حذف 12. صفحة من مدونتي

12. صفحة تحذفهم با مفتري حسبي الله ونعم الوكيل

Translate

الأربعاء، 6 مارس 2024

الجزء 33. { لسان العرب فصل الحاء}

 

  لسان العرب فصل الحاء 

== حبج: حَبَجَه بِالْعَصَا يَحْبِجُه حَبْجاً: ضَرَبَهُ. وحَبَجَ يَحْبِجُ حَبْجاً: ضَرَطَ. وخَبَجَ يَخْبِجُ أَيضاً. وَيُقَالُ: حَبَجَهُ بالعَصا حَبْجَةً وحَبَجاتٍ ضَرَبَهُ بِهَا، مِثْلُ خَبَجَه وهَبَجَه. والحَبَجُ: الحَبْقُ. قَالَ أَعرابي: حَبَجَ بِهَا، وربِّ الْكَعْبَةِ. وحَبِجَت الإِبلُ، بِالْكَسْرِ، حَبَجاً، فَهِيَ حَبْجَى وحَباجَى، مِثْلُ حَمْقَى وحَماقى، وحَبِجَةٌ: ورِمَتْ بطونُها مِنْ أَكل العَرْفَجِ وَاجْتَمَعَ فِيهَا عُجَرٌ حَتَّى تَشْتَكِيَ مِنْهُ، فتمرَّغت وزَحَرَتْ. ابْنُ الأَعرابي: الحَبْجُ أَن يأْكل البعيرُ لِحاءَ العَرْفَجِ فَيَسْمَنَ عَلَى ذَلِكَ، وَيَصِيرَ فِي بَطْنِهِ مثلُ الأَفْهارِ، وَرُبَّمَا قَتَلَهُ ذَلِكَ. والحَبِجُ: السَّمِينُ الكثيرُ الأَعْفاجِ. وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ الزُّبَيْرِ أَنه قَالَ: إِنَّا وَاللَّهِ لَا نَمُوتُ عَلَى مَضَاجِعِنَا حَبَجاً، كَمَا يَمُوتُ بَنُو مَرْوَانَ، وَلَكِنَّا نَمُوتُ قَعْصاً بالرِّماح ومَوْتاً تَحْتَ ظِلَالِ السُّيُوفِ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: الحَبَجُ، بِفَتْحَتَيْنِ، هُوَ مَا ذَكَرْنَاهُ مِنْ أَكل الْبَعِيرِ لِحَاء العَرْفَجِ وَيَسْمَنُ عَلَيْهِ، وَرُبَّمَا بَشِمَ مِنْهُ فَقَتَلَهُ؛ يُعَرِّضُ بِبَني مَرْوَانَ لِكَثْرَةِ أَكلهم وإِسرافهم فِي مَلَاذِّ الدُّنْيَا، وأَنهم يَمُوتُونَ بِالتُّخَمَةِ. الأَزهري: حَبَجَ البعيرُ إِذا أَكل العَرْفَج فتَكَبَّبَ فِي بَطْنِهِ وَضَاقَ مَبْعَرُه عَنْهُ وَلَمْ يَخْرُجْ مِنْ جَوْفِهِ، فَرُبَّمَا هَلَكَ وَرُبَّمَا نَجَا؛ قَالَ وأَنشدنا أَبو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: أَشْبَعْتُ رَاعِيَّ مِنَ اليَهْيَرِّ، ... وظَلَّ يَبْكي حَبَجاً بِشَرِّ، خَلْفَ اسْتِهِ مِثْلَ نَقِيقِ الهِرِّ قَالَ أَبو زَيْدٍ: الحَبَجُ لِلْبَعِيرِ بِمَنْزِلَةِ اللَّوَى للإِنسان، فإِن سَلَحَ أَفاق وإِلَّا مَاتَ. ابْنُ سِيدَهْ: حَبَجَ الرَّجُلُ حُباجاً وَرِمَ بطنُه وارْتُطِمَ عَلَيْهِ؛ وَقِيلَ: الحَبَجُ الِانْتِفَاخُ حَيْثُمَا كَانَ، مِنْ مَاءٍ أَو غَيْرِهِ. وَرَجُلٌ حَبِجٌ: سَمِينٌ. والحَبْجُ والحِبْجُ: مُجْتَمَعُ الحَيّ ومعظمُه. وأَحْبَجَتْ لَنَا النارُ: بَدَتْ بَغْتَةً، وَكَذَلِكَ العَلَمُ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: عَلَوْتُ أَحْشاهُ إِذا مَا أَحْبَجَا وأَحْبَجَ لَكَ الأَمرُ إِذا اعْتَرَضَ فأَمكن. والحَبَجُ: شُجيرة سُحَيْماءُ حِجَازِيَّةٌ تُعمل مِنْهَا الْقِدَاحُ، وَهِيَ عَتِيقَةُ الْعُودِ، لَهَا وُرَيْقَةٌ تَعْلُوهَا صُفْرَةُ، وَتَعْلُو صُفْرَتَها غُبْرَةٌ دُونَ وَرَقِ الخُبَّازَى. والحَوْبَجَةُ: وَرَمٌ يُصِيبُ الإِنسان فِي يَدَيْهِ، يَمَانِيَةٌ، حَكَاهُ ابْنُ دُرَيْدٍ قَالَ: وَلَا أَدري مَا صِحَّتُهَا، فَلِذَلِكَ أُخرت عن موضعها. (2/225) حبرج: الحُبْرُجُ والحُبارِجُ: ذَكَر الحُبَارَى كالحُبجُرِ والحُباجِر. والحُبرُجُ والحُبارِجُ: دُويْبَّة. ابْنُ الأَعرابي: الحَبارِيجُ طُيُورُ الْمَاءِ المُلَعَّمَة «2» . وَقَالَ: الحَبارِجُ مِنْ طَيْرِ الماء. حجج: الحَجُّ: القصدُ. حَجَّ إِلينا فلانٌ أَي قَدِمَ؛ وحَجَّه يَحُجُّه حَجّاً: قَصَدَهُ. وحَجَجْتُ فُلَانًا واعتَمَدْتُه أَي قَصَدْتُهُ. ورجلٌ محجوجٌ أَي مَقْصُودٌ. وَقَدْ حَجَّ بَنُو فُلَانٍ فُلَانًا إِذا أَطالوا الِاخْتِلَافَ إِلَيْهِ؛ قَالَ المُخَبَّلُ السَّعْدِيُّ: وأَشْهَدُ مِنْ عَوْفٍ حُلُولًا كثِيرةً، ... يَحُجُّونَ سِبَّ الزِّبْرِقانِ المُزَعْفَرا أَي يَقْصِدُونه وَيَزُورُونَهُ. قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: يَقُولُ يُكْثِرُونَ الِاخْتِلَافَ إِليه، هَذَا الأَصل، ثُمَّ تُعُورِفَ اسْتِعْمَالُهُ فِي الْقَصْدِ إِلى مَكَّةَ للنُّسُكِ والحجِّ إِلى الْبَيْتِ خَاصَّةً؛ تَقُولُ حَجَّ يَحُجُّ حَجًّا. والحجُّ قَصْدُ التَّوَجُّه إِلى الْبَيْتِ بالأَعمال الْمَشْرُوعَةِ فَرْضًا وسنَّة؛ تَقُولُ: حَجَجْتُ البيتَ أَحُجُّه حَجًّا إِذا قَصَدْتَهُ، وأَصله مِنْ ذَلِكَ. وَجَاءَ فِي التَّفْسِيرِ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، خَطَبَ الناسَ فأَعلمهم أَن اللَّهَ قَدْ فَرَضَ عَلَيْهِمُ الحجَّ، فَقَامَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي أَسد فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَفي كلِّ عامٍ؟ فأَعرض عَنْهُ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَعَادَ الرجلُ ثَانِيَةً، فأَعرض عَنْهُ، ثُمَّ عَادَ ثَالِثَةً، فَقَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: مَا يُؤَمِّنُكَ أَن أَقولَ نَعَمْ، فَتَجِبَ، فَلَا تَقُومُونَ بِهَا فَتَكْفُرُونَ؟ أَي تَدْفَعُونَ وُجُوبَهَا لِثِقَلِهَا فَتَكْفُرُونَ. وأَراد عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: مَا يُؤَمِّنُكَ أَن يُوحَى إِليَّ أَنْ قُلْ نَعَمْ فَأَقولَ؟ وحَجَّه يَحُجُّه، وَهُوَ الحجُّ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: حجَّه يَحُجُّه حِجًّا، كَمَا قَالُوا: ذَكَرَهُ ذِكْراً؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ثَعْلَبٌ: يومَ تَرَى مُرْضِعَةً خَلوجا، ... وكلَّ أُنثَى حَمَلَتْ خَدُوجا وكلَّ صاحٍ ثَمِلًا مَؤُوجا، ... ويَسْتَخِفُّ الحَرَمَ المَحْجُوجا فسَّره فَقَالَ: يَسْتَخِفُّ الناسُ الذهابَ إِلى هَذِهِ الْمَدِينَةِ لأَن الأَرض دُحِيَتْ مِنْ مَكَّةَ، فَيَقُولُ: يَذْهَبُ النَّاسُ إِليها لأَن يُحْشَرُوا مِنْهَا. وَيُقَالُ: إِنما يَذْهَبُونَ إِلى بَيْتِ الْمَقْدِسِ. ورجلٌ حاجٌّ وقومٌ حُجَّاجٌ وحَجِيجٌ والحَجِيجُ: جماعةُ الحاجِّ. قَالَ الأَزهري: وَمِثْلُهُ غازٍ وغَزِيٌّ، وناجٍ ونَجِيٌّ، ونادٍ ونَدِيٌّ، للقومِ يَتَناجَوْنَ وَيَجْتَمِعُونَ فِي مَجْلِسٍ، وللعادِينَ عَلَى أَقدامهم عَدِيٌّ؛ وَتَقُولُ: حَجَجْتُ البيتَ أَحُجُّه حَجًّا، فأَنا حاجٌّ. وَرُبَّمَا أَظهروا التَّضْعِيفَ فِي ضَرُورَةِ الشِّعْرِ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: بِكُلِّ شَيْخٍ عامِرٍ أَو حاجِجِ وَيُجْمَعُ عَلَى حُجٍّ، مِثْلِ بازلٍ وبُزْلٍ، وعائذٍ وعُوذٍ؛ وأَنشد أَبو زَيْدٍ لِجَرِيرٍ يَهْجُو الأَخطل وَيَذْكُرُ مَا صَنَعَهُ الجحافُ بْنُ حَكِيمٍ السُّلمي مِنْ قَتْلِ بَنِي تَغْلِبَ قَوْمِ الأَخطل باليُسُرِ، وَهُوَ ماءٌ لِبَنِي تَمِيمٍ: قَدْ كانَ فِي جِيَفٍ بِدِجْلَةَ حُرِّقَتْ، ... أَو فِي الذينَ عَلَى الرَّحُوبِ شُغُولُ وكأَنَّ عافِيَةَ النُّسُور عليهمُ ... حُجٌّ، بأَسْفَلِ ذِي المَجَازِ نُزُولُ يقول: لما كثر قَتْلَى بَنِي تَغْلِبَ جافَتِ الأَرضُ فحُرّقوا لِيَزُولَ نَتْنُهُمْ. والرَّحُوبُ: ماءٌ لِبَنِي تَغْلِبَ. وَالْمَشْهُورُ فِي رِوَايَةِ الْبَيْتِ: حِجٌّ، بالكسر، __________ (2) . لم نجد لهذه اللفظة أَصلًا في المعاجم، وربما كانت محرّفة. (2/226) وَهُوَ اسْمُ الحاجِّ. وعافِيةُ النُّسُورِ: هِيَ الْغَاشِيَةُ الَّتِي تَغْشَى لُحُومَهُمْ. وَذُو الْمَجَازِ: سُوقٌ مِنْ أَسواق الْعَرَبِ. والحِجُّ، بِالْكَسْرِ، الِاسْمُ. والحِجَّةُ: المرَّة الْوَاحِدَةُ، وَهُوَ مِنَ الشَّواذِّ، لأَن الْقِيَاسَ بِالْفَتْحِ. وأَما قَوْلُهُمْ: أَقْبَلَ الحاجُّ والداجُّ؛ فَقَدْ يَكُونُ أَن يُرادَ بِهِ الجِنسُ، وَقَدْ يَكُونُ اسْمًا لِلْجَمْعِ كَالْجَامِلِ وَالْبَاقِرِ. وَرَوَى الأَزهري عَنْ أَبي طَالِبٍ فِي قَوْلِهِمْ: مَا حَجَّ وَلَكِنَّهُ دَجَّ؛ قَالَ: الْحَجُّ الزِّيَارَةُ والإِتيان، وإِنما سُمِّيَ حَاجًّا بِزِيَارَةِ بَيْتِ اللَّهِ تَعَالَى؛ قَالَ دُكَين: ظَلَّ يَحُجُّ، وظَلِلْنا نَحْجُبُهْ، ... وظَلَّ يُرْمَى بالحَصى مُبَوَّبُهْ قَالَ: والداجُّ الَّذِي يَخْرُجُ لِلتِّجَارَةِ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَمْ يَتْرُكْ حاجَّةً وَلَا داجَّة. الحاجُّ والحاجَّةُ: أَحد الحُجَّاجِ، والداجُّ والدَّاجَّةُ: الأَتباعُ؛ يُرِيدُ الجماعةَ الحاجَّةَ ومَن مَعَهُمْ مِن أَتباعهم؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: هَؤُلَاءِ الداجُّ وليْسُوا بالحاجِّ. ويقال لِلرَّجُلِ الْكَثِيرِ الحجِّ: إِنه لحَجَّاجٌ، بِفَتْحِ الْجِيمِ، مِنْ غَيْرِ إِمالة، وَكُلُّ نَعْتٍ عَلَى فَعَّال فَهُوَ غَيْرُ مُمَالِ الأَلف، فإِذا صيَّروه اسْمًا خَاصًّا تَحَوَّلَ عَنْ حالِ النَّعْتِ، وَدَخَلَتْهُ الإِمالَةُ، كَاسْمِ الحَجَّاجِ والعَجَّاجِ. والحِجُّ: الحُجَّاجُ؛ قَالَ: كأَنما، أَصْواتُها بالوادِي، ... أَصْواتُ حِجٍّ، مِنْ عُمانَ، عَادِي هَكَذَا أَنشده ابْنُ دُرَيْدٍ بِكَسْرِ الْحَاءِ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَقَالُوا حَجَّةٌ واحدةٌ، يُرِيدُونَ عَمَلَ سَنَةٍ وَاحِدَةٍ. قَالَ الأَزهري: الحَجُّ قَضاءُ نُسُكِ سَنَةٍ واحدةٍ، وبعضٌ يَكسر الْحَاءَ، فَيَقُولُ: الحِجُّ والحِجَّةُ؛ وَقُرِئَ: وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ ، وَالْفَتْحُ أَكثر. وَقَالَ الزَّجَّاجُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ ؛ يقرأُ بِفَتْحِ الْحَاءِ وَكَسْرِهَا، وَالْفَتْحُ الأَصل. والحَجُّ: اسْمُ العَمَل. واحْتَجَّ البَيْتَ: كحَجَّه عَنِ الْهَجَرِيِّ؛ وأَنشد: تَرَكْتُ احْتِجاجَ البَيْتِ، حَتَى تَظَاهَرَتْ ... عليَّ ذُنُوبٌ، بَعْدَهُنَّ ذُنُوبُ وَقَوْلُهُ تَعَالَى: الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُوماتٌ ؛ هِيَ شوَّال وَذُو الْقَعْدَةِ، وعشرٌ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: مَعْنَاهُ وقتُ الْحَجِّ هَذِهِ الأَشهرُ. وَرُوِيَ عَنِ الأَثرم وَغَيْرِهِ: مَا سَمِعْنَاهُ مِنَ الْعَرَبِ حَجَجْتُ حَجَّةً، وَلَا رأَيتُ رأْيَةً، وإِنما يَقُولُونَ حَجَجْتُ حِجَّةً. قَالَ: والحَجُّ والحِجُّ لَيْسَ عِنْدَ الْكِسَائِيِّ بَيْنَهُمَا فُرْقانٌ. وَغَيْرُهُ يَقُولُ: الحَجُّ حَجُّ البيْتِ، والحِجُّ عَمَلُ السَّنَةِ. وَتَقُولُ: حَجَجْتُ فُلَانًا إِذا أَتَيْتَه مرَّة بَعْدَ مَرَّةٍ، فَقِيلَ: حُجَّ البَيْتُ لأَن الناسَ يأْتونه كلَّ سَنَةٍ. قَالَ الْكِسَائِيُّ: كَلَامُ الْعَرَبِ كُلُّهُ عَلَى فَعَلْتُ فَعْلَةً إِلّا قولَهم حَجَجْتُ حِجَّةً، ورأَيتُ رُؤْيَةً. والحِجَّةُ: السَّنَةُ، وَالْجَمْعُ حِجَجٌ. وَذُو الحِجَّةِ: شهرُ الحَجِّ، سُمِّيَ بِذَلِكَ لِلحَجِّ فِيهِ، وَالْجَمْعُ ذَواتُ الحِجَّةِ، وذَواتُ القَعْدَةِ، وَلَمْ يَقُولُوا: ذَوُو عَلَى وَاحِدِهِ. وامرأَة حاجَّةٌ ونِسْوَةٌ حَواجُّ بَيْتِ اللَّهِ بالإِضافة إِذا كُنَّ قَدْ حَجَجْنَ، وإِن لَمْ يَكُنَّ قَدْ حَجَجْنَ، قُلْتَ: حَواجُّ بَيْتَ اللَّهِ، فَتَنْصِبُ الْبَيْتَ لأَنك تُرِيدُ التَّنْوِينَ فِي حَواجَّ، إِلا أَنه لَا يَنْصَرِفُ، كَمَا يُقَالُ: هَذَا ضارِبُ زيدٍ أَمْسِ، وضارِبٌ زَيْدًا غَدًا، فَتَدُلُّ بِحَذْفِ التَّنْوِينِ عَلَى أَنه قَدْ ضَرَبَهُ، وبإِثبات التَّنْوِينِ عَلَى أَنه لَمْ يَضْرِبْهُ. وأَحْجَجْتُ فُلَانًا إِذا بَعَثْتَه لِيَحُجَّ. وَقَوْلُهُمْ: وحَجَّةِ (2/227) اللَّهِ لَا أَفْعَلُ بِفَتْحِ أَوَّله وخَفْضِ آخِرِهِ، يمينٌ لِلْعَرَبِ. الأَزهريُّ: وَمِنْ أَمثال الْعَرَبِ: لَجَّ فَحَجَّ؛ مَعْنَاهُ لَجَّ فَغَلَبَ مَنْ لاجَّه بحُجَجِه. يُقَالُ: حاجَجْتُه أُحاجُّه حِجاجاً ومُحاجَّةً حَتَّى حَجَجْتُه أَي غَلَبْتُه بالحُجَجِ الَّتِي أَدْلَيْتُ بها؛ وقيل: مَعْنَى قَوْلِهِ لَجَّ فَحَجَّ أَي أَنه لَجَّ وتمادَى بِهِ لَجاجُه، وأَدَّاه اللَّجاجُ إِلى أَن حَجَّ البيتَ الْحَرَامَ، وَمَا أَراده؛ أُريد: أَنه هاجَر أَهلَه بلَجاجه حَتَّى خَرَجَ حَاجًّا. والمَحَجَّةُ: الطَّرِيقُ؛ وَقِيلَ: جادَّةُ الطَّرِيقِ؛ وَقِيلَ: مَحَجَّة الطَّرِيقِ سَنَنُه. والحَجَوَّجُ: الطَّرِيقُ تَسْتَقِيمُ مَرَّةً وتَعْوَجُّ أُخْرى؛ وأَنشد: أَجَدُّ أَيامُك مِنْ حَجَوَّجِ، ... إِذا اسْتَقامَ مَرَّةً يُعَوَّجِ والحُجَّة: البُرْهان؛ وَقِيلَ: الحُجَّة مَا دُوفِعَ بِهِ الْخَصْمُ؛ وَقَالَ الأَزهري: الحُجَّة الْوَجْهُ الَّذِي يَكُونُ بِهِ الظَّفَرُ عِنْدَ الْخُصُومَةِ. وَهُوَ رَجُلٌ مِحْجاجٌ أَي جَدِلٌ. والتَّحاجُّ: التَّخاصُم؛ وَجَمْعُ الحُجَّةِ: حُجَجٌ وحِجاجٌ. وحاجَّه مُحاجَّةً وحِجاجاً: نَازَعَهُ الحُجَّةَ. وحَجَّه يَحُجُّه حَجّاً: غَلَبَهُ عَلَى حُجَّتِه. وَفِي الْحَدِيثِ: فَحَجَّ آدمُ مُوسَى أَي غَلَبَه بالحُجَّة. واحْتَجَّ بالشيءِ: اتَّخَذَهُ حُجَّة؛ قَالَ الأَزهري: إِنما سُمِّيَتْ حُجَّة لأَنها تُحَجُّ أَي تقتصد لأَن الْقَصْدَ لَهَا وإِليها؛ وَكَذَلِكَ مَحَجَّة الطَّرِيقِ هِيَ المَقْصِدُ والمَسْلَكُ. وَفِي حَدِيثِ الدَّجَّالِ: إِن يَخْرُجْ وأَنا فِيكُمْ فأَنا حَجِيجُه أَي مُحاجُّهُ ومُغالِبُه بإِظهار الحُجَّة عَلَيْهِ. والحُجَّةُ: الدَّلِيلُ وَالْبُرْهَانُ. يُقَالُ: حاجَجْتُه فأَنا مُحاجٌّ وحَجِيجٌ، فَعِيل بِمَعْنَى فَاعِلٍ. وَمِنْهُ حَدِيثُ مُعَاوِيَةَ: فَجَعَلْتُ أَحُجُّ خَصْمِي أَي أَغْلِبُه بالحُجَّة. وحَجَّه يَحُجُّه حَجّاً، فَهُوَ مَحْجوجٌ وحَجِيج، إِذا قَدَحَ بالحَديد فِي العَظْمِ إِذا كَانَ قَدْ هَشَمَ حَتَّى يَتَلَطَّخ الدِّماغُ بِالدَّمِ فيَقْلَعَ الجِلْدَة الَّتِي جَفَّت، ثُمَّ يُعالَج ذَلِكَ فَيَلْتَئِمُ بِجِلْدٍ وَيَكُونَ آمَّةً؛ قَالَ أَبو ذؤَيب يَصِفُ امرأَة: وصُبَّ عَلَيْهَا الطِّيبُ حَتَّى كأَنَّها ... أَسِيٌّ، عَلَى أُمِّ الدِّماغ، حَجِيجُ وَكَذَلِكَ حَجَّ الشجَّةَ يَحُجُّها حَجّاً إِذا سَبَرها بالمِيلِ ليُعالِجَها؛ قَالَ عذارُ بنُ دُرَّةَ الطَّائِيُّ: يَحُجُ مَأْمُومَةً، فِي قَعْرِها لَجَفٌ، ... فاسْتُ الطَّبِيب قَذاها كالمَغاريدِ المَغاريدُ: جَمْعُ مُغْرُودٍ، هُوَ صَمْغٌ مَعْرُوفٌ. وَقَالَ: يَحُجُّ يُصْلِحُ مَأْمُومَةً شَجَّةً بَلَغَتْ أُمَّ الرأْس؛ وَفَسَّرَ ابْنُ دُرَيْدٍ هَذَا الشِّعْرَ فَقَالَ: وَصَفَ هَذَا الشَّاعِرُ طَبِيبًا يُدَاوِي شَجَّةً بعيدَة القَعْر، فَهُوَ يَجْزَعُ مِنْ هَوْلِها، فَالْقَذَى يَتَسَاقَطُ مِنِ اسْتِهِ كالمَغاريد؛ وَقَالَ غَيْرُهُ: استُ الطَّبِيبِ يُرادُ بِهَا مِيلُهُ، وشَبَّهَ مَا يَخْرُجُ مِنَ القَذى عَلَى مِيلِهِ بِالْمَغَارِيدِ. والمَغاريدُ: جَمْعُ مُغْرُودٍ، وَهُوَ صَمْغٌ مَعْرُوفٌ. وَقِيلَ: الحَجُّ أَن يُشَجَّ الرجلُ فَيَخْتَلِطَ الدَّمُ بِالدِّمَاغِ، فَيُصَبَّ عَلَيْهِ السَّمْنُ المُغْلَى حَتَّى يَظْهَرَ الدَّمُ، فيؤْخذَ بِقُطْنَةٍ. الأَصمعي: الحَجِيجُ مِنَ الشِّجاجِ الَّذِي قَدْ عُولِجَ، وَهُوَ ضَرْبٌ مِنْ عِلَاجِهَا. وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: الحَجُّ أَن تُفْلَقَ الهامَةُ فَتُنْظَرَ هَلْ فِيهَا عَظْم أَو دَمٌ. قَالَ: والوَكْسُ أَن يقَعَ فِي أُمِّ الرأْس دَمٌ أَو عِظَامٌ أَو يُصِيبُهَا عَنَتٌ؛ وَقِيلَ: حَجَّ الجُرْحَ (2/228) سَبَرَهُ لِيَعْرِفَ غَوْرَهُ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي: والحُجُجُ: الجِراحُ المَسْبُورَةُ. وَقِيلَ: حَجَجْتُها قِسْتُها، وحَجَجْتُهُ حَجّاً، فَهُوَ حَجِيجٌ، إِذا سَبَرْتَ شَجَّتَه بالمِيل لِتُعالِجَه. والمِحْجاجُ: المِسْبارُ. وحَجَّ العَظْمَ يَحُجُّهُ حَجّاً: قَطَعَهُ مِنَ الجُرْح وَاسْتَخْرَجَهُ، وَقَدْ فَسَّرَهُ بَعْضُهُمْ بِمَا أُنشِدْنا لأَبي ذُؤَيْبٍ. ورأْسٌ أَحَجُّ: صُلْبٌ. واحْتَجَّ الشيءُ: صَلُبَ؛ قَالَ المَرَّارُ الفَقْعَسِيُّ يَصِفُ الرِّكَابَ فِي سَفَرٍ كَانَ سَافَرَهُ: ضَرَبْنَ بكُلِّ سالِفَةٍ ورَأْسٍ ... أَحَجَّ، كَأَنَّ مُقْدَمَهُ نَصِيلُ والحَجاجُ والحِجاجُ: العَظْمُ النابِتُ عَلَيْهِ الحاجِبُ. والحِجاجُ: العَظْمُ المُسْتَديرُ حَوْلَ الْعَيْنِ، وَيُقَالُ: بَلْ هُوَ الأَعلى تَحْتَ الْحَاجِبِ؛ وأَنشد قَوْلَ الْعَجَّاجِ: إِذا حِجاجا مُقْلَتَيْها هَجَّجا وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: هُوَ الحَجَّاجُ «3» . والحَجَاجُ: العَظْمُ المُطْبِقُ عَلَى وَقْبَةِ الْعَيْنِ وَعَلَيْهِ مَنْبَتُ شعَر الْحَاجِبِ. والحَجَاجُ والحِجَاجُ، بِفَتْحِ الحاءِ وَكَسْرِهَا: الْعَظْمُ الَّذِي يَنْبُتُ عَلَيْهِ الْحَاجِبُ، وَالْجَمْعُ أَحِجَّة؛ قَالَ رؤْبة: صَكِّي حِجاجَيْ رَأْسِه وبَهْزي وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَتِ الضبُعُ وأَولادُها فِي حِجاجِ [حَجاجِ] عينِ رَجُلٍ مِنَ الْعَمَالِيقِ. الحِجاج، بِالْكَسْرِ وَالْفَتْحِ: الْعَظْمُ الْمُسْتَدِيرُ حَوْلَ الْعَيْنِ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ جَيْشِ الخَبَطِ: فَجَلَسَ فِي حَجَاج عَيْنِهِ كَذَا كَذَا نَفَرًا ؛ يَعْنِي السَّمَكَةَ الَّتِي وَجَدُوهَا عَلَى الْبَحْرِ. وَقِيلَ: الحِجاجان الْعَظْمَانِ المُشرِفانِ عَلَى غارِبَي الْعَيْنَيْنِ؛ وَقِيلَ: هُمَا مَنْبَتا شعَرِ الْحَاجِبَيْنِ مِنَ الْعَظْمِ؛ وَقَوْلُهُ: تُحاذِرُ وَقْعَ الصَّوْتِ خَرْصاءُ ضَمَّها ... كَلالٌ، فَحالَتْ فِي حِجا حاجِبٍ ضَمْرِ فإِن ابْنَ جِنِّيٍّ قَالَ: يُرِيدُ فِي حِجاجِ حاجِبٍ ضَمْرٍ، فَحُذِفَ لِلضَّرُورَةِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَنه أَراد بِالْحِجَا هَاهُنَا النَّاحِيَةَ؛ وَالْجَمْعُ: أَحِجَّةٌ وحُجُجٌ. قَالَ أَبو الْحَسَنِ: حُجُجٌ شَاذٌّ لأَن مَا كَانَ مِنْ هَذَا النَّحْوِ لَمْ يُكَسَّر عَلَى فُعُلٍ، كَرَاهِيَةَ التَّضْعِيفِ؛ فأَما قَوْلُهُ: يَتْرُكْنَ بالأَمالِسِ السَّمالِجِ، ... للطَّيْرِ واللَّغاوِسِ الهَزالِجِ، كلَّ جَنِينٍ مَعِرِ الحَواجِجِ فإِنه جَمَعَ حِجاجاً عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ، وأَظهر التَّضْعِيفَ اضْطِرَارًا. والحَجَجُ: الوَقْرَةُ فِي الْعَظْمِ. والحِجَّةُ، بِكَسْرِ الحاءِ، والحاجَّةُ: شَحْمَةُ الأُذُنِ، الأَخيرة اسْمٌ كَالْكَاهِلِ وَالْغَارِبِ؛ قَالَ لَبِيدٌ يَذْكُرُ نِسَاءً: يَرُضْنَ صِعابَ الدُّرِّ فِي كلِّ حِجَّةٍ، ... وإِنْ لَمْ تَكُنْ أَعْناقُهُنَّ عَواطِلا غَرائِرُ أَبْكارٌ، عَلَيْها مَهابَةٌ، ... وعُونٌ كِرامٌ يَرْتَدينَ الوَصائِلا يَرُضْنَ صِعابَ الدُّرِّ أَي يَثْقُبْنَهُ. والوصائِلُ: بُرُودُ اليَمن، وَاحِدَتُهَا وَصِيلة. والعُونُ جَمْعُ عَوانٍ: للثيِّب. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: الحِجَّةُ هَاهُنَا المَوْسِمُ؛ __________ (3) . قوله [الحجاج] هو بالتشديد في الأَصل المعوّل عليه بأَيدينا، ولم نجد التشديد في كتاب من كتب اللغة التي بأيدينا. (2/229) وَقِيلَ: فِي كُلِّ حِجَّة أَي فِي كُلِّ سَنَةٍ، وَجَمْعُهَا حِجَجٌ. أَبو عَمْرٍو: الحِجَّةُ والحَجَّةُ ثُقْبَةُ شَحْمَة الأُذن. والحَجَّة أَيضاً: خَرَزَةٌ أَو لُؤْلُؤَةٌ تُعَلَّق فِي الأُذن؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: وَرُبَّمَا سُمِّيَتْ حاجَّةً. وحِجاجُ [حَجاجُ] الشَّمْسِ: حاجِبُها، وَهُوَ قَرْنها؛ يُقَالُ: بَدَا حِجاجُ الشَّمْسِ. وحِجاجا [حَجاجا] الْجَبَلِ: جَانِبَاهُ. والحُجُجُ: الطرُقُ المُحَفَّرَةُ. والحَجَّاجُ: اسْمُ رَجُلٍ؛ أَماله بَعْضُ أَهل الإِمالة فِي جَمِيعِ وُجُوهِ الإِعراب عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ فِي الرَّفْعِ وَالنَّصْبِ، وَمِثْلُ ذَلِكَ النَّاسُ فِي الجرِّ خَاصَّةً؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وإِنما مَثَّلْتُهُ بِهِ لأَن أَلف الْحَجَّاجِ زَائِدَةٌ غَيْرُ مُنْقَلِبَةٍ، وَلَا يُجَاوِرُهَا مَعَ ذَلِكَ مَا يُوجِبُ الإِمالة، وَكَذَلِكَ النَّاسُ لأَن الأَصل إِنما هُوَ الأُناس فَحَذَفُوا الْهَمْزَةَ، وَجَعَلُوا اللَّامَ خَلَفاً مِنْهَا كَاللَّهِ إِلا أَنهم قَدْ قَالُوا الأُناس، قَالَ: وَقَالُوا مَرَرْتُ بِنَاسٍ فأَمالوا فِي الْجَرِّ خَاصَّةً، تَشْبِيهًا للأَلف بأَلف فاعِلٍ، لأَنها ثَانِيَةٌ مِثْلُهَا، وَهُوَ نَادِرٌ لأَن الأَلف لَيْسَتْ مُنْقَلِبَةً؛ فأَما فِي الرَّفْعِ وَالنَّصْبِ فَلَا يُمِيلُهُ أَحد، وَقَدْ يَقُولُونَ: حَجَّاج، بِغَيْرِ أَلف وَلَامٍ، كَمَا يَقُولُونَ: الْعَبَّاسُ وَعَبَّاسٌ، وَتَعْلِيلُ ذَلِكَ مَذْكُورٌ فِي مَوَاضِعِهِ. وحِجِجْ: مِنْ زَجْرِ الْغَنَمِ. وَفِي حَدِيثِ الدعاءِ: اللَّهُمَّ ثَبِّت حُجَّتي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ أَي قَوْلي وإِيماني فِي الدُّنْيَا وَعِنْدَ جَوَابِ الْمَلَكَيْنِ فِي الْقَبْرِ. حجحج: الحَجْحَجَة: النُّكُوصُ. يُقَالُ: حَمَلُوا عَلَى الْقَوْمِ حَمْلَةً ثُمَّ حَجْحَجُوا. وحَجْحَجَ الرجلُ: نَكَصَ، وَقِيلَ: عَجَزَ؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: ضَرْباً طِلَحْفاً لَيْسَ بالمُحَجْحِجِ أَي لَيْسَ بِالْمُتَوَانِي المُقَصِّر. وحَجْحَجَ الرَّجُلُ إِذا أَراد أَن يَقُولَ مَا فِي نَفْسِهِ ثُمَّ أَمسك، وَهُوَ مِثْلُ المَجْمَجَة. وَفِي الْمُحْكَمِ: حَجْحَجَ الرَّجُلُ: لَمْ يُبْدِ مَا فِي نَفْسِهِ. والحَجْحَجَةُ: التَّوَقُّفُ عَنِ الشيءِ والارتداعُ. وحَجْحَجَ عَنِ الشَّيْءِ: كفَّ عَنْهُ. وحَجْحَجَ: صَاحَ. وتَحَجْحَجَ: صَاحَ. وَتَحَجْحَجَ القومُ بِالْمَكَانِ: أَقاموا بِهِ فَلَمْ يَبْرَحُوا. وكَبْشٌ حَجْحَجٌ: عَظِيمٌ؛ قَالَ: أَرْسَلْتُ فِيهَا حَجْحَجاً قَدْ أَسْدَسا حدج: الحِدْجُ: الحِمْلُ. والحِدْجُ: مِنْ مَرَاكِبِ النساءِ يُشْبِهُ المِحَفَّة، والجمعُ أَحْداجٌ وحُدُوجٌ، وَحَكَى الْفَارِسِيُّ: حُدُجٌ، وأَنشد عَنْ ثَعْلَبٍ: قُمْنا فآنَسْنا الحُمُولَ والحُدُجْ وَنَظِيرُهُ سِتْرٌ وسُتُرٌ؛ وأَنشد أَيضاً: والمَسْجِدانِ وبَيْتٌ نَحْنُ عامِرُهُ ... لَنا، وزَمْزَمُ والأَحْواضُ والسُّتُرُ والحُدُوجُ: الإِبلُ بِرِحَالِهَا؛ قَالَ: عَيْنا ابنِ دَارَةَ خَيرٌ مِنْكُمَا نَظَراً ... إِذِ الحُدُوجُ بأَعْلى عاقِلٍ زُمَرُ والحِداجَةُ كالحِدْجِ، وَالْجَمْعُ حَدائِجُ. قَالَ اللَّيْثُ: الحِدْجُ مَرْكَبٌ لَيْسَ بِرَحْلٍ وَلَا هَوْدَجٍ، تَرْكَبُهُ نساءُ الأَعراب. قَالَ الأَزهري: الحِدْجُ، بِكَسْرِ الْحَاءِ، مَرْكَبٌ مِنْ مَرَاكِبِ النِّسَاءِ نَحْوُ الْهَوْدَجِ والمِحَفَّة؛ وَمِنْهُ الْبَيْتُ السَّائِرُ: شَرَّ يَوْمَيْها، وأَغْواهُ لَهَا، ... رَكِبَتْ عَنْزٌ، بِحِدْجٍ، جَمَلا (2/230) وَقَدْ ذَكَرْنَا تَفْسِيرَ هَذَا الْبَيْتِ فِي تَرْجَمَةِ عنز؛ وَقَالَ الْآخَرُ: فَجَرَ البَغِيُّ بِحِدْجِ رَبَّتِها، ... إِذا مَا الناسُ شَلُّوا وحَدَجَ البعيرَ والنَّاقَةَ يَحْدِجُهما حَدْجاً وحِداجاً، وأَحْدَجَهما: شَدَّ عَلَيْهِمَا الحِدْجَ والأَداةَ ووَسَّقَهُ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَكَذَلِكَ شَدُّ الأَحمال وتوسيقُها؛ قَالَ الأَعشى: أَلا قُلْ لِمَيْثاءَ: مَا بالُها؟ ... أَلِلْبَيْنِ تُحْدَجُ أَحْمالُها؟ وَيُرْوَى: أَجمالُها، بِالْجِيمِ، أَي تُشَدُّ عَلَيْهَا، وَالرِّوَايَةُ الصَّحِيحَةُ: تُحْدَجُ أَجمالُها. قَالَ الأَزهري: وأَما حَدْجُ الأَحمال بِمَعْنَى تَوْسِيقِهَا فَغَيْرُ مَعْرُوفٍ عِنْدَ الْعَرَبِ، وَهُوَ غَلَطٌ. قَالَ شَمِرٌ: سَمِعْتُ أَعرابيّاً يَقُولُ: انْظُرُوا إِلى هَذَا الْبَعِيرِ الغُرْنُوقِ الَّذِي عَلَيْهِ الحِداجَةُ، قَالَ: وَلَا يُحْدَجُ البعيرُ حَتَّى تَكْمُلَ فِيهِ الأَداةُ، وَهِيَ البِدادانِ والبِطانُ والحَقَبُ، وجمعُ الحِداجَةِ حَدائِجُ. قَالَ: وَالْعَرَبُ تُسَمِّي مَخَالِي القَتَبِ أَبِدَّةً، وَاحِدُهَا بِدادٌ، فإِذا ضُمَّتْ وأُسرت وَشُدَّتْ إِلى أَقتابها مَحْشُوَّةً، فَهِيَ حِينَئِذٍ حِداجَةٌ. وَسُمِّيَ الْهَوْدَجُ الْمَشْدُودُ فَوْقَ الْقَتَبِ حَتَّى يُشَدَّ عَلَى الْبَعِيرِ شَدًّا وَاحِدًا بِجَمِيعِ أَداته: حِدْجاً، وَجَمْعُهُ حُدُوجٌ. وَيُقَالُ: احْدِجْ بَعِيرَكَ أَي شُدَّ عَلَيْهِ قَتَبَهُ بأَداته. ابْنُ السِّكِّيتِ: الحُدُوجُ والأَحْداجُ والحَدائجُ مراكبُ النساءِ، واحدُها حِدْجٌ وحِداجَةٌ؛ قَالَ الأَزهري: لَمْ يُفَرِّقِ ابْنُ السِّكِّيتِ بَيْنَ الحِدْجِ والحِداجَةِ، وَبَيْنَهُمَا فَرْقٌ عِنْدَ الْعَرَبِ عَلَى مَا بَيَّنَّاهُ. قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: سَمِعْتُ أَبا صَاعِدٍ الكلابيَّ يَقُولُ: قَالَ رَجُلٌ مِنَ الْعَرَبِ لِصَاحِبِهِ فِي أَتانٍ شَرُودٍ: الْزَمْها، رَمَاهَا اللَّهُ بِرَاكِبٍ قليلِ الحِداجَةِ، بعيدِ الحاجَةِ أَراد بالحِداجَةِ أَداةَ القَتَبِ. وَرُوِيَ عَنْ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنه قَالَ: حَجَّةً هَاهُنَا ثُمَّ احْدِجْ هَاهُنَا حَتَّى تَفْنى ؛ يَعْنِي إِلى الْغَزْوِ، قَالَ: الحَدْجُ شَدُّ الأَحمال وَتَوْسِيقُهَا؛ قَالَ الأَزهري: مَعْنَى قَوْلُ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، ثُمَّ احْدِجْ هَاهُنَا أَي شُدَّ الحِداجَةَ، وَهُوَ الْقَتَبُ بأَداته عَلَى الْبَعِيرِ لِلْغَزْوِ؛ وَالْمَعْنَى حُجَّ حَجَّةً وَاحِدَةً، ثُمَّ أَقبل عَلَى الْجِهَادِ إِلى أَن تَهْرَمَ أَو تموتَ، فَكَنَّى بالحِدْجِ عَنْ تَهْيِئَةِ الْمَرْكُوبِ لِلْجِهَادِ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي: تُلَهِّي المَرْءَ بالحُدْثانِ لَهْواً ... وتَحْدِجُهُ كَمَا حُدِجَ المُطِيقُ هُوَ مَثَلٌ أَي تَغْلِبُهُ بِدَلِّها وَحَدِيثِهَا حَتَّى يكونَ مِنْ غَلَبَتِها لَهُ كالمَحْدُوجِ الْمَرْكُوبِ الذَّلِيلِ مِنَ الجِمال. والمِحْدَجُ مِيسَمٌ مِنْ مَياسِم الإِبل. وحَدَجَهُ: وسَمَهُ بالمِحْدَجِ. وحَدَجَ الفرسُ يَحْدِجُ حُدوجاً: نَظَرَ إِلى شَخْصٍ أَو سَمِعَ صَوْتًا فأَقام أُذنه نَحْوَهُ مَعَ عَيْنَيْهِ. والتحدِيجُ: شدَّة النَّظَرِ بَعْدَ رَوْعَةٍ وفَزْعَةٍ. وحَدَجَهُ بِبَصَرِهِ يَحْدِجُهُ حَدْجاً وحُدُوجاً، وحَدَّجَهُ: نَظَرَ إِليه نَظَرًا يَرْتَابُ بِهِ الآخرُ وَيَسْتَنْكِرُهُ؛ وَقِيلَ: هُوَ شدَّة النَّظَرِ وحِدَّته. يُقَالُ: حَدَّجَهُ بِبَصَرِهِ إِذا أَحَدَّ النَّظَرَ إِليه؛ وَقِيلَ: حَدَجَه بِبَصَرِهِ وحَدَجَ إِليه رَمَاهُ بِهِ. وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ أَنه قَالَ: حَدِّثِ القومَ مَا حَدَجُوك بأَبصارهم أَي مَا أَحَدُّوا النَّظَرَ إِليك؛ يَعْنِي مَا دَامُوا مُقْبِلِينَ عَلَيْكَ نَشِيطِينَ لِسَمَاعِ حَدِيثِكَ، يَشْتَهُونَ حَدِيثَكَ وَيَرْمُونَ بأَبصارهم، فإِذا رأَيتهم قَدْ مَلُّوا فَدَعْهُمْ؛ قَالَ الأَزهري: وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَن الحَدْجَ فِي النَّظَرِ يَكُونُ (2/231) بِلَا رَوْعٍ وَلَا فَزَعٍ. وَفِي حَدِيثِ الْمِعْرَاجِ: أَلَمْ تَرَوْا إِلى مَيِّتِكُمْ حِينَ يَحْدِجُ بِبَصَرِهِ فإِنما يَنْظُرُ إِلى الْمِعْرَاجِ مِنْ حُسْنه؟ حَدَجَ بِبَصَرِهِ يَحْدِجُ إِذا حَقَّقَ النَّظَرَ إِلى الشَّيْءِ. وحَدَجَهُ بِبَصَرِهِ: رَمَاهُ بِهِ حَدْجاً. الْجَوْهَرِيُّ: التَّحْدِيجُ مِثْلُ التَّحْدِيقِ. وحَدَجَهُ بسَهْمٍ يَحْدِجُهُ حَدْجاً: رَمَاهُ بِهِ. وحَدَجَه بِذَنْبِ غَيْرِهِ يَحْدِجُه حَدْجاً: حَمَلَهُ عَلَيْهِ وَرَمَاهُ بِهِ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ يَصِفُ الْحِمَارَ والأُتُنَ: إِذا اسْبَجَرَّا مِنْ سوادٍ حَدَجَا وَقَوْلُ أَبي النَّجْمِ: يُقَتِّلُنا مِنْها عُيُونٌ، كأَنَّها ... عُيُونُ المَهَا، مَا طَرْفُهُنَّ بِحَادِجِ يُرِيدُ أَنها سَاجِيَةُ الطَّرْفِ؛ وَقَالَ ابْنُ الْفَرَجِ: حَدَجَهُ بِالْعَصَا حَدْجاً، وحَبَجَهُ حَبْجاً إِذا ضَرَبَهُ بِهَا. أَبو عَمْرٍو الشَّيْبَانِيُّ: يُقَالُ حَدَجْتُهُ بِبَيْعِ سَوْءٍ أَي فَعَلْتُ ذَلِكَ بِهِ؛ قَالَ وأَنشدني ابْنُ الأَعرابي: حَدَجْتُ ابنَ مَحْدُوجٍ بِسِتِّينَ بَكْرَةً، ... فلمَّا اسْتَوَتْ رِجْلاهُ، ضَجَّ مِنَ الوَقْرِ قَالَ: وَهَذَا شِعْرُ امرأَة تَزَوَّجُهَا رَجُلٌ عَلَى سِتِّينَ بَكْرَةً. وَقَالَ غَيْرُهُ: حَدَجْتُهُ ببيعِ سَوْءٍ وَمَتَاعِ سَوْءٍ إِذا أَلزمته بَيْعًا غَبَنْتَهُ فِيهِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ: يَعِجُّ ابنُ خِرْباقٍ مِنَ البَيْعِ، بَعْدَ ما ... حَدَجْتُ ابنَ خِرْباقٍ بِجَرْباءَ نازِعِ قَالَ الأَزهري: جَعَلَهُ كَبَعِيرٍ شدَّ عَلَيْهِ حِدَاجَتهُ حِينَ أَلزمه بَيْعًا لَا يُقَالُ مِنْهُ. الأَزهري: الحَدَجُ حَمْلُ الْبِطِّيخِ وَالْحَنْظَلِ مَا دَامَ رَطْبًا، والحُدْجُ، لُغَةٌ فِيهِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والحَدَجُ والحُدْجُ الْحَنْظَلُ وَالْبِطِّيخُ مَا دَامَ صِغَارًا أَخضر قَبْلَ أَن يَصْفَرَّ؛ وَقِيلَ هُوَ مِنَ الْحَنْظَلِ مَا اشتدَّ وَصَلُبَ قَبْلَ أَن يَصْفَرَّ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: فَيَاشِلٌ كالحَدَجِ المُنْدالِ، ... بَدَوْنَ مِنْ مُدَّرِعَيْ أَسْمَالِ وَاحِدَتُهُ حَدَجَةٌ. وَقَدْ أَحْدَجَت الشجرةُ؛ قَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: أَهل الْيَمَامَةِ يُسَمُّونَ بِطِّيخًا عِنْدَهُمْ أَخضر مِثْلَ مَا يَكُونُ عِنْدَنَا أَيام التِّيرْمَاهْ «1» بِالْبَصْرَةِ: الحَدَجَ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ: رأَيت كأَني أَخذت حَدَجَةَ حنظلٍ فَوَضَعْتُهَا بَيْنَ كَتِفَيْ أَبي جَهْلٍ. الْحَدَجَةُ، بِالتَّحْرِيكِ: الْحَنْظَلَةُ الفَجَّة الصُّلْبَةُ. ابْنُ سِيدَهْ: والحَدَجُ حَسَكُ القُطْبِ مَا دَامَ رَطْباً. ومَحْدُوجٌ وحُدَيْجٌ وحَدَّاجٌ: أَسماء. والحَدَجَةُ: طَائِرٌ يُشْبِهُ الْقَطَا، وأَهل الْعِرَاقِ يُسَمُّونَ هَذَا الطَّائِرَ الَّذِي نُسَمِّيهِ اللَّقْلَقَ: أَبا حُدَيْجٍ. الْجَوْهَرِيُّ: وحُنْدُجٌ اسْمُ رَجُلٍ. حدرج: الحُدْرُجُ والحُدْرُوجُ والمُحَدْرَجُ، كُلُّهُ: الأَمْلَسُ. والمُحَدْرَجُ: الْمَفْتُولُ. ووتَرٌ مُحَدْرَجُ المَسِّ: شُدَّ فَتْلُه؛ ابْنُ شُمَيْلٍ: هُوَ الجَيِّدُ الْغَارَةِ المُسْتَوي. وسَوْطٌ مُحَدْرَجٌ: مُغَارٌ. وحَدْرَجَه أَي فَتَلَهُ وأَحكمه؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ: أَخافُ زِياداً أَن يكونَ عطاؤُهُ ... أَدَاهِمَ سُوداً، أَو مُحَدْرَجَةً سُمْرا يَعْنِي بالأَداهِم القيودَ، وبالمُحَدْرَجَةِ السياطَ؛ وَقَوْلُ القُحَيْفِ العُقَيْليّ: صَبَحْناها السِّيَاطَ مُحَدْرَجاتٍ، ... فَعَزَّتْها الضَّلِيعَةُ والضَّلِيعُ __________ (1) . قوله [التيرماه] هو رابع الشهور الشمسية عند الفرس، كذا بهامش شرح القاموس المطبوع. (2/232) يَجُوزُ أَن تَكُونَ المُلْسَ، وَيَجُوزُ أَن تَكُونَ الْمَفْتُولَةَ؛ وَبِالْمَفْتُولَةِ فَسَّرَهَا ابْنُ الأَعرابي. وحَدْرَجَ الشيءَ: دَحْرَجَه. والحِدْرِجانُ، بِالْكَسْرِ: الْقَصِيرُ؛ مَثَّل بِهِ سِيبَوَيْهِ، وَفَسَّرَهُ السِّيرَافِيُّ. وحِدْرِجانُ: اسْمٌ، عَنِ السِّيرَافِيِّ خَاصَّةً؛ التَّهْذِيبُ أَنشَدَ الأَصمعِي لِهمْيان: أَزامِجاً وزَجَلًا هُزامِجَا، ... يَخْرُجُ مِنْ أَجْوافِها هَزالِجَا، تَدْعُو بِذاكَ الدَّجَجَانَ الدَّارِجا، ... جِلَّتَهَا وعَجْمَها الحَضَالِجا، عُجُومَهَا وحَشْوَها الحَدَارِجا الحَدَارِجُ والحَضالِجُ: الصِّغارُ. حرج: الحِرْجُ والحَرَجُ: الإِثمُ. والحارجُ: الْآثِمُ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أُراه عَلَى النَّسَبِ، لأَنه لَا فِعْلَ لَهُ. والحَرَجُ والحَرِجُ والمُتَحَرِّجُ: الكافُّ عَنِ الإِثم. وَقَوْلُهُمْ: رَجُلٌ مُتَحَرِّجٌ، كَقَوْلِهِمْ: رجلٌ مُتَأَثِّمٌ ومُتَحَوِّبٌ ومُتَحَنِّثٌ، يُلْقِي الحَرَجَ والحِنْثَ والحُوبَ والإِثم عَنْ نَفْسِهِ. ورجلٌ مُتَلَوِّمٌ إِذا تَرَبَّصَ بالأَمر يُرِيدُ إِلْقَاءَ الْمُلَامَةِ عَنْ نَفْسِهِ؛ قَالَ الأَزهري: وَهَذِهِ حُرُوفٌ جاءَت مَعَانِيهَا مُخَالِفَةً لأَلفاظها؛ وَقَالَ: قَالَ ذَلِكَ أَحمد بْنُ يَحْيَى. وأَحْرَجَه أَي آثَمَهُ. وتَحَرَّجَ: تأَثَّم. وَالتَّحْرِيجُ: التَّضْيِيقُ؛ وَفِي الْحَدِيثِ: حَدِّثوا عَنْ بَنِي إِسرائيل وَلَا حَرَجَ. قَالَ ابْنُ الأَثير: الحَرَجُ فِي الأَصل الضِّيقُ، وَيَقَعُ عَلَى الإِثم وَالْحَرَامِ؛ وَقِيلَ: الحَرَجُ أَضْيَقُ الضِّيقِ؛ فَمَعْنَاهُ أَي لَا بأْس وَلَا إِثم عَلَيْكُمْ أَن تُحَدِّثُوا عَنْهُمْ مَا سَمِعْتُمْ، وإِن اسْتَحَالَ أَن يَكُونَ فِي هَذِهِ الأُمة مِثْلُ مَا رُوِيَ أَن ثِيَابَهُمْ كَانَتْ تَطُولُ ، وأَن النَّارَ كَانَتْ تَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ فتأْكل القُرْبانَ وَغَيْرَ ذَلِكَ، لَا أَن نَتَحَدَّثَ عَنْهُمْ بِالْكَذِبِ. وَيَشْهَدُ لِهَذَا التأْويل مَا جَاءَ فِي بَعْضِ رِوَايَاتِهِ فإِن فِيهِمُ الْعَجَائِبَ؛ وَقِيلَ: مَعْنَاهُ أَن الْحَدِيثَ عَنْهُمْ إِذا أَديته عَلَى مَا سَمِعْتَهُ، حَقًّا كَانَ أَو بَاطِلًا، لَمْ يَكُنْ عَلَيْكَ إِثم لِطُولِ الْعَهْدِ وَوُقُوعِ الفَتْرَةِ، بِخِلَافِ الْحَدِيثِ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لأَنه إِنما يَكُونُ بَعْدَ الْعِلْمِ بِصِحَّةِ رِوَايَتِهِ وَعَدَالَةِ رُوَاتِهِ؛ وَقِيلَ: مَعْنَاهُ أَن الْحَدِيثَ عَنْهُمْ لَيْسَ عَلَى الْوُجُوبِ لأَن قَوْلَهُ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، فِي أَوّل الْحَدِيثِ: بَلِّغُوا عَنِّي ؛ عَلَى الْوُجُوبِ، ثُمَّ أَتبعه بِقَوْلِهِ: وحدِّثوا عَنْ بَنِي إِسرائيل وَلَا حَرَجَ عَلَيْكُمْ إِن لَمْ تحدِّثوا عَنْهُمْ. قَالَ: وَمِنْ أَحاديث الْحَرَجِ قَوْلُهُ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، فِي قَتْلِ الْحَيَّاتِ: فَلْيُحَرِّجْ عَلَيْهَا ؛ هُوَ أَن يَقُولَ لَهَا: أَنت فِي حَرَجٍ أَي فِي ضِيقٍ، إِن عُدْتِ إِلينا فَلَا تَلُومِينَا أَن نُضَيِّقَ عَلَيْكِ بالتَّتَبُّع وَالطَّرْدِ وَالْقَتْلِ. قَالَ: وَمِنْهَا حَدِيثُ الْيَتَامَى: تَحَرَّجُوا أَن يأْكلوا مَعَهُمْ ؛ أَي ضَيَّقُوا عَلَى أَنفسهم. وتَحَرَّجَ فلانٌ إِذا فَعَلَ فِعْلًا يَتحَرَّجُ بِهِ، مِن الحَرَج، الإِثم وَالضِّيقُ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: اللَّهم إِني أُحَرِّجُ حَقَّ الضعيفَين: الْيَتِيمِ والمرأَة أَي أُضيقه وأُحرمه عَلَى مَن ظَلَمَهُمَا؛ وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي صَلَاةِ الْجُمْعَةِ: كَرِهَ أَن يُحْرِجَهم أَي يُوقِعَهُمْ فِي الحَرَج. قَالَ ابْنُ الأَثير: وَوَرَدَ الحَرَجُ فِي أَحاديث كَثِيرَةٍ وَكُلُّهَا رَاجِعَةٌ إِلى هَذَا الْمَعْنَى. ورجلٌ حَرَجٌ وحَرِجٌ: ضَيِّق الصَّدْرِ؛ وأَنشد: لَا حَرِجُ الصَّدْرِ وَلَا عَنِيفُ والحَرَجُ: الضِّيق. وحَرِجَ صَدْرُهُ يَحْرَجُ حَرَجاً: ضَاقَ فَلَمْ يَنْشَرِحْ لِخَيْرٍ، فَهُوَ حَرِجٌ وحَرَجٌ، فَمَنْ قَالَ حَرِج، ثَنَّى وجَمَعَ، ومَن قَالَ حَرَجٌ أَفرد، لأَنه مَصْدَرٌ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً وحَرِجاً؛ (2/233) قَالَ الْفَرَّاءُ: قرأَها ابْنُ عَبَّاسٍ «2» وَعُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، حَرَجاً، وقرأَها النَّاسُ حَرِجاً؛ قَالَ: والحَرَجُ فِيمَا فَسَّرَ ابْنُ عَبَّاسٍ هُوَ الْمَوْضِعُ الْكَثِيرُ الشَّجَرِ الَّذِي لَا يَصِلُ إِليه الراعيةُ؛ قَالَ: وَكَذَلِكَ صَدْرُ الْكَافِرِ لَا يَصِلُ إِليه الحكمةُ؛ قَالَ: وَهُوَ فِي كَسْرِهِ وَنَصْبِهِ بِمَنْزِلَةِ الوَحَدِ والوَحِدِ، والفَرَدِ والفَرِدِ، والدَّنَفِ والدَّنِفِ. وَقَالَ الزَّجَّاجُ: الحَرَجُ فِي اللُّغَةِ أَضْيَقُ الضِّيقِ، وَمَعْنَاهُ أَنه ضَيِّقٌ جِدًّا. قَالَ: ومَن قَالَ رَجُلٌ حَرَجُ الصَّدْرِ فَمَعْنَاهُ ذُو حَرَجٍ فِي صَدْرِهِ، وَمَنْ قَالَ حَرِجٌ جعلَهُ فاعِلًا؛ وَكَذَلِكَ رجل دَنَفٌ ذو دَنَفٍ، ودَنِفٌ نَعْتٌ؛ الْجَوْهَرِيُّ: وَمَكَانٌ حَرَجٌ وحَرِجٌ أَي مَكَانٌ ضَيِّقٌ كَثِيرُ الشَّجَرِ. والحَرِجُ: الَّذِي لَا يَكَادُ يَبْرَح القتالَ؛ قَالَ: مِنَّا الزُّوَينُ الحَرِجُ المُقَاتِلُ والحَرِجُ: الَّذِي لَا يَنْهَزِمُ كأَنه يَضِيقُ عَلَيْهِ العُذْرُ فِي الِانْهِزَامِ. والحَرِجُ: الَّذِي يَهَابُ أَن يتقدَّم عَلَى الأَمر، وَهَذَا ضَيِّقٌ أَيضاً. وحَرِجَ إِليه: لَجَأَ عَنْ ضِيقٍ. وأَحْرَجَه إِليه: أَلْجَأَهُ وضَيَّق عَلَيْهِ. وحَرَّجَ فلانٌ عَلَى فلانٍ إِذا ضَيَّقَ عَلَيْهِ، وأَحْرَجْتُ فُلَانًا: صَيَّرْتُهُ إِلى الحَرَجِ، وَهُوَ الضَّيِّقُ، وأَحْرَجْتُهُ: أَلْجَأْتُهُ إِلى مَضِيقٍ، وَكَذَلِكَ أَحْجَرْتُهُ وأَحْرَدْتُهُ، بِمَعْنًى واحدٍ؛ وَيُقَالُ: أَحْرَجَني إِلى كَذَا وَكَذَا فَحَرِجْتُ إِليه أَي انضممتُ. وأَحْرَجَ الكلبَ والسَّبُعَ: أَلجَأَهُ إِلى مَضِيقٍ فَحَمَلَ عَلَيْهِ. وحَرِجَ الغُبارُ، فَهُوَ حَرِجٌ: ثَارَ فِي مَوْضِعٍ ضَيِّقٍ، فَانْضَمَّ إِلى حَائِطٍ أَو سَنَدٍ؛ قَالَ: وغَارَةٍ يَحْرَجُ القَتامُ لَها، ... يَهْلِكُ فِيهَا المُناجِدُ البَطَلُ قَالَ الأَزهري: قَالَ اللَّيْثَ: يُقَالُ لِلْغُبَارِ السَّاطِعِ الْمُنْضَمِّ إِلى حَائِطٍ أَو سَنَدٍ قَدْ حَرِجَ إِليه؛ وَقَالَ لَبِيدٌ: حَرِجاً إِلى أَعْلامِهِنَّ قَتَامُها ومكانٌ حَرِجٌ وحَرِيجٌ؛ قَالَ: ومَا أَبْهَمَتْ، فَهْوَ حَجٌّ حَرِيجْ وحَرِجَتْ عينُه تحْرَجُ حَرَجاً أَي حَارَتْ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: تَزْدَادُ لِلْعَيْنِ إِبْهاجاً إِذا سَفَرَتْ، ... وتَحْرَجُ العَيْنُ فِيهَا حينَ تَنْتَقِبُ وَقِيلَ: معْناه أَنها لَا تَنْصَرِفُ وَلَا تَطْرِفُ مِنْ شِدَّةِ النَّظَرِ. الأَزهري: الحَرَجُ أَن يَنْظُرَ الرَّجُلُ فَلَا يَسْتَطِيعُ أَن يَتَحَرَّكَ مِنْ مَكَانِهِ فَرَقاً وَغَيْظًا. وحَرِجَ عَلَيْهِ السُّحورُ إِذا أَصبح قَبْلَ أَن يَتَسَحَّرَ، فَحَرُمَ عَلَيْهِ لِضِيقِ وَقْتِهِ. وحَرِجَتِ الصلاةُ عَلَى المرأَة حَرَجاً: حَرُمَتْ، وَهُوَ مِنَ الضِّيقِ لأَن الشَّيْءَ إِذا حَرُمَ فَقَدْ ضَاقَ. وحَرِجَ عليَّ ظُلْمُكَ حَرَجاً أَي حَرُمَ. وَيُقَالُ: أَحْرَجَ امرأَته بِطَلْقَةٍ أَي حَرَّمَها؛ وَيُقَالُ: أَكَسَعَهَا بالمُحْرِجَات؟ يُرِيدُ بِثَلَاثِ تَطْلِيقَاتٍ. الأَزهري: وقرأَ ابْنُ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: وحَرْثٌ حِرْجٌ أَي حَرَامٌ؛ وقرأَ النَّاسُ: وَحَرْثٌ حِجْرٌ. الْجَوْهَرِيُّ: والحِرْجُ لغةٌ فِي الحَرَجِ، وَهُوَ الإِثم؛ قَالَ: حَكَاهُ يُونُسُ. والحَرَجَةُ: الغَيْضَةُ لِضِيقِهَا؛ وَقِيلَ: الشَّجَرُ الْمُلْتَفُّ، وَهِيَ أَيضاً الشَّجَرَةُ تَكُونُ بَيْنَ الأَشجار لَا تَصِلُ إِليها الآكِلَةُ، وَهِيَ مَا رَعَى مِنَ الْمَالِ. وَالْجَمْعُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ: حَرَجٌ وأَحْرَاجٌ وحَرَجَاتٌ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: أَيا حَرَجَاتِ الحَيِّ، حِينَ تَحَمَّلُوا، ... بذِي سَلَمٍ، لَا جَادَكُنَّ ربِيعُ __________ (2) . قوله [قرأها ابن عباس إلخ] كذا بالأَصل. (2/234) وحِرَاجٌ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: عَاذَا بِكُمْ مِنْ سَنَةٍ مِسْحَاجِ، ... شَهْبَاءَ تُلْقِي وَرَقَ الحِراجِ وَهِيَ المَحاريجُ. وَقِيلَ: الحَرَجَةُ تَكُونُ مِنَ السَّمُرِ والطَّلْحِ والعَوسَجِ والسَّلَمِ والسِّدْرِ؛ وَقِيلَ: هُوَ مَا اجْتَمَعَ مِنَ السَّدْرِ وَالزَّيْتُونِ وَسَائِرِ الشَّجَرِ؛ وَقِيلَ: هِيَ مَوْضِعٌ مِنَ الْغَيْضَةِ تَلْتَفُّ فِيهِ شَجَرَاتٌ قَدْرَ رَمْيَةِ حَجَرٍ؛ قَالَ أَبو زَيْدٍ: سمِّيت بِذَلِكَ لَالْتِفَافِهَا وَضِيقِ الْمَسْلَكِ فِيهَا. وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: الحَرَجَةُ مُجْتَمَعُ شَجَرٍ. قَالَ الأَزهري: قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: الحِراجُ غِياضٌ مِنْ شَجَرِ السلَم ملتفةٌ، لَا يَقْدِرُ أَحدٌ أَن يَنْفُذَ فِيهَا؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: عَاينَ حَيًّا كالحِرَاجِ نَعَمُهْ، ... يَكُونُ أَقْصَى شَلِّهِ مُحْرَنْجِمُهْ وَفِي حَدِيثِ حُنَيْنٍ: حَتَّى تَرَكُوهُ فِي حَرَجَةٍ ؛ الحَرَجَة، بِالْفَتْحِ وَالتَّحْرِيكِ: مُجْتَمَعُ شَجَرٍ مُلْتَفٍّ كَالْغَيْضَةِ. وَفِي حَدِيثِ مُعَاذِ بْنِ عَمْرٍو: نظرتُ إِلى أَبي جهلٍ فِي مِثْلِ الحَرَجَةِ. وَالْحَدِيثُ الْآخَرُ: إِنَّ مَوْضِعَ الْبَيْتِ كَانَ فِي حَرَجَةٍ وعِضَاه. وحِراجُ الظَّلْمَاءِ: مَا كَثُفَ والتفَّ؛ قَالَ ابْنُ مَيَّادَةَ: أَلا طَرَقَتْنا أُمُّ أَوْسٍ، ودُونَها ... حِراجٌ مِنَ الظَّلْماءِ، يَعْشَى غُرابُها؟ خَصَّ الغرابَ لِحِدَّةِ الْبَصَرِ، يَقُولُ: فإِذا لَمْ يُبْصِرْ فِيهَا الغرابُ مَعَ حِدَّةِ بَصَرِهِ فَمَا ظَنُّكَ بِغَيْرِهِ؟ والحَرَجَةُ: الْجَمَاعَةُ مِنَ الإِبل، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والحَرَجَةُ مِائَةٌ مِنَ الإِبل. وَرَكِبَ الحَرَجَةَ أَي الطَّرِيقَ؛ وَقِيلَ: مُعْظَمُهُ، وَقَدْ حُكِيَتْ بِجِيمَيْنِ. والحَرَجُ: سَرِيرٌ يُحْمَلُ عَلَيْهِ الْمَرِيضُ أَو الْمَيِّتُ؛ وَقِيلَ: هُوَ خَشَبٌ يُشدُّ بَعْضُهُ إِلى بَعْضٍ؛ قَالَ إمرؤُ الْقَيْسِ: فَإِمَّا تَرَيْني فِي رِحَالَةِ جَابِرٍ ... عَلَى حَرَجٍ، كالقَرِّ تَخْفِقُ أَكْفاني ابْنُ بَرِّيٍّ: أَراد بالرِّحالة الخَشَبَ الَّذِي يُحْمَلُ عَلَيْهِ فِي مَرَضِهِ، وأَراد بالأَكفان ثِيَابَهُ الَّتِي عَلَيْهِ لأَنه قدَّر أَنها ثِيَابُهُ الَّتِي يُدْفَنُ فِيهَا. وخَفْقُها ضَرْبُ الرِّيحِ لَهَا. وأَراد بِجَابِرٍ جابرَ بنَ حُنَيٍّ التَغْلَبيَّ، وَكَانَ مَعَهُ فِي بِلَادِ الرُّومِ، فَلَمَّا اشْتَدَّتْ علَّته صُنِعَ لَهُ مِنَ الْخَشَبِ شَيْئًا كالقَرِّ يُحْمَلُ فِيهِ؛ والقَرُّ: مَرْكب مِنْ مَرَاكِبِ الرِّجَالِ بَيْنَ الرَّحْلِ وَالسَّرْجِ. قَالَ: كَذَا ذَكَرَهُ أَبو عُبَيْدٍ، وَقَالَ غَيْرُهُ: هُوَ الْهَوْدَجُ. الْجَوْهَرِيُّ: الحَرَجُ خشبٌ يُشدُّ بَعْضُهُ إِلى بَعْضٍ تُحْمَلُ فِيهِ الْمَوْتَى، وَرُبَّمَا وُضِعَ فَوْقَ نَعْشِ النِّسَاءِ. قَالَ الأَزهري: وحَرَجُ النعشِ شَجَارٌ مِنْ خَشَبٍ جُعِلَ فَوْقَ نَعْشِ الْمَيِّتِ، وَهُوَ سَرِيرُهُ. قَالَ الأَزهري: وأَما قَوْلُ عَنْتَرَةَ يَصِفُ ظَليماً وقُلُصَة: يَتْبَعْنَ قُلَّةَ رَأْسِهِ، وكَأَنَّهُ ... حَرَجٌ عَلَى نَعْشٍ لَهُنَّ مُخَيَّمِ هَذَا يَصِفُ نَعَامَةً يَتْبَعُهَا رِئالُها، وَهُوَ يَبْسُطُ جَنَاحَيْهِ وَيَجْعَلُهَا تَحْتَهُ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والحَرَجُ مَرْكَبٌ لِلنِّسَاءِ وَالرِّجَالِ لَيْسَ لَهُ رأْس. والحَرَجُ والحِرْجُ: الشَّحَصُ. والحَرَجُ مِنَ الإِبل: الَّتِي لَا تُركب وَلَا يَضْرِبُهَا الْفَحْلُ لِيَكُونَ أَسمن لَهَا إِنما هِيَ مُعَدَّةٌ؛ قَالَ لَبِيدٌ: حَرَجٌ فِي مِرْفَقَيْها كالفَتَلْ قَالَ الأَزهري: هَذَا قَوْلُ اللَّيْثِ، وَهُوَ مَدْخُولٌ. والحَرَجُ والحُرْجُوجُ: النَّاقَةُ الْجَسِيمَةُ الطَّوِيلَةُ عَلَى وَجْهِ الأَرض؛ وَقِيلَ: الشَّدِيدَةُ، وَقِيلَ: هِيَ الضَّامِرَةُ، (2/235) وَجَمْعُهَا حَراجِيجُ. وأَجاز بَعْضُهُمْ: نَاقَةٌ حُرْجُجٌ، بِمَعْنَى الحُرْجُوجِ، وأَصل الحُرْجُوجِ حُرْجُجٌ، وأَصل الحُرْجُجِ حُرْجٌ، بِالضَّمِّ. وَفِي الْحَدِيثِ: قَدِمَ وَفْدُ مَذْحِجَ عَلَى حَرَاجِيجَ ، جَمْعُ حُرْجُوجٍ وحُرْجِيجٍ، وَهِيَ النَّاقَةُ الطَّوِيلَةُ؛ وَقِيلَ الضَّامِرَةُ، وَقِيلَ: الحُرْجُوجُ الوَقَّادَةُ الحادَّة الْقَلْبِ؛ قَالَ: أَذَاكَ ولَمْ تَرْحَلْ إِلى أَهْلِ مَسْجِدٍ، ... بِرَحْلِيَ، حُرْجُوجٌ عَلَيْهَا النَّمَارِقُ والحُرْجُوجُ: الرِّيحُ الْبَارِدَةُ الشَّدِيدَةُ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: أَنْقَاءُ سارِيَةٍ حَلَّتْ عَزَالِيَها، ... مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ، رِيحٌ غيرُ حُرْجُوجِ وحَرَجَ الرَّجُلُ أَنْيابَهُ يَحْرُجُها حَرْجاً: حَكَّ بعضَها إِلى بَعْضٍ مِنَ الحَرَدِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: ويوْمٌ تُحْرَجُ الأَضْرَاسُ فيهِ ... لأَبْطالِ الكُمَاةِ، بِهِ أُوَامُ والحِرْجُ، بِكَسْرِ الْحَاءِ: الْقِطْعَةُ مِنَ اللَّحْمِ، وَقِيلَ: هِيَ نَصِيبُ الْكَلْبِ مِنَ الصَّيْدِ وَهُوَ مَا أَشبه الأَطرافَ مِنَ الرأْس والكُراعِ والبَطْن، والكلابُ تَطْمَعُ فِيهَا. قَالَ الأَزهري: الحِرْجُ مَا يُلقى لِلْكَلْبِ مِنْ صَيْدِهِ، وَالْجَمْعُ أَحْرَاجٌ؛ قَالَ جَحْدرٌ يَصِفُ الأَسد: وتَقَدُّمِي لِلَّيْثِ أَمْشِي نحْوَهُ، ... حَتَّى أُكَابِرَهُ عَلَى الأَحْرَاجِ وَقَالَ الطِّرِمَّاحُ: يَبْتَدِرْنَ الأَحْراجَ كالثَّوْلِ، والحِرْجُ ... لِرَبِّ الكِلابِ يَصْطَفِدُهْ يَصْطَفِدُه أَي يَدَّخِرُه وَيَجْعَلُهُ صَفَداً لنَفْسِهِ وَيَخْتَارُهُ؛ شبَّه الْكِلَابَ فِي سُرْعَتِهَا بِالزَّنَابِيرِ، وَهِيَ الثَّوْلُ. وَقَالَ الأَصمعي: أَحْرِجْ لِكلبكَ مِنْ صَيْدِه فإِنه أَدْعَى إِلى الصَّيْدِ. وَقَالَ الْمُفَضَّلُ: الحِرْجُ حِبَالٌ تُنصب لِلسَّبُعِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: وشَرُّ النَّدامَى مَن تَبِيتُ ثيابُهُ ... مُجَفَّفَةً، كأَنَّها حِرْجُ حابِلِ والحِرْجُ: الوَدَعَةُ، وَالْجَمْعُ أَحْرَاجٌ وحِراجٌ؛ وَقَوْلُ الْهُذَلِيِّ: أَلم تَقْتُلوا الحِرْجَينِ، إِذ أَعْرَضَا لكمْ ... يَمُرَّان بالأَيْدِي اللِّحاءَ المُضَفَّرَا؟ إِنما عَنَى بالحِرْجَينِ رَجُلَيْنِ أَبيضين كالوَدَعَةِ، فإِما أَن يَكُونَ البياضُ لَوْنَهما، وإِما أَن يَكُونَ كَنَى بِذَلِكَ عَنْ شَرَفِهِمَا، وَكَانَ هَذَانِ الرَّجُلَانِ قَدْ قَشَرَا لحاءَ شَجَرِ الْكَعْبَةِ ليتخفَّرا بِذَلِكَ. وَالْمُضَفَّرُ: الْمَفْتُولُ كَالضَّفِيرَةِ. والحِرْجُ: قِلَادَةُ الْكَلْبِ، وَالْجَمْعُ أَحْرَاجٌ وحِرَجَةٌ؛ قَالَ: بِنَواشِطٍ غُضْفٍ يُقَلِّدُها الأَحْرَاجَ، ... فَوْقَ مُتُونِها لُمَعُ الأَزهري: وَيُقَالُ ثَلَاثَةُ أَحْرِجَةٍ، وكَلْبٌ مُحَرَّجٌ، وكِلاب مُحَرَّجَةٌ أَي مُقَلَّدَةٌ؛ وأَنشد فِي تَرْجَمَةِ عَضْرَسَ: مُحَرَّجَةٌ حُصٌّ كَأَنَّ عُيُونها، ... إِذا أَيَّهَ القَنَّاصُ بالصَّيْدِ، عَضْرَسُ «1» مُحَرَّجَةٌ: مُقَلَّدَةٌ بالأَحْرَاج، جَمْعُ حِرْجٍ للوَدَعةِ. وحُصٌّ: قَدِ انْحَصَّ شَعَرُها، وَقَالَ الأَصمعي فِي قَوْلِهِ: طَاوِي الحَشَا قَصُرَتْ عَنْهُ مُحَرَّجَةٌ __________ (1) . قوله [إِذا أَيه] كذا بالأَصل بهذا الضبط بمعنى صاح، وفي شرح القاموس والصحاح إِذا أَذن، والضمير في عيونها يعود على الكلاب، وتحرفت في شرح القاموس بعيونه. (2/236) قَالَ: مُحَرَّجَةٌ: فِي أَعناقها حِرْجٌ، وَهُوَ الوَدَعُ. والوَدَعُ: خَرَزٌ يُعَلَّقُ فِي أَعناقها. الأَزهري: والحِرْجُ الْقِلَادَةُ لِكُلِّ حَيَوَانٍ. قَالَ: والحِرْجُ: الثِّيَابُ الَّتِي تُبسط عَلَى حَبْلٍ لِتَجِفَّ، وَجَمْعُهَا حِراجٌ فِي جميعها. والحِرْجُ: جَمَاعَةُ الْغَنَمِ، عَنْ كُرَاعٍ، وَجَمْعُهُ أَحْرَاجٌ. والحُرْجُ: موضعٌ معروف. حربج: إِبِلٌ حَرَابِجُ: ضِخَامٌ. وبعير حُرْبُجٌ. حرزج: الحَرَازِجُ، الرَّاءُ قَبْلَ الزَّايِ: مِيَاهٌ لبَلْجُذام؛ قَالَ رَاجِزُهُمْ: لقَدْ وَرَدْتُ عافِيَ المَدَالِجِ ... مِن ثَجْرَ، أَو أَقْلِبَةِ الحَرَازِجِ حشرج: الحَشْرَجَةُ: تَرَدُّدُ صَوْتِ النَّفَس، وَهُوَ الغَرْغَرَةُ فِي الصَّدْرِ. الْجَوْهَرِيُّ: الحَشْرَجَةُ الْغَرْغَرَةُ عِنْدَ الْمَوْتِ وتَرَدُّدُ النَّفَسِ. وَفِي الْحَدِيثِ: وَلَكِنْ إِذا شَخَصَ البَصَرُ وحَشْرَجَ الصَّدْرُ ، هُوَ مِن ذَلِكَ؛ وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ: وَدَخَلَتْ عَلَى أَبيها، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، عِنْدَ مَوْتِهِ فأَنشدت: لَعَمْرُكَ مَا يُغْني الثَّرَاءُ وَلَا الغِنى، ... إِذا حَشْرَجَتْ يَوْمًا، وضاقَ بِهَا الصَّدرُ فَقَالَ: لَيْسَ كَذَلِكَ وَلَكِنْ: وجاءَت سَكْرَةُ الحَقِّ بالموتِ، وَهِيَ قِرَاءَةٌ مَنْسُوبَةٌ إِليه. وحَشْرَجَ: رَدَّدَ صوتَ النَّفَس فِي حَلْقه مِنْ غَيْرِ أَن يُخْرِجَهُ بِلِسَانِهِ. والحَشْرَجَةُ: صوتُ الحمارِ مِنْ صَدْرِهِ؛ قَالَ رؤْبة: حَشْرَجَ فِي الجَوْفِ سَحِيلًا، أَو شَهَقْ وحَشْرَجَةُ الْحِمَارِ: صَوْتُهُ يُرَدِّدُه فِي حَلْقِهِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: وإِذا لَهُ عَلَزٌ وحَشْرَجَةٌ، ... مِمَّا يَجِيشُ بهِ مِنَ الصَّدْرِ والحَشْرَجُ: شِبْهُ الحِسْيِ تَجْتَمِعُ فِيهِ الْمِيَاهُ، وَقِيلَ: هُوَ الحِسْيُ فِي الحَصَى. والحَشْرَجُ: الْمَاءُ الَّذِي يَجْرِي عَلَى الرَّضْرَاضِ صَافِيًا رَقِيقًا. والحَشْرَجُ: كُوزٌ صَغِيرٌ لَطِيفٌ؛ قَالَ عُمَرُ بْنُ أَبي رَبِيعَةَ: قالتْ: وعَيْشِ أَبي وحُرْمَةِ إِخْوَتي، ... لأُنَبِّهَنَّ الحَيَّ، إِنْ لَمْ تَخْرُجِ فَخَرَجْتُ خِيفَةَ قَوْلِها، فَتَبَسَّمَتْ ... فَعَلِمْتُ أَنَّ يَمِينَها لَمْ تُحْرَجِ فَلَثَمْتُ فَاهَا آخِذاً بقُرُونِها، ... شُرْبَ النَّزيفِ بِبَرْدِ ماءِ الحَشْرَج قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الْبَيْتُ لِجَمِيلِ بْنِ مَعْمَرٍ وَلَيْسَ لِعُمَرَ بْنِ أَبي رَبِيعَةَ. وَالنَّزِيفُ: الْمَحْمُومُ الَّذِي مُنِعَ مِنَ الْمَاءِ. وَلَثَمْتُ فَاهَا: قَبَّلْتُهُ. وَنَصَبَ شُرْبَ عَلَى الْمَصْدَرِ الْمُشَبَّهِ بِهِ لأَنه لمَّا قبَّلها امْتَصَّ رِيقَهَا، فكأَنه قَالَ: شَرِبْتُ رِيقَهَا كَشُرْبِ النَّزِيفِ لِلْمَاءِ الْبَارِدِ. الأَزهري: الحَشْرَجُ الْمَاءُ الْعَذْبُ مِنْ مَاءِ الحِسْيِ، قَالَ: والحَشْرَجُ الْمَاءِ الَّذِي تَحْتَ الأَرض لَا يُفْطَنُ لَهُ فِي أَباطح الأَرضِ، فإِذا حُفِرَ عَنْهُ ذِراعٌ جَاشَ بِالْمَاءِ، تُسَمِّيهَا الْعَرَبُ الأَحْساءَ والكِرَارَ والحَشَارِجَ. قَالَ: وَمِنْهُ قَوْلُ جَرِيرٍ: فَلَثَمْتُ فَاهَا الْبَيْتَ؛ وَنَسَبَهُ إِلى جَرِيرٍ. الْمُبَرِّدُ: الحَشْرَجُ فِي هَذَا الْبَيْتِ الْكُوزُ الرَّقِيقُ النَّقِيُّ الحارِيُّ. والنَّزِيف: السَّكْرَانُ وَالْمَحْمُومُ؛ وأَنشد شَمِرٌ لِكُثَيِّرٍ: فَأَوْرَدَهُنَّ مِنَ الدَّوْنَكَيْن ... حَشَارِجَ، يُخْفُونَ مِنْهَا إِرَاثَا الإِراث: بَقَايَا قَدْ بَقِيَتْ هَذِهِ مِنْهَا. وَهُوَ فِي إِرْثِ صِدْقٍ أَي أَصل صِدْقٍ. والحَشْرَجُ: الكَذَّانُ، الواحدةُ حَشْرَجَةٌ؛ وَقِيلَ: هُوَ الحِسْيُ الحَصِبُ، (2/237) وَهُوَ أَيضاً النَّارِجِيلُ، يَعْنِي جَوْزَ الْهِنْدِ، كِلَاهُمَا عَنْ كُرَاعٍ. الأَزهري: الحَشْرَجُ النُّقرة فِي الْجَبَلِ يَجْتَمِعُ فِيهَا الْمَاءُ فيصفو. حضج: حَضَجَ النارَ حَضْجاً: أَوقدها. وانْحَضَجَ الرجلُ: الْتَهَبَ غَضَباً واتَّقَدَ مِنَ الْغَيْظِ. وانْحَضَجَ: اتَّقَدَ مِنَ الْغَيْظِ فَلَزِقَ بالأَرض. وَفِي حَدِيثِ أَبي الدَّرْدَاءِ قَالَ فِي الرَّكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْعَصْرِ: أَمَّا أَنا فَلَا أَدَعُهما، فَمَنْ شَاءَ أَن يَنْحَضِجَ فَلْيَنْحَضِجْ أَي يَنْقَدَّ مِنَ الْغَيْظِ ويَنْشَقَّ. وحَضَجَ بِهِ يَحْضُجُ حَضْجاً: صَرَعَهُ. وحَضَجَ البعيرُ بِحِمْلِه وحِمْلَهُ حَضْجاً: طَرَحَهُ. وحَضَجَ بِهِ الأَرضَ حَضْجاً: ضَرَبَهَا بِهِ. وانْحَضَجَ: ضَرَبَ بِنَفْسِهِ الأَرضَ غَيْظًا، فإِذا فعلتَ بِهِ أَنت ذَلِكَ، قُلْتَ: حَضَجْتُه. وانْحَضَجَتْ عَنْهُ أَداته انْحِضاجاً. وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: يَنْحَضِجُ يَضْطَجِعُ. وحَضَجَه: أَدخل عَلَيْهِ مَا يَكَادُ يَنْشَقُّ مِنْهُ ويَلْزَقُ لَهُ بالأَرض. وكلُّ مَا لَزِقَ بالأَرض: حِضْجٌ؛ والحِضْجُ: الطِّينُ اللَّازِقُ بأَسفل الْحَوْضِ؛ وَقِيلَ: الحِضْجُ هُوَ الْمَاءُ الْقَلِيلُ، وَالطِّينُ يَبْقَى فِي أَسفل الْحَوْضِ؛ وَقِيلَ: هُوَ الْمَاءُ الَّذِي فِيهِ الطِّينُ، فَهُوَ يَتَلَزَّجُ وَيَمْتَدُّ؛ وَقِيلَ: هُوَ الْمَاءُ الكَدِرُ. وحِضْجٌ حاضِجٌ: بالَغُوا بِهِ، كَشِعْرٍ شاعرٍ؛ قَالَ أَبو مَهْدِيٍّ: سَمِعْتُ هِمْيانَ بْنَ قُحافة يُنْشِدُ: فأَسْأَرَتْ فِي الحوضِ حِضْجاً حاضِجا، ... قَدْ عادَ مِنْ أَنْفاسِها رَجَارِجَا أَسأَرت: أَبقت. والسُّؤْرُ: بَقِيَّةُ الْمَاءِ فِي الْحَوْضِ، وَقَوْلُهُ حاضِجاً أَي بَاقِيًا. وَرَجَارِجَا: اخْتَلَطَ ماؤُه وَطِينُهُ. والحِضْجُ: الْحَوْضُ نَفْسُهُ، وَالْفَتْحُ فِي كلِّ ذَلِكَ لُغَةٌ، وَالْجَمْعُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ أَحْضاجٌ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: مِنْ ذِي عُبابٍ سائلِ الأَحْضاجِ، ... يُرْبِي عَلَى تَعاقُمِ الهَجَاجِ الأَحضاجُ: الحِياضُ. وَالتَّعَاقُمُ: الوِرْدُ مرَّةً بعدَ مرَّة، كَالتَّعَاقُبِ عَلَى الْبَدَلِ. وَرَجُلٌ حِضْجٌ: حميسٌ، وَالْجَمْعُ أَحْضاجٌ. والحِضاجُ: الزِّقُّ الضَّخْمُ المُسْنَدُ؛ قَالَ سَلَامَةُ بْنُ جَنْدَلٍ: لَنَا خِبَاءٌ ورَاووقٌ ومُسْمِعَةٌ، ... لَدَى حِضاجٍ، بِجَوْنِ النَّارِ، مَرْبوبِ وانْحَضَجَ الرَّجُلُ: اتَّسَعَ بَطْنُهُ، وَهُوَ مِنه. وامرأَةٌ مِحْضاجٌ: وَاسِعَةُ الْبَطْنِ؛ وَقَوْلُ مُزَاحِمٍ: إِذا مَا السَّوْطُ سَمَّرَ حالِبَيْهِ، ... وقَلَّصَ بَدْنَهُ بَعْدَ انْحِضاجِ يَعْنِي بَعْدَ انْتِفَاخٍ وَسِمَنٍ. والمِحْضَجَةُ والمِحْضاجُ: خَشَبَةٌ صَغِيرَةٌ تَضرب بِهَا المرأَة الثوبَ إِذا غَسَلَتْهُ. وانْحَضَجَ إِذا عَدَا. وحَضِيجُ الْوَادِي: نَاحِيَتُهُ. والمِحْضَجُ: الْحَائِدُ عَنِ السَّبِيلِ. والمِحْضَبُ والمِحْضَجُ والمِسْعَرُ: مَا يُحَرَّكُ بِهِ النَّارُ. يُقَالُ: حَضَجْتُ النارَ وحَضَبْتُها. الْفَرَّاءُ: حَضَجْتُ فُلَانًا ومَغَثْتُه ومَثْمَثْتُه وقَرْطَلْتُه، كُلُّه: بِمَعْنَى غَرَّقْتُه. وَفِي حَدِيثِ حُنَيْنٍ: أَن بَغْلَةَ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَمَّا تَناول الحَصَى لِيَرْمِيَ بِهِ فِي يَوْمِ حُنَيْنٍ، فَهِمَتْ مَا أَراد فانْحَضَجَتْ أَي انْبَسَطتْ؛ قَالَهُ ابْنُ الأَعرابي فِيمَا رَوَى عَنْهُ أَبو الْعَبَّاسِ؛ وأَنشد: ومُقَتِّتٍ حَضَجَتْ بِهِ أَيامُه، ... قَدْ قادَ بَعْدُ قَلائصاً وعِشارا (2/238) مُقَتِّتٌ: فَقِيرٌ. حَضَجَتْ: انْبَسَطَتْ أَيامه فِي الْفَقْرِ فأَغناه اللَّهُ، وَصَارَ ذَا مَالٍ. حضلج: التَّهْذِيبُ: مِنْ جُمْلَةِ أَبيات تَقَدَّمَتْ فِي تَرْجَمَةِ حَدْرَجٍ لِهِمْيَانَ: جِلَّتَها وعَجْمَها الحَضالِجا قَالَ: الحَدارِجُ والحَضالِجُ الصغار. حفج: الحَفَنْجى: الرِّخْوُ الَّذِي لَا غَناءَ عِنْدَهِ. حفضج: الحِفْضِجُ والحَفْضَجُ والحِفْضاجُ والحُفاضِجُ: الضَّخْمُ الْبَطْنِ وَالْخَاصِرَتَيْنِ المُسْتَرْخي اللَّحْمِ. رجلٌ حُفاضِجٌ وعُفاضِجٌ، والأُنثى فِي كُلِّ ذَلِكَ بِغَيْرِ هَاءٍ، والاسمُ الحَفْضَجَةُ. وإِن فُلَانًا لمَعْضُوبٌ مَا حُفْضِجَ لَهُ، وَكَذَلِكَ العِفْضاجُ، والله أَعلم. حفلج: الحَفَلَّجُ والحُفالِجُ: الأَفْحَجُ: وَهُوَ الَّذِي فِي رِجْلِهِ اعْوِجاجٌ. حلج: الحَلْجُ: حَلْجُ القُطْنِ بالمِحْلاجِ عَلَى المِحْلَجِ. حَلَجَ القُطْنَ يَحْلِجُهُ ويَحْلُجُهُ حَلْجاً: نَدَفَهُ. والمِحْلاجُ: الَّذِي يُحْلَجُ بِهِ. والمِحْلَجُ والمِحْلَجَة: الَّذِي يُحْلَجُ عَلَيْهِ وَهِيَ الْخَشَبَةُ أَو الحجَرُ، وَالْجَمْعُ محالِجُ ومَحالِيجُ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَلَمْ يُجْمَعْ بالأَلف وَالتَّاءِ اسْتِغْنَاءً بِالتَّكْسِيرِ، ورُبَّ شَيْءٍ هَكَذَا. وقُطْنٌ حَلِيجٌ: مَنْدوفٌ مُسْتَخْرَجُ الحَبِّ، وَصَانِعُ ذَلِكَ: الحَلَّاجُ، وَحِرْفَتُهُ الحِلاجَةُ؛ فأَما قَوْلُ ابْنِ مُقْبِلٍ: كأَنَّ أَصْواتَها إِذا سَمِعْتَ بِهَا، ... جَذْبُ المَحابِضِ يَحْلُجْنَ المحارِينا وَيُرْوَى صَوْتُ الْمَحَابِضِ، فَقَدْ رُوِيَ، بِالْحَاءِ وَالْخَاءِ، يَحْلُجْنَ ويَخْلُجْنَ، فَمَنْ رَوَاهُ يَحْلُجْنَ فإِنه عَنَى بالمَحارين حَبَّاتِ الْقُطْنِ. وَيَحْلِجْنَ: يَنْدِفْنَ. والمَحابِضُ: أَوتار النَّدّافِينَ؛ وَمَنْ رَوَاهُ يَخْلِجْنَ فإِنه عَنَى بِالْمَحَارِينِ قِطَعَ الشَّهْدِ. ويَخْلِجْنَ: يَجْبِذْنَ ويَسْتَخْرِجْنَ. والمَحابِضُ: المَشاوِرُ. وَالْقُطْنُ حَلِيجٌ ومَحْلوجٌ. وحَلَجَ الخُبْزَةَ: دَوَّرَها. والمِحْلاجُ: الْخَشَبَةُ الَّتِي يُدَوَّرُ بِهَا. والحَلِيجَةُ: السَّمْنُ عَلَى المَخْضِ، والزُّبْدُ يُلْقى فِي المَخْضِ فَيُشْخِتُه المَخْضُ؛ وَقِيلَ: الحَلِيجَةُ عُصارة نِحْيٍ، أَو لَبَنٌ يُنْقَعُ فِيهِ تَمْرٌ، وَهِيَ حُلْوَةٌ؛ وَقِيلَ: الحَلِيجَةُ عُصارَة الحِنَّاءِ. والحُلُجُ: عُصاراتُ الحنَّاء. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والحَلِيجُ، بِغَيْرِ هَاءٍ، عَنْ كُرَاعٍ: أَن يُحْلَبَ اللبنُ عَلَى التَّمْرِ ثُمَّ يُماثَ. الأَزهري: الحُلُجُ هِيَ التُّمُورُ بالأَلْبانِ. والحُلُجُ أَيضاً: الكثيرُو الأَكْلِ. وحَلَجَ فِي العَدْوِ يَحْلِجُ حَلْجاً: باعَدَ بَيْنَ خُطاه. والحَلْجُ فِي السَّيْر. وَبَيْنَهُمْ حَلْجَةٌ صالحةٌ وحَلجَةٌ بَعِيدَةٌ وَبَيْنَهُمْ حَلْجَةٌ بَعِيدَةٌ أَو قَرِيبَةٌ أَي عُقْبَةُ سيْرٍ. قَالَ الأَزهري: الَّذِي سَمِعْتُهُ مِنَ الْعَرَبِ الخَلْجُ فِي السَّيْر، يُقَالُ: بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ خَلْجَةٌ بعيدةٌ، قَالَ: وَلَا أَنكر الْحَاءَ بِهَذَا الْمَعْنَى، غَيْرَ أَن الخَلْجَ، بِالْخَاءِ، أَكثر وأَفشى مِنَ الحَلْجِ. وحَلَجَ القومُ لَيْلَتَهُمْ أَي سَارُوهَا. يُقَالُ: بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ حَلْجَةٌ بعيدةٌ. والحَلْجُ: المَرُّ السريعُ. وَفِي حَدِيثِ الْمُغِيرَةِ: حَتَّى تَرَوْه يَحْلِجُ فِي قَوْمِهِ أَي يُسرعُ فِي حُبِّ قَوْمِهِ، وَيُرْوَى بِالْخَاءِ. الأَزهري: حَلَجَ إِذا مَشَى قَلِيلًا قَلِيلًا. وحَلَجَ المرأَةَ حَلْجاً: نَكَحَهَا، وَالْخَاءُ أَعلى. وحَلَجَ الديكُ يَحْلُجُ ويَحْلِجُ حَلْجاً إِذا نَشَرَ جَنَاحَيْهِ وَمَشَى إِلى أُنثاه لِيَسْفَدَها. وحَلَجَ السحابُ حَلْجاً: أَمطر؛ قَالَ ساعدةُ بْنُ جُؤَيَّةَ الهُذلي: (2/239) أَخِيلُ بَرْقاً مَتى حابٍ لَهُ زَجَلٌ، ... إِذا تَفَتَّرَ مِنْ تَوْماضِهِ حَلَجا وَيُرْوَى خَلَجا. مَتَى، هَاهُنَا: بِمَعْنَى مِن أَو بِمَعْنَى وَسَطٍ أَو بِمَعْنَى فِي. وَمَا تَحَلَّجَ ذَلِكَ فِي صَدْرِي أَي مَا تَرَدَّدَ فأَشكُّ فِيهِ. وَقَالَ اللَّيْثُ: دَعْ مَا تَحَلَّجَ فِي صَدْرِكَ وَمَا تَخَلَّج، بِالْحَاءِ وَالْخَاءِ؛ قَالَ شَمِرٌ: وَهُمَا قَرِيبَانِ مِنَ السَّواءِ؛ وَقَالَ الأَصمعي: تَحَلَّجَ فِي صَدْرِي وتَخَلَّجَ أَي شَكَكْتُ فِيهِ. وَفِي حَدِيثِ عَدِيِّ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ لَهُ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا يَتَحَلَّجَنَّ فِي صَدْرِكَ طعامٌ ضارَعْتَ فِيهِ النَّصْرانيَة. قَالَ شَمِرٌ: مَعْنَى لَا يتحلَّجن لَا يَدْخُلَنَّ قلبَك مِنْهُ شيءٌ، يَعْنِي أَنه نَظِيفٌ. قَالَ ابْنُ الأَثير: وأَصله مِنَ الحَلْجِ، وَهُوَ الْحَرَكَةُ وَالِاضْطِرَابُ، وَيُرْوَى بِالْخَاءِ، وَهُوَ بِمَعْنَاهُ. ابْنُ الأَعرابي: وَيُقَالُ لِلْحِمَارِ الْخَفِيفِ: مِحْلَجٌ ومِحْلاجٌ، وَجَمْعُهُ المَحالِيجُ؛ وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: المَحالِيجُ الحُمُرُ الطِّوالُ. الأَزهري: وَفِي نَوَادِرِ الأَعراب: حَجَنْتُ إِلى كَذَا حُجوناً وحاجَنْتُ وأَحْجَنْتُ وأَحْلَجْتُ وحالَجْتُ ولاحَجْتُ ولحَجْتُ لحُوجاً؛ وتفسيرهُ: لُصُوقُكَ بِالشَّيْءِ ودخُولُكَ في أَضْعافِه. حلدج: الحُلُنْدُجَةُ والجُلُنْدُحَةُ «2» : الصُّلْبة مِنَ الإِبل، وَهُوَ مَذْكُورٌ في جلدح. حمج: التَّحْمِيجُ: فَتْحُ الْعَيْنِ وَتَحْدِيدُ النَّظَرِ كأَنه مَبْهُوتٌ؛ قَالَ أَبو الْعِيَالِ الْهُذَلِيُّ: وحَمَّجَ لِلْجَبانِ المَوْتُ، ... حَتَّى قَلْبُهُ يَجِبُ أَراد: حَمَّجَ الجبانُ لِلْمَوْتِ، فَقلَبَ؛ وقيل: تَحْمِيجُ العينين غُؤُورُهُما؛ وَقِيلَ: تَصْغِيرُهُمَا لِتَمْكِينِ النَّظَرِ. الْجَوْهَرِيُّ: حَمَّجَ الرجلُ عَيْنَهُ يَسْتَشِفُّ النظرَ إِذا صَغَّرَها؛ وَقِيلَ: إِذا تَخاوَصَ «3» الإِنسانُ، فَقَدْ حَمَّجَ. قَالَ الأَزهري: أَما قَوْلُ اللَّيْثِ فِي تَحْمِيجِ الْعَيْنِ إِنه بِمَنْزِلَةِ الغُؤُور فَلَا يُعرف، وَكَذَلِكَ التَّحْمِيجُ بِمَعْنَى الهُزال مُنْكَرٌ؛ وَقَوْلُهُ: وَقَدْ يَقُودُ الخَيْلَ لَمْ تُحَمَّجِ فَقِيلَ: تَحْمِيجُهَا هُزَالُهَا، وَقِيلَ: هُزَالُهَا مَعَ غُؤُور أَعينها. وَالتَّحْمِيجُ: التَّغَيُّرُ فِي الْوَجْهِ مِنَ الْغَضَبِ وَغَيْرِهِ. وحَمَّجَتِ العينُ إِذا غَارَتْ. وَالتَّحْمِيجُ: النَّظَرُ بِخَوْفٍ. وَالتَّحْمِيجُ: فَتْحُ الْعَيْنِ فَزَعًا أَو وَعِيدًا. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: أَنَّ شَاهِدًا كَانَ عِنْدَهُ فَطَفِقَ يُحَمِّجُ إِليه النظرَ. قَالَ ابْنُ الأَثير: ذَكَرَهُ أَبو مُوسَى فِي حَرْفِ الْجِيمِ، وَهُوَ سَهْوٌ؛ وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: هِيَ لُغَةٌ فِيهِ. والتَّحْمِيجُ: تَغَيُّرٌ فِي الْوَجْهِ مِنَ الْغَضَبِ وَنَحْوِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ لِرَجُلٍ: مَا لِي أَراك مُحَمِّجاً؟ قَالَ الأَزهري: التَّحميج عِنْدَ الْعَرَبِ نظرٌ بتَحْديقٍ. وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: التَّحْمِيجُ شدَّة النَّظَرِ. وَقَالَ بَعْضُ الْمُفَسِّرِينَ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُؤُسِهِمْ؛ قَالَ: مُحَمِّجِينَ مُديمي النَّظَرِ؛ وأَنشد أَبو عُبَيْدَةَ لِذِي الإِصبع: أَإِنْ رأَيتَ بَني أَبيك ... مُحَمِّجِينَ إِليكَ شُوسا حملج: حَمْلَجَ الحَبْلَ أَي فَتَلَهُ فَتْلًا شَدِيدًا؛ قَالَ __________ (2) . قوله [الحلندجة والجلندحة] كذا بالأَصل بهذا الضبط وأَقره شارح القاموس وزاد فتح اللام والدال فيهما، والنون على كل ساكنة. (3) . قوله [تخاوص] كذا بالأَصل بهذا الضبط. قال في القاموس في مادة خوص: ويتخاوص إِذا غَضَّ مِنْ بَصَرِهِ شَيْئًا، وهو في ذَلِكَ يُحَدِّقُ النَّظَرَ كأَنه يقوّم قدحاً. وكذا إِذا نظر إِلى عين الشمس انتهى. وتحرفت في شرح القاموس المطبوع حيث قال إِذا تخافض. (2/240) الرَّاجِزُ: قُلْتُ لِخَوْدٍ كاعبٍ عُطْبُولِ، ... مَيَّاسَةٍ كالظَّبْيَةِ الخَذُولِ، تَرْنُو بعَيْنَيْ شادِنٍ كَحيلِ: ... هَلْ لكِ فِي مُحَمْلَجٍ مَفْتُولِ؟ والحِمْلاجُ: الحَبْلُ المُحَمْلَجُ. والمُحَمْلَجَةُ مِنَ الْحَمِيرِ: الشديدةُ الطَّيِّ والجَدْلِ. والحِمْلاجُ: قَرْنُ الثَّوْرِ وَالظَّبْيِ؛ قَالَ الأَعشى: يَنْفُضُ المَرْدَ والكَباثَ بِحِمْلاجٍ ... لطيفٍ، فِي جانِبَيْهِ انْفِراقُ والحَمالِيجُ: قرونُ البَقَرِ، قَالَ: وَهِيَ مَنَافِخُ الصَّاغَةِ أَيضاً. والحِمْلاجُ: مِنْفاخُ الصَّائِغِ. وَيُقَالُ لِلْعَيْرِ الَّذِي دُوخِلَ خَلْقُهُ اكْتِنازاً: مُحَمْلَجٌ؛ وَقَالَ رؤْبة: مُحَمْلَجٌ أُدْرِجَ إِدْراجَ الطَّلَقْ حنج: الحَنْجُ: إِمالَةُ الشَّيْءِ عَنْ وَجْهِهِ؛ يُقَالُ: حَنَجْتُه أَي أَملته حَنْجاً فاحْتَنَجَ، فِعْلٌ لَازِمٌ؛ وَيُقَالُ أَيضاً: أَحْنَجْتُه. قَالَ أَبو عَمْرٍو: الإِحْناجُ أَن تَلْوِيَ الخَبَرَ عَنْ وَجْهِهِ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: فَتَحْمِلُ الأَرْواحُ وَحْياً مُحْنَجا ... إِليَّ، أَعْرِفْ وَحْيَها المُلَجْلَجَا والمُحْنَجُ: الكَلامُ المَلْوِيُّ عَنْ جِهَتِهِ كَيْلا يُفْطَنَ. يُقَالُ: أَحْنَجَ كلامَهُ أَي لَوَاهُ كَمَا يَلْوِيهِ المخنَّث. وَيُقَالُ: أَحْنَجَ عَليَّ أَمْرَه أَي لَوَاهُ. والمُحْنِجُ: الَّذِي إِذا مَشَى نَظَرَ إِلى خَلْفِهِ برأْسه وَصَدْرِهِ؛ وَقَدْ أَحْنَجَ إِذا فَعَلَ ذَلِكَ. والأَحْناجُ: الأُصول، وَاحِدُهَا حِنْجٌ. قَالَ الأَصمعي: يُقَالُ رَجَعَ فُلَانٌ إِلى حِنْجِهِ وبِنْجِهِ أَي رَجَعَ إِلى أَصله. أَبو عُبَيْدَةَ: هُوَ الحِنْجُ والبِنْجُ. وحَنَجَ الحبلَ يَحْنِجُه حَنْجاً: شَدَّ فَتْلَهُ، وَابْتَذَلَتِ العامَّة هَذِهِ الْكَلِمَةَ فسمَّت المخنَّث حَنَّاجاً، لِتَلَوِّيهِ، وَهِيَ فَصِيحَةٌ. وأَحْنَجَ الفرسُ: ضَمُرَ كأَحْنَقَ. والحَنْجَةُ: شَيْءٌ مِنَ الأَدوات، وَهُوَ فِي نُسْخَةِ التَّهْذِيبِ المحْنَجَةُ. حنبج: الحِنْبِجُ: الْبَخِيلُ. والحِنْبِجُ: أَضْخَمُ القَمْلِ؛ وَقَالَ الأَصمعي: الخِنْبِجُ، بِالْخَاءِ وَالْجِيمِ: الْقَمْلُ. قَالَ الرِّيَاشِيُّ: وَالصَّوَابُ عِنْدَنَا مَا قَالَ الأَصمعي. والحُنْبُجُ: الضَّخْمُ الْمُمْتَلِئُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ؛ وَرَجُلٌ حُنْبُجٌ وحُنابِجٌ. والحُنْبُجُ: الْعَظِيمُ. ابْنُ الأَعرابي: الحُنابِجُ صِغَارُ النَّمْلِ. وَرَجُلٌ حُنْبُجٌ: مُنْتَفِخٌ عَظِيمٌ؛ وَقَالَ هِمْيانُ بْنُ قُحَافَةَ: كَأَنَّها، إِذْ ساقَتِ العَرافِجا ... مِنْ داسِنٍ، والجَرَعَ الحَنابِجا والحُنْبُجُ: السُّنْبُلَة الْعَظِيمَةُ الضَّخْمَةُ، حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ؛ وأَنشد لِجَنْدَلِ بْنِ الْمُثَنَّى فِي صِفَةِ الْجَرَادِ: يَفْرُكُ حَبَّ السُّنْبُلِ الحُنابِجِ ... بالقاعِ، فَرْكَ القُطْنِ بالمَحالِجِ حندج: الحُنْدُجُ والحُنْدُجَةُ: رَمْلَةٌ طَيِّبَةٌ تُنْبِتُ أَلواناً مِنَ النَّبَاتِ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: عَلَى أُقْحُوانٍ فِي حَنادِجَ حُرَّةٍ، ... يُناصي حَشاها عانِكٌ مُتَكاوِسُ حَشاها: نَاحِيَتُهَا. يُناصي: يُقَابِلُ. وَقِيلَ: الحُنْدُجَةُ الرَّمْلَةُ الْعَظِيمَةُ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: قَالَ أَبو خَيْرَةَ وأَصحابه: الحُنْدوجُ (2/241) رَمْلٌ لَا يَنْقَادُ فِي الأَرض وَلَكِنَّهُ مُنْبِتٌ. الأَزهري: الحَناديجُ حِبال الرَّمْلِ الطوالُ، وَقِيلَ: الحَناديجُ رِمالٌ قِصارٌ، وَاحِدُهَا حُنْدُجٌ وحُنْدوجَةٌ؛ وأَنشدَ أَبو زَيْدٍ لجَنْدَلٍ الطَّهَوِيِّ فِي حَنادِجِ الرِّمَالِ يَصِفُ الْجَرَادَ وَكَثْرَتَهُ: يَثُورُ مِنْ مَشافِرِ الحَنادِجِ، ... وَمِنْ ثَنايا القُفِّ ذِي الفَوائِجِ مِنْ ثائرٍ وناقرٍ ودارِجِ، ... ومُسْتَقِلٍّ، فَوْقَ ذَاكَ، مائِجِ يَفْرُك حَبَّ السُّنْبُلِ الكُنافِجِ ... بِالْقَاعِ، فَرْكَ القُطْنِ بالمَحالِجِ الكُنافِج: السَّمِينُ الْمُمْتَلِئُ. التَّهْذِيبُ: الحَنادِجُ الإِبل الضِّخامُ، شُبِّهَتْ بِالرِّمَالِ؛ وأَنشد: مِنْ دَرِّ جُوفٍ جِلَّةٍ حَنادِجِ والله أَعلم. حنضج: رَجُلٌ حِنْضِجٌ: رِخْوٌ لَا خَيْرَ عِنْدَهُ؛ وأَصله من الحَضْجِ [الحِضْجِ] ، وَهُوَ الْمَاءُ الْخَاثِرُ الَّذِي فِيهِ طَمْلَةٌ «1» وطِينٌ. وحِنْضِجٌ: اسم. حوج: الحاجَةُ والحائِجَةُ: المَأْرَبَةُ، مَعْرُوفَةٌ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَلِتَبْلُغُوا عَلَيْها حاجَةً فِي صُدُورِكُمْ ؛ قَالَ ثَعْلَبٌ: يَعْنِي الأَسْفارَ، وجمعُ الْحَاجَةِ حاجٌ وحِوَجٌ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: لَقَدْ طالَ مَا ثَبَّطْتَني عَنْ صَحابَتي، ... وعَنْ حِوَجٍ، قَضَاؤُها مِنْ شِفَائِيَا وَهِيَ الحَوْجاءُ، وَجَمْعُ الحائِجَة حوائجُ. قَالَ الأَزهري: الحاجُ جمعُ الحاجَةِ، وَكَذَلِكَ الْحَوَائِجُ وَالْحَاجَاتُ؛ وأَنشد شَمِرٌ: والشَّحْطُ قَطَّاعٌ رَجاءَ مَنْ رَجا، ... إِلَّا احْتِضارَ الحاجِ مَنْ تَحَوَّجا قَالَ شَمِرٌ: يَقُولُ إِذا بَعُدَ مَنْ تُحِبُّ انْقَطَعَ الرَّجَاءُ إِلَّا أَن تَكُونَ حَاضِرًا لِحَاجَتِكَ قَرِيبًا مِنْهَا. قَالَ: وَقَالَ رجاء من رجاء، ثُمَّ اسْتَثْنَى، فَقَالَ: إِلا احْتِضَارَ الْحَاجِ، أَن يَحْضُرَهُ. وَالْحَاجُ: جَمْعُ حَاجَةٍ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: وأُرْضِعُ حاجَةً بِلِبانِ أُخْرى، ... كَذَاكَ الحاجُ تُرْضَعُ باللِّبانِ وتَحَوَّجَ: طَلَبَ الحاجَةَ؛ وَقَالَ الْعَجَّاجُ: إِلَّا احْتِضارَ الحاجِ مَنْ تَحَوَّجا والتَحَوُّجُ: طَلَبُ الْحَاجَةِ بَعْدَ الْحَاجَةِ. والتَحَوُّج: طلبُ الحاجَةِ. غَيْرُهُ: الحاجَةُ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ، الأَصل فِيهَا حائجَةٌ، حَذَفُوا مِنْهَا الْيَاءَ، فَلَمَّا جَمَعُوهَا رَدُّوا إِليها مَا حَذَفُوا مِنْهَا فَقَالُوا: حاجةٌ وحوائجُ، فَدَلَّ جَمْعُهُمْ إِياها عَلَى حَوَائِجَ أَن الْيَاءَ مَحْذُوفَةٌ مِنْهَا. وحاجةٌ حائجةٌ، عَلَى الْمُبَالَغَةِ. اللَّيْثُ: الحَوْجُ، مِنَ الحاجَة. وَفِي التَّهْذِيبِ: الحِوَجُ الحاجاتُ. وَقَالُوا: حاجةٌ حَوْجاءُ. ابْنُ سِيدَهْ: وحُجْتُ إِليك أَحُوجُ حَوْجاً وحِجْتُ، الأَخيرةُ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ؛ وأَنشد لِلْكُمَيْتِ بْنِ مَعْرُوفٍ الأَسدي: غَنِيتُ، فَلَم أَرْدُدْكُمُ عِنْدَ بُغْيَةٍ، ... وحُجْتُ، فَلَمْ أَكْدُدْكُمُ بِالأَصابِع قَالَ: وَيُرْوَى وحِجْتُ؛ قَالَ: وإِنما ذَكَرْتُهَا هُنَا لأَنها مِنَ الْوَاوِ، قَالَ: وَسَنَذْكُرُهَا أَيضا فِي الْيَاءِ لِقَوْلِهِمْ حِجْتُ حَيْجاً. واحْتَجْتُ وأَحْوَجْتُ كَحُجْتُ. __________ (1) . قوله [فيه طملة] بفتح الطاء وضمها وبتحريك الكلمة كلها كما في القاموس. (2/242) اللِّحْيَانِيُّ: حاجَ الرجلُ يَحُوجُ ويَحِيجُ، وَقَدْ حُجْتُ وحِجْتُ أَي احْتَجْتُ. والحَوْجُ: الطَّلَبُ. والحُوجُ: الفَقْرُ؛ وأَحْوَجَه اللَّهُ. والمُحْوِجُ: المُعْدِمُ مِنْ قَوْمٍ مَحاويجَ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَن مَحاويجَ إِنما هُوَ جَمْعُ مِحْواجٍ، إِن كَانَ قِيلَ، وإِلَّا فَلَا وَجْهَ لِلْوَاوِ. وتَحَوَّجَ إِلى الشَّيْءِ: احْتَاجَ إِليه وأَراده. غَيْرُهُ: وَجَمْعُ الحاجةِ حاجٌ وحاجاتٌ وحَوائِجُ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ، كأَنهم جَمَعُوا حائِجَةً، وَكَانَ الأَصمعي يُنْكِرُهُ وَيَقُولُ هُوَ مولَّد؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وإِنما أَنكره لِخُرُوجِهِ عَنِ الْقِيَاسِ، وإِلَا فَهُوَ كَثِيرٌ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ؛ وَيَنْشُدُ: نَهارُ المَرْءِ أَمْثَلُ، حِينَ تُقْضَى ... حَوائِجُهُ، مِنَ اللَّيْلِ الطَّويلِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: إِنما أَنكره الأَصمعي لِخُرُوجِهِ عَنْ قِيَاسِ جَمْعِ حَاجَةٍ؛ قَالَ: وَالنَّحْوِيُّونَ يَزْعُمُونَ أَنه جَمْعٌ لِوَاحِدٍ لَمْ يُنْطَقْ بِهِ، وَهُوَ حَائِجَةٌ. قَالَ: وَذَكَرَ بَعْضُهُمْ أَنه سُمِعَ حائِجَةٌ لُغَةٌ فِي الحاجةِ. قَالَ: وأَما قَوْلُهُ إِنه مُوَلَّدٌ فإِنه خطأٌ مِنْهُ لأَنه قَدْ جَاءَ ذَلِكَ فِي حَدِيثِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَفِي أَشعار الْعَرَبِ الْفُصَحَاءِ، فَمِمَّا جَاءَ فِي الْحَدِيثِ مَا رُوِيَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَن رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: إِن لِلَّهِ عِبَادًا خَلَقَهُمْ لِحَوَائِجِ النَّاسِ، يَفْزَعُ الناسُ إِليهم فِي حَوَائِجِهِمْ، أُولئك الْآمِنُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. وَفِي الْحَدِيثِ أَيضاً: أَن رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: اطْلُبُوا الحوائجَ إِلى حِسانِ الْوُجُوهِ. وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اسْتَعِينُوا عَلَى نَجاحِ الْحَوَائِجِ بالكِتْمانِ لَهَا ؛ وَمِمَّا جَاءَ فِي أَشعار الْفُصَحَاءِ قَوْلُ أَبي سَلَمَةَ الْمُحَارِبِيِّ: ثَمَمْتُ حَوائِجِي ووَذَأْتُ بِشْراً، ... فبِئْسَ مُعَرِّسُ الرَّكْبِ السِّغابُ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: ثَمَمْتُ أَصلحت؛ وَفِي هَذَا الْبَيْتِ شَاهِدٌ عَلَى أَن حَوَائِجَ جَمْعُ حَاجَةٍ، قَالَ: وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ جَمْعُ حَائِجَةٍ لُغَةٌ فِي الحاجةِ؛ وَقَالَ الشَّمَّاخِ: تَقَطَّعُ بَيْنَنَا الحاجاتُ إِلَّا ... حوائجَ يَعْتَسِفْنَ مَعَ الجَريء وَقَالَ الأَعشى: الناسُ حَولَ قِبابِهِ: ... أَهلُ الْحَوَائِجِ والمَسائلْ وَقَالَ الْفَرَزْدَقُ: وَلِي ببلادِ السِّنْدِ، عندَ أَميرِها، ... حوائجُ جمَّاتٌ، وعِندي ثوابُها وَقَالَ هِمْيانُ بنُ قُحَافَةَ: حَتَّى إِذا مَا قَضَتِ الحوائِجَا، ... ومَلأَتْ حُلَّابُها الخَلانِجَا قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَكُنْتُ قَدْ سُئِلْتُ عَنْ قَوْلِ الشَّيْخِ الرَّئِيسِ أَبي مُحَمَّدٍ الْقَاسِمِ بْنِ عَلِيٍّ الْحَرِيرِيِّ فِي كِتَابِهِ دُرَّة الغَوَّاص: إِن لَفْظَةَ حَوَائِجَ مِمَّا توهَّم فِي اسْتِعْمَالِهَا الْخَوَاصُّ؛ وَقَالَ الْحَرِيرِيُّ: لَمْ أَسمع شَاهِدًا عَلَى تَصْحِيحِ لَفْظَةِ حَوَائِجَ إِلا بَيْتًا وَاحِدًا لِبَدِيعِ الزَّمَانِ، وَقَدْ غَلِطَ فِيهِ؛ وَهُوَ قَوْلُهُ: فَسِيَّانِ بَيْتُ العَنْكَبُوتِ وجَوْسَقٌ ... رَفِيعٌ، إِذا لَمْ تُقْضَ فِيهِ الحوائجُ فأَكثرت الِاسْتِشْهَادَ بِشِعْرِ الْعَرَبِ وَالْحَدِيثِ؛ وَقَدْ أَنشد أَبو عَمْرِو بْنُ الْعَلَاءِ أَيضاً: صَرِيعَيْ مُدامٍ، مَا يُفَرِّقُ بَيْنَنا ... حوائجُ مِنْ إِلقاحِ مالٍ، وَلَا نَخْلِ (2/243) وأَنشد ابْنُ الأَعرابي أَيضاً: مَنْ عَفَّ خَفَّ، عَلَى الوُجُوهِ، لِقاؤُهُ، ... وأَخُو الحَوائِجِ وجْهُه مَبْذُولُ وأَنشد أَيضاً: فإِنْ أُصْبِحْ تُخالِجُني هُمُومٌ، ... ونَفْسٌ فِي حوائِجِها انْتِشارُ وأَنشد ابْنُ خَالَوَيْهِ: خَلِيلَيَّ إِنْ قامَ الهَوَى فاقْعُدا بِهِ، ... لَعَنَّا نُقَضِّي مِنْ حَوائِجِنا رَمّا وأَنشد أَبو زَيْدٍ لِبَعْضِ الرُّجّاز: يَا رَبَّ، رَبَّ القُلُصِ النَّواعِجِ، ... مُسْتَعْجِلاتٍ بِذَوِي الحَوائِجِ وَقَالَ آخَرُ: بَدَأْنَ بِنا لَا راجِياتٍ لخُلْصَةٍ، ... وَلَا يائِساتٍ مِنْ قَضاءِ الحَوائِجِ قَالَ: وَمِمَّا يَزِيدُ ذَلِكَ إِيضاحاً مَا قَالَهُ الْعُلَمَاءُ؛ قَالَ الْخَلِيلُ فِي الْعَيْنِ فِي فَصْلِ [رَاحَ] يُقَالُ: يَوْمٌ راحٌ وكَبْشٌ ضافٌ، عَلَى التَّخْفِيفِ، مِن رَائِحٍ وَضَائِفٍ، بِطَرْحِ الْهَمْزَةِ، كَمَا قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ الْهُذَلِيُّ: وسَوَّدَ ماءُ المَرْدِ فَاهَا، فَلَوْنهُ ... كَلَوْنِ النَّؤُورِ، وهْي أَدْماءُ سارُها أَي سَائِرُهَا. قَالَ: وَكَمَا خَفَّفُوا الْحَاجَةَ مِنَ الْحَائِجَةِ، أَلا تَرَاهُمْ جَمَعُوهَا عَلَى حَوَائِجَ؟ فأَثبت صِحَّةَ حَوَائِجَ، وأَنها مِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ، وأَن حَاجَةً مَحْذُوفَةٌ مِنْ حَائِجَةٍ، وإِن كَانَ لَمْ يُنْطَقْ بِهَا عِنْدَهُ. قَالَ: وَكَذَلِكَ ذَكَرَهَا عُثْمَانُ بْنُ جِنِّي فِي كِتَابِهِ اللُّمَعِ، وَحَكَى الْمُهَلَّبِيُّ عَنِ ابْنِ دُرَيْدٍ أَنه قَالَ حَاجَةٌ وَحَائِجَةٌ، وَكَذَلِكَ حُكِيَ عَنْ أَبي عَمْرِو بْنِ الْعَلَاءِ أَنه يُقَالُ: فِي نَفْسِي حاجَةٌ وَحَائِجَةٌ وحَوْجاءُ، وَالْجَمْعُ حاجاتٌ وحوائجُ وحاجٌ وحِوَجٌ. وَذَكَرَ ابْنُ السِّكِّيتِ فِي كِتَابِهِ الأَلفاظ بَابُ الْحَوَائِجِ: يُقَالُ فِي جَمْعِ حاجةٍ حاجاتٌ وحاجٌ وحِوَجٌ وحَوائجُ. وَقَالَ سِيبَوَيْهِ فِي كِتَابِهِ، فِيمَا جَاءَ فِيهِ تَفَعَّلَ واسْتَفْعَلَ، بِمَعْنًى، يُقَالُ: تَنَجَّزَ فلانٌ حوائِجَهُ واسْتَنْجَزَ حوائجَهُ. وَذَهَبَ قَوْمٌ مِنْ أَهل اللُّغَةِ إِلى أَن حَوَائِجَ يَجُوزُ أَن يَكُونَ جَمْعَ حَوْجَاءَ، وَقِيَاسُهَا حَواجٍ، مِثْلُ صَحارٍ، ثُمَّ قُدِّمَتِ الْيَاءُ عَلَى الْجِيمِ فَصَارَ حَوائِجَ؛ وَالْمَقْلُوبُ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ كَثِيرٌ. وَالْعَرَبُ تَقُولُ: بُداءَاتُ حَوائجك، فِي كَثِيرٍ مِنْ كَلَامِهِمْ. وَكَثِيرًا مَا يَقُولُ ابْنُ السِّكِّيتِ: إِنهم كَانُوا يَقْضُونَ حَوَائِجَهُمْ فِي الْبَسَاتِينِ وَالرَّاحَاتِ، وإِنما غَلِطَ الأَصمعي فِي هَذِهِ اللَّفْظَةِ كَمَا حُكِيَ عَنْهُ حَتَّى جَعَلَهَا مُوَلَّدَةً كونُها خَارِجَةً عَنِ الْقِيَاسِ، لأَن مَا كَانَ عَلَى مِثْلِ الْحَاجَةِ مِثْلَ غارةٍ وحارَةٍ لَا يُجْمَعُ عَلَى غَوَائِرَ وَحَوَائِرَ، فَقَطَعَ بِذَلِكَ عَلَى أَنها مُوَلَّدَةٌ غَيْرُ فَصِيحَةٍ، عَلَى أَنه قَدْ حَكَى الرَّقَاشِيُّ وَالسِّجِسْتَانِيُّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنِ الأَصمعي أَنه رَجَعَ عَنْ هَذَا الْقَوْلِ، وإِنما هُوَ شَيْءٌ كَانَ عَرَضَ لَهُ مِنْ غَيْرِ بَحْثٍ وَلَا نَظَرٍ، قَالَ: وَهَذَا الأَشبه بِهِ لأَن مِثْلَهُ لَا يَجْهَلُ ذَلِكَ إِذ كَانَ مَوْجُودًا فِي كَلَامِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَلَامِ الْعَرَبِ الْفُصَحَاءِ؛ وكأَن الْحَرِيرِيَّ لَمْ يَمُرَّ بِهِ إِلا الْقَوْلُ الأَول عَنِ الأَصمعي دُونَ الثَّانِي، وَاللَّهُ أَعلم. والحَوْجاءُ: الحاجةُ. وَيُقَالُ مَا فِي صَدْرِي بِهِ حَوْجَاءُ وَلَا لَوْجاءُ، وَلَا شَكٌّ وَلَا مِرْيَةٌ، بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وَيُقَالُ: لَيْسَ فِي أَمرك حُوَيْجاءُ وَلَا لُوَيْجاءُ وَلَا رُوَيْغَةٌ، وَمَا فِي الأَمر حَوْجاء وَلَا لَوْجاء أَي شَكٌّ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ. وحاجَ يَحوجُ حَوْجاً أَي احْتَاجَ. وأَحْوَجَه إِلى غَيْرِهِ وأَحْوَجَ أَيضاً: بِمَعْنَى احْتَاجَ. اللِّحْيَانِيُّ: مَا لِي فِيهِ (2/244) حَوْجاءُ وَلَا لَوْجَاءُ وَلَا حُوَيجاء وَلَا لُوَيجاء؛ قَالَ قَيْسُ بْنُ رِفَاعَةَ: مَنْ كانَ، فِي نَفْسِه، حَوْجاءُ يَطْلُبُها ... عِندي، فَإِني لَهُ رَهْنٌ بإِصْحارِ أُقِيمُ نَخْوَتَه، إِنْ كَانَ ذَا عِوَجٍ، ... كَمَا يُقَوِّمُ، قِدْحَ النَّبْعَةِ، البارِي قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ الْمَشْهُورُ فِي الرِّوَايَةِ: أُقِيمُ عَوْجَتَه إِن كَانَ ذَا عِوَجٍ وَهَذَا الشِّعْرُ تَمَثَّلَ بِهِ عَبْدُ الْمَلِكِ بَعْدَ قَتْلِ مُصْعَبِ بْنِ الزُّبَيْرِ وَهُوَ يَخْطُبُ عَلَى الْمِنْبَرِ بِالْكُوفَةِ، فَقَالَ فِي آخِرِ خُطْبَتِهِ: وَمَا أَظنكم تَزْدَادُونَ بعدَ المَوْعظةِ إِلَّا شَرًّا، وَلَنْ نَزْدادَ بَعد الإِعْذار إِليكم إِلّا عُقُوبةً وذُعْراً، فَمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَن يَعُودَ إِليها فَلْيَعُدْ، فإِنما مَثَلي ومَثَلكم كَمَا قَالَ قَيْسُ بْنُ رِفَاعَةَ: مَنْ يَصْلَ نارِي بِلا ذَنْبٍ وَلَا تِرَةٍ، ... يَصْلي بنارِ كريمٍ، غَيْرِ غَدَّارِ أَنا النَّذِيرُ لَكُمْ مِنِّي مُجاهَرَةً، ... كَيْ لَا أُلامَ عَلَى نَهْيي وإِنْذارِي فإِنْ عَصِيْتُمْ مَقَالِي، اليومَ، فاعْتَرِفُوا ... أَنْ سَوْفَ تَلْقَوْنَ خِزْياً، ظاهِرَ العارِ لَتَرْجِعُنَّ أَحادِيثاً مُلَعَّنَةً، ... لَهْوَ المُقِيمِ، ولَهْوَ المُدْلِجِ السارِي مَنْ كانَ، فِي نَفْسِه، حَوْجاءُ يَطْلُبُها ... عِندي، فإِني لَهُ رَهْنٌ بإِصْحارِ أُقِيمُ عَوْجَتَه، إِنْ كانَ ذَا عِوَجٍ، ... كَمَا يُقَوِّمُ، قِدْحَ النَّبْعَةِ، البارِي وصاحِبُ الوِتْرِ لَيْسَ، الدَّهْرَ، مُدْركَهُ ... عِندي، وَإِنِّي لَدَرَّاكٌ بِأَوْتارِي وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه كَوَى سَعْدَ بنَ زُرارَةَ وَقَالَ: لَا أَدع فِي نَفْسِي حَوْجاءَ مِنْ سَعْدٍ ؛ الحَوْجاءُ: الْحَاجَةُ، أَي لَا أَدع شَيْئًا أَرى فِيهِ بُرْأَة إِلّا فَعَلْتُهُ، وَهِيَ فِي الأَصل الرِّيبَةُ الَّتِي يَحْتَاجُ إِلى إِزالتها؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ قَتَادَةَ قَالَ فِي سَجْدَةِ حم: أَن تَسْجُدَ بالأَخيرة مِنْهُمَا، أَحْرى أَنْ لَا يَكُونَ فِي نَفْسِكَ حَوْجاءُ أَي لَا يَكُونُ فِي نَفْسِكَ مِنْهُ شَيْءٌ، وَذَلِكَ أَن مَوْضِعَ السُّجُودِ مِنْهَا مُخْتَلَفٌ فِيهِ، هَلْ هُوَ فِي آخِرِ الْآيَةِ الأُولى أَو آخِرِ الْآيَةِ الثَّانِيَةِ، فَاخْتَارَ الثَّانِيَةَ لأَنه أَحوط؛ وأَن يَسْجُدَ فِي مَوْضِعِ المبتدإِ، وأَحرى خَبَرُهُ. وكَلَّمه فَمَا رَدَّ عَلَيْهِ حَوْجاء وَلَا لَوْجاء، مَمْدُودٌ، وَمَعْنَاهُ: مَا ردَّ عَلَيْهِ كَلِمَةً قَبِيحَةً وَلَا حَسَنَةً، وَهَذَا كَقَوْلِهِمْ: فَمَا رَدَّ عليَّ سَوْدَاءَ وَلَا بَيْضَاءَ أَي كَلِمَةً قَبِيحَةً وَلَا حَسَنَةً. وَمَا بَقِيَ فِي صَدْرِهِ حَوْجَاءُ وَلَا لَوْجَاءُ إِلا قَضَاهَا. وَالْحَاجَةُ: خَرَزَةٌ «2» لَا ثَمَنَ لَهَا لِقِلَّتِهَا وَنَفَاسَتِهَا؛ قَالَ الْهُذَلِيُّ: فَجاءَت كخاصِي العَيْرِ لَمْ تَحْلَ عاجَةً، ... وَلَا حاجَةٌ مِنْهَا تَلُوحُ عَلَى وَشْمِ وَفِي الْحَدِيثِ: قَالَ لَهُ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا تَرَكْتُ مِنْ حاجَةٍ وَلَا داجَةٍ إِلا أَتَيْتُ ؛ أَي مَا تَرَكْتُ شَيْئًا مِنَ الْمَعَاصِي دَعَتْنِي نَفْسِي إِليه إِلا وَقَدْ رَكِبْتُهُ؛ وداجَةٌ إِتباع لِحَاجَةٍ، والأَلف فِيهَا مُنْقَلِبَةٌ عَنِ الْوَاوِ. وَيُقَالُ لِلْعَاثِرِ: حَوْجاً لَكَ أَي سلامَةً __________ (2) . قوله [والحاجة خرزة] مقتضى إيراده هنا أنه بالحاء المهملة هنا، وهو بها في الشاهد أيضاً. وكتب السيد مرتضى بهامش الأَصل صوابه: والجاجة، بجيمين، كما تقدم في موضعه مع ذكر الشاهد المذكور. (2/245) وَحَكَى الْفَارِسِيُّ عَنْ أَبي زَيْدٍ: حُجْ حُجَيَّاكَ، قَالَ: كأَنه مقلوبٌ مَوْضِعُ اللَّام إِلى الْعَيْنِ. حيج: حِجْتُ أَحِيجُ حَيْجاً: احْتَجْتُ؛ عَنْ كُرَاعٍ وَاللِّحْيَانِيِّ، وَهِيَ نَادِرَةٌ لأَنَّ أَلف الحاجَةِ وَاوٌ، فَحُكْمُهُ حُجْتُ كَمَا حَكَى أَهل اللُّغَةِ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَوْلَا حَيْجاً لَقُلْتُ إِنَّ حِجْتُ فَعِلْتُ، وإِنه مِنَ الْوَاوِ كَمَا ذَهَبَ إِليه سِيبَوَيْهِ فِي طِحْتُ. والحاجُ: نَبْتٌ مِنَ الحَمْضِ، وَقِيلَ: نَبْتٌ مِنَ الشَّوْكِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه قَالَ لِرَجُلٍ شَكَا إِليه الْحَاجَةَ: انْطَلِقْ إِلى هَذَا الْوَادِي وَلَا تَدَعْ حَاجًا وَلَا حَطَباً وَلَا تأْتني خَمْسَةَ عَشَرَ يَوْمًا ؛ الحاجُ: الشَّوْك، الْوَاحِدَةُ حَاجَةٌ. ابْنُ سِيدَهْ: الْحَاجُ ضَرْبٌ مِنَ الشَّوْكِ وَهُوَ الكَبَرُ، وَقِيلَ: نَبْتٌ غَيْرُ الْكَبَرِ، وَقِيلَ: هُوَ شَجَرٌ، وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الْحَاجُ مِمَّا تَدُومُ خُضْرَته وَتَذْهَبُ عُرُوقُهُ فِي الأَرض مَذْهَباً بَعيداً، ويُتَداوَى بِطَبِيخِهِ، وَلَهُ وَرَقٌ دِقاق طِوال، كأَنه مُساوٍ لِلشَّوْكِ فِي الْكَثْرَةِ، وَتَصْغِيرُهُ حُيَيْجَةٌ؛ عَنِ الْكِسَائِيِّ. وأَحاجَتِ الأَرضُ وأَحْيَجَتْ: كَثُرَ بِهَا الحاجُ؛ وَقَوْلُ الرَّاجِزِ: كأَنها الحاجُ أَفاضَتْ عَصَبُهُ أَراد الحاجَّ، فَحَذَفَ إِحدى الْجِيمَيْنِ وخَفَّفه كَقَوْلِهِ: يَسُوءُ الفالِياتِ إِذا فَلَيْني أَراد فَلَيْنَني، وَهَذِهِ الْكَلِمَةُ ذَكَرَهَا الْجَوْهَرِيُّ في حوج. ============= ( فهرس الكتاب - فهرس المحتويات ) لسان العرب فصل الخاء خبج: خَبَجَ يَخْبُجُ خَبْجاً وخُباجاً: ضَرَطَ ضَرطاً شَدِيدًا؛ قَالَ عَمْرُو بْنُ مِلْقَطٍ الطَّائِيُّ: يَأْبَى لِي الثَّعْلَبَتانِ الَّذِي ... قَالَ: خُباجَ الأَمَةِ الرَّاعِيَه الخُباجُ: الضُّراط وأَضافه إِلى الأَمَة لِيَكُونَ أَخس لَهَا، وَجَعَلَهَا رَاعِيَةً لِكَوْنِهَا أَهون مِن الَّتِي لَا تَرْعَى؛ وأَول الشَّعْرِ: يَا أَوْسُ، لَوْ نالَتْكَ أَرماحُنا، ... كُنْتَ كَمَنْ تَهْوِي بِهِ الهاوِيه وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: إِذا أُقيمت الصلاةُ ولَّى الشيطانُ وَلَهُ خَبَجٌ ، بِالتَّحْرِيكِ، أَي ضُرَاطٌ، وَيُرْوَى بِالْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ. وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: مَنْ قرأَ آيَةَ الْكُرْسِيِّ يخرجُ الشيطانُ وَلَهُ خَبَجٌ كخَبج الحِمار. وَقِيلَ: الخَبَجُ ضُراط الإِبل خَاصَّةً. وخَبَجَ بِهَا: حَبَقَ. وَحَكَى ابْنُ الأَعرابي: لَا آتِيه مَا خَبَجَ ابنُ أَتانٍ؛ فَجَعَلُوهُ للحُمُر. والخَبْجُ: نَوْعٌ مِنَ الضَّرْبِ بِسَيْفٍ أَو بِعَصًا وَلَيْسَ بِشَدِيدٍ، وَالْحَاءُ لُغَةٌ. وخَبَجَه بِالْعَصَا: ضَرَبَهُ بِهَا. وفَحْلٌ خَباجاءُ: كثير الضِّراب. خبرنج: الخَبَرْنَجُ: الناعِمُ البَدَنِ البَضُّ، والأُنثى بِالْهَاءِ. الأَصمعي: الخَبَرْنَجُ الخُلُقُ الْحَسَنُ. وجِسْمٌ خَبَرْنَجٌ: نَاعِمٌ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: غَرَّاءُ سَوَّى خَلْقَها الخَبَرْنَجا، ... مَأْدُ الشَّبابِ عَيْشَها المُخَرْفَجا ومَأْدُ الشَّبَابِ: ماؤُه وَاهْتِزَازُهُ. وغُصْنٌ يَمْأَدُ مِنَ النَّعْمَةِ: يَهْتز. والخَبَرْنَجَةُ مِنَ النِّسَاءِ: الْحَسَنَةُ الخَلْقِ الضَّخْمَةُ القَصَبِ، وَقِيلَ: هِيَ اللحيمةُ الحادِرَةُ الخَلْقِ فِي استواءٍ، وَقِيلَ: هِيَ الْعَظِيمَةُ السَّاقَيْنِ. وخَلْقٌ خَبَرْنَجٌ: تامٌّ. والخَبَرْنَجَةُ: حُسْنُ الغذاءِ. خبعج: الأَزهري: الخَبْعَجَةُ مِشْيَةٌ مُتَقاربة مِثْلَ مِشْيَةِ المُريبِ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: فِيهَا قَرْمَطَةٌ (2/246) وعَجَلَةٌ. يُقَالُ: جاءَ يُخَبْعِجُ إِلى رِيبَةٍ؛ وأَنشد: كأَنَّهُ، لَمَّا غَدا يُخَبْعِجُ، ... صاحبُ مُوقَيْنِ، عَلَيْهِ مَوْزَجُ وَقَالَ: جاءَ إِلى جِلَّتِها يُخَبْعِجُ، ... فَكُلُّهُنَّ رائِمٌ يُدَرْدِجُ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَكَذَلِكَ الخَنْعَجَةُ خثعج: الخَثْعَجَةُ: مِشْيَةٌ مُتَقَارِبَةٌ فِيهَا قَرْمَطَةٌ وعَجَلَةٌ، ذَكَرَهُ ابْنُ سِيدَهْ فِي تَرْجَمَةِ خَنْعَجَ، قَالَ: وَقَدْ ذُكِرَ بالباءِ والثاءِ، فَهُوَ إِذاً خَنْعَجَة وخَبْعَجَة وخَثْعَجَة. خجج: خَجَّت الرِّيحُ فِي هُبُوبِهَا تَخُجُّ خُجُوجاً: الْتَوَتْ. وَرِيحٌ خَجُوج: تَخُجُّ فِي هُبُوبِهَا أَي تَلْتَوِي. قَالَ: وَلَوْ ضُوعِفَ وَقِيلَ: خَجْخَجَتِ الرِّيحُ، كَانَ صَوَابًا. والخَجُوج من الرياح: الشديدة المَرِّ، وَقَدْ خَجْخَجَتْ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقِيلَ هِيَ الشَّدِيدَةُ مِنْ كُلِّ رِيحٍ مَا لَمْ تُثِرْ عَجاجاً. وخَجِيج الرِّيحِ: صَوْتُهَا. شَمِرٌ: ريح خجُوح وخجَوْجَاةٌ: تَخُجُّ فِي كُلِّ شَقٍّ أَي تشقُّ. قَالَ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: رِيحٌ خَجَوْجاةٌ طَوِيلَةٌ دَائِمَةُ الْهُبُوبِ. وَقَالَ أَبو نَصْرٍ: هِيَ الْبَعِيدَةُ المَسْلَك الدَّائِمَةُ الهُبوب. وَقَالَ ابْنُ أَحمر يَصِفُ الرِّيحَ: هَوْجاءُ رَعْبَلَةُ الرَّواح، خَجَوْجاةُ ... الغُدُوِّ، رَواحُها شَهْرُ قَالَ: والأَصل خَجُوج. وَقَدْ خَجَّتْ تَخُجُّ؛ وأَنشد أَبو عَمْرٍو: وخَجَّتِ النَّيْرَجَ مِنْ خَرِيقِها وَرَوَى الأَزهري بإِسناده عَنْ خَالِدِ بْنِ عُرْوَةَ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا، عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَذَكَرَ بِنَاءَ الْكَعْبَةِ فَقَالَ: إِن إِبراهيم حِينَ أُمِرَ بِبِنَاءِ الْبَيْتِ ضَاقَ بِهِ ذَرْعًا، قَالَ: فَبَعَثَ اللَّهُ إِليه السَّكِينَةَ وَهِيَ رِيحٌ خُجُوجٌ لَهَا رأْس فتطوَّقت بِالْبَيْتِ كَطَوْقِ الحَجَفَةِ، ثُمَّ استقرَّت، قَالَ: فَبَنَى إِبراهيم حِينَ اسْتَقَرَّتْ، فَجَعَلَ إِسماعيل يُنَاوِلُهُ الْحِجَارَةَ، فَلَمَّا انْتَهَى إِلى مَوْضِعِ الحِجْر أَعيا إِسماعيل فأَتى إِبراهيم بالحِجْرِ. وَقَالَ الأَصمعي: الخَجُوجُ الرِّيحُ الشديدةُ المرِّ؛ وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: هِيَ الشَّدِيدَةُ الْهُبُوبِ الخَوَّارَةُ لَا تَكُونُ إِلا فِي الصَّيْفِ، وَلَيْسَتْ بِشَدِيدَةِ الْحَرِّ. وَفِي كِتَابِ الْقُتَيْبِيِّ: فتطوَّت موضعَ الْبَيْتِ كالحَجَفَة. وَقِيلَ: رِيحٌ خَجُوج أَي شَدِيدَةُ الْمُرُورِ فِي غَيْرِ استواءٍ. قَالَ: وأَصل الخَجِّ الشِّقُّ. قَالَ ابْنُ الأَثير: وجاءَ فِي كِتَابِ الْمُعْجَمِ الأَوسط لِلطَّبَرَانِيِّ عَنْ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: السَّكِينَةُ رِيحٌ خَجُوجٌ. وَفِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ: إِذا حَمَل، فَهُوَ خَجُوج. وَفِي حَدِيثِ الَّذِي بَنَى الْكَعْبَةَ لِقُرَيْشٍ: كَانَ رُومِيًّا فِي سَفِينَةٍ أَصابتها رِيحٌ فخَجَّتْها أَي صَرَفَتْهَا عَنْ جِهَتِهَا وَمَقْصِدِهَا بِشِدَّةِ عَصْفِهَا. والخَجُّ: الدَّفْعُ. وَفِي النَّوَادِرِ: النَّاسُ يَهُجُّونَ هَذَا الواديَ هَجّاً ويَخُجُّونه خَجّاً أَي يَنْحَدِرُونَ فِيهِ ويَطَؤُونه كَثِيرًا. وخَجَّ بِهَا: ضَرَطَ. وخَجَّ بِرِجْلِهِ: نَسَفَ بِهَا التُّرَابَ فِي مَشْيِهِ. وخَجْخَجَ الرجلُ: لَمْ يُبْد مَا فِي نَفْسِهِ. والخَجْخَجَةُ: سُرْعَةُ الإِناخَةِ والحُلُولِ. والخَجْخَجَةُ: الِانْقِبَاضُ والاستخفاءُ فِي مَوْضِعٍ خَفِيٍّ، وَفِي التَّهْذِيبِ: فِي مَوْضِعٍ يَخْفَى فِيهِ، قَالَ: وَيُقَالُ أَيضاً بالحاءِ. وَرَجُلٌ خَجَّاجَةٌ: أَحمق لَا يَعْقِلُ. ابْنُ سِيدَهْ: (2/247) والخَجْخاجَةُ والخَجَّاجَةُ الأَحمق. والخَجْخاج مِنَ الرِّجَالِ: الَّذِي يَهْمِزُ الكلامَ، لَيْسَتْ لِكَلَامِهِ جِهَةٌ، قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: لَمْ أَسمع خَجَّاجَةً فِي نَعْتِ الأَحمق إِلا مَا قرأْته فِي كِتَابِ اللَّيْثِ قال: والمسموع مِنَ الْعَرَبِ خَجَّاية؛ قَالَهُ ابْنُ الأَعرابي وَغَيْرُهُ. النَّضِرُ: الخَجْخاجُ مِنَ الرِّجَالِ الَّذِي يُري أَنه جادٌّ فِي أَمره وَلَيْسَ كَمَا يُري. الفراءُ: خَجْخَجَ الرَّجُلُ وجَخْجَخَ إِذا لَمْ يُبْدِ مَا فِي نَفْسِهِ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَهَذَا يَقْرُبُ مِنْ قَوْلِ النَّضِرِ وَهُوَ أَصح مِمَّا قَالَهُ اللَّيْثُ فِي الخَجْخاجِ. والخَجُّ: الجِماعُ. وخَجَّ جَارِيَتَهُ: مَسَحَهَا. والخَجْخَجَةُ: كِنَايَةٌ عن النكاح. واخْتَجَّ الجملُ والناشطُ فِي سَيْرِهِ وَعَدْوِهِ إِذا لَمْ يَسْتَقِمْ، وَذَلِكَ سُرْعَةٌ مَعَ التواءِ. اللَّيْثُ: الخَجْخَجَة تُوصَفُ فِي سرْعَةِ الإِناخة وَحُلُولِ الْقَوْمِ. والخَجَوْجى مِنَ الرِّجَالِ: الطَّوِيلُ الرِّجْلَيْنِ. خدج: خَدَجَتِ الناقةُ وكلُّ ذَاتِ ظِلْفٍ وحافِرٍ تَخْدُجُ وتَخدِجُ خِداجاً، وَهِيَ خَدُوجٌ وخادِجٌ، وخَدَجَتْ وخَدَّجَتْ، كِلَاهُمَا: أَلقت وَلَدَهَا قَبْلَ أَوانه لِغَيْرِ تَمَامِ الأَيام، وإِن كَانَ تامَّ الخَلْق؛ قَالَ الْحُسَيْنُ بْنُ مُطَيْرٍ: لَمَّا لَقِحْنَ لِماءِ الفحْلِ أَعْجَلَها، ... وقْتَ النكاحِ، فَلَمْ يُتْمِمْنَ تَخْديجُ وَقَدْ يَكُونُ الخِداجُ لِغَيْرِ النَّاقَةِ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: يَومَ تَرَى مُرْضِعَةً خَلُوجا، ... وكلَّ أُنْثَى حَمَلَتْ خَدُوجا أَفلا تَرَاهُ عَمَّ بِهِ؟ وَفِي الْحَدِيثِ: كلُّ صَلاةٍ لَا يُقْرَأَ فِيهَا بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ، فَهِيَ خِداجٌ أَي نُقصانٌ. وَفِي حَدِيثِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه قَالَ: كلُّ صَلاةٍ لَيْسَتْ فِيهَا قراءَةٌ، فَهِيَ خِداجٌ أَي ذَاتُ خِداجٍ، وَهُوَ النُّقْصَانُ. قَالَ: وَهَذَا مَذْهَبُهُمْ فِي الِاخْتِصَارِ لِلْكَلَامِ كَمَا قَالُوا: عبدُ اللَّهِ إِقبالٌ وإِدْبارٌ أَي مُقْبِلٌ ومُدْبِرٌ؛ أَحَلُّوا الْمَصْدَرَ محلَّ الْفِعْلِ. وَيُقَالُ: أَخْدَجَ الرجلُ صلاتَه، فَهُوَ مُخْدِجٌ وَهِيَ مُخْدَجَةٌ، وَيُقَالُ: أَخْدَجَ فلانٌ أَمره إِذا لَمْ يُحْكِمْه، وأَنْضَجَ أَمْرَهُ إِذا أَحكمه، والأَصلُ فِي ذَلِكَ إِخْداجُ الناقةِ ولدَها وإِنضاجُها إِياه. الأَصمعي: الخِداجُ النُّقْصَانُ، وأَصل ذَلِكَ مِنْ خِداجِ الناقةِ إِذا وَلَدَتْ وَلَدًا نَاقِصَ الخَلْقِ، أَو لِغَيْرِ تَمَامٍ. وَفِي حَدِيثِ الزَّكَاةِ: فِي كُلِّ ثَلَاثِينَ بَقَرَةً خَديج أَي ناقصُ الخَلْقِ فِي الأَصل؛ يريد تَبِيعٌ كالخَديجِ فِي صِغَرِ أَعْضائه وَنَقْصِ قوَّتِه عَنِ الثَنِيِّ والرَّباعِيِّ. وخَديجٌ، فَعِيلٌ بِمَعْنَى مُفْعَل، أَي مُخْدَجٌ. وَفِي حَدِيثِ سَعْدٍ: أَنه أَتى النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، بِمُخْدَجٍ مُقِيمٍ أَي ناقصِ الخَلْقِ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ: وَلَا تُخْدِجِ التَّحِيَّةَ أَي لَا تَنْقُصْها. قَالَ ابْنُ الأَثير: وإِنما قَالَ فِي الصَّلَاةِ: فَهِيَ خِداجٌ، والخِداجُ مَصْدَرٌ عَلَى حَذْفِ الْمُضَافِ أَي ذاتُ خِداجٍ، أَو يَكُونُ قَدْ وَصَفَهَا بِالْمَصْدَرِ نَفْسِهِ مُبَالَغَةً، كَمَا قَالُوا: فإِنما هِيَ إِقبال وإِدبار. والولدُ خَديجٌ. وشاةٌ خَدُوجٌ، وَجَمْعُهَا خُدوجٌ وخِداجٌ وخَدائِجُ. وأَخْدَجَتْ، فَهِيَ مُخْدِجٌ ومُخْدِجَةٌ: جاءَت بِوَلَدِهَا ناقصَ الخَلْقِ، وَقَدْ تَمَّ وقتُ حَمْلِهَا، وَالْوَلَدُ خَدُوجٌ وخِدْجٌ ومُخْدَجٌ ومَخْدُوجٌ وخَديجٌ: وَمِنْهُ قَوْلُ عَلِيٍّ، رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ، فِي ذِي الثُّدَيَّةِ: مُخْدَجُ الْيَدِ أَي ناقصُ الْيَدِ. وَقِيلَ: إِذا أَلقت النَّاقَةُ وَلَدَهَا تامَّ الخَلْق قبلَ وَقْتِ النَّتاج، قِيلَ: أَخْدَجَتْ، (2/248) وَهِيَ مُخْدِجٌ؛ فإِن رَمَتْهُ نَاقِصًا قَبْلَ الْوَقْتِ قِيلَ: خَدَجَتْ، وَهِيَ خادِجٌ؛ فإِن كَانَ عَادَةً لَهَا، فَهِيَ مِخْداجٌ فِيهِمَا. وَقَوْمٌ يَجْعَلُونَ الخِداجَ مَا كَانَ دَمًا، وَبَعْضُهُمْ جَعَلَهُ مَا كَانَ أَمْلَطَ وَلَمْ يَنْبُت عَلَيْهِ شَعَرٌ، وَحَكَى ثابتٌ ذَلِكَ فِي الإِنسان. وَقَالَ أَبو خَيْرةَ: خَدَجَت المرأَةُ ولدَها وأَخْدَجَتْه، بِمَعْنًى وَاحِدٍ، قَالَ الأَزهري: وَذَلِكَ إِذا أَلقته وَقَدِ اسْتَبَانَ خَلْقُه، قَالَ: وَيُقَالُ إِذا أَلقته دَمًا؛ قَدْ خَدَجَتْ، وَهُوَ خِداجٌ؛ وإِذا أَلقته قَبْلَ أَن ينبتَ شَعْرُهُ قِيلَ: قَدْ غَضَّنَتْ، وَهُوَ الغِضانُ؛ وأَنشد: فَهُنَّ لَا يَحْمِلْنَ إِلَّا خِدْجا والخِداجُ: الِاسْمُ مِنْ ذَلِكَ. قَالَ: وَنَاقَةٌ ذاتُ خِداجٍ: تَخْدُجُ وتَخْدِجُ كَثِيرًا. وخَدَجَتِ الزَّنْدةُ: لَمْ تُورِ نَارًا. وَفِي التَّهْذِيبِ: أَخْدَجَتِ الزَّنْدَةُ. وخَديجَةُ: اسْمُ امرأَة. وخَدْجِ خَدْجِ: زَجْرٌ لِلْغَنَمِ. ابْنُ الأَعرابي: أَخْدَجَتِ الشَّتْوَةُ إِذا قلَّ مَطَرُها. خدلج: الخَدَلَّجَة، بِتَشْدِيدِ اللَّامِ: الرَّيَّاءُ الْمُمْتَلِئَةُ الذِّرَاعَيْنِ وَالسَّاقَيْنِ؛ وأَنشد الأَصمعي: إِنَّ لَها لَسائِقاً خَدَلَّجا، ... لَمْ يُدْلِجِ الليلةَ فيمنْ أَدْلَجا يَعْنِي جَارِيَةً قَدْ عَشِقَها، فَرَكِبَ الناقةَ وساقَها مِنْ أَجلها. وَفِي حَدِيثِ اللِّعانِ: خَدَلَّج الساقَيْنِ عَظِيمُهُمَا، وَهُوَ مِثْلُ الخَدْلِ. وَقِيلَ: هِيَ الضَّخْمَةُ السَّاقَيْنِ؛ والذَّكَرُ خَدَلَّجٌ. اللَّيْثُ: الخَدَلَّجُ الضَّخْمَةُ السَّاقِ المَمْكُورَتُها. خذلج: التَّهْذِيبُ فِي النَّوَادِرِ: فلانٌ يَتَخَذْلَجُ فِي مِشْيَتِهِ. خرج: الخُروج: نَقِيضُ الدُّخُولِ. خَرَجَ يَخْرُجُ خُرُوجاً ومَخْرَجاً، فَهُوَ خارِجٌ وخَرُوجٌ وخَرَّاجٌ، وَقَدْ أَخْرَجَهُ وخَرَجَ بِهِ. الْجَوْهَرِيُّ: قَدْ يَكُونُ المَخْرَجُ موضعَ الخُرُوجِ. يُقَالُ: خَرَجَ مَخْرَجاً حَسَناً، وَهَذَا مَخْرَجُه. وأَما المُخْرَجُ فَقَدْ يَكُونُ مصدرَ قَوْلِكَ أَخْرَجَه، والمفعولَ بِهِ واسمَ الْمَكَانِ وَالْوَقْتِ، تَقُولُ: أَخْرِجْني مُخْرَجَ صِدْقٍ، وَهَذَا مُخْرَجُه، لأَن الْفِعْلَ إِذا جَاوَزَ الثَّلَاثَةَ فَالْمِيمُ مِنْهُ مَضْمُومَةٌ، مِثْلُ دَحْرَجَ، وَهَذَا مُدَحْرَجُنا، فَشُبِّهَ مُخْرَجٌ بِبَنَاتِ الأَربعة. والاستخراجُ: كَالِاسْتِنْبَاطِ. وَفِي حَدِيثِ بَدْرٍ: فاخْتَرَجَ تَمَراتٍ مِنْ قِرْبةٍ أَي أَخْرَجَها، وَهُوَ افْتَعَلَ مِنْهُ. والمُخارَجَةُ: المُناهَدَةُ بالأَصابع. والتَّخارُجُ: التَّناهُدُ؛ فأَما قَوْلُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُطَيْرٍ: مَا أَنْسَ، لَا أَنْسَ مِنْكُمْ نَظْرَةً شَغَفَتْ، ... فِي يَوْمِ عيدٍ، ويومُ العيدِ مَخْرُوجُ فإِنه أَراد مخروجٌ فِيهِ، فَحَذَفَ؛ كَمَا قَالَ فِي هَذِهِ الْقَصِيدَةِ: والعينُ هاجِعَةٌ والرُّوح مَعْرُوجُ أَراد مَعْرُوجٌ بِهِ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: ذلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ ؛ أَي يَوْمَ يَخْرُجُ النَّاسُ مِنَ الأَجداث. وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: يومُ الخُروجِ مِنْ أَسماء يَوْمِ الْقِيَامَةِ؛ واستشهدَ بِقَوْلِ الْعَجَّاجِ: أَلَيسَ يَوْمٌ سُمِّيَ الخُرُوجا، ... أَعْظَمَ يَوْمٍ رَجَّةً رَجُوجا؟ (2/249) أَبو إِسحاق فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: يَوْمُ الْخُرُوجِ أَي يَوْمَ يُبْعَثُونَ فَيَخْرُجُونَ مِنَ الأَرض. وَمِثْلُهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: خُشَّعاً أَبْصارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْداثِ . وَفِي حَدِيثِ سُوَيْدِ بْنِ عَفَلَةَ: دَخَلَ عليَّ عليٌّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فِي يَوْمِ الخُرُوج، فإِذا بَيْنَ يَدَيْهِ فاتُورٌ عَلَيْهِ خُبْزُ السَّمْراء وصحفةٌ فِيهَا خَطِيفَةٌ. يَوْم الخُروجِ؛ يُرِيدُ يَوْمَ الْعِيدِ، وَيُقَالُ لَهُ يَوْمُ الزِّينَةِ وَيَوْمُ الْمَشْرِقِ. وخُبْزُ السَّمْراءِ: الخُشْكارُ، كَمَا قِيلَ لِلُّبابِ الحُوَّارَى لِبَيَاضِهِ. واخْتَرَجَهُ واسْتَخْرجَهُ: طَلَبَ إِليه أَو مِنْهُ أَن يَخْرُجَ. وناقَةٌ مُخْتَرِجَةٌ إِذا خَرَجَتْ عَلَى خِلْقَةِ الجَمَلِ البُخْتِيِّ. وَفِي حَدِيثِ قِصَّةٍ: أَن النَّاقَةَ الَّتِي أَرسلها اللَّهُ، عَزَّ وَجَلَّ، آيَةً لِقَوْمِ صَالِحٍ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَهُمْ ثَمُودُ، كَانَتْ مُخْتَرَجة ، قَالَ: وَمَعْنَى المختَرَجة أَنها جُبلت عَلَى خِلْقَةِ الْجَمَلِ، وَهِيَ أَكبر مِنْهُ وأَعظم. واسْتُخْرِجَتِ الأَرضُ: أُصْلِحَتْ لِلزِّرَاعَةِ أَو الغِراسَةِ، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. وخارجُ كلِّ شيءٍ: ظاهرُه. قَالَ سِيبَوَيْهِ: لَا يُستعمل ظَرْفًا إِلا بِالْحَرْفِ لأَنه مَخْصُوصٌ كَالْيَدِ وَالرِّجْلِ؛ وَقَوْلُ الْفَرَزْدَقِ: عَلى حِلْفَةٍ لَا أَشْتُمُ الدَّهْرَ مُسْلِماً، ... وَلَا خارِجاً مِن فِيِّ زُورُ كلامِ أَراد: وَلَا يَخْرُجُ خُرُوجًا، فَوَضَعَ الصِّفَةَ مَوْضِعَ الْمَصْدَرِ لأَنه حَمَلَهُ عَلَى عَاهَدْتُ. والخُروجُ: خُروجُ الأَديب وَالسَّائِقِ وَنَحْوِهِمَا يُخَرَّجُ فيَخْرُجُ. وخَرَجَتْ خَوارجُ فُلَانٍ إِذا ظهرتْ نَجابَتُهُ وتَوَجَّه لإِبرام الأُمورِ وإِحكامها، وعَقَلَ عَقْلَ مِثْلِه بَعْدَ صِبَاهُ. والخارِجِيُّ: الَّذِي يَخْرُجُ ويَشْرُفُ بِنَفْسِهِ مِنْ غَيْرِ أَن يَكُونَ لَهُ قَدِيمٌ؛ قَالَ كُثَيِّرٌ: أَبا مَرْوانَ لَسْتَ بِخارِجيٍّ، ... وَلَيْسَ قَديمُ مَجْدِكَ بانْتِحال والخارِجِيَّةُ: خَيْل لَا عِرْقَ لَهَا فِي الجَوْدَة فَتُخَرَّجُ سوابقَ، وَهِيَ مَعَ ذَلِكَ جِيادٌ؛ قَالَ طُفَيْلٌ: وعارَضْتُها رَهْواً عَلَى مُتَتَابِعٍ، ... شَديدِ القُصَيْرى، خارِجِيٍّ مُجَنَّبِ وَقِيلَ: الخارِجِيُّ كُلُّ مَا فَاقَ جِنْسَهُ وَنَظَائِرَهُ. قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: مِنْ صِفَاتِ الْخَيْلِ الخَرُوجُ، بِفَتْحِ الْخَاءِ، وَكَذَلِكَ الأُنثى، بِغَيْرِ هاءٍ، وَالْجَمْعُ الخُرُجُ، وَهُوَ الَّذِي يَطول عُنُقُهُ فَيَغْتالُ بِطُولِهَا كلَّ عِنانٍ جُعِلَ فِي لِجَامِهِ؛ وأَنشد: كُلُّ قَبَّاءَ كالهِراوةِ عَجْلى، ... وخَروجٍ تَغْتالُ كلَّ عِنانِ الأَزهري: وأَما قَوْلُ زُهَيْرٍ يَصِفُ خَيْلًا: وخَرَّجَها صَوارِخَ كلَّ يَوْمٍ، ... فَقَدْ جَعَلَتْ عَرائِكُها تَلِينُ فَمَعْنَاهُ: أَن مِنْهَا مَا بِهِ طِرْقٌ، وَمِنْهَا مَا لَا طِرْقَ بِهِ؛ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: مَعْنَى خَرَّجَها أَدَّبها كَمَا يُخَرِّجُ الْمُعَلِّمُ تِلْمِيذَهُ. وفلانٌ خَرِيجُ مالٍ وخِرِّيجُه، بِالتَّشْدِيدِ، مِثْلُ عِنِّينٍ، بِمَعْنَى مَفْعُولٍ إِذا دَرَّبَهُ وعَلَّمَهُ. وَقَدْ خَرَّجَهُ فِي الأَدبِ فَتَخَرَّجَ. والخَرْجُ والخُرُوجُ: أَوَّلُ مَا يَنْشَأُ مِنَ السَّحَابِ. يُقَالُ: خَرَجَ لَهُ خُرُوجٌ حَسَنٌ؛ وَقِيلَ: خُرُوجُ السَّحَاب اتِّساعُهُ وانْبِساطُه؛ قَالَ أَبو ذؤَيب: (2/250) إِذا هَمَّ بالإِقْلاعِ هَبَّتْ لَهُ الصَّبا، ... فَعَاقَبَ نَشْءٌ بعْدها وخُرُوجُ الأَخفش: يُقَالُ لِلْمَاءِ الَّذِي يَخْرُجُ مِنَ السَّحاب: خَرْجٌ وخُرُوجٌ. الأَصمعي: يُقَالُ أَوَّل مَا يَنْشَأُ السحابُ، فَهُوَ نَشْءٌ. التَّهْذِيبُ: خَرَجَت السَّمَاءُ خُروجاً إِذا أَصْحَتْ بَعْدَ إِغامَتِها؛ وَقَالَ هِمْيان يَصِفُ الإِبل وَوُرُودَهَا: فَصَبَّحَتْ جابِيَةً صُهارِجَا؛ ... تَحْسَبُه لَوْنَ السَّماءِ خارِجَا يُرِيدُ مُصْحِياً؛ والسحابةُ تُخْرِجُ السحابةَ كَمَا تُخْرِجُ الظَّلْمَ. والخَرُوجُ مِنَ الإِبل: المِعْناقُ الْمُتَقَدِّمَةُ. والخُرَاجُ: ورَمٌ يَخْرُجُ بِالْبَدَنِ مِنْ ذَاتِهِ، وَالْجَمْعُ أَخْرِجَةٌ وخِرْجَانٌ. غَيْرُهُ: والخُرَاجُ ورَمُ قَرْحٍ يَخْرُجُ بِدَابَّةٍ أَو غَيْرِهَا مِنَ الْحَيَوَانِ. الصِّحَاحُ: والخُرَاجُ مَا يَخْرُجُ فِي الْبَدَنِ مِنَ القُرُوح. والخَوَارِجُ: الحَرُورِيَّةُ؛ والخَارِجِيَّةُ: طَائِفَةٌ مِنْهُمْ لَزِمَهُمْ هَذَا الاسمُ لِخُرُوجِهِمْ عَنِ النَّاسِ. التَّهْذِيبُ: والخَوَارِجُ قومٌ مِنْ أَهل الأَهواء لَهُمْ مَقالَةٌ عَلَى حِدَةٍ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنه قَالَ: يَتَخَارَجُ الشَّريكانِ وأَهلُ الْمِيرَاثِ ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: يَقُولُ إِذا كَانَ الْمَتَاعُ بَيْنَ وَرَثَةٍ لَمْ يَقْتَسِمُوهُ أَو بَيْنَ شُرَكَاءَ، وَهُوَ فِي يَدِ بَعْضِهِمْ دُونَ بَعْضٍ، فَلَا بأْس أَن يَتَبَايَعُوهُ، وإِن لَمْ يَعْرِفْ كُلُّ وَاحِدٍ نَصِيبَهُ بِعَيْنِهِ وَلَمْ يَقْبِضْهُ؛ قَالَ: وَلَوْ أَراد رَجُلٌ أَجنبي أَن يَشْتَرِيَ نَصِيبَ بَعْضِهِمْ لَمْ يَجُزْ حَتَّى يَقْبِضَهُ الْبَائِعُ قَبْلَ ذَلِكَ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَقَدْ جاءَ هَذَا عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مفسَّراً عَلَى غَيْرِ مَا ذَكَرَ أَبو عُبَيْدٍ. وحدَّث الزُّهْرِيُّ بِسَنَدِهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: لَا بأْس أَن يَتَخَارَج القومُ فِي الشَّرِكَةِ تَكُونُ بَيْنَهُمْ فيأْخذ هَذَا عَشَرَةَ دَنَانِيرَ نَقْدًا، ويأْخذ هَذَا عَشَرَةَ دَنَانِيرَ دَيْناً. والتَّخارُجُ: تَفاعُلٌ مِنَ الخُروج، كأَنه يَخْرُجُ كلُّ وَاحِدٍ مِنْ شَرِكَتِهِ عَنْ مِلْكِهِ إِلى صَاحِبِهِ بِالْبَيْعِ؛ قَالَ: وَرَوَاهُ الثَّوْرِيُّ بِسَنَدِهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي شَرِيكَيْنِ: لَا بأْس أَن يَتَخَارَجَا ؛ يَعْنِي العَيْنَ والدَّيْنَ؛ وَقَالَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ: التَّخَارُجُ أَن يأْخذ بَعْضُهُمُ الدَّارَ وَبَعْضُهُمُ الأَرض؛ قَالَ شَمِرٌ: قُلْتُ لأَحمد: سُئِلَ سُفْيَانُ عَنْ أَخوين وَرِثَا صَكًّا مِنْ أَبيهما، فَذَهَبَا إِلى الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ فَتَقَاضَيَاهُ؛ فَقَالَ: عِنْدِي طَعَامٌ، فَاشْتَرِيَا مِنِّي طَعَامًا بِمَا لَكُمَا عليَّ، فَقَالَ أَحد الأَخوين: أَنا آخُذُ نَصِيبِي طَعَامًا؛ وَقَالَ الْآخَرُ: لَا آخُذُ إِلّا دَرَاهِمَ، فأَخذ أَحدهما مِنْهُ عَشَرَةَ أَقفرة بِخَمْسِينَ دِرْهَمًا بِنَصِيبِهِ؛ قَالَ: جَائِزٌ، وَيَتَقَاضَاهُ الْآخَرُ، فإِن تَوَى مَا عَلَى الْغَرِيمِ، رَجَعَ الأَخ عَلَى أَخيه بِنِصْفِ الدَّرَاهِمِ الَّتِي أَخذ، وَلَا يَرْجِعُ بِالطَّعَامِ. قَالَ أَحمد: لَا يَرْجِعُ عَلَيْهِ بِشَيْءٍ إِذا كَانَ قَدْ رَضِيَ بِهِ، وَاللَّهُ أَعلم. وتَخَارَجَ السَّفْرُ: أَخْرَجُوا نَفَقَاتِهِمْ. والخَرْجُ والخَرَاجُ، واحدٌ: وَهُوَ شَيْءٌ يُخْرِجُه القومُ فِي السَّنَةِ مِن مَالِهِمْ بقَدَرٍ مَعْلُومٍ. وَقَالَ الزَّجَّاجُ: الخَرْجُ الْمَصْدَرُ، والخَرَاجُ: اسمٌ لِمَا يُخْرَجُ. والخَرَاجُ: غَلَّةُ الْعَبْدِ والأَمة. والخَرْجُ والخَراج: الإِتاوَةُ تُؤْخذ مِنْ أَموال النَّاسِ؛ الأَزهري: والخَرْجُ أَن يؤَدي إِليك العبدُ خَرَاجَه أَي غَلَّتَهُ، والرَّعِيَّةُ تُؤَدِّي الخَرْجَ إِلى الوُلاةِ. وَرُوِيَ فِي الْحَدِيثِ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه قَالَ: الخَرَاجُ بِالضَّمَانِ ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ وَغَيْرُهُ مِنْ أَهل الْعِلْمِ: مَعْنَى الْخَرَاجِ فِي هَذَا الْحَدِيثِ غَلَّةُ الْعَبْدِ يَشْتَرِيهِ الرجلُ فيستغلُّه زَمَانًا، ثُمَّ يَعْثُرُ مِنْهُ عَلَى عَيْبٍ دَلَّسَهُ البائعُ وَلَمْ يُطْلِعْهُ عَلَيْهِ، فَلَهُ رَدُّ الْعَبْدِ عَلَى الْبَائِعِ والرجوعُ عَلَيْهِ بِجَمِيعِ الثَّمَنِ، والغَّلةُ الَّتِي اسْتَغَلَّهَا الْمُشْتَرِي مِنَ الْعَبْدِ (2/251) طَيِّبَةٌ لَهُ لأَنه كَانَ فِي ضَمَانِهِ، وَلَوْ هَلَكَ هَلَكَ مِنْ مَالِهِ. وَفَسَّرَ ابْنُ الأَثير قَوْلَهُ: الْخَرَاجُ بِالضَّمَانِ ؛ قَالَ: يُرِيدُ بِالْخَرَاجِ مَا يَحْصُلُ مِنْ غَلَّةِ الْعَيْنِ الْمُبْتَاعَةِ، عَبْدًا كَانَ أَو أَمة أَو مِلْكًا، وَذَلِكَ أَن يَشْتَرِيَهُ فَيَسْتَغِلَّهُ زَمَانًا، ثُمَّ يَعْثُرُ فِيهِ عَلَى عَيْبٍ قَدِيمٍ، فَلَهُ رَدُّ الْعَيْنِ الْمَبِيعَةِ وأَخذ الثَّمَنِ، وَيَكُونُ لِلْمُشْتَرِي مَا اسْتَغَلَّهُ لأَن الْمَبِيعَ لَوْ كَانَ تلفَ فِي يَدِهِ لَكَانَ مِنْ ضَمَانِهِ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ عَلَى الْبَائِعِ شَيْءٌ؛ وَبَاءَ بِالضَّمَانِ مُتَعَلِّقَةٌ بِمَحْذُوفٍ تَقْدِيرُهُ الْخَرَاجُ مُسْتَحَقٌّ بِالضَّمَانِ أَي بِسَبَبِهِ، وَهَذَا مَعْنَى قَوْلِ شُرَيْحٍ لِرَجُلَيْنِ احْتَكَمَا إِليه فِي مِثْلِ هَذَا، فَقَالَ لِلْمُشْتَرِي: رُدَّ الداءَ بِدَائِهِ وَلَكَ الغلةُ بِالضَّمَانِ. مَعْنَاهُ: رُدَّ ذَا الْعَيْبَ بِعَيْبِهِ، وَمَا حَصَلَ فِي يَدِكَ مِنْ غَلَّتِهِ فَهُوَ لَكَ. وَيُقَالُ: خَارَجَ فلانٌ غلامَه إِذا اتَّفَقَا عَلَى ضَرِيبَةٍ يَرُدُّها العبدُ عَلَى سَيِّدِهِ كلَّ شَهْرٍ وَيَكُونُ مُخَلًّى بَيْنَهُ وَبَيْنَ عَمَلِهِ، فَيُقَالُ: عبدٌ مُخَارَجٌ. ويُجْمَعُ الخَراجُ، الإِتَاوَةُ، عَلَى أَخْراجٍ وأَخَارِيجَ وأَخْرِجَةٍ. وَفِي التَّنْزِيلِ: أَمْ تَسْأَلُهُمْ خَرْجاً فَخَراجُ رَبِّكَ خَيْرٌ . قَالَ الزَّجَّاجُ: الخَرَاجُ الفَيْءُ، والخَرْجُ الضَّريبَةُ وَالْجِزْيَةُ؛ وَقُرِئَ: أَم تَسْأَلُهُمْ خَرَاجاً. وَقَالَ الْفَرَّاءُ. مَعْنَاهُ: أَمْ تسأَلهم أَجراً عَلَى مَا جِئْتَ بِهِ، فأَجر رَبِّكَ وَثَوَابُهُ خيرٌ. وأَما الخَرَاجُ الَّذِي وَظَّفَهُ عمرُ بْنِ الْخَطَّابِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَلَى السَّوَادِ وأَرضِ الفَيْء فإِن مَعْنَاهُ الْغَلَّةُ أَيضاً، لأَنه أَمر بِمَسَاحَةِ السَّوَادِ وَدَفَعَهَا إِلى الْفَلَّاحِينَ الَّذِينَ كَانُوا فِيهِ عَلَى غَلَّةٍ يُؤَدُّونَهَا كُلَّ سَنَةٍ، وَلِذَلِكَ سُمِّيَ خَراجاً، ثُمَّ قِيلَ بَعْدَ ذَلِكَ لِلْبِلَادِ الَّتِي افْتُتِحَتْ صُلْحاً وَوَظَّفَ مَا صُولِحُوا عَلَيْهِ عَلَى أَراضيهم: خَرَاجِيَّةٌ لأَن تِلْكَ الْوَظِيفَةَ أَشبهت الْخَرَاجَ الَّذِي أُلزم بِهِ الفلَّاحون، وَهُوَ الْغَلَّةُ، لأَن جُمْلَةَ مَعْنَى الْخَرَاجِ الْغَلَّةُ؛ وَقِيلَ لِلْجِزْيَةِ الَّتِي ضُرِبَتْ عَلَى رِقَابِ أَهل الذِّمَّة: خَرَاجٌ لأَنه كَالْغَلَّةِ الْوَاجِبَةِ عَلَيْهِمْ. ابْنُ الأَعرابي: الخَرْجُ عَلَى الرُّؤُوسِ، والخَرَاجُ عَلَى الأَرضين. وَفِي حَدِيثِ أَبي مُوسَى: مثلُ الأُتْرُجَّةِ طَيِّبٌ رِيحُها، طَيِّبٌ خَرَاجُها أَي طَعْمُ ثَمَرِهَا، تَشْبِيهًا بالخَرَاجِ الَّذِي يَقَعُ عَلَى الأَرضين وَغَيْرِهَا. والخُرْجُ: مِنَ الأَوعية، معروفٌ، عربيٌّ، وَهُوَ هَذَا الْوِعَاءُ، وَهُوَ جُوالِقٌ ذُو أَوْنَيْنِ، وَالْجَمْعُ أَخْراجٌ وخِرَجَةٌ مثلُ جُحْرٍ وجِحَرَة. وأَرْضٌ مُخَرَّجَةٌ أَي نَبْتُها فِي مكانٍ دُونَ مكانٍ. وتَخْريجُ الرَّاعِيَةِ المَرْتَعَ: أَن تأْكل بعضَه وَتَتْرُكَ بَعْضَهُ. وخَرَّجَت الإِبلُ المَرْعَى: أَبقت بَعْضَهُ وأَكلت بَعْضَهُ. والخَرَجُ، بِالتَّحْرِيكِ: لَوْنانِ سوادٌ وَبَيَاضٌ؛ نَعَامَةٌ خَرْجَاءُ، وظَلِيمٌ أَخْرَجُ بَيِّنُ الخَرَجِ، وكَبْشٌ أَخْرَجُ. واخْرَجَّتِ النعامةُ اخْرِجاجاً، واخْرَاجَّتِ اخْرِيجاجاً أَي صَارَتْ خَرْجاءَ. أَبو عَمْرٍو: الأَخْرَجُ مِنْ نَعْتِ الظَّلِيم فِي لَوْنِهِ؛ قَالَ اللَّيْثُ: هُوَ الَّذِي لَوْنُ سَوَادِهِ أَكثر مِنْ بَيَاضِهِ كَلَوْنِ الرَّمَادِ. التَّهْذِيبُ: أَخْرَجَ الرجلُ إِذا تَزَوَّجَ بِخِلاسِيَّةٍ. وأَخْرَجَ إِذا اصْطادَ الخُرْجَ، وَهِيَ النَّعَامُ؛ الذَّكَرُ أَخْرَجُ والأُنثى خَرْجاءُ، وَاسْتَعَارَهُ الْعَجَّاجُ لِلثَّوْبِ فَقَالَ: إِنَّا، إِذَا مُذْكِي الحُرُوبِ أَرَّجا، ... ولَبِسَتْ، للْمَوتِ، ثَوباً أَخْرَجا أَي لَبِسَتِ الْحُرُوبُ ثَوْبًا فِيهِ بَيَاضٌ وَحُمْرَةٌ مِنْ لَطْخِ الدَّمِ أَي شُهِّرَتْ وعُرِفَتْ كَشُهْرَةِ الأَبلق؛ وَهَذَا الرَّجَزُ فِي الصِّحَاحِ: وَلَبِسَتْ لِلْمَوْتِ جُلًّا أَخرجا وَفَسَّرَهُ فَقَالَ: لَبِسَتِ الْحُرُوبُ جُلًّا فِيهِ بَيَاضٌ وَحُمْرَةٌ. (2/252) وعامٌ فِيهِ تَخْرِيجٌ أَي خِصْبٌ وجَدْبٌ. وعامٌ أَخْرَجُ: فِيهِ جَدْبٌ وخِصْبٌ؛ وَكَذَلِكَ أَرض خَرْجَاءُ وَفِيهَا تَخرِيجٌ. وعامٌ فِيهِ تَخْرِيجٌ إِذا أَنْبَتَ بعضُ الْمَوَاضِعِ وَلَمْ يُنْبِتْ بَعْضٌ. وأَخْرَجَ: مَرَّ بِهِ عامٌ نصفُه خِصبٌ وَنِصْفُهُ جَدْبٌ؛ قَالَ شَمِرٌ: يُقَالُ مَرَرْتُ عَلَى أَرض مُخَرَّجة وَفِيهَا عَلَى ذَلِكَ أَرْتاعٌ. والأَرتاع: أَماكن أَصابها مَطَرٌ فأَنبتت الْبَقْلَ، وأَماكن لَمْ يُصِبْهَا مَطَرٌ، فَتِلْكَ المُخَرَّجةُ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: تَخْرِيجُ الأَرض أَن يَكُونَ نَبْتُهَا فِي مَكَانٍ دُونَ مَكَانٍ، فَتَرَى بَيَاضَ الأَرض فِي خُضْرَةِ النَّبَاتِ. اللَّيْثُ: يُقَالُ خَرَّجَ الغلامُ لَوْحَه تخْريجاً إِذا كَتَبَهُ فَتَرَكَ فِيهِ مَوَاضِعَ لَمْ يَكْتُبْهَا؛ والكتابٌ إِذا كُتب فَتُرِكَ مِنْهُ مَوَاضِعُ لَمْ تُكْتَبْ، فَهُوَ مُخَرَّجٌ. وخَرَّجَ فلانٌ عَمَله إِذا جَعَلَهُ ضُرُوبًا يُخَالِفُ بَعْضُهُ بَعْضًا. والخَرْجاءُ: قَرْيَةٌ فِي طَرِيقِ مَكَّةَ، سمِّيَت بِذَلِكَ لأَن فِي أَرضها سَوَادًا وَبَيَاضًا إِلى الْحُمْرَةِ. والأَخْرَجَةُ: مَرْحَلَةٌ مَعْرُوفَةٌ، لَوْنُهَا ذَلِكَ. وَالنُّجُومُ تُخَرِّجُ اللَّوْنَ «3» فَتَلَوَّن بِلَوْنَيْنِ مِنْ سَوَادِهِ وَبَيَاضِهَا؛ قَالَ: إِذا اللَّيْلُ غَشَّاها، وخَرَّج لَوْنَهُ ... نُجُومٌ، كأَمْثالِ المصابيحِ، تَخْفِقُ وجَبَلٌ أَخْرَجُ، كَذَلِكَ. وقارَةٌ خَرْجَاءُ: ذاتُ لَوْنَيْنِ. ونَعْجَةٌ خَرْجاءٌ: وَهِيَ السَّوْدَاءُ البيضاءُ إِحدى الرِّجْلَيْنِ أَو كِلْتَيْهِمَا وَالْخَاصِرَتَيْنِ، وسائرُها أَسودُ. التَّهْذِيبُ: وشاةٌ خَرْجاءُ بَيْضَاءُ المُؤَخَّرِ، نَصْفُهَا أَبيض وَالنِّصْفُ الْآخَرُ لَا يَضُرُّكَ مَا كَانَ لَوْنُهُ. وَيُقَالُ: الأَخْرَجُ الأَسْوَدُ فِي بَيَاضٍ، والسوادُ الغالبُ. والأَخْرَجُ مِنَ المِعْزَى: الَّذِي نَصِفُهُ أَبيض وَنَصِفُهُ أَسود. الْجَوْهَرِيُّ: الخَرْجاءُ مِنَ الشَّاءِ الَّتِي ابْيَضَّتْ رِجْلَاهَا مَعَ الْخَاصِرَتَيْنِ؛ عَنْ أَبي زَيْدٍ. والأَخْرَجُ: جَبَلٌ مَعْرُوفٌ لِلَوْنِهِ، غَلَبَ ذَلِكَ عَلَيْهِ، وَاسْمُهُ الأَحْوَلُ. وفرسٌ أَخْرَجُ: أَبيض الْبَطْنِ وَالْجَنْبَيْنِ إِلى مُنْتَهَى الظَّهْرِ وَلَمْ يُصْعَدْ إِليه، ولَوْنُ سَائِرِهِ مَا كَانَ. والأَخْرَجُ: المُكَّاءُ، لِلَوْنِهِ. والأَخْرَجانِ: جَبَلَانِ مَعْرُوفَانِ، وأَخْرَجَةُ: بِئْرٌ احْتُفِرَتْ فِي أَصل أَحدهما؛ التَّهْذِيبُ: وَلِلْعَرَبِ بِئْرٌ احْتُفِرَتْ فِي أَصل جبلٍ أَخْرَجَ يُسَمُّونَهَا أَخْرَجَةَ، وَبِئْرٌ أُخرى احْتُفِرَتْ فِي أَصل جَبَلٍ أَسْوَدَ يُسَمُّونَهَا أَسْوَدَةَ، اشْتَقُّوا لَهُمَا اسْمَيْنِ مِنْ نَعْتِ الْجَبَلَيْنِ. الفراءُ: أَخْرَجَةُ اسْمُ ماءٍ وَكَذَلِكَ أَسْوَدَةُ؛ سُمِّيَتَا بِجَبَلَيْنِ، يُقَالُ لأَحدهما أَسْوَدُ وَلِلْآخَرِ أَخْرَجُ. وَيُقَالُ: اخْترَجُوه، بِمَعْنَى استخرجُوه. وخَرَاجِ والخَرَاجُ وخَرِيجٌ والتَّخْريجُ، كلُّه: لُعْبةٌ لِفِتْيَانِ الْعَرَبِ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الخَرِيجُ لُعْبَةٌ تُسَمَّى خَرَاجِ، يُقَالُ فِيهَا: خَراجِ خَرَاجِ مِثْلُ قَطامِ؛ وَقَوْلُ أَبي ذؤَيب الْهُذَلِيِّ: أَرِقْتُ لَهُ ذَاتَ العِشَاءِ، كأَنَّهُ ... مَخَارِيقُ، يُدْعَى تَحْتَهُنَّ خَرِيجُ وَالْهَاءُ فِي لَهُ تَعُودُ عَلَى بَرْقٍ ذَكَرَهُ قَبْلَ الْبَيْتِ، شَبَّهَهُ بِالْمَخَارِيقِ وَهِيَ جَمْعُ مِخْرَاقٍ، وَهُوَ المِنْديلُ يُلَفُّ ليُضْرَبَ بِهِ. وَقَوْلُهُ: ذاتَ العِشاءِ أَراد بِهِ السَّاعَةَ الَّتِي فِيهَا العِشاء، أَراد صَوْتَ اللَّاعِبِينَ؛ شَبَّهَ الرَّعْدَ بِهِ؛ قَالَ أَبو عَلِيٍّ: لَا يُقَالُ خَرِيجٌ، وإِنما الْمَعْرُوفُ خَراجِ، غَيْرَ أَن أَبا ذُؤَيْبٍ احْتَاجَ إِلى إِقامة الْقَافِيَةِ فأَبدل الياءَ مَكَانَ الأَلف. التَّهْذِيبُ: الخَرَاجُ والخَرِيجُ مُخَارجة: لُعْبَةٌ لِفِتْيَانِ الأَعراب.؛ قال الفراء: خَرَاجِ __________ (3) . قوله [والنجوم تخرج اللون إلخ] كذا بالأَصل ومثله في شرح القاموس والنجوم تخرج لون الليل فيتلون إلخ بدليل الشاهد المذكور. (2/253) اسْمُ لُعْبَةٍ لَهُمْ مَعْرُوفَةٌ، وَهُوَ أَن يُمْسِكَ أَحدهم شَيْئًا بِيَدِهِ، وَيَقُولَ لِسَائِرِهِمْ: أَخْرِجُوا مَا فِي يَدِي؛ قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: لَعِبَ الصِّبْيَانُ خَرَاجِ، بِكَسْرِ الْجِيمِ، بِمَنْزِلَةِ دَرَاكِ وقَطَامِ. والخَرْجُ: وادٍ لَا مَنفذ فِيهِ، ودارَةُ الخَرْجِ هُنَالِكَ. وبَنُو الخَارِجِيَّةِ: بَطْنٌ مِنَ الْعَرَبِ يُنْسَبُونَ إِلى أُمّهم، وَالنِّسْبَةُ إِليهم خارِجِيٌّ؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: وأَحسبها مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ تَمِيمٍ. وخارُوجٌ: ضَرْبٌ مِنَ النَّخل. قَالَ الْخَلِيلُ بْنُ أَحمد: الخُرُوجُ الأَلف الَّتِي بَعْدَ الصِّلَةِ فِي الْقَافِيَةِ، كَقَوْلِ لَبِيدٍ: عَفَتِ الدِّيَارُ مَحَلُّها فَمُقَامُها فَالْقَافِيَةُ هِيَ الْمِيمُ، وَالْهَاءُ بَعْدَ الْمِيمِ هِيَ الصِّلَةُ، لأَنها اتَّصَلَتْ بِالْقَافِيَّةِ، والأَلف الَّتِي بَعْدَ الْهَاءِ هِيَ الخُرُوجُ؛ قَالَ الأَخفَش: تَلْزَمُ الْقَافِيَةُ بَعْدَ الرَّوِيِّ الْخُرُوجَ، وَلَا يَكُونُ إِلا بِحَرْفِ اللِّينِ، وَسَبَبُ ذَلِكَ أَن هَاءَ الإِضمار لَا تَخْلُو مِنْ ضَمٍّ أَو كَسْرٍ أَو فَتْحٍ نَحْوَ: ضَرَبَهُ، وَمَرَرْتُ بِهِ، وَلَقِيتُهَا، وَالْحَرَكَاتُ إِذا أُشبعت لَمْ يَلْحَقْهَا أَبداً إِلا حُرُوفُ اللِّينِ، وَلَيْسَتِ الْهَاءُ حَرْفَ لِينٍ فَيَجُوزُ أَن تَتْبَعَ حَرَكَةَ هَاءِ الضَّمِيرِ؛ هَذَا أَحد قَوْلَيِ ابْنِ جِنِّي، جَعَلَ الْخُرُوجَ هُوَ الْوَصْلَ، ثُمَّ جَعَلَ الْخُرُوجَ غَيْرَ الْوَصْلِ، فَقَالَ: الْفَرْقُ بَيْنَ الْخُرُوجِ وَالْوَصْلِ أَن الْخُرُوجَ أَشد بُرُوزًا عَنْ حَرْفِ الرَّوِيِّ وَاكْتِنَافًا مِنَ الْوَصْلِ لأَنه بَعْدَهُ، وَلِذَلِكَ سُمِّيَ خُرُوجًا لأَنه بَرَزَ وَخَرَجَ عَنْ حَرْفِ الرَّوِيِّ، وَكُلَّمَا تَرَاخَى الْحَرْفُ فِي الْقَافِيَةِ وَجَبَ لَهُ أَن يَتَمَكَّنَ فِي السُّكُونِ وَاللِّينِ، لأَنه مَقْطَعٌ لِلْوَقْفِ وَالِاسْتِرَاحَةِ وَفَنَاءِ الصَّوْتِ وَحُسُورِ النَّفَسِ، وَلَيْسَتِ الْهَاءُ فِي لِينِ الأَلف وَالْيَاءِ وَالْوَاوِ، لأَنهن مُسْتَطِيلَاتٌ مُمْتَدَّاتٌ. والإِخْرِيجُ: نَبْتٌ. وخَرَاجِ: فَرَسُ جُرَيْبَةَ بْنِ الأَشْيَمِ الأَسدي. والخَرْجُ: اسْمُ مَوْضِعٍ بِالْيَمَامَةِ. والخَرْجُ: خِلافُ الدَّخْلِ. وَرَجُلٌ خُرَجَةٌ وُلَجَةٌ مِثَالُ هُمَزة أَي كَثِيرُ الْخُرُوجِ وَالْوُلُوجِ. زَيْدُ بْنُ كَثْوَةَ: يُقَالُ فلانٌ خَرَّاجٌ وَلّاجٌ؛ يُقَالُ ذَلِكَ عِنْدَ تأْكيد الظَّرْفِ وَالِاحْتِيَالِ. وَقِيلَ: خَرّاجٌ وَلّاجٌ إِذا لَمْ يُسْرِعْ فِي أَمر لَا يَسْهُلْ لَهُ الْخُرُوجُ مِنْهُ إِذا أَراد ذَلِكَ. وَقَوْلُهُمْ: أَسْرَعُ مِنْ نِكاحِ أُمِّ خارجَةَ، هِيَ امرأَة مِنْ بَجِيلَةَ، وَلَدَتْ كَثِيرًا فِي قبائلَ مِنَ الْعَرَبِ، كَانُوا يَقُولُونَ لَهَا: خِطْبٌ فَتَقُولُ: نِكْحٌ وخارجةُ ابْنُهَا، وَلَا يُعْلَمُ مِمَّنْ هُوَ؛ وَيُقَالُ: هُوَ خَارِجَةُ بْنُ بَكْرِ بْنِ يَشْكُرَ بْنِ عَدْوانَ بْنُ عَمْرِو بْنِ قَيْسِ عَيْلانَ. وخَرْجاءُ: اسمُ رَكِيَّة بِعَيْنِهَا. وخَرْجٌ: اسم موضع بعينه. خرفج: الخَرْفَجَةُ: حُسْنُ الغِذاء فِي السَّعَة. الرِّياشي: المُخَرْفَجُ والخُرْفُجُ والخُرافِجُ: أَحسن الْغِذَاءِ؛ وَقَدْ خَرْفَجَه. والخَرْفَجَةُ: سَعَةُ العَيش. وعَيْشٌ مُخَرْفَجٌ: وَاسِعٌ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: جارِية شَبَّتْ شَباباً خَرْفَجا، ... كأَنَّ مِنْهَا القَصَبَ المُدَمْلَجا، سُوقٌ منَ البَرْدِيِّ مَا تَعَوَّجا وَقَالَ الْعَجَّاجُ: غَرَّاءُ سَوَّى خَلْقَها الخَبَرْنَجا، ... مَأْدُ الشَّبابِ عَيْشَها المُخَرْفَجا قَالَ شَمِرٌ: إِنما نَصَبَ عَيْشَهَا الْمُخَرْفَجَا، كَقَوْلِكَ: بَنَى (2/254) خَلْقَها بنيَ السَّوِيقِ لحمَها. وَسَرَاوِيلُ مُخَرْفَجَةٌ: طَوِيلَةٌ وَاسِعَةٌ تَقَعُ عَلَى ظَهْرِ الْقَدَمِ. وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ: أَنه كَرِهَ السَّرَاوِيلَ المُخَرْفَجة ؛ قَالَ الأُمَوِيُّ فِي تَفْسِيرِ المُخَرْفَجة فِي الْحَدِيثِ؛ إِنها الَّتِي تَقَعُ عَلَى ظُهُورِ الْقَدَمَيْنِ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَذَلِكَ تأْويلها وإِنما أَصله مأْخوذ مِنَ السَّعَة؛ وَالْمُرَادُ مِنَ الْحَدِيثِ أَنه كُرِهَ إِسبال السَّرَاوِيلِ كَمَا يُكْرَهُ إِسبال الإِزار؛ وَقِيلَ: كلُّ وَاسِعٍ مُخَرْفَجٌ. ونَبْتٌ خِرْفِيجٌ وخِرْفاجٌ وخُرَافِجٌ وخُرَفِجٌ وخُرْفَنْجٌ «1» : ناعمٌ غَضٌّ. وخُرْفَنْجُه أَيضاً: نَعْمَتُه؛ قَالَ جَنْدَلُ بْنُ الْمُثَنَّى: بين اياحين «2» الحَصاد الهائِجِ، ... وَبَيْنَ خُرْفَنْج النَّباتِ الباهِجِ وخَرْفَجَ الشيءَ: أَخذه أَخذاً كَثِيرًا. وخَرُوفٌ خُرْفُجٌ وخُرافِجٌ أَي سَمِينٌ. خزج: رَجُلٌ خَزجٌ: ضَخْمٌ. والمِخْزاجُ مِنَ الإِبل: الشَّدِيدَةُ السِّمَنِ. قَالَ اللَّيْثُ: المِخْزَاجُ مِنَ النُّوق الَّتِي إِذا سَمِنَتْ صَارَ جِلْدُهَا كأَنه وَارِمٌ مِنَ السِّمَنِ، وَهُوَ الخَزَبُ أَيضاً. خزرج: الخَزْرَجُ: مِنْ نَعْتِ الرِّيحِ. ابْنُ سِيدَهْ: الخَزْرَجُ ريحُ الجَنُوبِ، وَقِيلَ: هِيَ الريحُ الْبَارِدَةُ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: غَدَون عُجالى، وانْتَحَتْهُنَّ خَزْرَجٌ، ... مُقَفِّيَةُ آثارَهُنَّ هَدُوجُ وَقِيلَ: هِيَ الشَّدِيدَةُ. قَالَ الْفَرَّاءُ: خَزْرَجُ هِيَ الجَنُوب غَيرُ مُجْراةٍ. والخَزْرَجُ: اسْمُ رَجُلٍ. والخَزْرَجُ: قَبِيلَةُ الأَنصار. غَيْرُهُ: قَبِيلَةُ الأَنصار هِيَ الأَوْسُ والخَزْرَجُ، ابْنَا قَيْلَةَ، وَهِيَ أُمهما نُسبا إِليها، وَهُمَا ابْنَا حَارِثَةَ بْنِ ثَعْلَبَةَ مِنَ الْيَمَنِ. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: الخَزرج رِيحُ الْجَنُوبِ، وَبِهِ سمِّيت الْقَبِيلَةُ الخَزْرَج، وَهِيَ أَنفع مِنَ الشمال. خسج: الخَسِيجُ والخَسِيُّ، عَلَى الْبَدَلِ: كِساءٌ أَو خِباءٌ يُنْسَجُ مِنْ ظَلِيفِ عُنُقِ الشاةِ فَلَا يكادُ، زَعَمُوا، يَبْلى؛ قَالَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي عَمْرٍو مِنْ طَيِّئٍ، يُقَالُ لَهُ أَسحم: تَحَمَّلَ أَهْلُه، واسْتَوْدَعوه ... خَسِيّاً مِنْ نَسِيجِ الصُّوفِ بالي خسفج: الخَيْسَفُوجُ: حَبُّ القُطْنِ؛ قال العجاج: صَعْلٌ، كَعُودِ الخَيْسَفُوجِ مِئْوَبا مِن آبَ إِذا رَجَعَ. والخَيْسَفُوجُ: العُشَرُ، وَقِيلَ: هُوَ نَبْتٌ يَتَقَصَّفُ وَيَتَثَنَّى. والخَيْسَفُوجَةُ: السُّكَّانُ. والخَيْسَفُوجَةُ أَيضاً: رَجُلُ السَّفِينَةِ. والخَيْسَفُوجَةُ: موضع. خفج: الخَفْجُ ضَرْبٌ مِنَ النِّكَاحِ. اللَّيْثُ: الخَفْجُ مِنَ المُباضَعَةِ. وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو: فإِذا هُوَ يَرَى التُّيُوسَ تَثِبُ عَلَى الغَنَمِ خافِجَةً ؛ قَالَ: الخَفْجُ السِّفادُ وَقَدْ يُسْتَعْمَلُ فِي النَّاسِ؛ قَالَ: وَيُحْتَمَلُ بِتَقْدِيمِ الْجِيمِ عَلَى الْخَاءِ. والخَفَجُ: نَبْتٌ مِنْ نَبَاتِ الرَّبِيعِ أَشهب عَرِيضُ الْوَرَقِ، وَاحِدَتُهُ خَفَجَةٌ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الخَفَجُ، بِفَتْحِ الْفَاءِ، بَقْلَةٌ شَهْبَاءُ لَهَا وَرَقٌ عِراضٌ. والخَفَجُ: عِوَجٌ فِي الرِّجْلِ؛ خَفِجَ خَفَجاً، وَهُوَ أَخْفَجُ. أَبو عَمْرٍو: الأَخْفَجُ الأَعْوَجُ الرِّجْلِ مِنَ الرِّجَالِ. أَبو عَمْرٍو: خَفِجَ فلانٌ إِذا اشْتَكَى سَاقَيْهِ مِنَ التَّعَبِ. وعَمُودٌ أَخْفَجُ: مُعْوَجُّ؛ قال: __________ (1) . قوله [وخرفنج] كذا بالأَصل بضم الخاء فيه وفيما بعده، وضبط في القاموس بالشكل بفتحها. (2) . هكذا في الأَصل. (2/255) قَدْ أَسْلَمُوني، والعَمُودَ الأَخْفَجَا، ... وشَبَّةً يَرْمِي بِهَا الجالُ الرَّجَا «1» والخَفَجُ: مِنْ أَدواء الإِبل. وخَفَجَ [خَفِجَ] البعيرُ خَفَجاً وخَفْجاً، وَهُوَ أَخْفَجُ، إِذا كَانَتْ رِجْلَاهُ تَعْجَلانِ بِالْقِيَامِ قَبْلَ رَفْعِهِ إِياهما، كأَنَّ بِهِ رِعْدَةً. والخَفِيجُ: الماءُ الشَّرِيبُ الْغَلِيظُ. وَبِهِ خُفاجٌ أَي كِبْرٌ. وَغُلَامٌ خُفَاجٌ: صَاحِبُ كِبْرٍ وفَخرٍ؛ حَكَاهُ يَعْقُوبُ فِي الْمَقْلُوبِ. وخَفَاجَةُ، بِالْفَتْحِ: قَبِيلَةٌ، مُشْتَقٌّ مِنْ ذَلِكَ، وَهُمْ حَيٌّ مِنْ بَنِي عَامِرٍ؛ قَالَ الأَعشى: وأَدْفَعُ عَنْ أَعراضكم وأُعِيركُمْ ... لِساناً، كمِقْراضِ الخَفَاجِيِّ، مِلْحَبَا وَقَالَ الأَزهري: خَفاجة بَطْنٌ مِنْ عَقِيلٍ، وإِذا نُسِبَ إِليهم، قِيلَ: فلانٌ الخَفَاجِيُّ. والخَفَنْجاءُ: الرِّخْوُ الَّذِي لَا غَنَاءَ عِنْدَهِ وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي الْحَاءِ. وغُلام خُنْفُجٌ، بِالضَّمِّ، وخُنافِجٌ إِذا كَانَ كَثِيرَ اللَّحْمِ. خلج: الخَلْجُ: الجَذْبُ. خَلَجَهُ يَخْلِجُه خَلْجاً، وتَخَلَّجَهُ، واخْتَلَجَهُ إِذا جَبَذَهُ وانْتَزَعَهُ؛ أَنشَد أَبو حَنِيفَةَ: إِذا اخْتَلَجَتْها مُنْجِياتٌ، كأَنها ... صُدورُ عَراقٍ، مَا بِهِنَّ قُطُوعُ شَبَّهَ أَصابعه فِي طُولِهَا وَقِلَّةِ لَحْمِهَا بِصُدُورِ عَرَاقي الدَّلْو؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: فإِنْ يَكُنْ هَذَا الزمانُ خَلَجا، ... فقَدْ لَبِسْنا عَيْشَه المُخَرْفَجا يَعْنِي قَدْ خَلَجَ حَالًا، وَانْتَزَعَهَا وبَدَّلَها بِغَيْرِهَا؛ وَقَالَ فِي التَّهْذِيبِ: فإِن يَكُنْ هَذَا الزَّمَانُ خَلْجَا أَي نَحَّى شَيْئًا عَنْ شَيْءٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: يَخْتَلِجُونَهُ عَلَى بَابِ الْجَنَّةِ أَي يَجْتَذِبُونَهُ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ عَمَّارٍ وأُم سَلَمَةَ: فاخْتَلَجَها مِنْ جُحْرِها. وَفِي حَدِيثِ عَليٍّ فِي ذِكْرِ الْحَيَاةِ: إِن اللَّهَ جَعَلَ الْمَوْتُ خالِجاً لأَشْطانِها أَي مُسْرِعاً فِي أَخذِ حِبالِها. وَفِي الْحَدِيثِ: تَنْكَبُ المَخالِجُ عَنْ وضَحِ السَّبِيلِ أَي الطُّرُقُ المُتَشَعِّبَةُ عَنِ الطَّرِيقِ الأَعظم الْوَاضِحِ. وَفِي حَدِيثِ الْمُغِيرَةِ: حَتَّى تَرَوْهُ يَخْلِجُ فِي قَوْمِهِ أَو يَحْلِجُ أَي يُسْرِعُ فِي حُبِّهمْ. وأَخْلَجَ هُوَ: انْجَذَبَ. وَنَاقَةٌ خَلُوجٌ: جُذِبَ عَنْهَا وَلَدُهَا بِذَبْحٍ أَو مَوْتٍ فَحَنَّتْ إِليه وقَلَّ لِذَلِكَ لِبَنُهَا، وَقَدْ يَكُونُ فِي غَيْرِ النَّاقَةِ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: يَوْماً تَرَى مُرْضِعَةً خَلُوجا أَراد كلَّ مِرْضَعَةٍ؛ أَلا تَرَاهُ قَالَ بَعْدَ هَذَا: وكلَّ أُنْثى حَمَلَتْ خَدُوجا، ... وكلَّ صاحٍ ثَمِلًا مَرُوجا؟ وإِنما يَذْهَبُ فِي ذَلِكَ إِلى قَوْلِهِ تَعَالَى: يَوْمَ تَرَوْنَها تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذاتِ حَمْلٍ حَمْلَها وَتَرَى النَّاسَ سُكارى وَما هُمْ بِسُكارى . وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي تَخلِجُ السَّيْرَ مِنْ سُرْعَتِها أَي تَجْذِبُهُ، وَالْجَمْعُ خُلُجٌ وخِلاجٌ؛ قال أَبو ذؤيب: أَمِنْك البَرْقُ أَرْقُبُهُ، فَهَاجا، ... فَبِتُّ إِخالُه دُهْماً خِلاجا؟ __________ (1) . قوله [وشبة] كذا بالأصل المعوّل عليه بالمعجمة مفتوحة، ولعله بالمهملة المكسورة. (2/256) أَمِنك أَي مِنْ شِقِّك وَنَاحِيَتِكَ. دُهْماً: إِبِلًا سُوداً. شَبَّهَ صَوْتَ الرَّعْدِ بأَصوات هَذِهِ الْخِلَاجِ لأَنها تَحَانُّ لِفَقْدِ أَولادها. وَيُقَالُ لِلْمَفْقُودِ مِنْ بَيْنِ الْقَوْمِ وَالْمَيِّتِ: قَدِ اخْتُلِجَ مِنْ بَيْنِهِمْ فَذَهَبَ بِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَيَرِدَنَّ عليَّ الحَوضَ أَقوامٌ ثُمَّ لَيُخْتَلَجُنَّ دُونِي أَي يُجْتَذَبونَ ويُقْتَطَعُون. وَفِي الْحَدِيثِ: فَحَنَّتِ الخَشَبَةُ حَنِينَ النَّاقَةِ الخَلُوجِ ؛ هِيَ الَّتِي اخْتُلِجَ وَلَدُها أَي انْتُزِعَ مِنْهَا. والإِخْلِيجَةُ: النَّاقَةُ المُخْتَلَجَةُ عَنْ أُمها؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَذِهِ عِبَارَةُ سِيبَوَيْهِ، وَحَكَى السِّيرَافِيُّ أَنها النَّاقَةُ المُخْتَلَجُ عَنْهَا وَلَدُها، وَحُكِيَ عَنْ ثَعْلَبٍ أَنها المرأَة المُخْتَلَجَةُ عَنْ زَوْجِهَا بِمَوْتٍ أَو طَلَاقٍ، وَحُكِيَ عَنْ أَبي مَالِكٍ أَنه نَبْتٌ؛ قَالَ: وَهَذَا لَا يُطَابِقُ مَذْهَبَ سِيبَوَيْهِ لأَنه عَلَى هَذَا اسْمٌ وإِنما وَضَعَهُ سِيبَوَيْهِ صِفَةً؛ وَمِنْهُ سُمِّيَ خَلِيجُ النَّهْرِ خَلِيجاً. والخَلِيجُ مِنَ الْبَحْرِ: شَرْمٌ مِنْهُ. ابْنُ سِيدَهْ: والخَلِيجُ مَا انْقَطَعَ مِنْ مُعْظَمِ الْمَاءِ لأَنه يُجْبَذُ مِنْهُ، وَقَدِ اختُلِجَ؛ وَقِيلَ: الْخَلِيجُ شُعْبَةٌ تَنْشَعِبُ مِنَ الْوَادِي تُعَبِّرُ بَعْضَ مَائِهِ إِلى مَكَانٍ آخَرَ، وَالْجَمْعُ خُلْجٌ وخُلْجانٌ. وخَلِيجَا النَّهْرِ: جَناحاه. وخَلِيجُ الْبَحْرِ: رِجْلٌ يَخْتَلِجُ مِنْهُ، قَالَ: هَذَا قَوْلُ كُرَاعٍ. التَّهْذِيبُ: وَالْخَلِيجُ نَهْرٌ فِي شِقٍّ مِنَ النَّهْرِ الأَعظم. وَجَنَاحَا النَّهْرِ: خَلِيجَاهُ؛ وأَنشد: إِلى فَتًى قاضَ أَكُفّ الفِتْيانْ، ... فَيْضَ الخَلِيجِ مَدَّهُ خَلِيجانْ وَفِي الْحَدِيثِ: أَن فُلَانًا سَاقَ خَلِيجاً ؛ الخلِيجُ: نَهْرٌ يُقتطع مِنَ النَّهْرِ الأَعظم إِلى مَوْضِعٍ يُنْتَفَعُ بِهِ فِيهِ. ابْنُ الأَعرابي: الخُلُجُ التَّعِبُونَ. والخُلُجُ: المُرْتَعِدُو الأَبدانِ. والخُلُجُ: الحِبالُ. ابْنُ سِيدَهْ: وَالْخَلِيجُ الْحَبْلُ لأَنه يَجْبِذُ مَا شُدَّ بِهِ. وَالْخَلِيجُ: الرَّسَنُ لِذَلِكَ؛ التَّهْذِيبُ: قَالَ الْبَاهِلِيُّ فِي قَوْلُ تَمِيمِ بْنِ مُقْبِلٍ: فَبَاتَ يُسامي، بَعْدَ ما شُجَّ رَأْسُه، ... فُحُولًا جَمَعْنَاها تَشِبُّ وتَضْرَحُ وباتَ يُغَنَّى فِي الخَليج، كأَنه ... كُمَيْتٌ مُدَمًّى، ناصِعُ اللَّوْنِ أَقْرَحُ قَالَ: يَعْنِي وتِداً رُبِطَ بِهِ فَرَسٌ. يَقُولُ: يُقَاسِي هَذِهِ الْفُحُولَ أَي قَدْ شدَّت بِهِ، وَهِيَ تَنْزُو وَتَرْمَحُ. وَقَوْلُهُ: يُغَنَّى أَي تَصْهَلُ عِنْدَهُ الْخَيْلُ. والخَلِيجُ: حَبْلٌ خُلِجَ أَي فُتِلَ شَزَرًا أَي فُتِلَ عَلَى العَسْراءِ؛ يَعْنِي مِقْوَدَ الفَرَسِ. كُمَيْتٌ: مِنْ نَعْتِ الْوَتَدِ أَي أَحْمَرُ مِنْ طَرْفاءَ. قَالَ: وَقُرْحَتُهُ مَوْضِعُ الْقَطْعِ؛ يَعْنِي بَيَاضَهُ؛ وَقِيلَ: قُرْحَتُهُ مَا تَمُجُّ عَلَيْهِ مِنَ الدَّمِ والزَّبَدِ. وَيُقَالُ لِلْوَتَدِ خَلِيجٌ لأَنه يَجْذِبُ الدَّابَّةَ إِذا رُبِطَتْ إِليه. وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ فِي الْبَيْتَيْنِ: يَصِفُ فَرَسًا رُبط بِحَبْلٍ وشدَّ بوتِد فِي الأَرض فَجَعَلَ صَهِيلَ الْفَرَسِ غِنَاءً لَهُ، وَجَعَلَهُ كُمَيْتًا أَقرَح لِمَا عَلَاهُ مِنَ الزَّبَد وَالدَّمِ عِنْدَ جَذْبِهِ الْحَبْلَ. وَرَوَاهُ الأَصمعي: وَبَاتَ يُغَنَّى أَي وَبَاتَ الْوَتِدُ الْمَرْبُوطُ بِهِ الخيلُ يُغَنَّى بِصَهِيلِهَا أَي بَاتَ الْوَتِدُ وَالْخَيْلُ تَصْهَلُ حَوْلَهُ، ثُمَّ قَالَ: أَي كأَن الْوَتِدَ فَرَسُ كُمَيْتٍ أَقرَح أَي صَارَ عَلَيْهِ زَبَدٌ وَدَمٌ؛ فَبِالزَّبَدِ صَارَ أَقرَح، وَبِالدَّمِ صَارَ كُمَيْتًا. وَقَوْلُهُ: يُسامي أَي يَجْذِبُ الأَرسان. وَالشَّبَابُ فِي الْفَرَسِ: أَن يَقُومَ عَلَى رِجْلَيْهِ. وَقَوْلُهُ: تَضْرُحُ أَي تَرْمَحُ بأَرجلها. ابْنُ سِيدَهْ: وخَلَجَتِ الأُمُّ وَلَدَهَا تَخْلِجُه، وَجَذَبَتْهُ تَجْذِبُهُ: فَطَمَتْهُ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، وَلَمْ يخصَّ مِنْ أَيّ نَوْعٍ ذَلِكَ. وخَلَجْتُها: فَطَمْتُ ولَدَها؛ قَالَ أَعرابي: (2/257) لَا تَخْلِجِ الفصيلَ عَنْ أُمه، فَإِنَّ الذِّئْبَ عَالِمٌ بِمَكَانِ الْفَصِيلِ الْيَتِيمِ؛ أَي لَا تُفَرِّقْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أُمه. وتَخَلَّجَ المجنونُ فِي مِشْيَتِهِ: تْجَاذَبَ يَمِينًا وَشِمَالًا. وَالْمَجْنُونُ يَتَخَلَّجُ فِي مِشْيَتِهِ أَي يَتَمَايَلُ كأَنما يَجْتَذِبُ مرَّة يَمْنَةً وَمَرَّةً يَسْرَةً. وتخَلَّج الْمَفْلُوجُ فِي مِشْيَتِهِ أَي تَفَكَّكَ وَتَمَايَلَ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ: أَقْبَلَتْ تَنْفُضُ الحُلاءَ بِعَيْنَيْها، ... وتَمْشِي تَخَلُّجَ المَجْنُونِ والتَّخَلُّجُ فِي الْمَشْيِ: مِثْلُ التَّخَلُّعِ؛ قَالَ جَرِيرٌ: وأَشْفِي مِنْ تَخَلُّجِ كلِّ جِنٍّ، ... وأَكْوِي النَّاظِرَيْنِ منَ الخُنانِ وَفِي حَدِيثِ الْحَسَنِ: رأَى رَجُلًا يَمْشِي مِشْيَةً أَنكرها، فَقَالَ: يَخْلِجُ فِي مِشْيَتِهِ خَلَجَانَ الْمَجْنُونِ أَي يَجْتَذِبُ مَرَّةً يَمْنَةً ومَرَّةً يَسْرَةً. والخَلَجان، بِالتَّحْرِيكِ: مَصْدَرٌ كَالنَّزَوَانِ. والخالِجُ: المَوْتُ، لأَنه يَخْلج الْخَلِيقَةَ أَي يَجْذِبُهَا. واخْتَلَجَتِ المَنِيَّةُ القومَ أَي اجْتَذَبَتْهُمْ. وخُلِجَ الفَحْلُ: أُخْرِجَ عَنِ الشَّوْل قَبْلَ أَن يَقْدِرَ. اللَّيْثُ: الفحلُ إِذا أُخْرِجَ مِنَ الشَّوْلِ قَبْلَ قُدُوره فَقَدْ خُلِجَ أَي نُزِعَ وأُخرج، وإِن أُخْرِجَ بَعْدَ قُدُورِه فَقَدْ عُدِلَ فانْعَدَلَ؛ وأَنشد: فَحْلٌ هِجانٌ تَوَلَّى غَيرَ مَخْلُوجِ وخَلَجَ الشيءَ مِنْ يَدِهِ يَخْلِجُهُ خَلْجاً: انْتزعه. واخْتَلَجَ الرجلُ رُمْحَه مِنْ مَرْكَزِهِ: انْتَزَعَهُ. وخَلَجَهُ هَمٌّ يَخْلِجُه: شغَله؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: وأَبِيتُ تَخْلِجُني الهُمُومُ، كأَنَّني ... دَلْوُ السُّقاةِ، تُمَدُّ بالأَشْطانِ واخْتَلَجَ فِي صَدْرِي هَمٌّ. اللَّيْثُ: يُقَالُ: خَلَجَتْه الخَوالِجُ أَي شَغَلَتْهُ الشَّوَاغِلُ؛ وأَنشد: وتَخْلِجُ الأَشكالُ دونَ الأَشكال وخَلَجَني كَذَا أَي شَغَلَنِي. يُقَالُ: خَلَجَتْه أُمورُ الدُّنْيَا وتَخَالَجَتْه الْهُمُومُ: نَازَعَتْهُ. وخالَجَ الرجلَ: نَازَعَهُ. وَيُقَالُ: تَخَالَجَتْه الْهُمُومُ إِذا كَانَ لَهُ هَمٌّ فِي ناحيةٍ وهمٌّ فِي نَاحِيَةٍ كأَنه يَجْذِبُهُ إِليه. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، صَلَّى بأَصحابه صَلَاةً جَهَرَ فِيهَا بِالْقِرَاءَةِ، وقرأَ قارئٌ خَلْفَهُ فَجَهَرَ، فَلَمَّا سلَّم قَالَ: لَقَدْ ظَنَنْتُ أَن بَعْضَكُمْ خالَجَنِيها ؛ قَالَ: مَعْنَى قَوْلِهِ خَالَجَنِيهَا أَي نَازَعَنِي الْقِرَاءَةَ فَجَهَرَ فِيمَا جَهَرْتُ فِيهِ، فَنَزَعَ ذَلِكَ مِنْ لِسَانِي مَا كُنْتُ أَقرؤُه وَلَمْ أَستمرّ عَلَيْهِ. وأَصل الخَلْجِ: الجَذْبُ وَالنَّزْعُ. واخْتَلَجَ الشيءُ فِي صَدْرِي وتَخَالَجَ: احْتَكَأَ مَعَ شَكٍّ. وَفِي حَدِيثِ عَدِيٍّ، قَالَ لَهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ: لَا يَخْتَلِجَنَّ فِي صَدْرِكَ أَي لَا يتحرَّك فِيهِ شيءٌ مِنَ الرِّيبَةِ وَالشَّكِّ، وَيُرْوَى بِالْحَاءِ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. وأَصل الِاخْتِلَاجِ: الحركة والاضطرب؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، وَقَدْ سُئِلَتْ عَنْ لَحْمِ الصَّيْدِ لِلْمُحْرِمِ، فَقَالَتْ: إِن يَخْلِجْ فِي نَفْسِكَ شيءٌ فَدَعْهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَا اخْتَلَجَ عِرْقٌ إِلَّا وَيُكَفِّرُ اللَّهُ بِهِ. وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أَن الْحَكَمَ بْنَ أَبي الْعَاصِي أَبا مَرْوَانَ كَانَ يَجْلِسُ خَلْفَ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فإِذا تَكَلَّمَ اخْتَلَجَ بِوَجْهِهِ فَرَآهُ، فَقَالَ: كُنْ كَذَلِكَ، فَلَمْ يَزَلْ يَخْتَلِجُ حَتَّى مَاتَ ؛ أَي كَانَ يحرِّك شَفَتَيْهِ وَذَقَنَهُ اسْتِهْزَاءً وَحِكَايَةً لِفِعْلِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَبَقِيَ يَرْتَعِدُ إِلى أَن مَاتَ؛ وَفِي رِوَايَةٍ: فَضُرِبَ بِهَمٍ (2/258) شَهْرَيْنِ ثُمَّ أَفاقَ خَلِيجاً أَي صُرِعَ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: ثُمَّ أَفاق مُخْتَلَجاً قَدْ أُخذ لَحْمُهُ وقوَّته، وَقِيلَ مُرْتَعِشًا. ونَوًى خَلُوجٌ بَيِّنَةُ الخِلاج، مَشْكُوكٌ فِيهَا؛ قَالَ جَرِيرٌ: هَذَا هَوًى شَغَفَ الفُؤَادَ مُبَرِّحٌ، ... ونَوًى تَقَاذَفُ غَيرُ ذاتِ خِلاجِ وَقَالَ شَمِرٌ: إِني لَبَيْنَ خالِجَيْنِ فِي ذَلِكَ الأَمر أَي نَفْسَيْنِ. وَمَا يُخَالِجُني فِي ذَلِكَ الأَمر شكٌّ أَي مَا أَشك فِيهِ. وخَلَجَهُ بِعَيْنِهِ وَحَاجِبِهِ يَخْلِجُه ويَخْلُجُه خَلْجاً: غَمَزَهُ؛ وَقَالَ حَبِينَةُ بْنُ طَرِيفٍ الْعُكْلِيُّ يَنْسِبُ بِلَيْلَى الأَخيلية: جارِيَةٌ مِنْ شِعْبِ ذِي رُعَيْنِ، ... حَيَّاكَةٌ تَمْشِي بِعُلْطَتَيْنِ قَدْ خَلَجَتْ بِحاجِبٍ وعَيْنِ، ... يَا قَوْمُ، خَلُّوا بَيْنَها وبَيْني أَشَدَّ مَا خُلِّيَ بيْنَ اثْنَينِ والعُلْطَة: الْقِلَادَةُ. وَالْعَيْنُ تَخْتَلِجُ أَي تَضْطَرِبُ، وَكَذَلِكَ سَائِرُ الأَعضاء. اللَّيْثُ: يُقَالُ أَخْلَجَ الرجلُ حَاجِبَيْهِ عَنْ عَيْنَيْهِ واخْتَلَجَ حَاجِبَاهُ إِذا تَحَرَّكَا؛ وأَنشد: يُكَلِّمُني ويَخْلِجُ حاجِبَيْه، ... لأَحْسِبَ عِنْدَه عِلْماً قَدِيمَا وَفِي حَدِيثِ شُرَيْحٍ: أَن نِسْوَةً شهدنَ عِنْدَهُ عَلَى صَبِيٍّ وَقَعَ حَيًّا يَتَخَلَّجُ أَي يتحرَّك، فَقَالَ: إِن الحيَّ يَرِثُ الْمَيِّتَ، أَتشهدن بِالِاسْتِهْلَالِ؟ فأَبطل شَهَادَتَهُنَّ. شَمِرٌ: التَّخَلُّجُ التحرُّك؛ يُقَالُ: تَخَلَّجَ الشيءُ تَخَلُّجاً واخْتَلَجَ اخْتِلاجاً إِذا اضْطَرَبَ وتحرَّك؛ وَمِنْهُ يُقَالُ: اخْتَلَجَتْ عَيْنُهُ وخَلَجَتْ تَخْلِجُ خُلوجاً وخَلَجاناً، وخَلَجْتُ الشيءَ: حَرَّكْتُهُ؛ وَقَالَ الْجَعْدِيُّ: وَفِي ابْنُ خُرَيْقٍ، يَوْمَ يَدْعُو نِساءَكمْ ... حَوَاسِرَ، يَخْلُجْنَ الجِمالَ المَذَاكِيا قَالَ أَبو عَمْرٍو: يَخْلُجْنَ يحرِّكن؛ وَقَالَ أَبو عَدْنَانَ: أَنشدني حَمَّادُ بْنُ عِمَادِ بْنِ سَعْدٍ: يَا رُبَّ مُهْرٍ حَسَنٍ وَقَاحِ، ... مُخَلَّجٍ مِنْ لَبَنِ اللِّقَاحِ قَالَ: المُخَلَّجُ الَّذِي قَدْ سَمِنَ، فَلَحَمَهُ يَتَخَلَّجُ تَخَلُّجَ الْعَيْنِ أَي يَضْطَرِبُ. وخَلَجَتْ عَيْنُهُ تَخْلِجُ وتَخْلُجُ خُلُوجاً واخْتَلَجَتْ إِذا طَارَتْ. والخَلْجُ والخَلَجُ: داءٌ يُصِيبُ الْبَهَائِمَ تَخْتَلِجُ مِنْهُ أَعضاؤُها. وخَلَجَ الرجلُ رُمْحَهُ يَخْلِجُهُ ويَخْلُجُهُ، واخْتَلَجَهُ: مَدَّهُ مِنْ جَانِبٍ. قَالَ اللَّيْثُ: إِذا مَدَّ الطاعنُ رُمحه عَنْ جَانِبٍ، قِيلَ: خَلَجَهُ. قَالَ: والخَلْجُ كَالِانْتِزَاعِ. والمَخْلُوجَةُ: الطَّعْنَةُ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ. وَقَدْ خَلَجَه إِذا طَعَنَهُ. ابْنُ سِيدَهْ: الْمَخْلُوجَةُ الطَّعْنَةُ الَّتِي تَذْهَبُ يَمْنَةً ويَسْرَةً. وأَمْرُهم مَخْلوجٌ: غَيْرُ مُسْتَقِيمٍ. وَوَقَعُوا فِي مَخْلُوجَةٍ مِنْ أَمرهم أَي اخْتِلَاطٌ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. ابْنُ السِّكِّيتِ: يُقَالُ فِي الأَمثال: الرَّأْيُ مَخْلُوجَةٌ وليستْ بِسُلْكَى؛ قَالَ: قَوْلُهُ مَخْلُوجَةٌ أَي تُصْرَفُ مرَّة كَذَا ومرَّة كَذَا حَتَّى يَصِحَّ صَوَابُهُ، قَالَ: والسُّلكى الْمُسْتَقِيمَةُ؛ وَقَالَ فِي مَعْنَى قَوْلِ امْرِئِ الْقَيْسِ: نَطْعُنُهُم سُلْكَى ومَخْلُوجَةً، ... كَرَكِّ لأْمَيْنِ عَلَى نابِلِ يَقُولُ: يَذْهَبُ الطَّعْنُ فِيهِمْ وَيَرْجِعُ كَمَا تَرُدُّ سَهْمَيْنِ عَلَى رامٍ رَمَى بِهِمَا. قَالَ: والسُّلْكَى الطَّعْنَةُ الْمُسْتَقِيمَةُ، والمَخْلُوجَةُ عَلَى الْيَمِينِ وَعَلَى الْيَسَارِ. والمَخْلُوجَةُ: (2/259) الرَّأْيُ الْمُصِيبُ؛ قَالَ الْحُطَيْئَةُ: وكنتُ، إِذا دَارَتْ رَحَى الحَرْبِ، رُعْتُهُ ... بِمَخْلُوجَةٍ، فِيهَا عَنِ العَجْزِ مَصْرِفُ والخَلْجُ: ضَرْبٌ مِنَ النِّكَاحِ، وَهُوَ إِخْرَاجُهُ، والدَّعْسُ إِدْخالُه. وخَلَجَ المرأَة يَخْلِجُها خَلْجاً: نَكَحها؛ قَالَ: خَلَجْتُ لَهَا جارَ اسْتِها خَلَجاتٍ واخْتَلَجَها: كَخَلَجَها. والخَلَجُ، بِالتَّحْرِيكِ: أَن يَشْتَكِيَ الرَّجُلُ لَحْمَهُ وَعِظَامَهُ مِنْ عَمَلٍ يَعْمَلُهُ أَو طُولِ مَشْيٍ وتعبٍ؛ تَقُولُ مِنْهُ: خَلِجَ، بِالْكَسْرِ؛ قَالَ اللَّيْثُ: إِنما يَكُونُ الخَلَجُ مِنْ تَقَبُّضِ العَصب فِي الْعَضُدِ حَتَّى يُعَالَجَ بَعْدَ ذَلِكَ فَيُسْتَطْلَقُ، وإِنما قِيلَ لَهُ: خَلَجٌ لأَن جَذْبَهُ يَخْلُجُ عَضُدَهُ. ابْنُ سِيدَهْ: وخَلِجَ الْبَعِيرُ خَلَجاً، وَهُوَ أَخْلَجُ، وَذَلِكَ أَن يَتَقَبَّضَ الْعَصَبُ فِي الْعَضُدِ حَتَّى يُعَالَجَ بَعْدَ ذَلِكَ فَيُسْتَطْلَقُ. وَبَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ خُلْجَةٌ: وَهُوَ قَدْرُ مَا يَمْشِي حَتَّى يُعْيي مرَّة وَاحِدَةً. التَّهْذِيبُ: والخَلَجُ مَا اعْوَجَّ مِنَ الْبَيْتِ. والخَلَجُ: الْفَسَادُ فِي نَاحِيَةِ الْبَيْتِ. وَبَيْتٌ خَلِيجٌ: مُعْوَجٌّ. والخَلُوجُ مِنَ السَّحَابِ: المتفرِّق كأَنه خُلِجَ مِنْ مُعْظَمِ السَّحَابِ، هُذْلِيَّةٌ. وَسَحَابَةٌ خَلُوجٌ: كَثِيرَةُ الماءِ شَدِيدَةُ الْبَرْقِ. وَنَاقَةٌ خَلُوجٌ: غَزِيرَةُ اللَّبَنِ، مِنْ هَذَا، وَالْجَمْعُ خُلُجٌ. التهذيب: وناقة خَلُوجٌ كثير اللَّبَنِ، تحنُّ إِلى وَلَدِهَا؛ وَيُقَالُ: هِيَ الَّتِي تَخْلِجُ السَّيْرَ مِنْ سُرْعتِها. والخَلُوجُ مِنَ النُّوق: الَّتِي اخْتُلِجَ عَنْهَا وَلَدُهَا فَقَلَّ لِذَلِكَ لَبَنُهَا. وَقَدْ خَلَجْتُها أَي فَطَمْتُ وَلَدَهَا. والخَلِيجُ: الجَفْنَةُ، وَالْجَمْعُ خُلُجٌ؛ قَالَ لَبِيدٌ: ويُكَلِّلُونَ، إِذا الرِّياحُ تَنَاوَحَتْ، ... خُلُجاً تُمَدُّ شَوارِعاً أَيْتَامُها وجَفْنَةٌ خَلُوجٌ: قَعِيرَةٌ كَثِيرَةُ الأَخذ مِنَ الْمَاءِ. والخُلُجُ: سُفُنٌ صِغَارٌ دُونَ العَدَوْليِّ. أَبو عَمْرٍو: الخِلاجُ العِشْق الَّذِي لَيْسَ بِمُحْكَمٍ. اللَّيْثُ: المُخْتَلِجُ مِنَ الْوُجُوهِ الْقَلِيلُ اللَّحْمِ الضَّامِرُ. ابْنُ سِيدَهْ: المُخْتَلِجُ الضَّامِرُ؛ قَالَ الْمُخَبَّلُ: وتُرِيكَ وَجْهاً كالصَّحِيفَةِ، لَا ... ظَمْآنُ مُخْتَلِجٌ، وَلَا جَهْمُ وفرسٌ إِخْلِيجٌ: جوادٌ سَرِيعٌ؛ التَّهْذِيبُ: وَقَوْلُ ابْنِ مُقْبِلٍ: وأَخْلَجَ نَهَّاماً، إِذا الخَيْلُ أَوْعَنَتْ، ... جَرى بسِلاحِ الكَهْلِ، والكهلُ أَجْرَد قَالَ: الأَخْلَجُ الطَّوِيلُ مِنَ الْخَيْلِ الَّذِي يَخْلِجُ الشَّدَّ خَلْجاً أَي يَجْذِبُهُ، كَمَا قَالَ طَرَفَةُ: خُلُجُ الشَّدِّ مُشِيحاتُ الحُزُمْ والخِلاجُ والخِلاسُ: ضُرُوبٌ مِنَ الْبُرُودِ مخطَّطة؛ قَالَ ابْنُ أَحمر: إِذا انْفَرَجَتْ عَنْهُ سَمَادِيرُ خَلْفِهِ، ... بِبُرْدَيْنِ مِنْ ذَاكَ الخِلاجِ المُسَهَّمِ وَيُرْوَى مِنْ ذَاكَ الخِلاسِ. والخَلِيجُ: قَبِيلَةٌ يُنْسَبُونَ فِي قُرَيْشٍ، وَهُمْ قَوْمٌ مِنَ الْعَرَبِ كَانُوا مِنْ عَدْوَانَ، فأَلحقهم عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، رَضِيَ الله عنه، بالحرث بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّضْرِ بْنِ كِنَانَةَ، وسمُّوا بِذَلِكَ لأَنهم اخْتَلَجُوا مِنْ عُدْوَانَ. التَّهْذِيبُ: وَقَوْمٌ خُلْجٌ إِذا شُك فِي أَنسابهم فَتَنَازَعَ النَّسَبَ قَوْمٌ، وَتَنَازَعَهُ آخَرُونَ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الْكُمَيْتِ: (2/260) أَمْ أَنْتُمُ خُلُجٌ أَبْنَاءُ عُهَّارِ وَرَجُلٌ مُخْتَلَجٌ: وَهُوَ الَّذِي نَقَلَ عَنْ قَوْمِهِ وَنَسَبِهِ فِيهِمْ إِلَى قَوْمٍ آخَرِينَ، فَاخْتُلِفَ فِي نَسَبِهِ وَتُنُوزِعَ فِيهِ. قَالَ أَبو مِجْلَزٍ: إِذا كَانَ الرَّجُلُ مُخْتَلَجاً فَسَرَّكَ أَن لَا تَكْذِبَ فانْسُبْهُ إِلى أُمِّهِ؛ وَقَالَ غَيْرُهُ: هُمُ الخُلُجُ الَّذِينَ انْتَقَلُوا بِنَسَبِهِمْ إِلى غَيْرِهِمْ. وَيُقَالُ: رَجُلٌ مُخْتَلَجٌ إِذا نُوزِعَ فِي نَسَبِهِ كأَنه جُذِبَ مِنْهُمْ وَانْتُزِعَ. وَقَوْلُهُ: فَانْسِبْهُ إِلى أُمه أَي إِلى رَهْطِهَا لَا إِليها نَفْسِهَا. وخَلِيجٌ الأَعْيَوِيُّ: شَاعِرٌ يُنْسَبُ إِلى بَنِي أُعَيٍّ حَيٍّ مِنْ جَرْمٍ. وخَلِيجُ بنُ مُنازِلِ بْنِ فُرْعانَ: أَحد العَقَقَة، يَقُولُ فِيهِ أَبوه مُنازِل «2» : تَظَلَّمَني حَقِّي خَلِيجٌ، وعَقَّني ... عَلَى حِينِ كانتْ، كالحَنِيِّ، عِظامي وَقَوْلُ الطِّرِمَّاحِ يَصِفُ كِلَابًا: مُوعَباتٌ لأَخْلَجِ الشِّدقِ سَلْعامٍ، ... مُمَرٍّ مَفْتُولَةٍ عَضُدُهْ كَلْبٌ أَخلج الشِّدْقِ: واسِعُهُ. خلبج: الخُلْبُجُ والخُلابِجُ: الطويلُ المضطربُ الخَلْقِ. خلنج: الخَلَنْجُ: شَجَرٌ فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ تُتَّخَذُ مِنْ خَشَبِهِ الأَواني؛ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قَيْسِ الرُّقَيَّاتِ: يَلْبَسُ الْحَيْشَ بِالْحُيُوشِ، وَيَسْقِي ... لبَنَ البُخْتِ فِي عِسَاسِ الخَلَنْجِ «3» وَالْجَمْعُ الخَلانِجُ؛ قَالَ هِمْيانُ بْنُ قُحَافَةَ: حَتَّى إِذا مَا قَضَتِ الحَوَائِجا، ... ومَلأَتْ حُلَّابُها الخَلانِجا مِنْهَا، وثَمُّوا الأَوْطُبَ النَّواشِجا وَقِيلَ: هُوَ كُلُّ جَفْنَةٍ وَصَحْفَةٍ وَآنِيَةٍ صُنِعَتْ مِنْ خَشَبٍ ذِي طرائق وأَساريع مُوَشَّاةٍ. خمج: الخَمَجُ، بِفَتْحِ الْمِيمِ: الفُتُورُ مِنْ مَرَضٍ أَو تَعَبٍ، يَمَانِيَّةٌ. وأَصبح فُلَانٌ خَمِجاً وخَمِيجاً أَي فَاتِرًا، والأَول أَعرف. أَبو عَمْرٍو: نَاقَةٌ خَمِجَةٌ مَا تَذُوقُ الْمَاءَ مِنْ دَائِهَا. أَبو سَعِيدٍ: رَجُلٌ مُخَمَّجُ الأَخلاقِ: فاسدُها. وخَمِجَ اللحمُ يَخْمَجُ خَمَجاً: أَرْوَحَ وأَنْتَنَ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: خَمِجَ اللحمُ خَمَجاً، وَهُوَ الَّذِي يُغَمُّ وَهُوَ سُخْنٌ فَيُنْتِن. وَقَالَ مَرَّةً: خَمِجَ خَمَجاً: أَنْتَنَ. الأَزهري: وخَمِجَ التَّمْرُ إِذا فَسَدَ جَوْفُهُ وحَمُضَ. وَرَوِيَ عَنِ ابْنِ الأَعرابي أَنه قَالَ: الخَمَجُ أَن يَحْمُضَ الرُّطَبُ إِذا لَمْ يُشَرَّرْ وَلَمْ يُشَرَّقْ. أَبو عَمْرٍو: الخَمَجُ فَسَادُ الدِّينِ؛ وَقَوْلُ سَاعِدَةَ بْنِ جُؤَيَّة: وَلَا أُقِيمُ بِدارِ الهُونِ إِنَّ وَلَا ... آتِي إِلى الخِدرِ، أَخشى دونَه الخَمَجا قَالَ السُّكَّرِيُّ: الخَمَجُ الْفَسَادُ وَسُوءُ الثَّنَاءِ؛ وَهَذَا الْبَيْتُ أَورده ابْنُ بَرِّيٍّ فِي أَماليه: وَلَا أُقيمُ بِدارٍ لِلْهَوَانِ، وَلَا ... آتِي إِلى الغَدْرِ، أَخشى دونَه الخَمَجا خنج: الأَزهري: خُنَاجٌ قَبِيلَةٌ مِنَ الْعَرَبِ. وَقَالَتْ أَعرابية لِضُرَّةٍ لَهَا كَانَتْ مَنْ بني خُناج: __________ (2) . قوله [منازل] كذا بالأَصل بضم الميم وفي القاموس بفتحها. (3) . قوله [يَلْبَسُ الْحَيْشَ بِالْحُيُوشِ وَيَسْقِي] كذا بالأَصل. وفي شرح القاموس: ويلبس الجيش بالجيوش ويسقي. وفيه في مادة ب خ ت وأَنشد لابن قيس الرقيات: إِنْ يَعِشْ مُصْعَبٌ فَإِنَّا بِخَيْرٍ ... قَدْ أَتَانَا مِنْ عَيْشِنَا مَا نُرَجِّي يَهَبُ الأَلف وَالْخُيُولَ وَيَسْقِي ... لَبَنَ الْبُخْتِ فِي قِصَاعِ الْخَلَنْجِ (2/261) لَا تُكْثِري أُخْتَ بَنِي خُنَاجِ، ... وأَقْصري مِن بَعْضِ ذَا الضِّجاجِ، فَقَدْ أَقَمْناكِ عَلَى المِنْهاجِ، ... أَتَيْتِهِ بِمِثْلِ حُقِّ العَاجِ، مُضَمَّخٍ زُيِّنَ بانْتِفَاجِ، ... بِمِثْلِه نَيْلُ رِضَى الأَزواجِ خنبج: الخُنْبُجُ والخَنَابِجُ: الضَّخْمُ. والخُنْبُجُ: السَّيِءُ الْخُلُقِ. وامرأَة خُنْبُجَة: مُكْتَنِزَةٌ ضَخْمَةٌ. وهَضْبَةٌ خُنْبُجٌ: عَظِيمَةٌ. والخُنْبُجُ: الْخَابِيَةُ الصَّغِيرَةُ. والخُنْبُجَة، بِالْهَاءِ: الْخَابِيَةُ الْمَدْفُونَةُ، حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ عَنْ أَبي عَمْرٍو، وَهِيَ فَارِسِيَّةٌ مُعَرَّبَةٌ. وَفِي حَدِيثِ تَحْرِيمِ الْخَمْرِ ذُكِرَ الخُنَابِج، قِيلَ: هِيَ حِبَابٌ تُدَسُّ فِي الأَرض. والخُنْبُجَةُ: القَمْلة الضَّخْمَةُ. قَالَ الأَصمعي: الخُنْبُجُ، بِالْخَاءِ وَالْجِيمِ، الْقَمْلُ؛ قَالَ الرِّيَاشِيُّ: وَالصَّوَابُ عِنْدَنَا مَا قَالَ الأَصمعي. خنزج: الخَنْزَجَةُ: التَّكَبُّرُ. وخَنْزَجَ: تَكَبَّرَ. وَرَجُلٌ خَنْزَجٌ: ضَخْمٌ. خنعج: الخَنْعَجَةُ: مِشْيَةٌ مُتَقَارِبَةٌ فِيهَا قَرْمَطَةٌ وعَجَلَة، وَقَدْ ذكر بالباء والتاء. خنفج: الخُنَافِجُ والخُنْفُجُ: الضَّخْمُ الْكَثِيرُ اللَّحْمِ مِنَ الغِلْمانِ. خيج: الْخَايِجَةُ: الْبَيْضَةُ، وَهُوَ بالفارسية خاياه. ( فهرس الكتاب - فهرس المحتويات ) لسان العرب فصل الدال المهملة دبج: الدَّبْجُ: النَّقْشُ وَالتَّزْيِينُ، فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ. ودَبَجَ الأَرضَ المطرُ يَدْبُجُها دَبْجاً: رَوَّضَها. والدِّيباحُ: ضَرْبٌ مِنَ الثِّيَابِ، مُشْتَقٌّ مِنْ ذَلِكَ، بِالْكَسْرِ وَالْفَتْحِ، مُوَلَّدٌ، وَالْجَمْعُ دَيابيجُ وَدَبَابِيجُ. قَالَ ابْنُ جِنِّيٍّ: قَوْلُهُمْ دَبَابِيجُ يَدُلُّ عَلَى أَن أَصله دِبَّاجٌ، وأَنهم إِنما أَبدلوا الْبَاءَ يَاءً اسْتِثْقَالًا لِتَضْعِيفِ الْبَاءِ، وَكَذَلِكَ الدِّينَارُ وَالْقِيرَاطُ، وَكَذَلِكَ فِي التَّصْغير. وَفِي الحَديثِ ذكْرُ الدِّيباجِ، وَهِيَ الثِّيَابُ الْمُتَّخَذَةُ مِنَ الْإِبْرِيسِمِ، فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ، وَقَدْ تُفتح دَالُهُ. وَسَمَّى ابْنُ مَسْعُودٍ الْحَوَامِيمَ دِيبَاجَ الْقُرْآنِ. اللَّيْثُ: الدِّيباج أَصوب مِنَ الدَّيْباج، وَكَذَلِكَ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ فِي الدِّيباج والدِّيوان، وَجَمْعُهُمَا دَبابِيجُ ودَواوينُ. وَرُوِيَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ أَنه كَانَ لَهُ طَيْلَسانٌ مُدَبَّجٌ، قَالُوا: هُوَ الَّذِي زُيِّنَتْ أَطْرَافُهُ بِالدِّيبَاجِ. وَمَا بالدَّارِ دِبِّيجٌ، بِالْكَسْرِ وَالتَّشْدِيدِ، أَي مَا بِهَا أَحد، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ، لَا يُسْتَعْمَلُ إِلا فِي النَّفْيِ؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: هُوَ فِعِّيل مِنْ لَفْظِ الدِّيباج وَمَعْنَاهُ، وَذَلِكَ أَن النَّاسَ هُمُ الذين يَشُونَ الأَرضَ وَبِهِمْ تَحْسُنُ وَعَلَى أَيديهم وَبِعِمَارَتِهِمْ تَجْمُلُ. الْفَرَّاءُ عَنِ الدَّهْرِيَّةِ: مَا فِي الدَّارِ سَفْرٌ وَلَا دِبِّيجٌ وَلَا دَبِّيجٌ، وَلَا دِبِّيٌّ وَلَا دَبِّيٌّ. قَالَ: قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: وَالْحَاءُ أَفصح اللُّغَتَيْنِ؛ الْجَوْهَرِيُّ: وسأَلت عَنْهُ فِي الْبَادِيَةِ جَمَاعَةً مِنَ الأَعراب فَقَالُوا: مَا فِي الدارِ دِبِّيٌّ، قَالَ: وَمَا زَادُونِي عَلَى ذَلِكَ قَالَ: وَوَجَدْتُ بِخَطِّ أَبي مُوسَى الْحَامِضِ: مَا فِي الدارِ دِبِّيجٌ مُوَقَّعٌ، بِالْجِيمِ، عَنْ ثَعْلَبٍ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَالْجِيمُ فِي دبِّيج مُبْدَلَةٌ مِنَ الْيَاءِ فِي دِبِّيّ، كَمَا قَالُوا صِيصِيٌّ وصِيصِجٌّ ومُرِّيٌّ ومُرِّجٌّ، وَمِثْلُهُ كَثِيرٌ. والدِّيباجَتانِ: الْخَدَّانِ، وَيُقَالُ هُمَا اللِّيتَانِ؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ يَصِفُ الْبَعِيرَ: يَسْعَى بِهَا بازِلٌ، دُرْمٌ مَرافِقُه، ... يَجْري بِديباجَتَيْه الرَّشْحُ، مُرْتَدِعُ (2/262) الرَّشْحُ: الْعَرَقُ. وَالْمُرْتَدِعُ: الْمُلْتَطِخُ أَخذه مِنَ الرَّدْعِ: وَهَذَا الْبَيْتُ فِي الصِّحَاحِ: يَخْدي بِهَا كُلُّ مَوَّارٍ مَناكِبُه، ... يَجْري بِديباجَتَيْهِ الرَّشْحُ، مُرْتَدِعُ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: والمُرْتَدِعُ هُنَا الَّذِي عَرِقَ عَرَقاً أَصفر، وأَصله مِنَ الرَّدْعِ، وَالرَّدْعُ أَثر الخَلوق، وَالضَّمِيرُ فِي قَوْلِهِ بِهَا: يَعُودُ عَلَى امرأَة ذَكَرَهَا. وَالْبَازِلُ مِنَ الإِبل: الَّذِي لَهُ تِسْعُ سِنِينَ، وَذَلِكَ وَقْتُ تَنَاهِي شَبَابِهِ وَشِدَّةِ قوَّته. ورُوي فُتْلٌ مَرافِقُه؛ والفُتْلُ: الَّتِي فِيهَا انْفِتَالٌ وتَباعُدٌ عَنْ زَوْرِها، وَذَلِكَ مَحْمُودٌ فِيهَا. ودِيباجَةُ الْوَجْهِ ودِيباجُهُ: حُسْنُ بَشَرَتِهِ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي لِلنَّجَاشِيِّ: هُمُ البِيضُ أَقْداماً ودِيباجُ أَوْجُهٍ، ... كِرامٌ، إِذا اغْبَرَّتْ وُجُوهُ الأَشائِم وَرَجُلٌ مُدَبَّجٌ: قَبِيحُ الْوَجْهِ وَالْهَامَةِ وَالْخِلْقَةِ. والمُدَبَّجُ: طَائِرٌ مِنْ طَيْرِ الْمَاءِ قَبِيحُ الْهَيْئَةِ. التَّهْذِيبُ: والمُدَبَّجُ ضَرْبٌ مِنَ الْهَامِّ وَضَرْبٌ مِنْ طَيْرِ الْمَاءِ، يُقَالُ لَهُ: أَغْبَرُ مُدَبَّجٌ، مُنْتَفِخُ الرِّيشِ قَبِيحُ الْهَامَةِ يَكُونُ فِي الْمَاءِ مَعَ النُّحَامِ. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ لِلنَّاقَةِ إِذا كَانَتْ فَتِيَّةً شَابَّةً: هِيَ الْقِرْطَاسُ والدِّيباج والدِّعْلِبَةُ والدِّعْبلُ والعَيْطموس. دجج: دَجَّ القَوْمُ يَدِجُّونَ دَجّاً ودَجِيجاً ودَجَجاناً: مَشَوْا مَشْياً رُوَيْداً فِي تَقارُبِ خَطْوٍ؛ وَقِيلَ: هُوَ أَن يُقْبِلُوا وَيُدْبِرُوا؛ وَقِيلَ: هُوَ الدَّبِيبُ بِعَيْنِهِ. ودَجَّ يَدِجُّ إِذا أَسرع، ودَجَّ يَدِجُّ ودَبَّ يَدِبُّ، بِمَعْنًى: قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ: إِذا سَدَّ بالمَحْلِ آفاقَها ... جَهامٌ، يَدِجُّ دَجِيجَ الظُّعُنْ قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: لَا يُقَالُ يَدِجُّون حَتَّى يَكُونُوا جَمَاعَةً، وَلَا يُقَالُ ذَلِكَ لِلْوَاحِدِ، وَهُمُ الدَّاجَّةُ. وَفِي الْحَدِيثِ: قَالَ لرجلٍ أَين نَزَلْتَ؟ قَالَ: بِالشِّقِّ الأَيسر مِنْ مِنًى، قَالَ: ذَاكَ مَنْزِلُ الداجِّ فَلَا تَنْزِلْهُ. ودَجَّ البيتُ إِذا وَكَفَ. وأَقبل الحاجُّ والدَّاجُّ؛ الحاجُّ: الَّذِينَ يَحُجُّونَ، والداجُّ: الَّذِينَ مَعَهُمْ مِنَ الأُجراء والمُكارينَ والأَعوان وَنَحْوِهِمْ، لأَنهم يَدِجُّونَ عَلَى الأَرض أَي يَدِبُّونَ ويَسْعَوْنَ فِي السَّفَرِ، وَهَذَانَ اللَّفْظَانِ وإِن كَانَا مُفْرَدَيْنِ فَالْمُرَادُ بِهِمَا الْجَمْعُ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى: مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سامِراً تَهْجُرُونَ. وَقِيلَ: هُمُ الَّذِينَ يَدِبُّونَ فِي آثَارِهِمْ مِنَ التُّجَّارِ وَغَيْرِهِمْ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: رأَى قَوْمًا فِي الحجِّ لَهُمْ هَيْئَةً أَنكرها، فَقَالَ: هَؤُلَاءِ الداجُّ وَلَيْسُوا بالحاجِّ. الْجَوْهَرِيُّ: وأَما الْحَدِيثُ: مَا تَرَكْتُ مِنْ حاجَةٍ وَلَا داجَةٍ إِلا أَتَيْتُ ، فَهُوَ مُخَفَّفٌ، إِتباع لِلْحَاجَةِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: ذِكْرُ الجوهري هَذَا فِي فَصْلِ دَجَجَ وَهَمٌ مِنْهُ، لأَن الدَّاجَةَ أَصلها دَوْجَةٌ، كَمَا أَن حَاجَةً أَصلها حَوْجَةٌ، وَحُكْمُهَا حُكْمُهَا، وإِنما ذَكَرَ الْجَوْهَرِيُّ الدَّاجَةَ فِي فَصْلِ دَجَجَ لأَنه تَوَهَّمَهَا مِنَ الداجَّةِ الجماعةِ الَّذِينَ يَدِجُّونَ عَلَى الأَرض أَي يَدِبُّون فِي السَّيْرِ، وَلَيْسَتْ هَذِهِ اللَّفْظَةُ مِنْ مَعْنَى الْحَاجَةِ فِي شَيْءٍ. ابْنُ الأَثير: وَفِي الْحَدِيثِ، قَالَ لِرَجُلٍ: مَا تَرَكْتُ حاجَّة وَلَا داجَّة. قَالَ؛ وَهَكَذَا جَاءَ فِي رِوَايَةٍ، بِالتَّشْدِيدِ. قَالَ الْخَطَّابِيُّ: الحاجَّةُ الْقَاصِدُونَ الْبَيْتَ، والدَّاجَّةُ الرَّاجِعُونَ، وَالْمَشْهُورُ هُوَ بِالتَّخْفِيفِ، وأَراد بِالْحَاجَّةِ الصَّغِيرَةَ، وَبِالدَّاجَّةِ الْكَبِيرَةَ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. وَفِي كَلَامِ بَعْضِهِمْ: أَمَا وَحَواجِّ بَيْتِ اللَّهِ ودَواجِّه لأَفْعَلَنَّ كَذَا وَكَذَا. وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: فِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ هَؤُلَاءِ الداجُّ وَلَيْسُوا بالحاجِ ، قَالَ: هُمُ الَّذِينَ (2/263) يَكُونُونَ مَعَ الْحَاجِّ مِثْلَ الأُجراء والجمَّالين وَالْخَدَمِ وَمَا أَشبههم؛ وَقِيلَ: إِنما قِيلَ لَهُمْ دَاجٌّ لأَنهم يَدِجُّونَ عَلَى الأَرض. والدَّجَجانُ: هُوَ الدَّبِيبُ فِي السَّيْرِ؛ وأَنشد: باتَتْ تُداعي قَرَباً أَفايِجا، ... تَدْعُو بِذَاكَ الدَّجَجانَ الدَّارِجَا قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: فأَراد ابْنُ عُمَرَ أَن هَؤُلَاءِ لَا حَجَّ لَهُمْ، وَلَيْسَ عِنْدَهُمْ شَيْءٌ إِلَّا أَنهم يَسِيرُونَ ويَدِجُّونَ، وَلَا حَجَّ لَهُمْ. أَبو زَيْدٍ: الداجُّ التُّبَّاعُ والجَمَّالُون، والحاجُّ أَصحاب النيَّات، والزَّاجُّ المراؤُون. والدَّجاجة والدِّجاجةُ: مَعْرُوفَةٌ، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لإِقبالها وإِدبارها، تَقَعُ عَلَى الذَّكَرِ والأُنثى، لأَن الْهَاءَ إِنما دَخَلَتْهُ عَلَى أَنه وَاحِدٌ مِنْ جِنْسٍ، مِثْلُ حَمَامَةٍ وَبَطَّةٍ؛ أَلا تَرَى إِلى قَوْلِ جَرِيرٍ: لَمَّا تَذَكَّرْتُ بالدَّيْرَيْنِ، أَرَّقَني ... صَوْتُ الدَّجاجِ، وضَرْبٌ بالنَّواقيس إِنما يَعْنِي زُقَاءَ الدُّيوك؟ وَالْجَمْعُ دَجَاجٌ ودِجَاجٌ ودَجائج، وَفَتْحُ الدَّالِ أَفصح، فأَما دَجَائِجُ فَجَمْعٌ ظَاهِرُ الأَمر، وأَما دِجاجٌ فَقَدْ يَكُونُ جَمْعَ دجاجَةٍ كَسِدْرَةٍ وسِدَرٍ، فِي أَنه لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ وَاحِدِهِ إِلا الْهَاءُ، وَقَدْ يَكُونُ تَكْسِيرَ دَجَاجَةٍ عَلَى أَن تَكُونَ الْكَسْرَةُ فِي الْجَمْعِ غَيْرَ الْكَسْرَةِ الَّتِي كَانَتْ فِي الْوَاحِدِ، والأَلف غَيْرَ الأَلف لَكِنَّهَا كَسْرَةُ الْجَمْعِ وأَلفه، فَتَكُونُ الْكَسْرَةُ فِي الْوَاحِدِ كَكَسْرَةِ عَيْنِ عِمامة، وَفِي الْجَمْعِ كَكَسْرَةِ قَافِ قِصاع وَجِيمِ حِفان. وَقَدْ يَكُونُ جَمْعَ دَجَاجَةٍ عَلَى طَرْحِ الزَّائِدِ، كَقَوْلِكَ صَحْفَة وصِحاف فكأَنه حِينَئِذٍ جَمْعُ دَجَّةٍ. وأَما دَجاجٌ فَمِنَ الْجَمْعِ الَّذِي لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ وَاحِدِهِ إِلا الْهَاءُ كَحَمَامَةٍ وَحَمَامٍ وَيَمَامَةٍ وَيَمَامٍ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَقَالُوا دَجاجةٌ ودَجاجٌ ودَجاجاتٌ، قَالَ: وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ دِجاج ودَجاج ودَجاجات ودِجاجات؛ وَقَوْلُ جَرِيرٍ: صوتُ الدَّجاج وقَرْعٌ بالنَّواقِيسِ قَالَ: أَراد أَرَّقني انْتِظَارُ صَوْتِ الدَّجَاجِ أَي الدُّيُوكِ، وَذَلِكَ أَنه كَانَ مُزمِعاً سَفَراً فأَرِقَ يَنْتَظِرُهُ. ودِجْ دِجْ: دُعَاؤُكَ بالدَّجاجة. ودَجْدَجَ بالدُّجاجة: صَاحَ بِهَا فَقَالَ: دِجْ دِجْ. ودَجْدَجْتُ بِهَا وكَرْكَرْتُ أَي صِحْتُ. ودَجْدَجَتِ الدَّجاجةُ فِي مَشْيِهَا: عَدَتْ. والدُّجُّ: الفَرُّوج؛ قَالَ: والدِّيكُ والدُّجُّ مَعَ الدَّجاج وَقِيلَ: الدُّجُّ مولَّد؛ وَقِيلَ فِي قَوْلِ لَبِيدٌ: باكَرْتُ حاجَتَها الدَّجاجَ بِسُحْرَةٍ أَنَّهُ أَراد الدِّيكَ وصَقِيعَه فِي سُحْرَةٍ. التَّهْذِيبُ: وَجَمْعُ الدَّجاج دُجُجٌ. والدَّجاجُ: الكُبَّةُ مِنَ الغَزْلِ، وَقِيلَ: الحِفْشُ مِنْهُ، وجَمْعُها دَجاجٌ؛ وأَنشد قَوْلَ أَبي الْمِقْدَامِ الْخُزَاعِيِّ فِي أُحْجِيَّتِه: وعَجُوزاً رأَيتُ باعَتْ دَجاجاً، ... لمْ يُفَرِّخْنَ، قَدْ رأَيتُ عُضالا ثُمَّ عادَ الدَّجاجُ مِنْ عَجَبِ الدَّهرِ ... فَراريجَ، صِبْيَةً أَبْذالا والدَّجاجُ هَذَا جَمْعُ دَجاجةٍ لكُبَّةِ الغَزْلِ. والفَراريجُ: جَمْعُ فَرُّوج للدُّرَّاعة والقَباءِ. والأَبْذالُ: الَّتِي تَبْتَذِلُ فِي اللِّبَاسِ. والدَّجاجةُ: مَا نَتَأَ مِنْ صَدْرِ الفَرَسِ؛ قَالَ: بانتْ دَجاجَتُه عَنِ الصَّدْرِ وَهُمَا دَجاجتان عَنْ يَمِينِ الزَّوْرِ وَشِمَالِهِ؛ قَالَ ابْنُ (2/264) بُراقة الهَمْداني: يَفْتَرُّ عَنْ زَوْرِ دَجاجَتَيْنِ والدُّجَّةُ، بِالضَّمِّ: شِدَّةُ الظُّلْمَةِ. وَقَدْ تَدَجْدَجَ الليلُ؛ وليلٌ دَجوجٌ ودَجوجيٌّ ودُجاجي ودَيْجُوجٌ: مُظْلِمٌ. وَلَيْلَةٌ دَيْجُوجٌ: مُظْلِمَةٌ. ودَجْدَجَ الليلُ: أَظلم. وَجَمْعُ الدَّيْجُوجِ دَياجِيجُ ودَياجٍ، وأَصله دَياجِيجُ، فَخَفَّفُوهُ بِحَذْفِ الْجِيمِ الأَخيرة؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: التَّعْلِيلُ لِابْنِ جِنِّي. وشَعَرٌ دَجوجِيٌّ ودَجِيجٌ: أَسود؛ وَقِيلَ: الدَّجِيجُ والدَّجْداجُ: الأَسود مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. وَلَيْلَةٌ دَجْداجَةٌ: شَدِيدَةُ الظُّلْمَةِ. ودَجَّجَتِ السماءُ تَدْجِيجاً: غَيَّمَت. وتَدَجَّجَ فِي سِلَاحِهِ: دَخَلَ. والمُدَجِّجُ والمُدَجَّجُ: المُتَدَجِّجُ فِي سِلَاحِهِ. أَبو عُبَيْدٍ: المُدَجْدِجُ اللَّابِسُ السِّلَاحَ التَّامَّ؛ وَقَالَ شَمِرٌ: وَيُقَالُ مُدَجِّجٌ أَيضاً. اللَّيْثُ: المُدَجِّجُ الْفَارِسُ الَّذِي قَدْ تَدَجَّجَ فِي شِكَّتِه أَي شاكُّ السِّلاحِ، قَالَ أَي دَخَلَ فِي سِلَاحِهِ كأَنه تَغَطَّى بِهِ. وَفِي حَدِيثِ وَهْبٍ: خَرَجَ داودُ مُدَججاً فِي السِّلَاحِ ، رُوِيَ بِكَسْرِ الْجِيمِ وَفَتْحِهَا، أَي عَلَيْهِ سِلَاحٌ تَامٌّ، سُمي بِهِ لأَنَه يَدِجُّ أَي يَمْشِي رُوَيْداً لِثِقْلِهِ؛ وَقِيلَ: لأَنه يَتَغَطَّى بِهِ، مِنْ دجَّجَتِ السماءُ إِذا تَغَيَّمَت. والمُدَجَّجُ الدُّلْدُلُ مِنَ الْقَنَافِذِ. ابْنُ سِيدَهْ: والمُدَجَّجُ الْقُنْفُذُ، قَالَ: أُراه لِدُخُولِهِ فِي شَوْكِهِ؛ وإِياه عَنَى الشَّاعِرُ بِقَوْلِهِ: ومُدَجَّجٍ يَسْعَى بِشِكَّتِه، ... مُحْمَرَّةٍ عَيْناه كالكَلْبِ الأَصمعي: دَجَجْتُ السِّتْرَ دَجّاً إِذا أَرخيته، فَهُوَ مَدْجُوجٌ. ابْنُ الأَعرابي: الدُّجُجُ الْجِبَالُ السُّودُ، والدُّجُجُ أَيضاً: تَرَاكُمُ الظَّلَامِ. والدُّجَّةُ: شِدَّةُ الظُّلْمَةِ، وَمِنْهُ اشْتِقَاقُ الدَّيْجُوج بِمَعْنَى الظَّلَامِ. وَلَيْلٌ دَجُوجِيٌّ وَشِعْرٌ دَجُوجِيٌّ وَسَوَادٌ دَجُوجِيٌّ، وتَدَجْدَجَ الليلُ، فَهِيَ دَجْداجَةٌ؛ وأَنشد: إِذا رِداءُ ليلةٍ تَدَجْدَجا وبَعِير دَجُوجِيٌّ وَنَاقَةٌ دَجُوجِيَّة أَي شَدِيدَةُ السَّوَادِ. وَنَاقَةٌ دَجَوْجاةٌ: مُنْبَسِطَةٌ عَلَى الأَرض. والدِّجَّةُ: جِلْدَةٌ قدر أُصبعين توضع في طَرَفِ السَّيْر الَّذِي تُعَلَّقُ بِهِ الْقَوْسُ، وَفِيهِ حَلْقَةٌ فِيهَا طَرَفُ السَّيْرِ. ودِجاجَةُ: اسْمُ امرأَة «4» . ودَجُوجٌ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ أَبو ذؤَيب: فإِنَّكَ عَمْري، أَيَّ نَظْرَةِ عاشِقٍ ... نَظَرْتَ، وقُدْسٌ دُونَنا ودَجُوجُ ودَجُوجٌ: اسْمُ بَلَدٍ فِي بلاد قيس. دحج: ابْنُ سِيدَهْ: دَحَجَه يَدْحَجُه دَحْجاً: عَرَكَه عَرْكاً كَعَرْكِ الأَديم، يَمَانِيَةٌ، وَالذَّالُ الْمُعْجَمَةُ لُغَةٌ وَهِيَ أَعلى. الأَزهري: دَحَجَ إِذا جَامَعَ. ودَحَجَه دَحْجاً إِذا سَحَبَه. قَالَ: وَفِي بَابِ الذَّالِ الْمُعْجَمَةِ ذَحَجَهُ ذحْجاً بِهَذَا المعنى فكأَنهما لغتان. دحرج: دَحْرَجَ الشيءَ دَحْرَجَةً ودِحْراجاً فَتَدَحْرَجَ أَي تَتَابَعَ فِي حُدُور. والمُدَحْرَجُ: المُدَوَّر. والدُّحْروجَة: مَا تَدَحْرَجَ مِنَ القِدْر؛ قَالَ النَّابِغَةُ: أَضْحَتْ يُنَفِّرُها الوِلْدانُ مِنْ سَبَإٍ، ... كأَنَّهُمْ، تَحْتَ دَفَّيْها، دَحَارِيجُ __________ (4) . قوله [ودجاجة اسم امرأة] قال الوزير أَبو القاسم المغربي في أنسابه: فأما الأَسماء فكلها دجاجة بكسر الدال، فمن ذلك دجاجة بنت صفوان شاعرة انتهى. من شرح القاموس باختصار. (2/265) والدُّحْرُوجَةُ: مَا يُدَحْرِجُه الجُعَلُ مِنَ البَنادق؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ فِرَاخَ الظَّلِيمِ: أَشْداقُها كَصَدوحِ النَّبْعِ فِي قُلَلٍ، ... مِثْلَ الدَّحاريج، لَمْ يَنْبُتْ لَهَا زَغَبُ وقُلَلُها: رؤُوسها؛ وَجَمْعُ الدُّحْرُوجَةِ دَحارِيج. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ للجُعَل المُدَحْرِجُ؛ وَقَالَ عُجَير السَّلُولي: قَمِطْرٌ كحوَّازِ الدَّحاريج أَبْتَرُ درج: دَرَجُ البناءِ ودُرَّجُه، بِالتَّثْقِيلِ: مَراتِبُ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ، واحدتُه دَرَجَة ودُرَجَةٌ مِثَالُ هُمَزَةٍ، الأَخيرة عَنْ ثَعْلَبٍ. والدَّرَجَةُ: الرِّفْعَةُ فِي الْمَنْزِلَةِ. والدَّرَجَةُ: المِرْقاةُ «1» . والدَّرَجَةُ واحدةُ الدَّرَجات، وَهِيَ الطَّبَقَاتُ مِنَ الْمَرَاتِبِ. والدَّرَجَةُ: الْمَنْزِلَةُ، وَالْجَمْعُ دَرَجٌ. ودَرَجاتُ الْجَنَّةِ: منازلُ أَرفعُ مِنْ مَنازِلَ. والدَّرَجانُ: مِشْيَةُ الشَّيْخِ وَالصَّبِيِّ. وَيُقَالُ لِلصَّبِيِّ إِذا دَبَّ وأَخذ فِي الْحَرَكَةِ: دَرَجَ. ودَرَج الشَّيْخُ وَالصَّبِيُّ يَدْرُجُ دَرْجاً ودَرَجاناً ودَرِيجاً، فَهُوَ دَارِجٌ: مَشَيا مَشْياً ضَعِيفًا ودَبَّا؛ وَقَوْلُهُ: يَا لَيْتَنِي قَدْ زُرْتُ غَيْرَ خارِجِ، ... أُمَّ صَبِيٍّ، قَدْ حَبَا، ودارِجِ إِنما أَراد أُمَّ صَبِيٍّ حابٍ ودارِج، وَجَازَ لَهُ ذَلِكَ لأَن قَدْ تُقرِّبُ الْمَاضِيَ مِنَ الْحَالِ حَتَّى تُلْحِقَهُ بِحُكْمِهِ أَو تَكَادَ، أَلا تَرَاهُمْ يَقُولُونَ: قَدْ قَامَتِ الصَّلَاةُ، قَبْلَ حَالِ قِيَامِهَا؟ وجعَلَ مُلَيْحٌ الدَّريجَ لِلْقَطَا فَقَالَ: يَطُفْنَ بِأَحْمالِ الجِمالِ غُدَيَّةً، ... دَريجَ القَطا، فِي القَزِّ غَيْرِ المُشَقَّقِ قَوْلُهُ: فِي القَزِّ، مِنْ صِلَةِ يَطُفْنَ؛ وَقَالَ: تَحْسَبُ بالدَّوِّ الغَزالَ الدَّارِجا، ... حمارَ وحشٍ يَنْعَبُ المَناعِبا، والثَّعْلَبَ المَطْرودَ قَرْماً هابِجَا فأَكفأَ بِالْبَاءِ وَالْجِيمِ عَلَى تَبَاعُدِ مَا بَيْنَهُمَا فِي الْمَخْرَجِ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهَذَا مِنَ الإِكفاء الشَّاذِّ النَّادِرِ، وإِنما يَمْثُلُ الإِكفاءُ قَلِيلًا إِذا كَانَ بِالْحُرُوفِ الْمُتَقَارِبَةِ كَالنُّونِ وَالْمِيمِ، وَالنُّونِ وَاللَّامِ، وَنَحْوِ ذَلِكَ مِنَ الْحُرُوفِ الْمُتَدَانِيَةِ الْمَخَارِجِ. والدَّرَّاجةُ: العَجَلَةُ الَّتِي يَدِبُّ الشَّيْخُ وَالصَّبِيُّ عَلَيْهَا، وَهِيَ أَيضاً الدَّبَّابة الَّتِي تُتَّخذ فِي الْحَرْبِ يَدْخُلُ فِيهَا الرِّجَالُ. الْجَوْهَرِيُّ: الدَّرَّاجَةُ، بِالْفَتْحِ، الحالُ وَهِيَ الَّتِي يَدْرُجُ عَلَيْهَا الصَّبِيُّ إِذا مَشَى. التَّهْذِيبُ: وَيُقَالُ للدَّبَّابات الَّتِي تُسَوَّى لِحَرْبِ الحِصارِ يَدْخُلُ تَحْتَهَا الرِّجَالُ: الدَّبَّابات والدَّرَّاجات. والدَّرَّاجَةُ: الَّتِي يُدَرَّجُ عَلَيْهَا الصَّبِيُّ أَوَّلَ مَا يَمْشِي. وَفِي الصِّحَاحِ: دَرَجَ الرجلُ وَالضَّبُّ يَدْرُجُ دُرُوجاً أَي مَشَى. ودَرَجَ ودَرِجَ أَي مَضَى لسبيله. ودَرِجَ [دَرَجَ] القومُ إِذا انْقَرَضُوا؛ والانْدِراجُ مِثْلُهُ. وكلُّ بُرْج مِنْ بُرُوج السَّمَاءِ ثَلَاثُونَ دَرَجةً. والمَدارِجُ: الثَّنَايَا الغِلاظُ بَيْنَ الْجِبَالِ، وَاحِدَتُهَا مدْرَجةٌ، وَهِيَ الْمَوَاضِعُ الَّتِي يُدْرَجُ فِيهَا أَي يُمْشَى؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الْمُزَنِيِّ، وَهُوَ عَبْدُ اللَّهِ ذُو البِجادَينِ: تَعَرَّضي مَدارِجاً وسُومِي، ... تَعَرُّضَ الجَوْزاءِ للنُّجُومِ، هَذَا أَبو القاسمِ فاسْتَقِيمي __________ (1) . قوله [والدرجة المرقاة] في القاموس: والدرجة، بالضم وبالتحريك، كهمزة، وتشدد جيم هذه، والأدرجة كأسكفة أَي بضم الهمزة فسكون الدال فضم الراء فجيم مشددة مفتوحة: المرقاة. (2/266) وَيُقَالُ: دَرَّجْتُ الْعَلِيلَ تَدْريجاً إِذا أَطعمته شَيْئًا قَلِيلًا، وَذَلِكَ إِذا نَقِهَ، حَتَّى يَتَدَرَّجَ إِلى غَايَةِ أَكله، كَمَا كَانَ قَبْلَ الْعِلَّةِ، دَرَجَةً دَرَجَةً. والدَّرَّاجُ: القُنْفُذُ لأَنه يَدْرُج لَيْلَتَهُ جَمْعَاءَ، صِفَةٌ غَالِبَةٌ. والدَّوارِجُ: الأَرجُلُ؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ: بَكَى المِنْبَرُ الشَّرْقِيُّ، أَنْ قَامَ فَوْقَهُ ... خَطِيبٌ فُقَيْمِيٌّ، قصيرُ الدَّوارِجِ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا أَعرف لَهُ وَاحِدًا. التَّهْذِيبُ: ودَوارِجُ الدَّابَّةِ قَوَائِمُهُ، الْوَاحِدَةُ دارجةٌ. وَرَوَى الأَزهري بِسَنَدِهِ عَنْ الثَّوْرِيِّ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبي عُبَيْدَةَ فَجَاءَهُ رَجُلٌ مِنْ أَصحاب الأَخفش فَقَالَ لَنَا: أَليس هَذَا فُلَانًا؟ قُلْنَا: بَلَى، فَلَمَّا انْتَهَى إِليه الرَّجُلُ قَالَ: لَيْسَ هَذَا بِعُشِّكِ فادْرُجِي، قُلْنَا: يَا أَبا عُبَيْدَةَ لِمَنْ يُضرب هَذَا الْمَثَلُ؛ فَقَالَ: لِمَنْ يُرْفَعُ لَهُ بِحِبَالٍ. قَالَ الْمُبَرِّدُ: أَي يُطْرَدُ. وَفِي خُطْبَةِ الْحَجَّاجِ: لَيْسَ هَذَا بِعُشِّكِ فادرُجي أَي اذْهَبِي؛ وَهُوَ مَثَلٌ يُضْرَبُ لِمَنْ يَتَعَرَّضُ إِلى شَيْءٍ لَيْسَ مِنْهُ، وَلِلْمُطَمْئِنِ فِي غَيْرِ وَقْتِهِ فيؤْمر بالجِدِّ وَالْحَرَكَةِ. وَيُقَالُ: خَلِّي دَرَجَ الضَّبِّ؛ ودَرَجُه طَرِيقُهُ، أَي لَا تَعَرَّضي لَهُ أَي تَحَوَّلي وَامْضِي وَاذْهَبِي. وَرَجَعَ فُلَانٌ دَرَجَه أَي رَجَعَ فِي طَرِيقِهِ الَّذِي جَاءَ فِيهِ؛ وَقَالَ سَلَامَةُ بْنُ جَنْدَلٍ: وكَرِّنا خَيْلَنا أَدْراجَنا رَجَعاً، ... كُسَّ السَّنابِكِ مِنْ بَدْءٍ وتَعْقِيبِ وَرَجَعَ فلانٌ دَرَجَه إِذا رَجَعَ فِي الأَمر الَّذِي كَانَ تَرَكَ. وَفِي حَدِيثِ أَبي أَيوب: قَالَ لِبَعْضِ الْمُنَافِقِينَ، وَقَدْ دَخَلَ الْمَسْجِدَ: أَدْراجَكَ يَا مُنَافِقُ الأَدْراجُ: جَمْعُ دَرَجٍ وَهُوَ الطَّرِيقُ، أَي اخْرُجْ مِنَ الْمَسْجِدِ وخُذْ طريقَك الَّذِي جِئْتَ مِنْهُ. ورَجَعَ أَدْراجَه: عَادَ مِنْ حَيْثُ جَاءَ. وَيُقَالُ: استمرَّ فُلَانٌ دَرَجَه وأَدْراجَه. والدَّرَجُ: المَحاجُّ. والدَّرَجُ: الطَّرِيقُ. والأَدْراجُ: الطُّرُقُ: أَنشد ابْنُ الأَعرابي: يَلُفُّ غُفْلَ البِيدِ بالأَدْراجِ غُفْل البِيد: مَا لَا عَلَم فِيهِ. مَعْنَاهُ أَنه جَيْشٌ عَظِيمٌ يَخْلِطُ هَذَا بِهَذَا وَيُعْفِي الطريقَ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: قَالَ سِيبَوَيْهِ وَقَالُوا: رجعَ أَدْراجَه أَي رَجَعَ فِي طَرِيقِهِ الَّذِي جَاءَ فِيهِ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: رَجَعَ عَلَى أَدْراجه كَذَلِكَ، الْوَاحِدُ دَرَجٌ. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا طَلَبَ شَيْئًا فَلَمْ يَقْدِرْ عَلَيْهِ: رَجَعَ عَلَى غُبَيْراءِ الظَّهْرِ، وَرَجَعَ عَلَى إِدراجِه، وَرَجَعَ دَرْجَه الأَول؛ وَمِثْلُهُ عَوْدَهُ عَلَى بَدْئِهِ، ونَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ، وَذَلِكَ إِذا رَجَعَ وَلَمْ يُصِبْ شَيْئًا. وَيُقَالُ: رَجَعَ فُلَانٌ عَلَى حافِرَتِه وإِدْراجه، بِكَسْرِ الأَلف، إِذا رَجَعَ فِي طَرِيقِهِ الأَول. وَفُلَانٌ عَلَى دَرَجِ كَذَا أَي عَلَى سَبِيلِهِ. ودَرَجُ السَّيْلِ ومَدْرَجُه: مُنْحَدَرُه وطريقُه فِي مَعاطف الأَوْدِيةِ. وَقَالُوا: هُوَ دَرَجَ السَّيْلِ، وإِن شِئْتَ رَفَعْتَ؛ وأَنشد سِيبَوَيْهِ: أَنُصْبٌ، للمَنِيَّةِ تَعْتَريهِمْ، ... رِجالي، أَمْ هُمُو دَرَجُ السُّيولِ؟ ومَدارِجُ الأَكَمَةِ: طُرُقٌ مُعْتَرِضَة فِيهَا. والمَدْرَجةُ: مَمَرُّ الأَشياء عَلَى الطَّرِيقِ وَغَيْرِهِ. ومَدْرَجَةُ الطَّرِيقِ: مُعْظَمُه وسَنَنُه. وَهَذَا الأَمر مَدْرَجةٌ لِهَذَا أَي مُتَوَصَّلٌ بِهِ إِليه. وَيُقَالُ لِلطَّرِيقِ الَّذِي يَدْرُجُ فِيهِ الْغُلَامُ وَالرِّيحُ وَغَيْرُهُمَا: مَدْرَجٌ ومَدْرَجَةٌ ودَرَجٌ، وَجَمْعُهُ أَدْراجٌ أَي مَمَرٌّ ومَذْهَبٌ. والمَدْرَجةُ: المَذْهَب والمسلَكُ؛ وَقَالَ سَاعِدَةُ بْنُ جؤَية: (2/267) تَرَى أَثْرَهُ فِي صَفْحَتَيْهِ، كأَنَّهُ ... مَدارِجُ شِبْثانٍ، لَهُنَّ هَمِيمُ يُرِيدُ بأَثْرِهِ فِرِنْدَهُ الَّذِي تَرَاهُ الْعَيْنُ، كأَنه أَرجل النَّمْلِ. وشِبْثانٌ: جَمْعُ شَبَثٍ لِدَابَّةٍ كَثِيرَةِ الأَرجل مِنْ أَحناش الأَرض. وأَما هَذَا الَّذِي يُسَمَّى الشِّبِثَّ، وَهُوَ مَا تُطيَّب بِهِ الْقُدُورُ مِنَ النَّبَاتِ الْمَعْرُوفِ، فَقَالَ الشَّيْخُ أَبو مَنْصُورٍ مَوْهُوبُ بْنُ أَحمد بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْخَضِرِ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ الجُواليقي: والشِّبِثُّ عَلَى مِثَالِ الطِّمِرِّ، وَهُوَ بِالتَّاءِ الْمُثَنَّاةِ لَا غَيْرَ. والهَمِيم: الدَّبِيبُ. وَقَوْلُهُمْ: خَلِّ دَرَجَ الضَّبِّ أَي طَرِيقَهُ لِئَلَّا يَسْلُك بَيْنَ قَدَمَيْكَ فَتَنْتَفِخَ. ودَرَّجَه إِلى كَذَا واسْتَدْرَجه، بِمَعْنًى، أَي أَدناه مِنْهُ عَلَى التَّدْرِيجِ، فتَدَرَّجَ هُوَ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ* ؛ قَالَ بَعْضُهُمْ: مَعْنَاهُ سنأْخُذُهم قَلِيلًا قَلِيلًا وَلَا نُباغِتُهم؛ وَقِيلَ: مَعْنَاهُ سنأْخذهم مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُونَ؛ وَذَلِكَ أَن اللَّهَ تَعَالَى يَفْتَحُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّعِيمِ مَا يَغْتَبِطُونَ بِهِ فَيَرْكَنُونَ إِليه ويأْنسون بِهِ فَلَا يَذْكُرُونَ الْمَوْتَ، فيأْخذهم عَلَى غِرَّتِهم أَغْفَلَ مَا كَانُوا. وَلِهَذَا قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، لَمَّا حُمِلَ إِليه كُنُوزُ كِسْرَى: اللَّهُمَّ إِني أَعوذ بِكَ أَن أَكونَ مُسْتَدْرَجاً، فإِني أَسمعك تَقُولُ: سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ*. وَرُوِيَ عَنْ أَبي الْهَيْثَمِ: امْتَنَعَ فُلَانٌ مِنْ كَذَا وَكَذَا حَتَّى أَتاه فُلَانٌ فاسْتَدْرجه أَي خَدَعَهُ حَتَّى حَمَلَهُ عَلَى أَن دَرَجَ فِي ذَلِكَ. أَبو سَعِيدٍ: اسْتَدْرجَه كَلَامِي أَي أَقلقه حَتَّى تَرَكَهُ يَدْرُجُ عَلَى الأَرض؛ قَالَ الأَعشى: لَيَسْتَدْرِجَنْكَ القَوْلُ حَتَّى تَهُزَّه، ... وتَعْلَمَ أَني مِنكُمُ غَيرُ مُلْجَمِ والدَّرُوجُ مِنَ الرِّيَاحِ: السَّرِيعَةُ المَرِّ، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي تَدْرُجُ أَي تَمُرُّ مَرّاً لَيْسَ بالقَويّ وَلَا الشَّدِيدَ. يُقَالُ: رِيحٌ دَروجٌ، وقِدْحٌ دَرُوجٌ. وَالرِّيحُ إِذا عَصَفَتِ اسْتَدْرَجَتِ الحَصى أَي صَيَّرَتْهُ إِلى أَن يَدْرُجَ عَلَى وَجْهِ الأَرض مِن غَيْرِ أَن تَرْفَعَهُ إِلى الْهَوَاءِ، فَيُقَالُ: دَرَجَتْ بِالْحَصَى واسْتَدْرَجَتِ الحَصى. أَمَّا دَرَجَتْ بِهِ فَجَرَتْ عَلَيْهِ جَرْيًا شَدِيدًا دَرَجَتْ فِي سَيْرِهَا، وأَمَّا اسْتَدْرَجَتْهُ فَصَيَّرَتْهُ بِجَرْيِهِ عَلَيْهَا «2» إِلى أَنْ دَرَجَ الحَصى هُوَ بِنَفْسِهِ. وَيُقَالُ: ذَهَبَ دَمُهُ أَدْراجَ الرِّياحِ أَي هَدَراً. ودَرَجَتِ الرِّيحُ: تَرَكَتْ نَمانِمَ فِي الرَّمْلِ. وَرِيحٌ دَرُوجٌ: يَدْرُجُ مؤَخرها حَتَّى يُرى لَهَا مِثْلُ ذَيْلِ الرَّسَنِ فِي الرَّمْلِ، وَاسْمُ ذَلِكَ الْمَوْضِعِ الدَّرَجُ. وَيُقَالُ: اسْتَدْرَجَتِ المحاوِرُ المَحالَ؛ كَمَا قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: صَرِيفُ المَحالِ اسْتَدْرَجَتْها المَحاوِرُ أَي صَيَّرَتْهَا إِلى أَن تَدْرُجَ. وَيُقَالُ: اسْتَدْرَجَتِ الناقةُ وَلَدَهَا إِذا استتبعته بعد ما تُلْقِيهِ مِنْ بَطْنِهَا. وَيُقَالُ: دَرِجَ إِذا صَعِدَ فِي الْمَرَاتِبِ، ودَرِجَ إِذا لَزِمَ المَحَجَّةَ مِنَ الدِّينِ وَالْكَلَامِ، كُلُّهُ بِكَسْرِ الْعَيْنِ مِنْ فَعِلَ. ودَرَجَ ودَرِج الرَّجُلُ: مَاتَ. وَيُقَالُ لِلْقَوْمِ إِذا مَاتُوا وَلَمْ يُخَلِّفوا عَقِباً: قَدْ دَرِجوا ودَرَجُوا. وَقَبِيلَةٌ دارِجَةٌ إِذا انْقَرَضَتْ وَلَمْ يَبْقَ لَهَا عَقِبٌ؛ وأَنشد ابْنُ السِّكِّيتِ للأَخطل: قَبِيلَةٌ بِشِراكِ النَّعْلِ دارِجَةٌ، ... إِنْ يَهْبِطُوا العَفْوَ لَا يُوجَدْ لهُم أَثَرُ وكأَن أَصل هَذَا مِنْ دَرَجْتُ الثَّوْبَ إِذا طَوَيْتَهُ، كأَنَّ هَؤُلَاءِ لَمَّا مَاتُوا وَلَمْ يُخَلِّفُوا عَقِباً طَوَوْا طَرِيقَ النَّسْلِ وَالْبَقَاءِ. وَيُقَالُ لِلْقَوْمِ إِذا انقرضوا: دَرِجُوا. __________ (2) . قوله [بجريه عليها] كذا بالأَصل ولعل الأَولى بجريها عليه. (2/268) وَفِي الْمَثَلِ: أَكْذَبُ مَنْ دَبَّ ودَرَجَ أَي أَكذب الأَحياء والأَموات. وَقِيلَ: دَرَجَ [دَرِجَ] مَاتَ وَلَمْ يُخَلِّفْ نَسْلًا، وَلَيْسَ كُلُّ مَنْ مات دَرَجَ [دَرِجَ] ؛ وَقِيلَ: دَرَجَ مِثْلُ دَبَّ. أَبو طَالِبٍ فِي قَوْلِهِمْ: أَحسَنُ مَنْ دَبَّ ودَرَجَ؛ فَدَبَّ مَشَى ودَرَجَ مَاتَ. وَفِي حَدِيثِ كَعْبٍ قَالَ لَهُ عُمَرُ: لأَيّ ابْنَيْ آدَمَ كَانَ النَّسْلُ؟ فَقَالَ: لَيْسَ لِوَاحِدٍ مِنْهُمَا نَسْلٌ، أَما الْمَقْتُولُ فدَرَجَ، وأَما الْقَاتِلُ فَهَلَكَ نَسْلُه فِي الطُّوفَانِ. دَرَجَ أَي مَاتَ، وأَدْرَجَهُم اللَّهُ أَفناهم. وَيُقَالُ: دَرَجَ قَرْنٌ بَعْدَ قَرْنٍ أَي فَنَوْا. والإِدْراجُ: لَفُّ الشَّيْءِ فِي الشَّيْءِ؛ وأَدْرَجَتِ المرأَة صَبِيَّهَا فِي مَعاوزها. والدَّرْجُ: لَفُّ الشَّيْءِ. يُقَالُ: دَرَجْتُه وأَدْرَجْتُه ودَرَّجْتُه، وَالرُّبَاعِيُّ أَفصحها. ودَرَجَ الشيءَ فِي الشَّيْءِ يَدْرُجُه دَرْجاً، وأَدْرَجَه: طَوَاهُ وأَدخله. وَيُقَالُ لِمَا طَوَيْتَهُ: أَدْرَجْتُه لأَنه يُطْوَى عَلَى وَجْهِهِ. وأَدْرَجْتُ الكتابَ: طَوِيَّتُهُ. وَرَجُلٌ مِدْراجٌ: كَثِيرُ الإِدْراجِ لِلثِّيَابِ. والدَّرْجُ: الَّذِي يُكتب فِيهِ، وَكَذَلِكَ الدَّرَجُ، بِالتَّحْرِيكِ. يُقَالُ: أَنفذته فِي دَرْجِ الْكِتَابِ أَي فِي طَيِّه. وأَدْرَجَ الكتابَ فِي الْكِتَابِ: أَدخله وَجَعَلَهُ فِي دَرْجِه أَي فِي طيِّه. ودَرْجُ الكتابِ: طَيُّه وداخِلُه؛ وَفِي دَرْجِ الْكِتَابِ كَذَا وَكَذَا. وأَدْرَجَ الميتَ فِي الْكَفَنِ وَالْقَبْرِ: أَدخله. التَّهْذِيبُ: وَيُقَالُ للخِرَقِ الَّتِي تُدْرَجُ إِدراجاً، وَتُلَفُّ وَتُجْمَعُ ثُمَّ تدسُّ فِي حَيَاءِ النَّاقَةِ الَّتِي يُرِيدُونَ ظَأْرَها عَلَى وَلَدِ نَاقَةٍ أُخرى، فإِذا نُزِعَتْ مِنْ حَيَائِهَا حَسِبَتْ أَنها وَلَدَتْ وَلَدًا، فَيُدْنَى مِنْهَا وَلَدُ النَّاقَةِ الأُخرى فَتَرْأَمُه، وَيُقَالُ لِتِلْكَ اللَّفِيفَةِ: الدُّرْجَةُ والجَزْمُ وَالْوَثِيقَةُ. ابْنُ سِيدَهْ: والدُّرْجَةُ مُشاقَةٌ وخِرَقٌ وَغَيْرُ ذَلِكَ، تُدْرَجُ وَتُدْخَلُ فِي رَحِمِ النَّاقَةِ وَدُبُرِهَا، وَتُشَدُّ وَتُتْرَكُ أَياماً مَشْدُودَةَ الْعَيْنَيْنِ والأَنف، فيأْخذها لِذَلِكَ غَمٌّ مِثْلُ غَمِّ الْمَخَاضِ، ثُمَّ يحلُّون الرِّبَاطَ عَنْهَا فَيَخْرُجُ ذَلِكَ عَنْهَا، وَهِيَ تَرَى أَنه وَلَدُهَا؛ وَذَلِكَ إِذا أَرادوا أَنْ يَرْأَمُوها عَلَى وَلَدِ غَيْرِهَا؛ زَادَ الْجَوْهَرِيُّ: فإِذا أَلقته حَلُّوا عَيْنَيْهَا وَقَدْ هَيَّأُوا لَهَا حُواراً فيُدْنونَه إِليها فَتَحْسَبُهُ وَلَدَهَا فتَرْأَمُه. قَالَ: وَيُقَالُ لِذَلِكَ الشَّيْءِ الَّذِي يُشَدُّ بِهِ عَيْنَاهَا: الغِمامَةُ، وَالَّذِي يشدَّ بِهِ أَنفها: الصِّقاعُ، وَالَّذِي يُحْشَى بِهِ: الدُّرْجَةُ، وَالْجَمْعُ الدُّرَجُ؛ قَالَ عِمْرَانُ بْنُ حَطَّانَ: جَمادٌ لَا يُرادُ الرِّسْلُ مِنْها، ... وَلَمْ يُجْعَلْ لهَا دُرَجُ الظِّئارِ والجَماد: النَّاقَةُ الَّتِي لَا لَبَنَ فِيهَا، وَهُوَ أَصلب لِجِسْمِهَا. والظِّئار: أَن تُعَالِجَ النَّاقَةَ بالغِمامَةِ فِي أَنفها لِكَيْ تَظْأَرَ؛ وَقِيلَ: الظِّئار خِرْقَةٌ تُدْخَلُ فِي حَيَاءِ النَّاقَةِ ثُمَّ يُعْصَبُ أَنفها حَتَّى يُمْسِكُوا نفَسها، ثُمَّ يُحَلُّ مِنْ أَنفها وَيُخْرِجُونَ الدُّرْجَةَ فَيُلَطِّخُونَ الْوَلَدَ بِمَا يَخْرُجُ عَلَى الْخِرْقَةِ، ثُمَّ يُدْنُونَهُ مِنْهَا فَتَظُنُّهُ وَلَدَهَا فترأَمه. وَفِي الصِّحَاحِ: فَتَشُمُّهُ فَتَظُنُّهُ وَلَدَهَا فترأَمه. والدُّرْجَةُ أَيضاً: خِرْقَةٌ يُوضَعُ فِيهَا دَوَاءٌ ثُمَّ يُدْخَلُ فِي حَيَاءِ النَّاقَةِ، وَذَلِكَ إِذا اشْتَكَتْ مِنْهُ. والدُّرْجُ، بِالضَّمِّ: سُفَيْطٌ صَغِيرٌ تَدَّخِرُ فِيهِ المرأَةُ طِيبَهَا وأَداتَها، وَهُوَ الحِفْشُ أَيضاً، وَالْجَمْعُ أَدْراجٌ ودِرَجَةٌ. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ: كُنَّ يَبْعَثْن بالدِّرَجَةِ فِيهَا الكُرْسُفُ. قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا يُرْوَى بِكَسْرِ الدَّالِ وَفَتْحِ الرَّاءِ، جَمْعُ دُرْجٍ، وهو كالسَّقَطِ الصَّغِيرِ تَضَعُ فِيهِ المرأَةُ خِفَّ مَتَاعِهَا وَطِيبَهَا، وَقَالَ: إِنما هُوَ الدُّرْجَةُ تأْنيث دُرْجٍ؛ وَقِيلَ: إِنما هِيَ الدُّرجة، بِالضَّمِّ، وَجَمْعُهَا الدُّرَجُ، وأَصله مَا يُلف (2/269) وَيُدْخَلُ فِي حَيَاءِ النَّاقَةِ وَقَدْ ذَكَرْنَاهُ آنِفًا. التَّهْذِيبُ: المِدْراجُ النَّاقَةُ الَّتِي تَجُرُّ الحَمْلَ إِذا أَتت عَلَى مَضْرَبِها. ودَرَجَتِ الناقةُ وأَدْرَجَتْ إِذا جَازَتِ السَّنَةَ وَلَمْ تُنْتَجْ. وأَدْرَجَتِ النَّاقَةُ، وَهِيَ مُدْرِجٌ: جَاوَزَتِ الْوَقْتَ الَّذِي ضَرَبَتْ فِيهِ، فإِن كَانَ ذَلِكَ لَهَا عَادَةً، فَهِيَ مِدْراجٌ؛ وَقِيلَ: المِدْراجُ الَّتِي تَزِيدُ عَلَى السَّنَةِ أَياماً ثَلَاثَةً أَو أَربعة أَو عَشَرَةً لَيْسَ غَيْرَ. والمُدْرِجُ والمِدْراجُ: الَّتِي تُؤَخِّرُ جِهَازَهَا وتُدْرِجُ عَرَضَها وتُلْحِقُه بِحَقَبِها، وَهِيَ ضِدُّ المِسْنافِ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: إِذا مَطَوْنا حِبال المَيْسِ مُصْعِدَةً، ... يَسْلُكْنَ أَخْراتَ أَرْباضِ المَدارِيج عَنَى بالمَداريج هُنَا اللَّوَاتِي يُدْرِجْنَ عُرُوضَهُنَّ وَيُلْحِقْنَهَا بأَحقابهن؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَمْ يَعْنِ الْمَدَارِيجَ اللَّوَاتِي تُجَاوِزُ الحَوْلَ بأَيام. أَبو طَالِبٍ: الإِدْرَاجُ أَنْ يَضْمُرَ البعيرُ فَيَضْطَرِبَ بطانُه حَتَّى يستأْخر إِلى الحَقَب فَيَسْتَأْخِرَ الحِملُ، وإِنما يُسَنَّفُ بالسِّنَافِ مخافةَ الإِدْراجِ. أَبو عَمْرٍو: أَدْرَجْتُ الدَّلْوَ إِذا مَتَحْتَ بِهِ فِي رِفْقٍ؛ وأَنشد: يَا صاحِبَيَّ أَدْرِجا إِدْراجَا، ... بالدَّلْوِ لَا تَنْضَرِجُ انْضِراجَا وَلَا أُحِبُّ السَّاقِيَ المِدْراجَا، ... كأَنَّهُ مُحْتَضِنٌ أَوْلادا قَالَ: وَتُسَمَّى الدَّالُ وَالْجِيمُ الإِجازة. قَالَ الرِّيَاشِيُّ: الإِدْرَاجُ النَّزْعُ قَلِيلًا قَلِيلًا. وَيُقَالُ: هُمْ دَرْجُ يَدِكَ أَي طَوْعُ يَدِكَ. التَّهْذِيبُ: يُقَالُ فلانٌ دَرْجُ يَدَيْكَ، وَبَنُو فُلَانٍ لَا يَعْصُونَكَ، لَا يُثَنَّى وَلَا يُجْمَعُ. والدَّرَّاجُ: النَّمَّامُ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وأَبو دَرَّاجٍ: طَائِرٌ صَغِيرٌ. والدُّرَّاجُ: طَائِرٌ شِبْهُ الحَيْقُطانِ، وَهُوَ مِنْ طَيْرِ الْعِرَاقِ، أَرقط، وَفِي التَّهْذِيبِ: أَنقط، قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: أَحسبه مولَّداً. وَهِيَ الدُّرَجَةُ مِثَالُ رُطَبَةٍ، والدُّرَّجَةُ، الأَخيرة عَنْ سِيبَوَيْهِ؛ التَّهْذِيبُ: وأَما الدُّرَجَةُ فإِن ابْنَ السِّكِّيتِ قَالَ: هُوَ طَائِرٌ أَسود باطنِ الْجَنَاحَيْنِ، وَظَاهِرُهُمَا أَغبر، وَهُوَ عَلَى خِلْقَةِ الْقَطَا إِلَّا أَنها أَلطف. الْجَوْهَرِيُّ: والدُّرَّاجُ والدُّرَّاجَةُ ضَرْبٌ مِنَ الطَّيْرِ لِلذَّكَرِ والأُنثى حَتَّى تَقُولَ الحَيْقُطانُ فَيَخْتَصُّ بِالذَّكَرِ. وأَرض مَدْرَجَةٌ أَي ذاتُ دُرَّاجٍ. والدِّرِّيجُ: شيءٌ يُضْرَبُ بِهِ، ذُو أَوتار كالطُّنْبُورِ. ابْنُ سِيدَهْ: الدِّرِّيجُ طُنْبُورٌ ذُو أَوتار تُضْرَبُ. والدَّرَّاج: مَوْضِعٌ؛ قَالَ زُهَيْرٍ: بِحَوْمانَةِ الدَّرَّاجِ فالمُتَثَلَّمِ وَرَوَاهُ أَهل الْمَدِينَةِ: بالدَّرَّاج فالمُتَثَلَّم. ودُرَّاجٌ: اسْمٌ. ومَدْرَجُ الرِّيحِ: مِنْ شُعَرَائِهِمْ، سُمِّيَ بِهِ لِبَيْتٍ ذُكِرَ فيه مَدْرَج الريح. دربج: دَرْبَجَ فِي مَشْيِهِ ودَرْمَجَ إِذا دبَّ دبيبا؛ وأَنشد: ثُمَّتَ يَمْشِي البَخْتَرَى دُرابِجَا، ... إِذا مَشَى فِي جَنْبِه دُرَامِجَا وَهُوَ يُدَرْبِجُ فِي مَشْيِهِ، وَهِيَ مِشْيَةٌ سَهْلَةٌ. وَرَجُلٌ دُرَابِجٌ: يَخْتَالُ في مِشْيَتِهِ. دردج: الدَّرْدَجَةُ: تَرَافُقُ الرُّجُلَيْنِ بالمَوَدَّةِ. اللَّيْثُ: الدَّرْدَجَةُ إِذا تَوَافَقَ اثْنَانِ بمودَّتهما، قِيلَ: قَدْ دَرْدَجا؛ (2/270) وأَنشد: حَتَّى إِذا مَا طاوَعَا ودَرْدَجا وَقَالَ غَيْرُهُ: الدَّرْدَجَةُ رِئْمانُ النَّاقَةِ ولَدَها، وَقَدْ دَرْدَجَتْ تُدَرْدِجُ؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: وكُلُّهُنَّ رائِمٌ يُدَرْدِجُ درمج: ادْرَمَّجَ الرجلُ الشيءَ: دَخَلَ فِيهِ وَاسْتَتَرَ بِهِ. ابْنُ الأَعرابي: دَمَجَ عَلَيْهِمْ وادْرَمَّجَ عَلَيْهِمْ، ودَمَرَ عَلَيْهِمْ وتَعَلَّى وطلَع، بِمَعْنًى وَاحِدٍ. ودَرْبَجَ فِي مَشْيِهِ ودَرْمَجَ إِذا دَبَّ دَبيباً؛ وأَنشد: إِذا مَشَى فِي جَنْبِه دُرَامِجا وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي دربج. دزج: النِّهَايَةُ لِابْنِ الأَثير فِي الْحَدِيثِ: أَدبر الشَّيْطَانُ وَلَهُ هَزَجٌ ودَزَجٌ ؛ قَالَ: قَالَ أَبو مُوسَى: الهَزَجُ صَوْتُ الرَّعْدِ والذُّبَّانِ. وتَهَزَّجَتِ القوسُ: صَوَّتَتْ عِنْدَ خُرُوجِ السَّهْمِ مِنْهَا، فَيَحْتَمِلُ أَن يَكُونَ مَعْنَاهُ مَعْنَى الْحَدِيثِ الْآخَرِ: أَدبر وَلَهُ ضُراطٌ. قَالَ: والدَّزَجُ لَا أَعرف مَعْنَاهُ هَاهُنَا إِلَّا أَن الدَّيْزَجَ مُعَرَّبُ دَيْزَهْ، وَهِيَ لَوْنٌ، بَيْنَ لَوْنَيْنِ، غَيْرُ خَالِصٍ. قَالَ: وَيُرْوَى بِالرَّاءِ وَسُكُونِهَا فِيهِمَا، فالهَرْجُ: سُرْعَةُ عَدْوِ الْفَرَسِ وَالِاخْتِلَاطُ فِي الْحَدِيثِ، والدَّرْجُ: مَصْدَرُ دَرَجَ إِذا مَاتَ وَلَمْ يُخْلِفْ نَسْلًا، عَلَى قَوْلِ الأَصمعي. وَدَرَجَ الصَّبِيُّ هَذَا حِكَايَةُ قَوْلِ أَبي مُوسَى فِي بَابِ الدَّالِ مَعَ الزَّايِ، وَعَادَ فَقَالَ فِي بَابِ الْهَاءِ مَعَ الزَّايِ: أَدبر الشَّيْطَانُ وَلَهُ هَزَجٌ ودَزَجٌ ؛ وَفِي رِوَايَةٍ: وَزَجٌ، قِيلَ: الهَزَجُ الرنَّة، والوَزَجُ دُونَهُ. دسج: المُدْسِجُ دُويبَّةٌ تَنْسُجُ كالعنكبوت «1» . دعج: الدَّعَجُ والدُّعْجَةُ: السَّوادُ؛ وَقِيلَ شدَّة السَّوَادِ. وَقِيلَ: الدَّعَجُ شدَّة سَوَادِ سَوَادِ الْعَيْنِ، وَشِدَّةُ بَيَاضِ بَيَاضِهَا؛ وَقِيلَ: شِدَّةُ سَوَادِهَا مَعَ سِعَتِهَا؛ قَالَ الأَزهري: الَّذِي قِيلَ فِي الدَّعَجِ إِنه شِدَّةُ سَوَادِ سَوَادِ الْعَيْنِ مَعَ شِدَّةِ بَيَاضِ بَيَاضِهَا خطأٌ، مَا قَالَهُ أَحد غَيْرُ اللَّيْثِ. عَيْنٌ دَعْجاءُ بَيِّنَةُ الدَّعَجِ، وامرأَة دَعْجاءُ، وَرَجُلٌ أَدْعَجُ بَيِّنُ الدَّعَجِ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ يَصِفُ انْفِلَاقَ الصُّبْحِ: تَسُورُ فِي أَعْجَازِ لَيْلٍ أَدْعَجَا أَراد بالأَدعَج: الْمُظْلِمَ الأَسود، جَعَلَ اللَّيْلَ أَدْعَجَ لِشِدَّةِ سَوَادِهِ مَعَ شِدَّةِ بَيَاضِ الصُّبْحِ. وَفِي صِفَتِهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فِي عَيْنَيْهِ دَعَجٌ ؛ الدَّعَجُ والدُّعْجَة السَّوَادُ فِي الْعَيْنِ وَغَيْرِهَا؛ يُرِيدُ أَن سَوَادَ عَيْنَيْهِ كَانَ شَدِيدَ السَّوَادِ؛ وَقِيلَ: إِن الدَّعَجَ عِنْدَهُ سَوَادُ الْعَيْنِ فِي شِدَّةِ بَيَاضِهَا. دَعِجَ دَعَجاً، وَهُوَ أَدْعَجُ، وَهُوَ عامٌّ فِي كُلِّ شَيْءٍ؛ رجلٌ أَدْعَجُ اللَّوْنِ، وتَيْسٌ أَدْعَجُ الْعَيْنَيْنِ والقَرْنَين؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ ثَوْرًا وَحْشِيًّا وَقَرْنَيْهِ: جَرَى أَدْعجُ القَرْنَينِ والعَينِ، واضِحُ الْقَرَى، ... أَسْفَعُ الخَدَّينِ، بالْبَيْنِ بارِحُ فَجَعَلَ القَرن أَدعَج كَمَا تَرَى. قَالَ الأَزهري: وَلَقِيتُ بِالْبَادِيَةِ غُلَيِّماً أَسود كأَنه حُمَمَةٌ، وَكَانَ يُسَمَّى بَصِيرًا، وَيُلَقَّبُ دَعِيجًا لِشِدَّةِ سَوَادِهِ. والأَدْعَجُ مِنَ الرِّجَالِ: الأَسود: وأَما قَوْلُ ابْنِ أَحمر: مَا أُمُّ غُفْرٍ عَلَى دَعْجاءِ ذِي عَلَقٍ، ... يَنْفِي، القَرامِيدَ عَنْها، الأَعْصَمُ الوَقِلُ؟ فَهِيَ هَضْبَةٌ؛ عَنْ أَبي عُبَيْدَةَ. وَلَيْلٌ أَدْعَجُ؛ والدُّعْجَةُ فِي اللَّيْلِ: شِدَّةُ سَوَادِهِ. وَفِي حَدِيثِ الْمُلَاعَنَةِ: أَن جاءَتْ بِهِ أَدْعَجَ ، وَفِي رِوَايَةٍ أُدَيْعِجَ؛ حَمَلَ الْخَطَّابِيُّ هَذَا الْحَدِيثَ عَلَى سَوَادِ اللَّوْنِ جَمِيعِهِ، وَقَالَ: إِنما __________ (1) . زاد في القاموس وشرحه: واندسج الرجل وانسدج: انكب على وجهه، والمدّسج، بضم فتشديد، كالمنتسج أي بمعناه. الدستجة، بفتح الدال وسكون السين المهملة وفتح المثناة الفوقية والجيم: الحزمة والضغث، فارسي معرّب: يقال دستجة من كذا، وجمعه الدساتج والدستيج، بكسر المثناة الفوقية: آنية تحوّل باليد، وتنقل، فارسي معرب: دستي والدستينج، بزيادة النون: اليارق، وهو اليارج. (2/271) تأَوَّلناه عَلَى سَوَادِ الْجِلْدِ لأَنه قَدْ رُوِيَ فِي خَبَرِ الْخَوَارِجِ: آيَتُهُمْ رَجُلٌ أَدْعَجُ ؛ وَالْعَرَبُ تُسَمِّي أَوّلَ المِحَاقِ الدَّعْجَاءَ، وَهِيَ لَيْلَةُ ثَمَانٍ وَعِشْرِينَ، والثانيةَ السِّرارَ، والثالثةَ الغَلْتَةَ، وَهِيَ لَيْلَةُ الثَّلَاثِينَ. وشَفَةٌ دَعْجاءُ، ولِثَةٌ دَعْجاءُ؛ والدَّعْجاءُ: لَيْلَةُ ثَمَانٍ وَعِشْرِينَ. وَفِي رِوَايَةٍ أُخرى: آيَتُهم رجلٌ أَسْوَدُ. والدَّعْجَاءُ: اسْمُ امرأَة، وَهِيَ بِنْتُ هَيْضَم؛ قَالَ الشَّاعِرُ: ودَعْجَاءَ قَدْ واصَلْتُ فِي بَعْضِ مَرِّها، ... بِأَبْيَضَ ماضٍ، ليْسَ مِن نَبْلِ هَيْضَمِ وَمَعْنَاهُ أَنها مرَّت فأَهوى لها بسهم. دعسج: الدَّعْسَجَةُ: السُّرْعَةُ. دَعْسَجَ دَعْسَجَةً إِذا أَسرع. دعلج: الدَّعْلَجُ: الحِمارُ. والدَّعْلَجُ: أَلوان الثِّيَابِ؛ وَقِيلَ: أَلوان النَّبَاتِ؛ وَقِيلَ: ضَرْبٌ مِنَ الجَوَالِيقِ والخِرَجَة. والدَّعْلَجُ: الجُوَالِقُ الْمَلْآنُ. والدَّعْلَجُ: النَّبَاتُ الَّذِي قَدْ آزَرَ بَعْضُهُ بَعْضًا. والدَّعْلَجُ: الذِّئْبُ. والدَّعْلَجُ: الظُّلْمَةُ. والدَّعْلَجُ: الَّذِي يَمْشِي فِي غَيْرِ حَاجَّةٍ. والدَّعْلَجَةُ: ضَرْبٌ مِنَ الْمَشْيِ. والدَّعْلَجَةُ: التَرَدُّدُ فِي الذِّهَابِ وَالْمَجِيءِ. والدَّعْلَجَةُ: لُعْبَةٌ لِلصِّبْيَانِ يَخْتَلِفُونَ فِيهَا الجَيْئَةَ والذَّهابَ؛ قَالَ: باتَتْ كلابُ الحَيِّ تَسْنَحُ بَيْننا، ... يَأْكُلْنَ دَعْلَجَةً، ويَشْبَعُ مَنْ عَفَا ذَكَرَ كَثْرَةَ اللَّحْمِ. ويَشْبَعُ مَنْ عَفا: ويشبَعُ مَنْ يأْتينا. وَقَدْ دَعْلَجَ الصبيانُ، ودَعْلَجَ الجُرَذُ، كَذَلِكَ؛ يُقَالُ: إِن الصبيَّ لَيُدَعْلِجُ دَعْلَجَةَ الجُرَذِ، يَجِيءُ وَيَذْهَبُ. وَفِي حَدِيثِ فِتْنَةِ الأَزد: إِنَّ فُلَانًا وَفُلَانًا يُدَعْلجَانِ بِاللَّيْلِ إِلى دَارِكَ لِيَجْمَعَا بَيْنَ هَذَيْنِ الغارَّين أَي يَخْتَلِفَانِ. والدَّعْلَجَةُ: الأَخذ الْكَثِيرُ؛ وَقِيلَ: الأَكْلُ بِنَهْمَةٍ، وَبِهِ فَسَّرَ بَعْضُهُمْ: يأْكُلن دَعْلَجَةً، ويشبَعُ مَنْ عَفا والدَّعْلَجُ: الْكَثِيرُ الأَكل مِنَ النَّاسِ وَالْحَيَوَانِ. والدَّعْلَجُ: الشابُّ الحسنُ الوجهِ الناعمُ البدَن، وَقَدْ سَمَّوا دَعْلَجاً؛ وَمِنْهُ ابْنُ دَعْلَجٍ. سِيبَوَيْهِ: والإِضافة إِلى الثَّانِي لأَن تَعَرُّفَهُ إِنما هُوَ بِهِ كَمَا ذُكِرَ فِي ابْنِ كُرَاعٍ. ودَعْلَجٌ: فَرَسُ عبدِ عَمْرو بنِ شُرَيْحٍ. ودَعْلَجٌ: اسْمُ فَرَسُ عَامِرِ بْنِ الطُّفَيْلِ؛ قَالَ: أَكُرُّ عَلَيْهِمْ دَعْلَجاً، ولَبانُهُ، ... إِذا مَا اشْتَكَى وَقْعَ الرِّماحِ، تَحَمْحَما ودَعْلَجْتُ الشَّيْءَ إِذا دَحْرَجْتُه. دلج: الدُّلْجَةُ: سَيْرُ السَّحَرِ. والدَّلْجَةُ: سَيْرُ اللَّيْلِ كلِّه. والدَّلَجُ والدَّلَجانُ والدَّلَجَة، الأَخيرة عَنْ ثَعْلَبٍ: السَّاعَةُ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ، وَالْفِعْلُ الإِدْلاجُ. وأَدْلَجُوا: سَارُوا مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ. وادَّلَجُوا: سَارُوا اللَّيْلَ كُلَّهُ؛ قَالَ الْحُطَيْئَةُ: آثَرْتُ إِدْلاجي عَلَى لَيْلِ حُرَّةٍ، ... هَضِيمِ الحَشَى، حُسَّانَةِ المُتَجَرَّدِ وَقِيلَ: الدَّلَجُ الليلُ كُلُّهُ مِنْ أَوله إِلى آخِرِهِ، حَكَاهُ ثَعْلَبٌ عَنْ أَبي سُلَيْمَانَ الأَعرابي، وَقَالَ: أَيَّ سَاعَةٍ سِرْتَ مِنْ أَوَّل اللَّيْلِ إِلى آخِرِهِ فَقَدْ أَدْلَجْتَ، عَلَى مِثَالِ أَخْرَجْتَ. ابْنُ السِّكِّيتِ: أَدْلَجَ القومُ إِذا (2/272) سَارُوا الليلَ كُلَّهُ، فَهُمْ مُدْلِجُونَ. وادَّلَجُوا إِذا سَارُوا فِي آخِرِ اللَّيْلِ، بِتَشْدِيدِ الدَّالِ؛ وأَنشد: إِنَّ لَنا لَسَائِقاً خَدَلَّجا، ... لمْ يُدْلِجِ اللَّيْلَةَ فِيمَنْ أَدْلَجا وَيُقَالُ: خَرَجْنَا بِدُلْجَةٍ ودَلْجَةٍ إِذا خَرَجُوا فِي آخِرِ اللَّيْلِ. الْجَوْهَرِيُّ: أَدْلَجَ القَوم إِذا سَارُوا مِنْ أَول اللَّيْلِ، وَالِاسْمُ الدَّلَجُ، بِالتَّحْرِيكِ. والدُّلْجَةُ والدَّلْجَةُ أَيضاً، مِثْلُ بُرْهَةٍ مِنَ الدَّهْرِ وبَرْهَةٍ، فإِن سَارُوا مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ فَقَدِ ادَّلَجُوا، بِتَشْدِيدِ الدَّالِ، وَالِاسْمُ الدَّلْجَةُ والدُّلْجَةُ. وَفِي الْحَدِيثِ: عَلَيْكُمْ بالدُّلْجَةِ ؛ قَالَ: هُوَ سَيْرُ اللَّيْلِ، وَمِنْهُمْ مَن يَجْعَلُ الإِدْلاجَ لِلَّيْلِ كُلِّهِ، قَالَ: وكأَنه الْمُرَادُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ لأَنه عقبَه بِقَوْلِهِ: فإِن الأَرض تُطْوَى بِاللَّيْلِ، وَلَمْ يُفَرِّقْ بَيْنَ أَوله وَآخِرِهِ؛ وأَنشدوا لِعَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: إِصْبِرْ عَلَى السَّيْرِ والإِدْلاجِ فِي السَّحَرِ، ... وَفِي الرَّواحِ عَلَى الحاجاتِ والبُكَرِ فَجَعَلَ الإِدلاج فِي السَّحَرِ؛ وَكَانَ بَعْضُ أَهل اللُّغَةِ يُخَطِّئُ الشَّمَّاخَ فِي قَوْلِهِ: وتَشْكُو بِعَيْنٍ مَا أَكَلَّ رِكابَها، ... وقِيلَ المُنادِي: أَصْبَحَ الْقَوْمُ، أَدْلِجي وَيَقُولُ: كَيْفَ يَكُونُ الإِدْلاج مَعَ الصُّبْحِ؟ وَذَلِكَ وَهْمٌ، إِنما أَراد الشَّمَّاخُ تَشْنِيعَ المُنادي عَلَى النُّوّام، كَمَا يَقُولُ الْقَائِلُ: أَصبحتم كَمْ تَنَامُونَ، هَذَا مَعْنَى قَوْلِ ابْنِ قُتَيْبَةَ، وَالتَّفْرِقَةُ الأُولى بَيْنَ أَدْلَجْتُ وادَّلَجْتُ قَوْلُ جَمِيعِ أَهل اللُّغَةِ إِلَّا الْفَارِسِيَّ، فإِنه حَكَى أَن أَدْلَجْتُ وادَّلَجْتُ لُغَتَانِ فِي المعنيَين جَمِيعًا، وإِلى هَذَا يَنْبَغِي أَن يُذْهَبَ فِي قَوْلِ الشَّمَّاخِ، وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: إِنما أَراد أَن الْمُنَادِيَ كَانَ يُنَادِي مَرَّةً: أَصْبَحَ القومُ، كَمَا يُقَالُ أَصبحتم كَمْ تَنَامُونَ، وَمَرَّةً يُنَادِي: أَدْلِجي أَي سِيرِي لَيْلًا. والدَّلِيج: الِاسْمُ؛ قَالَ مَلِيحٌ: بِهِ صُوًى تَهْدِي دَلِيجَ الواسِقِ والمُدْلِجُ: القُنْفُذُ لأَنه يُدْلِجُ لَيْلَتَهُ جمعاءَ؛ كَمَا قَالَ: فَباتَ يُقاسِي لَيْلَ أَنْقَدَ دائِباً، ... ويَحْذَرُ بالقُفِّ اخْتلافَ العُجاهِنِ وَسُمِّيَ الْقُنْفُذُ مُدْلِجاً لأَنه لَا يَهْدَأُ بِاللَّيْلِ سَعْياً؛ قَالَ رُؤْبَةُ: قَوْمٌ، إِذا دَمَسَ الظَّلامُ عليهمُ، ... حَدَجُوا قَنافِذَ بالنَّمِيمةِ تَمْزَعُ ودَلَجَ السَّاقي يَدْلِجُ ويَدْلُجُ، بِالضَّمِّ، دُلُوجاً: أَخذ الغَرْبَ مِنَ الْبِئْرِ فَجَاءَ بِهَا إِلى الْحَوْضِ؛ قَالَ: لَهَا مِرْفَقانِ أَفْتَلانِ، كأَنَّما ... أُمِرَّا بِسَلْمَيْ دالِجٍ مُتَشَدِّدِ والمَدْلَجُ والمَدْلَجَةُ: مَا بَيْنَ الْحَوْضِ وَالْبِئْرِ؛ قَالَ عَنْتَرَةُ: كأَنَّ رِماحَهُمْ أَشْطانُ بِئْرٍ، ... لَهَا فِي كلِّ مَدْلَجةٍ خُدُودُ والدَّالِجُ: الَّذِي يتردَّد بَيْنَ الْبِئْرِ وَالْحَوْضِ بِالدَّلْوِ يُفْرغُها فِيهِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: بانَتْ يَداه عَنْ مُشَاشِ والِجِ، ... بَيْنُونَةَ السَّلْمِ بِكَفِّ الدّالِجِ وَقِيلَ: الدَّلْجُ أَن يأْخذ الدَّلْو إِذا خرجَتْ، فَيَذْهَبُ بِهَا حَيْثُ شَاءَ؛ قَالَ: لوْ أَنَّ سَلْمى أَبْصَرَتْ مَطَلِّي ... تَمْتَحُ، أَو تَدْلِجُ، أَو تُعَلِّي (2/273) التَّعْلية: أَن يَنْتَأَ بعضُ الطَّيِّ فِي أَسفل الْبِئْرِ، فَيَنْزِلُ رَجُلٌ فِي أَسفلها فَيُعَلِّي الدَّلْو عَنِ الحَجَرِ النَّاتِئِ. الْجَوْهَرِيُّ والدَّالِجُ الَّذِي يأْخذ الدَّلْوَ وَيَمْشِي بِهَا مِنْ رأْس الْبِئْرِ إِلى الْحَوْضِ حَتَّى يُفْرِغَهَا فِيهِ. وَيُقَالُ لِلَّذِي يَنْقُلُ اللبنَ إِذا حُلبت الإِبل إِلى الجفانِ: دالِجٌ. والعُلْبَةُ الْكَبِيرَةُ الَّتِي يُنقل فِيهَا اللَّبَنُ، هِيَ المَدْلَجَةُ. ودَلَجَ بِحِمْلِهِ يَدْلِجُ دَلْجاً وَدُلُوجاً، فَهُوَ دَلُوجٌ: نَهَضَ بِهِ مُثْقَلًا؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: وَذَلِكَ مَشْبُوحُ الذِّراعَيْنِ خَلْجَمٌ، ... خَشُوفٌ بأَعْراضِ الدِّيارِ، دَلُوجُ والدَّوْلَجُ والتَّوْلَجُ: الكِناس الَّذِي يَتَّخِذُهُ الْوَحْشُ فِي أُصول الشَّجَرِ، الأَصل: وَوْلَج، فَقُلِبَتِ الْوَاوُ تَاءً ثُمَّ قُلِبَتْ دَالًا؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: الدَّالُ فِيهَا بَدَلٌ مِنَ التاءِ عِنْدَ سِيبَوَيْهِ، والتاءُ بَدَلٌ مِنَ الْوَاوِ عِنْدَهُ أَيضاً. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وإِنما ذَكَرْتُهُ فِي هَذَا الْمَكَانِ لِغَلَبَةِ الدَّالِ عَلَيْهِ، وأَنه غَيْرُ مُسْتَعْمَلٍ عَلَى الأَصل؛ قَالَ جَرِيرٌ: مُتَّخِذاً فِي ضَعَواتٍ دَوْلَجا وَيُرْوَى تَوْلَجا؛ وَقَالَ الْعَجَّاجُ: واجْتابَ أُدْمانُ الفَلاةِ الدَّوْلَجا وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: أَن رَجُلًا أَتاه فَقَالَ: لَقِيَتْنِي امرأَة أُبايعها فأَدخلتها الدَّوْلَج ؛ الدَّوْلَجُ: المَخْدَعُ، وَهُوَ الْبَيْتُ الصَّغِيرُ دَاخِلَ الْبَيْتِ الْكَبِيرِ. قَالَ: وأَصل الدَّوْلَجِ وَوْلَجٌ لأَنه فَوْعَلٌ مِنَ وَلَجَ يَلِجُ إِذا دَخَلَ، فأَبدلوا مِنَ التاءِ دَالًا، فَقَالُوا دَوْلَجٌ. وَكُلُّ مَا وَلَجْتَ مِنْ كَهْف أَو سَرَبٍ، فَهُوَ تَوْلَجٌ ودَوْلَجٌ؛ قَالَ: وَالْوَاوُ زَائِدَةٌ. وَقَدْ جاءَ الدَّوْلَجُ فِي حَدِيثِ إِسلام سَلْمان، وَقَالُوا: هُوَ الكِناسُ مأْوى الظِّباءِ. والدَّوْلَجُ: السَّرَبُ، فَوْعَلٌ، عَنْ كُراع، وتَفْعَلٌ، عِنْدَ سِيبَوَيْهِ، دَالُهُ بَدَلٌ مِنْ تَاءٍ. ودَلْجَةٌ ودَلَجَةٌ ودَلَّاجٌ ودَوْلَجٌ: أَسماءٌ. ومُدْلِجٌ: رَجُلٌ؛ قَالَ: لَا تَحْسِبي دَراهِمَ ابْني مُدْلِجِ ... تأْتيكِ، حَتَّى تُدْلِجِي وتَدْلُجِي وتَقْنَعِي بالعَرْفَجِ المُشَجَّجِ، ... وبالثُّمام وعُرام العَوْسَجِ ومُدْلِجٌ: أَبو بَطْنٍ. ومُدْلِجٌ، بِضَمِّ الْمِيمِ: قَبِيلَةٌ مِنْ كِنَانَةَ وَمِنْهُمُ القافَةُ. وأَبو دُلَيْجَة: كُنْيَةٌ؛ قَالَ أَوس: أَبا دُلَيْجَةَ مَنْ تُوصي بأَرْمَلَةٍ؟ ... أَمْ مَنْ لأَشْعَثَ ذِي طِمْرَيْنِ مِمْحالِ؟ والتُّلَجُ: فَرْخُ العقاب، أَصله دُلَجٌ. دمج: دَمَجَ الأَمْرُ يَدْمُجُ دُمُوجاً: اسْتَقَامَ. وأَمْرٌ دُماج ودِماج: مُسْتَقِيمٌ. وتَدامَجوا عَلَى الشيءِ: اجْتَمَعوا. وَدَامَجَهُ عَلَيْهِمْ «2» دِماجاً: جَامَعَهُ. وصُلْح دِماجٌ ودُماجٌ مُحْكَمٌ قَويٌّ. وأَدْمَجَ الحَبْلَ: أَجاد فَتْلَه؛ وَقِيلَ: أَحْكَمَ فَتْلَه فِي رِقَّةٍ؛ وَقَوْلُهُ: إِذْ ذَاكَ إِذْ حَبْلُ الوِصالِ مُدْمَشُ إِنما أَراد مُدْمَجُ، فأَبدل الشِّينَ مِنَ الْجِيمِ لِمَكَانِ الرَّويِّ. ودَمَجَتِ الماشِطَةُ الشَّعْرَ دَمْجاً، وأَدْمَجَتْه: ضَفَرَتْه. __________ (2) . قوله [دامجه عليهم إلخ] كذا بالأَصل. (2/274) وَرَجُلٌ مُدْمَجٌ ومُنْدَمِجٌ: مُداخَل كالحَبْلِ المُحْكَمِ الفَتْلِ؛ وَنِسْوَةٌ مُدْمَجاتُ الخَلْقِ ودُمَّجٌ: كَالْحَبْلِ المُدْمَج؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: واللهِ لَلنَّوْمُ وبِيضٌ دُمَّجُ، ... أَهْوَنُ مِنْ لَيْلِ قِلاصٍ تَمْعَجُ «1» قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَمْ نَجِدْ لَهَا وَاحِدًا؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي: يُحاوِلْنَ صَرْماً أَو دِماجاً عَلَى الخَنا، ... وَمَا ذاكُمو مِنْ شِيمَتي بسَبِيلِ هُوَ مِنْ قَوْلِكَ: أَدْمَجَ الحبلَ إِذا أَحكم فَتْلَهُ أَي يُظْهِرْنَ وصْلًا مُحْكَمَ الظَّاهِرِ فاسدَ الْبَاطِنِ. اللَّيْثُ: مَتْنٌ مُدْمَجٌ، وَكَذَلِكَ الأَعضاءُ مُدْمَجَة، كأَنها أُدْمِجَتْ ومُلِسَتْ كَمَا تُدْمِجُ الماشطةُ مَشْطَةَ المرأَة إِذا ضَفَّرَتْ ذَوَائِبِهَا؛ وكلُّ ضَفِيرَةٍ مِنْهَا عَلَى حِيالِها تُسَمَّى دَمَجاً وَاحِدًا. وتَدامَجَ القومُ عَلَى فُلَانٍ تَدامُجاً إِذا تَضَافَرُوا عَلَيْهِ وَتَعَاوَنُوا. وَصُلْحٌ دُماج، بِالضَّمِّ: مُحْكَمٌ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: وإِذ نَحْنُ أَسْبابُ المَوَدَّةِ بَيْنَنا ... دُماجٌ قُوَاها، لَمْ يَخُنْها وَصُولُها أَبو عَمْرٍو: الدُّماجُ الصُّلْحُ عَلَى غَيْرِ دَخَنٍ. الأَزهري فِي تَرْجَمَةِ دَجَمَ: ودَجَمَ الرجلَ: صاحَبَهُ. وَيُقَالُ: فُلَانٌ مُدَاجِمٌ لِفُلَانٍ ومُدامِجٌ لَهُ. والمُدامَجَةُ: مِثْلُ المُداجاةِ؛ وَمِنْهُ الصُّلْحُ الدُّماجُ، بِالضَّمِّ، وَهُوَ الَّذِي كأَنه فِي خَفاءٍ، وَيُقَالُ: هُوَ التَّامُّ الْمُحْكَمُ. ودِماجُ الخَطِّ: مُقاربته مِنْهُ. وكلُّ مَا فُتِلَ فَقَدْ أُدْمِجَ. ومَتْنٌ مُدْمَجٌ: بَيِّنُ الدُّمُوجِ: مُمَلَّسٌ، وَهُوَ شَاذٌّ لأَنه لَا يُعرف لَهُ فِعْلٌ ثُلَاثِيٌّ غَيْرُ مَزِيدٍ. وأَدْمَجَ الفرسَ: أَضْمَرَهُ. والدُّموج: الدُّخول. الْجَوْهَرِيُّ: دَمَجَ الشيءُ دُموجاً إِذا دَخَلَ فِي الشيءِ وَاسْتَحْكَمَ فِيهِ، وَكَذَلِكَ انْدَمَجَ وادَّمَجَ، بِتَشْدِيدِ الدَّالِ، وادْرَمَّجَ، كُلُّ هَذَا إِذا دَخَلَ فِي الشيءِ وَاسْتَتَرَ فِيهِ. وأَدْمَجْتُ الشيءَ إِذا لَفَفْتَهُ فِي ثَوْبٍ. والشيءُ المُدْمَجُ: المُدْرَجُ مَعَ مَلَاسَتِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: من شق عصا المسلمين وَهُمْ فِي إِسلامٍ دامجٍ فَقَدْ خَلَعَ رِبْقَةَ الإِسلام مِنْ عُنُقِهِ ؛ الدَّامِجُ: المجتَمِعُ. والدُّموجُ: دُخُولُ الشيءِ فِي الشيءِ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ زَيْنَبَ: أَنها كَانَتْ تَكْرَهُ النَّقْطَ والإِطراف إِلا أَن تَدْمُجَ الْيَدَ دَمْجاً فِي الخِضاب أَي تَعُمَّ جَمِيعَ الْيَدِ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: بَلِ انْدَمَجْتُ عَلَى مَكنونِ علْمٍ، لَوْ بُحْتُ به لاضْطَرَبْتم اضْطِرابَ الأَرْشِيَةِ فِي الطَّوِيِّ البَعيدَةِ ؛ أَي اجتمعتُ عَلَيْهِ وانطويتُ واندرجتُ. وَفِي الْحَدِيثِ: سُبْحَانَ مَنْ أَدْمَجَ قَوائم الذَّرَّةِ والهَمَجة. ودَمَج فِي الْبَيْتِ يَدْمُجُ دُمُوجاً: دَخَلَ. التَّهْذِيبُ: دَمَجَ عَلَيْهِمْ ودَمَرَ وادْرَمَّجَ وتَغَلَّى عَلَيْهِمْ، كُلٌّ بِمَعْنًى وَاحِدٍ. ودَمَجَ الرجلُ فِي بَيْتِهِ وَالظَّبْيُ فِي كِناسِهِ وانْدَمَجَ: دَخَلَ. وَرَجُلٌ دُمَّيْجَةٌ: مُتَدَاخِلٌ، عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: ولَسْتُ بِدُمَّيْجَةٍ فِي الفِراش، ... وَوَجَّابَةٍ يَحْتَمِي أَن يُجِيبا أَبو الْهَيْثَمِ قَالَ: مِفْعَالٌ لَا تَدْخُلُ فِيهِ الْهَاءُ، قَالَ: وَقَدْ جاءَ حَرْفَانِ نَادِرَانِ: المِدْماجَةُ، وَهِيَ الْعِمَامَةُ؛ الْمَعْنَى أَنه مُدَمَّجٌ مُحْكَمٌ كأَنه نَعْتٌ لِلْعِمَامَةِ. وَيُقَالُ: رَجُلٌ مِجْدامَةٌ إِذا كَانَ قَاطِعًا للأُمور؛ __________ (1) . قوله [والله للنوم إلخ] كذا بالأَصل وشرح القاموس، وكتب بهامش الأَصل كذا: والله لا النوم. (2/275) قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: هَذَا مأْخوذ مِنَ الجَدْمِ، وَهُوَ الْقَطْعُ؛ وأَنشد: ولَسْتُ بِدُمَّيْجَةٍ فِي الفِراش مأْخوذ مَنِ ادَّمَجَ فِي الشيءِ إِذا دَخَلَ فِيهِ. وادَّمَجَ فِي الشيءِ ادِّماجاً وانْدَمَجَ انْدِماجاً إِذا دَخَلَ فِيهِ. ونَصْلٌ مُنْدَمِجٌ أَي مُدَوَّرٌ. وَلَيْلَةٌ دامِجَةٌ: مُظْلِمَةٌ. وليلٌ دامِجٌ أَي مُظْلِمٌ. ودَمَجَتِ الأَرنبُ تَدْمُجُ دُمُوجاً فِي عَدْوِهَا: أَسرعت، وَهُوَ سُرْعَةٌ تُقَارِبُ قَوَائِمَهَا فِي الأَرض؛ وَفِي الْمُحْكَمِ: أَسرعت وَقَارَبَتِ الخَطْوَ، وَكَذَلِكَ الْبَعِيرُ إِذا أَسرع وَقَارَبَ خَطْوَه فِي المَنْحاةِ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: يُحْسِنُ فِي مَنْحاتِه الهَمالِجا، ... يُدْعى هَلُمَّ داجِناً مُدامِجا أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ هُوَ عَلَى تِلْكَ الدَّجْمَةِ والدَّمْجَةِ أَي الطَّرِيقَةِ. والمُدْمَجُ: القِدْحُ؛ وَقَالَ الْحَرْثُ بْنُ حِلِّزَة: أَلْفَيتَنا للضَّيْفِ خَيْرَ عَمارَةٍ [عِمَارَةٍ] ، ... إِلَّا يَكُنْ لَبَنٌ فَعَطْفُ المُدْمَجِ يَقُولُ: إِن لَمْ يَكُنْ لَبَنٌ أَجَلْنا القِدْحَ عَلَى الجَزُور فَنَحَرْنَاهَا للضيف. دملج: الدَّمْلَجَةُ: تسوية الشيءِ كما يُدَمْلَجُ السِّوارُ. وَفِي حَدِيثِ خَالِدِ بْنِ مَعْدانَ: دَمْلَجَ اللَّهُ لُؤْلُؤَةً ؛ دَمْلَجَ الشَّيءَ إِذا سوَّاه وأَحسن صَنْعَتَهُ. والدُّمْلُجُ «1» والدُّمْلُوجُ: المِعْضَدُ مِنَ الحُليِّ، وَيُقَالُ: أَلْقى عَلَيْهِ دَمالِيجَهُ. اللِّحْيَانِيُّ: دُمْلِجَ جِسْمُه دَمْلَجَةً أَي طُويَ طَيّاً حَتَّى أَكثر لَحْمُهُ: وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: والبِيضُ فِي أَعْضادِها الدَّمالِيجْ ... ومُعْطِياتٌ بُدَّلٌ فِي تَعْويجْ والدَّمالِيجُ: الأَرَضُونَ الصِّلابُ. والمُدَمْلَجُ: المُدْرَجُ الأَمْلَسُ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: كأَنَّ مِنْهَا القَصَبَ المُدَمْلَجا ... سُوقٌ مِنَ البَرْديِّ مَا تَعَوَّجا والدُّمْلُجُ والدُّمْلوجُ: الحَجَرُ الأَمْلَس. ودُمْلُجٌ: اسْمُ رَجُلٍ، قَالَ: لَا تَحْسِبي دَراهِمَ ابْني دُمْلُجِ ... تأْتِيكِ، حَتَّى تُدْلِجِي وتَدْلُجي دمهج: الدَّمْهَجُ والدُّماهِجُ: العَظيم الخَلْقِ مِنْ كُلِّ شيءٍ كالدُّناهِجِ. دنج: الدُّنُجُ: العُقَلاءُ مِنَ الرِّجَالِ. أَبو عَمْرٍو: الدِّناجُ إِحْكامُ الأَمر وإِتْقانُه. دنهج: الدَّنْهَجُ والدُّناهِجُ: الْعَظِيمُ الخَلْقِ مِنْ كلِّ شيءٍ كالدُّماهِجِ. وَبَعِيرٌ دُناهِجٌ: ذُو سَنامَيْنِ. دهرج: الدَّهْرَجَةُ: السُّرْعَةُ فِي السير. دهمج: الدَّهْمَجَةُ: مَشْيُ الْكَبِيرِ كأَنه فِي قيدٍ؛ وَقِيلَ: هُوَ الْمَشْيُ البطيءُ، وَقَدْ دَهْمَجَ يُدَهْمِجُ. وَبَعِيرٌ دُهامِجٌ يُقَارِبُ الخَطْو ويُسْرعُ؛ وَقِيلَ: هُوَ ذُو سَنامين كدُهانِجٍ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأُراه بَدَلًا. والدَّهْمَجُ: السَّيْرُ الْوَاسِعُ. الأَصمعي: يُقَالُ لِلْبَعِيرِ إِذا قَارَبَ الْخَطْوَ وأَسرع: قَدْ دَهْمَجَ يُدَهْمِجُ؛ وأَنشد: وعَيْر لَهَا مِنْ بَناتِ الكُدادِ، ... يُدَهْمِجُ بالْوَطْبِ والمِزْوَدِ __________ (1) . قوله [والدملج] بضم فسكون، واللام تفتح وتضم كما في القاموس. (2/276) الكُدادُ: فَحْلٌ مَعْرُوفٌ مِنَ الْحَمِيرِ، مِثْلُ الجَديلِ وشَذْقَمٍ مِنَ الإِبل؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ صَوَابُ إِنشاده: حِمار لَهُمْ مِن بناتِ الكُدادِ وَقَبْلَهُ: بأَخْيَلَ مِنْهُمْ، إِذا زَيَّنوا ... بِمَغْرَتِهِمْ حاجِبَيْ مُؤْجِدِ والمؤْجِد: فَحْلٌ مِنَ الْحَمِيرِ عِنْدَهُمْ مَعْرُوفٌ؛ يَرْمِيهِمْ بِتَرْبِيَةِ الحمير ونتاجِها. دَهْنَجَ: بَعِيرٌ دُهانِجٌ: سَرِيعٌ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ يشبِّه بِهِ أَطراف الْجَبَلِ فِي السَّرَابِ: كأَنَّ رَعْنَ الآلِ مِنْهُ فِي الْآلِ، ... إِذا بَدا، دُهانِجٌ ذُو أَعْدال وَقَدْ دَهْنَجَ إِذا أَسْرَع مَعَ تَقارُبِ خَطْوٍ؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ: وعَيْر لَهَا مِنْ بَناتِ الكُدادِ، ... يُدَهْنِجُ بالقَعْوِ والمِزْوَدِ «1» الأَصمعي: الدُّهامِجُ والدُّهانِجُ الْبَعِيرُ الَّذِي يُقَارِبُ الْخَطْوَ وَيُسْرِعُ. والدَّهْنَجَةُ: ضَرْبٌ مِنَ الهَمْلَجَةِ. وَبَعِيرٌ دُهانِجٌ: ذُو سَنَامَيْنِ. والدَّهْنَجُ: حَصًى أَخْضَرُ تُحلَّى بِهِ الفُصوص؛ وَفِي التَّهْذِيبِ: تُحَكُّ مِنْهُ الفُصوص، قَالَ: وَلَيْسَ مِنْ مَحْضِ الْعَرَبِيَّةِ؛ قَالَ الشَّمَّاخُ: يَمْشِي مَبَادِلُهَا الفِرِنْدُ وَهِبْرِرٌ ... «2» ، حَسَنُ الْوَبِيصِ، يَلُوح فِيهِ الدَّهْنَجُ والدَّهْنَجُ والدُّهانِجُ: الْعَظِيمُ الخَلْقِ مِنْ كُلِّ شيءٍ. والدُّهانِجُ: الْبَعِيرُ الفالِجُ ذُو السَّنامَيْنِ، فَارِسِيٌّ معرَّب. والدَّهَنَجُ، بِالتَّحْرِيكِ «3» : جَوْهَرٌ كالزُّمُرُّذِ. دَوَجَ: الدُّوَّاجُ: ضربٌ مِنَ الثِّيَابِ؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: لَا أَحسبه عَرَبِيًّا صَحِيحًا، وَلَمْ يُفَسِّرْهُ. وَقَالُوا الحاجةُ والدَّاجَةُ، حَكَاهُ الزَّجَّاجِيُّ قَالَ: فَقِيلَ: الداجةُ الْحَاجَةُ نَفْسُهَا، وَكُرِّرَ لِاخْتِلَافِ اللَّفْظَيْنِ؛ وَقِيلَ: الدَّاجَةُ أَخف شأْناً مِنَ الْحَاجَةِ؛ وَقِيلَ: الدَّاجَةُ إِتباع لِلْحَاجَةِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وإِنما حَكَمْنَا أَن أَلفها وَاوٌ لأَنه لَا أَصل لَهَا فِي اللُّغَةِ يُعْرَفُ بِهِ أَلفه فحمْله عَلَى الْوَاوِ أَولى، لأَن ذَلِكَ أَكثر عَلَى مَا وصَّانا بِهِ سِيبَوَيْهِ. وجاءَ رَجُلٌ إِلى النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: مَا تَرَكْتُ مِنْ حاجَةٍ وَلَا داجَةٍ إِلا أَتَيْتُ ؛ أَراد أَنه لَمْ يَدَعْ شَيْئًا دَعَتْهُ إِليه نَفْسُهُ مِنَ الشَّهَوَاتِ إِلا أَتاها. وَيُقَالُ: دَاجَةٌ إِتباع لِحَاجَةٍ كَمَا يُقَالُ: حَسَنٌ بَسَنٌ. وَيُقَالُ: الدَّاجَة مَا صَغُرَ مِنَ الْحَوَائِجِ، وَالْحَاجَةُ: مَا عَظُمَ مِنْهَا، وَيُرْوَى بِتَشْدِيدِ الْجِيمِ وَقَدْ تَقَدَّمَ. ابْنُ الأَعرابي: داجَ الرجلُ يَدُوج دَوْجاً إِذا خَدَمَ. دَيَجَ: الدَّيَجانُ: الْكَبِيرُ مِنَ الجَرادِ؛ حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ. ابْنُ الأَعرابي: داجَ الرجلُ يَديجُ دَيْجاً ودَيَجاناً إِذا مَشَى قَلِيلًا. شِمْرٌ: الدَّيَجانُ الْحَوَاشِي الصِّغَارُ؛ وأَنشد: باتَتْ تُداعي قَرَباً أَفايِجَا ... بالخَلِّ، تَدْعُو الدَّيَجانَ الدَّاجِجا «4» ( فهرس الكتاب - فهرس المحتويات ) لسان العرب فصل الذال المعجمة __________ (1) . قوله [يدهنج بالقعو] الذي تقدم يدهنج بالوطب، ولعله روي بهما. والوطب: سقاء اللبن. والقعو: البكرة أَو المحور من الحديد، كما في القاموس. (2) . لم نجد لفظة هبرر في المعاجم. (3) . قوله [والدهنج بالتحريك] عبارة القاموس: الدهنج كجعفر، ويحرك. قال شارحه: قال شيخنا توالي أربع حركات لا يعرف في كلمة عربية. (4) . قوله [بالخل] أَي الطريق من الرمل، وتقدم في دجج بدل هذا الشطر: تَدْعُو بِذَاكَ الدَّجَجَانَ الدَّارِجَا فلعلهما روايتان. (2/277) ذأج: ذَئِجَ مِنَ الشَّرَابِ وذَأَجَ يَذْأَجُ ذَأْجاً وذَأَجاً: أَكثَرَ. والذَّأْجُ: الجَرْعُ الشَّدِيدُ. والذَّأْجُ: الشُّربُ؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. وذَأَجَ إِذا أَكثر مِنْ شُرْبِ الماءِ. وذَأَجَ الماءَ يَذْأَجُه ذَأْجاً إِذا جَرَعَه جَرْعاً شَدِيدًا؛ قَالَ: خَوامِصاً يَشْرَبْنَ شُرْباً ذَأْجَا، ... لَا يَتَعَيَّفْنَ الأُجاجَ المَأْجَا وذَئِجَ مِنَ الشَّرَابِ وَمِنَ اللَّبَنِ أَو مَا كَانَ إِذا أَكثر مِنْهُ. الفراءُ: ذَئِجَ وضَئِمَ وصَئِبَ وقَئِبَ إِذا أَكثر مِنْ شُرْبِ الْمَاءِ. التَّهْذِيبُ: وذَأَجَ إِذا شَرِبَ قَلِيلًا. وذَأَجَ السِّقاءَ ذَأْجاً: خَرَقَهُ. وذَأَجَهُ ذَأْجاً: نَفَخَهُ؛ وَقَالَ الأَصمعي: إِذا نَفَخْتَ فِيهِ تَخَرَّقَ أَو لَمْ يَتَخَرَّقْ. وذَأَجَ النارَ ذَأْجاً وذَأَجاً: نَفَخَها، وَقَدْ رُوِيَ ذَلِكَ بالحاءِ. وذَأَجَهُ ذَأْجاً وذَأَجاً: قَتَلَه؛ عَنْ كُرَاعٍ. التَّهْذِيبُ: وذَأَجَه إِذا ذبحه. ذبج: الذُّوباجُ: مَقْلُوبٌ عَنِ الجُوذابِ، وَهُوَ الطَّعَامُ الَّذِي يُشَرَّحُ. فِي تَرْجَمَةِ جَذَبَ: حَكَى يَعْقُوبُ أَن رَجُلًا دَخَلَ عَلَى يَزِيدَ بنِ مِزْيَدٍ فأَكل عِنْدَهُ طَعَامًا، فَخَرَجَ وَهُوَ يَقُولُ: مَا أَطْيَبَ ذُوباجَ الأَرُزِّ بِجآجئِ الإِوَزِّ يُرِيدُ مَا أَطيب جُوذَابَ الأُرْزِ بصُدُور البَطِّ. ذجج: التَّهْذِيبُ: ابْنُ الأَعرابي: ذَجَّ الرجلُ إِذا قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ، فَهُوَ ذاجٌّ. أَبو عَمْرٍو: ذَجَّ إِذا شَرِبَ. ذحج: الذَّحْجُ: كالسَّحْجِ سَواءً. وَقَدْ ذَحَجَه وذَحَجَتْهُ الرِّيحُ: جَرَّته مِنْ مَوْضِعٍ إِلى مَوْضِعٍ وَحَرَّكَتْهُ. وذَحَجَهُ ذَحْجاً: عَرَكَهُ، وَالدَّالُ لُغَةٌ وَقَدْ تَقَدَّمَ. وذَحَجَتِ المرأَة بِوَلَدِهَا: رَمَتْ بِهِ عِنْدَ الْوِلَادَةِ. وأَذْحَجَتِ المرأَة عَلَى وَلَدِهَا: أَقامت. ومَذْحِجٌ: مالِكٌ وطيئٌ، سمِّيا بِذَلِكَ لأَن أُمهما لَمَّا هَلَكَ بَعْلُهَا أَذْحَجَتْ عَلَى ابْنَيْها طَيِّئٍ ومالكٍ هَذَيْنِ، فَلَمْ تتزوَّجْ بَعْدَ أُدَدٍ. رَوَى الأَزهري عَنِ ابْنِ الأَعرابي، قَالَ: وَلَدَ أُدَدُ بنُ زيدِ بنِ مُرَّةَ بنِ يَشْجُبَ مُرَّةَ والأَشْعَرَ، وأُمُّهما دَلَّةُ بِنْتُ ذِي مَنْجِشَانَ الْحِمْيَرِيِّ فَهَلَكَتْ، فَخَلَفَ عَلَى أُختها مُدِلَّةَ فَوَلَدَتْ مَالِكًا وطَيِّئاً وَاسْمُهُ جَلْهَمَةُ، ثُمَّ هلَكَ أُدَدُ فَلَمْ تَتَزَوَّجْ مُدِلَّةُ، وأَقامت عَلَى وَلَدَيْهَا مَالِكٍ وطَيِّئٍ مَذْحِجاً. ومَذْحِجٌ: اسْمُ أَكَمَةٍ، قِيلَ بِهَا سُمِّيَتْ أُمُّ مالكٍ وطَيِّئٍ مَذْحِجاً ثُمَّ صَارَ اسْمًا لِلْقَبِيلَةِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والأَوَّل أَعرف. وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ فِي فَصْلِ الْمِيمِ مِنْ حَرْفِ الْجِيمِ مَذْحِجٌ تَرْجَمَةً، قَالَ فِي نَصِّهَا: مَذْحِجٌ مِثَالُ مَسْجِدٍ أَبو قَبِيلَةٍ مِنَ الْيَمَنِ وَهُوَ مَذْحِجُ ابنُ يُحابِرَ بنِ مالكِ بْنُ زَيْدِ بْنِ كهْلانَ بْنِ سَبَإ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: الْمِيمُ مِنْ نَفْسِ الْكَلِمَةِ، هَذَا نَصُّ الْجَوْهَرِيِّ. ووجدتُ فِي حَاشِيَةِ النُّسْخَةِ مَا صُورَتُهُ: هَذَا غلطٌ مِنْهُ عَلَى سِيبَوَيْهِ، إِنما هُوَ مَأْجَجٌ جَعَلَ مِيمَهَا أَصلًا كمَهْدَدٍ، لَوْلَا ذَلِكَ لَكَانَ مَأَجًّا ومَهَدًّا كَمَفَرٍّ، وَفِي الْكَلَامِ فَعْلَلٌ جَعْفَرٌ وَلَيْسَ فِيهِ فَعْلِلٌ، فَمَذْحِجٌ مَفْعِلٌ لَيْسَ إِلَّا، وكَمَذْحِجٍ مَنْبِجٌ يُحْكَمُ عَلَى زِيَادَةِ الْمِيمِ بِالْكَثْرَةِ وعدم النظير. ذرج: أَذْرُجُ: مَدِينَةُ السَّرَاةِ؛ وَقِيلَ: إِنما هِيَ أَدْرُح «1» . ذعج: الذَّعْجُ: الدَّفْعُ الشَّدِيدُ وَرُبَّمَا كُنِّيَ بِهِ عَنِ النِّكَاحِ. يُقَالُ: ذَعَجَها يَذْعَجُها ذَعْجاً. قَالَ الأَزهري: لَمْ أَسمع الذَّعْجَ لِغَيْرِ ابْنِ دُرَيْدٍ وَهُوَ مِنْ مَنَاكِيرِهِ. __________ (1) . قوله [وَقِيلَ إِنما هِيَ أَدرح] أَي بالدال والحاء المهملتين، وانظر ياقوت، فإِنه صوب هذا القيل وخطأ ما قبله وأَطال في ذلك. (2/278) ذلج: ذَلَجَ الماءَ فِي حَلْقِهِ: جَرَعَهُ وَكَذَلِكَ زَلَجَهُ. ذوج: ذَاجَ الماءَ ذَوْجاً: جَرَعَهُ جَرْعاً شَدِيدًا. وذَاجَ يَذُوجُ ذَوْجاً: أَسرع، الأَخيرة عن كراع. ذيج: ذاجَ يَذِيجُ ذَيْجاً: مرَّ مَرًّا سَرِيعًا، عَنْ كراع. ذيذج: التَّهْذِيبُ فِي الرُّبَاعِيِّ: شَمِرٌ: الذَّيْذَجَانُ الإِبل تَحْمِلُ حُمُولَةَ التُّجَّارِ؛ وأَنشد: إِذا وجَدْتَ الذَّيْذَجانَ الدَّارِجَا، ... رأَيْتَهُ فِي كلِّ بَهْوٍ دامِجَا ==

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مناظرة ابن تيمية العلنية لدجاجلة البطائحية الرفاعية

  مناظرة ابن تيمية العلنية لدجاجلة البطائحية الرفاعية ( وهي من أعظم ما تصدى له وقام به شيخ الإسلام تقي الدين أحمد بن تيمية قدس الله روحه م...