأَوقات. وَتَقُولُ: وَقَّتُّه لِيَوْمِ كَذَا مِثْلَ
أَجَّلْته. والمَوْقِتُ، مَفْعِلٌ: مِن الوَقْت؛ قَالَ الْعَجَّاجُ:
والجامعُ الناسِ
لِيَوْمِ المَوْقِتِ وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ .
قَالَ الزَّجَّاجُ:
جُعل لَهَا وَقْتٌ وَاحِدٌ للفَصْل فِي الْقَضَاءِ بَيْنَ الأُمة؛ وَقَالَ
الْفَرَّاءُ: جُمِعَتْ لِوَقْتِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ؛ واجْتَمع القُرّاء عَلَى
هَمْزِهَا، وَهِيَ فِي قِرَاءَةِ عَبْدِ اللَّهِ: وُقِّتَتْ، وقرأَها أَبو
جَعْفَرٍ المَدَنيُّ وُقِتَتْ، خَفِيفَةً بِالْوَاوِ، وإِنما هُمِزَتْ لأَن
الْوَاوَ إِذا كَانَتْ أَولَ حَرْفٍ وضُمَّتْ، هُمِزت؛ يُقَالُ: هَذِهِ أُجُوهٌ
حسانٌ بِالْهَمْزِ، وَذَلِكَ لأَن ضَمَّةَ الْوَاوِ ثَقِيلَةٌ، وأُقِّتَتْ لُغَةٌ،
مِثْلُ وُجُوه وأُجُوه. وَكَتَ: الوَكْتُ: الأَثر الْيَسِيرُ فِي الشَّيْءِ. والوَكْتَةُ:
شِبْهُ النُّقطة فِي الْعَيْنِ. ابْنُ سِيدَهْ: الوَكْتَةُ فِي الْعَيْنِ نُقْطَةٌ
حَمْرَاءُ فِي بَيَاضِهَا، قِيلَ: فإِن غُفِلَ عَنْهَا صَارَتْ وَدْقةً؛ وَقِيلَ:
هِيَ نُقْطة بَيْضَاءُ فِي سَوَادِهَا. وَعَيْنٌ مَوْكُوتةٌ: فِيهَا وَكْتة، إِذا كَانَ فِي سَوَادِهَا نُقْطةُ بياضٍ. غَيْرُهُ:
الوَكْتة:
كَالنُّقْطَةِ فِي الشَّيْءِ، يُقَالُ: فِي عَيْنِهِ وَكْتة. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا يَحْلِفُ أَحدٌ وَلَوْ عَلَى مِثل جَناحِ بَعوضة، إِلَّا كَانَتْ وكْتةً
فِي قَلْبِهِ. الوَكْتة: الأَثَرُ فِي الشَّيْءِ، كالنُّقْطة، مِنْ غَيْرِ لَوْنِهِ،
وَالْجَمْعُ وَكْتٌ؛ وَمِنْهُ قِيلَ للبُسْر إِذا وَقَعَتْ فِيهِ نُقْطة مِنَ
الإِرْطاب: قَدْ وَكَتَ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ حُذَيْفَةَ؛ ويَظلُّ أَثَرُها كأَثَر
الوَكْتِ. وَوَكَتَ الكتابَ وَكْتاً: نَقَطَه. والوَكْتة والوَكْتُ فِي
الرُّطَبة: نُقْطة تَظْهَر فِيهَا مِنَ الإِرْطاب. وَفِي التَّهْذِيبِ: إِذا
بَدَا فِي الرُّطَب نُقَط مِنَ الإِرْطاب، قِيلَ: قَدْ وَكَّتَ، فإِذا أَتاها التَّوْكيتُ
مِنْ قِبَلِ ذَنَبها، فَهِيَ مُذَنِّبَةٌ. الْمُحْكَمُ: ووَكَّتَتِ البُسْرة تَوْكِيتاً: صَارَ فِيهَا نُقَطٌ مِنَ
الإِرْطابِ؛ وَهِيَ بُسْرة مُوَكِّتة ومُوَكِّتٌ؛ الأَخيرة عَنِ السِّيرَافِيِّ.
وَوكَتَتِ الدابةُ
وَكْتاً: أَسْرَعَتْ رفْع قَوَائِمِهَا ووَضْعَها. وَوكتَ المَشْيَ وَكْتاً ووَكَتاناً: وَهُوَ تَقارُبُ الخَطْو فِي
ثِقَل وقُبْحِ مَشْيٍ؛ قَالَ: ومَشْيٍ كهَزِّ الرُّمْحِ، بادٍ جَمالُه، ... إِذا وَكَتَ المَشْيَ القِصارُ
الدَّحادِحُ وَوكَّتَ فِي سَيْره، وَهُوَ صِنْفٌ مِنْهُ. وَرَجُلٌ وَكَّاتٌ؛
هَذِهِ عَنْ كُرَاعٍ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَن وَكَّاتاً، عَلَى وَكَتَ
المَشْيَ، وَلَوْ كَانَ عَلَى مَا حَكَاهُ كُرَاعٌ لَكَانَ مُوَكِّتاً.
شَمِرٌ: الوَكْتُ فِي
المَشْي هِيَ القَرْمَطَةُ، وَالشَّيْءُ الْيَسِيرُ. وقِرْبَةٌ مَوْكُوتة: مَمْلُوءَةٌ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ؛ قَالَ ابْنُ
سِيدَهْ: وَالْمَعْرُوفُ مَزكُوتة. الْفَرَّاءُ: وَكَتَ القَدَحَ، ووَكَّته،
وزَكَتَه، وزَكَّتَه إِذا ملأَه. وَلَتَ: ولَتَه حَقَّه وَلْتاً: نَقَصَه. وَفِي حَدِيثِ الشُّورَى:
وتُولِتُوا أَعْمالكم
أَي تَنْقُصوها؛ يُقَالُ: (2/108) لاتَ يَلِيتُ، وأَلَتَ يَأْلِتُ، وَهُوَ فِي الْحَدِيثِ مِنْ أَوْلَتَ
يُولِتُ، أَو مِنْ آلَتَ يُؤْلِتُ إِن كَانَ مَهْمُوزًا؛ قَالَ الْقُتِيبِيُّ:
وَلَمْ أَسمع هَذِهِ اللُّغَةَ إِلا من هذا الحديث. وَهَتَ: وَهَتَ الشيءَ وَهْتاً: داسَه دَوساً شَدِيدًا. والوَهْتةُ:
الهَبْطَةُ مِنَ
الأَرض، وَجَمْعُهَا وَهْتٌ. وَقَدْ وَهَتَه يَهِتُه وَهْتاً إِذا ضَغَطَه، فَهُوَ
مَوْهُوت. وأَوْهَتَ اللحمُ يُوهِتُ، لُغَةٌ فِي أَيْهَتَ: أَنْتَنَ؛ وإِنما
صَارَتِ الْيَاءُ فِي يُوهِتُ وَاوًا لِضَمِّ مَا قَبْلَهَا. الأُمَوِيُّ:
المُوهِتُ اللَّحْمُ المُنْتنُ، وَقَدْ أَيْهَتَ إِيهاتاً، والله أَعلم. ==
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق