حذف 12. صفحة من مدونتي

12. صفحة تحذفهم با مفتري حسبي الله ونعم الوكيل

Translate

الأربعاء، 6 مارس 2024

الجزء 21. {لسان العرب فصل الكاف}

 

  لسان العرب فصل الكاف

 ==  كبت: الكَبْتُ: الصَّرْعُ؛ كَبَتَه يَكْبِتُه كَبْتاً، فانْكَبَتَ؛ وَقِيلَ: الكَبْتُ صَرْعُ الشَّيْءِ لِوَجْهِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن اللَّهَ كَبَتَ الكافرَ أَي صَرَعَه وخَيَّبَه. وكَبَتَه اللهُ لوجْهه كَبْتاً أَي صَرَعَه اللهُ لِوَجْهِهِ، فَلَمْ يَظْفَرْ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: كُبِتُوا كَما كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ؛ وَفِيهِ: أَوْ يَكْبِتَهُمْ فَيَنْقَلِبُوا خائِبِينَ ؛ قَالَ أَبو إِسحاق: مَعْنَى كُبِتُوا أُذِلُّوا وأُخِذُوا بِالْعَذَابِ بأَن غُلِبُوا، كَمَا نزلَ بِمَنْ كَانَ قبلَهم مِمَّنْ حادَّ اللهَ؛ وَقَالَ الْفَرَّاءُ: كُبِتُوا أَي غِيظُوا وأُحْزنُوا يَوْمَ الخَنْدَقِ، كَمَا كُبِتَ مَن قاتَلَ الأَنبياءَ قَبْلَهُمْ؛ قَالَ الأَزهري: وَقَالَ مَنِ احْتَجَّ لِلْفِرَّاءِ: أَصلُ الكَبْتِ الكَبْدُ، فَقُلِبَتِ الدَّالُ تَاءً، أُخذ مِنَ الكَبِدِ، وَهُوَ مَعْدِنُ الغَيْظ والأَحْقادِ، فكأَن الغَيْظَ، لَمَّا بَلَغَ بِهِمْ مَبْلَغه، أَصابَ أَكبادَهم فأَحْرَقَها، وَلِهَذَا قِيلَ للأَعداء: هُمْ سُودُ الأَكْباد. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه رأَى طلحةَ حَزيناً مَكْبُوتاً أَي شديدَ الحُزْن؛ قِيلَ: الأَصل فِيهِ مَكْبُودٌ، بِالدَّالِ، أَي أَصابَ الحُزْنُ كَبِدَه، فَقُلِبَ الدَّالُ تَاءً. الْجَوْهَرِيُّ: الكَبْتُ الصَرْفُ والإِذْلال، يُقَالُ: كَبَتَ اللهُ العدُوَّ أَي صَرَفَه وأَذَلَّه، وكَبَتَه: أَي صَرَعَه لِوَجْهِهِ. والكَبْتُ: كَسْرُ الرجُلِ وإِخزاؤُه. وكَبَتَ اللهُ العَدُوَّ كَبْتاً: رَدَّه بغيظِه. كبرت: الكِبْريتُ: مِنَ الْحِجَارَةِ المُوقَد بِهَا؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: لَا أَحسبه عربيا صَحِيحًا. اللَّيْثُ: الكِبْريت عَينٌ تجْري، فإِذا جَمَدَ ماؤُها صارَ كِبْريتاً أَبيضَ وأَصفَرَ وأَكْدَرَ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: يُقَالُ كَبْرَتَ فلانٌ بعيرَه إِذا طَلاه بالكِبْريتِ مَخلُوطاً بالدَّسم. التَّهْذِيبُ: والكِبْريتُ الأَحمرُ يُقَالُ هُوَ مِنَ الجَوْهر، ومَعْدِنُه خَلْفَ بلادِ التُّبَّتِ، وَادِي النَّمْلِ الَّذِي مَرَّ بِهِ سُلَيْمَانَ، عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ؛ وَيُقَالُ فِي كُلِّ شَيْءٍ كِبْريتٌ، وَهُوَ يُبْسُه، مَا خَلَا الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ، فإِنه لَا يَنْكَسِرُ، فإِذا صُعِّدَ، أَي أُذِيبَ، ذهَبَ كِبْريتُه. والكِبْريتُ: الياقوتُ الأَحمرُ. والكِبْريتُ: الذهبُ الأَحمر؛ قَالَ رُؤْبَةُ: هَلْ يَعْصِمَنِّي حَلِفٌ سِخْتِيتُ، ... أَو فِضَّةٌ، أَو ذَهَبٌ كِبْريتُ؟ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: ظَنَّ رؤبةُ أَن الكِبْريتَ ذهبٌ. __________ (1) . قوله [على مساءته مقيتا] تبع الجوهري، وقال في التكملة: الرواية أُقيت أَي بضم الهمزة، قال والقافية مضمومة وبعده: يبيت الليل مرتفقاً ثقيلًا على فرش القناة وما أَبيت تعن إلي منه مؤذيات كما تبري الجذامير البروت والبروت جمع برت، فاعل تبري كترمي. والجذامير مفعوله على حسب ضبطه. (2/76) كتت: كَتَّتِ القِدْرُ والجَرَّةُ ونحوُهما تَكِتُّ كَتِيتاً إِذا غَلَتْ، وَهُوَ صوتُ الغَلَيان؛ وَقِيلَ: هُوَ صوتُها إِذا قَلَّ ماؤُها، وَهُوَ أَقَلُّ صَوْتاً وأَخْفَضُ حَالًا مِنْ غَلَيانها إِذا كثُر ماؤُها، كأَنها تَقُولُ: كَتْ كَتْ، وكذلك الجَرَّة الحديدُ إِذا صُبَّ فِيهَا الماءُ. وكَتَّ النبيذُ وغيرُه كَتّاً وكَتِيتاً: ابْتَدأَ غَلَيانُه قَبْلَ أَن يَشْتَدَّ. والكَتِيتُ: صوتُ البَكْرِ، وَهُوَ فَوْقَ الكَشِيشِ. وكَتَّ البَكْرُ يَكِتُّ كَتّاً وكَتِيتاً إِذا صاحَ صِياحاً لَيِّناً، وَهُوَ صَوتٌ بَيْنَ الكَشِيشِ والهَديرِ. وَقِيلَ: الكَتِيتُ ارْتِفَاعُ البَكْرِ عَنِ الكَشِيشِ، وَهُوَ أَوَّل هَديره. الأَصمعي: إِذا بَلَغَ الذَّكَرُ مِنَ الإِبل الهَدير، فأَوّله الكَشِيشُ، فإِذا ارْتَفع قَلِيلًا، فَهُوَ الكَتِيتُ؛ قَالَ اللَّيْثُ: يَكِتُّ، ثُمَّ يَكِشُّ، ثُمَّ يَهْدِرُ. قَالَ الأَزهري: وَالصَّوَابُ مَا قَالَ الأَصمعي. والكَتِيتُ: صوتٌ فِي صَدْر الرَّجُلِ يُشْبِهُ صوتَ البَكارة، مِنْ شدَّةِ الغَيْظ؛ وكَتَّ الرجُلُ مِنَ الغَضَب. وَفِي حَدِيثِ وَحْشِيٍّ ومَقْتلِ حَمْزَةَ، وَهُوَ مُكَبِّسٌ: لَهُ كَتِيتٌ أَي هديرٌ وغَطيط. وَفِي حَدِيثِ أَبي قَتَادَةَ: فتَكاتَّ الناسُ عَلَى المِيضَأَة، فَقَالَ: أَحْسِنُوا المَلْءَ، فكُلُّكُمْ سَيَرْوَى. التَّكاتُّ: التَّزاحُمُ مَعَ صَوتٍ، وَهُوَ مِنَ الكَتِيتِ الهَدير والغَطِيط. قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا رَوَاهُ الزَّمَخْشَرِيُّ وَشَرَحَهُ، والمحفوظُ تَكابَّ، بِالْبَاءِ الْمُوَحَّدَةِ، وَقَدْ مَضَى ذِكْرُهُ. وكَتَّ القومَ يَكُتُّهم كَتّاً: عَدَّهم وأَحْصاهم، وأَكثرُ مَا يَسْتَعْمِلُونَهُ فِي النَّفْيِ، يُقَالُ: أَتانا فِي جَيشٍ مَا يُكَتُّ أَي مَا يُعْلَمُ عَدَدُهم وَلَا يُحْصَى؛ قَالَ: إِلَّا بِجَيْشٍ، مَا يُكَتُّ عَدِيدُه، ... سُودِ الجُلُودِ، مِنَ الحديدِ، غِضابِ وَفِي الْمَثَلِ: لَا تَكُتُّه أَو تَكُتُّ النجومَ أَي لَا تَعُدُّه وَلَا تُحْصِيه. ابْنُ الأَعرابي: جَيْشٌ لَا يُكَتُّ أَي لَا يُحْصَى، وَلَا يُسْهَى أَي لَا يُحْزَرُ، وَلَا يُنْكَفُ أَي لَا يُقْطَعُ. وَفِي حَدِيثِ حُنَين: قَدْ جَاءَ جَيْشٌ لَا يُكَتُّ، وَلَا يُنْكَفُ أَي لَا يُحْصى، وَلَا يُبْلَغُ آخِرُه. والكَتُّ: الإِحْصاءُ. وفَعَل بِهِ مَا كَتَّه أَي مَا ساءَه. وَرَجُلٌ كَتٌّ: قليلُ اللَّحْمِ؛ ومَرْأَةٌ كَتٌّ، بِغَيْرِ هَاءٍ. وَرَجُلٌ كَتِيتٌ: بَخِيلٌ؛ قَالَ عَمْرِو بْنِ هُمَيْل اللِّحْيَانِيِّ: تَعَلَّمْ أَنَّ شَرَّ فَتَى أُناسٍ ... وأَوضَعَه، خُزاعِيٌّ كَتِيتُ إِذا شَرِبَ المُرِضَّةَ قَالَ: أَوكي ... عَلَى مَا فِي سِقائِكِ، قَدْ رَوِيتُ وَفِي التَّهْذِيبِ: هِيَ الكَتِيتة واللَّوِيَّة والمَعْصُودة والضَّويطَة؛ والكَتِيتُ: الرجلُ البخيلُ السَّيِّءُ الخُلُق المُغْتاظُ؛ وأَورد هَذَيْنِ الْبَيْتَيْنِ وَنَسَبَهُمَا لِبَعْضِ شُعَرَاءِ هُذَيل، وَلَمْ يُسَمِّه. وَيُقَالُ: إِنه لكَتِيتُ اليَدَين أَي بخيلٌ؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: أَصلُ ذَلِكَ مِنَ الكَتيتِ الَّذِي هُوَ صَوتُ غَلَيانِ القِدْرِ. وكَتَّ الكلامَ فِي أُذنه يَكُتُّه كَتّا: سارَّه بِهِ، كَقَوْلِكَ: قَرَّ الكلامَ فِي أُذُنِه. وَيُقَالُ: كُتَّني الحديثَ وأَكِتَّنِيه، وقُرَّني وأَقِرَّنِيه أَي أَخْبرْنِيه كَمَا سمعتَه. ومِثْله فِرَّني وأَفِرَّنِيه، وقُذَّنِيه. وَتَقُولُ: اقْتَرَّه مِنِّي يَا فلانُ، واقْتَذَّه، واكْتَتَّه أَي اسْمَعْهُ مِنِّي كَمَا سمِعتُه. التَّهْذِيبُ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ عَنْ أَعرابي فَصِيحٍ، قَالَ لَهُ: مَا تَصْنَعُ بِي؟ قَالَ: مَا كَتَّكَ وعَظاكَ وأَوْرَمَك وأَرْغَمكَ، بِمَعْنًى وَاحِدٍ. والكَتْكَتةُ: صَوْتُ الحُبَارَى. (2/77) وَرَجُلٌ كَتْكاتٌ: كَثِيرُ الْكَلَامِ، يُسْرِعُ الكلامَ ويُتْبِعُ بعضَه بَعْضًا. والكَتِيتُ والكَتْكَتَةُ: المَشْيُ رُوَيْداً. والكَتِيتُ والكَتْكَتة: تَقَارُبُ الخَطْوِ فِي سُرْعةٍ، وإِنه لكَتْكاتٌ، وَقَدْ تَكَتْكَتَ. والكَتْكَتةُ فِي الضَّحِكِ: دُونَ القَهْقَهة. وكَتْكَتَ الرجلُ: ضَحِكَ ضَحِكاً دُوناً؛ قَالَ ثَعْلَبٌ: وَهُوَ مثلُ الخَنين. الأَحمر: كَتْكَتَ فلانٌ بِالضَّحِكِ كَتْكَتَةً، وَهُوَ مِثْلُ الخَنينِ. الْفَرَّاءُ: الكُتَّة شَرَطُ الْمَالِ وقَزَمُه، وَهُوَ رُذالُه. وَفِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ كُتاتَة، وَهِيَ بِضَمِّ الْكَافِ، وَتَخْفِيفِ التَّاءِ الأُولى: نَاحِيَةٌ مِنْ أَعراض الْمَدِينَةِ لِآلِ جَعْفر بْنِ أَبي طَالِبٍ، عَلَيْهِ وعليهم السلام. كرت: سَنَة كَرِيتٌ، وحَوْلُ كَريتٌ أَي تامُّ العددِ، وَكَذَلِكَ اليومُ والشهرُ. وتَكْريتُ: أَرضٌ؛ قَالَ: لَسْنا كَمَنْ حَلَّتْ إِيادٌ دارَها ... تكريتَ، تَرْقُبُ حَبَّها أَن يُحْصَدا قَالَ ابْنُ جِنِّيٍّ: تَقْدِيرُ لَسْنَا كمَنْ حَلَّتْ إِيادٌ دَارَهَا؛ أَي كإِيادٍ الَّتِي حَلَّتْ ثُمَّ فَلَّتْ مِنْ بَعْد أَنْ حَلَّت دارَها، فَدَلَّ حَلَّتْ فِي الصِّلَةِ عَلَى حَلَّتْ هَذِهِ الَّتِي نَصَبَتْ دارَها؛ وَقِيلَ: تَكْريتُ موضع. كست: الكُسْتُ: الَّذِي يُتَبَخَّر بِهِ، لُغَةٌ فِي الكُسْطِ والقُسْطِ؛ كلُّ ذَلِكَ عَنْ كُرَاعٍ. وَفِي حَدِيثِ غُسْل الحيضِ: نُبْذَةٌ مِنْ كُسْتِ أَظْفارٍ ؛ هُوَ القُسْطُ الهِنْدِيّ عُقَارٌ مَعْرُوفٌ؛ وَفِي رِوَايَةٍ: كُسْطِ، بِالطَّاءِ، وَهُوَ هُوَ؛ وَالْكَافُ وَالْقَافُ يُبَدَّلُ أَحدهما من الآخر. كعت: الكُعَيْتُ: البُلْبُل، مَبْنِيٌّ عَلَى التَّصْغِيرِ، كَمَا تَرَى، وَالْجَمْعُ: كِعْتانٌ. وَقَدْ وَرَدَ فِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ الكُعَيْت، قَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ عُصْفُور، وأَهل الْمَدِينَةِ يُسَمُّونَهُ النُّغَرَ، وَقِيلَ: هُوَ البُلْبُلُ. وأَبو مُكْعِتٍ، عَلَى مِثَالِ مُلْجِمٍ: شاعرٌ مَعْرُوفٌ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا أَعرف لَهُ فِعْلًا. أَبو زَيْدٍ: رَجُلٌ كَعْتٌ وامرأَة كَعْتة، وَهُمَا الْقَصِيرَانِ؛ ورأَيت فِي حَوَاشِي بَعْضِ نُسَخِ الصِّحَاحِ الْمَوْثُوقِ بِهَا: والكُعْتةُ طَبَقُ القارُورةِ. كفت: الكَفْتُ: صَرْفُكَ الشيءَ عَنْ وَجْهه. كَفَته يَكْفِتُه كَفْتاً فانْكَفَتَ أَي رَجَعَ رَاجِعًا. وكَفَتَه عَنْ وَجْهه أَي صَرَفه. وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ: صلاةُ الأَوَّابين مَا بَيْنَ أَن يَنْكَفِتَ أَهلُ المَغْرب إِلى أَن يَثُوبَ أَهلُ العُشَراء أَي يَنْصرِفوا إِلى مَنازلهم. وكَفَتَ يَكْفِتُ كَفْتاً وكَفَتاناً وكِفاتاً: أَسْرَع فِي العَدْوِ والطَّيَرانِ وتَقَبَّضَ فِيهِ. والكَفَتانُ مِنَ العَدْوِ وَالطَّيَرَانِ: كالحَيَدانِ فِي شِدَّة. وفرسٌ كَفْتٌ: سَرِيعٌ؛ وفَرَسٌ كَفِيتٌ وقَبيضٌ؛ وعَدْوٌ كَفيتٌ أَي سَريع؛ قَالَ رؤْبة: تَكادُ أَيْديها تَهاوى فِي الزَّهَقْ، ... مِنْ كَفْتِها شَدًّا، كإِضْرامِ الحَرَقْ قَالَ الأَزهري: والكَفْتُ فِي عَدْوِ ذِي الْحَافِرِ سُرْعةُ قَبْضِ اليَدِ. الْجَوْهَرِيُّ: الكَفْتُ السَّوْقُ الشَّديد. وَرَجُلٌ كَفْتٌ وكَفِيتٌ: سَرِيعٌ خفيفٌ دَقيقٌ، مثلُ كَمْشٍ وكَمِيشٍ. وعَدْوٌ كَفِيتٌ وكِفاتٌ: سريعٌ. ومَرٌّ كَفِيتٌ وكِفاتٌ: سريعٌ؛ قَالَ زُهَيْرٌ: مَرًّا كِفاتاً، إِذا مَا الماءُ أَسْهَلَها، ... حَتَّى إِذا ضُرِبَتْ بالسَّوْطِ تَبْتَرِكُ (2/78) وكافَتَهُ: سابَقَهُ. والكَفِيتُ: الصَّاحِبُ الَّذِي يُكافِتُكَ أَي يُسابِقُك. والكَفِيتُ: القُوتُ مِنَ العَيْش؛ وَقِيلَ: مَا يُقِيمُ العَيْشَ. والكَفِيتُ: القُوَّةُ عَلَى النِّكَاحِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: حُبِّبَ إِليّ النساءُ والطِّيبُ، ورُزِقْتُ الكَفِيتَ أَي مَا أَكْفِتُ بِهِ مَعِيشَتي أَي أَضُمُّها وأُصْلِحُها؛ وَقِيلَ فِي تَفْسِيرِ رُزِقْتُ الكَفِيتَ أَي القُوَّة عَلَى الْجِمَاعِ؛ وَقَالَ بَعْضُهُمْ فِي قَوْلِهِ رُزِقْتُ الكَفِيتَ: إِنها قِدْرٌ أُنزلت لَهُ مِنَ السَّمَاءِ، فأَكل مِنْهَا وقَوِيَ عَلَى الْجِمَاعِ، كَمَا يُرْوَى فِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ الَّذِي يَرْوِي أَنه قَالَ: أَتاني جبريلُ بقِدْرٍ يقالُ لَهَا الكَفِيتُ، فوَجَدْتُ قوَّة أَرْبَعِينَ رَجُلًا فِي الْجِمَاعِ. والكِفْتُ، بِالْكَسْرِ: القِدْرُ الصَّغِيرَةُ، عَلَى مَا سَنَذْكُرُهُ فِي هَذَا الْفَصْلِ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ جَابِرٍ: أُعْطِيَ رسولُ الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، الكَفِيتَ؛ قِيلَ للحَسَنِ: وَمَا الكَفِيتُ؟ قَالَ: البِضَاعُ. الأَصمعي: إِنه ليَكْفِتُني عَنْ حاجَتي ويَعْفِتُني عَنْهَا أَي يَحْبِسُني عَنْهَا. وكَفَتَ الشيءَ يَكْفِتُه كَفْتاً، وكَفَّتَه: ضَمَّه وقَبَضَه؛ قَالَ أَبو ذؤَيب: أَتَوْها بِريحٍ حاوَلَتْهُ، فأَصْبَحَتْ ... تُكَفَّتُ قَدْ حَلَّتْ، وساغَ شَرابُها وَيُقَالُ: كَفَتَه اللهُ أَي قَبَضه اللهُ. والكِفاتُ: الموضعُ الَّذِي يُضَمُّ فِيهِ الشيءُ ويُقْبَضُ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفاتاً أَحْياءً وَأَمْواتاً . قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَذَا قَوْلُ أَهل اللُّغَةِ، قَالَ: وَعِنْدِي أَن الكِفاتَ هُنَا مَصْدَرٌ مِنْ كَفَتَ إِذا ضَمَّ وقَبَضَ، وأَنَّ أَحْياءً وأَمواتاً مُنْتَصِبٌ بِهِ أَي ذاتَ كِفاتٍ للأَحياء والأَموات. وكِفاتُ الأَرضِ: ظَهْرُها للأَحْياءِ، وبَطْنُها للأَمْواتِ، وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ لِلْمَنَازِلِ: كِفاتُ الأَحياء، وَلِلْمَقَابِرِ: كِفاتُ الأَمْواتِ. التَّهْذِيبُ: يُريد تَكْفِتُهم أَحياءً عَلَى ظَهْرها فِي دُورهم ومَنازلهم، وتَكْفِتُهم أَمواتاً فِي بَطْنها أَي تَحْفَظُهم وتُحْرِزهم، ونَصَبَ أَحياءً وأَمواتاً بوُقُوع الكِفاتِ عَلَيْهِ، كأَنك قُلْتَ: أَلم نَجْعَلِ الأَرضَ كِفاتَ أَحياءٍ وأَمواتٍ؟ فإِذا نَوَّنْتَ، نَصَبْتَ. وَفِي الْحَدِيثِ: يَقُولُ اللَّهُ، عَزَّ وَجَلَّ، لِلْكِرَامِ الْكَاتِبِينَ: إِذا مَرِضَ عَبْدي فاكْتُبوا لَهُ مِثْل مَا كَانَ يَعْمَلُ فِي صِحَّتهِ، حَتَّى أُعافِيَه أَو أَكْفِتَه أَي أَضُمَّه إِلى الْقَبْرِ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ الْآخَرُ: حَتَّى أُطْلِقَه مِنْ وَثاقي، أَو أَكْفِتَه إِليّ. وَفِي حَدِيثِ الشَّعْبِيِّ: أَنه كَانَ بظَهْر الكُوفةِ فالْتَفَتَ إِلى بُيوتها، فَقَالَ: هَذِهِ كِفاتُ الأَحْياء، ثُمَّ الْتَفَتَ إِلى المَقْبُرة، فَقَالَ: وَهَذِهِ كِفاتُ الأَموات ؛ يُرِيدُ تأْويلَ قَوْلُهُ، عَزَّ وَجَلَّ: أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفاتاً أَحْياءً وَأَمْواتاً . وبَقِيعُ الغَرْقَد يُسَمَّى: كَفْتة، لأَنه يُدْفَنُ فِيهِ، فيَقْبِضُ ويَضُمُّ. وكافِتٌ: غارٌ كَانَ فِي جَبَلٍ يَأْوِي إِليه اللُّصوصُ، يَكْفِتُون فِيهِ المتاعَ أَي يَضُمُّونه، عَنْ ثَعْلَبٍ، صفةٌ غَالِبَةٌ. وَقَالَ: جاءَ رجالٌ إِلى إِبراهيم بْنِ المُهاجِرِ العَرَبيّ، فَقَالُوا: إِننا نَشْكو إِليك كافِتاً؛ يَعْنُونَ هَذَا الغارَ. وكَفَتُّ الشيءَ أَكْفِتُه كَفْتاً إِذا ضَمَمْته إِلى نَفْسِكَ. وَفِي الْحَدِيثِ: نُهِينا أَن نَكْفِتَ الثِّيابَ فِي الصَّلَاةِ أَي نَضُمَّها ونَجْمَعَها مِنْ الِانْتِشَارِ، يُرِيدُ جمعَ الثَّوْب باليدين، عند الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ. وَهَذَا جِرابٌ كَفِيتٌ إِذا كَانَ لَا يُضَيِّعُ شَيْئًا مِمَّا يُجْعَل فِيهِ؛ وجِرابٌ كِفْتٌ، مِثْلُهُ. وتَكَفَّتَ ثَوْبِي إِذا تَشَمَّر وقَلَصَ. وَفِي حَدِيثِ (2/79) النبي، صلى الله عليه وَسَلَّمَ، أَنه قَالَ: اكْفِتُوا صبيانَكم، فإِن لِلشَّيْطَانِ خَطْفةً ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: يَعْنِي ضُمُّوهم إِليكم، واحْبِسُوهم فِي الْبُيُوتِ؛ يُرِيدُ عِنْدَ انْتِشار الظَّلَامِ. وكَفَتَ الدِّرْعَ بِالسَّيْفِ يَكْفِتُها، وكَفَّتها: عَلَّقَها بِهِ، فضَّمَها إِليه؛ قَالَ زُهَيْرٌ: خَدْباءُ يَكْفِتُها نِجادُ مُهَنَّدِ وكلُّ شَيْءٍ ضَمَمْتَه إِليكَ، فَقَدَ كَفَتَّه؛ قَالَ زُهَيْرٌ: ومُفاضةٍ، كالنِّهْيِ تَنْسُجُه الصَّبا، ... بَيْضاءَ، كُفِّتَ فَضْلُها بمُهَنَّدِ يَصِفُ دِرْعاً عَلَّق لابسُها، بِالسَّيْفِ، فُضُولَ أَسافِلها، فضَمَّها إِليه؛ وشَدَّده لِلْمُبَالَغَةِ. قَالَ الأَزهري: المُكْفِتُ الَّذِي يَلْبَسُ دِرْعاً طَوِيلَةً، فيَضُمُّ ذَيْلَها بمعاليقَ إِلى عُرًى فِي وَسَطها، لتَشَمَّرَ عَنْ لَابِسِهَا. والمُكْفِتُ: الَّذِي يَلْبَسُ دِرْعَين، بَيْنَهُمَا ثوبٌ. والكَفْتُ: تَقَلُّبُ الشَّيْءِ ظَهْراً لبَطْنٍ، وبَطْناً لظَهْر. وانْكَفَتُوا إِلى مَنَازِلِهِمِ: انْقَلَبُوا. والكَفْتُ: المَوْتُ؛ يُقَالُ: وقَعَ فِي النَّاسِ كَفْتٌ شَدِيدٌ أَي مَوْتٌ. والكِفْتُ، بِالْكَسْرِ: القِدْر الصَّغِيرَةُ. أَبو الْهَيْثَمِ فِي الأَمثال لأَبي عُبَيْدٍ، قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: مِنْ أَمثالهم فِيمَنْ يَظْلِمُ إِنساناً ويُحَمِّلُه مَكْرُوهًا ثُمَّ يَزيدُه: كِفْتٌ إِلى وَئِيَّةٍ أَي بَلِيَّةٌ إِلى جَنْبِها أُخْرَى؛ قَالَ: والكِفْتُ فِي الأَصل هِيَ القِدْر الصَّغِيرَةُ، والوَئِيَّةُ هِيَ الْكَبِيرَةُ مِنَ القُدور؛ قَالَ الأَزهري: هَكَذَا رَوَاهُ كِفْتٌ، بِكَسْرِ الْكَافِ، وَقَالَهُ الْفَرَّاءُ كَفْتٌ، بِفَتْحِ الْكَافِ، للقِدْر؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَهُمَا لُغَتَانِ، كَفْتٌ وكِفْتٌ. والكَفِيتُ: فرسُ حَسَّانَ بن قَتادة. كلت: كَلَتَ الشيءَ كَلْتاً: جَمَعَه، كَكَلَده. وامرأَةٌ كَلُوتٌ: جَمُوعٌ. والكَلِيتُ: الحَجر الَّذِي يُسَدُّ بِهِ وجارُ الضَّبُع، ثُمَّ يُحْفَرُ عَنْهَا؛ وَقِيلَ: هُوَ حَجَر مُسْتَطيل كالبِرْطِيل، يُسْتَرُ بِهِ وجارُ الضَّبُع كالكِلِّيتِ؛ حَكَاهُ ابْنُ الأَعرابي، وأَنشد: وصاحبٍ، صاحَبْتُه، زِمِّيتِ، ... مُنْصَلِتٍ بالقَوْم كالكِلِّيتِ والكُلْتةُ: النَّصِيبُ مِنَ الطَّعَامِ وَغَيْرِهِ. الثَّعْلَبِيُّ: فَرَسٌ فُلَّتٌ كُلَّتٌ، وفُلَتٌ كُلَتٌ إِذا كَانَ سَرِيعًا. وَفِي نَوَادِرِ الأَعراب: إِنه لكُلَتةٌ فُلَتةٌ كُفَتَةٌ أَي يَثِبُ جَمِيعًا، فَلَا يُسْتَمْكَنُ مِنْهُ لاجْتماع وَثْبه. الْفَرَّاءُ: يُقَالُ خُذْ هَذَا الإِناءَ فاقْمَعْه فِي فَمِهِ، ثُمَّ اكْلِتْه فِي فِيهِ، فإِنه يَكْتَلِتُه؛ وَذَلِكَ أَنه وَصَفَ رَجُلًا يَشْرَبُ النبيذَ يَكْلِتُه كَلْتاً ويَكْتَلِتُه. والكالِتُ: الصَّابُّ. والمُكْتَلِتُ: الشاربُ. قَالَ: وَسَمِعْتُ أَعرابيّاً يَقُولُ: أَخَذْتُ قَدَحاً مِنْ لَبَنٍ فكَلَتُّه فِي آخَرَ. أَبو مِحْجَنٍ وغيرُه: صَلَتُّ الفرسَ وكَلَتُّه إِذا رَكَضْتَه؛ قَالَ: وصَبَبْتُه مثلهُ. وَرَجُلٌ مِصْلَتٌ مِكْلَت إِذا كَانَ مَاضِيًا فِي الأُمور. قَالَ الأَزهري فِي هَذِهِ التَّرْجَمَةِ قَالَ أَبو بَكْرٍ الأَنباريُّ: كِلْتا لَا تُمال لأَن أَلفها أَلف تَثْنِيَةٍ، كأَلف غُلَامًا وَذَوَا؛ قَالَ: وَوَاحِدُ كِلْتَا كِلْتٌ، ثُمَّ قَالَ: وَمَنْ وَقَفَ عَلَى كِلْتَا، بالإِمالة، قَالَ: كِلْتَى، اسْمُ وَاحِدٍ عُبِّر بِهِ عَنِ التَّثْنِيَةِ، بِمَنْزِلَةِ شِعْرَى وذِكْرَى؛ (2/80) وَقَالَ أَيضاً فِي هَذِهِ التَّرْجَمَةِ ابْنُ السِّكِّيتِ: رَجُلٌ وُكَلة تُكَلَةإِذا كَانَ عَاجِزًا يَكِلُ أَمْرَه إِلى غَيْرِهِ، ويَتَّكِلُ عَلَيْهِ؛ قَالَ الأَزهري: وَالتَّاءُ فِي تُكَلَةٍ أَصلها الْوَاوُ، قُلِبَتْ تَاءً؛ وَكَذَلِكَ التُكْلانُ أَصله وُكْلانٌ. كمت: الكُمَيْتُ: لونٌ لَيْسَ بأَشْقَر وَلَا أَدْهَم؛ وَكَذَلِكَ الكُمَيْتُ: مِنْ أَسماء الْخَمْرِ فِيهَا حُمرة وَسَوَادٌ، وَالْمَصْدَرُ الكُمْتَة. ابْنُ سِيدَهْ: الكُمْتةُ لونٌ بَيْنَ السَّوادِ والحُمْرة، يَكُونُ فِي الْخَيْلِ والإِبل وَغَيْرِهِمَا. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: الكُمْتةُ كُمْتَتانِ: كُمْتةُ صُفْرةٍ، وكُمْتَة حُمْرةٍ. وَقَدْ كَمُتَ كَمْتاً وكُمْتةً وكَماتَةً، واكْماتَّ. والكُمَيْتُ مِنَ الْخَيْلِ، يَسْتَوي فِيهِ الْمُذَكَّرُ والمؤَنث، ولَوْنُه الكُمْتَة، وَهِيَ حُمْرة يَدْخُلُها قُنُوءٌ؛ تَقُولُ مِنْهُ: اكْمَتَّ الفرسُ اكْمِتاتاً، واكْماتَّ اكْمِيتاتاً، مثلُه، وَفَرَسٌ كُمَيْتٌ، وَبَعِيرٌ كُمَيْتٌ؛ وَكَذَلِكَ الأُنثى بِغَيْرِ هَاءٍ؛ قَالَ الكَلْحبةُ: كُمَيْتٌ غيرُ مُحْلِفةٍ، ولكِنْ ... كَلَوْنِ الصِّرْفِ، عُلَّ بِهِ الأَديمُ يَعْنِي أَنها خَالِصَةُ اللَّوْنِ، لَا يُحْلَفُ عَلَيْهَا أَنها لَيْسَتْ كَذَلِكَ. قَالَ ثَعْلَبٌ: يَقُولُ هَذِهِ الْفَرَسُ بَيِّنٌ أَنها إِلى الحُمْرة لَا إِلى السَّواد. قَالَ سِيبَوَيْهِ: سأَلت الْخَلِيلَ عَنْ كُمَيْتٍ، فَقَالَ: هُوَ بِمَنْزِلَةِ جُمَيلٍ، يَعْنِي الَّذِي هُوَ البُلْبُلُ، وَقَالَ. إِنما هِيَ حُمْرة يُخالِطُها سوادٌ، وَلَمْ تَخْلُصْ، وإِنما حَقَّروها لأَنها بَيْنَ السَّوَادِ وَالْحُمْرَةِ وَلَمْ تَخْلُصْ لواحد منهما فيقالَ لَهُ أَسْوَدُ أَو أَحمر، فأَرادوا بِالتَّصْغِيرِ أَنه مِنْهُمَا قَرِيبٌ، وإِنما هَذَا كَقَوْلِكَ: هُوَ دُوَيْنُ ذَاكَ، انْتَهَى كَلَامُ سِيبَوَيْهِ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقَدْ يُوصَفُ بِهِ المَواتُ؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ: يَظَلَّانِ، النهارَ، برأْسِ قُفٍّ ... كُمَيْتِ اللَّوْنِ، ذِي فَلَكٍ رفيعِ قَالَ: وَاسْتَعْمَلَهُ أَبو حَنِيفَةَ فِي التِّين، فَقَالَ فِي صِفَةِ بَعْضِ التِّين: هُوَ أَكْبَر تِينٍ رَآهُ الناسُ أَحْمَرُ كُمَيْتٌ، وَالْجَمْعُ كُمْتٌ، كَسَّروه عَلَى مُكَبَّره المُتَوَهَّم، وإِن لَمْ يُلْفَظ بِهِ، لأَن المُلَوَّنة يَغْلِبُ عَلَيْهَا هَذَا البِناء الأَحْمَرُ والأَشْقر؛ قَالَ طُفَيْل: وكُمْتاً مُدَمَّاةً، كأَنَّ مُتُونَها ... جَرَى فَوْقَها، واسْتَشْعَرَتْ لَوْنَ مُذْهَبِ قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: فَرْقُ مَا بَيْنَ الكُمَيْتِ والأَشْقَر فِي الْخَيْلِ بالعُرْفِ والذَّنَبِ، فإِن كَانَا أَحْمَرَين، فَهُوَ أَشْقَرُ، وإِن كَانَا أَسودين، فَهُوَ كُمَيْتٌ، قَالَ: والوَرْدُ بَيْنَهُمَا؛ والكُمَيْتُ لِلذَّكَرِ والأُنثى سَوَاءٌ. يُقَالُ مُهْرة كُمَيْتٌ؛ جَاءَ عَنِ الْعَرَبِ مُصَغَّراً، كَمَا تَرى. قَالَ الأَصمعي فِي أَلوان الإِبل: بَعِيرٌ أَحمر إِذا لَمْ يُخالِطْ حُمْرتَه شَيْءٌ، فإِن خَالَطَ حُمْرَتَه قُنوءٌ، فَهُوَ كُمَيْتٌ، وَنَاقَةٌ كُمَيْتٌ؛ فإِن اشْتَدَّت الكُمْتَةُ حَتَّى يدخلَها سوادٌ، فَتِلْكَ الرُّمْكَة؛ وَبَعِيرٌ أَرْمَكُ، فإِن كَانَ شديدَ الْحُمْرَةِ يَخْلِطُ حُمْرَتَه سوادٌ لَيْسَ بخالصٍ، فتِلْكَ الكُلْفَة؛ وَهُوَ أَكلَفُ، وَنَاقَةٌ كَلْفاء. والعَرَب تَقُولُ: الكُمَيْتُ أَقْوَى الْخَيْلِ، وأَشَدُّها حوافِرَ؛ وَقَوْلُهُ: فُلْوٌ تَرَى فيهنَّ سِرَّ العِتْقِ، ... بَيْنَ كَماتِيٍّ، وحُوٍّ بُلْقِ جَمْعُهُ عَلَى كَمْتاءَ، وإِن لَمْ يُلْفَظْ بِهِ، بَعْدَ أَن جَعَلَهُ اسْمًا كصَحْراء. والكُمَيْتُ: فَرَسُ المُعْجَبِ بْنِ سُفْيان، صفةٌ غَالِبَةٌ. والكُمَيْتُ: مِنْ أَسْمَاءِ الْخَمْرِ، لِمَا فِيهَا مِنْ سَوَادٍ (2/81) وحُمْرة؛ وَفِي الْمُحْكَمِ: الكُمَيْتُ الْخَمْرُ الَّتِي فِيهَا سَواد وحُمْرة، والمصْدَر: الكُمْتَةُ؛ وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: هُوَ اسْمٌ لَهَا كالعَلَم، يُرِيدُ أَنه قَدْ غَلَب عَلَيْهَا غَلَبةَ الاسمِ العَلَمِ، وإِن كَانَ فِي أَصله صِفَةً، وَقَدْ كُمِّتَتْ: صُيِّرتْ بالصَّنْعة كُمَيْتاً؛ قَالَ كُثَيِّرُ عَزَّةَ: إِذا مَا لَوَى صِنْعٌ بِهِ عَرَبِيَّةً، ... كَلَوْنِ الدِّهانِ، وَرْدَةً لَمْ تُكَمَّتِ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَيُقَالُ تَمْرة كُمَيْتٌ فِي لَوْنِهَا، وَهِيَ مِنْ أَصلَبِ التُّمْرانِ لِحاءً، وأَطْيَبِها مَمْضَغَةً؛ قَالَ الشَّاعِرُ «2» : بكُلِّ كُمَيْتٍ جَلْدَةٍ لَمْ تُوَسَّفِ ابْنُ الأَعرابي: الكَمِيتُ الطويلُ التَّامُّ مِنَ الشُّهُورِ والأَعْوام. والكُمَيْتُ بنُ مَعْروفٍ: شَاعِرٌ مَعْروف. كنبت: «3» : ابْنُ دُرَيْدٍ: رَجُلٌ كُنْبُتٌ وكُنابِتٌ: مُنْقَبض بَخِيل. قَالَ: وتَكَنْبَتَ الرجلُ إِذا تَقَبَّض. وَرَجُلٌ كُنْبُتٌ: وَهُوَ الصُّلْبُ الشديد. كنعت: الكَنْعَتُ: ضَرْبٌ مِنْ سَمَك الْبَحْرِ، كالكَنْعَد، وأُرى تاءَه بدَلًا. كوت: الكُوتِيُّ: القصير. كيت: التَّكْيِيتُ: تَيْسِيرُ الجَهازِ [الجِهازِ] . وكَيَّتَ الجَهازَ: يَسَّرَهُ. وتقول: كَيِّتْ جِهازَكَ [جَهازَكَ] ؛ قَالَ: كَيِّت جَهازَكَ، إِمَّا كُنْتَ مُرْتَحِلًا، ... إِني أَخافُ عَلَى أَذوادِكَ السَّبُعا وَكَانَ مِنَ الأَمر كَيْتَ وكَيْتَ، وإِن شِئْتَ كَسَرْتَ التَّاءَ، وَهِيَ كِنَايَةٌ عَنِ القِصَّة أَو الأُحْدوثة؛ حَكَاهَا سِيبَوَيْهِ. قَالَ اللَّيْثُ: تَقُولُ الْعَرَبُ كانَ مِنَ الأَمر كَيْتَ وكَيْتَ، قَالَ؛ وَهَذِهِ التَّاءُ فِي الأَصل هَاءٌ، مِثْلَ ذَيْتَ وذَيْتَ، وأَصلها كَيَّه وَذيَّه، بِالتَّشْدِيدِ، فَصَارَتْ تَاءً فِي الْوَصْلِ. وَفِي الْحَدِيثِ: بِئْسَمَا لأَحدِكم أَن يقولَ: نَسِيتُ آيةَ كَيْتَ وكَيْتَ قَالَ ابْنُ الأَثير: هِيَ كِنَايَةٌ عَنِ الأَمر، نَحْوَ كَذَا وَكَذَا. وَفِي النَّوَادِرِ: كَيَّتَ الوِكاءَ تَكْييتاً وحَشاه، بمعنى واحدٍ. ( فهرس الكتاب - فهرس المحتويات ) لسان العرب فصل اللام لبت: لَبَتَ يَدَه لَبْتاً: لَواها. واللَّبْتُ أَيضاً: ضَرْبُ الصَّدْرِ والبَطْنِ والأَقرابِ بالعَصا. الأَزهري فِي تَرْجَمَةِ بأَس: إِذا قَالَ الرَّجُلُ لِعَدُوِّه: لَا بَأْسَ عَلَيْكَ، فَقَدْ أَمَّنه، لأَنه نَفى البأْس عَنْهُ، وَهُوَ فِي لُغَةِ حِمْيَر، لَباتِ أَي لَا بأْسَ؛ قَالَ شَاعِرُهُمْ: شَرِبنا، اليَومَ، إِذ عَصَبَتْ غَلابِ، ... بتَسْهِيدٍ، وعَقْدٍ غَيْرِ بَيْنِ تَنادَوا، عِنْدَ غَدْرِهمُ: لَباتِ، ... وَقَدْ بَرَدَتْ مَعاذِرُ ذِي رُعَيْنِ ولَباتِ بِلُغَتِهِمْ: لَا بأْسَ، قَالَ: كَذَا وَجَدْتُهُ فِي كِتَابِ شمر. لتت: لَتَّ السَّوِيقَ والأَقِطَ ونحوَهما، يَلُتُّه لَتًّا: جَدَحَه، وَقِيلَ: بَسَّه بِالْمَاءِ وَنَحْوِهِ: أَنشد __________ (2) . قوله [قال الشاعر] هو الأسود بن يعفر وصدره كما في التكملة: [وَكُنْتُ إِذا مَا قُرِّبَ الزاد مولعاً] ومعنى لَمْ تُوَسَّفْ: لَمْ تُقَشَّرْ. (3) . قوله [كنبت] أَثبتها بالتاء المثناة من فوق، ولا أَصل لها بل هي بالمثلثة في رباعي المحكم والمجد والتكملة والتهذيب. ولم يذكر هنا مادة ك ن ت وذكرها في ك ون مخالفاً للجماعة. (2/82) ابْنُ الأَعرابي: سَفَّ العَجوزِ الأَقِطَ المَلْتُوتا واللُّتَاتُ: مَا لُتَّ بِهِ. اللَّيْثُ: اللَّتُّ بَلُّ السَّوِيق، والبَسُّ أَشَدُّ مِنْهُ. يُقَالُ: لَتَّ السَّوِيقَ أَي بَلَّه، ولَتَّ الشيءَ يلُتُّهُ إِذا شَدَّه وأَوثَقَه؛ وَقَدْ لُتَّ فلَانٌ بفلانٍ إِذا لُزَّ بِهِ وقُرِنَ مَعَهُ. واللَّاتُّ، فِيمَا زَعَمَ قومٌ مِنْ أَهل اللُّغَةِ: صَخْرَةٌ كَانَ عِنْدَهَا رجلٌ يَلُتُّ السَّويقَ للحاجِّ، فَلَمَّا مَاتَ، عُبِدَتْ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا أَدري مَا صِحَّةُ ذَلِكَ، وسيأْتي ذِكْرُ اللَّاتِ، بِالتَّخْفِيفِ، فِي مَوْضِعِهِ. اللَّيْثُ: اللَّتُّ الفِعْلُ مِنَ اللُّتاتِ، وكلُّ شَيْءٍ يُلَتُّ بِهِ سَوِيقٌ أَو غَيْرُهُ، نَحْوُ السَّمْن ودُهْنِ الأَلْيَةِ. وَفِي حَدِيثِ مجاهدٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى؟ قَالَ: كَانَ رجلٌ يَلُتُّ السويقَ لَهُمْ، وقرأَ: أَفرأَيتم اللَّاتَّ والعُزَّى؟ بِالتَّشْدِيدِ. قَالَ الْفَرَّاءُ: وَالْقِرَاءَةُ اللَّاتَ، بِتَخْفِيفِ التَّاءِ، قَالَ: وأَصلُه اللاتَّ، بِالتَّشْدِيدِ، لأَن الصَّنَمَ إِنما سُمِّيَ بَاسِمِ اللَّاتِّ الَّذِي كَانَ يَلُتُّ عِنْدَ هَذِهِ الأَصنام لَهَا السويقَ أَي يَخْلِطُه، فَخُفِّفَ وَجُعِلَ اسْمًا لِلصَّنَمِ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَذَكَرَ أَن التَّاءَ فِي الأَصل مُخَفَّفَةٌ للتأْنيث، وَلَيْسَ هَذَا بَابَهَا. وَكَانَ الْكِسَائِيُّ يَقِفُ عَلَى اللَّاه، بالهاءِ. قَالَ أَبو إِسحاق: وَهَذَا قياسٌ، والأَجْوَدُ اتِّباعُ الْمُصْحَفِ، وَالْوُقُوفُ عَلَيْهَا بِالتَّاءِ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَقَوْلُ الْكِسَائِيِّ يُوقَفُ عَلَيْهَا بِالْهَاءِ يَدُلُّ عَلَى أَنه لَمْ يَجْعَلْهَا مِنَ اللَّتِّ، وَكَانَ الْمُشْرِكُونَ الَّذِينَ عَبَدُوهَا عارَضُوا بِاسْمِهَا اسْمَ اللَّهِ، تَعَالَى اللهُ عُلُوًّا كَبِيرًا عَنْ إِفكهم ومُعارضتهم وإِلْحادهم فِي اسْمِهِ الْعَظِيمِ. واللُّتَاتُ: مَا فُتَّ من قُشور الخَشَب. ابْنُ الأَعرابي: اللَّتُّ الفَتّ؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ يَصِفُ الحُمُر: تَلُتُّ الحَصَى لَتّاً بسُمْرٍ رَزينةٍ ... مَوارِنَ، لَا كُزْمٍ وَلَا مَعِراتِ قَالَ: تَلُتُّ أَي تَدُقُّ. والسُّمْرُ: الحَوافِرُ. والكُزْمُ: القِصارُ؛ وَقَالَ هِمْيانُ فِي اللَّتِّ، بِمَعْنَى الدَّقِّ: حَطْماً عَلَى الأَنْفِ ووَسْماً عَلْبا، ... وبالعَصَا لَتّاً، وخَنْقاً سَأْبا قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَهَذَا حَرْفٌ صَحِيحٌ. ورُوِي عَنِ الشَّافِعِيِّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنه قَالَ فِي بَابِ التَّيَمُّمِ: وَلَا يَجُوزُ التَّيَمُّمُ بلُتَاتِ الشَّجَرِ ، وَهُوَ مَا فُتَّ مِنْ قِشْره الْيَابِسِ الأَعْلى؛ قَالَ الأَزهري: لَا أَدري لُتاتٌ أَم لِتاتٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَا أَبْقَى مِنِّي إِلا لُتاتاً ؛ اللُّتاتُ: مَا فُتَّ مِنْ قُشُور الشَّجَرِ، كأَنه قَالَ: مَا أَبْقَى مِنِّي المرضُ إِلا جِلْداً يَابِسًا كقِشْرَةِ الشَّجَرَةِ. لحت: لَحَته لَحْتاً: بَشَره وقَشَرَه، كنَحَتَه نَحْتاً؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، وَقَالَ: هَذَا رَجُلٌ لَا يَضِيرُك عَلَيْهِ نَحْتاً ولَحْتاً أَي مَا يَزيدُك عَلَيْهِ نَحْتاً للشِّعْر، ولَحْتاً لَهُ. الأَزهري: بَرْدٌ بَحْتٌ لَحْتُ أَي بَرْدٌ صَادِقٌ. ولَحَتَ فلانٌ عَصاه لَحْتاً إِذا قَشَرها؛ ولَحَتَهُ بالعَذْلِ لَحْتاً، مثلُه. وَفِي الْحَدِيثِ: إِن هَذَا الأَمْرَ لَا يزالُ فِيكُمْ، وأَنتم وُلاتُه، مَا لَمْ تُحْدِثُوا أَعمالًا، فإِذا فَعَلْتم كَذَا بَعَثَ اللهُ عَلَيْكُمْ شَرَّ خَلقِه فلَحَتُوكم كَمَا يُلْحَتُ القَضِيبُ ؛ اللَّحْتُ: القَشرُ. ولَحَتَ العَصا إِذا قَشَرها. ولَحَته إِذا أَخَذَ مَا عِنْدَهُ، وَلَمْ يَدَعْ لَهُ شَيْئًا. واللَّحْتُ واللَّتْحُ: (2/83) واحدٌ، مَقْلُوبٌ؛ وَفِي رِوَايَةٍ: فالْتَحَوكُم كَمَا يُلْتَحى القضيبُ ؛ يُقَالُ: الْتَحَيْتُ القَضيبَ ولَحَوْتُه إِذا أَخَذْتَ لِحاءَه. لخت: يُقَالُ: حَرٌّ سَخْتٌ لَخْتٌ: شديدٌ. اللَّيْثُ: اللَّخْتُ العظيمُ الجسْمِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأُراه مُعَرَّباً، وَاللَّهُ أَعلم. لصت: اللَّصْتُ، بِفَتْحِ اللَّامِ: اللِّصُّ فِي لُغَةِ طَيّئ، وَجَمْعُهُ لُصُوت، وَهُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ للطَّسِّ طَسْتٌ؛ وأَنشد أَبو عُبَيْدٍ: فَتَرَكْنَ نَهْداً عَيِّلَا أَبناؤُهُمْ، ... وبَنِي كِنانةَ كاللُّصُوتِ المُرَّدِ وَقَالَ الزُّبَيْرُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ: ولكنَّا خُلِقْنا، إِذْ خُلِقْنا، ... لَنا الحِبَراتُ، والمِسْكُ الفَتِيتُ وصَبْرٌ فِي المَواطنِ، كلَّ يَوْمٍ، ... إِذا خَفَّتْ مِنَ الفَزَع البُيوتُ فأَفْسَدَ بَطْنَ مكةَ، بَعْدَ أُنْسٍ، ... قَراضِبةٌ، كأَنهم اللُّصُوتُ لفت: لَفَتَ وجهَه عَنِ الْقَوْمِ: صَرَفَه، والْتَفَتَ التِفاتاً، والتَّلَفُّتُ أَكثرُ مِنْهُ. وتَلَفَّتَ إِلى الشَّيْءِ والْتَفَتَ إِليه: صَرَفَ وجْهَه إِليه؛ قَالَ: أَرَى المَوْتَ، بَيْنَ السَّيْفِ والنِّطْع، كامِناً، ... يُلاحِظُنِي مِنْ حيثُ مَا أَتَلَفَّتُ وَقَالَ: فَلَمَّا أَعادَتْ مِنْ بعيدٍ بنَظْرةٍ ... إِليَّ الْتِفاتاً، أَسْلَمَتْها المَحاجِرُ وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَلا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ ؛ أُمِرَ بتَرْكِ الالْتِفاتِ، لِئَلَّا يَرَى عظيمَ مَا يَنْزلُ بِهِمْ مِنَ الْعَذَابِ. وَفِي الْحَدِيثِ فِي صِفَتِهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فإِذا الْتَفَتَ، الْتَفَتَ جَمِيعًا ؛ أَراد أَنه لَا يُسارِقُ النَّظَرَ؛ وَقِيلَ: أَراد لَا يَلْوي عُنُقَه يَمْنةً ويَسْرةً إِذا نظَر إِلى الشيءِ، وإِنما يَفْعَلُ ذَلِكَ الطائشُ الخَفيفُ، وَلَكِنْ كَانَ يُقْبِلُ جَمِيعًا ويُدْبِرُ جَمِيعًا. وَفِي الْحَدِيثِ: فكانتْ مِنِّي لَفْتةٌ ؛ هِيَ المَرَّة الْوَاحِدَةُ مِنَ الالْتِفاتِ. واللَّفْتُ: اللَّيُّ. ولَفَتَه يَلْفِتُه لَفْتاً: لَوَاهُ عَلَى غَيْرِ جِهَتِهِ؛ وَقِيلَ: اللَّيُّ هُوَ أَن تَرْمِيَ بِهِ إِلى جَانِبِكَ. ولَفَتَه عَنِ الشَّيْءِ يَلْفِتُه لَفْتاً: صَرفه. الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ، عَزَّ وَجَلَّ: أَجِئْتَنا لِتَلْفِتَنا عَمَّا وَجَدْنا عَلَيْهِ آباءَنا؟ اللَّفْتُ: الصَّرْفُ؛ يُقَالُ: مَا لَفَتَك عَنْ فلانٍ أَي مَا صَرَفَك عَنْهُ؟ واللَّفْتُ: لَيُّ الشيءِ عَنْ جهتِه، كَمَا تَقْبِضُ عَلَى عُنُق إِنسانٍ فتَلْفِتُه؛ وأَنشد: ولفَتْنَ لَفْتاتٍ لَهُنَّ خَضادُ ولَفَتُّ فُلَانًا عَنْ رأْيه أَي صَرَفْتُه عَنْهُ، وَمِنْهُ الالْتِفاتُ. وَفِي حَدِيثِ حُذيفة: إِنَّ مِن أَقْرَإِ الناسِ لِلْقُرْآنِ مُنافِقاً لَا يَدَعُ مِنْهُ وَاوًا وَلَا أَلِفاً، يَلْفِتهُ بِلِسَانِهِ كَمَا تَلْفِتُ البَقرةُ الخَلى بِلِسَانِهَا ؛ اللَّفْتُ: اللَّيُّ. ولَفَتَ الشيءَ، وفَتَلَه إِذا لَوَاهُ، وَهَذَا مَقْلُوبٌ. يُقَالُ: فُلَانٌ يَلْفِتُ الكلامَ لَفْتاً أَي يُرْسِلُه وَلَا يُبالي كَيْفَ جاء. والمعنى أَنه يَقْرَأَه مِنْ غَيْرِ رَوِيَّةٍ، وَلَا تَبَصُّرٍ وتعَمُّدٍ للمأْمور بِهِ، غيرَ مُبالٍ بِمَتْلُوِّه كَيْفَ جَاءَ، كَمَا تَفْعَلُ البقرةُ بالحَشيش إِذا أَكَلَتْه. وأَصلُ اللَّفْتِ: لَيُّ الشَّيْءِ (2/84) عَنِ الطَّرِيقَةِ الْمُسْتَقِيمَةِ. وَفِي الْحَدِيثِ: إِنَّ اللهَ يُبْغِضُ البَليغَ مِنَ الرِّجَالِ الَّذِي يَلْفِتُ الكلامَ كَمَا تَلْفِتُ البقرةُ الخَلى بِلِسَانِهَا ؛ يُقَالُ: لَفَتَه يَلْفِتُه إِذا لَوَاهُ وفَتَلَه؛ ولَفَتَ عُنُقَه: لَوَاهَا. اللِّحْيَانِيُّ: ولِفْتُ الشيءِ شِقُّه، ولِفْتاه: شِقَّاه؛ واللِّفْتُ: الشِّقُّ؛ وقد أَلْفَته وتَلَفَّته. ولِفْتُه مَعَك أَي صَغْوُه. وَقَوْلُهُمْ: لَا يُلْتَفَتُ لِفْتُ فلانٍ أَي لَا يُنْظَرُ إِليه. واللَّفُوتُ مِنَ النِّسَاءِ: الَّتِي تُكْثِرُ التَّلَفُّتَ؛ وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي يَمُوتُ زَوْجُهَا أَو يُطَلِّقُهَا ويَدَعُ عَلَيْهَا صِبْياناً، فَهِيَ تُكثِر التَّلَفُّتَ إِلى صِبْيانها؛ وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي لَهَا زَوْجٌ، وَلَهَا وَلَدٌ مِنْ غَيْرِهِ، فَهِيَ تَلَفَّتُ إِلى ولَدها. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا تَتَزَوَّجَنَّ لَفُوتاً ؛ هِيَ الَّتِي لَهَا وَلَدٌ مِنْ زَوْجٍ آخَرَ، فَهِيَ لَا تَزَالُ تَلْتَفِتُ إِليه وتَشْتَغِلُ بِهِ عَنِ الزَّوْج. وَفِي حَدِيثِ الْحَجَّاجِ أَنه قَالَ لامرأَة: إِنكِ كَتُونٌ لفوتٌ أَي كَثِيرَةُ التَّلَفُّتِ إِلى الأَشياء. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: اللَّفُوتُ هِيَ الَّتِي عَيْنُها لَا تَثْبُتُ فِي مَوْضِعٍ وَاحِدٍ، إِنما هَمُّها أَن تَغْفُلَ عَنْهَا، فتَغْمِز غيركَ؛ وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي فِيهَا الْتِواءٌ وانْقِباضٌ؛ وَقَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْر: اللَّفُوتُ الَّتِي إِذا سمعتْ كلامَ الرجُل التَفَتَتْ إِليه؛ ابْنُ الأَعرابي قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لابْنِه إِيَّاكَ والرَّقُوبَ الغَضُوبَ القَطُوبَ اللَّفُوتَ؛ الرَّقُوبُ: الَّتِي تُراقِبُه أَن يموتَ فَترِثَه. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، حِينَ وصَفَ نَفْسَه بِالسِّيَاسَةِ، فَقَالَ: إِني لأُرْبِعُ، وأُشْبِعُ، وأَنْهَزُ اللَّفُوتَ «4» ، وأَضُمُّ العَنُودَ، وأُلْحِقُ العَطُوفَ، وأَزْجُرُ العَرُوضَ. قَالَ أَبو جَميلٍ الكِلابيّ: اللَّفُوتُ الناقةُ الضَّجُورُ عِنْدَ الحَلَبِ، تَلْتَفِتُ إِلى الحالِبِ فتَعَضُّه، فيَنْهَزُها بِيَدِهِ فَتَدِرُّ، وَذَلِكَ لتَفْتَدِيَ باللَّبن مِنَ النَّهْزِ، وَهُوَ الضَّرْبُ، فَضَرَبها مَثَلًا لِلَّذِي يَسْتَعْصِي ويَخْرُج عَنِ الطاعَة. والمُتَلَفَّتَةُ: أَعْلى عَظْمِ العاتِقِ مِمَّا يَلي الرَّأْسَ. والأَلْفَتُ: القَوِيُّ اليَدِ الَّذِي يَلْفِتُ مَنْ عالجَه أَي يَلْويه. والأَلْفَتُ والأَلْفَكُ فِي كَلَامِ تَميم: الأَعْسَرُ، سُمِّيَ بِذَلِكَ لأَنه يَعْملُ بجانِبه الأَمْيَل؛ وَفِي كَلَامِ قَيْسٍ: الأَحْمَقُ، مِثْلُ الأَعْفَتِ، والأُنْثَى: لَفْتاءُ. وكُلُّ مَا رَمَيْتَهُ لِجانِبكَ: فقدْ لَفَتَّه. واللَّفاتُ أَيضاً: الأَحْمَقُ. واللَّفُوتُ: العَسِرُ الخُلُق. الْجَوْهَرِيُّ: واللَّفاتُ الأَحْمَقُ العَسِرُ الخُلُق. ولَفَتَ الشيءَ يَلْفِتهُ لَفْتاً: عَصَدَه، كَمَا يُلْفَتُ الدقيقُ بالسَّمْن وَغَيْرِهِ. واللَّفِيتَةُ: أَن يُصَفَّى ماءُ الحَنْظَلِ الأَبْيَضِ، ثُمَّ تُنْصَبَ بِهِ البُرْمةُ، ثُمَّ يُطْبَخَ حَتَّى يَنْضَجَ ويَخْثُر، ثُمَّ يُذَرَّ عَلَيْهِ دقيقٌ؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. واللَّفِيتَةُ: العَصِيدة المُغَلَّظةُ؛ وَقِيلَ: هِيَ مَرَقة تُشْبهُ الحَيْسَ؛ وَقِيلَ: اللَّفْتُ كالفَتْلِ، وَبِهِ سُمِّيَتِ الْعَصِيدَةُ لَفِيتَةً، لأَنها تُلْفَتُ أَي تُفْتَلُ وتُلْوَى. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنه ذَكَرَ أَمره فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وأَن أُمه اتَّخَذتْ لَهُمْ لَفِيتَةً مِنَ الهَبِيدِ ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: اللَّفِيتَةُ العَصِيدة المُغَلَّظةُ، وَقِيلَ: هِيَ ضَرْبٌ مِنَ الطَّبيخ، لَا أَقِفُ عَلَى حَدِّه؛ وَقَالَ: أُراه الحِساءَ ونحْوَه. والهَبِيدُ: الحَنْظَلُ. وتَيْسٌ أَلْفَتُ: مُعْوَجُّ القَرْنَيْن. اللَّيْثُ: والأَلْفَتُ مِنَ التُّيوسِ الَّذِي اعْوَجَّ قَرْناه والتَوَيا. وتَيْسٌ أَلْفَتُ: بَيِّن اللَّفَتِ إِذا كان مُلْتَوِيَ __________ (4) . قوله [وأَنهز اللفوت] الذي في النهاية وأَردَّ اللفوت. وكتب بهامشها: وفي رواية وأَنهز اللفوت. (2/85) أَحَدِ القَرْنَيْنِ عَلَى الْآخَرِ. ابْنُ سِيدَهْ: واللِّفْتُ، بِالْكَسْرِ، السَّلْجم؛ الأَزهري: السَّلْجَمُ يُقَالُ لَهُ اللِّفْتُ، قَالَ: وَلَا أَدْرِي أَعَرَبيٌّ هُوَ أَم لَا؟ ولَفَتَ اللِّحَاءَ عَنِ الشَّجر لَفْتاً: قَشَرَهُ. وَحَكَى ابْنُ الأَعرابي عَنْ العُقَيْلي: وعَدْتَني طَيْلَساناً ثُمَّ لَفَتَّ بِهِ فُلَانًا أَي أَعْطَيْتَه إِياه. ولِفْتٌ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ مَعْقِلُ بْنُ خُوَيْلدٍ: نَزِيعاً مُحْلِباً مِنْ آلِ لِفْتٍ ... لحَيٍّ، بَيْنَ أَثْلَة، فالنِّجَامِ وَفِي الْحَدِيثِ: ذِكرُ ثَنِيَّةِ لِفْتٍ؛ وَهِيَ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ، قَالَ ابْنُ الأَثير: واخْتُلِفَ فِي ضَبْط الْفَاءِ، فسُكِّنَتْ وفُتِحَتْ، وَمِنْهُمْ مَنْ كَسَرَ اللام مع السكون. لكت: اللَّكَتُ «1» : تَشَقُّقٌ فِي مِشْفَرِ البعير. لوت: لاتَه يَلُوتُه لَوْتاً: نَقَصَه حَقَّه؛ وَسَنَذْكُرُ ذَلِكَ فِي لَيْتَ. ولاتَ: كلمةٌ مَعْنَاهَا لَيْسَ، تَقَعُ عَلَى لَفْظِ الحِينِ خاصَّةً، عِنْدَ سِيبَوَيْهِ، فَتَنْصِبُهُ؛ وَقَدْ يُجَرُّ بِهَا ويُرْفَعُ، إِلا أَنك إِذا لَمْ تُعْمِلْها فِي الْحِينِ خاصَّةً، لَمْ تُعْمِلها فِيمَا سِوَاهُ؛ وزَعَمُوا أَنها لَا، زِيدتْ عَلَيْهَا التَّاءُ، والله أَعلم. ليت: لاتَه حَقَّه يَليتُه لَيْتاً، وأَلاتَه: نَقَصه، والأُولى أَعلى. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمالِكُمْ شَيْئاً ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: مَعْنَاهُ لَا يَنْقُصْكم، وَلَا يَظْلِمْكم مِنْ أَعمالكم شَيْئًا، وَهُوَ مِنْ لاتَ يَلِيتُ؛ قَالَ: والقُرَّاءُ مُجْتَمِعُونَ عَلَيْهَا. قَالَ الزَّجَّاجُ: لاتَه يَلِيتُه، وأَلاتَه يُلِيتُه، وأَلَته يَأْلِتُه إِذا نَقَصَه، وقُرئ قَوْلُهُ تَعَالَى: وَمَا لِتْناهم، بِكَسْرِ اللَّامِ، مِن عَمَلِهمْ مِن شَيْءٍ؛ قَالَ: لاتَه عَنْ وَجْهه أَي حَبَسَه؛ يَقُولُ: لَا نُقْصانَ وَلَا زِيَادَةَ؛ وَقِيلَ فِي قَوْلِهِ: وَما أَلَتْناهُمْ ؛ قَالَ: يَجُوزُ أَن يَكُونَ مِنْ أَلَتَ وَمِنْ أَلاتَ؛ قَالَ: وَيَكُونُ لاتَه يَلِيتُه إِذا صَرَفه عَنِ الشَّيْءِ؛ وَقَالَ عُرْوة بْنِ الوَرْد: ومُحْسِبةٍ مَا أَخْطَأَ الحَقُّ غَيْرَها، ... تَنَفَّسَ عنْها حَيْنُها، فَهِيَ كالشَّوي فأَعْجَبَنِي إِدامُها وسَنامُها، ... فبِتُّ أُلِيتُ الحَقَّ، والحَقُّ مُبْتَلِي أَنشده شَمِرٌ وَقَالَ: أُلِيتُ الحقَّ أُحِيلُه وأَصْرِفُه، ولاتَه عَنْ أَمْره لَيْتاً وأَلاتَهُ: صَرَفه. ابْنُ الأَعرابي: سَمِعْتُ بَعْضَهُمْ يَقُولُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَا يُفاتُ وَلَا يُلاتُ وَلَا تَشْتَبهُ عَلَيْهِ الأَصوات؛ يُلاتُ: مِنْ أَلاتَ يُلِيتُ، لُغَةٌ فِي لاتَ يَلِيتُ إِذا نَقَصَ، وَمَعْنَاهُ: لَا يُنْقَصُ وَلَا يُحْبسُ عَنْهُ الدُّعاء؛ وَقَالَ خَالِدُ بنُ جَنْبةَ: لَا يُلاتُ أَي لَا يَأْخُذُ فِيهِ قولُ قَائِلٍ أَي لَا يُطيعُ أَحَداً. قَالَ: وَقِيلَ للأَسدِيَّة مَا المُداخَلَةُ؟ فَقَالَتْ: أَن تُلِيتَ الإِنسانَ شَيْئًا قَدْ عَمِلَهُ أَي تَكْتُمَه وتأْتي بِخَبرٍ سِوَاهُ. ولاتَه لَيْتاً: أَخْبَرَه بِالشَّيْءِ عَلَى غَيْرِ وَجْهِهِ؛ وَقِيلَ: هُوَ أَن يُعَمِّيَ عَلَيْهِ الخَبَر، فيُخْبرَه بِغَيْرِ مَا سأَله عَنْهُ: قَالَ الأَصمعي: إِذا عَمَّى عَلَيْهِ الخَبَر، قِيلَ: قَدْ لاتَه يَليتُه لَيْتاً: وَيُقَالُ: مَا أَلاتَه مِنْ عَمَله شَيْئًا أَي مَا نَقَصَه، مِثْلَ أَلَته؛ عَنْهُ، وأَنشد __________ (1) . قوله [اللكت] أَي بالمثناة الفوقية محركاً. أَثبته ابن سيدة وحده في المحكم وأَهمله المجد وأثبته بالمثلثة تبعاً للصاغاني والتهذيب. (2/86) لعَدِيّ بْنُ زَيْدٍ: ويَاْكُلْنَ مَا أَعْنَى الوَلِيُّ فَلَمْ يُلِتْ، ... كأَنَّ، بِحافاتِ النِّهاءِ، المَزَارِعَا قَوْلُهُ: أَعْنَى أَنْبَتَ. والوَلِيُّ: المَطَرُ تَقَدَّمه مطَرٌ، وَالضَّمِيرُ فِي يَأْكُلْنَ يَعُودُ عَلَى حُمُرٍ، ذَكَرَهَا قَبْلَ الْبَيْتِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَلاتَ حِينَ مَناصٍ ؛ قَالَ الأَخْفَش: شَبَّهوا لاتَ بلَيْسَ، وأَضمروا فِيهَا اسمَ الْفَاعِلِ، قَالَ: وَلَا يَكُونُ لاتَ إِلَّا مَعَ حِينَ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هَذَا الْقَوْلُ نَسَبَهُ الْجَوْهَرِيُّ للأَخفش، وَهُوَ لِسِيبَوَيْهِ لأَنه يَرَى أَنها عَامِلَةٌ عَمَلَ لَيْسَ، وأَما الأَخفش فَكَانَ لَا يُعْمِلُها، ويَرْفَعُ مَا بَعْدَهَا بِالِابْتِدَاءِ إِن كَانَ مَرْفُوعًا، وَيَنْصِبُهُ بإِضمار فعلٍ إِن كَانَ مَنْصُوبًا؛ قَالَ: وَقَدْ جَاءَ حَذْفُ حِينَ مِنَ الشِّعْرِ «1» ؛ قَالَ مازنُ بْنُ مَالِكٍ: حَنَّتْ ولاتَ هَنَّتْ وأَنَّى لَكَ مَقْرُوع . فَحَذَفَ الْحِينَ وَهُوَ يُرِيدُهُ. وقرأَ بَعْضُهُمْ: ولاتَ حِينُ مَنَاصٍ؛ فَرَفَعَ حِينَ، وأَضْمَر الخَبر؛ وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: هِيَ لَا، وَالتَّاءُ إِنما زِيدت فِي حِينَ، وَكَذَلِكَ فِي تَلانَ وأَوانَ؛ كُتِبَتْ مُفْرَدَةً؛ قَالَ أَبو وَجْزة: العاطِفُونَ تَحِينَ مَا مِنْ عاطِفٍ، ... والمُطْعِمُونَ زَمانَ أَينَ المُطْعِمُ؟ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ صَوَابُ إِنشاده: العاطِفُونَ تَحِينَ مَا مِنْ عاطِفٍ، ... والمُنْعِمُونَ زَمانَ أَيْنَ المُنْعِمُ؟ واللَّاحِفُونَ جِفانَهُمْ قَمْعَ الذُّرَى، ... والمُطْعِمُونَ زَمانَ أَيْنَ المُطْعِمُ؟ قَالَ المُؤَرِّجُ: زِيدَتِ التَّاءُ فِي لَاتَ، كَمَا زِيدَتْ فِي ثُمَّت ورُبَّت. واللِّيتُ، بِالْكَسْرِ: صَفْحة العُنُق؛ وَقِيلَ: اللِّيتان صَفْحَتا العُنُق؛ وَقِيلَ: أَدْنَى صَفْحَتَي العُنُق مِنَ الرأْس، عَلَيْهِمَا يَنْحَدِرُ القُرْطَانِ، وَهُمَا وَرَاءَ لِهْزِمَتَي اللَّحْيَيْن؛ وَقِيلَ: هُمَا مَوْضِعُ المِحْجَمَتَيْن؛ وَقِيلَ: هُمَا مَا تَحْتَ القُرْطِ مِنَ العُنُق، وَالْجَمْعُ أَلْياتٌ ولِيتَةٌ. وَفِي الْحَدِيثُ: يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَلَا يَسمَعُه أَحدٌ إِلا أَصْغَى لِيتاً أَي أَمَالَ صَفْحة عُنُقِه. ولِيتُ الرَّمْلِ: لُعْطُه، وَهُوَ مَا رَقَّ مِنْهُ وطالَ أَكثر مِنَ الإِبطِ. واللِّيتُ: ضَربٌ مِنَ الخَزَمِ. ولَيْتَ، بِفَتْحِ اللَّامِ: كلمةُ تَمنٍّ؛ تَقُولُ: لَيْتَنِي فَعَلْتُ كَذَا وَكَذَا، وَهِيَ مِنَ الْحُرُوفِ النَّاصِبَةِ، تَنْصِبُ الاسمَ وتَرْفَعُ الْخَبَرَ، مِثْلَ كأَنَّ وأَخواتها، لِأَنها شَابَهَتِ الأَفعال بقوَّة أَلفاظها وَاتِّصَالِ أَكثر الْمُضْمَرَاتِ بِهَا وَبِمَعَانِيهَا، تَقُولُ: لَيْتَ زَيْدًا ذاهبٌ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: يَا لَيْتَ أَيامَ الصِّبا رَواجِعَا فإِنما أَراد: يَا لَيْتَ أَيام الصِّبا لَنَا رَوَاجِعَ، نَصَبَهُ عَلَى الْحَالِ؛ قَالَ: وَحَكَى النَّحْوِيُّونَ أَن بَعْضَ الْعَرَبِ يَسْتَعْمِلُهَا بِمَنْزِلَةِ وَجَدْتُ، فيُعَدِّيها إِلى مَفْعُولَيْنِ، ويُجْريها مُجْرَى الأَفعال، فَيَقُولُ: لَيْتَ زَيْدًا شَاخِصًا، فَيَكُونُ الْبَيْتُ عَلَى هَذِهِ اللُّغَةِ؛ وَيُقَالُ: لَيْتي ولَيْتَنِي، كَمَا قَالُوا: لعَلِّي ولَعَلَّنِي، وإِنِّي وإِنَّنِي؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقَدْ جَاءَ فِي الشِّعْرِ لَيْتي؛ أَنشد سِيبَوَيْهِ لزيدِ الخَيْلِ: تَمَنَّى مِزْيَدٌ زَيْداً، فلاقَى ... أَخاً ثِقَةً، إِذا اخْتَلَفَ العَوَالي كمُنْيَةِ جابرٍ إِذ قَالَ: لَيْتِي ... أُصادِفُه، وأُتْلِفُ جُلَّ مَالِي __________ (1) . قوله [من الشعر] كذا قال الجوهري أيضاً. وقال في المحكم إنه ليس بشعر. (2/87) ولاتَهُ عَنْ وَجْهِه يَلِيتُه ويَلُوتُه لَيْتاً أَي حَبَسه عَنْ وَجْهه وصَرَفه؛ قَالَ الرَّاجِزُ: وليلةٍ ذاتِ نَدًى سَرَيْتُ، ... وَلَمْ يَلِتْنِي عَنْ سُراها لَيْتُ وَقِيلَ: مَعْنَى هَذَا لَمْ يَلِتْني عَنْ سُراها أَنْ أَتَنَدَّم فأَقول لَيْتَني مَا سَرَيْتُها؛ وَقِيلَ: مَعْنَاهُ لَمْ يَصْرِفْني عَنْ سُراها صارِفٌ إِن لَمْ يَلِتْني لائِت، فَوَضَعَ الْمَصْدَرَ مَوْضِعَ الِاسْمِ؛ وَفِي التَّهْذِيبِ: إِن لَمْ يَثْنِني عَنْهَا نَقْصٌ، وَلَا عَجْزٌ عَنْهَا، وَكَذَلِكَ: أَلاته عَنْ وَجْهه، فَعَلَ وأَفْعَلَ، بمعنًى. ( فهرس الكتاب - فهرس المحتويات ) لسان العرب فصل الميم متت: اللَّيْثُ: متَّى اسْمٌ أَعجمي. والمَتُّ كالمَدّ، إِلا أَن المَتَّ يُوصَلُ بقَرابةٍ ودالةٍ يُمَتُّ بِهَا؛ وأَنشد: إِن كنتَ فِي بَكْرٍ تَمُتُّ خُؤُولةً، ... فأَنا المُقَابَلُ فِي ذُرَى الأَعْمامِ والمَاتَّة: الحُرْمةُ والوَسِيلَةُ، وجمْعُها مَوَاتُّ. يُقَالُ: فُلَانٌ يَمُتُّ إِليك بقَرابةٍ. والمَوَاتُّ: الوسائلُ؛ ابْنُ سِيدَهْ: مَتَّ إِليه بِالشَّيْءِ يَمُتُّ مَتًّا: تَوَسَّلَ، فَهُوَ ماتٌّ؛ أَنشد يَعْقُوبُ: نَمُتُّ بأَرْحامٍ، إِليك، وَشِيجَةٍ، ... وَلَا قُرْبَ بالأَرْحَامِ مَا لَمْ تُقَرَّبِ والمَتَاتُ: مَا مُتَّ بِهِ. ومَتَّه: طَلَبَ إِليه المَتاتَ. ابْنُ الأَعرابي: مَتْمَتَ الرجلُ إِذا تَقَرَّبَ بِمَوَدَّةٍ أَو قَرَابة. قَالَ النَّضْر: مَتَتُّ إِليه برَحِمٍ أَي مَدَدْتُ إِليه وتَقَرَّبْتُ إِليه؛ وَبَيْنَنَا رَحِمٌ ماتَّةٌ أَي قَرِيبَةٌ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ الله وَجْهَهُ: لَا يَمُتَّانِ إِلى اللَّهِ بِحَبْلٍ، وَلَا يَمُدَّانِ إِليه بِسَبَبٍ ؛ المَتُّ: التَّوَسُّلُ والتَّوصُّلُ بحُرْمةٍ أَو قرَابة أَو غَيْرِ ذَلِكَ. ومَتَّ فِي السَّير: كمَدَّ. والمَتُّ: المَدُّ، مَدُّ الحَبْل وَغَيْرِهِ. يُقَالُ: مَتَّ ومَطَّ، وقَطَلَ «2» ومَغَطَ، وشبَحَ، بِمَعْنًى وَاحِدٍ. ومتَّ الشيءَ مَتًّا: مدَّه. وتَمَتَّى فِي الحَبْل: اعْتَمَدَ فِيهِ ليَقْطَعَه أَو يَمُدَّه. وتَمَتَّى: لُغَةٌ كتَمَطَّى فِي بَعْضِ اللُّغَاتِ، وأَصلُهما جَمِيعًا تَمَتَّتَ، فَكَرِهُوا تَضْعِيفَهُ، فأُبْدلَتْ إِحدى التَّاءَيْنِ يَاءً، كَمَا قَالُوا: تَظَنَّى، وأَصله تَظَنَّن، غَيْرُ أَنه سُمع تَظَنَّنَ، وَلَمْ يُسْمع تمَتَّتَ فِي الحَبْل. ومتٌّ: اسْمٌ. ومتَّى: أَبو يونُسَ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، سُرْيانيّ؛ وَقِيلَ: إِنما سُمِّيَ مَتْثَى، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ مِنْ حَرْفِ الثَّاءِ؛ الأَزهري: يُونُسُ بنُ مَتَّى نبيٌّ، كَانَ أَبوه يُسَمَّى مَتَّى، عَلَى فَعْلَى؛ فُعِل ذَلِكَ لأَنهم لَمَّا لَمْ يَكُنْ لَهُمْ فِي كَلَامِهِمْ فِي إِجراء الِاسْمِ بَعْدَ فَتْحِهِ عَلَى بِنَاءِ مَتَّى، حَمَلُوا الْيَاءَ عَلَى الْفَتْحَةِ الَّتِي قَبْلَهَا، فَجَعَلُوهَا أَلفاً، كَمَا يَقُولُونَ: مِنْ غَنَّيْتُ غَنَّى، وَمِنْ تَغَنَّيْتُ تَغَنَّى، وَهِيَ بِلُغَةِ السُّرْيَانِيَّةِ مَتَّى؛ وأَنشد أَبو حَاتِمٍ قَوْلَ مُزاحم العُقَيْليِّ: أَلم تَسْأَلِ الأَطْلالَ: متَّى عُهودُها؟ ... وهلْ تَنْطِقَنْ بَيْداءُ قَفْرٌ صَعِيدُها؟ قَالَ أَبو حَاتِمٍ: سأَلت الأَصمعي عَنْ مَتَّى فِي هَذَا الْبَيْتِ، فَقَالَ: لَا أَدري وَقَالَ أَبو حَاتِمٍ: ثَقَّلَها كَمَا تُثَقَّلُ رُبَّ وَتُخَفَّفُ، وَهِيَ مَتَى خَفِيفَةٌ فثَقَّلَها؛ __________ (2) . قوله [وقطل] كذا بالأَصل والتهذيب، ولعله محرف عن معط، بالميم والعين المهملة. (2/88) قَالَ أَبو حَاتِمٍ: وإِن كَانَ يُرِيدُ مَصْدَرَ مَتَتُّ مَتًّا أَي طَويلًا أَو بعِيداً عُهودُها بِالنَّاسِ، فَلَا أَدري. والمَتُّ: النَّزْعُ عَلَى غير بَكَرةٍ. محت: عَرَبيٌّ مَحْتٌ بَحْتٌ أَي خَالِصٌ. وَيَوْمٌ مَحْتٌ: شديدُ الحَرِّ، مثلُ حَمْتٍ. وَلَيْلَةٌ مَحْتةٌ، وَقَدْ مَحُتَا. والمَحْتُ: الْعَاقِلُ اللبيبُ؛ وَقِيلَ: المجتمعُ القلبِ الذَّكِيُّه، وجَمْعُه مُحُوتٌ، ومُحَتاء، كأَنهم توهَّمُوا فِيهِ مَحِيتاً، كَمَا قَالُوا سَمْحٌ وسُمَحَاءُ. والمَحْتُ: الشَّدِيدُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. مرت: المَرْتُ: مَفَازَةٌ لَا نَبَاتَ فِيهَا. أَرْضٌ مَرْتٌ، وَمَكَانٌ مَرتٌ: قَفْرٌ لَا نَبَاتَ فِيهِ؛ وَقِيلَ: الأَرضُ الَّتِي لَا نَبْتَ فِيهَا؛ وَقِيلَ: المَرْتُ الَّذِي لَيْسَ بِهِ قَلِيلٍ وَلَا كَثِيرٌ؛ وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي لَا يَجفُّ ثَرَاه، وَلَا يَنْبُت مَرْعاه. وَقِيلَ: المَرْتُ الأَرضُ الَّتِي لَا كلأَ بِهَا وإِن مُطِرَتْ، وَالْجَمْعُ أَمْراتٌ ومُرُوتٌ؛ قَالَ خِطامٌ المُجاشِعِيُّ: ومَهْمَهَيْنِ قَذَفَيْنِ مَرْتَيْنِ، ... ظَهْرَاهُما مثلُ ظُهورِ التُّرْسَيْن، جُبْتُهما بالنَّعْتِ لَا بالنَّعْتَيْن وَالِاسْمُ: المُروتةُ. وَحَكَى بَعْضُهُمْ: أَرضٌ مَرُوتٌ كمَرْتٍ؛ قَالَ كُثَيِّرٌ: وقَحَّمَ سَيْرَنا مِنْ قُورِ حِسْمَى ... مَرُوتُ الرِّعْيِ، ضاحيةُ الظِّلالِ هَكَذَا رَوَاهُ أَبو سَعِيدٍ السُّكَّري بِالْفَتْحِ، وَغَيْرُهُ يَرْوِيه مُرُوتُ الرِّعْيِ، بِالضَّمِّ؛ وَقِيلَ أَيضاً: أَرضٌ مَمْرُوتةٌ؛ قَالَ ابْنُ هَرْمَةَ: كَمْ قَدْ طَوَيْنَ، إِليك، مِنْ مَمْرُوتَةٍ ... ومَناقِلٍ مَوْصُولةٍ بِمَناقِلِ وأَرضٌ مَرْتٌ ومَرُوتٌ، فإِنْ مُطِرَتْ فِي الشِّتَاءِ فإِنها لَا يُقَالُ لَهَا مَرْتٌ، لِأَن بِهَا حِينَئِذٍ رَصَداً؛ والرَّصَدُ الرَّجاءُ لَهَا، كَمَا تُرْجَى الْحَامِلَةُ؛ وَيُقَالُ: أَرضٌ مُرْصِدة، وَهِيَ قَدْ مُطِرَتْ، وَهِيَ تُرْجَى لأَن تُنْبِتَ؛ قَالَ رؤْبة: مَرْتٌ ينَاصِي خَرْقَها مَرُوتُ وَقَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ: يَطْرَحْنَ، بالمهَارِقِ الأَغْفَالِ، ... كلَّ جَنِينٍ لَثِقِ السِّرْبالِ حَيِّ الشَّهِيقِ، مَيِّتِ الأَوْصالِ، ... مَرْتِ الحَجاجَيْنِ مِنَ الإِعْجالِ يَصِفُ إِبلًا أَجهَضَت أَولادَها قبلَ نَبات الوَبر عَلَيْهَا، يَقُولُ: لَمْ يَنْبُتْ شَعَرُ حَجاجَيْهِ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: كأَنَّ التَّاءَ مُبْدَلَةٌ مِنَ المَرْثِ. ورجلٌ مَرْتُ الْحَاجِبِ إِذا لَمْ يَكُنْ عَلَى حَاجِبِهِ شَعْرٌ؛ وأَنشد بَيْتَ ذِي الرُّمَّةِ: مَرْتِ الحَجاجَينِ مِنَ الإِعْجالِ والمَرُّوتُ: بَلَدٌ لباهلةَ، وعَزاه الفَرَزدَقُ والبَعِيثُ إِلى كُلَيْبٍ؛ فَقَالَ الْفَرَزْدَقُ: تَقُولُ كليبٌ، حينَ مَتَّتْ جُلُودُها، ... وأَخْصَبَ مِنْ مَرُّوتِها كلُّ جانِبِ وَقَالَ البَعِيثُ: أَأَنْ أَخْصَبَتْ مِعْزَى عَطِيَّةَ، وارْتَعَتْ ... تِلاعاً مِنَ المَرُّوتِ أَحْوَى جَمِيمُها إِلى أَبيات كَثِيرَةٍ نَسَبَا فِيهَا المَرُّوت إِلى كُلَيْبٍ. الصِّحَاحُ: المَرُّوتُ، بِالتَّشْدِيدِ، اسْمُ وادٍ؛ قَالَ أَوسٌ: وَمَا خَليجٌ مِنَ المَرُّوتِ ذُو شُعَبٍ، ... يَرْمِي الضَّريرَ بخُشْبِ الطَّلْحِ والضَّالِ (2/89) وَمِنْهُ: يَوْمُ المَرُّوت، بَيْنَ بَنِي قُشَيرٍ وتَميم. ومَرَتَ الخُبْزَ فِي الْمَاءِ: كمَرَدَه، حَكَاهُ يَعْقُوبُ؛ وَفِي المُصَنَّف: مَرَثَه، بِالثَّاءِ. والمَرْمَريتُ: الداهيةُ؛ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: إِنَّ التاءَ بدل من السين. مصت: مَصَتَ الرجلُ المرأَةَ مَصْتاً: نَكَحَها، كمَصَدَها. غَيْرُهُ: المَصْتُ لُغَةٌ فِي المَصْدِ، فإِذا جَعَلُوا مكانَ السِّينِ صَادًا، جَعَلُوا مَكَانَ الطَّاءِ تَاءً، وَهُوَ أَن يُدْخِلَ يَدَه فيَقْبِضَ عَلَى الرَّحِم، فيَمْصُتَ مَا فِيهَا مَصْتاً. ابْنُ سِيدَهْ: مَصَتَ الناقَةَ مَصْتاً: قَبَضَ عَلَى رَحِمها، وأَدخل يَده فاستخرجَ ماءَها. والمَصْتُ: خَرْطُ مَا فِي المَعي بالأَصابع لإِخراج مَا فيه. معت: مَعَتَ الأَدِيمَ يَمْعَتُه مَعْتاً: دَلَكه، وَهُوَ نحوٌ من الدَّلْكِ. مقت: المُقِيتُ: الحافِظُ. الأَزهري: المُقِيتُ، الْمِيمُ فِيهِ مَضْمُومَةٌ وَلَيْسَتْ بأَصلية، وَهُوَ فِي الْمُعْتَلَّاتِ. ابْنُ سِيدَهْ: المَقْتُ أَشَدُّ الإِبْغاضِ. مَقُتَ مَقاتَةً، ومَقَتَه مَقْتاً: أَبْغضه، فَهُوَ مَمْقُوتٌ ومَقِيتٌ، ومَقَّتَه؛ قَالَ: وَمَنْ يُكْثِرِ التَّسْآلَ، يَا حُرُّ، لَا يَزَلْ ... يُمَقَّتُ فِي عَينِ الصَّدِيقِ، ويَصْفَحُ وَمَا أَمْقَتَه عِنْدِي وأَمْقَتَني لَهُ. قَالَ سِيبَوَيْهِ هُوَ عَلَى مَعْنَيَيْنِ: إِذا قُلْتَ مَا أَمْقَتَه عِنْدِي، فإِنما تُخْبر أَنه مَمْقُوتٌ؛ وإِذا قلتَ مَا أَمْقَتَني لَهُ، فإِنما تُخْبر أَنك ماقِتٌ. وَقَالَ قَتَادَةُ فِي قَوْلِهِ: لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ ؛ قَالَ: يَقُولُ لمَقْتُ اللهِ إِياكم حِينَ دُعِيتُم إِلى الإِيمان فَلَمْ تؤْمنوا، أَكبرُ مِنْ مَقْتكُم أَنفسَكم حِينَ رأَيتم الْعَذَابَ. قَالَ اللَّيْثُ: المَقْتُ بُغْضٌ عَنْ أَمر قَبِيحٍ رَكِبَه، فَهُوَ مَقِيتٌ؛ وَقَدْ مَقُتَ إِلى النَّاسِ مَقاتةً. الزَّجَّاجُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى. وَلا تَنْكِحُوا مَا نَكَحَ آباؤُكُمْ مِنَ النِّساءِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّهُ كانَ فاحِشَةً وَمَقْتاً وَساءَ سَبِيلًا ؛ قَالَ: المَقْتُ أَشدّ البُغْض. الْمَعْنَى: أَنهم أُعْلِمُوا أَن ذَلِكَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ كَانَ يُقَالُ لَهُ مَقْتٌ، وَكَانَ الْمَوْلُودُ عَلَيْهِ يُقَالُ لَهُ المَقْتيُّ، فأُعْلِمُوا أَن هَذَا الَّذِي حُرّم عَلَيْهِمْ مِنْ نِكَاحِ امرأَةِ الأَبِ لَمْ يَزَلْ مُنْكَراً فِي قُلُوبِهِمْ، مَمْقُوتاً عِنْدَهُمْ. ابْنُ سِيدَهْ: المَقْتِيُّ الَّذِي يَتَزَوَّجُ امرأَة أَبيه، وَهُوَ مِنْ فِعْلِ الْجَاهِلِيَّةِ؛ وتَزويجُ المَقْتِ فِعْلُ ذَلِكَ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَمْ يُصِبْنا عيبٌ مِنْ عُيوب الْجَاهِلِيَّةِ فِي نِكَاحِهَا ومَقْتها ؛ المَقْتُ، فِي الأَصل: أَشدُّ البُغْض، ونكاحُ المَقْتِ: أَن يَتَزَوَّجَ الرجلُ امرأَةَ أَبيه إِذا طَلَّقها أَو ماتَ عَنْهَا، وَكَانَ يُفْعل فِي الجاهلية، وحَرَّمه الإِسلامُ. مكت: مَكَتَ بِالْمَكَانِ: أَقام، كمَكَدَ؛ الأَزهري فِي آخِرِ تَرْجَمَةِ مَكَّتْ. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ اسْتَمْكَتَ العُدُّ فافتَحْه؛ والعُدُّ: البَثْرة، واسْتِمْكاتُها: أَن تَمْتلئَ قَيحاً، وفَتْحُها: شَقُّها وكَسْرُها. ملت: ابْنُ سِيدَهْ: مَلَته يَمْلِته مَلْتاً، كمَتَله أَي زَعْزَعَه أَو حَرَّكه. قَالَ الأَزهري: لَا أَحفظ لأَحد مِنَ الأَئمة فِي مَلَت شَيْئًا؛ وَقَدْ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ فِي كِتَابِهِ: مَلَتُّ الشيءَ مَلْتاً، ومَتَلْتُه مَتْلًا إِذا زَعْزَعْته وحَرَّكته؛ قَالَ: وَلَا أَدري مَا صِحَّتُهُ. موت: الأَزهري عَنِ اللَّيْثِ: المَوْتُ خَلْقٌ مِنْ خَلق اللهِ تَعَالَى. غَيْرُهُ: المَوْتُ والمَوَتانُ ضِدُّ الْحَيَاةِ. (2/90) والمُواتُ، بِالضَّمِّ: المَوْتُ. ماتَ يَمُوتُ مَوْتاً، ويَمات، الأَخيرة طائيَّة؛ قَالَ: بُنَيَّ، يَا سَيِّدةَ البَناتِ، ... عِيشي، وَلَا يُؤْمَنُ أَن تَماتي «1» وَقَالُوا: مِتَّ تَموتُ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا نَظِيرَ لَهَا مِنَ الْمُعْتَلِّ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: اعْتَلَّتْ مِنْ فَعِلَ يَفْعُلُ، وَلَمْ تُحَوَّلْ كَمَا يُحَوَّلُ، قَالَ: وَنَظِيرُهَا مِنَ الصَّحِيحِ فَضِلَ يَفْضُل، وَلَمْ يَجِئْ عَلَى مَا كَثُر واطَّرَدَ فِي فَعِل. قَالَ كُرَاعٌ: ماتَ يَمُوتُ، والأَصْلُ فِيهِ مَوِتَ، بِالْكَسْرِ، يَمُوتُ؛ وَنَظِيرُهُ: دِمْتَ تَدومُ، إِنما هُوَ دَوِمَ، وَالِاسْمُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ المَيْتةُ. وَرَجُلٌ مَيِّتٌ ومَيْتٌ؛ وَقِيلَ: المَيْتُ الَّذِي ماتَ، والمَيِّتُ والمائِتُ: الَّذِي لَمْ يَمُتْ بَعْدُ. وَحَكَى الجوهريُّ عَنِ الْفَرَّاءِ: يُقَالُ لمنْ لَمْ يَمُتْ إِنه مائِتٌ عَنْ قَلِيلٍ، ومَيِّتٌ، وَلَا يَقُولُونَ لِمَنْ ماتَ: هَذَا مائِتٌ. قِيلَ: وَهَذَا خطأٌ، وإِنما مَيِّتٌ يَصْلُحُ لِما قَدْ ماتَ، ولِما سَيَمُوتُ؛ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ ؛ وَجَمَعَ بَيْنَ اللُّغَتَيْنِ عَدِيُّ بنُ الرَّعْلاء، فَقَالَ: لَيْسَ مَن مَاتَ فاسْتراحَ بمَيْتٍ، ... إِنما المَيْتُ مَيِّتُ الأَحْياءِ إِنما المَيْتُ مَن يَعِيشُ شَقِيّاً، ... كاسِفاً بالُه، قليلَ الرَّجاءِ فأُناسٌ يُمَصَّصُونَ ثِماداً، ... وأُناسٌ حُلُوقُهمْ فِي الماءِ فجعلَ المَيْتَ كالمَيِّتِ. وقومٌ مَوتى وأَمواتٌ ومَيِّتُون ومَيْتون. وَقَالَ سِيبَوَيْهِ: كَانَ بابُه الْجَمْعُ بِالْوَاوِ وَالنُّونِ، لأَن الْهَاءَ تَدْخُلُ فِي أُنثاه كَثِيرًا، لكنَّ فَيْعِلًا لمَّا طابَقَ فَاعِلًا فِي العِدَّة وَالْحَرَكَةِ وَالسُّكُونِ، كَسَّرُوه عَلَى مَا قَدْ يُكْسَّرُ عَلَيْهِ، فأُعِلَّ كشاهدٍ وأَشهاد. والقولُ فِي مَيْتٍ كَالْقَوْلِ فِي مَيِّتٍ، لأَنه مُخَفَّفٌ مِنْهُ، والأُنثى مَيِّتة ومَيْتَة ومَيْتٌ، وَالْجَمْعُ كَالْجَمْعِ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَافَقَ الْمُذَكَّرَ، كَمَا وَافَقَهُ فِي بَعْضِ مَا مَضى، قَالَ: كأَنه كُسِّرَ مَيْتٌ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: قَالَ مَيْتاً لأَن مَعْنَى الْبَلْدَةِ وَالْبَلَدِ وَاحِدٌ؛ وَقَدْ أَماتَه اللهُ. التَّهْذِيبُ: قَالَ أَهل التَّصْرِيفِ مَيِّتٌ، كأَنَّ تصحيحَه مَيْوِتٌ عَلَى فَيْعِل، ثُمَّ أَدغموا الْوَاوَ فِي الْيَاءِ، قَالَ: فَرُدَّ عَلَيْهِمْ وَقِيلَ إِن كَانَ كَمَا قُلْتُمْ، فَيَنْبَغِي أَن يَكُونَ مَيِّتٌ عَلَى فَعِّلٍ، فَقَالُوا: قَدْ عَلِمْنَا أَن قِيَاسَهُ هَذَا، وَلَكِنَّا تَرَكْنَا فِيهِ القياسَ مَخافَة الِاشْتِبَاهِ، فَرَدَدْنَاهُ إِلى لَفْظِ فَيْعِلٍ، لأَن مَيِّت عَلَى لَفْظِ فَيعِل. وَقَالَ آخَرُونَ: إِنما كَانَ فِي الأَصل مَوْيِت، مِثْلِ سَيِّد سَوْيدٍ، فأَدغمنا الْيَاءَ فِي الْوَاوِ، وَنَقَلْنَاهُ فَقُلْنَا مَيِّت. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: قِيلَ مَيْت، وَلَمْ يَقُولُوا مَيِّتٌ، لأَن أَبنية ذَوَاتِ الْعِلَّةِ تُخَالِفُ أَبنية السَّالِمِ. وَقَالَ الزَّجَّاجُ: المَيْتُ المَيِّتُ بِالتَّشْدِيدِ، إِلَّا أَنه يُخَفَّفُ، يُقَالُ: مَيْتٌ ومَيِّتٌ، وَالْمَعْنَى وَاحِدٌ، وَيَسْتَوِي فِيهِ الْمُذَكَّرُ والمؤَنث؛ قَالَ تَعَالَى: لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً ، وَلَمْ يَقُلْ مَيْتةً؛ وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكانٍ وَما هُوَ بِمَيِّتٍ ؛ إِنما مَعْنَاهُ، وَاللَّهُ أَعلم، أَسباب الْمَوْتِ، إِذ لَوْ جاءَه الموتُ نفسُه لماتَ بِهِ لَا مَحالَة. وموتٌ مائتٌ، كَقَوْلِكَ ليلٌ لائلٌ؛ يؤْخذ لَهُ مِنْ لَفْظِهِ مَا يُؤَكَّدُ بِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَ شِعارُنا يَا مَنْصُورُ: أَمِتْ أَمِتْ، __________ (1) . قوله [بني يا سيدة إلخ] الذي في الصحاح بنيتي سيدة إلخ. ولا نأمن إلخ. (2/91) هُوَ أَمر بِالْمَوْتِ؛ والمُراد بِهِ التَّفاؤُل بالنَّصر بَعْدَ الأَمر بالإِماتة، مَعَ حُصُولِ الغَرضِ للشِّعار، فإِنهم جَعَلُوا هَذِهِ الْكَلِمَةَ عَلَامَةً يَتعارفُون بِهَا لأَجل ظُلْمَةُ اللَّيْلِ؛ وَفِي حَدِيثِ الثُّؤْم والبَصلِ: مَنْ أَكلَهما فلْيُمِتْهما طَبْخاً أَي فلْيُبالغ فِي طَبْخِهِمَا لِتَذْهَبَ حِدَّتُهما وَرَائِحَتُهُمَا. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: فَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ؛ قَالَ أَبو إِسحاق: إِن قَالَ قَائِلٌ كَيْفَ يَنْهَاهُمْ عَنِ الْمَوْتِ، وَهُمْ إِنما يُماتون؟ قِيلَ: إِنما وَقَعَ هَذَا عَلَى سِعَةِ الْكَلَامِ، وَمَا تُكْثِرُ العربُ استعمالَه؛ قَالَ: وَالْمَعْنَى الزَمُوا الإِسلام، فإِذا أَدْرَكَكم الموتُ صَادَفَكُمْ مُسْلِمِينَ. والمِيتَةُ: ضَرْبٌ مِنَ المَوْت. غَيْرُهُ: والمِيتةُ الْحَالُ مِنْ أَحوال المَوْت، كالجِلْسة والرِّكْبة؛ يُقَالُ: ماتَ فلانٌ مِيتةً حَسَنةً؛ وَفِي حَدِيثِ الْفِتَنِ: فَقَدْ ماتَ مِيتةً جَاهِلِيَّةً ، هِيَ، بِالْكَسْرِ، حالةُ الموتِ أَي كَمَا يموتُ أَهل الْجَاهِلِيَّةِ مِنَ الضَّلَالِ والفُرقة، وجمعُها مِيَتٌ. أَبو عَمْرٍو: ماتَ الرجلُ وهَمَدَ وهَوَّم إِذا نامَ. والمَيْتةُ: مَا لَمْ تُدْرَكْ تَذْكيته. والمَوْتُ: السُّكونُ. وكلُّ مَا سَكنَ، فَقَدْ ماتَ، وَهُوَ عَلَى المَثَل. وماتَتِ النارُ مَوتاً: بَرَدَ رَمادُها، فَلَمْ يَبْقَ مِنَ الْجَمْرِ شَيْءٌ. وماتَ الحَرُّ والبَرْدُ: باخَ. وماتَت الريحُ: رَكَدَتْ وسَكَنَتْ؛ قَالَ: إِني لأَرْجُو أَن تَموتَ الريحُ، ... فأَسْكُنَ اليومَ، وأَسْتَريحُ وَيُرْوَى: فأَقْعُدَ الْيَوْمَ. وناقَضُوا بِهَا فَقَالُوا: حَيِيَتْ. وماتَت الخَمْرُ: سَكَنَ غَلَيانُها؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. وماتَ الماءُ بِهَذَا الْمَكَانِ إِذا نَشَّفَتْه الأَرضُ، وَكُلُّ ذَلِكَ عَلَى الْمَثَلِ. وَفِي حَدِيثِ دُعاء الانتباهِ: الحمدُ لِلَّهِ الَّذِي أَحيانا بَعْدَمَا أَماتنا، وإِليه النُّشُور. سُمِّيَ النومُ مَوْتاً لأَنه يَزولُ مَعَهُ العَقْلُ والحركةُ، تَمْثِيلًا وتَشْبيهاً، لَا تَحْقِيقًا. وَقِيلَ: المَوتُ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ يُطْلَقُ عَلَى السُّكون؛ يُقَالُ: مَاتَتِ الريحُ أَي سَكَنَتْ. قَالَ: والمَوْتُ يَقَعُ عَلَى أَنواع بِحَسَبِ أَنواع الْحَيَاةِ: فَمِنْهَا مَا هُوَ بإِزاء القوَّة النَّامِيَةِ الموجودةِ فِي الحَيوانِ والنبات، كقوله تعالى: يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها* ؛ وَمِنْهَا زوالُ القُوَّة الحِسِّيَّة، كَقَوْلِهِ تَعَالَى: يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا ؛ وَمِنْهَا زوالُ القُوَّة الْعَاقِلَةِ، وَهِيَ الْجَهَالَةُ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى: أَوَمَنْ كانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ ، وإِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتى * ؛ وَمِنْهَا الحُزْنُ وَالْخَوْفُ المُكَدِّر لِلْحَيَاةِ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى: وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكانٍ وَما هُوَ بِمَيِّتٍ ؛ وَمِنْهَا المَنام، كَقَوْلِهِ تَعَالَى: وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنامِها ؛ وَقَدْ قيل: المَنام الموتُ الخفيفُ، والموتُ: النوم الثقيل؛ وقد يُستعار الموتُ للأَحوال الشَّاقَّةِ: كالفَقْر والذُّلِّ والسُّؤَالِ والهَرَم وَالْمَعْصِيَةِ، وَغَيْرِ ذَلِكَ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: أَوّلُ مَنْ ماتَ إِبليس لأَنه أَوّل مَنْ عَصَى. وَفِي حَدِيثِ مُوسَى، عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، قِيلَ لَهُ: إِن هَامَانَ قَدْ ماتَ، فلَقِيَه فسأَل رَبَّه، فَقَالَ لَهُ: أَما تَعْلَمُ أَن مَنْ أَفْقَرْتُه فَقَدْ أَمَتُّه؟ وَقَوْلُ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فِي الْحَدِيثِ: اللَّبَنُ لَا يموتُ ؛ أَراد أَن الصَّبِيَّ إِذا رَضَع امرأَةً مَيِّتةً، حَرُمَ عَلَيْهِ مِنْ وَلَدِهَا وَقَرَابَتِهَا مَا يَحْرُم عَلَيْهِ مِنْهُمْ، لَوْ كَانَتْ حَيَّةً وَقَدْ رَضِعَها؛ وَقِيلَ: مَعْنَاهُ إِذا فُصِلَ اللبنُ مِنَ الثَّدْي، وأُسْقِيه الصبيُّ، فإِنه يَحْرُمُ بِهِ مَا يَحْرُمُ بِالرَّضَاعِ، وَلَا يَبْطُل عملُه بِمُفَارَقَةِ الثَّدْي، فإِنَّ كلَّ مَا انْفَصل مِنَ الحَيّ مَيِّتٌ، إِلا اللبنَ والشَّعَر والصُّوفَ، لِضَرُورَةِ الِاسْتِعْمَالِ. وَفِي حَدِيثِ الْبَحْرِ: الحِلُّ مَيْتَتُه ، هُوَ بِالْفَتْحِ، اسْمُ (2/92) مَا مَاتَ فِيهِ مِنْ حَيَوَانِهِ، وَلَا تُكْسَرُ الْمِيمُ. والمُواتُ والمُوتانُ والمَوْتانُ: كلُّه المَوْتُ، يَقَعُ فِي الْمَالِ وَالْمَاشِيَةِ. الْفَرَّاءُ: وَقَع فِي الْمَالِ مَوْتانٌ ومُواتٌ، وَهُوَ الموتُ. وَفِي الْحَدِيثِ: يكونُ فِي النَّاسِ مُوتانٌ كقُعاصِ الْغَنَمِ. المُوتانُ، بِوَزْنِ البُطْلانِ: الموتُ الْكَثِيرُ الْوُقُوعِ. وأَماتَه اللهُ، ومَوَّتَه؛ شُدِّد لِلْمُبَالَغَةِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: فعُرْوةُ ماتَ مَوْتاً مُسْتَريحاً، ... فَهَا أَنا ذَا أُمَوَّتُ كلَّ يَوْمِ ومَوَّتَت الدوابُّ: كثُر فِيهَا الموتُ. وأَماتَ الرجلُ: ماتَ وَلَدُه، وَفِي الصِّحَاحِ: إِذا مَاتَ لَهُ ابنٌ أَو بَنُونَ. ومَرَةٌ مُمِيتٌ ومُمِيتةٌ: ماتَ ولدُها أَو بَعْلُها، وَكَذَلِكَ الناقةُ إِذا مَاتَ ولدُها، وَالْجَمْعُ مَمَاويتُ. والمَوَتانُ مِنَ الأَرض: مَا لَمْ يُسْتَخْرج وَلَا اعْتُمِر، عَلَى المَثل؛ وأَرضٌ مَيِّتةٌ ومَواتٌ، مِنْ ذَلِكَ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَوَتانُ الأَرضِ لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ، فَمَنْ أَحيا مِنْهَا شَيْئًا، فَهُوَ لَهُ. المَواتُ مِنَ الأَرضِ: مثلُ المَوَتانِ، يَعْنِي مَواتَها الَّذِي لَيْسَ مِلْكاً لأَحَدٍ، وَفِيهِ لُغَتَانِ: سُكُونُ الْوَاوِ، وَفَتْحُهَا مَعَ فَتْحِ الْمِيمِ، والمَوَتانُ: ضِدُّ الحَيَوانِ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ أَحيا مَواتاً فَهُوَ أَحق بِهِ ؛ المَواتُ: الأَرض الَّتِي لَمْ تُزْرَعْ وَلَمْ تُعْمَرْ، وَلَا جَرى عَلَيْهَا مِلكُ أَحد، وإِحْياؤُها مُباشَرة عِمارتِها، وتأْثير شَيْءٍ فِيهَا. وَيُقَالُ: اشْتَرِ المَوَتانَ، وَلَا تشْتَرِ الحَيَوانَ؛ أَي اشْتَرِ الأَرضين والدُّورَ، وَلَا تَشْتَرِ الرَّقِيقَ والدوابَّ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: المَوَتانُ مِنَ الأَرض الَّتِي لَمْ تُحيَ بعْد. وَرَجُلٌ يَبِيعُ المَوَتانَ: وَهُوَ الَّذِي يَبِيعُ الْمَتَاعَ وكلَّ شَيْءٍ غَيْرِ ذِي رُوحٍ، وَمَا كَانَ ذَا رُوحٍ فَهُوَ الْحَيَوَانُ. والمَوات، بِالْفَتْحِ: مَا لَا رُوح فِيهِ. والمَواتُ أَيضاً: الأَرض الَّتِي لَا مَالِكَ لَهَا مِنَ الْآدَمِيِّينَ، وَلَا يَنْتَفِع بِهَا أَحدٌ. وَرَجُلٌ مَوْتانُ الفؤَاد: غَيْرُ ذَكِيٍّ وَلَا فَهِمٍ، كأَن حرارةَ فَهْمه بَرَدَتْ فماتَتْ، والأُنثى مَوْتانةُ الفؤَادِ. وَقَوْلُهُمْ: مَا أَمْوَتَه إِنما يُراد بِهِ مَا أَمْوَتَ قَلْبَه، لأَن كلَّ فِعْلٍ لَا يَتَزَيَّدُ، لَا يُتَعَجَّبُ مِنْهُ. والمُوتةُ، بِالضَّمِّ: جِنْسٌ مِنَ الجُنُونِ والصَّرَع يَعْتَري الإِنسانَ، فإِذا أَفاقَ، عَادَ إِليه عَقْلُه كَالنَّائِمِ وَالسَّكْرَانِ. والمُوتة: الغَشْيُ. والمُوتةُ: الجُنونُ لأَنه يَحْدُثُ عَنْهُ سُكوتٌ كالمَوْتِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كانَ يتَعوَّذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ وهَمْزه ونَفْثِه ونَفْخِه، فَقِيلَ لَهُ: ما هَمْزُه؟ قَالَ: المُوتةُ. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: المُوتَةُ الجُنونُ، يُسَمَّى هَمْزاً لأَنه جَعَله مِنَ النَّخْس والغَمْزِ، وكلُّ شيءٍ دفَعْتَه فَقَدَ هَمَزْتَه. وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلِ: المُوتةُ الَّذِي يُصْرَعُ مِنَ الجُنونِ أَو غَيْرِهِ ثُمَّ يُفِيقُ؛ وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: المُوتةُ شِبْهُ الغَشْية. وماتَ الرجلُ إِذا خَضَعَ للحَقِّ. واسْتَماتَ الرجلُ إِذا طابَ نَفْساً بِالْمَوْتِ. والمُسْتَمِيتُ: الَّذِي يَتَجانُّ وَلَيْسَ بمَجْنون. والمُسْتَميتُ: الَّذِي يَتَخاشَعُ ويَتواضَعُ لِهَذَا حَتَّى يُطْعمه، وَلِهَذَا حَتَّى يُطْعِمه، فإِذا شَبِعَ كفَر النِّعْمَةَ. وَيُقَالُ: ضَرَبْتُه فتَماوَتَ، إِذا أَرى أَنه مَيِّتٌ، وَهُوَ حيٌّ. والمُتَماوِتُ: مِنْ صفةِ الناسِك المُرائي؛ وقال نُعَيْم ابن حَمَّاد: سَمِعْتُ ابنَ المُبارك يقول: المُتماوتُونَ المُراؤُونَ. (2/93) وَيُقَالُ: اسْتَمِيتُوا صَيْدَكم أَي انْظُروا أَماتَ أَم لَا؟ وَذَلِكَ إِذا أُصِيبَ فَشُكَّ فِي مَوْته. وَقَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: المُسْتَمِيتُ الَّذِي يُرى مِنْ نَفْسِه السُّكونَ والخَيْرَ، وَلَيْسَ كَذَلِكَ. وَفِي حَدِيثِ أَبي سلمَة: لَمْ يَكُنْ أَصحابُ مُحَمَّدٍ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مُتَحَزِّقينَ وَلَا مُتَماوِتين. يُقَالُ: تَماوَتَ الرجلُ إِذا أَظْهَر مِنْ نَفْسِه التَّخافُتَ والتَّضاعُفَ، مِن الْعِبَادَةِ وَالزُّهْدِ وَالصَّوْمِ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: رأَى رجُلًا مُطأْطِئاً رأْسَه فَقَالَ: ارْفَعْ رأْسَك، فإِنَّ الإِسلام لَيْسَ بِمَرِيضٍ؛ ورأَى رَجُلًا مُتَماوِتاً، فَقَالَ: لَا تُمِتْ عَلَيْنَا دِينَنَا، أَماتكَ اللهُ وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: نَظَرَتْ إِلى رَجُلٍ كادَ يَمُوتُ تَخافُتاً، فَقَالَتْ: مَا لِهَذَا؟ قِيلَ: إِنه مِنَ القُرَّاءِ، فَقَالَتْ: كَانَ عُمر سَيِّدَ القُرَّاءِ، وَكَانَ إِذا مَشَى أَسْرَعَ، وإِذا قَالَ أَسْمَعَ، وإِذا ضَرَبَ أَوْجَع. والمُسْتَمِيتُ: الشُّجاع الطالبُ لِلْمَوْتِ، عَلَى حدِّ مَا يجيءُ عَلَيْهِ بعضُ هَذَا النَّحْوِ. واسْتماتَ الرجلُ: ذَهَبَ فِي طَلَبِ الشيءِ كلَّ مَذْهَب؛ قَالَ: وإِذْ لَمْ أُعَطِّلْ قَوْسَ وُدِّي، وَلَمْ أُضِعْ ... سِهامَ الصِّبا للمُسْتَمِيتِ العَفَنْجَجِ يَعْنِي الَّذِي قَدِ اسْتَماتَ فِي طَلَبِ الصِّبا واللَّهْو والنساءِ؛ كُلُّ ذَلِكَ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وَقَالَ اسْتَماتَ الشيءُ فِي اللِّين والصَّلابة: ذَهَبَ فِيهِمَا كلَّ مَذْهَب؛ قَالَ: قامَتْ تُرِيكَ بَشَراً مَكْنُونا، ... كغِرْقِئِ البَيْضِ اسْتَماتَ لِينا أَي ذَهَبَ فِي اللِّينِ كلَّ مَذْهَب. والمُسْتَميتُ للأَمْر: المُسْتَرْسِلُ لَهُ؛ قَالَ رؤْبة: وزَبَدُ البحرِ لَهُ كَتِيتُ، ... والليلُ، فوقَ الماءِ، مُسْتَمِيتُ وَيُقَالُ: اسْتماتَ الثَّوبُ ونامَ إِذا بَليَ. والمُسْتَمِيتُ: المُسْتَقْتِلُ الَّذِي لَا يُبالي، فِي الْحَرْبِ، الموتَ. وَفِي حَدِيثِ بَدْرٍ: أَرى القومَ مُسْتَمِيتين أَي مُسْتَقْتِلين، وَهُمُ الَّذِينَ يُقاتِلون عَلَى الْمَوْتِ. والاسْتِماتُ: السِّمَنُ بَعْدَ الهُزال، عَنْهُ أَيضاً؛ وأَنشد: أَرى إِبِلي، بَعْدَ اسْتماتٍ ورَتْعَةٍ، ... تُصِيتُ بسَجْعٍ، آخِرَ الليلِ، نِيبُها جاءَ بِهِ عَلَى حَذْفِ الهاءِ مَعَ الإِعلال، كَقَوْلِهِ تَعَالَى: وَأَقامَ الصَّلاةَ*. ومُؤْتة، بِالْهَمْزِ: اسْمُ أَرْضٍ؛ وقُتِلَ جَعْفَرِ بْنِ أَبي طَالِبٍ، رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ، بِمَوْضِعٍ يُقَالُ لَهُ مُوتة، مِنْ بِلَادِ الشَّامِ. وَفِي الْحَدِيثِ: غَزْوة مُؤْتة ، بِالْهَمْزِ. وشيءٌ مَوْمُوتٌ: مَعْرُوفٌ، وَقَدْ ذُكِرَ فِي تَرْجَمَةِ أَمَتَ. ميت: دَارِي بِميتاءِ دَارِهِ أَي بِحذائِها. وَيُقَالُ: لَمْ أَدْرِ مَا مِيداءُ الطَّرِيقِ ومِيتاؤُه؛ أَي لَمْ أَدْرِ مَا قَدْرُ جَانِبَيْهِ وبُعْدِه؛ وأَنشد: إِذا اضْطَمَّ مِيتاءُ الطريقِ عَلَيْهِمَا، ... مَضَتْ قُدُماً مَوْجُ الجبالِ زَهُوقُ وَيُرْوَى مِيداءُ الطَّرِيقِ. والزَّهُوقُ: المُتَقَدِّمَةُ مِنَ النُّوقِ. وَفِي حَدِيثِ أَبي ثَعْلبة الخُشَنِيّ: أَنه اسْتَفْتَى رسولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي اللُّقَطة، قَالَ: مَا وَجَدْتَ فِي طَريقٍ مِيتاءٍ فَعَرِّفْه سَنَةً. قَالَ شَمِرٌ: مِيتاءُ الطَّرِيقِ ومِيداؤُه ومَحَجَّتُه واحدٌ، (2/94) وَهُوَ ظَاهِرُهُ المسلوكُ. وَقَالَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، لِابْنِهِ إِبراهيم وَهُوَ يَجود بنَفْسه: لَوْلَا أَنه طَريقٌ مِيتاءٌ لَحَزِنَّا عَلَيْكَ أَكثر مِمَّا حَزِنَّا ؛ أَراد أَنه طَرِيقٌ مَسْلُوكٍ، وَهُوَ مِفْعال مِنَ الإِتْيان، فإِن قلتَ طريقٌ مَأْتِيٌّ، فَهُوَ مَفْعُولٌ مِنْ أَتَيْتُه. ==

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مناظرة ابن تيمية العلنية لدجاجلة البطائحية الرفاعية

  مناظرة ابن تيمية العلنية لدجاجلة البطائحية الرفاعية ( وهي من أعظم ما تصدى له وقام به شيخ الإسلام تقي الدين أحمد بن تيمية قدس الله روحه م...