حذف 12. صفحة من مدونتي

12. صفحة تحذفهم با مفتري حسبي الله ونعم الوكيل

Translate

الاثنين، 4 مارس 2024

ج19وج20. سلسلة الاحاديث الصحيحة للالباني {من1901 الي2000.ومن2001.الي2100. }

 

💥💥💥💥💥

أولا /من ج 19..الأحاديث من 1901 إلى


 2000*


1901 " لقيام رجل في سبيل الله ( ساعة ) أفضل من عبادة ستين سنة " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 525

رواه العقيلي في " الضعفاء " ( ص 30 ) و الخطيب في " التاريخ " ( 10 / 295 ) عن

إسماعيل بن عبيد الله بن سلمان المكي قال : حدثنا الحسن عن # عمران بن حصين #

مرفوعا و قال : " حديث غير محفوظ " . ذكره في ترجمة إسماعيل هذا , و قال الذهبي

: " لا يعرف " .

قلت : لكنه لم يتفرد به كما سبق تخريجه تحت الحديث ( 899 ) و ذكرنا له هناك

شاهدا من حديث أبي هريرة , فراجعه إن شئت ليتبين لك أهمية تتبع طرق الحديث

و الشواهد و أن مجرد مجيء الحديث بإسناد ضعيف لا يستلزم أن الحديث في نفسه ضعيف

غير محفوظ , فتأمل فإنه من مزلة الأقدام , و لذلك فقد اجتهدت ما استطعت في كل

كتبي و بخاصة هذه السلسلة أن لا أضعف حديثا إلا بعد البحث الشديد عن طرقه

و شواهده و بذلك تمكنت من تخليص عشرات بل مئات الأحاديث من الضعف , و الله

تعالى من وراء القصد و إياه أسأل أن يحفظني من الزلل . و قد كان من تلك الكتب "

غاية المرام في تخريج أحاديث الحلال و الحرام " و نصصت على خطتي المذكورة في

مقدمته , فقد تم طبعه , و أخذ طريقه في الانتشار بين الشباب المسلم . و لله

الحمد و المنة و كذلك فعلت في " مختصر الشمائل المحمدية للترمذي " , و سيطبع

بإذن الله تعالى .

1902 " إن شهداء الله في الأرض أمناء الله في الأرض في خلقه , قتلوا أو ماتوا " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 525 :

أخرجه أحمد ( 4 / 200 ) حدثنا أبو اليمان قال : حدثنا إسماعيل بن عياش عن محمد

ابن زياد الألهاني قال : ذكر عند # أبي عنبة الخولاني # الشهداء , فذكروا

المبطون , و المطعون و النفساء , فغضب أبو عنبة و قال : حدثنا أصحاب نبينا عن

بينا صلى الله عليه وسلم أنه قال : فذكره .

قلت : و هذا إسناد جيد رجاله ثقات معروفون غير أبي عنبة الخولاني , قال ابن أبي

حاتم ( 4 / 2 / 418 - 419 ) : " ليست : له صحبة و هو من الطبقة الأولى من تابعي

أهل الشام " . ثم ذكر أنه روى عنه جماعة من الثقات غير الألهاني . لكن ذكره

غيره في الصحابة , و رجح الحافظ في " الإصابة " قول أحمد بن محمد بن عيسى :

" أدرك الجاهلية و عاش إلى خلافة عبد الملك و كان ممن أسلم على يد معاذ و النبي

صلى الله عليه وسلم حي " .

1903 " شرف المؤمن صلاته بالليل , و عزه استغناؤه عما في أيدي الناس " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 526 :

أخرجه العقيلي في " الضعفاء " ( ص 127 ) : حدثنا يحيى بن عثمان بن صالح قال :

حدثنا داود بن عثمان الثغري قال : حدثنا عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي عن أبي

معاذ عن # أبي هريرة # مرفوعا . و قال : " داود حدث عن الأوزاعي و غيره

بالبواطيل " . ثم ساق له هذا الحديث , ثم قال : " هذا يروى عن الحسن و غيره من

قولهم , و ليس له أصل مسند " . و من هذا الوجه أخرجه أبو محمد الضراب في " ذم

الرياء " ( 292 - 293 ) . و خالفهما إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الملك فقال :

حدثنا يحيى بن عثمان بن صالح حدثني أبو المنهال حبيش بن عمر الدمشقي - و ذكر لي

أنه كان يطبخ للمهدي - : حدثني أبو عمرو الأوزاعي به . أخرجه تمام في " الفوائد

" ( ق 172 / 1 - 2 ) و ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 4 / 99 / 1 و 8 / 37 / 1

) و كذا أبو بكر الشافعي في " الغيلانيات " كما في " اللآلي المصنوعة " ( 2 /

29 ) .

قلت : و الأول أصح , فإن إبراهيم هذا لم أجد له ترجمة . و حبيش أورده ابن عساكر

و لم يذكر فيه شيئا سوى هذا الحديث . و الحديث أورده ابن الجوزي في " الموضوعات

" من رواية العقيلي , و أعله بما نقلته عن العقيلي آنفا . و تعقبه السيوطي بأن

له شواهد . ثم ساقها و هي ثلاث أولها موقوف , و الثاني عن سمرة بن أبي عاصم ( !

) قال : كان يقال .. فذكره . و الثالث عن الحسن مقطوعا ! فلم يصنع السيوطي شيئا

. لكن للحديث شواهد مرفوعة يرتقي الحديث بها إلى درجة الحسن إن شاء الله تعالى

, و قد سبق تخريجها تحت الحديث رقم ( 831 ) .

1904 " الشاهد يرى ما لا يرى الغائب " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 527 :

أخرجه أحمد ( 1 / 83 ) و عنه الضياء في " المختارة " ( 1 / 248 ) و البخاري في

" التاريخ " ( 1 / 1 / 177 ) عن يحيى بن سعيد عن سفيان حدثنا محمد بن عمر بن

علي بن أبي طالب عن # علي # رضي الله عنه قال : قلت : يا رسول الله إذا بعثتني

أكون كالسكة المحماة , أم الشاهد يرى ما لا يرى الغائب ? قال : فذكره . و خالفه

أبو نعيم فقال : أخبرنا سفيان به إلا أنه زاد : " عن أبيه عن علي " . أخرجه

الضياء ( 1 / 233 ) و قال : " رواه إسحاق بن راهويه في " مسنده " عن أبي نعيم "

. لكن أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 7 / 92 ) : حدثنا سليمان بن أحمد ( هو

الطبراني ) حدثنا علي بن عبد العزيز حدثنا أبو نعيم حدثنا سفيان به دون الزيادة

و لذلك قال أبو نعيم عقبه : " رواه عصام بن يزيد : جبر , فوصله " . ثم أسنده من

طريقين عن محمد بن يحيى بن منده حدثنا محمد بن عصام بن يزيد عن أبيه عن سفيان

عن محمد بن عمر بن علي عمن حدثه عن علي قال : " بلغ النبي صلى الله عليه وسلم

عن نسيب لأم إبراهيم شيء , فدفع إلي السيف , فقال : اذهب فاقتله , فانتهيت إليه

, فإذا هو فوق نخلة , فلما رآني عرف , و وقع , و ألقى ثوبه , فإذا هو أجب ,

فكففت عنه , فقال : أحسنت " . و قال : " جوده محمد بن إسحاق و سماه " . ثم ساقه

هنا مختصرا و في ( 3 / 177 - 178 ) بتمامه من طريق يونس بن بكير عن محمد بن

إسحاق عن إبراهيم بن محمد بن علي بن الحنفية عن أبيه عن جده علي بن أبي طالب

كرم الله وجهه قال : " أكثر على مارية أم إبراهيم ابن النبي صلى الله عليه وسلم

في قبطي - ابن عم لها - كان يزورها و يختلف إليها , فقال رسول الله صلى الله

عليه وسلم لي : خذ هذا السيف فانطلق إليه , فإن وجدته عندها فاقتله . فقلت : يا

رسول الله أكون في أمرك إذا أرسلتني كالسكة المحماة لا يثنيني شيء حتى أمضى لما

أرسلتني به , أو الشاهد يرى ما لا يرى الغائب ? قال : ( فذكره ) , فأقبلت

متوشحا السيف فوجدته عندها فاخترطت السيف , فلما أقبلت نحوه عرف أني أريده ,

فأتى نخلة فرقى فيها , ثم رمى بنفسه على قفاه , و شفر برجليه , فإذا هو أجب

أمسح , <1> ما له ما للرجال قليل و لا أكثر , فأغمدت سيفي , ثم أتيت النبي صلى

الله عليه وسلم فأخبرته , فقال : الحمد لله الذي يصرف عنا أهل البيت " .

و قال : " هذا غريب لا يعرف مسندا بهذا السياق إلا من حديث محمد بن إسحاق " .

قلت : و من هذا الوجه أخرجه البخاري في " التاريخ " و أبو عبد الله بن منده في

" معرفة الصحابة " ( 42 / 531 ) و ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 1 / 232 / 1 )

و الضياء في " المختارة " ( 1 / 247 ) و صرح البخاري و ابن منده بتحديث ابن

إسحاق , فزالت شبهة تدليسه و سائر رجاله ثقات , فهو إسناد متصل جيد . و روى

الخطيب في " التاريخ " ( 3 / 64 ) من هذا الوجه حديث الترجمة فقط دون القصة .

و قد وجدت له شاهدا يرويه ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب و عقيل عن الزهري عن

أنس مرفوعا به . أخرجه القضاعي في " مسند الشهاب " ( 9 / 2 ) من طريق الطبراني

. و هذا إسناد لا بأس به في الشواهد . و القصة وحدها دون الحديث لها طريق أخرى

عند مسلم ( 8 / 119 ) و أحمد ( 3 / 281 ) من طريق ثابت عن أنس نحوه . و استدركه

الحاكم ( 4 / 39 ) على مسلم فوهم كما وهم بعض المعلقين على " المقاصد الحسنة "

في جزمه بأن حديث الترجمة من حديث أنس عند مسلم . و أخرجه الحاكم من حديث عائشة

أيضا و فيه أبو معاذ سليمان بن الأرقم الأنصاري و هو ضعيف جدا و سيأتي تخريجه

و بيان ما فيه من الزيادات المنكرة برقم ( 4964 ) من الكتاب الآخر .

قلت : و الحديث نص صريح في أن أهل البيت رضي الله عنهم يجوز فيهم ما يجوز في

غيرهم من المعاصي إلا من عصم الله تعالى , فهو كقوله صلى الله عليه وسلم لعائشة

في قصة الإفك : " يا عائشة ! فإنه قد بلغني عنك كذا و كذا , فإن كنت بريئة

فسيبرئك الله و إن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله و توبي إليه .. " . أخرجه مسلم

. ففيهما رد قاطع على من ابتدع القول بعصمة زوجاته صلى الله عليه وسلم محتجا

بمثل قوله تعالى فيهن : *( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم

تطهيرا )* جاهلا أو متجاهلا أن الإرادة في الآية ليست الإرادة الكونية التي

تستلزم وقوع المراد و إنما هي الإرادة الشرعية المتضمنة للمحبة و الرضا و إلا

لكانت الآية حجة للشيعة في استدلالهم بها على عصمة أئمة أهل البيت و على رأسهم

علي رضي الله عنه , و هذا مما غفل عنه ذلك المبتدع مع أنه يدعي أنه سلفي !

و لذلك قال شيخ الإسلام ابن تيمية في رده على الشيعي الرافضي ( 2 / 117 ) :

" و أما آية التطهير فليس فيها إخبار بطهارة أهل البيت و ذهاب الرجس عنهم , و

إنما فيها الأمر لهم بما يوجب طهارتهم و ذهب الرجس عنهم , ... و مما يبين أن

هذا مما أمروا به لا مما أخبر بوقوعه ما ثبت في " الصحيح " أن النبي صلى الله

عليه وسلم أدرك الكساء على فاطمة و علي و حسن و حسين ثم قال : " اللهم هؤلاء

أهل بيتي , فأذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا " . رواه مسلم . ففيه دليل على أنه

لم يخبر بوقوع ذلك , فإنه لو كان وقع لكان يثني على الله بوقوعه و يشكره على

ذلك لا يقتصر على مجرد الدعاء " .

-----------------------------------------------------------

[1] الأصل ( أشح ) . و التصويب من " المختارة " . اهـ .

1905 " عليكم بالحبة السوداء و هي الشونيز , فإن فيها شفاء " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 530 :

أخرجه أحمد ( 5 / 354 ) : حدثنا زيد حدثني حسين : حدثني عبد الله قال : سمعت

# أبي بريدة # يقول : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره .

قلت : و هذا إسناد جيد على شرط مسلم , و حسين هو ابن واقد : و زيد هو ابن

الحباب . و تابعه واصل بن حبان العجلي : حدثني عبد الله بن بريدة به إلا أنه

قال : " ... و إن هذه الحبة السوداء - قال ابن بريدة : يعني الشوينزر الذي يكون

في الملح - دواء من كل داء , إلا الموت " . أخرجه أحمد ( 5 / 346 ) : حدثنا

أسود بن عامر حدثنا زهير عن واصل بن حبان به و زاد في أوله : " الكمأة دواء

العين و إن العجوة من فاكهة الجنة و إن هذه الحبة ... " . و هذا إسناد صحيح على

شرط مسلم . و زهير هو ابن معاوية بن حديج . و للحديث شاهد من رواية أبي هريرة

مرفوعا : " عليكم بهذه الحبة السوداء , فإن فيها شفاء من كل داء إلا السام .

قال سفيان : السام الموت و هي الشونيز " . أخرجه أحمد ( 2 / 241 ) : حدثنا

سفيان عن الزهري عن أبي سلمة - إن شاء الله - عنه . و هذا إسناد صحيح على شرط

الشيخين و قد أخرجه مسلم ( 7 / 25 ) و الترمذي ( 2 / 3 ) و صححه من طريق سفيان

- و هو ابن عيينة - و غيره عن الزهري به نحوه . و أخرجه هو و البخاري من طريق

أخرى عن الزهري عن أبي سلمة و سعيد بن المسيب معا عن أبي هريرة به نحوه .

ثم أخرجه أحمد ( 2 / 268 ) من طريق معمر عن الزهري أخبرني أبو سلمة عن أبي

هريرة قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول للشونيز : " عليكم بهذه

الحبة ... " الحديث . و إسناده صحيح على شرطهما . ثم أخرج الترمذي ( 2 / 8 ) من

طريق قتادة قال : حدثت أن أبا هريرة قال : " الشونيز دواء من كل داء إلا السام

" . قال قتادة : " يأخذ كل يوم إحدى و عشرين حبة , فيجعلهن في خرقه فليقنعه ,

فيتسعط به كل يوم في منخره الأيمن قطرتين و في الأيسر قطرة , و الثاني في

الأيسر قطرتين و في الأيمن قطرة و الثالث في الأيمن قطرتين و في الأيسر قطرة "

. قلت : و إسناده إلى أبي هريرة ظاهر الانقطاع . و قول قتادة مقطوع . و له شاهد

آخر من حديث عائشة مرفوعا مثل حديث سفيان المتقدم إلا أنه وصل التفسير بالحديث

فقال : " يعني الموت , و الحبة السوداء : الشونيز " . أخرجه أحمد ( 6 / 138 )

من طريق أبي عقيل عن بهية عنها . و هذا سند ضعيف . و قد أخرجه البخاري ( 4 / 52

) من طريق أخرى عنها مرفوعا دون التفسير إلا قوله : " قلت : و ما السام ? قال :

الموت " .

1906 " الشيخ يكبر و يضعف جسمه , و قلبه شاب على حب اثنتين : طول الحياة و حب المال

" .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 532 :

أخرجه أحمد ( 2 / 335 و 338 و 339 ) عن فليح عن هلال بن علي عن عطاء بن يسار عن

# أبي هريرة # مرفوعا .

قلت : و هذا إسناد حسن في المتابعات و الشواهد , و رجاله ثقات رجال الشيخين غير

أن فليحا و هو ابن سعيد قد تكلموا فيه من قبل حفظه و لذلك قال الحافظ في "

التقريب " : " صدوق , كثير الخطأ " . لكن الحديث قد جاء من طرق أخرى عن أبي

هريرة مرفوعا نحوه بألفاظ متقاربة منها : قلب الشيخ شاب على حب اثنتين ... "

و الباقي مثله . أخرجه مسلم ( 3 / 99 ) و أحمد ( 2 / 443 ) . و في رواية له ( 2

/ 443 و 447 ) : " ... جمع المال و طول الحياة " . و في أخرى ( 2 / 501 ) : "

... حب الحياة و حب المال " . و في أخرى له ( 2 / 358 و 379 و 380 و 394 ) :

" ... طول الحياة و كثرة المال " . و هكذا أخرجه الترمذي ( 2 / 54 ) و صححه ,

و ابن ماجة ( 4233 ) و الحاكم ( 4 / 328 ) و قال : " صحيح على شرط الشيخين " !

و أخرجه البخاري ( 4 / 212 ) بلفظ : " لا يزل قلب الكبير شابا في اثنتين في حب

الدنيا و طول الأمل " . و له شاهد من حديث أنس مرفوعا : " يهرم ابن آدم و تشب

معه اثنتان : الحرص على المال و الحرص على العمر " . أخرجه مسلم و الترمذي

و صححه و ابن ماجة و أحمد ( 3 / 192 و 256 ) و أبو يعلى ( 2 / 755 , 827 ) .

و أخرجه البخاري أيضا بنحوه .

1907 " طائر كل إنسان في عنقه " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 534 :

أخرجه أحمد ( 3 / 342 و 349 و 360 ) من طرق عن ابن لهيعة عن أبي الزبير عن

# جابر # قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره . قال ابن

لهيعة : يعني الطيرة .

قلت : و هذا إسناد ضعيف لسوء حفظ ابن لهيعة و عنعنة أبي الزبير . لكنه قد توبع

, فأخرجه ابن جرير في " التفسير " ( 15 / 39 ) من طريق قتادة عن جابر بن عبد

الله به مرفوعا بلفظ : " لا عدوى و لا طيرة *( و كل إنسان ألزمناه طائره في

عنقه )* " .

قلت : و رجاله ثقات رجال الشيخين لكن قتادة لم يسمع من جابر و روايته عنه صحيفة

, قال أحمد : " قريء عليه صحيفة جابر مرة واحدة فحفظها " . و لعل أحد الإسنادين

يتقوى بالآخر , و الحديث صحيح على كل حال , فإنه مقتبس من قوله تعالى في سورة (

الإسراء ) : *( و كل إنسان ألزمناه طائره في عنقه , و نخرج له يوم القيامة

كتابا يلقاه منشورا )* . قال ابن جرير : " يقول تعالى ذكره : و كل إنسان

ألزمناه ما قضي له أنه عامله , و هو صائر إليه من شقاء أو سعادة يعمله في عنقه

لا يفارقه و إنما قوله : *( ألزمناه طائره )* مثل لما كانت العرب تتفاءل به أو

تتشاءم من سوانح الطير و بوارحها , فأعلمهم جل ثناؤه أن كل إنسان منهم قد ألزمه

ربه طائره في عنقه , نحسا كان ذلك الذي ألزمه من <1> و شقاء يورده سعيرا أو كان

سعدا يورده جنات عدن " .

-----------------------------------------------------------

[1] كذا الأصل , و لعله " ألزمه به أو شقاء ... " . اهـ .

1908 " صدقة السر تطفئ غضب الرب " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 535 :

روي من حديث # عبد الله بن جعفر و أبي سعيد الخدري و عبد الله بن عباس و عمر بن

الخطاب و عبد الله بن مسعود و أم سلمة و أبي أمامة و معاوية بن حيدة و أنس بن

مالك # .

1 - أما حديث عبد الله بن جعفر فيرويه أصرم بن حوشب حدثنا قرة بن خالد عن أبي

جعفر محمد بن علي بن الحسين قال : قلت لعبد الله بن جعفر : حدثنا حديثا سمعته

من رسول الله صلى الله عليه وسلم . فقال : فذكره . أخرجه الطبراني في " المعجم

الصغير " ( ص 214 ) و " الأوسط " ( 1 / 93 / 1 ) و القضاعي في " مسند الشهاب "

( ق 11 / 1 ) و قال الطبراني : " لم يروه عن قرة إلا أصرم " .

قلت : و هو متهم كما قال ابن المحب في هامش القضاعي . و من طريقه أخرجه الحاكم

أيضا ( 3 / 568 ) لكنه قال عنه : حدثنا إسحاق بن واصل عن أبي جعفر به . و سكت

عنه الحاكم و قال الذهبي : " أظنه موضوعا , فإسحاق متروك و أصرم متهم بالكذب "

. و في " الخلاصة " لابن الملقن ( ق 115 / 1 ) : " رواه الحاكم و إسناده منكر

جدا " .

2 - و أما حديث أبي سعيد الخدري فيرويه الحارث النميري عن أبي هارون العبدي عن

أبي سعيد الخدري مرفوعا به . أخرجه العسكري في " كتاب السرائر " ( 179 / 1 - 2

) .

قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا , أبو هارون العبدي متروك . و الحارث النميري لم

أعرفه .

3 - و أما حديث عبد الله بن عباس فيرويه أحمد بن محمد بن عيسى بن داود بن عيسى

ابن علي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب أخبرنا أبي محمد بن عيسى حدثني جدي

داود بن عيسى عن أبيه عيسى بن علي عن علي بن عبد الله بن عباس عن ابن عباس

مرفوعا به , و زاد : " و إن صلة الرحم تزيد في العمر , و إن صنائع المعروف تقي

مصارع السوء و إن قول ( لا إله إلا الله ) تدفع عن قائلها تسعة و تسعين بابا من

البلاء أدناها الهم " . أخرجه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 6 / 17 / 2 ) في

ترجمة داود بن عيسى هذا . و ذكر في الرواة عنه محمد بن عبد الرحمن المخزومي

القاضي أيضا و سعيد بن عمرو و قال : " ولي إمرة الحرمين , و دخل دمشق " . ثم

روى أنه كان حيا سنة إحدى و مائتين و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . و اللذان

دونه لم أعرفهما . و له طريق أخرى لكنها واهية جدا بلفظ : " عليكم باصطناع

المعروف فإنه يمنع مصارع السوء و عليكم بصدقة السر فإنه تطفئ غضب الله عز وجل "

. أخرجه ابن أبي الدنيا في " قضاء الحوائج " و عنه أبو عبد الله الرازي في

" مشيخته " ( 168 / 1 ) من طريق عمرو بن هاشم الجنبي عن جويبر الضحاك عن ابن

عباس مرفوعا . و هذا سند ضعيف جدا , جويبر متروك و ابن هاشم قريب منه , قال

الحافظ : " لين الحديث , أفرط فيه ابن حبان " .

4 - و أما حديث عمر بن الخطاب فيرويه النضر بن حميد عن سعد عن الشعبي عنه به

مرفوعا , و زاد : " و صنائع المعروف تقي مصارع السوء و صلة الرحم تزيد في العمر

و توسع في الرزق و أكثروا من ذكر ( لا حول و لا قوة إلا بالله ) فإنها كنز من

كنوز الجنة , و فيه شفاء من تسعة و تسعين جزا ( كذا ) أدناه الهم " . أخرجه أبو

بكر الذكواني في " إثنا عشر مجلسا " ( 9 / 2 ) .

قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا , النضر هذا : قال البخاري : " منكر الحديث " .

و قال أبو حاتم : " متروك الحديث " .

5 - و أما حديث ابن مسعود فيرويه نصر بن حماد بن عجلان العجلي قال : أخبرنا

عاصم بن تميم البجلي عن عاصم بن بهدلة عن أبي وائل عن ابن مسعود مرفوعا به , و

زاد في أوله : " صلة الرحم تزيد في العمر " . أخرجه القضاعي في " مسند الشهاب "

( 11 / 1 ) و كتب ابن المحب فيما أظن - على هامش النسخة : " نصر بن حماد هالك "

. قلت : و في " التقريب " : " ضعيف , أفرط الأزدي فزعم أنه يضع " .

قلت : و الزيادة التي أوله لها شواهد كثيرة في " الترغيب " ( ج 3 / 223 و 224 )

و قد سبق تخريج بعضها برقم ( 276 و 513 ) .

6 - و أما حديث أم سلمة فيرويه الطبراني في " المعجم الأوسط " ( رقم - 6222 ) :

حدثني محمد بن بكر بن كروان الحريري البصري حدثنا محمد بن يحيى الحنيني الكوفي

حدثنا منذر بن جعفر الفيدي عن عبد الله بن الوليد الوصافي عن محمد بن علي عنها

مرفوعا بلفظ : " صنائع المعروف تقي مصارع السوء و الصدقة خفيا تطفئ غضب الرب و

صلة الرحم زيادة في العمر و كل معروف صدقة و أهل المعروف في الدنيا أهل المعروف

في الآخرة و أهل المنكر في الدنيا أهل المنكر في الآخرة و أول من يدخل الجنة

أهل المعروف " . و قال : " لا يروى عن أم سلمة إلا بهذا الإسناد تفرد به

الوصافي " .

قلت : و هو ضعيف كما قال الهيثمي ( 3 / 115 ) , و من دونهم لم أعرفه .

7 - و أما حديث أبي أمامة فيرويه حفص بن سليمان عن يزيد بن عبد الرحمن عن أبيه

عنه مرفوعا مثل حديث عمر ( 4 ) المار آنفا دون قوله : " و توسع الرزق ... " .

أخرجه لؤلؤ في " الفوائد المنتقاة " ( 2 / 215 / 1 ) و الطبراني في " الكبير "

( 8014 ) .

قلت : و هذا سند ضعيف جدا , حفص بن سليمان هو الأسدي أبو عمرو البزار القارىء

صاحب عاصم . قال الحافظ : " متروك الحديث مع إمامته في القراءة " . ثم رأيت

الهيثمي ذكر الحديث في " المجمع " ( 3 / 115 ) و قال : " رواه الطبراني في

" الكبير " و إسناده حسن " . و هذا من أوهامه رحمه الله .

8 - و أما حديث معاوية بن حيدة فيرويه عمرو بن أبي سلمة عن صدقة بن عبد الله عن

الأصبغ عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده مرفوعا مثل الذي قبله و زاد :

" و تنفي الفقر " . أخرجه الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 93 / 1 ) و القضاعي في

" مسند الشهاب " ( ق 11 / 2 ) و الضياء المقدسي في " المنتقى من مسموعاته بمرو

" ( 23 / 1 ) .

قلت : و هذا إسناد ضعيف , صدقة ابن عبد الله و هو أبو معاوية السمين , ضعيف كما

في " التقريب " , و قال الهيثمي ( 3 / 115 ) : " رواه الطبراني في " الكبير "

و " الأوسط " و فيه صدقة بن عبد الله وثقه دحيم و ضعفه جماعة " . و قال

المنذري ( 2 / 31 ) : " و لا بأس به في الشواهد " .

قلت : لكن شيخه أصبغ لم أعرفه .

9 - و أما حديث أنس , فله عنه ثلاثة طرق حسن أحدها الترمذي و قد خرجتهما في "

إرواء الغليل " ( 885 ) , فلتراجع هناك . و جملة القول أن الحديث بمجموع طرقه

و شواهده صحيح بلا ريب بل يلحق بالمتواتر عند بعض المحدثين المتأخرين .

1909 " صفوة الله من أرضه الشام و فيها صفوته من خلقه و عباده و لتدخلن الجنة من

أمتي ثلة لا حساب عليهم و لا عذاب " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 539 :

أخرجه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 1 / 107 ط ) من طريق الطبراني , و هذا في

" المعجم الكبير " ( رقم - 7796 ) عن إسماعيل بن عياش عن عبد العزيز بن عبيد

الله عن القاسم عن # أبي أمامة # مرفوعا .

قلت : و هذا إسناد ضعيف من أجل عبد العزيز بن عبيد الله و هو الصهيبي الحمصي ,

قال الذهبي : " ضعفوه , و تركه النسائي " . و قال الحافظ : " ضعيف " . و كذلك

قال الهيثمي ( 10 / 59 ) .

قلت : لكن الحديث صحيح لغيره , فإن شرطه الأول قد صح من حديث عبد الله بن حوالة

و هو مخرج في " فضائل الشام " برقم ( 2 ) . و أخرجه الطبراني ( رقم - 7718 )

من طريق عفير بن معدان أنه سمع سليم بن عامر يحدث عن أبي أمامة مرفوعا به و زاد

: " فمن خرج من الشام إلى غيرها فبسخطه و من دخلها فبرحمته " و عفير متروك .

و الشطر الآخر رواه الطبراني أيضا عن أبي أمامة نحوه موقوفا و هو في حكم

المرفوع , قال الهيثمي ( 10 / 409 ) : " رواه الطبراني , و رجاله وثقوا على ضعف

فيهم " .

قلت : هو عنده ( 7723 ) من طريق بقية بن الوليد عن يحيى بن سعيد عن خالد بن

معدان عن سليمان بن عبد الرحمن عن أبي أمامة الباهلي قال : فذكره موقوفا نحوه

مطولا . و بقية مدلس و قد عنعنه . لكن له عنده ( رقم - 7780 ) طريق أخرى عن

حجاج بن إبراهيم الأزرق حدثنا ابن وهب حدثني معاوية بن صالح عن أبي عبد الرحمن

عن أبي أمامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره نحوه لكن ليس فيه :

" لا حساب عليهم و لا عذاب " . و هي عنده ( 7520 و 7521 و 7665 و 7672 ) من طرق

أخرى صحيحة في حديث آخر بلفظ : " وعدني ربي عز وجل أن يدخل الجنة من أمتي سبعين

ألفا لا حساب عليهم و لا عذاب و ثلاث حثيات من حثيات ربي عز وجل " . و الثلة

المذكورة فيه عددهم سبعون ألفا جاء أيضا في حديث ابن عباس عند الشيخين

و غيرهما .

1910 " صلوا في بيوتكم و لا تتركوا النوافل فيها " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 541 :

أخرجه الدارقطني في " الأفراد " و عنه الديلمي في " مسند الفردوس " معلقا ( 2 /

141 ) من طريق سعيد بن بزيع عن محمد بن إسحاق عن الزهري عن # أنس و جابر # قالا

: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .

قلت : و هذا إسناد رجاله ثقات غير أن ابن إسحاق مدلس و قد عنعنه و سعيد بن بزيع

صدوق كما في " الجرح و التعديل " ( 2 / 8 ) . و لكن يشهد للحديث ما أخرجه مسلم

( 2 / 187 ) و أحمد ( 2 / 6 و 123 ) و غيرهما من حديث ابن عمر مرفوعا بلفظ : "

صلوا في بيوتكم و لا تتخذوها قبورا " . و عزاه السيوطي في " الجامع " للترمذي

و النسائي فقط ! و تبعه على ذلك المناوي , فلم يستدرك عليه كونه عند مسلم أيضا

!! و أخرجه البخاري بلفظ : " اجعلوا من صلاتكم في بيوتكم ... " و الباقي نحوه .

و هو رواية لمسلم و أحمد و غيرهما . و هو مخرج في " صحيح أبي داود " ( 958 ) .

1911 " صل من قطعك و أحسن إلى من أساء إليك و قل الحق و لو على نفسك " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 542 :

رواه أبو عمرو بن السماك في " حديثه " ( 2 / 28 / 1 ) : حدثنا جعفر بن محمد

الزعفراني الرازي حدثنا إبراهيم بن المنذر حدثنا حسين بن زيد عن جعفر بن محمد

عن أبيه عن جده عن # علي # قال : لما ضممت إلى سلاح رسول الله صلى الله عليه

وسلم وجدت في قائم سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم رقعة فيها , فذكره .

قلت : و هذا إسناد صحيح , الزعفراني هذا قال ابن أبي حاتم : " سمعت منه و هو

صدوق " . و قال الحافظ في " اللسان " : " هو من الحفاظ الكبار الثقات " .

قلت : و بقية رجال الإسناد ثقات معروفون .

1912 " صلاة رجلين يؤم أحدهما صاحبه أزكى عند الله من صلاة ثمانية تترى , و صلاة

أربعة يؤمهم أحدهم أزكى عند الله من صلاة مائة تترى " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 542 :

رواه البخاري في " التاريخ " ( 4 / 1 / 132 - 193 ) و البزار ( رقم - 461 )

و ابن سعد ( 7 / 411 ) و الديلمي ( 2 / 243 - 244 ) عن أبي خالد ثور بن يزيد

عن ابن سيف الكلاعي عن عبد الرحمن بن زياد عن # قباث بن أشيم الليثي # مرفوعا .

قال ابن شعيب : فقلت لأبي خالد : ما " تترى " ? قال : متفرقين .

قلت : و هذا سند ضعيف , عبد الرحمن بن زياد هذا لا يعرف أورده ابن أبي حاتم ( 2

/ 2 / 234 ) و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . و أما ابن حبان فأورده في "

الثقات " ( 1 / 123 ) ! و لعله لذلك قال المنذري ( 1 / 152 ) : " رواه البزار

و الطبراني بإسناد لا بأس به " . لكن للحديث شاهد يتقوى به من حديث أبي بن كعب

مرفوعا نحوه . أخرجه ابن أبي شيبة في " المصنف " ( 1 / 131 / 1 ) و أبو داود

و النسائي و غيرهم و صححه الحاكم و غيره , و هو مخرج في " صحيح أبي داود " (

563 ) و غيره .

1913 " ذر الناس يعملون , فإن في الجنة مائة درجة ما بين كل درجتين كما بين السماء

و الأرض , و الفردوس أعلى الجنة و أوسطها و فوق ذلك عرش الرحمن و منها تفجر

أنهار الجنة , فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 543 :

أخرجه الترمذي ( 3 / 325 - 326 - تحفة ) و أحمد ( 5 / 240 - 241 ) عن عبد

العزيز بن محمد عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن # معاذ بن جبل # أن رسول

الله صلى الله عليه وسلم قال : " من صام رمضان و صلى الصلاة و حج البيت , لا

أدري أذكر الزكاة أم لا - إلا كان حقا على الله أن يغفر له , إن هاجر في سبيل

الله , أو مكث بأرضه التي ولد بها . قال معاذ : ألا أخبر بها الناس ? فقال رسول

الله صلى الله عليه وسلم ... " فذكره , و السياق للترمذي و قال : " هكذا روي

هذا الحديث عن هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن معاذ بن جبل

و هذا عندي أصح من حديث همام عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن عبادة بن

الصامت و عطاء لم يدرك معاذ بن جبل , و معاذ قديم الموت مات في خلافة عمر " .

قلت : مات سنة ( 18 ) و مولد عطاء بن يسار بعده بسنة , و لذلك أعله الحافظ في

" الفتح " ( 6 / 9 ) بالانقطاع . و أخرجه أحمد ( 5 / 232 ) من طريق زهير بن

محمد حدثنا زيد بن أسلم به مختصرا . و ثمة اختلاف آخر في إسناد الحديث لم يشر

إليه الترمذي , فقد أخرجه البخاري ( 6 / 9 - 10 و 13 / 351 ) من طريق هلال بن

علي عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة مرفوع نحو حديث عبد العزيز إلا أنه لم يقل :

" ذر الناس يعملون " , و معناه في حديث معاذ المعروف و فيه : " قال : قلت : يا

رسول الله ! أفلا أبشر الناس ? قال : لا تبشرهم فيتكلوا " . أخرجه البخاري في

" العلم " و مسلم في " الإيمان " ( 1 / 43 ) و هو في " مختصر صحيح البخاري "

برقم ( 85 ) .

1914 " صل صلاة مودع كأنك تراه , فإن كنت لا تراه , فإنه يراك , و آيس مما في أيدي

الناس تعش غنيا و إياك و ما يعتذر منه " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 544 :

أخرجه في " التاريخ " ( 3 / 2 / 216 ) و المخلص في " الفوائد المنتقاة " ( 6 /

74 / 2 ) و الطبراني في " الأوسط " ( 4588 ) و القضاعي في " مسند الشهاب " ( 80

/ 2 ) و البيهقي في " الزهد " ( 62 / 1 - 2 ) و القاضي الشريف أبو علي في

" مشيخته " ( 1 / 173 / 2 ) و ابن النجار في " ذيل تاريخ بغداد " ( 10 / 16 / 1

) و الضياء المقدسي في " المختارة " عن أبي علي الحسن بن راشد بن عبد ربه :

أخبرنا نافع قال : سمعت # ابن عمر # يقول : " أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل

, فقال : يا رسول الله ! حدثني حديثا و اجعله موجزا , فقال له النبي صلى الله

عليه وسلم ... " فذكره . و قال الضياء : " راشد بن عبد ربه لم يذكره ابن أبي

حاتم في كتابه " .

قلت : و كذا ابنه الحسن بن راشد , و لا وجدت غيره ذكرهما , و مع ذلك صححه ابن

حجر الهيثمي في " أسنى المطالب في صلة الأقارب " ( ق 25 / 1 ) , فلعل ذلك

لشواهده الآتية . و الحديث قال الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 10 / 229 ) :

" رواه الطبراني في " الأوسط " , و فيه من لم أعرفهم " . و الحديث أورده

السيوطي في " الجامع الصغير " من رواية أبي محمد الإبراهيمي في " كتاب الصلاة "

و ابن النجار عن ابن عمر . لم يزد . و هذا تقصير فاحش كما يتبين لك من تخريجنا

هذا . ثم إن الحديث حسن عندي أو صحيح , فإن له شواهد تقويه , أذكر ما تيسر لي

منها : الأول : عن سعد بن أبي وقاص مرفوعا بلفظ : " عليك بالإياس مما في أيدي

الناس ... " الحديث . و فيه جملة لم أجد لها شاهدا , فأوردته من أجلها في "

الضعيفة " برقم ( 3881 ) , و خرجته هناك .

الثاني : عن سعد بن عمارة أخي سعد بن بكر - و كانت له صحبة - أن رجلا قال له :

عظني في نفسي يرحمك الله . قال : " إذا أنت قمت إلى الصلاة فأسبغ الوضوء , فإنه

لا صلاة لمن لا وضوء له و لا إيمان لمن لا صلاة له " . ثم قال : " إذا أنت صليت

فصل صلاة مودع و اترك طلب كثير من الحاجات , فإنه فقر حاضر , و اجمع اليأس مما

في أيدي الناس فإنه هو الغنى , و انظر إلى ما تعتذر منه من القول و الفعل

فاجتنبه " . أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 5459 ) من طريق محمد بن

إسحاق : حدثني عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم و يحيى بن سعيد بن

قيس الأنصاري أنهما حدثاه عن سعد بن عمارة به موقوفا و هو في حكم المرفوع كما

هو ظاهر .

قلت : و هذا إسناد حسن , و رجاله كلهم ثقات على الخلاف المعروف في محمد بن

إسحاق و قد صرح بالتحديث , و قال الهيثمي في " المجمع " ( 10 / 236 ) : " رواه

الطبراني , و رجاله ثقات " . و تبعه الحافظ في " الإصابة " .

الثالث : عن عبد الله ( و هو ابن مسعود ) قال : سئل رسول الله صلى الله عليه

وسلم : ما الغنى ? قال : " اليأس مما في أيدي الناس " . أخرجه الطبراني في

" الأوسط " ( 5907 ) عن إبراهيم بن زياد العجلي قال : حدثنا أبو بكر بن عياش عن

زر عنه . و قال : " تفرد به إبراهيم بن زياد " .

قلت : و هو متروك كما قال الهيثمي ( 10 / 286 ) و سائر رجاله ثقات .

الرابع : عن أبي أيوب الأنصاري مرفوعا بلفظ : " إذا قمت في صلاتك فصل صلاة مودع

... " الحديث . و قد مضى تخريجه برقم ( 401 ) و قد رواه الطبراني أيضا في

" الكبير " ( 3987 و 3988 ) .

الخامس : عن أنس مرفوعا بالجملة الأخيرة من الحديث . و قد مضى تخريجه و بيان أن

إسناده حسن برقم ( 354 ) .

السادس : عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : " أظهروا اليأس من الناس و أقلوا

طلب الحاجات إليهم , و إياك و ما يعتذر منه , و إذا توضأت فأسبغ الوضوء , و إذا

صليت فصل صلاة مودع " . أخرجه الدولابي في " الكنى " ( 2 / 75 ) معلقا فقال :

ذكر موسى بن إسماعيل التبوذكي قال : حدثنا جرير بن عبد الله أبو عبيدة قال :

سمعت معاوية بن قرة قال : قال عمر ....

قلت : و جرير هذا لم أعرفه . و بالجملة فالحديث قوي بهذه الشواهد .

1915 " صلوا صلاة المغرب مع سقوط الشمس , بادروا بها طلوع النجم " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 547 :

رواه الطبراني ( رقم - 4058 و 4059 ) من طريقين عن يزيد بن أبي حبيب حدثني أسلم

أبو عمران أنه سمع # أبا أيوب # عن النبي صلى الله عليه وسلم مرفوعا .

قلت : و هذا إسناد صحيح رجاله ثقات و قد أخرجه أحمد ( 5 / 415 ) و الدارقطني (

1 / 260 - مصر ) من طريق ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب به نحوه , و ( 5 / 421

) من طريق ابن أبي ذئب عنه به إلا أنه قال : عن رجل لم يسمه . و قال الهيثمي (

2 / 310 ) : " رواه أحمد عن يزيد بن أبي حبيب عن رجل عن أبي أيوب , و بقية

رجاله ثقات , و الطبراني عن يزيد بن أبي حبيب عن أسلم أبي عمران عن أبي أيوب ,

و رجاله موثوقون " . و كأنه لم يقف على رواية أسلم عند أحمد و إلا لم يغفلها .

و لابن أبي حبيب إسناد آخر فيه بلفظ : " لا تزال أمتي على الفطرة ما لم يؤخروا

المغرب إلى اشتباك النجوم " . و هو مخرج في " صحيح أبي داود " ( 444 )

و " الإرواء " تحت الحديث ( 917 ) .

1916 " لصوت أبي طلحة في الجيش خير من فئة " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 548 :

أخرجه أحمد ( 3 / 111 و 112 و 261 ) و ابن سعد ( 3 / 505 ) و الحاكم ( 3 / 352

) و أبو نعيم في " الحلية " ( 7 / 309 ) و الخطيب في " التاريخ " ( 13 / 224 )

و ابن عساكر في " تاريخه " ( 6 / 310 / 1 ) عن سفيان بن عيينة عن علي بن جدعان

عن # أنس # مرفوعا به . و قال أبو نعيم : " مشهور من حديث ابن عيينة , تفرد به

عن ابن زيد " . و أخرجه أحمد ( 3 / 249 ) من طريق حماد بن سلمة عن علي بن زيد

به .

قلت : و هو علي بن زيد بن جدعان , ضعيف لسوء حفظه , لكن يبدو أنه لم يتفرد به ,

فقد أخرجه الحاكم و ابن عساكر من طريقين آخرين عن سفيان عن عبد الله بن محمد بن

عقيل عن جابر أو ( و قال الحاكم : و ) عن أنس بلفظ " ألف رجل " , و قال الحاكم

: " رواته عن آخرهم ثقات " .

قلت : ابن عقيل فيه كلام من قبل حفظه , و هو حسن الحديث إن شاء الله تعالى ,

لاسيما عند المتابعة كما هنا , و الظاهر أن ابن عيينة كان يرويه عنه تارة و عن

ابن جدعان تارة أخرى , إلا أن الأول كان يزيد في السند جابرا , أو يتردد بينه

و بين أنس , و الحديث حديث أنس , و يؤيده أن أحمد أخرجه ( 3 / 203 ) من طريق

آخر فقال : حدثنا يزيد بن هارون : أنبأنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس مرفوعا

به .

قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط مسلم . ( الفئة ) : الفرقة و الجماعة من الناس

في الأصل , و الطائفة التي تقيم وراء الجيش , فإن كان عليهم خوف أو هزيمة

التجأوا إليهم , كما في " النهاية " .

1917 " صوموا لرؤيته , و أفطروا لرؤيته , فإن حال بينكم و بينه سحاب أو ظلمة أو

هبوة , فأكملوا العدة , لا تستقبلوا الشهر استقبالا , و لا تصلوا رمضان بيوم

من شعبان " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 549 :

رواه أبو عبيد في " غريب الحديث " ( 59 / 1 - 2 ) : حدثنا ابن أبي عدي عن حاتم

ابن أبي صغيرة عن سماك بن حرب عن عكرمة عن # ابن عباس # عن النبي صلى الله عليه

وسلم به .

قلت : و هذا إسناد جيد , رجاله ثقات كلهم رجال مسلم , و في سماك كلام يسير .

و الحديث أخرجه النسائي ( 1 / 306 - 307 ) : أخبرنا قتيبة قال : حدثنا ابن أبي

عدي به دون قوله : " أو هبوة " . و كذلك أخرجه أحمد ( 1 / 226 ) من طريق

إسماعيل ( ابن أبي علية ) : أخبرنا حاتم بن أبي صغيرة به . و ( 1 / 258 ) من

طريق زائدة عن سماك به نحوه . و كذا أخرجه البيهقي ( 4 / 207 ) . و للحديث طرق

أخرى عن ابن عباس , و شواهد خرجتها في " الإرواء " تحت الحديث ( 902 ) و " صحيح

أبي داود " ( 2015 و 2016 ) . ( الهبوة ) : الغبرة : و يقال لدقاق التراب إذا

ارتفع : هبا يهبو هبوا .

1918 " صوموا من وضح إلى وضح " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 549 :

رواه الطبراني في " الأوسط " ( رقم - 3046 ) : حدثنا إبراهيم ( هو ابن هاشم

البغوي ) : حدثنا موسى بن محمد بن حيان أنبأنا أبو قتيبة سلم بن قتيبة حدثني

مفضل بن فضالة عن سالم بن عبد الله بن سالم عن # أبي المليح بن أسامة عن أبيه #

مرفوعا , و قال : " لم يروه عن أبي المليح إلا سالم , و لا عنه إلا مفضل , تفرد

به أبو قتيبة " .

قلت : و هو ثقة من رجال البخاري , لكن مفضل بن فضالة ضعيف و هو أبو مالك البصري

أخو مبارك . و موسى بن محمد بن حيان , كذا الأصل بالمثناة من تحت : و كذا في "

الجرح و التعديل " ( 4 / 1 / 161 ) : " حيان " و كذلك هو في " الميزان " طبعة

الخانجي و هو مقتضى ما في " اللسان " لكن وقع خطأ مطبعي , و وقع في " الميزان "

طبعة البجاوي " جيان " اغترارا منه بنسخة من " الميزان " من أن فيه ما هو صريح

في تخطئته ذلك . و هو قوله : " و قد نقطه بجيم - في أماكن - ابن الأزهر

الصريفيني فوهم " . و أكد ذلك الحافظ ابن حجر , فأتبعه بقوله : " و المعروف

بالمهملة " . ثم إن ابن حيان هذا قال الذهبي : " ضعفه أبو زرعة , و لم يترك " .

و لكنه لم يتفرد به كما يشير إلى ذلك قول الطبراني المتقدم , و كما يأتي تحقيقه

. و سالم بن عبد الله بن سالم لم أعرفه و به أعله الهيثمي فقال ( 3 / 158 ) :

" رواه البزار و الطبراني في " الكبير " و " الأوسط " , و فيه سالم بن عبد الله

ابن سالم , و لم أجد من ترجمة , و بقية رجاله موثوقون " . هكذا وقع فيه " سالم

ابن عبد الله " مكبرا , و كذلك وقع في " الأوسط " كما سبق , و كذا في " مجمع

البحرين " ( 1 / 102 / 2 ) . و وقع في " تهذيب المزي " في الرواة عن المفضل "

سالم بن عبيد الله " مصغرا , و كذلك وقع في " كبير الطبراني " ( 504 ) , فإنه

رواه بإسناد " الأوسط " المتقدم و بإسناد آخر عن عبد الرحمن بن المبارك العيشي

: حدثنا أبو قتيبة به . و أخرجه البزار ( 1025 ) من طريق أخرى عن أبي قتيبة به

لكن وقع فيه سقط . و قد وجدت للحديث شاهد من رواية مصاد بن عقبة عن أبي الزبير

عن جابر مرفوعا به . أخرجه الخطيب في " التاريخ " ( 12 / 360 - 361 ) , و رجاله

ثقات غير مصاد هذا , ترجمه ابن أبي حاتم ( 4 / 1 / 4040 ) برواية ثلاثة من

الثقات , و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا , فالحديث به حسن إن شاء الله تعالى .

قوله : ( وضح ) محركة بياض الصبح كما في " القاموس " . و في " النهاية " :

" أي من الضوء إلى الضوء . و قيل : من الهلال إلى الهلال و هو الوجه لأن سياق

الحديث يدل عليه , و تمامه : " فإن خفي عليكم فأتموا العدة ثلاثين يوما " .

قلت : لم أر الحديث بهذا التمام , فإن صح به , فهو الوجه , و إلا فالذي أراه -

و الله أعلم - أن المعنى : صوموا من السحور إلى السحور . أجاز لهم مواصلة

الصيام ما بينهما , و قد جاء هذا صريحا في حديث أبي سعيد الخدري أن النبي صلى

الله عليه وسلم قال : " لا تواصلوا , فأيكم إذا أراد أن يواصل فليواصل حتى

السحر " . أخرجه البخاري ( رقم - 962 - مختصره ) و ابن خزيمة و غيرهما , و هو

مخرج في " صحيح أبي داود " ( 2044 ) .

1919 " صلاة الليل مثنى مثنى , و جوف الليل الآخر أجوبه دعوة " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 551 :

أخرجه أحمد ( 4 / 387 ) : حدثنا أبو اليمان قال : حدثنا أبو بكر بن عبد الله عن

حبيب بن عبيد عن # عمرو بن عبسة # مرفوعا به , قال : " قلت : أوجبه ? قال : لا

, بل أجوبه . يعني بذلك الإجابة " . و في رواية عنه به مثله إلا أنه قال : "

عطية بن قيس " بدل " حبيب بن عبيد " . و كذلك أخرجه من طريق محمد بن مصعب :

حدثنا أبو بكر به إلا أنه خالفه في متنه فقال : " أوجبه دعوة , قال : فقلت :

أجوبه ? قال : لا , و لكنه أوجبه . يعني بذلك الإجابة " .

قلت : و هذا إسناد ضعيف لأن ابن أبي مريم هذا كان اختلط , و لذلك جزم بضعفه

الهيثمي ( 2 / 264 ) , و عزاه لأحمد وحده , و أما السيوطي فعزاه في " الصغير "

لابن نصر و الطبراني في " الكبير " عن عمرو بن عبسة به لكنه قال : " أحق به "

بدل " أجوبه دعوة " و كذلك أورده في " الكبير " و زاد في مخرجيه : " ابن جرير "

. و قال المناوي في " شرحه " : " أحق به " كذا بخط المصنف , و في نسخ

( أجوبه دعوة ) و لا أصل لها في خطه , لكنها رواية " .

قلت : و يغلب على الظن أن هذا الاختلاف في هذا الحرف من قبل أبي بكر نفسه ,

لاختلاطه , فقد رأيت أنه في " المسند " عنه بلفظ الترجمة : " أجوبه دعوة

" و باللفظ الآخر : " أوجبه دعوة " , فالظاهر أن عند ابن نصر و من قرن معه بلفظ

: " أحق به " , و ليس تصحيفا من السيوطي . و من المؤسف أن الحديث عند ابن نصر

في " قيام الليل " ( ص 50 ) , لكن مختصره المقريزي حذف سنده و متنه كله , و لم

يبق منه إلا قوله : و فيه عن عمرو بن عبسة عن النبي صلى الله عليه وسلم : "

صلاة الليل مثنى مثنى " . و على كل حال فالإسناد ضعيف , لكن الشطر الأول منه

صحيح قطعا , لأنه في " الصحيحين " و غيرهما من حديث ابن عمر مرفوعا به , و هو

مخرج في " صحيح أبي داود " ( 1197 ) و غيره . و الشطر الآخر بلفظ الترجمة له

طريقان آخران عن ابن عبسة , في " المسند " ( 4 / 112 و 385 ) بنحوه . و له طريق

ثالث عنه عند الترمذي و غيره و صححه ابن خزيمة ( 1 / 125 / 1 ) و غيره , و هو

مخرج في " تخريج الترغيب " ( 1 / 291 ) , فصح الحديث كله و الحمد لله تعالى .

1920 " الصلوات الخمس كفارات لما بينهن ما اجتنبت الكبائر و الجمعة إلى الجمعة

و زيادة ثلاثة أيام " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 553 :

أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 9 / 249 - 250 ) عن عبد الحكيم عن # أنس بن

مالك # أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .

قلت : و هذا إسناد ضعيف , عبد الحكيم هذا هو ابن عبد الله القسملي و هو ضعيف

كما في " التقريب " . و تابعه زياد النميري عن أنس به دون قوله " و زيادة ثلاثة

أيام " . أخرجه البزار ( رقم - 347 ) عن زائدة بن أبي الرقاد عنه , و قال :

" زائدة ضعيف , و زياد النميري ليس به بأس " . كذا قال , و زياد - و هو ابن عبد

الله النميري - ضعفه الأكثرون , و قال في " التقريب " : " ضعيف " . لكن الحديث

قد صح من حديث أبي هريرة مرفوعا دون الزيادة . أخرجه مسلم و في رواية له بلفظ :

" من توضأ فأحسن الوضوء , ثم أتى الجمعة فاستمع و أنصت غفر له ما بينه و بين

الجمعة و زيادة ثلاثة أيام و من مس الحصا فقد لغا " . و أخرجه أبو داود أيضا

و غيره و هو مخرج في " صحيح أبي داود " ( 964 ) . و بالجملة فالحديث بهذا

الشاهد صحيح . و الله أعلم .

1921 " الصورة الرأس , فإذا قطع الرأس , فلا صورة " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 554 :

عزاه السيوطي في " الجامع الصغير " للإسماعيلي في " معجمه " و بيض له المناوي ,

فلم يتكلم على إسناده بشيء و قد وقفت على سنده على ظهر الورقة الأولى من الجزء

الحادي عشر من " الضعفاء " للعقيلي بخط بعض المحدثين , أخرجه من طريق عدي بن

الفضل و ابن علية جميعا عن أيوب عن عكرمة عن # ابن عباس # أن رسول الله صلى

الله عليه وسلم قال : فذكره مرفوعا , و من طريق عبد الوهاب عن أيوب موقوفا عليه

. قلت : و ابن علية و اسمه إسماعيل أحفظ من عبد الوهاب و هو ابن عبد المجيد

الثقفي , فروايته المرفوعة أرجح , لاسيما و معه المقرون به عدي بن الفضل على

ضعفه , فإذا كان السند إليهما صحيحا , فالسند صحيح , و لم يسقه الكاتب المشار

إليه . و لكن يشهد له قوله صلى الله عليه وسلم في حديث أبي هريرة : " أتاني

جبريل ... " الحديث , و فيه : " فمر برأس التمثال الذي في البيت يقطع فيصير

كهيئة الشجرة ... " , فهذا صريح في أن قطع رأس الصورة أي التمثال المجسم يجعله

كلا صورة .

قلت : و هذا في المجسم كما قلنا و أما في الصورة المطبوعة على الورق أو المطرزة

على القماش , فلا يكفي رسم خط على العنق ليظهر كأنه مقطوع عن الجسد بل لابد من

الإطاحة بالرأس . و بذلك تتغير معالم الصورة و تصير كما قال عليه الصلاة

و السلام : " كهيئة الشجرة " . فاحفظ هذا و لا تغتر بما جاء في بعض كتب الفقه

و من أخذها أصلا من المتأخرين . راجع " آداب الزفاف " ( ص 103 - 104 - الطبعة

الثالثة " .

1922 " الصوم في الشتاء الغنيمة الباردة " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 554 :

رواه أحمد ( 4 / 335 ) و أبو عبيد في " الغريب " ( 95 / 2 ) و السري بن يحيى في

" حديث الثوري " ( 204 / 1 ) و ابن أبي الدنيا في " التهجد " ( 2 / 60 / 2 )

و أبو العباس الأصم في " جزء من حديثه " ( 192 / 2 مجموع 24 ) عن أبي إسحاق عن

نمير بن عريب عن # عامر بن مسعود # مرفوعا . و كذا رواه الضياء المقدسي في "

المختارة " ( 45 - 46 ) و في " الأحاديث و الحكايات " ( 13 / 169 / 1 ) و ابن

أبي شيبة في " المصنف " ( 2 / 181 / 2 ) و القضاعي ( 13 / 1 ) و البيهقي في "

السنن " ( 4 / 496 ) .

قلت : و هذا سند ضعيف , نمير هذا قال الذهبي : " لا يعرف " .

قلت : و أخرجه ابن أبي الدنيا في " التهجد " ( 2 / 54 / 1 ) : أخبرنا علي بن

محمد قال : أخبرنا أسد قال : أخبرنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن شيخ من قريش يقال

له عامر بن مسعود مرفوعا به , و زاد : " أما ليله فطويل و أما نهاره فقصير ".

و رواه ابن عساكر ( 14 / 359 / 1 ) من طريق أخرى عن إسرائيل به و قال : " كذا

جاء في هذه الرواية , و قد أسقط من إسناده نمير بن عريب بين أبي إسحاق و بين

عامر " . ثم ساقه من طريق أحمد عن أبي إسحاق عن نمير عن عامر به . و له شاهد

أخرجه الطبراني في " الصغير " ( ص - 148 رقم - 69 - الروض ) و ابن عدي ( 177 /

1 ) و ابن عساكر ( 2 / 111 / 1 ) عن الوليد بن مسلم عن سعيد بن بشير عن قتادة

عن أنس مرفوعا . و قال الأولان : " لم يروه عن قتادة إلا سعيد تفرد به الوليد "

. قلت : هو ثقة و لكنه يدلس تدليس التسوية , و قد عنعن إسناده . و سعيد بن بشير

ضعيف . و له شاهد آخر , رواه ابن عدي ( 149 / 1 ) عن عبد الوهاب بن الضحاك :

حدثنا الوليد بن مسلم عن زهير عن ابن المنكدر عن جابر مرفوعا .

قلت : و عبد الوهاب هذا كذاب كما قال أبو حاتم . و بالجملة فالحديث بالشاهد عن

أنس حسن . و الله أعلم . و له شاهد آخر من رواية دراج عن الهيثم عن أبي سعيد

الخدري مرفوعا بلفظ : " الشتاء ربيع المؤمن , طال ليله فقامه و قصر نهاره فصامه

" . و هذا إسناد فيه ضعف أخرجه أحمد و غيره و هو مخرج في " الروض النضير " تحت

حديث أنس المتقدم آنفا .

1923 " دعوا لي أصحابي , فوالذي نفسي بيده لو أنفقتم مثل أحد أو مثل الجبال ذهبا ما

بلغتم أعمالهم " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 556 :

أخرجه أحمد ( 3 / 266 ) حدثنا أحمد بن عبد الملك حدثنا زهير حدثنا حميد الطويل

عن # أنس # قال : " كان بين خالد بن الوليد و بين عبد الرحمن بن عوف كلام ,

فقال خالد لعبد الرحمن : تستطيلون علينا بأيام سبقتمونا بها ? ! فبلغنا أن ذلك

ذكر للنبي صلى الله عليه وسلم , فقال : " فذكره .

قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط البخاري , و زهير هو ابن معاوية . و للحديث

شاهد يرويه إسماعيل بن إبراهيم عن أبي خالد عن الشعبي عن ابن أبي أوفى قال :

اشتكى عبد الرحمن بن عوف خالد بن الوليد إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال :

" لم تؤذي رجلا من أصحاب بدر ? لو أنفقت ... " الحديث . أخرجه البزار ( ص 274

زوائد ابن حجر ) . و رجاله ثقات غير أبي خالد هذا و أظنه الدالاني و فيه ضعف .

و الحديث في " الصحيحين " و غيرهما من حديث أبي سعيد و غيره بلفظ : " لا تسبوا

أصحابي ... " الحديث . و فيه ذكر ما كان بين خالد و عبد الرحمن , و هو مخرج في

" ظلال الجنة " ( 988 - 991 ) .

1924 " طائفة من أمتي يخسف بهم يبعثون إلى رجل , فيأتي مكة , فيمنعه الله منهم

و يخسف بهم , مصرعهم واحد و مصادرهم شتى , إن منهم من يكره , فيجيء مكرها " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 557 :

أخرجه أحمد ( 6 / 259 و 316 - 317 و 317 ) و أبو يعلى ( 4 / 1668 ) عن علي بن

زيد عن الحسن عن أمه عن # أم سلمة # قالت : " إن رسول الله صلى الله عليه وسلم

استيقظ من منامه و هو يسترجع , قالت : فقلت : يا رسول الله ما شأنك ? قال : "

فذكره .

قلت : و علي بن زيد هو ابن جدعان و فيه ضعف , لكن الحديث صحيح , فإن له شاهدا

من حديث عائشة . ساقه أحمد عقبه من طريقين عن حماد بن سلمة عن أبي عمران الجوني

عن يوسف بن سعد عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله . و رجاله ثقات رجال

مسلم غير يوسف بن سعد و هو ثقة , فالسند صحيح . و تابعه عبد الله بن الزبير أن

عائشة قالت : عبث رسول الله صلى الله عليه وسلم في منامه , فقلنا : يا رسول

الله ! صنعت شيئا في منامك لم تكن تفعله , فقال : " العجب , إن ناسا من أمتي

يؤمون البيت برجل من قريش قد لجأ بالبيت , حتى إذا كانوا بالبيداء خسف بهم ...

" الحديث نحوه , و زاد : " يبعثهم الله على نياتهم " . أخرجه مسلم ( 4 / 2884 )

و أحمد ( 6 / 105 ) دون الزيادة . و حديث أم سلمة له طريق أخرى عند مسلم ( 4 /

2882 ) و أحمد ( 6 / 290 ) بلفظ : " يعوذ عائذ بالبيت ... " الحديث نحو حديث

ابن الزبير . و أخرجه أبو يعلى ( 4 / 1665 ) مختصرا , و الحاكم ( 4 / 429 )

بتمامه , و قال : " صحيح الإسناد على شرط الشيخين و لم يخرجاه " ! و وافقه

الذهبي . و له طريق أخرى عن أم سلمة نحوه , و فيه زيادات , يشير أحدها إلى أن

الرجل الذي يأتي مكة هو المهدي لكن في سنده جهالة و لذلك خرجته في " الضعيفة "

( 1965 ) . و لقد كان الجهل بضعفه من أسباب ضلال جماعة ( جهيمان ) التي قامت

بفتنة الحرم المكي , و ادعوا زورا أن المهدي بين ظهرانيهم , و طلبوا له البيعة

, فقضى الله على فتنتهم و مهديهم , و كفى المؤمنين شرهم , كما سبقت الإشارة إلى

ذلك أثناء التعليق على الحديث رقم ( 1529 ) .

( مصادرهم ) من ( الصدر ) و هو الإنصراف , أي أنهم يصدرون بعد هلاكهم مصادر

متفرقة على قدر أعمالهم و نياتهم , فـ ( فريق في الجنة و فريق في السعير ) .

( عبث ) أي حرك يديه كالدافع أو الآخذ .

1925 " رأت أمي كأنه خرج منها نور أضاءت منه قصور الشام " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 558 :

أخرجه أحمد ( 5 / 262 ) و ابن سعد في " الطبقات " ( 1 / 102 ) و ابن عدي ( 326

/ 1 ) و الطبراني في " الكبير " ( 7729 ) عن فرج بن فضالة عن لقمان بن عامر عن

# أبي أمامة الباهلي # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .

قلت : و هذا إسناد رجاله ثقات غير فرج بن فضالة , فإنه ضعيف , لكن فرق أحمد بين

روايته عن الشاميين فقواها , و بين روايته عن الحجازيين , فقال : " إذا حدث عن

الشاميين فليس به بأس , و لكنه حدث عن يحيى بن سعيد مناكير " .

قلت : و هذا من روايته عن الشاميين , فإن لقمان بن عامر منهم . و له شاهد من

حديث أبي العجفاء مرفوعا به نحوه . أخرجه ابن سعد بإسناد رجاله ثقات . و شاهد

آخر عن أبي مريم الغساني مرفوعا به . قال الهيثمي ( 8 / 224 ) : " رواه

الطبراني , و رجاله وثقوا " . و في حديث العرباض بن سارية مرفوعا بلفظ :

" و رؤيا أمي التي رأت في منامها أنها وضعت نورا ... " .

قلت : و في آخره زيادة منكرة أوردته من أجلها في الكتاب الآخر ( 2085 ) .

1926 " طوبى لعيش بعد المسيح , طوبى لعيش بعد المسيح يؤذن للسماء في القطر و يؤذن

للأرض في النبات , فلو بذرت حبك على الصفا لنبت , و لا تشاح و لا تحاسد و لا

تباغض , حتى يمر الرجل على الأسد و لا يضره , و يطأ على الحية فلا تضره و لا

تشاح و لا تحاسد و لا تباغض " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 559 :

رواه أبو بكر الأنباري في " حديثه " ( ج 1 ورقة 6 / 1 - 2 ) قال : حدثنا جعفر

ابن محمد بن شاكر قال : حدثنا عفان قال : حدثني سليم بن حيان - إملاء من قرطاس

و سألته - قال : حدثنا سعيد بن مينا عن # أبي هريرة # مرفوعا . و من طريق

الأنباري رواه الديلمي ( 2 / 161 ) و ابن المحب في " صفات رب العالمين " ( 427

/ 1 ) و قال : " هذا على شرط خ " .

قلت : جعفر بن محمد بن شاكر لم يخرج له البخاري و لا غيره من الستة , و هو ثقة

و قد ترجمه الخطيب ( 7 / 185 - 187 ) و في " التهذيب " أيضا و لم يرمز له بشيء

. و رواه الضياء في " المنتقى من مسموعاته بمرو " ( 127 / 1 - 2 ) من طريق أبي

جعفر البغدادي : حدثنا جعفر بن محمد به .

قلت : فالإسناد صحيح .

1927 " الظلم ثلاثة , فظلم لا يتركه الله و ظلم يغفر و ظلم لا يغفر , فأما الظلم

الذي لا يغفر , فالشرك لا يغفره الله , و أما الظلم الذي يغفر , فظلم العبد

فيما بينه و بين ربه , و أما الظلم الذي لا يترك , فظلم العباد , فيقتص الله

بعضهم من بعض " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 560 :

أخرجه أبو داود الطيالسي في " مسنده " ( 2 / 60 - 61 ترتيبه ) و عنه أبو نعيم

في " الحلية " ( 6 / 309 ) : حدثنا الربيع عن يزيد عن # أنس # مرفوعا .

قلت : و هذا إسناد ضعيف من أجل يزيد و هو الرقاشي , فإنه ضعيف كما في " التقريب

" . و الربيع هو ابن صبيح السعدي أبي بكر البصري , صدوق سيء الحفظ . لكن الحديث

عندي حسن , فإن له شاهدا من حديث السيدة عائشة رضي الله عنها مرفوعا به نحوه ,

و فيه زيادة بلفظ : " الدواوين عند الله عز وجل ثلاثة .. " الحديث نحوه و قد

خرجته في " الأحاديث الضعيفة " و " المشكاة " ( 5133 ) .

1928 " الطاعون شهادة لأمتي , وخز أعدائكم من الجن , غدة كغدة الإبل , تخرج بالآباط

و المراق , من مات فيه مات شهيدا و من أقام فيه ( كان ) كالمرابط في سبيل الله

و من فر منه كان كالفار من الزحف " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 561 :

أخرجه الطبراني في " الأوسط " ( رقم - 5661 ) و أبو بكر بن خلاد في " الفوائد "

( ق 36 / 1 ) و السياق له عن يوسف بن ميمون عن عطاء عن ابن عمر عن # عائشة #

مرفوعا . و ليس عند الطبراني : " من مات فيه مات شهيدا " , و قال بدل قوله : "

و من أقام فيه كان كالمرابط في سبيل الله " . " و الصابر عليه كالمجاهد في سبيل

الله " . و قال : " تفرد به يوسف " .

قلت : و هو المخزومي مولاهم الكوفي الصباغ و هو ضعيف كما قال الحافظ في "

التقريب " . و قد وجدت لزيادة ابن خلاد طريقا أخرى عند أبي يعلى في " مسنده "

( 3 / 1146 ) من طريق ليث عن صاحب له عن عطاء قال : قالت عائشة : ذكر الطاعون ,

فذكرت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " وخزة يصيب أمتي من أعدائهم من الجن

, غدة كغدة الإبل , من أقام عليه كان مرابطا و من أصيب به كان شهيدا و من فر

منه كالفار من الزحف " . و ليث هو ابن أبي سليم ضعيف لاختلاطه . و لسائر الحديث

شواهد كثيرة في " الصحيحين " و غيرهما دون ذكر الآباط و المراق , و قد جاء ذكر

المراق في حديث معاذ عن أحمد ( 5 / 241 ) فلعله من أجل هذه الطرق حسن المنذري

في " الترغيب " ( 4 / 204 ) إسناد هذا الحديث , و تبعه الهيثمي ( 2 / 315 ) ,

و أشار الحافظ ابن حجر في " بذل الماعون " ( 69 / 1 - 2 ) إلى تقويته . و الله

أعلم . ( المراق ) : ما سفل من البطن فما تحته من المواضع التي ترق جلودها .

1929 " عائد المريض في مخرفة الجنة , فإذا جلس عنده غمرته الرحمة " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 562 :

أخرجه البزار في " مسنده " ( رقم - 774 ) عن صالح بن موسى عن عبد العزيز بن

رفيع عن # أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبيه # مرفوعا .

قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا , صالح بن موسى و هو التيمي الكوفي قال الحافظ في "

التقريب " : " متروك " . لكن له شاهد من حديث جابر مرفوعا بلفظ : " من عاد

مريضا لم يزل يخوض في الرحمة حتى يرجع , فإذا جلس اغتمس فيها " . أخرجه ابن

حبان ( 711 ) و الحاكم ( 1 / 350 ) و أحمد ( 3 / 304 ) من طريق هشيم حدثنا عبد

الحميد بن جعفر عن عمر بن الحكم بن ثوبان عن جابر بن عبد الله مرفوعا . و قال

الحاكم : " صحيح على شرط مسلم " . و وافقه الذهبي , و هو كما قالا لولا أن

هشيما قد خولف في إسناده , فأخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ( 522 ) عن خالد

ابن الحارث قال حدثنا عبد الحميد بن جعفر قال : أخبرني أبي أن أبا بكر بن حزم

و محمد بن المنكدر في ناس من أهل المسجد عادوا عمر بن الحكم بن رافع الأنصاري

قالوا : يا أبا حفص حدثنا , قال : سمعت جابر بن عبد الله به . و وجه المخالفة

أن خالد بن الحارث أدخل بين عبد الحميد و عمر بن الحكم والد عبد الحميد و هو

جعفر بن عبد الله بن الحكم و هو ابن أخي عمر بن الحكم و هشيم أسقطه من بينهما .

ثم إن خالدا سمى جد عمر بن الحكم رافعا , بينما هشيم سماه ثوبان , و لعله من

أجل هذا الاختلاف قيل إنهما واحد , و سواء كان هذا أو ذاك فكلاهما ثقة , فلا

يضر ذلك في صحة الحديث . و لعل الأصح رواية خالد بن الحارث التي زاد فيها ذكر

جعفر بن عبد الله بن الحكم , فإن زيادة الثقة مقبولة . و جعفر ثقة أيضا من رجال

مسلم , فالحديث صحيح على كل حال . ثم وجدت لهشيم متابعا , و هو عبد الله بن

حمران الثقة , إلا أنه لم يسم جد عمر بن الحكم . أخرجه البزار ( 775 ) .

و رواه أبو معشر عن عبد الرحمن بن عبد الله الأنصاري قال : ." دخل أبو بكر بن

محمد بن عمرو بن حزم على عمر بن الحكم بن ثوبان فقال : يا أبا حفص ! حدثنا

حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس فيه اختلاف , قال : حدثني كعب ابن

مالك مرفوعا بلفظ : " من عاد مريضا خاض في الرحمة , فإذا جلس عنده استنقع فيها

" . و زاد : " و قد استنقعتم إن شاء الله في الرحمة " . أخرجه أحمد ( 3 / 460 )

. لكن أبو معشر هذا و اسمه نجيح بن عبد الرحمن السندي ضعيف من قبل حفظه فلا

يلتفت إلى مخالفته . و للحديث شاهد آخر من حديث علي رضي الله عنه مضى برقم

( 1367 ) . و أما الحديث الذي أورده السيوطي في " الجامع " من رواية أحمد

و الطبراني عن أبي أمامة مرفوعا بلفظ : " عائد المريض يخوض في الرحمة , فإذا

جلس عنده غمرته الرحمة , و من تمام عيادة المريض أن يضع أحدكم يده على وجهه أو

على يده , فيسأله كيف هو ? و تمام تحيتكم بينكم المصافحة " .

قلت : فهو عند أحمد في " مسنده " مفرقا في موضعين ( 5 / 260 و 268 ) من طريق

عبيد الله بن زحر عن علي بن يزيد عن القاسم عنه .

قلت : و هذا إسناد واه جدا , عبيد الله بن زحر عن علي بن يزيد و هو الألهاني

متروك . و الحديث أخرج الترمذي منه " تمام عيادة المريض ... " و قال ( 2 / 122

) : " ليس إسناده بذاك " . و أخرجه الطبراني في " الكبير " ( 7854 ) من الطريق

المذكور بتمامه . ( المخرفة ) : سكة بين صفين من نخل يخترق من أيها شاء , أي

يجتني . و قيل : المخرفة : الطريق . أي أنه على طريق تؤديه إلى طريق الجنة . "

نهاية " .

1930 " لا شؤم , و قد يكون اليمن في ثلاثة : في المرأة و الفرس و الدار " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 565 :

أخرجه ابن ماجة ( 1 / 614 ) و الطحاوي في " مشكل الآثار " ( 1 / 341 ) : حدثنا

هشام بن عمار حدثنا إسماعيل بن عياش حدثني سليمان بن سليم الكتاني عن يحيى بن

جابر عن حكيم بن معاوية عن عمه # مخمر بن معاوية # قال : سمعت رسول الله صلى

الله عليه وسلم يقول : فذكره . و أخرجه الترمذي ( 2 / 135 ) : حدثنا علي بن حجر

حدثنا إسماعيل بن عياش به إلا أنه قال : عن عمه حكيم بن معاوية . فاختلفا في

اسم صاحبيه . و ذلك غير ضائر إن شاء الله تعالى . و هذا إسناد صحيح , و رجاله

ثقات كما في " الزوائد " .

قلت : و إسماعيل بن عياش حجة في روايته عن الشاميين , و هذه منها . و أما قول

الحافظ في " الفتح " ( 6 / 46 ) بعد أن عزاه للترمذي : " في إسناده ضعف " , فهو

مما لا وجه له بعد أن بينا أنه إسناد شامي و الخلاف المذكور في اسم صاحبيه لا

يضر و ذلك لأن الصحابة كلهم عدول . على أن علي بن حجر أوثق و أحفظ من هشام بن

عمار , فروايته أرجح و أصح . ثم رأيت ابن أبي حاتم قد ذكر في " العلل " ( 2 /

299 ) عن أبيه أنه جزم بهذا الذي رجحته . فالحمد لله على توفيقه , و أسأله

المزيد من فضله . و الحديث صريح في نفي الشؤم , فهو شاهد قوي للأحاديث التي

جاءت بلفظ : " إن كان الشؤم في شيء .. " و نحوه خلافا للفظ الآخر : " الشؤم في

ثلاث ... " . فهو بهذا اللفظ شاذ مرجوح كما سبق بيانه تحت الحديث ( 393 ) .

1931 " عالجيها بكتاب الله " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 566 :

أخرجه ابن حبان ( 1419 ) من طريق عمرة بنت عبد الرحمن عن # عائشة # : " أن رسول

الله صلى الله عليه وسلم دخل عليها و امرأة تعالجها أو ترقيها , فقال : " فذكره

. قلت : و إسناده صحيح . و في الحديث مشروعية الترقية بكتاب الله تعالى و نحوه

مما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من الرقى كما تقدم في الحديث ( 178 ) عن

الشفاء قالت : دخل علينا النبي صلى الله عليه وسلم و أنا عند حفصة فقال لي : "

ألا تعلمين هذه رقية النملة كما علمتيها الكتابة ? " . و أما غير ذلك من الرقى

فلا تشرع , لاسيما ما كان منها مكتوبا بالحروف المقطعة و الرموز المغلقة التي

ليس لها معنى سليم ظاهر , كما ترى أنواعا كثيرة منها في الكتاب المسمى بـ " شمس

المعارف الكبرى " و نحوه .

1932 " من قال : ( لا إله إلا الله ) أنجته يوما من دهره , أصابه قبل ذلك ما أصابه "

.

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 566 :

أخرجه أبو سعيد بن الأعرابي في " معجمه " ( ق 88 / 2 ) و ابن حيويه في " حديثه

" ( 3 / 2 / 2 ) و ابن ثرثال في " سداسياته " ( 227 / 2 ) و أبو نعيم في "

الحلية " ( 5 / 46 ) و الخطيب في " الموضح " ( 2 / 205 ) و البيهقي في " الشعب

" ( 1 / 56 - هندية ) كلهم عن عمرو بن خالد المصري أخبرنا عيسى بن يونس عن

سفيان عن منصور عن هلال بن يساف عن الأغر عن # أبي هريرة # مرفوعا به .

قلت : و هذا إسناد صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين غير عمرو بن خالد المصري و هو

ثقة من شيوخ البخاري . و قد توبع , فرواه أبو سعيد أيضا ( 112 / 2 ) : أخبرنا

إبراهيم بن راشد أخبرنا داود بن مهران أخبرنا عيسى بن يونس به . و رواه الثقفي

في " الفوائد " ( ج 9 / 5 / 2 ) عن سعيد بن الصلت حدثنا أبو ظبية عن هلال بن

يساف عن أبي هريرة لم يذكر بينهما : الأغر . و أخرجه البزار في " مسنده " ( رقم

- 3 ) و عنه البيهقي حدثنا أبو كامل حدثنا أبو عوانة عن منصور عن هلال بن يساف

عن أبي هريرة به . و قال البزار : " لا نعلمه يروي عنه صلى الله عليه وسلم إلا

بهذا الإسناد , و رواه عيسى بن يونس عن الثوري عن منصور أيضا . و قد روي عن أبي

هريرة موقوفا , و رفعه أصح " .

قلت : كذا وقع فيه أيضا لم يذكر في إسناده ( الأغر ) , و ظاهر كلامه أن رواية

عيسى كذلك , فلا أدري أكذلك وقعت الرواية عنده عنه , أم هو تساهل منه في حمل

روايته على رواية أبي عوانة ? و سواء كان هذا أو ذاك فالسند صحيح أيضا لأن هلال

تابعي معروف الرواية عن الصحابة كعمران بن حصين و عائشة و أدرك عليا رضي الله

عنه . و قال المنذري في " الترغيب " ( 2 / 238 ) : " رواه البزار و الطبراني ,

و رواته رواة الصحيح " . و هو عند الطبراني في " الأوسط " ( 6533 ) من طريق

حديج بن معاوية حدثنا حصين عن هلال بن يساف عن الأغر به . و قال : " لم يروه عن

حصين إلا حديج " .

قلت : و هو صدوق يخطىء كما قال الحافظ في التقريب , فهو ممن يستشهد به , و يرجح

ثبوت ذكر الأغر في السند . و الله أعلم . و للحديث طريق آخر يرويه حفص الغاضري

عن موسى الصغير عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن أبي هريرة مرفوعا بلفظ : "

و لو بعدما يصيبه العذاب " . أخرجه الطبراني في " الصغير " ( رقم - 1156 -

الروض ) و " الأوسط " ( رقم - 363 ) و الخطيب في " الموضح " ( 2 / 28 ) و قال

الطبراني : " الغاضري هذا هو حفص بن سليمان أبو عمر القارىء " .

قلت : و هو متروك , فالاعتماد على ما قبله .

1933 " عرضت علي الأيام , فعرض علي فيها يوم الجمعة , فإذا هي كمرآة بيضاء , و إذا

في وسطها نكتة سوداء , فقلت : ما هذه ? قيل : الساعة " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 568 :

أخرجه الطبراني في " المعجم الأوسط " ( 1 / 48 / 2 ) عن أبي سفيان الحميري :

حدثنا الضحاك بن حمرة عن يزيد بن حميد عن # أنس بن مالك # مرفوعا و قال : " لم

يروه عن يزيد إلا الضحاك , تفرد به أبو سفيان " .

قلت : هو صدوق وسط كما في " التقريب " , و اسمه سعيد بن يحيى الحميري . و نحوه

الضحاك بن حمرة , فقد اختلفوا فيه ما بين موثق و مضعف , و حسن الترمذي حديثه ,

فالإسناد حسن إن شاء الله تعالى . و قال الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 2 / 164

) : " رواه الطبراني في " الأوسط " , و رجاله رجال الصحيح خلا شيخ الطبراني

و هو ثقة " . كذا قال , و الضحاك بن حمرة لم يخرج له الشيخان شيئا . و أورده هو

و المنذري ( 1 / 248 ) عن أنس به نحوه بأتم منه , و قال الهيثمي : " رواه

الطبراني في " الأوسط " , و رجاله ثقات " . و قال المنذري : " ... بإسناد جيد "

. و قال في مكان آخر ( 4 / 274 - 275 ) : " رواه ابن أبي الدنيا و الطبراني في

" الأوسط " بإسنادين أحدهما جيد قوي , و أبو يعلى مختصرا , و رواته رواة الصحيح

و البزار " .

قلت : في إسناد الطبراني خالد بن مخلد القطواني و هو و إن كان من رجال البخاري

ففي حفظه ضعف , و هو راوي حديث " ... من عادى لي وليا ... " و هو مخرج فيما

تقدم برقم ( 1640 ) مع بيان شواهده التي تقويه . و بالجملة فالحديث بمجموع

الطريقين حسن على الأقل . ثم وجدت له طريقا أخرى أخرجه أبو نعيم في " الحلية "

( 3 / 72 - 73 ) عن يزيد بن عبد ربه الجرجاني قال : حدثنا الوليد عن الأوزاعي

عن يحيى بن أبي كثير عن أنس بن مالك به . و قال : " غريب من حديث الأوزاعي عن

يحيى متصلا مرفوعا و لم نكتبه إلا من هذا الوجه , و قيل : إنه تفرد به يزيد " .

قلت : و هو ثقة من شيوخ مسلم و من فوقه ثقات من رجال الشيخين , لكن الوليد و هو

ابن مسلم يدلس تدليس التسوية . و يحيى بن أبي كثيرا رأى أنسا لكنه رمي بالتدليس

. و له طريق ثالث , فقال أبو يعلى ( 3 / 1046 ) : حدثنا شيبان بن فروخ أخبرنا

الصعق بن حزن أخبرنا علي بن الحكم البناني عن أنس بن مالك به . و فيه ذكر يوم

المزيد . و هذا إسناد جيد رجاله ثقات رجال البخاري غير الصعق بن حزن فهو من

رجال مسلم و فيه كلام لا يضر . و له بهذه الزيادة طرق أخرى , خرجها ابن القيم

في " حادي الأرواح " ( 2 / 101 - 108 ) يزيد بعضهم على بعض , ثم قال : " هذا

حديث كبير عظيم الشأن رواه أئمة السنة و تلقوه بالقبول و جمل به الشافعي (

مسنده ) " .

قلت : و هو عند البزار ( 320 - زوائد ابن حجر ) من طريق عثمان بن عمير عن أنس .

و عثمان هذا هو أبو اليقظان الكوفي الأعمى , و هو ضعيف . و بالجملة فالحديث

صحيح بمجموع طرقه . و الله أعلم .

1934 " عصابتان من أمتي أحرزهما الله من النار : عصابة تغزو الهند و عصابة تكون مع

عيسى بن مريم عليه السلام " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 570 :

أخرجه النسائي ( 2 / 64 ) و أحمد ( 5 / 278 ) و أبو عروبة الحراني في " حديثه "

( 102 / 2 ) عن بقية بن الوليد حدثنا عبد الله بن سالم و أبو بكر بن الوليد

الزبيدي عن محمد بن الوليد الزبيدي عن لقمان بن عامر الوصابي عن عبد الأعلى بن

عدي البهراني عن # ثوبان #مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى

الله عليه وسلم .

قلت : و هذا إسناد جيد رجاله ثقات غير أبي بكر الزبيدي فهو مجهول الحال لكنه

مقرون هنا مع عبد الله بن سالم و هو الأشعري الحمصي , ثقة من رجال البخاري .

و بقية بن الوليد مدلس و لكنه قد صرح بالتحديث , فأمنا به شر تدليسه . على أنه

قد توبع , فقال هشام بن عمار : حدثنا الجراح بن مليح البهراني حدثنا محمد بن

الوليد الزبيدي به . أخرج ابن عدي ( 58 / 2 ) و ابن عساكر ( 15 / 100 / 1 ) .

و هذا إسناد لا بأس به في المتابعات , الجراح بن مليح و هو الحمصي صدوق .

و هشام بن عمار من شيوخ البخاري و كان يتلقن , لكن تبعه سليمان و هو ابن عبد

الرحمن بن بنت شرحبيل . أخرجه البخاري في " التاريخ الكبير " ( 3 / 2 / 72 )

عنه حدثنا الجراح بن مليح به .

قلت : و هذا إسناد قوي , فصح الحديث و الحمد لله .

1935 " عقر دار المؤمنين بالشام " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 571 :

أخرجه النسائي ( 2 / 217 - 218 ) و ابن حبان ( 1617 ) و أحمد ( 4 / 104 ) و ابن

سعد في " الطبقات " ( 7 / 427 - 428 ) و البغوي في " مختصر المعجم " ( 9 / 130

/ 1 ) و الحربي في " غريب الحديث " ( 5 / 174 / 1 ) و الطبراني في " الكبير "

( 6357 و 6358 و 6359 ) من طريق عن الوليد بن عبد الرحمن الجرشي عن جبير بن

نفير عن # سلمة بن نفيل الكندي # قال : " كنت جالسا عند رسول الله صلى الله

عليه وسلم , فقال رجل : يا رسول الله أذال الناس الخيل و وضعوا السلاح و قالوا

: لا جهاد , قد وضعت الحرب أوزارها , فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم بوجهه

و قال : كذبوا , الآن الآن جاء القتال , و لا يزال من أمتي أمة يقاتلون على

الحق , و يزيغ الله لهم قلوب أقوام و يرزقهم منهم حتى تقوم الساعة و حتى يأتي

وعد الله , و الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة , و هو يوحي إلي :

أني مقبوض غير ملبث , و أنتم تتبعوني أفنادا , يضرب بعضكم رقاب بعض و عقر ...

" الحديث .

قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط مسلم . و رواه البزار في " مسنده " ( 1689 )

دون قوله : " يضرب بعضكم ... " إلخ . و زاد بعد قوله : " ... يوم القيامة " .

" و أهلها معانون عليها " . و قال : " لا نعلم رواه بهذا اللفظ إلا سلمة بن

نفيل و هذا أحسن إسناد يروى في ذلك , و رجاله شاميون مشهورون إلا إبراهيم بن

سليمان الأفطس " .

قلت : و هو ثبت كما قال دحيم . و رواه عنه الطبراني أيضا ( 6358 ) .

( أذال ) أي أهان . و قيل : أراد أنهم وضعوا أداة الحرب عنها و أرسلوها . كما

في " النهاية " .

( يزيغ ) أي يميل , في " النهاية " : " في حديث الدعاء : " لا تزغ قلبي " أي

لا تمله عن الإيمان . يقال : زاغ عن الطريق يزيغ إذا عدل عنه " .

1936 " عليك بالخيل فارتبطها , الخيل معقود في نواصيها الخير " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 572 :

أخرجه البخاري في " التاريخ " ( 2 / 2 / 184 ) : حدثنا معلى أخبرنا محمد بن

حمران أخبرنا سلم الجرمي عن # سوادة بن الربيع # قال : " أتيت النبي صلى الله

عليه وسلم , و أمر لي بذود , قال لي : مر بنيك أن يقصوا أظافرهم عن ضروع إبلهم

و مواشيهم , و قل لهم : فليحتلبوا عليها سخالها , لا تدركها السنة و هي عجاف ,

قال : هل لك من مال ? قلت : نعم , لي مال و خيل و رقيق قال : " فذكره .

قلت : و هذا إسناد جيد أورد البخاري في ترجمة سوادة هذا , و قال : " الجرمي ,

له صحبة , يعد في البصريين " . و بهذا ترجم له في " الإصابة " و خفي حاله على

المناوي فقال : " لم أر ذلك في الصحابة المشاهير " ! و سلم هو ابن عبد الرحمن

الجرمي , و هو صدوق , و مثله محمد بن حمران كما في " التقريب " . و معلى هو ابن

أسد العمي ثقة ثبت من رجال الشيخين . و الحديث أورده الهيثمي في " المجمع " ( 5

/ 259 ) مع القصة مختصرا , و قال : " رواه البزار , و رجاله ثقات " .

قلت : و كذلك أخرجه أحمد ( 3 / 484 ) من طريق المرجي بن رجاء اليشكري قال :

حدثني سلم بن عبد الرحمن به دون قوله " و قل لهم " . و أورده السيوطي في "

الجامع " بلفظ : " عليك بالخيل , فإن الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم

القيامة " . و قال : " رواه الطبراني و الضياء عن سوادة بن الربيع " .

قلت : هو عند الطبراني في " الكبير " ( 6480 ) من طريق معلى شيخ البخاري , لكن

وقع فيه ابن راشد العمي , و هو محرف من ( أسد ) . ثم روى ( 6482 ) من طريق أخرى

عن المرجي بن رجاء عن سلم ( و وقع فيه : مسلم ! ) بإسناده و متنه دون حديث

الترجمة , و دون قوله : " و قل لهم ... " . و نحو ذلك عند البزار ( 1688 ) .

1937 " عليك بالهجرة فإنه لا مثل لها ,..., عليك بالصوم فإنه لا مثل له , عليك

بالسجود , فإنك لا تسجد لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة و حط عنك بها خطيئة "

.

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 573 :

رواه الطبراني في " الكبير " كما في " الجامع الصغير " و " الكبير " للسيوطي ,

من حديث # أبي فاطمة # و لم أقف على إسناده , و لا على من تكلم عليه بتصحيح أو

تضعيف , و قد استطعت الوقوف على الحديث كله إلا فقرة الجهاد , مفرقا في عدة

مصادر إلا الفقرة المحذوفة و المشار إليها بالنقط و لفظها : " عليك بالجهاد

فإنه لا مثل له " . و إليك البيان :

1 - أخرج النسائي ( 2 / 182 - 183 ) من طريق محمد بن عيسى بن سميع قال : حدثنا

زيد بن واقد عن كثير بن مرة أن أبا فاطمة يعني حدثه أنه قال : " يا رسول حدثني

بعمل أستقم عليه و أعمله , قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره مقتصرا

على الفقرة الأولى منه .

قلت : و هذا إسناد حسن , رجاله ثقات غير ابن سميع , فهو صدوق يخطىء و يدلس كما

قال الحافظ , و قد صرح بالتحديث كما ترى . و له في " المسند " ( 3 / 428 ) طريق

آخر يرويه ابن لهيعة حدثنا الحارث بن يزيد عن كثير الأعرج الصدفي قال : " سمعت

أبا فاطمة .. فذكره . و كثير هذا هو ابن قليب بن موهب البصري , و قد فرق بينه

و بين كثير بن مرة بن يونس , و عليه جرى الحافظ , فقال في الأول : ثقة , و في

الآخر : مقبول .

2 - أخرج ابن شاهين في " الصحابة " من وجه ضعيف عن أبان بن أبي عياش - أحد

المتروكين - عن أنس أن أبا فاطمة الأنصاري أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم

فقال : فذكر الفقرة الثالثة في الصوم , كذا في " الإصابة " لابن حجر . لكن لهذه

الفقرة شاهد صحيح من حديث أبي أمامة مرفوعا مثله . أخرجه النسائي و صححه ابن

خزيمة و ابن حبان و الحاكم و هو مخرج في " تخريج الترغيب " ( 2 / 61 - 62 )

و قد أخرجه الطبراني ( 7463 - 7465 ) و سنده صحيح .

3 - أخرج ابن ماجة ( 1 / 435 ) من طريق الوليد بن مسلم حدثنا عبد الرحمن بن

ثابت بن ثوبان عن أبيه عن مكحول عن كثير بن مرة أن أبا فاطمة حدثه قال : " قلت

: يا رسول الله أخبرني بعمل أستقيم عليه و أعمله , قال : عليك بالسجود .... "

إلخ .

قلت : و هذا إسناد جيد كما قال المنذري ( 1 / 145 ) . و أخرجه أحمد ( 3 / 428 )

و الدولابي في " الكنى " ( 1 / 48 ) من طريق ابن لهيعة قال : حدثنا الحارث بن

يزيد عن كثير الأعرج الصدفي قال : سمعت أبا فاطمة و هو معنا بذي الفواري يقول :

فذكره مرفوعا بلفظ : " يا أبا فاطمة أكثر من السجود ... " , الحديث دون قوله :

" و حط عنك خطيئة " .

قلت : و رجاله ثقات غير كثير و هو ابن قليب , قال الذهبي : " مصري لا يعرف " .

و قيل : إنه كثير بن مرة المذكور في الطريق الذي قبله . و الله أعلم . و في

رواية لأحمد من طريق ابن لهيعة أيضا عن يزيد بن عمرو عن أبي عبد الرحمن الحبلي

عن أبي فاطمة الأزدي أو الأسدي قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا

أبا فاطمة إن أردت أن تلقاني فأكثر السجود " . و رجاله ثقات غير ابن لهيعة فهو

سيء الحفظ , و إسناده الأول أصح لأنه من رواية عبد الله بن يزيد المقرىء عنه

عند الدولابي و هو صحيح الحديث عنه . و الله أعلم . و جملة القول أن الحديث

صحيح إلا فقرة الجهاد لجهلي بحال إسنادها عند الطبراني , و عدم العثور على شاهد

لها . و الله تعالى أعلم . ثم وقفت على الحديث في المجلد الثاني و العشرين من "

المعجم الكبير " للطبراني الذي صدر أخيرا بتحقيق أخينا الفاضل حمدي عبد المجيد

السلفي , و قد أهداه إلي مع ما قبله من الأجزاء , جزاه الله خيرا , فرأيت

الحديث فيه رقم ( 810 ) من طريق زيد بن واقد عن سليمان بن موسى عن كثير ابن مرة

أن أبا فاطمة حدثه قال : قلت : يا رسول الله ! أخبرني بعمل .. الحديث مثل رواية

النسائي الأولى , لكن بالفقرات الأربع كلها . و رجاله ثقات غير بكر بن سهل شيخ

الطبراني , قال الذهبي : " حمل الناس عنه , و هو مقارب الحال , قال النسائي :

ضعيف " .

قلت : و أعله أخونا حمدي بقوله : " و سليمان بن موسى لم يدرك كثير بن مرة " .

قلت : و هذا قول أبي مسهر و فيه عندي نظر لأن كلاهما شامي تابعي و إن كان كثير

أقدم , فقد ذكره البخاري في " التاريخ الصغير " ( ص 95 ) في فصل من مات " ما

بين الثمانين إلى التسعين " , و ذكر ( ص 137 ) أن سليمان بن موسى عاش إلى سنة

ثلاث و عشرين يعني و مائة , فهو قد أدركه يقينا , فلعل أبا مسهر يعني أنه لم

يسمع منه . فالله أعلم . و قد تابعه عند الطبراني ( 809 ) مكحول عن كثير بن مرة

به . لكن في الطريق إليه بقية بن الوليد و هو مدلس و قد عنعنه . و شيخ الطبراني

: عمرو بن إسحاق بن إبراهيم بن العلاء الحمصي لم أجد له ترجمة . و بعد , فإن

فقرة الجهاد هذه لا تزال بحاجة إلى ما يشهد لها و يقويها . و الله أعلم .

1938 " عليك بحسن الخلق و طول الصمت , فوالذي نفسي بيده ما عمل الخلائق بمثلهما " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 576 :

أخرجه أبو يعلى في " مسنده " ( 2 / 834 ) : حدثنا إبراهيم بن الحجاج السامي

أخبرنا بشار بن الحكم أخبرنا ثابت البناني عن # أنس # قال : " لقي رسول الله

صلى الله عليه وسلم أبا ذر فقال : يا أبا ذر ألا أدلك على خصلتين هما أخف على

الظهر , و أثقل ( في الميزان ) من غيرهما ? قال : بلى يا رسول الله , قال : "

فذكره . و من هذا الوجه أخرجه الطبراني في " الأوسط " ( 7245 ) و البيهقي في

" شعب الإيمان " ( 1 / 65 / 1 ) من طريقين آخرين حدثنا إبراهيم بن الحجاج

السامي به . و تابعه معلى بن أسد حدثنا بشار بن الحكم أبو بدر الضبي به . أخرجه

ابن أبي الدنيا في " الصمت " ( 4 / 32 / 2 ) و البزار ( ص 329 - زوائد ابن حجر

) , و قال : " تفرد به بشار , و هو ضعيف " .

قلت : هو من رجال " الميزان " و " اللسان " , و قد تحرف اسمه في الطرق المذكورة

تحريفا فاحشا , و في غيرها أيضا ! فوقع عند أبي يعلى و البيهقي " سيار " و في

" زوائد البزار " : " مبارك " ! و في " كنى الدولابي " ( 1 / 126 ) " يسار " !

و كان مما ساعدنا على معرفته أنه وقع على الصواب في كلام البزار المذكور عقب

الحديث : " تفرد به بشار , و هو ضعيف " . و قد أشار الحافظ في " اللسان " إلى

كلام البزار هذا , و لكنه سقط من الناسخ أو الطابع التضعييف المذكور . و نقل

ابن أبي حاتم ( 1 / 1 / 416 ) عن أبي زرعة أنه قال فيه : " شيخ بصري منكر

الحديث " . و كذا قال الذهبي في " الضعفاء " . و أما قول الهيثمي في " المجمع "

( 8 / 22 ) : " رواه أبو يعلى و الطبراني في " الأوسط " و رجال أبي يعلى ثقات "

. و مثله قول المنذري في " الترغيب " ( 3 / 258 ) : " رواه ابن أبي الدنيا

و الطبراني و البزار و أبو يعلى بإسناد جيد , رواته ثقات " .

قلت : فلعل وجهه - أعني التوثيق المطلق الشامل لبشار هذا - إنما هو الاعتماد

على قول ابن عدي : " أرجو أنه لا بأس به " كما في " الميزان " . لكن ذكر الحافظ

بن حجر أن أول كلام ابن عدي و هو في كتابه " الكامل " ( ق 35 / 1 ) :

" منكر الحديث عن ثابت و غيره و لا يتابع و أحاديثه أفراد و أرجو أنه لا بأس به

و هو خير من بشار بن قيراط " .

قلت : ابن قيراط كذبه أبو زرعة و ضعفه غيره , فكأن ابن عدي يعني بقوله أنه لا

بأس به من جهة صدقه , أي أنه لا يتعمد الكذب و إلا لو كان يعني من جهة حفظه

أيضا لم يلتق مع أول كلامه : " منكر الحديث ... " , و قال ابن حبان : " ينفرد

عن ثابت بأشياء ليست من حديثه " .

قلت : فمثله إلى الضعف بل إلى الضعف الشديد أقرب منه إلى الصدق و الحفظ .

و الله أعلم . لكن قال المنذري عقب ما سبق نقله عنه : " رواه أبو الشيخ ابن

حيان في " كتاب الثواب " بإسناد واه عن أبي ذر , و لفظه : قال رسول الله صلى

الله عليه وسلم : " يا أبا ذر ألا أدلك على أفضل العبادة و أخفها على البدن

و أثقلها في الميزان و أهونها على اللسان ? قلت : بلى فداك أبي و أمي , قال :

عليك بطول الصمت و حسن الخلق , فإنك لست بعامل مثلهما " . و رواه أيضا من حديث

أبي الدرداء قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : " يا أبا الدرداء ألا أنبؤك

بأمرين خفيف مؤنتهما , عظيم أجرهما , لم تلق الله عز وجل بمثلهما ? طول الصمت

و حسن الخلق " .

قلت : و وجدت له شاهد آخر مرسل . أخرجه ابن أبي الدنيا ( 4 / 39 / 2 ) عن محمد

ابن عبد العزيز التيمي عن جليس لهم عن الشعبي قال : قال رسول الله صلى الله

عليه وسلم لأبي ذر : " ألا أدلك على أحسن العمل و أيسره على البدن ? قال : بلى

بأبي أنت و أمي , قال : حسن الخلق و طول الصمت عليك بهما , فإنك لن تلقى الله

بمثلهما " .

قلت : و هذا إسناد مرسل حسن لولا أن الجليس لم يسم , و على كل حال , فالحديث به

و بحديث أبي ذر و أبي الدرداء حسن على الأقل إن شاء الله تعالى .

1939 " عليك بحسن الكلام , و بذل الطعام " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 578 :

أخرجه البخاري في " خلق أفعال العباد " ( ص 79 ) و ابن أبي الدنيا في " الصمت "

( 2 / 9 / 1 ) و الحاكم ( 1 / 23 ) و الخطيب في " الموضح " ( 2 / 4 ) عن يزيد

ابن المقدام بن شريح بن هاني عن المقدام عن أبيه عن # هاني # " أنه لم وفد على

رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : يا رسول أي شيء يوجب الجنة ? قال : " فذكره

, و قال الحاكم : " حديث مستقيم , و ليس له علة قادحة " . و وافقه الذهبي و هو

كما قال و لذلك أخرجه ابن حبان في " صحيحه " ( 1937 و 1938 ) و في رواية له : "

عليك بطيب الكلام و بذل السلام و إطعام الطعام " . و هي شاذة لمخالفتها لما

قبلها , و عليها جمع من الثقات بخلاف الشاذة هذه , فقد تفرد بها أحدهم .

1940 " سيوقد المسلمون من قسي يأجوج و مأجوج و نشابهم و أترستهم سبع سنين " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 579 :

أخرجه ابن ماجة ( 4076 ) : حدثنا هشام بن عمار حدثنا يحيى بن حمزة حدثنا ابن

جابر عن يحيى بن جابر الطائي : حدثني عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه أنه

سمع # النواس بن سمعان # يقول : فذكره مرفوعا .

قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط مسلم غير هشام بن عمار , فإنه على شرط البخاري

إلا أنه قد تكلم فيه لأنه كان يتلقن . لكنه قد توبع , فقال الترمذي ( 2 / 37 -

38 ) : حدثنا علي بن حجر أخبرنا الوليد بن مسلم و عبد الله بن عبد الرحمن بن

يزيد بن جابر - دخل حديث أحدهما في حديث الآخر - عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر

به . و هو عنده قطعة من حديث النواس الطويل في خروج الدجال و يأجوج و مأجوج

و قيام الساعة على شرار الخلق . و قد أخرجه مسلم ( 8 / 198 - 199 ) بإسناد

الترمذي هذا , و لكنه لم يسق لفظه و إنما أحال به على لفظ قبله , ساقه من رواية

زهير بن حرب : حدثنا الوليد بن مسلم حدثني عبد الرحمن بن يزيد بن جابر حدثني

يحيى بن جابر الطائي ... الحديث بطوله دون حديث الترجمة . و لكنه قد أشار

الإمام مسلم إليه بقوله عقب سوقه لإسناد علي بن حجر : " نحو ما ذكرنا " . و أكد

ذلك رواية الترمذي على علي بن حجر , ففي سياقه - كما رأيت - حديث الترجمة ,

فالغالب أنه عند مسلم أيضا لأن شيخهما واحد , فالسياق ينبغي أن يكون واحد

و إنما لم يسقه مسلم اكتفاء منه بسياق زهير بن حرب , و لم ينبه على زيادة ابن

حجر هذه اختصارا منه , و له من مثل هذا شيء كثير لا يخفى على المتبحر بدراسة

كتابه , و الله أعلم . ثم قال الترمذي : " حديث حسن صحيح غريب لا نعرفه إلا من

حديث عبد الرحمن بن يزيد بن جابر " .

1941 " عليكم بالجهاد في سبيل الله تبارك و تعالى , فإنه باب من أبواب الجنة , يذهب

الله به الهم و الغم " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 580 :

رواه الهيثم بن كليب في " مسنده " ( 137 / 1 ) و الحاكم ( 2 / 74 - 75 )

و الضياء في " المختارة " ( 69 / 1 ) من طريق أحمد بن أبي إسحاق الفزاري عن عبد

الرحمن بن عياش عن سليمان بن موسى عن مكحول عن أبي أمامة عن # عبادة بن الصامت

# مرفوعا . ثم رواه الأولان من هذا الوجه إلا أنهما أدخلا سفيان بين الفزاري

و ابن عياش ثم قال الضياء : فلعل أبا إسحاق سمعه من عبد الرحمن و من سفيان عنه

, فكان يرويه مرة عن عبد الرحمن , و مرة عن سفيان . و الله أعلم . و قال الحاكم

: " صحيح الإسناد " . و وافقه الذهبي . ثم رواه الهيثم و كذا الضياء ( 69 - 71

) عن عبد الرحمن بن الحارث ( و هو ابن عياش ) عن سليمان بن موسى عن مكحول عن

أبي سلام الباهلي عن أبي أمامة الباهلي عن عبادة بن الصامت به .

قلت : و رجاله ثقات على الخلاف المذكور في إسناده غير أني لم أعرف أبا سلام

الباهلي و قد قيل فيه أبو سلام الأعرج . رواه أبو بكر بن عبد الله بن أبي مريم

عن أبي سلام الأعرج عن المقدام بن معدي كرب عن عبادة الصامت به نحوه . أخرجه

أحمد ( 5 / 314 و 316 و 326 ) . و أبو بكر هذا ضعيف لاختلاطه . و تابعه سعيد بن

يوسف عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلام نحو ذلك . أخرجه أحمد ( 5 / 326 ) .

و يحيى بن أبي كثير ثقة و لكن الراوي عنه سعيد بن يوسف و هو الرحبي الصنعاني

ضعيف و لولا ضعفه لكان من الممكن أن يقال : إن أبا إسلام هذا هو الحبشي : ممطور

لأن ابن أبي كثير يروي عنه كثيرا , و يؤيد ذلك أن أبا بكر بن أبي مريم قد وصفه

في روايته بالأعرج , و هو ممطور نفسه . و الله أعلم . و ثمة اختلاف آخر على

مكحول , فقد قال عبد الرحمن بن ثوبان : عن أبيه عن مكحول عن عبادة بن الصامت .

أخرجه ابن بشران في " الأمالي " ( 87 / 2 ) .

قلت : و أسقط واسطتين بين مكحول و عبادة , و لعل ذلك من مكحول نفسه , فإنه

موصوف بالتدليس . و الله أعلم . و جملة القول إن الحديث بمجموع الطريقين عن

عبادة صحيح , لاسيما و له طريق ثالث عنه بسند جيد بنحوه و هو الآتي بعده :

" كان يأخذ الوبر من جنب البعير من المغنم ثم يقول : مالي فيه إلا مثل ما

لأحدكم . ثم يقول : إياكم و الغلول , فإن الغلول خزي على صاحبه يوم القيامة ,

فأدوا الخيط و المخيط و ما فوق ذلك , و جاهدوا في الله القريب و البعيد , في

الحضر و السفر , فإن الجهاد باب من الجنة , إنه ينجي صاحبه من الهم و الغم .

و أقيموا حدود الله في القريب و البعيد , و لا تأخذكم في الله لومة لائم " .

1942 " كان يأخذ الوبر من جنب البعير من المغنم ثم يقول : مالي فيه إلا مثل ما

لأحدكم . ثم يقول : إياكم و الغلول , فإن الغلول خزي على صاحبه يوم القيامة ,

فأدوا الخيط و المخيط و ما فوق ذلك , و جاهدا في الله القريب و البعيد , في

الحضر و السفر , فإن الجهاد باب من الجنة , إنه ينجي صاحبه من الهم و الغم .

و أقيموا حدود الله في القريب و البعيد , و لا تأخذكم في الله لومة لائم " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 582 :

أخرجه عبد الله بن أحمد ( 5 / 330 ) و الضياء في " المختارة " ( 67 / 1 ) عن

عبد الله بن سالم المفلوج حدثنا عبيدة بن الأسود عن القاسم بن الوليد عن أبي

صادق عن ربيعة بن ناجذ عن # عبادة بن الصامت # مرفوعا . و لابن ماجة ( 2540 )

الفقرة الأخيرة منه التي فيها إقامة الحدود .

قلت : و هذا إسناد جيد , رجاله ثقات غير ربيعة هذا فقد وثقه الحافظ فقط تبعا

لابن حبان . لكن رواه أحمد ( 5 / 316 و 326 ) و ابن عساكر ( 8 / 428 / 1 ) من

طريق المقدام بن معدي كرب أنبأنا عبادة بن الصامت به . و ستأتي طريق المقدام

هذه و لفظها برقم ( 1972 ) .

1943 " عليكم بألبان البقر , فإنها ترم من كل شجر , و هو شفاء من كل داء " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 582 :

أخرجه الحاكم ( 4 / 403 ) من طريق إسرائيل عن الركين بن الربيع عن قيس بن مسلم

عن طارق بن شهاب عن # عبد الله بن مسعود # مرفوعا به . و قال الحاكم : " صحيح

الإسناد " . و وافقه الذهبي . و قد تابعه شعبة عن الركين لكن في الطريق إليه من

في حفظه ضعف و هو الرقاشي كما سبق في " ما أنزل الله من داء " ( رقم - 518 ) .

و بالجملة فالحديث صحيح بهذين الطريقين عن ركين . و له طريق أخرى عن ابن مسعود

بزيادة فيه بلفظ : " عليكم بألبان البقر و سمنانها و إياكم و لحومها , فإن

ألبانها و سمنانها دواء و شفاء و لحومها داء " . أخرجه الحاكم ( 4 / 404 ) من

طريق سيف بن مسكين حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي عن الحسن بن سعد عن

عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن أبيه مرفوعا به . و قال الحاكم : " صحيح

الإسناد " . و تعقبه الذهبي في " التلخيص " بقوله : " قلت : سيف وهاه ابن حبان

" و قال في " الميزان " : " شيخ يأتي بالمقلوبات و الأشياء الموضوعة , قاله ابن

حبان " .

قلت : و له علتان أخريان : اختلاط المسعودي , و مظنة الانقطاع بين عبد الرحمن

ابن عبد الله بن مسعود و أبيه . قال يعقوب بن شيبة : ثقة مقل , تكلموا في

روايته عن أبيه لصغره . و قال ابن معين : سمع من أبيه , و قال مرة : لم يسمع

منه " . كذا في " الميزان " . و في " التقريب " : ثقة من صغار الثانية , و قد

سمع من أبيه لكن شيئا يسيرا " . فالحديث بهذه الزيادة ضعيف الإسناد . لكن يأتي

ما يقويه قريبا . و أخرجه الطبراني في " الكبير " ( 3 / 27 / 1 ) من طريق عبد

الرزاق عن الثوري و من طريق المسعودي عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب عن ابن

مسعود موقوفا عليه باللفظ الأول دون ذكر الشفاء . و أخرجه الفاكهي في " حديثه "

( 27 / 10 ) عن المسعودي به لكن رفعه . و كذلكأخرجه أبو إسحاق الحربي في "

غريب الحديث " ( 5 / 15 / 1 ) . و كذلك أخرجه البغوي في " حديث علي بن الجعد "

( 9 / 79 / 1 ) و الهيثم بن كليب في " مسنده " ( 84 / 2 ) و ابن عساكر في "

تاريخ دمشق " ( 8 / 242 / 2 ) من طرق عن قيس بن مسلم مرفوعا به . ثم أخرجه

البغوي و ابن عساكر و كذا عبد بن حميد في " المنتخب من المسند " ( 65 / 2 ) من

طريق أخرى عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب مرفوعا مرسلا لم يذكر ابن مسعود ,

قال ابن عساكر : " المحفوظ الموصول " .

قلت : و هذا ما كنت رجحته فيما تقدم تحت هذا الحديث بلفظ آخر ( رقم - 518 ) .

و من هذا التخريج يتبين أن الحديث مرفوعا صحيح الإسناد , لاتفاق جماعة من

الثقات على روايته عن قيس بن مسلم عن طارق عن ابن مسعود مرفوعا باللفظ الأول .

و هذا سند صحيح على شرط الشيخين . و أما الزيادة فهي و إن كانت ضعيفة الإسناد ,

فقد مضى لها شاهد من حديث مليكة بنت عمرو مرفوعا نحوه , فراجعه برقم ( 1533 ) .

و لها شاهد آخر دون ذكر اللحم و لفظه : " عليكم بألبان البقر فإنه شفاء و سمنها

دواء " . رواه أبو نعيم في " الطب " كما في " الجزء المنتقى منه " ( 81 - 82 )

عن دفاع بن دغفل السدوسي عن عبد الحميد بن صيفي بن صهيب عن أبيه عن جده صهيب

الخير مرفوعا .

قلت : و هذا إسناد لا بأس به في الشواهد , و هو على شرط ابن حبان , فإنه وثق

جميع رجاله , و في بعضهم خلاف .

( تنبيه ) زاد ابن عساكر وحده في روايته زيادة أخرى منكرة , فقال : " عليكم

بألبان الإبل و البقر ... " . فزاد لفظة " الإبل " , و لم ترد في شيء من طرق

الحديث و شواهده مطلقا - فيما علمت - فهي زيادة باطلة . و يؤكد ذلك أن ابن

عساكر رواها من طريق البغوي أخبرنا محمد بن بكار أخبرنا قيس بن مسلم به .

و البغوي نفسه أخرجه في المصدر السابق بهذا الإسناد عينه دون الزيادة , فثبت

بطلانها , و كنت أود أن أقول : لعلها زيادة من بعض النساخ و لكني وجدت السيوطي

قد أورد الحديث بهذه الزيادة في " الجامع الصغير " من رواية ابن عساكر , فعلمت

أنها ثابتة عنده , فهو وهم من بعض رواته بينه و بين البغوي . و الله أعلم .

1944 " فضل الله قريشا بسبع خصال : فضلهم بأنهم عبدوا الله عشر سنين لا يعبده إلا

قرشي , و فضلهم بأنه نصرهم يوم الفيل و هم مشركون , و فضلهم بأنه نزلت فيهم

سورة من القرآن لم يدخل فيهم غيرهم : *( لإيلاف قريش )* , و فضلهم بأن فيهم

النبوة , و الخلافة , و الحجابة , و السقاية " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 586 :

أخرجه البخاري في " التاريخ الكبير " ( 1 / 1 / 341 ) , فقال : في ترجمة

إبراهيم بن محمد بن ثابت بن شرحبيل من بني عبد الدار بن قصي المدني : قال لي

أبو مصعب حدثنا إبراهيم عن عثمان بن عبد الله بن أبي عتيق عن سعيد بن عمرو بن

جعدة عن أبيه عن جدته # أم هانىء # مرفوعا به . و من هذا الوجه أخرجه ابن عدي

في " الكامل " ( ق 5 / 1 ) و الطبراني و البيهقي في " مناقب الشافعي " ( 1 / 34

) , و قال الحافظ العراقي في" محجة القرب في محبة العرب " ( ق 25 / 1 ) بعدما

ساقه من طريق الطبراني بنحوه : " هذا حديث حسن و رجاله كلهم ثقات معروفون إلا

عمرو بن جعدة بن هبيرة , فلم أجد فيه تعديلا و لا تجريحا , و هو ابن أخت علي

ابن أبي طالب , و هو أخو يحيى بن جعدة بن هبيرة , أحد الثقات " .

قلت : في هذا الكلام نظر من وجوه :

الأول : أنه مع جهالة عمرو بن جعدة التي أشار إليها العراقي , فإن ابنه سعيدا

حاله قريب من حال أبيه , فإنه لم يوثقه غير ابن حبان لكن قد روى عنه جمع .

و الثاني : أن عثمان بن عبد الله بن أبي عتيق أورده ابن أبي حاتم في " الجرح

و التعديل " ( 3 / 1 / 156 ) من رواية إبراهيم هذا و سليمان بن بلال عنه , و لم

يذكر فيه جرحا و لا تعديلا , و لعله في " ثقات ابن حبان " .

الثالث : و هو الأهم أن علة الحديث إبراهيم المذكور , فإنه مختلف فيه , فقد

وثقه ابن حبان , و قال ابن أبي حاتم ( 1 / 1 / 125 ) عن أبيه : " صدوق " .

و قال ابن عدي : " روى عنه عمرو بن أبي سلمة و غيره مناكير " . و كذا قال

الذهبي , و استنكر له هذا الحديث كما يأتي . لكن ختم ابن عدي ترجمته بقوله :

" و أحاديثه صالحة محتملة , و لعله أتي ممن قد رواه عنه " .

قلت : كيف يصح هذا الاحتمال و ممن روى عنه المناكير عمرو بن أبي سلمة كما سبق

عن ابن عدي نفسه , و عمرو ثقة حافظ ? ! و روى عنه هذا الحديث ذاته أبو مصعب كما

رأيت , و هو أحمد بن أبي بكر الزهري المدني الفقيه , و هو ثقة أيضا من رجال

الشيخين . و بالجملة , فإبراهيم هذا لا يخلوا من ضعف ما دام أن الثقات رووا عنه

المناكير و مما يؤيد ذلك أنه خولف في إسناده , فقال الإمام البخاري عقبه :

" و قال لي الأويسي : حدثني سليمان عن عثمان بن عبد الله بن أبي عتيق عن ابن

جعدة المخزومي عن ابن شهاب عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه " .

قلت : فأرسله أو أعضله و رجحه البخاري فقال عقبه : " بإرسال أشبه " . و سليمان

الذي أرسله هو ابن بلال المدني ثقة من رجال الشيخين أيضا , فمخالفة إبراهيم

إياه في وصل الحديث مردودة كما لا يخفى على من كان عنده أدنى معرفة بقواعد هذا

العلم الشريف . ثم إنه قد رواه جمع غير أبي مصعب , منهم يعقوب بن محمد الزهري :

حدثنا إبراهيم بن محمد بن ثابت به . أخرجه الحاكم ( 2 / 536 ) , و قال : " صحيح

الإسناد " ! و تعقبه الذهبي , فقال : " قلت : يعقوب ضعيف , و إبراهيم صاحب

مناكير , هذا أنكرها " .

قلت : لا دخل ليعقوب في هذا الحديث فإنه متابع كما تقدم بل أخرجه الحاكم ( 4 /

54 ) أيضا من طريقين آخرين عن إبراهيم , فسلم يعقوب من عهدته , و انحصرت العلة

في إبراهيم . لكن ذكر العراقي له شاهد من رواية الطبراني في " المعجم الأوسط "

أخرجه في ترجمة مصعب بن إبراهيم بن حمزة بن محمد بن حمزة بن مصعب بن الزبير بن

العوام برقم ( 9327 ) فقال : حدثنا مصعب حدثني أبي حدثنا عبد الله بن مصعب بن

ثابت بن عبد الله بن الزبير عن هشام بن عروة عن أبيه عن الزبير مرفوعا به ,

و سياق الحديث له قال : " لا يروى عن الزبير إلا بهذا الإسناد " . و قال

العراقي : " هذا حديث يصلح أن يخرج للاعتبار به و الاستشهاد , فإن عبد الله بن

مصعب بن ثابت ذكره ابن حبان في " الثقات " , و ضعفه ابن معين " .

قلت : هو صالح للاستشهاد كما يشير إليه كلامه , فقد روى عنه جمع من الثقات ,

و قال ابن أبي حاتم ( 2 / 2 / 178 ) عن أبيه : " هو شيخ , بابة عبد الرحمن بن

أبي الزناد " . يعني أنه نحوه في الرواية , و المتقرر فيه أنه حسن الحديث ,

فابن مصعب عنده مثله أو قريب منه , فهو على الأقل صالح للاعتضاد به و الاستشهاد

بحديثه . و سائر رجاله ثقات غير شيخ الطبراني مصعب فإني لم أجد له ترجمة كما

كانت ذكرت في تخريج حديث آخر في " المعجم الصغير " ( رقم - 56 - الروض النضير )

لكنه قد توبع , فقد أخرجه البيهقي في " المناقب " ( 1 / 33 ) من طريق إبراهيم

ابن حمزة : حدثنا عبد الله بن مصعب بن ثابت به . و أخرجه ابن عساكر ( 17 / 493

/ 2 ) من طريق أخرى عن عبد الله به . و إبراهيم هذا صدوق من رجال البخاري .

و لذلك فقد انشرح الصدر و اطمأنت النفس لقول الحافظ العراقي المتقدم : إنه حديث

حسن . يعني لغيره . لاسيما و لبعض فقراته شواهد , فالفقرة الرابعة مثلا شاهدها

في " المعجم الكبير " للطبراني ( رقم 368 ) . و الخامسة مضى لها شاهد برقم (

1851 ) . و الأحاديث في معناها كثيرة بل إنها بلغت مبلغ التواتر .

1945 " عجبت لصبر أخي يوسف و كرمه - و الله يغفر له - حيث أرسل إليه ليستفتي في

الرؤية , و لو كنت أنا لم أفعل حتى أخرج , و عجبت لصبره و كرمه - و الله يغفر

له - أتى ليخرج فلم يخرج حتى أخبرهم بعذره , و لو كنت أنا لبادرت الباب " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 589 :

أخرجه الطبراني ( رقم 11640 ) عن إبراهيم بن يزيد عمرو بن دينار عن عكرمة عن

# ابن عباس #مرفوعا به , و زاد : " و لولا الكلمة لما لبث في السجن حيث يبتغي

الفرج من عند غير الله , قوله : *( اذكرني عند ربك )* " . و من هذا الوجه رواه

ابن جرير و غيره .

قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا , إبراهيم هذا هو الخوزي متروك الحديث كما في

" مجمع الزوائد " ( 7 / 40 ) و " التقريب " . و لذلك قال ابن كثير : " هذا

الحديث ضعيف جدا " . و قد عزاه لعبد الرزاق : أخبرنا ابن عيينة عن عمرو بن

دينار عن عكرمة به مرسلا لم يذكر ابن عباس في إسناده , و لا قوله : " و لولا

الكلمة ... " في آخره . و هو الصحيح . و إنما صح هذا بلفظ آخر . فقال أبو بكر

الكلاباذي في " مفتاح المعاني " ( 50 / 1 رقم الحديث 52 ) قال : قرىء على أبي

نصر محمد بن حمدويه بن سهل المطوعي - في المحرم سنة ثمان و عشرين و ثلاثمائة في

دار بكار و هو ينظر في كتابه - قيل : حدثكم محمود بن آدم قال : حدثنا سفيان بن

عيينة عن عمرو بن دينار به إلا أنه قال : " حين سئل عن البقرات العجاف كيف أخبر

حتى يخرجوه " . و هذه متابعة قوية , و إسناد جيد , فإن ابن عيينة ثقة حافظ .

و محمود بن آدم و هو المروزي ثقة . قال ابن أبي حاتم ( 4 / 1 / 290 - 291 ) :

" كتب إلى أبي و أبي زرعة و إلي , و كان ثقة صدوقا " . و أبو نصر المطوعي من

شيوخ الدارقطني و قال : " هو ثقة حافظ " . فثبت الحديث بذلك و الحمد لله .

و قد جاء الحديث بنحوه من رواية أبي هريرة , و قد مضى برقم ( 1867 ) و في بعض

طرقه الزيادة التي في آخر الحديث و قد استنكرها الحافظ ابن كثير كما سبق بيانه

هناك .

1946 " صومي عن أختك " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 590 :

أخرجه الطيالسي في " مسنده " ( 2630 ) : حدثنا شعبة عن الأعمش قال : سمعت مسلم

البطين يحدث عن سعيد بن جبير عن # ابن عباس # : " أن امرأة أتت النبي صلى الله

عليه وسلم فذكرت له أن أختها نذرت أن تصوم شهرا و أنها ركبت البحر فماتت و لم

تصم , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ... " فذكره . و أخرجه أحمد ( 1 / 338

) : حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة به .

قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين , و قد أخرجاه من طرق أخرى عن الأعمش

به نحوه بلفظ : " أمك " . لكن علقه البخاري فقال : " و يذكر عن أبي خالد هو

" الأحمر " : حدثنا الأعمش عن الحكم و مسلم البطين و سلمة بن كهيل عن سعيد بن

جبير و عطاء و مجاهد عن ابن عباس : قالت امرأة للنبي صلى الله عليه وسلم : إن

أختي ماتت " . و و صله مسلم ( 3 / 156 ) و لكنه لم يسق لفظه , و غيره كالنسائي

في " الكبرى " ( 4 / 42 / 2 ) من هذا الوجه , و قال الترمذي ( 1 / 138 - بولاق

) : " حسن صحيح " و قال هو و النسائي : " صوم شهرين متتابعين " . و الحديث من

معاني قوله صلى الله عليه وسلم : " من مات و عليه صيام صام عنه وليه " . متفق

عليه من حديث عائشة لأن الولي أعم من أن يكون ابنا أو أختا , و هو محمول على

صوم النذر أيضا كما حققه ابن القيم في بعض كتبه , و لعله " تهذيب السنن "

فليراجع .

1947 " كان يعرض نفسه على الناس في الموقف , فيقول : ألا رجل يحملني إلى قومه , فإن

قريشا قد منعوني أن أبلغ كلام ربي " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 591 :

أخرجه البخاري في " أفعال العباد " ( ص 77 - هند ) و أبو داود ( 4734 )

و الترمذي ( 2 / 152 ) و الدارمي ( ص 428 - هند ) . و ابن ماجة ( 201 ) و ابن

منده في " التوحيد " ( 113 / 2 ) و ابن عبد الهادي في " هداية الإنسان " ( 2 /

239 / 1 ) عن إسرائيل حدثنا عثمان بن المغيرة عن سالم بن أبي الجعد عن جابر قال

: فذكره مرفوعا , و قال الترمذي : " حديث غريب صحيح " .

قلت : و هو على شرط البخاري . و أخرجه أحمد ( 3 / 322 و 339 ) من طريق أبي

الزبير عن جابر نحوه مختصرا . و هو على شرط مسلم .

1948 " والذي نفسي بيده إن لو تدومون على ما تكونون عندي و في الذكر , لصافحتكم

الملائكة على فرشكم و في طرقكم , و لكن يا حنظلة ! ساعة و ساعة , ثلاث مرات " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 592 :

أخرجه مسلم ( 8 / 94 - 95 ) و الترمذي ( 2 / 83 - 84 ) و ابن ماجة ( 2 / 559 )

و أحمد ( 4 / 178 و 346 ) من طريق أبي عثمان النهدي عن # حنظلة الأسيدي # قال -

و كان من كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لقيني أبو بكر فقال : كيف

أنت يا حنظلة ? قال : قلت : نافق حنظلة ? قال : سبحان الله ما تقول ? ! قال :

قلت : نكون عند رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكرنا بالنار و الجنة حتى كأنها

رأي العين , فإذا خرجنا من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم عافسنا الأزواج و

الأولاد و الضيعات فنسينا كثيرا , قال أبو بكر : فوالله إنا لنلقى مثل هذا ,

فانطلقت أنا و أبو بكر حتى دخلنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم , قلت :

نافق حنظلة يا رسول الله ! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : و ما ذاك ? قلت

: نكون عندك تذكرنا بالنار و الجنة حتى كأنها رأي العين , فإذا خرجنا من عندك

عافسنا الأزواج و الأولاد و الضيعات فنسينا كثيرا . فقال رسول الله صلى الله

عليه وسلم : فذكره . و السياق لمسلم . و قال الترمذي : " حديث صحيح " .

قلت : و له طريق بنحوه مختصرا سيأتي بلفظ : " لو كنتم تكونون " رقم ( 1976 ) مع

شاهد من حديث أنس يأتي برقم ( 1965 ) .

1949 " والذي نفسي بيده لكأنما تنضحونهم بالنبل فيما تقولون لهم من الشعر " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 593 :

أخرجه أحمد ( 3 / 456 ) : حدثنا أبو اليمان قال : أنبأنا شعيب عن الزهري قال :

حدثني أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام أن مروان ابن الحكم أخبره أن

عبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث أخبره أن # أبي ابن كعب # أخبره أن النبي صلى

الله عليه وسلم قال : " من الشعر حكمه " . و كان بشير بن عبد الرحمن بن كعب

يحدث أن كعب بن مالك كان يحدث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .

و رجال إسناده كلهم رجال البخاري غير بشير بن عبد الرحمن بن كعب , فلم أجد من

وثقه سوى ابن حبان , و ذكر البخاري في " التاريخ " و ابن أبي حاتم في " الجرح "

أنه روى عنه الزهري و هشام بن عروة و لم يورده الحافظ في " التعجيل " مع أنه

على شرطه , و قد رواه الزهري عن عبد الرحمن بن كعب و عن عبد الرحمن بن عبد الله

ابن كعب كلاهما عن كعب به نحوه . و قد سبق بيان ذلك في : " إن المؤمن يجاهد

بسيفه و لسانه " . و قد مضى برقم ( 1631 ) . و له شاهد من حديث أنس بلفظ : " خل

عنه يا عمر ! فلهي أسرع فيهم من نضح النبل " . و قد خرجته في " مختصر الشمائل

المحمدية " برقم ( 210 ) .

1950 " والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم , و لجاء بقوم يذنبون فيستغفرون

الله فيغفر لهم " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 594 :

أخرجه مسلم ( 8 / 94 ) و أحمد ( 2 / 308 ) عن يزيد بن الأصم عن # أبي هريرة #

مرفوعا . و له طريقان آخران عن أبي هريرة , و شواهد كثيرة , فانظر : " لو أنكم

لا تخطؤن " ( رقم - 969 ) و ( 970 ) و غيرهما . و منها الحديث الآتي بعده و بعد

أحاديث برقم ( 1963 ) , و ذكرت هناك كليمة في المراد من هذه الأحاديث .

1951 " والذي نفسي بيده - أو قال : والذي نفس محمد بيده - لو أخطأتم حتى تملأ

خطاياكم ما بين السماء و الأرض , ثم استغفرتم الله عز وجل لغفر لكم , والذي

نفس محمد بيده - أو قال : والذي نفسي بيده - لو لم تخطئوا لجاء الله عز وجل

بقوم يخطئون ثم يستغفرون الله فيغفر لهم " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 594 :

أخرجه أحمد ( 3 / 238 ) حدثنا سريج بن النعمان حدثنا أبو عبيدة يعني عبد المؤمن

ابن عبيد الله السدوسي حدثني أخشم السدوسي قال : دخلت على # أنس بن مالك # قال

: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره . قال الهيثمي : ( 10 / 215

) : " رواه أحمد و أبو يعلى , و رجاله ثقات " . كذا قال , و هو صواب إلا في

أخشم هذا , فإنه لم يوثقه سوى ابن حبان , و قد قال في " الإكمال " : " هو مجهول

" . و قال الحافظ في " التعجيل " : " لم يذكر البخاري و لا ابن أبي حاتم فيه

جرحا , و صرح في روايته بسماعه من أنس , و للحديث الذي أخرجه له أحمد في

الاستغفار شاهد من حديث أبي هريرة عند مسلم " .

قلت : يعني الحديث الذي قبل هذا و إنما هو شاهد للشطر الثاني منه و أما الشطر

الأول , فله طريق أخرى عن أنس بنحوه , و لفظه : " قال الله : يا ابن آدم إنك ما

دعوتني .. " . و قد مضى برقم ( 127 ) , فالحديث حسن لغيره .

تنبيه : ( أخشم ) هكذا وقع في " المسند " بالميم . و في التعجيل : ( أخشن )

بالنون و هو الصواب , فقد ضبطه الحافظ عبد الغني بن سعيد الأزدي في " المؤتلف و

المختلف " ص ( 5 ) : " بالخاء المعجمة و الشين المعجمة و النون " . و للحديث

بشطره الأول شاهد آخر من حديث أبي هريرة نحوه بلفظ : " لو أخطأتم " . و قد مضى

برقم ( 903 ) .

1952 " النائحة إذا لم تتب قبل موتها تقام يوم القيامة و عليها سربال من قطران و درع

من جرب " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 595 :

أخرجه مسلم ( 3 / 45 ) و أحمد ( 5 / 42 و 343 و 344 ) عن يحيى بن أبي كثير أن

زيد حدثه أن أبا سلام حدثه أن # أبا مالك الأشعري # حدثه به مرفوعا . و أخرجه

الحاكم ( 1 / 383 ) من هذا الوجه نحوه , و قال : " صحيح على شرط الشيخين " .

و وافقه الذهبي . و فيه نظر , فإن زيدا و جده أبا سلام لم يخرج لهما البخاري في

" صحيحه " , بل في " الأدب المفرد " . و للحديث شاهد من حديث أبي هريرة سبق في

: " أربع في أمتي ليس هم " تحت رقم ( 735 ) . و قد ذكرت هناك أنه لم تذكر فيه

الخصلة الرابعة , و تساءلت هل سقطت من الراوي أم من ناسخ " المجمع " . و الآن

فقد ترجح عندي الأول لأنها سقطت من " كشف الأستار عن زوائد البزار " ( 800 )

أيضا , و الله أعلم .

1953 " يا عائشة قومك أسرع أمتي بي لحاقا . قالت : فلما جلس قلت : يا رسول الله

جعلني الله فداءك لقد دخلت و أنت تقول كلاما ذعرني . قال : و ما هو ? قالت :

تزعم أن قومي أسرع أمتك بك لحاقا . قال : نعم . قالت : و مم ذاك ? قال :

تستحليهم المنايا , و تنفس عليهم أمتهم . قالت : فقلت : فكيف الناس بعد ذلك أو

عند ذلك ? قال : دبى تأكل شداده ضعافه حتى تقوم عليهم الساعة " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 596 :

أخرجه أحمد ( 6 / 81 و 90 ) : حدثنا هاشم قال : حدثنا إسحاق بن سعيد - يعني -

ابن عمرو بن سعيد بن العاص عن أبيه عنها . و هذا سند صحيح على شرط الشيخين ,

و في " المجمع " ( 10 / 28 ) : " رواه أحمد و البزار ببعضه و الطبراني في "

الأوسط " ببعضه أيضا , و إسناد هذه الرواية عند أحمد رجال الصحيح , و في

الرواية الأولى مقال " . يشير إلى الطريق الأخرى الآتية . و للحديث شاهد عن أبي

هريرة بلفظ : " أسرع قبائل العرب " و قد مضى برقم ( 738 ) . و له طريق آخر عنها

- أيضا - بلفظ : " يا عائشة إن أول من يهلك من الناس قومك , قالت : قلت : جعلني

الله فداك أبني تيم ? قال :لا ,و لكن هذا الحي من قريش , تستحليهم المنايا

و تنفس عنهم , أول الناس هلاكا , قلت : فما بقاء الناس بعدهم ? قال : هم صلب

الناس , فإذا هلكوا هلك الناس " . أخرجه أحمد ( 6 / 74 ) : حدثنا موسى بن داود

قال : حدثنا عبد الله بن المؤمل عن ابن أبي مليكة عن عائشة رضي الله عنها .

و عبد الله هذا ضعيف و بقية رجاله ثقات رجال مسلم .

( دبى ) : الدبى - مقصور - : الجراد قبل أن يطير . و قيل : هو نوع يشبه الجراد

, واحدته ( دباة ) . " نهاية " .

1954 " يا حسان ! أجب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم , اللهم أيده بروح القدس " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 597 :

أخرجه البخاري ( 1 / 116 و 7 / 109 ) و مسلم ( 7 / 163 ) عن الزهري قال :

أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف أنه سمع حسان بن ثابت الأنصاري يستشهد

# أبا هريرة # : أنشدك الله هل سمعت النبي صلى الله عليه وسلم : فذكره ? قال

أبو هريرة : نعم . و للزهري فيه إسناد آخر سبق في : " أجب عني " رقم ( 930 ) .

و له شاهد بنحوه من حديث البراء سيأتي بإذن الله برقم ( 1970 ) , و قد مضى برقم

( 801 ) .

1955 " لا يزال طائفة من أمتي ظاهرين حتى يأتيهم أمر الله و هم ظاهرون " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 597 :

أخرجه البخاري ( 4 / 187 و 8 / 149 و 189 ) و مسلم ( 6 / 53 ) و أحمد ( 4 / 244

و 248 و 252 ) من حديث # المغيرة بن شعبة # مرفوعا . و له شواهد كثيرة عن جمع

من الصحابة , مضى ذكر بعضها تحت حديث ( 270 ) و يأتي بعض آخر قريبا بإذن الله .

1956 " لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق حتى تقوم الساعة " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 597 :

أخرجه الحاكم ( 4 / 449 ) و الطيالسي ( ص 9 رقم 38 ) و عنه الدارمي ( 2 / 213 )

و كذا الضياء رقم ( 120 و 121 بتحقيقي ) عن همام حدثنا قتادة عن عبد الله بن

بريدة عن سليمان بن الربيع العدوي عن # عمر بن الخطاب # مرفوعا . و قال الحاكم

: " صحيح الإسناد " . و وافقه الذهبي .

قلت : و رجاله ثقات رجال الستة غير الربيع بن سليمان العدوي فلم أعرفه .

و لقتادة فيه إسناد آخر , رواه الحاكم أيضا ( 4 / 550 ) عن معاذ بن هشام حدثني

أبي عن قتادة عن أبي الأسود الديلي قال : انطلقت أنا و زرعة بن ضمرة الأشعري

إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه , فلقينا عبد الله بن عمرو , فقال : " يوشك أن

لا يبقى في أرض العجم من العرب إلا قتيل أو أسير يحكم في دمه " . فقال زرعة :

أيظهر المشركون على الإسلام ? ! فقال : ممن أنت ? قال من بني عامر بن صعصعة ,

فقال : " لا تقوم الساعة حتى تدافع نساء بني عامر على ذي الخصلة - وثن كان

يسمى في الجاهلية " . قال فذكرنا لعمر بن الخطاب قول عبد الله بن عمرو , فقال :

عمر ثلاث مرات : عبد الله بن عمرو أعلم بما يقول , فخطب عمر بن الخطاب رضي الله

عنه يوم الجمعة فقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره بنحوه .

قال : فذكرنا قول عمر لعبد الله بن عمرو , فقال : صدق نبي الله صلى الله عليه

وسلم إذا كان ذلك كالذي قلت . و قال الحاكم : " صحيح على شرط مسلم " . و في "

التلخيص " للذهبي : " على شرط البخاري و مسلم " . و هو الصواب , فإن رجاله كلهم

من رجال الشيخين . و الحديث أورده في : " المجمع " ( 7 / 288 ) باللفظ الأول ,

و قال : " رواه الطبراني في ( الصغير ) <1> و ( الكبير ) , و رجال الكبير رجال

الصحيح " . و يشهد له الحديث الذي قبله و أحاديث أخرى بنحوه يأتي بعضها بعده .

-----------------------------------------------------------

[1] قلت : و لم نجده في نسختنا من " المعجم الصغير " , و الله أعلم . اهـ .

1957 " لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله

و هم كذلك " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 599 :

أخرجه مسلم ( 6 / 52 - 53 ) و أبو داود ( 2 / 202 ) و الترمذي ( 2 / 36 ) و ابن

ماجة ( 2 / 464 - 465 ) و أحمد ( 5 / 278 - 279 ) و الحاكم أيضا ( 4 / 449 -

450 ) من حديث # ثوبان # مرفوعا . و روى الحديث بزيادة فيه بلفظ : " لا تزال

طائفة من أمتي على الدين ظاهرين , لعدوهم قاهرين لا يضرهم من خالفهم إلا ما

أصابهم من لأواء حتى يأتيهم أمر الله و هم كذلك , قالوا : و أين هم ? قال :

ببيت المقدس و أكناف بيت المقدس " . رواه عبد الله بن الإمام أحمد في " المسند

" ( 5 / 269 ) فقال : وجدت في كتاب أبي بخط يده : حدثني مهدي بن جعفر الرملي

:حدثنا ضمرة عن الشيباني - و اسمه يحيى بن أبي عمرو - عن عمرو بن عبد الله

الحضرمي عن أبي أمامة مرفوعا . و رواه الطبراني في " الكبير " ( 7643 ) من طريق

أخرى عن ضمرة بن ربيعة به . و هذا سند ضعيف لجهالة عمرو بن عبد الله الحضرمي ,

قال الذهبي في " الميزان " : " ما علمت روى عنه سوى يحيى بن أبي عمرو الشيباني

" .و ذكره ابن حبان في " الثقات " على قاعدته التي لم يأخذ بها جمهور العملاء

و لذلك لم يوثقه الحافظ في " التقريب " و إنما قال : " مقبول " أي لين الحديث .

و بقية رجال الإسناد ثقات , و في " المجمع " ( 7 / 288 ) : " رواه عبد الله

و جادة عن خط أبيه , و الطبراني , و رجاله ثقات " . كذا قال و فيه و ما علمت عن

حال الحضرمي .

( تنبيه ) الشيباني كذا في " المسند " و " الميزان " بالشين المعجمة و الصواب :

السيباني بالمهملة المفتوحة و سكون التحتانية بعدها موحدة كما في " التقريب " ,

و هكذا وقع في " الطبراني " . و لحديث أبي أمامة شاهد بنحوه رواه الطبراني ( 20

/ 317 / 754 ) عن مرة البهزي , قال الهيثمي ( 7 / 289 ) : " و فيه جماعة لم

أعرفهم " . كذا قال , و من لم يعرفهم مترجمون في " تاريخ البخاري " و " الجرح و

التعديل " لابن أبي حاتم كما حققه صاحبنا الشيخ حمدي السلفي في تعليقه على

" المعجم " , فالصواب أن يقال : " و فيه من لم يوثق , إلا من ابن حبان , فإنه

وثق أحدهم " . و الله أعلم .

1958 " لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق حتى يأتي أمر الله " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 600 :

أخرجه الطيالسي ( ص 94 رقم 689 ) : حدثنا شعبة عن أبي عبد الله الشامي قال :

سمعت معاوية يخطب و هو يقول : يا أهل الشام حدثني الأنصاري - يعني # زيد بن

أرقم # أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره , و إني أراكموهم يا أهل

الشام . و الحديث قال في " المجمع " ( 7 / 287 ) : " رواه أحمد و البزار

و الطبراني , و أبو عبد الله الشامي ذكره ابن أبي حاتم و لم يجرحه أحد و بقية

رجاله رجال الصحيح " .

قلت : " هو في المسند ( 4 / 369 ) من طريق الطيالسي , و أبو عبد الله الشامي من

التراجم التي لم يقف عليها الحافظ , فقد قال في " التعجيل " : أبو عبد الله

الشامي عن معاوية و عن شعبة . كذا ذكره الهيثمي و لم أر له في أصل المسند ذكرا

و لا أورده الحسيني " . و في " الميزان " : " أبو عبد الله الشامي عن تميم

الداري و عنه ضرار بن عمرو الملطي لا يعرف " .

قلت : و هو من هذه الطبقة , فلعله من هذا الذي روى عنه شعبة , فيكون له راويان

. و قد قيل : إن شعبة لا يروي إلا عن ثقة . و الله أعلم . و قد صح عن معاوية

أنه سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم بلفظ : " لا تزال طائفة من أمتي قائمة

بأمر الله لا يضرهم من خذلهم أو خالفهم حتى يأتي أمر الله و هو ظاهرون على

الناس " . أخرجه مسلم ( 6 / 53 ) و أحمد ( 4 / 101 ) عن يحيى بن حمزة عن عبد

الرحمن بن يزيد بن جابر أن عمير بن هانىء حدثه قال : سمعت معاوية على المنبر

يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره , و زاد أحمد : فقام

مالك بن يخامر السكسكي فقال : يا أمير المؤمنين سمعت معاذ بن جبل يقول : و هم

أهل الشام , فقال معاوية - و رفع صوته - : هذا مالك يزعم أنه سمع معاذا يقول :

و هم أهل الشام . و أخرجه البخاري ( 4 / 187 و 8 / 189 ) عن الوليد بن مسلم قال

: حدثني ابن جابر به نحوه , و فيه الزيادة . و للحديث طرق أخرى عن معاوية فانظر

: لا تزال أمة من أمتي " رقم ( 1971 ) و " من يرد الله به خيرا يفقهه .. " رقم

( 1195 ) .

1959 " لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق , ظاهرين على من ناوأهم حتى يقاتل

آخرهم المسيح الدجال " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 602 :

أخرجه أبو داود ( 1 / 388 - 389 ) و الحاكم ( 4 / 450 ) و أحمد ( 4 / 429 و 437

) من طريق حماد بن سلمة عن قتادة عن مطرف بن عبد الله الشخير عن # عمران بن

حصين # مرفوعا . و قال الحاكم : " صحيح على شرط مسلم " . و وافقه الذهبي , و هو

كما قالا . و قد تابعه أبو العلاء بن الشخير و اسمه يزيد بن عبد الله بن الشخير

عن أخيه مطرف قال : قال لي عمران : إني لأحدثك بالحديث اليوم ينفعك الله عز وجل

به بعد اليوم , اعلم أن خير عباد الله تبارك و تعالى الحمادون , و اعلم أنه لن

تزال طائفة من أهل الإسلام يقاتلون عن الحق ظاهرين على من ناوأهم , حتى يقاتلوا

المسيح الدجال , و اعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أعمر من أهله في

العشر , فلم تنزل آية تنسخ ذلك , و لم ينه عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم

حتى مضى لوجهه , ارتأى كل امرئ بعد ما شاء الله أن يرتئي " . أخرجه أحمد ( 4 /

434 ) : حدثنا إسماعيل أنبأنا الجريري عن أبي العلاء بن الشخير به . و هذا سند

صحيح على شرط الستة . و بهذا الإسناد أخرجه مسلم ( 4 / 47 ) دون التعليمين

الأولين , و كذلك رواه ابن ماجة ( 2 / 229 ) عن أبي أسامة عن الجريري . و قد

كنت ذكرت الحديث من الطريق الأول مختصرا برقم ( 270 ) من مصدر عزيز , و هذا

متمم لما هناك .

1960 " لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة , قال :

فينزل عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم فيقول أميرهم : تعال صل لنا , فيقول :

لا , إن بعضكم على بعض أمراء , تكرمة الله على هذه الأمة " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 602 :

أخرجه مسلم ( 1 / 95 و 6 / 53 ) و أحمد ( 3 / 384 ) من طريق ابن جريج أخبرني

أبو الزبير أنه سمع #جابر بن عبد الله # يقول : فذكره . و تابعه ابن لهيعة عن

أبي الزبير به . أخرجه أحمد ( 3 / 345 ) و البخاري في " التاريخ " ( 3 / 1 /

451 ) .

1961 " لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الناس يرفع <1> الله قلوب أقوام يقاتلونهم

, و يرزقهم الله منهم حتى يأتي أمر الله عز وجل و هم على ذلك , ألا إن عقر دار

المؤمنين الشام , و الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة " .

----------------------------

[1] كذا الأصل , و لعل الصواب ( يزيغ ) . انظر الحديث ( 1935 ) . اهـ .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 603 :

أخرجه أحمد ( 4 / 104 ) من طريق إسماعيل بن عياش عن إبراهيم بن سليمان عن

الوليد بن عبد الرحمن الجرشي عن جبير بن نفير أن # سلمة بن نفيل # أخبرهم أنه

أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : إنى سئمت الخيل , و ألقيت السلاح و وضعت

الحرب أوزارها , قلت : لا قتال , فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : الآن جاء

القتال , لا تزال ... إلخ . و هذا إسناد شامي حسن , رجاله كلهم موثقون . و قد

جاء من طريق أخرى عن الجرشي بلفظ : " لا تزال من أمتي " و قد مضى ذكره تحت

الحديث ( 1935 ) .

1962 " لا تزال طائفة من أمتي قوامة على أمر الله , لا يضرها من خالفها " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 603 :

أخرجه ابن ماجة ( 1 / 7 ) من طريق أبي علقمة نصر بن علقمة عن عمير بن الأسود

و كثير بن مرة الحضرمي عن # أبي هريرة # مرفوعا . و هذا سند حسن إن شاء الله

تعالى , رجاله رجال الصحيح غير نصر بن علقمة , و قد وثق , و في " التقريب " إنه

" مقبول " . و للحديث طريق أخرى مضى بلفظ : " لن يزال على هذا الأمر " و اعلم

أنني كنت خرجت الحديث من رواية عمران فيما تقدم ( 270 ) , و ذكرت هناك أن

الحديث رواه جمع آخر من الصحابة بلغ عددهم ثمانية , و أخرجت أحاديثهم باختصار

دون أن أسوق متونهم و ألفاظهم , و كان الغرض هناك إفادة القراء ما قاله علماء

الأمة و أئمة الحديث في الطائفة المنصورة , و أنهم أهل الحديث , و الآن توجهت

الهمة في تخريج أحاديثهم , و أحاديث آخرين منهم من ذكر ألفاظهم , ليتبين ما

فيها من فوائد و زيادات لا يمكن الحصول عليها إلا بهذا التخريج . و الموفق الله

سبحانه و تعالى .

1963 " لولا أنكم تذنبون لخلق الله خلقا يذنبون فيغفر لهم " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 604 :

أخرجه مسلم ( 8 / 94 ) و الترمذي ( 2 / 270 ) و أحمد ( 5 / 414 ) من طريق محمد

ابن قيس - قاص عمر بن عبد العزيز - عن أبي صرمة عن أبي أيوب أنه قال حين حضرته

الوفاة : كنت كتمت عنكم شيئا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم , سمعت

رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره . و قال الترمذي : " حديث حسن غريب

" . قلت : و إنما لم يصححه الترمذي - و الله أعلم - مع ثقة رجاله لأن فيه

انقطاعا بين أبي صرمة و هو صحابي اسمه مالك بن قيس - و بين محمد بن قيس و لم

يسمع منه . قال الحافظ في ترجمته من " التقريب " : " ثقة من السادسة , و حديثه

عن الصحابة مرسل " . لكن قد تابعه عند مسلم محمد بن كعب القرظي , و قد روي عن

جمع من الصحابة و قد سبق بلفظ : " لو أنكم لم تكن لكم ذنوب " ( رقم 968 ) .

و ذكرنا له هناك بعض الشواهد ( 969 - 970 ) , و أشرت إلى هذا الحديث .

و تقدم له شاهدان من حديث أبي هريرة ( 1950 ) . و حديث أنس بن مالك ( 1951 ) .

و في كل منهما زيادة هامة بلفظ : " فيستغفرون الله , فيغفر لهم " . و ذلك لأنه

ليس المقصود من هذه الأحاديث - بداهة - الحض على الإكثار من الذنوب و المعاصي ,

و لا الإخبار فقط بأن الله غفور رحيم , و إنما الحض على الإكثار من الاستغفار ,

ليغفر الله له ذنوبه , فهذا هو المقصود بالذات من هذه الأحاديث , و إن اختصر

ذلك منه بعض الرواة . و الله أعلم .

1964 " هذا أمين هذه الأمة . يعني أبا عبيدة " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 605 :

أخرجه مسلم ( 1297 ) و الحاكم ( 3 / 267 ) و أحمد ( 3 / 125 ) و أبو يعلى

( 2 / 831 ) من طرق عن حماد بن سلمة عن ثابت عن # أنس # : " أن أهل اليمن قدموا

على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : ابعث معنا رجلا يعلمنا السنة و

الإسلام , قال : فأخذ بيد أبي عبيدة , و قال .... " فذكره , و السياق لمسلم ,

و لفظ الحاكم : " يعلمنا القرآن " . و قال : " صحيح على شرط مسلم , و لم يخرجاه

بذكر القرآن " .

قلت : و في الحديث فائدة هامة , و هي أن خبر الآحاد حجة في العقائد , كما هو

حجة في الأحكام , لأننا نعلم بالضرورة أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يبعث أبا

عبيدة إلى أهل اليمن ليعلمهم الأحكام فقط , بل و العقائد أيضا , فلو كان خبر

الآحاد لا يفيد العلم الشرعي في العقيدة , و لا تقوم به الحجة فيها , لكان

إرسال أبي عبيدة وحده إليهم ليعلمهم , أشبه شيء بالعبث . و هذا مما يتنزه

الشارع عنه . فثبت يقينا إفادته العلم . و هو المقصود , و لي في هذه المسألة

الهامة رسالتان معروفتان مطبوعتان مرارا , فليراجعهما من أراد التفصيل فيها .

1965 " لو تدومون على ما تكونون عندي في الخلاء لصافحتكم الملائكة حتى تظلكم

بأجنحتها عيانا , و لكن ساعة و ساعة " .‏

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 606 :

أخرجه أبو يعلى ( 2 / 786 ) : حدثنا محمد حدثنا عبد الرزاق أنبأنا معمر عن

قتادة عن # أنس # : قال أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم : يا رسول الله إنا إذا

كنا عندك رأينا في أنفسنا ما نحب , و إذا رجعنا إلى أهلينا فخالطناهم أنكرنا

أنفسنا , فقال النبي صلى الله عليه وسلم ... فذكره .

قلت : و هذا إسناد صحيح , رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد هذا , و هو ابن

مهدي الأيلي , قال ابن أبي حاتم ( 4 / 1 / 106 ) : " روى عن أبي داود الطيالسي

, روى عنه أبو زرعة رحمه الله " .

قلت : و شيوخ أبي زرعة ثقات , فالإسناد صحيح . ثم رأيت ابن حبان قد أخرجه (

2493 ) من طريق أبي قديد عبيد الله بن فضالة حدثنا عبد الرزاق به . و هذه

متابعة قوية لابن مهدي هذا , فإن ابن فضالة ثقة ثبت كما في " التقريب " .

و للحديث شاهد من رواية حنظلة الأسيدي مضى برقم ( 1948 ) .

1966 " يقضي الله بين خلقه الجن و الإنس و البهائم , و إنه ليقيد يومئذ الجماء من

القرناء حتى إذا لم يبق تبعة عند واحدة لأخرى قال الله : كونوا ترابا , فعند

ذلك يقول الكافر : * ( يا ليتني كنت ترابا )* " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 606 :

أخرجه ابن جرير في " تفسيره " ( 30 / 17 - 18 ) من طريق إسماعيل بن رافع المدني

عن يزيد بن زياد عن محمد بن كعب القرظي عن رجل من الأنصار عن # أبي هريرة #

مرفوعا به .

قلت : و هذا إسناد ضعيف , إسماعيل بن رافع المدني , قال الحافظ : " ضعيف الحفظ

" . و الرجل الأنصاري لم أعرفه لكنه قد توبع فأخرجه ابن جرير من طريق جعفر بن

برقان عن يزيد بن الأصم عن أبي هريرة قال : " إن الله يحشر الخلق كلهم , كل

دابة و طائر و إنسان , يقول للبهائم و الطير : كونوا ترابا , فعند ذلك يقول

الكافر : *( يا ليتني كنت ترابا )* " .

قلت : و هذا إسناد صحيح , و رجاله ثقات رجال مسلم غير ابن ثور و هو محمد

الصنعاني و هو و إن كان موقوفا فإنه شاهد قوي للمرفوع لأنه لا يقال من قبل

الرأي . و يشهد له ما عند ابن جرير أيضا من طريق عوف عن أبي المغيرة عن عبد

الله بن عمرو قال : إذا كان يوم القيامة مد الأديم و حشر الدواب و البهائم

و الوحش , ثم يحصل القصاص بين الدواب , يقتص للشاة الجماء من الشاة القرناء

نطحتها , فإذا فرغ من القصاص بين الدواب قال لها : كوني ترابا , قال : فعند ذلك

يقول الكافر : *( يا ليتني كنت ترابا )* .

قلت : و إسناد جيد , رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي المغيرة هذا و هو القواس

لا يسمى , قال الذهبي في الميزان : " لينه سليمان التميمي , و قال ابن المديني

: لا أعلم أحدا روى عنه غير عوف " .

قلت : لكن قال ابن معين : إنه ثقة كما في " الجرح و التعديل " ( 4 / 2 / 439 )

و ذكره ابن حبان في " الثقات " , فثبت الإسناد , و الحمد لله على توفيقه .

و في حشر البهائم و القصاص بينها أحاديث كثيرة , سأذكر ما وقفت عليه منها في

الحديث الآتي .

1967 " يقتص الخلق بعضهم من بعض , حتى الجماء من القرناء , و حتى الذرة من الذرة " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 608 :

أخرجه أحمد ( 2 / 363 ) : حدثنا عبد الصمد حدثنا حماد عن واصل عن يحيى بن عقيل

عن #أبي هريرة #أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .

قلت : و هذا إسناد صحيح , رجاله كلهم ثقات رجال مسلم . و واصل هو مولى أبي

عيينة . و حماد هو ابن سلمة البصري . و عبد الصمد هو ابن عبد الوارث البصري .

و الحديث قال الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 10 / 352 ) تبعا للمنذري في

" الترغيب " ( 4 / 201 ) : " رواه أحمد , و رجاله رجال الصحيح " .

قلت : و أصله في " الصحيح " من طريق العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة

بلفظ : " لتؤدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة

القرناء " . أخرجه مسلم ( 7 / 18 - 19 ) . و الترمذي ( 4 / 292 بشرح التحفة )

و أحمد ( 2 / 235 و 301 و 411 ) من طرق عنه به . و قال الترمذي : " حديث حسن

صحيح " . و في لفظ لأحمد : " حتى يقتص للشاة الجماء من الشاة القرناء تنطحها "

. و إسناده صحيح أيضا على شرط مسلم . و له طريق أخرى , فقال ابن لهيعة : عن

دراج أبي السمح عن أي حجيرة عن أبي هريرة مرفوعا بلفظ : " ألا و الذي نفسي بيده

ليختصمن كل شيء يوم القيامة , حتى الشاتان فيما انتطحتا " . أخرجه أحمد ( 2 /

290 ) بإسناد قال المنذري : " حسن " .

قلت : و لعله يعني لغيره , فإن ابن لهيعة سيء الحفظ و كذلك دراج أبو السمح .

و رواه الطبراني في " الأوسط " بنحوه , قال الهيثمي : " و فيه جابر بن يزيد

الجعفي , و هو ضعيف " . و أخرجه عبد بن حميد و ابن جرير و ابن المنذر و ابن أبي

حاتم و البيهقي في " البعث " عن أبي هريرة أيضا قال : " يحشر الخلائق كلهم يوم

القيامة و البهائم و الدواب و الطير و كل شيء , فيبلغ من عدل الله أن يأخذ

للجماء من القرناء , ثم يقول : كوني ترابا فذلك حين يقول الكافر : *( يا ليتني

كنت ترابا )* " : أورده السيوطي في " الدر المنثور " ( 6 / 310 ) و لم يتكلم

على إسناده كما هي عادته و هو عند ابن جرير ( 30 / 17 ) قوي كما سبق قريبا

و موضع الشاهد منه صحيح قطعا عنه مرفوعا للطرق السابقة , و لشواهده الآتية :

الأول : عن أبي سعيد الخدري مرفوعا مثل حديث أبي هريرة من الطريق الأخرى .

أخرجه أحمد أيضا ( 3 / 29 ) عن ابن لهيعة أيضا حدثنا دراج عن أبي الهيثم عنه .

و قد عرفت حال ابن لهيعة و شيخه آنفا .

الثاني : عن أبي ذر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان جالسا , و شاتان

تقترنان , فنطحت إحدهما الأخرى فأجهضتها , قال : فضحك رسول الله صلى الله عليه

وسلم فقيل له : ما يضحكك يا رسول الله ! قال : " عجبت لها , و الذي نفسي بيده

ليقادن لها يوم القيامة " . أخرجه أحمد ( 5 / 173 ) عن ليث عن عبد الرحمن بن

ثروان عن الهزيل بن شرحبيل عنه . و هذا إسناد جيد في الشواهد و المتابعات ,

رجاله ثقات رجال " الصحيح " غير ليث و هو ابن أبي سليم , ضعيف لاختلاطه و لكنه

قد توبع , فرواه منذر الثوري عن أشياخ له ( و في رواية لهم ) عن أبي ذر مختصرا

و فيه : " يا أبا ذر ! هل تدري فيم تنطحان ? قال : لا , قال : لكن الله يدري ,

و سيقضي بينهما " . أخرجه أحمد أيضا ( 5 / 162 ) .

قلت : و هذا إسناد صحيح عندي , فإن رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير الأشياخ

الذين لم يسموا و هم جمع من التابعين , يغتفر الجهل بحالهم لاجتماعهم على رواية

هذا الحديث , و لا يخدج في ذلك قوله في الرواية الأولى : " أشياخ له " فإنه لا

منافاة بين الروايتين لأن الأقل يدخل في الأكثر , و زيادة الثقة مقبولة , و قد

خفيت هذه الرواية الأخرى على الهيثمي , فقال عقب الرواية المطولة و المختصرة :

" رواه كله أحمد و البزار بالرواية الأولى و كذلك الطبراني في " المعجم الأوسط

" و فيه ليث بن أبي سليم , و هو مدلس ( ! ) و بقية رجال أحمد رجال الصحيح غير

شيخه ابن أبي عائشة و هو ثقة , و رجال الرواية الثانية رجال الصحيح , و فيها

راو لم يسم " !

الثالث : عن عثمان بن عفان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن الجماء

لتقتص من القرناء يوم القيامة " . أخرجه أحمد ( 1 / 72 ) عن حجاج بن نصير حدثنا

شعبة عن العوام بن مراجم - من بني قيس بن ثعلبة - عن أبي عثمان النهدي عنه .

قلت : و هذا إسناد رجاله ثقات غير حجاج بن نصير و هو ضعيف كما في " التقريب " .

الرابع : عن عبد الله بن أبي أوفى مرفوعا بلفظ : " إنه ليبلغ من عدل الله يوم

القيامة حتى يقتص للجماء من ذات القرن " .

أخرجه الطبراني في " الأوسط " ( 9582 ) عن علي بن سنان أخبرنا بشر بن محمد

الواسطي حدثنا عبد الله بن عمران الواسطي عن عطاء بن السائب عن عبد الله بن أبي

أوفى , و قال : " لم يروه عن عطاء إلا عبد الله بن عمران , و لا عنه إلا بشر بن

محمد , تفرد به علي بن سنان " . قال الهيثمي : " رواه الطبراني في " الأوسط "

و فيه من لم أعرفهم و عطاء بن السائب اختلط " .

الخامس : عن ثوبان مرفوعا نحو الحديث الذي قبله . أخرجه الطبراني في " الكبير "

( 1421 ) و فيه زيد بن ربيعة و قد ضعفه جماعة , و قال ابن عدي : أرجو أن لا بأس

به و بقية رجاله ثقات .

( فائدة ) قال النووي في " شرح مسلم " تحت حديث الترجمة : " هذا تصريح بحشر

البهائم يوم القيامة و إعادتها يوم القيامة كما يعاد أهل التكليف من الآدميين

و كما يعاد الأطفال و المجانين , و من لم تبلغه دعوة . و على هذا تظاهرت دلائل

القرآن و السنة , قال الله تعالى : *( و إذا الوحوش حشرت )* و إذا ورد لفظ

الشرع و لم يمنع من إجرائه على ظاهره عقل و لا شرع , وجب حمله على ظاهره . قال

العلماء : و ليس من شرط الحشر و الإعادة في القيامة المجازاة و العقاب و الثواب

. و أما القصاص من القرناء للجلحاء فليس هو من قصاص التكليف , إذ لا تكليف

عليها بل هو قصاص مقابلة , و ( الجلحاء ) بالمد هي الجماء التي لا قرن لها .

و الله أعلم " . و ذكر نحوه ابن الملك في " مبارق الأزهار " ( 2 / 293 ) مختصرا

. و نقل عنه العلامة الشيخ علي القاريء في " المرقاة " ( 4 / 761 ) أنه قال :

" فإن قيل : الشاة غير مكلفة , فكيف يقتص منها ? قلنا : إن الله تعالى فعال لما

يريد و لا يسأل عما يفعل و الغرض منه إعلام العباد أن الحقوق لا تضيع بل يقتص

حق المظلوم من الظالم " . قال القاريء : " و هو وجه حسن , و توجيه مستحسن , إلا

أن التعبير عن الحكمة بـ ( الغرض ) وقع في غير موضعه . و جملة الأمر أن القضية

دالة بطريق المبالغة على كمال العدالة بين كافة المكلفين , فإنه إذا كان هذا

حال الحيوانات الخارجة عن التكليف , فكيف بذوي العقول من الوضيع و الشريف ,

و القوي و الضعيف ? " .

قلت : و من المؤسف أن ترد كل هذه الأحاديث من بعض علماء الكلام بمجرد الرأي ,

و أعجب منه أن يجنح إليه العلامة الألوسي ! فقال بعد أن ساق الحديث عن أبي

هريرة من رواية مسلم و من رواية أحمد بلفظ الترجمة عند تفسيره آية *( و إذا

الوحوش حشرت )* في تفسيره " روح المعاني " ( 9 / 306 ) : " و مال حجة الإسلام

الغزالي و جماعة إلى أنه لا يحشر غير الثقلين لعدم كونه مكلفا و لا أهلا لكرامة

بوجه , و ليس في هذا الباب نص من كتاب أو سنة معول عليها يدل على حشر غيرهما من

الوحوش , و خبر مسلم و الترمذي و إن كان صحيحا لكنه لم يخرج مخرج التفسير للآية

و يجوز أن يكون كناية عن العدل التام . و إلى هذا القول أميل و لا أجزم بخطأ

القائلين بالأول لأن لهم ما يصلح مستندا في الجملة . و الله تعالى أعلم " .

قلت : كذا قال - عفا الله عنا و عنه - و هو منه غريب جدا لأنه على خلاف ما

نعرفه عنه في كتابه المذكور , من سلوك الجادة في تفسير آيات الكتاب على نهج

السلف , دون تأويل أو تعطيل , فما الذي حمله هنا على أن يفسر الحديث على خلاف

ما يدل عليه ظاهره , و أن يحمله على كناية عن العدل التام , أليس هذا تكذيبا

للحديث المصرح بأنه يقاد للشاة الجماء من الشاة القرناء , فيقول هو تبعا لعلماء

الكلام : إنه كناية ! ... أي لا يقاد للشاة الجماء . و هذا كله يقال لو وقفنا

بالنظر عند رواية مسلم المذكورة , أما إذا انتقلنا به إلى الروايات الأخرى

كحديث الترجمة و حديث أبي ذر و غيره , فإنها قاطعة في أن القصاص المذكور هو

حقيقة و ليس كناية , و رحم الله الإمام النووي , فقد أشار بقوله السابق :

" و إذا ورد لفظ الشرع و لم يمنع من إجرائه على ظاهره عقل و لا شرع وجب حمله

على ظاهره " .

قلت : أشار بهذا إلى رد التأويل المذكور و بمثل هذا التأويل أنكر الفلاسفة و

كثير من علماء الكلام كالمعتزلة و غيرهم رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة و

علوه على عرشه و نزوله إلى السماء الدنيا كل ليلة و مجيئه تعالى يوم القيامة .

و غير ذلك من آيات الصفات و أحاديثها . و بالجملة , فالقول بحشر البهائم

و الاقتصاص لبعضها من بعض هو الصواب الذي لا يجوز غيره , فلا جرم أن ذهب إليه

الجمهور كما ذكر الألوسي نفسه في مكان آخر من " تفسيره " ( 9 / 281 ) , و به

جزم الشوكاني في تفسير آية " التكوير " من تفسيره " فتح القدير " , فقال ( 5 /

377 ) : " الوحوش ما توحش من دواب البر , و معنى ( حشرت ) بعثت , حتى يقتص

بعضها من بعض , فيقتص للجماء من القرناء " . و قد اغتر بكلمة الألوسي المتقدمة

النافية لحشر الوحوش محرر " باب الفتاوي " في مجلة الوعي الإسلامي السنة

الثانية , العدد 89 ص 107 , فنقلها عنه , مرتضيا لها معتمدا عليها , و ذلك من

شؤم التقليد و قلة التحقيق . و الله المستعان و هو ولي التوفيق .

1968 " إنا قد بايعناك فارجع " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 614 :

هو من حديث # الشريد بن سويد # قال : كان في وفد ثقيف رجل مجذوم , فأرسل إليه

النبي صلى الله عليه وسلم : فذكره . أخرجه مسلم ( 7 / 37 ) و النسائي ( 2 / 184

) و ابن ماجة ( 2 / 364 ) و الطيالسي ( رقم 1270 ) و أحمد ( 4 / 389 - 390 ) عن

يعلى بن عطاء عن عمرو بن الشريد عن أبيه به . و أخرجه الطبراني في " المعجم

الكبير " ( 7247 ) من طريق شريك عن يعلى بن عطاء بلفظ : أن مجذوما أتى النبي

صلى الله عليه وسلم ليبايعه , فأتيته فذكرت له , فقال : " ائته فأعلمه أني قد

بايعته فليرجع " .

قلت : و في الحديث إثبات العدوى و الاحتراز منها , فلا منافاة بينه و بين حديث

" لا عدوى " لأن المراد به نفي ما كانت الجاهلية تعتقده أن العاهة تعدي بطبعها

لا بفعل الله تعالى و قدرته , فهذا هو المنفي , و لم ينف حصول الضرر عنه ذلك

بقدر الله و مشيئته , و هذا ما أثبته حديث الترجمة , و أرشد فيه إلى الابتعاد

عما قد يحصل الضرر منه بقدر الله و فعله .

1969 " اللهم اجعله هاديا مهديا و اهده و اهد به . يعني معاوية " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 615 :

أخرجه الترقفي في " حديثه " ( ق 45 / 1 ) : حدثنا أبو مسهر حدثنا سعيد بن عبد

العزيز عن ربيعة بن يزيد عن # عبد الرحمن بن أبي عميرة المزني # - قال سعيد :

و كان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال

في معاوية ... فذكره . و من هذا الوجه أخرجه البخاري في " التاريخ " ( 4 / 1 /

327 ) و الترمذي ( 2 / 316 - بولاق ) , و ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 2 /

133 / 1 و 16 / 243 / 2 ) , و قال الترمذي : " حديث حسن غريب " .

و أقول : رجاله كلهم ثقات رجال مسلم , فكان حقه أن يصحح , فلعل الترمذي اقتصر

على تحسينه لأن سعيد بن عبد العزيز كان قد اختلط قبل موته , كما قال أبو مسهر

و ابن معين , لكن الظاهر أن هذا الحديث تلقاه عنه أبو مسهر قبل اختلاطه , و إلا

لم يروه عنه لو سمعه في حالة اختلاطه , لاسيما و قد قال أبو حاتم : " كان أبو

مسهر يقدم سعيد بن عبد العزيز على الأوزاعي " .

قلت : أفتراه يقدمه على الإمام الأوزاعي و هو يروي عنه في اختلاطه ? ! . و قد

تابعه جمع : 1 - رواه ابن محمد الدمشقي أخبرنا سعيد أخبرنا ربيعة بن يزيد سمعت

عبد الرحمن بن أبي عميرة المزني يقول : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول في

معاوية بن أبي سفيان : فذكره . أخرجه البخاري في " التاريخ " و ابن عساكر .

2 - الوليد بن مسلم مقرونا بمحمد بن مروان - و لعله مروان بن محمد - قالا :

أخبرنا سعيد بن عبد العزيز به مسلسلا بالسماع . أخرجه ابن عساكر , و أخرجه أحمد

( 4 / 216 ) عن الوليد وحده .

3 - عمر بن عبد الواحد عن سعيد بن عبد العزيز به مسلسلا . أخرجه ابن عساكر .

4 - محمد بن سليمان الحراني : أخبرنا سعيد بن عبد العزيز به مصرحا بسماع عبد

الرحمن بن أبي عميرة إياه من النبي صلى الله عليه وسلم . أخرجه ابن عساكر .

قلت : فهذه خمسة طرق عن سعيد بن عبد العزيز , و كلهم من ثقات الشاميين , و يبعد

عادة أن يكونوا جميعا سمعوه منه بعد الاختلاط , و كأنه لذلك لم يعله الحافظ

بالاختلاط , فقد قال في ترجمة ابن أبي عميرة من " الإصابة " : " ليس للحديث علة

إلا الاضطراب , فإن رواته ثقات , فقد رواه الوليد ابن مسلم و عمر بن عبد الواحد

عن سعيد بن عبد العزيز مخالفا أبا مسهر في شيخه , قالا : عن سعيد عن يونس بن

ميسرة عن عبد الرحمن بن أبي عميرة أخرجه ابن شاهين من طريق محمود بن خالد عنهما

, و كذا أخرجه ابن قانع من طريق زيد بن أبي الزرقاء عن الوليد بن مسلم " .

قلت : رواية الوليد هذه أخرجها ابن عساكر أيضا من طريق أخرى عنه , لكن قد تقدمت

الرواية عنه و عن عمر بن عبد الواحد على وفق رواية أبي مسهر , فهي أرجح من

روايتهما المخالفة لروايته , لاسيما و قد تابعه عليها مروان بن محمد الدمشقي

و محمد بن سليمان الحراني كما تقدم , و لذلك قال الحافظ ابن عساكر : " و قول

الجماعة هو الصواب " . و إذا كان الأمر كذلك , فالاضطراب الذي ادعاه الحافظ ابن

حجر إن سلم به , فليس من النوع الذي يضعف الحديث به , لأن وجوه الاضطراب ليست

متساوية القوة , كما يعلم ذلك الخبير بعلم مصطلح الحديث . و بالجملة , فاختلاط

سعيد بن عبد العزيز لا يخدج أيضا في صحة الحديث . و أما قول ابن عبد البر في

الحديث و رواية ابن أبي عميرة : " لا تصح صحبته , و لا يثبت إسناد حديثه " .

فهو و إن أقره الحافظ عليه في " التهذيب " فقد رده في " الإصابة " أحسن الرد

متعجبا منه , فقد ساق له في ترجمته عدة أحاديث مصرحا فيها بالسماع من النبي صلى

الله عليه وسلم , ثم قال : " و هذه الأحاديث , و إن كان لا يخلوا إسناد منها من

مقال , فمجموعها يثبت لعبد الرحمن الصحبة , فعجب من قول ابن عبد البر ( فذكره )

, و تعقبه ابن فتحون و قال : لا أدري ما هذا ? فقد رواه مروان بن محمد الطاطري

و أبو مسهر , كلاهما عن ربيعة بن يزيد أنه سمع عبد الرحمن بن أبي عميرة أنه سمع

رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " . ( قال الحافظ ) : " و فات ابن فتحون

أن يقول : هب أن هذا الحديث الذي أشار إليه ابن عبد البر ظهرت له فيه علة

الانقطاع , فما يصنع في بقية الأحاديث المصرحة بسماعه من النبي صلى الله عليه

وسلم ? ! فما الذي يصحح الصحبة زائدا على هذا , مع أنه ليس للحديث الأول علة

إلا الاضطراب ... " إلخ كلامه المتقدم .

قلت : فلا جرم أن جزم بصحبته أبو حاتم و ابن السكن , و ذكره البخاري و ابن سعد

و ابن البرقي و ابن حبان و عبد الصمد بن سعيد في " الصحابة " و أبو الحسن بن

سميع في الطبقة الأولى من " الصحابة " الذين نزلوا حمص , كما في " الإصابة "

لابن حجر , فالعجب منه كيف لم يذكر هذه الأقوال أو بعضها على الأقل في

" التهذيب " و هو الأرجح , و ذكر فيه قول ابن عبد البر المتقدم و هو المرجوح !

و هذا مما يرشد الباحث إلى أن مجال الاستدراك عليه و على غيره من العلماء مفتوح

على قاعدة : كم ترك الأول للآخر ! . و مما يرجح هذا القول إخراج الإمام أحمد

لهذا الحديث في " مسنده " كما تقدم , فإن ذلك يشعر العارف بأن ابن أبي عميرة

صحابي عنده , و إلا لما أخرج له , لأنه يكون مرسلا لا مسندا . ثم إن للحديث

طريقا أخرى , يرويه عمرو بن واقد عن يونس بن حلبس عن أبي إدريس الخولاني عن

عمير بن سعد الأنصاري قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره .

أخرجه الترمذي و ابن عساكر , و قال الترمذي : " حديث غريب , و عمرو بن واقد

يضعف " . ثم رواه ابن عساكر عن الوليد بن سليمان عن عمر بن الخطاب مرفوعا به .

و قال : " الوليد بن سليمان لم يدرك عمر " . و بالجملة فالحديث صحيح , و هذه

الطرق تزيده قوة على قوة .

1970 " اذهب إلى أبي بكر ليحدثك حديث القوم و أيامهم و أحسابهم , ثم اهجهم و جبريل

معك " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 618 :

أخرجه الحاكم ( 3 / 488 - 489 ) عن حاتم بن أبي صغيرة أبي يونس القشيري عن سماك

ابن حرب رفع الحديث , و عن جابر عن السدي عن # البراء بن عازب # : أن رسول الله

صلى الله عليه وسلم أتى فقيل : يا رسول الله ! إن أبا سفيان بن الحارث بن عبد

المطلب يهجوك , فقام ابن رواحة فقال : يا رسول الله ايذن لي فيه , فقال : أنت

الذي تقول : " ثبت الله ... ? قال : نعم , قلت يا رسول الله " فثبت الله ما

أعطاك من حسن تثبيت موسى و نصرا مثل ما نصروا " . قال " و أن يفعل الله بك خيرا

مثل ذلك " . قال : ثم وثب كعب فقال : يا رسول الله : ايذن لي فيه . قال : "

أنت الذي تقول : " همت .. " . قال نعم , قلت : يا رسول الله " همت سخينة أن

تغالب ربها فليغلبن مغالب الغلاب " . قال : " أما إن الله لم ينس لك ذلك " .

قال : ثم قام حسان فقال : يا رسول الله ! ايذن لي فيه , و أخرج لسانا له أسود ,

فقال : يا رسول الله ! ايذن لي إن شئت أفريت به المزاد . فقال : الحديث . و قال

" صحيح الإسناد " . و وافقه الذهبي . كذا قالا , و جابر هو ابن يزيد الجعفي , و

هو ضعيف , لكن تابعه سماك بن حرب مرسلا فيتقوى به . و قد جاء الحديث من طرق

أخرى عن البراء مختصرا فانظر : " اهج المشركين " و قد مضى برقم ( 801 ) .

1971 " لا تزال أمة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله

و هم ظاهرون على الناس " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 619 :

أخرجه أحمد ( 4 / 99 ) : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن معاوية بن صالح عن ربيعة

ابن يزيد عن عبد الله بن عامر اليحصبي قال : سمعت # معاوية #يحدث و هو يقول :

إياكم و أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم , إلا حديثا كان على عهد عمر ,

فإن عمر رضي الله عنه كان أخاف الناس في الله عز وجل , سمعت رسول الله صلى الله

عليه وسلم يقول :

قلت : فذكر ثلاثة أحاديث هذا أحدها . و الثاني : ( إنما أنا خازن ... ) .

و الثالث : ( من يرد الله به خيرا يفقهه .. ) , و قد سبقا برقم ( 971 و 1194 )

. و هذا سند صحيح على شرط مسلم , و قد أخرج به في صحيحه الحديثين المشار إليهما

. و قد ورد الحديث بألفاظ أخرى من طرق كثيرة عن معاوية و غيره , فانظر " لا

تزال طائفة .. " رقم ( 1958 ) .

1972 " إن هذه الوبرة من غنائمكم , و إنه ليس لي فيها إلا نصيبي معكم , إلا الخمس

و الخمس مردود عليكم , فأدوا الخيط و المخيط و أكبر من ذلك و أصغر و لا تغلوا ,

فإن الغلول نار و عار على أصحابه فى الدنيا و الآخرة . و جاهدوا الناس في الله

تبارك و تعالى القريب و البعيد , و لا تبالوا في الله لومة لائم و أقيموا حدود

الله في الحضر و السفر و جاهدوا في سبيل الله , فإن الجهاد باب من أبواب الجنة

عظيمة , ينجي الله تبارك و تعالى به من الغم و الهم " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 620 :

أخرجه أحمد ( 5 / 314 و 316 و 326 ) من طرق عن إسماعيل بن عياش عن أبي بكر بن

عبد الله بن أبي مريم عن أبي سلام الأعرج عن المقدام بن معدي كرب الكندي . أنه

جلس مع عبادة بن الصامت و أبي الدرداء و الحارث بن معاوية الكندي , فتذاكروا

حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أبو الدرداء لعبادة : يا عبادة ! كلمات

رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة كذا و كذا في شأن الأخماس . فقال # عبادة

# : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى بهم في غزوة إلى بعير من المقسم ,

فلما سلم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فتناول وبرة بين أنملتيه فقال :

" إن هذه من غنائمكم ... " الحديث . و هذا إسناد ضعيف , قال الهيثمي ( 5 / 338

) : " رواه أحمد و فيه أبو بكر بن أبي مريم , و هو ضعيف " .

قلت : لكن أخرجه أحمد أيضا ( 5 / 326 ) : حدثنا يحيى بن عثمان حدثنا إسماعيل بن

عياش عن سعيد بن يوسف عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلام نحو ذلك . هكذا ساقه عقب

الإسناد الأول . و هذه متابعة قوية لابن أبي مريم عن أبي سلام ! إلا أن يحيى بن

أبي كثير مدلس , بل إنه لم يسمع من أبي سلام , و اسمه منصور , كما قال العجلي .

ثم الراوي عنه سعيد بن يوسف ضعيف كما في " التقريب " و غيره . و رواه مكحول عن

أبي سلام عن أبي أمامة الباهلي عن عبادة بن الصامت بنحوه . و له عن عبادة طرق

أخرى و شاهد من حديث ابن عمرو يأتي عقب هذا , فالحديث بذلك حسن على أقل الدرجات

. بل هو صحيح , و قد تقدم لفظه من الطريق المشار إليها برقم ( 1942 ) .

1973 " يا أيها الناس ليس لي من هذا الفيء و لا هذه ( الوبرة ) إلا الخمس , و الخمس

مردود عليكم , فردوا الخياط و المخيط , فإن الغلول يكون على أهله يوم القيامة

عارا و نارا و شنارا " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 621 :

أخرجه أحمد ( 2 / 184 ) من طريق محمد بن إسحاق عن # عمرو بن شعيب عن أبيه عن

جده # قال : شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم و جاءته وفود هوازن فقالوا : يا

محمد إنا أهل و عشيرة , فمن علينا من الله عليك , فإنه قد نزل بنا من البلاء ما

لا يخفى عليك , فقال : " اختاروا بين نسائكم و أموالكم و أبنائكم " . قالوا :

خيرتنا بين أحسابنا و أموالنا , نختار أبناءنا , فقال : " أما ما كان لي و لبني

عبد المطلب فهو لكم , فإذا صليت الظهر فقولوا : إنا نستشفع برسول الله على

المؤمنين و بالمؤمنين على رسول الله صلى الله عليه وسلم في نسائنا و أبنائنا "

. قال : ففعلوا . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أما ما كان لي و لبني

عبد المطلب فهو لكم " . و قال المهاجرون : ما كان لنا فهو لرسول الله صلى الله

عليه وسلم , و قالت الأنصار مثل ذلك , و قال عيينة بن بدر : أما ما كان لي

و لبني فزارة فلا , و قال الأقرع بن حابس : أما أنا و بنو تميم فلا , و قال

عباس بن مرداس : أما أنا و بنو سليم فلا . فقالت الحيان : كذبت , بل هو لرسول

الله صلى الله عليه وسلم . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يا أيها

الناس ردوا عليهم نساءهم و أبناؤهم , فمن تمسك بشيء من الفيء فله علينا ستة

فرائض من أول شيء يفيئه الله علينا " . ثم ركب راحلته و تعلق به الناس يقولون :

أقسم علينا فيأنا بيننا , حتى ألجأوه إلى سمرة فخطفت رداءه , فقال : " يا أيها

الناس ردوا علي ردائي , فوالله لو كان لكم بعدد شجر تهامة نعم لقسمته بينكم ,

ثم لا تلقوني بخيلا و لا جبانا و لا كذوبا " . ثم دنا من بعيره فأخذ وبرة من

سنامه فجعلها بين إصبعيه , السبابة و الوسطى , ثم رفعها فقال : " يا أيها الناس

ليس لي .. " إلخ . و هذه القطعة الأخيرة عزاها في " المنتخب " ( 2 / 301 ) إلى

النسائي أيضا , و قد وجدته في سننه ( 2 / 178 ) من هذا الوجه دون قوله : "

فردوا ... " إلخ . ثم الحديث أخرجه أحمد ( 2 / 218 ) من طريق آخر عن محمد بن

إسحاق قال : و حدثني عمرو بن شعيب به بطوله دون قوله : " ثم ركب راحلته ... "

إلخ . فهذا إسناد حسن قد صرح فيه ابن إسحاق بالتحديث , فزالت بذلك شبهة تدليسه

. و للحديث شواهد سبقت الإشارة إليها عند الحديث : " يا أيها الناس إن هذا من

غنائمكم " رقم ( 985 ) .

1974 " ألا لا يجني جان إلا على نفسه , لا يجني والد على ولده و لا مولود على والده

" .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 623 :

أخرجه ابن ماجة ( 2 / 147 ) و أحمد ( 3 / 498 - 499 ) عن شبيب بن غرقدة عن

# سليمان بن عمرو بن الأحوص عن أبيه # قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم

يقول في حجة الوداع : فذكره . و ليس عند أحمد أداة الاستفتاح . قال في "

الزوائد " : " إسناد صحيح , و رجاله ثقات " . كذا قال , و سليمان بن عمرو ليس

بالمشهور و لذلك قال في " الخلاصة " : " موثق " . و في التقريب : " مقبول " .

فمثله حسن الحديث إذا لم يتفرد . و بقية رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح . و له

شاهد بلفظ : " لا تجني نفس على نفس أخرى " . و قد مضى برقم ( 988 ) . و له شاهد

آخر من حديث ابن عمر بلفظ : " لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض , و لا

يؤخذ الرجل بجريرة أبيه و لا بجريرة أخيه " . أخرجه النسائي ( 2 / 177 ) من

طريق أبي بكر بن عياش , و من طريق شريك كلاهما عن الأعمش عن مسلم عن مسروق -

قال الأول : عن عبد الله , و قال الآخر : عن ابن عمر - قال : قال رسول الله صلى

الله عليه وسلم : فذكره . و قال النسائي : " هذا خطأ , و الصواب مرسل " . ثم

ساقه من طريق أبي معاوية و يعلى عن الأعمش به مرسلا لم يذكرا عبد الله . و هو

مرسل صحيح الإسناد , فهو شاهد قوي . و أما الطرف الأول فهو صحيح عن ابن عمر ,

له طرق أخرى عند النسائي و البخاري و غيرهما و هو مخرج في " الروض النضير "

برقم ( 797 ) و غيره .

1975 " الأنصار لا يحبهم إلا مؤمن و لا يغضهم إلا منافق , فمن أحبهم أحبه الله و من

أبغضهم أبغضه الله " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 624 :

أخرجه البخاري ( 4 / 223 ) و مسلم ( 1 / 60 ) و الترمذي ( 2 / 324 ) و قال :

" حسن صحيح " , و الطيالسي ( ص 99 رقم 728 ) و أحمد ( 4 / 292 ) عن # البراء بن

عازب #. و له شاهد من حديث أنس مرفوعا نحوه . و قد مضى لفظه برقم ( 668 ) .

1976 " لو تكونون كما تكونون عندي لأظلتكم الملائكة بأجنحتها " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 624 :

أخرجه الطيالسي ( ص 191 رقم 1345 ) : حدثنا عمران عن قتادة عن زيد بن عبد الله

ابن الشخير عن # حنظلة الأسيدي #مرفوعا . و هذا سند حسن رجاله كلهم ثقات رجال

الستة غير عمران و هو القطان روى له البخاري تعليقا , و هو صدوق يهم كما في

" التقريب " . و قد أخرجه الترمذي ( 2 / 74 ) و أحمد ( 4 / 346 ) عن الطيالسي ,

و قال الترمذي : " حديث حسن من هذا الوجه , و قد روي من غير هذا الوجه عن حنظلة

, و في الباب عن أبي هريرة " .

قلت : الوجه الآخر الذي أشار إليه الترمذي لفظه أتم من هذا , و قد مضى بلفظ :

" و الذي نفسي بيده إن لو تدومون " برقم ( 1948 ) . و حديث أبي هريرة الذي أشار

إليه سبق في " لو تكونون " رقم ( 968 ) . و له شاهد آخر بلفظ " لو تدومون "

و قد مضى قريبا برقم ( 1965 ) .

1977 " اللهم بارك لأهلها فيها . يعني العنز " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 625 :

أخرجه بحشل في " تاريخ واسط " ( ص 27 - 29 مصورة المكتب ) : حدثنا محمد بن داود

ابن صبيح قال : حدثنا أبو توبة الربيع بن نافع قال : حدثنا محمد بن مهاجر عن

عروة بن رويم اللخمي عن # ثوبان # مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :

" نزل بنا ضيف بدوي , فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم أمام بيوته , فجعل

يسأله عن الناس كيف فرحهم بالإسلام ? و كيف حدبهم على الصلاة ? فما زال يخبره

من ذلك بالذي يسره حتى رأيت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم نضرا , فلما

انتصف النهار و حان أكل الطعام دعاني مستخفيا لا يألوا : أن ائت عائشة رضي الله

عنها فأخبرها أن لرسول الله صلى الله عليه وسلم ضيفا , فقالت : و الذي بعثه

بالهدى و دين الحق ما أصبح في يدي شيء يأكله أحد من الناس , فردني إلى نسائه ,

كلهن يعتذرن بما اعتذرت به عائشة رضي الله عنها , فرأيت لون رسول الله صلى الله

عليه وسلم خسف , فقال البدوي : إنا أهل البادية معانون على زماننا , لسنا بأهل

الحاضر , فإنما يكفي القبضة من التمر يشرب عليها من اللبن أو الماء , فذلك

الخصب ! فمرت عند ذلك عنز لنا قد احتلبت , كنا نسميها ( ثمر ثمر ) , فدعا رسول

الله صلى الله عليه وسلم باسمها ( ثمر ثمر ) فأقبلت إليه تحمحم , فأخذ برجلها

باسم الله , ثم اعتقلها باسم الله , ثم مسح سرتها باسم الله , فحفلت ( الأصل :

فحطت ) فدعاني بمحلب , فأتيته به , فحلب باسم الله , فملأه فدفعه إلى الضيف ,

فشرب منه شربة ضخمة , ثم أراد أن يضعه , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

" عل " . ثم أراد أن يضعه , فقال له : " عل " , فكرره عليه حتى امتلأ و شرب ما

شاء , ثم حلب باسم الله و ملأه و قال : أبلغ عائشة هذا , فشربت منه ما بدا لها

, ثم رجعت إليه , فحلب فيه باسم الله , ثم أرسلني به إلى نسائه , كلما شرب منه

رددته إليه , فحلب باسم الله فملأه , ثم قال : ادفعه إلى الضيف فدفعته إليه

فقال : باسم الله , فشرب منه ما شاء الله , ثم أعطاني , فلم آل أن أضع شفتي على

درج شفته , فشربت شرابا أحلى من العسل , و أطيب من المسك , ثم قال " ... "

فذكره .

قلت : و هذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات من رجال " التهذيب " .

1978 " موضع سوط أحدكم في الجنة خير من الدنيا و ما فيها , و قرأ : *( فمن زحزح

عن النار و أدخل الجنة فقد فاز و ما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور )* " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 626 :

أخرجه الترمذي ( 3017 و 3288 ) و الدارمي ( 2 / 332 - 333 ) و الحاكم ( 2 / 299

) و أحمد ( 2 / 438 ) من طريق محمد بن عمرو قال : حدثني أبو سلمة عن # أبي

هريرة # عن النبي صلى الله عليه وسلم , و قال الترمذي : " حديث حسن صحيح " .

و قال الحاكم : " صحيح على شرط مسلم " . و وافقه الذهبي !

قلت : وإسناده حسن فقط للخلاف في محمد بن عمرو . و لذا أخرج له مسلم مقرونا .

و للشطر الأول منه طرق أخرى عن أبي هريرة نحوه :

1 - الخزرج بن عثمان السعدي قال : حدثنا أبو أيوب مولى لعثمان بن عفان عنه

مرفوعا بلفظ : " قيد سوط أحدكم في الجنة خير من الدنيا و مثلها معها , و لقاب

قوس أحدكم من الجنة خير من الدنيا و مثلها معها , و لنصيف امرأة من الجنة خير

من الدنيا و مثلها معها " . قال : قلت : يا أبا هريرة ! ما النصيف ? قال :

الخمار . أخرجه أحمد ( 2 / 483 ) .

قلت : و هذا إسناد لا بأس به في المتابعات , الخزرج هذا قال ابن معين : صالح ,

و ذكره ابن حبان في " الثقات " , لكن قال الدارقطني : " بصري يترك , و أبو أيوب

عن أبي هريرة جماعة , و لكن هذا مجهول " .

قلت : و هذه فائدة هامة من الإمام الدارقطني رحمه الله أن أبا أيوب عن أبي

هريرة جماعة , و هذا مما لم ينبه عليه الحافظ في ترجمة أبي أيوب هذا و قد سماه

عبد الله بن أبي سليمان الأموي , قال : و يقال : اسمه سليمان . و قال الذهبي في

" الميزان " : " أبو أيوب مولى عثمان عن جبير بن مطعم , لا يعرف " .

قلت : فهو علة هذا الإسناد .

2 - فليح عن هلال بن علي عن عبد الرحمن بن أبي عمرة عن أبي هريرة مرفوعا :

" لقاب قوس أو سوط في الجنة خير مما تطلع عليه الشمس و تغرب " . أخرجه أحمد ( 2

/ 482 ) .

قلت : و إسناده على شرط الشيخين , على ضعف في فليح و هو ابن سليمان الخزاعي

المدني . قال الحافظ : " صدوق كثير الخطأ " .

3 - همام بن منبه قال : هذا ما حدثنا به أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه

وسلم , فذكر أحاديث هذا أحدها بلفظ : " لقيد سوط أحدكم من الجنة خير مما بين

السماء و الأرض " . أخرجه أحمد ( 2 / 315 ) .

قلت : و سنده صحيح على شرط الشيخين .

4 - عبد الرحمن بن إسحاق عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة به إلا أنه قال

: " خير من الدنيا و ما فيها " . أخرجه ابن عبد البر في " جامع بيان العلم

و فضله " ( 2 / 17 ) .

قلت : و هذا إسناد جيد على شرط مسلم و ابن إسحاق هذا هو العامري القرشي مولاهم

و يقال له : عباد بن إسحاق .

5 - الأعمش عن أبي صالح عنه مرفوعا نحو طريق همام . أخرجه بحشل في " تاريخ واسط

" ( ص 143 ) .

قلت : و رجاله ثقات . و للحديث شاهدان : 1 - حديث أنس بن مالك مرفوعا نحو

الطريق الرابع . أخرجه ابن حبان ( 2629 ) و أحمد ( 3 / 141 ) . و سنده صحيح على

شرط الشيخين . 2 - حديث سهل بن سعد مرفوعا مثل حديث الترجمة دون الزيادة .

أخرجه البخاري و الترمذي و ابن ماجة في " الجهاد " و أحمد ( 3 / 433 - 334 و

5 / 330 و 337 و 338 و 339 ) . عن أبي حازم المدني عنه . و قال الترمذي : "

حديث حسن صحيح " .

1979 " من صلى لله أربعين يوما في جماعة يدرك التكبيرة الأولى , كتب له براءتان ,

براءة من النار و براءة من النفاق " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 629 :

هو من رواية # أنس بن مالك # رضي الله عنه , و له عنه طرق .

الأولى : سلم بن قتيبة عن طعمة بن عمرو عن حبيب بن أبي ثابت عنه به . أخرجه

الترمذي ( 1 / 201 - تحفة ) و أسلم الواسطي في " تاريخ واسط " ( ص 40 ) , و قال

الترمذي : " قد روي هذا الحديث عن أنس موقوفا , و لا أعلم أحدا رفعه إلا ما روى

سلم بن قتيبة عن طعمة بن عمرو , و إنما يروى هذا عن حبيب بن أبي حبيب البجلي عن

أنس بن مالك قوله " .

قلت : قد روي مرفوعا من طريق أخرى لم يقف عليها الترمذي , و هي :

الثانية : منصور بن مهاجر أبو الحسن حدثنا أبو حمزة الواسطي عن أنس بن مالك قال

: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . أخرجه أسلم الواسطي في " تاريخ

واسط " ( ص 36 ) : حدثنا أحمد بن إسماعيل قال : حدثنا إسماعيل بن مرزوق قال :

حدثنا منصور بن مهاجر ... و قال : " هذا ( يعني أبا حمزة الواسطي ) اسمه جبير

ابن ميمون " . كذا قال , و لم أره لغيره و لا وجدت في الرواة من يسمى جبير بن

ميمون بل الظاهر أن أبا حمزة هذا هو عمران بن أبي عطاء القصاب , قال الدولابي

في " الكنى " ( 1 / 156 ) : " واسطي , روى عنه شعبة و هشيم " .

قلت : و هو من رجال مسلم , روى عن أبيه و ابن عباس و أنس و غيرهم و قد وثقه جمع

و ضعفه بعضهم فهو حسن الحديث , لاسيما عند المتابعة . و منصور بن مهاجر , روى

عنه جمع من الثقات منهم يعقوب بن شيبة , و لم يذكروا فيه توثيقا , و لذلك قال

الحافظ في " التقريب " : " مستور " .

قلت : فمثله لا يستشهد به على أقل الدرجات . و إسماعيل بن مرزوق هو المرادي

الكعبي المصري , ذكره ابن حبان في " الثقات " و تكلم فيه الطحاوي , لكن استنظف

الحافظ إسناد حديث آخر من طريقه . و أما أحمد بن إسماعيل , فلم أعرفه الآن و في

" تاريخ بغداد " جمع من الرواة بهذا الاسم .

الثالثة : عن أبي العلاء الخفاف عن حبيب بن أبي حبيب عن أنس بن مالك قال :

فذكره نحوه موقوفا عليه . و هو الذي أشار إليه الترمذي فيما سبق . أخرجه

الواسطي أيضا في تاريخه ( ص 40 ) من طريقين عنه . و حبيب هذا هو ابن أبي حبيب

البجلي البصري نزيل الكوفة روى عنه أيضا طعمة بن عمرو الجعفري و عمر بن محمد

العنقزي , و ذكره ابن حبان في " الثقات " و قال الحافظ : " مقبول " يعني

المتابعة , و قد توبع كما تقدم . و أما أبو العلاء الخفاف و اسمه خالد بن طهمان

فهو صدوق , لكنه كان اختلط . ثم رواه الواسطي من طريق مؤمل بن إسماعيل عن سفيان

عن خالد عن أبي عميرة عن أنس بن مالك بمثله . و أبو عميرة هذا ثقة , و هو ابن

أنس بن مالك . و خالد هو ابن طهمان المتقدم , فكأنه اضطرب في إسناده , فرواه

تارة عن أبي عميرة عن أنس , و تارة عن أنس مباشرة لم يذكر أبا عميرة , و لعل

ذلك من اختلاطه .

قلت : و بالجملة , فهذه الطرق و إن كانت مفرداتها لا تخلو من علة , فمجموعها

يدل على أن له أصلا , و الأخير منها و إن كان موقوفا , فمثله لا يقال من قبل

الرأي كما لا يخفى . و للحديث طريق رابع عن أنس مرفوعا , و لكن بلفظ : " من صلى

في مسجدي أربعين صلاة لا يفوته صلاة كتبت له براءة من النار , و نجاة من العذاب

و برىء من النفاق " . و لكنه منكر بهذا اللفظ لمخالفته للفظه في الطرق المتقدمة

مع جهالة في إسناده , و لذلك أوردته في الكتاب الآخر ( 364 ) .

1980 " علي يقضي ديني " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 631 :

روي من حديث # أنس بن مالك و حبشي بن جنادة و سعد بن أبي وقاص # .

1 - أما حديث أنس فيرويه ضرار بن صرد أبو نعيم : حدثنا المعتمر بن سليمان سمعت

أبي يحدث عن الحسن عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره . أخرجه

البزار ( ص 268 ) و قال : " هذا الحديث منكر " . قال الحافظ في " زوائد البزار

" : " و ضرار بن صرد ضعيف جدا " .

قلت : و تساهل في " التقريب " فقال : " صدوق له أوهام و خطأ " . و الحسن هو

البصري , و هو مدلس و قد عنعنه و يمكن أن يكون تلقاه عن بعض المتروكين , فقد

رواه محمد بن إسماعيل بن رجاء الزبيدي عن مطر عن أنس به . أخرجه الديلمي في

" مسند الفردوس " ( 2 / 297 - مختصره ) .

قلت : و مطر هذا هو ابن ميمون المحاربي , قال الحافظ : " متروك " .

2 - و أما حديث حبشي فيرويه إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق عن أبي إسحاق عنه

بلفظ : " علي مني و أنا منه , و لا يؤدي عني ( ديني ) إلا أنا أو علي " . أخرجه

أحمد ( 4 / 164 ) و ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 12 / 150 / 1 ) و رجاله ثقات

إلا أن أبا إسحاق و هو السبيعي كان اختلط . ثم هو مدلس , لكن تابعه شريك عن أبي

إسحاق به . و قال شريك : " قلت لأبي إسحاق : أنت أين سمعته منه ? قال : موضع

كذا و كذا , لا أحفظه " . أخرجه أحمد أيضا ( 4 / 165 ) و الترمذي ( 2 / 299 )

و النسائي ( ص 14 - خصائص ) و الطبراني في " الكبير " ( 3511 ) و ابن ماجة (

119 ) , و قال الترمذي : " حديث حسن غريب " .

قلت : إلا أن شريكا سيء الحفظ , فإن كان حفظه , فالعلة ما ذكرنا من الاختلاط .

و تابعه قيس بن الربيع عن أبي إسحاق عن حبشي . أخرجه الطبراني ( 3512 ) .

3 - و أما حديث سعد فيرويه موسى بن يعقوب قال : حدثنا مهاجر بن سمسار بن سلمة

عن عائشة بنت سعد قالت : سمعت أبي يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم

يقول يوم الجحفة - فأخذ بيد علي فخطب فحمد الله فأثنى عليه - ثم قال : " أيها

الناس إني وليكم " . قالوا : صدقت يا رسول الله , ثم أخذ بيد علي فرفعها فقال :

" هذا وليي , و يؤدي عني ديني و أنا موالي من والاه و معادي من عاداه " . أخرجه

النسائي في " خصائص علي " ( ص 3 ) و البزار في " مسنده " ( ص 266 ) و قال :

" لا نعلمه يروى عن عائشة بنت سعد عن أبيها ( إلا ) من هذا الوجه , و لا يعلم

روى المهاجر عن عائشة بنت سعد عن أبيها إلا هذا " .

قلت : و رجاله ثقات على أن موسى بن يعقوب و هو الزمعي سيء الحفظ كما قال الحافظ

في " التقريب " .

قلت : فإذا ضم هذا إلى الذي قبله ارتقى الحديث بمجموعهما إلى درجة الحسن إن شاء

الله تعالى .

( تنبيه ) ليس في شيء من هذه الطرق تعيين المكان الذي نطق فيه عليه الصلاة

و السلام بهذا الحديث اللهم إلا ما في حديث سعد أنه " يوم الجحفة " , و إلا ما

في رواية لابن عساكر ( 12 / 150 / 2 ) من طريق جبير بن هارون : أخبرنا محمد بن

حميد أخبرنا حكام عن عنبسة عن أبي إسحاق عن حبشي بحديثه المتقدم , و زاد في

آخره : " قاله في حجة الوداع " .

قلت : و هذه زيادة منكرة لتفرد هذا الطريق بها دون الطرق المتقدمة عن أبي إسحاق

. و في هذا محمد بن حميد و هو الرازي , و هو ضعيف لسوء حفظه . و جبير بن هارون

لم أجد له ترجمة . و لا أستبعد أن تكون هذه الزيادة من سوء حفظ الرازي , فإن في

رواية إسرائيل المتقدمة عند أحمد زيادة أخرى بلفظ : " ... عن حبشي بن جنادة - و

كان قد شهد حجة الوداع - " .

قلت : فلم يضبط الرازي هذه الجملة و انقلبت عليه لسوء حفظه فصيرها : " قاله في

حجة الوداع " ! ! و جعله عقب الحديث ! ! مع ما في ذلك من المخالفة لرواية سعد ,

فتنبه . و إذا تبينت هذا , فاعلم أنه قد صنع صنيع الرازي هذا رجل من متعصبة

الشيعة , و هو الشيخ المسمى بعبد الحسين الموسوي بل إن صنيعه أسوأ و أقبح لأنه

عن عمد فعل ! فقد قال في كتابه " المراجعات " ( ص 173 ) : " 15 - قوله صلى الله

عليه وسلم يوم عرفات في حجة الوداع : علي مني و أنا من علي , و لا يؤدي عني إلا

أنا أو علي " . ثم قال في تخريجه في الحاشية : " أخرجه ابن ماجة في باب فضائل

الصحابة ص 92 من الجزء الأول من سننه و الترمذي و النسائي في صحيحيهما ( ! )

و هو الحديث 2531 ص 153 من الجزء السادس من الكنز . و قد أخرجه الإمام أحمد ( ص

164 من الجزء الرابع من مسنده ) من حديث حبشي بن جنادة بطرق متعددة كلها صحيحة

( ! ) و حسبك أنه رواه عن يحيى بن آدم عن إسرائيل بن يونس عن جده أبي إسحاق

السبيعي عن حبشي و كل هؤلاء حجج عند الشيخين . و من راجع هذا الحديث في مسند

أحمد علم أن صدوره إنما كان في حجة الوداع " !

أقول و الله المستعان : في هذه السطور أكاذيب . الأولى : قوله : " يوم عرفات "

, فإنه لا أصل له مطلقا في شيء من الروايات . و إنما افترى هذه الزيادة تصخيما

للأمر و تهويلا , و ليكرر ذلك بعبارة أخرى فقال ( ص 194 ) : " فلما كان يوم

الموقف بعرفات نادى في الناس : علي مني ...‏" !

الثانية : قوله : " في حجة الوداع " , فقد عرفت أنها لم ترد في شيء من الطرق

إلا طريق ابن عساكر الواهية , و هو إنما عزى الحديث بهذه الزيادة إلى غير ابن

عساكر كما رأيت و ليست عندهم , فهو افتراء ظاهر عليهم .

الثالثة : قوله : " و من راجع هذا الحديث في مسند أحمد ... " إلخ , تضليل مكشوف

, فليس في " المسند " إلا قول أبي إسحاق أو من دونه في حبشي : " و كان قد شهد

حجة الوداع " . و كل ذي لب و علم يعلم أن هذه الجملة لا تعطي تصريحا و لا

تلميحا أن حبشي بن جنادة سمع الحديث منه صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع .

الرابعة : قوله : " في صحيحيهما " تضليل آخر , فإن كتاب الترمذي و النسائي إنما

يعرفان بـ " السنن " و ليس بـ " الصحيح " , كيف و فيهما أحاديث ضعيفة يصرح

المؤلف فضلا عن غيره بضعفها لاسيما الأول منها . على أن النسائي لم يخرج الحديث

في " سننه " و إنما في " الخصائص " كما تقدم , فهذا تضليل آخر , حتى و لو كان

أطلق عليها " الصحيح " أيضا كما هو ظاهر !

الخامسة : قوله : " بطرق متعددة " . كذب أيضا لأنه ليس له في " المسند " بل

و لا في غيره إلا طريق واحدة هي طريق أبي إسحاق السبيعي عن حبشي . و إنما تعددت

الطرق إلى السبيعي فقط , و في هذه الحال لا يصح أن يقال : " بطرق متعددة " إلا

من متساهل , أو مدلس كهذا الشيعي .

السادسة : قوله : " كلها صحيحة " .

أقول : فهذا كذب مزدوج لأنه ليس له إلا طريق واحدة كما سبق بيانه آنفا . و لأن

هذا الطريق لا يجوز إطلاق الصحة عليها لاختلاط المتفرد بها - و هو السبيعي ,

و لعنعنته كما سبق بيانه . ثم اعلم أن لهذا الشيعي أكاذيب كثيرة في كتابه

المذكور فضلا عن جهله بهذا العلم و احتجاجه بالأحاديث الضعيفة و الموضوعة

و طعنه في الصحابة و أئمة الحديث و أهل السنة الأمر الذي يستلزم القيام بالرد

عليه و الكشف عما في كتابه من الأسواء و الأخطاء و الأكاذيب . و قد توفرت الهمة

لنقده في أحاديثه الضعيفة و الموضوعة , و قد اجتمع لدي منها حتى الآن قرابة

مائة حديث جلها أو كلها في فضل علي و هي ما بين ضعيف و موضوع و أرقامها في

الكتاب الآخر ( 4882 - 4960 ) . و الله المستعان .

1981 " عودوا المرضى , و اتبعوا الجنائز , تذكركم الآخرة " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 636 :

رواه أبو يعلى في " مسنده " ( 84 / 1 ) و البخاري في " الأدب المفرد " ( 518 )

و ابن حبان ( 709 ) و ابن المبارك في " الزهد " ( 248 ) و البغوي في " شرح

السنة " ( 1 / 166 / 1 ) عن قتادة عن أبي عيسى الأسواري عن # أبي سعيد الخدري #

مرفوعا .

قلت : إسناده حسن , رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير أبي عيسى الأسواري ,

فأخرج له مسلم متابعة , و وثقه الطبراني و ابن حبان و روى عنه جماعة .

1982 " العرافة أولها ملامة و آخرها ندامة و العذاب يوم القيامة " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 636 :

رواه الطيالسي في " مسنده " ( رقم 2526 ) و أبو العباس الأصم في " حديثه "

( 3 / 148 / 1 ) ( رقم 125 ) عن هشام عن عباد بن أبي علي عن أبي حازم عن # أبي

هريرة # رفعه .

قلت : و هذا إسناد حسن رجاله ثقات , رجال الشيخين غير عباد بن أبي علي و هو

البصري , و قد روى عنه مع هشام هذا - و هو الدستوائي - غيره من الثقات و هم

حماد بن زيد و خليد بن حسان , كما في " الجرح و التعديل " ( 3 / 1 / 84 ) و لم

يذكر فيه جرحا و لا تعديلا و ذكره ابن حبان في " الثقات " , و قال الحافظ :

" مقبول " . و في الترهيب عن العرافة أحاديث أخرى عن جمع من الصحابة , لا تخلو

أسانيدها من ضعف تجدها في آخر الجزء الأول من " الترغيب " للحافظ المنذري ( 1 /

278 - 280 ) إلا الحديث الأخير منها عنده عن أبي سعيد و أبي هريرة معا , و قد

مضى لفظه و تخريجه برقم ( 360 ) .

1983 " العقل على العصبة , و في السقط غرة : عبد أو أمة " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 637 :

أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( رقم - 3484 ) من طريق عباد بن منصور

أخبرنا أبو المليح الهذلي عن حمل بن النابغة " أنه كانت له امرأتان , لحيانية ,

و معاوية - من بني معاوية بن زيد - و أنهما اجتمعتا فتغايرتا , فرفعت المعاوية

حجرا فرمت به اللحيانية , و هي حبلى , و قد بلغت فقتلتها , فألقت غلاما , فقال

حمل بن مالك لعمران بن عويمر : أد إلي عقل امرأتي , فارتفعا إلى رسول الله صلى

الله عليه وسلم فقال : فذكره .

قلت : و هذا إسناد ضعيف لسوء حفظ عباد بن منصور , لكنه لم يتفرد به , فقد تابعه

قتادة عن أبي المليح بن أسامة به نحوه . أخرجه الطبراني أيضا ( رقم - 3485 ) .

و إسناده صحيح . و رواه النسائي ( 2 / 249 ) من طريق أخرى عن حمل مختصرا .

و للحديث شواهد منها عن أبي هريرة قال : " قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم في

جنين امرأة من بني لحيان سقط ميتا بغرة عبد أو أمة , ثم إن المرأة التي قضى

عليها بالغرة توفيت , فقضى رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن ميراثها لبنيها

و زوجها و أن العقل على عصبتها " . أخرجه البخاري ( 4 / 286 ) و مسلم ( 5 / 110

) و النسائي و أحمد ( 2 / 539 ) . ( العقل ) : الدية . ( العصبة ) : هو بنو

الرجل و قرابته لأبيه , و في ( الفرائض ) : من ليست له فريضة مسماه في الميراث

و إنما يأخذ ما أبقى ذوو الفروض . ( غرة ) . قال ابن الأثير : الغرة : العبد

نفسه أو الأمة .

1984 " طوافك بالبيت , و بين الصفا و المروة يكفيك لحجك و عمرتك " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 638 :

أخرجه مسلم ( 4 / 34 ) و أبو داود ( 1897 ) عن عبد الله بن أبي نجيح عن عطاء

- و قال مسلم : عن مجاهد - عن #عائشة # أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها :

فذكره . لفظ عطاء , و لفظ مجاهد : أنها حاضت بـ ( سرف ) , فتطهرت بعرفة , فقال

لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يجزيء عنك طوافك بالصفا و المروة عن حجك

و عمرتك " . ثم أخرج مسلم و أحمد ( 6 / 124 ) من طريق عبد الله بن طاووس عن

أبيه عن عائشة " أنها أهلت بعمرة , فقدمت و لم تطف بالبيت حتى حاضت , فنسكت

المناسك كلها و قد أهلت بالحج , فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم يوم ( النفر

) : " يسعك طوافك لحجك و عمرتك " . فأبت , فبعث بها مع عبد الرحمن إلى التنعيم

, فاعتمرت بعد الحج " .

قلت : فالعمرة بعد الحج إنما هي للحائض التي لم تتمكن من الإتيان بعمرة الحج

بين يدي الحج لأنها حاضت كما علمت من قصة عائشة هذه , فمثلها من النساء إذا

أهلت بعمرة الحج كما فعلت هي رضي الله عنها , ثم حال بينها و بين إتمامها الحيض

, فهذه يشرع لها العمرة بعد الحج , فما يفعله اليوم جماهير الحجاج من تفاهتهم

على العمرة بعد الحج , مما لا نراه مشروعا لأن أحدا من الصحابة الذين حجوا معه

صلى الله عليه وسلم لم يفعلها . بل إنني أري أن هذا من تشبه الرجال بالنساء ,

بل بالحيض منهن ! و لذلك جريت على تسمية هذه العمرة بـ ( عمرة الحائض ) بيانا

للحقيقة .

1985 " طوبى شجرة في الجنة , مسيرة مائة عام , ثياب أهل الجنة تخرج من أكمامها " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 639 :

أخرجه أحمد ( 3 / 71 ) و ابن جرير في " تفسيره " ( 13 / 101 ) و ابن حبان (

2625 ) من طريق دراج أبي السمح أن أبا الهيثم حدثه عن # أبي سعيد الخدري # عن

رسول الله صلى الله عليه وسلم به .

قلت : و هذا سند لا بأس به في الشواهد لسوء حفظ دراج . و يشهد له ما رواه فرات

ابن أبي الفرات عن معاوية بن قرة عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه

وسلم : " *( طوبى لهم و حسن مآب )* شجرة غرسها الله بيده , و نفخ فيها من روحه

بالحلي و الحلل , و إن أغصانها لترى من وراء سور الجنة " . أخرجه ابن جرير .

و فرات هذا قال ابن أبي حاتم ( 3 / 2 / 80 ) عن أبيه : " صدوق لا بأس به " .

و ضعفه غيره . و ما أخرجه البخاري و غيره عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول

الله صلى الله عليه وسلم : " إن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا

يقطعها , إن شئتم فاقرءوا : *( و ظل ممدود , و ماء مسكوب )* . و ما أخرجه أحمد

( 2 / 202 و 224 و 225 ) عن حنان بن خارجة عن عبد الله بن عمرو قال : جاء رجل

إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ! أخبرنا عن ثياب أهل الجنة

خلقا تخلق أم نسجا تنسج ? فضحك بعض القوم , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم

: " مم تضحكون من جاهل يسأل عالما ? " ثم أكب رسول الله صلى الله عليه وسلم ,

ثم قال : " أين السائل ? " قال : هو ذا أنا يا رسول الله ! قال : " لا بل تشقق

عنها ثمر الجنة ( ثلاث مرات ) " .

1986 " العمد قود , و الخطأ دية " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 640 :

أخرجه الطبراني في " الكبير " من حديث # عمرو بن حزم # مرفوعا . و قال الهيثمي

في " المجمع " ( 6 / 286 ) : " و فيه عمران بن أبي الفضل و هو ضعيف " . و أقره

المناوي .

و أقول : و لكنه حديث صحيح , أخرجه الدارقطني في " سننه " ( ص 328 ) من طرق عن

عمرو بن دينار عن ابن عباس مرفوعا بألفاظ , أقربها إلى لفظ الترجمة بلفظ :

" العمد قود , و الخطأ عقل لا قود فيه ... " الحديث و هو مخرج في " المشكاة " (

3478 ) و في " الإرواء " أيضا فيما أظن . و للشطر الأول منه شاهد آخر من حديث

عثمان بن عفان مرفوعا نحوه . أخرجه النسائي ( 2 / 169 ) و أحمد ( 1 / 63 ) عن

مطر الوراق عن نافع عن ابن عمر عنه . و سنده حسن في الشواهد .

( قود ) القود : القصاص , و قتل القاتل بدل القتيل .

1987 " عليهم ما حملوا , و عليكم ما حملتم " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 641 :

أخرجه البخاري في " التاريخ " ( 1 / 1 / 42 ) عن محمد بن أبي إسرائيل سمع عبد

الملك بن أبي بشير عن # علقمة بن وائل عن أبيه # أنه قال للنبي صلى الله عليه

وسلم : " إن كان علينا أمراء يعملون بغير طاعة الله ? فقال : " فذكره , ثم رواه

من طريق شعبة عن سماك عن علقمة بن وائل عن أبيه قال سلمة بن يزيد الجعفي للنبي

صلى الله عليه وسلم نحوه . و من طريق إسرائيل قال : حدثنا سماك عن علقمة قال

يزيد للنبي صلى الله عليه وسلم .

قلت : الرواية الأولى معلولة بمحمد بن أبي إسرائيل , و في ترجمته ساق البخاري

الحديث و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا , و كذلك صنع ابن أبي حاتم في كتابه ( 3

/ 2 / 209 ) لم يذكر فيه ذلك , فهو في عداد المجهولين . و الرواية الثانية

إسنادها صحيح , رجالها كلهم ثقات رجال مسلم , و هي أصح من الرواية الثالثة لأن

شعبة أحفظ من إسرائيل لاسيما في الرواية عن سماك . و الحديث عزاه السيوطي

للطبراني في " الكبير " عن يزيد بن سلمة الجعفي , و قال المناوي : " قال

الهيثمي : فيه عبيد بن عبيدة لم أعرفه و بقية رجاله ثقات " . و أقره المناوي .

و أقول : إسناده عند البخاري ليس من طرقه و هذا من فضائل تتبع الطرق و الأسانيد

, فالحمد لله على توفيقه . ثم وقفت على إسناده في " الكبير " , فرأيته أخرجه (

6322 ) من طريق عبيد بن عبيدة حدثنا المعتمر بن سليمان عن أبيه عن زائدة عن

سماك به مثل رواية شعبة . فازدادت روايته بهذه المتابعة قوة على قوة .

1988 " غشيتكم الفتن كقطع الليل المظلم , أنجى الناس فيه رجل صاحب شاهقة يأكل من رسل

غنمه , أو رجل آخذ بعنان فرسه من وراء الدرب يأكل من سيفه " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 642 :

أخرجه الحاكم ( 4 / 514 ) عن عبد الله بن عثمان بن خثيم عن نافع بن سرجس عن

#أبي هريرة # قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : فذكره , و قال : " صحيح

الإسناد " . و وافقه الذهبي .

قلت : و هو كما قالا , و رجاله ثقات رجال مسلم غير نافع هذا , قال ابن أبي حاتم

( 4 / 1 / 453 ) عن أبيه : " لا أعلم إلا خيرا " .

1989 " غير الدجال أخوف على أمتي من الدجال , الأئمة المضلون " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 642 :

أخرجه أحمد ( 5 / 145 ) عن ابن لهيعة عن ابن هبيرة عن أبي تميم الجيشاني قال :

سمعت # أبا ذر # يقول : " كنت مخاصرا للنبي صلى الله عليه وسلم يوما إلى منزله

, فسمعته يقول : " فذكره .

قلت : و رجاله ثقات غير ابن لهيعة , فإنه سيء الحفظ . و أما قول المناوي :

" رواه مسلم في آخر " الصحيح " بلفظ : " غير الدجال أخوفني عليكم " ثم ذكر

حديثا طويلا " . فإنما يعني حديث النواس بن سمعان المتقدم برقم ( 482 ) و ليس

فيه " الأئمة المضلون " . لكن هذه الزيادة قد ثبتت من حديث أبي الدرداء كما

تقدم برقم ( 1582 ) , فالحديث بمجموع ذلك صحيح .

1990 " الغزو غزوان , فأما من ابتغى وجه الله و أطاع الإمام و أنفق الكريمة و اجتنب

الفساد , فإن نومه و تنبهه أجر كله , و أما من غزا فخرا و رياء و سمعة و عصى

الإمام و أفسد في الأرض , فإنه لا يرجع بكفاف " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 643 :

رواه أبو داود ( رقم ( 2515 ) و النسائي في " السير " من " الكبرى " ( 2 / 52 /

1 ) و عبد بن حميد في " المنتخب " ( 15 / 2 ) و ابن عدي ( 44 / 2 ) عن بقية عن

بحير عن خالد بن معدان عن أبي بحرية عن #معاذ بن جبل #مرفوعا . و هكذا رواه

الهيثم بن كليب في " مسنده " ( 171 / 1 ) و صرح عنده بقية بالتحديث , و كذلك

صرح به في رواية أبي العباس الأصم في " حديثه " ( ج 3 رقم 97 ) و ابن عساكر ( 8

/ 512 / 1 ) و رواه أبو القاسم إسماعيل الحلبي في " حديثه " ( 113 / 2 ) عن

عثمان بن عطاء عن أبيه عن معاذ بن جبل مرفوعا به .

قلت : و السند الأول حسن رجاله ثقات و قد صرح بقية بالتحديث في رواية الأكثرين

. و أبو بحرية اسمه عبد الله بن قيس الكندي و هو ثقة مخضرم .

1991 " الغسل صاع , و الوضوء مد " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 643 :

رواه الطبراني في " الأوسط " ( 3611 ) و ابن عدي ( 69 / 2 ) عن حكيم بن نافع

الرمي عن موسى بن عقبة عن نافع عن #ابن عمر # مرفوعا , و قال : " هذا الحديث

بهذا الإسناد غير محفوظ عن موسى بن عقبة " . و قال الطبراني : " لم يروه عن

موسى إلا حكيم " .

قلت : و هو ضعيف , قال ابن عدي : " هو ممن يكتب حديثه " . و قال أبو حاتم :

" ضعيف الحديث , منكر الحديث " . و قال الساجي : " عنده مناكير " . و أما ابن

معين فقال : " ليس به بأس " . و قال مرة : " ثقة " .

قلت : فهو على كل حال ليس شديد الضعف , فمثله يتقوى حديثه بالمتابعات و الشواهد

و قد وجدت له شواهد كثيرة عن جمع من الصحابة :

الأول : عن أنس بن مالك مرفوعا بلفظ : " يكفي من الوضوء المد , و يكفي من الغسل

الصاع " . أخرجه أبو عوانة في " صحيحه " ( 1 / 233 ) عن معاوية بن هشام حدثنا

سفيان عن عبد الله بن جبر قال : سمعت أنسا به . و هذا إسناد جيد و هو على شرط

مسلم .

الثاني : عن جابر مرفوعا . " يجزي من الوضوء المد , و من الجنابة صاع " . أخرجه

البيهقي ( 1 / 195 ) عن حصين و يزيد بن أبي زياد و أحمد ( 3 / 370 ) عن يزيد

وحده - كلاهما عن سالم بن أبي الجعد عنه . و إسناد البيهقي صحيح .

الثالث : عن علي مرفوعا نحوه . أخرجه ابن ماجة ( 270 ) عن حبان بن علي عن يزيد

ابن أبي زياد عن عبد الله بن محمد بن عقيل بن أبي طالب عن أبيه عن جده . و هذا

سند ضعيف .

الرابع : عن ابن عباس مرفوعا نحوه .أخرجه الطبراني في " الأوسط " بسند ضعيف .

1992 " الغيبة أن تذكر من المرء ما يكره أن يسمع " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 645 :

أخرجه مالك في " الموطأ " ( 3 / 150 - طبعة الحلبي ) عن الوليد بن عبد الله

صياد أن #المطلب بن عبد الملك بن حنطب المخزومي # أخبره : " أن رجلا سأل رسول

الله صلى الله عليه وسلم : ما الغيبة ? فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أن

تذكر .... قال : يا رسول الله و إن كان حقا ? قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

: إذا قلت باطلا فذلك البهتان " . و أخرجه ابن المبارك في " الزهد " ( 704 ) عن

مالك به نحوه .

قلت : و هذا إسناد مرسل المطلب هذا قال الحافظ في " التعجيل " : " كان كثير

الإرسال و لم يصح سماعه من أبي هريرة , فلعله أخذ عن عبد الرحمن ابن يعقوب " .

و ترجم الحافظ للوليد بما يستفاد منه أنه ليس له راو سوى مالك , و أن ابن حبان

ذكره في الطبقة الثالثة من " الثقات " , و قد ذكر السيوطي في مقدمة " إسعاف

المبطأ برجال الموطأ " : أن شيوخ مالك كلهم ثقات , فهو مرسل صحيح الإسناد

و يشهد له حديث أبي هريرة مرفوعا بمعناه و قد خرجته في " غاية المرام في تخريج

الحلال و الحرام " ( 426 ) . و الحديث أورده السيوطي في " زوائد الجامع " من

رواية الخرائطي في " مساوي الأخلاق " عن المطلب بن عبد الله بن حنطب مرفوعا

بلفظ : " بما فيه من خلفة " بالفاء , أي من ورائه دون علمه . و هو بمعنى رواية

مالك : فكان عليه أن يعزوه إليه لعلو طبقته , و أن ينبه على أنه مرسل , كما هي

عادته . ثم وقفت على نسخة مصورة من مخطوطة " مساوي الأخلاق " أنا الآن في صدد

نسخة و ترقيم أحاديثه إعداد لتحقيق و نشره إن شاء الله تعالى , فإذا الحديث فيه

( رقم - 207 ) من طريق الأوزاعي عن المطلب بن عبد الله بن حنطب قال : ذكرت

الغيبة عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال : " الغيبة أن يذكر الرجل بما فيه من

خلقه " . قال : ما كنا نظن أن الغيبة إلا أن يذكره بما ليس فيه . قال : " ذلك

من البهتان " . كذا وقع فيه ( خلقه ) بالقاف , ليس بالفاء كما تقدم عن "

الزوائد " , و لعله أولى . ثم إن الأوزاعي ثقة حافظ إمام , فهي متابعة قوية

للوليد تدل على حفظه .

1993 " إن هذا السفر جهد و ثقل , فإذا أوتر أحدكم فليركع ركعتين , فإن استيقظ و إلا

كانتا له " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 646 :

أخرجه الدارمي ( 1 / 374 ) و ابن خزيمة في " صحيحه " ( 2 / 159 / 1103 ) و ابن

حبان ( 683 ) من طرق عن ابن وهب حدثني معاوية بن صالح عن شريح بن عبيد عن عبد

الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عن # ثوبان # قال : " كنا مع رسول الله صلى

الله عليه وسلم في سفر فقال : " فذكره , و ليس عند الدارمي هذه الجملة المصرحة

بأنه صلى الله عليه وسلم قال الحديث في السفر , و لذلك عقب على الحديث بقوله :

" و يقال : " هذا السفر " و أنا أقول : السهر " ! و بناء عليه وقع الحديث عنده

بلفظ : " هذا السهر " . و يرده أمران :

الأول : ما ذكرته من مناسبة ورود الحديث في السفر .

و الآخر : أن ابن وهب قد تابعه عبد الله بن صالح حدثنا معاوية بن صالح به

مناسبة و لفظا . أخرجه الدارقطني ( ص 177 ) و الطبراني في " الكبير " ( 1410 )

. و عبد الله بن صالح من شيوخ البخاري , فهو حجة عند المتابعة . فدل ذلك كله

على أن المحفوظ في الحديث " السفر " و ليس " السهر " كما قال الدارمي .

و الحديث استدل به الإمام ابن خزيمة على " أن الصلاة بعد الوتر مباح لجميع من

يريد الصلاة بعده , و أن الركعتين اللتين كان النبي صلى الله عليه وسلم يصليهما

بعد الوتر لم يكونا خاصة للنبي صلى الله عليه وسلم دون أمته , إذا النبي صلى

الله عليه وسلم قد أمرنا بالركعتبن بعد الوتر أمر ندب و فضيلة , لا أمر إيجاب

و فريضة " . و هذه فائدة هامة , استفدناها من هذا الحديث , و قد كنا من قبل

مترددين في التوفيق بين صلاته صلى الله عليه وسلم الركعتين و بين قوله :

" اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وترا " , و قلنا في التعليق على " صفة الصلاة " ( ص

123 - السادسة ) : " و الأحوط تركهما اتباعا للأمر . و الله أعلم " . و قد تبين

لنا الآن من هذا الحديث أن الركعتين بعد الوتر ليستا من خصوصياته صلى الله عليه

وسلم , لأمره صلى الله عليه وسلم بهما أمته أمرا عاما , فكأن المقصود بالأمر

بجعل آخر صلاة الليل وترا , أن لا يهمل الإيتار بركعة , فلا ينافيه صلاة ركعتين

بعدهما , كما ثبت من فعله صلى الله عليه وسلم و أمره . و الله أعلم .

1994 " لا يحافظ على صلاة الضحى إلا أواب , و هي صلاة الأوابين " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 648 :

أخرجه ابن خزيمة في " صحيحه " ( 1224 ) و الحاكم ( 1 / 314 ) عن إسماعيل بن عبد

الله بن زرارة الرقي حدثنا خالد بن عبد الله حدثني محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن

# أبي هريرة # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . و قال الحاكم

: " صحيح على شرط مسلم " ! و وافقه الذهبي .

قلت : و ذلك من أوهامهما , فإن محمد بن عمرو إنما أخرج له مسلم متابعة . و ابن

زرارة لم يخرج له مسلم أصلا ! و هو صدوق تكلم فيه الأزدي بغير حجة كما في "

التقريب " , فالسند حسن , و قد أعله ابن خزيمة بقوله عقبه : " لم يتابع هذا

الشيخ إسماعيل بن عبد الله على إيصال هذا الخبر , رواه الدراوردي عن محمد بن

عمرو عن أبي سلمة مرسلا . و رواه حماد بن سلمة عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة

قوله " .

قلت : لم يتفرد ابن زرارة بوصله , فقد تابعه : أولا : محمد بن دينار حدثنا محمد

ابن عمرو به . أخرجه ابن عدي ( ق 301 / 1 ) و قال : " محمد بن دينار الطاحي حسن

الحديث , و عامة حديثه ينفرد به " . و قال الحافظ في " التقريب " : " صدوق سيء

الحفظ " .

ثانيا : عاصم بن بكار الليثي عن محمد بن عمرو به . أخرجه ابن شاهين في

" الترغيب " ( ق 282 / 1 ) من طريق الفضل بن الفضل أبي عبيدة حدثنا عاصم به .

لكني لم أعرف عاصما هذا . و الفضل لين الحديث .

ثالثا : عمرو بن حمران عن محمد بن عمرو به . أخرجه الطبراني في " الأوسط " (

رقم - 4322 ) : حدثنا علي بن سعيد الرازي حدثنا نوح بن أنس الرازي حدثنا عمرو

ابن حمران , و قال : " لم يروه عن محمد إلا عمرو " . كذا قال و هو مردود بما

سبق , و من الطرائف أن يستدرك بكلامه هذا و روايته على ابن خزيمة , و برواية

هذا على الطبراني ! تصديقا للقول السائر : كم ترك الأول للآخر !

قلت : و هذا إسناد حسن , رجاله موثقون , و أما قول الهيثمي فى" مجمع الزوائد "

( 2 / 239 ) : " رواه الطبراني في " الأوسط " و فيه محمد بن عمرو , و فيه كلام

و فيه من لم أعرفه " . فهو يشير بطرفه الآخر من كلامه إلا عمرو بن حمران

و الراوي عنه نوح , أو أحدهما , و قد عرفتهما بالصدق : أما عمرو بن حمران فهو

بصري سكن الري , و روى عنه جمع من الثقات سماهم ابن أبي حاتم في ترجمته ( 3 / 1

/ 227 ) , و قال عن أبيه : " صالح الحديث " .و أما نوح بن أنس فهو المقريء .

قال ابن أبي حاتم ( 4 / 1 / 486 ) : " روى عنه أبي و الفضل بن شاذان . سئل أبي

عنه ? فقال : صدوق " . و أما علي بن سعيد فهو حافظ معروف مترجم في " الميزان "

و " اللسان " و غيرهما و فيه كلام يسير لا ينزل به حديثه عن مرتبة الحسن .

و جملة القول أن حديث ابن زرارة الموصول يتقوى بهاتين المتابعتين , لاسيما

الأخيرة منهما , فيندفع بذلك شبهة أن يكون أخطأ في وصله و لولا أن محمد بن عمرو

في حفظه بعض الضعف لحكمت على الحديث بالصحة , و لعله هو نفسه كان يوصله تارة ,

و يرسله أخرى , فكل حدث بما سمع منه , و الحكم للزيادة , لاسيما و الجملة

الأخيرة منه - و إن كانت لم ترد في هاتين المتابعتين - فإن لها شاهدا من حديث

زيد بن أرقم سبق تخريجه برقم ( 1164 ) و لها طريق أخرى عن أبي هريرة خرجتها في

" صحيح أبي داود " (‏1286 )

1995 " فاطمة بضعة مني , يقبضني ما يقبضها و يبسطني ما يبسطها , و إن الأنساب يوم

القيامة تنقطع غير نسبي و سببي و صهري " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 650 :

أخرجه أحمد ( 4 / 323 ) و من طريقه الحاكم ( 3 / 158 ) من طريق عبد الله بن

جعفر حدثتنا أم بكر بنت المسور بن مخرمة عن عبيد الله بن أبي رافع عن المسور :

" أنه بعث إليه حسن بن حسين يخطب ابنته , فقال له : قل له : فيلقاني في العتمة

, قال : فلقيه , فحمد الله # المسور # , و أثنى عليه , ثم قال : أما بعد , أيم

الله , ما من نسب و لا سبب و لا صهر إلي من نسبكم و صهركم , و لكن رسول الله

صلى الله عليه وسلم قال ( فذكره ) , و عندك ابنتها و لو زوجتك لقبضها ذلك ,

فانطلق عاذرا له " . و قال الحاكم : " صحيح الإسناد " و وافقه الذهبي ! و هذا

عجب منه , فإن أم بكر هذه لا تعرف , بشهادة الذهبي نفسه , فإنه أوردها في فصل "

النسوة المجهولات " , و قال : : تفرد عنها ابن أخيها عبد الله بن جعفر " .

لكني وجدت لها متابعا قويا , فقال عبد الله ابن الإمام أحمد ( 4 / 332 ) :

حدثنا محمد بن عباد المكي حدثنا أبو سعيد - مولى بني هاشم - حدثنا عبد الله بن

جعفر عن أم بكر و جعفر عن عبيد الله بن أبي رافع به , إلا أنه قال : " شجنة "

مكان " بضعة " . و الباقي مثله سواء . و هذا إسناد جيد , جعفر هذا هو ابن محمد

بن علي بن الحسين أبو عبد الله الصادق الإمام الفقيه , و هو ثقة من رجال مسلم ,

فهو متابع قوي .و بقية رجال الإسناد - باستثناء أم بكر - ثقات رجال مسلم .

و محمد بن عباد هو ابن الزبرقان المكي . و الحديث أخرجه البخاري في " فضائل

الصحابة " ( 11 / 84 - فتح ) و النسائي في " الخصائص " ( ص 25 ) من طريق ابن

أبي مليكة عن المسور بن مخرمة مختصرا بلفظ : " فاطمة بضعة مني فمن أغضبها

أغضبني " .

( تنبيه ) لم يقف الهيثمي على الحديث في " مسند أحمد " فقال في " المجمع " ( 9

/ 203 ) : " رواه الطبراني , و فيه أم بكر بنت المسور و لم يجرحها أحد و لم

يوثقها و بقية رجاله وثقوا " !

قلت : ففاتته بسبب ذلك تلك المتابعة القوية . والله الموفق .

1996 " في الإبل فرع , و في الغنم فرع " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 651 :

رواه الطبراني في " الأوسط " ( رقم 328 / 2 ) : حدثنا أحمد بن رشدين حدثنا أحمد

ابن صالح حدثنا عبد الله بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن أيوب بن موسى أن

# يزيد ابن عبد المزني حدثه عن أبيه # مرفوعا و قال : " لم يروه عن أيوب إلا

عمرو , تفرد به ابن وهب " .

قلت : و هو ثقة , و كذلك من فوقه إلا يزيد بن عبد المزني , فإنه مجهول العين ,

و ليس مجهول الحال كما جزم به الحافظ في " التقريب " , و إن أورده ابن حبان في

" الثقات " ( 1 / 261 ) , و اغتر به الهيثمي فقال في " مجمع الزوائد " ( 4 / 28

) : " رواه الطبراني في " الكبير " و " الأوسط " و رجاله ثقات " ! و أقره

المناوي في " فيض القدير " !! , و راجع " الإرواء " ( 1165 ) .

( تنبيه ) : هكذا متن الحديث في " الأوسط " , و كذلك أورده الهيثمي في " مجمع

الزوائد " و " مجمع البحرين " ( 1 / 128 / 1 ) . و أما السيوطي فأورده في

الجامع بزيادة : " و يعق عن الغلام , و لا يمس رأسه بدم " . عازيا لها لرواية

الطبراني في " الكبير " وحده , و كذلك ذكره الهيثمي أيضا في مكان آخر ( 4 / 58

) , و هي في " الأوسط " حديث مستقل لكن بهذا السند نفسه و سيأتي . و قد أخرجه

الديلمي في " مسند الفردوس " ( 2 / 335 ) عن أبي نعيم معلقا قال : حدثنا محمد

ابن إبراهيم بن علي حدثنا أبو العباس بن قتيبة حدثنا حرملة حدثنا ابن وهب به

كاملا و لفظه : " في الإبل فرع , و يعق عن الغلام و لا يمس رأسه بدم " . و قد

وجدت له شاهدا قويا من حديث نبيشة الهذلي مرفوعا : " في كل سائمة فرع , تغذوه

ماشيتك , حتى إذا استحمل ذبحته فتصدقت بلحمه على ابن السبيل , فإن ذلك خير " .

أخرجه أبو داود و غيره بسند صحيح كما بينته في " الإرواء " ( 1181 ) . و العق

و ترك الدميم له شاهد من حديث بريدة , و آخر من حديث عائشة , و قد خرجتهما في

المصدر المذكور تحت الحديث المشار إليه آنفا .

( الفرع ) : أول ما تلده الناقة , كانوا يذبحونه لآلهتهم , فأبطله الإسلام ,

و جعله لله لمن شاء على التخيير لا الإيجاب , و هو المراد بقوله صلى الله عليه

وسلم : " لا فرع ... " . كما ترى بيانه في " الإرواء " ( 4 / 409 - 413 ) .

1997 " في الأنف الدية إذا استوعب جدعه مائة من الإبل , و في اليد خمسون و في الرجل

خمسون و في الآمة ثلث النفس و في الجائفة ثلث النفس و في المنقلة خمس عشرة و في

الموضحة خمس و في السن خمس و في كل إصبع مما هنالك عشر " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 653 :

أخرجه البزار ( رقم - 1531 ) و البيهقي ( 8 / 86 ) عن محمد بن عبد الرحمن عن

عكرمة بن خالد عن أبي بكر بن عبيد الله بن عمر عن أبيه عن # عمر # مرفوعا .

و قال البزار : " لا نعلمه عن عمر إلا بهذا الإسناد " .

قلت : و هو ضعيف , محمد بن عبد الرحمن هو ابن أبي ليلى كما صرحت به رواية

البزار , و هو ضعيف سيء الحفظ . لكن الحديث له شاهد من حديث عمرو بن حزم في

حديثه الطويل في ( الديات ) عند النسائي ( 2 / 252 ) و غيره و هو مخرج في

" الإرواء " ( 2273 ) . و لبعض فقراته شواهد متفرقة فيه من حديث ابن عباس (

2231 ) و أبي موسى ( 2272 ) و عبد الله بن عمرو ( 2285 ) و مكحول مرسلا ( 2296

) و ابن عمرو أيضا ( 2297 ) . ( استوعبه ) أي قطع جميعه .

( الآمة ) قال ابن الأثير : و في حديث آخر : ( المأمومة ) و هما الشجة التي

بلغت أم الرأس , و هي الجلدة التي تجمع الدماغ .

( الجائفة ) : الطعنة التي تنفذ إلى الجوف , و المراد هنا كل ما له قوة محيلة

كالبطن و الدماغ .

( المنقلة ) : هي التي تخرج منها صغار العظام و تنتقل من أماكنها , و قيل :

التي تنقل العظم , أي تكسره .

( الموضحة ) : هي من الشجاج التي تبدي وضح العظم , أي بياضه .

1998 " في المنافق ثلاث , إذا حدث كذب و إذا وعد أخلف و إذا ائتمن خان " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 654 :

أخرجه البخاري في " التاريخ " ( 4 / 2 / 386 ) و البزار ( رقم - 87 )

و الطبراني في " الأوسط " ( 8080 ) عن يوسف بن الخطاب المدني عن عبادة بن

الوليد بن عبادة بن الصامت قال : سمعت # جابر بن عبد الله # قال : فذكره مرفوعا

. و قال البزار : " لا نعلمه يروى عن جابر إلا من هذا الوجه , و يوسف مجهول " .

و لكن للحديث شاهد من حديث أبي هريرة مرفوعا بلفظ : " ثلاث في المنافق و إن صلى

و إن صام , و زعم أنه مسلم , إذا حدث ... " الحديث . أخرجه أحمد ( 2 / 397 )

و مسلم ( 1 / 56 ) و لم يسق لفظه بتمامه عن حماد بن سلمة عن داود بن أبي هند عن

سعيد ابن المسيب عنه . و هو في " الصحيحين " و غيرهما بلفظ : " آية النفاق ...

" إلخ .

1999 " في أمتي كذابون و دجالون , سبعة و عشرون , منهم أربعة نسوة , و إني خاتم

النبين , لا نبي بعدي " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 654 :

أخرجه الطحاوي في " مشكل الآثار " ( 4 / 104 ) و أحمد ( 5 / 396 ) و الطبراني

في الكبير ( 3026 ) و الأوسط ( 5582 ) عن قتادة عن أبي معشر عن إبراهيم النخعي

عن همام عن # حذيفة # أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره , و قال

الطبراني : " لا يروى عن حذيفة إلا بهذا الإسناد " .

قلت : و هو صحيح على شرط مسلم , و أبو معشر هو زياد بن كليب الكوفي . و في

الحديث رد صريح على القاديانية و ابن عربي قبلهم القائلين ببقاء النبوة بعد

النبي صلى الله عليه وسلم , و أن نبيهم المزعوم ميرزا غلام أحمد القادياني كذاب

و دجال من أولئك الدجاجلة .

2000 " في عجوة العالية أول البكرة على ريق النفس شفاء من كل سحر أو سم " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 655 :

أخرجه أحمد ( 6 / 77 و 105 و 152 ) من طريق سليمان بن بلال عن شريك بن عبد الله

عن ابن أبي عتيق عن # عائشة # عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .

قلت : و هذا إسناد جيد , و هو على شرط الشيخين , لولا أن في شريك بن عبد الله -

و هو ابن أبي نمر - ضعفا من قبل حفظه . و قد أخرجه مسلم ( 6 / 124 ) من طريق

إسماعيل بن حجر عن شريك بلفظ : " إن في عجوة العالية شفاء , أو أنها ترياق أول

البكرة " . لم يذكر فيه الريق . لكني وجدت له شاهدا من حديث سعد بن أبي وقاص

مرفوعا بلفظ : " من أكل سبع تمرات عجوة ما بين لابتي المدينة على الريق , لم

يضره يومه ذلك شيء حتى يمسي - قال : و أظنه قال : - و إن أكلها حين يمسي , لم

يضره شيء حتى يصبح " . أخرجه أحمد ( 1 / 168 ) من طريق فليح عن عبد الله بن عبد

الرحمن يعني ابن معمر قال : حدث عامر بن سعد عمر بن عبد العزيز - و هو أمير على

المدينة - أن سعدا قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .

قلت : و هذا سند جيد في الشواهد , و هو على شرط الشيخين أيضا على كلام في فليح

و هو ابن سليمان المدني . قال الحافظ : " صدوق كثير الخطأ " . و قد تابعه

سليمان بن بلال عن عبد الله بن عبد الرحمن به . إلا أنه لم يذكر : " على الريق

" , و لا الأكل حين يمسي , و قال : " سم " بدل : " شيء " . أخرجه مسلم ( 6 /

123 ) . ثم أخرجه من طريق هاشم بن هاشم قال : سمعت عامر بن سعد به مختصرا و قال

: " سم و لا سحر " .

💦💦💦💦💦💦 

ج20.الأحاديث من 2001 إلى 2100*

2001 " في كل قرن من أمتي سابقون " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 7 :

أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 1 / 8 ) و عنه الديلمي ( 2 / 333 ) معلقا :

حدثنا عبد الله بن جعفر ( و قال الديلمي : ابن فارس ) حدثنا إسماعيل بن عبد

الله ( و قال الديلمي : إسماعيل بن سمويه ) : حدثنا سعيد بن أبي مريم ( و قال

الديلمي : سعيد بن الحكم ) : حدثنا يحيي بن أيوب عن ابن عجلان عن عياض بن عبد

الله عن # عبد الله بن عمرو # عن النبي صلي الله عليه وسلم به , إلا أن أبا

نعيم قال : " لكل قرن ... " .

قلت : و هذا إسناد جيد , رجاله ثقات معروفون من رجال " التهذيب " - على كلام

يسير في محمد بن عجلان - غير إسماعيل بن عبد الله يلقب سمويه و هو ثقة حافظ ,

مات سنة 267 . و عبد الله بن جعفر , هو ابن أحمد بن فارس الأصبهاني من شيوخ أبي

نعيم الذين يكثر عنهم , و ترجم له في " أخبار أصبهان " ( 2 / 80 ) , و كذا ابن

العماد في " الشذرات " - وفيات سنة ( 346 ) و وصفه بـ ( الصالح ) . و قال

الذهبي في " السير " ( 15 / 553 ) : " و كان من الثقات العباد " . ثم ذكر أنه

وثقه ابن مردويه و عبد الله بن أحمد السوذرجاني . و الحديث عزاه السيوطي في

" الجامع " للحكيم الترمذي فقط , و ذكر في " الفتاوي " ( 2 / 462 ) أنه رواه من

طريق ليث بن سعد عن محمد بن عجلان به . و الحديث رواه الحافظ الذهبي في " تذكرة

الحفاظ " ( 2 / 132 ) من طريق أبي نعيم , و قال : " حديث غريب جدا , و إسناده

صالح " .

2002 " الفجر فجران , فجر يقال له : ذنب السرحان , و هو الكاذب يذهب طولا و لا يذهب

عرضا , و الفجر الآخر يذهب عرضا و لا يذهب طولا " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 8 :

أخرجه الحاكم ( 1 / 191 ) و عنه البيهقي ( 1 / 377 ) و الديلمي ( 2 / 344 ) عن

عبد الله بن روح المدائني حدثنا يزيد بن هارون حدثنا ابن أبي ذئب عن الحارث بن

عبد الرحمن عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان عن # جابر بن عبد الله # قال : قال

رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . و قال الحاكم : " إسناده صحيح " ,

و وافقه الذهبي . ذكره شاهدا لحديث ابن عباس المتقدم برقم ( 693 ) .

قلت : و إسناد جيد , رجاله ثقات مترجمون في " التهذيب " غير عبد الله بن روح

المدائني ترجمه الخطيب في " تاريخه " ( 9 / 454 ) و قال عن الدارقطني : " ليس

به بأس " . و قال الحافظ في " اللسان " : " من شيوخ أبي بكر ( الشافعي ) الثقات

" . قلت : لكن أخرجه ابن جرير في " تفسيره " ( ج 3 رقم 2995 ) و الدارقطني ( ص

231 ) و البيهقي ( 1 / 377 و 4 / 215 ) من طرق عن ابن أبي ذئب به مرسلا لم يذكر

فيه جابرا . و قال الدارقطني : " و هذا مرسل " . و قال البيهقي : " و هو أصح "

. قلت : لكن الحديث صحيح لشاهده المشار إليه آنفا . و له شاهد آخر أخرجه

الدارقطني عن الوليد بن مسلم عن الوليد بن سليمان قال : سمعت ربيعة بن يزيد قال

: سمعت عبد الرحمن بن عائش صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره

نحوه , و قال : " إسناد صحيح " .

و أقول : ابن عائش هذا , قال في " التقريب " : " يقال : له صحبة , و قال أبو

حاتم : من قال في روايته : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم فقد أخطأ " .

و الوليد بن مسلم يدلس تدليس التسوية . و له شواهد أخرى بعضها في " صحيح مسلم "

و هي مخرجة في " صحيح أبي داود " برقم ( 2031 - 2033 ) , و سيأتي أحدهما برقم (

2031 ) .

2003 " الفردوس ربوة الجنة , و هي أوسطها و أحسنها " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 9 :

رواه ابن جرير في " تفسيره " ( 16 / 30 ) و أبو نعيم في " صفة الجنة " ( 2 / 2

- شيخ الإسلام ) عن سعيد بن بشير عن قتادة عن الحسن عن # سمرة # مرفوعا .

قلت : و هذا إسناد ضعيف , لعنعنة الحسن و هو البصري , و ضعف سعيد بن بشير . لكن

الحديث صحيح . فإن له شواهد , منها :

1 - عن أنس مرفوعا . " يا أم حارثة ... و الفردوس ربوة الجنة و أوسطها و أفضلها

" . أخرجه أحمد ( 3 / 260 ) و ابن جرير ( 16 / 31 ) و الترمذي ( 2 / 201 )

و قال : " حديث حسن صحيح " .

2 - عن أبي هريرة أو أبي سعيد الخدري مرفوعا . " إذا سألتم الله فاسألوه

الفردوس , فإنها أوسط الجنة و أعلى الجنة , و فوقها عرش الرحمن , و منه تفجر

أنهار الجنة " . أخرجه ابن جرير بهذا اللفظ , و قد مضى تخريجه برقم ( 921 ) عن

أبي هريرة وحده نحوه من رواية البخاري و غيره . و برقم ( 922 ) عن عبادة بن

الصامت مرفوعا نحوه .

2004 " إذا لقي المسلم أخاه المسلم , فأخذ بيده فصافحه , تناثرت خطاياهما من بين

أصابعهما كما يتناثر ورق الشجر بالشتاء " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 10 :

أخرجه بحشل في " تاريخ واسط " ( ص 165 ) : حدثنا وهب بن بقية قال : أخبرني عبد

الله بن سفيان الواسطي عن الأوزاعي عن عبدة بن أبي لبابة عن مجاهد عن # ابن

عباس # مرفوعا , قال عبدة : " فقلت لمجاهد : إن هذا ليسير , فقال مجاهد : لا

تقل هذا , فإن الله تعالى قال في كتابه *( لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت

بين قلوبهم و لكن الله ألف بينهم )* <1> فعرفت فضل علمه على غيره " .

قلت : و هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال مسلم غير عبد الله بن سفيان الواسطي ,

قال العقيلي : " لا يتابع على حديثه " . و ساق له حديثا آخر , و أما هذا فله

شواهد كثيرة , سبق تخريج بعضها برقم ( 526 ) , و قد ذكره بحشل في ترجمته , و لم

يذكر له فيها جرحا و لا تعديلا , و لذلك خرجته , و لاسيما أني لم أر أحدا ذكره

من حديث ابن عباس . و الله أعلم .

-----------------------------------------------------------

[1] الأنفال : 63 . اهـ .

2005 " إن قوما يقرءون القرآن , لا يجاوز تراقيهم , يمرقون من الإسلام كما يمرق

السهم من الرمية " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 11 :

أخرجه الدارمي ( 1 / 68 - 69 ) , و بحشل في " تاريخ واسط " ( ص 198 - تحقيق

عواد ) من طريقين عن عمر بن يحيى بن عمرو بن سلمة الهمداني قال : حدثني أبي

قال : حدثني أبي قال : " كنا نجلس على باب # عبد الله بن مسعود # قبل صلاة

الغداة , فإذا خرج مشينا معه إلى المسجد , فجاءنا أبو موسى الأشعري , فقال :

أخرج إليكم أبو عبد الرحمن بعد ? قلنا : لا , فجلس معنا حتى خرج , فلما خرج

قمنا إليه جميعا , فقال له أبو موسى : يا أبا عبد الرحمن ! إنى رأيت في المسجد

آنفا أمرا أنكرته , و لم أر و الحمد لله إلا خيرا , قال : فما هو ? فقال : إن

عشت فستراه , قال : رأيت في المسجد قوما حلقا جلوسا , ينتظرون الصلاة , في كل

حلقة رجل , و في أيديهم حصى , فيقول : كبروا مائة , فيكبرون مائة , فيقول هللوا

مائة , فيهللون مائة , و يقول سبحوا مائة , فيسبحون مائة , قال : فماذا قلت لهم

? قال : ما قلت لهم شيئا انتظار رأيك , قال : أفلا أمرتهم أن يعدوا سيئاتهم ,

و ضمنت لهم أن لا يضيع من حسناتهم شيء ? ثم مضى و مضينا معه , حتى أتى حلقة من

تلك الحلق , فوقف عليهم , فقال : ما هذا الذي أراكم تصنعون ? قالوا : يا أبا

عبد الرحمن ! حصى نعد به التكبير و التهليل و التسبيح , قال : فعدوا سيئاتكم

فأنا ضامن أن لا يضيع من حسناتكم شيء , و يحكم يا أمة محمد ! ما أسرع هلكتكم !

هؤلاء صحابة نبيكم صلى الله عليه وسلم متوافرون , و هذه ثيابه لم تبل , و آنيته

لم تكسر , والذي نفسي بيده إنكم لعلى ملة هي أهدى من ملة محمد , أو مفتتحوا باب

ضلالة ? ! قالوا والله : يا أبا عبد الرحمن ! ما أردنا إلا الخير , قال :

و كم من مريد للخير لن يصيبه , إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنا : ( فذكر

الحديث ) , وايم الله ما أدري لعل أكثرهم منكم ! ثم تولى عنهم , فقال عمرو بن

سلمة : فرأينا عامة أولئك الحلق يطاعنونا يوم النهروان مع الخوارج " .

قلت : و السياق للدارمي و هو أتم , إلا أنه ليس عنده في متن الحديث : " يمرقون

... من الرمية " . و هذا إسناد صحيح , إلا أن قوله : " عمر بن يحيى " أظنه خطأ

من النساخ , و الصواب : " عمرو بن يحيى " , و هو عمرو بن يحيى بن عمرو بن سلمة

ابن الحارث الهمداني <1> . كذا ساقه ابن أبي حاتم في كتابه " الجرح و التعديل "

( 3 / 1 / 269 ) , و ذكر في الرواة عنه جمعا من الثقات منهم ابن عيينة , و روى

عن ابن معين أنه قال فيه : " صالح " . و هكذا ذكره على الصواب في الرواة عن

أبيه , فقال ( 4 / 2 / 176 ) : " يحيى بن عمرو بن سلمة الهمداني , و يقال :

الكندي . روى عن أبيه روى عنه شعبة و الثوري و المسعودي و قيس بن الربيع و ابنه

عمرو بن يحيى " . و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا , و يكفي في تعديله رواية

شعبة عنه , فإنه كان ينتقي الرجال الذين كانوا يروي عنهم , كما هو مذكور في

ترجمته , و لا يبعد أن يكون في " الثقات " لابن حبان , فقد أورده العجلي في "

ثقاته " و قال : " كوفي ثقة " . و أما عمرو بن سلمة , فثقة مترجم في " التهذيب

" بتوثيق ابن سعد , و ابن حبان ( 5 / 172 ) , و فاته أن العجلي قال في " ثقاته

" ( 364 / 1263 ) : " كوفي تابعي ثقة " . و قد كنت ذكرت في " الرد على الشيخ

الحبشي " ( ص 45 ) أن تابعي هذه القصة هو عمارة بن أبي حسن المازني , و هو خطأ

لا ضرورة لبيان سببه , فليصحح هناك . و للحديث طريق أخرى عن ابن مسعود في "

المسند " ( 1 / 404 ) , و فيه الزيادة , و إسنادها جيد , و قد جاءت أيضا في

حديث جمع من الصحابة خرجها مسلم في " صحيحه " ( 3 / 109 - 117 ) . و إنما عنيت

بتخريجه من هذا الوجه لقصة ابن مسعود مع أصحاب الحلقات , فإن فيها عبرة لأصحاب

الطرق و حلقات الذكر على خلاف السنة , فإن هؤلاء إذا أنكر عليهم منكر ما هم فيه

اتهموه بإنكار الذكر من أصله ! و هذا كفر لا يقع فيه مسلم في الدنيا , و إنما

المنكر ما ألصق به من الهيئات و التجمعات التي لم تكون مشروعة على عهد النبي

صلى الله عليه وسلم , و إلا فما الذي أنكره ابن مسعود رضي الله عنه على أصحاب

تلك الحلقات ? ليس هو إلا هذا التجمع في يوم معين , و الذكر بعدد لم يرد , و

إنما يحصره الشيخ صاحب الحلقة , و يأمرهم به من عند نفسه , و كأنه مشرع عن الله

تعالى ! *( أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله )* . زد على

ذلك أن السنة الثابتة عنه صلى الله عليه وسلم فعلا و قولا إنما هي التسبيح

بالأنامل , كما هو مبين في " الرد على الحبشي " , و في غيره .

و من الفوائد التي تؤخذ من الحديث و القصة , أن العبرة ليست بكثرة العبادة

و إنما بكونها على السنة , بعيدة عن البدعة , و قد أشار إلى هذا ابن مسعود رضي

الله عنه بقوله أيضا : " اقتصاد في سنة , خير من اجتهاد في بدعة " .

و منها : أن البدعة الصغيرة بريد إلى البدعة الكبيرة , ألا ترى أن أصحاب تلك

الحلقات صاروا بعد من الخوارج الذين قتلهم الخليفة الراشد علي بن أبي طالب ?

فهل من معتبر ? !

-----------------------------------------------------------

[1] و كنت أظن قديما أنه عمرو بن عمارة بن أبي حسن المازني , فتبين لي بعد أنه

وهم قد رجعت عنه . اهـ .

2006 " ليس في الجنة أعزب " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 14 :

أخرجه أسلم الواسطي في " تاريخه " ( 180 ) من طريق سعيد بن عيسى الواسطي قال :

حدثنا حماد بن سلمة عن أيوب و يونس و حميد عن محمد بن سيرين عن # أبي هريرة #

قال : " افتخرت الرجال و النساء , فقال أبو هريرة : النساء أكثر من الرجال في

الجنة , فنظر عمر بن الخطاب إلى القوم فقال : ألا تسمعون ما يقول أبو هريرة ?

فقال # أبو هريرة # سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في أول زمرة تدخل

الجنة : وجوههم كالقمر ليلة البدر , و الثانية كأضواء كوكب في السماء , و لكل

واحد منهم زوجتان يرى مخ سوقهما من وراء اللحم , و ليس في الجنة عزب " .

قلت : و هذا إسناد رجاله ثقات رجال مسلم غير سعيد الواسطي فلم أعرفه , و في

ترجمته ذكره أسلم , و لم يحك فيه جرحا و لا تعديلا , و لم يتفرد به , فقد رواه

جمع من الثقات عن أيوب عن محمد به نحوه . أخرجه مسلم ( 8 / 145 - 146 ) ,

و أحمد ( 2 / 230 و 247 و 507 ) . و أخرجه الدارمي ( 2 / 336 ) من طريق هشام

القردوسى عن محمد به .

2007 " كان طلق حفصة , ثم راجعها " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 15 :

أخرجه داود ( 2283 ) و النسائي ( 2 / 117 ) و الدارمي ( 2 / 160 - 161 ) و ابن

ماجة ( 2016 ) و أبو يعلى في " مسنده " ( 1 / 53 ) و الحاكم ( 2 / 197 )

و البيهقي ( 7 / 321 - 322 ) عن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة عن صالح بن صالح عن

سلمة بن كهيل عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن # عمر # مرفوعا . و قال الحاكم :

" صحيح على شرط الشيخين " و وافقه الذهبي .

و أقول : و هو كما قالا , و صالح هو ابن صالح بن حي . و له عند أبي يعلى طريق

أخرى فقال : حدثنا أبو كريب أخبرنا يونس بن بكير عن الأعمش عن أبي صالح عن ابن

عمر قال : " دخل عمر على حفصة و هي تبكي , فقال لها : و ما يبكيك ? لعل رسول

الله صلى الله عليه وسلم طلقك , إن كان طلقك مرة , ثم راجعك من أجلي , والله

لئن طلقك مرة أخرى لا أكلمك أبدا " . و بهذا الإسناد أخرجه البزار ( ص 156 )

نحوه . ثم قال : حدثناه أحمد بن يزداد الكوفي : حدثنا عمر بن عبد الغفار حدثنا

الأعمش به . و الإسناد الأول لا بأس به , رجاله ثقات رجال الشيخين غير أن يونس

ابن بكير إنما أخرج له البخاري تعليقا , ثم هو صدوق يخطىء كما في " التقريب " .

و قد تابعه عمر بن عبد الغفار , و لكني لم أعرفه . ثم تذكرت أنه لعله عمرو -

بالواو - بن عبد الغفار , فرجعت إلى ترجمته من " الميزان " , فإذا هو هذا و هو

الفقيمي , قال أبو حاتم : " متروك الحديث " .

قلت : فلا يفرح بمتابعته . و للحديث شواهد مختصرة نحو حديث الترجمة :

الأول : عن هشيم : أنبأ حميد عن أنس قال : " لما طلق النبي صلى الله عليه وسلم

حفصة أمر أن يراجعها , فراجعها " . أخرجه أبو يعلى ( 3 / 957 ) و الحاكم ( 2 /

197 ) , و قال : " صحيح على شرط الشيخين " , و وافقه الذهبي , و هو كما قالا .

و أخرجه الدارمي أيضا لكنه لم يذكر الأمر , و أعل الحديث بما لا يقدح . و له

عند الحاكم ( 4 / 15 ) طريق أخرى , لكنها ضعيفة .

الثاني : عن موسى بن جبير عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف عن عاصم بن عمر مرفوعا :

أخرجه أحمد ( 3 / 478 ) و كذا الطبراني كما في " مجمع الهيثمي " , و قال :

" و رجاله ثقات " .

قلت : و في هذا الإطلاق للتوثيق نظر بين , فإن موسى هذا - و هو الأنصاري المدني

- لم يوثقه غير ابن حبان , و مع أنه معروف بالتساهل في التوثيق , فإن تمام

كلامه في كتابه " الثقات " ( 7 / 451 ) : " يخطىء و يخالف " . فإذا كان كذلك ,

فهو ليس من الثقات الذين يحتج بهم كما هو الشأن فيمن وثق مطلقا , و إنما هو ممن

ينتخب حديثه في الشواهد و المتابعات , و لاسيما قد قال فيه ابن القطان :

" لا يعرف حاله " .

الثالث : عن قيس بن زيد : " أن النبي صلى الله عليه وسلم طلق حفصة بنت عمر ,

فدخل عليها خالاها قدامة و عثمان ابنا مظعون , فبكت , و قالت : والله ما طلقني

عن شبع , و جاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال : قال لي جبريل عليه السلام :

راجع حفصة , فإنها صوامة قوامة و إنها زوجتك في الجنة " . أخرجه أبو نعيم في

" الحلية " ( 2 / 50 ) و الحاكم من طريق حماد بن سلمة : أنبأ أبو عمران الجوني

عن قيس بن زيد .

قلت : سكت عنه الحاكم ثم الذهبي , و لعل ذلك لوضوح علته و هي قيس بن زيد هذا ,

قال ابن أبي حاتم ( 3 / 2 / 98 ) : " روى عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا ,‏

لا أعلم له صحبة . روى عنه أبو عمران الجوني " .

الرابع : عن الحسن بن أبي جعفر عن عاصم عن زر عن عمار بن ياسر قال : " أراد

رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يطلق حفصة , فجاء جبريل فقال : لا تطلقها ,

فإنها صوامة قوامة , و إنها زوجتك في الجنة " . أخرجه أبو نعيم .

قلت : و رجاله ثقات غير الحسن بن أبي جعفر و هو الجعفري , قال الحافظ : " ضعيف

الحديث , مع عبادته و فضله " .

قلت : فإذا ضم إلى المرسل الذي قبله ارتقى حديثه إلى مرتبة الحسن إن شاء الله

تعالى . و قد رواه مرة عن ثابت عن أنس رضي الله عنه : " أن النبي صلى الله عليه

وسلم طلق حفصة تطليقة , فأتاه جبريل عليه الصلاة السلام , فقال : يا محمد !

طلقت حفصة و هي صوامة قوامة و هي زوجتك في الجنة ? " . أخرجه الحاكم , و سكت

عنه لم عرفت من حال الحسن بن أبي جعفر . و جملة القول , أن تطليقه صلى الله

عليه وسلم لحفصة ثابت عنه من طرق , و كونه أمر بإرجاعها ثابت من حديث أنس

الصحيح , و قول جبريل له : " راجعها فإنها صوامة ... " إلخ , حسن كما ذكرنا .

و الله أعلم .

( فائدة ) : دل الحديث على جواز تطليق الرجل لزوجته و لو أنها كانت صوامة قوامة

و لا يكون ذلك بطبيعة الحال إلا لعدم تمازجها و تطاوعها معه , و قد يكون هناك

أمور داخلية لا يمكن لغيرها الاطلاع عليها , و لذلك , فإن ربط الطلاق بموافقة

القاضي من أسوأ و أسخف ما يسمع به في هذا الزمان ! الذي يلهج به كثير من حكامه

و قضاته و خطبائه بحديث : " أبغض الحلال إلى الله الطلاق " و هو حديث ضعيف كما

بينته في غير ما موضع مثل " إرواء الغليل " ( رقم 2040 ) .

2008 " قاتل عمار و سالبه في النار " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 18 :

رواه أبو محمد المخلدي في " ثلاثة مجالس من الأمالي " ( 75 / 1 - 2 ) عن ليث عن

مجاهد عن # عبد الله بن عمرو # مرفوعا .

قلت : و هذا إسناد ضعيف , ليث - و هو ابن أبي سليم - كان اختلط . لكن لم ينفرد

به , فقال عبد الرحمن بن المبارك : حدثنا المعتمر بن سليمان عن أبيه عن مجاهد

به . أخرجه الحاكم ( 3 / 387 ) و قال : " تفرد به عبد الرحمن بن المبارك و هو

ثقة مأمون , فإذا كان محفوظا , فإنه صحيح على شرط الشيخين " .

قلت : له طريق أخرى , فقال الإمام أحمد ( 4 / 198 ) و ابن سعد في " الطبقات " (

3 / 260 - 261 ) و السياق له : أخبرنا عثمان بن مسلم قال : أخبرنا حماد بن سلمة

قال : أخبرنا أبو حفص و كلثوم بن جبير عن أبي غادية قال : " سمعت عمار بن ياسر

يقع في عثمان يشتمه بالمدينة , قال : فتوعدته بالقتل , قلت : لئن أمكنني الله

منك لأفعلن , فلما كان يوم صفين جعل عمار يحمل على الناس , فقيل : هذا عمار ,

فرأيت فرجة بين الرئتين و بين الساقين , قال : فحملت عليه فطعنته في ركبته ,

قال , فوقع فقتلته , فقيل : قتلت عمار بن ياسر ? ! و أخبر عمرو بن العاص , فقال

: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( فذكره ) , فقيل لعمرو بن العاص :

هو ذا أنت تقاتله ? فقال : إنما قال : قاتله و سالبه " .

قلت : و هذا إسناد صحيح , رجاله ثقات رجال مسلم , و أبو الغادية هو الجهني و هو

صحابي كما أثبت ذلك جمع , و قد قال الحافظ في آخر ترجمته من " الإصابة " بعد أن

ساق الحديث , و جزم ابن معين بأنه قاتل عمار : " و الظن بالصحابة في تلك الحروب

أنه كانوا فيها متأولين , و للمجتهد المخطىء أجر , و إذا ثبت هذا في حق آحاد

الناس , فثبوته للصحابة بالطريق الأولى " .

و أقول : هذا حق , لكن تطبيقه على كل فرد من أفرادهم مشكل لأنه يلزم تناقض

القاعدة المذكورة بمثل حديث الترجمة , إذ لا يمكن القول بأن أبا غادية القاتل

لعمار مأجور لأنه قتله مجتهدا , و رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " قاتل

عمار في النار " ! فالصواب أن يقال : إن القاعدة صحيحة إلى ما دل الدليل القاطع

على خلافها , فيستثنى ذلك منها كما هو الشأن هنا و هذا خير من ضرب الحديث

الصحيح بها . و الله أعلم . و من غرائب أبي الغادية هذا ما رواه عبد الله بن

أحمد في " زوائد المسند " ( 4 / 76 ) عن ابن عون عن كلثوم بن جبر قال : " كنا

بواسط القصب عند عبد الأعلى بن عبد الله بن عامر , قال : فإذا عنده رجل يقال له

: أبو الغادية , استسقى ماء , فأتي بإناء مفضض , فأبى أن يشرب , و ذكر النبي

صلى الله عليه وسلم , فذكر هذا الحديث : لا ترجعوا بعدي كفارا أو ضلالا - شك

ابن أبي عدي - يضرب بعضكم رقاب بعض <1> . فإذا رجلا يسب فلانا , فقلت : والله

لئن أمكنني الله منك في كتيبة , فلما كان يوم صفين , إذا أنا به و عليه درع ,

قال : ففطنت إلى الفرجة في جربان الدرع , فطعنته , فقتلته , فإذا هو عمار بن

ياسر ! قال : قلت : و أي يد كفتاه , يكره أن يشرب في إناء مفضض و قد قتل عمار

ابن ياسر ? ! " .

قلت : و إسناده صحيح أيضا . و الحديث رواه الحسن بن دينار عن كلثوم بن جبر

المرادي عن أبي الغادية قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره

. أخرجه ابن عدي ( 85 / 1 ) و ابن أبي حاتم في " العلل " ( 2 / 421 ) .

قلت : و هذا من تخاليط الحسن بن دينار , فإن الحديث ليس من رواية أبي الغادية

عن رسول الله صلى الله عليه وسلم , بينهما عمرو بن العاص كما في الرواية

السابقة .

-----------------------------------------------------------

[1] كذا الأصل , و كذلك هو في نقل " المجمع " ( 7 / 244 ) عنه , و الكلام غير

متصل . اهـ .

2009 " إن الله تعالى يقول : إذا ابتليت عبدا من عبادي مؤمنا , فحمدني و صبر على

ما ابتليته به , فإنه يقوم من مضجعه ذلك كيوم ولدته أمه من الخطايا , و يقول

الرب للحفظة : إني أنا قيدت عبدي هذا و ابتليته , فأجروا ( له ) من الأجر ما

كنتم تجرون له قبل ذلك و هو صحيح " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 20 :

أخرجه أحمد ( 4 / 123 ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 9 / 309 - 310 ) و ابن

عساكر في " التاريخ " ( 8 / 8 / 2 ) عن إسماعيل بن عياش عن راشد بن داود عن أبي

الأشعث الصنعاني أنه راح إلى مسجد دمشق و هجر بالرواح , فلقي # شداد بن أوس #

و الصنابحي معه , فقلت : أين تريدان رحمكما الله ? فقالا : نريد ههنا , إلى أخ

لنا مريض نعوده , فانطلقت معهما حتى دخلنا على ذلك الرجل , فقالا له : كيف

أصبحت ? قال أصبحت بنعمة الله و فضله , فقال شداد : أبشر فإني سمعت رسول الله

صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره .

قلت : و هذا إسناد حسن إن شاء الله تعالى رجاله ثقات و في راشد بن داود - و هو

الصنعاني الدمشقي - خلاف , وثقه ابن معين و دحيم و ابن حبان . و قال البخاري :

" فيه نظر " . و قال الدارقطني : " ضعيف لا يعتبر به " . و قال الحافظ في

" التقريب " : " صدوق له أوهام " .

قلت : فمثله حسن الحديث إذا لم يرو منكرا , و هذا الحديث له شواهد معروفة و قد

مضى بعضها فانظر مثلا الحديث ( 272 ) .

( تنبيه ) : قال المناوي : قال الهيثمي : " خرجه الكل من رواية إسماعيل بن عياش

عن راشد الصنعاني , و هو ضعيف عن غير الشاميين . اهـ .

و لم يبال المصنف بذلك فرمز لحسنه " .

قلت : و قد فات الهيثمي ثم المناوي أن راشدا هذا ليس من صنعاء اليمن , و إنما

هو من صنعاء دمشق , و لذلك ذكروا أنه دمشقي , فإعلال الحديث بما ذكروا وهم محض

, فتنبه .

2010 " قال الله تعالى : إذا قبضت من عبدي كريمته - و هو بها ضنين - لم أرض له ثوابا

دون الجنة , إذا حمدني عليها " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 21 :

أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 6 / 103 ) عن بقية عن أبي بكر بن أبي مريم قال

: حدث حبيب بن عبيد عن # العرباض بن سارية # مرفوعا .

قلت : و هذا إسناد ضعيف , ابن أبي مريم كان اختلط . و بقية مدلس و لكنه قد توبع

من قبل عبد القدوس بن الحجاج أبي المغيرة عن أبي بكر بن أبي مريم به . أخرجه

البزار ( ص 84 - زوائده ) , و قال : " لا نعلم عن العرباض بأحسن من هذا الإسناد

" . و فيه إشارة لطيفة إلى أن له إسناد آخر عنه و قد وجدته عند ابن حبان ( 706

- موارد الظمآن ) من طريق لقمان بن عامر عن يزيد بن جبلة عن العرباض به .

و يزيد بن جبلة لم أعرفه . ثم تبينت أنه محرف من سويد بن جبلة , و على الصواب

وقع في " الإحسان بترتيب صحيح ابن حبان " ( 2920 ) , دلني عليه بعض الإخوان

و قد وثقه ابن حبان ( 4 / 325 ) , و قد روى عنه ثقتان . و سائر رجاله ثقات ,

فالحديث بمجموع الطريقين حسن , و لاسيما و له شواهد كثيرة بنحوه , تراها في

" الترغيب " و " المجمع " و غيرهما .

( كريمته ) عينه .

2011 " قال الله تبارك و تعالى : يا ابن آدم ! إذا ذكرتني خاليا ذكرتك خاليا , و إذا

ذكرتني في ملإ ذكرتك في ملإ خير من الذين تذكرني فيهم " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 22 :

أخرجه البزار في " مسنده " ( ص 295 - زوائده ) : حدثنا بشر بن معاذ حدثنا فضيل

ابن سليمان عن عبد الله عثمان بن خثيم عن سعيد بن جبير عن # ابن عباس #عن

النبي صلى الله عليه وسلم و قال : " لا نعلم يروى عن ابن عباس إلا من هذا الوجه

" . قلت : و رجاله ثقات لولا ما في الفضيل من سوء الحفظ و مع ذلك صححه الحافظ

أو شيخه الهيثمي في " زوائد البزار " , و قال في " مجمع الزوائد " ( 10 / 78 )

: " رواه البزار , و رجاله رجال " الصحيح " غير بشر بن معاذ العقدي و هو ثقة "

. و الحديث عزاه السيوطي للبيهقي في " شعب الإيمان " و صححه في كتابه " الحاوي

للفتاوي " ( 2 / 131 ) , و من قبله المنذري ( 2 / 227 ) . و له شاهد من حديث

أبي هريرة مرفوعا به , إلا أنه قال : " إن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ... " ,

و الباقي مثله . أخرجه البخاري في " التوحيد " , و مسلم في " الذكر " ( 8 / 67

) و أحمد ( 2 / 251 , 354 , 405 , 413 , 480 , 482 ) من طرق عنه .

و شاهد آخر من حديث أنس مرفوعا مثل حديث أبي هريرة . أخرجه أحمد ( 3 / 138 )

و سنده صحيح على شرط الشيخين .

2012 " قال الله عز وجل : عبدي ! أنا عند ظنك بي , و أنا معك إذا ذكرتني " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 23 :

أخرجه الحاكم ( 1 / 497 ) عن الربيع بن صبيح عن الحسن عن # أنس # مرفوعا .

و قال : " غريب صحيح " .

و أقول : هو صحيح لغيره و أما السند فلا لأن الحسن - و هو البصري - مدلس و قد

عنعن . و الربيع بن صبيح سيء الحفظ , و أخشى أن يكون خلط بين حديثين , فقد رواه

قتادة عن أنس بلفظ : " يقول الله عز وجل : أنا عند ظن عبدي بي و أنا معه إذا

دعاني " . أخرجه أحمد ( 3 / 210 , 277 ) بسند صحيح على شرط مسلم . ثم أخرجه ( 3

/ 471 , 4 / 106 ) عن حبان أبي النضر عن واثلة بن الأسقع مرفوعا به إلا أنه قال

في النصف الثاني : " فليظن بي ما شاء " . و الحديث الآخر الذي أشرت إليه إنما

هو حديث أبي هريرة بلفظ : " يقول الله تعالى : أنا عند ظن عبدي بي و أنا معه

إذا ذكرني ... " الحديث و قد سبق تخريجه في الحديث الذي قبله , و هذا القدر منه

أخرجه القضاعي في " مسنده " ( ق 117 / 1 ) .

2013 " قال تبارك و تعالى للنفس : اخرجي , قالت : لا أخرج إلا و أنا كارهة , ( قال :

اخرجي و إن كرهت ) " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 24 :

رواه البخاري في " الأدب المفرد " ( 219 ) و " التاريخ " ( 2 / 1 / 251 )

و البزار ( 783 - كشف الأستار ) و الزيادة له و البيهقي في " الزهد " ( 52 / 1

- 2 ) عن الربيع بن مسلم عن محمد بن زياد عن # أبي هريرة # عن النبي صلى الله

عليه وسلم قال : فذكره .

قلت : و هذا سند صحيح , رجاله ثقات على شرط مسلم . و قال البزار : " لا نعلمه

إلا عن أبي هريرة و لا رواه عنه إلا محمد بن زياد و لا عنه إلا الربيع و الربيع

ثقة مأمون " .

2014 " قال رجل : والله لا يغفر الله لفلان , فقال الله : من ذا الذي يتألى علي أن

لا أغفر لفلان , فإني قد غفرت لفلان , و أحبطت عملك " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 25 :

أخرجه مسلم ( 8 / 36 ) و الطبراني في " المعجم الكبير " ( 1 / 84 / 1 ) من طرق

عن معتمر بن سليمان عن أبيه عن أبي عمران عن # جندب # قال : قال رسول الله صلى

الله عليه وسلم : فذكره . ثم أخرجه الطبراني من طريق حماد بن سلمة أخبرنا أبو

عمران عن جندب : " أن رجلا آلى أن لا يغفر الله لفلان , فأوحى الله عز وجل إلى

نبيه صلى الله عليه وسلم أو إلى نبي إنها بمنزلة الخطيئة فليستقبل العمل " .

قلت : و إسناد صحيح موقوف , و لكنه في حكم المرفوع بدليل ما قبله .

( تنبيه ) : و قد ساق السيوطي الحديث من رواية الطبراني بلفظ : " قال رجل : لا

يغفر الله لفلان , فأوحى الله تعالى إلى نبي من الأنبياء إنها خطيئة فليستقبل

العمل " . و أنت ترى أنه لفظ ملفق من لفظي الطبراني , مع تصرف يسير في بعض

ألفاظ اللفظ الثاني منهما .

قوله : ( يتألى ) , أي : يحلف . و ( الألية ) على وزن ( غنية ) : اليمين .

هذا و قد سبق تخريج الحديث بأوسع و أقوى مما هنا برقم ( 1685 ) نبهتني على ذلك

ابنتي أم عبد الله جزاها الله خيرا , فكدت أن أحذفه و أطبع آخر بديله , ثم بدا

لي أن أدعه كما هو لأن فيه فائدتين لم يسبق ذكرهما هناك :

الأولى , التنبيه المذكور . و الأخرى , بيان أن رواية الطبراني من طريق حماد بن

سلمة موقوفة , و هذا مما فاتني ذكره هناك , و الله ولي التوفيق .

2015 " قال لي جبريل : لو رأيتني و أنا آخذ من حال البحر فأدسه في فم فرعون مخافة

أن تدركه الرحمة " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 26 :

أخرجه الطيالسي في " مسنده " ( 2618 ) : حدثنا شعبة عن عدي بن ثابت و عطاء بن

السائب عن سعيد بن جبير عن # ابن عباس # قال : قال رسول الله صلى الله عليه

وسلم : فذكره . و أخرجه الترمذي ( 3107 ) و الحاكم ( 2 / 340 , 4 / 249 )

و أحمد ( 1 / 240 , 340 ) و ابن جرير ( 17859 ) من طرق أخرى عن شعبة به نحوه ,

و قال الترمذي : " حديث حسن غريب صحيح " . و قال الحاكم : " صحيح على شرط

الشيخين , إلا أن أكثر أصحاب شعبة أوقفوه على ابن عباس " . و وافقه الذهبي .

قلت : و هذا لا يعله , فقد رفعه عنه جمع من الثقات منهم الطيالسي كما رأيت ,

و منهم خالد بن الحارث عند الترمذي و الحاكم و النضر بن شميل عند الحاكم أيضا ,

و محمد بن جعفر - غندر - عند أحمد , و قد علم أن زيادة الثقة مقبولة . و لاسيما

و قد وجدت له طريقا أخرى , و شاهدا . أما الطريق , فيرويه حماد بن سلمة عن علي

ابن زيد عن يوسف بن مهران عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لما

أغرق الله فرعون قال : *( آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل )* <1>

فقال جبرائيل : يا محمد ! لو رأيتني و أنا آخذ من حال البحر و أدسه في فيه

مخافة أن تدركه الرحمة " . أخرجه الترمذي ( 3106 ) و الحاكم ( 4 / 249 ) و أحمد

( 1 / 245 , 309 ) و ابن جرير ( 17861 ) و الخطيب في " التاريخ " ( 8 / 102 )

و قال الترمذي : " حديث حسن " .

قلت : يعني لغيره لأن ابن جدعان سيء الحفظ . و يوسف بن مهران لين الحديث .

و ذهل المناوي عن الطريق الأولى الصحيحة , فأعل الحديث بابن مهران هذا متعقبا

على الحاكم و الذهبي تصحيحهما إياه على شرط الشيخين !

و أما الشاهد , فيرويه محمد بن حميد الرازي حدثنا حكام بن سلم حدثنا عنبسة بن

سعيد عن كثير بن زاذان عن أبي حازم عن أبي هريرة مرفوعا مثل لفظ الترجمة .

أخرجه ابن جرير في " تفسيره " ( 17860 ) و السهمي في " تاريخ جرجان " ( 164 )

و قال ابن كثير عقبه : " كثير ابن زاذان هذا قال ابن معين : لا أعرفه . و قال

أبو زرعة و أبو حاتم : مجهول . و باقي رجاله ثقات " . كذا قال ! و محمد بن حميد

الرازي , و إن كان من الحفاظ فهو ضعيف , و إن كان ابن معين حسن الرأي فيه .

( الحال ) : الطين الأسود كالحمأ . " نهاية " .

-----------------------------------------------------------

[1] يونس : الآية : 90 . اهـ .

2016 " قتل الصبر لا يمر بذنب إلا محاه " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 27 :

أخرجه البزار في " مسنده " ( 1545 ) و أبو الشيخ في " الطبقات " ( 66 / 2 )

و أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2 / 36 , 191 ) عن يعقوب القمي عن عنبسة عن

هشام بن عروة عن أبيه عن # عائشة # قالت : قال النبي صلى الله عليه وسلم :

فذكره . و قال البزار : " لا نعلمه يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا من

هذا الوجه " .

قلت : و قال الحافظ في " زوائد البزار " ( ص 209 ) : " و رجاله ثقات " .

و يعقوب هو ابن عبد الله القمي قال الحافظ : " صدوق يهم " . و عنبسة هو ابن

سعيد بن الضريس الأسدي ثقة . فالإسناد حسن إن شاء الله تعالى . و روى البزار

أيضا عن أبي هريرة مرفوعا : " قتل الرجل صبرا كفارة لما قبله من الذنوب " .

قال الهيثمي : " و فيه صالح بن موسى بن طلحة , و هو متروك " .

2017 " قوموا ! فإن للموت فزعا " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 28 :

رواه ابن ماجة ( 1 / 468 ) و أحمد ( 2 / 287 , 343 ) و محمد بن مخلد العطار ( 2

/ 19 / 1 ) عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن # أبي هريرة # قال : " مر على النبي

صلى الله عليه وسلم بجنازة . فقام و قال : فذكره " .

قلت : و هذا إسناد حسن . و رواه إسماعيل بن جعفر حدثنا العلاء بن عبد الرحمن عن

أبيه عن أبي هريرة و أبي سعيد مرفوعا نحوه . أخرجه الحاكم ( 1 / 356 - 357 ) ,

و قال : " صحيح على شرط مسلم " , و وافقه الذهبي و هو كما قالا . و له شاهد من

حديث جابر مرفوعا به . أخرجه مسلم ( 3 / 57 ) و أبو داود ( 2 / 64 ) و النسائي

( 1 / 272 ) و أحمد ( 3 / 319 , 335 , 354 ) .

( تنبيه ) : هذا الحديث من الأحاديث القليلة التي ثبت نسخها بفعل النبي صلى

الله عليه وسلم و أمره , و قد ذكرت بعض الأحاديث الواردة في ذلك في " أحكام

الجنائز " ( ص 78 ) , فلتراجع .

2018 " اللهم استر عوراتنا , و آمن روعاتنا " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 29 :

أخرجه أحمد ( 3 / 3 ) و البزار في " مسنده " ( 3119 - كشف الأستار ) عن # ربيح

ابن أبي سعيد الخدري عن أبيه ( عن جده ) # قال : " قلنا يوم الخندق : يا رسول

الله ! هل من شيء نقوله , فقد بلغت القلوب الحناجر ? قال : نعم , اللهم ... (

فذكره ) قال : فضرب الله عز وجل وجوه أعدائه بالريح , فهزمهم الله بالريح " .

قلت : و هذا إسناد ضعيف , ربيح هذا , روى عنه جمع , و قال فيه أحمد : " ليس

بمعروف " . و قال البخاري : " منكر الحديث " . و قال أبو زرعة : " شيخ " .

و قال ابن عدي : " أرجو أنه لا بأس به " . و ذكره ابن حبان في " الثقات " ( 6 /

309 ) .

قلت : فمثله يتردد النظر بين تضعيف حديثه و تحسينه و لعل الأول هو الأرجح و إلى

ذلك يشير الحافظ بقوله فيه في " التقريب " : " مقبول " . يعني عند المتابعة ,

و إلا فلين الحديث كما نص عليه في مقدمته . و الله أعلم . و قد توبع على الدعاء

دون القصة , فرواه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 4 / 94 / 3710 ) عن خباب

الخزاعي قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره . قال الهيثمي (

10 / 180 ) : " و فيه من لم أعرفه " . و له شاهد آخر صحيح من رواية ابن عمر رضي

الله عنهما فيما كان يقوله صلى الله عليه وسلم حين يمسي و حين يصبح , و هو مخرج

في " الكلم الطيب " برقم التعليق ( 14 ) و " المشكاة " ( رقم الحديث 2397 ) .

( تنبيه ) : الزيادة التي بين المعكوفتين ( عن جده ) سقطت من " المسند " و هي

ثابتة عند البزار , و قال الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 10 / 136 ) : " رواه

أحمد و البزار , و إسناد البزار متصل , و رجاله ثقات و كذلك رجال أحمد إلا أن

في نسختي من " المسند " : " عن ربيح بن أبي سعيد عن أبيه " و هو في البزار : عن

أبيه عن جده " .

قلت : و هذا هو الصواب الذي يقتضيه السياق , و رواية أحمد خطأ لأنه يلزم منها

أن يكون والد ربيح - و اسمه عبد الرحمن بن أبي سعيد - صحابيا لظاهر قوله :

" قلنا يوم الخندق " , و لا قائل بذلك . فتنبه . و على الصواب أخرج الحديث ابن

أبي حاتم أيضا كما في " البداية " للحافظ ابن كثير ( 4 / 111 ) .

2019 " القرآن شافع مشفع و ماحل مصدق من جعله أمامه قاده إلى الجنة و من جعله خلف

ظهره ساقه إلى النار " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 31 :

أخرجه ابن حبان ( 1793 ) عن عبد الله بن الأجلح عن الأعمش عن أبي سفيان عن

# جابر # عن النبي صلى الله عليه وسلم .

قلت : و إسناده جيد , رجاله ثقات و أشار المنذري في " الترغيب " ( 2 / 207 )

إلى تقويته و عزاه السيوطي للبيهقي أيضا في " شعبه " . و له شاهد من حديث عبد

الله بن مسعود و لكنه مما لا يفرح به , فإنه من رواية الربيع بن بدر عن الأعمش

عن أبو وائل عنه مرفوعا به . أخرجه الطبراني في " الكبير " ( 3 / 78 / 2 )

و ابن عدي ( 132 / 2 ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 4 / 108 ) , و قال : " غريب

من حديث الأعمش تفرد به عنه الربيع " .

قلت : و هو متروك , و قد خولف . فقال البزار في " مسنده " ( 26 - زوائده ) :

حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء حدثنا عبد الله بن الأجلح عن الأعمش عن المعلى

الكندي عن عبد الله بن مسعود قال : فذكره موقوفا . و قال : و حدثناه أبو كريب :

حدثنا عبد الله بن الأجلح عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر عن النبي صلى الله

عليه وسلم بنحوه , و قال : " لا نعلم أحدا يرويه عن جابر إلا من هذا الوجه " .

و قال الهيثمي عقبه : " رجاله ثقات " . و كذا قال في " مجمع الزوائد " ( 1 /

171 ) و زاد : " و رجال أثر ابن مسعود فيه المعلى الكندي و قد وثقه ابن حبان "

. قلت : أورده هو ( 7 / 492 ) و ابن أبي حاتم ( 4 / 1 / 320 ) برواية الأعمش

عنه و لم يزد , فهو مجهول . و سكت المنذري عنه في " الترغيب " ( 1 / 42 ) , و

قال : " و إسناد المرفوع جيد " .

قلت : و هو كما قال , و رجاله كلهم ثقات رجال مسلم غير عبد الله بن الأجلح و هو

صدوق كما في " التقريب " .

2020 " القصاص ثلاثة : أمير أو مأمور أو محتال " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 32 :

أخرجه ابن وهب في " الجامع " ( ص 88 ) و عنه ابن عساكر في " التاريخ " ( 6 / 71

/ 2 ) و البخاري في " التاريخ " ( 2 / 1 / 243 - 244 ) و أحمد ( 6 / 22 , 28 )

و الروياني أيضا في " مسنده " ( 24 / 122 / 2 ) و عنه ابن عساكر أيضا , كلهم من

طريق معاوية بن صالح عن أزهر بن سعيد عن ذي الكلاع عن # عوف بن مالك # قال :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .

قلت : و هذا إسناد رجاله ثقات معروفون غير ذي الكلاع و هو كما قال ابن أبي حاتم

( 2 / 1 / 448 ) : " ابن عم كعب الأحبار , أبو شراحيل شامي , روى عنه أزهر بن

سعيد " . و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . و ذكره ابن حبان في " الثقات " ( 4

/ 223 ) ! و قد أورده ابن عبد البر في " الاستيعاب " و أطال في ترجمته ( 2 /

471 - 474 ) , و مما جاء فيها : " و لا أعلم لذي الكلاع صحبة أكثر من إسلامه ,

و اتباعه النبي صلى الله عليه وسلم في حياته و أظنه أحد الوفود عليه و لا أعلم

له رواية إلا عن عوف بن مالك " . و قد جاء الحديث من طريقين آخرين عن عوف :

الأول : عن بكير بن عبد الله أن يعقوب أخاه و ابن أبي خصيفة حدثاه أن عبد الله

ابن يزيد قاص مسلمة بالقسطنطينية حدثهما عن عوف بن مالك الأشجعي به . أخرجه

أحمد ( 6 / 27 ) .

قلت : و رجاله ثقات غير عبد الله بن يزيد هذا , قال في " تعجيل المنفعة " :

" لا أعرفه " . و الآخر : عن صالح بن أبي عريب عن كثير بن مرة عن عوف بن مالك

قال : " دخل عوف بن مالك مسجد حمص , قال : و إذا الناس على رجل , فقال : ما هذه

الجماعة ? قالوا : كعب يقص , قال : ويحه ! ألا سمع قول رسول الله صلى الله عليه

وسلم ... " , فذكره . أخرجه أحمد أيضا ( 6 / 29 ) .

قلت : و هذا إسناد حسن , رجاله كلهم ثقات غير صالح هذا , روى عنه جمع من الثقات

منهم الليث بن سعد , و وثقه ابن حبان ( 6 / 457 ) . و قصة عوف هذه مع كعب وقعت

في حديث ذي الكلاع عند البخاري في " التاريخ " , و زاد عقب الحديث : " فمكث كعب

سنة لا يقص حتى أرسل إليه معاوية يأمره أن يقص " . و قال البخاري عقبه : " و

قال عبد الله بن يحيى : حدثنا معاوية بن عبد الرحمن بن جبير عن أبيه عن كعب بن

عياض عن النبي صلى الله عليه وسلم . و الأول أصح " . يعني رواية من قال عن

معاوية عن أزهر بن سعيد عن ذي الكلاع عن عوف . و إنما رجحها البخاري لأنها

رواية الأكثر عن معاوية . و عبد الله بن يحيى - و هو المعافري , و يقال :

الكلاعي , أبو يحيى المصرى - ثقة من رجال البخاري , فروايته شاذة . و بالجملة ,

فالحديث صحيح بلا ريب بمجموع هذه الطرق الثلاث , و لاسيما و الأخيرة منها حسن

كما تقدم . و الله أعلم .

2021 " كان لكم يومان تلعبون فيهما , و قد أبدلكم الله بهما خيرا منهما : يوم الفطر

و يوم الأضحى " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 34 :

أخرجه النسائي ( 1 / 231 ) و الطحاوي في " مشكل الآثار " ( 2 / 211 ) و أحمد (

3 / 103 , 178 , 235 , 250 ) من طرق عن حميد عن # أنس بن مالك # قال : " كان

لأهل الجاهلية يومان في كل سنة يلعبون فيهما , فلما قدم النبي صلى الله عليه

وسلم المدينة قال : فذكره " .

قلت : و إسناده صحيح , و بعض أسانيده عند أحمد ثلاثي , فقد صرح حميد بسماعه من

أنس في طريق عنده , و إسناده صحيح على شرط مسلم , و كذا قال الحاكم ( 1 / 294 )

, و وافقه الذهبي .

2022 " كان هذا الأمر في حمير , فنزعه الله منهم فصيره في قريش " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 34 :

رواه البخاري في " التاريخ " ( 2 / 1 / 241 ) و أحمد ( 4 / 91 ) و الطبراني ( 1

/ 203 / 2 ) و ابن أبي عاصم في " السنة " ( ق 107 / 2 رقم 1015 - بتحقيقي )

و أبو موسى المديني في " منتهى رغبات السامعين " ( 254 / 1 ) من طرق عن عثمان

عن راشد بن سعد عن أبي حي المؤذن عن # ذي مخبر # مرفوعا و زاد البخاري و أحمد :

" و سيعود إليهم " .

قلت : و إسنادهم جيد , رجاله ثقات غير أبي حي المؤذن و اسمه شداد بن حي , روى

عنه جمع من الثقات , و وثقه العجلي ( 496 / 1938 ) و ذكره ابن حبان في ( الكنى

) من " ثقات التابعين " و خفي ذلك على الحافظ بن حجر كما بينته في " تيسير

الانتفاع " , و قال الحافظ في " التقريب " : " صدوق " . و الحديث , قال الهيثمي

( 5 / 162 ) بعد أن عزاه لأحمد و الطبراني : " و رجالهم ثقات " . قال المناوي

عقبه : " و من ثم رمز المصنف لحسنه , لكن قال ابن الجوزي : هذا حديث منكر ,

و إسماعيل بن عياش , أحد رجاله ضعفوه , و بقية مدلس يروي عن الضعفاء " .

و أقول : ليس عند أحمد و غيره ممن ذكرنا من المخرجين ذكر لإسماعيل و بقية , فلا

أدري كيف وقع هذا الخطأ من ابن الجوزي أو المناوي أو ناسخ كتابه أو طابعه ? !

2023 " كأني أنظر إلى موسى عليه السلام في هذا الوادي محرما بين قطوانيتين " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 35 :

رواه أبو يعلى ( 3 / 1262 ) و الطبراني في " الكبير " ( 3 / 70 / 1 )

و " الأوسط " ( 1 / 119 / 1 ) و أبو بكر المقرىء الأصبهاني في " الفوائد "

( 178 / 1 ) و أبو نعيم في الحلية ( 4 / 189 ) عن يزيد بن سنان عن زيد بن أبي

أنيسة عن عاصم عن زر عن # عبد الله # مرفوعا . و قال الطبراني : " لم يروه عن

عاصم إلا زيد , و لا عنه إلا يزيد " .

قلت : و هو يزيد بن سنان بن يزيد التميمي أبو فروة الرهاوي , و هو ضعيف . فقول

المنذري في " الترغيب " ( 2 / 117 ) , و تبعه الهيثمي في " المجمع " ( 3 / 221

) : " رواه أبو يعلى و الطبراني في " الأوسط " بإسناد حسن " .

قلت : فهو تساهل واضح , أو لعلهما ظنا أن يزيد بن سنان هذا هو يزيد بن سنان بن

يزيد القزاز البصري , أبو خالد نزيل مصر , فإنه ثقة , و لكنه ليس هو راوي

الحديث لأنه متأخر عن الرهاوي . فتنبه . و يخالفه ما روى الطبراني أيضا ( 3 /

165 / 1 ) عن ليث عن عبد الملك عن سعيد عن ابن عباس مرفوعا بلفظ : حج موسى على

ثور أحمر , عليه عباءة قطوانية " . قال المنذري و الهيثمي : " و فيه ليث بن أبي

سليم , و بقية رواته ثقات " . و نقل الحافظ الناجي فيما كتبه على " الترغيب "

( ق 132 / 1 ) عن الحافظ ابن كثير أنه قال : " و هو غريب جدا " .

قلت : و علته أن ليثا كان اختلط , و قول الهيثمي : " و هو ثقة و لكنه مدلس " .

فهو من أوهامه , فليس بثقة و لا بمدلس , و إنما هو ضعيف لاختلاطه . و وجه

المخالفة إفراده القطوانية خلافا للحديث الأول . و لعل استغراب الحافظ بن كثير

إياه من جهة ذكره الثور , فقد جاء في " صحيح مسلم " ( 1 / 105 - 106 ) و سنن

البيهقي ( 5 / 42 ) من طريق أبي العالية عن ابن عباس مرفوعا بلفظ : " كأني أنظر

إلى موسى عليه السلام هابطا من الثنية , و له جؤار إلى الله بالتلبية " . ثم

روى من طريق مجاهد عنه نحوه بلفظ : " و أما موسى فرجل جعد , على جمل أحمر مخطوم

بخلبته , كأني أنظر إليه إذا انحدر في الوادي يلبي " . و قد وجدت له طريقا أخرى

فيه شاهد قوي للقطوانيتين , فقال الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 119 / 2 ) :

حدثنا محمد بن أحمد بن أبي خيثمة حدثنا عبد الله بن هاشم الطوسي حدثنا محمد بن

فضيل عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى

الله عليه وسلم : " صلى في مسجد الخيف سبعون نبيا , منهم موسى صلى الله عليه ,

كأني أنظر إليه و عليه عباءتان قطوانيتان , و هو محرم على بعير من أزد شنوءة ,

مخطوم بخطام ليف , له ضفيرتان " . و قال : " لم يروه عن عطاء إلا محمد بن فضيل

, تفرد به عبد الله " .

قلت : و هو ثقة من شيوخ مسلم , و كذلك من فوقه ثقات , إلا أن عطاء بن السائب

كان اختلط . و جملة القول أن الحديث بهذا الشاهد يرتقي إلى درجة الحسن . و الله

أعلم .

2024 " كتاب الله , هو حبل الله الممدود من السماء إلى الأرض " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 37 :

رواه الترمذي ( 3790 ) و أحمد ( 3 / 14 , 17 , 26 , 59 ) و الطبري ( ج 7 رقم

7572 صفحة 72 ) من طرق عن عطية عن # أبي سعيد الخدري # قال : قال رسول الله صلى

الله عليه وسلم : فذكره . و هو عند الترمذي مقرون بحديث حبيب بن أبي ثابت عن

زيد بن أرقم مرفوعا به في حديث , و قال : " حديث حسن غريب " .

قلت : عطية ضعيف , و حبيب مدلس . فالحديث حسن بمجموع الطريقين , و هو صحيح بأن

له شاهدا من حديث زيد بن ثابت , و هو مخرج في " الروض النضير " ( 977 , 978 )

و " المشكاة " ( 6153 ) . و في حديث زيد بن أرقم : " ألا و إني تارك فيكم ثقلين

, أحدهما كتاب الله عز وجل هو حبل الله و من اتبعه كان على الهدى و من تركه كان

على ضلالة " . أخرجه مسلم ( 7 / 123 ) , و ابن حبان ( 123 - شاكر ) . و في حديث

أبي شريح الخزاعي مرفوعا : " فإن هذا القرآن سبب ( أي حبل ) طرفه بيد الله ,

و طرفه بأيديكم , فتمسكوا به " . الحديث . و هو مخرج فيما مضى برقم ( 713 ) .

2025 " كفى بالمرء إثما أن يحدث بكل ما سمع " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 38 :

أخرجه مسلم في مقدمة " صحيحه " ( 1 / 8 ) و أبو داود ( 4992 ) و الحاكم ( 1 /

112 ) و القضاعي في " مسند الشهاب " ( ق 114 / 1 ) عن علي بن حفص : حدثنا شعبة

عن خبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن # أبي هريرة # قال : قال رسول الله

صلى الله عليه وسلم : فذكره , و قال الحاكم : " صحيح الإسناد , و علي بن حفص -

و في الأصل : جعفر و هو خطأ - المدائني ثقة " . و وافقه الذهبي و هو كما قالا .

و قد أخرجه مسلم من طريقين آخرين عن شعبة به , إلا أنه قال : " كذبا " مكان :

" إثما " . و منه تعلم أن قول أبي داود عقبه : " و لم يسنده إلا هذا الشيخ ,

يعني علي بن حفص المدائني " . فهو بالنسبة لما وقف عليه هو من الطرق , و إلا

فالطريقان الآخران يردان عليه . و احتمال أنه أراد خصوص لفظ : " إثما " , بعيد

جدا لأن الخلاف بين اللفظين إنما هو لفظي كما لا يخفى . و للفظ الثاني شاهد

يأتي قريبا . و للحديث طريق أخرى عند ابن المبارك في " الزهد " ( 735 ) :

أخبرنا يحيى بن عبيد الله قال : سمعت أبي يقول : سمعت أبا هريرة يقول : فذكره .

قلت : و هذا إسناد ضعيف . و الشاهد أخرجه القضاعي في " مسند الشهاب " ( 1415 )

من طريق هلال بن العلاء قال : حدثنا أبي العلاء بن هلال قال : أخبرنا هلال بن

عمر أخبرني عمر بن هلال عن أبي غالب عن أبي أمامة مرفوعا بلفظ : " كفى بالمرء

من الكذب أن يحدث بكل ما سمع " .

قلت : و هذا إسناد ضعيف , هلال بن عمر - و هو الرقي جد هلال بن العلاء الذي

دونه في السند - قال ابن أبي حاتم ( 4 / 2 / 78 ) عن أبيه : " ضعيف الحديث " .

و أخرجه الحاكم من هذا الوجه بزيادة في متنه , أوردته من أجلها في " الضعيفة "

( 2233 ) و فيه علل أخرى بسطت القول فيها هناك .

2026 " قيدوا العلم بالكتاب " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 40 :

روي من حديث # أنس بن مالك و عبد الله بن عمرو و عبد الله بن العباس # .

1 - أما حديث أنس فله عنه : الأولى : عن ثمامة بن أنس عنه مرفوعا به . أخرجه

لوين في " أحاديثه " ( ق 24 / 2 ) : حدثنا عبد الحميد بن سليمان عن عبد الله بن

المثنى عن عمه ثمامة بن أنس . و من طريق لوين أخرجه ابن شاهين في " الناسخ و

المنسوخ " ( ق 65 / 2 ) , و الخطيب في " التاريخ " ( 10 / 46 ) و في " تقييد

العلم " ( ص 69 - 70 ) و ابن عبد البر في " جامع العلم " ( 1 / 72 ) و يوسف بن

عبد الهادي في " هداية الإنسان " ( 31 / 2 ) , كلهم عن لوين به , و قال لوين :

" هذا لم يكن يرفعه أحد غير هذا الرجل " .

قلت : يعني عبد الحميد بن سليمان , و هو ضعيف كما في " التقريب " . و من طريقه

أخرجه أيضا أبو الشيخ في " طبقات الأصبهانيين " ( ص 293 ) و أبو الحسن الحربي

في " الفوائد " ( ق 168 / 1 ) و أبو بكر الدقاق في " الثاني من حديثه " ( 43 /

2 ) , و قال ابن عبد الهادي : " تفرد برفعه عبد الحميد بن سليمان أخو فليح و قد

ضعف , و المحفوظ عن عبد الله بن المثنى عن ثمامة عن أنس من قوله " .

قلت : و الموقوف أخرجه الدارمي ( 1 / 126 - 127 ) و ابن سعد في " الطبقات " ( 7

/ 22 ) و أبو خيثمة في " العلم " ( رقم 120 - بتحقيقي ) و الطبراني في " الكبير

" ( 1 / 62 / 2 ) و الحاكم في " المستدرك " ( 1 / 106 ) و الخطيب في " التقييد

" ( ص 96 , 97 ) و ابن عبد البر من طرق عن عبد الله بن المثنى الأنصاري به

موقوفا . و صححه الحاكم و الذهبي .

قلت : و فيه نظر لأن عبد الله هذا و إن كان من رجال البخاري فقد تكلم فيه جمع

كما بينه الذهبي نفسه في " الميزان " , و الحافظ في " التهذيب " و لخص ذلك

بقوله في " التقريب " : " صدوق كثير الغلط " .

الطريق الأخرى : و قد وجدت له طريقا أخرى خيرا من هذه , يرويه إسماعيل بن أبي

أويس عن إسماعيل بن إبراهيم ابن أخي موسى بن عقبة عن الزهري عن أنس مرفوعا به

. أخرجه أبو محمد المخلدي في " الفوائد " ( 245 / 2 ) و أبو نعيم في " أخبار

أصبهان " ( 2 / 228 ) و القضاعي في " مسند الشهاب " ( 53 / 2 ) من طرق عنه .

قلت : و هذا إسناد حسن , و رجاله كلهم على شرط البخاري و لولا أن في ابن أبي

أويس كلاما في حفظه لصححته , فقد قال الحافظ في " التقريب " : " صدوق , أخطأ في

أحاديث من حفظه " . و قال الذهبي في " الضعفاء " : " صدوق , ضعفه النسائي " .

2 - و أما حديث ابن عمرو , فهو شاهد له يرويه عبد الله بن المؤمل عن ابن جريج

عن عطاء عن عبد الله بن عمرو قال : " قلت : يا رسول الله ! أقيد العلم ? قال :

نعم . قلت : و ما تقييده ? قال : الكتاب " . أخرجه الحاكم و الخطيب في

" التقييد " ( ص 68 ) و ابن عبد البر و عبد الغني المقدسي في " العلم " ( ق 29

/ 1 ) و عفيف الدين في " فضل العلم " ( ق 125 / 2 ) , و قال الحاكم : " عبد

الله بن المؤمل غير معتمد " . و قال الذهبي في " التلخيص " : " ضعيف " .

و قال الحافظ : " ضعيف الحديث " .

و أقول : وثقه غير واحد , و يبدو أن تضعيف من ضعفه إنما هو من قبل حفظه , لا

تهمة له في نفسه , و قد ختم الحافظ ترجمته بقوله : " و قال أبو عبد الله ( أظنه

يعني الذهبي ) : هو سيء الحفظ , ما علمنا له جرحة تسقط عدالته " .

قلت : فإذا عرفت ذلك , فمثله يستشهد به و يرتقي الحديث إلى مرتبة الصحيح لغيره

, و لاسيما و الإذن بالكتابة ثابت في غير ما حديث واحد , و لعلي أذكر بعضها

قريبا إن شاء الله تعالى . و له طريق أخرى عن ابن عمرو , رواه زيد بن يحيى

الدمشقي أخبرنا عمران بن موسى عن مكحول عنه مرفوعا . رواه ابن عساكر في " تاريخ

دمشق " ( 12 / 343 / 2 ) في ترجمة عمران هذا , و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا

و يبدو لي أنه أخو أيوب بن موسى , سمع سعيدا المقبري و عمر بن عبد العزيز . روى

عنه ابن جريج أيضا كما في " الجرح " ( 3 / 1 / 305 ) و لم يذكر فيه جرحا و لا

تعديلا . و مكحول لم يسمع من عبد الله بن عمرو . و قد روي من طريق ثالثة عنه ,

رواه عبد الله بن المؤمل عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعا به .

أخرجه الخطيب في " التقييد " ( ص 69 ) . و عبد الله ضعيف كما سبق . و رواه

إسماعيل بن يحيى عن ابن أبي ذئب عن عمرو بن شعيب به . أخرجه الرامهرمزي في

" المحدث الفاصل " ( ق 93 / 1 ) و الخطيب , و قال : " قال علي بن عمر ( يعني

الإمام الدارقطني ) : تفرد به إسماعيل بن يحيى عن ابن أبي ذئب " .

قلت : و ابن أبي ذئب ثقة , فهي متابعة قوية , إلا أن إسماعيل بن يحيى - و هو

أبو يحيى التيمي - كذاب وضاع , فلا يفرح بها .

3 - و أما حديث ابن عباس فيرويه حفص بن عمر بن أبي العطاف عن أبي الزناد عن

الأعرج عنه مرفوعا . أخرجه ابن عدي في " الكامل " ( ق 101 / 1 ) , و قال :

" و حفص بن عمر حديثه منكر " . و قال الحافظ في " التقريب " : " ضعيف " .

و جملة القول أن جميع هذه الطرق معلولة , مرفوعها و موقوفها و خيرها الطريق

الثانية التي يرويها ابن أبي أويس ...‏عن أنس و الشاهد الذي يرويه عبد الله بن

المؤمل تارة عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عمرو و تارة عن عمرو بن شعيب عن أبيه

عن جده ابن عمرو . و لا شك عندي أن الحديث صحيح بمجموع هذه الطرق , على ما سبق

بيانه , و إعلاله بالوقف من بعض الوجوه في الطريق الأولى عن أنس كما جروا عليه

, ليس كما ينبغي لما عرفت من ضعفه موقوفا و مرفوعا , فلا يجوز المعارضة به

للصحة الثابتة بمجموع الطريقين كما هو ظاهر , و لاسيما و هناك الشواهد التي

سبقت الإشارة إليها التي منها قول النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمرو

نفسه : " اكتب , فوالذي نفسي بيده ما يخرج منه إلا حق " . و قد مضى تخريجه برقم

( 1532 ) من طرق عنه , فراجعه . هذا ما يسر الله لي من التحقيق و التصحيح لهذا

الحديث , فإن وفقت للصواب في ذلك فالحمد و المنة و الفضل له , و إلا فإني

أستغفر الله و أتوب إليه من كل ما لا يرضيه , إنه هو ذو الفضل العظيم , التواب

الرحيم .

( تنبيه ) : وقع في " مسند الشهاب " : " ...‏إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة , يعني

عن عمه موسى بن عقبة " , و فيما تقدم : " إسماعيل بن إبراهيم ابن أخي موسى بن

عقبة " , و هو الثابت في المصدرين اللذين قبله . و الله أعلم .

2027 " كل , فلعمري لمن أكل برقية باطل , لقد أكلت برقية حق " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 44 :

أخرجه أبو داود ( 3420 , 3896 , 3897 ) و النسائي في " عمل اليوم و الليلة " (

1032 ) و عنه ابن السني ( رقم 624 ) و الطحاوي في " شرح المعاني " ( 2 / 269 )

و الحاكم ( 1 / 559 - 560 ) و الطيالسي ( 1362 ) و أحمد ( 5 / 210 - 211 ) من

طريق الشعبي عن خارجة بن الصلت عن عمه : " أنه مر بقوم فأتوه , فقالوا : إنك

جئت من عند هذا الرجل بخير , فارق لنا هذا الرجل , فأتوه برجل معتوه في القيود

, فرقاه بأم القرآن ثلاثة أيام غدوة و عشية , كلما ختمها جمع بزاقه ثم تفل ,

فكأنما أنشط من عقال , فأعطوه شيئا , فأتى النبي صلى الله عليه وسلم , فذكره له

, فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " فذكره . و قال الحاكم : " صحيح الإسناد ,

و وافقه الذهبي .

قلت : و هو كما قالا إن شاء الله , فإن رجاله ثقات رجال الشيخين غير خارجة بن

الصلت , فروى عنه مع الشعبي عبد الأعلى بن الحكم الكلبي , و ذكره ابن حبان في

" الثقات " , لكن قال ابن أبي خيثمة : " إذا روى الشعبي عن رجل و سماه فهو ثقة

, يحتج بحديثه " . ذكره الحافظ في " التهذيب " و أقره , و كأنه لذلك قال الذهبي

في " الكاشف " : " ثقة " .

2028 " كل ما ردت عليك قوسك " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 45 :

ورد من حديث # عبد الله بن عمرو و أبي ثعلبة الخشني و عقبة بن عامر و حذيفة بن

اليمان # .

1 - أما حديث ابن عمرو فيرويه عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعا به . أخرجه

أبو داود ( 2857 ) و النسائي ( 2 / 196 ) و أحمد ( 2 / 184 ) من طرق عنه .

قلت : و هذا إسناد حسن .

2 - و أما حديث أبي ثعلبة , فله عنه ثلاث طرق :

الأولى : عن يونس بن سيف : حدثنا أبو إدريس الخولاني حدثني أبو ثعلبة الخشني

قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يا ثعلبة ! كل ... " الحديث , و

زاد : " و كلبك المعلم , و يدك , فكل ذكيا و غير ذكي " . أخرجه أبو داود ( 2856

) .

قلت : و إسناده صحيح , يونس بن سيف وثقه الدارقطني و غيره , و روى عنه جمع من

الثقات , فقول الحافظ فيه : " مقبول " . يعني عند المتابعة , فهو غير مقبول ,

بل هو ثقة حجة .

الثانية : عن الحجاج عن مكحول عنه , و الحجاج أيضا عن الوليد بن أبي مالك عن

عائذ الله أنه سمع أبا ثعلبة الخشني قال : فذكره مرفوعا دون الزيادة . أخرجه

الترمذي ( 1 / 277 ) , و قال : " هذا حديث حسن صحيح , عائذ الله بن عبد الله هو

أبو إدريس الخولاني " .

قلت : فهذه متابعة قوية من الوليد - و هو ابن عبد الرحمن بن أبي مالك - ليونس

ابن سيف في الطريق الأولى , لكن الراوي عنه الحجاج و هو ابن أرطأة مدلس و قد

عنعنه , كما عنعنه عن مكحول عنه . و مكحول أيضا مدلس , و بالنظر إلى روايته عنه

, فهي الطريقة الثانية , فتصحيح الترمذي للحديث من طريق الحجاج لا يخفى بعده عن

الصواب , إلا أنه يعني أنه صحيح لغيره , فهو صحيح , لكنه يبعد عن تعبيره بقوله

: " حسن صحيح " . و الله أعلم .

الثالثة : عن ضمرة بن ربيعة عن الأوزاعي عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب عن

أبي ثعلبة به . و هذا إسناد صحيح , رجاله ثقات رجال الشيخين غير ضمرة بن ربيعة

و هو ثقة . و يحيى بن سعيد هو الأنصاري النجاري , أبو سعيد المدني القاضي .

3 و 4 - و أما حديث عقبة بن عامر و حذيفة بن اليمان , فيرويه عمرو بن شعيب أن

مولى شرحبيل بن حسنة حدثه أنه سمع عقبة بن عامر و حذيفة بن اليمان يقولان :

فذكره مرفوعا . أخرجه أحمد ( 4 / 156 و 5 / 388 ) .

2029 " كل ما أفرى الأوداج , ما لم يكن قرض ناب أو حز ظفر " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 47 :

أخرجه البيهقي ( 9 / 278 ) من طريق عبيد الله بن زحر عن القاسم مولى عبد الرحمن

عن # أبي أمامة الباهلي # رضي الله عنه مرفوعا به . و قال : " قال أبو العباس

محمد بن يعقوب : ليس في كتابي : عن علي بن يزيد " .

قلت : لعله يشير إلى أن المعروف فيما يرويه ابن زحر عن القاسم بهذا الإسناد من

الأحاديث - و هي كثيرة - أن بينهما علي بن يزيد و هو الألهاني , و لكنه لما لم

يجد في كتابه علي بن يزيد لم يذكره في الإسناد مع التنبيه على ذلك . و الظاهر

أن هذا الحديث من تلك الأحاديث , فقد أورده الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 4 /

34 ) , و قال : " رواه الطبراني في " الكبير " , و فيه علي بن زيد , و هو ضعيف

و قد وثق " . و قال البيهقي عقبه : " و في هذا الإسناد ضعف " .

قلت : ضعفه أشد مما يعطيه هذا التعبير , و على الرغم من ذلك فإني أرى أن الحديث

يتقوى بشاهدين له : الأول : عن حذيفة مرفوعا بلفظ : " اذبحوا بكل شيء فرى

الأوداج , ما خلا السن و الظفر " . قال الهيثمي : " رواه الطبراني في " الأوسط

" و فيه عبد الله بن حراش , وثقه ابن حبان , و قال : ربما أخطأ , و ضعفه

الجمهور " . و الآخر : حديث رافع بن خديج مرفوعا بلفظ : " ما أنهر الدم , و ذكر

اسم الله عليه فكلوه , إلا السن و الظفر " . أخرجه الشيخان و غيرهما و هو مخرج

في " الإرواء " ( 8 / 165 / 2522 ) .

2030 " كلوا بسم الله من حواليها و اعفوا رأسها , فإن البركة تأتيها من فوقها " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 48 :

أخرجه ابن ماجة ( 2 / 305 ) من طريق أبي حفص عمر بن الدرفس حدثني عبد الرحمن بن

أبي قسيمة عن # واثلة بن الأسقع الليثي # قال : " أخذ رسول الله صلى الله عليه

وسلم برأس الثريد , فقال : " فذكره .

قلت : و هذا إسناد ضعيف , رجاله ثقات غير عمر بن الدرفس , فهو مجهول كما في

" التقريب " لكنه قد توبع , فقال عبد الله بن المبارك قال : أنبأنا ابن لهيعة

قال : حدثني يزيد بن حبيب أن ربيعة بن يزيد الدمشقي أخبره عن واثلة يعني ابن

الأسقع قال : " كنت مع أهل الصفة , فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما

بقرص فكسره في القصعة , و صنع فيها ماء سخنا ثم صنع فيها ودكا ثم سفسفها ثم

لبقها ثم صعنبها , ثم قال : اذهب فائتني بعشرة أنت عاشرهم , فجئت بهم , فقال :

( فذكره نحوه دون البسملة ) فأكلوا منها حتى شبعوا " . أخرجه أحمد ( 3 / 490 )

. قلت : و إسناده جيد , رجاله كلهم ثقات , فإن ابن لهيعة و إن كان سيء الحفظ

فإن حديثه من رواية العبادلة صحيح , كما هو معروف عند أهل العلم , و هذا من

رواية أحدهم عنه , و هو عبد الله بن المبارك الإمام , و لقد خفيت هذه الحقيقة

على المناوي حين أعل الحديث بقوله : " و فيه ابن لهيعة " ! و قد وهم مرة أخرى ,

فإنه قال ذلك عقب عزو السيوطي الحديث لابن ماجة , فأوهم أنه رواه من طريق ابن

لهيعة , و الواقع خلافه , فليس في إسناده ابن لهيعة كما رأيت . و للحديث طريق

ثالث , يرويه خالد بن يزيد بن أبي مالك عن أبيه أنه حدثه عن واثلة بن الأسقع ,

و كان من أهل الصفة .. الحديث بطوله و أتم منه , و فيه البسملة . أخرجه الحاكم

( 4 / 116 - 117 ) و قال : " صحيح الإسناد " . و رده الذهبي بقوله : " قلت :

خالد ثقة وثقه بعضهم , و قال النسائي : ليس ثقة " .

قلت : و في " التقريب " : " ضعيف مع كونه فقيها , و قد اتهمه ابن معين " .

قلت : فالعمدة على الطريق التي قبله . و للحديث شاهد يرويه عبد الله بن عباس

مرفوعا بلفظ : " إن البركة تنزل وسط القصعة , فكلوا من نواحيها و لا تأكلوا من

رأسها " . أخرجه الطحاوي في " مشكل الآثار " ( 1 / 55 ) و غيره بسند صحيح و هو

مخرج في " المشكاة " ( 4211 ) .

( غريب الحديث ) : قوله : ( ودكا ) : هو دسم اللحم و دهنه الذي يستخرج منه .

( سفسفها ) : في " القاموس " : " السفساف : الرديء من كل شيء " . فلعل المراد

خلطها بشيء رديء من القمح أو الدقيق .

( لبقها ) : في " النهاية " : أي خلطها خلطا شديدا , و قيل : جمعها بالمغرفة .

( صعنبها ) : أي رفع رأسها و جعل لها ذروة و ضم جوانبها .

2031 " كلوا و اشربوا و لا يهيدنكم الساطع المصعد , فكلوا و اشربوا حتى يعترض لكم

الأحمر " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 50 :

أخرجه أبو داود ( 1 / 369 - 370 ) و الترمذي ( 705 ) و ابن خزيمة ( 1930 ) و

الدارقطني ( ص 231 ) من طريق عبد الله بن النعمان السحيمي قال : " أتاني قيس

ابن طلق في رمضان في آخر الليل بعدما رفعت يدي من السحور لخوف الصبح , فطلب مني

بعض الإدام , فقلت له : " يا عماه ! لو كان بقي عليك من الليل شيء لأدخلتك إلى

طعام عندي و شراب , قال : عندك ? فدخل , فقربت إليه ثريدا و لحما و نبيذا ,

فأكل و شرب و أكرهني فأكلت و شربت , و إني لوجل من الصبح , ثم قال حدثني # طلق

ابن علي # أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال : " فذكره , و السياق للدارقطني

, و قال : " قيس بن طلق ليس بالقوي " . كذا قال , و قد وثقه ابن معين و العجلي

و ابن حبان . و وهاه أبو حاتم , و قال الحافظ : " صدوق " .

قلت : فمثله حسن الحديث إن شاء الله تعالى إذا لم يخالف . ثم رأيت الذهبي قد

ذكر عن ابن القطان أنه قال : " يقتضي أن يكون خبره حسنا لا صحيحا " . فالحمد

لله على توفيقه . و ليس عند الآخرين من السياق إلا المرفوع منه , و قال الترمذي

: " حديث حسن غريب من هذا الوجه " . و رواه أحمد ( 4 / 23 ) مختصرا بلفظ :

" ليس الفجر المستطيل في الأفق و لكنه المعترض الأحمر " . و عبد الله بن

النعمان , وثقه ابن معين و العجلي و ابن حبان و قد روى عنه ثقتان , و قال ابن

خزيمة : " لا أعرفه بعدالة و لا جرح " .

قلت : فحاله قريب من حال شيخه قيس بن طلق لكنه قد توبع , فقال عبد الله بن بدر

السحيمي : حدثني جدي قيس بن طلق به . أخرجه الطحاوي ( 1 / 325 ) . و جملة القول

أن الحديث حسن . و له شاهد من حديث سمرة بن جندب مرفوعا نحوه . و آخر تقدم برقم

( 2002 ) . رواه مسلم و غيره و هو مخرج في " الإرواء " ( 915 ) و " صحيح أبي

داود " ( 2031 ) .

قوله : ( و لا يهيدنكم ) : أي : لا تنزعجوا للفجر المستطيل فتمتنعوا به عن

السحور , فإنه الصبح الكاذب . و أصل ( الهيد ) : الحركة . " نهاية " .

و اعلم أنه لا منافاة بين وصفه صلى الله عليه وسلم لضوء الفجر الصادق بـ (

الأحمر ) و وصفه تعالى إياه بقوله : *( الخيط الأبيض )* <1> لأن المراد -

و الله أعلم - بياض مشوب بحمرة أو تارة يكون أبيض و تارة يكون أحمر , يختلف ذلك

باختلاف الفصول و المطالع . و قد رأيت ذلك بنفسي مرارا من داري في ( جبل هملان

) جنوب شرق ( عمان ) , و مكنني ذلك من التأكد من صحة ما ذكره بعض الغيورين على

تصحيح عبادة المسلمين , أن أذان الفجر في بعض البلاد العربية يرفع قبل الفجر

الصادق بزمن يتراوح بين العشرين و الثلاثين دقيقة , أي قبل الفجر الكاذب أيضا !

و كثيرا ما سمعت إقامة صلاة الفجر من بعض المساجد مع طلوع الفجر الصادق , و هم

يؤذنون قبلها بنحو نصف ساعة , و على ذلك فقد صلوا سنة الفجر قبل وقتها , و قد

يستعجلون بأداء الفريضة أيضا قبل وقتها في شهر رمضان , كما سمعته من إذاعة دمشق

و أنا أتسحر رمضان الماضي ( 1406 ) و في ذلك تضييق على الناس بالتعجيل بالإمساك

عن الطعام و تعريض لصلاة الفجر للبطلان , و ما ذلك إلا بسبب اعتمادهم على

التوقيت الفلكي و إعراضهم عن التوقيت الشرعي : *( و كلوا و اشربوا حتى يتبين

لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر )* " فكلوا و اشربوا حتى يعترض لكم

الأحمر " , و هذه ذكرى , ( و الذكرى تنفع المؤمنين ) .

-----------------------------------------------------------

[1] البقرة : الآية : 187 . اهـ .

2032 " كلوه , و من أكل منكم فلا يقرب هذا المسجد , حتى يذهب ريحه منه " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 52 :

أخرجه أبو داود ( 2 / 147 ) و ابن خزيمة ( 1669 ) و ابن حبان ( 318 ) عن بكر

ابن سوادة أن أبا النجيب مولى عبد الله بن سعد حدثه أن #أبا سعيد الخدري #

حدثه : " أنه ذكر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم الثوم و البصل , قيل : يا

رسول الله ! و أشد ذلك كله الثوم , أفتحرمه ? فقال النبي صلى الله عليه وسلم :

" فذكره . و هذا إسناد ضعيف , أبو النجيب لم يوثقه غير ابن حبان , و لم يذكروا

له راويا غير بكر هذا . لكن الحديث صحيح , فقد جاء مفرقا في أحاديث , فقوله "

كلوه " ورد في " الصحيحين " عن جابر بلفظ الإفراد , و في " الترمذي " و غيره عن

أم أيوب بلفظ الجمع , و سيأتي هو و الذي قبله برقم ( 2784 ) . و سائره له شاهد

من حديث المغيرة بن شعبة بسند صحيح عنه , و هو مخرج في " إصلاح المساجد " رقم (

71 ) .

2033 " كل امرئ مهيأ لما خلق له " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 53 :

أخرجه الحاكم ( 2 / 462 ) و أحمد ( 6 / 441 ) عن أبي الربيع سليمان بن عتبة عن

يونس بن ميسرة بن حلبس عن أبي إدريس عن # أبي الدرداء # : " قالوا : يا رسول

الله ! أرأيت ما نعمل أمر قد فرغ منه , أم أمر نستأنفه ? قال : بل أمر قد فرغ

منه , قالوا : فكيف العمل يا رسول الله ? قال : " فذكره .

قلت : و هذا إسناد حسن كما سبق بيانه في الحديث ( 514 ) و أما الحاكم فقال : "

صحيح الإسناد " ! و رده الذهبي بقوله : " قلت : بل قال ابن معين في سليمان ابن

عتبة : لا شيء " .

قلت : و في هذا التعقب إجحاف لأن ابن عتبة مختلف فيه كما ذكرنا هناك و الذهبي

نفسه لما أورده في " الميزان " قال : " وثقه دحيم , و وهاه ابن معين , و قال

صالح جزرة : روى مناكير , و قد وثق " .

قلت : الذين وثقوه أعرف به من غيره , فإنهم دمشقيون , مثل دحيم , و منهم أبو

مسهر بل إن أبا حاتم - على تشدده - قد قال فيه : " ليس به بأس , و هو محمود عند

الدمشقيين " . فرجل قد قالوا فيه هذا التوثيق , ليس من الإنصاف صرف النظر عنه

و الاعتماد على قول من جرحه , و لاسيما و هو جرح مبهم . و الحق أن الرجل وسط ,

حسن الحديث . و الله أعلم .

2034 " كل أهل النار يرى مقعده من الجنة , فيقول : لو أن الله هداني , فيكون عليهم

حسرة , و كل أهل الجنة يرى مقعده من النار , فيقول : لولا أن الله هداني ,

فيكون له شكرا , ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم : *( أن تقول نفس يا

حسرتا على ما فرطت في جنب الله )* <1> " .

-----------------------------------------------------------

[1] الزمر : الآية : 56 . اهـ .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 54 :

أخرجه الحاكم ( 2 / 435 - 436 ) و أحمد ( 2 / 512 ) و الخطيب ( 5 / 24 ) عن أبي

بكر بن عياش عن الأعمش عن أبي صالح عن # أبي هريرة # قال : قال رسول الله صلى

الله عليه وسلم : فذكره . و قال الحاكم . " صحيح على شرط الشيخين " و وافقه

الذهبي .

قلت : أبو بكر بن عياش فيه كلام من قبل حفظه , فهو حسن الحديث . و قال الحافظ

في " التقريب " : " ثقة عابد إلا أنه لما كبر ساء حفظه , و كتابه صحيح " .

2035 " كل دعاء محجوب حتى يصلى على النبي صلى الله عليه وسلم " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 54 :

رواه ابن مخلد في " المنتقى من أحاديثه " ( 76 / 1 ) و الأصبهاني في " الترغيب

" ( ق 171 / 2 ) عن سلام بن سليمان حدثنا قيس عن أبي إسحاق عن الحارث عن #علي

# مرفوعا . و هذا إسناد ضعيف مسلسل بالعلل :

الأولى : الحارث , و هو ابن عبد الله الأعور , قال الحافظ : " كذبه الشعبي في

رأيه و رمي بالرفض , و في حديثه ضعف " .

قلت : لكن كذبه ابن المديني مطلقا .

الثانية : أبو إسحاق السبيعي , ثقة و لكنه على اختلاطه مدلس , و قد عنعنه بل

ذكروا في ترجمته أنه لم يسمع من الحارث إلا أربعة أحاديث و الباقي كتاب .

الثالثة و الرابعة : قيس - و هو ابن الربيع - و سلام بن سليمان - و هو المدائني

الضرير - ضعيفان . لكن يبدو أن له طريقا أخرى , فقد أورده السخاوي في " القول

البديع " ( ص 223 - بيروت ) من رواية البيهقي في " الشعب " و أبي القاسم التيمي

و غيرهما عن الحارث الأعور عن علي مرفوعا نحوه . و قال : " الأعور قد ضعفه

الجمهور , و روي عن أحمد بن صالح توثيقه " .

قلت : فلم يعله بغير الأعور , لكن ذكر له متابعا فقال : " و أخرجه الطبراني في

" الأوسط " و البيهقي في " الشعب " من رواية الحارث و عاصم بن ضمرة عن علي .

و رواه الطبراني أيضا و الهروي في " ذم الكلام " له , و أبو الشيخ و الديلمي من

طريقه , و البيهقي أيضا في " الشعب " كلهم موقوفا باختصار : " كل دعاء محجوب

حتى يصلى على محمد و آل محمد صلى الله عليه وسلم " . و الموقوف أشبه " . و قال

الهيثمي في هذا الموقف ( 10 / 160 ) : " رواه الطبراني في " الأوسط " , و رجاله

ثقات " .

قلت : و هو في حكم المرفوع لأن مثله لا يقال من قبل الرأي كما قال السخاوي ( ص

223 ) , و حكاه عن أئمة الحديث و الأصول . و قد وجدت له شاهدا بلفظ : " الدعاء

محجوب حتى يصلى على النبي صلى الله عليه وسلم " . أخرجه ابن حبان في ترجمة

" إبراهيم بن إسحاق الواسطي " من " الضعفاء " له يسنده عن ثور بن يزيد عن خالد

ابن معدان عن معاذ بن جبل مرفوعا . و قال فيه : " يروي عن ثور ما لا يتابع عليه

و عن غيره من الثقات المقلوبات , على قلة روايته لا يجوز الاحتجاج به " .

و أورده ابن أبي حاتم ( 1 / 1 / 87 ) فلم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . و له

شاهد آخر , فقال ابن القيم في " في جلاء الأفهام " ( ص 261 ) : " و قال أحمد بن

علي بن شعيب ( هو النسائي الإمام ) : حدثنا محمد بن حفص حدثنا الجراح بن مليح

( الأصل : يحيى ) : حدثني عمر ( الأصل : عمرو ) بن عمرو قال : سمعت عبد الله بن

بسر يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الدعاء كله محجوب حتى يكون

أوله ثناء على الله عز وجل , و صلاة على النبي صلى الله عليه وسلم , ثم يدعو

فيستجاب لدعائه " . و عمر بن عمرو هذا هو الأحموسي له عن عبد الله بن بسر

حديثان هذا أحدهما " .

قلت : قال ابن أبي حاتم ( 3 / 1 / 127 ) : " شامي , أبو حفص , أدرك عبد الله بن

بسر ... قال أبي : لا بأس به , صالح الحديث , هو من ثقات الحمصيين " . و الجراح

ابن مليح هو البهراني , شامي حمصي , روى عن جمع منهم الأحموسي هذا كما في

" الجرح و التعديل " ( 1 / 1 / 524 ) , و قال عن أبيه : " صالح الحديث " .

و محمد بن حفص الظاهر أنه الوصابي الحمصي أبو عبيد روى عن محمد بن حمير و غيره

, قال ابن أبي حاتم ( 3 / 2 / 237 ) : " أدركته , و أردت قصده و السماع منه ,

فقال لي بعض أهل حمص : ليس بصدوق , و لم يدرك محمد بن حمير , فتركته " . و قال

ابن منده : " ضعيف " . و ذكره ابن حبان في " الثقات " , و قال : " يغرب " .

و الحديث رواه الديلمي في " مسند الفردوس " من حديث أنس كما في " القول البديع

" ( ص 222 ) و لم يتكلم على إسناده بشيء . و قد جزم المناوي بضعفه , فقال :

" فيه محمد بن عبد العزيز الدينوري , قال الذهبي في " الضعفاء " : منكر الحديث

" . و جزم بأن رواية الطبراني المتقدمة جيدة الإسناد .

و خلاصة القول أن الحديث بمجموع هذه الطرق و الشواهد لا ينزل عن مرتبة الحسن إن

شاء الله تعالى على أقل الأحوال . ثم وقفت على إسناده عند الطبراني في " الأوسط

" ( 4 / 448 - مصورة الجامعة الإسلامية ) , فإذا هو من طريق عامر بن يسار حدثنا

عبد الكريم الجزري عن أبي إسحاق الهمداني عن الحارث و عاصم بن ضمرة عن علي

موقوفا .

قلت : و هذا إسناد رجاله ثقات كما تقدم عن الهيثمي , لكن أبو إسحاق - و هو

السبيعي - مدلس و كان اختلط إلا أن ذلك لا يضر في الشواهد . و الله أعلم .

و من شواهده ما أخرجه الترمذي ( 1 / 97 ) عن أبي قرة الأسدي عن سعيد بن المسيب

عن عمر قال : " إن الدعاء موقوف بين السماء و الأرض , لا يصعد منه شيء حتى تصلي

على نبيك صلى الله عليه وسلم " . و أبو قرة مجهول .

2036 " كل سبب و نسب منقطع يوم القيامة , إلا سببي و نسبي " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 58 :

روي من حديث # عبد الله بن عباس و عمر بن الخطاب و المسور بن مخرمة و عبد الله

ابن عمر # .

1 - أما حديث ابن عباس فيرويه موسى بن عبد العزيز العدني حدثني الحكم بن أبان

عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا . أخرجه المخلص في " سبعة مجالس " ( 51 / 1 )

و الطبراني في " المعجم الكبير " ( 3 / 129 / 1 ) و الخطيب في " التاريخ " ( 10

/ 271 ) و الهروي في " ذم الكلام " ( 108 / 2 ) و الضياء في " المختارة " .

قلت : و هذا إسناد حسن في الشواهد , فإن الحكم بن أبان صدوق عابد له أوهام .

و موسى العدني صدوق سيء الحفظ .

2 - و أما حديث عمر , فله عنه طرق : الأولى : يرويه إبراهيم بن مهران بن رستم

المروزي : حدثنا الليث بن سعد القيسي - هو مولى بني رفاعة في سنة إحدى و سبعين

و مائة بمصر - عن موسى بن علي بن رباح اللخمي عن أبيه عن عقبة بن عامر قال :

" خطب عمر بن الخطاب إلى علي بن أبي طالب ابنته من فاطمة , و أكثر تردده إليه ,

فقال : يا أبا الحسن ! ما يحملني على كثرة ترددي إليك إلا حديث سمعته من رسول

الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( فذكره ) : فأحببت أن يكون لي منكم أهل البيت

سبب و صهر . فقام علي فأمر بابنته من فاطمة فزينت , ثم بعث بها إلى أمير

المؤمنين عمر , فلما رآها قام إليها فأخذ بساقها , و قال : قولي لأبيك : قد

رضيت قد رضيت قد رضيت , فلما جاءت الجارية إلى أبيها قال لها : ما قال لك أمير

المؤمنين ? قالت : دعاني و قبلني , فلما قمت أخذ بساقي , و قال قولي لأبيك قد

رضيت , فأنكحها إياه , فولدت له زيد بن عمر بن الخطاب , فعاش حتى كان رجلا , ثم

مات " . أخرجه أبو بكر الشافعي في " الفوائد " ( 73 / 257 / 1 ) و ابن عدي ( 6

/ 2 ) و الخطيب في " التاريخ " ( 6 / 182 ) في ترجمة ابن رستم هذا , و لم يذكر

فيه جرحا و لا تعديلا , و أما ابن عدي فقال فيه : " ليس بمعروف , منكر الحديث

عن الثقات " .

قلت : و أنكر ما فيه ذكر التقبيل , و أما الكشف عن الساق , فقد ورد في غير هذه

الطريق , و هي : الثانية : من طرق عن جعفر بن محمد عن أبيه ( زاد بعضهم : عن

علي بن الحسين ) : " أن عمر بن الخطاب خطب إلى علي رضي الله عنه أم كلثوم ,

فقال : أنكحنيها , فقال : إني أرصدها لابن أخي عبد الله بن جعفر , فقال عمر :

أنكحنيها , فوالله ما من الناس أحد يرصد من أمرها ما أرصده , فأنكحه علي , فأتى

عمر المهاجرين فقال : ألا تهنوني ? فقالوا : بمن يا أمير المؤمنين ? فقال : أم

كلثوم بنت علي و ابنة فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم , إني سمعت رسول

الله صلى الله عليه وسلم : فذكره " . أخرجه سعيد بن منصور في " سننه " ( 520 -

521 ) و ابن سعد في " الطبقات " ( 8 / 463 ) و الثقفي في " الفوائد " ( رقم 40

منسوختي ) و الحاكم ( 3 / 142 ) و الزيادة له , و كذا البيهقي ( 7 / 63 - 64 )

, و قال الحاكم : " صحيح الإسناد " ! و رده الذهبي بقوله : " قلت منقطع " .

يعني بين علي بن الحسين و عمر . فهو بين الانقطاع أكثر بين محمد - و هو ابن علي

بن الحسين بن علي بن أبي طالب - و عمر . و راجع ما تقدم نقله عن الحافظ تحت فقه

الحديث المتقدم ( 99 ) . و أخرجه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 6 / 330 - 331

) من طريقين آخرين عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين الباقر قال : قال عمر ...

فذكره نحوه . و في رواية له من طريق الزبير بن بكار معضلا بدون إسناد : " فقال

له علي : أنا أبعثها إليك , فإن رضيت فقد زوجتكها , فبعثها إليه ببرد , و قال

لها : قولي له : هذا البرد الذي قلت لك , فقالت ذلك لعمر , فقال لها : قولي له

, قد رضيته رضي الله عنك , و وضع يده على ساقها , فكشفها , فقالت له : أتفعل

هذا ? ! لولا أنك أمير المؤمنين لكسرت أنفك ! ثم خرجت حتى جاءت أباها , فأخبرته

الخبر , و قالت : بعثتني إلى شيخ سوء ! فقال : مهلا يا بنية , فإنه زوجك , فجاء

عمر إلى مجلس المهاجرين ... " الحديث .

الثالثة : قال الطبراني في " الكبير " ( 1 / 124 / 1 ) : حدثنا محمد بن عبد

الله أخبرنا الحسن بن سهل الحناط أخبرنا سفيان بن عيينة عن جعفر بن محمد عن

أبيه عن جابر قال : سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول : فذكره مرفوعا .

و من طريق الطبراني أخرجه الضياء في " المختارة " ( رقم 95 , 96 - بتحقيقي ) .

قلت : و هذا إسناد رجاله ثقات حفاظ غير الحناط هذا , فقد ذكره السمعاني في هذه

النسبة ( الحناط ) إلى بيع الحنطة , و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . و يحتمل

عندي أنه الحسن بن سهل الجعفري كما في " الجرح " ( 1 / 2 / 17 ) أو الجعفي كما

في " ثقات ابن حبان " على ما في هامشه , فقد ذكر ابن أبي حاتم أنه روى عنه أبو

زرعة . و قد علم أنه لا يروي إلا عن ثقة . و قد وثقه الهيثمي في " المجمع " ( 9

/ 173 ) . و الله أعلم . ثم رأيت في " ثقات ابن حبان " ( 8 / 181 ) : " الحسن

ابن سهل الخياط ( كذا ) , يروي عن أبي أسامة و الكوفيين . روى عنه الحضرمي " .

قلت : فهو هذا , فإن الحضرمي هو محمد بن عبد الله شيخ الطبراني في الحديث , و (

الخياط ) تصحيف , و الصواب : ( الحناط ) كما حققته في " تيسير الانتفاع " يسر

الله لي إتمامه بكرمه و منه .

الرابعة : عن يونس بن أبي يعفور عن أبيه سمعت عبد الله بن عمر يقول : سمعت عمر

ابن الخطاب يقول : فذكره مرفوعا . أخرجه الطبراني في " الكبير " ( 1 / 124 / 1

) و أبو علي الصواف في " الفوائد " ( 3 / 165 / 2 ) و أبو نعيم في " أخبار

أصبهان " ( 1 / 199 - 200 ) .

قلت : و هذا إسناد حسن أيضا في الشواهد , يونس هذا من رجال مسلم , لكن ضعفه

جماعة من الأئمة , و قال الحافظ في " التقريب " : " صدوق , يخطىء كثيرا " .

و قد توبع ممن لا يفرح بمتابعته , فقال محمد بن عكاشة عن سيف بن محمد بن أخت

سفيان عن سفيان الثوري عن خالد بن سعد بن عبيد عن نافع عن ابن عمر به . أخرجه

تمام في " الفوائد " ( 247 / 2 ) .

قلت : و هذا إسناد موضوع , آفته سيف هذا , قال الحافظ : " كذبوه " . و محمد بن

عكاشة إن كان العكاشي الكرماني , فهو كذاب وضاع . و إن كان محمد بن عكاشة

الكوفي , فهو ضعيف . و هذا مشكل , فقد جاء في ترجمة الأول أنهم نسبوه كوفيا ,

فيحتمل أنهما واحد , لكن فرق بينهما الدارقطني , فقال في الأول : " يضع الحديث

" . و في الآخر : " ضعيف " . و عليه جرى الذهبي و العسقلاني , ففرقا بينهما .

فالله أعلم .

الخامسة : قال الطبراني أيضا و عنه أبو نعيم في " الحلية " ( 2 / 34 ) : حدثنا

جعفر بن محمد بن سليمان النوفلي المديني أخبرنا إبراهيم بن حمزة الزبيري أخبرنا

عبد العزيز بن محمد الدراوردي عن زيد بن أسلم عن أبيه قال : " دعا عمر بن

الخطاب رضي الله عنه علي بن أبي طالب فساره , ثم قام علي في الصفة فوجد العباس

و عقيلا و الحسين , فشاورهم في تزويج أم كلثوم عمر , فغضب عقيل و قال : يا علي

! ما تزيدك الأيام و الشهور و السنون إلا العمى في أمرك , و الله لئن فعلت

ليكونن و ليكونن - لأشياء عدها - و مضى يجر ثوبه , فقال علي للعباس : والله ما

ذاك منه نصيحة , و لكن درة عمر أخرجته إلى ما ترى , أما والله ما ذاك رغبة فيك

يا عقيل , و لكن قد أخبرني عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى

الله عليه وسلم يقول : ... " فذكر الحديث . و هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال "

الصحيح " غير النوفلي شيخ الطبراني فلم أجد له ترجمة . و أخرج المرفوع منه ابن

شاهين في " الأفراد " ( 2 / 1 ) عن سلمة بن شبيب أخبرنا الحسين بن محمد بن أعين

أخبرنا عبد الله بن زيد بن أسلم عن أبيه به . و قال : " تفرد بهذا الحديث سلمة

بن شبيب , لا أعلم به غيره " .

قلت : و هو ثقة من شيوخ مسلم , لكن شيخه الحسين بن محمد بن أعين لم أعرفه .

السادسة : عن أحمد بن سنان بن أسد ( بن ) حبان القطان : حدثنا يزيد بن هارون

أخبرنا حماد حدثني ابن أبي رافع أن عمر بن الخطاب قال سمعت رسول الله صلى الله

عليه وسلم : فذكره . أخرجه الحافظ السلفي في " معجم السفر " ( ق 192 / 2 ) .

قلت : هذا إسناد رجاله ثقات حفاظ غير ابن أبي رافع و اسمه عبد الرحمن , فإنه لم

يرو عنه غير حماد هذا , و هو ابن سلمة , و قال ابن معين : " صالح " . و قال

الحافظ : " مقبول من الرابعة " . فهو تابعي لم يدرك عمر بن الخطاب .

السابعة " عن حسن بن حسن عن أبيه أن عمر بن الخطاب به نحوه . أخرجه البيهقي

بسند ضعيف منقطع .

الثامنة : رواه أبو موسى المديني في " اللطائف من دقائق المعارف " ( 2 / 1 ) من

طريق الدارقطني بسنده عن العلاء بن عمرو الحنفي حدثنا النضر بن منصور حدثنا

عقبة بن علقمة اليشكري قال : سمعت علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول : أخبرني

عمر بن الخطاب رضي الله عنه : أنه مر بعثمان رضي الله عنه و هو كئيب حزين حين

أصيب بزوجته بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم , فسأله فقال : إني سمعت رسول

الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره . و قال : " لم يروه بهذا الإسناد غير

النضر " .

قلت : و من طريقه رواه ابن عساكر ( 11 / 83 / 1 ) , و هو ضعيف . لكن الراوي عنه

العلاء بن عمرو الحنفي كذاب .

التاسعة : عن المستظل بن حصين أن عمر بن الخطاب خطب إلى علي ابنته , فاعتل عليه

بصغرها فقال : إني أعددتها لابن أخي جعفر , قال عمر : إني والله ما أردت بها

الباءة , إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره . أخرجه الضياء

المقدسي في " المختارة " رقم ( 266 - بتحقيقي ) من طريق شريك عن شبيب بن أبي

غرقدة عن المستظل به . و شريك سيء الحفظ , و هو صدوق يستشهد به .

3 - و أما حديث المسور بن مخرمة فرواه أحمد ( 4 / 323 ) و الطبراني و البيهقي

من طريق أم بكر بنت المسور بن مخرمة عن عبيد الله بن أبي رافع عنه مرفوعا . قال

الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 9 / 203 ) : " و فيه أم بكر بنت المسور , و لم

يجرحها أحد و لم يوثقها و بقية رجاله وثقوا " .

4 - و أما حديث ابن عمر , فهو بلفظ : " كل نسب و صهر منقطع يوم القيامة إلا

نسبي و صهري " . أخرجه ابن عساكر ( 19 / 60 / 2 ) عن سليمان بن عمر بن الأقطع :

أخبرنا إبراهيم بن عبد السلام عن إبراهيم بن يزيد عن محمد بن عباد بن جعفر قال

: سمعت ابن عمر يقول : مرفوعا .

قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا , و فيه علل : الأولى : إبراهيم بن يزيد - و هو

الخوزي المكي - متروك . الثانية : إبراهيم بن عبد السلام - و هو المخزومي المكي

- ضعيف . الثالثة : سليمان بن عمر الأقطع كتب عنه أبو حاتم , و لم يذكر فيه

ابنه ( 2 / 1 / 131 ) جرحا و لا تعديلا فهو مجهول الحال . و جملة القول أن

الحديث بمجموع هذه الطرق صحيح . و الله أعلم .

2037 " كل شيء جاوز الكعبين من الإزار في النار " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 65 :

أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 3 / 138 / 2 ) عن اليمان بن المغيرة عن

عكرمة عن # ابن عباس # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .

قلت : و هذا إسناد ضعيف , من أجل اليمان هذا , قال الحافظ : " ضعيف " . و قال

الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 5 / 124 ) : " اليمان ضعيف عند الجمهور , و قال

ابن عدي : لا بأس به " .

قلت : و الحديث صحيح , لن له شواهد كثيرة :

1 - عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا بلفظ : " ما أسفل من الكعبين من الإزار

ففي النار " . أخرجه البخاري ( 4 / 73 ) و النسائي ( 2 / 299 ) و أحمد ( 2 /

255 , 287 , 410 , 461 , 498 , 504 ) من طرق عنه .

2 - عن حذيفة بن اليمان مرفوعا نحوه . أخرجه النسائي و ابن ماجة ( 3572 ) بسند

رجاله ثقات .

3 - عن عائشة رضي الله عنها مرفوعا : " ما تحت الكعبين من الإزار في النار " .

أخرجه أحمد ( 6 / 59 , 254 , 257 ) عن محمد بن إسحاق سمعت أبا نبيه يقول : سمعت

عائشة تقول : فذكره .

قلت : و هذا سند حسن في الشواهد , رجاله ثقات معروفون غير أبي نبيه هذا وثقه

ابن حبان ( 5 / 571 ) .

4 - عن أبي سعيد الخدري مرفوعا نحوه . أخرجه أحمد و غيره و هو مخرج في "

المشكاة " ( 4331 ) . و في الباب عن غير هؤلاء الأصحاب فراجع " مجمع الزوائد "

( 5 / 122 - 126 ) .

2038 " كل مال النبي صلى الله عليه وسلم صدقة إلا ما أطعمه أهله و كساهم , إنا

لا نورث " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 66 :

أخرجه أبو داود ( 2975 ) و الترمذي في " الشمائل " ( رقم - 383 ) من طريق أبي

البختري قال : " سمعت حديثا من رجل فأعجبني , فقلت : اكتبه لي , فأتى به مكتوبا

مذبرا : دخل العباس و علي على عمر , و عنده طلحة و الزبير و عبد الرحمن و سعد ,

و هما يختصمان , فقال # عمر # لطلحة و الزبير و عبد الرحمن و سعد : ألم تعلموا

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( فذكره ) قالوا : بلى , قال : فكان

رسول الله صلى الله عليه وسلم ينفق من ماله على أهله , و يتصدق بفضله , ثم توفي

رسول الله صلى الله عليه وسلم فوليها أبو بكر سنتين , فكان يصنع الذي كان يصنع

رسول الله صلى الله عليه وسلم . ثم ذكر شيئا من حديث مالك بن أوس " .

قلت : و هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال البخاري غير الرجل الذي لم يسم

و الظاهر أنه صحابي أو تابعي كبير , فمثله حديثه مقبول , و لاسيما إذا كان في

الشواهد , و من شواهده حديث عائشة مرفوعا : " لا نورث , ما تركنا فهو صدقة ,

و إنما هذا المال لآل محمد , لنائبتهم و لضيفهم , فإذا مت فهو إلى ولي الأمر من

بعدي " . أخرجه أبو داود ( 2977 ) بإسناد حسن عنها . و أصله في " الصحيحين "

و غيرهما دون الشطر الثاني منه . و أخرجاه عن أبي بكر الصديق مرفوعا بلفظ :

" لا نورث ما تركنا صدقة , و إنما يأكل آل محمد في هذا المال " . و هو رواية

لأبي داود ( 2969 ) , و زاد : " يعني مال الله , ليس لهم أن يزيدوا على المأكل

" .

2039 " كل مخمر خمر , و كل مسكر حرام , و من شرب مسكرا بخست صلاته أربعين صباحا ,

فإن تاب تاب الله عليه , فإن عاد الرابعة كان حقا على الله أن يسقيه من طينة

الخبال , قيل : و ما طينة الخبال ? قال : صديد أهل النار , و من سقاه صغيرا

لا يعرف حلاله من حرامه , كان حقا على الله أن يسقيه من طينة الخبال " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 67 :

أخرجه أبو داود ( 3680 ) , و من طريقه البيهقي ( 8 / 288 ) عن إبراهيم بن عمر

الصنعاني قال : سمعت النعمان يقول : عن طاووس عن # ابن عباس # مرفوعا .

قلت : و هذا إسناد صحيح , رجاله كلهم ثقات , و النعمان هذا هو ابن أبي شيبة

عبيد الصنعاني , و هو ثقة بلا خلاف . و مثله إبراهيم بن عمر الصنعاني .

( تنبيه ) : زاد محقق سنن أبي داود الشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد بعد قوله

: " النعمان " زيادة ( بن بشير ) , و هي خطأ منه , ذهب وهله إلى أنه الصحابي

المعروف " النعمان بن بشير " ! و إنما هو ابن أبي شيبه كما ذكرنا و هو تابع

تابعي . و كذلك و هل بعضهم فكتب على اسم إبراهيم بن عمر الصنعاني من النسخة

التي نقلت عنها من " سنن أبي داود " نسخة المكتبة الظاهرية كتب عليه : " مجهول

" , و هو خطأ , سببه أنه ظن أنه الذي روى عنه الترمذي إبراهيم بن عمر الصنعاني

, و هذا آخر متأخر عن الأول , و هو مستور كما في " التقريب " , فاقضي التنبيه

بدون تشهير !

2040 " كل معروف صنعته إلى غني أو فقير فهو صدقة " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 68 :

جاء من طريقين : الأول : عن # ابن مسعود # أخرجه الطبراني في " الكبير " ( 3 /

62 / 1 ) و الخرائطي ( ص 13 ) و ابن عدي ( 201 / 2 ) و " الحلية " ( 3 / 49 )

عن صدقة بن موسى و محمد بن المظفر في " غرائب شعبة " ( 1 / 2 ) و " الحلية "

أيضا ( 7 / 194 ) عن شعبة , كلاهما عن فرقد السبخي عن إبراهيم عن علقمة عنه

مرفوعا . و قال ابن عدي : " لا أعلم يرويه عن فرقد غير صدقة بن موسى " .‏

قلت : و هو صدوق له أوهام , لكنه قد تابعه شعبة كما رأيت , و قد استغربه أبو

نعيم من طريقه عنه . لكن فرقد لين الحديث كثير الخطأ كما في " التقريب " .

الثاني : عن # جابر # , رواه ابن عساكر ( 8 / 228 / 1 - 2 ) عن أبي داود سليمان

ابن سيف قال : كنت مع أبي عاصم النبيل و هو يمشي و عليه طيلسان فسقط عنه

طيلسانه فسويته عليه , فالتفت إلي و قال : كل معروف صدقة , فقلت : من ذكره رحمك

الله ? قال : أنبأنا ابن جريج عن عطاء عن جابر مرفوعا به .

قلت : و هذا إسناد رجاله كلهم ثقات , إلا أنني لا أدري ما حال من دون سليمان ?

و " تاريخ ابن عساكر " مقفل عليه الآن و لا يمكن الوصول إليه مع الأسف , لكن

الظن أنه ليس فيه شديد الضعف يمنع من الاستشهاد به , و لاسيما و الشطر الأول من

الحديث يشهد بعمومه لسائره . و هو صحيح له شواهد عديدة بعضها في " الصحيحين " ,

و هي مخرجة في " الروض النضير " ( 231 ) .

2041 " كل نفس من بني آدم سيد , فالرجل سيد أهله , و المرأة سيدة بيتها " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 69 :

أخرجه ابن السني في " عمل اليوم و الليلة " ( 382 ) و أبو بكر المقرىء

الأصبهاني في " الفوائد " ( 13 / 190 / 1 ) عن أحمد بن عمرو بن السرح حدثنا ابن

وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن أبي يونس عن # أبي هريرة # رضي الله عنه قال :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .

قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط مسلم , و أبو يونس اسمه سليم بن جبير .

2042 " كل يمين يحلف بها دون الله شرك " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 69 :

أخرجه البغوي في " الجعديات " ( 2332 ) و الحاكم في " المستدرك " ( 1 / 18 ) عن

شريك بن عبد الله عن الحسن بن عبيد الله عن سعد بن عبيدة عن # ابن عمر # , قال

: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره . و قال الحاكم : " صحيح على

شرط مسلم " , و أقره الذهبي .

قلت : و شريك فيه ضعف من قبل حفظه , و إنما أخرج له مسلم متابعة , و الحسن بن

عبيد الله - و هو النخعي - ثقة , لكن البغوي جعل مكانه جابرا الجعفي , لكنه

ثابت عن الحسن النخعي , فقال الإمام أحمد ( 2 / 125 ) : حدثنا سليمان بن حيان

عن الحسن بن عبيد الله به مرفوعا بلفظ : " من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك "

. و من هذا الوجه أخرجه الترمذي ( 1 / 290 ) , و قال : " حديث حسن " .

و أقول : بل هو صحيح , فقد تابعه جرير عن الحسن بن عبيد الله به باللفظ الثاني

, إلا أنه قال : " كفر " و لم يشك . أخرجه الحاكم , و قال : " صحيح على شرط

الشيخين " , و وافقه الذهبي .

قلت : و إنما هو على شرط مسلم , فإن الحسن هذا - و هو النخعي - لم يخرج له

البخاري . و لكنه قد توبع كما يأتي . و تابعه عبد الرحيم بن سليمان عن الحسن به

. أخرجه ابن حبان ( 1177 ) , و فيه : " أن رجلا حلف بالكعبة , فقال ابن عمر :

ويحك لا تفعل فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " من حلف بغير

الله فقد أشرك " . ثم أخرجه أحمد ( 2 / 34 , 69 , 86 ) و الطحاوي في " مشكل

الآثار " ( 1 / 357 - 359 ) و البغوي ( 925 ) من طرق أخرى عن سعد بن عبيدة به و

في لفظ لأحمد : " من حلف بشيء دون الله تعالى فقد أشرك " . و إسناده صحيح على

شرط الشيخين و له في " المسند " طريق أخرى عن ابن عمر , فانظر " الإرواء " (

2627 ) . ( فائدة ) : قال أبو جعفر الطحاوي : " لم يرد به الشرك الذي يخرج من

الإسلام حتى يكون به صاحبه خارجا عن الإسلام , و لكنه أراد أنه لا ينبغي أن

يحلف بغير الله تعالى لأن من حلف بغير الله تعالى , فقد جعل ما حلف به محلوفا

به كما جعل الله تعالى محلوفا به , و بذلك جعل من حلف به أو ما حلف به شريكا

فيما يحلف به و ذلك أعظم , فجعله مشركا بذلك شركا غير الشرك الذي يكون به كافرا

بالله تعالى خارجا عن الإسلام " . يعني - و الله أعلم - أنه شرك لفظي , و ليس

شركا اعتقاديا , و الأول تحريمه من باب سد الذرائع , و الآخر محرم لذاته . و هو

كلام وجيه متين , و لكن ينبغي أن يستثني منه من يحلف بولي لأن الحالف يخشى إذا

حنث في حلفه به أن يصاب بمصيبة , و لا يخشى مثل ذلك إذا حلف بالله كاذبا , فإن

بعض الجهلة الذين لم يعرفوا حقيقة التوحيد بعد إذا أنكر حقا لرجل عليه و طلب أن

يحلف بالله فعل , و هو يعلم أنه كاذب في يمينه , فإذا طلب منه أن يحلف بالولي

الفلاني امتنع و اعترف بالذي عليه , و صدق الله العظيم : *( و ما يؤمن أكثرهم

بالله إلا و هم مشركون )* <1> .

-----------------------------------------------------------

[1] يوسف : الآية : 106 . اهـ .

2043 " كلكم يدخل الجنة إلا من شرد على الله شراد البعير على أهله " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 71 :

أخرجه الحاكم في " المستدرك " ( 4 / 247 ) و أحمد ( 5 / 258 ) من طريق سعيد بن

أبي هلال عن علي بن خالد قال : " مر أبو أمامة الباهلي على # خالد بن يزيد بن

معاوية # , فسأله عن ألين كلمة سمعها من رسول الله صلى الله عليه وسلم , فقال :

سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره " . ذكره الحاكم شاهدا لحديث

أبي هريرة الآتي , و سكت عليه الذهبي , و قال الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 10

/ 71 ) : " رواه أحمد و رجاله رجال الصحيح غير علي بن خالد , و هو ثقة " .

قلت : لكن سعيد بن أبي هلال كان اختلط . لكن الحديث صحيح , فإن له غير شاهد

واحد كما يأتي : ثم عزاه الهيثمي للطبراني في " الأوسط , و قال : " و رواه في

" الكبير " موقوفا على أبي أمامة , قال : لا يبقى أحد من هذه الأمة إلا دخل

الجنة , إلا من شرد على الله كشراد البعير السوء على أهله , فمن لم يصدقني فإن

الله تعالى يقول : *( لا يصلاها إلا الأشقى . الذي كذب و تولى )* <1> , كذب بما

جاء به محمد صلى الله عليه وسلم و تولى عنه و إسنادهما حسن " . و من شواهد

الحديث ما أخرجه ابن حبان ( 2306 ) عن قتيبة بن سعيد : حدثنا خليفة بن خياط عن

العلاء بن المسيب عن أبيه عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله

عليه وسلم : " و الذي نفسي بيده لتدخلن الجنة كلكم إلا من أبى و شرد على الله

كشرود البعير , قالوا , و من يأبى أن يدخل الجنة ? فقال : من أطاعني دخل الجنة

و من عصاني فقد أبى " .

-----------------------------------------------------------

[1] الليل : الآية : 15 , 16 . اهـ .

2044 " والذي نفسي بيده , لتدخلن الجنة كلكم إلا من أبى و شرد على الله كشرود

البعير , قالوا : و من يأبى أن يدخل الجنة ?! فقال : من أطاعني دخل الجنة و من

عصاني فقد أبى " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 72 :

قلت : إسناده صحيح على شرط البخاري . و قال الهيثمي : " رواه الطبراني في

" الأوسط " و رجاله رجال الصحيح " . و من شواهده أيضا حديث أبي هريرة المشار

إليه آنفا بلفظ : " لتدخلن الجنة إلا من أبي و شرد عن الله كشراد البعير " .

أخرجه الحاكم من طريق إسماعيل بن أبي أويس : حدثنا إبراهيم بن سعد عن صالح بن

كيسان عن الأعرج عنه , و قال الحاكم : " صحيح على شرط الشيخين " , و وافقه

الذهبي . و أقول : إسماعيل هو ابن عبد الله بن أبي أويس , و هو و إن كان من

رجال الشيخين ففيه كلام كثير , فبحسبه أن يكون حديثه حسنا , و أما الصحة فلا .

و قد قال الحافظ فيه : " صدوق أخطأ في أحاديث " . نعم , حديثه هذا صحيح بما

تقدم . و الله سبحانه و تعالى أعلم .

2045 " كلمات الفرج : لا إله إلا الله الحليم الكريم , لا إله إلا الله العلي العظيم

, لا إله إلا الله رب السماوات السبع و رب العرش العظيم " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 73 :

أخرجه ابن أبي الدنيا في " الفرح بعد الشدة " ( ص 13 و 14 ) و الخرائطي في

" مكارم الأخلاق " ( ص 88 ) عن يزيد بن هارون عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن

أبي العالية عن # ابن عباس # عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره . و

أخرجه أحمد ( 1 / 339 ) من هذا الوجه من فعله صلى الله عليه وسلم بلفظ : " كان

يقول عند الكرب ... " فذكره . قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين , و قد

أخرجاه من طرق عن ابن أبي عروبة و غيره به مثل رواية أحمد . و كذلك أخرجه هو في

" المسند " ( 1 / 228 , 254 , 339 , 356 ) . و أخرجه مسلم ( 8 / 85 ) من طريق

يوسف بن عبد الله بن الحارث عن أبي العالية بلفظ : " كان إذا حزبه أمر قال :

... " فذكر مثله , و زاد : " لا إله إلا الله رب العرش الكريم " . و هو رواية

لأحمد أيضا ( 1 / 268 , 280 ) و زاد في إحدى روايتيه : " ثم يدعو " . و سنده

صحيح على شرط مسلم . و أخرج أحمد أيضا ( 1 / 206 ) عن حماد بن سلمة عن ابن أبي

رافع عن عبد الله بن جعفر : " أنه زوج ابنته من الحجاج بن يوسف , فقال لها :

إذا دخل بك فقولي : لا إله إلا الله الحليم الكريم , سبحان الله رب العرش

العظيم , الحمد لله رب العالمين , و زعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان

إذا حزبه أمر قال هذا . قال حماد : فظننت أنه قال : فلم يصل إليها " . و ابن

أبي رافع اسمه عبد الرحمن , لم يذكروا له راويا غير حماد , و مع ذلك قال ابن

معين : " صالح " . و أما الحافظ فقال : " مقبول " . يعني عند المتابعة و إلا

فلين الحديث و لم أجد متابعا على هذا السياق , فبقي حديثه على الضعف .

2046 " كما لا يجتنى من الشوك العنب , كذلك لا ينزل الأبرار منازل الفجار , فاسلكوا

أي طريق شئتم , فأي طريق سلكتم وردتم على أهله " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 74 :

أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 10 / 31 ) من طريق إبراهيم بن يوسف حدثنا أحمد

ابن أبي الحواري حدثنا مروان عن يزيد بن السمط عن الوضين بن عطاء عن # يزيد بن

مرثد # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .

قلت : و هذا إسناد مرسل ضعيف , يزيد بن مرثد تابعي ثقة . و الوضين بن عطاء فيه

ضعف , و بقية الرجال ثقات . و مروان هو ابن محمد الطاطري . و إبراهيم بن يوسف

الظاهر أنه ابن ميمون الباهلي البلخي , و هو صدوق . و للحديث شاهد من حديث أبي

ذر مرفوعا بلفظ : كما لا يجتنى من الشوك العنب , لا نزل الفجار منازل الأبرار ,

و هما طريقان , فأيهما أخذتم أخذ بكم إليه " . أخرجه أبو نعيم في " أخبار

أصبهان " ( 1 / 112 ) و ابن عساكر في " التاريخ " ( 19 / 96 / 2 ) عن فرات بن

سلمان أخبرنا أبو المهاجر الدمشقي عن أبي ذر الغفاري مرفوعا به . أورده ابن

عساكر في ترجمة " أبي المهاجر " هذا , و لم يذكر فيها أكثر من هذا الحديث .

و لعله الذي في " كنى تاريخ البخاري " ( 73 / 685 ) : " أبو المهاجر مولى بني

كلاب , قلت لابن عباس : كما لا ينفع مع الإشراك شيء فهل يضر مع الإخلاص شيء ?

عنه عبد الواحد بن صفوان " . و ذكره ابن حبان في " الثقات " ( 5 / 565 ) برواية

ابن صفوان هذا عنه . و سائر الرجال موثقون . فالحديث بمجموع الطرقين حسن ,

و الله أعلم .

2047 " كما يضاعف لنا الأجر , كذلك يضاعف علينا البلاء " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 75 :

أخرجه ابن سعد في " الطبقات " ( 8 / 314 ) : أخبرنا محمد بن عمر قال : فحدثني

معمر و مالك عن الزهري عن عروة عن # عائشة # قالت : " دخلت أم بشر بن البراء

ابن معرور على رسول الله صلى الله عليه وسلم , في مرضه الذي مات فيه و هو محموم

فمسته , فقالت : ما وجدت مثل وعك عليك على أحد , فقال رسول الله صلى الله عليه

وسلم : فذكره " . قلت : و هذا إسناد واه جدا , رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين

غير محمد بن عمر , و هو الواقدي , و هو متهم بالكذب . لكن للحديث شاهدان :

الأول : عن أبي سعيد الخدري قال : " وضع رجل يده على النبي صلى الله عليه وسلم

فقال : والله ما أطيق أن أضع يدي عليك من شدة حماك , فقال النبي صلى الله عليه

وسلم : إنا معشر الأنبياء , يضاعف لنا البلاء كما يضاعف لنا الأجر , إن كان

النبي من الأنبياء يبتلى بالقمل حتى يقتله , و إن كان النبي من الأنبياء ليبتلى

بالفقر حتى يأخذ العباء فيجوبها , و إن كانوا ليفرحون بالبلاء كما تفرحون

بالرخاء " . أخرجه أحمد ( 3 / 94 ) : حدثنا عبد الرزاق أنبأنا معمر عن زيد بن

أسلم عن رجل عنه . و هذا إسناد صحيح , رجاله ثقات لولا الرجل الذي لم يسم . لكن

قد سماه هشام بن سعد , فقال : عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد

الخدري به . أخرجه ابن ماجة ( 2 / 490 ) و الأصبهاني في " الترغيب " ( ق 60 / 2

) , و قال : " ( يجوبها ) : أي يقطعها و يجعل لها شبه الجيب " . و قال البوصيري

في " الزوائد " ( 245 / 1 ) : " هذا إسناد صحيح رجاله ثقات "‏.

قلت : و صححه الحاكم أيضا و الذهبي كما تقدم برقم ( 144 ) و إنما هو حسن للكلام

المعروف في هشام بن سعد . نعم هو صحيح بالشاهد الذي بعده , و آخر تقدم هناك (

145 ) . الثاني : عن عبد الله بن مسعود قال : " أتيت النبي صلى الله عليه وسلم

في مرضه و هو يوعك وعكا شديدا , فقلت : إنك لتوعك وعكا شديدا , قلت : إن ذاك

بأن لك أجرين , قال : أجل ( ذلك كذلك ) ما من مسلم يصيبه أذى ( شوكة فما فوقها

) إلا حات الله عنه خطاياه كما تحات ورق الشجر " . أخرجه البخاري ( 10 / 91 ) و

مسلم ( 8 / 14 ) و الدارمي ( 2 / 316 ) و ابن حبان ( 701 ) و أحمد ( 1 / 381 ,

441 , 455 ) .

2048 " كنت نهيتكم عن لحوم الأضاحي فوق ثلاث ليتسع ذو الطول على من لا طول له ,

فكلوا ما بدا لكم , و أطعموا و ادخروا " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 77 :

أخرجه مسلم ( 6 / 82 ) و لم يسق لفظه و الترمذي ( 1 / 285 ) و البيهقي في "

الشعب " ( 2 / 395 / 2 ) من طرق عن سفيان الثوري عن علقمة بن مرثد عن # سليمان

ابن بريدة عن أبيه # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . و قال

الترمذي : " حديث حسن صحيح " .

2049 " يا أم هانئ ! قد أجرنا من أجرت , و أمنا من أمنت " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 77 :

أخرجه أحمد ( 6 / 341 و 343 ) من طريق أبي ذئب عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن

أبي مرة مولى # فاختة أم هانىء بنت أبي طالب # عنها قالت : " لما كان يوم فتح

مكة أجرت رجلين من أحمائي فأدخلتهما بيتا , و أغلقت عليهما بابا, فجاء ابن أمي

علي بن أبي طالب , فتفلت عليهما بالسيف , قالت : فأتيت النبي صلى الله عليه

وسلم فلم أجده , و وجدت فاطمة , فكانت أشد علي من زوجها . قالت : فجاء النبي

صلى الله عليه وسلم و عليه أثر الغبار , فأخبرته , فقال : فذكره " .

قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين , و قد أخرجاه من طريق أخرى عن أبي مرة

و اسمه يزيد دون قوله : " و أمنا من أمنت " , و هو مخرج في كتاب " إرواء الغليل

/ باب صلاة التطوع " ( رقم 464 ) . و له طريق أخرى يرويه عياض بن عبد الله عن

مخرمة بن سليمان عن كريب عن ابن عباس قال : حدثتني أم هانىء بنت أبي طالب ...

الحديث مختصرا , و فيه الزيادة . أخرجه أبو داود ( 2763 ) و الحاكم ( 4 / 54 )

دون الزيادة . قلت : و إسناده جيد في المتابعات , فرجاله رجال مسلم إلا أن

عياضا هذا - و هو الفهري المصري - فيه لين .

2050 " قوائم منبري رواتب في الجنة " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 78 :

ورد من حديث # أم سلمة و أبي واقد # .

1 - أما حديث أم سلمة فيرويه عمار الدهني عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أم سلمة

مرفوعا به . أخرجه النسائي ( 1 / 113 ) و ابن حبان ( 1034 ) و ابن سعد في "

الطبقات " ( 1 / 253 ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 7 / 248 ) و أحمد ( 6 / 289

و 292 و 318 ) . قلت : و إسناده صحيح على شرط مسلم .

2 - و أما حديث أبي واقد فيرويه أبو يحيى الحماني حدثنا عبد الرحمن بن آمين عن

سعيد بن المسيب أنه سمع أبا واقد الليثي يقول : فذكره مرفوعا . أخرجه الحاكم (

3 / 532 ) , و سكت عليه هو و الذهبي . قلت : و سنده ضعيف لضعف عبد الرحمن بن

آمين و أبي يحيى الحماني , و اسمه عبد الحميد بن عبد الرحمن .

2051 " الكبائر : الشرك بالله و الإياس من روح الله و القنوط من رحمة الله " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 79 :

رواه البزار في " مسنده " ( ص 18 - زوائده ) : حدثنا عبد الله بن إسحاق العطار

حدثنا الضحاك بن مخلد حدثنا شبيب بن بشر عن عكرمة عن #ابن عباس #: " أن رجلا

قال : يا رسول الله ! ما الكبائر ? قال : الشرك ... " . قلت : و هذا إسناد حسن

لولا أنني لم أعرف العطار هذا , و لكن لعل غيري من المتقدمين قد عرفه , أو وجد

له متابعا , فقد قال الهيثمي في " المجمع " ( 1 / 104 ) : " رواه البزار و

الطبراني , و رجال موثقون " . و قال المناوي : " رمز المصنف لحسنه , قال الزين

العراقي في " شرح الترمذي " : إسناده حسن " . قلت : و لم نعثر عليه في " معجم

الطبراني الكبير " من هذا الوجه , و بهذا اللفظ مرفوعا , و إنما رواه موقوفا

على ابن عباس في حديث طويل له فقال ( 3 / 187 / 1 ) : حدثنا بكر بن سهل أخبرنا

عبد الله بن صالح حدثني معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس به نحوه

. و هذا سند ضعيف . و له شاهد موقوف يرويه معمر عن أبي إسحاق عن وبرة عن عامر

أبي الطفيل عن ابن مسعود به . و تابعه مسعر عن وبرة به . و هذا إسناد صحيح كما

قال الهيثمي . و تابعه عاصم بن أبي النجود عن أبي وائل عن عبد الله به .

قلت : و هذا إسناد حسن . أخرجها كلها الطبراني في " المعجم الكبير " ( 3 / 13 /

1 ) . ثم تبين لي ما رجوته في عبد الله بن إسحاق العطار , فهو عبد الله بن

إسحاق الجوهري البصري , فقد ذكره المزي في الرواة عن الضحاك بن مخلد أبي عاصم

النبيل و كذلك ابن حبان في " الثقات " ( 8 / 363 ) و قال : " مستقيم الحديث " .

فثبت أن السند حسن و الله أعلم .

2052 " ما كان خلق أبغض إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من الكذب , و ما اطلع منه

على شيء عند أحد من أصحابه , فيبخل له من نفسه حتى يعلم أن ( قد ) أحدث توبة !

" .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 80 :

أخرجه ابن سعد في " الطبقات " قال : أخبرنا خالد بن خداش أخبرنا حماد بن زيد عن

أيوب عن إبراهيم بن ميسرة قال : قالت # عائشة # رضي الله عنها : فذكره .

و تابعه روح بن القاسم عن إبراهيم بن ميسرة به . أخرجه ابن أبي الدنيا في

" مكارم الأخلاق " ( ص 30 ) . و قال أحمد ( 6 / 152 ) : حدثنا عبد الرزاق

أنبأنا معمر عن أيوب عن ابن أبي مليكة أو غيره عن عائشة قالت : فذكره بنحوه .

قلت : و الإسناد الأول رجاله ثقات على ضعف خالد بن خداش لكنه قد توبع كما رأيت

لكنه منقطع , فإن إبراهيم بن ميسرة لم يذكروا له رؤية عن غير أنس من الصحابة ,

و قال البخاري : " مرسل " , كما يأتي . و قد وصله نصر بن طريف الباهلي , عن

إبراهيم بن ميسرة عن عبيد بن سعد عن عائشة . أخرجه ابن أبي الدنيا ( ص 32 ) لكن

ابن طريف متهم . و الإسناد الثاني صحيح لولا تردد معمر أو غيره بين ابن أبي

مليكة و غيره , فإن كان عن ابن أبي مليكة - و اسمه عبد الله بن عبيد الله - فهو

صحيح , و إن كان عن غيره , فهو مجهول . و الحديث عزاه السيوطي في " الجامع "

للبيهقي في " شعب الإيمان " عن عائشة مرفوعا مختصرا بلفظ : " كان أبغض الخلق

إليه الكذب " . فتعقبه المناوي بقوله : " رمز المصنف لحسنه , قضية صنيع المصنف

أن البيهقي خرجه و سكت عليه , و هو باطل , فإنه خرجه من حديث إسحاق بن إبراهيم

الدبري عن عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن ابن أبي مليكة عن عائشة و عن محمد بن

أبي بكر عن أيوب عن إبراهيم بن ميسرة عن عائشة . ثم عقبه بما نصه : قال البخاري

: هو مرسل يعني بين إبراهيم بن ميسرة و عائشة , و لا يصح حديث ابن أبي مليكة .

قال البخاري : ما أعجب حديث معمر عن غير الزهري , فإنه لا يكاد يوجد فيه حديث

صحيح . اهـ . فأفاد بذلك أن فيه ضعفا أو انقطاعا , فاقتطاع المصنف لذلك من

كلامه و حذفه من سوء التصرف , و إسحاق الدبري يستبعد لقيه لعبد الرزاق كما أشار

إليه ابن عدي , و أورده الذهبي في ( الضعفاء ) " . انتهى كلام المناوي .

قلت : لكن قد تابعه أحمد كما سبق , و تابعه أيضا يحيى بن موسى حدثنا عبد الرزاق

به مثل رواية الدبري عن ابن أبي مليكة عنها , دون التردد . أخرجه الترمذي ( 1 /

357 ) و قال : " حديث حسن " . كذا قال ! و يحيى بن موسى - و هو البلخي - ثقة من

شيوخ البخاري , و من فوقه ثقات من رجال الشيخين , فحقه أن يصححه , و لعله لم

يفعل لما سبق من إعلال البخاري إياه , و لا يظهر لي أنه إعلال قوي , و الله

أعلم . و كأنه لذلك قال ابن القيم في " إعلام الموقعين " : " حديث حسن " .

و لبعضه طريق أخرى عن عائشة بلفظ : " كان إذا اطلع على أحد من أهل بيته كذب

كذبة , لم يزل معرضا عنه حتى يحدث لله التوبة " . رواه العقيلي في مقدمة كتابه

" الضعفاء " ( ص 2 ) , و عنه ابن عبد البر في " التمهيد " ( 1 / 69 ) : حدثنا

أحمد بن زكير حدثنا أحمد بن عبد المؤمن حدثنا يحيى بن قعنب قال : حدثنا حماد بن

زيد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعا . ثم رواه ( ص 467 ) : حدثنا

الحسن بن { حبيب } حدثنا أحمد بن عبد المؤمن به . أورده في ترجمة يحيى بن مسلمة

بن قعنب , و قال : " لا يتابع على حديثه , و قد حدث بمناكير " . و عزاه في

" الجامع " لأحمد و الحاكم عن عائشة و لم أره عندهما الآن , و ذكر المناوي أنه

عند الحاكم من طريق ابن قعنب هذا .

2053 " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أبيض , كأنما صيغ من فضة , رجل الشعر " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 82 :

أخرجه الترمذي في " الشمائل " ( ص 29 ) و البيهقي في " الدلائل " ( 1 / 179 )

عن صالح بن أبي الأخضر عن ابن شهاب عن أبي سلمة عن # أبي هريرة # مرفوعا به .

قلت : و هذا سند ضعيف , صالح بن أبي الأخضر قال الحافظ : " ضعيف يعتبر به " .

قلت : و قد جاء الحديث مفرقا عن جمع من الصحابة : الأول : أنس بن مالك قال :

" كان شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا , ليس بالسبط و لا بالجعد بين

أذنيه و عاتقه " . أخرجه البخاري ( 4 / 97 ) و مسلم ( 7 / 83 ) و أحمد ( 3 /

135 و 203 ) عن قتادة عنه . و تابعه ربيعة بن أبي عبد الرحمن قال : سمعت أنس بن

مالك يصف النبي صلى الله عليه وسلم : " كان ربعة من القوم , ليس بالطويل و لا

بالقصير أزهر اللون ليس بأبيض أمهق و لا آدم ليس بجعد قطط و لا سبط رجل ( الشعر

) ... " الحديث . أخرجه البخاري ( 2 / 391 - 392 ) و مسلم ( 7 / 87 ) و الترمذي

في " الشمائل " ( ص 8 - 10 ) و البيهقي في " دلائل النبوة " ( 3 / 154 - 155 )

و أحمد ( 3 / 240 ) و الزيادة له . ( أمهق ) : أي شديد البياض , فهو صلى الله

عليه وسلم أبيض و لكن ليس شديد البياض .

الثاني : علي رضي الله عنه قال : " لم يكن بالطويل الممغط و لا بالقصير المتردد

و كان ربعة من القوم ... كان جعدا رجلا ... أبيض مشرب ... " الحديث . أخرجه

الترمذي ( 2 / 286 - 287 ) و في " الشمائل " ( ص 17 - 19 ) و ابن سعد ( 1 / 411

) و قال الترمذي : " حديث حسن غريب " , ليس إسناده بمتصل " . قلت : له عند ابن

سعد طرق في بعضها : " كان أبيض اللون مشربا حمرة ... سبط الشعر ... كأن عنقه

إبريق فضة ... " . و رواه ابن حبان ( 2117 ) من طريق ثالثة عنه بلفظ : " كان

عظيم الهامة , أبيض مشربا حمرة , عظيم اللحية ... " . و أخرجه أحمد أيضا ( 1 /

96 و 116 و 127 و 134 ) و البيهقي ( 1 / 158 ) بعضه و في رواية لأحمد ( 1 / 116

- 117 ) : " عظيم الرأس رجله " . و زاد عبد الله ابن أحمد ( 1 / 151 ) و ابن

سعد ( 1 / 411 ) في طريق رابعة عن علي : " أغر أبلج أهدب الأشفار " . روياه من

طريق يوسف بن مازن أن رجلا سأل عليا ... و في رواية لعبد الله : " عن رجل عن

علي ...‏" . و هذا الرجل لا يبعد أن يكون محمد بن الحنفية , فقد رواه عبد الله

بن محمد بن عقيل عن محمد بن علي عن أبيه علي بن أبي طالب به دون قوله : " أغر

أبلج " . أخرجه ابن سعد ( 1 / 410 ) و البيهقي ( 1 / 161 ) .

قلت : و إسناده حسن . و يحتمل أن يكون هو عمر بن علي بن أبي طالب , فقد أخرجه (

1 / 462 ) من طريق عبيد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب عن أبيه عن جده

قال : قيل لعلي : يا أبا حسن ! انعت لنا النبي صلى الله عليه وسلم . قال :

فذكره . دون قوله : " أغر أبلج " أيضا . و إسناده صحيح . و رواه البيهقي أيضا ,

و زاد : " أسود الحدقة " . و جملة " أهدب الأشفار " ثبتت من حديث أبي هريرة من

طرق عنه عند ابن سعد ( 1 / 414 - 415 ) , و رواه من حديث أبي أمامة أيضا . و هي

في الطريق الأولى أيضا من حديث علي عند ابن سعد و " شمائل الترمذي " .

الثاني : أبو الطفيل قال : " كان أبيض مليحا مقصدا " . أخرجه مسلم ( 7 / 84 )

و الترمذي في " الشمائل " ( ص 31 ) و ابن سعد ( 1 / 418 ) و البيهقي في

" الدلائل " ( 1 / 156 ) . ( مقصدا ) : أي ليس بطويل و لا قصير و لا جسيم و لا

نحيل . الرابع : هند بن أبي هالة قال : " كان فخما مفخما ... عظيم الهامة , رجل

الشعر , ... أزهر اللون ... كأن عنقه جيد دمية ... " الحديث بطوله . أخرجه

الترمذي في " الشمائل " ( ص 21 - 27 ) و ابن سعد ( 1 / 422 - 423 ) و ابن عدي

في " الكامل " ( 59 / 2 ) عن جميع بن عمير بن عبد الرحمن العجلي قال : حدثني

رجل من بني تميم من ولد أبي هالة زوج خديجة يكنى أبا عبد الله عن الحسن بن علي

عنه . قلت : و هذا إسناد ضعيف , و له علتان : الأولى : جهالة أبي عبد الله

التميمي , قال الحافظ و غيره : " مجهول " .

الثانية : ضعف جميع بن عمير هذا , و اتهمه بعضهم .

الخامس : البراء بن عازب قال : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا مربوعا

... " الحديث . أخرجه الترمذي في " الشمائل " ( ص 13 ) و أبو يعلى ( 2 / 478 )

.

2054 " كان أحب الألوان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الخضرة " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 86 :

أخرجه البزار في " مسنده " ( ص / 171 - زوائده ) من طريق سويد عن قتادة عن

# أنس # به و قال : " لا نعلم أحدا رواه عن قتادة عن أنس إلا سويدا أبا حاتم "

. قلت : و هو صدوق سيء الحفظ , له أغلاط . و قد توبع فقال ابن جريج : أخبرني

أبو بكر الهذلي عن قتادة قال : " خرجنا مع أنس إلى أرض يقال لها الزاوية , فقال

حنظلة السدوسي : ما أحسن هذه الخضرة ! فقال أنس : كنا نتحدث أن أحب الألوان إلى

النبي صلى الله عليه وسلم الخضرة " . أخرجه البيهقي في " الشعب " ( 2 / 248 / 1

) . قلت : و أبو بكر الهذلي متروك الحديث . لكن يبدو أنه قد توبع أيضا , فقد

قال الهيثمي عقب الحديث ( 5 / 129 ) : " رواه البزار و الطبراني في " الأوسط "

, و رجال الطبراني ثقات " . فهذا صريح بأن رجال الطبراني غير رجال البزار , و

أن رجاله ثقات , و يبعد جدا أن يقول ذلك و فيهم الهذلي , فإذن هو عند الطبراني

من غير طريق الهذلي و سويد أبي حاتم , فإذا كان كذلك فالحديث بهذه المتابعة حسن

. و الله أعلم . ثم تأكدت مما استبعدت , فقد رأيت الحديث في " المعجم الأوسط "

للطبراني قد أخرجه فيه عن شيخيه ( 2 / 51 / 5861 و 2 / 207 / 8194 - بترقيمي )

محمد بن عبد الله الحضرمي و موسى بن هارون كلاهما عن إبراهيم بن المنذر الحزامي

: حدثنا معن بن عيسى حدثنا سعيد بن بشير عن قتادة به . و قال : " لم يروه عن

قتادة إلا سعيد بن بشير , و لا عن سعيد إلا معن تفرد به إبراهيم بن المنذر " .

قلت : و هو ثقة من شيوخ البخاري , و كذلك من فوقه ثقات من رجال الشيخين غير

سعيد بن بشير , فهو مثل سويد في الضعف , قال الذهبي في " الكاشف " : " قال

البخاري : يتكلمون في حفظه , و هو محتمل . و قال دحيم : ثقة , كان مشيختنا

يوثقونه , كان قدريا " . قلت : فالحديث حسن كما تقدم . و الله ولي التوفيق .

2055 " كان أحب العرق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ذراع الشاة " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 87 :

أخرجه الطيالسي ( 288 ) و عنه أبو داود ( 3780 و 3781 ) و أحمد ( 1 / 397 ) عن

زهير عن أبي إسحاق عن سعد بن عياض عن # عبد الله # قال : فذكره . و في رواية

لأبي داود : " كان يعجبه الزراع " .

قلت : و رجاله ثقات رجال الشيخين غير سعد بن عياض لم يرو عنه غير أبي إسحاق ,

و لم يوثقه غير ابن حبان , فهو مجهول , و قد أشار إلى ذلك الذهبي بقوله في

" الميزان " : " روى عنه أبو إسحاق السبيعي فقد " . و أبو إسحاق مدلس , و كان

اختلط . لكن يشهد له حديث أبي هريرة قال : " وضعت بين يدي رسول الله صلى الله

عليه وسلم قصعة من ثريد و لحم , فتناول الذراع , و كانت أحب الشاة إليه ... "

الحديث بطوله في الشفاعة . أخرجه البخاري ( 2 / 334 ) و مسلم ( 1 / 129 )

و السياق له و أحمد ( 2 / 435 ) . و حديث عائشة قالت : " كان أحب اللحم إلى

رسول الله صلى الله عليه وسلم الذراع " . ذكره ابن أبي حاتم في " العلل " ( 2 /

23 ) من طريق عبد الرحمن بن عبد الملك الحزامي عن ابن أبي فديك عن هشام بن عروة

عن أبيه عن عائشة , و قال : " قال أبو زرعة : هو حديث منكر " . قلت : لكن يشهد

له ما قبله , و سنده حسن في الشواهد . و الله سبحانه و تعالى أعلم .

2056 " كان أخف الناس صلاة على الناس , و أدومه على نفسه ( و في رواية : و أطول

الناس صلاة لنفسه ) " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 88 :

أخرجه أحمد ( 5 / 219 ) و أبو يعلى ( 1 / 402 ) من طرق عن عبد الله بن عثمان

بن خثيم حدثنا نافع بن سرجس : " أنه دخل على أبي واقد الليثي صاحب النبي صلى

الله عليه وسلم في مرضه الذي مات فيه , فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم

كان ... " . قلت : و هذا إسناد جيد , رجاله ثقات رجال مسلم غير ابن سرجس هذا ,

فقال أحمد : " لا أعلم إلا خيرا " . و ذكره ابن حبان في " الثقات " . و هو في "

الصحيحين " من حديث أنس بالشطر الأول نحوه و زاد : " في تمام " .

2057 " كان إذا استراث الخبر تمثل فيه ببيت طرفة : و يأتيك بالأخبار من لم تزود " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 89 :

أخرجه أحمد ( 6 / 31 و 146 ) بسند صحيح عن الشعبي عن # عائشة # قالت : فذكره .

قلت : لكن الشعبي لم يسمع من عائشة كما قال الحاكم و غيره . إلا أنه يقويه أن

له طريقا أخرى , يرويه شريك عن المقدام بن شريح عن أبيه عنها قال : " قيل لها :

هل كان النبي صلى الله عليه وسلم يتمثل بشيء من الشعر ? قالت : كان يتمثل بشعر

ابن رواحة , و يتمثل و يقول : ... " فذكره . أخرجه أحمد ( 6 / 138 و 156 و 222

) و البخاري في " الأدب المفرد " ( 867 ) و الترمذي في " الشمائل " ( ص 146 )

و " السنن " ( 2 / 138 ) و البغوي في " الجعديات " ( 103 / 2 ) و الطحاوي في

" المشكل " ( 4 / 297 ) و قال الترمذي : " حديث حسن صحيح " . كذا قال , و لعله

بالنظر إلى طريقيه و إلا فشريك - و هو ابن عبد الله القاضي - سيء الحفظ . نعم

رواه سفيان بن وكيع حدثنا أبو أسامة عن مسعر عن المقدام بن شريح . أخرجه أبو

نعيم في " الحلية " ( 7 / 264 ) و قال : " غريب و لم أكتبه إلا من هذا الوجه "

. قلت : و هذه متابعة قوية لشريك لكن في الطريق إليها سفيان بن وكيع و هو ضعيف

. و للحديث طريق آخر يرويه الوليد بن أبي ثور عن سماك عن عكرمة قال : " سئلت

عائشة رضي الله عنها : هل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتمثل شعرا قط ?

قالت : كان أحيانا إذا دخل بيته يقول : ... " فذكره . أخرجه ابن سعد ( 1 / 383

) و أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 1 / 155 ) و الضياء في " المختارة " ( 65 /

51 / 2 ) معلقا . قلت : و الوليد بن أبي ثور ضعيف . و قد خالفه زائدة فقال : عن

سماك عن عكرمة عن ابن عباس قال : " كان النبي صلى الله عليه وسلم يتمثل من

الأشعار : و يأتيك بالأخبار من لم تزود " . أخرجه البزار ( ص 250 - زوائده ) و

الطبراني في " الكبير " ( 3 / 134 / 2 ) و الضياء من طريق الطبراني و غيره .

قلت : و إسناده صحيح . قوله : ( استراث ) أي : استبطا , و هو استفعل من الريث .

2058 " كان إذا اشتدت الريح يقول : اللهم لقحا لا عقيما " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 90 :

أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ( 718 ) و الطبراني في " الكبير " ( 7 / 37

) و " الأوسط " ( 1 / 161 / 3005 ) و ابن السني في " عمل اليوم و الليلة " (

294 ) و الحاكم في " المستدرك " ( 4 / 286 ) عن المغيرة بن عبد الرحمن المخزومي

حدثنا يزيد بن أبي عبيد قال : سمعت # سلمة بن الأكوع # : فذكره مرفوعا و قال

الحاكم : " هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين " , و وافقه الذهبي .

قلت : و فيه نظر من وجهين :

الأول : أن المغيرة بن عبد الرحمن - و هو ابن الحارث بن عبد الله بن عياش , أبو

هاشم المدني - لم يخرج له مسلم .

الثاني : أنه مختلف فيه و لذلك أورده الذهبي في " الميزان " و قال : " وثقه ابن

معين و غيره , و قال أبو داود : ضعيف الحديث " . و قال الحافظ : " صدوق فقيه

كان يهم " . قلت : فحسب حديث مثله أن يكون حسنا , و أما الصحة فلا . و في "

مجمع الزوائد " ( 10 / 135 ) : " رواه الطبراني في " الكبير " و " الأوسط " و

رجاله رجال الصحيح غير المغيرة بن عبد الرحمن و هو ثقة " .

2059 " كان إذا اشتكى أحد رأسه قال : اذهب فاحتجم , و إذا اشتكى رجله قال : اذهب

فاخضبها بالحناء " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 91 :

هكذا أورده السيوطي في " الجامع " من رواية ( طب - عن # سلمى امرأة أبي رافع #

) . قلت : و هذا قصور واضح , فإن الحديث في " مسند أحمد " ( 6 / 462 ) : حدثنا

أبو سعيد مولى بني هاشم حدثنا عبد الرحمن بن أبي الموالي حدثنا فائد مولى بني

رافع عن عمته سلمى قالت : " و ما اشتكى أحد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم

وجعا في رأسه إلا قال : احتجم , و لا اشتكى إليه أحد وجعا في رجليه إلا قال :

اخضب رجليك " . قلت : و هذا إسناد رجاله ثقات , لكن اختلفوا في إسناده على فائد

, فرواه أبو سعيد هكذا , و رواه أبو عامر : حدثنا عبد الرحمن بن أبي الموالي عن

أيوب بن حسن بن علي بن أبي رافع عن جدته سلمى خادم النبي صلى الله عليه وسلم

قالت : فذكره . و أسقط منه فائدا . أخرجه أحمد و البخاري في " التاريخ " ( 1 /

1 / 411 ) و الحاكم ( 4 / 206 ) و قال : " صحيح الإسناد , و قد احتج البخاري

رحمه الله بعبد الرحمن بن أبي الموالي "‏.

قلت : و وافقه الذهبي , و أيوب هذا قال الأزدي : " منكر الحديث " . و ذكره ابن

حبان في " الثقات " . و أما فائد في الوجه الأول فهو ثقة , لولا الاضطراب عليه

و قد أشار إليه البخاري في " التاريخ " . و من ذلك ما روى حماد بن خالد الخياط

حدثنا فائد مولى لآل أبي رافع عن علي بن عبيد الله عن جدته سلمى - و كانت تخدم

النبي صلى الله عليه وسلم - قالت : " و ما كان يكون برسول الله صلى الله عليه

وسلم قرحة و لا نكبة إلا أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أضع عليها

الحناء " . أخرجه الترمذي ( 2 / 5 ) , و قال : " حديث حسن غريب " , إنما نعرفه

من حديث فائد . و روى بعضهم هذا الحديث عن فائد و قال : عن عبيد الله بن علي عن

جدته سلمى , و عبيد الله بن علي أصح " . ثم روى هو و ابن ماجة ( 3502 ) عن زيد

ابن حباب عن فائد مولى عبيد الله بن علي عن مولاه عبيد الله عن جدته عن النبي

صلى الله عليه وسلم نحوه بمعناه . و جملة القول أن الحديث حسن كما قال الترمذي

لأن مداره على فائد , و من أسقطه فقد شذ , و هو إما تلقاه عن سلمى مباشرة كما

في الطريق الأولى , فلا إشكال فيه لولا الشذوذ عنه , و إما بالواسطة , و هي إما

علي بن عبيد الله , و لا يعرف , و إما عبيد الله بن علي و هو الأصح كما قال

الترمذي , و هو ثقة فيثبت الحديث بإذن الله .

2060 " كان إذا اشتكى رقاه جبريل فقال : بسم الله يبريك من كل داء يشفيك و من شر

حاسد إذا حسد و من شر كل ذي عين " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 93 :

رواه ابن سعد ( 2 / 213 - 214 ) عن زهير بن محمد عن يزيد بن عبد الله بن الهاد

عن محمد بن إبراهيم عن # عائشة # مرفوعا . و رواه من طريق سليمان بن بلال عن

عبد العزيز بن محمد الدراوردي جميعا , عن يزيد بن عبد الله بن الهاد عن محمد بن

إبراهيم بن الحارث التيمي عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عائشة به .

قلت : و هذا سند صحيح على شرط مسلم و قد أخرجه في " صحيحه " ( 7 / 13 ) من طريق

أخرى عن الدراوردي به و أحمد ( 6 / 160 ) عن زهير بن محمد به . و له شاهد من

حديث أبي سعيد الخدري مرفوعا نحوه . أخرجه مسلم و ابن ماجة ( 3523 ) .

2061 " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أكل أو شرب قال : الحمد لله الذي أطعم

و سقى و سوغه , و جعل له مخرجا " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 93 :

أخرجه أبو داود ( 3851 ) و ابن حبان في " صحيحه " ( 1351 ) و ابن السني في

" عمل اليوم و الليلة " ( 464 ) عن أبي عقيل القرشي عن أبي عبد الرحمن الحبلي

عن # أبي أيوب الأنصاري # قال : فذكره . قلت : و هذا إسناد صحيح , رجاله ثقات

رجال البخاري . و أبو عقيل اسمه زهرة بن معبد . و الحديث أورده ابن أبي حاتم في

" العلل " ( 2 / 13 ) من رواية محمد بن معاوية النيسابوري - نزيل مكة - عن ليث

بن سعد عن زهرة بن معبد به , و قال : " قال أبو زرعة : ليس هذا من حديث ليث بن

سعد . قلت : هذا من حديث ابن وهب عن سعيد بن أبي أيوب عن أبي عقيل زهرة بن معبد

... " . قلت : يعني هذا , و النيسابوري متروك , فلا يحتج به , و لاسيما مع

المخالفة .

2062 " كان إذا أكل الطعام أكل مما يليه " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 94 :

أخرجه أبو الشيخ في " أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم " ( ص 206 ) عن أبي قتيبة

أخبرنا رجل من بني ثور عن هشام بن عروة عن أبيه عن # عائشة # مرفوعا .

قلت : و هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال البخاري غير الرجل الثوري فلم أعرفه

و يحتمل أنه سفيان بن سعيد الثوري الإمام المشهور , فإنه من شيوخه هشام بن عروة

. و الله سبحانه و تعالى أعلم . و له عنده ( ص 207 ) شاهد من حديث أبي رجاء :

أخبرنا عبد الله بن جعفر حدثني عبد الحكم قال : " رآني عبد الله بن جعفر و أنا

غلام , و أنا آكل من ههنا , و من ههنا , فقال : إن رسول الله صلى الله عليه

وسلم كان إذا أكل لم تعد يده بين يديه " . و خالفه النعمان بن شبل الباهلي :

أخبرنا عبد الله بن جعفر المخرمي عن عبد الحكيم بن صهيب عن جعفر بن عبد الله

قال : " رآني الحكم - قال النعمان : أراه الغفاري - و أنا آكل - و أنا غلام -

من ههنا , و ههنا , فقال : يا بني ! لا تأكل هكذا , هكذا يأكل الشيطان , إن

رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا وضع يده في القصعة أو في الإناء لم تجاوز

أصابعه موضع كفه " . أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 1 / 155 / 1 ) .

قال الهيثمي في " المجمع " ( 5 / 27 ) : " رواه الطبراني , و فيه النعمان بن

شبل و هو ضعيف " . قلت : بل هو أسوأ حالا من ذلك , فقد قال موسى بن هارون : "

كان متهما " , و ساق له الذهبي حديثا موضوعا . و عبد الحكيم بن صهيب , قال ابن

أبي حاتم ( 3 / 1 / 35 ) : " سمع جعفر بن عبد الله بن أبي الحكم . روى عنه عبد

الله بن جعفر المخرمي " . و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . و الظاهر أنه هو

عبد الحكم الذي في رواية أبي رجاء المتقدمة , لكنه تحرف على الناسخ أو الطابع

فسقط منه حرف ( الياء ) , إلا أنني لم أعرف أبا رجاء هذا . و مع ذلك فالقلب

يميل إلى تقوية الحديث بمجموع الطريقين , و قد رواه خالد بن إسماعيل عن أيوب بن

سلمة حدثنا هشام بن عروة بإسناده المتقدم عن عائشة نحوه , و زاد : " فإذا أتى

بالتمر جالت يده " . أخرجه البزار ( ص 160 ) . لكن خالد هذا كذاب , فلا يفرح

بمتابعته .

2063 " كان إذا التقى الختانان اغتسل " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 96 :

أخرجه أحمد ( 6 / 123 و 227 ) و الطحاوي في " شرح المعاني " ( 1 / 33 ) عن حماد

ابن سلمة قال : حدثنا ثابت البناني عن عبد الله بن رباح عن عبد العزيز بن

النعمان عن # عائشة # قالت : فذكره مرفوعا . قلت : و هذا إسناد رجاله ثقات رجال

مسلم غير عبد العزيز بن النعمان لم يوثقه غير ابن حبان . و لحماد بن سلمة إسناد

آخر , رواه عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب عنها به . أخرجه الطحاوي أيضا . و

علي بن زيد - و هو ابن جدعان - ضعيف . لكن له طريق أخرى فقال بشر بن بكر حدثنا

الأوزاعي قال : حدثني عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها : "

أنها سئلت عن الرجل يجامع فلا ينزل ? فقالت : فعلته أنا و رسول الله صلى الله

عليه وسلم فاغتسلنا منه جميعا " . أخرجه الطحاوي . قلت : و إسناده صحيح على شرط

الشيخين . و أخرجه مسلم ( 1 / 187 ) من طريق أخرى عنها نحوه , و فيه جملة

مستنكرة أخرجته من أجلها في " الضعيفة " . و جملة القول أن الحديث بهذه الطريق

صحيح بلا ريب , و هو تطبيق عملي منه صلى الله عليه وسلم لقوله المشهور من

روايتها أيضا : " إذا جلس بين شعبها الأربع و مس الختان الختان , فقد وجب الغسل

" . أخرجه مسلم و غيره و هو مخرج في " الإرواء " ( 79 و 127 ) .

2064 " كان إذا بلغه عن الرجل شيء لم يقل : ( ما بال فلان يقول ) , و لكن يقول :

( ما بال أقوام يقولون كذا و كذا ? ! ) " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 97 :

أخرجه أبو داود ( 2 / 288 - تازية ) و عنه البيهقي في " الدلائل " ( 1 / 237 )

عن عبد الحميد الحماني حدثنا الأعمش عن مسلم عن مسروق عن # عائشة # رضي الله

عنها قالت : فذكره . قلت : و هذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير أن الحماني

و اسم أبيه عبد الرحمن , قال الحافظ : " صدوق يخطىء " . لكن تابعه أبو معاوية

عن الأعمش بلفظ : " رخص رسول الله صلى الله عليه وسلم في أمر , فتنزه عنه ناس

من الناس , فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم , فغضب حتى بان الغضب في وجهه ,

ثم قال : ما بال أقوام يرغبون عما رخص لي فيه ? ! فوالله لأنا أعلمهم بالله و

أشدهم له خشية " . أخرجه مسلم ( 7 / 90 ) و أحمد ( 6 / 45 ) . ثم أخرجه أحمد (

6 / 181 ) و مسلم من طرق أخرى عن الأعمش به نحوه . و الحديث قال المنذري في "

مختصر السنن " ( 7 / 168 / 4620 ) : " و أخرجه النسائي بمعناه " .

قلت : فلينظر هل يعني غير ما خرجه مسلم و أحمد , و هل يعني النسائي في " الصغرى

" أم في " الكبرى " ? و الظاهر الكبرى . ثم تبين من " التحفة " أنه في " عمل

اليوم و الليلة " ( رقم 234 ) و هو يؤيد ما استظهرته , فإن " العمل " من

" السنن الكبرى " .

2065 " كان يرخص للنساء في الخفين " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 98 :

أخرجه أحمد ( 6 / 35 ) عن محمد بن إسحاق قال : قال : حدثني نافع , و كانت

امرأته أم ولد لعبد الله بن عمر : حدثته أن عبد الله بن عمر ابتاع جارية

بطريق مكة , فأعتقها , و أمرها أن تحج معه , فابتغى لها نعلين , فلم يجدهما

, فقطع لها خفين أسفل من الكعبين , قال ابن إسحاق : فذكرت ذلك لابن شهاب ,

فقال : " حدثني سالم بن عبد الله كان يصنع ذلك , ثم حدثته صفية بنت أبي عبيد أن

# عائشة # حدثتها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ( فذكره ) فترك ذلك " .

قلت : و هذا إسناد حسن رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير ابن إسحاق , فأخرج له

مسلم مقرونا بغيره .

2066 " كان إذا تضور من الليل قال : لا إله إلا الله الواحد القهار , رب السماوات

و الأرض و ما بينهما العزيز الغفار " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 98 :

أخرجه ابن نصر في " قيام الليل " ( 43 ) و ابن حبان ( 2358 ) و الحاكم ( 1 /

540 ) و ابن السني في " عمل اليوم و الليلة " ( 753 ) و ابن منده في " التوحيد

" ( 66 / 1 ) و السهمي في " تاريخ جرجان " ( 103 ) كلهم عن يوسف بن عدي : حدثنا

عثام بن علي العامري عن هشام بن عروة عن أبيه عن # عائشة # رضي الله عنها قالت

: فذكره مرفوعا , و قال الحاكم : " صحيح على شرط الشيخين " ! و وافقه الذهبي !

قلت : و إنما هو على شرط البخاري وحده , فإن من دون هشام , لم يخرج لهما مسلم .

و الحديث أعله أبو حاتم و أبو زرعة بما لا يقدح , فقد ساق ابن أبي حاتم في

" العلل " ( 1 / 74 و 2 / 165 و 186 ) , فقال : " سألت أبي و أبا زرعة عن حديث

رواه يوسف بن عدي ( فساقه ) قالا : هذا خطأ إنما هو هشام بن عروة عن أبيه أنه

كان يقول هذا . و رواه جرير هكذا . و قال أبو زرعة : حدثنا يوسف بن عدي هذا

الحديث , و هو منكر , و سمعت أبي يقول : هذا حديث منكر " .

قلت : جرير هو ابن عبد الحميد و هو و إن كان ثقة ففيه كلام كما يأتي و يوسف بن

عدي ثقة و معه زيادة و في مثل هذا الموضع يجب قبولها لأن جريرا ليس بأحفظ منه

بل قد قال البيهقي : " نسب في آخر عمره إلى سوء الحفظ " . و لعله لذلك قال

الحافظ العراقي في " أماليه " كما في " المناوي " : " حديث صحيح " .

2067 " كان إذا توضأ أدار الماء على مرفقيه " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 99 :

أخرجه الدارقطني في " سننه " ( ص 31 ) و البيهقي ( 1 / 56 ) عن القاسم بن محمد

ابن عبد الله بن محمد بن عقيل عن جده عن # جابر # قال : فذكره مرفوعا , و قال

الدارقطني : " ابن عقيل ليس بقوي " . قلت : الظاهر أنه عنى الجد و هو عبد الله

بن محمد بن عقيل , فإنه مختلف فيه , و الراجح فيه أنه حسن الحديث إذا لم يخالف

, و عليه فكان الأولى إعلاله بحفيده , فإنه شديد الضعف . قال الذهبي في "

الضعفاء " : " قال أبو حاتم و غيره : متروك . و قال أحمد : ليس بشيء " . و في

الباب عن ثعلبة بن عباد عن أبيه مرفوعا في حديث فضل الوضوء : " ثم غسل ذراعيه

حتى يسيل الماء على مرفقيه " . أخرجه الطحاوي في " شرح المعاني " ( 1 / 22 ) و

كذا الطبراني في " الكبير " , و قال الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 1 / 224 ) :

" و رجاله موثقون " . قلت : هو عند الطحاوي من طريق قيس بن الربيع عن الأسود بن

قيس عن ثعلبة به . و قيس سيء الحفظ , و ثعلبة مقبول عند الحافظ . و عن وائل بن

حجر , عند البزار و الطبراني بسند ضعيف و قد بينت علله في " الأحاديث الضعيفة "

( 449 ) . و مما يقوي الحديث ما رواه نعيم بن عبد الله بن المجمر قال : " رأيت

أبا هريرة يتوضأ , فغسل وجهه , فأسبغ الوضوء , ثم غسل يده اليمنى حتى أشرع في

العضد , ثم يده اليسرى حتى أشرع في العضد , ... ثم قال : هكذا رأيت رسول الله

صلى الله عليه وسلم يتوضأ " . أخرجه مسلم ( 1 / 149 ) . و الحديث قواه الصنعاني

في " سبل السلام " بحديثي ثعلبة و وائل .

2068 " كان إذا حلف على يمين لا يحنث حتى أنزل الله تعالى كفارة اليمين , فقال : لا

أحلف على يمين فأرى غيرها خيرا منها إلا كفرت عن يميني , ثم أتيت الذي هو خير "

.

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 100 :

أخرجه الحاكم ( 4 / 301 ) عن أبي الأشعث حدثنا محمد بن عبد الرحمن الطفاوي

حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن # عائشة # و قال : " صحيح على شرط الشيخين " ,

و وافقه الذهبي . كذا قالا , و أبو الأشعث - و اسمه أحمد بن المقدام -

و الطفاوي لم يخرج لهما مسلم شيئا . ثم إن الطفاوي فيه كلام , و قال الذهبي في

" الميزان " : " شيخ مشهور ثقة " . و قال الحافظ : " صدوق يهم " . فالحديث حسن

إن شاء الله تعالى .

2069 " كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا حلف قال : والذي نفس محمد بيده " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 101 :

أخرجه ابن ماجة في " سننه " رقم ( 2090 و 2091 ) عن محمد بن مصعب و عبد الملك

ابن محمد الصنعاني كلاهما عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن هلال بن أبي

ميمونة عن عطاء بن يسار , عن # رفاعة بن عرابة الجهني # قال : فذكره .

قلت : و هذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن مصعب و عبد الملك بن

محمد , ففيهما ضعف من قبل حفظهما , لكن الحديث جيد بمتابعة أحدهما للآخر , على

أنهما قد توبعا , فقال الإمام أحمد ( 4 / 16 ) : حدثنا أبو المغيرة قال : حدثنا

الأوزاعي به . قلت : و هذا إسناد صحيح , فإن أبا المغيرة و هو عبد القدوس بن

الحجاج الخولاني الحمصي ثقة من رجال الشيخين أيضا . و قد ذكر البوصيري أن

الحديث رواه النسائي أيضا في " عمل اليوم و الليلة " بإسنادين , يعني عن

الأوزاعي , أحدهما على شرط الشيخين , و الثاني على شرط البخاري . و لم أره في "

عمل اليوم و الليلة " الذي طبع حديثا , و لا في " تحفة الأشراف " .

2070 " كان إذا راعه شيء قال : هو الله ربي لا أشرك به شيئا " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 102 :

أخرجه النسائي في " عمل اليوم و الليلة " ( 657 ) و عنه ابن السني في " عمل

اليوم و الليلة " رقم ( 330 ) و أبو نعيم ( 5 / 219 ) عن سهل بن هاشم حدثنا

الثوري عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن # ثوبان # رضي الله عنه : أن النبي

صلى الله عليه وسلم كان ... إلى آخره . و قال أبو نعيم : " لم يروه عن الثوري

إلا سهل بن هاشم " . قلت : و هو ثقة , و من فوقه ثقات من رجال الشيخين , فالسند

صحيح .

2071 " كان إذا رفع رأسه من الركوع في صلاة الصبح في آخر ركعة قنت " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 102 :

رواه ابن نصر في " قيام الليل " ص ( 132 ) قال : حدثنا محمد بن عبيد بن حساب

حدثنا سفيان عن الزهري عن سعيد عن # أبي هريرة # أن رسول الله صلى الله عليه

وسلم كان ... قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط مسلم , و قد أخرجه ( 2 / 135 ) من

طريقين آخرين عن ابن عيينة به . و أخرجه هو و البخاري ( 3 / 217 - 218 ) و أحمد

( 2 / 255 ) من طرق أخرى عن الزهري به أتم منه .

( تنبيه ) : القنوت الوارد في هذا الحديث هو قنوت النازلة , بدليل قوله في حديث

الشيخين : " فيدعوا للمؤمنين و يلعن الكفار " . و انظر " الإرواء " ( 2 / 160 -

164 ) . و أصرح منه رواية ابن خزيمة بلفظ : " كان لا يقنت إلا أن يدعو لأحد ,

أو على أحد " . و سنده صحيح .

2072 " كان إذا رمى الجمار مشى إليها ذاهبا و راجعا " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 103 :

رواه الترمذي ( 1 / 170 ) قال : حدثنا يوسف بن عيسى حدثنا ابن نمير عن عبيد

الله عن نافع عن # ابن عمر # أن النبي صلى الله عليه وسلم ... و قال : " هذا

حديث حسن صحيح " . قلت : و إسناده صحيح على شرط الشيخين .

( فائدة ) : قال الترمذي عقب الحديث : " و العمل على هذا عند أكثر أهل العلم ,

و قال بعضهم : يركب يوم النحر و يمشي في الأيام التي بعد يوم النحر , ( قال أبو

عيسى ) و كأنه من قال هذا إنما أراد اتباع النبي صلى الله عليه وسلم في فعله ,

لأنه إنما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه ركب يوم النحر حيث ذهب يرمي

الجمار , و لا يرمي يوم النحر إلا جمرة العقبة " . قلت : رميه صلى الله عليه

وسلم جمرة العقبة راكبا هو في حديث جابر الطويل في " حجة النبي صلى الله عليه

وسلم " من رواية مسلم و غيره ( ص 82 - الطبعة الثانية ) و لذلك فحديث ابن عمر

يفسر على أنه أراد الجمار في غير يوم النحر توفيقا بينه و بين حديث جابر . و

الله أعلم . ثم رأيت ما يؤيد ذلك من رواية عبد الله بن عمر عن نافع بلفظ : " عن

ابن عمر أنه كان يأتي الجمار في الأيام الثلاثة بعد يوم النحر ماشيا ذاهبا و

راجعا , و يخبر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يفعل ذلك " . أخرجه أبو داود (

1969 ) و أحمد ( 2 / 156 ) . و في رواية له ( 2 / 114 و 138 ) : " كان ابن عمر

يرمي جمرة العقبة على دابته يوم النحر , و كان لا يأتي سائرها بعد ذلك إلا

ماشيا ذاهبا و راجعا , و زعم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يأتيها إلا

ماشيا ذاهبا و راجعا " . و رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن عمر و هو

المكبر أخو عبيد الله بن عمر المصغر الذي في الطريق الأولى , و هو سيء الحفظ ,

لكن موافقته لأخيه في بعضه , و لحديث جابر في بعضه الآخر , دليل على أنه قد حفظ

. و الله أعلم .

2073 " " كان إذا رمى جمرة العقبة مضى و لم يقف " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 104 :

أخرجه ابن ماجة في " سننه " رقم ( 3033 ) قال : حدثنا سويد بن سعيد حدثنا علي

ابن مسهر عن الحجاج عن الحكم بن عتيبة عن مقسم عن # ابن عباس # قال : فذكره .

قلت : و هذا إسناد ضعيف , لعنعنة الحجاج و هو ابن أرطأة , و ضعف سويد بن سعيد :

لكن الحديث صحيح فقد أخرجه البخاري ( 1 / 438 ) و ابن ماجة ( 3032 ) و البيهقي

( 5 / 148 ) و أحمد ( 2 / 152 ) من حديث ابن عمر مرفوعا مثله .

2074 " كان إذا سلم لم يقعد إلا مقدار ما يقول : اللهم أنت السلام و منك السلام

تباركت يا ذا الجلال و الإكرام " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 104 :

رواه مسلم ( 2 / 95 ) و أبو يعلى في مسنده ( 224 / 2 ) و ابن منده في " التوحيد

" ( 61 / 1 ) من طريقين عن عبد الله بن الحارث عن # عائشة # به . و اللفظ لمسلم

. و في رواية لأبي يعلى : عن عبد الله بن أبي الهذيل قال : " كانوا يحبون إذا

قضى الرجل الصلاة أن يقول : " فذكره . قلت : و إسناده صحيح على شرط مسلم , و

ابن أبي الهذيل تابعي كبير ثقة مات في ولاية خالد القسري على العراق . و للحديث

شاهد من حديث عبد الله بن عمرو و عبد الله بن عمر مرفوعا مثله . أخرجه ابن منده

. و من حديث عبد الله بن مسعود مرفوعا . أخرجه ابن حبان ( 2348 ) .

2075 " كان إذا سمع المؤذن قال مثل ما يقول , حتى إذا بلغ ( حي على الصلاة , حي على

الفلاح ) قال : لا حول و لا قوة إلا بالله " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 105 :

أخرجه أحمد ( 6 / 9 ) و البغوي في " الجعديات " ( ق 102 / 2 ) و ابن السني ( 89

) عن شريك عن عاصم بن عبيد الله عن علي بن حسين عن # أبي رافع # مرفوعا .

قلت : و هذا إسناد ضعيف لضعف عاصم و شريك و هو ابن عبد الله القاضي . لكن

الحديث صحيح له شاهد من حديث معاوية بن أبي سفيان نحوه . أخرجه الدارمي ( 1 /

273 ) و ابن خزيمة في " صحيحه " ( 416 ) و أحمد ( 4 / 98 ) من طريق محمد بن

عمرو قال : حدثني أبي عن جدي عنه . و هذا إسناد فيه ضعف , رجاله ثقات غير عمرو

و هو ابن علقمة بن وقاص , لم يرو عنه غير ابنه محمد . لكن تابعه أخوه عبد الله

ابن علقمة بن وقاص عن علقمة بن وقاص به . أخرجه أحمد ( 4 / 91 - 92 ) . فالسند

بهذه المتابعة حسن لأن عبد الله هذا روى عنه اثنان . و أخرجه البخاري في

" صحيحه " ( رقم 613 ) و الدارمي و أحمد ( 4 / 91 ) من طريق أخرى فيها رجل لم

يسم . و أسقطه ابن خزيمة ( 414 ) من إسناده , فظهر متصلا ! و للحديث شاهد آخر

من حديث عمر بن الخطاب مرفوعا في فضل إجابة المؤذن و فيه : " ثم قال : حي على

الصلاة . قال : لا حول و لا قوة إلا بالله , ثم قال : حي على الفلاح . قال : لا

حول و لا قوة إلا بالله ... " الحديث . أخرجه مسلم و ابن خزيمة ( 417 )

و غيرهما و هو مخرج في " صحيح أبي داود " ( 539 ) و غيره .

( تنبيه ) : عزا الجزري الحوقلة بعد الحيعلتين للبخاري و مسلم , و إنما هو

للبخاري فقط عن معاوية كما سبق , و قد صرح الحافظ في شرحه أن مسلما لم يخرجه

من أجل الرجل الذي لم يسمه .

2076 " كان إذا صعد المنبر سلم " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 106 :

و له طرق : الأول : عن # جابر # رواه ابن ماجة ( 1109 ) و تمام في " الفوائد "

( 60 / 2 ) و ابن عدي ( 211 / 1 ) و البغوي في " شرح السنة " ( 1 / 123 / 1 )

عن عمرو بن خالد حدثنا ابن لهيعة عن محمد بن زيد بن المهاجر عن محمد بن المنكدر

عن جابر مرفوعا . و قال ابن عدي : " لا أعلمه يرويه غير ابن لهيعة , و عن ابن

لهيعة عمرو بن خالد " . و أعله عبد الحق في " الأحكام " ( 73 / 1 ) بابن لهيعة

, و قال : " معروف في الضعفاء " ! و من طريقه رواه أبو نعيم في " أخبار أصبهان

" ( 1 / 240 - 241 ) .

الثاني : عن # الشعبي # مرسلا . رواه ابن أبي شيبة في " المصنف " ( 2 / 114 ) :

حدثنا أبو أسامة قال : حدثنا مجالد عنه . و بهذا الإسناد رواه عبد الرزاق ( 3 /

193 ) و هو مرسل لا بأس به في الشواهد .

و الثالث : عن # عطاء # مرسلا أيضا . رواه عبد الرزاق رقم ( 5281 ) و ذكره عبد

الحق في " أحكامه " ( 73 / 1 ) عنه . و رجاله ثقات رجال الشيخين . و مما يشهد

للحديث و يقويه أيضا جريان عمل الخلفاء عليه , فأخرج ابن أبي شيبة عن أبي نضرة

قال : " كان عثمان قد كبر , فإذا صعد المنبر سلم فأطال قدر ما يقرأ إنسان أم

الكتاب . و إسناده صحيح . ثم روى عن عمرو بن مهاجر : " أن عمر بن عبد العزيز

كان إذا استوى على المنبر سلم على الناس و ردوا عليه " . و سنده صحيح أيضا .

و للحديث شاهد آخر من حديث ابن عمر مرفوعا به و فيه زيادة أوردته من أجلها في

" الضعيفة " ( 4194 ) من رواية البيهقي و ابن عساكر .

2077 " كان إذا صلى الغداة في سفر مشى عن راحلته قليلا " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 107 :

أخرجه أبو عثمان النجيرمي ( 2 / 4 / 2 ) و أبو نعيم ( 8 / 180 ) و البيهقي

( 5 / 255 ) و الضياء في " الأحاديث و الحكايات " ( 14 / 151 / 2 ) عن محمد بن

عبد الله بن قهزاذ حدثنا أبو الوزير محمد بن أعين أنبأنا عبد الله عن سليمان بن

بلال عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن # أنس بن مالك # مرفوعا . و قال أبو نعيم :

" تفرد به عبد الله بن المبارك " . قلت : و هو ثقة إمام من رجال الشيخين و كذلك

من فوقه . و من دونه ثقتان فالسند صحيح . و الحديث قال الهيثمي في " المجمع " (

3 / 215 ) : " رواه الطبراني في " الأوسط " و فيه محمد بن علي المروزي و فيه

كلام , و قد وثق " . قلت : ذا لا يضر , فإنه يرويه عن ابن قهزاذ , و قد تابعه

عليه غيره عند من ذكرنا , و قد وقفت على إسناد الطبراني في " زوائده " ( 1 /

113 / 1 ) و رواه عنه الضياء في " المختارة " ( ق 246 / 2 ) .

2078 " كان إذا طاف بالبيت مسح , أو قال : استلم الحجر و الركن في كل طواف " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 108 :

أخرجه الحاكم ( 1 / 456 ) و البيهقي ( 5 / 76 ) و أحمد ( 2 / 18 ) من طرق عن

عبد العزيز بن أبي رواد عن نافع عن # ابن عمر # مرفوعا . و قال الحاكم : " صحيح

الإسناد " . و وافقه الذهبي . قلت : و هو على شرط مسلم .

2079 " كان إذا غضب احمرت وجنتاه " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 108 :

أخرجه أبو الشيخ في " أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم " ( ص 68 ) و الطبراني

( 3 / 49 / 2 ) عن أبي يحيى التيمي أخبرنا مخارق أخبرنا طارق بن شهاب قال :

سمعت # ابن مسعود # يقول : فذكره مرفوعا . قلت : و رجاله ثقات غير أبي يحيى

التيمي و اسمه إسماعيل بن إبراهيم , قال الهيثمي بعد ما عزاه للطبراني ( 8 /

278 ) : " و هو ضعيف " . قلت : و له شاهد من حديث أم سلمة مرفوعا بلفظ : " ...

احمر وجهه " . أخرجه أبو الشيخ ( ص 69 ) عن جعفر بن زياد أخبرنا جامع بن أبي

راشد - قال جعفر : أحسبه - عن منذر الثوري عنها . قلت : و هذا إسناد رجاله

موثقون غير أنه منقطع بين منذر و أم سلمة , و قال الهيثمي : " رواه الطبراني و

فيه إسماعيل بن عمرو البجلي , وثقه ابن حبان و غيره و ضعفه الدارقطني و غيره و

بقية رجاله رجال الصحيح " . قلت : إسناد أبي الشيخ سالم من البجلي , فلا أدري

إذا كان إسناد الطبراني سالما من الانقطاع ? و سكوت الهيثمي عنه لا يعني سلامته

منه . و مما يشهد له حديث جابر رضي الله عنه مرفوعا " و كان إذا ذكر الساعة

احمرت و جنتاه و علا صوته و اشتد غضبه ... " . أخرجه أحمد ( 3 / 310 - 311 ,

338 , 371 ) . و إسناده صحيح على شرط مسلم , و قد أخرجه في " صحيحه " ( 3 / 11

) و لكنه لم يسق لفظه . و حديث زيد بن خالد : " سئل النبي صلى الله عليه وسلم

عن ضالة الإبل , فغضب و احمرت وجنتاه , و قال : ... " . الحديث . أخرجه أحمد (

4 / 116 ) و الشيخان و غيرهما .

2080 " كان إذا صعد المنبر أقبلنا بوجوهنا إليه " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 110 :

أخرجه البخاري في " التاريخ الكبير " ( 4 / 2 / 47 ) و ابن حبان في " ثقات

أتباع التابعين " ( 7 / 518 ) من طريق محمد بن القاسم عن # مطيع الغزال عن أبيه

عن جده # مرفوعا . أورداه في ترجمة مطيع هذا , و كنياه بأبي الحسن . و روى ابن

أبي حاتم عن ابن معين أنه وثقه , و عن أبي زرعة أنه قال : " كوفي لا بأس به " .

و ذكر أنه روى عن الشعبي , و عنه يحيى بن سعيد القطان و وكيع , و يعلى بن عبيد

و أبو نعيم , و لم يذكر في الرواة عنه محمد بن القاسم هذا , كما أنه لم يذكر

أنه روى عن أبيه عن جده , و إنما ذكر هذا كله في ترجمة أخرى عقب هذه , فقال :

" مطيع الأنصاري أبو يحيى , مديني روى عن أبيه عن جده , و روى عن زيد بن أسلم

و نافع و أبي الزناد , و روى عنه محمد بن القاسم أبو إبراهيم الأسدي . قال أبي

: مجهول " . و اختصر كلامه هذا الذهبي في " الميزان " و في " الضعفاء " , فقال

: " مطيع أبو يحيى الأنصاري , عن نافع مجهول " . و زاد عليه الحافظ في " اللسان

" فقال : " و في " ثقات ابن حبان " : مطيع أبو يحيى العرابي ( ! ) عن أبيه عن

جده قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم .. ( فذكر حديث الترجمة ) و عنه محمد

بن القاسم . قال : و لست أعرفه و لا أباه " . كذا وقع فيه ( أبو يحيى العرابي )

و الظاهر أنه خطأ من الطابع أو الناسخ , و الصواب ( أبو الحسن الغزال ) .

و قوله : " و لست أعرفه .. " الذي في " الثقات " : " لست أعرف أباه و لا جده "

. و لعله الصواب . ثم قال الحافظ عقب ما تقدم : " قلت : في الصحابة " مطيع بن

الحكم " , أخرج له ابن منده من طريق مطيع بن فلان بن مطيع بن الحكم عن أبيه عن

جده الأعلى الحديث المذكور أولا . و كذلك أورد ابن عبد البر مطيعا المذكور في

الصحابة , يكنى أبا مسلم , شاعر بن شاعر " . قلت : لم أره في " الاستيعاب "

لابن عبد البر , لا في الأسماء و لا في الكنى , و لم يورده الحافظ نفسه في أي

منهما في " الإصابة " . فالله أعلم . و جملة القول أن مطيعا الغزال هو غير مطيع

الأنصاري عند ابن أبي حاتم و أبيه , و ظاهر صنيع البخاري و ابن حبان أنهما واحد

, لأنهما لم يذكرا غيره , و هو الذي ساقا له عن أبيه عن جده هذا الحديث . فعلة

الحديث إما ممن فوقه و هو ظاهر كلام ابن حبان حيث قال عقبه : " روى عنه محمد بن

القاسم و أهل الكوفة , لست أعرف أباه و لا جده , و الخبر ليس بصحيح من طريق

أخرى , فيعتبر به " . و إما من الراوي عنه محمد القاسم , و هو أبو إبراهيم

الأسدي الكوفي , ترجمه ابن أبي حاتم ( 4 / 1 / 65 ) برواية جمع من الثقات عنه ,

و روى عن ابن معين أنه قال : " ثقة , قد كتبت عنه " . و عن أبي حاتم قال : "

ليس بقوي , لا يعجبني حديثه " . و بالغ بعضهم في الطعن فيه , فقال أحمد في "

العلل و المعرفة " ( 1 / 281 / 1813 ) : " يكذب , أحاديثه أحاديث موضوعة , ليس

بشيء " . و أشار البخاري في " التاريخ " ( 1 / 1 / 214 ) إلى كلام أحمد هذا فيه

. و قال في " التاريخ الصغير " : " كذبه أحمد " . و ذكر الفسوي في " تاريخه " (

3 / 46 ) عن علي و هو ابن المديني قال : " قد تركت حديث محمد بن القاسم أبي

إبراهيم لا أحدث عنه " . و قال ابن حبان نفسه في " الضعفاء " ( 2 / 288 ) : "

كان ممن يروي عن الثقات ما ليس من أحاديثهم , و يأتي عن الأثبات بما لم يحدثوا

, لا يجوز الاحتجاج به و لا الرواية عنه بحال , كان ابن حنبل يكذبه " .

قلت : فالعجب منه كيف لم يفصح باسم أحد ممن روى عن شيخه مطيع الغزال من أهل

الكوفة إلا عن هذا المتهم ? ! قلت : فهو علة هذا الحديث , و أما قول ابن حبان :

" و الخبر ليس بصحيح من طريق آخر " . ففيه نظر لأنه قد جاء من طرق يقوي بعضها

بعضا مع شاهد لها في " صحيح البخاري " و إليك البيان : أولا : عن البراء بن

عازب قال : فذكره . أخرجه البيهقي ( 3 / 198 ) من طريق محمد بن علي بن غراب :

حدثنا أبي عن أبان بن عبد الله البجلي عن عدي بن ثابت عنه . قلت : و هذا إسناد

ضعيف , محمد بن علي بن غراب , أورده ابن أبي حاتم ( 4 / 1 / 28 ) برواية أخرى

عنه , و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا , فهو مجهول الحال . و أبوه علي بن غراب

صدوق مدلس , و قد عنعنه , و قد أعله بالمخالفة , فقال البيهقي : قال ابن خزيمة

: " هذا الخبر عندي معلول , حدثنا عبد الله بن سعيد الأشج حدثنا النضر بن

إسماعيل عن أبان بن عبد الله البجلي قال : رأيت عدي بن ثابت يستقبل الإمام

بوجهه إذا قام يخطب , فقال ( لعله : فقلت ) له : رأيتك تستقبل الإمام بوجهك ?

قال : رأيت أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يفعلونه " . قلت : فأعله ابن خزيمة

بالوقف على الصحابة , و فيه نظر من وجهين : الأول : أن النضر بن إسماعيل ليس

خيرا من علي بن غراب , فقد قال فيه الحافظ في " التقريب " : " ليس بالقوي " . و

الآخر : أنه قد خالفه ابن المبارك , فقال البيهقي عقبه : " و كذلك رواه ابن

المبارك عن أبان بن عبد الله عن عدي بن ثابت , إلا أنه قال : " هكذا كان أصحاب

رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعلون برسول الله صلى الله عليه وسلم " . ذكره

أبو داود في " المراسيل " عن أبي توبة عن ابن المبارك " . و تعقبه ابن

التركماني في " الجوهر النقي " فقال : " قلت : هذا مسند , و ليس بمرسل لأن

الصحابة كلهم عدول فلا تضرهم الجهالة " . قلت : و هو كما قال لأن الظاهر أن

عديا تلقاه عن الصحابة , فهذه متابعة قوية من ابن المبارك لعلي بن غراب ترجح

رواية هذا على رواية النضر بن إسماعيل , و بذلك تندفع العلة بالوقف , و يتبين

أنه إسناد جيد , فإن رجاله عند أبي داود ثقات رجال الشيخين غير أبان بن عبد

الله و هو البجلي الكوفي , و هو حسن الحديث كما قال الذهبي في " الميزان " . و

قال الحافظ في " التقريب " : " صدوق , في حفظه لين " . و أبو توبة اسمه الربيع

بن نافع و هو شيخ أبي داود في " المراسيل " ( ق 4 / 2 ) , و قد تابعه وكيع ,

فقال : عن أبان بن عبد الله البجلي عن عدي بن ثابت قال : فذكره مرسلا , و قد

عرفت الجواب عنه . أخرجه ابن أبي شيبة في " المصنف " ( 2 / 117 - هندية ) . و

خالف الهيثم بن جميل فقال : حدثنا ابن المبارك عن أبان ابن تغلب عن عدي بن ثابت

عن أبيه قال : فذكره . أخرجه ابن ماجة ( 1 / 349 ) , و قال البوصيري في "

زوائده " ( ق 72 / 2 ) : " هذا إسناد رجاله ثقات , إلا أنه مرسل " . قلت : و

فيه أن الهيثم هذا مع كونه حافظا , فقد قال فيه ابن عدي : " يغلط على الثقات "

. فالظاهر أنه أخطأ على ابن المبارك في موضعين من إسناده , فقد ذكر أبان بن

تغلب مكان أبان بن عبد الله . و قال : عن عدي بن ثابت عن أبيه . فزاد عن أبيه .

و كل ذلك خطأ مخالف لرواية أبي توبة عن ابن المبارك , و رواية وكيع عن أبان بن

عبد الله .

ثانيا : قال محمد بن الفضيل بن عطية عن منصور عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله

ابن مسعود قال : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استوى على المنبر

استقبلناه بوجوهنا " . أخرجه الترمذي ( 509 ) و أبو يعلى في " مسنده " ( 3 /

1310 - 1311 ) و الطبراني في " المعجم الكبير " ( 9991 ) و تمام في " الفوائد "

( 11 / 2 ) و إسماعيل الصفار في " الثاني من حديثه " ( 7 / 2 ) و قال الترمذي :

" و في الباب عن ابن عمر , و محمد بن الفضل ذاهب الحديث , و العمل على هذا عند

أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم و غيرهم يستحبون استقبال الإمام

إذا خطب . و هو قول سفيان الثوري و الشافعي و أحمد و إسحاق , و لا يصح في هذا

الباب عن النبي صلى الله عليه وسلم شيء " . كذا قال , و فيه نظر لما تقدم من

حديث ابن المبارك , و للشاهد الآتي . و قوله : " ... عن ابن عمر " لم أره

مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فروى البيهقي بسنده عن أبي عمار ( الأصل :

أبي عامر ) : حدثنا الوليد بن مسلم أخبرني إسماعيل و غيره عن يحيى بن سعيد

الأنصاري قال : " السنة إذا قعد الإمام على المنبر يوم الجمعة يقبل عليه القوم

بوجوههم جميعا " . و بإسناده : حدثنا الوليد قال : فذكرت ذلك لليث بن سعد

فأخبرني عن ابن عجلان أنه أخبره عن نافع : " أن ابن عمر كان يفرغ من سبحته يوم

الجمعة قبل خروج الإمام , فإذا خرج لم يقعد الإمام حتى يستقبله " . قلت : و

هذا إسناده جيد , رجاله مترجمون في " التهذيب " إلى ابن عمار و اسمه الحسين بن

حريث المروزي , و ما في الأصل خطأ لعله من الطابع أو الناسخ , فإن الراوي عنه

إبراهيم بن محمد بن الحسن , و هو ابن متويه الأصبهاني , و هو مترجم ترجمة حسنة

في " طبقات الأصبهانيين " لأبي الشيخ و " أخبار أصبهان " لأبي نعيم , و هو من

شيوخ أبي الشيخ , فقد ذكره المزي في الرواة عن أبي عمار , كما ذكر هذا في

الرواة عن الوليد بن مسلم . و بالجملة , فهذا الأثر عن ابن عمر قوي الإسناد , و

هناك آثار أخرى كثيرة , أخرجها ابن أبي شيبة في " المصنف " , و كذا عبد الرزاق

في " مصنفه " ( 3 / 217 - 218 ) من ذلك عند ابن أبي شيبة عن المستمر بن الريان

قال : رأيت أنسا عند الباب الأول يوم الجمعة قد استقبل المنبر . قلت : و إسناده

صحيح على شرط مسلم . و إن مما لا شك فيه أن جريان العمل بهذا الحديث من الصحابة

و من بعدهم لدليل قوي على أن له أصلا أصيلا عن النبي صلى الله عليه وسلم , و

لاسيما أنه يشهد له قول أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : " جلس رسول الله

صلى الله عليه وسلم على المنبر و جلسنا حوله .. " . أخرجه البخاري ( 921 و 1465

و 2842 و 6427 ) و مسلم ( 3 / 101 - 102 ) و النسائي ( 1 / 360 ) و البيهقي ( 3

/ 198 ) وأحمد ( 3 / 26 و 91 ) من طريق عطاء بن يسار عنه به , و له عندهم تتمه

فيها : " إنما أخاف عليكم بعدي ما يفتح عليكم من زهرة الدنيا .. " الحديث . و

قد أخرجها دون موضع الشاهد الحميدي في " مسنده " ( 2 / 325 / 740 ) و أبو يعلى

( 1 / 340 ) و قد وقع معزوا في " صحيح الجامع الصغير و زيادته " ( 2313 ) تبعا

لأصله " الفتح الكبير " لـ ( هـ ) أي ابن ماجة و ما أظنه إلا وهما , فإنه لم

يعزه إليه الحافظ المزي في " التحفة " . ثم رأيته فيه ( برقم 4043 - الدكتور

الأعظمي ) من طريق أخرى عن أبي سعيد مختصرا . هذا و قد أورد البخاري الحديث في

" باب يستقبل الإمام القوم , و استقبال الناس الإمام إذا خطب , و استقبل ابن

عمر و أنس رضي الله عنهم الإمام " . ثم أسند تحته حديث أبي سعيد . قال الحافظ

في " الفتح " ( 2 / 402 ) : " و قد استنبط المصنف من الحديث مقصود الترجمة , و

وجه الدلالة منه أن جلوسهم حوله لسماع كلامه يقتضي نظرهم إليه غالبا , و لا

يعكر على ذلك ما تقدم من القيام في الخطبة لأن هذا محمول على أنه كان يتحدث و

هو جالس على مكان عال و هم جلوس أسفل منه , و إذا كان ذلك في غير حال الخطبة

كان حال خطبة أولى , لورود الأمر بالاستماع لها , و الإنصات عندها " . قال : "

من حكمة استقبالهم التهيؤ لسماع كلامه , و سلوك الأدب معه في استماع كلامه ,

فإذا استقبله بوجهه و أقبل عليه بجسده و بقلبه و حضور ذهنه كان أدعى لتفهم

موعظته , و موافقته فيما شرع له القيام لأجله " .

( تنبيه ) : تقدم في أثر أنس أن المستمر بن الريان رآه , فهذا يدل على أنه من

صغار التابعين , فهذا ينافي جعل الحافظ إياه في " التقريب " من الطبقة السادسة

, فحقه أن يجعله من الطبقة الخامسة لأنه يصدق عليه قوله في مقدمة " التقريب "

بعد أن ذكر طبقات التابعين : " الخامسة : الطبقة الصغرى منهم الذين رأوا الواحد

و الاثنين و لم يثبت لبعضهم السماع من الصحابة كالأعمش " . و لأنه لا يصدق عليه

قوله بعدها : " السادسة طبقة عاصروا الخامسة , لكن لم يثبت لهم لقاء أحد من

الصحابة , كابن جريج " . لا يقال : لعل الحافظ لم يقف على رؤية المستمر لأنس ,

لأننا نقول : قد ذكر ذلك هو نفسه في " التهذيب " , فلعله نسي ذلك . و الله أعلم

.

2081 " كان إذا كان صائما أمر رجلا فأوفى على نشز , فإذا قال : قد غابت الشمس أفطر "

.

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 118 :

أخرجه الحاكم ( 1 / 434 ) عن محمد بن أبي صفوان الثقفي حدثنا عبد الرحمن بن

مهدي حدثنا سفيان عن أبي حازم عن # سهل بن سعد # رضي الله عنه مرفوعا . و قال :

" صحيح على شرط الشيخين " , و وافقه الذهبي . و أقول : إنما هو صحيح فقط , فإن

الثقفي - و هو محمد بن عثمان بن أبي صفوان - لم يخرج له الشيخان شيئا و من فوقه

من رجال الشيخين , لكن ابن مهدي ليس من شيوخهما . قوله : ( نشز ) أي : مرتفع من

الأرض . قلت : و في الحديث اهتمامه صلى الله عليه وسلم بالتعجيل بالإفطار بعد

أن يتأكد صلى الله عليه وسلم من غروب الشمس , فيأمر من يعلو مكانا مرتفعا ,

فيخبره بغروب الشمس ليفطر صلى الله عليه وسلم , و ما ذلك منه إلا تحقيقا منه

لقوله صلى الله عليه وسلم : " لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر " . متفق عليه

, و هو مخرج في " الإرواء " ( 917 ) . و إن من المؤسف حقا أننا نرى الناس اليوم

, قد خالفوا السنة , فإن الكثيرين منهم يرون غروب الشمس بأعينهم , و مع ذلك لا

يفطرون حتى يسمعوا أذان البلد , جاهلين : أولا : أنه لا يؤذن فيه على رؤية

الغروب , و إنما على التوقيت الفلكي . و ثانيا : أن البلد الواحد قد يختلف

الغروب فيه من موضع إلى آخر بسبب الجبال و الوديان , فرأينا ناسا لا يفطرون و

قد رأوا الغروب ! و آخرين يفطرون و الشمس بادية لم تغرب لأنهم سمعوا الأذان ! و

الله المستعان !

2082 " كان إذا كان قبل التروية بيوم خطب الناس , فأخبرهم بمناسكهم " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 119 :

أخرجه الحاكم ( 1 / 461 ) و عنه البيهقي ( 5 / 111 ) عن أبي قرة عن موسى بن

عقبة عن نافع عن # ابن عمر # مرفوعا . و قال الحاكم : " صحيح الإسناد " ,

و وافقه الذهبي , و زاد : " تفرد به أبو قرة الزبيدي " . قلت : و هو ثقة و اسمه

موسى بن طارق اليماني . و تابعه عمرو بن مجمع عن موسى ابن عقبة به . أخرجه ابن

خزيمة في " صحيحه " ( ق 246 / 1 ) . و عمرو هذا ضعفوه كما قال الذهبي .

2083 " كان إذا مشى كأنه يتوكأ " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 119 :

رواه أبو داود ( 2 / 297 ) و الحاكم ( 4 / 281 ) و أبو الشيخ في " أخلاق النبي

صلى الله عليه وسلم " ( ص 98 ) و أبو العباس الأصم في " حديثه " ( ج 3 رقم 127

) عن حميد الطويل أنه سمع # أنس بن مالك # يقول : فذكره مرفوعا , و قال الحاكم

: " صحيح على شرط الشيخين " , و وافقه الذهبي , و هو كما قالا . و أخرجه ابن

سعد ( 1 / 413 ) من حديث حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس به , إلا أنه قال : " كان

إذا مشى تكفأ " . و سنده صحيح على شرط مسلم , و قد أخرجه في " صحيحه " ( 7 / 81

) و كذا أحمد ( 3 / 228 و 270 ) و الدارمي ( 1 / 31 ) وأبو الشيخ أيضا . و له

شاهد من حديث علي بلفظ : " كان إذا مشى تكفأ كأنما يمشي في صعد " . أخرجه ابن

سعد بسند حسن , و الترمذي في " الشمائل " ( ص 91 ) بلفظ : " كأنما ينحط من صبب

" .

2084 " كان إذا كان راكعا أو ساجدا , قال : سبحانك و بحمدك أستغفرك و أتوب إليك " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 120 :

أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ص ( 72 / 1 ) عن زيد بن أبي أنيسة عن حماد

عن أبي الضحى عن مسروق عن # عبد الله بن مسعود # مرفوعا . قلت : و هذا إسناد

حسن , رجاله موثقون على شرط مسلم غير أن حماد هذا - و هو ابن أبي سليمان كما في

ترجمة ابن أبي أنيسة من " التهذيب " ( 1 / 225 / 2 ) - فيه ضعف يسير كما يشعر

بذلك قول الحافظ في " التقريب " : " صدوق له أوهام " . و للحديث طريق أخرى ,

يرويه إسرائيل عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة عن عبد الله قال : " لما أنزل على

رسول الله صلى الله عليه وسلم *( إذا جاء نصر الله و الفتح )* <1> كان يكثر إذا

قرأها و ركع أن يقول : سبحانك اللهم ربنا و بحمدك , اللهم اغفر لي , إنك أنت

التواب الرحيم ( ثلاثا ) " . أخرجه أحمد ( 3683 , 3745 ) . قلت : و رجاله ثقات

رجال الشيخين غير أبي عبيدة , و هو ثقة لكنه لم يسمع من أبيه على الراجح كما

قال الحافظ . و قد صرح أبو إسحاق بسماعه من أبي عبيدة , في رواية شعبة عنه به

نحوه . أخرجه أحمد أيضا ( 3719 , 3891 ) .

-----------------------------------------------------------

[1] النصر : الآية 1 . اهـ .

2085 " كان إذا كره شيئا عرفناه في وجهه " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 121 :

أخرجه الطيالسي ( 2329 ) و عبد الله بن المبارك ( 676 ) و الشيخان في

" صحيحيهما " و البخاري في " الأدب المفرد " أيضا ( 599 ) و ابن سعد ( 1 / 368

) من حديث # أبي سعيد الخدري # . و له شاهد من حديث عمران بن الحصين مرفوعا به

. أخرجه أبو الشيخ في " أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم " ( ص 71 ) و ابن عدي (

ق 122 / 2 ) من طريق الخليل بن مرة عن قتادة عن أبي السوار عنه . و الخليل بن

مرة ضعيف . و له شاهد آخر من حديث أنس بلفظ : " ... رؤي ذلك في وجهه " . أخرجه

الطبراني في " الأوسط " كما في " الجامع الصغير " , و أخرجه البزار أيضا ( ص

241 ) بلفظ أبي سعيد المذكور . و رجاله ثقات .

2086 " كان إذا مشى لم يلتفت " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 121 :

أخرجه الحاكم ( 4 / 292 ) و ابن سعد ( 1 / 379 ) و ابن أبي حاتم في " العلل " (

2 / 248 ) من طريق عن عبد الجبار بن عمر الأيلي عن محمد بن المنكدر عن # جابر #

مرفوعا , و زاد الأخيران : " و كان ربما تعلق رداؤه بالشجرة أو بالشيء فلا

يلتفت , و كانوا يضحكون , و كانوا قد أمنوا التفاته " . و قال ابن أبي حاتم :

" قال أبي : هذا حديث منكر , و عبد الجبار ضعيف " . و قال الحاكم : " لا أعلم

أحد رواه عن محمد بن المنكدر غير عبد الجبار " . و قال الذهبي عقبه : " قلت :

عبد الجبار تالف " . و قال في " الضعفاء " : " ضعفوه " . و قال الحافظ : " ضعيف

" . لكن للحديث شاهد من رواية داود بن أبي هند : حدثني رجل عن ابن عباس مرفوعا

به و زاد : " و إذا مشى مشى مجتمعا ليس فيه كسل " . أخرجه ابن سعد ( 1 / 417 )

. قلت : و رجاله ثقات رجال مسلم غير الرجل , فإنه لم يسم . و عن عوف قال :

" كان لا يضحك إلا تبسما , و لا يلتفت إلا جميعا " . رواه ابن سعد ( 1 / 420 )

. قلت : و إسناده مرسل صحيح . و عن سعيد بن يزيد : أخبرنا أبو سليمان عن رجل عن

عائشة مرفوعا . أخرجه ابن سعد . و الرجل لم يسم . و أبو سليمان لم أعرفه .

و في حديث هند بن أبي هالة التميمي : " و إذا التفت التفت جميعا " . رواه ابن

سعد ( 1 / 422 ) و الترمذي و غيرهما .

2087 " كان إذا مشى مشى أصحابه أمامه , و تركوا ظهره للملائكة " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 123 :

أخرجه ابن ماجة ( 1 / 108 ) و الحاكم ( 4 / 281 ) عن سفيان عن الأسود بن قيس عن

نبيح العنزي عن # جابر بن عبد الله # مرفوعا . و قال الحاكم : " صحيح على شرط

الشيخين " . كذا قال ! و في " تلخيص الذهبي " : " صحيح " فقط . و هو الأقرب ,

فإن نبيحا هذا لم يخرج له الشيخان شيئا . و قد وثقه أبو زرعة و ابن حبان

و العجلي , و لذلك قال البوصيري في " الزوائد " ( 19 / 1 ) : " و إسناده صحيح ,

رجاله ثقات , رواه أحمد بن منيع في " مسنده " بلفظ : ( مشوا خلف النبي صلى الله

عليه وسلم فقال : امشوا أمامي , و خلوا ظهري للملائكة ) " . قلت : و قريب منه

رواية للحاكم بلفظ : " لا تمشوا بين يدي و لا خلفي , فإن هذا مقام الملائكة " .

أخرجه من طريق شعبة عن الأسود به . و هذا - كما ترى - فيه النهي عن المشي أمامه

أيضا بخلاف روايتي سفيان , فالمقصود منها المشي أمامه بمعنى عن يمينه و يساره ,

لا بمعنى الأمام المقابل للخلف . و الله أعلم .

2088 " كان إذا نزل الوحي عليه ثقل لذلك , و تحدر جبينه عرقا كأنه الجمان , و إن كان

في البرد " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 124 :

أخرجه أبو نعيم في " دلائل النبوة " ( 73 ) من طريق الطبراني حدثنا محمد بن

عثمان بن أبي شيبة قال حدثنا عقبة بن مكرم قال : حدثنا يونس بن بكير عن عثمان

ابن عبد الرحمن عن الزهري عن سهل بن سعد قال : سمعت # زيد بن ثابت # يقول :

فذكره . قلت : و هذا إسناد واه بمرة , عثمان بن عبد الرحمن هذا هو الزهري

القرشي الوقاصي , و هو كذاب . لكن الحديث أورده الهيثمي في " المجمع " ( 8 /

257 ) بنحوه , و قال : " رواه الطبراني بإسنادين , و رجال أحدهما ثقات " .

ثم تبين لي أن مدار الطريقتين على الوقاصي ! فقد أخرجه الطبراني في " المعجم

الكبير " ( 5 / 123 / 4787 ) بإسناده المتقدم من رواية أبي نعيم عنه , ثم قال

الطبراني : ( ح ) : و حدثنا محمد بن يحيى بن منده الأصبهاني : حدثنا أبو كريب ,

قالا ( يعني عقبة بن مكرم المتقدم في الإسناد الأول و أبا كريب هذا ) : حدثنا

يونس بن بكير ... و أخرج أبو نعيم أيضا من طريق الحسن عن حطان بن عبد الله

الرقاشي عن عبادة بن الصامت : " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا نزل

عليه الوحي كرب لذلك و ترهل له وجهه " . و للحديث شاهد قوي من حديث عائشة رضي

الله عنها في قصة الإفك . أخرجه أحمد ( 6 / 197 ) و الشيخان و غيرهما .

2089 " كان أرحم الناس بالعيال و الصبيان " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 125 :

رواه الرئيس عثمان بن محمد أبو عمرو في " حديثه " ( 208 / 1 ) عن عباس بن

الوليد قال : حدثنا وهيب عن أيوب عن عمرو بن سعيد عن # أنس بن مالك # مرفوعا .

قلت : و هذا إسناد صحيح , رجاله ثقات رجال مسلم غير عباس بن الوليد و هو صدوق .

و قد أخرجه أبو الشيخ في " أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم " ( ص 65 ) : أخبرنا

أبو يعلى : أخبرنا العباس النرسي به دون لفظة : " العيال " . و أخرجه مسلم ( 7

/ 76 ) من طريق إسماعيل بن علية عن أيوب بلفظ : " العيال " و دون لفظ :

" الصبيان " .

2090 " كانت أكثر أيمان رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا و مصرف القلوب " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 125 :

أخرجه ابن ماجة ( 1 / 644 ) عن عباد بن إسحاق عن ابن شهاب عن # سالم عن أبيه #

قال : فذكره . قلت : و هذا إسناد جيد , و رجاله ثقات على شرط مسلم غير أبي

إسحاق الشافعي إبراهيم بن محمد بن العباس شيخ ابن ماجة فيه , و هو ثقة .

2091 " كان أكثر دعائه : يا مقلب القلوب ! ثبت قلبي على دينك . فقيل له في ذلك .

فقال : إنه ليس آدمي إلا و قلبه بين إصبعين من أصابع الله , فمن شاء أقام و من

شاء أزاغ " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 126 :

أخرجه الترمذي ( 3517 ) و ابن أبي شيبة في " الإيمان " ( رقم 56 - بتحقيقي )

و أحمد ( 6 / 302 , 315 ) عن شهر بن حوشب قال : " قلت # لأم سلمة # : يا أم

المؤمنين ! ما كان أكثر دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان عندك ?

قالت : ... " فذكره . و قال الترمذي : " حديث حسن " . قلت : يعني لغيره , و هو

كما قال أو أعلى لأن شهرا هذا و إن كان سيء الحفظ , فحديثه هذا له شواهد تقويه

. منها ما روى الحسن أن عائشة قالت : " دعوات كان رسول الله صلى الله عليه وسلم

يكثر يدعو بها ... " فذكره . أخرجه أحمد ( 6 / 91 ) . و رجاله ثقات رجال مسلم

غير أن الحسن - و هو البصري - لم يسمع من عائشة . و قد تابعه علي بن زيد عن أم

محمد عن عائشة به نحوه . أخرجه ابن أبي شيبة ( رقم 57 ) . و علي بن زيد - و هو

ابن جدعان - سيء الحفظ أيضا . و أم محمد - و هي زوجة أبيه - لا تعرف . و منها

عن النواس بن سمعان الكلابي مرفوعا نحوه . أخرجه ابن ماجة ( 1 / 77 ) و أحمد (

4 / 182 ) . و إسناده صحيح .

2092 " كان بابه يقرع بالأظافير " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 127 :

أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ( 1080 ) و في " التاريخ " ( 1 / 1 / 228 )

و أبو نعيم في " أخبار أصفهان " ( 2 / 110 و 365 ) عن أبي بكر بن عبد الله

الأصفهاني عن محمد بن مالك بن المنتصر عن # أنس بن مالك # مرفوعا . قلت : و هذا

إسناد ضعيف , ابن المنتصر و أبو بكر الأصفهاني مجهولان . و له شاهد من حديث

كيسان مولى هشام بن حسن عن محمد بن سيرين عن المغيرة بن شعبة قال : فذكره .

أخرجه الحاكم في " معرفة علوم الحديث " ( ص 19 ) عن محمد بن أحمد الزيبقي حدثنا

زكريا بن يحيى المنقري حدثنا الأصمعي حدثنا كيسان ... و كيسان هذا قال ابن أبي

حاتم ( 3 / 2 / 166 ) : " روى عن محمد بن سيرين . روى عنه أبو نعيم و مسلم بن

إبراهيم " . قلت : و عنه الأصمعي أيضا كما في هذه الرواية , فهو مجهول الحال ,

فهو على شرط ابن حبان . فلعله أورده في " ثقاته " ثم رأيته فيه ( 7 / 358 ) . و

أما الزبيقي , فأورده السمعاني في هذه النسبة , و قال : " حدث عن يحيى بن أبي

طالب روى عنه القاضي أبو عمر بن أثيافا البصري " . ثم وجدت له طريقا أخرى عن

أنس يرويه ضرار بن صرد : حدثنا المطلب بن زياد عن عمرو بن سويد عن أنس . أخرجه

البزار ( 2008 - كشف الأستار ) : حدثنا حميد بن الربيع حدثنا ضرار بن صرد به .

قلت : و ضرار , قال الحافظ : " صدوق له أوهام و خطأ " . و به أعله الهيثمي في "

المجمع " ( 8 / 43 ) , و قلده الأعظمي ! و إعلاله بحميد بن الربيع أولى , فإنه

مختلف فيه , و قد أتهمه بعضهم , فراجع " اللسان " إن شئت . و عمرو بن سويد لم

أعرفه . ثم تبينت أنه محرف , و أن الصواب عمير بن سويد , أورده ابن حبان في "

الضعفاء " ( 2 / 198 ) و ضعفه , و ساق له هذا الحديث من طريق حميد أيضا , و قال

الذهبي عقبه : " و حميد ذو مناكير " .

2093 " كان خاتم النبوة في ظهره بضعة ناشزة " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 128 :

أخرجه الترمذي في " الشمائل " ( ص 40 ) عن بشر بن الوضاح أنبأنا أبو عقيل

الدورقي عن أبي نضرة العوقي قال : سألت # أبا سعيد الخدري # عن خاتم رسول الله

صلى الله عليه وسلم : فذكره . قلت : و هذا إسناد صحيح , رجاله ثقات رجال مسلم

غير بشر بن وضاح و هو صدوق . و العوقي بفتح المهملة و الواو ثم قاف , و وقع في

الأصل بالفاء و هو خطأ شائع . و قد تابعه عتاب البكري قال : " كنا نجالس أبا

سعيد الخدري بالمدينة , فسألته عن خاتم رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان

بين كتفيه ? فقال بإصبعه السبابة : هكذا : لحم ناشز بين كتفيه صلى الله عليه

وسلم " . أخرجه أحمد في " مسنده " ( 3 / 69 ) عن أبي ليلى عبد الله بن ميسرة

الخراساني عن عتاب البكري . قلت : و هذا إسناد ضعيف , عتاب البكري أورده ابن

أبي حاتم ( 3 / 2 / 12 ) و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا , و لم يذكره ابن حجر

في " التعجيل " و هو على شرطه . و روى مسلم ( 7 / 86 ) و الترمذي أيضا و ابن

سعد ( 1 / 425 ) و الطبراني ( 3 / 94 / 2 و 98 / 1 ) من طرق عن سماك بن حرب عن

جابر بن سمرة قال : " رأيت الخاتم بين كتفي رسول الله صلى الله عليه وسلم غدة

حمراء مثل بيضة الحمامة " .

2094 " كان رحيما و كان لا يأتيه أحد إلا وعده و أنجز له إن كان عنده " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 129 :

أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ( 278 ) و في " التاريخ " ( 2 / 2 / 211 )

عن سحامة بن عبد الرحمن بن الأصم قال : سمعت # أنس بن مالك # يقول " ( فذكره )

" و جاءه أعرابي فأخذ بثوبه فقال : إنما بقي من حاجتي يسيرة , و أخاف أنساها .

فقام معه حتى فرغ من حاجته , ثم أقبل فصلى " . قلت : و هذا إسناد حسن , رجاله

ثقات رجال البخاري غير سحامة هذا , ذكره ابن حبان في " الثقات " و قد روى عنه

جمع من الثقات . و قال الحافظ : " مقبول " . و هذا في رأيي تقصير , و عهدي به

يقول في مثله في كثير من الأحيان : " صدوق " , و هذا هو الأولى لأنه تابعي موثق

. و لطرفه الأول طريق أخرى , فقال الطيالسي في " مسنده " ( 2432 - ترتيبه ) :

حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن أنس به , و زاد : " بالعيال " . قلت : و هذا

إسناد صحيح , رجاله رجال الشيخين , و قول ابن حبان في " الثقات " : " قيل : إنه

سمع من أنس , و لا يصح ذلك عندي " . فلا يعله بالانقطاع لأن الحافظ قد جزم في "

التهذيب " بأنه رأى أنسا , و سنه يساعده على ذلك , فقد كان عمره حين مات أنس

نحوا من خمس و عشرين سنة , ثم هو لم يعرف بتدليس , فروايته عنه محمولة على

الاتصال عند الجمهور . و الله أعلم . و له شاهد من حديث مالك بن الحويرث مرفوعا

بلفظ : " كان رحيما رفيقا " . أخرجه الشيخان و غيرهما .

2095 " كان شبح الذراعين , أهدب أشفار العينين , بعيد ما بين المنكبين , يقبل جميعا

و يدبر جميعا , لم يكن فاحشا و لا متفحشا و لا صخابا في الأسواق " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 130 :

أخرجه الطيالسي ( 2413 - ترتيبه ) و أحمد ( 2 / 328 و 448 ) و ابن سعد ( 1 /

414 ) و البيهقي ( 1 / 181 ) عن ابن أبي ذئب عن صالح مولى التوأمة عن # أبي

هريرة # مرفوعا . قلت : و هذا إسناد جيد , فإن صالحا هذا قال الحافظ : " صدوق ,

اختلط بآخره , فقال ابن عدي : لا بأس برواية القدماء عنه كابن أبي ذئب و ابن

جريج " .

2096 " كان شيبه نحو عشرين شعرة " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 130 :

أخرجه الترمذي في " الشمائل " ( ص 39 - مختصره ) و ابن ماجة ( 2 / 383 ) و أحمد

( 2 / 90 ) و أبو الشيخ ( ص 309 ) عن شريك عن عبيد الله عن نافع عن # ابن عمر #

مرفوعا . قلت : و هذا إسناد جيد في الشواهد , رجاله ثقات رجال الشيخين غير شريك

و هو ابن عبد الله القاضي , فقد أخرج له مسلم متابعة . و يشهد له حديث حميد قال

: " سئل أنس بن مالك : أخضب رسول الله صلى الله عليه وسلم ? قال : إنه لم ير من

الشيب إلا نحو سبعة عشر أو عشرين شعرة في مقدم لحيته " . أخرجه ابن ماجة أيضا و

أحمد ( 3 / 108 ) و ابن سعد ( 1 / 431 ) . قلت : و إسناده صحيح على شرط الشيخين

. و رواه ثابت قال : قيل لأنس : هل شاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ? فقال :

ما شانه الله بالشيب , ما كان في رأسه و لحيته إلا سبع عشرة أو ثماني عشرة .

أخرجه ابن سعد بسند صحيح على شرط مسلم , و كذلك صححه الحاكم ( 2 / 608 ) . و عن

ربيعة بن أبي عبد الرحمن أنه سمع أنس بن مالك يقول : " توفي رسول الله صلى الله

عليه وسلم و ليس في رأسه و لحيته عشرون شعرة بيضاء " . أخرجه الشيخان و غيرهما

كما في " مختصر الشمائل " ( رقم 1 ) .

2097 " كان كلامه كلاما فصلا يفهمه كل من سمعه " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 131 :

أخرجه أبو داود ( 2 / 293 ) و النسائي في " عمل اليوم و الليلة " ( 412 و 413 )

و أحمد ( 6 / 138 ) عن سفيان عن أسامة عن الزهري عن عروة عن # عائشة # مرفوعا .

و أخرجه ابن سعد ( 1 / 375 ) و أحمد أيضا ( 6 / 257 ) من طريق روح بن عبادة :

أخبرنا أسامة بن زيد به نحوه . قلت : و هذا إسناد حسن , رجاله ثقات رجال مسلم

غير أن أسامة بن زيد - و هو الليثي - فيه ضعف من قبل حفظه , قال الحافظ : "

صدوق يهم " . و الحديث عزاه الحافظ العراقي في " تخريج الإحياء " ( 2 / 324 )

للنسائي فقط في " عمل اليوم و الليلة " و حسنه .

2098 " كان له حمار يقال له : عفير " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 132 :

أخرجه الطحاوي في " مشكل الآثار " ( 1 / 478 ) و ابن سعد في " الطبقات " ( 1 /

492 ) و الطبراني في " الكبير " ( 3 / 71 / 1 ) من طريق يزيد بن عطاء أبي إسحاق

الهمداني عن # أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود عن أبيه # مرفوعا . قلت : و هذا

إسناد ضعيف منقطع . أبو عبيدة لم يسمع من أبيه . و يزيد بن عطاء - و هو اليشكري

- لين الحديث كما في التقريب " . لكن يشهد له حديث سلمة بن الفضل : حدثني محمد

بن إسحاق عن يزيد بن أبي حبيب عن مرثد بن عبد الله اليزني عن عبد الله بن زرير

الغافقي عن علي بن أبي طالب : " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يركب

حمارا اسمه عفير " . أخرجه أحمد ( رقم 886 ) . و إسناده ضعيف لعنعنة ابن إسحاق

, و ضعف سلمة بن الفضل , قال الحافظ : " صدوق كثير الغلط " . و أما الشيخ أحمد

شاكر فقال في تعليقه على " المسند " : " إسناده صحيح " ! قلت : و ذلك من تساهله

الذي عرف به , و لاسيما بالنسبة لتمشيته لعنعنة ابن إسحاق و عدم تفريقه بين

حديثه المعنعن و حديثه الذي صرح فيه بالسماع , على خلاف ما عليه العلماء . نعم

الحديث حسن بمجموع الطريقين . و الله أعلم . ثم وجدت للحديث طريقا أخرى عن علي

و في إسناده ضعف بينته في الكتاب الآخر ( 4227 ) بلفظ : " كان فرسه يقال له ...

و حماره عفير ... " . فهو به صحيح . و الله أعلم . ثم روى ابن سعد بإسنادين

مرسلين صحيحين : " أن اسم حمار النبي صلى الله عليه وسلم اليعفور " . و الله

أعلم .

2099 " كان له خرقة يتنشف بها بعد الوضوء " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 133 :

و له طريقان : الأول : عن # عائشة # أخرجه الترمذي ( 1 / 74 ) و ابن عدي ( 154

/ 1 ) و الحاكم ( 1 / 154 ) و البيهقي ( 1 / 185 ) عن زيد بن الحباب عن أبي

معاذ عن الزهري عن عروة عنها . و قال البغوي في " شرح السنة " (‏1 / 37 / 2 ) :

" و إسناده ضعيف " . و قال الحاكم : " أبو معاذ هذا هو الفضيل بن ميسرة بصري ,

روى عنه يحيى بن سعيد , و أثنى عليه " . قلت : و أقره الذهبي . و فيه نظر ,

بينه قوله الترمذي عقبه : " حديث عائشة ليس بالقائم , و لا يصح عن النبي صلى

الله عليه وسلم في هذا الباب شيء , و أبو معاذ يقولون : هو سليمان بن أرقم و هو

ضعيف عند أهل الحديث " . قلت : و هذا هو الصواب , أن أبا معاذ هذا هو سليمان بن

أرقم , و ليس هو - كما قال الحاكم - الفضيل بن ميسرة , و يؤيد ذلك أمران :

الأول : أن ابن أرقم هو الذي ذكروا في ترجمته أنه روى عن الزهري , و عنه زيد بن

الحباب . لم يذكروا ذلك في ترجمة ابن ميسرة . و الآخر : أن ابن عدي إنما أورده

في ترجمة سليمان بن أرقم و لذلك جزم البيهقي بأنه هو , و قال : " و هو متروك "

. ثم ساق الطريق الثاني و هو : الثاني : عن # أبي بكر الصديق # , أخرجه ابن

عليك النيسابوري في " الفوائد " ( 239 / 1 ) و البيهقي عن أبي العيناء محمد بن

القاسم حدثنا أبو زيد سعيد بن أوس حدثنا أبو عمرو بن العلاء عن أنس بن مالك عنه

. قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا , أبو العيناء هذا اعترف بأنه وضع هو و الجاحظ

حديث فدك ! و ضعفه الدارقطني , و قال البيهقي : " إسناده غير قوي , و إنما رواه

أبو عمرو بن العلاء عن إياس بن جعفر أن رجلا حدثه " فذكر الحديث . و ساق سنده

من طريق عبد الوارث عن أبي عمرو بن العلاء به مرسلا , و قال : " و هذا هو

المحفوظ من حديث عبد الوارث " . ثم رواه من طريق أبي معمر عبد الله بن عمرو قال

: سألت عبد الوارث عن حديث عبد العزيز بن صهيب عن أنس أن النبي صلى الله عليه

وسلم كان له منديل أو خرقة فإذا توضأ مسح وجهه ? فقال : كان في قطينة فأخذه ابن

علية فلست أرويه . قال البيهقي : " و هذا لو رواه عبد الوارث عن عبد العزيز عن

أنس لكان إسنادا صحيحا إلا أنه امتنع من روايته و يحتمل أنه إنما كان عنده

بالإسناد الأول . و الله أعلم " . و حديث عبد الوارث عن عبد العزيز , أورده ابن

أبي حاتم في " العلل " ( 1 / 19 ) و أعله بالوقف , فقال : " قال أبي : إني رأيت

في بعض الروايات عن عبد العزيز أنه كان لأنس بن مالك خرقة . و موقوف أشبه , و

لا يحتمل أن يكون مسندا " . و للحديث شاهد من رواية رشدين بن سعد عن عبد الرحمن

بن زياد بن أنعم عن عتبة بن حميد عن عبادة بن نسي عن عبد الرحمن بن غنم عن معاذ

بن جبل قال : " رأيت النبي صلى الله عليه وسلم إذا توضأ مسح وجهه بطرف ثوبه " .

أخرجه الترمذي ( 1 / 75 - 76 ) و البيهقي ( 1 / 236 ) و قال : " و إسناده ليس

بالقوي " . و بين علته الترمذي فقال : " حديث غريب و إسناده ضعيف , و رشدين بن

سعد و عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الإفريقي يضعفان في الحديث " . قلت : و

ضعفهما إنما هو من قبل حفظهما , و ليس لتهمة في ذاتهما , فمثلهما يستشهد

بحديثهما , فالحديث حسن عندي بمجموع طرقه , و قد أغرب الشيخ أحمد شاكر فصحح

إسناد حديث عائشة , ذهابا منه إلى موافقة الحاكم على أن أبا معاذ هو الفضيل بن

ميسرة , و قد عرفت خطأه في ذلك و كذلك حسن حديث معاذ بن جبل , خلافا للترمذي و

البيهقي , و ذلك تساهل منه غير محمود . و الله أعلم .

2100 " كان لواء رسول الله صلى الله عليه وسلم أبيض , و رايته سوداء " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 136 :

أخرجه الترمذي ( رقم 1681 ) و ابن ماجة ( 2 / 189 ) و الحاكم ( 2 / 105 ) و

الخطيب في " التاريخ " ( 14 / 332 ) عن يحيى بن إسحاق السيلحيني حدثنا يزيد بن

حيان أخبرني أبو مجلز لاحق بن حميد عن # ابن عباس # مرفوعا . و قال الترمذي : "

حديث حسن غريب " . و أقول : بل هو حسن لغيره , فابن حيان هذا - و هو أخو مقاتل

بن حيان - صدوق يخطىء , كما قال الحافظ , و قال الذهبي في " التلخيص " متعقبا

على الحاكم , و قد ذكره شاهدا : " قلت : يزيد ضعيف " . و شاهد الحديث ما رواه

شريك عن عمار الدهني عن أبي الزبير عن جابر رضي الله عنه : " أن النبي صلى الله

عليه وسلم دخل مكة يوم الفتح و لواؤه أبيض " . أخرجه أبو داود ( 1 / 405 ) و

النسائي ( 2 / 30 ) و ابن ماجة و الترمذي أيضا ( 1679 ) و الحاكم و قال : "

صحيح على شرط مسلم " . قلت : و بيض له الذهبي , أو هكذا وقع في " تلخيصه " , و

فيما قاله الحاكم نظر , فإن شريكا - و هو ابن عبد الله القاضي - لم يحتج به

مسلم , و إنما روى له مقرونا بغيره أو متابعة , ثم هو إلى ذلك سيء الحفظ , فهو

حسن الحديث في الشواهد كما هنا , فإنه يشهد للشطر الأول من الحديث . و يشهد

للشطر الثاني منه حديث أبي يعقوب الثقفي حدثني يونس بن عبيد - مولى محمد بن

القاسم - قال : بعثني محمد بن القاسم إلى البراء بن عازب يسأله عن راية رسول

الله صلى الله عليه وسلم ما كانت ? فقال : " كانت سوداء مربعة من نمرة " .

أخرجه أبو داود و الترمذي ( 1680 ) و أحمد ( 4 / 297 ) , و قال الترمذي : "

حديث حسن غريب " . و أقول : إنما هو حسن لغيره لأن يونس بن عبيد المولى مجهول .

و أبو يعقوب - و اسمه إسحاق بن إبراهيم - ضعيف . و له شاهد آخر من رواية عاصم

عن الحارث بن حسان قال : " قدمت المدينة , فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم

قائما على المنبر , و بلال قائم بين يديه , متقلد سيفا , و إذا راية سوداء ,

فقلت : من هذا ? قالوا : هذا عمرو بن العاص قدم من غزاة " . أخرجه ابن ماجة

أيضا , و أحمد ( 3 / 481 ) من طريق أبي بكر بن عياش عن عاصم بن أبي النجود به .

و في رواية لأحمد من طريق سلام بن سليمان النحوي أبي المنذر حدثنا عاصم بن أبي

النجود عن أبي وائل عن الحارث به . فأدخل بينهما أبا وائل . و كذلك أخرجه

الترمذي ( 3269 و 3270 ) , و سكت عنه . قلت : و إسناده حسن , على الرواية

الأخرى و هي الصحيح , كما قال الحافظ في " التهذيب " .

💦💦

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مناظرة ابن تيمية العلنية لدجاجلة البطائحية الرفاعية

  مناظرة ابن تيمية العلنية لدجاجلة البطائحية الرفاعية ( وهي من أعظم ما تصدى له وقام به شيخ الإسلام تقي الدين أحمد بن تيمية قدس الله روحه م...