حذف 12. صفحة من مدونتي

12. صفحة تحذفهم با مفتري حسبي الله ونعم الوكيل

Translate

الاثنين، 4 مارس 2024

ج21.وج22.سلسلة الاحاديث الصحيحة للألباني{ ج1.من 2101 الي2200. ثم ج2.من 2201 الي2300. }

 

💦💦💦💦💦💦💦💦💦💦💦

الأحاديث من 2101 إلى 2200*

2101 " كان له ملحفة مصبوغة بالورس و الزعفران يدور بها على نسائه , فإذا كانت ليلة

هذه رشتها بالماء و إذا كانت ليلة هذه رشتها بالماء , و إذا كانت ليلة هذه

رشتها بالماء " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 137 :

أخرجه الخطيب البغدادي في " تاريخه " ( 13 / 320 ) عن مؤمل بن إسماعيل حدثنا

عمارة بن زاذان عن ثابت عن # أنس # قال : فذكره مرفوعا . قلت : و هذا إسناد

ضعيف , عمارة بن زاذان صدوق كثير الخطأ . و مؤمل بن إسماعيل صدوق سيء الحفظ كما

في " التقريب " . لكن للحديث شاهد قوي مرسل من رواية هشام بن حسان عن بكر بن

عبد الله المزني قال : " كانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ملحفة مورسة فإذا

دار على نسائه رشها بالماء " . أخرجه ابن سعد ( 1 / 451 ) . قلت : و هذا إسناد

مرسل صحيح . و لعل المزني تلقاه عن أنس فإنه كثير الرواية عنه و قد رواه أبو

الشيخ في " أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم " ( ص 169 ) من طريق عثمان بن حفص

أخبرنا سلام بن أبي خبزة أخبرنا ثابت عنه . و ابن أبي خبزة متروك , و قد ذكره

الذهبي في " المشتبه " في ( الحاء ) و ذكر أنه " خبزة " تأنيث الخبز . و عثمان

بن حفص الظاهر أنه الزرقي , قال البخاري : " في إسناده نظر " . و وثقه ابن حبان

و ابن عبد البر , فالعمدة على المرسل مع الوصول قبله .

2102 " كان مما يقول للخادم : ألك حاجة ? قال : حتى كان ذات يوم فقال : يا رسول الله

! حاجتي . قال : و ما حاجتك ? قال : حاجتي أن تشفع لي يوم القيامة . قال : و من

دلك على هذا ? قال : ربي . قال : أما لا , فأعني بكثرة السجود " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 138 :

أخرجه أحمد في " مسنده " ( 3 / 500 ) عن خالد - يعني : الواسطي - قال : حدثنا

عمرو بن يحيى الأنصاري عن # زياد بن أبي زياد مولى بني مخزوم عن خادم للنبي

صلى الله عليه وسلم رجل أو امرأة # قال : فذكره . قلت : و هذا إسناد صحيح على

شرط مسلم .

2103 " كان وسادته التي ينام عليها بالليل من أدم حشوها ليف " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 139 :

أخرجه أبو داود ( رقم 4146 ) و الترمذي ( 1 / 326 - 327 ) و في " الشمائل " ( ص

188 ) و أبو الشيخ في " أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم ( ص 166 ) و أحمد في

" مسنده " ( 6 / 48 ) من طرق عن هشام بن عروة عن أبيه عنها به . و قال الترمذي

: " حديث حسن صحيح " . قلت : و هو صحيح على شرط الشيخين و قد أخرجه البخاري

مختصرا ( 4 / 221 ) و كذا ابن ماجة ( 4151 ) و هو رواية لأبي داود ( 4147 ) و

أبي الشيخ و أحمد ( 6 / 56 , 73 , 108 , 207 , 212 ) .

2104 " ما رئي رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل متكئا قط , و لا يطأ عقبه رجلان "

.

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 139 :

أخرجه أبو داود ( 2 / 140 ) و أحمد ( 2 / 165 و 167 ) و ابن سعد ( 1 / 380 )

و أبو الشيخ في " أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم " ( ص 213 ) عن حماد بن سلمة

عن ثابت البناني عن # شعيب بن عبد الله بن عمرو عن أبيه # قال : فذكره . و في

رواية لأحمد : " ما رأيت رسول الله .. " . قلت : و هذا إسناد جيد , فإن شعيبا

هنا جده عبد الله بن عمرو بن العاص , و اسم أبيه محمد , فقد رواه سليمان بن

المغيرة حدثنا ثابت البناني عن شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو عن عبد الله

بن عمرو قال : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكره أن يطأ أحد عقبه , و

لكن يمين و شمال " . رواه الحاكم , و قد مضى ( 1239 ) .

2105 " كان له قصعة يقال لها : الغراء , يحملها أربعة رجال " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 140 :

أخرجه أبو داود ( أطعمة 17 ) و أبو الشيخ في " أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم

" ( ص 215 ) و ابن عساكر في " التاريخ " ( 1 / 379 ) عن عمرو بن عثمان : أخبرنا

محمد بن عبد الرحمن بن عرق قال : سمعت # عبد الله بن بسر # يقول : فذكره .

قلت : و إسناده صحيح , رجاله كلهم ثقات . و تابعه يحيى بن سعيد القطان عن محمد

ابن عبد الرحمن الرحبي به مختصرا بلفظ : " كان له جفنة لها أربع حلق " . أخرجه

أبو الشيخ من طرق عن محمد بن مصفى : أخبرنا يحيى بن سعيد القطان . قلت : و هذا

إسناد حسن , محمد بن مصفى صدوق له أوهام كما في " التقريب " و سائر رجاله ثقات

و هو بمعنى الطريق الأولى أي : يحملها أربعة رجال من أربع حلق . و الله أعلم .

2106 " كان لا يجد ما يملأ بطنه من الدقل , و هو جائع " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 140 :

أخرجه الحاكم ( 4 / 324 ) عن قيس بن أنيف : حدثنا قتيبة حدثنا أبو عوانة عن

سماك عن # النعمان بن بشير # , قال سماك : سمعت النعمان - و هو على المنبر -

يقول : فذكره , و قال : " صحيح على شرط مسلم " , و وافقه الذهبي . قلت : و

رجاله كلهم ثقات من رجال مسلم غير قيس بن أنيف , فلم أعرفه و هو قيس بن أبي قيس

البخاري , فقد ذكره المزي في الرواة عن قتيبة و هو ابن سعيد . و لم أجد له

ترجمة أيضا و من طبقته قيس بن مسلم بن منصور الأزرق البخاري , ترجمه الخطيب في

" تاريخه " ( 12 / 463 ) و ذكر أنه حدث ببغداد عن علي بن حجر و غيره . روى عنه

محمد بن مخلد و الطبراني و غيرهما , و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . قلت :

فيحتمل أنه هو راوي هذا الحديث , و يكون اسم أبيه مسلم , و كنيته أبو قيس و أما

أنيف في " المستدرك " فلعله محرف من ابن أبي قيس , و الله أعلم , فإن فيه كثيرا

من التحريف و التصحيف . لكن رأيت له حديثا آخر قد عزوته في " صحيح الترغيب " (

1 / 227 / 564 ) للحاكم من طريق ابن أنيف هذا و صححه . و قال الذهبي : " إسناده

صالح " . فالله أعلم . و أيا ما كان , فهو لم يتفرد بالحديث , فقد أخرجه أبو

الشيخ في " أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم " ( ص 297 - 298 ) من طريقين آخرين

عن أبي عوانة به . و مسلم ( 8 / 220 ) و الترمذي ( 2373 ) و أحمد ( 4 / 268 )

من طرق أخر عن سماك بن حرب به نحوه . و قال الترمذي : " حديث صحيح " . و خالفهم

شعبة فقال : عن سماك عن النعمان بن بشير عن عمر قال : فذكره , فجعله من مسند

عمر , و هو شاذ عندي , و الصواب أنه من مسند النعمان كما رواه الجماعة . و

أخرجه ابن ماجة ( 2 / 536 ) و أحمد ( 1 / 24 ) عن شعبة به .

2107 " كان لا يدفع عنه الناس , و لا يضربوا عنه " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 142 :

أخرجه الطبراني في " الكبير " ( 3 / 90 / 1 ) عن حماد بن سلمة عن أبي عاصم

الغنوي عن أبي الطفيل عن # ابن عباس # مرفوعا . قلت : و هذا إسناد رجاله ثقات

رجال مسلم غير أبي عاصم هذا , فقال أبو حاتم : " لا أعرفه , و لا حدث عنه سوى

حماد " . و قال ابن معين : " ثقة " . و من طريقه أخرجه أبو داود ( 1885 ) و

أحمد ( 3707 ) . و الحديث صحيح لأن له شاهدا من حديث قدامة بن عبد الله بن عمار

نحوه بإسناد صحيح عنه مخرج في " المشكاة " ( 2623 ) و أخرجه أبو الشيخ أيضا في

" أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم " ( ص 61 ) .

2108 " كان لا يراجع بعد ثلاث " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 142 :

عزاه السيوطي لابن قانع عن زياد بن سعد , و قال المناوي : " قال ابن الأثير :

كذا جعله ابن قانع من الصحابة , و المشهور بالصحبة أبوه و جده . ذكره الأندلسي

" . قلت : و يشهد له ما روى عبد الله بن محمد بن أبي يحيى عن أبيه عن ابن أبي

حدرد الأسلمي : " أنه كان ليهودي عليه أربعة دراهم , فاستعدى عليه , فقال : يا

محمد ! إن لي على هذا أربعة درهم , و قد غلبني عليها , فقال : أعطه حقه , قال :

والذي بعثك بالحق ما أقدر عليها , قال : أعطه حقه , قال : و الذي نفسي بيده ما

أقدر عليها , قد أخبرته أنك تبعثنا إلى خيبر , فأرجو أن تغنمنا شيئا , فأرجع

فأقضيه , قال أعطه حقه , قال : و كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قال ثلاثا

لم يراجع , فخرج به بن أبي حدرد إلى السوق , و على رأسه عصابة , و هو متزر ببرد

, فنزع العمامة عن رأسه فاتزر بها , و نزع البردة , فقال : اشتر مني هذه البردة

فباعها بأربعة الدراهم , فمرت عجوز , فقالت : ما لك يا صاحب رسول الله صلى الله

عليه وسلم ? فأخبرها , فقالت : ها , دونك هذا , ببرد طرحته عليه " . أخرجه أحمد

( 3 / 423 ) . قلت : و هذا إسناد جيد , رجاله ثقات , و ابن أبي حدرد اسمه عبد

الله و له صحبة كما قال ابن أبي حاتم ( 2 / 2 / 38 ) . و نقل المناوي عن

العراقي أنه حسنه .

2109 " كان لا يسأل شيئا إلا أعطاه , أو سكت " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 143 :

أخرجه الحاكم ( 2 / 130 ) عن الحارث بن أبي أسامة : حدثنا روح بن عبادة حدثنا

حماد بن سلمة عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن # أنس بن مالك # رضي الله

عنه : " أن هوازن جاءت يوم حنين بالنساء و الصبيان و الإبل و الغنم , فصفوهم

صفوفا ليكثروا على رسول الله صلى الله عليه وسلم , فالتقى المسلمون و المشركون

, فولى المسلمون مدبرين كما قال الله تعالى , فقال رسول الله صلى الله عليه

وسلم : أنا عبد الله رسوله , و قال : يا معشر الأنصار ! أنا عبد الله و رسوله ,

فهزم الله المشركين و لم يطعن برمح و لم يضرب بسيف , فقال النبي صلى الله عليه

وسلم يومئذ : من قتل كافرا فله سلبه , فقتل أبو قتادة يومئذ عشرين رجلا , و أخذ

أسلابهم , فقال أبو قتادة : يا رسول الله ! ضربت رجلا على حبل العاتق , و عليه

درع له , فأعجلت عنه أن آخذ سلبه , فانظر من هو يا رسول الله ? فقال رجل : يا

رسول الله ! أنا أخذتها , فأرضه منها , فأعطنيها ! فسكت النبي صلى الله عليه

وسلم , و كان لا ( فذكره ) فقال عمر : لا والله , لا يفيئ الله على أسد من أسده

و يعطيكها ! فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم " . و قال : " صحيح على شرط

مسلم " , و وافقه الذهبي . قلت : و هو كما قالا . و أخرجه أبو الشيخ في " أخلاق

النبي صلى الله عليه وسلم " ( ص 52 ) مختصرا بلفظ الترجمة دون قوله : " أو سكت

" من طريق ابن مبارك عن حماد بن سلمة به . و كذلك أخرجه مسلم ( 7 / 74 - 75 )

من طريق يزيد بن هارون عن حماد به نحوه . و هو و البيهقي ( 1 / 243 ) من طريق

موسى بن أنس عن أبيه قال : " ما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم على الإسلام

شيئا إلا أعطاه " . ثم أخرجه أبو الشيخ من حديث جابر و عائشة و أبي أسيد نحوه .

و أخرجه الطيالسي ( 2437 - ترتيبه ) و الدارمي ( 1 / 34 ) و مسلم و ابن سعد ( 1

/ 368 ) عن جابر . و الدارمي عن سهل بن سعد . و أحمد ( 3 / 497 ) عن أبي أسيد .

و أخرج ابن سعد بسند جيد عن محمد بن الحنفية قال : " كان رسول الله صلى الله

عليه وسلم لا يكاد يقول لشيء : لا , فإذا هو سئل , فأراد أن يفعل قال : نعم , و

إذا لم يرد أن يفعل سكت , فكان قد عرف ذلك منه " . قلت : و هذا مرسل صحيح و

شاهد قوي لحديث الترجمة . و قد وصله الطبراني في حديث طويل عن علي رضي الله عنه

. قال الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 9 / 13 ) : " و فيه محمد بن كثير الكوفي ,

و هو ضعيف " . و رواه الطبراني في " الكبير " ( 1 / 13 / 2 ) عن سليمان بن أيوب

حدثني أبي عن جدي عن موسى بن طلحة عن أبيه مرفوعا نحوه و فيه قصة , و لفظه : "

كان لا يكاد يسأل شيئا إلا فعله " . و هذا إسناد ضعيف , سليمان بن أيوب - و هو

ابن سليمان بن موسى بن طلحة التيمي - قال الحافظ : " صدوق يخطىء " . و ابنه

أيوب بن سليمان , ساق نسبه ابن أبي حاتم ( 1 / 1 / 248 ) , فأدخل بين أبيه

سليمان و جده موسى عيسى , فهو عنده أيوب بن سليمان بن عيسى بن موسى بن طلحة . و

لم يذكر له راويا غير ابنه سليمان . و أبوه سليمان لم أجده .

2110 " كان لا يصلي المغرب و هو صائم حتى يفطر , و لو على شربة من ماء " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 145 :

رواه ابن الأعرابي في " معجمه " ( 222 / 2 ) قال : قرأت على علي ( يعني ابن

داود القنطري ) : أخبرنا محمد بن عبد العزيز الرملي أخبرنا شعيب بن إسحاق

أخبرنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن # أنس # مرفوعا . و رواه الطبراني في

" الأوسط " ( 1 / 100 / 2 ) من طريق أخرى عن الرملي , و قال : " لم يروه عن

قتادة إلا سعيد , و لا عنه إلا شعيب , تفرد به محمد " . قلت : و هو صدوق يهم ,

و كانت له معرفة , احتج به البخاري و بقية الرجال ثقات رجال الشيخين لكن شعيبا

سماعه عن ابن أبي عروبة بآخرة كما في " التقريب " فالسند من أجل هذا ضعيف , فلا

تغتر بقول الهيثمي ( 3 / 155 ) : " رواه أبو يعلى و البزار و الطبراني في "

الأوسط " , و رجال أبي يعلى رجال الصحيح " . قلت : و كذلك رجال " الأوسط " كما

علمت , فلا داعي لتخصيص أبي يعلى بالذكر ! ثم قد علمت أيضا أن سماع شعيب من ابن

أبي عروبة في حالة اختلاطه . فتنبه . ثم وجدت له طريقا آخر عن أنس , أخرجه

الضياء في " المختارة " ( 101 / 1 - 2 ) من طريق أبي يعلى و غيره عن أبي بكر بن

أبي شيبة : أخبرنا حسين بن علي عن زائدة عن حميد عن أنس به . و قال : " أخرجه

ابن حبان عن أبي يعلى الموصلي " . قلت : و هذا سند صحيح , و هو في " موارد

الظمآن " ( 890 ) و هذا يبين أن طريق أبي يعلى غير طريق الطبراني التي فيها ذاك

المختلط , فكان على الهيثمي أن يبين ذلك . ثم وجدته في " المصنف " لابن أبي

شيبة ( 2 / 184 ) من هذا الوجه . و أخرجه ابن عدي ( 25 / 1 ) عن أبان عن أنس ,

لكن أبان - و هو ابن أبي عياش - متروك , و من طريقه رواه أبو العباس الأصم في "

حديثه " ( ج 3 رقم 84 ) .

2111 " كان لا ينام إلا و السواك عنده , فإذا استيقظ بدأ بالسواك " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 146 :

أخرجه أحمد ( 2 / 117 ) و ابن نصر في " قيام الليل " ( ص 43 ) عن محمد بن مسلم

ابن مهران - مولى لقريش - سمعت جدي يحدث عن # ابن عمر # مرفوعا به . قلت : و

هذا إسناد حسن , رجاله ثقات غير محمد - و هو ابن إبراهيم بن مسلم بن المثنى بن

مهران - ففيه خلاف , و الراجح أنه وسط حسن الحديث , و قد صحح له ابن حبان و عبد

الحق الإشبيلي كما ذكرته في " صحيح أبي داود " ( 1155 ) . و روى الطبراني ( 3 /

207 / 2 ) عن سعيد بن راشد عن عطاء عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم

كان لا يقعد ساعة من ليل إلا أمر السواك على فيه . و سعيد بن راشد - و هو

السماك - متروك كما قال النسائي . و تابعه حسام بن المصك : حدثنا عطاء به , و

لفظه : " كان لا يتعار من الليل ساعة إلا أجرى السواك على فيه " . أخرجه ابن

عدي ( 109 / 1 ) . و حسام هذا قال الحافظ بن حجر : " ضعيف , يكاد أن يترك " .

قلت : فالعمدة في تقوية الحديث على الطريق الأول .

2112 " كان يأتي ضعفاء المسلمين و يزورهم و يعود مرضاهم و يشهد جنائزهم " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 147 :

أخرجه الحاكم ( 2 / 466 ) عن سفيان بن حسين عن الزهري عن # أبي أمامة بن سهل بن

حنيف عن أبيه # رضي الله عنه مرفوعا . و قال : " صحيح الإسناد " , و وافقه

الذهبي . قلت : و فيه نظر , فإن سفيان بن حسين قد ضعفوه في روايته عن الزهري

خاصة و هذه منها . لكن يشهد له حديث مسلم الأعور عن أنس مرفوعا : " كان يعود

المريض و يتبع الجنائز و يجيب دعوة المملوك و يركب الحمار و لقد كان يوم خيبر و

يوم قريظة على حمار خطامه حبل من ليف و تحته إكاف من ليف " . أخرجه الطيالسي (

2425 - ترتيبه ) و الترمذي ( 1017 ) و ابن ماجة ( 2 / 545 ) و الحاكم و قال : "

صحيح الإسناد " ! و وافقه الذهبي ! و أما الترمذي فقال و أصاب : " حديث لا

نعرفه إلا من حديث مسلم الأعور - و هو مسلم بن كيسان - يضعف " . و قال الحافظ

فيه : " ضعيف " . بل قال الذهبي نفسه في " الضعفاء " و غيره : " تركوه " . و

خير منه في الشهادة حديث سماك بن حرب : سمعت عباد بن زاهر أبا الرواع : سمعت

عثمان بن عفان يقول : " إنا قد صحبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في السفر و

الحضر , فكان يعود مرضى المسلمين و يشهد جنائزهم أو قال : يتبع جنائزهم " .

أخرجه البزار ( 1 / 388 / 819 ) و قال : " لا نعلمه عن عثمان إلا بهذا الإسناد

و لا نعلم روى عباد غير هذا , و لا روى عنه غير سماك " . قال الحافظ عقبه في "

زوائده " ( ص 89 ) : " قلت : و هو مجهول الحال , و قد ذكره ابن حبان في "

الثقات " على قاعدته " . و أقول : قد روى عنه أبو إسحاق الهمداني أيضا كما في "

الجرح و التعديل " ( 3 / 1 / 80 ) , و قال : " سئل أبي عنه ? فقال : شيخ " . و

قال الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 3 / 29 ) و قلده الأعظمي في تعليقه على "

الكشف " : " رواه البزار , و رجاله ثقات " ! و روى النسائي في " عمل اليوم و

الليلة " ( 329 ) و ابن حبان ( 2145 ) عن جعفر بن سليمان عن ثابت عن أنس مرفوعا

: " كان يزور الأنصار و يسلم على صبيانهم و يمسح رؤوسهم " . قلت : و إسناده

صحيح على شرط مسلم , و التسليم على الصبيان ثابت في " الصحيحين " من طريق أخرى

عن أنس رضي الله عنه .

2113 " كان يؤتى بالتمر فيه دود , فيفتشه , يخرج السوس منه " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 149 :

أخرجه أبو داود ( 2 / 148 ) و عنه البيهقي في " الشعب " ( 2 / 191 / 201 )

و ابن ماجة ( 2 / 317 ) مختصرا و كذا أبو الشيخ ( ص 221 ) كلهم عن سلم بن قتيبة

عن همام عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن # أنس بن مالك # مرفوعا .

قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين , و همام هو ابن يحيى بن دينار الأزدي

العوذي المحلمي مولاهم . و أعله البيهقي بالإرسال لأنه رواه من طريق محمد بن

كثير أنبأنا همام عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة أن النبي صلى الله عليه

وسلم كان يؤتى بالتمر فيه الدود , فذكر معناه . و ما أرى ذلك بعلة , ذلك لأن

سلم بن قتيبة أوثق من محمد بن كثير - و هو العبدي - كما يظهر ذلك جليا لكل من

راجع أقوال أئمة الجرح و التعديل فيهما في كتب الرجال , و لاسيما أن معه

الزيادة و زيادة الثقة مقبولة هنا اتفاقا . و قد روي عن النبي صلى الله عليه

وسلم النهي عن تفتيش التمر و لكنه لا يصح كما بينته في " الضعيفة " ( 5228 ) .

2114 " كان يأمر بتغيير الشيب مخالفة للأعاجم " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 150 :

رواه الطبراني في " الكبير " و عبد الغني المقدسي في " السنن " ( 177 / 1 ) عن

الأحوص بن حكيم عن أبيه عن عبد الله بن غابر عن # عتبة بن عبد # رفعه . قلت : و

هذا إسناد ضعيف , الأحوص بن حكيم ضعيف الحفظ . و أبوه حكيم بن عمير صدوق يهم .

و له شاهد من حديث أبي هريرة أخرجه ابن عساكر ( 2 / 353 / 1 ) عن بشر بن عمارة

عن الأحوص بن حكيم عن راشد بن سعد و أبي عون عن أبي هريرة مرفوعا . قلت : و هذا

ضعيف أيضا لأن مداره على الأحوص , و قد عرفت حاله . و بشر بن عمارة - و هو

الخثعمي - ضعيف أيضا , بل قال الدارقطني : " متروك " . لكن يشهد للحديث قوله

صلى الله عليه وسلم : " إن اليهود و النصارى لا يصبغون , فخالفوهم " . متفق

عليه من حديث أبي هريرة و هو مخرج في " تخريج الحلال " ( رقم 105 ) .

2115 " كان يأمر بناته و نسائه أن يخرجن في العيدين " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 150 :

أخرجه أحمد ( 1 / 231 ) عن حجاج عن عبد الرحمن بن عابس عن # ابن عباس # مرفوعا

. و هكذا أخرجه ابن أبي شيبة في " المصنف " ( 2 / 182 ) إلا أنه قال : " يخرج "

بدل : " يأمر " . قلت : و رجاله ثقات إلا أن الحجاج هذا - و هو ابن أرطأة -

مدلس و قد عنعنه . و في رواية لأحمد ( 1 / 354 ) من هذا الوجه : " كان يعجبه في

يوم العيد أن يخرج أهله " . و في أخرى له ( 3 / 363 ) و كذا الأصبهاني في "

الترغيب " ( ق 250 ) من طريق الحجاج أيضا عن عطاء عن جابر مرفوعا بلفظ : " كان

يخرج في العيدين , و يخرج أهله " . و قال الإمام أحمد ( 6 / 184 ) : حدثنا علي

قال : أنبأنا خالد عن أبي قلابة عن عائشة قالت : " قد كانت تخرج الكعاب من

خدرها لرسول الله صلى الله عليه وسلم في العيدين " . قلت : و هذا إسناد ضعيف

منقطع بين أبي قلابة و عائشة . و علي - و هو ابن عاصم - ضعيف لسوء حفظه , و

إصراره على خطئه لكنه قد توبع عند ابن أبي شيبة في " المصنف " ( 2 / 182 ) . و

قد ثبت الأمر بإخراج النساء جميعا حتى الحيض منهن أن يخرجن إلى المصلى عند

الشيخين و غيرهما من حديث أم عطية . و روى الطيالسي ( 706 ) : حدثنا شعبة عن

محمد بن النعمان عن طلحة اليامي عن أخت عبد الله بن رواحة عن النبي صلى الله

عليه وسلم قال : " وجب الخروج على ذات نطاق , يعني في العيدين " . و إسناده حسن

لولا أن البيهقي ( 3 / 306 ) أخرجه من هذا الوجه , فأدخل بين طلحة بن مصرف و

أخت عبد الله امرأة من عبد القيس لم تسم . و خالفه الحسن بن عبيد الله فقال :

عن طلحة اليامي قال : قال أبو بكر ... فذكره موقوفا عليه . أخرجه ابن أبي شيبة

. و رجاله ثقات .

2116 " رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل مما مسته النار , ثم يصلي و لا يتوضأ

" .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 152 :

أخرجه أحمد ( 1 / 272 ) عن ابن أبي الزناد عن أبيه عن محمد بن عمرو بن عطاء عن

علقمة القرشي قال : " دخلنا بيت ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم فوجدنا

فيه # عبد الله بن عباس # , فذكرنا الوضوء مما مست النار , فقال عبد الله :

( فذكره ) , فقال له بعضنا : أنت رأيته يا ابن عباس ? قال : فأشار بيده إلى

عينيه فقال : بصر عيني " . قلت : و هذا إسناد حسن . و تابعه وهب بن كيسان عن

محمد بن عمرو بن عطاء بلفظ : " رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل عرقا من

شاة ثم صلى و لم يتوضأ و لم يمس ماء " . أخرجه مسلم ( 1 / 188 ) و أبو عوانة (

1 / 272 ) . و له شاهد من حديث عبد الله بن الحارث بن جزء قال : " كنا نأكل على

عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد الخبز و اللحم , ثم نصلي و لا

نتوضأ " . أخرجه ابن حبان ( 223 ) . قلت : و إسناده صحيح . و الحديث أورده

السيوطي في " الجامع " من رواية الطبراني فقط في " الكبير " بلفظ : " كان يأكل

مما ... " الحديث . و بيض له المناوي في " الفيض " , فلم يتكلم على إسناده بشيء

, سوى أنه قال : " رمز المؤلف لحسنه " ! و أما في " التيسير " , فقال : "

إسناده صحيح " ! و لم أره عند الطبراني في " مسند ابن عباس " و لا في " مجمع

الزوائد " و لا ذكره مفهرسه , و الله أعلم .

2117 " كان يبدأ إذا أفطر بالتمر " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 153 :

رواه النسائي في " السنن الكبرى " ( 65 / 2 ) و الفريابي في " الصيام " ( 4 /

62 / 2 ) و عنه ابن عساكر ( 4 / 286 / 1 ) و الضياء في " المختارة " ( 1 / 292

) عن يزيد بن عبد العزيز عن رقبة عن بريد بن أبي مريم عن # أنس # مرفوعا .

و قال النسائي : " رواه شعبة فأرسله عن بريد عن النبي صلى الله عليه وسلم

و شعبة أحفظ ممن روى هذا الحديث " . قلت : و خالفه الدارقطني فرجح الموصول ,

فقال كما نقله الضياء : " و يشبه أن يكون رقبة حفظه " . قلت : و هذا هو الصواب

لأن رقبة - و هو ابن مصقلة - ثقة مأمون كما في " التقريب " و احتج به الشيخان ,

فلا يضره إرسال شعبة إياه لأن من حفظ حجة على من لم يحفظ . و يزيد بن عبد

العزيز هو ابن سياه الأسدي الحماني , و هو ثقة أيضا من رجال الشيخين . و بريد

بن أبي مريم تابعي ثقة , فالإسناد صحيح .

2118 " كان يبعث إلى المطاهر , فيؤتى بالماء , فيشربه يرجو بركة أيدي المسلمين " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 154 :

أخرجه الطبراني في " الأوسط " ( ص 35 ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 8 / 203 )

عن حسان بن إبراهيم الكرماني عن عبد العزيز بن أبي رواد عن نافع عن # ابن عمر #

قال : " قلت : يا رسول الله ! الوضوء من جر جديد مخمر أحب إليك , أم من المطاهر

? قال : لا بل من المطاهر , إن دين الله يسر , الحنيفية السمحة " , قال : فذكره

, و قال : " لم يروه عن عبد العزيز إلا حسان " . قلت : و هو مختلف فيه و

الأكثرون على توثيقه , و الذي يترجح عندي أنه وسط حسن الحديث , و لاسيما و قد

خرج له البخاري في " صحيحه " , و قال الحافظ : " صدوق يخطىء " . و الحديث قال

الهيثمي ( 1 / 214 ) : " رواه الطبراني في " الأوسط " , و رجاله موثقون , و عبد

العزيز بن أبي رواد ثقة ينسب إلى الإرجاء " . قلت : و احتج به مسلم و إرجاؤه لا

يضر حديثه كما هو مقرر في " مصطلح الحديث " . ( المطاهر ) : جمع ( المطهرة ) :

كل إناء يتطهر منه كالإبريق و السطل و الركوة و غيرها كما في " المعجم الوسيط "

.

2119 " كان يبيت الليالي المتتابعة طاويا و أهله لا يجدون عشاء و كان أكثر خبزهم

الشعير " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 154 :

أخرجه الترمذي ( 3 / 272 - تحفة ) و ابن ماجة ( 2 / 320 ) و أحمد ( 1 / 255 و

373 - 374 ) و الضياء في " المختارة " ( 66 / 89 / 1 ) من طريق ثابت بن يزيد عن

هلال بن خباب عن عكرمة عن # ابن عباس # مرفوعا . و قال الترمذي : " حديث حسن

صحيح " . قلت : و إسناده حسن , رجاله ثقات رجال الشيخين غير هلال بن خباب و هو

ثقة لكنه كان تغير بآخره .

2120 " كان يتخلف في المسير , فيزجي الضعيف و يردف و يدعو لهم " .‏

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 155 :

أخرجه أبو داود ( 1 / 411 ) و الحاكم ( 2 / 115 ) عن الحجاج بن أبي عثمان عن

أبي الزبير أن # جابر بن عبد الله # حدثهم به مرفوعا . و قال الحاكم : " صحيح

على شرط مسلم " , و وافقه الذهبي . قلت : هو كما قالا , فقد صرح أبو الزبير

بالتحديث , فأمنا بذلك تدليسه , ثم خرجته في " صحيح أبي داود " ( 2372 ) . (

يزجي ) : أي يسوقه ليلحقه بالرفاق . ( يردف ) : أي جعله ردفه و أركبه خلفه .

2121 " كان يتوضأ مما مست النار " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 155 :

أخرجه أحمد ( 6 / 321 ) عن محمد بن طحلاء قال : قلت لأبي سلمة : إن ظئرك سليما

لا يتوضأ مما مست النار ? قال : فضرب صدر سليم , و قال : أشهد على # أم سلمة #

زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها كانت تشهد على رسول الله صلى الله عليه وسلم

فذكره . قلت : و هذا إسناد جيد , رجاله ثقات رجال مسلم غير ابن طحلاء و هو صدوق

. و قال الهيثمي في " المجمع " ( 1 / 248 ) : " رواه أحمد و الطبراني في "

الكبير " و رجال الطبراني موثقون لأنه من رواية محمد بن طحلاء عن أبي سلمة . و

أبو سليمان الذي في إسناد أحمد لا أعرفه و لم أر من ترجمه " . قلت : الذي في "

المسند " المطبوع : " سليم " , و سواء كان هذا هو الصواب أو أبو سليمان , فهو

ليس من رجال إسناد الحديث كما هو ظاهر , فلا وجه لإعلال إسناد أحمد به . ثم إن

تعليله لتوثيقه لرجال الطبراني بأنه من رواية محمد بن طحلاء تعليل قاصر , فلعل

في العبارة سقطا نحو قوله : و هو ثقة , و الله أعلم . ثم ذكر للحديث شاهدا من

حديث أبي أيوب من رواية الطبراني بإسناد رجاله رجال الصحيح . ( الظئر ) :

المرضعة لغير ولدها و يطلق على زوجها أيضا : و الثاني هو المراد هنا كما هو

ظاهر .

2122 " كان يتوضأ واحدة واحدة و ثنتين ثنتين و ثلاثا ثلاثا , كل ذلك يفعل " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 156 :

قال الهيثمي ( 1 / 233 ) : " رواه الطبراني في " الكبير " عن # معاذ بن جبل #

و فيه محمد بن سعيد المصلوب و هو ضعيف " . قلت : بل هو كذاب لكن الحديث قد جاء

من طريق أخرى عن أبي رافع قال : " رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ

ثلاثا ثلاثا و مرتين مرتين و مرة مرة " . أخرجه الطبراني أيضا في " الكبير " (

1 / 317 / 937 ) و إسناده صحيح و رجاله رجال الصحيح كما قال الهيثمي . و له

شاهد من حديث ابن عمر , و جاء مفرقا في أحاديث , فراجع لها " إرواء الغليل " .

2123 " كان اجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 157 :

أخرجه مسلم ( 3 / 176 ) و الترمذي ( 1 / 152 ) و ابن ماجة ( 1767 ) و أحمد ( 6

/ 82 و 123 و 256 ) من حديث # عائشة # رضي الله عنها مرفوعا .

2124 " كان يجلس القرفصاء " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 157 :

أخرجه الطبراني في " الكبير " ( 1 / 40 / 1 ) و أبو الشيخ ( ص 267 ) عن عبد

الله بن المنيب عن جده عن أبيه # أبي أمامة الحارثي # قال : فذكره . قلت : و

هذا إسناد ضعيف , المنيب هذا هو ابن عبد الله بن أبي أمامة الحارثي , قال

الذهبي مشيرا إلى جهالته : " ما علمت عنه راويا سوى ولده عبد الله " . لكن

للحديث شاهدا يرويه عبد الله بن حسان العنبري قال : حدثتني جدتاي صفية و دحيبة

ابنتا عليبة بنت حوملة - و كانتا ربيبتي قيلة بنت مخرمة - أنهما أخبرتهما قيلة

قالت : " رأيت النبي صلى الله عليه وسلم قاعدا القرفصاء , فلما رأيت النبي صلى

الله عليه وسلم المتخشع في الجلسة , أرعدت من الفرق " . أخرجه البخاري في "

الأدب المفرد " ( رقم 1178 ) . قلت : و هذا إسناد حسن في الشواهد , العنبري هذا

روى عنه جمع من الثقات منهم عبد الله بن المبارك , و قال الحافظ فيه : " مقبول

" .

2125 " كان يجلس على الأرض و يأكل على الأرض و يعتقل الشاة و يجيب دعوة المملوك على

خبز الشعير " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 158 :

أخرجه الطبراني في " الكبير " ( 3 / 164 / 1 ) عن عبد الله بن مسلم بن هرمز عن

سعيد بن جبير عن # ابن عباس # مرفوعا . قلت : و هذا إسناد ضعيف , ابن هرمز هذا

ضعيف كما في " التقريب " . و له طريق أخرى يرويه مسلم الأعور عن سعيد بن جبير

به دون قوله : " على خبز الشعير " . أخرجه أبو الشيخ في " أخلاق النبي صلى الله

عليه وسلم " ( ص 63 ) و البغوي في " شرح السنة " ( 4 / 3 / 1 ) . و مسلم هذا -

هو ابن كيسان الأعور - ضعيف أيضا كما في " التقريب " . و من طريقه أخرجه

الترمذي في " الشمائل " ( ص 190 ) عن أنس لم يذكر بينها سعيدا و هو رواية لأبي

الشيخ ( ص 62 ) بلفظ : " كان يعود المرضى و يركب الحمار و يجيب دعوة العبد ...

" . و أخرجه ابن سعد أيضا ( 1 / 371 ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 7 / 312 ) و

الحاكم ( 4 / 119 ) و صححه و رده الذهبي بقوله : " قلت : مسلم ترك " . لكن

الحديث جاء من طرق أخرى : 1 - عن أنس بن مالك قال : " كان رسول الله صلى الله

عليه وسلم يقعد على الأرض , و يأكل على الأرض و يجيب دعوة المملوك , و يقول :

لو دعيت إلى ذراع لأجبت و لو أهدي إلي كراع لقبلت , و كان يعتقل شاته " . أخرجه

ابن سعد ( 1 / 371 ) و رجاله ثقات غير شيخه عمر بن حبيب العدوي , فهو ضعيف كما

في " التقريب " .

2 - عن أبي هريرة مرفوعا : " كان يلبس الصوف , و يجلس على الأرض و يأكل عليها و

يركب الحمار و يعتقل الشاة و يحلبها و يجيب دعوة المملوك و يقول : " لو دعيت

إلى كراع لأجبت " . أخرجه ابن عدي ( 243 / 2 ) عن عمر بن يزيد عن عطاء عنه

و قال " حديث غير محفوظ , و عمر يزيد منكر الحديث " .

3 - عن الحسن مرفوعا : " كان والله يجلس بالأرض و يوضع طعامه بالأرض و يلبس

الغليظ و يركب الحمار و يردف بعده و يلعق والله يده " . أخرجه ابن المبارك في "

الزهد " ( 575 ) : أخبرنا معمر عن يحيى بن المختار عنه , و هو ابن أبي الحسن

البصري . و هذا إسناد مرسل ضعيف , يحيى بن المختار مستور كما في " التقريب " .

4 - عن أبي موسى قال : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يركب الحمار و يلبس

الصوف و يعتقل الشاة و يأتي مراعاة الضيف " . أخرجه أبو الشيخ ( ص 129 ) و

الحاكم ( 1 / 61 ) و قال : " هذا حديث صحيح على شرط الشيخين " , و وافقه الذهبي

, و هو كما قالا .

5 - عن جابر مرفوعا : " كان يجيب دعوة المملوك " . أخرجه ابن سعد ( 1 / 370 )

عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبي الزبير عنه , و هذا إسناد ضعيف .

6 - عن حمزة بن عبد الله بن عتبة قال : " كانت في النبي صلى الله عليه وسلم

خصال ليست في الجبارين , كان لا يدعوه أحمر و لا أسود من الناس إلا أجابه ...

و كان يركب الحمار عريا ليس عليه شيء " . أخرجه ابن سعد . و رجاله ثقات غير

حمزة هذا , ترجمه ابن أبي حاتم ( 1 / 2 / 212 ) من رواية جمع عنه , و زاد

البخاري ثقة آخر , و ذكره ابن حبان في " ثقات التابعين " ( 4 / 169 ) فالحديث

مرسل حسن .

7 - عن الشعبي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ركب حمارا عريا . أخرجه ابن سعد

أيضا عن مسلم مولى الشعبي عن الشعبي مرسلا . و مسلم هذا لم أعرفه .

2126 " كان يحب أن ينهض إلى عدوه عند زوال الشمس " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 160 :

أخرجه أحمد ( 4 / 356 ) و ابنه عبد الله و الطبراني في " الكبير " من طريق ابن

عياش عن موسى بن عقبة عن أبي النضر عن عبيد الله بن معمر عن # عبد الله بن أبي

أوفى # قال : فذكره . قلت : و هذا إسناد ضعيف , عبيد الله بن معمر مجهول كما

قال الحسيني . و ابن عياش - هو إسماعيل الحمصي - ضعيف في روايته عن الحجازيين و

هذا منها . و الحديث قال الهيثمي ( 5 / 325 ) : " رواه أحمد و الطبراني من طريق

إسماعيل بن عياش عن موسى بن عقبة و هي ضعيفة " . قلت : و لفظ الطبراني كما في "

الجامع الصغير " : " كان يعجبه أن يلقى العدو عند زوال الشمس " . و خالف ابن

عياش أبو إسحاق الفزاري في إسناده فقال : عن موسى بن عقبة عن سالم أبي النضر

مولى عمر بن عبيد الله - و كان كاتبا له - قال : كتب إليه عبد الله بن أبي أوفى

رضي الله عنهما فقرأته : " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أيامه التي

لقي فيه ( العدو ) انتظر حتى مالت الشمس ثم قام في الناس قال ... " . أخرجه

البخاري ( 6 / 91 - فتح ) و البيهقي ( 9 / 152 ) . و رواه أحمد ( 4 / 353 - 354

) من طريق أبي حيان قال : سمعت شيخا بالمدينة يحدث أن عبد الله بن أبي أوفى كتب

إلى عبيد الله إذا أراد أن يغزو الحرورية , فقلت لكاتبه - و كان لي صديقا - :

انسخه لي , ففعل , أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ... " فذكره بلفظ : " فينظر

, إذا زالت الشمس نهد إلى عدوه ... ثم قال " . و رجاله ثقات غير الشيخ الذي لم

يسم . و قال الحافظ بعد أن ذكر حديث الترجمة من رواية أحمد : " و لسعيد بن

منصور من وجه آخر عن ابن أبي أوفى : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم تمهل ( !

) إذ زالت الشمس , ثم ينهض إلى عدوه " .

2127 " كان يحب الدباء " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 161 :

أخرجه أحمد ( 3 / 177 و 274 ) عن شعبة قال : سمعت قتادة يحدث قال : سمعت # أنس

ابن مالك # قال : فذكره . و في لفظ : " القرع " , قال : " فأتي بطعام أو دعي له

, قال أنس : فجعلت أتتبعه , فأضعه بين يديه لم أعلم أنه يحبه " . قلت : و

إسناده صحيح على شرط الشيخين . و من طريق أخرى عنده ( 3 / 279 و 289 - 290 ) عن

شعبة بلفظ : " كان يعجبه القرع , و في لفظ : الدباء " . و سنده صحيح أيضا . و

أخرجه ابن ماجة ( 2 / 310 - 311 ) من طريق حميد عن أنس باللفظ الأول . و إسناده

صحيح على شرط البخاري . و أخرجه أبو الشيخ في " أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم

" ( ص 229 - 231 ) من طرق أخرى عن أنس باللفظين . و أخرجه الترمذي في " الشمائل

" ( ص 199 ) من طريقين عنه باللفظ الأول . و إسناده صحيح على شرط الشيخين . و

أبو يعلى ( 3 / 1032 ) من طريق أخرى , و ابن عدي ( 170 / 1 ) من طريق سواها ,

كلاهما عن أنس باللفظ الثاني . و كذا رواه ابن سعد ( 1 / 391 ) .

2128 " كان يستحب يوم الخميس أن يسافر فيه " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 162 :

أخرجه أبو الشيخ في " أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم " ( ص 262 ) و ابن عدي

( 114 / 1 ) عن خالد بن إلياس عن أبي سلمة , و قال أبو الشيخ : " عن محمد بن

المنكدر " عن # أم سلمة # مرفوعا . قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا , خالد بن إلياس

متروك الحديث كما قال الحافظ في " التقريب " . و من طريقه أخرجه الطبراني في "

الكبير " و إليه وحده عزاه السيوطي في " الجامع " و بهأعله الهيثمي و غيره .

لكن في " البخاري " ( 6 / 86 ) من حديث كعب بن مالك : " أن النبي صلى الله عليه

وسلم خرج يوم الخميس في غزوة تبوك , و كان يحب أن يخرج يوم الخميس " . و في

رواية له : " لقلما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج إذا خرج في سفر إلا

يوم الخميس " . و رواها البيهقي ( 9 / 191 ) و أحمد ( 3 / 456 ) . و روى سعيد

بن منصور عن مهدي بن ميمون عن واصل مولى أبي عيينة قال : " بلغني أن النبي صلى

الله عليه وسلم كان إذا سافر أحب أن يخرج يوم الخميس " . و هذا إسناد معضل ,

رجاله ثقات .

2129 " كان يدعى إلى خبز الشعير و الإهالة السنخة فيجيب " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 163 :

أخرجه الترمذي في " الشمائل " ( ص 190 ) عن الأعمش عن # أنس بن مالك # مرفوعا .

قلت : و هذا إسناد رجاله ثقات رجال مسلم إلا أن الأعمش على عنعنته لم يثبت له

سماع من أنس .لكن تابعه قتادة قال : حدثني أنس : " أن خياطا بالمدينة دعا

النبي صلى الله عليه وسلم لطعامه , قال : فإذا خبز شعير بإهالة سنخة , و إذا

فيها قرع , قال : فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم يعجبه القرع , قال أنس : لم

يزل يعجبني القرع منذ رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يعجبه " . أخرجه أحمد

( 3 / 208 و 210 - 211 و 232 و 252 و 270 و 289 ) و ابن سعد ( 1 / 391 ) من طرق

عنه . و هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين . قوله : ( و الإهالة ) : هي كل شيء من

الأدهان مما يؤتدم به , و قيل غير ذلك . و ( السنخة ) : المتغيرة الريح .

2130 " كان يركب الحمار و يخصف النعل و يرقع القميص , و يقول : من رغب عن سنتي فليس

مني " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 164 :

رواه أبو الشيخ ( ص 128 ) و السهمي في " تاريخ جرجان " ( 315 ) من طريق أبي

يعلى حدثنا إسحاق بن أبي إسرائيل حدثنا يحيى بن يعلى عن مختار التيمي عن كرز

ابن وبرة الحارثي عن # أبي أيوب # مرفوعا . قلت : و هذا إسناد ضعيف , مختار - و

هو ابن نافع التيمي - ضعيف , و مثله يحيى ابن يعلى و هو الأسلمي الكوفي . لكن

له شاهد مرسل قوي , قال ابن سعد ( 1 / 372 ) : أخبرنا محمد بن مقاتل الخراساني

: أخبرنا عبد الله بن المبارك قال : أخبرنا سفيان أن الحسن قال : " لما بعث

الله محمدا صلى الله عليه وسلم قال : هذا نبيي , هذا خياري , ائتسوا به , و

خذوا في سنته و سبيله , لم يكن تغلق دونه الأبواب و لا تقوم دونه الحجبة و لا

يغدى عليه بالجفان و لا يراح عليه بها , يجلس على الأرض و يأكل طعامه بالأرض و

يلبس الغليظ و يركب الحمار و يردف بعده و يلعق أصابعه , و كان يقول : من يرغب

عن سنتي فليس مني " . قلت : و هذا إسناد صحيح مرسل , رجاله كلهم ثقات رجال

البخاري .

2131 " كان يسمي الأنثى من الخيل فرسا " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 165 :

أخرجه الحاكم ( 2 / 144 ) من طريق عثمان بن سعيد الدارمي حدثنا موسى بن سهل

حدثنا مروان بن معاوية الفزاري عن أبي حيان التيمي عن أبي زرعة عن # أبي هريرة

# مرفوعا و قال : " صحيح على شرط الشيخين " , و وافقه الذهبي ! و أقول : كلا ,

فإن موسى بن سهل هذا لم يخرج له الشيخان مطلقا , ثم إن في الرواة في طبقته

أربعة , كلهم يسمى موسى بن سهل . الأول : موسى بن سهل بن قادم الرملي النسائي

الأصل , و هذا ثقة من شيوخ أبي داود و النسائي .

الثاني : موسى بن سهل بن كثير الوشاء البغدادي , و هو ضعيف .

الثالث : موسى بن سهل بن هارون الرازي ضعيف جدا .

الرابع : موسى بن سهل الرازي لا يعرف . و لم يتعين عندي الآن أيهم صاحب هذا

الحديث , و إلى أن يتبين أنه الثقة , فهو على الضعف , و اللهأعلم . ثم رأيت له

متابعا , فقال أبو داود ( 1 / 399 ) : حدثنا موسى بن هارون الرقي حدثنا مروان

ابن معاوية به . و الرقي الذي سمع منه أبو حاتم الرازي و غيره من الأئمة و ذكره

ابن حبان في " الثقات " . فالحديث بهذه المتابعة ينجو من الضعف , و يدخل في قسم

الصحيح أو الحسن على الأقل . و الله سبحانه و تعالى أعلم .

2132 " كان يصلي ما بين المغرب و العشاء " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 166 :

أخرجه ابن نصر في " قيام الليل " ( ص 32 ) و البيهقي ( 3 / 20 ) عن منصور بن

صقير حدثنا عمارة بن زاذان عن ثابت عن # أنس # مرفوعا .قلت : و هذا إسناد ضعيف

, عمارة بن زاذان صدوق سيء الحفظ . و منصور بن صقير ضعيف . لكن للحديث شواهد

يتقوى بها : منها عن عبيد مولى النبي صلى الله عليه وسلم . عزاه السيوطي في "

الجامع " للطبراني في " المعجم الكبير " و عند أحمد أيضا ( 5 / 431 ) و البيهقي

من طريق التيمي قال : " طرأ علينا رجل في مجلس أبي عثمان النهدي فحدثنا عن عبيد

.... " فذكره . و رواه هو و ابن نصر عن المعتمر بن سليمان قال : قال أبي :

حدثني رجل قال : " سئل عبيد مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم : هل علمت أن

رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأمر بصلاة بعد المكتوبة ? قال : نعم , بين

المغرب و العشاء " . و منها عن حذيفة مرفوعا نحوه . أخرجه أحمد و غيره بسند

صحيح كما هو مبين في " تخريج الترغيب " ( 1 / 205 - 206 ) .

2133 " كان يضمر الخيل يسابق بها " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 166 :

أخرجه أبو داود ( 1 / 403 - تازية ) عن عبيد الله عن نافع عن # ابن عمر #

مرفوعا . قلت : و هذا إسناد صحيح , و رجاله كلهم ثقات رجال البخاري .و أخرجه

ابن ماجة ( 2 / 205 ) من هذا الوجه بنحوه . و تابعه ابن أبي ليلى عن نافع به

دون قوله : " يسابق بها " . أخرجه أحمد .

2134 " كان يعجبه الحلو البارد " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 167 :

أخرجه أبو بكر الشافعي في " الفوائد " ( 9 / 260 ) : حدثنا محمد بن غالب حدثنا

الحميدي و هذا في " مسنده " ( 1 / 125 / 257 ) حدثنا سفيان عن معمر عن الزهري

عن عروة عن # عائشة # مرفوعا . ثم روى من طريق ابن حنبل : حدثني أبي حدثنا

سفيان بلفظ : " كان أحب الشراب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم البارد " .

ثم زاد ( 10 / 276 ) من طريق محمد بن منصور الجواز المكي : حدثنا سفيان به :

" الحلو البارد " . قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين و هو في " المشكاة

" ( 4282 ) بنحوه , و فيه زيادة : " الحلو البارد " . و هي في " مسند أحمد " (

6 / 38 و 40 ) بإسناده المتقدم : حدثنا سفيان به . و قد أعل الترمذي هذا الحديث

بالإرسال , و سيأتي الجواب عنه حينما نعيد الحديث بزيادة في التخريج و التحقيق

إن شاء الله برقم ( 3006 ) .

2135 " كان يعجبه الرؤيا الحسنة " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 167 :

أخرجه أحمد ( 3 / 135 و 257 ) عن سليمان بن المغيرة عن ثابت عن # أنس # مرفوعا

. قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين .و له شاهد يرويه علي بن زيد عن عبد

الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه مرفوعا به . أخرجه أحمد ( 5 / 44 و 50 ) و الطحاوي

في " المشكل " ( 4 / 312 ) . قلت : و إسناده لا بأس به في الشواهد , رجاله ثقات

على شرط مسلم غير علي بن زيد - و هو ابن جدعان - فهو ضعيف لسوء حفظه .

2136 " كان يعجبه الريح الطيبة " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 168 :

أخرجه أبو داود ( 2 / 178 ) و الحاكم ( 4 / 188 - 189 ) و أحمد ( 6 / 144 و 219

و 249 ) و ابن سعد ( 1 / 453 ) من طرق عن همام بن يحيى عن قتادة عن مطرف عن

# عائشة # : " أنها صنعت لرسول الله صلى الله عليه وسلم جبة , من صوف سوداء ,

فلبسها , فلما عرق وجد ريح الصوف , فخلعها , و كان ... " فذكره . و قال الحاكم

: " صحيح على شرط الشيخين " , و وافقه الذهبي , و هو كما قالا . و أخرجه أبو

الشيخ ( ص 129 ) نحوه .

2137 " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرف بريح الطيب إذا أقبل " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 168 :

أخرجه ابن سعد ( 1 / 399 ) و الدارمي ( 1 / 32 ) عن الأعمش عن # إبراهيم # قال

: فذكره . قلت : و رجاله ثقات لكنه مرسل أو معضل , فإن إبراهيم - هو ابن يزيد

النخعي - تابعي صغير , عامة رواياته عن التابعين . ثم روى ابن سعد من طريق أبي

بشر صاحب البصري : أخبرنا يزيد الرقاشي أن أنس بن مالك حدثهم قال : " كما نعرف

خروج النبي صلى الله عليه وسلم بريح الطيب " . لكن يزيد الرقاشي ضعيف . و أبو

بشر صاحب البصري ( و يقال : القرى و المقري ) قال أبو حاتم : " لاأعرفه " . ثم

روى الدارمي من طريق إسحاق بن الفضل بن عبد الرحمن الهامشي أنبأنا المغيرة بن

عطية عن أبي الزبير عن جابر : " أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يسلك طريقا ,

أو لا يسلك طريقا فيتبعه أحد إلا عرف أنه قد سلكه من طيب عرقه , أو قال : من

ريح عرقه " . قلت : و هذا إسناد ضعيف , أبو الزبير مدلس و قد عنعنه . و المغيرة

بن عطية مجهول , أورده ابن أبي حاتم في " الجرح و التعديل " ( 4 / 1 / 227 ) من

هذه الرواية , و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . و إسحاق بن الفضل بن عبد

الرحمن الهاشمي أورده الطوسي في " رجاله " ( ص 149 ) في أصحاب جعفر الصادق رقم

( 134 ) و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا كغالب عادته ! و زاد على ما في هذا

الإسناد أنه مدني . ذكره في أصحاب الباقر ( ص 104 رقم 17 ) : " إسماعيل بن

الفضل بن يعقوب بن الفضل بن عبد الله بن الحارث بن عبد المطلب ثقة من أهل

البصرة " . و ذكر المعلق عليه أنه هو الأول المدني , و تبع في ذلك الحافظ ابن

حجر في " اللسان " و هو بعيد عندي لاختلاف اسم جدهما , و نسبتهما . و الله أعلم

. ثم وجدت لحديث أنس طريقا أخرى يرويه بشر بن سيحان حدثنا عمر بن سعيد الأبح عن

سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس به نحوه . أخرجه الطبراني في " الأوسط " ( ص

314 - نسخة الحرم المكي من زوائده ) . و هذا سند ضعيف أيضا , عمر بن سعيد

الأبح قال ابن أبي حاتم ( 3 / 1 / 111 ) عن أبيه : " ليس بقوي " . و في "

الميزان " : " قال البخاري : منكر الحديث " . و بالجملة , فالحديث حسن على أقل

الأحوال بمجموع طرقه . و الله تعالى أعلم .

2138 " كان يضع صدره و وجهه و ذراعيه و كفيه بين الركن و الباب . يعني في الطواف " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 170 :

أخرجه أبو داود ( 1 / 297 ) و ابن ماجة ( 2 / 225 - 226 ) و البيهقي ( 5 / 93 )

و كذا عبد الرزاق في " المصنف " ( 9043 ) و الأصبهاني في " الترغيب " ( 135 / 1

) عن المثنى بن الصباح عن عمرو بن شعيب عن أبيه قال " طفت مع # عبد الله # ,

فلما جئنا دبر الكعبة قلت له : ألا تتعوذ ? قال : أعوذ بالله من النار , ثم مضى

حتى استلم الحجر , قام بين الركن و الباب فوضع صدره ... ثم قال : هكذا رأيت

رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعله " . قلت : و المثنى ضعيف , و زاد عبد

الرزاق بعد قوله : " عن أبيه " : " عن جده " , و الأول أصح . فقد تابعه علي بن

عاصم أنبأنا ابن جريج عن عمرو بن شعيب عن أبيه قال : كنت أطوف .... فذكره نحوه

. أخرجه البيهقي . لكن علي بن عاصم فيه ضعف و قد خالفه عبد الرزاق فقال ( 9044

) : عن ابن جريج قال : قال عمرو بن شعيب : طاف محمد بالبيت - جده - مع أبيه عبد

الله بن عمرو ... فذكره نحوه . و ابن جريج مدلس و من الممكن أن تكون الواسطة

بينه و بين عمرو بن سعيد هو المثنى نفسه , فلا يتقوى الحديث بطريقه عن عمرو , و

لاسيما مع هذا الاختلاف في إسناده عنه . لكن يشهد له ما روى يزيد بن أبي زياد

عن مجاهد عن عبد الرحمن بن صفوان قال : " لم فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم

مكة , قلت ... فلأنظرن كيف يصنع رسول الله صلى الله عليه وسلم ? فانطلقت فرأيت

النبي صلى الله عليه وسلم قد خرج من الكعبة هو و أصحابه , و قد استلموا البيت

من الباب إلى الحطيم , و قد وضعوا خدودهم على البيت , و رسول الله صلى الله

عليه وسلم وسطهم " . أخرجه أبو داود و البيهقي و أحمد ( 3 / 431 ) و ابن أبي

شيبة في " مسنده " أيضا ( 2 / 35 / 2 ) . و رجاله ثقات غير يزيد هذا - و هو

الهاشمي مولاهم - ضعيف الحفظ . و وجدت له شاهدا موقوفا قويا , فقال عبد الرزاق

( 9047 ) : عن ابن عيينة عن عبد الكريم الجزري عن مجاهد قال : قال ابن عباس : "

هذا الملتزم بين الركن و الباب " . قلت : و هذا إسناد صحيح . ثم روى عن هشام بن

عروة عن أبيه : " أنه كان يلصق بالبيت صدره و يده و بطنه " . و سنده صحيح أيضا

. و روى عبد الرزاق أيضا ( 9045 ) بسند صحيح أيضا عن مجاهد قال : جئت ابن عباس

و هو يتعوذ بين الركن و الباب . و أخرجه ابن أبي شيبة في " مصنفه " ( 4 / 93 )

أيضا لكنه قرن مع ابن عباس ابن عمرو و ابن عمر .و روى عبد الرزاق ( 9051 )

بإسناد صحيح عن نافع أن ابن عمر كان لا يلزم شيئا من البيت . لكن رواية مجاهد

أولى لأنه مثبت و المثبت مقدم على النافي كما هو مقرر في علم الأصول . و أما

حديث : " ما بين الركن و المقام ملتزم من دعا ... " الحديث , فإسناده ضعيف جدا

كما بينته في " الضعيفة " ( 4865 ) .

2139 " مر النبي صلى الله عليه وسلم على نسوة , فسلم عليهن " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 172 :

أخرجه أحمد ( 4 / 357 و 363 ) و ابن السني في " عمل اليوم " ( 221 ) و الطبراني

في " الكبير " ( 118 / 1 ) عن جابر عن طارق التميمي عن # جرير # قال : فذكره .

و زاد أحمد بين جابر و طارق رجلا لم يسمه . قلت : و هذا إسناد ضعيف , جابر هو

ابن يزيد الجعفي و هو ضعيف , و وقع في الموضع الثاني من " المسند " جابر بن عبد

الله . و لعله وهم . و طارق التميمي كذا وقع في الموضعين من " المسند " , و وقع

في ابن السني و الطبراني " التيمي " و لم أجد له ترجمة . لكن الحديث قد صح من

حديث أسماء بيت يزيد الأنصارية . أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ( 1047 و

1048 ) بسندين , أحدهما حسن رجاله ثقات رجال مسلم غير مهاجر بن أبي مسلم مولى

أسماء روى عنه جمع من الثقات , و وثقه ابن حبان ( 5 / 427 ) . و تابعه شهر بن

حوشب , و لا بأس به في المتابعات و هي الطريق الأخرى . و أخرجها أيضا أبو داود

و الترمذي و أحمد ( 6 / 452 و 457 - 458 ) .

2140 " كان يمشي مشيا يعرف فيه أنه ليس بعاجز و لا كسلان " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 173 :

رواه المخلص في " الفوائد المنتقاة " ( 11 / 58 / 2 من المنتقى منها ) : حدثنا

الحسين ( يعني : ابن إسماعيل ) حدثنا عبيد الله بن جرير بن جبلة قال : حدثنا

ابن أبي بكر قال : حدثنا يحيى بن راشد قال : حدثنا داود بن أبي هند عن عكرمة عن

# ابن عباس # مرفوعا . و ابن أبي بكر هو المقدمي , و قد رواه من طريق أخرى عنه

البغوي في " شرح السنة " ( 4 / 70 / 2 ) . قلت : و يحيى بن راشد - و هو المازني

- ضعيف . و لكنه تابعه حماد بن سلمة فقال أبو الحسن الحربي في " الحربيات " ( 2

/ 47 / 2 ) : أخبرنا عبد الله بن أسيد أخبرنا أبو مسعود أحمد بن الفرات أخبرنا

زيد بن عوف أخبرنا حماد بن سلمة عن داود بن أبي هند جابر - و هو ابن زيد , أبو

الشعثاء - عن ابن عباس نحوه . لكن زيد بن عوف متروك . و له شاهد مرسل رواه ابن

المبارك في " الزهد " ( 288 / 873 ) : أخبرنا أبو إسرائيل عن سيار أبي الحكم

مرفوعا بلفظ : " كان يمشي مشية السوقي , لا العاجز و لا الكسلان " . و أبو

إسرائيل اسمه إسماعيل بن خليفة , صدوق , سيء الحفظ . و بالجملة , فالحديث عندي

حسن بهذا الشاهد , و لاسيما و هو معنى حديث علي : " كان إذا مشى تقلع كأنما

ينحط من صبب " . و قد مضى تخريجه تحت الحديث ( 2083 ) .

2141 " كان يلاعب زينب بنت أم سلمة و هو يقول : يا زوينب ! يا زوينب , مرارا " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 174 :

رواه الضياء في " المختارة " ( 45 / 2 ) عن أحمد بن حرب حدثنا علي بن عبد

الحميد حدثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت البناني - قال : قال علي : أحسبه - عن

# أنس # مرفوعا . قلت : و هذا سند صحيح . رجاله كلهم ثقات .

2142 " لأن تصلي المرأة في بيتها خير لها من أن تصلي في حجرتها , و لأن تصلي في

حجرتها خير لها من أن تصلي في الدار و لأن تصلي في الدار خير لها من أن تصلي في

المسجد " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 174 :

أخرجه البخاري في " التاريخ " ( 4 / 2 / 265 ) و البيهقي في : " السنن " ( 3 /

132 ) و " شعب الإيمان " ( 2 / 475 / 1 ) عن أبي بكر بن أبي أويس حدثني سليمان

ابن بلال عن شريك بن أبي نمر عن يحيى بن جعفر بن أبي كثير عن محمد بن عبد

الرحمن بن أبي لبيبة عن القاسم بن محمد عن # عائشة # مرفوعا . قلت : و هذا

إسناد رجاله موثقون غير يحيى بن جعفر بن أبي كثير و هو أخو إسماعيل بن جعفر و

في ترجمته ساق البخاري هذا الحديث , و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا و كذلك صنع

ابن أبي حاتم ( 4 / 2 / 134 ) و لكنه لم يسق الحديث و ذكر أنه روى عنه إسماعيل

بن جعفر و لعله وهم و ذكره ابن حبان في " الثقات " ( 7 / 596 ) . ثم ذكر

البخاري أن حاتم بن إسماعيل روى عن يحيى بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي لبيبة عن

جده عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه .و يحيى بن محمد بن عبد الرحمن ... لم

أعرفه و يحتمل أنه خطأ مطبعي و أن الصواب عن يحيى عن محمد بن عبد الرحمن ... و

يحيى هو ابن جعفر بن أبي كثير نفسه المذكور في الطريق الأولى , و غرض البخاري

أن يبين أن حاتم بن إسماعيل خالف شريك بن أبي نمر في إسناده فقال : عن يحيى عن

محمد بن عبد الرحمن بن أبي لبيبة عن جده . و قال شريك عن يحيى عن محمد بن عبد

الرحمن بن أبي لبيبة عن القاسم عن عائشة . و الله أعلم . و للحديث شاهد يرويه

محمد بن زيد بن المهاجر بن قنفذ عن أبيه عن أم سلمة مرفوعا . أخرجه الطبراني في

" الأوسط " ( 1 / 24 / 1 ) و قال : " لا يروى عن أم سلمة إلا بهذا الإسناد " .

قلت : و قال المنذري في " الترغيب " ( 1 / 135 ) : " إسناده جيد " . كذا قال ,

و يرده قول الهيثمي ( 2 / 34 ) : " رواه الطبراني في " الأوسط " , و رجاله رجال

الصحيح خلا زيد بن المهاجر , فإن ابن أبي حاتم لم يذكر عنه راويا غير ابنه محمد

ابن زيد " . قلت : و لكنه شاهد لا بأس به لحديث عائشة , فالحديث حسن بمجموعهما

. و له شاهد آخر من حديث أم حميد امرأة أبي حميد الساعدي مرفوعا بنحوه , و له

عنها طريقان يقوي أحدهما الآخر كما بينته في " تخريج الترغيب " , فالحديث به

صحيح .

2143 " لئن عشت إن شاء الله لأنهين أن يسمى : رباح و نجيح و أفلح و نافع و يسار " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 176 :

أخرجه الترمذي ( 2 / 136 ) و ابن ماجة ( 3729 ) و الطحاوي في " مشكل الآثار " (

2 / 302 ) و الحاكم ( 4 / 274 ) عن أبي أحمد حدثنا سفيان الثوري عن أبي الزبير

عن جابر عن # عمر بن الخطاب # مرفوعا . و لم يذكر الطحاوي عمر في إسناده و قال

الترمذي : " حديث غريب , هكذا رواه أبو أحمد عن سفيان عن أبي الزبير عن جابر عن

عمر , و رواه غيره عن سفيان عن أبي الزبير عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم

, و أبو أحمد ثقة حافظ , و المشهور عند الناس عن جابر عن النبي صلى الله عليه

وسلم ليس فيه عن عمر " . قلت : هي رواية الطحاوي كما ذكرنا , و هي عنده من

رواية محمد بن كثير العبدي : حدثنا سفيان الثوري به . و تابعه أبو حذيفة :

حدثنا سفيان به . أخرجه الحاكم , و قال : " صحيح على شرط مسلم , و لا أعلم أحد

رواه عن الثوري بذكر عمر في إسناده غير أبي أحمد " . و وافقه الذهبي , و هو كما

قالا لولا عنعنة أبي الزبير , لكن قد صرح بالتحديث في رواية ابن جريج , أخبرني

أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله يقول : " أراد النبي صلى الله عليه وسلم

أن ينهى عن أن يسمى بيعلى و ببركة و بأفلح و بيسار و بنافع و بنحو ذلك , ثم

رأيته سكت بعد عنها فلم يفعل شيئا , ثم قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم و لم

ينه عن ذلك , ثم أراد عمر أن ينهى عن ذلك ثم تركه " . أخرجه مسلم ( 6 / 172 ) .

( تنبيه ) : ثم قبض و لم ينه عن ذلك , إنما هو بالنسبة لعلم جابر , و إلا فقد

حفظ نهيه عن ذلك سمرة بن جندب كما رواه مسلم و غيره , فانظر " الترغيب " ( 3 /

85 ) .

2144 " عليكم بحصى الخذف الذي ترمى به الجمرة " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 177 :

أخرجه مسلم ( 4 / 71 ) و النسائي ( 2 / 49 ) و البيهقي ( 5 / 127 ) و أحمد

( 1 / 210 و 213 ) عن أبي الزبير عن أبي معبد عن عبد الله بن عباس عن # الفضل

ابن عباس # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للناس حين دفعوا عشية عرفة

و غداة جمع : " عليكم بالسكينة " , و هو كاف ناقته حتى إذا دخل منى فهبط حين

هبط محسرا قال : فذكره . قال : و النبي صلى الله عليه وسلم يشير بيده كما يخذف

الإنسان . و صرح أبو الزبير بالتحديث في رواية لأحمد و غيره .

( فائدة ) : ترجم النسائي لهذا الحديث بقوله : " من أين يلتقط الحصى ? " ,

فأشار بذلك إلى أن الالتقاط يكون من منى , و الحديث صريح في ذلك لأن النبي صلى

الله عليه وسلم إنما أمرهم به حين هبط محسرا , و هو من منى كما في رواية مسلم

و البيهقي و عليه يدل ظاهر حديث ابن عباس قال : قال لي رسول الله غداة العقبة

و هو على راحلته : هات القط لي , فلقطت له حصيات هن حصى الخذف , فلما وضعتهن في

يده قال : بأمثال هؤلاء , و إياكم و الغلو في الدين , فإنما أهلك من كان قبلكم

الغلو في الدين . أخرجه النسائي و البيهقي و أحمد ( 1 / 215 و 247 ) بسند صحيح

. و وجه دلالته إنما هو قوله : " غداة العقبة " , فإنه يعني غداة رمي جمرة

العقبة الكبرى , و ظاهره أن الأمر بالالتقاط كان في منى قريبا من الجمرة , فما

يفعله الناس اليوم من التقاط الحصيات في المزدلفة مما لا نعرف له أصلا في السنة

, بل هو مخالف لهذين الحديثين على ما فيه من التكلف و التحمل بدون فائدة !

2145 " إذا سألتم الله فسلوه الفردوس , فإنه سر الجنة " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 178 :

أخرجه الفسوي في " التاريخ " ( 2 / 254 - 255 ) و كذا البخاري في ترجمة سويد (

2 / 2 / 146 ) و البزار في " مسنده " ( 4 / 191 / 3512 ) و الطبراني في "

المعجم الكبير " ( 18 / 254 / 635 ) و " مسند الشاميين " ( ص 367 ) كلهم عن

إسحاق بن إبراهيم بن العلاء بن زبريق قال : حدثني عمرو بن الحارث بن الضحاك قال

: حدثني عبد الله بن سالم عن الزبيدي قال : حدثني عبد الرحمن بن أبي عوف أن

سويد بن جبلة حدثهم : أن # عرباض بن سارية # حدثهم يرده إلى رسول الله صلى الله

عليه وسلم أنه قال : فذكره , و زادوا إلا البزار : " يقول الرجل منكم لراعيه :

عليك بسر الوادي , فإنه أمرعه و أعشبه " . و قال البزار : " لا نعلمه عن

العرباض إلا هذا بهذا الإسناد " . قلت : و هو ضعيف لما يأتي . و قال الهيثمي (

10 / 171 ) : " رواه الطبراني , و رجاله وثقوا " . و قال في موضع آخر ( 10 /

398 ) : " رواه البزار , و رجاله ثقات " ! كذا قال , و قلده الأعظمي - كعادته -

, و أعجب منه ما فعله المناوي , فإنه نقل قول الهيثمي الأول , ثم قال عقبه : "

و به يعلم أن رمز المؤلف لحسنه تقصير , و حقه الرمز لصحته " ! و قلده القائمون

على طبع " الجامع الكبير " ( 1 / 5 / 588 / 1939 ) كعادتهم أيضا ! و وجه الخطأ

من ناحيتين : الأولى : أن قوله : " رجاله ثقات " لا يعني أن الإسناد صحيح , لما

تقدم بيانه أكثر من مرة , فكيف و هو تعقبه في قوله الأول : " رجاله وثقوا " ,

فإن هذا فيه إشارة إلى أن بعض رجاله وثقوا توثيقا مريضا . و يكثر من هذا

التعبير الحافظ الذهبي في كتابه " الكاشف " , و قد تتبعت قوله هذا في عشرات

التراجم , فوجدتها كلها أو جلها ممن تفرد ابن حبان بتوثيقه , و يقول فيهم و في

أمثالهم في " الميزان " : " مجهول " , و يقول الحافظ : " مقبول " . و في إسناد

هذا الحديث - كما ترى - سويد بن جبلة , و قد وثقه ابن حبان , لكن قد ذكر

البخاري أنه روى عنه أربعة من الثقات , أحدهم : حريز بن عثمان , و قد قال أبو

داود : " شيوخ حريز ثقات " , و لذلك ملت في " تيسير الانتفاع " إلى أنه صدوق ,

فليس هو علة هذا الحديث , و إنما هي التالية على التأكيد .

و الأخرى : إسحاق بن زبريق هذا , فإنه مختلف فيه و أورده ابن حبان في " الثقات

" ( 8 / 113 ) تبعا لقول ابن معين فيه : " لا بأس به " . لكن كذبه محمد بن عوف

الطائي الحمصي , و هو به أعرف من غيره لأنه من بلده , و لذلك قال الحافظ فيه :

" صدوق يهم كثيرا , و أطلق محمد بن عوف أنه يكذب " . و لهذا , فالنفس لا تطمئن

للاحتجاج بحديثه , و إنما للاستشهاد به , و لذلك خرجته هنا , فإن له شاهد عند

البخاري و غيره , تقدم تخريجه برقم ( 921 و 922 ) بخلاف حديث آخر له , كنت

خرجته بهذا الرقم , لكون الهيثمي ذكر أن له إسنادين أحدهما حسن ! فاتبعته على

ذلك لأن المصدر الذي عزاه إليه , و هو " الطبراني الكبير " لم يكن مطبوعا ,

فلما طبع و الحمد لله تبين أن مدار الإسنادين على ابن زبريق هذا , فنقلته إلى

" الضعيفة " لخلوه - فيما علمت - من شاهد , و هو برقم ( 5725 ) .

2146 " كان من تلبيته صلى الله عليه وسلم : لبيك إله الحق " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 180 :

أخرجه النسائي ( 2 / 18 ) و ابن ماجة ( 2 / 216 ) و ابن خزيمة ( 261 / 2 ) و

ابن حبان ( 975 ) و الحاكم ( 1 / 450 ) و البيهقي ( 5 / 45 ) و أحمد ( 2 / 341

و 352 و 476 ) و أبو نعيم ( 9 / 42 ) من طريق عبد العزيز بن عبد الله بن أبي

سلمة عن عبد الله بن الفضل عن الأعرج عن # أبي هريرة # مرفوعا . و قال الحاكم :

" صحيح على شرط الشيخين " , و وافقه الذهبي , و هو كما قالا . و أما النسائي

فقال : " لا أعلم أحدا أسند هذا عن عبد الله بن الفضل إلا عبد العزيز , و رواه

إسماعيل بن أمية عنه مرسلا " . قلت : عبد العزيز هذا ثقة ثبت محتج به في "

الصحيحين " و هو الماجشون , فزيادته مقبولة . ثم روى البيهقي من طريق محبوب بن

الحسن , حدثنا داود عن عكرمة عن ابن عباس : " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم

خطب بعرفات , فلما قال : لبيك اللهم لبيك , قال : إنما الخير خير الآخرة " .

قلت : و هذا إسناد حسن , رجاله رجال " الصحيح " , و في محبوب - و هذا لقبه ,

و اسمه محمد بن الحسن بن هلال - خلاف , و الراجح أنه حسن الحديث , و قد روى له

البخاري حديثا واحدا .

2147 " لعن الخامشة وجهها و الشاقة جيبها و الداعية بالويل و الثبور " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 181 :

أخرجه ابن ماجة رقم ( 1585 ) و ابن حبان ( 737 ) عن أبي أسامة عن عبد الرحمن

ابن يزيد بن جابر عن مكحول و القاسم عن # أبي أمامة # أن رسول الله صلى الله

عليه وسلم لعن ... قلت : و هذا إسناد حسن رجاله ثقات رجال مسلم غير القاسم و هو

ابن عبد الرحمن الدمشقي , صاحب أبي أمامة و هو حسن الحديث و قد قرن به مكحولا و

هو ثقة , فكان ينبغي أن يصحح الحديث لولا أنه مدلس و قد عنعنه .

2148 " لعن المختفي و المختفية " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 181 :

أخرجه البيهقي ( 8 / 270 ) من طريق يحيى بن صالح و أبي قتيبة حدثنا مالك عن أبي

الرجال عن عمرة عن # عائشة # رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم

لعن ... قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط البخاري , و لعله لم يخرجه للاختلاف في

إسناده , فقد أخرجه البيهقي من طريق الشافعي : أنبأ مالك عن أبي الرجال عن أمه

عمرة بنت عبد الرحمن أن النبي صلى الله عليه وسلم ... و قال : " و هذا مرسل و

هو الصحيح " , و قد تعقبه ابن التركماني فقال : " فيه أن يحيى بن صالح ثقة ,

أخرج له الشيخان و غيرهما , و أبو قتيبة سلم بن قتيبة أخرج له البخاري في "

صحيحه " , فهذان ثقتان زادا الوصل , فيقبل منهما . و تابعهما عبد الله بن عبد

الوهاب , فرواه عن مالك كذلك . أخرجه صاحب " التمهيد " , فظهر بهذا أن الصحيح

في هذا الحديث أنه موصول " . ( المختفي ) : هو نباش القبور .

2149 " لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم من يسم في الوجه " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 182 :

أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 140 / 2 ) قال : حدثنا أحمد بن سليمان

ابن أيوب المديني الأصبهاني أخبرنا محمد بن علي بن الحسن بن شقيق أخبرنا أبي

أخبرنا أبو حمزة عن عبد الكريم عن عكرمة عن # ابن عباس #به . قلت : و هذا

إسناد صحيح , رجاله كلهم ثقات , غير أحمد بن سليمان هذا , قال أبو نعيم في "

أخبار أصبهان " ( 1 / 109 ) : " توفي سنة تسع و تسعين و مائتين , يروي عن

العراقيين الحديث الكثير : سوار بن عبد الله و الوليد بن شجاع و زياد بن أيوب ,

و غيرهم من الثقات " . و ذكر أبو الشيخ في " طبقاته " ( ص 372 - منسوختنا ) أنه

من أهل المدينة , يكنى أبا محمد الوشاء . قلت : و الحديث أصله في " مسلم " ( 6

/ 163 ) من طريق أبي عبد الله مولى أم سلمة حدثه أنه سمع ابن عباس يقول : " رأى

رسول الله صلى الله عليه وسلم حمارا موسوم الوجه , فأنكر ذلك " . و هو رواية

للطبراني ( 3 / 99 / 2 ) . و له شاهد من حديث جابر قال : " مر حمار برسول الله

صلى الله عليه وسلم قد كوي في وجهه يفور منخراه من دم , فقال رسول الله صلى

الله عليه وسلم : لعن الله من فعل هذا . ثم نهى عن الكي في الوجه , و الضرب في

الوجه " . أخرجه مسلم و ابن حبان ( 2003 - 2005 ) و السياق له , و أبو داود (

2564 ) و لفظه : " أما بلغكم أني قد لعنت من وسم البهيمة في وجهها , أو ضربها

في وجهها ? ! فنهى عن ذلك " . و له شاهد آخر من حديث أنس قال : " رأى رسول الله

صلى الله عليه وسلم حمارا موسوما في وجهه , فقال : " فذكره . أخرجه البزار ( ص

249 - زوائده ) بسند صحيح كما قال مختصره .

2150 " لقد قرأتها , سورة ( الرحمن ) على الجن ليلة الجن , فكانوا أحسن مردودا منكم

, كنت كلما أتيت على قوله *( فبأي آلاء ربكما تكذبان )* , قالوا : لا بشيء من

نعمك ربنا نكذب , فلك الحمد " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 183 :

أخرجه الترمذي في " سننه " ( 2 / 234 ) عن زهير بن محمد عن محمد بن المنكدر عن

# جابر # رضي الله عنه قال : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على أصحابه فقرأ

عليهم ( سورة الرحمن ) من أولها إلى آخرها , فسكتوا , فقال : فذكره . و قال

الترمذي : " هذا حديث غريب , لا نعرفه إلا من حديث الوليد بن مسلم عن زهير بن

محمد , قال ابن حنبل : كأن زهير بن محمد الذي وقع بالشام ليس هو الذي يروى عنه

بالعراق , كأنه رجل آخر قلبوا اسمه يعني : لما يروون عنه من المناكير و سمعت

محمد بن إسماعيل البخاري يقول : أهل الشام يروون عن زهير بن محمد مناكير و أهل

العراق يروون عنه أحاديث مقاربة " . و من هذا الوجه أخرجه الحاكم ( 2 / 473 )

و قال : " صحيح على شرط الشيخين " , و وافقه الذهبي ! لكن للحديث شاهدا يتقوى

به , فقال ابن جرير ( 27 / 72 ) : حدثنا محمد بن عباد بن موسى و عمرو بن مالك

البصري قالا : حدثنا يحيى بن سليم الطائفي عن إسماعيل بن أمية عن نافع عن ابن

عمر مرفوعا به . و أخرجه البزار أيضا ( ص 221 - 222 زوائده ) : حدثنا عمرو بن

مالك حدثنا يحيى بن سليم به , و عنده في آخره : " فلك الحمد " , و قال : " لا

نعلمه عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا بهذا الإسناد " . قال الحافظ عقبه :

" و كلهم ثقات إلا شيخه فقد ضعفه الجمهور " . قلت : يعني عمرو بن مالك البصري ,

لكنه عند ابن جرير مقرون بمحمد بن عباد بن موسى و هو الملقب بـ " سندولا " , و

هو صدوق يخطىء , فأحدهما يقوي الآخر , لكن يحيى بن سليم الطائفي و إن كان صدوقا

من رجال الشيخين , فهو سيء الحفظ كما في " التقريب " لكن الحديث بمجموع

الطريقين لا ينزل عن رتبة الحسن . و الله أعلم .

2151 " لقنوا موتاكم : لا إله إلا الله , فإن نفس المؤمن تخرج رشحا و نفس الكافر

تخرج من شدقه كما تخرج نفس الحمار " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 184 :

أخرجه الطبراني في " الكبير " ( 3 / 77 / 1 ) عن عاصم عن أبي وائل عن # عبد

الله # رفعه . قلت : و هذا إسناد حسن , رجاله كلهم ثقات , على خلاف في عاصم - و

هو ابن أبي النجود - بسبب حفظه و الذي استقر عليه رأي المحققين فيه أنه وسط حسن

الحديث حجة ما لم يخالف . و لذلك قال الهيثمي ( 4 / 323 ) : رواه الطبراني في "

الكبير " و إسناده حسن .

2152 " لك في كل كبد حرى أجر " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 185 :

أخرجه الحميدي في " مسنده " ( 902 ) حدثنا سفيان قال : سمعت الزهري يخبر عن ابن

سراقة أو ابن أخي سراقة عن # سراقة # قال : " أتيت رسول الله صلى الله عليه

وسلم بالجعرانة فلم أدر ما أسأله عنه , فقلت : يا رسول الله ! إنى أملأ حوضي

أنتظر ظهري يرد علي , فتجيء البهمة فتشرب , فهل في ذلك من أجر ? فقال : رسول

الله صلى الله عليه وسلم ... " فذكره . قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط البخاري

إن كان الزهري سمعه عن ابن أخي سراقة , و اسمه عبد الرحمن بن مالك بن مالك بن

جعشم . و أما إن كان سمعه من ابن سراقة نفسه و اسمه محمد , فلم أعرفه و لم أره

في شيء من كتب الرجال التي عندي مثل " الجرح و التعديل " لابن أبي حاتم و "

الثقات " لابن حبان و " التاريخ " للبخاري و غيرها . لكن يرجح الأول أن محمد بن

إسحاق رواه أيضا عن الزهري عن عبد الرحمن بن مالك به . أخرجه ابن ماجة ( 2 /

294 ) و الحاكم ( 3 / 619 ) و أحمد ( 4 / 175 ) و غيرهم . و تابعهما صالح - و

هو ابن كيسان - لكنه قال : حدث ابن شهاب أن عبد الرحمن بن مالك أخبره أن أباه

أخبره أن سراقة بن مالك دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم ... الحديث نحوه

, فأدخل بين عبد الرحمن و سراقة أباه مالكا . أخرجه أحمد أيضا . و رجاله رجال

البخاري . ثم أخرجه من طريق معمر عن الزهري عن عروة بن الزبير عن سراقة بن مالك

به . و إسناده صحيح على شرط الشيخين . و أخرجه ابن حبان ( 860 ) من طريق ابن

وهب : حدثنا يونس عن ابن شهاب عن محمود بن الربيع أن سراقة بن مالك قال : فذكره

. و إسناده صحيح أيضا و الزهري إمام حافظ , فلا يستنكر منه أن يكون له في

الحديث عدة شيوخ كما لا يخفى على المشتغلين بهذا العلم الشريف . و للحديث شاهد

من رواية أسامة أن عمرو بن شعيب حدثه عن أبيه عن جده . " أن رجلا جاء إلى رسول

الله صلى الله عليه وسلم فقال : ... " فذكره . أخرجه أحمد ( 2 / 222 ) و سنده

حسن . و الرجل المذكور هو سراقة ابن مالك فيما يظهر . و الله أعلم .

2153 " للغازي أجره , و للجاعل أجره و أجر الغازي " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 186 :

رواه أبو داود ( 1 / 396 - تازية ) و الطحاوي في " المشكل " ( 4 / 272 ) و أبو

عوانة في " صحيحه " ( 21 / 1 ) و أحمد ( 2 / 174 ) عن ابن شفي عن شفي عن # عبد

الله بن عمرو بن العاص # مرفوعا . و من هذا الوجه رواه أبو موسى المديني في "

اللطائف " ( 66 / 1 ) عن الطبراني و غيره . قلت : و هذا إسناد صحيح , رجاله

كلهم ثقات .

2154 " للمسلم على المسلم أربع خلال : يشمته إذا عطس و يجيبه إذا دعاه و يشهده إذا

مات و يعوده إذا مرض " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 187 :

أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ( 923 ) و ابن ماجة ( 1 / 438 ) و ابن حبان

( 2064 ) و بحشل في " تاريخ واسط " ( ص 217 ) و الحاكم ( 1 / 349 و 4 / 264 ) و

أحمد ( 5 / 273 ) عن عبد الحميد بن جعفر عن أبيه عن حكيم بن أفلح عن # أبي

مسعود # عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره , و قال الحاكم : " صحيح على

شرط الشيخين " ! و وافقه الذهبي ! كذا قالا , و هو من أوهامهما لأمور : الأول :

أن حكيما هذا لم يخرج له الشيخان في " صحيحيهما " و إنما أخرج له البخاري في "

الأدب المفرد " كما رأيت . الثاني : أنه في عداد المجهولين , قال الذهبي في

ترجمته من " الميزان " : " تفرد عنه والد عبد الحميد بن جعفر " . قلت : و لذلك

لم يوثقه الحافظ و إنما قال : " مقبول " . الثالث : أن عبد الحميد ابن جعفر

إنما روى له البخاري تعليقا . و أبوه جعفر - و هو ابن عبد الله بن الحكم

الأنصاري - إنما روى له البخاري في "‏الأدب المفرد " أيضا . قلت : و من هنا

تعلم خطأ المعلق على " تهذيب الكمال " في قوله ( 7 / 162 ) : " و إسناده صحيح "

. نعم , صح الحديث من حديث أبي هريرة بلفظ : " حق المسلم على المسلم خمس ... و

في رواية : ست " . فذكر هذه الأربع و زاد : " إذا لقيته فسلم عليه و إذا

استنصحك فانصح له " . و هو مخرج فيما تقدم برقم ( 1832 ) .

( تنبيه ) : حكيم بن أفلح جاء في ترجمته من " تهذيب التهذيب " أنه ذكره ابن

حبان في " الثقات " . و لم أره في النسخة المطبوعة منه و لا جاء ذلك في أصله :

" تهذيب المزي " , لكن المعلق الفاضل عليه قد عزاه إليه و ذكره الهيثمي في

" ترتيب الثقات " . فالله أعلم .

2155 " لم تحل الغنائم لأحد سود الرءوس من قبلكم , كانت تنزل نار من السماء فتأكلها

" .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 188 :

أخرجه الترمذي ( 3084 ) و ابن حبان ( 1668 ) و الطحاوي في " المشكل " ( 4 / 292

) من طرق عن الأعمش عن أبي صالح عن # أبي هريرة # مرفوعا به . فلما كان يوم بدر

وقعوا في الغنائم قبل أن تحل لهم فأنزل الله : *( لولا كتاب من الله سبق لمسكم

فيما أخذتم عذاب عظيم )* . و قال الترمذي : " حديث حسن صحيح غريب من حديث

الأعمش " . قلت : و هو على شرط الشيخين . و للحديث طريق أخرى عن أبي هريرة ,

ستأتي برقم ( 2741 ) نحوه .

2156 " لقد قلت بعدك أربع كلمات , ثلاث مرات , لو وزنت بما قلت منذ اليوم لوزنتهن

: سبحان الله و بحمده عدد خلقه و رضا نفسه و زنة عرشه و مداد كلماته " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 188 :

أخرجه مسلم ( 8 / 83 ) و أبو داود ( 1503 ) و ابن خزيمة في " التوحيد " ( ص 107

) و ابن منده في " التوحيد " له ( 77 / 1 و 103 / 2 ) و كذا النسائي ( 1 / 198

- 199 ) و الترمذي ( 2 / 273 ) و ابن ماجة ( 3808 ) و أحمد ( 6 / 324 - 325 )

من طرق عن محمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة عن كريب عن ابن عباس عن # جويرية #

: " أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج من عندها بكرة حين صلى الصبح , و هي في

مسجدها ثم رجع بعد أن أضحى و هي جالسة , فقال : ما زلت على الحال التي فارقتك

عليها ? قالت نعم . قال النبي صلى الله عليه وسلم ... " فذكره . و لفظ النسائي

و الترمذي و أحمد : " ألا أعلمك كلمات لو عدلن بهن عدلتهن , أو لو وزن بهن

وزنتهن , يعني بجميع ما سبحت ? سبحان الله عدد خلقه , ثلاث مرات ... " الحديث و

قال الترمذي : " حديث حسن صحيح " . قلت : و هو على شرط مسلم و هو رواية لابن

خزيمة . و قد رويت هذه القصة من طريق أخرى و هي مع ضعف إسنادها مخالفة لهذه

القصة الصحيحة من وجوه منها أن التسبيح كان عدا بالنوى أو الحصى , و قد بينت

ذلك في " الضعيفة " ( 1 / 131 ) , فليرجع إليه من شاء .

2157 " لا , و لكن نهيت عن صوتين أحمقين فاجرين : صوت عند مصيبة , خمش وجوه , و شق

جيوب , و رنة شيطان " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 189 :

أخرجه الترمذي ( 1 / 187 ) و الحاكم ( 4 / 41 ) و البيهقي ( 4 / 69 ) و البزار

( ص 78 ) و عبد بن حميد في " المنتخب من المسند " ( 110 / 2 - 111 / 1 )

و البغوي في " شرح السنة " ( 1 / 169 / 1 ) و الضياء في " المختارة " ( 10 / 99

/ 2 ) عن ابن أبي ليلى عن عطاء عن # جابر بن عبد الله # قال : " أخذ النبي صلى

الله عليه وسلم بيد عبد الرحمن بن عوف فانطلق به إلى ابنه إبراهيم , فوجده يجود

بنفسه , فأخذه النبي صلى الله عليه وسلم , فوضعه في حجره , فبكى , فقال له عبد

الرحمن : أتبكي ! أولم تكن نهيت عن البكاء ? قال " ... " فذكره , و قال الترمذي

: " حديث حسن " . قلت : ابن أبي ليلى - و اسمه محمد بن عبد الرحمن - سيء الحفظ

, فالظاهر أنه يعني أنه حسن لغيره لطرقه , و قد وقفت منها على حديث أنس بإسناد

حسن سبق تخريجه برقم ( 427 ) . و وجدت له طريقا أخرى عنه , فقال ابن السماك في

" الأول من حديثه " ( ق 87 / 2 ) : حدثنا الحسين حدثنا عبيد بن عبد الرحمن

التميمي قال : حدثني عيسى بن طهمان عن أنس به نحو حديث ابن أبي ليلى . لكن عبيد

هذا أورده ابن أبي حاتم ( 2 / 2 / 410 ) و كناه بأبي محمد البزار , روى عنه أبو

أسامة الكلبي , و قال عن أبيه : " لا أعرفه , و الحديث الذي رواه كذب " . و

الحديث الذي أشار إليه لم أعرفه , و هو غير هذا قطعا . و الله أعلم .

2158 " لما صور الله تبارك و تعالى آدم عليه السلام تركه , فجعل إبليس يطوف به ينظر

إليه , فلما رآه أجوف , قال : ظفرت به خلق لا يتمالك " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 190 :

رواه عبد الله بن أحمد في " الزهد " ( ص 48 ) و ابن عساكر ( 2 / 310 / 1 ) عن

هدبة بن خالد حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن # أنس # مرفوعا . قلت : و هذا سند

صحيح على شرط مسلم و قد أخرجه في " صحيحه " ( 8 / 31 ) من طريقين آخرين عن حماد

به دون قوله : " ظفرت به " , و لذلك استدركه الحاكم عليه ( 2 / 542 ) من طريق

عفان بن مسلم : حدثنا حماد بن سلمة بهذه الزيادة و قال : " صحيح على شرط مسلم "

و وافقه الذهبي . و رواه ابن سعد ( 1 / 6 ) و أحمد ( 3 / 152 و 229 و 240 و 254

) و البيهقي في " الأسماء " ( ص 386 ) .

2159 " لما نفخ الله في آدم الروح , فبلغ الروح رأسه عطس , فقال : الحمد لله رب

العالمين , فقال له تبارك و تعالى : يرحمك الله " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 191 :

أخرجه ابن حبان ( 2081 ) و الحاكم ( 4 / 263 ) من طريقين عن حماد بن سلمة عن

ثابت عن # أنس # مرفوعا , إلا الحاكم فموقوفا , و قال : " صحيح على شرط مسلم ,

و إن كان موقوفا " , و وافقه الذهبي و هو كما قالا . و للحديث شاهد مرفوع من

حديث أبي هريرة و هو مخرج في " تخريج السنة لابن أبي عاصم " ( 204 و 205 ) .

( تنبيه ) : أورد السيوطي الحديث في " الجامع الصغير " دون " الكبير " برواية

المذكورين بزيادة : " مارت و طارت " . و ليست عندهما , فلا أدري من أين وقعت

إليه ?

2160 " لن يدخل النار رجل شهد بدرا و الحديبية " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 191 :

أخرجه أحمد ( 3 / 396 ) عن أبي بكر بن عياش : حدثني الأعمش عن أبي سفيان عن

# جابر # مرفوعا . قلت : و إسناد جيد , رجاله ثقات رجال الصحيح . و في رواية له

( 6 / 362 ) من طريق زائدة عن سليمان ( هو الأعمش ) عن أبي سفيان عن جابر عن أم

مبشر قالت : " جاء غلام حاطب , فقال : والله لا يدخل حاطب الجنة ! فقال رسول

الله صلى الله عليه وسلم : كذبت , قد شهد بدرا و الحديبية " . قلت : و هذا

إسناد صحيح على شرط مسلم . و تابعه أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله يقول :

أخبرتني أم مبشر أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول عند حفصة : لا يدخل

النار إن شاء الله من أصحاب الشجرة أحد الذين بايعوا تحتها . قالت : بلى يا

رسول الله ! فانتهرها , فقالت حفصة : *( و إن منكم إلا واردها )* <1> فقال

النبي صلى الله عليه وسلم : قد قال الله عز وجل : *( ثم ننجي الذين اتقوا و نذر

الظالمين فيها جثيا )* <2> " . أخرجه مسلم ( 7 / 169 ) و رواه أحمد ( 3 / 350 )

مختصرا و ابن سعد ( 2 / 100 - 101 ) بتمامه من طريق وهب بن منبه عن جابر به . و

المروزي في " زوائد الزهد " ( 1417 ) من طريق أبي الزبير . و في رواية لمسلم

عنه : " أن عبدا لحاطب جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم يشكو حاطبا , فقال :

يا رسول الله ! ليدخلن حاطب النار , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كذبت

, لا يدخلها , فإنه شهد بدرا و الحديبية " . و أخرجه أحمد أيضا ( 3 / 325 و 349

) . و خالفهم خداش عن أبي الزبير به مرفوعا بلفظ : " ليدخلن الجنة من بايع تحت

الشجرة , إلا صاحب الجمل الأحمر " . أخرجه الترمذي ( 3862 ) , و قال : " حديث

حسن غريب " . و أقول : هو بهذا الاستثناء منكر عندي لأن خداشا هذا مع كونه لين

الحديث كما في " التقريب " , فقد أتى بهذه الزيادة , " الاستثناء " , دون

الثقات الذين رووه عن أبي الزبير , فهي منكرة .

-----------------------------------------------------------

[1] مريم : الآية : 71 . اهـ .

[2] مريم : الآية : 72 . اهـ .

2161 " لن يلج الدرجات العلى من تكهن أو تكهن له , أو رجع من سفر تطيرا " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 193 :

رواه تمام في " الفوائد " ( 224 / 1 رقم 2307 - نسختي ) عن محمد بن عبد الله بن

سليمان الحضرمي الكوفي حدثنا يحيى بن داود حدثنا إبراهيم بن يزيد حدثنا رقبة بن

مصقلة عن رجاء بن حيوة عن أم الدرداء عن # أبي الدرداء # مرفوعا . كتب ابن

المحب على هامش " الفوائد " ما نصه : " رواه الطبراني عن محمد بن عبد الله

الحضرمي و قال : " عن " و فيه : ( عن عبد الملك بن عمير عن رجاء بن حيوة ) " .

قلت : و هذا إسناد جيد , رجاله ثقات رجال الشيخين غير يحيى بن داود بن ميمون

الواسطي , ذكره ابن حبان في " الثقات " , و قال ( 9 / 266 ) : " مستقيم الحديث

" . و إبراهيم بن يزيد , و هو ابن مردانبة القرشي المخزومي , مولى عمرو بن حريث

, و هو صدوق . و الحديث قال المنذري ( 4 / 53 ) و تبعه الهيثمي ( 5 / 118 ) :

" رواه الطبراني بإسنادين , رواة أحدهما ثقات " .

2162 " لو آمن بي عشرة من اليهود ما بقي على ظهرها يهودي إلا أسلم " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 194 :

رواه البخاري ( 6 / 220 - فتح ) و ابن الضريس في " أحاديث مسلم بن إبراهيم

الأزدي " ( 4 / 2 ) : حدثنا قرة بن خالد حدثنا محمد بن سيرين عن # أبي هريرة #

قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره , و اللفظ لابن الضريس و لفظ

البخاري مختصر : " ... لآمن بي اليهود " . و تابعه أبو هلال قال : حدثنا محمد

ابن سيرين به , و لفظه : " لو آمن بي عشرة من أحبار اليهود , لآمن بي كل يهودي

على وجه الأرض " . أخرجه أحمد ( 2 / 346 و 363 و 416 ) . و أبو هلال - اسمه

محمد بن سليم الراسبي - صدوق فيه لين . و الحديث عزاه المناوي لمسلم , و لم أره

عنده .

2163 " لو أخذتم إهابها , يطهرها الماء و القرظ " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 194 :

أخرجه أبو داود ( 4126 ) و النسائي ( 2 / 191 ) و الدارقطني ( ص 17 ) و البيهقي

( 1 / 19 ) و أحمد ( 6 / 334 ) عن كثير بن فرقد عن عبد الله بن مالك بن حذافة

عن أمه العالية بنت سبيع قالت : " كان لي غنم بأحد , فوقع فيها الموت , فدخلت

على # ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم # , فذكرت ذلك لها , فقالت : لو

أخذت جلودها فانتفعت بها . فقلت : أو يحل ذلك ? قالت : نعم . مر على رسول الله

صلى الله عليه وسلم رجال من قريش يجرون شاة لهم مثل الحمار , فقال لهم رسول

الله صلى الله عليه وسلم : لو أخذتم إهابها . قالوا : إنها ميتة . فقال رسول

الله صلى الله عليه وسلم : يطهرها الماء و القرظ " . قلت : و هذا إسناد ضعيف .

العالية بنت سبيع لم يرو عنها غير ابنها عبد الله بن مالك بن حذافة . و هذا لم

يرو عنه سوى كثير بن فرقد , و قال الذهبي : " فيه جهالة " . لكن للحديث شاهد

قوي من حديث ابن عباس نحوه , و فيه : " أوليس في الماء و القرظ ما يطهرها ? " .

أخرجه الدارقطني و البيهقي من طريق عمرو بن الربيع بن طارق : حدثنا يحيى بن

أيوب عن عقيل عن الزهري عن عبيد الله عن ابن عباس مرفوعا به . و هذا إسناد صحيح

على شرط الشيخين . ( القرظ ) : ورق السلم يدبغ به .

2164 " لو أفلت أحد من ضمة القبر , لأفلت منها هذا الصبي " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 195 :

أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 1 / 193 / 1 ) : حدثنا الحسين بن إسحاق

التستري أخبرنا عثمان بن أبي شيبة أخبرنا وكيع عن حماد بن سلمة عن ثمامة بن عبد

الله بن أنس عن البراء بن عازب عن # أبي أيوب # رضي الله عنهما : " أن صبيا دفن

, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ...‏" فذكره . قلت : و هذا إسناد رجاله

كلهم ثقات رجال مسلم غير التستري هذا , ترجمه الذهبي في " الأعلام " ( 14 / 57

) برواية جمع عنه , مات سنة ( 290 ) و قال : " و كان من الحفاظ الرحالة , أكثر

عنه الطبراني " . و أما قول الهيثمي ( 3 / 47 ) : " رواه الطبراني في " الكبير

" و رجاله رجال الصحيح " . فهو على ما جرى عليه من عدم قصده بمثل هذه الكلمة من

دون شيخ مسلم في " الصحيح " في سند الحديث , و هو هنا عثمان بن أبي شيبة , و لا

يخفى ما في ذلك من التساهل . و خالفه إبراهيم بن الحجاج السامي , فقال : حدثنا

حماد بن سلمة عن ثمامة بن عبد الله بن أنس عن أنس به . أخرجه الطبراني في "

الأوسط " ( 1 / 82 / 1 ) و ابن عدي في " الكامل " ( ق 48 / 2 ) و الضياء في "

المختارة " ( 70 / 1 ) و قال : " رواه أبو سلمة موسى بن إسماعيل عن حماد عن

ثمامة أن النبي صلى الله عليه وسلم . مرسل . قلت : و قد رواه غير واحد متصلا

كما أخرجناه , منهم المؤمل بن إسماعيل و العلاء بن عبد الجبار . و الله أعلم "

. ثم قال : " قال الدارقطني : رواه حرمي بن عمارة و سعيد بن عاصم الملحي - شيخ

بصري - عن حماد عن ثمامة عن أنس . و خالفهما وكيع و أبو عمرو الحوضي , روياه عن

حماد عن ثمامة مرسلا , و هو الصحيح " . كذا قال , و متابعة إبراهيم بن الحجاج

السامي - و هو ثقة - للمذكورين مما يقوي الوصل . و الله أعلم . و لعل رواية

ثمامة هذه عن أنس أرجح من روايته عن البراء , فقد قال ابن عدي : " ثمامة بن عبد

الله أرجو أنه لا بأس به , و أحاديثه قريبة من غيره و هو صالح فيما يرويه عن

أنس عندي " . قلت : و قد احتج به الشيخان و غيرهما , و وثقه أحمد و النسائي و

سواهما . و حماد بن سلمة ثقة من رجال مسلم . و الله أعلم .

2165 " لو أن حجرا يقذف به في جهنم , هوى سبعين خريفا قبل أن يبلغ قعرها " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 197 :

أخرجه أبو يعلى ( 4 / 1739 ) و البزار ( 315 ) و ابن حبان ( 2609 ) عن جرير بن

عبد الحميد عن عطاء بن السائب عن أبي بكر بن أبي موسى الأشعري عن # أبي موسى

الأشعري # مرفوعا به . قلت : و هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير

عطاء بن السائب فمن رجال البخاري وحده , و كان اختلط , و مع ذلك قال الحافظ في

" زوائد البزار " : " إسناده حسن " ! و أما الهيثمي فعزاه في " المجمع " ( 10 /

389 ) للبزار و الطبراني دون أبي يعلى ! ثم أعله بمحمد بن أبان , و لا ذكر له

في إسنادهم ! لكن للحديث شواهد تدل على أنه قد حفظ :

الأول : عن أبي هريرة قال : " والذي نفس أبي هريرة بيده إن قعر جهنم لسبعون

خريفا " . أخرجه مسلم في " صحيحه " ( 1 / 130 ) و هو موقوف في حكم المرفوع و قد

جاء عنه مرفوعا من طريق أبي حازم عنه قال : " كنا مع رسول الله صلى الله عليه

وسلم إذا سمع وجبة , فقال : تدرون ما هذا ? قال : قلنا : الله و رسوله أعلم ,

قال : هذا حجر رمي به في النار منذ سبعين خريفا , فهو يهوي في النار الآن حتى

انتهى إلى قعرها " . أخرجه مسلم ( 8 / 150 ) و أحمد ( 2 / 371 ) . و أخرجه

الحاكم ( 4 / 606 ) من طريق عقبة بن أبي الحسناء عن أبي هريرة مرفوعا بلفظ :

" لو أخذ سبع خلفات بشحومهن فألقين من شفر جهنم , ما انتهين إلى آخرها سبعين

عاما " , و سكت عليه . و قال الذهبي : " قلت : سنده صالح " ! كذا قال , و عقبة

مجهول كما في الميزان ! الثاني : عن خالد بن عمير العدوي قال : خطبنا عتبة بن

غزوان فحمد الله و أثنى عليه , ثم قال : أما بعد ... فإنه قد ذكر لنا أن الحجر

يلقى في شفة جهنم , فيهوي فيها سبعين عاما لا يدرك لها قعرا . رواه مسلم ( 8 /

215 ) و أحمد ( 4 / 174 ) . و رواه الترمذي ( 2578 ) من طريق الحسن قال : قال

عتبة بن غزوان على منبرنا هذا منبر البصرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

فذكره نحوه , و قال : " لا نعرف للحسن سماعا من عتبة بن غزوان , و إنما قدم

عتبة البصرة في زمن عمر , و ولد الحسن لسنتين بقيتا من خلافة عمر " .

الثالث : عن أبي سعيد الخدري مرفوعا بلفظ : " ويل واد في جهنم يهوي فيه الكافر

سبعين خريفا قبل أن يبلغ قعرها " . أخرجه الترمذي ( 3164 ) و أحمد ( 3 / 75 )

عن ابن لهيعة عن دراج عن أبي الهيثم عنه به . و قال الترمذي : " حديث غريب لا

نعرفه مرفوعا إلا من حديث ابن لهيعة " ! قلت : كذا قال , و قد عرفه غيره من

حديث غيره , فقد تابعه عمرو بن الحارث عن دراج به . أخرجه ابن حبان ( 2610 ) .

إلا أن دراجا صاحب مناكير .

الرابع : عن أنس بن مالك مرفوعا بلفظ : " لو أن حجرا بسبع خلفات شحومهن و

أولادهن , ألقي في جهنم , لهوى سبعين عاما لا يبلغ قعرها " . أخرجه أبو يعلى (

3 / 1014 ) عن يزيد الرقاشي عنه . قلت : و رجاله ثقات , غير يزيد الرقاشي , فهو

ضعيف , لكن يشهد له ما بعده .

الخامس : عن بعض أهل العلم أن معاذ بن جبل كان يخبر أن رسول الله صلى الله عليه

وسلم قال : فذكره مثل حديث أنس . رواه الطبراني , و رواته رواة الصحيح , إلا أن

الراوي عن معاذ لم يسم كما في " الترغيب " ( 4 / 231 ) و " مجمع الزوائد " ( 10

/ 389 ) . و ذكر له شاهدا من حيث أبي أمامة عند الطبراني بإسناد فيه ضعفاء , قد

وثقهم ابن حبان .

2166 " أمرني خليلي صلى الله عليه وسلم بسبع : أمرني بحب المساكين و الدنو منهم ,

و أمرني أن أنظر إلى من هو دوني و لا أنظر إلى من هو فوقي , و أمرني أن أصل

الرحم و إن أدبرت , و أمرني أن لا أسأل أحدا شيئا , و أمرني أن أقول بالحق و إن

كان مرا , و أمرني أن لا أخاف في الله لومة لائم , و أمرني أن أكثر من قول : "

لا حول و لا قوة إلا بالله " , فإنهن من كنز تحت العرش , ( و في رواية : فإنها

كنز من كنوز الجنة ) " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 200 :

أخرجه الإمام أحمد ( 5 / 159 ) و السياق له و ابن حبان في " صحيحه " ( 2041 ) و

الرواية الأخرى له و الطبراني في " المعجم الصغير " ( ص 157 - هند ) و الخرائطي

في " مكارم الأخلاق " ( ص 25 ) و البيهقي في " السنن " ( 10 / 91 ) و كذا أبو

نعيم في الحلية ( 2 / 357 ) و الخطيب في " التاريخ " ( 5 / 254 ) من طرق عن

محمد بن واسع عن عبد الله بن صامت عن # أبي ذر # قال : فذكره . قلت : و هذا

إسناد صحيح , رجاله كلهم ثقات . و تابعه بديل بن ميسرة عن عبد الله بن الصامت

به دون الوصية الرابعة و هي رواية ابن حبان . أخرجه البزار ( 3309 ) . و تابعه

عمر مولى غفرة عن محمد بن كعب عن أبي ذر به دون الوصية الرابعة و السادسة .

أخرجه أحمد و ابنه عبد الله ( 5 / 173 ) . و عمر هذا ضعيف , و لقد أعجبني -

والله - قوله عقب الحديث : " لا أعلم بقي فينا من الخمس إلا هذه : قولنا : ( لا

حول و لا قوة إلا بالله ) " .

2167 " لو تعلمون قدر رحمة الله عز وجل لاتكلتم و ما عملتم من عمل و لو علمتم قدر

غضبه ما نفعكم شيء " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 200 :

رواه ابن أبي الدنيا في " حسن الظن " ( 2 / 193 / 1 ) عن موسى الأسواري عن عطية

عن # ابن عمر # مرفوعا . قلت : و عطية ضعيف . لكن قال الهيثمي ( 10 / 213 ) : "

رواه البزار , و إسناده حسن " ! كذا قال , و بالرجوع إلى " زوائد البزار "

للهيثمي ( 4 / 85 / 3256 ) تبين أنه عند البزار من طريق الحجاج عن عطية نفسه !

مع كون الحجاج - و هو ابن أرطأة - مدلسا . و مع ذلك سكت عنه الأعظمي في تعليقه

على " الزوائد " ! ثم رواه ابن أبي الدنيا من طريق قتادة مرسلا نحوه .

قلت : فالحديث حسن , و الله أعلم .

2168 " لو تعلمون ما ذخر لكم ما حزنتم على ما زوي عنكم و ليفتحن لكم فارس و الروم "

.

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 201 :

أخرجه أحمد ( 4 / 128 ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 2 / 14 ) عن إسماعيل بن

عياش عن ضمضم بن زرعة عن شريح بن عبيد قال : قال # العرباض بن سارية # : " كان

النبي صلى الله عليه وسلم يخرج علينا في الصفة و علينا الحوتكية فيقول : "

فذكره . قلت : إسناده شامي صحيح , رجاله كلهم ثقات , و في ضمضم كلام يسير لا

يضر , و قد وثقه جماعة كما تقدم ( 2 / 144 ) . و شريح سمع معاوية كما قال

البخاري , و قد مات قبل العرباض بأكثر من عشر سنين . و الحديث قال الهيثمي ( 10

/ 261 ) : " رواه أحمد , و رجاله وثقوا " ! نقله المناوي في " الفيض " , ثم عقب

عليه بقوله : " و من ثم رمز المؤلف لصحته " ! قلت : و لا يخفى ما فيه . و بناء

عليه صحح إسناده في " التيسير " !

2169 " لو تعلمون ما لكم عند الله عز وجل , لأحببتم لو أنكم تزدادون حاجة و فاقة " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 202 :

أخرجه الترمذي ( 2369 ) و ابن حبان ( 2538 ) و أحمد ( 6 / 18 - 19 ) و أبو نعيم

في " الحلية " ( 2 / 17 ) عن حيوة بن شريح : أخبرني أبو هانىء عن عمرو بن مالك

أنه سمع # فضالة بن عبيد # يقول : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى

بالناس خر رجال من قامتهم في الصلاة , لما بهم من الخصاصة و هم من أصحاب الصفة

حتى يقول الأعراب : إن هؤلاء مجانين , فإذا قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم

الصلاة انصرف إليهم , فقال : " فذكره , و قال الترمذي : " حديث حسن صحيح " .

قلت : و إسناده صحيح , رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي هانىء , و هو ثقة .

2170 " لو خرجتم إلى إبلنا , فأصبتم من أبوالها و ألبانها " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 202 :

رواه أبو عبيد في " الغريب " ( 28 / 2 ) : حدثناه هشيم عن عبد العزيز بن صهيب و

حميد الطويل عن # أنس # عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث الرهط العرنيين

الذين قدموا عليه المدينة فاجتووها , فقال : لو ... الحديث , ففعلوا فصحوا ,

فمالوا على الرعاء فقتلوهم و استاقوا الإبل و ارتدوا عن الإسلام , فأرسل النبي

صلى الله عليه وسلم في آثارهم , فأتي بهم , فقطع أيديهم و أرجلهم و سمل أعينهم

و تركوا بالحرة حتى ماتوا . و أخرجه ابن ماجة ( 3503 ) و الطحاوي في " المشكل "

( 2 / 223 ) و أحمد ( 3 / 107 و 205 ) من طرق أخرى عن حميد وحده . قلت : و

إسناده صحيح على شرط الشيخين و قد أخرجاه بنحوه , فانظر " الإرواء " ( 177 ) .

2171 " لو قلت : ( بسم الله ) , لطارت بك الملائكة و الناس ينظرون إليك " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 203 :

رواه الطبراني ( 13 / 2 ) عن سليمان بن أيوب حدثني أبي عن جدي عن موسى بن طلحة

عن أبيه قال : لما كان يوم أحد أصابني السهم , فقلت : حس , فقال : فذكره .

قلت : و هذا سند ضعيف من أجل سليمان هذا , فإنه صاحب مناكير كما في " الميزان "

. لكنه لم يتفرد به , فقد رواه أبان بن سفيان حدثنا هشيم عن إبراهيم بن محمد بن

طلحة عن موسى بن طلحة به نحوه . أخرجه ابن شاهين في " السنة " ( رقم 81 -

منسوختي ) . لكن أبان بن سفيان , قال الدارقطني : " جزري متروك " . و تابعه

الحسين بن الفرج حدثنا محمد بن عمر عن الضحاك بن عثمان حدثه مخرمة بن سليمان

الوالبي عن إبراهيم بن محمد به . أخرجه الحاكم ( 3 / 369 ) . قلت : و سكت عليه

هو و الذهبي و هو ضعيف جدا , محمد بن عمر - و هو الواقدي - متهم بالكذب . و

الحسين بن الفرج متروك . لكن للحديث شاهدا من رواية أبي الزبير عن جابر بن عبد

الله مرفوعا بلفظ : " لو قلت : بسم الله , لرفعتك الملائكة و الناس ينظرون " .

و فيه قصة . أخرجه النسائي ( 2 / 60 ) , و عزاه ابن كثير في " البداية " ( 4 /

26 ) للبيهقي في " الدلائل " فقط , و زاد : " حتى تلج بك في جو السماء " . قلت

: و رجال إسناده ثقات كلهم على شرط مسلم , لكن أبو الزبير مدلس و قد عنعنه . و

بالجملة , فالحديث حسن بمجموع هذه الطرق . و الله أعلم . و سأعيد تخريجه بزيادة

تحقيق إن شاء الله برقم ( 2796 ) .

2172 " لو كانت سورة واحدة لكفت الناس " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 204 :

أخرجه أبو داود ( 1 / 385 ) و الطحاوي في " المشكل " ( 2 / 424 ) و أحمد ( 3 /

80 ) و ابنه عبد الله أيضا عن جرير عن الأعمش عن أبي صالح عن # أبي سعيد الخدري

# قال - و السياق لأحمد - : " جاءت امرأة صفوان بن المعطل إلى النبي صلى الله

عليه وسلم و نحن عنده , فقالت : يا رسول الله ! إن زوجي صفوان بن المعطل يضربني

إذا صليت و يفطرني إذا صمت و لا يصلي صلاة الفجر حتى تطلع الشمس , قال : و

صفوان عنده , قال : فسأله عما قالت ? فقال : يا رسول الله ! أما قولها : "

يضربني إذا صليت " , فإنها تقرأ سورتين , فقد نهيتها عنها , قال : فقال ( فذكره

) . و أما قولها : " يفطرني " , فإنها تصوم و أنا رجل شاب , فلا أصبر , قال :

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ : لا تصومن امرأة إلا بإذن زوجها ,

قال : و أما قولها : " بأني لا أصلي حتى تطلع الشمس " , فإنا أهل بيت قد عرف

لنا ذاك , لا نكاد نستيقظ حتى تطلع الشمس , قال : فإذا استيقظت فصل " . قلت : و

هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين , و قواه الحافظ في " الفتح " ( 8 / 371 ) . و

تابعه أبو بكر عن الأعمش به . أخرجه أحمد ( 3 / 84 - 85 ) . قلت : و إسناده

صحيح على شرط البخاري . و الحديث مضى برواية أبي داود تحت الحديث ( 395 ) .

2173 " لو كنتم تغرفون من بطحان ما زدتم " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 205 :

أخرجه الحاكم ( 2 / 178 ) و أحمد ( 3 / 448 ) من طرق صحيحة عن يحيى بن سعيد عن

محمد بن إبراهيم التيمي قال : حدثنا # أبي حدرد الأسلمي # : " أنه أتى النبي

صلى الله عليه وسلم يستعينه في مهر امرأة , فقال : كم أمهرتها ? فقال : مائتي

درهم , فقال صلى الله عليه وسلم ... " فذكره .

و قال الحاكم : " صحيح الإسناد " , و وافقه الذهبي .

قلت : و هو كما قالا . و خالفهم إسماعيل بن عياش فقال : عن يحيى بن سعيد عن

محمد بن إبراهيم عن عبد الله بن أبي حدرد الأسلمي عن أبيه به . فزاد فيه عبد

الله بن أبي حدرد . أخرجه الدولابي في " الكنى " ( 1 / 25 ) .

قلت : و هذه الزيادة منكرة , لتفرد إسماعيل بن عياش و هو ضعيف في روايته عن

الحجازيين , و هذه منها .

2174 " لو لم أحتضنه , لحن إلى يوم القيامة . يعني الجذع الذي كان يخطب إليه " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 206 :

أخرجه البخاري في " التاريخ " ( 4 / 1 / 26 ) و الدارمي ( 1 / 18 - 19 و 367 )

و ابن ماجة ( 1 / 433 ) و أحمد ( 1 / 249 و 266 - 267 و 363 ) و البغوي في "

حديث هدبة بن عمار " ( 1 / 257 - 258 ) و الضياء في " المختارة " ( 1 / 508 )

من طرق عن حماد بن سلمة عن عمار بن أبي عمار عن ابن عباس و عن ثابت عن # أنس #

: " أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخطب إلى جذع , فلما اتخذ المنبر ذهب إلى

المنبر فحن الجذع , فأتاه و احتضنه , فسكن , فقال : ... " , فذكره . قلت : و

هذا إسناد صحيح على شرط مسلم من الوجهين و قد أخرجه من الوجه الأول ابن سعد في

" الطبقات " ( 1 / 252 ) و كذا الطبراني في " الكبير " ( 3 / 179 / 1 ) و أبو

موسى المديني في " اللطائف " ( ق 78 / 2 ) . و رواه حماد أيضا عن حبيب بن

الشهيد عن الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا . أخرجه البغوي أيضا . و

تابعه الصعق قال : سمعت الحسن يقول : فذكره أتم منه . أخرجه الدارمي , و خالفه

المبارك بن فضالة فرواه عن الحسن عن أنس بن مالك به مختصرا . أخرجه أبو يعلى في

" مسنده " ( 5 / 142 / 2756 ) و ابن خزيمة في " صحيحه " ( 1776 ) و ابن حبان

أيضا ( 574 - موارد ) . ثم أخرجه الدارمي و الترمذي ( 3631 ) و صححه , و ابن

خزيمة في " صحيحه " ( 1777 ) من طريق أخرى عن عكرمة بن عمار حدثنا إسحاق بن أبي

طلحة حدثنا أنس بن مالك " أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقوم يوم الجمعة

فيسند ظهره إلى جذع منصوب في المسجد فيخطب الناس , فجاءه رومي , فقال : ألا

أصنع لك شيئا تقعد عليه و كأنك قائم ? فصنع له منبرا له درجتان , و يقعد على

الثالثة , فلما قعد نبي الله صلى الله عليه وسلم على ذلك المنبر خار الجذع

كخوار الثور حتى ارتج المسجد حزنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم , فنزل

إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم من المنبر فالتزمه و هو يخور , فلما التزمه

رسول الله صلى الله عليه وسلم سكن , ثم قال : أما والذي نفس محمد بيده لو لم

ألتزمه لما زال هكذا إلى يوم القيامة حزنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ,

فأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم , فدفن " . قلت : و إسناده جيد , و هو

على شرط مسلم . و له شاهد من حديث جابر مختصرا من ثلاث طرق صحيحة عنه . رواه

البخاري ( 3584 و 3585 ) و الدارمي ( 2 / 366 - 367 ) و النسائي ( 1 / 207 ) و

ابن ماجة ( 1417 ) و أحمد ( 3 / 306 , 324 ) . و آخر من حديث ابن عمر رواه

البخاري ( 3583 ) و أحمد ( 2 / 23 و 109 ) و صححه الترمذي ( رقم 506 ) .

2175 " لو يعلم الذي يشرب و هو قائم ما في بطنه لاستقاء " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 207 :

أخرجه عبد الرزاق ( 19588 ) و عنه البيهقي ( 7 / 282 ) : أخبرنا معمر عن الزهري

عن # أبي هريرة # مرفوعا . قلت : و هذا منقطع , و قد وصله زهير بن محمد فقال :

أنبأنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن أبي هريرة به

. و زهير هذا هو ابن قمير المروزي , و هو من شيوخ ابن ماجة الثقات , لكن نقل

المناوي عن الذهبي أنه قال : " هذا منكر " . قلت : لكن قد صح موصولا من طريق

أخرى , فقال عبد الرزاق أيضا ( 19589 ) عن معمر عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي

هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله . قال : فبلغ ذلك عليا فدعا بماء فشرب

و هو قائم . و أخرجه الطحاوي من طريق أخرى عن عبد الرزاق , فقال في " مشكل

الآثار " ( 3 / 18 ) : حدثنا فهد بن سليمان حدثنا سلمة بن شبيب قال : حدثنا عبد

الرزاق عن معمر به . و سلمة بن شبيب ثقة من شيوخ مسلم . فالإسناد صحيح على شرط

الشيخين , فلا تغتر بتخريج المناوي للحديث , فإنه قاصر يوهم أنه معلول لأنه لم

يذكره إلا من طريق زهير الموصولة التي أنكرها الذهبي و من الطريق الأولى

المنقطعة ! و لم يتعرض لذكر الطريق الأولى الموصولة عند عبد الرزاق , و عنه

البيهقي أيضا ! و قد روي الحديث عن أبي هريرة مرفوعا بلفظ آخر , و لكنه معلول و

لذلك أوردته في " الضعيفة " ( 927 ) , و ذكرت له هناك شاهدا قويا عن أبي هريرة

أيضا , فراجعه .

2176 " ليتخذ أحدكم قلبا شاكرا و لسانا ذاكرا و زوجة صالحة تعينه على أمر الآخرة " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 208 :

رواه الترمذي ( 3093 ) و ابن ماجة ( 1 / 571 ) و أحمد ( 5 / 278 و 282 ) و أبو

نعيم في " الحلية " ( 1 / 182 و 182 - 183 ) و الحافظ ابن حجر في " الأحاديث

العاليات " ( رقم 15 ) عن سالم بن أبي الجعد عن # ثوبان # مرفوعا . و قال

الترمذي : " حديث حسن " . قال الحافظ : " و له شواهد رواها ابن مردويه و غيره "

. قلت : قد ذكرت بعضها في " تخريج الترغيب " ( 3 / 68 ) .‏و له شاهد آخر في "

مسند " أحمد ( 5 / 366 ) عن صحابي لم يسم . قلت : و فيه سالم عن عبد الله بن

أبي الهذيل , و عنه شعبة لم أعرفه . ثم خطر في البال أنه لعله محرف من " سلم "

بفتح السين المهملة و سكون اللام , فإن مثله يقع كثيرا في الأسماء المتشابهة .

ثم تأكدت من صحة الخاطرة حين وجدت في الرواة عن ابن أبي الهذيل " سلم بن عطية "

, و في الرواة عن " سلم " شعبة , و هو ثقة , و سائر رجاله ثقات على شرط مسلم ,

فصح السند و الحمد لله .

2177 " ليتمنين أقوام لو أكثروا من السيئات , قال : بم يا رسول الله ? قال : الذين

بدل الله سيئاتهم حسنات " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 209 :

أخرجه الحاكم ( 4 / 252 ) عن أبي العنبس عن أبيه عن # أبي هريرة # قال : قال

رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره , و قال : " أبو العنبس هذا سعيد بن كثير

, و إسناده صحيح " . و وافقه الذهبي . قلت : و رجاله ثقات معروفون غير والد أبي

العنبس , و اسمه كثير بن عبيد التيمي , رضيع عائشة رضي الله عنها , لم يوثقه

غير ابن حبان , لكنه روى عنه جمع من الثقات , و صحح له الحاكم ( 4 / 10 ) حديثا

آخر يأتي برقم ( 2255 ) , و وافقه الذهبي أيضا , فهو حسن الحديث إن شاء الله

تعالى . و لعله لذلك قال المناوي في " التيسير " : " و إسناده حسن " .

2178 " ليدخلن الجنة بشفاعة رجل , ليس بنبي , مثل الحيين , أو مثل أحد الحيين ربيعة

و مضر , فقال رجل : يا رسول الله ! أوما ربيعة من مضر ? فقال : إنما أقول ما

أقول " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 210 :

أخرجه أحمد ( 5 / 257 و 261 ) و ابن عساكر ( 11 / 105 / 1 ) عن حريز بن عثمان

عن عبد الرحمن بن ميسرة عن # أبي أمامة # أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم

: فذكره . قلت : و هذا إسناد حسن كما قال السيوطي في " الحاوي " ( 2 / 16 ) ,

رجاله ثقات رجال البخاري غير عبد الرحمن بن ميسرة , و هو الحضرمي الحمصي , قال

ابن المديني : " مجهول , لم يرو عنه غير حريز " . لكن قال أبو داود : " شيوخ

حريز كلهم ثقات " . و قال العجلي : " شامي تابعي ثقة " . قلت : و ذكره ابن حبان

في " ثقات التابعين " ( 5 / 109 ) . و يشهد له حديث حماد بن سلمة عن يونس عن

الحسن به مرسلا . أخرجه عبد الله في " زوائد الزهد " ( ص 126 ) بسند صحيح عنه .

و له شاهد من حديث عبد الله بن أبي الجدعاء مرفوعا نحوه . أخرجه البخاري في "

التاريخ " ( 3 / 1 / 26 ) و الترمذي ( 2 / 71 ) و الدارمي ( 2 / 328 ) و ابن

ماجة ( 4316 ) و ابن خزيمة في " التوحيد " ( ص 203 ) و ابن حبان ( 2598 ) و ابن

عساكر ( 3 / 106 / 2 و 11 / 105 / 2 ) بسند صحيح عنه و قال الترمذي : " حديث

حسن صحيح غريب " .

2179 " ليدخلن الجنة من أمتي سبعون ألفا لا حساب عليهم و لا عذاب , مع كل ألف سبعون

ألفا " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 211 :

أخرجه أحمد ( 5 / 280 - 281 ) : حدثنا أبو اليمان حدثنا إسماعيل بن عياش عن

ضمضم بن زرعة : قال شريح بن عبيد : " مرض ثوبان بحمص , و عليها عبد الله بن قرط

الأزدي , فلم يعده , فدخل على ثوبان رجل من الكلاعيين عائدا , فقال له ثوبان :

أتكتب ? فقال : نعم . فقال : اكتب , فكتب للأمير عبد الله بن قرط : من ثوبان

مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم , أما بعد , فإنه لو كان لموسى و عيسى مولى

بحضرتك لعدته , ثم طوى الكتاب , و قال له : أتبلغه إياه ? فقال : نعم , فانطلق

الرجل بكتابه فدفعه إلى ابن قرط , فلما قرأه قام فزعا , فقال الناس : ما شأنه ?

أحدث أمر ? فأتى ثوبان حتى دخل عليه , فعاده , و جلس عنده ساعة , ثم قام , فأخذ

# ثوبان # بردائه , و قال : اجلس حتى أحدثك حديثا سمعته من رسول الله صلى الله

عليه وسلم , سمعته يقول : فذكره . قلت : و هذا إسناد جيد , رجاله ثقات , و في

ضمضم خلاف يسير لا يضر كما تقدم . و في سماع شريح من ثوبان اختلاف لا يضر أيضا

لأنه متابع كما يأتي . و أخرجه الطبراني في " الكبير " ( 1 / 71 / 1 ) عن محمد

بن إسماعيل حدثني أبي عن ضمضم بن زرعة به , إلا أنه قال : " عن شريح بن عبيد عن

أبي أسماء الرحبي عن ثوبان مرفوعا به " . و محمد بن إسماعيل بن عياش ضعيف .

( تنبيه ) : و ذكر المناوي أن الحديث رواه أحمد و الطبراني من حديث سريع بن عبد

الله عن ثوبان . و أنت ترى أنه لا ذكر لسريع هذا عندهما . و للحديث شواهد عن

جمع من الصحابة : الأول : أبو أمامة الباهلي مرفوعا بلفظ : " وعدني ربي سبعين

ألفا ... " الحديث . أخرجه أحمد ( 5 / 250 ) عن صفوان بن عمرو عن سليم بن عامر

الخبائري و أبي اليمان الهوزني عنه . قلت : و إسناده صحيح . و تابعهما محمد بن

زياد الألهاني سمعت أبا أمامة به . أخرجه الترمذي ( 2439 ) و ابن ماجة ( 2 /

574 ) و أحمد أيضا , و قال الترمذي : " حديث حسن غريب " . قلت : و إسناده شامي

صحيح .الثاني : حذيفة بن اليمان مرفوعا بلفظ الترجمة في أثناء حديث . أخرجه

أحمد ( 5 / 393 ) . و فيه ابن لهيعة . الثالث : أبو أيوب الأنصاري مرفوعا نحوه

. أخرجه أحمد ( 5 / 413 ) . و فيه ابن لهيعة أيضا .

الرابع : أبو هريرة مرفوعا نحوه . أخرجه أحمد ( 2 / 359 ) . قلت : و سنده لا

بأس به في الشواهد .

2180 " ليس أحد أحب إليه المدح من الله عز وجل , و لا أحد أكثر معاذير من الله

عز وجل " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 213 :

أخرجه الطبراني في " الكبير " ( 1 / 42 / 2 ) عن مبارك بن فضالة عن # الحسن

الأسود بن سريع # مرفوعا به . قلت : و هذا إسناد ضعيف . لكن له شاهدا صحيحا من

حديث المغيرة بن شعبة قال : بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن سعد بن عبادة

يقول : لو وجدت معها رجلا لضربتها بالسيف غير مصفح , فقال رسول الله صلى الله

عليه وسلم : " أتعجبون من غير سعد ? ! أنا أغير من سعد , و الله أغير مني و

لذلك حرم الفواحش ما ظهر منها و ما بطن , و لا شخص أغير من الله و لا أحب إليه

المعاذير , و لذلك بعث النبيين مبشرين و منذرين , و لا شخص أحب إليه المدح من

الله , و لذلك وعد الجنة " . أخرجه مسلم ( 4 / 211 ) و الدارمي ( 2 / 149 ) .

2181 " ليس بمؤمن من لا يأمن جاره غوائله " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 213 :

أخرجه ابن نصر في " الصلاة " ( 141 / 2 ) و الحاكم ( 4 / 165 ) عن سنان بن سعد

الكندي عن # أنس بن مالك # مرفوعا .قلت : سكت عليه الحاكم و الذهبي , و إسناده

حسن , رجاله ثقات رجال الشيخين و غير الكندي هذا , قال الحافظ : " صدوق له

أفراد " . و له شواهد في " الصحيحين " و غيرهما من حديث أبي هريرة و غيره نحوه

بلفظ : " بوائقه " . و المعنى واحد , أي شره . كما جاء مفسرا في رواية للحاكم و

أحمد ( 4 / 288 و 336 ) و صححها على شرط الشيخين , و وافقه الذهبي .

2182 " ( الأنبياء إخوة لعلات , أمهاتهم شتى و دينهم واحد و أنا أولى الناس بعيسى بن

مريم لأنه ) ليس بيني و بينه نبي و إنه نازل , فإذا رأيتموه فاعرفوه , رجل

مربوع إلى الحمرة و البياض , بين ممصرتين , كأن رأسه يقطر و إن لم يصبه بلل ,

فيقاتل الناس على الإسلام , فيدق الصليب و يقتل الخنزير و يضع الجزية و يهلك

الله في زمانه الملل كلها إلا الإسلام و يهلك الله المسيح الدجال ( و تقع

الأمنة في الأرض حتى ترتع الأسود مع الإبل و النمار مع البقر و الذئاب مع

الغنم و يلعب الصبيان بالحيات لا تضرهم ) , فيمكث في الأرض أربعين سنة , ثم

يتوفى , فيصلي عليه المسلمون " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 214 :

أخرجه أبو داود ( 2 / 214 ) و ابن حبان في " صحيحه " ( 6775 و 6782 - الإحسان )

و أحمد ( 2 / 406 ) - و الزيادتان لهما - عن همام بن يحيى عن قتادة عن عبد

الرحمن بن آدم عن # أبي هريرة # مرفوعا . قلت : و هذا إسناد صحيح كما قال

الحافظ في " الفتح " ( 6 / 384 ) و هو على شرط مسلم .

2183 " ليس شيء خيرا من ألف مثله إلا الإنسان " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 214 :

رواه تمام في " الفوائد " ( 153 / 2 ) : حدثنا أبي حدثني أبو القاسم موسى بن

محمد بن معبد الموصلي حدثنا عيسى بن عبد الله العسقلاني حدثنا الفريابي عن

الثوري عن الأعمش عن أبي ظبيان عن # سلمان # مرفوعا . و رواه ابن بشران في

" الأمالي " ( 197 / 1 ) : أخبرنا عبد الباقي بن قانع حدثنا محمد بن موسى

النهرتيري حدثنا إبراهيم بن محمد المقدسي حدثنا الفريابي به . قلت : رجاله ثقات

, رجال الشيخين , و الفريابي اسمه محمد بن يوسف غير عيسى بن عبد الله العسقلاني

, فقال ابن عدي : " ضعيف يسرق الحديث " . و وثقه الدارقطني , و ذكره ابن حبان و

أخرج حديثه في " صحيحه " . و أما متابعة إبراهيم بن محمد المقدسي فهو إبراهيم

بن محمد بن يوسف بن سرج الفريابي , و ليس هو ابن الفريابي المتقدم كما في "

التهذيب " , و هو صدوق كما قال أبو حاتم , و تبعه الذهبي في " الكاشف " . و أما

محمد بن موسى النهرتيري فقال الخطيب ( 3 / 241 ) : " كان ثقة فاضلا جليلا " . و

قد تابعه عبدان بن أحمد عند الطبراني في " المعجم الكبير " ( 6 / 292 / 6095 )

. قلت : ثم رأيت الحديث في " الأمثال " لأبي الشيخ الأصبهاني ( 137 ) من طريق

أخرى عن إبراهيم بن محمد بن يوسف به . و له عنده ( 139 ) شاهد من رواية أسامة

بن زيد ( قلت : و هو الليثي ) عن محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان عن

عبد الله بن دينار عن ابن عمر مرفوعا به .و هذا إسناد حسن . و الحديث عزاه

السيوطي للطبراني و الضياء عن سلمان , فقال المناوي : " قال الهيثمي : مداره

على أسامة بن زيد بن أسلم , و هو ضعيف جدا , كذا في موضع , و أعاده في آخر , و

قال : رجاله رجاله الصحيح غير إبراهيم بن محمد بن يوسف و هو ثقة . اهـ .

و قال شيخه العراقي : الحديث حسن " . قلت : هو في " المجمع " ( 5 / 318 ) كما

عزاه في الموضع الآخر . و لم أره في غيره . ثم إنه حسن إسناده في " التيسير " .

2184 " ليس على رجل طلاق فيما لا يملك و لا عتاق فيما لا يملك و لا بيع فيما لا يملك

" .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 216 :

أخرجه أحمد ( 2 / 189 و 190 ) و النسائي ( 2 / 225 - 226 ) الجملة الأخيرة و

الطحاوي في " المشكل " ( 1 / 281 ) بتمامه من طريق مطر الوراق عن # عمرو بن

شعيب عن أبيه عن جده # مرفوعا . قلت : و هذا إسناد حسن لولا أن مطرا فيه ضعف من

قبل حفظه . لكن تابعه عامر الأحول عن عمرو بن شعيب بلفظ : " لا نذر لابن آدم

فيما لا يملك و لا عتق لابن آدم فيما لا يملك و لا طلاق لابن آدم فيما لا يملك

و لا يمين لابن آدم فيما لا يملك " . أخرجه أحمد ( 2 / 190 ) و ابن الجارود في

" المنتقى " ( 743 ) جملة الطلاق و العتق , و الترمذي ( 1181 ) دون الجملة

الأخيرة , و قال " حديث حسن صحيح " . و الطحاوي ( 1 / 281 ) . قلت : و هذا

إسناد حسن , عامر - هو ابن عبد الواحد الأحول البصري - من رجال مسلم , قال

الحافظ : " صدوق يخطىء " . قلت : فإن لم يكن حديثه حسنا لذاته , فلا أقل من أن

يكون حسنا لغيره لمتابعة مطر الوراق له . و الجملة الأخيرة رواها أيوب عن عمرو

بن شعيب بلفظ : " لا يحل سلف و بيع و لا شرطان في بيع و لا بيع ما ليس عندك " .

أخرجه النسائي ( 2 / 225 ) .

2185 " ليس على الماء جنابة " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 217 :

رواه ابن سعد ( 8 / 137 ) و أحمد ( 6 / 330 ) عن شريك عن سماك عن عكرمة عن ابن

عباس عن # ميمونة # قالت : أجنبت أنا و رسول الله , فاغتسلت من جفنة , ففضلت

فضلة , فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فاغتسل منها , فقلت : إني قد اغتسلت منها

, فقال : فذكره . قلت : و هذا إسناد رجاله ثقات إلا أن شريكا - و هو ابن عبد

الله القاضي - سيء الحفظ , و قد اضطرب في إسناده , فرواه مرة هكذا , جعله من

مسند ميمونة نفسها , و مرة قال : " عن ابن عباس قال : أجنب النبي صلى الله عليه

وسلم و ميمونة , فاغتسلت ميمونة في جفنة ...‏" . أخرجه أحمد ( 1 / 337 ) .

فجعله من مسند ابن عباس لا ميمونة , و هذا هو الصواب لمتابعة سفيان و أبي

الأحوص إياه عليه كما رواه أبو داود و غيره على ما هو مخرج في " صحيح أبي داود

" ( 61 ) . و روى الدارقطني ( ص 42 ) عن أبي عمر المازني حفص بن عمر حدثنا سليم

بن حيان عن سعيد بن ميناء عن جابر بن عبد الله مرفوعا به و زاد : " و لا على

الأرض جنابة و لا على الثوب جنابة " . و حفص هذا لا يعرف كما في " اللسان " .

2186 " ليس على ولد الزنا من وزر أبويه شيء *( و لا تزر وازرة وزر أخرى )* <1> " .

-----------------------------------------------------------

[1] فاطر : الآية : 18 . اهـ .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 318 :

أخرجه الحاكم ( 4 / 100 ) عن محمد بن غالب حدثنا جعفر بن محمد بن جعفر المدائني

حدثنا عباد بن العوام عن سفيان الثوري عن هشام بن عروة عن أبيه عن # عائشة #

مرفوعا . و قال : " صحيح الإسناد " و وافقه الذهبي , فقال : " صحيح , و صح ضده

" . قلت : أما أنه صحيح ففيه عندي نظر , فإن المدائني هذا ترجمه الخطيب في

" تاريخه " ( 5 / 175 ) , فقال : " روى عنه محمد بن غالب التمتام و غيره ,

بلغني أنه مات سنة 259 " . فلم يوثقه و لا حكاه عن غيره , فمثله يبعد تصحيح

حديثه . نعم يمكن القول بتحسين حديثه حملا له على الستر , و لاسيما أن الحديث

موافق القرآن , كما هو ظاهر . و الله أعلم .

2187 " ليس عليها غسل حتى تنزل , كما أنه ليس على الرجل غسل حتى ينزل " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 218 :

أخرجه ابن ماجة ( 602 ) عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب عن # خولة بنت حكيم #

أنها سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المرأة ترى في منامها ما يرى الرجل

? فقال فذكره .

قلت : و رجاله ثقات رجال الشيخين غير علي بن زيد - و هو ابن جدعان - ضعيف لسوء

حفظه .

و قد تابعه عطاء الخراساني عن سعيد بن المسيب به مختصرا بلفظ : " إذا رأت الماء

فلتغتسل " .

أخرجه النسائي ( 1 / 42 ) .

لكن عطاء هذا و إن كان صدوقا , فإنه يهم كثيرا و يدلس كما قال الحافظ , و رأيي

أنه لولا عنعنته لكان متابعا لا بأس به لابن جدعان .

لكن للحديث شواهد يتقوى بها , منها حديث عائشة نحوه , و فيه قوله صلى الله عليه

وسلم : " نعم إنما النساء شقائق الرجال " . و هو حديث صحيح كما بينته في " صحيح

أبي داود " ( 234 ) .

2188 " ليس في الجنة شيء يشبه ( ما ) في الدنيا إلا الأسماء " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 219 :

رواه أبو نعيم في " صفة الجنة " ( 21 / 2 ) : حدثنا أبو محمد بن حيان حدثنا أبو

يحيى الرازي حدثنا هناد بن السري حدثنا أبو معاوية و وكيع عن الأعمش عن أبي

ظبيان عن # ابن عباس # موقوفا . و أخرجه الضياء المقدسي في " المختارة " ( 59 /

198 / 2 ) من طريق أبي إسحاق إبراهيم بن عبد الله بن عمر بن بكير العبسي حدثنا

وكيع به . قلت : فالإسنادان مدارهما على وكيع , و هو ثقة من رجال الشيخين ,

فالسند صحيح . و قال المنذري في " الترغيب " ( 4 / 278 ) : " رواه البيهقي

بإسناد جيد " .

( تنبيه ) : قال المعلق على " صفة الجنة " ( 1 / 160 ) : " و هذا إسناد ضعيف ,

الأعمش مدلس و قد عنعنه , و هو هنا لا يروي عن أمثال أبي صالح السمان و إبراهيم

النخعي و أبو ( كذا ) وائل , فإن روايته عن هؤلاء محمولة على الاتصال , انظر "

الميزان " ( 2 / 224 ) " . فأقول : الجواب من وجهين : الأول : أن كلام الذهبي

لا يفيد الحصر في هؤلاء الشيوخ لأنه ذكرهم على سبيل التمثيل , بقوله : "

كإبراهيم و .. " . و الآخر : أن عنعنة الأعمش عن أبي ظبيان قد مشاها البخاري ,

فإنه ساق بهذا السند حديثا آخر عن ابن عباس رقم ( 4706 ) .

2189 " ليس في الخيل و الرقيق زكاة إلا زكاة الفطر في الرقيق " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 220 :

أخرجه أبو داود ( 1 / 253 ) و عنه البيهقي ( 4 / 117 ) عن عبد الوهاب حدثنا

عبيد الله عن رجل عن مكحول عن عراك بن مالك عن # أبي هريرة # مرفوعا . و هذا

إسناد ضعيف لجهالة الرجل الذي لم يسم . و قد خولف عبد الوهاب - و هو ابن عبد

المجيد الثقفي - و هو ثقة من رجال الشيخين في إسناده , فخالفه يحيى بن زكريا بن

أبي زائدة قال : أخبرني عبيد الله بن عمر عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة

به . أخرجه الخطيب ( 14 / 114 ) و البيهقي و قال : " كذا روى بهذا الإسناد عن

عبيد الله " . ثم ساق الإسناد الأول عن عبد الوهاب , و قال : " هذا هو الأصح ,

و حديثه عن أبي الزناد غير محفوظ , و مكحول لم يسمعه من عراك إنما رواه عن

سليمان عن عراك " . ثم ساق إسناده عنه به دون الاستثناء . و كذلك أخرجه مسلم (

3 / 76 - 68 ) و من طريق خثيم بن عراك عن أبيه مثله دون الزيادة . و كذلك رواه

البخاري . قلت : لكن في رواية لمسلم ( 3 / 68 ) و الدارقطني ( ص 214 ) عن ابن

وهب : أخبرني مخرمة عن أبيه عن عراك بن مالك به مرفوعا بلفظ : " ليس في العبد

صدقة إلا صدقة الفطر " . فالزيادة محفوظة , و الله أعلم .

2190 " ليس في المأمومة قود " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 221 :

أخرجه البيهقي ( 8 / 65 ) عن أحمد بن عبيد حدثنا عباس بن الفضل الأسفاطي حدثنا

محمد بن عبد الله بن نمير حدثنا يونس بن بكير عن طلحة بن يحيى بن طلحة عن يحيى

و عيسى ابني طلحة , أو أحدهما عن # طلحة # مرفوعا . قلت : و هذا إسناد حسن ,

رجاله ثقات رجال مسلم على خلاف في بعضهم , لولا أن الأسفاطي هذا لم أجد له

ترجمة و قد روى عنه الطبراني أيضا , و لم يذكر ابن الأثير في " اللباب " غير

الطبراني راويا عنه ! ثم وجدت الدارقطني يقول في " سؤالات الحاكم له " ( ص 129

) : " صدوق " . و أحمد بن عبيد لين الحديث كما في " التقريب " . و له شاهد من

حديث العباس بن عبد المطلب مرفوعا بلفظ : " لا قود في المأمومة و لا الجائفة و

لا المنقلة " . أخرجه ابن ماجة ( 2 / 140 - 141 ) و أبو يعلى ( 4 / 1580 ) و

عنه البيهقي عن رشدين بن سعد عن معاوية بن صالح عن معاذ بن محمد الأنصاري عن

ابن أصبهان عنه . قلت : و هذا إسناد ضعيف , ابن أصبهان قال الحافظ : " اسمه

عقبة فيما أظن , فإن كان فروايته منقطعة , و إلا فمجهول " . قلت : جزمه

بالانقطاع فيه نظر , فقد ذكروا له رواية عن عثمان بن عفان , و وفاته سنة خمس و

ثلاثين , و كان وفاة العباس سنة اثنتين , و قيل : ثلاث , و قيل : أربع و ثلاثين

. و الله أعلم . و معاذ بن محمد الأنصاري روى عنه جمع من الثقات , و وثقه ابن

حبان . و قال الحافظ : " مقبول " . و رشدين بن سعد ضعيف . لكن تابعه ابن لهيعة

عن معاذ به . رواه أبو يعلى . قلت : فالحديث حسن عندي بمجموع الطريقين . و الله

أعلم . ثم روى أبو يعلى ( 4 / 1581 ) عن عبد الله بن وهب حدثنا ابن لهيعة عن

معاذ بن محمد الأنصاري قال : أخبرني عمرو بن معدي كرب : " أصاب رجلا من بني

كنانة مأمومة , فأراد عمر بن الخطاب أن يقيد منه , فقال له العباس : سمعت رسول

الله صلى الله عليه وسلم : ( فذكر ) , فأغرمه العقل " . و عمرو هذا اثنان كما

في " الجرح " ( 3 / 1 / 260 ) و لم يذكر فيهما شيئا .

( غريب الحديث ) : ( المأمومة ) : الشجة التي بلغت أم الرأس و هي الجلدة التي

تجمع الدماغ . ( الجائفة ) : الطعنة التي تصل إلى الجوف , و المراد بالجوف هنا

كل ما له قوة محيلة كالبطن و الدماغ . ( المنقلة ) : هي التي تخرج منها صغار

العظام و تنتقل عن أماكنها . و قيل : التي تنقل العظم , أي تكسره . كذا في "

النهاية " . قال أبو الحسن السندي : " و إنما انتفى القصاص لعسر ضبطه " .

2191 " فوا لهم , و نستعين الله عليهم " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 223 :

أخرجه أحمد ( 5 / 397 ) عن سفيان عن أبي إسحاق حدثني بعض أصحابنا عن # حذيفة #

: " أن المشركين أخذوه و أباه , فأخذوا عليهم أن لا يقاتلوهم يوم بدر , فقال

رسول الله صلى الله عليه وسلم : " فذكره . قلت : و رجاله ثقات غير البعض الذي

لم يسم , و قد سماه الأعمش في روايته عن أبي إسحاق فقال : عن مصعب بن سعد قال :

" أخذ حذيفة و أباه المشركين قبل بدر , فأرادوا أن يقتلوهما , فأخذوا عليهما

عهد الله و ميثاقه أن لا يعينان عليهم , فحلفا لهم , فأرسلوهما , فأتيا النبي

صلى الله عليه وسلم , فأخبراه , فقالا : إنا قد حلفنا لهم , فإن شئت قاتلنا معك

, فقال : " فذكره بلفظ : " نفي لهم بعهدهم , و نستعين الله عليهم " . و هكذا

رواه الوليد بن جميع حدثنا أبو الطفيل حدثنا حذيفة بن اليمان قال : " ما منعني

أن أشهد بدرا إلا أن خرجت أنا و أبي حسيل قال : فأخذنا كفار قريش , قالوا :

إنكم تريدون محمدا , فقلنا : ما نريده , ما نريد إلا المدينة , فأخذوا منا عهد

الله و ميثاقه لننصرفن من المدينة , و لا نقاتل معه , فأتينا رسول الله صلى

الله عليه وسلم فأخبرناه الخبر : فقال : انصرفا , نفي لهم ... " . أخرجه مسلم (

5 / 177 ) و الحاكم أيضا ( 3 / 201 - 202 ) و كذا أحمد ( 5 / 395 ) و قال

الحاكم : " صحيح الإسناد , و لم يخرجاه " ! و وافقه الذهبي ! فوهما مرتين :

الأولى : استدراكه إياه على مسلم و قد أخرجه .

و الأخرى : اقتصاره على تصحيحه مطلقا , و هو على شرط مسلم !

2192 " ليس فيما دون خمس من الإبل صدقة , و لا في الأربع شيء , فإذا بلغت خمسا ,

ففيها شاة إلى أن تبلغ تسعا , فإذا بلغت عشرا , ففيها شاتان إلى أن تبلغ أربع

عشرة , فإذا بلغت خمس عشرة , ففيها ثلاث شياه إلى أن تبلغ تسع عشرة , فإذا بلغت

عشرين , ففيها أربع شياه إلى أن تبلغ أربعا و عشرين , فإذا بلغت خمسا و عشرين ,

ففيها بنت مخاض , إلى خمس و ثلاثين , فإذا لم تكن بنت مخاض فابن لبون ذكر , فإن

زادت بعيرا ففيها بنت لبون إلى أن تبلغ خمسا و أربعين , فإن زادت بعيرا , ففيها

حقة , إلى أن تبلغ ستين , فإن زادت بعيرا , ففيها جذعة , إلى أن تبلغ خمسا و

سبعين , فإن زادت بعيرا ففيها بنتا لبون , إلى أن تبلغ تسعين , فإن زادت بعيرا

, ففيها حقتان , إلى أن تبلغ عشرين و مائة , ثم في كل خمسين حقة , و في كل

أربعين بنت لبون " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 225 :

أخرجه ابن ماجة رقم ( 1799 ) : حدثنا محمد بن عقيل بن خويلد النيسابوري حدثنا

حفص بن عبد الله السلمي حدثنا إبراهيم بن طهمان عن عمرو بن يحيى بن عمارة عن

أبيه عن # أبي سعيد الخدري # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .

قلت : و هذا إسناد لا بأس له في الشواهد , رجاله كلهم ثقات رجال البخاري غير

محمد بن عقيل هذا , قال الحافظ : " صدوق , حدث من حفظه بأحاديث فأخطأ في بعضها

" . قلت : و هذا ليس منها فيما يبدو لي , فإنه مطابق لما في أول حديث أنس

الطويل في نصاب الإبل و الغنم عند البخاري و هو مخرج في " الإرواء " ( 792 ) .

( غريب الحديث ) : ( بنت المخاض ) : المخاض : اسم للنوق الحوامل واحدتها خلفة ,

و ( بنت المخاض ) و ( ابن المخاض ) ما دخل في السنة الثانية لأن أمه قد لحقت

بالمخاض , أي : الحوامل , و إن لم تكن حاملا . ( ابن لبون ) : هو الذي مضى عليه

حولان , و صارت أمه لبونا بوضع الحمل . ( حقة ) : هي التي أتى عليها ثلاث سنين

. ( جذعة ) : هي التي أتى عليها أربع سنين .

2193 " ليس من عمل يوم إلا و هو يختم عليه , فإذا مرض المؤمن قالت الملائكة : يا

ربنا ! عبدك فلان قد حبسته , فيقول الرب : اختموا له على مثل عمله حتى يبرأ أو

يموت " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 226 :

رواه ابن أبي الدنيا في " المرض و الكفارات " ( 158 / 2 ) قال : حدثنا أحمد بن

جميل قال : أنبأ عبد الله بن المبارك قال : أنبأ ابن لهيعة قال : حدثني يزيد أن

أبا الخير حدثه أنه سمع # عقبة بن عامر الجهني # مرفوعا . قلت : و هذا إسناد

جيد , رجاله كلهم ثقات و ابن لهيعة إنما يخشى من سوء حفظه إذا كان الراوي عنه

غير أحد العبادلة , و هذا من رواية عبد الله بن المبارك عنه كما ترى , و حديثه

عنه صحيح كما حققه غيرما واحد من أهل العلم . و أحمد بن جميل , هو المروزي , و

هو صدوق كما قال أبو حاتم : و قال ابن معين : " ليس به بأس " . و قد تابعه

مروزي آخر , فقال أحمد ( 4 / 146 ) : حدثنا علي بن إسحاق قال : حدثنا عبد الله

به . و ابن إسحاق هذا - هو السلمي مولاهم - من شيوخ الترمذي الثقات . و لابن

المبارك فيه إسناد آخر عن يزيد - و هو ابن حبيب - أخرجه الحاكم ( 4 / 308 - 309

) من طريق عبدان : أنبأ عبد الله : أخبرني رشدين عن عمرو بن الحارث عن يزيد به

. و قال : " صحيح الإسناد " و رده الذهبي بقوله : " قلت : رشدين واه " . و أقول

: يتقوى بالطريق الأولى , و هي قوية خلافا لما أفاده المناوي بقوله : " و تعقب

الهيثمي سند أحمد و الطبراني بأن فيه ابن لهيعة " . فإنه قائم على ما هو الأصل

في حديث ابن لهيعة , و لم يتنبه لكونه من رواية ابن المبارك عنه , و هي صحيحة !

2194 " ليس منا من تشبه بغيرنا , لا تشبهوا باليهود و لا بالنصارى , فإن تسليم

اليهود الإشارة بالأصابع , و تسليم النصارى الإشارة بالكف " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 227 :

أخرجه الترمذي ( 2696 ) عن ابن لهيعة عن # عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده #

مرفوعا . و قال : " إسناده ضعيف , و روى ابن المبارك هذا الحديث عن ابن لهيعة

فلم يرفعه " . قلت : قد وجدته من طريق غيره , أخرجه الطبراني في " الأوسط " ( ص

267 - حرم ) عن أبي المسيب سلام بن مسلم حدثنا ليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب

عن عمرو بن شعيب به . إلا أنه قال : " أظنه مرفوعا " . و هذا إسناد رجاله ثقات

غير سلام بن مسلم فلم أعرفه . و ليس هو سلام بن مسلم البصري , روى عن عبد

الكريم عن إبراهيم , و عنه موسى بن إسماعيل كما في " الجرح و التعديل " ( 2 / 1

/ 261 ) , فإن هذا أعلى طبقة منه , و هو الذي يشير إليه قول الهيثمي في "

المجمع " ( 8 / 39 ) : " رواه الطبراني في " الأوسط " , و فيه من لم أعرفه " .

لكن الحديث جاء مفرقا في أحاديث يتقوى بها , فالجملة الأولى منه يشهد لها حديث

ابن عباس قال : " لما افتتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة قال : إن الله عز

وجل و رسوله حرم عليكم شرب الخمر و ثمنها و حرم عليكم أكل الميتة و ثمنها و حرم

عليكم الخنازير و أكلها و ثمنها , و قال : قصوا الشوارب و أعفوا اللحى , و لا

تمشوا في الأسواق إلا و عليكم الأزر , إنه ليس منا من عمل بسنة غيرنا " . أخرجه

الطبراني في " الكبير " ( 3 / 118 / 1 ) عن أبي يحيى الحماني عن يوسف بن ميمون

عن عطاء عنه . و هذا سند ضعيف , يوسف بن ميمون - و هو الصباغ - قال الحافظ : "

ضعيف " . قلت : و أبو يحيى الحماني فيه ضعف . و قال الهيثمي في " المجمع " ( 5

/ 169 ) : " رواه الطبراني في " الأوسط " , و فيه يوسف بن ميمون , ضعفه أحمد و

البخاري و جماعة , و وثقه ابن حبان , و بقية رجاله ثقات " ! و الجملة الثانية :

" لا تشبهوا باليهود و لا بالنصارى " . فقد صح من حديث أبي هريرة و الزبير , و

هما مخرجان في " حجاب المرأة المسلمة " ( ص 96 ) . و سائره له شاهد من حديث

جابر مرفوعا , و هو مخرج أيضا في المصدر السابق ( ص 98 ) و سبق تخريجه أيضا

برقم ( 1783 ) .

2195 " ليس منا من تطير أو تطير له , أو تكهن أو تكهن له , أو سحر أو سحر له " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 228 :

أخرجه البزار ( ص 169 - زوائده ) و الطبراني في " الكبير " ( ق 73 / 1 - منتقى

منه ) عن إسحاق بن الربيع أبي حمزة العطار عن الحسن عن # عمران بن حصين # : أنه

رأى رجلا في عضده حلقة من صفر , فقال له : ما هذه ? قال : نعت لي من الواهنة .

قال : أما لو مت و هي عليك وكلت إليها , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

فذكره . و ليس عند البزار هذه القصة , و قال : " لا نعلمه عن عمران إلا بهذا

الطريق و أبو حمزة بصري لا بأس به " . قلت : و في " التقريب " : " صدوق , تكلم

فيه للقدر " . فالسند جيد لولا عنعنة الحسن - و هو البصري - فإنه مدلس , مع

الخلاف في ثبوت سماعه منه في الجملة . لكن يشهد له حديث ابن عباس مرفوعا به .

أخرجه البزار أيضا و الطبراني في " الأوسط " ( ص 393 - حرم ) عن زمعة بن صالح

عن سلمة بن وهرام عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا به . قلت : و قال البزار : " لا

نعلمه إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد " . و زمعة ضعيف و نحوه سلمة . و يشهد له

أيضا حديث علي بن أبي طالب مرفوعا به . أخرجه الطبراني أيضا " ( ص 501 ) و أبو

نعيم في " الحلية " ( 4 / 195 ) عن عيسى بن مسلم أبي داود عن عبد الأعلى بن

عامر قال : قال أبو عبد الرحمن السلمي : " دخلت المسجد و أمير المؤمنين علي

على المنبر , و هو يقول : " فذكره مرفوعا في قصة , و قال الطبراني : " لا يروى

عن علي إلا بهذا الإسناد , تفرد به عيسى " . قلت : و هو لين الحديث , و مثله

عبد الأعلى بن عامر , و هو الثعلبي , قال في " التقريب " : " صدوق يهم " . قلت

: و بالجملة , فحديث الترجمة حسن , بل هو صحيح بهذين الشاهدين . و الله أعلم .

2196 " ليس منا من لم يرحم صغيرنا و يوقر كبيرنا " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 230 :

أخرجه الترمذي ( 1 / 349 ) عن عبيد بن واقد عن زربي قال : سمعت # أنس بن مالك #

يقول : " جاء شيخ يريد النبي صلى الله عليه وسلم , فأبطأ القوم عنه أن يوسعوا

له , فقال النبي صلى الله عليه وسلم ... " فذكره , و قال : " حديث غريب , و

زربي له أحاديث مناكير عن أنس بن مالك و غيره " . قلت : و في التقريب أنه ضعيف

, و كذلك قال في عبيد بن واقد . لكن الحديث صحيح , فله شاهد من رواية محمد بن

إسحاق عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعا به . أخرجه البخاري في " الأدب

المفرد " ( 358 ) و أحمد ( 2 / 207 ) من هذا الوجه بلفظ : " و يعرف حق كبيرنا "

. و هو رواية للبخاري ( 355 ) . و إسناده حسن لولا عنعنة ابن إسحاق , و له طريق

أخرى صحيحه عن ابن عمرو باللفظ الثاني , و قد خرجته في " الترغيب " ( 1 / 66 )

. و له شاهد آخر من حديث ابن عباس , و هو مخرج في " الضعيفة " ( 2108 ) . و قد

وجدت له طريقا أخرى عنه بلفظ : " و يوقر كبيرنا و يعرف لعالمنا حقه " . فجمع

بين اللفظين . أخرجه الطبراني في " الكبير " ( 3 / 154 - 155 ) عن محمد بن عبيد

الله عن المنهال بن عمرو عن سعيد بن جبير عنه . و محمد بن عبيد الله , هو

العرزمي على غالب الظن , و هو متروك . و قريب منه حديث أبي أمامة مرفوعا بلفظ :

من لم يرحم صغيرنا و يجل كبيرنا , فليس منا " . أخرجه البخاري في " الأدب " (

356 ) عن الوليد بن جميل عن القاسم بن عبد الرحمن عنه . و هذا إسناد حسن . و له

بهذا اللفظ شاهد آخر من حديث عبادة بن الصامت و إسناده حسن أيضا كما حققته في "

الترغيب " ( 1 / 66 ) .

2197 " أما كان هؤلاء يسألون العافية ?! " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 231 :

أخرجه البزار في " مسنده " ( 3134 - كشف الأستار ) : حدثنا العباس بن جعفر

البغدادي حدثنا يزيد بن مهران حدثنا أبو بكر بن عياش عن حميد عن # أنس # أن

النبي صلى الله عليه وسلم مر بقوم مبتلين , فقال : فذكره . و قال : " لا نعلمه

رواه عن حميد إلا ابن عياش " . قلت : و هو ثقة من رجال البخاري . و شيخه حميد -

و هو الطويل - من رجال الشيخين . و يزيد بن مهران ثقة بلا خلاف . و العباس بن

جعفر - و هو العباس بن أبي طالب - ثقة , له ترجمة في " تاريخ بغداد " ( 12 /

141 - 142 ) و غيره , مات سنة ( 258 ) , فالإسناد صحيح . و قال الهيثمي ( 10 /

147 ) : " و رجاله ثقات " . و في " صحيح مسلم " ( 8 / 67 ) من طريق محمد بن أبي

عدي عن حميد عن ثابت عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عاد رجلا من

المسلمين قد خفت فصار مثل الفرخ , فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : " هل

كنت تدعو بشيء , أو تسأله إياه ? " . قال : نعم , كنت أقول : اللهم ما كنت

معاقبي به في الآخرة فعجله لي في الدنيا ! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

" سبحان الله ! لا تطيقه , أو لا تستطيعه , أفلا قلت : اللهم آتنا في الدنيا

حسنة و في الآخرة حسنة و قنا عذاب النار ? " . قال : فدعا الله له , فشفاه .

2198 " ليستغن أحدكم عن الناس و لو بقضيب من سواك " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 232 :

أورده السيوطي في " الزيادة " من رواية ( هب ) عن # ميمون بن أبي شبيب # مرسلا

. و قد أورده ابن أبي حاتم في " العلل " ( 1 / 216 ) من رواية عبد العزيز بن

مسلم عن الأعمش عن سعيد بن جبير عن # ابن عباس # مرفوعا و قال : " قال أبي :

هكذا رواه عبد العزيز , و رواه جرير بن حازم عن الأعمش عن الحكم بن عتيبة عن

ميمون بن أبي شبيب عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسل , و هو أشبه " . قلت : لست

أرى هذا , فإن كلا من عبد العزيز بن مسلم - و هو القسملي - و جرير بن حازم ثقة

, بل لعل الأول أوثق , فقد قال الحافظ فيه : " ثقة عابد , ربما وهم " . و قال

في جرير : " ثقة , لكن في حديثه عن قتادة ضعف , و له أوهام إذا حدث من حفظه " .

قلت : فإن لم يكن وهم في إسناد هذا , فلا أقل من أن يحكم على كل من الإسنادين

بأنه محفوظ , و أن الأعمش رواه هكذا و هكذا . و الله أعلم .

2199 " ليسلم الراكب على الراجل و ليسلم الراجل على القاعد و ليسلم الأقل على الأكثر

, فمن أجاب السلام فهو له و من لم يجب فلا شيء له " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 233 :

أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ( 992 ) من طريق علي بن المبارك عن يحيى

قال : حدثنا زيد بن سلام عن جده أبي سلام عن أبي راشد الحبراني عن # عبد الرحمن

بن شبل # قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره . و أخرجه عبد

الرزاق في " المصنف " ( 19444 ) و عنه أحمد ( 3 / 444 ) عن معمر عن يحيى بن أبي

كثير به . قلت : و هذا إسناد صحيح رجاله ثقات رجال مسلم غير أبي راشد الحبراني

و هو ثقة . ( تنبيه ) : جاء في تعليق العلامة فضل الله الجيلاني على " الأدب

المفرد " ما نصه ( 2 / 457 ) : " الحديث أخرجه أحمد و عبد الرزاق بسند صحيح

بلفظ مسلم " ! فقوله : " بلفظ مسلم " سهو , فلم يروه مسلم عن عبد الرحمن بن شبل

أصلا , لا بهذا اللفظ و لا بغيره , و إنما أخرجه عن أبي هريرة بنحوه دون قوله :

" فمن أجاب ... " .

2200 " ليصل الرجل في المسجد الذي يليه و لا يتبع المساجد " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 234 :

رواه تمام الرازي ( 217 / 2 ) عن بقية بن الوليد حدثنا مجاشع بن عمرو حدثني

منصور بن أبي الأسود عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن # ابن عمر # . قلت : و هذا

إسناد مقطوع و آفته من مجاشع , قال فيه ابن معين : " أحد الكذابين " . و قد

دلسه بقية مرة , فقد رواه أبو الحسن الحربي في " جزء من حديثه " ( 39 / 1 ) عن

بقية عن منصور بن أبي الأسود به . فأسقط مجاشعا من بينه و بين منصور , ثم عنعنه

. لكن روي من غير طريقه , فقال الطبراني ( 3 / 199 / 2 ) : حدثنا محمد بن أحمد

بن نصر الترمذي حدثنا عبادة بن زياد الأسدي أخبرنا زهير بن معاوية عن عبيد الله

بن عمر به . و بهذا الإسناد أخرجه في " الأوسط " ( 22 / 2 من ترتيبه ) و قال :

" لم يروه عن زهير إلا عبادة " . قلت : و هو صدوق , لكن ابن نصر الترمذي ثقة

اختلط اختلاطا عظيما , له ترجمة في " التاريخ " ( 1 / 365 - 366 ) و " اللسان "

و لم يعرفه الهيثمي ( 2 / 24 ) و في كلام الطبراني ما يشير إلى أنه لم يتفرد به

, فالسند جيد : و أما قول عبد الحق في " الأحكام " ( 33 / 2 ) : " و لا أعلم

قيل في مجاشع إلا صالح الحديث " . فلا أدري كيف وقع له هذا ? فإنه خطأمحض ! ثم

وجدت له طريق آخر عن ابن عمر أخرجه العقيلي في " الضعفاء " ( 348 ) : حدثنا

محمد بن زكريا البلخي حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا حبيب بن غالب ( كذا الأصل ) عن

العوام بن حوشب عن إبراهيم التيمي عن ابن عمر به . و قال : " قال البخاري :

غالب بن حبيب أبو غالب اليشكري عن العوام بن حوشب , منكر الحديث . قلت : و كذا

أورده البخاري في " التاريخ الصغير " ( 184 ) لكنه وقع في سند هذا الحديث و في

حديث آخر ساقه العقيلي عن شيخ آخر له عن قتيبة : " حبيب بن غالب " على القلب ,

قال العقيلي : " هكذا ترجمة البخاري بـ " غالب بن حبيب " , و قد حدثنا عن قتيبة

هذان الشيخان - ما منهما إلا صاحب حديث ضابط - فكلاهما قالا عنه : " حبيب بن

غالب " و لا أحسب الخطأ إلا من البخاري و قد روي هذان الحديثان بغير هذا

الإسناد من وجه أصلح من هذا " . و قال الذهبي : " هو مجهول " .

💦💦💦💦💦💦 

ج2. الأحاديث من 2201 إلى 2300

2201 " ليقرأن القرآن ناس من أمتي يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 235 :

أخرجه ابن ماجة ( 1 / 73 ) و أحمد ( 1 / 256 ) و ابنه أيضا و أبو يعلى ( 2 /

623 ) عن أبي الأحوص عن سماك عن عكرمة عن # ابن عباس # مرفوعا . قلت : و هذا

إسناد جيد و هو على شرط مسلم . و للحديث شواهد كثيرة في " الصحيحين " و غيرهما

عن جمع من الصحابة , قد خرجت بعضها في " ظلال الجنة " ( 914 ) و " الروض النضير

" ( 984 ) و فيما تقدم برقم ( 1895 ) .

2202 " ليكف أحدكم من الدنيا خادم و مركب " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 236 :

أخرجه الدارمي ( 2 / 301 ) و أحمد ( 5 / 360 ) عن أبي نضرة عن عبد الله بن مولة

عن # بريدة الأسلمي # مرفوعا . قلت : و رجاله ثقات رجال مسلم غير ابن مولة ,

فهو مجهول , لم يرو عنه غير أبي نضرة . لكن له شاهد من حديث أبي هاشم بن عتبة

مرفوعا نحوه . أخرجه أحمد , و ابن حبان ( 2478 - موارد ) و غيرهما و هو مخرج في

" الترغيب " ( 4 / 124 ) .

2203 " يكونن في هذه الأمة خسف و قذف و مسخ , و ذلك إذا شربوا الخمور و اتخذوا

القينات و ضربوا بالمعازف " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 236 :

أخرجه ابن أبي الدنيا في " ذم الملاهي " ( ق 153 / 1 ) عن أبي بكر الهذلي عن

# أنس # مرفوعا به . قلت : و الهذلي هذا متروك . ثم رواه ( 154 / 1 ) عن عبد

الرحمن بن زيد بن أسلم عن أحد ولد أنس بن مالك و عن غيره عن أنس به نحوه . و

ابن زيد متروك أيضا . لكن الحديث روي من طرق يشد بعضها بعضا عن جمع من الصحابة

و عن غيرهم . الأول : سهل بن سعد الساعدي مرفوعا به . يرويه عبد الرحمن بن زيد

بن أسلم عن أبي حازم عنه . أخرجه ابن أبي الدنيا ( 152 / 2 ) .

الثاني : عن عمران بن حصين مرفوعا به . يرويه عبد الله بن عبد القدوس قال :

حدثني الأعمش عن هلال بن يساف عنه . أخرجه ابن أبي الدنيا أيضا , و الترمذي

( 2213 ) و قال : " غريب " . قلت : يعني ضعيف , و رجاله صدوقون غير أن عبد الله

هذا كان يخطىء كما في " التقريب " فمثله يستشهد به .

الثالث : أبو أمامة الباهلي مرفوعا به نحوه . يرويه فرقد السبخي حدثني عاصم بن

عمرو البجلي عنه . أخرجه ابن أبي الدنيا أيضا . ثم أخرجه ( 154 / 1 ) عن علي بن

ثابت عن فرقد السبخي عن أبي أمامة به . و أحمد ( 5 / 259 ) من الطريق الأولى .

و فرقد لين الحديث , كثير الخطأ .

الرابع : عائشة مرفوعا به . يرويه أبو معشر عن محمد بن المنكدر عنها . أخرجه

ابن أبي الدنيا ( 152 - 153 ) . و أبو معشر - اسمه نجيح بن عبد الرحمن السندي -

ضعيف . الخامس : علي بن أبي طالب مرفوعا نحوه في حديث أوله : " إذا عملت أمتي

... " . يرويه الفرج بن فضالة عن يحيى بن سعيد عن محمد بن علي عنه . أخرجه ابن

أبي الدنيا ( 153 / 1 ) و الترمذي ( 2211 ) و قال : " غريب , لا نعرفه إلا من

هذا الوجه , و الفرج بن فضالة قد تكلم فيه بعض أهل الحديث و ضعفه من قبل حفظه "

. و له طريق أخرى يرويه إسماعيل بن عياش عن عبد الرحمن التميمي عن عباد بن أبي

علي عن علي نحوه . قلت : و هذا سند رجاله موثقون , لكن لا أدري إن كان عباد هذا

سمع من علي ?

السادس : عن أبي هريرة مرفوعا نحوه . يرويه سليمان بن سالم أبو داود قال :

حدثنا حسان بن أبي سنان عن رجل عنه . أخرجه ابن أبي الدنيا ( 153 / 1 - 2 ) .

قلت : و رجاله موثقون غير الرجل الذي لم يسم , و أخرجه الترمذي ( 2212 ) من

طريق رميح الجذامي - و هو مجهول - عن أبي هريرة به . السابع : عبد الرحمن بن

سابط مرسلا - و لم يذكر القينات . أخرجه ابن أبي الدنيا و إسناده صحيح مرسل .

الثامن و التاسع : سعيد بن المسيب و إبراهيم النخعي مرسلا . يرويه فرقد و حدثني

قتادة عن سعيد بن المسيب , و حدثني إبراهيم النخعي به . أخرجه أحمد ( 5 / 259 )

. قلت : و فرقد لين الحديث كما سبق , لكن إذا انضم إليه ما لم يشتد ضعفه من

الأحاديث المتقدمة , و خاصة حديث ابن سابط المرسل الصحيح السند , فلا يشك حينئذ

حديثي أن الحديث يرتقي بمجموع ذلك إلى مرتبة الصحيح , و لاسيما و له شاهد من

حديث أبي مالك الأشعري سبق تخريجه برقم ( 90 و 91 ) . و أما الشطر الأول منه

فقد صح من حديث عبد الله بن عمرو , خرجته في " الروض النضير " ( 1004 ) و له

شواهد أخرى تقدم ذكرها برقم ( 1787 ) .

2204 " ليلة الضيف حق على كل مسلم , فمن أصبح بفنائه فهو عليه دين إن شاء اقتضى وإن

شاء ترك " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 239 :

أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ( 744 ) و أبو داود ( 2 / 137 ) و ابن ماجة

( 2 / 392 ) و الطحاوي في " المشكل " ( 4 / 39 ) و أحمد ( 4 / 130 و 132 و 133

) و تمام ( 250 / 2 ) و ابن عساكر ( 17 / 77 / 2 ) من طريق منصور عن الشعبي عن

# المقدام أبي كريمة الشامي # مرفوعا . قلت : و إسناده صحيح , رجاله ثقات . و

تابعه حريز عن عبد الرحمن بن أبي عوف الجرشي عن المقدام بن معد يكرب الكندي به

نحوه . أخرجه أحمد ( 4 / 130 - 131 ) . قلت : و سنده صحيح أيضا . و له طريق آخر

, فيه زيادة منكرة كما بينته في " تخريج المشكاة " ( 4247 ) . و له شاهد صحيح

من حديث عقبة بن عامر مخرج في " الإرواء " ( 2591 ) .

2205 " ليلة القدر ليلة سابعة أو تاسعة و عشرين , إن الملائكة تلك الليلة في الأرض

أكثر من عدد الحصى " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 240 :

أخرجه الطيالسي في " مسنده " ( 2545 ) و عنه أحمد ( 2 / 519 ) و كذا ابن خزيمة

في " صحيحه " ( 223 / 2 ) عن عمران القطان عن قتادة عن أبي ميمونة عن # أبي

هريرة # مرفوعا . قلت : و هذا إسناد حسن و سكت عليه الحافظ في " الفتح " ( 4 /

209 ) .

2206 " ليودن أهل العافية يوم القيامة أن جلودهم قرضت بالمقاريض , مما يرون من ثواب

أهل البلاء " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 240 :

رواه الترمذي ( 2404 ) و الخطيب في " التاريخ " ( 4 / 400 ) و كذا ابن عساكر

( 9 / 9 / 1 ) عن عبد الرحمن بن مغراء أخبرنا الأعمش عن أبي الزبير عن # جابر

بن عبد الله # مرفوعا . و قال الترمذي : " حديث غريب لا نعرفه بهذا الإسناد إلا

من هذا الوجه " . قلت : و له علتان : الأولى : عنعنة أبي الزبير , فإنه مدلس ,

كما تقدم مرارا . و الأخرى : أن عبد الرحمن بن مغراء و إن كان صدوقا , فقد

تكلموا في حديثه عن الأعمش كما في " التقريب " . و من طريقه رواه ابن أبي

الدنيا أيضا كما في " الترغيب " ( 4 / 146 ) و قال : " و رواه الطبراني في "

الكبير " عن ابن مسعود موقوفا عليه و فيه رجل لم يسم " . ثم ذكر له شاهدا من

حديث ابن عباس مرفوعا بلفظ : " يؤتى بالشهيد يوم القيامة فيوقف للحساب , ثم

يؤتى بالمتصدق فينصب للحساب , ثم يؤتى بأهل البلاء فلا ينصب لهم ميزان , و لا

ينصب لهم ديوان , فيصب عليهم الأجر صبا , حتى إن أهل العافية ليتمنون في الموقف

أن أجسادهم قرضت بالمقاريض من حسن ثواب الله " . و قال : " رواه الطبراني في "

الكبير " من رواية مجاعة بن الزبير , و قد وثق " . قلت : أخرجه فيه ( 3 / 178 /

2 ) : حدثنا السري بن سهل الجنديسابوري أخبرنا عبد الله بن رشيد أخبرنا مجاعة

بن الزبير عن قتادة عن جابر بن زيد عن ابن عباس . و السري هذا , قال البيهقي :

" لا يحتج به , و لا بشيخه " . قلت : و شيخه عبد الله بن رشيد , قد ذكره ابن

حبان في " الثقات " و قال : " مستقيم الحديث " . قلت : فهذا الإسناد لا يحتج به

, لكن لا يمنع ذلك من الاستشهاد به لأنه ليس شديد الضعف , فالحديث حسن . و الله

أعلم .

2207 " اللبن في المنام فطرة " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 241 :

أورده الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 7 / 183 ) من حديث # أبي هريرة # قال :

فذكره موقوفا عليه , و قال : رواه البزار و فيه محمد بن مروان و هو ثقة و فيه

لين و بقية رجاله ثقات " . ثم رجعت إلى " كشف الأستار " ( 3 / 13 / 2127 ) ,

فإذا الحديث فيه مرفوع و كذلك ذكره الحافظ في " الفتح " ( 12 / 393 ) برواية

البزار , فالظاهر أنه سقط من " المجمع " رفعه , و إسناده هكذا : حدثنا جميل بن

الحسن حدثنا محمد بن مروان حدثنا هشام عن محمد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله

عليه وسلم قال : فذكره . و قال : " لا نعلم رواه عن هشام إلا محمد و عون بن

عمارة و عون لين الحديث " . قلت : هذا إسناد ضعيف , جميل بن الحسن قال الحافظ :

" صدوق يخطىء , أفرط فيه عبدان " . و شيخه محمد بن مروان - و هو العقيلي - قريب

منه , قال الحافظ : " صدوق له أوهام " . و متابعه عون بن عمارة ضعيف . و قد

خالفهما أبو أسامة فقال : عن هشام به موقوفا على أبي هريرة . أخرجه ابن أبي

شيبة في " المصنف " ( 11 / 77 / 10561 ) . و أبو أسامة هو حماد بن أسامة , و هو

ثقة لكنه مدلس . قلت : و قد وجدت له شاهدا موقوفا أيضا , فقال الدارمي في "

سننه " ( 2 / 128 ) : أخبرنا الحكم بن المبارك أخبرنا الوليد حدثنا جابر حدثني

محمد بن قيس حدثني بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره . كذا وقع

في النسخة الشامية موقوفا , و كذا في أصلها الهندية ( ص 275 ) . لكن على هامشها

: " نسخة : عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " . ثم إن الإسناد مشكل , فإن

جابرا هذا لم أعرفه و لا شيخه محمد بن قيس و يحتمل أن يكون سقط من الناسخ لفظة

: ( ابن ) , و الصواب : ( حدثنا ابن جابر ) و هو عبد الرحمن بن يزيد بن جابر

الشامي الداراني , فإنه من شيوخ الوليد و هو ابن مسلم الدمشقي و هذا من شيوخ

الحكم بن المبارك . و أما محمد بن قيس , فلم يتبين لي شيء الآن , غير أنه يلقى

في النفس أنه لعله محمد بن قيس المدني قاص عمر بن عبد العزيز , أبو إبراهيم . و

الله أعلم . و بالجملة , فالحديث حسن بمجموع طريقيه الموقوفين , إن لم يصح رفع

الآخر منهما و بخاصة أن الحافظ قد ذكر له شاهدا مرفوعا من حديث أبي بكرة و سكت

عنه و هو في الغالب لا يسكت إلا عما هو حسن عنده على الأقل , لكن القلب لم

يطمئن له , فقد رأيت الهيثمي قد قال فيه ( 11 / 183 ) : " رواه الطبراني و فيه

الحكم بن ظهير و هو متروك " . و الله سبحانه و تعالى أعلم .

2208 " اللبن في المنام فطرة " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 241 :

أورده الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 7 / 183 ) من حديث # أبي هريرة # قال :

فذكره موقوفا عليه , و قال : رواه البزار و فيه محمد بن مروان و هو ثقة و فيه

لين و بقية رجاله ثقات " . ثم رجعت إلى " كشف الأستار " ( 3 / 13 / 2127 ) ,

فإذا الحديث فيه مرفوع و كذلك ذكره الحافظ في " الفتح " ( 12 / 393 ) برواية

البزار , فالظاهر أنه سقط من " المجمع " رفعه , و إسناده هكذا : حدثنا جميل بن

الحسن حدثنا محمد بن مروان حدثنا هشام عن محمد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله

عليه وسلم قال : فذكره . و قال : " لا نعلم رواه عن هشام إلا محمد و عون بن

عمارة و عون لين الحديث " . قلت : هذا إسناد ضعيف , جميل بن الحسن قال الحافظ :

" صدوق يخطىء , أفرط فيه عبدان " . و شيخه محمد بن مروان - و هو العقيلي - قريب

منه , قال الحافظ : " صدوق له أوهام " . و متابعه عون بن عمارة ضعيف . و قد

خالفهما أبو أسامة فقال : عن هشام به موقوفا على أبي هريرة . أخرجه ابن أبي

شيبة في " المصنف " ( 11 / 77 / 10561 ) . و أبو أسامة هو حماد بن أسامة , و هو

ثقة لكنه مدلس . قلت : و قد وجدت له شاهدا موقوفا أيضا , فقال الدارمي في "

سننه " ( 2 / 128 ) : أخبرنا الحكم بن المبارك أخبرنا الوليد حدثنا جابر حدثني

محمد بن قيس حدثني بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره . كذا وقع

في النسخة الشامية موقوفا , و كذا في أصلها الهندية ( ص 275 ) . لكن على هامشها

: " نسخة : عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " . ثم إن الإسناد مشكل , فإن

جابرا هذا لم أعرفه و لا شيخه محمد بن قيس و يحتمل أن يكون سقط من الناسخ لفظة

: ( ابن ) , و الصواب : ( حدثنا ابن جابر ) و هو عبد الرحمن بن يزيد بن جابر

الشامي الداراني , فإنه من شيوخ الوليد و هو ابن مسلم الدمشقي و هذا من شيوخ

الحكم بن المبارك . و أما محمد بن قيس , فلم يتبين لي شيء الآن , غير أنه يلقى

في النفس أنه لعله محمد بن قيس المدني قاص عمر بن عبد العزيز , أبو إبراهيم . و

الله أعلم . و بالجملة , فالحديث حسن بمجموع طريقيه الموقوفين , إن لم يصح رفع

الآخر منهما و بخاصة أن الحافظ قد ذكر له شاهدا مرفوعا من حديث أبي بكرة و سكت

عنه و هو في الغالب لا يسكت إلا عما هو حسن عنده على الأقل , لكن القلب لم

يطمئن له , فقد رأيت الهيثمي قد قال فيه ( 11 / 183 ) : " رواه الطبراني و فيه

الحكم بن ظهير و هو متروك " . و الله سبحانه و تعالى أعلم .

2209 " ما آتاك الله من أموال السلطان من غير مسألة و لا إشراف , فكله و تموله " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 244 :

أخرجه أحمد ( 5 / 195 و 6 / 452 ) عن قيس بن سعد عن رجل حدثه عن # أبي الدرداء

# قال : " سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أموال السلطان ? فقال : " فذكره

. قلت : و رجاله ثقات رجال مسلم غير الرجل الذي لم يسم . لكن له شاهد من حديث

الزهري عن السائب بن يزيد عن حويطب بن عبد العزى قال : أخبرني عبد الله بن

السعدي : " أنه قدم على عمر بن الخطاب رضي الله عنه من الشام , فقال : ألم أخبر

أنك تعمل على عمل من أعمال المسلمين , فتعطى عليه عمالة , فلا تقبلها ? قال :

أجل إن لي أفراسا و أعبدا و أنا بخير و أريد أن يكون عملي صدقة على المسلمين ,

فقال عمر : إن أردت الذي أردت , و كان النبي صلى الله عليه وسلم يعطيني المال ,

فأقول : أعطه من هو أفقر إليه مني و إنه أعطاني مرة مالا , فقلت له : أعطه من

هو أحوج إليه مني , فقال : ما آتاك الله عز وجل من هذا المال من غير مسألة و لا

إشراف , فخذه فتموله أو تصدق به و ما لا فلا تتبعه نفسك " . أخرجه البخاري ( 13

/ 128 - 132 - فتح ) و مسلم ( 3 / 98 - 99 ) و النسائي ( 1 / 365 ) و الدارمي (

1 / 388 ) . و له طرق أخرى عن عمر أحدها عند الضياء في " المختارة " ( رقم 83 -

بتحقيقي ) و بعضها في " الإرواء " ( 3 / 364 - 365 ) .

2210 " ما جلس قوم يذكرون الله عز وجل إلا ناداهم مناد من السماء : قوموا مغفور لكم

قد بدلت سيئاتكم حسنات " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 245 :

أخرجه الطبراني في " الأوسط " ( 434 ) عن إسماعيل بن عبد الملك الزئبقي أبي

إسحاق حدثنا ميمون بن عجلان عن ميمون بن سياه عن # أنس # مرفوعا . و قال : " لم

يروه عن ميمون إلا إسماعيل " . قلت : و هو ثقة من شيوخ يعقوب بن سفيان , ذكره

في " تاريخه " و قال : " كان ثقة , إلا أنهم كانوا يعيبون عليه بيع الزئبق " .

و ميمون بن عجلان , قال ابن أبي حاتم ( 4 / 1 / 239 ) عن أبيه : " شيخ " . و من

العجائب قول الحافظ في " اللسان " : " لا أعرف له حديثا " ! و قد تابعه ميمون

بن موسى المرائي , فقال أحمد ( 3 / 142 ) : حدثنا محمد بن بكر أنبأنا ميمون

المرائي حدثنا ميمون بن سياه به . و هذا إسناد حسن إن شاء الله ميمون بن سياه ,

قال الحافظ : " صدوق يخطىء " . و ميمون المرائي صدوق . و الحديث قال المنذري في

" الترغيب " ( 2 / 233 ) : " رواه أحمد و رواته محتج بهم في الصحيح إلا ميمون

المرائي - بفتح الميم و الراء بعدها ألف نسبة إلى امرىء القيس - و أبو يعلى و

البزار و الطبراني . و رواه الطبراني من حديث عبد الله بن مغفل و سهل بن

الحنظلية " . و حديث سهل عزاه في " الجامع " للحسن بن سفيان , و قال الهيثمي (

10 / 77 ) : " و فيه المتوكل بن عبد الرحمن والد محمد بن أبي السري و لم أعرفه

و بقية رجاله ثقات " .

2211 " ما أحب أن أحدا ذاك عندي ذهب , أمسى ثالثة عندي منه دينار إلا دينارا أرصده

لدين , إلا أن أقول به في عباد الله هكذا - حثا بين يديه - , و هكذا - عن يمينه

- , و هكذا - عن شماله - " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 246 :

أخرجه البخاري ( 7 / 137 ) و مسلم ( 3 / 75 ) و أحمد ( 5 / 152 ) عن زيد بن وهب

عن # أبي ذر # مرفوعا . و في رواية للبخاري : " ما يسرني أن عندي ...‏" , و قد

مضى برقم ( 1028 ) . و له طريق أخرى بلفظ : " ما أحب أن لي مثل أحد ذهبا - أو

قال : ما أحب أن لي أحدا ذهبا - أدع منه يوم أموت دينارا أو نصف دينار إلا

لغريم " . أخرجه أحمد ( 5 / 160 - 161 و 176 ) و الخطيب ( 7 / 376 ) من طريق

شعبة عن عمرو بن مرة قال : سمعت سويد بن الحارث قال : سمعت أبا ذر قال : مرفوعا

به . و لفظ الخطيب : " ما يسرني " . و إسناده رجال الستة , غير سويد هذا , و قد

ذكره البخاري و لم يذكر فيه جرحا و تبعه ابن أبي حاتم . و له شاهد بلفظ : " و

ما أحب أن لي أحدا ذهبا , يمر بي ثالثة عندي منه دينار إلا شيء أعده لغريم " .

أخرجه أحمد ( 2 / 506 ) : حدثنا يزيد أنبأنا ابن أبي ذئب عن أبي الوليد عن أبي

هريرة مرفوعا به . و هذا سند صحيح على شرط الستة و أبو الوليد اسمه عبد الله بن

الحارث البصري . و أخرجه ابن ماجة ( 4132 ) من طريق أبي سهيل بن مالك عن أبيه

عن أبي هريرة بلفظ : " إلا شيء أرصده في قضاء دين " . و سنده جيد .

2212 " ما أحب أن أسلم على الرجل و هو يصلي , و لو سلم علي لرددت عليه " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 247 :

موقوف . أخرجه الطحاوي في " شرح المعاني " ( 1 / 264 ) من طريقين عن الأعمش

قال : حدثني أبو سفيان قال : سمعت # جابرا # يقول : فذكره موقوفا عليه .

قلت : و هذا إسناد جيد على شرط مسلم . و هو موقوف كما ترى و قد أورده السيوطي

في " الجامعين " من رواية الطحاوي عن جابر , فأوهم أنه مرفوع و لم يتنبه لذلك

المناوي , فاكتفى بقوله : " رمز المصنف لحسنه " ! قلت : و للتنبيه على ذلك

أوردته هنا و إلا فكتابنا هذا خاص بالأحاديث المرفوعة إلا ما شاء الله و لاسيما

و قد صح عن جابر نفسه أنه سلم على النبي صلى الله عليه وسلم و هو يصلي , و رد

عليه إشارة كما في " صحيح مسلم " ( 2 / 71 ) و غيره و هو مخرج في " صحيح أبي

داود " مع أحاديث أخرى بأصرح منه , تحت : " باب رد السلام في الصلاة " ( 856 -

860 ) .

2213 " ما أحرز الولد أو الوالد فهو لعصبته من كان " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 248 :

أخرجه أبو داود ( 2 / 20 ) و ابن ماجة ( 2 / 165 ) و أحمد ( 1 / 27 ) عن حسين

المعلم عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده : " أن رئاب بن حذيفة تزوج امرأة ,

فولدت له ثلاثة غلمة , فماتت أمهم , فورثوها رباعها و ولاء مواليها , و كان

عمرو بن العاص عصبة بنيها , فأخرجهم إلى الشام , فماتوا , فقدم عمرو بن العاص ,

و مات مولى لها , و ترك مالا , فخاصمه إخوتها إلى # عمر بن الخطاب #, فقال عمر

: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " فذكره . قلت : و هذا إسناد حسن . ثم خرجت

الحديث في " صحيح أبي داود " ( 2550 ) من رواية البيهقي عنه . و تكلمت عليه

بأبسط مما هنا و ذكرت من قواه من العلماء .

2214 " ما أحد أعظم عندي يدا من أبى بكر رضي الله عنه , واساني بنفسه و ماله و

أنكحني ابنته " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 248 :

أخرجه الطبراني في " معجمه الكبير " ( 11 / 191 / 11461 ) و ابن عدي ( 31 / 2 )

و ابن عساكر في " تاريخه " ( 9 / 278 / 1 ) عن محمد بن صالح بن مهران أخبرنا

أرطأة أبو حاتم عن ابن جريج عن عطاء عن # ابن عباس # قال : فذكره مرفوعا و قال

ابن عدي : " لا أعرفه إلا عن أرطأة عن ابن جريج " . قلت : و أرطأة هذا هو ابن

المنذر , بصري , يكنى أبا حاتم , ساق له ابن عدي حديثين هذا أحدهما , و الآخر ,

خطأه في إسناده , ثم قال : " و له أحاديث غير ما ذكرت , و في بعضها خطأ و غلط "

. و قد وجدت له طريقا أخرى , يرويه عبيد الله بن تمام عن خالد الحذاء عن عكرمة

عن ابن عباس بلفظ : " ما أحد من الناس أفضل علي نعمة في أهل و مال من أبي بكر "

. أخرجه الطبراني أيضا ( 11 / 348 / 11974 ) . و عبيد الله هذا ضعيف . و له

طريق ثالث يرويه ليث عن مجاهد عن ابن عباس نحوه . و رابع من رواية جرير : سمعت

يعلى بن حكيم عن عكرمة عن ابن عباس بلفظ : " إنه ليس من الناس أحد أمن علي في

نفسه و ماله من أبي بكر بن أبي قحافة , و لو كنت متخذ خليلا .. " الحديث .

أخرجه البخاري ( 467 ) و الطبراني ( 11938 ) و ابن حبان ( 6821 - الإحسان ) . و

له شاهد من حديث أبي حفص العبدي عن مالك بن دينار عن أنس نحوه . أخرجهما ابن

عساكر . و شاهدان آخران صحيحان مختصران من حديث أبي هريرة و عائشة , مخرجان في

" أحاديث مشكلة الفقر " ( رقم 13 ) .

2215 " ما اختلج عرق و لا عين إلا بذنب , و ما يدفع الله عنه أكثر " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 250 :

رواه الطبراني في " المعجم الصغير " ( رقم 1053 ) و عنه أبو نعيم في " أخبار

أصبهان " ( 2 / 247 ) عن أحمد بن الفرات حدثنا محمد بن كثير حدثنا محمد بن فضيل

عن الصلت بن بهرام عن أبي وائل عن # البراء بن عازب # مرفوعا . و قال الطبراني

: " تفرد به أحمد " . قلت : و هو ثقة حافظ , و من فوقه ثقات من رجال الشيخين

غير الصلت بن بهرام و هو ثقة . و محمد بن كثير هو العبدي فيما يترجح عندي . و

الله أعلم .

و الحديث قال الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 2 / 295 ) : " رواه الطبراني في "

الصغير " و فيه الصلت بن بهرام , و هو ثقة , إلا أنه كان مرجئا " .

قلت : و أخرجه الضياء المقدسي أيضا في " الأحاديث المختارة " كما في " الجامعين

: الكبير و الصغير " , و حسن المناوي إسناده في " التيسير " .

2216 " ما أخشى عليكم الفقر و لكني أخشى عليكم التكاثر , و ما أخشى عليكم الخطأ و

لكني أخشى عليكم التعمد " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 250 :

أخرجه ابن حبان ( 2479 ) و الحاكم ( 2 / 534 ) و أحمد ( 2 / 308 و 539 ) عن

جعفر بن برقان قال : سمعت يزيد بن الأصم عن # أبي هريرة # مرفوعا , و قال

الحاكم : " صحيح على شرط مسلم " , و وافقه الذهبي , و هو كما قالا . و قال

الهيثمي في " المجمع " ( 10 / 236 ) : " رواه أحمد , و رجاله رجال الصحيح " .

2217 " ما أدري تبع ألعينا كان أم لا ? و ما أدري ذا القرنين أنبيا كان أم لا ? و ما

أدري الحدود كفارات أم لا ? " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 251 :

أخرجه أبو داود ( 4674 ) - دون الجملة الثالثة - و الحاكم في " المستدرك " ( 1

/ 36 ) و عنه البيهقي ( 8 / 329 ) و أبو القاسم الحنائي في " الفوائد " ( 16 /

1 ) و ابن عبد البر في " الجامع " ( 2 / 50 ) و ابن عساكر في " التاريخ " ( 3 /

251 / 1 و 6 / 57 / 1 و 11 / 302 / 1 و 16 / 66 / 2 ) كلهم عن عبد الرزاق أنبأ

معمر عن ابن أبي ذئب عن سعيد المقبري عن # أبي هريرة # قال : قال رسول الله صلى

الله عليه وسلم : فذكره , و قال الحاكم : " صحيح على شرط الشيخين , و لا أعلم

له علة " , و وافقه الذهبي , و هو كما قالا , و قال ابن عساكر : " قال

الدارقطني : تفرد به عبد الرزاق " . قلت : و لعله يعني عن معمر , و إلا فقد

توبع عليه معمر عن ابن أبي ذئب كما يأتي , و قد أعل بالإرسال , فقال الحنائي

عقبه : " غريب , و رواه هشام بن يوسف الصنعاني عن ابن أبي ذئب عن الزهري عن

النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا , و هو الأصح " . و ذكره البيهقي نحوه عن

البخاري , و أقول : " هشام ثقة , و قد خالفه معمر كما تقدم , و كذلك خالفه آدم

بن أبي إياس حدثنا ابن أبي ذئب عن المقبري به . أخرجه الحاكم ( 2 / 450 ) و عنه

البيهقي أيضا , و قال الحاكم : " صحيح على شرط الشيخين " , و وافقه الذهبي , و

هو كما قالا . فقد اتفق الثقتان على وصله عن ابن أبي ذئب عن المقبري به , فإما

أن يقال : ما اتفقنا عليه أرجح مما تفرد به هشام من الإرسال , و أما أن يقال :

كل صحيح , و ابن أبي ذئب له سندان , أحدهما عن المقبري عن أبي هريرة , و الآخر

: عن الزهري مرسلا , و كل حفظ عنه ما سمع منه , و كل ثقة . و الله أعلم . و

للحديث شاهد بإسناد ضعيف عن ابن عباس خرجناه في الكتاب الآخر ( 3033 ) .

( فائدة ) : قال ابن عساكر : " و هذا الشك من النبي صلى الله عليه وسلم كان قبل

أن يبين له أمره , ثم أخبر أنه كان مسلما , و ذاك فيما أخبرنا ... " . ثم ساق

إسناده بحديث : لا تسبوا تبعا فإنه قد كان أسلم " . أخرجه هو , و أحمد ( 5 /

340 ) عن ابن لهيعة حدثنا أبو زرعة عمرو بن جابر عن سهل بن سعد مرفوعا . و أبو

زرعة و ابن لهيعة ضعيفان . لكن للحديث شواهد يرتقي بها إلى درجة الحسن على أقل

الدرجات , كما سيأتي بيانه إن شاء الله برقم ( 2423 ) . قلت : و نحوه قول

الهيثمي : " يحتمل أنه صلى الله عليه وسلم قاله في وقت لم يأته فيه العلم عن

الله , ثم لما أتاه قال ما رويناه في حديث عبادة و غيره " . يعني قوله صلى الله

عليه وسلم : " ... و من أصاب من ذلك شيئا فعوقب فهو كفارة له ...‏" . أخرجه

الشيخان و غيرهما .

( تنبيه ) : وقع في " المستدرك " في الموضع الأول منه " تبع أنبيا " , و أظنه

خطأ من بعض نساخ " المستدرك " أو الطابع , و الصواب ما أثبتناه , و هو رواية

البيهقي عن الحاكم , و كذلك هو في رواية الآخرين عن عبد الرزاق , و في رواية

آدم بن أبي إياس أيضا . و وقع في " الفتح الكبير " ( 3 / 78 ) معزوا لإحدى

روايتي الحاكم : " عزير " بدل " لقمان " , و هو خطأ مخالف لروايتي الحاكم

كلتيهما , و لرواية الآخرين , اللهم إلا قول ابن عساكر في آخر الحديث : " و قال

غيره : عزير " , و لم أدر من عنى , و لكنه روي ذلك في الشاهد الذي سبقت الإشارة

إليه . و الله أعلم .

2218 " ما استكبر من أكل معه خادمه و ركب الحمار بالأسواق و اعتقل الشاة فحلبها " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 253 :

أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ( رقم 550 ) و الديلمي ( 4 / 33 ) عن ابن

لال معلقا كلاهما عن عبد العزيز بن عبد الله عن عبد العزيز بن محمد عن محمد بن

عمرو عن أبي سلمة عن # أبي هريرة # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

فذكره . قلت : و هذا إسناد حسن , رجاله رجال " الصحيح " غير أن محمد بن عمرو

إنما أخرج له مقرونا بغيره . و أما قول المناوي في " فيضه " : " رمز المصنف

لحسنه , و فيه عبد العزيز بن عبد الله الأويسي , أورده الذهبي في " الضعفاء " ,

و قال : قال أبو داود : " ضعيف " , عن عبد العزيز بن محمد قال ابن حبان بطل

الاحتجاج به " . قلت : ففيه مؤاخذتان : الأولى : أن الذي في " ضعفاء الذهبي "

نصه : " ثقة مشهور , قال أبو داود : ضعيف " . زاد في نسخة : " و قال أيضا : ثقة

" . فقوله : " ثقة مشهور " واضح جدا أنه ثقة عنده غير ضعيف , فحذف المناوي لهذا

التوثيق الصريح مما لا يخفى ما فيه . و يؤيد ما قلت أنه أورده في كتابه " معرفة

الرواة المتكلم فيهم بما لا يوجب الرد " ( ص 137 / 212 ) , و قال : " شيخ

البخاري , ضعفه أبو داود " .

و الأخرى : أن ما نقله عن ابن حبان إنما قاله في " الضعفاء " ( 2 / 138 ) في

ابن زبالة , و ليس هو راوي هذا الحديث , و إنما هو ( الدراوردي ) و هو ثقة عند

ابن حبان و غيره , فيه ضعف يسير من قبل حفظه , فحديثه لا ينزل عن مرتبة الحسن ,

و قد احتج به مسلم .

2219 " من اغبرت قدماه في سبيل الله حرمه الله على النار " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 254 :

أخرجه البخاري ( 2 / 390 - السلفية ) و الترمذي ( 1632 ) و النسائي ( 2 / 56 )

و ابن حبان ( 4586 ) و أحمد ( 3 / 479 ) عن عباية بن رفاعة قال : " أدركني

# أبو عبس # و أنا أذهب إلى الجمعة فقال : ( أبشر , فإن خطاك هذه في سبيل الله

) , سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " فذكره , و قال الترمذي : " حديث

حسن غريب صحيح , و أبو عبس اسمه عبد الرحمن بن جبر " . و روى عتبة بن أبي حكيم

عن حصين عن أبي المصبح عن جابر بن عبد الله مرفوعا به نحوه . أخرجه ابن حبان (

1588 ) و الطيالسي ( 1 / 234 - ترتيبه ) و أحمد ( 3 / 367 ) عن عبد الله بن

مبارك عنه . قلت : و عتبة بن أبي حكيم ضعيف . و قد خالفه ابن جابر فذكر أن أبا

المصبح الأوزاعي حدثهم قال : " بينا نسير في درب ( قلمية ) , إذ نادى الأمير

مالك بن عبد الله الخثعمي رجل يقود فرسه في عراض الجبل : يا أبا عبد الله ! ألا

تركب ? قال : إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره " إلا أنه

قال : " ساعة من نهار , فهما حرام على النار " . أخرجه أحمد ( 5 / 225 - 226 )

. قلت : و إسناده صحيح , رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي المصبح الأوزاعي و هو

ثقة . و تابعه ليث بن المتوكل عن مالك بن عبد الله الخثعمي باللفظ الأول .

أخرجه أحمد أيضا . و الليث هذا وثقه ابن حبان و محمد بن عبد الله بن عمير , و

سائر رجاله ثقات معروفون , فالسند صحيح أيضا . و تابعهما عبد الله بن سليمان أن

مالك بن عبد الله مر على حبيب بن مسلمة , أو حبيب مر على مالك , و هو يقود فرسا

و هو يمشي فقال : ألا تركب حملك الله ? فقال : فذكره مرفوعا . أخرجه الدارمي (

2 / 202 ) . و رجاله ثقات , لكني لم أعرف ابن سليمان هذا . و للحديث شاهد من

حديث أبي الدرداء مرفوعا نحوه . أخرجه أحمد ( 6 / 443 - 444 ) . و رجاله ثقات .

( تنبيه ) : أورد السيوطي الحديث في " زوائد الجامع الصغير " بلفظ : " ما اغبرت

قدما عبد في سبيل الله إلا حرم الله عليه النار " , و قال : " رواه الأربعة عن

مالك بن عبد الله الخثعمي " . قلت : و هذا وهم عجيب , فإن الأربعة لم يخرجوا

لمالك هذا أصلا , و لا هو من رجال " التهذيب " , و لذلك لم يعزه الحافظ في

ترجمته من " الإصابة " إلا لأبي داود الطيالسي وأحمد و الطبراني و البغوي .

( فائدة ) : ( قلمية ) قال في " معجم البلدان " : " بفتح أوله و ثانيه و سكون

الميم و الياء خفيفة : كورة واسعة برأسها من بلاد الروم , قرب ( طرسوس ) " .

قلت : و وقع في " المسند " : ( قلمتة ) , و في " مجمع الزوائد " ( 5 / 285 ) :

( ملمة ) و لعل الصواب ما أثبته .

2220 " ما أقفر من أدم بيت فيه خل "  قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 256 : أخرجه الترمذي ( 1842 ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 8 / 312 - 313 ) و الديلمي ( 4 / 34 ) من طريق ثابت بن أبي صفية أبي حمزة الثمالي عن الشعبي عن # أم هانىء # قالت : " دخل علي النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا أم هانىء ! هل عندك شيء ? فقالت : لا , إلا كسيرات يابسات و خل , فقال : " , فذكره , و قال أبو نعيم : " غريب من حديث أبي حمزة " . قلت : و هو ضعيف كما في " التقريب " , و قال

الذهبي في " الضعفاء " : " متفق على ضعفه " . و أما الترمذي فقال : " حديث حسن

غريب من هذا الوجه " . كذا قال : و لا يخفى ما فيه , لكني وجدت للحديث شاهدا

قويا , فقال أحمد ( 3 / 353 ) : حدثنا محمد بن يزيد عن حجاج بن أبي زينب عن أبي

سفيان عن جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " نعم الإدام الخل ,

ما أقفر بيت فيه خل " . قلت : و هذا إسناد جيد , رجاله ثقات رجال مسلم - على

ضعف في حفظ حجاج بن أبي زينب - غير محمد بن يزيد , و هو الواسطي و هو ثقة . و

قد تابعه يزيد بن هارون أخبرنا حجاج بن أبي زينب به أتم منه , و فيه قصة أم

هانىء لكنها لم تسم لكن ليس فيه : " ما أقفر بيت فيه خل " . أخرجه مسلم ( 6 /

126 ) و الدارمي ( 2 / 101 ) و أبو يعلى ( 2 / 593 ) بلفظ : " هاتوه , فنعم

الأدم الخل " . و أخرجه مسلم و الترمذي و أبو يعلى ( 2 / 591 ) و أحمد ( 3 /

301 و 304 و 353 و 364 و 389 و 390 و 400 ) من طريق أخرى عن أبي سفيان به

مختصرا : " نعم الإدام الخل " . و كذلك أخرجه مسلم و الترمذي و الدارمي من حديث

سليمان بن بلال عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعا . و أخرج الشطر الثاني

منه ابن حبان في " ثقات التابعين " ( 14 / 1 ) من طريق أنس بن عبد الحميد الضبي

حدثنا هشام به . و أخرجه ابن ماجة ( 2 / 314 ) من طريق عنبسة بن عبد الرحمن عن

محمد بن زاذان قال : حدثتني أم سعد قالت : " دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم

على عائشة - و أنا عندها - فقال : هل من غداء ? قالت : عندنا خبز و تمر و خل ,

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : نعم الإدام الخل , اللهم بارك في الخل ,

فإنه كان إدام الأنبياء قبلي , و لم يفتقر بيت فيه خل " . قلت : و هذا إسناد

هالك , عنبسة و ابن زاذان متروكان , و الأول رماه أبو حاتم بالوضع . ثم وجدت

لحديث جابر طريقا أخرى , و لكنه ضعيف جدا , يرويه الحسن بن قتيبة : حدثنا مغيرة

( هو ابن زياد ) عن أبي الزبير عنه بلفظ : " ما أقفر أهل بيت من أدم فيه خل و

خير خلكم خل خمركم " . أخرجه البيهقي ( 6 / 38 ) و قال : " قال أبو عبد الله (

يعني شيخه الحاكم ) : هذا حديث واهي , و المغيرة بن زياد صاحب مناكير " .

قلت : المغيرة هذا صدوق له أوهام كما في " التقريب " , فليست العلة منه و إنما

من الراوي عنه الحسن بن قتيبة , فإنه هالك كما قال الذهبي , و قال الدارقطني :

" متروك الحديث " . و نحوه في الضعف , ما زاده عبيد الله بن الوليد عن عبد الله

بن عبيد بن عمير قال : " دخل نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على

جابر بن عبد الله , فقرب إليهم خبزا و خلا , فقال : كلوا , فإني سمعت رسول الله

صلى الله عليه وسلم يقول : نعم الإدام الخل , إنه هلاك بالرجل أن يدخل عليه

النفر من إخوانه فيحتقر ما في بيته أن يقدمه إليهم , و هلاك بالقوم أن يحتقروا

ما قدم إليهم " . أخرجه البيهقي ( 7 / 279 - 280 ) و أحمد ( 3 / 371 ) .

قلت : و عبيد الله هذا ضعيف كما جزم به الحافظ . و قد روي من طريقين آخرين عن

جابر و لكنهما معلولان و لذلك خرجته في " الضعيفة " ( 5379 ) .

*****

2221 " ما أوتيكم من شيء و ما أمنعكموه , إن أنا إلا خازن أضع حيث أمرت " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 259 :

أخرجه أبو داود ( 2 / 25 ) و أحمد ( 2 / 314 ) عن عبد الرزاق أخبرنا معمر عن

همام بن منبه قال : هذا ما حدثنا # أبي هريرة # قال رسول الله صلى الله عليه

وسلم : فذكره . قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين . و تابعه عبد الرحمن

بن أبي عمرة عن أبي هريرة بلفظ : " والله ما أعطيكم و لا أمنعكم و إنما أنا

قاسم أضعه حيث أمرت " . أخرجه البخاري ( 6 / 165 - فتح ) و أحمد ( 2 / 482 ) .

2222 " ما أوذي أحد ما أوذيت في الله عز وجل " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 259 :

أخرجه الديلمي ( 4 / 51 ) من طريق محمد بن إبراهيم الطرسوسي حدثنا إسحاق بن

منصور حدثنا إسرائيل عن جابر عن # ابن بريدة عن أبيه # رفعه . قلت : و هذا

إسناد ضعيف , رجاله موثقون غير جابر - و هو ابن يزيد الجعفي - و هو ضعيف . و

رواه أبو نعيم في " الحلية " ( 6 / 233 ) عن محمد بن سليمان بن هشام حدثنا وكيع

عن مالك ( عن الزهري ) عن أنس مرفوعا نحوه , و قال : " غريب من حديث مالك ,

تفرد به وكيع " . قلت : و الراوي عنه ابن هشام - و هو الشطوي - ضعيف , لكن

مفهوم قول أبي نعيم : " تفرد به وكيع " أنه لم يتفرد به الشطوي , فإن كان كذلك

فالحديث صحيح و لعله لذلك سكت عليه السخاوي في " المقاصد " ( ص 361 / 969 ) و

قال : " و أصله في البخاري " . و الحديث رواه ابن عدي أيضا و ابن عساكر عن جابر

كما في " الجامع الصغير " . و بالجملة , فالحديث بمجموع هذه الطرق الثلاث يرتقي

إلى درجة الحسن إن شاء الله تعالى . و أما قول السخاوي : " و أصله في البخاري "

. فلم أدر ما يعني , فإني لا أعلم لأنس قريبا من هذا عنده , و إن كان يعني

حديثه الذي رواه عنه ثابت مرفوعا بلفظ : " لقد أذيت في الله و ما يؤذى أحد , و

لقد أخفت في الله و ما يخاف أحد , و لقد أتت علي ثالثة و ما لي و لبلال طعام

يأكله ذو كبد إلا مما وارى إبط بلال " . قلت : فهذا شيء , و حديث الترجمة شيء

آخر , فإنه يتحدث عن زمانه صلى الله عليه وسلم فهو خاص , و حديث الترجمة أعم

كما هو ظاهر , ثم إنه لم يروه البخاري و إنما رواه الترمذي ( 2474 ) و ابن ماجة

( 1 / 67 ) و أحمد ( 3 / 120 و 286 ) عن حماد بن سلمة أنبأنا ثابت به . و قال

الترمذي : " حديث حسن صحيح " . قلت : و هو على شرط مسلم .

2223 " ما تريدون من علي ? إن عليا مني و أنا منه و هو ولي كل مؤمن بعدي " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 261 :

أخرجه الترمذي ( 3713 ) و النسائي في " الخصائص " ( ص 13 و 16 - 17 ) و ابن

حبان ( 2203 ) و الحاكم ( 3 / 110 ) و الطيالسي في " مسنده " ( 829 ) و أحمد (

4 / 437 - 438 ) و ابن عدي في " الكامل " ( 2 / 568 - 569 ) من طريق جعفر بن

اليمان الضبعي عن يزيد الرشك عن مطرف عن # عمران بن حصين # رضي الله عنه قال :

" بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم جيشا , و استعمل عليهم علي بن أبي طالب ,

فمضى في السرية , فأصاب جارية , فأنكروا عليه , و تعاقدوا أربعة من أصحاب رسول

الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : إن لقينا رسول الله صلى الله عليه وسلم

أخبرناه بما صنع علي و كان المسلمون إذا رجعوا من سفر بدأوا برسول الله صلى

الله عليه وسلم فسلموا عليه , ثم انصرفوا إلى رحالهم , فلما قدمت السرية سلموا

على النبي صلى الله عليه وسلم , فقام أحد الأربعة فقال : يا رسول الله ! ألم تر

إلى علي بن أبي طالب صنع كذا و كذا , فأعرض عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ,

ثم قام الثاني , فقال مثل مقالته , فأعرض عنه , ثم قام إليه الثالث , فقال مثل

مقالته , فأعرض عنه , ثم قام الرابع فقال مثل ما قالوا , فأقبل إليه رسول الله

صلى الله عليه وسلم و الغضب يعرف في وجهه فقال : " فذكره . و قال الترمذي : "

حديث حسن غريب , لا نعرفه إلا من حديث جعفر بن سليمان " . قلت : و هو ثقة من

رجال مسلم و كذلك سائر رجاله و لذلك قال الحاكم : " صحيح على شرط مسلم " , و

أقره الذهبي . و للحديث شاهد يرويه أجلح الكندي عن عبد الله بن بريدة عن أبيه

بريدة قال : بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثين إلى اليمن , على أحدهما

علي بن أبي طالب .. فذكر القصة بنحو ما تقدم , و في آخره : " لا تقع في علي ,

فإنه مني و أنا منه و هو وليكم بعدي و إنه مني و أنا منه و هو وليكم بعدي " .

أخرجه أحمد ( 5 / 356 ) . قلت : و إسناده حسن , رجاله ثقات رجال الشيخين غير

الأجلح , و هو ابن عبد الله الكندي , مختلف فيه , و في " التقريب " : " صدوق

شيعي " . فإن قال قائل : راوي هذا الشاهد شيعي , و كذلك في سند المشهود له شيعي

آخر , و هو جعفر بن سليمان , أفلا يعتبر ذلك طعنا في الحديث و علة فيه ? !

فأقول : كلا لأن العبرة في رواية الحديث إنما هو الصدق و الحفظ , و أما المذهب

فهو بينه و بين ربه , فهو حسيبه , و لذلك نجد صاحبي " الصحيحين " و غيرهما قد

أخرجوا لكثير من الثقات المخالفين كالخوارج و الشيعة و غيرهم , و هذا هو المثال

بين أيدينا , فقد صحح الحديث ابن حبان كما رأيت مع أنه قال في راويه جعفر في

كتابه " مشاهير علماء الأمصار " ( 159 / 1263 ) : " كان يتشيع و يغلو فيه " .

بل إنه قال في ثقاته ( 6 / 140 ) : " كان يبغض الشيخين " . و هذا , و إن كنت في

شك من ثبوته عنه , فإن مما لا ريب فيه أنه شيعي لإجماعهم على ذلك , و لا يلزم

من التشيع بغض الشيخين رضي الله عنهما , و إنما مجرد التفضيل . و الإسناد الذي

ذكره ابن حبان برواية تصريحه ببغضهما , فيه جرير بن يزيد بن هارون , و لم أجد

له ترجمة , و لا وقفت على إسناد آخر بذلك إليه . و مع ذلك فقد قال ابن حبان عقب

ذاك التصريح : " و كان جعفر بن سليمان من الثقات المتقنين في الروايات غير أنه

كان ينتحل الميل إلى أهل البيت , و لم يكن بداعية إلى مذهبه , و ليس بين أهل

الحديث من أئمتنا خلاف أن الصدوق المتقن إذا كان فيه بدعة و لم يكن يدعو إليها

أن الاحتجاج بأخباره جائز " . على أن الحديث قد جاء مفرقا من طرق أخرى ليس فيها

شيعي . أما قوله : " إن عليا مني و أنا منه " . فهو ثابت في " صحيح البخاري " (

2699 ) من حديث البراء بن عازب في قصة اختصام علي و زيد و جعفر في ابنة حمزة ,

فقال صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه : " أنت مني و أنا منك " . و روي من

حديث حبشي بن جنادة , و قد سبق تخريجه تحت الحديث ( 1980 ) . و أما قوله : " و

هو ولي كل مؤمن بعدي " . فقد جاء من حديث ابن عباس , فقال الطيالسي ( 2752 ) :

حدثنا أبو عوانة عن أبي بلج عن عمرو بن ميمون عنه " أن رسول الله صلى الله عليه

وسلم قال لعلي : " أنت ولي كل مؤمن بعدي " . و أخرجه أحمد ( 1 / 330 - 331 ) و

من طريقه الحاكم ( 3 / 132 - 133 ) و قال : " صحيح الإسناد " , و وافقه الذهبي

, و هو كما قالا . و هو بمعنى قوله صلى الله عليه وسلم : " من كنت مولاه فعلي

مولاه .. " و قد صح من طرق كما تقدم بيانه في المجلد الرابع برقم ( 1750 ) .

فمن العجيب حقا أن يتجرأ شيخ الإسلام ابن تيمية على إنكار هذا الحديث و تكذيبه

في " منهاج السنة " ( 4 / 104 ) كما فعل بالحديث المتقدم هناك , مع تقريره رحمه

الله أحسن تقرير أن الموالاة هنا ضد المعاداة و هو حكم ثابت لكل مؤمن , و علي

رضي الله عنه من كبارهم , يتولاهم و يتولونه . ففيه رد على الخوارج و النواصب ,

لكن ليس في الحديث أنه ليس للمؤمنين مولى سواه , و قد قال النبي صلى الله عليه

وسلم : " أسلم و غفار و مزينة و جهينة و قريش و الأنصار موالي دون الناس , ليس

لهم مولى دون الله و رسوله " . فالحديث ليس فيه دليل البتة على أن عليا رضي

الله عنه هو الأحق بالخلافة من الشيخين كما تزعم الشيعة لأن الموالاة غير

الولاية التي هي بمعنى الإمارة , فإنما يقال فيها : والي كل مؤمن . هذا كله من

بيان شيخ الإسلام و هو قوي متين كما ترى , فلا أدري بعد ذلك وجه تكذيبه للحديث

إلا التسرع و المبالغة في الرد على الشيعة , غفر الله لنا و له .

2224 " ما تستقل الشمس فيبقى شيء من خلق الله عز وجل إلا سبح الله عز وجل و حمده إلا

ما كان من الشيطان و أعتى بني آدم , فسألت عن أعتى بني آدم ? فقال : شرار الخلق

, أو قال : شرار خلق الله " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 264 :

أخرجه ابن السني في " عمل اليوم و الليلة " ( 146 ) و عنه الديلمي ( 4 / 46 ) و

أبو نعيم في " الحلية " ( 6 / 111 ) من طريق بقية بن الوليد حدثني صفوان بن

عمرو عن عبد الرحمن بن ميسرة أبي سلمة الحضرمي عن # عمرو بن عبسة # رضي الله

عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . قلت : و هذا إسناد حسن , رجاله

ثقات معروفون غير أبي سلمة الحضرمي , و قد روى عنه جمع منهم حريز بن عثمان , و

قد قال أبو داود : " شيوخ حريز كلهم ثقات " . و قال العجلي : " شامي تابعي ثقة

" . و بقية , الكلام فيه معروف , و الراجح منه الاحتجاج بحديثه إذا صرح

بالتحديث عن شيخه , و قد قال الذهبي في " الكاشف " : " وثقه الجمهور فيما سمعه

من الثقات , و قال النسائي : إذا قال : ( حدثنا ) و ( أخبرنا ) , فهو ثقة " .

2225 " ما تقولون ? إن كان أمر دنياكم فشأنكم , و إن كان أمر دينكم فإلي " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 265 :

أخرجه الإمام أحمد ( 5 / 298 ) عن حماد بن سلمة عن ثابت عن عبد الله بن رباح عن

# أبي قتادة # قال : " كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر , فقال :

إنكم إن لا تدركوا الماء غدا تعطشوا و انطلق سرعان الناس يريدون الماء و لزمت

رسول الله صلى الله عليه وسلم , فمالت برسول الله صلى الله عليه وسلم راحلته ,

فنعس رسول الله صلى الله عليه وسلم , فدعمته , فادعم , ثم مال , فدعمته , فأدعم

, ثم مال حتى كاد أن ينجفل عن راحلته , فدعمته , فانتبه , فقال : من الرجل ?

قلت : أبو قتادة . قال : منذ كم كان مسيرك ? قلت : منذ الليلة . قال : حفظك

الله كما حفظت رسوله . ثم قال : لو عرسنا , فمال إلى شجرة فنزل , فقال : انظر

هل ترى أحد ? قلت : هذا راكب , هذان راكبان , حتى بلغ سبعة , فقلنا : احفظوا

علينا صلاتنا , فنمنا , فما أيقظنا إلا حر الشمس , فانتبهنا , فركب رسول الله

صلى الله عليه وسلم , فسار و سرنا هنيهة , ثم نزل فقال : أمعكم ماء ? قال : قلت

: نعم . معي ميضأة فيها شيء من ماء , قال : ائت بها . فأتيته بها , فقال : مسوا

منها , مسوا منها . فتوضأ القوم , و بقيت جرعة , فقال : ازدهر بها يا أبا قتادة

! فإنه سيكون لها نبأ , ثم أذن بلال و صلوا الركعتين قبل الفجر , ثم صلوا الفجر

, ثم ركب و ركبنا , فقال بعضهم لبعض : فرطنا في صلاتنا , فقال رسول الله صلى

الله عليه وسلم : ( فذكره ) , قلنا : يا رسول الله ! فرطنا في صلاتنا : فقال :

لا تفريط في النوم , إنما التفريط في اليقظة , فإذا كان ذلك فصلوها , و من الغد

وقتها , ثم قال : ظنوا بالقوم , قالوا : إنك قلت بالأمس : إن لا تدركوا الماء

غدا تعطشوا , فالناس بالماء . فقال : أصبح الناس و قد فقدوا نبيهم , فقال بعضهم

لبعض : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالماء , و في القوم أبي بكر و عمر ,

فقالا : أيها الناس ! إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن ليسبقكم إلى

الماء و يخلفكم , و إن يطع الناس أبا بكر و عمر يرشدوا . قالها ثلاثا , فلما

اشتدت الظهيرة , رفع لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم , فقالوا : يا رسول الله

! هلكنا عطشا تقطعت الأعناق . فقال : لا هلك عليكم , ثم قال : يا أبا قتادة !

ائت بالميضأة , فأتيته بها . فقال : احلل لي غمري , يعني : قدحه , فحللته ,

فأتيته به , فجعل يصب فيه و يسقي الناس , فازدحم الناس عليه , فقال رسول الله

صلى الله عليه وسلم : يا أيها الناس ! أحسنوا الملء فكلكم يصدر عن ري , فشرب

القوم حتى لم يبق غيري و غير رسول الله صلى الله عليه وسلم , فصب لي . فقال :

اشرب يا أبا قتادة ! قال : قلت : اشرب أنت يا رسول الله ! قال : إن ساقي القوم

آخرهم . فشربت و شرب بعدي , و بقي في الميضأة نحو مما كان فيها . و هم يومئذ

ثلاثمائة " . قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط مسلم و قد أخرجه في " صحيحه " دون

موضع الشاهد منه , و هو رواية لأحمد .

2226 " ما حبست الشمس على بشر قط إلا على يوشع بن نون ليالي سار إلى بيت المقدس " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 266 :

رواه أحمد ( 2 / 325 ) و الخطيب ( 9 / 99 ) و عنه ابن عساكر ( 7 / 157 / 2 ) من

طريق أبي بكر بن عياش عن هشام عن ابن سيرين عن # أبي هريرة # مرفوعا .

قلت : و هذا إسناد جيد على شرط البخاري . و قد أخرجه هو و مسلم من طريق أخرى عن

أبي هريرة مرفوعا نحوه مطولا , و سيأتي إن شاء الله تعالى برقم ( 2741 ) .

2227 " ما خالط قلب امرئ مسلم رهج في سبيل الله , إلا حرم الله عليه النار " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 267 :

أخرجه أحمد ( 6 / 85 ) عن إسماعيل بن عياش عن الأوزاعي عن عبد الرحمن بن القاسم

عن أبيه عن # عائشة # : " أن مكاتبا لها دخل عليها ببقية مكاتبته , فقالت له :

أنت غير داخل علي غير مرتك هذه , فعليك بالجهاد في سبيل الله , فإني سمعت رسول

الله صلى الله عليه وسلم يقول : " فذكره . قلت : و هذا إسناد صحيح , رجاله كلهم

ثقات رجال الشيخين غير إسماعيل بن عياش و هو ثقة في روايته عن الشاميين , و هذه

منها . قلت : و قد تابعه سويد بن عبد العزيز حدثنا الأوزاعي به . أخرجه ابن أبي

عاصم في " الجهاد " ( ق 84 / 1 ) . و سويد هذا لين الحديث , كما في " التقريب "

, فيستشهد به . و له عنده طريق أخرى , أخرجه من طريق حفص بن جميع عن المغيرة عن

الحكم عن عطاء عنها . و حفص هذا ضعيف أيضا . و وجدت له طريقا ثالثا , فقال

الطبراني في " المعجم الأوسط " ( رقم 9577 - مصورتي ) : حدثنا هيثم بن خلف

أخبرنا محمد بن عمار الموصلي أخبرنا القاسم بن يزيد الجرمي عن صدقة بن عبد الله

الدمشقي عن ابن جريج عن محمد بن زياد المدني عن ( ) مولى عائشة قال : قالت

عائشة : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره نحوه . و قال : " لم

يروه عن ابن جريج إلا صدقة , و لا عن صدقة إلا القاسم بن يزيد , تفرد به محمد

بن عمار " . قلت : و هو ثقة حافظ من شيوخ النسائي , نسبه إلى جده و إلا فهو

محمد بن عبد الله بن عمار , أبو جعفر البغدادي , نزيل الموصل . و من فوقه ثقات

غير صدقة , فهو ضعيف . و ( ) مولى عائشة لم أعرفه , و وقع في " المعجم " هكذا

بغير إعجام , فلم يتبين لي اسمه . و بالجملة , فالحديث صحيح بهذه الطرق , و

خيرها أولها , و قد وثق المنذري ( 2 / 168 ) رجالها . و كذلك فعل الهيثمي ( 5 /

276 ) و أقره المناوي , بل قال في " التيسير " : " إسناده صحيح و قول المؤلف :

" حسن " تقصير " . ( تنبيه ) : ( الرهج ) بفتح الراء و فتح الهاء و تسكن : هو

الغبار , كما في " ابن الأثير " و غيره , و شذ المنذري فقال في تفسيره : " هو

ما بداخل باطن الإنسان من الخوف و الجزع " . و هذا خطأ بلا نزاع , لم يقله غيره

كما في " عجالة الإملاء " للحافظ الناجي , و أيد ذلك بالنقل عن أهل اللغة , و

نقل عن طائفة منهم أنه بفتح الهاء , و أن الإسكان لم يذكره إلا صاحب " القاموس

" . و الله أعلم . و لعل المنذري رحمه الله تأثر فيما ذهب إليه بالتحديث الذي

ساقه عقبه مرفوعا بلفظ : " إذا رجف قلب المؤمن في سبيل الله تحاتت عنه خطاياه ,

كما يتحات عنه عذق النخلة " . رواه الطبراني . و لا يخفى أن هذا الحديث مستقل

عن ذاك , و لا يمكن اعتباره بوجه من الوجوه مفسرا له , هذا لو ثبت , فكيف و هو

موضوع , كما بينته في " الأحاديث الضعيفة " ( 5145 ) ? !

2228 " ما على الأرض من نفس تموت , و لها عند الله خير , تحب أن ترجع إليكم و لها

الدنيا إلا القتيل ( في سبيل الله ) , فإنه يحب أن يرجع فيقتل مرة أخرى " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 269 :

أخرجه النسائي ( 2 / 62 ) و أحمد ( 5 / 318 , 322 ) من طريقين عن كثير بن مرة

أن # عبادة بن الصامت # حدثهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .

قلت : و إسناد النسائي جيد , و كذلك إسناد أحمد لو أن ابن جريج صرح بالتحديث ,

لكنه شاهد للذي قبله .

( تنبيه ) : أورد السيوطي الحديث برواية المذكورين بزيادة في آخره " لما يرى من

ثواب الله له " . و هي ليست عندهما كما ذكرنا , و قد عزاه في " الجامع الكبير "

لابن أبي الدنيا أيضا في " ذكر الموت " و الروياني و الطبراني في " الكبير " و

الضياء المقدسي عن عبادة , فلعلها عند أحدهم . و قد وجدت لها شاهدا من حديث أنس

مرفوعا بلفظ : " ما من نفس تموت فتدخل الجنة فتود أنها رجعت إليكم و لها الدنيا

و ما فيها إلا الشهيد , فإنه ود أنه قتل كذا و كذا مرة , لما رأى من الثواب " .

أخرجه الدارمي ( 2 / 206 ) بإسناد صحيح على شرط الشيخين , و قد أخرجاه بمعناه .

2229 " ما علمته إذ كان جاهلا , و أطعمته إذ كان ساغبا أو جائعا " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 270 :

أخرجه أبو داود ( 1 / 408 - 409 ) و ابن ماجة ( 2 / 44 ) و الحاكم ( 4 / 133 )

و البيهقي ( 10 / 2 ) و أحمد ( 4 / 166 - 167 ) و ابن سعد ( 7 / 55 ) عن أبي

بشر عن # عبادة بن شرحبيل # قال : " أصابتني سنة , فدخلت حائطا من حيطان

المدينة , ففركت سنبلا فأكلت و حملت في ثوبي , فجاء صاحبه , فضربني و أخذ ثوبي

, فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم , فقال له : ( فذكره ) و أمره , فرد علي

ثوبي و أعطاني وسقا أو نصف وسق من طعام " . و قال الحاكم : " صحيح الإسناد " و

وافقه الذهبي , و هو كما قالا .

2230 " ما أنكر قلبك فدعه " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 270 :

أخرجه عبد الله بن المبارك في " الزهد " ( 824 و 1162 ) : أخبرنا ابن لهيعة قال

: حدثنا يزيد بن أبي حبيب أن سويد بن قيس أخبره أن # عبد الله بن معاوية بن

حديج # أخبره : " أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول

الله ! ما يحل لي مما يحرم علي ? فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم , فرد عليه

ثلاث مرات , كل ذلك يسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم , فقال : من السائل ?

فقال الرجل : أنا ذا يا رسول الله ! قال : و نقر بأصبعيه : " فذكره . قلت : و

هذا إسناد مرسل صحيح , رجاله ثقات , فإن ابن لهيعة صحيح الحديث إذا روى عنه

العبادلة , و ابن المبارك أحدهم . و له شاهد من حديث أبي أمامة قال : " سأل رجل

النبي صلى الله عليه وسلم ما الإثم ? قال : ما حك أو ما حاك في صدرك فدعه " .

أخرجه ابن المبارك ( 825 ) بإسناد صحيح , و غيره كما سبق برقم ( 550 ) .

2231 " يا أبا بكر ! ثلاث كلهن حق : ما من عبد ظلم بمظلمة فيغضي عنها لله عز وجل إلا

أعز الله بها نصره , و ما فتح رجل باب عطية يريد بها صلة إلا زاده الله بها

كثرة , و ما فتح رجل باب مسألة يريد بها كثرة إلا زاده الله بها قلة " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 271 :

أخرجه أحمد ( 2 / 436 ) عن ابن عجلان قال : حدثنا سعيد بن أبي سعيد عن # أبي

هريرة # : " أن رجلا شتم أبا بكر و النبي صلى الله عليه وسلم جالس , فجعل النبي

صلى الله عليه وسلم يعجب و يبتسم , فلما أكثر رد عليه بعض قوله , فغضب النبي

صلى الله عليه وسلم و قام , فلحقه أبو بكر فقال : يا رسول الله ! كان يشتمني و

أنت جالس فلما رددت عليه بعض قوله , غضبت و قمت , قال : إنه كان معك ملك يرد

عنك , فلما رددت عليه بعض قوله وقع الشيطان , فلم أكن لأقعد مع الشيطان , ثم

قال : " فذكره .

قلت : و إسناده جيد . و الحديث قال في " مجمع الزوائد " ( 8 / 190 ) : " رواه

أحمد و الطبراني في " الأوسط " بنحوه و رجال أحمد رجال ( الصحيح ) " ! كذا قال

, و ابن عجلان إنما أخرج له البخاري تعليقا و مسلم استشهادا . و للجملة الأخيرة

منه طريق أخرى عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة . أخرجه أحمد ( 2

/ 418 ) . و سنده صحيح على شرط مسلم .

2232 " و ما سبيل الله إلا من قتل ?! من سعى على والديه ففي سبيل الله و من سعى على

عياله ففي سبيل الله ( و من سعى على نفسه ليعفها فهو في سبيل الله ) و من سعى

مكاثرا ففي سبيل الطاغوت و في رواية : سبيل الشيطان " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 272 :

أخرجه البزار ( 1871 - الكشف ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 6 / 196 - 197 ) و

الأصبهاني في " الترغيب و الترهيب " ( ق 47 / 2 - 48 / 1 - مصور الجامعة

الإسلامية الثانية ) و البيهقي في " السنن " ( 9 / 25 ) من طرق عن أحمد بن عبد

الله بن يونس حدثنا رياح بن عمرو حدثنا أيوب السختياني عن محمد بن سيرين عن

# أبي هريرة # قال : بينا نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ طلع شاب من

الثنية , فلما رأيناه رميناه بأبصارنا , فقلنا : لو أن هذا الشاب جعل شبابه و

نشاطه و قوته في سبيل الله ! فسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم مقالتنا فقال :

فذكره . و السياق لأبي نعيم و الزيادة للأصبهاني .

قلت : و إسناده جيد , رجاله ثقات رجال الشيخين , غير رياح بن عمرو - و هو

القيسي - و هو صدوق كما قال أبو زرعة . و قال في " المجمع " ( 8 / 144 ) : "

رواه البزار و الطبراني في " الأوسط " و فيه رباح بن عمر وثقه أبو حاتم و ضعفه

غيره و بقية رجاله رجال الصحيح " . كذا وقع فيه : " رباح " بالموحدة , و الصواب

: ( رياح ) بالمثناة التحتية و ( ابن عمر ) خطأ أيضا و لعله مطبعي لم يتنبه له

الأعظمي في تعليقه على " الكشف " و الصواب ( ابن عمرو ) بفتح العين " . و

الحديث صحيح , فإن له شواهد كثيرة كما بينته في " التعليق الرغيب على الترغيب و

الترهيب " و قد ذكر أحدها ( 3 / 4 ) من حديث كعب بن عجرة و أخرجه بحشل الواسطي

في " تاريخ واسط " ( ص 146 ) . و للحديث طريق أخرى , يرويه سليمان بن كيسان عن

هارون بن راشد عن أبي هريرة به نحوه . أخرجه إسحاق بن راهويه في " مسنده " ( 4

/ 42 / 2 ) . و هارون هذا قال الذهبي : " روى عن تابعي عن أبي هريرة , مجهول ,

و ذكره ابن حبان في ( الثقات ) " .

2233 " ما أجد له في غزوته هذه في الدنيا و الآخرة إلا دنانيره التي سمى " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 273 :

أخرجه أبو داود ( 1 / 396 ) و الحاكم ( 2 / 112 ) و عنه البيهقي ( 6 / 331 ) عن

عبد الله بن الديلمي أن # يعلى بن منية # قال : " آذن رسول الله صلى الله عليه

وسلم بالغزو , و أنا شيخ كبير ليس لي خادم , فالتمست أجيرا يكفيني , و أجري له

سهمه , فوجدت رجلا , فلما دنا الرحيل أتاني فقال : ما أدري ما السهمان و ما

يبلغ سهمي ? فسم لي شيئا , كان السهم أو لم يكن , فسميت له ثلاثة دنانير , فلما

حضرت غنيمته , أردت أن أجري له سهمه فذكرت الدنانير , فجئت النبي صلى الله عليه

وسلم , فذكرت له أمره , قال : " فذكره , و قال الحاكم : " صحيح على شرط الشيخين

" , و وافقه الذهبي !

قلت : عبد الله بن الديلمي - و هو ابن فيروز - لم يخرج له الشيخان , و كذلك

عاصم بن حكيم الذي في الطريق إليه , و هما ثقتان , فالإسناد صحيح فقط . و تابعه

خالد بن دريك عن يعلى بن أمية به نحوه . أخرجه أحمد ( 4 / 223 ) .

قلت : و إسناده جيد , رجاله ثقات . و ذكر له الحافظ العراقي في " تخريج الإحياء

" ( 4 / 310 ) شاهدا من رواية الطبراني في " مسند الشاميين " عن أبي ( يعني ابن

كعب ) قال : " استعنت رجلا يغزو معي ... " الحديث نحوه . و سكت عن إسناده و

إسناد أبي داود أيضا !

2234 " إن الله و ملائكته يصلون على الذين يصلون الصفوف " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 274 :

أخرجه ابن وهب في " الجامع " ( 58 / 2 ) عن أسامة بن زيد الليثي عن عثمان بن

عروة بن الزبير عن أبيه عن # عائشة # زوج النبي صلى الله عليه وسلم عن رسول

الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .

قلت : و هذا إسناد حسن من رواية ابن وهب عن أسامة . و قد رواه الحاكم من هذا

الوجه و صححه , و وافقه الذهبي . و قد تابعه سفيان الثوري عن أسامة به . رواه

جماعة عن سفيان . و خالفهم في متنه معاوية بن هشام فرواه عن سفيان بلفظ : " ...

يصلون على ميامن الصفوف " . و هو بهذا اللفظ غير محفوظ كما قال البيهقي , و إن

حسنه المنذري و غيره كما بينت في " ضعيف أبي داود " ( 104 ) .

2235 " لو أنكم إذا خرجتم من عندي تكونون على مثل الحال التي تكونون عليها عندي

لصافحتكم الملائكة في طرق المدينة " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 275 :

أخرجه الإسماعيلي في " المعجم " ( 29 / 1 - 2 ) : حدثنا محمد بن هارون بن داهر

حدثنا عبد الواحد بن غياث حدثنا غسان بن برزين الطهوي عن ثابت البناني عن # أنس

بن مالك # قال : غدا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا : يا رسول الله

! هلكنا و رب الكعبة . قال : و ما ذاك ? قالوا : النفاق النفاق !! قال : ألستم

تشهدون أن لا إله إلا الله و أني رسول الله ? قالوا : بلى . قال : ليس ذاك

النفاق . ثم عاودوه الثانية , فقالوا : يا رسول الله ! هلكنا و رب الكعبة . قال

: و ما ذاك : قالوا : النفاق النفاق . قال : ألستم تشهدون أن لا إله إلا الله و

أني رسول الله ? قالوا : بلى . قال : ليس ذاك بنفاق . ثم عاودوه الثالثة ,

فقالوا مثل ذلك , فقال لهم : ليس ذلك بنفاق , فقالوا : يا رسول الله ! إنا إذا

كنا عندك كنا على حال , و إذا خرجنا من عند همتنا الدنيا و أهلونا . فقال رسول

الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .

قلت : و هذا إسناد حسن , رجاله ثقات مترجمون في " التهذيب " غير شيخ الإسماعيلي

ابن داهر هذا , فقد أورده الخطيب في " التاريخ " ( 3 / 355 ) برواية الإسماعيلي

فقط عنه , و ساق له عنه حديثا آخر , و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . لكن

الظاهر أنه من المقبولين عند الإسماعيلي , فقد ذكر في مقدمة كتابه " المعجم "

أنه يبين حال من ذمت طريقه في الحديث بظهور كذبه فيه أو اتهامه به أو خروجه عن

جملة أهل الحديث للجهل به و الذهاب عنه . و الله أعلم . و الحديث صحيح - أعني

حديث الترجمة - فإن له شواهد كثيرة و طرق عن أنس و غيره , و قد تقدم بعضها برقم

( 1948 و 1963 و 1965 و 1976 ) .

2236 " ينزل عيسى بن مريم , فيقول أميرهم المهدي : تعال صل بنا , فيقول : لا إن

بعضهم أمير بعض , تكرمة الله لهذه الأمة " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 276 :

أخرجه الحارث بن أبي أسامة في " مسنده " : حدثنا إسماعيل بن عبد الكريم حدثنا

إبراهيم بن عقيل عن أبيه عن وهب بن منبه عن # جابر # قال : قال رسول الله صلى

الله عليه وسلم : فذكره . كذا في " المنار المنيف في الصحيح و الضعيف " لابن

القيم ( ص 147 - 148 ) , و قال : " و هذا إسناد جيد " . و أقره الشيخ العباد في

رسالته في " المهدي " المنشورة في العدد الأول من السنة الثانية عشرة من مجلة "

الجامعة الإسلامية " ( ص 304 ) .

قلت : و هو كما قال ابن القيم رحمه الله تعالى , فإن رجاله كلهم ثقات من رجال

أبي داود , و قد أعل بالانقطاع بين وهب و جابر , فقال ابن معين في إسماعيل هذا

: " ثقة , رجل صدق , و الصحيفة التي يرويها عن وهب عن جابر ليست بشيء إنما هو

كتاب وقع إليهم و لم يسمع وهب من جابر شيئا " . و قد تعقبه الحافظ المزي , فقال

في " تهذيب الكمال " : " روى أبو بكر بن خزيمة في " صحيحه " عن محمد بن يحيى عن

إسماعيل بن عبد الكريم عن إبراهيم بن عقيل عن وهب بن منبه قال : هذا ما سألت

عنه جابر بن عبد الله و أخبرني أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول : أوكوا

الأسقية و أغلقوا الأبواب ... الحديث . و هذا إسناد صحيح إلى وهب بن منبه .

و فيه رد على من قال : إنه لم يسمع من جابر , فإن الشهادة على الإثبات مقدمة

على الشهادة على النفي , و صحيفة همام ( أخو وهب ) عن أبي هريرة مشهورة عند أهل

العلم , و وفاة أبي هريرة قبل جابر , فكيف يستنكر سماعه منه , و كان جميعا في

بلد واحد ? " . و رده الحافظ في " تهذيب التهذيب " , فقال : " قلت : أما إمكان

السماع فلا ريب فيه , و لكن هذا في همام , فأما أخوه وهب الذي وقع فيه البحث

فلا ملازمة بينهما , و لا يحسن الاعتراض على ابن معين بذلك الإسناد , فإن

الظاهر أن ابن معين كان يغلط إسماعيل في هذه اللفظة عن وهب : " سألت جابرا " .

و الصواب عنده : عن جابر . و الله أعلم " .

و أقول : لا دليل عندنا على اطلاع ابن معين على قول وهب : " سألت جابرا " .

و على افتراض اطلاعه عليه ففيه تخطئة الثقة بغير حجة , و ذا لا يجوز , و لاسيما

مع إمكان السماع , و البراءة من التدليس , فإن هذا كاف في الاتصال عند مسلم و

الجمهور , و لو لم يثبت السماع , فكيف و قد ثبت ? و قد ذكر الحافظ في ترجمة

عقيل هذا أن البخاري علق ( يعني في " صحيحه " ) عن جابر في " تفسير سورة النساء

" أثرا في الكهان , و قد جاء موصولا من رواية عقيل هذا عن وهب بن منبه عن جابر

. قلت : ذكر هناك ( 8 / 252 ) أنه وصله ابن أبي حاتم من طريق وهب بن منبه قال :

سألت جابر بن عبد الله عن الطواغيت .. ففيه تصريح أيضا بالسماع . و بالله

التوفيق . و أصل الحديث في " صحيح مسلم " ( 1 / 95 ) من طريق أخرى عن جابر رضي

الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تزال طائفة من أمتي

يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة " . قال : " فينزل عيسى ابن مريم صلى

الله عليه وسلم , فيقول أميرهم : تعال صل لنا , فيقول لا , إن بعضكم على بعض

أمراء , تكرمة الله هذه الأمة " <1> . فالأمير في هذه الرواية هو المهدي في

حديث الترجمة و هو مفسر لها . و بالله التوفيق . و اعلم أيها الأخ المؤمن ! أن

كثيرا من الناس تطيش قلوبهم عن حدوث بعض الفتن , و لا بصيرة عندهم تجاهها ,

بحيث إنها توضح لهم السبيل الوسط الذي يجب عليهم أن يسلكوه إبانها , فيضلون عنه

ضلالا بعيدا , فمنهم مثلا من يتبع من ادعى أنه المهدي أو عيسى , كالقاديانيين

الذين اتبعوا ميرزا غلام أحمد القادياني الذي ادعى المهدوية أولا , ثم العيسوية

, ثم النبوة , و مثل جماعة ( جهيمان ) السعودي الذي قام بفتنة الحرم المكي على

رأس سنة ( 1400 ) هجرية , و زعم أن معه المهدي المنتظر , و طلب من الحاضرين في

الحرم أن يبايعوه , و كان قد اتبعه بعض البسطاء و المغفلين و الأشرار من أتباعه

, ثم قضى الله على فتنتهم بعد أن سفكوا كثيرا من دماء المسلمين , و أراح الله

تعال العباد من شرهم . و منهم من يشاركنا في النقمة على هؤلاء المدعين للمهدوية

, و لكنه يبادر إلى إنكار الأحاديث الصحيحة الواردة في خروج المهدي في آخر

الزمان , و يدعي بكل جرأة أنها موضوعة و خرافة !! و يسفه أحلام العلماء الذين

قالوا بصحتها , يزعم أنه بذلك يقطع دابر أولئك المدعين الأشرار ! و ما علم هذا

و أمثاله أن هذا الأسلوب قد يؤدي بهم إلى إنكار أحاديث نزول عيسى عليه الصلاة و

السلام أيضا , مع كونها متواترة ! و هذا ما وقع لبعضهم , كالأستاذ فريد وجدي و

الشيخ رشيد رضا , و غيرهما , فهل يؤدي ذلك بهم إلى إنكار ألوهية الرب سبحانه و

تعالى لأن بعض البشر ادعوها كما هو معلوم ?! نسأل الله السلامة من فتن أولئك

المدعين , و هؤلاء المنكرين للأحاديث الصحيحة الثابتة عن سيد المرسلين , عليه

أفضل الصلاة و أتم التسليم .

-----------------------------------------------------------

[1] مضى تخريجه برقم ( 1960 ) . اهـ .

2237 " أقرأنيها : *( إنما الصدقات للفقراء و المساكين )* فمدها " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 279 :

أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 8677 ) من طريق سعيد بن منصور حدثنا

شهاب بن خراش حدثني موسى بن يزيد الكندي قال : كان # ابن مسعود # يقرئ القرآن

رجلا , فقرأ الرجل : *( إنما الصدقات للفقراء و المساكين )* <1> مرسلة , فقال

ابن مسعود : ما هكذا أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم , قال : كيف

أقرأكها يا أبا عبد الرحمن ? قال : فذكره .

قلت : و هذا إسناد رجاله موثقون غير موسى بن يزيد الكندي , فإني لم أعرفه و لا

ذكره الحافظ المزي في شيوخ ابن خراش في " التهذيب " , و قد ذكره الهيثمي في "

المجمع " ( 7 / 155 ) من طريق الطبراني , لكن وقع فيه : " مسعود بن يزيد الكندي

" , و قال عقبه : " و رجاله ثقات " ! و في " ثقات ابن حبان " ( 3 / 260 ) : "

مسعود بن يزيد , يروي عن ابن عمر , روى عنه محمد بن الفضل " .

قلت : فالظاهر أنه هو , و لم يورده البخاري و ابن أبي حاتم في كتابيهما . ثم

رأيت الحديث قد أورده الحافظ ابن الجزري في " النشر في القراءات العشر " ( 1 /

313 ) بإسناده إلى الطبراني به , و فيه : " مسعود بن يزيد الكندي " , فدل على

أن " موسى " في " الطبراني " محرف من " مسعود " . و الله أعلم . و قال الجزري

عقبه : " هذا حديث جليل , رجال إسناده ثقات " .

و أقول : شهاب بن خراش فيه بعض الكلام أشار إليه الحافظ بقوله في " التقريب " :

" صدوق يخطئ " . و قال الذهبي في " الكاشف " : " وثقه جماعة , قال ابن المهدي

: لم أر أحدا أحسن وصفا للسنة منه . و قال ابن عدي : له بعض ما ينكر " .

قلت : فمثله حسن الحديث إن شاء الله تعالى . و استدل به ابن الجزري على وجوب مد

المتصل . و ذكر أن قصره غير جائز عند أحد من القراء . فراجعه إن شئت .

( تنبيه ) : وقع في " الكبير " : ( فمددها ) و في " النشر " : ( فمدوها ) و في

" المجمع " : ( فمددوها ) , و لعل الصواب ما أثبته .

-----------------------------------------------------------

[1] التوبة : الآية : 60 . اهـ .

2238 " إن من أشراط الساعة الفحش و التفحش و قطيعة الأرحام و ائتمان الخائن - أحسبه

قال : و تخوين الأمين " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 280 :

أخرجه البزار ( ص 238 - زوائده ) من طريق شبيب بن بشر عن # أنس بن مالك #

مرفوعا . قلت : و هذا إسناد حسن , رجاله ثقات غير شبيب بن بشر و فيه كلام , و

الراجح أنه حسن الحديث . و لذلك قال في " زوائد البزار " : " حسن " . و قال في

" مجمع الزوائد " ( 7 / 327 ) : " رواه البزار , و فيه شبيب بن بشر و هو لين ,

و وثقه ابن حبان , و قال : يخطىء , و بقية رجاله رجال الصحيح " .

قلت : قد وثقه ابن معين أيضا , و الراجح فيه ما ذكرنا آنفا . و للشطر الثاني من

الحديث طريق أخرى عن أنس سقته فيما تقدم ( 1887 ) . و شاهد آخر من حديث أبي

هريرة ذكرته هناك . و له شاهد آخر من حديث عبد الله بن عمرو يأتي تحت الحديث (

2253 ) , فالحديث صحيح .

2239 " إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواما و يضع به آخرين " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 281 :

أخرجه مسلم ( 2 / 201 ) و الدارمي ( 2 / 443 ) و ابن ماجة ( رقم 206 - تحقيق

الأعظمي ) من طريق الزهري عن عامر بن واثلة أن نافع بن عبد الحارث لقي # عمر #

بـ ( عسفان ) و كان عمر يستعمله على مكة , فقال : من استعملت على أهل الوادي ?

فقال : ابن أبزى . قال : و من ابن أبزى ? قال : مولى من موالينا . قال :

فاستخلفت عليهم مولى ?! قال : إنه قارىء لكتاب الله عز وجل , و إنه عالم

بالفرائض . قال عمر : أما إن نبيكم صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .

2240 " يقال لصاحب القرآن : اقرأ و ارتق و رتل كما كنت ترتل في الدنيا , فإن منزلتك

عند آخر آية ( كنت ) تقرأ بها " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 281 :

أخرجه أبو داود ( 1464 ) و الترمذي ( 2915 ) و ابن حبان ( 1790 ) و الزيادة له

و الحاكم ( 1 / 552 - 553 ) و ابن أبي شيبة في " المصنف " ( 10 / 498 ) و ابن

نصر في " قيام الليل " ( ص 70 ) و أحمد ( 2 / 192 ) و الرامهرمزي في " المحدث

الفاصل " ( ص 76 - 77 ) و البغوي في " شرح السنة " ( 4 / 435 / 1178 ) و ابن

عبد الهادي في " هداية الإنسان " ( 2 / 44 / 1 ) من طريق عاصم بن أبي النجود عن

زر عن # عبد الله - زاد بعضهم : ابن عمرو # - مرفوعا , و أوقفه بعضهم و هو في

حكم المرفوع , و قال الترمذي : " حديث حسن صحيح " . و قال الذهبي : " صحيح " .

و كأنه موافقة منه للحاكم , و لكن سقط من " المستدرك " تصريحه بالتصحيح , و هو

عندي حسن للخلاف المعروف في عاصم . لكن يزداد قوة بالشاهد الذي يرويه فراس عن

عطية عن أبي سعيد الخدري مرفوعا بلفظ : " يقال لصاحب القرآن إذا دخل الجنة :

اقرأ و اصعد , فيقرأ و يصعد بكل آية درجة , حتى يقرأ آخر شيء معه " . أخرجه ابن

ماجة ( 3825 ) و أحمد ( 3 / 40 ) . قلت : و عطية - و هو العوفي - ضعيف , و به

أعله البوصيري في " الزوائد " ( 227 / 2 ) و فاته أنه لم يتفرد به , فقد قال

ابن أبي شيبة ( 10 / 498 / 10104 ) : حدثنا وكيع قال : حدثنا الأعمش عن أبي

صالح عن أبي سعيد أو عن أبي هريرة - شك الأعمش - قال : " يقال لصاحب القرآن يوم

القيامة : اقرأ و ارقه , فإن منزلك عند آخر آية تقرأها " . قلت : و هذا إسناد

صحيح على شرط الشيخين , و تردد الأعمش بين أبي سعيد و أبي هريرة لا يضر لأن

كلاهما صحابي كما لا يضر وقفه لما سبق .

( تنبيه ) : أخطأ في هذا الحديث رجلان : أحدهما : المنذري , فإنه عزا الحديث

للترمذي و أبي داود و ابن ماجة عن ابن عمرو , و إنما رواه ابن ماجة عن أبي سعيد

كما سبق . و الآخر : الأستاذ الدعاس , فإنه عزاه في تعليقه على " سنن الترمذي "

( 8 / 117 ) للبخاري نقلا عن " تيسير الوصول " , فلا أدري آلوهم منه أم من "

التيسير " ? فليراجع . ( فائدة ) : قال ابن عبد الهادي بعد أن عزا الحديث إلى

بعض من ذكرنا و زاد ( النسائي ) و لم يروه في " الصغرى " له و إنما في " الكبرى

- فضائل القرآن " كما في " تحفة الأشراف " للمزي ( 6 / 290 ) : " و قال الخطيب

: و كل حديث جاء فيه : " عاصم عن زر عن عبد الله " غير منسوب فهو ابن مسعود ,

غير هذا الحديث " . و قال الخطابي في " معالم السنن " ( 2 / 136 ) : " قلت :

جاء في الأثر : أن عدد آي القرآن على قدر درج الجنة , يقال للقارىء : أرق في

الدرج على قدر ما كنت تقرأ من آي القرآن , فمن استوفى قراءة جميع القرآن استولى

على أقصى درج الجنة , و من قرأ جزءا منها كان رقية في الدرج على قدر ذلك ,

فيكون منتهى الثواب عند منتهى القراءة " . و الأثر الذي أشار إليه أخرجه ابن

أبي شيبة ( 10 / 466 / 10001 ) : حدثنا محمد بن عبد الرحمن السدوسي عن معفس بن

عمران عن أم الدرداء قالت : " دخلت على عائشة فقلت : ما فضل من قرأ القرآن على

من لم يقرأه ممن دخل الجنة ? فقالت : إن عدد درج الجنة على عدد آي القرآن ,

فليس أحد ممن دخل الجنة أفضل ممن قرأ القرآن " . و ( معفس ) هذا ترجمه ابن أبي

حاتم ( 4 / 1 / 433 ) برواية اثنين آخرين عنه , و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا

, و محمد بن عبد الرحمن السدوسي أورده ابن أبي حاتم ( 3 / 2 / 324 ) برواية

وكيع عنه و لم يزد . فهو مجهول . و وكيع - و هو ابن الجراح - من شيوخ ابن أبي

شيبة الذين يكثر عنهم , فالظاهر أنه سقط اسمه من "ابن أبي شيبة " كما أن اسم

شيخه وقع فيه ( مقعس ) بالقاف ثم العين . و هو خطأ مطبعي . و جملة القول أن

إسناد هذا الأثر ضعيف . و الله أعلم . و اعلم أن المراد بقوله : " صاحب القرآن

" , حافظه عن ظهر قلب على حد قوله صلى الله عليه وسلم " يؤم القوم أقرؤهم لكتاب

الله .. " , أي أحفظهم , فالتفاضل في درجات الجنة إنما هو على حسب الحفظ في

الدنيا , و ليس على حسب قراءته يومئذ و استكثاره منها كما توهم بعضهم , ففيه

فضيلة ظاهرة لحافظ القرآن , لكن بشرط أن يكون حفظه لوجه الله تبارك و تعالى , و

ليس للدنيا و الدرهم و الدينار , و إلا فقد قال صلى الله عليه وسلم : " أكثر

منافقي أمتي قراؤها " . و قد مضى تخريجه برقم ( 750 ) .

2241 " اللهم أكثر ماله و ولده و بارك له فيما أعطيته . يعني أنسا رضي الله عنه " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 284 :

هو من حديث # أنس بن مالك # و له عنه طرق : الأولى : عن قتادة عنه قال : قالت

أمي ( و في رواية : أم سليم ) : يا رسول الله ! خادمك أنس , ادع الله له . قال

: فذكره . أخرجه البخاري ( 6334 و 6344 و 6378 و 6380 ) و مسلم ( 7 / 159 ) و

الترمذي ( 3827 ) و قال : " حديث حسن صحيح " و الطيالسي ( 1987 ) و أحمد ( 6 /

430 ) إلا أنه قال : " عن أنس عن أم سليم " , فجعله من مسند أم سليم , و هو

رواية للشيخين , و رواية الترمذي . الثانية : عن هشام بن زيد : سمعت أنس بن

مالك يقول مثل ذلك . أخرجه البخاري ( 6379 ) و مسلم .

الثالثة : عن ثابت عن أنس قال : دخل النبي صلى الله عليه وسلم علينا و ما هو

إلا أنا و أمي و أم حرام خالتي , فقالت أمي : يا رسول الله ! خويدمك , ادع الله

له , قال : فدعا لي بكل خير , و كان في آخر ما دعا لي به أن قال : فذكره .

أخرجه مسلم و البخاري في " الأدب المفرد " ( 88 ) و الطيالسي ( 2027 ) و أحمد

( 3 / 193 - 194 ) و عبد بن حميد في " مسنده " ( ق 165 / 2 ) . ثم رواه هو (

164 / 2 ) و أحمد ( 3 / 248 ) من طريقين آخرين عن ثابت به نحوه . و قال ابن

حميد : " و أدخله الجنة " مكان قوله : " و بارك له فيما أعطيته " . و سنده صحيح

على شرط مسلم . و زاد : " قال : فلقد رأيت اثنتين , و أنا أرجو الثالثة " .

الرابعة : عن الجعد أبي عثمان قال : حدثنا أنس بن مالك قال : مر رسول الله صلى

الله عليه وسلم فسمعت أمي أم سليم صوته , فقالت : بأبي و أمي يا رسول الله !

أنيس . فدعا لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث دعوات , قد رأيت منها اثنتين

في الدنيا , و أنا أرجو الثالثة في الآخرة . أخرجه مسلم .

الخامسة : عن حميد عن أنس : " دخل النبي صلى الله عليه وسلم على أم سليم ,

فقالت : يا رسول الله ! إن لي خويصة . قال : ما هي ? قالت : خادمك أنس . فما

ترك خير آخرة و لا دنيا إلا دعا لي به : اللهم .. فإني لمن أكثر الأنصار مالا ,

و حدثتني ابنتي أمينة أنه دفن لصلبي مقدم الحجاج البصرة بضع و عشرون و مائة " .

أخرجه البخاري ( 1982 ) و السياق له و ابن حبان في " صحيحه " ( 9 / 158 / 7142

- الإحسان ) و أحمد ( 3 / 108 ) و يعقوب الفسوي في " المعرفة " ( 2 / 532 ) و

إلا أنه قال : " اللهم ارزقه المال و بارك له فيه , - أظنه قال - و أطل عمره "

. و إسناده على شرط الشيخين , و لطول العمر طريق أخرى تأتي إن شاء الله تعالى .

السادسة : عن إسحاق - و هو ابن عبد الله بن أبي طلحة المدني - : حدثنا أنس به

دون التبريك , و زاد : قال أنس : فوالله ! إن مالي لكثير و إن ولدي و ولد ولدي

ليتعادون على نحو المائة اليوم . أخرجه مسلم .

السابعة : عن حفصة بنت سيرين عن أنس به . و زاد : " قال أنس : فلقد دفنت من

صلبي - سوى ولد ولدي - خمسا و عشرين و مائة , و إن أرضي ليثمر في السنة مرتين ,

و ما في البلد شيء يثمر مرتين غيرها " . أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 8 /

267 ) معلقا , و الطبراني في " الكبير " ( 1 / 248 / 710 ) موصولا , و رجاله

ثقات غير إبراهيم بن عثمان المصيصي فلم أعرفه , و قد ساقه الحافظ في " الإصابة

" من رواية الطبراني بإسناده , و سكت عنه .

الثامنة : عن عبد العزيز بن أبي جميلة عن أنس قال : إني لأعرف دعوة رسول الله

صلى الله عليه وسلم في و في مالي و في ولدي . أخرجه ابن سعد في " الطبقات " ( 7

/ 19 - 20 ) . و رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد العزيز هذا , ترجمة ابن أبي

حاتم ( 2 / 2 / 379 ) و من قبله البخاري في " التاريخ " ( 3 / 2 / 15 ) بهذه

الرواية , و لم يذكرا فيه جرحا و لا تعديلا . و ذكره ابن حبان في " الثقات " (

3 / 166 ) .

التاسعة : عن أبي خلدة قال : قلت لأبي العالية : سمع أنس من النبي صلى الله

عليه وسلم ? قال : خدمه عشر سنين , و دعا له النبي صلى الله عليه وسلم , و كان

له بستان يحمل في السنة الفاكهة مرتين , و كان فيه ريحان يجد منه ريح المسك .

أخرجه الترمذي ( 3832 ) , و قال : " حديث حسن غريب " . قلت : و إسناده صحيح ,

رجاله ثقات رجال الصحيح .

العاشرة : عن ثمامة بن عبد الله بن أنس قال : " كان كرم أنس يحمل كل سنة مرتين

" . أخرجه ابن سعد و سنده صحيح على شرط البخاري . و أخرجه الطبراني في " الأوسط

" ( 1 / 31 / 1 / 503 ) من طريق أخرى عن ثمامة به نحو الطريق التالي , دون قول

أنس : " فقد دفنت .. " , و سنده جيد .

الحادية عشرة : عن سنان بن ربيعة قال : سمعت أنس بن مالك يقول : ذهبت بي أمي

إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم , فقالت : يا رسول الله ! خويدمك ادع الله له

, قال : " اللهم أكثر ماله و ولده و أطل عمره و اغفر ذنبه " . قال أنس : فقد

دفنت من صلبي مائة غير اثنين , أو قال : مائة و اثنين , و إن ثمرتي لتحمل في

السنة مرتين و لقد بقيت حتى سئمت الحياة , ( و في رواية : حتى استحييت من الناس

) و أنا أرجو الرابعة . أخرجه ابن سعد ( 7 / 19 ) و البخاري في " الأدب المفرد

" ( 653 ) و الرواية الأخرى له و فيها سعيد بن زيد - و هو الأزدي - صدوق له

أوهام و رواية ابن سعد سالمة منه و لذلك قال الحافظ في " الفتح " ( 4 / 229 ) :

" و إسناده صحيح " . و قد أشار البخاري إلى هذه الطريق في بعض تراجمه لهذه

الحديث بقوله في " الدعوات " ( 11 / 144 ) : " باب دعوة النبي صلى الله عليه

وسلم لخادمه بطول العمر و بكثرة ماله " . و قد أيد ذلك الحافظ برواية " الأدب

المفرد " المتقدمة " , و فاتته رواية ابن سعد , و هي أصح كما سبق . و قد تقدم

لها شاهد في الطريق الخامسة . ثم وجدت لها شاهدا آخر ذكره الحافظ المزي في "

تهذيب الكمال " ( 2 / 364 ) فقال : " و قال الحسين بن واقد و غيره عن ثابت عن

أنس : دعا لي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " اللهم أكثر ماله و ولده و

أطل حياته " . ففيه جواز الدعاء للإنسان بطول العمر , كما هي العادة في بعض

البلاد العربية , خلافا لقول بعض العلماء و يؤيده أنه لا فرق بينه و بين الدعاء

بالسعادة و نحوها , إذ إن كل ذلك مقدر , فتأمل .

2242 " إذا مررتم باليهود ... فلا تسلموا عليهم و إذا سلموا عليكم فقولوا : و عليكم

" .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 288 :

أخرجه الفسوي في " المعرفة " ( 2 / 491 ) : حدثنا أبو عاصم عن عبد الحميد بن

جعفر عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير مرثد بن عبد الله اليزني عن # أبي بصرة

الغفاري # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم , فذكره بزيادة ( و النصارى

) .قلت : و هذا إسناد صحيح , رجاله ثقات رجال الشيخين إلا أن البخاري روى لعبد

الحميد بن جعفر تعليقا . لكني أرى أن ذكر ( النصارى ) في هذا الحديث خطأ لعله

من بعض الناسخين , فإن الإمام أحمد قد رواه في " المسند " ( 6 / 398 ) بإسناد

الفسوي دون هذه اللفظة , و سياقه هكذا : قال : قال لهم يوما : " إني راكب إلى

يهود , فمن انطلق معي , فإن سلموا عليكم , فقولوا : و عليكم " . و زاد : "

فانطلقنا , فلما جئناهم سلموا علينا , فقلنا : و عليكم " . و هكذا رواه

الطبراني في " الكبير " ( 2 / 311 / 2162 ) : حدثنا أبو مسلم الكشي حدثنا أبو

عاصم به . و تابعه محمد بن إسحاق عن يزيد بن أبي حبيب به . أخرجه أحمد و

الطبراني و البخاري في " الأدب المفرد " ( 1102 ) و ابن أبي شيبة في " المصنف "

( 8 / 630 ) و كذا ابن ماجة ( 3743 - تحقيق الأعظمي ) لكنهم جعلوه من مسند أبي

عبد الرحمن الجهني ! و هو شاذ من أوهام ابن إسحاق عندي , و أعله البوصيري في "

الزوائد " ( 223 / 1 ) بتدليس ابن إسحاق , و خفي عليه أنه قد صرح بالتحديث عند

أحمد ( 4 / 233 ) فىإحدى روايته مع أنه قد عزاه إليه ! فالعلة ما ذكرته من

الشذوذ لمخالفته لرواية أبي عاصم - و هو الضحاك بن مخلد النبيل - عن عبد الحميد

ابن جعفر . و تابعه وكيع عنه . رواه أحمد و ابن أبي شيبة . و تابع عبد الحميد

أبو أسامة حماد بن أسامة عند النسائي في " عمل اليوم و الليلة " ( 305 / 388 )

. و تابعه ابن لهيعة عند النسائي أيضا و أحمد و الطبراني . قلت : فهذه

المتابعات لعبد الحميد تؤكد شذوذ ابن إسحاق في جعله الحديث من مسند أبي عبد

الرحمن الجهني , و لاسيما و قد وافقهم في رواية البخاري و من ذكره قبله . كما

تؤكد شذوذ النصارى في هذا الحديث , و إن جاء هذا اللفظ في حديث ابن عمر أيضا

عند النسائي ( 379 ) , فإنه شاذ أيضا لمخالفته للرواية الأخرى عنده ( 380 )

أيضا , و هي في " الصحيحين " و ابن حبان ( 502 - الإحسان ) دونها . و الحديث

قال الهيثمي ( 8 / 41 ) : رواه أحمد و الطبراني في " الكبير " , و زاد : " فلما

جئناهم سلموا علينا , فقلنا : و عليكم " , و أحد إسنادي أحمد و الطبراني رجاله

( رجال الصحيح ) " . و لي عليه ملاحظتان :

الأولى : أن زيادة الطبراني هي عند أحمد أيضا !

و الأخرى : أنه كان عليه أن يخرج رواية ابن إسحاق .. عن أبي عبد الرحمن الجهني

, فإنها على شرطه , لورودها عند أحمد كما تقدم , و كذا عند الطبراني ( 22 / 390

/ 743 ) وأن يبين شذوذها و أنه لا يقويها متابعة إسحاق بن عبد الله بن أبي

فروة عند الطبراني أيضا ( 744 ) لأنه - أعني إسحاق - متروك كما قال الحافظ في "

التقريب " . و قد كنت خرجت الحديث في " إرواء الغليل " ( 5 / 112 - 113 ) بأخصر

مما هنا نحوه , و فيه فوائد لم تذكر هنا , فمن ابتغاها فيرجع إليه . و اعلم أن

عدم ثبوت لفظه ( النصارى ) لا يعني جواز ابتدائهم بالسلام لأنه قد صح النهي عن

ذلك في غيرما حديث صحيح , و في بعضها اللفظ المذكور , كما صح قوله صلى الله

عليه وسلم : " إذا سلم عليكم أهل الكتاب فقولوا : و عليكم " . و هي مخرجة في "

الإرواء " ( 5 / 111 - 118 ) , و الرد عليهم بـ ( و عليكم ) محمول عندي على ما

إذا لم يكن سلامهم صريحا , و إلا وجب مقابلتهم بالمثل : ( و عليكم السلام )

لعموم قوله تعالى : *( و إذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها )* , و

لمفهوم قوله صلى الله عليه وسلم : " إذا سلم عليكم اليهود - فإنما يقول أحدهم :

السام عليكم - فقل : و عليك " . أخرجه البخاري ( 6257 ) و مسلم و غيرهما . و

لعل هذا هو وجه ما حكاه الحافظ ابن حجر في " الفتح " ( 11 / 45 ) عن جماعة من

السلف أنهم ذهبوا إلى أنه يجوز أن يقال في الرد عليهم : " عليكم السلام " كما

يرد على المسلم . و الله سبحانه و تعالى أعلم .

2243 " ابدأ بمن تعول , و الصدقة عن ظهر غنى " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 291 :

أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 3 / 227 / 3129 ) من طريق أبي الزبير عن

أبي صالح مولى حكيم بن حزام عن # حكيم بن حزام # أنه سأل النبي صلى الله عليه

وسلم : أي الصدقة أفضل ? قال : فذكره . قلت : و رجال إسناده ثقات غير أبي صالح

, قال الذهبي و العسقلاني : " لا يعرف " . و به أعله الهيثمي في " المجمع " ( 3

/ 116 ) , فقال : " رواه الطبراني في " الكبير " و أبو صالح مولى حكيم لم أجد

من ترجمه " . قلت : لكن قد تابعه جمع من الثقات عند الشيخين و غيرهما كما يأتي

و لقد أخطأ في حق هذا الحديث جماعة من العلماء , فلابد من التنبيه على ذلك :

الأول : الهيثمي في إيراده إياه في " المجمع " و هو من المتفق عليه عن حكيم بن

حزام . الثاني : السيوطي , فإنه لما أورده في " الجامع الصغير " , " الكبير "

أيضا عزاه للطبراني فقط و هذا تقصير فاحش لإيهامه أنه ليس في " الصحيحين " و

إلا لعزاه إليهما ! و هذا مما حمل بعض الشراح على تضعيف الحديث ! و هو المناوي

كما يأتي . و لقد أخطأ السيوطي خطأ آخر , قلده فيه المناوي , و هو أنه أورد

الحديث دون الشطر الثاني منه , فأوهم أنه عند الطبراني كذلك ! و إنما هو عنده

بشطريه كما ترى . الثالث : المناوي فإنه قال في شرحه " فيض القدير " : " رمز

المؤلف ( السيوطي ) لصحته و ليس كما قال , فقد قال الهيثمي .. " . فذكر كلامه

المتقدم . و هذا من أفحش الخطأ الذي رأيته للمناوي و إنما ينشأ ذلك من قلة حفظه

, أو عدم استحضاره أن الحديث في " الصحيحين " من غير طريق أبي صالح هذا و في

هذه الحالة لا يجوز تضعيف الحديث و لاسيما و قد صححه من صححه , كما لا يخفى على

أهل هذه الصناعة . و إذا عرفت هذا , فقد تابع أبا صالح هذا عروة بن الزبير عند

البخاري و غيره و موسى بن طلحة بن عبيد الله عند مسلم و غيره , و هما مخرجان في

" إرواء الغليل " مع شواهد كثيرة عن أبي هريرة و غيره , فراجعها فيه ( 3 / 316

- 319 ) إن شئت . و من الغريب أن متابعة عروة قد أخرجها الطبراني أيضا ( 3092 )

, فأوردها الهيثمي أيضا في " المجمع " ( 3 / 98 ) مع كونها في البخاري زاعما أن

في رواية الطبراني زيادة ليست عند البخاري و هي بلفظ : " و من يستعف يعفه الله

و من يستغن يغنه الله عز وجل " . و هي عند البخاري أيضا , كما نبه عليه الأخ

الفاضل حمدي السلفي في تعليقه على الطبراني . ثم إن لأبي صالح متابعا ثالثا و

هو المطلب بن عبد الله بن حنطب , رواه الطبراني ( 3124 ) .

2244 " اجتنبوا الكبائر السبع , فسكت الناس فلم يتكلم أحد , فقال : ألا تسألوني عنهن

? الشرك بالله و قتل النفس و الفرار من الزحف و أكل مال اليتيم و أكل الربا و

قذف المحصنة و التعرب بعد الهجرة " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 293 :

أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 6 / 124 / 5636 ) : حدثنا أحمد بن

رشدين حدثنا عمرو بن خالد الحراني حدثنا ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن #

محمد بن سهل بن أبي حثمة عن أبيه # قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم على

المنبر يقول : فذكره . قلت : و هذا إسناد ضعيف , لضعف أحمد بن رشدين , و كذا

ابن لهيعة و أشار الهيثمي في " المجمع " ( 1 / 103 ) إلى إعلاله به .

و أقول : لكنه لم يتفرد به , فقد قال البخاري في " التاريخ الكبير " ( 1 / 1 /

107 ) : قال : أنبأنا إسحاق : عن عبدة سمع ابن إسحاق عن محمد بن سهل بن أبي

حثمة سمع أباه : سمع عليا : " الكبائر السبع . و قال الوليد بن كثير : حدثني

محمد بن سهل بن أبي حثمة مثله " . ذكره في ترجمة محمد بن سهل هذا و لم يذكر فيه

جرحا و لا تعديلا و قد كشفت لنا هاتان الروايتان عند البخاري أن في رواية

الطبراني علة أخرى , و هي أن الحديث من مسند علي و ليس من مسند سهل بن أبي حثمة

, فإنه رواه عن علي في الروايتين و هما أصح من رواية ابن لهيعة , كما هو ظاهر .

و إذا عرفت ما سبق , فالحديث قوي لا علة له , إلا إن تمسك أو حاول أحد إعلاله

بمحمد بن سهل لكن قد روى عنه أولئك الثلاثة : يزيد بن أبي حبيب و محمد بن إسحاق

و الوليد بن كثير , و هو أبو محمد المدني , و كلهم ثقة , و يضم إليهم أبو عفير

الأنصاري و الحجاج بن أرطاة , عند ابن أبي حاتم ( 3 / 2 / 277 ) و لم يذكر أيضا

فيه جرحا و لا تعديلا , بيد أنه إذا لوحظ أنه تابعي , و قد روى عنه هؤلاء

الخمسة , زد على ذلك أن ابن حبان ذكره في " الثقات " ( 3 / 238 ) , فالنفس

تطمئن للاحتجاج بحديث مثله , و على ذلك جرى عمل كثير من المحققين , و لاسيما

إذا كان لحديثه شاهد كهذا الحديث على ما سأبينه , فلا جرم أن الحافظ ابن حجر

سكت عليه في " الفتح " ( 12 / 182 ) , ثم صرح في الصفحة التالية بصحته , يعني

لشواهده , و هو الصواب إن شاء الله تعالى . لكن وقع له خطأ في النقل يحسن

التنبيه عليه , فإنه قال : " و للطبراني من حديث سهل بن أبي خيثمة ( ! ) عن علي

رفعه ... " فذكر حديث الترجمة . قلت : فذكر علي في رواية الطبراني خطأ ظاهر من

تخريجنا المتقدم , و يؤكد ذلك أن الحافظ ابن كثير ذكره في " التفسير " ( 1 /

484 ) من رواية ابن مردويه عن الطبراني - كما تقدم - إلا أنه وقع فيه كـ "

الفتح " : " أبي خيثمة " و هو خطأ مطبعي , و إنما رواه عن علي البخاري - كما

سبق - من طريق عبدة عن ابن إسحاق . ثم رأيت عند ابن جرير في " التفسير " ( 5 /

25 ) من طريق أخرى عن ابن إسحاق عن محمد بن سهل بن أبي حثمة عن أبيه قال : "

إني لفي هذا المسجد مسجد الكوفة , و علي رضي الله عنه يخطب الناس على المنبر ,

فقال : يا أيها الناس ! إن الكبائر سبع . فأصاخ الناس , فأعادها ثلاث مرات , ثم

قال : ألا تسألوني عنها ? قالوا : يا أمير المؤمنين ! ما هي ? قال : ( فذكرها )

. فقلت لأبي : يا أبت ! التعرب بعد الهجرة كيف لحق ههنا ? فقال : يا بني ! و ما

أعظم من أن يهاجر الرجل , حتى إذا وقع سهمه في الفيء و وجب عليه الجهاد , خلع

ذلك من عنقه , فرجع أعرابيا كما كان " . قلت : و هذا موقوف ظاهر الوقف , و به

أعل ابن كثير رواية الطبراني المرفوعة , فقال عقبها : " و في إسناده نظر , و

رفعه غلط فاحش , و الصواب ما رواه ابن جرير .. " . ثم ذكر هذا . لكن يمكن أن

يقال : إنه موقوف في حكم المرفوع , فلا منافاة بينهما , و لاسيما و قد جاءت له

شواهد مرفوعة , أذكر ما تيسر لي منها : 1 - عن أبي هريرة قال رسول الله صلى

الله عليه وسلم : فذكره . أخرجه البزار في " مسنده " ( 1 / 72 / 109 ) و ابن

أبي حاتم في " التفسير " من طريق أبي عوانة عن عمر بن أبي سلمة عن أبيه عنه . و

أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ( 578 ) مختصرا موقوفا . قلت : و هذا إسناد

حسن في المتابعات و الشواهد , رجاله ثقات رجال الشيخين غير عمر بن أبي سلمة و

هو صدوق يخطىء , كما في " التقريب " , و لا بأس به في المتابعات , كما في "

الترغيب " ( 3 / 49 ) و هو في " الصحيحين " من طريق أخرى عن أبي هريرة به نحوه

, إلا أنه ذكر ( السحر ) مكان ( التعرب ) و هو مخرج في " إرواء الغليل " ( 5 /

24 / 1202 ) .

2 - عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره نحوه و

قال : " و الرجوع إلى الأعراب بعد الهجرة " . أخرجه الطبراني في " الأوسط " ( 2

/ 49 / 2 ) من طريق أبي بلال الأشعري قال : حدثنا عبد السلام بن حرب عن إسحاق

بن عبد الله بن أبي فروة عن سلمة بن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبيه عنه . و

قال : " لا يروى عن أبي سعيد إلا بهذا الإسناد , تفرد به أبو بلال " .

قلت : و اسمه مرداس بن محمد , ضعفه الدارقطني و الحاكم , و ذكره ابن حبان في "

الثقات " , و قال : " يغرب " . و به أعله الهيثمي ( 1 / 104 ) , و قال : " و هو

ضعيف " . و إعلاله بإسحاق بن عبد الله بن أبي فروة أولى , فإنه متروك شديد

الضعف .

3 - عن عبد الله بن عمرو قال : صعد النبي صلى الله عليه وسلم المنبر ثم قال : "

أبشروا من صلى الخمس , و اجتنب الكبائر السبع , نودي من أبواب الجنة " . فقيل

له : أسمعت النبي صلى الله عليه وسلم يذكرهن ? قال : نعم ... فذكر مثل حديث علي

سواء . كذا ذكره الحافظ في " الفتح " ( 12 / 182 ) من رواية إسماعيل القاضي من

طريق المطلب بن عبد الله بن حنطب عنه . و المطلب هذا صدوق كثير الإرسال و

التدليس , كما قال في " التقريب " . ثم ذكر الحافظ لحديث علي لفظا آخر و فيه :

" التعرب بعد الهجرة " . و عزاه لابن أبي حاتم من طريق مالك بن حريث عنه . كذا

وقع فيه " حريث " . و وقع في " تفسير ابن كثير " : " جرير " , و قد ساق إسناده

من طريق ابن أبي حاتم , و إسناده صحيح , رجاله رجال الصحيح غير مالك هذا , و

أنا أظن أنه تحرف اسم أبيه على الطابعين أو الناسخين . و أنه مالك بن الحارث ,

فقد جاء في " ثقات ابن حبان " ( 3 / 241 - 242 ) : " مالك بن الحارث الكوفي

السلمي , أبو موسى , يروي عن علي و ابن عباس , روى عنه محمد بن قيس و أهل

الكوفة في آخر ولاية الحجاج بن يوسف " . و ذكر ابن أبي حاتم ( 4 / 1 / 207 )

أنه روى عنه منصور بن المعتمر و الأعمش , و أن ابن معين قال فيه : ثقة . و ذكر

بعده مالك بن الحارث الأشتر النخعي , روى عن علي أيضا , و كلاهما من رجال "

التهذيب " , و ذكر أن الأول من رجال مسلم , و لم يذكر أنه روى عن علي , بخلاف

الأشتر , فإنه روى عن علي , فالظاهر أنه هو راوي هذا الحديث , فالإسناد صحيح .

و الله أعلم . و مما جاء في خطورة التعرب بعد الهجرة , حديث سلمة بن الأكوع أنه

دخل على الحجاج فقال : يا ابن الأكوع ! ارتددت على عقبيك ? تعربت ? ! قال : لا,

و لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم أذن لي في البدو . أخرجه البخاري ( 7087 )

و مسلم ( 6 / 27 ) و النسائي ( 2 / 184 ) و الطبراني في " الكبير " ( 7 / 38 /

6298 ) و أحمد ( 4 / 54 ) مختصرا و كذا ابن سعد في " الطبقات " ( 4 / 306 ) . و

له طريق أخرى , يرويه عبد الرحمن بن حرملة عن محمد بن إياس بن سلمة بن الأكوع

أن أباه حدثه أن سلمة بن الأكوع قدم المدينة , فلقيه بريدة بن الحصيب , فقال :

ارتددت عن هجرتك يا سلمة ? ! فقال : معاذ الله , إني في إذن من رسول الله صلى

الله عليه وسلم , إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " ابدوا يا

أسلم ! فتنسموا الرياح , و اسكنوا الشعاب " . فقالوا : إنا نخاف أن يغير ذلك

هجرتنا , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أنتم مهاجرون حيثما كنتم " .

أخرجه أحمد ( 4 / 55 ) و الطحاوي في " المشكل " ( 2 / 299 ) و الطبراني في "

الكبير " ( 7 / 26 / 6265 ) و كذا البخاري في " التاريخ " ( 1 / 1 / 21 ) . و

رجاله ثقات رجال مسلم غير محمد ( و وقع في " المسند " سعيد ) بن إياس , ترجمه

البخاري بهذه الرواية و كذا ابن أبي حاتم ( 3 / 2 / 305 ) و لم يذكر فيه جرحا و

لا تعديلا . و قال الهيثمي : " رواه أحمد و الطبراني و فيه سعيد بن إياس , و

لمأعرفه و بقية رجاله ثقات " . قلت : سعيد ليس في رواية الطبراني و الآخرين و

إنما هو في رواية أحمد كما سبق و هو خطأ من بعض الرواة . و روى أحمد عقبه من

طريق بكر بن عبد الله عن يزيد مولى سلمة بن الأكوع عن سلمة بن الأكوع قال "

أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم , فقلت : يا رسول الله ! فقال : أنتم أهل

بدونا و نحن أهل حضركم . و سنده صحيح . و روى عبد الرحمن بن حرملة أيضا عن محمد

بن عبد الله بن الحصين عن عمر بن عبد الرحمن بن جرهد قال : سمعت رجلا يقول

لجابر بن عبد الله : من بقي معك من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ? قال :

بقي أنس بن مالك و سلمة بن الأكوع . فقال رجل : أما سلمة فقد ارتد عن هجرته .

فقال جابر : لا تقل ذلك فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأسلم : "

ابدوا يا أسلم ! " . قالوا : يا رسول الله ! إنا نخاف أن نرتد بعد هجرتنا .

فقال : " أنتم مهاجرون حيث كنتم " . أخرجه الطحاوي ( 2 / 298 - 299 ) و أحمد (

3 / 361 - 362 ) . و قال الهيثمي ( 5 / 252 ) : " و عمر هذا لم أعرفه و بقية

رجاله رجال الصحيح " . قلت : و قد ترجمه البخاري في " التاريخ " ( 3 / 2 / 172

) و ابن أبي حاتم ( 3 / 1 / 121 ) و ابن حبان في " الثقات " ( 3 / 135 ) برواية

ابن حرملة هذا و ابن إسحاق أيضا و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا , فقالوا : هو

أخو زرعة بن عبد الرحمن . و من الملاحظ أن ابن حرملة روى عنه بواسطة محمد بن

عبد الله بن الحصين و هذا مما لم يذكروه و لم يتنبه لذلك الحافظ ابن حجر في "

التعجيل " و قد ترجمه فيمن اسمه ( عمر ) و من اسمه ( عمرو ) . ثم إن ظاهر كلام

الهيثمي المتقدم أن ابن الحصين هذا من رجال ( الصحيح ) و لم أره في " التهذيب "

و غيره . و في " تاريخ البخاري " و " الجرح و التعديل " ( 3 / 2 / 317 ) : "

محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن حصين التميمي , روى عن عائشة و عوف بن

الحارث و عروة بن الزبير . و عنه ابن إسحاق " . فيجوز أن يكون هذا وقع في

الحديث منسوبا إلى جده عبد الله . و الله أعلم .

( التعرب بعد الهجرة ) , قال ابن الأثير في " النهاية " : " هو أن يعود إلى

البادية , و يقيم مع الأعراب بعد أن كان مهاجرا . و كان من رجع بعد الهجرة إلى

موضعه من غير عذر يعدونه كالمرتد " . قلت : و نحوه : ( التغرب ) : السفر إلى

بلاد الغرب و الكفر , من البلاد الإسلامية إلا لضرورة و قد سمى بعضهم بـ (

الهجرة ) ! و هو من القلب للحقائق الشرعية الذي ابتلينا به في هذا العصر , فإن

( الهجرة ) إنما تكون من بلاد الكفر إلى بلاد الإسلام . و الله هو المستعان .

2245 " إذا أذنت المغرب فاحدرها مع الشمس حدرا " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 300 :

أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 7 / 210 / 6744 ) من طريق يحيى الحماني

حدثنا إبراهيم بن أبي محذورة عن أبيه عن جده عن # أبي محذورة # قال : قال لي

رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . قلت : و هذا سناد ضعيف , إبراهيم هذا

هو ابن عبد العزيز بن عبد الملك بن أبي محذورة , و فيه ضعف أشار إليه الحافظ

بقوله في " التقريب " : " صدوق يخطىء " . و بيض له الذهبي في " الكاشف " , فلم

يقل فيه شيئا تبعا للبخاري و ابن أبي حاتم لكن هذا ذكر في " العلل " ( 1 / 114

) عن أبيه : " شيخ " . و أبوه عبد العزيز , و جده عبد الملك من المقبولين عند

الحافظ . و يحيى , و هو ابن عبد الحميد الحماني , قال الحافظ : " حافظ , إلا

أنهم اتهموه بسرقة الحديث " . و قد خالفه عبد الله بن عمر بن أبان فقال : حدثنا

إبراهيم بن عبد العزيز بن عبد الملك بن أبي محذورة قال : سمعت أبي يقول : عن

أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " وقت المغرب احدرها مع الشمس "

. قلت : فهذا مرسل لم يذكر في إسناده : " عن أبي محذورة " إلا أن يكون سقط من

الناسخ أو الطابع , فهذا محتمل . و عبد الله هذا ثقة من شيوخ مسلم , و هو ابن

عمر بن محمد بن أبان المعروف بـ ( مشكدانة ) . و بالجملة , فالإسناد ضعيف ,

لأنه إن سلم من الإرسال فلن يسلم من إبراهيم أو أبيه أو جده , و مع ذلك قال

الهيثمي في كل من الحديثين ( 1 / 311 ) : " و إسناده حسن " ! و قد كنت اعتمدت

عليه حين خرجت أحاديث " الجامع الصغير و زيادته " , و جعلته قسمين " الصحيح " و

" الضعيف " , و لم أكن قد وقفت على إسناده , فأوردته في " الصحيح " برقم ( 295

) و الآن و قد وقفت عليه و تبينت ضعفه و تساهله في تحسينه , فحقه أن يودع في "

ضعيف الجامع " لكن منعني من ذلك أنني وجدت له شاهدا قويا من حديث سلمة بن

الأكوع قال : " كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي المغرب ساعة تغرب الشمس ,

إذا غاب حاجبها " . أخرجه الشيخان و غيرهما و هو مخرج في " صحيح أبي داود " (

443 ) . قوله : " فاحذرها " أي : صلاة المغرب . قال ابن الأثير في " النهاية "

: " ( فاحدر ) , أي : أسرع , حدر في قراءته و أذانه يحدر حدرا , و هو من الحدور

ضد الصعود , و يتعدى و لا يتعدى " . قلت : و هذه من السنن المتروكة في بلاد

الشام , و منها عمان , فإن داري في جبل هملان من جبالها , أرى بعيني طلوع الشمس

و غروبها , و أسمعهم يؤذنون للمغرب بعد غروب الشمس بنحو عشر دقائق , علما بأن

الشمس تغرب عمن كان في وسط عمان و وديانها قبل أن تغرب عنا ! و على العكس من

ذلك فإنهم يؤذنون لصلاة الفجر قبل دخول وقتها بنحو نصف ساعة . فإنا لله و إنا

إليه راجعون .

2246 " اللهم بارك لنا في مكتنا , اللهم بارك لنا في مدينتنا , اللهم بارك لنا في

شامنا , و بارك لنا في صاعنا , و بارك لنا في مدنا , فقال رجل : يا رسول الله !

و في عراقنا , فأعرض عنه , فرددها ثلاثا , كل ذلك يقول الرجل : و في عراقنا ,

فيعرض عنه , فقال : بها الزلازل و الفتن , و فيها يطلع قرن الشيطان " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 302 :

أخرجه يعقوب الفسوي في " المعرفة " ( 2 / 746 - 748 ) و المخلص في " الفوائد

المنتقاة " ( 7 / 2 - 3 ) و الجرجاني في " الفوائد " ( 164 / 2 ) و أبو نعيم في

" الحلية " ( 6 / 133 ) و ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 1 / 120 ) من طرق عن

توبة العنبري عن # سالم بن عبد الله عن أبيه # أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا

, فقال : فذكره . قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين . و قد تابعه زياد بن

بيان حدثنا سالم به . أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط " ( 1 / 246 / 1 /

4256 ) و أبو علي القشيري الحراني في " تاريخ الرقة " ( 2 / 20 / 1 - 2 ) و

الربعي في " فضائل الشام و دمشق " ( 11 / 20 ) و ابن عساكر ( 1 / 121 - 122 ) و

قال الطبراني : " لم يروه عن زياد إلا إسماعيل , تفرد به ابنه حماد " ! كذا قال

! و هو عند ابن عساكر من طريق سليمان بن عمر بن خالد الأقطع أخبرنا إسماعيل بن

إبراهيم - و هو ابن علية - به . و عند القشيري من طريق العلاء بن إبراهيم حدثنا

زياد بن بيان به . قلت : و زياد بن بيان - هو الرقي - صدوق عابد كما قال الحافظ

في " التقريب " , فالإسناد جيد . و تابعه نافع عن ابن عمر به , و لم يذكر مكة .

أخرجه الطبراني في " الكبير " ( 12 / 384 / 13422 ) و في " الأوسط " ( 1 / 215

/ 1 / 3851 ) من طريق إسماعيل بن مسعود : أخبرنا عبيد الله بن عبد الله بن عون

عن أبيه عنه . قلت : و هذا إسناد جيد أيضا , عبيد الله هذا , قال البخاري في "

التاريخ " ( 3 / 1 / 388 ) : " معروف الحديث " . و قال ابن أبي حاتم ( 2 / 2 /

322 ) عن أبيه : " صالح الحديث " . و تابعه أزهر بن سعد أبو بكر السمان :

أخبرنا ابن عون به , إلا أنه قال : " نجدنا " مكان " عراقنا " , و المعنى واحد

. أخرجه البخاري ( 1037 و 7094 ) و الترمذي ( 3948 ) و ابن حبان ( 7257 -

الإحسان ) و البغوي في " شرح السنة " ( 14 / 206 / 4006 ) و صححوه و أحمد ( 2 /

118 ) و ابن عساكر ( 1 / 122 - 124 ) . و تابعه عبد الرحمن بن عطاء عن نافع به

, إلاأنه قال : " مشرقنا " مكان " عراقنا " , و زاد في آخره : " و بها تسعة

أعشار الشر " . أخرجه أحمد ( 2 / 90 ) و الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 102 / 2

/ 2087 ) و ابن عساكر ( 1 / 125 ) و قال الطبراني : " لم يروه عن عبد الرحمن بن

عطاء إلا سعيد بن أبي أيوب تفرد به ابن وهب " . قلت : و لفظ الزيادة عنده : " و

به تسعة أعشار الكفر و به الداء العضال " . فلعله يعني بالتفرد هذه الزيادة و

إلا فالحديث مع الزيادة الأولى قد تابعه عليه أبو عبد الرحمن - و هو عبد الله

بن يزيد - عند أحمد و ابن عساكر و رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الرحمن بن

عطاء و هو ثقة على ضعف فيه كما يشعر به قول الحافظ في " التقريب " : " صدوق ,

فيه لين " . فعندي وقفة في ثبوت هذه الزيادة , لتفرد عبد الرحمن بها دون سائر

الرواة , و لاسيما و قد رواها الفسوي ( 2 / 750 و 751 ) عن ابن مسعود و علي رضي

الله عنهما موقوفا و لا يظهر لي أنها في حكم المرفوع . و الله أعلم . و تابعه

أبو عبيد حاجب سليمان بن عبد الملك عن نافع به , إلا أنه قال : " العراق و مصر

" . أخرجه أبو عبد الله القطان في " حديثه " ( ق 59 / 2 ) , و أبو أمية

الطرسوسي في " مسند ابن عمر " ( ق 207 / 1 - 2 ) , و ابن عساكر ( 1 / 124 - 125

) من طريق محمد ابن يزيد بن سنان الرهاوي عن أبيه : حدثني أبو رزين الفلسطيني

عنه . قلت : و هذا إسناد ضعيف , أبو عبيد ثقة , لكن أبو رزين الراوي عنه لم

أعرفه , و قد أورده الذهبي في " المقتنى في الكنى " بهذه الرواية , و لم يسمه .

و الرهاوي ليس بالقوي , كما قال الحافظ , فذكر " مصر " في هذا الطريق منكر . و

بالله التوفيق . و له شاهد , يرويه إسحاق بن عبد الله بن كيسان عن أبيه عن سعيد

بن جبير عن ابن عباس مرفوعا نحو حديث الترجمة . أخرجه الطبراني في " الكبير " (

12 / 84 / 12553 ) . لكن إسناده ضعيف جدا , إسحاق قال البخاري : " منكر الحديث

" . و أبوه عبد الله صدوق يخطىء كثيرا كما قال الحافظ في " التقريب " . و شاهد

آخر من رواية الحسن البصري مرسلا .أخرجه يعقوب الفسوي ( 2 / 750 ) , و من

طريقه ابن عساكر ( 1 / 128 ) . و إسناده صحيح مرسل . و قد روي من حديث معاذ , و

فيه زيادة في آخره جوابا لقول الرجل : " و في عراقنا " تخالف جواب النبي صلى

الله عليه وسلم الثابت في جميع طرق الحديث , و لذلك أوردته في الكتاب الآخر : "

الضعيفة " ( 5518 ) , مع بيان المتهم بوضعه . و إنما أفضت في تخريج هذا الحديث

الصحيح و ذكر طرقه و بعض ألفاظه لأن بعض المبتدعة المحاربين للسنة و المنحرفين

عن التوحيد يطعنون في الإمام محمد بن عبد الوهاب مجدد دعوة التوحيد في الجزيرة

العربية , و يحملون الحديث عليه باعتباره من بلاد ( نجد ) المعروفة اليوم بهذا

الاسم , و جهلوا أو تجاهلوا أنها ليست هي المقصودة بهذا الحديث , و إنما هي (

العراق ) كما دل عليه أكثر طرق الحديث , و بذلك قال العلماء قديما كالإمام

الخطابي و ابن حجر العسقلاني و غيرهم . و جهلوا أيضا أن كون الرجل من بعض

البلاد المذمومة لا يستلزم أنه هو مذموم أيضا إذا كان صالحا في نفسه , و العكس

بالعكس . فكم في مكة و المدينة و الشام من فاسق و فاجر , و في العراق من عالم و

صالح . و ما أحكم قول سلمان الفارسي لأبي الدرداء حينما دعاه أن يهاجر من

العراق إلى الشام : " أما بعد , فإن الأرض المقدسة لا تقدس أحدا , و إنما يقدس

الإنسان عمله " . و في مقابل أولئك المبتدعة من أنكر هذا الحديث و حكم عليه

بالوضع لما فيه من ذم العراق كما فعل الأستاذ صلاح الدين المنجد في مقدمته على

" فضائل الشام و دمشق " , و رددت عليه في تخريجي لأحاديثه , و أثبت أن الحديث

من معجزاته صلى الله عليه وسلم العلمية , فانظر الحديث الثامن منه .

2247 " كان إذا قام في الصلاة قبض على شماله بيمينه " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 306 :

أخرجه يعقوب الفسوي في " المعرفة " ( 3 / 121 ) و من طريقه البيهقي في " السنن

الكبرى " ( 2 / 28 ) و الطبراني في " الكبير " ( 22 / 9 / 1 ) من طريق آخر :

حدثنا أبو نعيم قال : حدثنا موسى بن عمير العنبري قال : حدثني # علقمة بن وائل

عن أبيه # أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ... و رأيت علقمة يفعله . قال

الفسوي : " و موسى بن عمير كوفي ثقة " . قلت : و وثقه آخرون من الأئمة و سائر

الرواة ثقات من رجال مسلم , فالسند صحيح . و أخرجه النسائي ( 1 / 141 ) من طريق

عبد الله بن المبارك عن موسى بن عمير العنبري و قيس بن سليم العنبري قالا :

حدثنا علقمة بن وائل به نحوه دون فعل علقمة . و رواه أحمد ( 4 / 316 ) و ابن

أبي شيبة في " المصنف " ( 1 / 390 ) : حدثنا وكيع حدثنا موسى بن عمير العنبري

به مختصرا بلفظ : " رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم واضعا يمينه على شماله

في الصلاة " . فلم يذكر القيام . و رواه البغوي في " شرح السنة " ( 3 / 30 ) من

طريق أخرى عن وكيع . و هكذا رواه أحمد ( 4 / 316 - 319 ) من طريق أخرى عن وائل

بن حجر دون القيام . و لا يشك الباحث في طرق هذا الحديث أنه مختصرا أيضا -

كرواية وكيع - من حديث وائل المبين لصفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم و

القيام الذي قبض فيه يديه , و هو الذي قبل الركوع , جاء ذلك من طريقين : الأولى

: عن عبد الجبار بن وائل عن علقمة بن وائل و مولى لهم أنهما حدثاه عن أبيه وائل

بن حجر : أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم رفع يديه حين دخل الصلاة , كبر -

وصف همام - حيال أذنيه . ثم التحف بثوبه . ثم وضع يده اليمنى على اليسرى . فلما

أراد أن يركع أخرج يده من الثوب ثم رفعها ثم كبر فركع . فلما قال : سمع الله

لمن حمده رفع يده . فلما سجد سجد بين كفيه . أخرجه مسلم ( 2 / 13 ) و أبو عوانة

( 2 / 106 - 107 ) و أحمد ( 4 / 317 - 318 ) و البيهقي ( 2 / 28 و 71 ) .

الثانية : عن عاصم بن كليب عن أبيه عن وائل بن حجر قال : " قلت : لأنظرن إلى

صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف يصلي ? قال : فقام رسول الله صلى الله

عليه وسلم فاستقبل القبلة فكبر فرفع يديه حتى حاذتا أذنيه . ثم أخذ شماله

بيمينه . فلما أراد أن يركع رفعها مثل ذلك . ثم وضع يديه على ركبتيه . فلما رفع

رأسه من الركوع رفعهما مثل ذلك . فلما سجد وضع رأسه بذلك المنزل من بين يديه ,

ثم جلس فافترش رجله اليسرى .. و أشار بالسبابة .. " الحديث . أخرجه أبو داود و

النسائي و أحمد و غيرهم بسند صحيح , و هو مخرج في " صحيح أبي داود " ( 716 -

717 ) برواية آخرين من الأئمة عن جمع من الثقات عن عاصم , يزيد بعضهم على بعض

, و أتمهم سياقا زائدة بن قدامة و بشر بن المفضل , و هو ثقة ثبت , و السياق له

, و لابن ماجة منه قوله : " رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يصلي فأخذ شماله

بيمينه " . قلت : فإذا نظر الناظر إلى هذه الجملة لوحدها , و لم يعلم , أو على

الأقل لم يستحضر أنها مختصرة من الحديث , فهم منها مشروعية الوضع لليدين في كل

قيام سواء كان قبل الركوع أو بعده , و هذا خطأ يدل عليه سياق الحديث , فإنه

صريح في أن الوضع إنما هو في القيام الأول , و هو في سياق عاصم بن أصرح , فإنه

ذكر رفع اليدين في تكبيرة الإحرام , ثم الركوع و الرفع منه , يقول فيهما : مثل

ذلك , فلو كان في حفظ وائل وضع اليدين بعد الرفع لذكره أيضا كما هو ظاهر من

ذكره الرفع ثلاثا قبله , و لكن لما فصلت تلك الجملة عن محلها من الحديث أوهمت

الوضع بعد الرفع , فقال به بعض أفاضل العلماء المعاصرين , دون أن يكون لهم سلف

من السلف الصالح فيما علمت . و مما يؤكد ما ذكرنا رواية ابن إدريس عن عاصم به

مختصرا بلفظ : " رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين كبر أخذ شماله بيمينه "

. و مثل هذا الوهم بسبب الاختصار من بعض الرواة أو عدم ضبطهم للحديث يقع كثير ,

و لقد كنت أقول في كثير من محاضراتي و دروسي حول هذا الوضع و سببه : يوشك أن

يأتي رجل ببدعة جديدة اعتمادا منه على حديث مطلق لم يدر أنه مقيد أيضا , ألا و

هي الإشارة بالإصبع في غير التشهد ! فقد جاء في " صحيح مسلم " حديثان في

الإشارة بها في التشهد أحدهما من حديث ابن عمر , و الآخر من حديث ابن الزبير ,

و لكل منهما لفظان مطلق و مقيد , أو مجمل و مفصل : " كان إذا جلس في الصلاة وضع

يديه على ركبتيه و رفع إصبعه اليمنى التي تلي الإبهام فدعا بها .. " , فأطلق

الجلوس . و الآخر : " كان إذا قعد في التشهد وضع يده اليسرى على ركبته اليسرى ,

و وضع يده اليمنى على ركبته اليمنى .. " الحديث . فقيد الجلوس بالتشهد . و نحوه

لفظا حديث ابن الزبير . فاللفظ الأول " جلس " يشمل كل جلوس , كالجلوس بين

السجدتين , و الجلوس بين السجدة الثانية و الركعة الثانية المعروفة عند العلماء

بجلسة الاستراحة . فكنت أقول : يوشك أن نرى بعضهم في هاتين الجلستين ! فلم يمض

على ذلك إلا زمن يسير حتى قيل لي بأن بعض الطلاب يشيرون بها بين السجدتين ! ثم

رأيت ذلك بعيني من أحد المتخرجين من الجامعة الإسلامية حين زارني في داري في

أول سنة ( 1404 ) ! و نحن في انتظار حدوث البدعة الثالثة , ألا و هي الإشارة

بها في جلسة الاستراحة ! ثم حدث ما انتظرته , و الله المستعان ! و قد وقع مثل

هذا الاختصار الموهم لشرعية الإشارة في كل جلوس في حديث وائل أيضا من رواية

عاصم بن كليب عن أبيه عنه , و هو في " مسند أحمد " ( 4 / 316 - 319 ) على وجهين

: الأول : الإشارة مطلقا دون تقييد بتشهد . أخرجه ( 4 / 116 - 117 ) من طريق

شعبة عنه بلفظ : " و فرش فخذه اليسرى من اليمنى , و أشار بإصبعه السبابة " . و

كذا أخرجه ابن خزيمة في " صحيحه " ( 1 / 345 / 697 ) , لكنه قال في آخره : "

يعني في الجلوس في التشهد " . و هذا التفسير , إما من وائل و إما من أحد رواته

و الأول هو الراجح لما يأتي . و في لفظ له في " المسند " ( 4 / 316 ) من رواية

عبد الواحد بلفظ : " فلما قعد افترش رجله اليسرى .. و أشار بإصبعه السبابة " .

و تابعه عنده ( 4 / 317 / 318 ) سفيان - و هو الثوري - و زهير بن معاوية , و

رواه الطبراني ( 22 / 78 و 83 و 84 و 85 و 90 ) من طريقهما و آخرين .

و الآخر : الإشارة بقيد التشهد . و هو في " المسند " ( 4 / 319 ) من طريق أخرى

عن شعبة بلفظ : " فلما قعد يتشهد .. أشار بإصبعه السبابة و حلق بالوسطى " . و

سنده صحيح , و أخرجه ابن خزيمة أيضا ( 698 ) . و تابعه أبو الأحوص عند الطحاوي

في " شرح المعاني " ( 1 / 152 ) و الطبراني في " المعجم الكبير " ( 22 / 34 /

80 ) , و زاد : " ثم جعل يدعو بالأخرى " . و تابعهما زائدة بن قدامة بلفظ : "

فحلق حلقة , ثم رفع إصبعه , فرأيته يحركها يدعو بها " . أخرجه أبو داود و غيره

من أصحاب السنن , و أحمد ( 4 / 318 ) و الطبراني ( 22 / 35 / 82 ) و صححه ابن

خزيمة و ابن حبان و ابن الجارود و النووي و ابن القيم , و هو مخرج في " صحيح

أبي داود " ( 717 ) . و تابعه أبو عوانة بنحوه , و فيه : " ثم دعا " . أخرجه

الطبراني ( 22 / 38 / 90 ) . و ابن إدريس مثله . رواه ابن حبان ( 486 ) . و

سلام بن سليم عند الطيالسي ( 1020 ) . قال الطحاوي عقب رواية أبي الأحوص

المتقدمة : " فيه دليل على أنه كان في آخر الصلاة " . قلت : و هذا صريح في

رواية أبي عوانة المشار إليها آنفا , فإنه قال : " ثم سجد , فوضع رأسه بين كفيه

, ثم صلى ركعة أخرى , ثم جلس فافترش رجله اليسرى , ثم دعا و وضع كفه اليسرى على

ركبته اليسرى , و كفه اليمنى على ركبته اليمنى , و دعا بالسبابة " . و إسناده

صحيح . و نحوه رواية سفيان ( و هو ابن عيينة ) , و لفظه : " و إذا جلس في

الركعتين أضجع اليسرى و نصب اليمنى و وضع يده اليمنى على فخذه اليمنى و نصب

إصبعه للدعاء و وضع يده اليسرى على رجله اليسرى " . أخرجه النسائي ( 1 / 173 )

بسند صحيح , و الحميدي ( 885 ) نحوه . قلت : فتبين من هذه الرواية الصحيحة أن

التحريك أو الإشارة بالإصبع إنما هو في جلوس التشهد , و أن الجلوس المطلق في

بعضها مقيد بجلوس التشهد , هذا هو الذي يقتضيه , الجمع بين الروايات , و قاعدة

حمل المطلق على المقيد المقررة في علم أصول الفقه , و لذلك لم يرد عن أحد من

السلف القول بالإشارة مطلقا في الصلاة و لا في كل جلوس منها فيما علمت , و مثل

ذلك يقال في وضع اليدين على الصدر , إنما هو في القيام الذي قبل الركوع ,

إعمالا للقاعدة المذكورة . فإن قال قائل : قد روى عبد الرزاق عن الثوري عن عاصم

بن كليب بإسناده المتقدم عن وائل .. فذكر الحديث و الافتراش في جلوسه قال : "

ثم أشار بسبابته و وضع الإبهام على الوسطى حلق بها و قبض سائر أصابعه , ثم سجد

فكانت يداه حذو أذنيه " . فهذا بظاهره يدل على أن الإشارة كانت في الجلوس بين

السجدتين , لقوله بعد أن حكى الإشارة : " ثم سجد .. " .

فأقول : نعم قد روى ذلك عبد الرزاق في " مصنفه " ( 2 / 68 - 69 ) , و رواه عنه

الإمام أحمد ( 4 / 317 ) و الطبراني في " المعجم الكبير " ( 2 / 34 - 35 ) و

زعم الشيخ حبيب الرحمن الأعظمي في تعليقه عليه : " أنه أخرجه الأربعة إلا

الترمذي و البيهقي مفرقا في أبواب شتى " . و هو زعم باطل يدل على غفلته عن موجب

التحقيق فإن أحد منهم ليس عنده قوله بعد الإشارة : " ثم سجد " , بل هذا مما

تفرد به عبد الرزاق عن الثوري , و خالف به محمد بن يوسف الفريابي و كان ملازما

للثوري , فلم يذكر السجود المذكور . رواه عنه الطبراني ( 22 / 33 / 78 ) .

و قد تابعه عبد الله بن الوليد حدثني سفيان ... به . أخرجه أحمد ( 4 / 318 ) .

و ابن الوليد صدوق ربما أخطأ , فروايته بمتابعة الفريابي له أرجح من رواية عبد

الرزاق , و لاسيما و قد ذكروا في ترجمته أن له أحاديث استنكرت عليه , أحدها من

روايته عن الثوري , فانظر " تهذيب ابن حجر " و "ميزان الذهبي " , فهذه

الزيادة من أوهامه . و إن مما يؤكد ذلك , أنه قد تابع الثوري في روايته

المحفوظة جمع كثير من الثقات الحفاظ منهم عبد الواحد بن زياد و شعبة و زائدة بن

قدامة و بشر بن المفضل و زهير بن معاوية و أبو الأحوص و أبو عوانة و ابن إدريس

و سلام بن سليمان و سفيان بن عيينة , و غيرهم , فهؤلاء جميعا لم يذكروا في حديث

وائل هذه الزيادة , بل إن بعضهم قد ذكرها قبيل الإشارة , مثل بشر و أبي عوانة و

غيرهما , و قد تقدم لفظهما , و بعضهم صرح بأن الإشارة في جلوس التشهد كما سبق .

و هذا هو الصحيح الذي أخذ به جماهير العلماء من المحدثين و الفقهاء , و لا أعلم

أحدا قال بشرعيتها في الجلوس بين السجدتين , إلا ابن القيم , فإن ظاهر كلامه في

" زاد المعاد " مطابق لحديث عبد الرزاق , و لعل ذلك الطالب الجامعي الذي تقدمت

الإشارة إليه قلده في ذلك , أو قلد من قلده من العلماء المعاصرين , و قد بينت

له و لغيره من الطلاب الذين راجعوني شذوذ رواية عبد الرزاق و وهاءها , و لقد

أخبرني أحدهم عن أحد العلماء المعروفين في بعض البلاد العربية أنه يعمل بحديث

عبد الرزاق هذا و يحتج به ! و ذلك مما يدل على أنه لا اختصاص له بهذا العلم , و

هذا مما اضطرني إلى كتابة هذا التخريج و التحقيق , فإن أصبت فمن الله , و إن

أخطأت فمن نفسي . سائلا المولى سبحانه و تعالى أن يأخذ بأيدينا و يهدينا إلى

الحق الذي اختلف فيه الناس , إنه يهدي من يشاء إلى الصراط المستقيم . و الحمد

لله رب العالمين .

2248 " كان إذا جلس في الثنتين أو في الأربع يضع يديه على ركبتيه , ثم أشار بإصبعه "

.

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 313 :

أخرجه النسائي ( 1 / 173 ) و البيهقي ( 2 / 132 ) من طريقين عن ابن المبارك قال

: أنبأنا مخرمة بن بكير حدثنا # عامر بن عبد الله بن الزبير عن أبيه # قال :

فذكره مرفوعا . قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط مسلم و قد أخرجه ( 2 / 90 ) من

طريق ابن عجلان عن عامر به نحوه بلفظ : " كان إذا قعد يدعو .. " ليس فيه ذكر

الثنتين و الأربع و هي فائدة هامة تقضي على بدعة الإشارة بإصبعه في غير التشهد

, و لذلك خصصتها بالتخريج بيانا للناس . و رواه أحمد ( 4 / 3 ) بلفظ : " كان

إذا جلس في التشهد وضع يده اليمنى على فخذه اليمنى و يده اليسرى على فخذه

اليسرى و أشار بالسبابة و لم يجاوز بصره إشارته " . و أخرجه أبو داود و غيره

نحوه , و زاد في رواية : " و لا يحركها " . و هي زيادة شاذة كما بينته في "

ضعيف أبي داود " ( 175 ) . و خرجت الرواية الأولى في " صحيح أبي داود " ( 908

و 909 ) . و في الحديث مشروعية الإشارة بالإصبع في جلسة التشهد , و أما الإشارة

في الجلسة التي بين السجدتين التي يفعلها بعضهم اليوم , فلا أصل لها إلا في

رواية لعبد الرزاق في حديث وائل بن حجر و هي شاذة كما تقدم بيانه في الحديث

الذي قبله بيانا لا تراه في مكان آخر , و الحمد لله على توفيقه , و أسأله

المزيد من فضله .

2249 " ليس أحد أصبر على أذى سمعه من الله , إنهم ليدعون له ولدا ( و يجعلون له ندا

) و إنه ليعافيهم ( و يدفع عنهم ) و يرزقهم ( و يعطيهم ) " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 314 :

أخرجه البخاري ( 6099 و 7378 ) و مسلم ( 8 / 133 - 134 ) و يعقوب الفسوي في "

المعرفة " ( 3 / 149 - 150 ) و أحمد ( 4 / 395 و 401 و 405 ) و البيهقي في "

الأسماء و الصفات " ( ص 504 - 505 ) من طرق عن الأعمش حدثنا سعيد بن جبير عن

أبي عبد الرحمن السلمي عن # أبي موسى # مرفوعا . و الزيادة الأولى و الأخيرة

لمسلم و الوسطى لأحمد . و عزاه السيوطي في " الصغير " و " الكبير " للشيخين فقط

بالزيادة الأولى !!

2250 " إذا خلص المؤمنون من النار يوم القيامة و أمنوا , فما مجادلة أحدكم لصاحبه في

الحق يكون له في الدنيا بأشد مجادلة له من المؤمنين لربهم , في إخوانهم الذين

أدخلوا النار . قال : يقولون : ربنا ! إخواننا كانوا يصلون معنا و يصومون معنا

و يحجون معنا , فأدخلتهم النار . قال : فيقول : اذهبوا فأخرجوا من عرفتم ,

فيأتونهم , فيعرفونهم بصورهم , لا تأكل النار صورهم , فمنهم من أخذته النار إلى

أنصاف ساقيه و منهم من أخذته النار إلى كعبيه , فيخرجونهم , فيقولون : ربنا !

أخرجنا من أمرتنا . ثم يقول : أخرجوا من كان قلبه في وزن دينار من الإيمان , ثم

من كان في قلبه وزن نصف دينار من الإيمان , حتى يقول : من كان في قلبه مثقال

ذرة - قال أبو سعيد : فمن لم يصدق بهذا فليقرأ هذه الآية : *( إن الله لا يظلم

مثقال ذرة و إن تك حسنة يضاعفها و يؤت من لدنه أجرا عظيما )* <1> - قال :

فيقولون : ربنا ! قد أخرجنا من أمرتنا , فلم يبق في النار أحد فيه خير . قال :

ثم يقول الله : شفعت الملائكة و شفع الأنبياء و شفع المؤمنون و بقي أرحم

الراحمين . قال : فيقبض قبضة من النار - أو قال : قبضتين - ناس لم يعملوا لله

خيرا قط , قد احترقوا حتى صاروا حمما . قال : فيؤتى بهم إلى ماء يقال له : ماء

الحياة فيصب عليهم , فينبتون كما تنبت الحبة في حميل السيل , فيخرجون من

أجسادهم مثل اللؤلؤ , في أعناقهم الخاتم : عتقاء الله . قال : فيقال لهم :

ادخلوا الجنة , فما تمنيتم أو رأيتم من شيء فهو لكم , عندي أفضل من هذا .

قال : فيقولون : ربنا ! و ما أفضل من ذلك ? قال : فيقول : رضائي عليكم , فلا

أسخط عليكم أبدا " .

-----------------------------------------------------------

[1] النساء : الآية : 40 . اهـ .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 316 :

أخرجه الإمام أحمد في " مسنده " ( 2 / 49 ) : حدثنا عبد الرزاق - و هذا في

" مصنفه " ( 11 / 409 / 20857 ) - قال : أخبرنا معمر عن زيد بن أسلم عن عطاء بن

يسار عن # أبي سعيد الخدري # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .

و كذلك أخرجه النسائي ( 5010 ) و ابن ماجة ( 60 ) و ابن خزيمة في " التوحيد " (

184 ) , كلهم عن عبد الرزاق به إلا أن النسائي وقعت الآية عنده : *( إن الله لا

يغفر أن يشرك به و يغفر ما دون ذلك لمن يشاء )* <1> . و هو مخالف لرواية

الآخرين , و لا أدري ممن الوهم و لكن رواية الجماعة الأولى , و الأخرى شاذة .

و إن مما يؤيد ذلك أن الحديث أخرجه البخاري ( 7439 ) من طريق سعيد بن أبي هلال

, و مسلم ( 1 / 114 - 117 ) من طريق حفص بن ميسرة كلاهما عن زيد بن أسلم به

مطولا بالآية الأولى .

-----------------------------------------------------------

[1] النساء : الآية : 48 و 116 . اهـ .

2251 " صدق أبي " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 316 :

أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 3 / 38 / 2 ) من طريق إبراهيم عن ابن

مسعود أنه سأل أبي بن كعب - و نبي الله صلى الله عليه وسلم يخطب - عن آية من

كتاب الله ? فأعرض عنه , و لم يرد عليه فلما قضى صلاته قال : إنك لم تجمع " .

فسأل # ابن مسعود # رسول الله صلى الله عليه وسلم ? فقال : فذكره .

قلت : و إسناده حسن و رجاله كلهم ثقات رجال مسلم , غير شيخ الطبراني و هو علي

بن عبد العزيز - و هو البغوي - ثقة حافظ , و إبراهيم هو ابن يزيد النخعي .

و قد يقول قائل : إنه مرسل منقطع بين إبراهيم و ابن مسعود فكيف تحسن إسناده ?

فأقول : نعم , و لكن جماعة من الأئمة صححوا مراسيله , و خص البيهقي ذلك بما

أرسله عن ابن مسعود كما نقله في " التهذيب " . و قول البيهقي هو الصواب , لقول

الأعمش : قلت لإبراهيم : أسند لي عن ابن مسعود , فقال إبراهيم : إذا حدثتكم عن

رجل عن عبد الله فهو الذي سمعت , و إذا قلت : قال عبد الله , فهو عن غير واحد

عن عبد الله . فهذا صريح في أن ما أرسله عن ابن مسعود يكون بينه و بين ابن

مسعود أكثر من واحد , و هم و إن كانوا مجهولين , فجهالتهم مغتفرة , لأنهم جمع

من جهة و من التابعين - بل و ربما من كبارهم - من جهة أخرى , و هذه فائدة أخرى

سبق أن ذكرتها في موضع آخر , لا يحضرني الآن . و مما يقوي هذه القصة بين ابن

مسعود و أبي بن كعب , أنها رويت من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه و ابن

عباس رضي الله عنهما . 1 - أما حديث جابر , فأخرجه أبو يعلى في " مسنده " ( 2 /

497 - 498 ) و عنه ابن حبان ( 577 ) و الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 252 / 2 )

من طريق يعقوب القمي عن عيسى بن جارية عن جابر به نحوه . و قال المنذري ( 1 /

258 ) : " رواه أبو يعلى بإسناد جيد و ابن حبان في ( صحيحه ) " . قلت : إسناده

محتمل للتحسين , للكلام المعروف في عيسى بن جارية و يعقوب بن عبد الله القمي .

2 - و أما حديث ابن عباس , فأخرجه ابن خزيمة في " صحيحه " ( 1809 ) بإسناد فيه

ضعف , كما بينته فيما علقته عليه . و روى الطبراني أيضا في " الكبير " من طريق

إبراهيم بن المهاجر البجلي : استقرأ رجل عبد الله بن مسعود و الإمام يخطب يوم

الجمعة , فلم يكلمه عبد الله , فلما قضى الصلاة قال له عبد الله : " الذي سألت

عنه نصيبك من الجمعة " . و البجلي هذا صدوق سيء الحفظ . ثم روي بإسناد صحيح عن

ابن مسعود قال : " كفى لغوا أن تقول لصاحبك : أنصت , إذا خرج الإمام في الجمعة

" . و قد وقع مثل هذه القصة بين أبي ذر و أبي بن كعب عند ابن خزيمة و الطحاوي و

أحمد و غيرهم و ترى ذلك في " الترغيب " ( 1 / 257 - 258 ) و " المجمع " ( 2 /

186 ) و لا منافاة بينهما , لجواز تعددها , كما لا يخفى .

2252 " إن اتخذت شعرا فأكرمه " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 318 :

أخرجه عبد الرزاق في " المصنف " ( 11 / 270 / 20516 ) عن معمر عن # سعيد بن عبد

الرحمن الجحشي # أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي قتادة : فذكره . قال : "

و كان أبو قتادة - حسبت - يرجله كل يوم مرتين " . و أخرجه البيهقي في " شعب

الإيمان " ( 2 / 265 / 2 ) من طريق عبد الرزاق و زاد في الإسناد بعد سعيد : "

عن أشياخهم , فإذا صحت هذه الزيادة فيكون الحديث موصولا و إلا فهو مرسل لأن

سعيدا هذا تابعي روى عن بعض الصحابة و قد وثقه ابن حبان و قال النسائي : " ليس

به بأس " . مع أنه لم يرو عنه غير معمر , كما ذكرته في " تيسير انتفاع الخلان

بكتاب " ثقات ابن حبان " و حققت فيه أنه وقع في ترجمة سعيد هذا عنده عدة

تصحيفات , منها نسبة ( الجحشي ) هذه , وقعت فيه : ( الحجبي ) , كما أنها تحرفت

في " الشعب " إلى " الجرشي " , الأمر الذي حال بيني و بين معرفتي إياه , حين

أوردت حديثه هذا شاهدا تحت الحديث المتقدم ( 666 ) و كان ذلك من دواعي إعادة

تخريجه و تصحيح نسبته إلى فوائد أخرى يأتي ذكرها بإذن الله تبارك و تعالى .

و قوله : " و كان أبو قتادة - حسبت - يرجله كل يوم مرتين " , لا يصح عندي , لشك

الراوي : أولا : في قوله : " حسبت " . و ثانيا : لثبوت نهيه صلى الله عليه وسلم

عن الترجل إلا غبا , كما تقدم تخريجه من طرق برقم ( 501 ) . و كذلك لا يصح ما

أخرجه النسائي ( 5237 ) من طريق عمر بن علي بن مقدم قال : حدثنا يحيى بن سعيد

عن محمد بن المنكدر عن أبي قتادة قال : " كانت له جمة ضخمة , فسأل النبي صلى

الله عليه وسلم ? فأمره أن يحسن إليها و أن يترجل كل يوم " . قلت : و هذا أنكر

من سابقه , فإنه رفع الترجل كل يوم إلى النبي صلى الله عليه وسلم , و هذا خلاف

الحديث الصحيح الذي أشرت إليه آنفا و علته الانقطاع بين محمد بن المنكدر و أبي

قتادة , فإنه لم يسمع منه كما حققه الحافظ في " التهذيب " . و يمكن استخراج علة

ثانية و هي الإرسال . و علة ثالثة و هي التدليس , فإن ابن مقدم هذا كان يدلس

تدليسا عجيبا يعرف عند العلماء بتدليس السكوت , فانظر ترجمته في " التهذيب " .

و مع هذا فقد خالفه حماد بن زيد : حدثنا يحيى بن سعيد عن محمد بن المنكدر أن

أبا قتادة اتخذ شعرا .. الحديث فأرسله . أخرجه البيهقي . و يؤيد أنه تابعه

سفيان ( و هو الثوري ) فقال : عن محمد بن المنكدر قال : " كان لأبي قتادة شعر .

. " الحديث مثله , إلا أنه قال : " و كان يدهنه يوما و يدعه يوما " . رواه

البيهقي . و هذا يؤكد نكارة رواية ابن مقدم , و يوافق الحديث الصحيح , و هو

المظنون بهذا الصحابي الجليل . و قد أشار الحافظ المزي في " التحفة " ( 9 / 264

) إلى ترجيح المرسل بقوله : " و رواه المفضل بن فضالة عن ابن جريج عن عطاء عن

ابن المنكدر أن أبا قتادة .. " فذكره . و رواه هشام بن عروة أيضا عن محمد بن

المنكدر , لكنه قال : عن جابر . و قد تقدمت هذه الرواية مع شواهد أخرى لحديث

الترجمة تؤيد صحته تحت الحديث المشار إليه آنفا ( 666 ) . و من شواهده ما أخرجه

ابن أبي شيبة في " المصنف " ( 8 / 448 ) : حدثنا ابن إدريس عن يحيى عن ( الأصل

: بن ) عبد الله بن أبي قتادة , قال : فذكره مرسلا . و هذا إسناد مرسل صحيح , و

لعل عبد الله تلقاه عن أبيه أبي قتادة . و الله أعلم .

( تنبيه ) : لقد ذكر الشيخ حبيب الرحمن الأعظمي في تعليقه على حديث الترجمة

رواية النسائي المتقدمة عن أبي قتادة , ساكتا عليها , موهما القراء أنه لا علة

فيها , و هذا شأنه في أكثر تعليقاته . و الله المستعان .

2253 " إن بين يدي الساعة سنين خداعة يصدق فيها الكاذب و يكذب فيها الصادق و يؤتمن

فيها الخائن و يخون فيها الأمين و ينطق فيها الرويبضة . قيل : و ما الرويبضة .

قيل : المرء التافه يتكلم في أمر العامة " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 321 :

أخرجه البزار في " مسنده " ( 3373 - الكشف ) و الطبراني في " المعجم الكبير " (

18 / 67 / 125) من طريق يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق عن إبراهيم بن أبي عبلة

عن أبيه عن # عوف بن مالك # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .

زاد البزار : قال محمد بن إسحاق : و حدثني عبد الله بن دينار عن أنس عن النبي

صلى الله عليه وسلم قال : بنحوه . قال الهيثمي في " المجمع " ( 7 / 284 ) : "

رواه البزار , و قد صرح ابن إسحاق بالسماع من عبد الله بن دينار , و بقية رجاله

ثقات " . كذا قال ! و أقره الأعظمي في تعليقه على " الكشف " . و لنا عليه

مؤخذتان : الأولى : أنه لم يعز حديث عوف للطبراني , و لاسيما و قد رواه من غير

هذا الوجه . و الأخرى : أن أبا عبلة - والد إبراهيم - غير معروف إلا بهذه

الرواية , و لم يوثقه غير ابن حبان ( 4 / 367 ) , و سكت عنه ابن أبي حاتم , فهو

من هذا الوجه ضعيف , يقويه حديث أنس , فإن إسناده حسن لتصريح ابن إسحاق

بالتحديث . و قد أخرجه أحمد ( 3 / 220 ) من طريق أخرى عنه عن محمد بن المنكدر

عن أنس بلفظ : " إن أمام الدجال سنين خداعة .. " . الحديث مثل حديث الترجمة ,

إلا أنه قال : " قال : الفويسق يتكلم في أمر العامة " . ثم رواه عقبه هو و ابنه

عبد الله و أبو يعلى ( 1 / 378 / 3715 ) من طريق ابن إسحاق الأولى عن عبد الله

بن دينار به . و قد وهم المعلق على " أبي يعلى " فجعل طريق ابن إسحاق عن ابن

المنكدر عند أحمد و الطريق هذه واحدة . نعود إلى حديث عوف , فقد توبع عليه ابن

إسحاق من اثنين : الأول : مسلمة بن علي : حدثنا إبراهيم بن أبي عبلة عن أبيه به

. أخرجه الطبراني ( 18 / 67 / رقم 123 ) و ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 16 /

226 / 2 ) . و مسلمة هذا متروك . و الآخر : إسماعيل بن عياش عن إبراهيم بن أبي

عبلة عن عوف بن مالك مرفوعا مثله . أخرجه الطبراني ( رقم 124 ) , و قال المعلق

عليه , صاحبنا حمدي السلفي : " إسناده حسن " ! و أقول : كان يكون كذلك لولا

الانقطاع بين إبراهيم بن أبي عبلة و عوف , فإن بين وفاتيهما تسعا و سبعين سنة ,

و لذلك لم يذكروا له رواية عن أحد من الصحابة , سوى أنس ابن مالك رضي الله عنه

و نحوه . و لم يذكروا له رواية عن عوف , و الروايات السابقة تبين أن بينهما

والده أبا عبلة . ثم إن مما يزيد الحديث قوة أن له شواهد عن غيرما واحد من

الصحابة , منها عن عبد الله بن عمر مرفوعا نحوه إلى قوله : " و يخون الأمين " ,

و زاد : " قيل : يا رسول الله ! فكيف المؤمن يومئذ ? قال : كالنخلة وقعت فلم

تفسد و أكلت فلم تكسر و وضعت طيبا , و كقطعة الذهب , دخلت النار , فأخرجت , فلم

تزدد إلا جودا " . أخرجه البزار ( 9409 ) عن عبد الرحمن بن مغراء الدوسي حدثنا

الأعمش عن أبي أيوب عنه . و قال : " لا نعلمه إلا عن عبد الله بن عمرو, و لا

له عنه إلا هذا الطريق " . قلت : و رجاله ثقات رجال ( الصحيح ) غير عبد الرحمن

بن مغراء الدوسي , قال الحافظ في " التقريب " : " صدوق , تكلم في حديثه عن

الأعمش " . قلت : و هذا عنه كما ترى و مع ذلك فقد قال الحافظ في " زوائده " ( ص

238 ) : " حسن " . و أما الهيثمي فقال في " مجمع الزوائد " ( 7 / 327 ) : "

رواه البزار , و فيه عبد الرحمن بن مغراء , وثقه أبو زرعة و جماعة , و ضعفه ابن

المديني , و بقية رجاله رجال الصحيح " . و له طريق أخرى عن ابن عمر , يأتي

بإذنه تعالى برقم ( 2288 ) . ( تنبيه ) : قوله : " كقطعة من الذهب .. " إلخ ,

لم ترد في " المجمع " و أورده السيوطي بتمامه في " الجامع " من رواية الحاكم في

" الكنى " , و ابن عساكر , لكنه قال : " إلا جودة " . و لعله الصواب . و للحديث

شواهد أخرى تقدم بعضها برقم ( 1887 و 2238 ) . من حديث جماعة منهم أنس , و جود

إسناده الحافظ في " الفتح " ( 13 / 84 ) .

2254 " اللهم اغفر لعائشة ما تقدم من ذنبها و ما تأخر و ما أسرت و ما أعلنت , و قال

: والله إنها لدعوتي لأمتي في كل صلاة " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 324 :

أخرجه البزار في " مسنده " ( 2658 - كشف الأستار ) : حدثنا أحمد بن منصور حدثنا

هارون بن معروف حدثنا ابن وهب أخبرني حيوة عن أبي صخر عن ابن قسيط عن عروة عن #

عائشة # قالت : " لما رأيت من النبي صلى الله عليه وسلم طيب النفس , قلت : يا

رسول الله ! ادع الله لي . قال : ( فذكره ) , فضحكت عائشة حتى سقط رأسها في حجر

رسول الله صلى الله عليه وسلم من الضحك , فقال : أيسرك دعائي ? فقالت : و ما لي

لا يسرني دعاؤك ? فقال : والله إنها لدعوتي .. إلخ . و قال البزار : " لا يروى

إلا عن عائشة , و لا عنها إلا بهذا الإسناد " .

قلت : و هذا إسناد حسن , و رجاله ثقات رجال مسلم غير أحمد بن منصور - و هو

الرمادي من شيوخ ابن ماجة - و هو ثقة , و لولا أن في أبي صخر - و اسمه حميد بن

زياد - بعض الكلام من قبل حفظه لصححته , قال الذهبي في " الكاشف " : " مختلف

فيه , قال أحمد : ليس به بأس " . و قال الحافظ في " التقريب " : " صدوق يهم " .

و لذلك فقوله في " زوائد البزار " ( ص 284 ) : " صحيح " . لا يخلو من تساهل .

و نحوه قول شيخه الهيثمي في " المجمع " ( 9 / 244 ) : " رواه البزار , و رجاله

رجال الصحيح غير أحمد بن منصور الرمادي , و هو ثقة " . لأنه يوهم ما صرح به

الحافظ من الصحة , و قد قلده الشيخ الأعظمي كما هي عادته .

2255 " أما ترضين أن تكوني زوجتي في الدنيا و الآخرة ? قلت : بلى . قال : فأنت زوجتي

في الدنيا و الآخرة " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 325 :

أخرجه الحاكم ( 4 / 10 ) من طريق أبي العنبس سعيد بن كثير عن أبيه قال : حدثتنا

# عائشة # رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر فاطمة رضي الله

عنها , قالت : فتكلمت أنا , فقال : فذكره . و قال : " أبو العنبس هذا سعيد بن

كثير , مدني ثقة , و الحديث صحيح " . و وافقه الذهبي , و هو كما قالا . و كثير

والد العنبس و إن كان لم يوثقه غير ابن حبان , فقد روى عنه جمع من الثقات كما

تقدم ذكره تحت الحديث ( 2177 ) , و لاسيما و لحديث الترجمة شواهد في " الصحيحين

" و غيرهما , فانظر كتابي الجديد " صحيح سنن الترمذي " ( أبواب المناقب ) .

2256 " ما أحل الله في كتابه فهو حلال و ما حرم فهو حرام و ما سكت عنه فهو عفو ,

فاقبلوا من الله عافيته *( و ما كان ربك نسيا )* <1> " .

-----------------------------------------------------------

[1] مريم : الآية : 64 . اهـ .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 325 :

أخرجه الدارقطني في " سننه " ( 2 / 137 / 12 ) و الحاكم ( 2 / 375 ) و عنه

البيهقي ( 10 / 12 ) و البزار في " مسنده " ( 1 / 78 / 123 - كشف الأستار ) و

الطبراني في " مسند الشاميين " ( ص 416 ) من طرق عن عاصم بن رجاء بن حيوة عن

أبيه عن # أبي الدرداء # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( فذكره ) .

و قال الحاكم : " صحيح الإسناد " . و وافقه الذهبي . و قال البزار : " إسناده

صالح " . قلت : و هذا هو الأقرب لحال عاصم بن رجاء , فإن فيه كلاما , فقد قال

الذهبي في " الكاشف " : " قال ابن معين : صويلح " . و قال الحافظ في " التقريب

" : " صدوق يهم " . و لذلك قال الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 1 / 171 ) : "

رواه البزار , و الطبراني في " الكبير " , و إسناده حسن , و رجاله موثقون " . و

هو - أعني عاصما - ممن ذكرهم ابن حبان في " ثقاته " ( 7 / 259 ) , و صحح له في

" صحيحه " منها حديثا في فضل طالب العلم ( رقم 88 - الإحسان ) .

2257 " ما أنتما بأقوى على المشي مني , و ما أنا بأغنى عن الأجر منكما " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 326 :

أخرجه ابن حبان في " صحيحه " ( 4713 - الإحسان ) و الحاكم ( 30 / 20 ) و أحمد (

1 / 411 و 418 و 422 و 424 ) و ابن سعد في " الطبقات " ( 2 / 21 ) و البزار في

" مسنده " ( 2 / 310 / 1759 - الكشف ) و الضياء في " المنتقى من مسموعاته بمرو

" ( ق 29 / 1 ) من طرق عن حماد بن سلمة عن عاصم بن بهدلة عن زر بن حبيش عن

# عبد الله بن مسعود # قال : كنا في غزوة بدر كل ثلاثة منا على بعير , كان علي

و أبو لبابة زميلي رسول الله صلى الله عليه وسلم , فإذا كان عقبة النبي صلى

الله عليه وسلم قالا : اركب يا رسول الله ! حتى نمشي عنك , فيقول : ( فذكره ) و

السياق لأحمد في رواية و البزار و الحاكم , و قال : " صحيح على شرط مسلم " ! و

سكت عنه الذهبي لأنه قال : " ...‏الحديث و قد مر " . و لم أره في غير هذا

المكان .. و عاصم بن بهدلة إنما أخرج له الشيخان مقرونا كما في " الكاشف " و

غيره . قال الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 6 / 68 - 69 ) : " رواه أحمد و

البزار و قال : فإذا كانت عقبة رسول الله صلى الله عليه وسلم قالا : اركب حتى

نمشي عنك , و الباقي نحوه . و فيه عاصم بن بهدلة , و حديثه حسن " .

قلت : وفاته أن اللفظ الذي عزاه للبزار هو لأحمد أيضا في رواية كما ذكرنا آنفا

.

2258 " ما أهلك الله قوما و لا قرنا و لا أمة و لا أهل قرية منذ أنزل التوراة على

وجه الأرض بعذاب من السماء , غير أهل القرية التي مسخت قردة , ألم تر إلى قوله

تعالى : *( و لقد آتينا موسى الكتاب من بعد ما أهلكنا القرون الأولى بصائر

للناس و هدى و رحمة لعلهم يتذكرون )* <1>

-----------------------------------------------------------

[1] القصص : الآية : 43 . اهـ .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 327 :

أخرجه الحاكم ( 2 / 408 ) و البزار ( 2248 - الكشف ) و الثعلبي في " تفسيره " (

3 / 41 / 2 ) من طريقين عن عوف عن أبي نضرة عن # أبي سعيد الخدري # مرفوعا . و

قال الحاكم : " صحيح على شرط الشيخين " . و وافقه الذهبي . ثم أخرجه البزار (

2247 ) و ابن جرير في " تفسيره " ( 20 / 50 ) من طرق عن عوف به موقوفا على أبي

سعيد . و قال الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 7 / 88 ) : " رواه البزار موقوفا و

مرفوعا , و رجالهما رجال الصحيح " . و أقول : كلاهما صحيح , و لا مخالفة بينهما

, فمن الواضح أن الموقوف على الصحابي في حكم المرفوع فيما يتعلق بالتفسير , حتى

و لو لم يرد مرفوعا , فكيف و قد صح مرفوعا أيضا ? !

2259 " ما في الناس مثل رجل آخذ بعنان فرسه فيجاهد في سبيل الله و يجتنب شرور الناس

. و مثل رجل باد في غنمه , يقري ضيفه و يؤدي حقه " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 328 :

أخرجه الإمام أحمد ( 1 / 311 ) : حدثنا روح حدثنا حبيب بن شهاب العنبري قال :

سمعت أبي يقول : أتيت ابن عباس أنا و صاحب لي , فلقينا أبا هريرة عند باب ابن

عباس , فقال : من أنتما ? فأخبرناه , فقال : انطلقا إلى ناس على تمر و ماء ,

إنما يسيل كل واد بقدره . قال : قلنا : كثير خيرك , استأذن لنا على ابن عباس ,

قال : فاستأذن لنا , فسمعنا # ابن عباس # يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم

, فقال : خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم تبوك , فقال : فذكره . قال :

قلت : أقالها ? قال : قالها . قال : قلت : أقالها ? قال : قالها . قلت : أقالها

? قال : قالها . فكبرت الله , و حمدت الله و شكرته .

قلت : و هذا إسناد صحيح : روح هو ابن عبادة , و هو ثقة من رجال الشيخين . و

حبيب بن شهاب العنبري ثقة بلا خلاف , و هو مترجم في " تعجيل المنفعة " و أبوه

شهاب , وثقه ابن حبان ( 4 / 363 ) و أبو زرعة كما في " الجرح و التعديل " . و

قد تابعه القلوص بنت عليبة : سمعت شهاب بن مدلج حدثنا أبو هريرة أن النبي صلى

الله عليه وسلم قال : " خير الناس رجل تنحى عن شرور الناس " .

2260 " ما من مسلمين يموت لهما ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث إلا أدخلهما الله

الجنة بفضل رحمته إياهم . و ما من مسلم ينفق من زوجين من ماله في سبيل الله إلا

ابتدره حجبة الجنة ( كلهم يدعوه إلى ما قبله ) " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 329 :

أخرجه ابن حبان في " صحيحه " ( 4 / 260 / 2929 و 7 / 77 - 78 / 4624 - 4626 )

و أبو عوانة في " صحيحه " ( 8 / 8 - 9 مخطوطة الظاهرية ) و البيهقي ( 9 / 171 )

- و الزيادة له - و أحمد ( 5 / 151 و 159 و 164 ) و الطبراني في " المعجم

الكبير " ( 2 / 154 - 155 / 1644 و 1645 ) من طريق صعصعة بن معاوية عن # أبي ذر

# مرفوعا به . زاد ابن حبان و غيره : " و ما زوجان من ماله ? قال : عبدان من

رقيقه فرسان من خيله بعيران من إبله " . و أخرجه النسائي مرفوعا ( 1874 و 3185

) , و عنده معنى الزيادة ( تنبيه ) : أعل الحديث صاحبنا حمدي السلفي في تعليقه

على " الطبراني " بعنعنة الحسن البصري , و فاته أنه صرح بالتحديث عند ابن حبان

و أبي عوانة و أحمد من طرق عن الحسن : حدثني صعصعة . فاقتضى التنبيه .

2261 " إن كنت نذرت فاضربي , و إلا فلا " .‏

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 330 :

أخرجه الترمذي ( 3691 ) و ابن حبان ( 4371 - الإحسان ) و البيهقي ( 10 / 77 )

و أحمد ( 5 / 353 ) من طريق الحسين بن واقد قال : حدثني عبد الله بن بريدة قال

: سمعت # بريدة # يقول : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض مغازيه ,

فلما انصرف , جاءت جارية سوداء , فقالت : يا رسول الله ! إني نذرت إن ردك الله

سالما أن أضرب بين يديك بالدف و أتغنى . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ..

( فذكره ) , فجعلت تضرب , فدخل أبو بكر و هي تضرب , ثم دخل علي و هي تضرب , ثم

دخل عثمان و هي تضرب , ثم دخل عمر , فألقت الدف تحت استها , ثم قعدت عليه ,

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الشيطان ليخاف منك يا عمر ! إني كنت

جالسا و هي تضرب , فدخل أبو بكر و هي تضرب , ثم دخل علي و هي تضرب , ثم دخل

عثمان و هي تضرب , فلما دخلت أنت يا عمر ألقت الدف " . و قال الترمذي : " حديث

حسن صحيح " . قلت : و إسناده جيد رجاله ثقات رجال مسلم و في الحسين كلام لا يضر

قال الحافظ في " التقريب " : " صدوق له أوهام " . و لحديث الترجمة شاهد من حديث

عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده : " أن امرأة أتت النبي صلى الله عليه وسلم ,

فقالت : يا رسول الله ! إني نذرت أن أضرب على رأسك بالدف , قال : " أوفي بنذرك

" . ( تنبيه ) : جاء عقب حديث بريدة في " موارد الظمآن " ( 493 - 494 / 2015 )

زيادة : " و قالت : أشرق البدر علينا , من ثنيات الوداع , وجـب الشكر علينا ,

ما دعا لله داع , و ذكر محققه الشيخ محمد عبد الرزاق حمزة رحمه الله تعالى في

الحاشية أن هذه الزيادة من الهامش , و بخط يخالف خط الأصل . و كم كنت أتمنى على

الشيخ رحمه الله أن لا يطبعها في آخر الحديث , و أن يدعها حيث وجدها : " في

الهامش " و أن يكتفي بالتنبيه عليها في التعليق , خشية أن يغتر بها بعض من لا

علم عنده , فإنها زيادة باطلة , لم ترد في شيء من المصادر المتقدمة و منها "

الإحسان " الذي هو " صحيح ابن حبان " مرتبا على الأبواب الفقهية , بل ليس لها

أصل في شيء من الأحاديث الأخرى , على شهرتها عند كثير من العامة و أشباههم من

الخاصة أن النبي صلى الله عليه وسلم استقبل بذلك من النساء و الصبيان حين دخل

المدينة في هجرته من مكة , و لا يصح ذلك كما كنت بينته في " الضعيفة " ( 2 / 63

/ 598 ) , و نبهت عليه في الرد على المنتصر الكتاني ( ص 48 ) و استندت في ذلك

على الحافظ العراقي , و العلامة ابن قيم الجوزية . و قد يظن بعضهم أن كل ما

يروى في كتب التاريخ و السيرة , أن ذلك صار جزءا لا يتجزأ من التاريخ الإسلامي

, لا يجوز إنكار شيء منه ! و هذا جهل فاضح , و تنكر بالغ للتاريخ الإسلامي

الرائع , الذي يتميز عن تواريخ الأمم الأخرى بأنه هو وحده الذي يملك الوسيلة

العلمية لتمييز ما صح منه مما لم يصح , و هي نفس الوسيلة التي يميز بها الحديث

الصحيح من الضعيف , ألا و هو الإسناد الذي قال فيه بعض السلف : لولا الإسناد

لقال من شاء ما شاء . و لذلك لما فقدت الأمم الأخرى هذه الوسيلة العظمى امتلأ

تاريخها بالسخافات و الخرافات , و لا نذهب بالقراء بعيدا , فهذه كتبهم التي

يسمونها بالكتب المقدسة , اختلط فيها الحامل بالنابل , فلا يستطيعون تمييز

الصحيح من الضعيف مما فيها من الشرائع المنزلة على أنبيائهم , و لا معرفة شيء

من تاريخ حياتهم , أبد الدهر , فهم لا يزالون في ضلالهم يعمهون , و في دياجير

الظلام يتيهون ! فهل يريد منا أولئك الناس أن نستسلم لكل ما يقال : إنه من

التاريخ الإسلامي . و لو أنكره العلماء , و لو لم يرد له ذكر إلا في كتب

العجائز من الرجال و النساء ? ! و أن نكفر بهذه المزية التي هي من أعلى و أغلى

ما تميز به تاريخ الإسلام ? ! و أنا أعتقد أن بعضهم لا تخفى عليه المزية و لا

يمكنه أن يكون طالب علم بله عالما دونها , و لكنه يتجاهلها و يغض النظر عنها

سترا لجهله بما لم يصح منه , فيتظاهر بالغيرة على التاريخ الإسلامي , و يبالغ

في الإنكار على من يعرف المسلمين ببعض ما لم يصح منه , بطرا للحق , و غمصا

للناس . و الله المستعان . ( فائدة ) : من المعلوم أن ( الدف ) من المعازف

المحرمة في الإسلام و المتفق على تحريمها عند الأئمة الأعلام , كالفقهاء

الأربعة و غيرهم و جاء فيها أحاديث صحيحة خرجت بعضها في غير مكان , و تقدم شيء

منها برقم ( 9 و 1806 ) , و لا يحل منها إلا الدف وحده في العرس و العيدين ,

فإذا كان كذلك , فكيف أجاز النبي صلى الله عليه وسلم لها أن تفي بنذرها و لا

نذر في معصية الله تعالى . و الجواب - و الله أعلم - لما كان نذرها مقرونا

بفرحها بقدومه صلى الله عليه وسلم من الغزو سالما , ألحقه صلى الله عليه وسلم

بالضرب على الدف في العرس و العيد و ما لا شك فيه , أن الفرح بسلامته صلى الله

عليه وسلم أعظم - بما لا يقاس - من الفرح في العرس و العيد , و لذلك يبقى هذا

الحكم خاصا به صلى الله عليه وسلم , لا يقاس به غيره , لأنه من باب قياس

الحدادين على الملائكة , كما يقول بعضهم . و قد ذكر نحو هذا الجمع الإمام

الخطابي في " معالم السنن " , و العلامة صديق حسن خان في " الروضة الندية " ( 2

/ 177 - 178 ) .

2262 " ما كان من حلف في الجاهلية فتمسكوا به , و لا حلف في الإسلام " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 333 :

أخرجه أحمد ( 5 / 61 ) من طريقين عن مغيرة عن أبيه عن شعبة بن التوأم عن # قيس

بن عاصم # عن النبي صلى الله عليه وسلم . قلت : و هذا إسناد جيد , رجاله ثقات

رجال البخاري , غير شعبة بن التوأم و قد روى عنه جمع من الثقات و ذكره ابن حبان

في " الثقات " و أخرج حديثه هذا في " صحيحه " مختصرا ( 2060 - موارد ) .

و مغيرة هو ابن مقسم بن بجرة . و للحديث شاهد من حديث جبير بن مطعم مرفوعا نحوه

دون قوله : " فتمسكوا به " . أخرجه مسلم ( 7 / 183 ) و أحمد ( 4 / 83 ) و

غيرهما . و آخر من حديث عبد الله بن عمرو نحوه و فيه . " و أوفوا بحلف الجاهلية

" . أخرجه ابن خزيمة ( 232 / 1 ) و أحمد ( 2 / 212 - 213 ) . و شاهد آخر من

حديث ابن عباس نحوه . أخرجه الدارمي ( 2 / 243 ) و ابن حبان ( 2061 ) و أحمد (

1 / 317 و 329 ) . و من حديث عبد الرحمن بن عوف . أخرجه أحمد ( 1 / 190 ) . و

من حديث أم سلمة . أخرجه أبو يعلى ( 315 / 2 - مصورة المكتب الثانية ) .

2263 " ما مررت ليلة أسري بي بملإ من الملائكة , إلا كلهم يقول لي : عليك يا محمد

بالحجامة " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 334 :

أخرجه الترمذي و ابن ماجة ( 2 / 350 ) و ابن جرير الطبري في " التهذيب " ( 2 /

103 - 104 ) و صححه ( ! ) و أحمد و الطبراني ( 3 / 139 / 1 ) من طريق عباد بن

منصور عن عكرمة عن # ابن عباس # مرفوعا . و قال الحاكم : " صحيح " و رده الذهبي

بقوله : " قلت : لا " . فأصاب هنا و أخطأ فيما تقدم في لفظ : " خير يوم تحتجمون

فيه " . و الحديث أورده في " المجمع " ( 5 / 91 ) و قال : " رواه البزار و فيه

عطاف بن خالد و هو ثقة و تكلم فيه " . قلت : و الظاهر أن هذه طريق أخرى للحديث

عن ابن عباس و له شواهد , فأخرجه الطبراني عن مالك بن صعصعة و رجاله رجال

الصحيح و منها الآتي بلفظ : " ما مررت ليلة أسري بي بملإ إلا قالوا : يا محمد !

مر أمتك بالحجامة " . أخرجه ابن ماجة ( 2 / 350 ) قال : حدثنا جبارة بن المغلس

حدثنا كثير بن سليم سمعت أنس بن مالك يقول مرفوعا . و هذا إسناد ثلاثي من

ثلاثيات ابن ماجة القليلة , و لكنه ضعيف , فإن جبارة و شيخه كثير كلاهما ضعيف

كما في " التقريب " . لكن له شاهد من حديث ابن مسعود . أخرجه الترمذي ( 2 / 5 )

من طريق عبد الرحمن بن إسحاق عن القاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن

أبيه عن ابن مسعود مرفوعا به , و قال : " حديث حسن " . كذا قال و لعله لشواهده

فإن عبد الرحمن بن إسحاق هو أبو شيبة الواسطي و هو ضعيف . ثم رجعت إلى " كشف

الأستار عن زوائد مسند البزار " فوجدت الحديث فيه ( ق 284 / 1 ) من طريق عبد

الله بن صالح حدثنا عطاف عن نافع عن ابن عمر مرفوعا . فالحديث حديث ابن عمر لا

ابن عباس , فما في " المجمع " خطأ . فهو شاهد لا بأس به .

2264 " ما مسخت أمة قط , فيكون لها نسل " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 335 :

الطبراني في " الأوسط " ( 429 ) : حدثنا أحمد بن رشدين حدثنا محمد بن سفيان

الحضرمي حدثنا مسلمة بن علي عن محمد بن الوليد الزبيدي عن الزهري عن # حمزة بن

عبد الله بن عمر عن أبيه # مرفوعا و قال : " لم يروه عن الزهري إلا الزبيدي " .

قلت : هو ثقة ثبت , لكن الراوي عنه مسلمة بن علي و هو الخشني متروك . غير أن

الحديث صحيح , فقد قال ليث : عن علقمة بن مرثد عن المعرور بن سويد عن أم

المؤمنين أم سلمة قالت : " سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عمن مسخ , أيكون

له نسل ? فقال : ما مسخ أحد قط فكان له نسل و لا عقب " . أخرجه أبو يعلى ( 318

/ 2 ) و الطبراني في " الكبير " ( 23 / 325 / 746 ) . و ليث - و هو ابن أبي

سليم - كان اختلط . و قد خالفه في إسناده مسعر و الثوري فقالا : عن علقمة بن

مرثد عن المغيرة بن عبد الله اليشكري عن المعرور بن سويد عن عبد الله ( يعني :

ابن مسعود ) قال : " و ذكرت عنده صلى الله عليه وسلم القردة و الخنازير أنه مما

مسخ , فقال النبي صلى الله عليه وسلم : إن الله لم يمسخ شيئا فيدع له نسلا أو

عاقبة , و قد كانت القردة و الخنازير قبل ذلك " . أخرجه مسلم ( 8 / 56 - 57 )

و أحمد ( 1 / 390 و 413 و 433 و 445 و 466 ) . و تابعه أبو الأحوص الجشمي عن

ابن مسعود به . أخرجه أحمد ( 1 / 395 و 396 - 397 و 421 ) .

2265 " ما ملأ آدمي وعاء شرا من بطن , بحسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه , فإن كان لا

محالة , فثلث لطعامه و ثلث لشرابه و ثلث لنفسه " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 336 :

أخرجه الترمذي ( 3 / 378 ) و ابن حبان ( 1349 - موارد ) و الحاكم ( 4 / 121 و

331 ) و عبد الله بن المبارك في " الزهد " ( 603 ) و أحمد ( 4 / 132 ) و ابن

سعد ( 1 / 410 ) و الطبراني في " الكبير " ( 20 / 272 / 644 - 646 ) و ابن

عساكر ( 7 / 307 / 2 ) من طرق عن يحيى بن جابر الطائي قال : سمعت # المقدام بن

معد يكرب الكندي # قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره .

قلت : و إسناده صحيح رجاله ثقات , و قال الترمذي : " حديث حسن صحيح " . و قال

الحاكم : " صحيح الإسناد " , و وافقه الذهبي . و قد أعل بالانقطاع و قد أجبت

عنه في " الإرواء " ( 7 / 42 ) . و له طريق ثانية أخرجها ابن ماجة ( 2 / 321 )

من طريق محمد بن حرب : حدثتني أمي عن أمها أنها سمعت المقدام بن معد يكرب به .

و أم محمد بن حرب و أمها مجهولتان . و طريق ثالثة عند ابن حبان ( 1348 ) عن

صالح بن يحيى بن المقدام بن معد يكرب - و هو لين - عن أبيه - و هو مستور -

عن جده المقدام به . و رابعة عند الطبراني ( 662 ) عن حسان بن حسان عن حريز بن

عثمان عن حبيب بن عبيد عن المقدام به مختصرا . و حسان هذا فيه ضعف .

( تنبيه ) : سقط من " الإحسان بترتيب صحيح ابن حبان " للأمير علاء الدين ,

الطريق الأولى الصحيحة لهذا الحديث , بخلاف الطريق الثالثة اللينة , فهي ثابتة

فيه برقم ( 5213 ) , مع ثبوت الطريقين معا في " موارد الظمآن " , كما تقدمت

الإشارة إلى ذلك برقميهما , فلا أدري إذا كان السقط من مرتبه , أو ناسخه , أو

طابعه , فإن كان الأول فهل كان ذلك منه قصدا , أو سهوا ? ! فإن كان الأول , فهل

كان ذلك عن منهج التزمه فيه , منه حذف المكرر منه , أم كان ذلك سهوا منه ? فإن

كان الأول - و هذا ما أستبعده - فيرد عليه شيئان : الأول : أننا في هذه الحالة

لا نستطيع أن نعتقد أن " الإحسان " يغني عن أصله : " صحيح ابن حبان " .

و الآخر : أنه يجب في هذه الحالة الاحتفاظ بالمتن الصحيح إسناده , و حذف اللين

إسناده , و ليس العكس , كما وقع في هذا الحديث . و الله أعلم .

2266 " ما من أحد يسلم علي , إلا رد الله علي روحي حتى أرد عليه السلام " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 338 :

رواه أبو داود ( 1 / 319 ) و البيهقي في " سننه " ( 5 / 245 ) و أحمد ( 2 / 227

) و الطبراني في " الأوسط " ( 449 ) عن عبد الله بن يزيد الإسكندراني عن حيوة

بن شريح عن أبي صخر عن يزيد بن عبد الله بن قسيط عن أبي صالح عن # أبي هريرة #

مرفوعا و قال الطبراني : " لم يروه عن يزيد إلا أبو صخر و لا عنه إلا حيوة تفرد

به عبد الله بن يزيد " . قلت : و هو المقري , ثقة من رجال الشيخين , و كذلك من

فوقه غير أبي صخر - و هو حميد بن زياد - مختلف فيه , و الراجح عندي أنه حسن

الحديث . و في " التقريب " : " صدوق يهم " . و هذا أقرب إلى الصواب من قوله في

" الفتح " ( 6 / 279 ) : " رجاله ثقات " ! و قال الحافظ العراقي في " تخريج

الإحياء " ( 1 / 279 ) : " سنده جيد " . و أما النووي , فقال في " الرياض " (

1409 ) : " إسناده صحيح " ! و وافقه المناوي في " التيسير " !

2267 " ما من أربعين من مؤمن يشفعون لمؤمن , إلا شفعهم الله فيه " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 339 :

أخرجه ابن ماجة ( 1 / 453 ) عن بكر بن سليم حدثني حميد بن زياد الخراط عن كريب

مولى # عبد الله بن عباس # قال : " هلك ابن لعبد الله بن عباس , فقال لي : يا

كريب ! قم فانظر هل اجتمع لابني أحد ? فقلت : نعم , فقال : ويحك , كم تراهم ..

أربعين ? قلت : لا بل أكثر . قال : فاخرجوا بابني , فأشهد لسمعت رسول الله صلى

الله عليه وسلم يقول : " فذكره " . قلت : و هذا إسناد ضعيف , علته بكر هذا ,

أورده الذهبي في " المغني " , و قال : " قال ابن عدي : يتفرد بما لا يتابع عليه

, و هو ضعيف " . قلت : و قد خالفه في إسناده عبد الله بن وهب فقال : أخبرني أبو

صخر ( و هو حميد بن زياد الخراط ) عن شريك بن عبد الله بن أبي نمر عن كريب مولى

ابن عباس به نحوه , و لفظ المرفوع منه : " ما من رجل مسلم يموت , فيقوم على

جنازته أربعون رجلا لا يشركون بالله شيئا إلا شفعهم الله فيه " . أخرجه مسلم (

3 / 53 ) و أبو داود ( 2 / 64 ) و البيهقي ( 4 / 30 ) و أحمد ( 1 / 277 - 278 )

.

2268 " ما من القلوب قلب إلا و له سحابة كسحابة القمر , بينا القمر مضيء إذ علته

سحابة فأظلم , إذ تجلت عنه فأضاء " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 339 :

رواه أبو الطيب الحوراني في " جزئه " ( 70 / 1 ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 2

/ 196 ) و الديلمي ( 4 / 8 - 9 ) عن محمد بن عبد الله بن أبي حماد القطان حدثنا

عبد الرحمن بن مغراء عن الأزهر بن عبد الله الأودي عن محمد بن عجلان عن سالم بن

عبد الله بن عمر عن أبيه عن # علي بن أبي طالب # مرفوعا , و قال أبو نعيم : "

حديث غريب , تفرد به عبد الرحمن بن مغراء عن أزهر " . قلت : و كلاهما صدوق , و

كذلك من فوقه . و أما القطان , فقد روى عنه جماعة من الثقات منهم أبو داود في "

المراسيل " , و النسائي خارج " السنن " , و كان أحمد يكرمه , فهو مستور , و قال

الحافظ : " مقبول " . قلت : فمثله حسن الحديث إن شاء الله , و لاسيما و في كلام

أبي نعيم المتقدم إشارة إلى أنه لم يتفرد به . و الله أعلم .

2269 " ما من امرئ مسلم ينقي لفرسه شعيرا , ثم يعلقه عليه إلا كتب له بكل حبة حسنة

" .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 340 :

أخرجه أحمد ( 4 / 103 ) و الطبراني في " مسند الشاميين " ( ص 103 ) عن شرحبيل

بن مسلم الخولاني : " أن روح بن زنباع زار تميما الداري فوجده ينقي شعيرا لفرسه

, قال : و حوله أهله , فقال له روح : أما كان في هؤلاء من يكفيك ? قال # تميم #

: بلى , و لكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره .

قلت : و هذا إسناد شامي جيد , رجاله ثقات , و في شرحبيل كلام لا يضر , فقد قال

الطبراني تحت عنوان : " ما أسند شرحبيل بن مسلم بن حامد الخولاني " : " سمعت

عبد الله بن أحمد يقول : سمعت أبي يقول : شرحبيل بن مسلم من ثقات المسلمين " .

و وثقه ابن نمير و العجلي و ابن حبان ( 4 / 363 ) و ضعفه ابن معين وحده ! فقول

الحافظ في " التقريب " : " صدوق فيه لين " فيه لين ! و قد اغتر به المناوي ,

فقال في " التيسير " : " إسناده فيه لين " ! و أعله في " الفيض " بإسماعيل بن

عياش أيضا ! و خفي عليه أنه صحيح الحديث عن الشاميين , و هذا منه , فإن

الخولاني شامي .

2270 " ما من وال إلا و له بطانتان , بطانة تأمره بالمعروف و تنهاه عن المنكر و

بطانة لا تألوه خبالا , فمن وقي شرها فقد وقي و هو من التي تغلب عليه منهما " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 341 :

أخرجه النسائي ( 2 / 186 - 187 ) و الطحاوي ( 3 / 22 - 23 ) و البخاري معلقا (

4 / 401 ) و أحمد ( 2 / 237 و 289 ) عن الزهري قال : حدثني أبو سلمة بن عبد

الرحمن عن # أبي هريرة # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .

قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين . و تابعه عبد الملك بن عمير عن أبي

سلمة بن عبد الرحمن به , و فيه قصة . أخرجه الترمذي ( 2 / 58 - 59 ) و قال : "

حديث حسن صحيح غريب " . و قد تقدمت هذه المتابعة مع القصة و تخريجها تخريجا

موسعا برقم ( 1641 ) .

2271 " ما من بعير إلا على ذروته شيطان , فاذكروا اسم الله إذا ركبتموها كما أمركم

, ثم امتهنوها لأنفسكم , فإنما يحمل الله " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 342 :

أخرجه ابن خزيمة ( 241 / 2 , 255 / 2 ) و الحاكم ( 1 / 444 ) و عنه البيهقي ( 5

/ 252 ) و أحمد ( 4 / 221 ) و ابن معين في " التاريخ و العلل " ( 9 / 2 ) و

الحربي في " غريب الحديث " ( 5 / 49 / 1 ) و ابن سعد في " الطبقات " ( 4 / 297

) و الطبراني في " الكبير " ( 22 / 334 / 837 و 838 ) عن محمد بن إسحاق عن محمد

بن إبراهيم التيمي عن عمر بن الحكم بن ثوبان عن # أبي لاس الخزاعي # رضي الله

عنه قال : حملنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على إبل من إبل الصدقة ضعاف للحج

, فقلنا : يا رسول الله ! ما ترى أن تحملنا هذه , فقال : فذكره .

قلت : و هذا إسناد حسن رجاله ثقات , و ابن إسحاق , و إن كان قد عنعنه , فقد صرح

بالتحديث في رواية الحربي , و كذا أحمد في إحدى روايتيه , فثبت الحديث و الحمد

لله . و لهذا قال الهيثمي ( 10 / 131 ) : " رواه أحمد و الطبراني بأسانيد , و

رجال أحدها رجال الصحيح , و قد صرح بالسماع في أحدها " . و صححه الحاكم , و

وافقه الذهبي ! ! و له عنده شاهدان من حديث أبي هريرة , و حديث حمزة بن عمرو و

صححهما , و وافقه الذهبي . و انظر تخريجه في رسالة الصيام لابن تيمية ( 63 ) .

2272 " ما من رجل يتعاظم في نفسه و يختال في مشيته إلا لقي الله و هو عليه غضبان " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 342 :

أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ( 549 ) و الحاكم ( 1 / 60 ) و أحمد ( 2 /

118 ) عن يونس بن القاسم اليمامي أن عكرمة بن خالد بن سعيد بن العاص المخزومي

حدثه أنه لقي عبد الله بن عمر بن الخطاب فقال له : يا أبا عبد الرحمن ! إنا بنو

المغيرة قوم فينا نخوة , فهل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في ذلك

شيئا ? فقال # عبد الله بن عمر # : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :

فذكره , و قال الحاكم : " صحيح على شرط الشيخين " . و في " التلخيص " : " على

شرط مسلم " . قلت : و كلاهما خطأ , فإن اليمامي هذا لم يخرج له مسلم , فهو على

شرط البخاري وحده .

2273 " ما من رجل يجرح في جسده جراحة , فيتصدق بها , إلا كفر الله عنه مثل ما تصدق

به " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 343 :

أخرجه أحمد ( 5 / 316 و 329 و 330 ) , و ابنه عبد الله عن المغيرة عن الشعبي أن

# عبادة بن الصامت # قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره .

قلت : و هذا إسناد صحيح , إذا كان الغيرة - و هو ابن مقسم الضبي - سمعه من

الشعبي , فإنه قد وصف بالتدليس , لكن الظاهر من كلام الإمام أحمد أنه إنما كان

يدلس عن إبراهيم النخعي فقط , فقد قال أحمد : " حديث مغيرة مدخول , عامة ما روى

عن إبراهيم إنما سمعه من حماد و من يزيد بن الوليد و الحارث العكلي و عبيدة و

غيرهم " . و جعل أحمد يضعف حديث مغيرة عن إبراهيم وحده . و لذلك قوى أبو حاتم

حديثه عن الشعبي قال ابنه : " سألت أبي : مغيرة أحب إليك أو ابن شبرمة في

الشعبي ? فقال : جميعا ثقتان " . و لعله لذلك أخرج الحديث الضياء في " المختارة

" من طريق " المسند " ( 53 / 71 / 1 - 71 / 2 ) , و قال المناوي في " التيسير "

: " و إسناده صحيح " بناء على منقله في " الفيض " عن المنذري و الهيثمي أنهما

قالا : " و رجاله رجال الصحيح " . و لا يخفى ما فيه !

2274 " ما من شيء يصيب المؤمن في جسده يؤذيه , إلا كفر الله عنه من سيئاته " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 344 :

أخرجه الحاكم ( 1 / 347 ) و أحمد ( 4 / 98 ) و ابن أبي الدنيا في " الكفارات "

( 69 / 1 و 80 / 2 ) عن طلحة بن يحيى عن أبي بردة عن # معاوية # قال : سمعت

رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره , و قال الحاكم : " صحيح على شرط

الشيخين " ! و وافقه الذهبي .

قلت : طلحة بن يحيى , هو التيمي المدني , و لم يخرج له البخاري شيئا , فهو على

شرط مسلم وحده على أنه قد تكلم في حفظه , و في " التقريب " : " صدوق يخطىء " .

لكن الحديث صحيح بلا ريب , له شواهد كثيرة في " الصحيحين " و غيرهما من حديث

عائشة و غيرها . و أخرج أحمد ( 6 / 66 ) عن عبيد الله بن عمير عنها : " أن رجلا

تلا هذه الآية : *( من يعمل سوءا يجز به )* <1> , قال : إنا لنجزى بكل عملنا ?

هلكنا إذا , فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم , فقال : نعم , يجزي به

المؤمنون في الدنيا في مصيبة في جسده فيما يؤذيه " . و إسناده صحيح على شرط

مسلم .

-----------------------------------------------------------

[1] النساء : الآية : . اهـ .

2275 " ما من عبد إلا و له صيت في السماء , فإذا كان صيته في السماء حسنا وضع في

الأرض حسنا , و إذا كان صيته في السماء سيئا وضع في الأرض سيئا " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 345 :

أخرجه البزار ( ص 326 - زوائده ) و ابن عدي ( 58 / 2 ) من طريق أبي الوليد عن

أبي وكيع الجراح بن مليح عن الأعمش عن أبي صالح عن # أبي هريرة # مرفوعا .

و قال ابن عدي : " ما أعلم رواه عن الأعمش غير أبي وكيع و سعيد بن بشر " .

قلت : و فيهما ضعف من قبل حفظهما , لكن أبو وكيع أقوى منه , و قد أخرج له مسلم

في " صحيحه " . و قال الحافظ في " التقريب " : " صدوق يهم " . و سائر الرواة

ثقات من رجال الشيخين , فالإسناد قوي . و قال الهيثمي في " المجمع " ( 10 / 271

) " رواه البزار , و رجاله رجال الصحيح " . و قد رواه سهيل بن أبي صالح عن أبيه

به نحوه . أخرجه مسلم و الترمذي و غيرهما , و قد خرجته في " الضعيفة " تحت

الحديث ( 2207 ) .

2276 " ما من عبد مؤمن إلا و له ذنب يعتاده الفينة بعد الفينة , أو ذنب هو مقيم عليه

لا يفارقه حتى يفارق الدنيا , إن المؤمن خلق مفتنا تواب نساء , إذا ذكر ذكر " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 346 :

رواه الطبراني ( 3 / 136 / 2 ) : حدثنا الحسن بن العباس الرازي أخبرنا أحمد بن

أبي سريج الرازي أخبرنا علي بن حفص المدائني أخبرنا عبيد المكتب الكوفي عن

عكرمة عن # ابن عباس # مرفوعا . قلت : و هذا إسناد صحيح , رجاله ثقات رجال "

الصحيح " غير الحسن بن العباس الرازي , و هو ثقة , كما قال الخطيب ( 7 / 397 )

, مات سنة تسع و ثمانين و مائتين . و الظاهر أنه قد توبع , فقد قال الهيثمي في

" المجمع " ( 10 / 201 ) : " رواه الطبراني في " الكبير " و " الأوسط " باختصار

, و أحد أسانيد " الكبير " رجاله ثقات " . أقول : فإني لم أره في ترجمة الرازي

هذا من " الأوسط " . و الله أعلم .

2277 " ما من عبد يصرع صرعة من مرض , إلا بعثه الله منها طاهرا " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 346 :

رواه الروياني في " مسنده " ( 30 / 225 / 2 ) و عنه ابن عساكر ( 7 / 19 / 2 ) :

أخبرنا مالك بن عبد الله بن سيف أبو سعد الجيبي - مصري - : أخبرنا عبد الله بن

يوسف أخبرنا خالد بن يزيد الدمشقي عن سالم بن عبد الله المحاربي عن سليمان بن

حبيب المحاربي عن # أبي أمامة # مرفوعا . قلت : و هذا إسناد جيد , من فوق مالك

كلهم ثقات معروفون من رجال " التهذيب " غير سالم بن عبد الله المحاربي , قال

ابن أبي حاتم ( 2 / 1 / 185 ) عن أبيه : " صالح الحديث " . و أما مالك بن عبد

الله التجيبي , فقال ابن أبي حاتم ( 4 / 1 / 214 ) : " سمعت منه بمصر , و كان

صدوقا " . و قد توبع كما يأتي . و الحديث قال الهيثمي ( 2 / 302 ) : " رواه

الطبراني في " الكبير " , و رجاله ثقات " . و نقل المناوي عنه أنه قال : " قال

سالم بن عبد الله البخاري ( كذا ) الشامي لم أجد من ذكره , و بقية رجاله ثقات

" ! كذا قال , و قد عرفناه و الحمد لله كما بينا . و الحديث أخرجه ابن أبي

الدنيا أيضا في " المرض و الكفارات " ( ق 195 / 2 ) و الطبراني في " الكبير " (

8 / 115 / 7485 ) من طريقين آخرين عن خالد بن يزيد به .

2278 " ما من نفس تموت و هي تشهد أن لا إله إلا الله و أني رسول الله , يرجع ذلك إلى

قلب موقن إلا غفر الله لها " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 347 :

أخرجه ابن ماجة ( 2 / 419 ) و ابن حبان ( 5 ) و أحمد ( 5 / 229 ) و الحميدي (

370 ) عن هصان بن الكاهل عن عبد الرحمن بن سمرة عن # معاذ بن جبل # مرفوعا . و

من هذا الوجه أخرجه النسائي أيضا في " اليوم و الليلة " ( 1136 - 1139 ) و كذا

ابن أبي شيبة و أحمد بن منيع و أبو يعلى كما في " زوائد البوصيري " ( 228 / 2 )

. قلت : و إسناده حسن إن شاء الله , رجاله ثقات رجال الشيخين غير هصان بن

الكاهل , روى عنه ثقتان , و ذكره ابن حبان في " الثقات " ( 5 / 512 ) . و حديثه

هذا بمعنى أحاديث أخرى في الباب , بعضها عن معاذ نفسه , منها حديث أنس عنه

مرفوعا بلفظ : " من مات و هو يشهد أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله

صادقا من قلبه , دخل الجنة " . أخرجه أحمد ( 5 / 229 ) و النسائي ( 1134 ) .

قلت : و إسناده صحيح على شرط الشيخين .

2279 " ما منكم من أحد إلا له منزلان : منزل في الجنة و منزل في النار , فإذا مات

فدخل النار , ورث أهل الجنة منزله , فذلك قوله تعالى : *( أولئك هم الوارثون )*

<1> " .

-----------------------------------------------------------

[1] المؤمنون : الآية : 10 . اهـ .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 348 :

أخرجه ابن ماجة ( 2 / 595 - آخر حديث فيه ) و ابن أبي حاتم في " تفسيره " و

البيهقي في " شعب الإيمان " ( 1 / 265 - هندية ) من طريق أبي معاوية عن الأعمش

عن أبي صالح عن # أبي هريرة # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره

. قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين . و كذا قال البوصيري في" الزوائد "

( 268 / 1 ) , و ذكر أنه رواه أبو بكر بن أبي شيبة فى"مسنده " . و عزاه

الحافظ في " الفتح " ( 11 / 442 - السلفية ) لأحمد مع ابن ماجة قال : " بسند

صحيح " . و لم أره في " المسند " إلا من حديث أبي سعيد نحوه ( 3 / 3 - 4 ) و هو

حديث آخر , فيه أن ذلك يقع عند السؤال في القبر , و سنده جيد . و كذلك هو في "

المسند " ( 6 / 140 ) من حديث عائشة و أبي هريرة , و هو عند ابن ماجة ( 4268 )

عن أبي هريرة وحده , و إسناده صحيح كما قال الحافظ و البوصيري في " الزوائد " ,

و رواه ابن حبان أيضا ( 781 ) و غيره . انظر " التعليق الرغيب على الترغيب و

الترهيب " ( 4 / 189 ) . و هو في " البخاري " ( 6569 ) من طريق أخرى عن أبي

هريرة بلفظ : " لا أحد يدخل الجنة إلا أري مقعده من النار لو أساء ليزداد شكرا

و لا يدخل النار أحد إلا أري مقعده من الجنة لو أحسن ليكون عليه حسرة " و رواه

البيهقي .

2280 " ما يزال البلاء بالمؤمن و المؤمنة في نفسه و ولده و ماله حتى يلقى الله و ما

عليه خطيئة " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 349 :

أخرجه الترمذي ( 2401 ) و الحاكم ( 1 / 346 و 4 / 314 ) و أحمد ( 2 / 450 ) و

أبو نعيم في " الحلية " ( 7 / 91 ) و كذا ابن أبي الدنيا في " الكفارات " ( 69

/ 1 - 2 ) و في " الصبر " ( 50 / 1 ) و البزار ( ص 82 - زوائده ) و أبو يعلى (

4 / 1414 ) عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن # أبي هريرة # مرفوعا , و قال

الترمذي : " حديث حسن صحيح " . و قال الحاكم : " صحيح على شرط مسلم " , و وافقه

الذهبي . و أقول : إنما هو حسن فقط لأن محمد بن عمرو هذا , فيه كلام يسير من

قبل حفظه و لم يخرج له مسلم إلا متابعة . لكن الحديث صحيح بما له من شواهد

كثيرة معروفة , قد ساق الكثير الطيب منها الحافظ المنذري في " الترغيب " ( 4 /

144 - 155 ) . و مما لم يسقه مرسل عطاء بن يسار أن رسول الله صلى الله عليه

وسلم قال : " ما زال الله يبتلي العبد حتى يلقاه و ما له ذنب " . أخرجه ابن أبي

الدنيا في"المرض و الكفارات " ( 87 / 1 ) : حدثنا خالد بن خداش حدثنا عبد

العزيز بن محمد عن سهيل بن أبي صالح عن زيد عن عطاء بن يسار . و هذا إسناد حسن

, رجاله كلهم ثقات رجال مسلم , على ضعف في خالد بن خداش . ثم أخرج ( 88 / 1 )

من طريق إبراهيم بن حمزة حدثني عبد العزيز بن محمد عن عمرو بن يحيى عن أبي

الحويرث عن محمد بن جبير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن الله

ليبتلي عبده بالسقم حتى يكفر عنه بذلك ذنبه كله " . و هذا مرسل أيضا , و رجاله

ثقات غير أبي الحويرث , و اسمه عبد الرحمن بن معاوية المدني , قال الحافظ : "

صدوق سيء الحفظ " .

2281 " متعها , فإنه لابد من المتاع و لو نصف صاع من تمر " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 350 :

أخرجه البيهقي ( 7 / 257 ) من طريق علي بن عبد الصمد حدثنا أبو همام الوليد بن

شجاع السكوني حدثنا مصعب بن سلام حدثنا شعبة عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن #

جابر بن عبد الله # رضي الله عنهما قال : " لما طلق حفص بن المغيرة امرأته

فاطمة , فأتت النبي صلى الله عليه وسلم فقال لزوجها : متعها , قال : لا أجد ما

أمتعها , قال : فإنه لابد من المتاع , قال : متعها و لو نصف صاع من تمر " .

قلت : و هذا إسناد حسن , رجاله كلهم ثقات رجال " التهذيب " و في بعضهم كلام ,

غير علي بن عبد الصمد , و هو أبو الحسن الطيالسي يعرف بـ " علان ماغمة " ترجمه

الخطيب , و قال ( 12 / 28 ) : " و كان ثقة , مات سنة تسع و ثمانين و مائتين " .

و تابعه محمد بن علي بن سهيل الحصيب حدثنا أبو همام الوليد بن شجاع به مختصرا .

أخرجه الخطيب ( 3 / 71 - 72 ) من طريق أبي الفتح محمد بن الحسين الأزدي عنه , و

قال : " قال الأزدي : لم يكن هذا الشيخ مرضيا , سرقه , هو عند علي بن أحمد بن

النضر , و أصله عن شعبة باطل , إنما هو عن الحسن بن عمارة " . قلت : كذا قال

الأزدي , و هو مردود بمتابعة علي بن عبد الصمد الثقة لمحمد بن علي بن سهيل

الحصيب , فانتفت شبهة سرقته , و اندفع إعلال الأزدي إياه بالسرقة , و لاسيما و

الأزدي نفسه متكلم فيه , على حفظه !

2282 " مثل الذي يسترد ما وهب , كمثل الكلب يقيء فيأكل قيئه , فإذا استرد الواهب

فليوقف , فليعرف بما استرد , ثم ليدفع إليه ما وهب " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 351 :

أخرجه أبو داود ( 2 / 109 ) و أحمد ( 2 / 175 ) عن أسامة بن زيد أن عمرو بن

شعيب حدثه عن أبيه عن # عبد الله بن عمرو # مرفوعا . قلت : و هذا إسناد حسن على

ما تقرر من حال عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده . و أسامة بن زيد هو الليثي ,

مولاهم , أبو زيد , و أما العدوي فضعيف .

2283 " مثل المؤمن كمثل الخامة من الزرع تميلها الريح مرة هكذا و مرة هكذا و مثل

المنافق كمثل الأرزة المجذية <1> على الأرض حتى يكون انجعافها مرة " .

-----------------------------------------------------------

[1] القائمة . اهـ .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 352 :

رواه البخاري ( 4 / 40 ) و مسلم ( 8 / 136 ) و الدارمي ( 2 / 310 ) و أحمد ( 3

/ 454 ) و أبو عبيد في " الغريب " ( 18 / 1 ) عن سفيان عن سعد بن إبراهيم حدثني

# ابن كعب بن مالك عن أبيه # عن النبي صلى الله عليه وسلم به . و أخرجه الحربي

( 5 / 203 / 1 ) مختصرا , و قال : " سمعت ابن الأعرابي يقول : الجاذي على قدميه

و الجاثي على ركبتيه . و جثا على ركبتيه , و هو الانتصاب " .و أخرجه أحمد ( 2

/ 523 ) و الشيخان من حديث أبي هريرة مرفوعا بمعناه . و أخرج أحمد أيضا ( 3 /

349 , 387 و 394 - 395 ) عن ابن لهيعة حدثنا أبو الزبير عن جابر به مرفوعا بلفظ

: " مثل المؤمن مثل السنبلة تستقيم مرة و تخر مرة و مثل الكافر مثل الأرزة لا

تزال مستقيمة حتى تخر و لا تشعر " . و هذا سند ضعيف . إلا أنه أخرجه ابن عساكر

في " التاريخ " ( 1 / 268 - طبع المجمع ) من طريق ابن وهب أخبرني ابن لهيعة به

. و حديث ابن وهب عن ابن لهيعة صحيح . فلم يبق إلا عنعنة أبي الزبير . لكن

أخرجه القضاعي ( ق 110 / 2 ) من طريق أبي بكر بن عياش عن الأعمش عن عطاء عن

جابر مرفوعا به نحوه , و قال : " لا تزال قائمة حتى تنقعر " . و هذا إسناد جيد

. و أما ما روى أحمد أيضا ( 5 / 342 ) من طريق إسماعيل بن أمية عمن حدثه عن أم

ولد أبي بن كعب عن أبي بن كعب : " أنه دخل رجل على النبي صلى الله عليه وسلم ,

فقال : متى عهدك بأم ملدم و هو حر بين الجلد و اللحم ? قال : إن ذلك لوجع ما

أصابني قط , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " مثل المؤمن مثل الخامة تحمر

مرة , و تصفر أخرى " . فهو ظاهر الضعف لجهالة أم الولد , و الراوي عنها الذي لم

يسم , و به أعله الهيثمي ( 2 / 293 ) .

2284 " مثل المؤمن مثل السنبلة , تميل أحيانا و تقوم أحيانا " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 353 :

ورد من حديث # أنس و أبي هريرة # :

1 - أما حديث أنس , فله عنه طرق : الأولى : عن ثابت عنه مرفوعا . أخرجه أبو

يعلى ( 2 / 831 ) و عنه الضياء في " المختارة " ( ق 49 / 2 ) و البزار في "

مسنده " ( ص 82 - زوائده ) و البغوي في " حديث هدبة بن خالد " ( 1 / 246 / 2 )

و الرامهرمزي في " الأمثال " ( 62 / 2 ) عن هدبة بن خالد حدثنا عبيد بن مسلم

صاحب السابري عنه . قلت : و هذا إسناد جيد , رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبيد

هذا , فترجمه ابن أبي حاتم ( 3 / 1 / 3 ) برواية أبي عاصم النبيل أيضا و أحمد

بن زياد بن سيار السياري عنه , و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا , و هو على شرط

ابن حبان فلعله في " ثقاته " . ثم طبع الكتاب , و هو فيه ( 7 / 158 ) برواية

التبوذكي , موسى بن إسماعيل , فهؤلاء ثقات ثلاثة رووا عنه : هذا و النبيل و

هدبة .

الثانية : عن قتادة عنه . أخرجه البزار أيضا و أبو بكر المعدل في " اثنا عشر

مجلسا من الأمالي " ( 2 / 1 ) عن فهد بن حيان حدثنا همام عنه .

قلت : و رجاله ثقات , غير فهد بن حيان , فإنه ضعيف .

الثالثة : عن أبي سفيان عنه نحوه . أخرجه البزار أيضا عن أبي بكر بن عياش عن

الأعمش عنه . و هذا إسناد جيد , رجاله ثقات رجال " الصحيح " .

الرابعة : عن حميد عنه به . أخرجه ابن عدي ( 148 / 1 ) , و الأصبهاني في "

الترغيب " ( 10 / 2 ) عن أبي يحيى الوقار حدثنا مؤمل بن عبد الرحمن عنه . و قال

: " و أبو يحيى الوقار زكريا بن يحيى يضع الحديث . و مؤمل أيضا فيه ضعف , و لعل

البلاء أيضا منه " .

قلت : فهذه الطريق لا يستشهد بها لشدة ضعفها , و فيما قبلها من الطرق غنية .

2 - و أما حديث أبي هريرة فيرويه محمد بن دينار عن داود بن أبي هند عن الشعبي

عنه مرفوعا . أخرجه الضياء في " الأحاديث و الحكايات " ( 12 / 206 / 1 - 2 ) ,

و محمد بن دينار هذا هو الطاحي , صدوق سيء الحفظ . و من فوقه ثقات على شرط مسلم

. و هو في " الصحيحين " نحوه كما تقدم في الذي قبله . و كذلك رواه ابن حبان في

" صحيحه " ( 2904 - الإحسان ) .

2285 " مثل المؤمن مثل النخلة , ما أخذت منها من شيء نفعك " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 355 :

رواه الطبراني ( 3 / 204 / 1 ) : حدثنا محمد بن الفضل السقطي أخبرنا سعيد بن

سليمان عن عباد بن العوام عن سفيان بن حسين عن أبي بشر عن مجاهد عن # ابن عمر #

مرفوعا . ثم رواه ( 204 / 2 ) عن شريك عن سلمة بن كهيل عن مجاهد به دون الشطر

الثاني منه . قلت : و هذا إسناد صحيح , رجاله ثقات رجال الشيخين غير السقطي

هذا و هو ثقة كما قال الخطيب ( 3 / 153 ) . و في الطريق الأخرى عن شريك , و هو

ابن عبد الله القاضي سيء الحفظ , يستشهد به .

2286 " مثل أمتي مثل المطر لا يدرى أوله خير أم آخره ? " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 355 :

روي من حديث # أنس و عمار بن ياسر و عبد الله بن عمر و علي بن أبي طالب و عبد

الله بن عمرو # .

1 - أما حديث أنس فله عنه أربعة طرق . الأولى : عن حماد بن يحيى الأبح عن ثابت

البناني عنه مرفوعا . أخرجه الترمذي ( 2873 ) و الطيالسي ( 2 / 197 ) و أحمد (

3 / 130 و 143 ) و ابن عدي ( 74 / 1 ) و ابن الضريس في " أحاديث مسلم بن

إبراهيم الفراهيدي " ( 6 / 1 ) و الرامهرمزي في " المحدث الفاصل " ( ص 83 -

ظاهرية ) و البيهقي في " الزهد الكبير " ( ق 46 / 1 ) من طرق عنه . و قال

الترمذي : " حديث حسن غريب من هذا الوجه " . قلت : و حماد بن يحيى صدوق يخطىء

كما في " التقريب " , فهو حسن الحديث لغيره على الأقل . و قد تابعه هدبة بن

خالد حدثنا عبيد بن مسلم السابري عن ثابت . و إبراهيم بن حمزة بن أنس حدثنا

حماد بن سلمة عن ثابت به . أخرجهما الرامهرمزي في " الأمثال " ( 82 / 2 ) . و

السابري هذا وثقه ابن حبان , و روى عنه ثلاثة من الثقات كما تقدم بيانه تحت

الحديث ( 2284 ) , فالسند جيد . و إبراهيم بن حمزة بن أنس لم أعرفه . فالحديث

بهذه الطرق عن ثابت صحيح .

الثانية : عن محمد بن المغيرة - يعرف بحمدان السكري - : حدثنا هشام بن عبيد

الله الرازي عن مالك بن أنس عن الزهري عنه . أخرجه السلفي في " معجم السفر " (

212 / 1 ) و ابن عساكر في " التاريخ " ( 12 / 221 / 1 ) و الضياء في " المنتقى

من مسموعاته بمرو " ( 91 / 1 ) . و الرازي هذا قال أبو حاتم : " صدوق " . و قال

ابن حبان : " كان يهم و يخطىء على الثقات " . و ذكر الدارقطني في " الغرائب "

أنه تفرد بهذا الحديث عن مالك , و أنه وهم فيه و دخل عليه حديث في حديث كما في

" اللسان " . و محمد بن المغيرة قال السليماني : " فيه نظر " .

الثالثة : عن خليد بن دعلج عن قتادة عنه . أخرجه ابن عدي ( 120 / 1 ) . و خليد

ضعيف .

الرابعة : عن عبيد الله بن تمام حدثنا يونس بن عبيد عن الحسن عنه . أخرجه ابن

عدي أيضا ( 237 / 1 ) , و قال : " عبيد الله بن تمام في بعض ما يرويه مناكير ,

و هذا لا يتابعه ثقة عليه " .

2 - حديث عمار , فله عنه طريقان : الأولى : عن الفضيل بن سليمان حدثنا موسى بن

عقبة عن عبيد بن سلمان الأغر عن أبيه عنه . أخرجه ابن حبان ( 2307 ) و البزار (

2843 - الكشف ) و الرامهرمزي في " الأمثال " و البيهقي في " الزهد " و الشاموخي

في " جزئه " ( رقم 10 ) , و قال البزار " هذا الإسناد أحسن ما يروى في هذا عن

عمار " . قلت : و رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبيد بن سلمان الأغر , و هو صدوق

و في فضيل بن سليمان و هو النميري ضعف من قبل حفظه كما في " التقريب " : " صدوق

, له خطأ كثير " . فهو إسناد حسن لغيره , و يحتمل التحسين لذاته , فيكون صحيحا

لغيره . و الأخرى : عن زياد أبي عمر عن الحسن عنه . أخرجه أحمد ( 4 / 319 ) . و

هذا إسناد جيد رجاله ثقات لولا أن الحسن - و هو البصري - مدلس , و قد عنعنه . و

في زياد - و هو ابن أبي أسلم - كلام يسير . و خالفه إسماعيل بن نصر فقال :

حدثنا عباد بن راشد عن الحسن عن عمران بن حصين مرفوعا به . فجعله من مسند عمران

. أخرجه البزار , و قال : " لا نعلمه يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم بإسناد

أحسن من هذا , و لا نعلمه يروى عن عمران إلا من هذه الطريق " . و قال الهيثمي (

10 / 68 ) : " رواه البزار و إسناده حسن ( ! ) و الطبراني في ( الأوسط ) " .

3 - و أما حديث ابن عمر , فيرويه عيسى بن ميمون قال : أخبرنا بكر بن عبد الله

المزني عنه به . أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 2 / 231 ) عن أبي عاصم , و

السهمي في " تاريخ جرجان " ( 386 ) عن محمد بن أبان , و القضاعي في " مسند

الشهاب " ( 110 / 1 ) عن معلى بن أسد , ثلاثتهم عن عيسى بن ميمون .

قلت : و هذا إسناد صحيح , فإن عيسى بن ميمون الذي روى عنه أبو عاصم هو الجرشي

المكي صاحب التفسير , و هو ثقة . و بكر بن عبد الله المزني تابعي ثقة جليل .

4 - و أما حديث علي , فرواه أبو يعلى كما في " الجامع " .

5 - و أما حديث ابن عمرو , فرواه الطبراني في " المعجم الكبير " . و بالجملة ,

فالحديث صحيح بلا ريب بمجموع هذه الطرق , و لذلك جزم بنسبته إلى النبي صلى الله

عليه وسلم العلامة ابن القيم في " إعلام الموقعين " ( 2 / 358 ) , و قال الحافظ

ابن حجر في " الفتح " ( 7 / 4 - 5 ) : " و هو حديث حسن , له طرق قد يرتقي بها

إلى الصحة " . قلت : بل هو صحيح يقينا كما بينته من هذا التخريج .

2287 " قال الله تعالى : يا ابن آدم ! قم إلي أمش إليك , و امش إلي أهرول إليك " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 359 :

أخرجه أحمد ( 3 / 478 ) عن أبي وائل عن سريج قال : سمعت # رجلا من أصحاب النبي

صلى الله عليه وسلم # يقول : قال النبي صلى الله عليه وسلم : فذكره . قلت : و

هذا إسناد صحيح , رجاله ثقات رجال مسلم غير سريج , كذا وقع في الأصل بالسين

المهملة و الجيم في آخره , و هو تصحيف , و الصواب " شريح " بالمعجمة و بالمهملة

آخره , و هو ابن الحارث بن قيس النخعي الكوفي , ثقة مخضرم . و للحديث شواهد

صحيحة من حديث أبي هريرة و أنس بن مالك و أبي ذر الغفاري و أبي سعيد الخدري .

1 - أما حديث أبي هريرة , فأخرجه أحمد ( 2 / 251 , 413 , 480 , 482 , 500 , 509

, 524 , 535 ) و البخاري ( 4 / 452 , 453 ) و مسلم ( 8 , 62 , 63 / 67 , 91 ) و

الترمذي ( 2 / 280 ) و صححه , و ابن ماجة ( 3822 ) .

2 - و أما حديث أنس , فأخرجه أحمد ( 3 / 122 , 127 , 130 , 138 , 272 , 283 ) و

البخاري ( 4 / 494 ) .

3 - و أما حديث أبي ذر , فأخرجه أحمد ( 5 / 153 , 169 ) و مسلم ( 8 / 67 ) و

ابن ماجة ( 3821 ) و مضى لفظه و تخريجه أيضا برقم ( 581 ) .

4 - و أما حديث أبي سعيد الخدري , فيرويه عطية عنه . أخرجه أحمد ( 3 / 40 ) .

2288 " إن مثل المؤمن كمثل القطعة من الذهب , نفخ فيها صاحبها فلم تغير و لم تنقص ,

والذي نفسي بيده , إن مثل المؤمن كمثل النحلة أكلت طيبا و وضعت طيبا و وقعت

فلم تكسر و لم تفسد " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 360 :

أخرجه أحمد ( 2 / 199 ) و الرامهرمزي في " الأمثال " ( 50 / 1 - 2 ) و

الأصبهاني في " الترغيب " ( 11 / 2 ) عن مطر عن عبد الله بن بريدة عن أبي

سبرة حدثني # عبد الله بن عمرو بن العاص # أنه سمع رسول الله صلى الله عليه

وسلم قال : فذكره , و زاد في أوله : " إن الله يبغض الفحش و التفحش , والذي

نفسي بيده لا تقوم الساعة حتى يخون الأمين و يؤتمن الخائن حتى يظهر الفحش و

التفحش و قطيعة الأرحام و سوء الجوار " . قلت : و هذا إسناد ضعيف , أبو سبرة لم

يوثقه غير ابن حبان , و قال ابن معين : " لا أعرفه " . و مطر هو ابن طهمان

الوراق , صدوق كثير الخطأ , كما في " التقريب " . لكن تابعه على الزيادة

المذكورة حسين المعلم حدثنا عبد الله بن بريدة به . أخرجه أحمد ( 2 / 162 - 163

) و تابعه على الحديث كله قتادة عن عبد الله بن بريدة به . أخرجه الحاكم ( 4 /

513 ) و قال : " صحيح الإسناد " ! و وافقه الذهبي ! ثم وجدت له طريقا أخرى

يتقوى بها إن شاء الله تعالى , فقال البزار في " مسنده " ( ص 238 - زوائده ) :

حدثنا يوسف بن موسى حدثنا عبد الرحمن بن مغراء عن الأعمش عن أيوب عن عبد الله

بن عمرو مرفوعا بلفظ : " لا تقوم الساعة حتى يظهر الفحش و قطيعة الرحم و سوء

الجوار , ( و يخون ) الأمين , قيل : يا رسول الله ! فكيف المؤمن ? قال :

كالنحلة , وقعت فلم تفسد و أكلت فلم تكسر و وضعت طيبا " . و قال البزار : " لا

نعلم إلا هذا الطريق , و لا روى الأعمش عن أبي أيوب , إلا هذا الإسناد " . قلت

: كذا وقع هنا : " أبي أيوب " , و فيما تقدم : " أيوب " بإسقاط أداة الكنية و

يغلب على الظن أن الصواب إثباتها لقول البزار السابق : " و لا روى الأعمش عن

أبي أيوب إلا هذا الإسناد " . و من المعلوم أن الأعمش كثير الرواية عن أيوب - و

هو السختياني - حتى إنهم لما ذكروا الرواة عنه ذكروه أولهم , فلو كان الصواب أن

شيخ الأعمش في هذا الإسناد هو أيوب لم يقل البزار ذلك . فإذن من هو أبو أيوب

فيه ? الذي يظهر لي أنه أبو أيوب المراغي الأزدي البصري , روى عن جماعة من

الصحابة منهم ابن عمرو , و هو ثقة من رجال الشيخين . و قد سبق الكلام على هذه

الطريق بزيادة فائدة تحت الحديث ( 2253 ) . و لبعضه طريق أخرى يرويه عمار بن

محمد عن عبد السلام بن مسلم أبي مسعود عن منصور بن زاذان عن أبي جحيفة عن عبد

الله بن عمرو بلفظ : " من أشراط الساعة أن يؤتمن الخائن و يخون الأمين " .

أخرجه الخرائطي في " مكارم الأخلاق " ( ص 31 ) . و رجاله ثقات غير عبد السلام

هذا فلم أعرفه .

2289 " مررت بجبريل ليلة أسري بي بالملإ الأعلى , و هو كالحلس البالي من خشية الله

عز وجل " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 362 :

رواه محمد بن العباس البزار في " حديثه " ( 116 / 2 ) : حدثنا العباس بن الفضل

ابن رشيد الطبري قال : حدثنا عمر بن عثمان الكلابي قال : حدثنا عبيد الله بن

عمرو بن عبد الكريم عن عطاء عن # جابر # مرفوعا . قلت : و هذا إسناد ضعيف ,

رجاله كلهم ثقات غير عمرو بن عثمان الكلابي ( و الأصل : عمر كما ترى و هو خطأ )

, و هو ضعيف كما في " التقريب " . و العباس بن الفضل بن رشيد الطبري , قال

الدارقطني : " صدوق " و له ترجمة في تاريخ بغداد ( 12 / 147 ) . و الحديث , قال

السيوطي في " الخصائص الكبرى " ( 1 / 158 ) : " أخرجه ابن مردويه و الطبراني في

" الأوسط " بسند صحيح عن جابر " . قلت : و لعل مستند السيوطي في التصحيح قول

الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 1 / 78 ) : " رواه الطبراني في " الأوسط " , و

رجاله رجال الصحيح " . قلت : فإن كان هذا مستنده , فهو غير قوي لأن قول المحدث

: " رجاله رجال الصحيح " لا يساوي قوله : " إسناده صحيح " , لأن الأول إنما

يعني أن إسناده توفر فيه شرط من شروط الصحة , و هو كون رجاله ثقات رجال الصحيح

, و ليس يعني أنه سالم من علة قادحة كالتدليس و الانقطاع و غير ذلك , بخلاف

القول الآخر . فتنبه . على أن عمرا ليس من رجال ( الصحيح ) . و يحتمل أن يكون

طريق الطبراني ليس فيه عمرو بن عثمان الكلابي , فقد وجدت له متابعا , أخرجه ابن

أبي عاصم في " السنة " ( رقم 621 - بتحقيقي ) : حدثنا أيوب الوزان حدثنا عروة

بن مروان حدثنا عبيد الله بن عمرو و موسى بن أعين عن عبد الكريم به . قلت : و

هذا إسناد رجاله ثقات من رجال " التهذيب " , غير عروة بن مروان - و هو الرقي -

ذكره ابن أبي حاتم ( 3 / 1 / 398 ) بروايته عن جمع آخر من الثقات , و رواية

أيوب هذا فقط عنه , و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا , لكن ترجمه في " الميزان "

و " اللسان " برواية جمع آخر عنه , منهم يونس بن عبد الأعلى . و قال عنه

الدارقطني : " ليس بالقوي في الحديث " . فهو ممن يستشهد به . و الله أعلم . ثم

وقفت على إسناد " الأوسط " , فإذا هو من طريق عمرو , قال ( 1 / 287 / 2 / 4817

) : حدثنا أبو زرعة أخبرنا عمرو بن عثمان به . و هذه متابعة قوية للعباس بن

الفضل من أبي زرعة , و هو عبد الرحمن بن عمرو الدمشقي الحافظ الثقة . و أيوب هو

ابن محمد بن زياد الوزان الرقي , و هو ثقة . و بالجملة , فالحديث بمجموع

الطريقين حسن أو صحيح . و الله أعلم .

2290 " ملعون من سأل بوجه ( الله ) و ملعون من يسأل بوجه الله ثم منع سائله ما لم

يسأله هجرا " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 363 :

رواه ابن عساكر ( 8 / 397 / 2 ) عن محمد بن هارون الروياني أخبرنا أحمد بن عبد

الرحمن أخبرنا عمي - يعني ابن وهب - : حدثني عبد الله بن عياش عن أبيه أن يزيد

بن المهلب لما ولي خراسان قال : دلوني على رجل كل لخصال الخير , فدل على أن أبي

بردة بن # أبي موسى الأشعري # , فما جاءه رآه رجلا فائقا , فلما كلمه رأى

مخبرته أفضل من مرآته , قال : إني وليتك كذا و كذا من عملي , فاستعفاه فأبى أن

يعفيه , فقال : أيها الأمير ! ألا أخبرك بشيء حدثنيه أبي أنه سمعه من رسول الله

صلى الله عليه وسلم ? قال : هاته , قال : إنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم

يقول : " من تولى عملا و هو يعلم أنه ليس لذلك العمل أهل فليتبوأ مقعده من

النار " , قال : و أنا أشهد أيها الأمير ! أني لست بأهل لما دعوتني إليه , فقال

له يزيد : ما زدت إلا أن حرضتني على نفسك و رغبتنا فيك , فأخرج إلى عهدك فإني

غير معفيك , ثم فخرج ( كذا الأصل و لعل الصواب : فخرج ثم ) أقام فيه ما شاء

الله أن يقيم , و استأذنه بالقدوم عليه , فأذن له , فقال : أيها الأمير ! ألا

أحدثك بشيء حدثنيه أبي أنه سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم ? قال هاته ,

قال : ( فذكره ) , قال : و أنا أسألك بوجه الله ألا ما أعفيتني أيها الأمير !

من عملك . فأعفاه . قلت : و هذا إسناد حسن , رجاله ثقات رجال مسلم , و في عبد

الله بن عياش ضعف من قبل حفظه , و مثله أحمد بن عبد الرحمن . و لكن هذا قد توبع

فيما يبدو لي من قول المنذري في تخريجه لهذا الحديث في " الترغيب " ( 2 / 17 )

, فإنه قال : " رواه الطبراني , و رجاله رجال الصحيح إلا شيخه يحيى بن عثمان بن

صالح , و هو ثقة " . قلت : و هو من طبقة أحمد بن عبد الرحمن , فالظاهر أنه

متابع له . و قال الهيثمي في " المجمع " ( 3 / 103 ) : " رواه الطبراني في "

الكبير " , و إسناده حسن , على ضعف في بعضه مع توثيق " . قلت : و كأنه يشير إلى

عبد الله بن عياش . و الله أعلم . و كذلك حسنه الحافظ العراقي , و تبعه السيوطي

كما في " المناوي " . و قد روي عن ابن عياش على وجه آخر , فقال الدولابي في "

الكنى " ( 1 / 43 ) : حدثنا يونس بن عبد الأعلى قال : أنبأ عبد الله بن وهب قال

: حدثني عبد الله بن عياش عن عبد الله بن الأسود عن أبي معقل بن أبي مسلم عن

أبي عبيدة مولى رفاعة بن رافع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكر

الشطر الثاني منه . و ذكره ابن أبي حاتم ( 4 / 2 / 448 ) في ترجمة أبي معقل بن

أبي مسلم بتمامه من طريق ابن وهب به , و قال : " سمعت أبا زرعة يقول : أبو معقل

لا يسمى , و أبو عبيدة ليست له صحبة " . و عبد الله بن الأسود لم أجد من ذكره .

و أشار إلى ذلك الهيثمي بقوله : " رواه الطبراني في " الكبير " , و فيه من لم

أعرفه " .

2291 " من أفضل الأعمال إدخال السرور على المؤمن , تقضي عنه دينا , تقضي له حاجة ,

تنفس له كربة " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 365 :

أخرجه البيهقي في " شعب الإيمان " ( 2 / 452 / 2 ) من طريقين عن أبي العباس

محمد بن يعقوب حدثنا الحسن بن علي بن عثمان - لعله عفان - : حدثنا الحسن بن علي

الجعفي عن سفيان بن عيينة عن # ابن المنكدر # يرفعه إلى النبي صلى الله عليه

وسلم . قال سفيان : و قيل لابن المنكدر فما بقي مما يستلذ ? قال : الإفضال على

الإخوان . قلت : و هذا إسناد مرسل , رجاله ثقات , غير الحسن بن علي الجعفي ,

فلم أعرفه , و من المحتمل أنه الحسن بن عطية القرشي الكوفي , فإنه من شيوخ علي

بن الحسن , و نسخة " الشعب " سيئة , فإن يكن هو , فهو صدوق كما قال أبو حاتم ,

و يحتمل أنه الحسن بن علي بن الوليد الجعفي , فإنه من هذه الطبقة , و لعله أقرب

, و هو ثقة , فإن ثبت هذا فالإسناد صحيح مرسل . و الحسن بن علي بن عثمان أظنه

ابن عفان تحرف على الناسخ إلى ابن عثمان , و ابن عفان ثقة . و للحديث شاهد من

حديث ابن عمر بسند حسن سبق تخريجه برقم ( 906 ) .

2292 " من اقتراب الساعة انتفاخ الأهلة , و أن يرى الهلال لليلة , فيقال : هو ابن

ليلتين " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 366 :

أخرجه الطبراني في " المعجم الصغير " ( ص 182 و رقم 1130 - الروض النضير ) و في

" الأوسط " أيضا ( 2 / 130 / 1 / 7007 ) و " مسند الشاميين " ( ص 642 ) : حدثنا

محمد بن عبد الرحمن بن الأزرق الأنطاكي - بأنطاكية - : حدثنا أبي حدثنا مبشر بن

إسماعيل عن شعيب بن أبي حمزة عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن # أبي هريرة #

قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره , و قال : " تفرد به مبشر " .

قلت : و هو ثقة من رجال الشيخين و كذا من فوقه , فالإسناد جيد لولا أن الأنطاكي

و أباه لم أعرفهما , و هما على شرط ابن عساكر في " تاريخ دمشق " و لم أرهما فيه

, و في نسخة الظاهرية منه خرم . لكن الظاهر من ربط الطبراني التفرد بمبشر بن

إسماعيل أن شيخه و أباه لم يتفردا به . و الله أعلم . و في " مجمع الزوائد " (

3 / 146 ) : " رواه الطبراني في " الصغير " , و فيه عبد الرحمن بن الأزرق

الأنطاكي , و لم أجد من ترجمه " .

قلت : و فاته في " الأوسط " أيضا , و قد استفدنا منه تصحيح اسم ابن محمد شيخ

الطبراني , فقد وقع في النسخ المطبوعة من " الصغير " : " عبد الله بن عبد

الرحمن بن الأزرق " . فالصواب حذف : " عبد الله " , فهو : " محمد بن عبد الرحمن

بن الأزرق " , فإنه الموافق لما في " الأوسط " و " المسند " . لكن الحديث صحيح

عندي على كل حال , فإن له شواهد تقويه : الأول : عن أنس مرفوعا به , و زاد : "

و أن تتخذ المساجد طرقا و أن يظهر موت الفجأة " . أخرجه الطبراني في " الصغير "

( ص 233 ) و من طريقه الضياء في " الأحاديث المختارة " ( ق 161 / 2 ) عن شريك

عن العباس بن ذريح عن الشعبي عنه . و قال الطبراني : " لم يروه عن الشعبي إلا

العباس , و لا عنه إلا شريك " . قلت : و هو سيء الحفظ , و قد خولف , فقد قال

الضياء : " قال الدارقطني : و غيره يرويه عن الشعبي مرسلا " . قلت : رواه كذلك

حماد بن سلمة عن عاصم بن بهدلة عن الشعبي مرفوعا دون الزيادة . أخرجه أبو عمرو

الداني في " الفتن " ( 52 / 2 و 53 / 2 ) من طريقين عن حماد به . و هذا إسناد

مرسل حسن , لما عرف من حال ابن بهدلة .

الثاني : عن عبد الله بن مسعود مرفوعا دون قوله : " و أن يرى ... " . أخرجه

الطبراني في " المعجم الكبير " ( 3 / 78 / 2 ) و العقيلي في " الضعفاء " ( 238

) و ابن عدي ( 231 / 2 و 237 / 2 ) و تمام في " الفوائد " ( 41 / 1 ) عن عبد

الرحمن بن يوسف عن سليمان بن مهران عن شقيق بن سلمة عنه . و قال العقيلي : "

عبد الرحمن بن يوسف مجهول في النسب و الرواية , و الحديث غير محفوظ , و لا يعرف

إلا به " . و قال ابن عدي : " ليس بمعروف , و الحديث منكر عن الأعمش بهذا

الإسناد , و لا أعرف لعبد الرحمن غيره " .

الثالث : عن الحسن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره , مثل رواية

الشعبي . أخرجه الداني أيضا عن ( أبي ) داود عن عمارة بن مهران قال : سمعت

الحسن به . و هذا مرسل حسن أيضا .

الرابع : عن أبي سعيد الخدري موقوفا عليه . أخرجه ابن الأعرابي في " معجمه " (

195 / 2 ) و عنه الداني أخبرنا أبو رفاعة ( يعني عبد الله بن محمد بن عمر بن

حبيب العدوي ) : حدثنا أبو حذيفة عن سفيان عن عثمان بن الحارث عن أبي الوداك

عنه . و هذا إسناد رجاله ثقات معروفون , غير أبي رفاعة , فلم أجد له ترجمة .

الخامس : عن طلحة بن أبي حدرد قال النبي صلى الله عليه وسلم : فذكره . أخرجه

البخاري في " التاريخ " ( 2 / 2 / 345 ) : أخبرنا يعقوب أخبرنا محمد بن معن عن

عمه عنه . قلت : و هذا إسناد مجهول , أورده البخاري في ترجمة طلحة بن أبي حدرد

, و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا , و كذلك صنع ابن أبي حاتم ( 2 / 1 / 472 ) ,

و أما ابن حبان فذكره في " الثقات " ( 4 / 394 ) . و عم محمد بن معن لم أعرفه .

و لعل قوله : " عمه " , محرف من : " أبيه " , فإن البخاري و غيره ذكروا له

رواية عن أبيه , و ليس عن عمه , وثقه ابن حبان ( 7 / 412 ) , و روى عنه آخران .

و يعقوب هو ابن كاسب . و بالجملة , فهذه الطرق و إن كانت لا تخلو من ضعف ,

فبعضها يتقوى ببعض كما قال السخاوي في " المقاصد الحسنة " ( 1 / 433 ) . و قد

بقي الكلام على الزيادة المتقدمة في حديث أنس : " و أن تتخذ المساجد طرقا , و

أن يظهر موت الفجاءة " . فاعلم أن الشطر الأول منها له شاهد من حديث ابن مسعود

قال : " من أشراط الساعة أن يمر الرجل في المسجد فلا يركع ركعتين " . أخرجه عبد

الرزاق ( 1678 ) عن معمر عن أبي إسحاق و غيره من أهل الكوفة عنه . و أخرجه ابن

أبي شيبة ( 1 / 339 ) و الطبراني في " المعجم الكبير " ( 3 / 36 / 2 ) عن عبد

الأعلى بن الحكم عن خارجة بن الصلت البرجمي عنه قال : " من اقتراب الساعة أو من

أشراط الساعة أن تتخذ المساجد طرقا " . و من هذا الوجه أخرجه الحاكم ( 4 / 446

) مرفوعا , و له عنده تتمة , و قال : " صحيح الإسناد " . قلت : و تعقبه الذهبي

بما لا طائل تحته , بل إنه خلط بين هذا الإسناد و بين إسناد آخر قبله . و هذا

لا يحتمل الصحة , و إنما الحسن فقط , لأن عبد الأعلى - و هو ابن الحكم - ترجمه

ابن أبي حاتم ( 3 / 1 / 25 ) برواية ثقتين عنه , و لم يذكر فيه جرحا و لا

تعديلا , و هو على شرط ابن حبان , فلعله أخرجه في " ثقاته " , فليراجع . و

يقويه أن له طريقا أخرى عن ابن مسعود , يرويه منصور عن سالم بن أبي الجعد قال :

دخل ابن مسعود المسجد , فقال عبد الله : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "

إن من أشراط الساعة أن يمر الرجل في طول المسجد و عرضه لا يصلي فيه ركعتين " .

أخرجه الطبراني و قال : " هكذا رواه منصور , و وصله قتادة " . قلت : لكن إسناده

إلى قتادة ضعيف و فيه زيادة منكرة , كما بينته في الكتاب الآخر ( 4514 ) . و

أما الزيادة الأخرى : " و أن يظهر موت الفجأة " . فقد وجدت لها طريقا أخرى عن

أنس . أخرجه عبد الرزاق في " المصنف " ( 6780 ) و ابن عدي في " الكامل " ( 83 /

1 ) و الدينوري في " المنتقى من المجالسة " ( 270 / 2 ) عن الحسن بن عمارة عن

الحواري بن زياد عنه مرفوعا : " من اقتراب الساعة أن يفشو الفالج , و موت

الفجأة " . لكن ابن عمارة هذا متروك . إلا أنها قد ثبتت في مرسل الشعبي المتقدم

, رواه محمد بن يحيى عن أبيه عن حماد بن سلمة عن عاصم بن بهدلة عن الشعبي

مرفوعا . أخرجه أبو عمرو الداني في " الفتن " ( 52 / 1 و 53 / 1 ) . و هذا

إسناد مرسل حسن , محمد بن يحيى هو ابن سعيد بن فروخ القطان , و هو ثقة . و أما

أبوه فحافظ ثقة إمام , و من فوقهم معروفون , فإذا ضم إليه حديث أنس صارت هذه

الزيادة منه في مرتبة الحسن إن شاء الله .

2293 " منا الذي يصلي عيسى بن مريم خلفه " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 371 :

عزاه السيوطي في " الجامع " لأبي نعيم في " كتاب المهدي " عن # أبي سعيد # و

قال المناوي : " و فيه ضعف " . و أقول : لم يتيسر لي حتى الآن الوقوف على

إسناده , و مع ذلك فالحديث عندي صحيح لأنه جاء مفرقا في أحاديث . أما أنه من

أهل البيت , ففيه ثلاثة أحاديث : الأول : من حديث أم سلمة . أخرجه أبو داود و

غيره بسند صحيح , و هو مخرج في " الضعيفة " تحت الحديث ( 80 ) , و في " الروض

النضير " ( 2 / 54 ) . الثاني : من حديث علي , و هو مخرج في " الروض " أيضا ( 2

/ 53 ) . الثالث : من حديث أبي سعيد , و هو مخرج في " الروض " أيضا و في "

المشكاة " ( 5454 ) . و أما صلاته بعيسى عليه السلام , ففيه حديث جابر رضي الله

عنه مرفوعا . " لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة

, قال : فينزل عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم فيقول أميرهم : تعال : صل لنا ,

فيقول لا , إن بعضكم على بعض أمراء , تكرمة الله هذه الأمة " . أخرجه مسلم و

غيره , و قد سبق تخريجه برقم ( 1960 ) . و له شاهد من حديث عثمان بن أبي العاص

مرفوعا بالشطر الثاني مطولا . أخرجه أحمد ( 4 / 216 - 217 ) و الحاكم ( 4 / 478

) و قال : " صحيح الإسناد " . و رده الذهبي بأن المحفوظ أنه من رواية علي بن

زيد بن جدعان وحده . يعني و هو ضعيف . و في الباب أحاديث أخرى فيها التصريح بأن

الإمام الذي يصلي خلفه عيسى عليه السلام إنما هو المهدي , تراها في " العرف

الوردي " للسيوطي ( ص 81 , 83 , 84 ) , و قد مضى منها حديث جابر قريبا ( 2236 )

. و ختم السيوطي ذلك بما نقله عن أبي الحسن السحري ( ! ) : " قد تواترت الأخبار

و استفاضت بكثرة رواتها عن المصطفى صلى الله عليه وسلم بمجيء المهدي و أنه من

أهل بيته , ...‏و أنه يخرج مع عيسى بن مريم , فيساعده على قتل الدجال ... و أنه

يؤم هذه الأمة , و عيسى يصلي خلفه ...‏" .‏

2294 " من آذى المسلمين في طرقهم , وجبت عليه لعنتهم " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 372 :

رواه أبو بكر الشافعي في " مسند موسى بن جعفر بن محمد الهاشمي " ( 71 / 2 ) عن

موسى بن إبراهيم أخبرنا # موسى بن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده # مرفوعا .

قلت : و موسى بن إبراهيم هذا متروك . لكن له طريقا أخرى رواه الطبراني ( 1 /

312 / 1 و رقم 3050 - طبعة بغداد ) عن شعيب بن بيان حدثنا عمران القطان عن

قتادة عن أبي الطفيل عن حذيفة بن أسيد مرفوعا . قلت : و شعيب هذا ضعيف , و في "

التقريب " : " صدوق يخطىء " . و قال المنذري في " الترغيب " ( 1 / 83 ) : "

رواه الطبراني في " الكبير " بإسناد حسن " . طريق ثالث عن زكريا بن حكيم الحبطي

حدثنا عطاء بن السائب عن أبي الطفيل عن أبي ذر مرفوعا . أخرجه أبو نعيم في "

أخبار أصبهان " ( 2 / 129 ) و ابن عدي ( 148 / 1 ) و قال : " لا أعلم يرويه

بهذا الإسناد غير زكريا , و هو في جملة الذين يجمع حديثهم " . قلت : و بالجملة

, فالحديث بهذا الشاهد لا ينزل عن مرتبة الحسن . و الله أعلم .

2295 " من آذى عليا فقد آذاني " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 373 :

روي عن جمع من الصحابة :

الأول : عن # عمرو بن شاس # . رواه البخاري في " التاريخ " ( 3 / 2 / 307 ) و

الفسوي في " المعرفة " ( 1 / 329 - 330 ) و أحمد ( 3 / 483 ) و ابن حبان ( 2202

) و الحاكم ( 3 / 122 ) و صححه , و وافقه الذهبي ( ! ) و ابن عساكر ( 12 / 109

/ 2 ) عن محمد بن إسحاق حدثني أبان بن صالح حدثني الفضل بن معقل عن عبد الله بن

نيار الأسلمي عنه . ثم روى ابن عساكر من طريق موسى بن عمير عن عقيل بن نجدة بن

هبيرة عن عمرو بن شاس به . قلت : في الطريق الأولى الفضل بن معقل - و هو ابن

سنان الأشجعي - ذكره ابن أبي حاتم ( 3 / 2 / 67 ) من رواية أبان هذا فقط , و لم

يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . و في الطريق الأخرى عقيل بن نجدة , لم أجد من ذكره

. و موسى بن عمير , إن كان القرشي الأعمى فهو متروك , و إن كان التميمي العنبري

فهو ثقة . الثاني : عن # سعد بن أبي وقاص # رواه الهيثم بن كليب في " المسند "

( 15 / 2 ) و أبو يعلى ( رقم 770 ) و البزار ( 2562 ) و القطيعي في زيادته على

" فضائل الصحابة " ( 1078 ) , و ابن عساكر عن قنان النهمي حدثنا مصعب بن سعد عن

أبيه مرفوعا به . قلت : و هذا إسناد حسن , قنان هو ابن عبد الله النهمي , وثقه

ابن معين و ابن حبان , و قال النسائي : " ليس بالقوي " . الثالث : # جابر بن

عبد الله # : رواه ابن عساكر , و كذا السهمي في " تاريخ جرجان " ( 325 ) عن

إسماعيل بن بهرام الكوفي حدثني محمد بن جعفر عن أبيه عن جده عن جابر مرفوعا

بمعناه . قلت : إسماعيل هذا صدوق , توفي سنة ( 241 ) من شيوخ ابن ماجة . لكن

محمدا هذا - و هو ابن جعفر الصادق - تكلم فيه . و بالجملة , فالحديث صحيح

بمجموع هذه الطرق . ( تنبيه ) : لقد تكلم صاحبنا وصي الله بن محمد بن عباس في

تعليقه على " الفضائل " بكلام جيد على الحديث , من الطريقين الأولين , و لكنه

بعد أن ضعف الأولى , و حسن الأخرى , عاد فذهل فقال عقب الأخرى : " و مضى برقم (

981 ) بإسناد صحيح عن عمرو بن شاس نحوه " ! و أما المعلق على أبي يعلى فعلق

تحسين إسناده بسماع قنان من مصعب , مع أنه صرح بالتحديث في أبي يعلى و غيره !

2296 " من أثكل ثلاثة من صلبه فاحتسبهم على الله وجبت له الجنة " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 374 :

رواه ابن عساكر ( 14 / 354 / 1 ) عن عمرو بن الحارث أن أبا عشانة المعافري حدثه

أنه سمع # عقبة بن عامر الجهني # يقول : فذكره مرفوعا .

قلت : و هذا إسناد صحيح , رجاله ثقات , و أبو عشانة بضم المهملة و تشديد

المعجمة اسمه حي بن يومن , ثقة مشهور بكنيته . و عمرو بن الحارث من رجال

الشيخين . و قد تابعه ابن لهيعة قال : حدثنا أبو عشانة به . أخرجه أحمد ( 4 /

144 ) . و ابن لهيعة سيء الحفظ , لكن متابعة عمرو بن الحارث إياه تدل على أنه

قد حفظ , و الظاهر أن الطبراني أيضا أخرجه من طريق عمرو , فقد قال الهيثمي ( 3

/ 5 - 6 ) : " رواه أحمد و الطبراني في " الكبير " و رجال الطبراني ثقات " .

ثم تحقق ما استظهرته بعد طبع المجلد السابع عشر من " كبير الطبراني " ( 300 /

829 ) . و للحديث شواهد كثيرة تؤكد صحته , منها الحديث الآتي برقم ( 2302 ) و

ما يشار إليه تحته , و فيه زيادة هامة .

2297 " من أجل سلطان الله أجله الله يوم القيامة " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 375 :

رواه ابن أبي عاصم في السنة ( 99 / 2 ) عن ابن لهيعة عن أبي مرحوم عن رجل من

بني عدي عن # عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه # به . قلت : و هذا إسناد ضعيف من

أجل جهالة الرجل الذي لم يسم , و ضعف ابن لهيعة . لكن له طريق أخرى , يرويه

حميد بن مهران : حدثنا سعد بن أوس عن زياد بن كسيب العدوي عن أبي بكرة قال :

سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " من أكرم سلطان الله تبارك و تعالى

في الدنيا أكرمه الله يوم القيامة , و من أهان سلطان الله تبارك و تعالى في

الدنيا أهانه الله يوم القيامة " . أخرجه أحمد ( 5 / 42 , 48 - 49 ) بهذا

التمام و الطيالسي ( 2 / 167 ) الشطر الثاني منه , و من طريقه ابن حبان في "

الثقات " ( 4 / 259 ) و كذا الترمذي ( 2225 ) و قال : " حديث حسن غريب " .

قلت : و رجاله ثقات , إلا أن زياد بن كسيب لم يوثقه غير ابن حبان , و في ترجمته

ساق الحديث , و قد روى عنه مستلم بن سعيد أيضا كما في " التهذيب " . و قال في "

التقريب " : " مقبول " . قلت : يعني عند المتابعة , و قد توبع على الشطر الأول

منه في الطريق الأولى , فالحديث حسن عندي . و الله أعلم .

2298 " قتال المؤمن كفر و سبابه فسوق و لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام "

.

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 376 :

أخرجه أحمد ( 1 / 176 ) و الطبراني ( 1 / 18 / 2 ) و الضياء في " المختارة " (

1 / 338 ) من طريق عبد الرزاق أنبأنا معمر عن أبي إسحاق عن عمر بن سعيد حدثنا #

سعد بن أبي وقاص # مرفوعا . قلت : و هذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيحين غير

عمر بن سعد , و هو صدوق . و قد تابعه على الجملة الأخيرة منه أخوه محمد بن سعد

بن أبي وقاص . أخرجه أحمد ( 1 / 183 ) و أبو يعلى ( 1 / 206 ) و الطبراني أيضا

, و الضياء ( 1 / 345 ) من طريق إسرائيل عن أبي إسحاق أيضا عنه . و أبو إسحاق

مدلس مع اختلاطه . لكن الحديث صحيح , فإن هذه الجملة لها شاهد من حديث أبي أيوب

الأنصاري عند الشيخين و غيرهما , و هو مخرج في " الإرواء " ( 2089 ) . و ما

قبله له شاهد من حديث ابن مسعود عند البخاري و مسلم ( 1 / 58 ) .

2299 " من أحب أن تسره صحيفته , فيكثر فيها من الاستغفار " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 377 :

أخرجه الضياء في " المختارة " ( 1 / 297 ) من طريق الطبراني حدثنا أحمد بن يحيى

الحلواني حدثنا عتيق بن يحيى الزبيري حدثنا ابنا المنذر عبيد الله و محمد عن

هشام بن عروة عن أبيه عن # الزبير بن العوام # مرفوعا , و قال الطبراني : " لا

يروى عن الزبير إلا بهذا الإسناد , تفرد به عتيق بن يعقوب " .

قلت : محمد بن المنذر - و هو ابن الزبير بن العوام - أورده ابن أبي حاتم ( 4 /

1 / 97 ) و كذا البخاري ( 1 / 1 / 243 ) و ابن حبان في " ثقاته " ( 7 / 405 )

من رواية فليح بن محمد عنه عن أبيه . و لم يزد عليه . فهو مجهول الحال لرواية

عتيق أيضا عنه . لكن ذكره ابن حبان أيضا في مكان آخر ( 7 / 437 ) بروايته عن

هشام بن عروة , و عنه إبراهيم بن المنذر الحزامي , و كناه بأبي زيد , و قال : "

ربما أخطأ " . و قد تابعه أخوه عبيد الله كما ترى , و لكني لم أجد من ذكره إلا

ابن حبان في " الثقات " ( 7 / 152 ) برواية عتيق هذا فقط عنه . و عتيق بن يحيى

, كذا في الأصل و هو خطأ , و الصواب : ابن يعقوب كما في " الجرح و التعديل " (

3 / 2 / 46 ) و " اللسان " , و ذكر في الرواة عنه أحمد بن يحيى الحلواني هذا ,

و قد وثقه الدارقطني , و كذا أبو زرعة حيث روى عنه . و الحلواني هذا روى عنه

جمع من الحفاظ كأحمد و ابن معين و غيرهما , و وثقه جمع , ذكرهم الخطيب في "

تاريخه " ( 5 / 212 - 213 ) . قال الهيثمي في " المجمع " ( 10 / 208 ) : " رواه

الطبراني في " الأوسط " , و رجاله ثقات " . و قال المنذري في " الترغيب " ( 2 /

268 ) : " رواه البيهقي بإسناد لا بأس به " . ثم رأيت الحديث في " زوائد

المعجمين " ( ص 465 - نسخة الحرم المكي ) , و فيه " عتيق بن يعقوب " على الصواب

. و الحمد لله على توفيقه . و كذلك وقع في " شعب الإيمان " ( 1 / 364 ) للبيهقي

من طريق الحلواني . ثم رجعت إلى " المعجم الأوسط " , فوجدت الحديث فيه ( 1 / 48

/ 826 ) على الصواب أيضا , و الحمد لله رب العالمين .

2300 " من سره أن يجد طعم الإيمان فليحب المرء لا يحبه إلا لله عز وجل " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 378 :

أخرجه الطيالسي ( 2495 ) و أحمد ( 2 / 298 , 520 ) و البزار ( 1 / 50 / 63 ) من

طرق عن شعبة أخبرني يحيى بن أبي سليم سمعت عمرو بن ميمون عن # أبي هريرة # عن

النبي صلى الله عليه وسلم . قلت : و هذا إسناد حسن , رجاله ثقات رجال الشيخين

غير يحيى بن أبي سليم و هو أبو بلج الفزاري الواسطي , و هو صدوق ربما أخطأ كما

قال الحافظ . و الحديث قال الهيثمي ( 1 / 90 ) : " رواه أحمد و البزار , و

رجاله ثقات " . قلت : و أخرجه أيضا ابن نصر في " الصلاة " ( 101 / 1 ) من الوجه

المذكور و كذا الحاكم ( 1 / 4 و 4 / 168 ) , و قال : " صحيح الإسناد " , و

وافقه الذهبي . و قد خالف الطرق المشار إليها آنفا يزيد بن هارون , فقال :

حدثنا شعبة عن أشعث ابن أبي الشعثاء عن عمرو بن ميمون قال : بنحوه . أخرجه

البزار أيضا , و قال : " لا نعلم أحدا رواه عن شعبة عن أشعث هكذا إلا يزيد , و

لم يتابع عليه , و الصواب حديث أبي بلج عن عمرو عن أبي هريرة " . ( تنبيه ) :

ذكر المناوي عن العراقي أنه قال في " أماليه " : " حديث صحيح و هو من غير طريق

الحاكم " !

💦💦💦💦

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مناظرة ابن تيمية العلنية لدجاجلة البطائحية الرفاعية

  مناظرة ابن تيمية العلنية لدجاجلة البطائحية الرفاعية ( وهي من أعظم ما تصدى له وقام به شيخ الإسلام تقي الدين أحمد بن تيمية قدس الله روحه م...