حذف 12. صفحة من مدونتي

12. صفحة تحذفهم با مفتري حسبي الله ونعم الوكيل

Translate

الثلاثاء، 5 مارس 2024

الجزء الاول

 

  لسان العرب

  الجزء الأول

  أ فصل الهمزة أَبَأَ: قَالَ الشَّيْخُ أَبو مُحَمَّدِ بْنُ بَرِّي رحِمه اللَّهُ: الأَبَاءَةُ لأَجَمَةِ القَصَبِ، والجمعُ أَباءٌ. قَالَ وَرُبَّمَا ذُكر هَذَا الْحَرْفُ فِي المعتلِّ مِنَ الصِّحاح وإِن الهمزةَ أَصلها ياءٌ. قَالَ: وَلَيْسَ ذَلِكَ بِمَذْهَبِ سِيبَوَيهِ بَلْ يحمِلها عَلَى ظَاهِرِهَا حَتَّى يقومَ دليلٌ أَنها مِنَ الْوَاوِ أَو مِنَ الياءِ نَحْوَ: الرِّداء لأَنه مِنَ الرَّدْية، والكِساء لأَنه مِنَ الكُسْوة، وَاللَّهُ أَعلم. أتأ: حَكَى أَبو عَلِيٍّ، فِي التَّذكرة، عَنِ ابْنِ حَبِيبٍ: أَتْأةُ أُمُّ قَيْس بْنِ ضِرار قَاتِلِ الْمِقْدَامِ، وَهِيَ مِنْ بَكر وَائِلٍ. قَالَ: وَهُوَ مِنْ بَابِ أَجأ «1» . قَالَ جَرِيرٌ: أَتَبِيتُ لَيْلَكَ، يَا ابْنَ أَتْأَةَ، نَائِمًا، ... وبَنُو أُمامَةَ، عَنْكَ، غَيرُ نيامِ وتَرى القِتالَ، مَعَ الكرامِ، مُحَرَّماً، ... وتَرى الزِّناءَ، عَلَيْكَ، غَيرَ حَرَامِ أثأ: جاءَ فُلَانٌ فِي أُثْئِيَّةٍ مِنْ قَوْمِهِ أَي جَمَاعَةٍ. قَالَ: وأَثَأْتُه إِذا رميتُه بِسَهْمٍ، عَنْ أَبي عُبَيْدٍ الأَصمعي. أَثيْتُه بِسَهْمٍ أَي رَمْيَتُهُ، وَهُوَ حَرْفٌ غَرِيبٌ. قَالَ وجاءَ أَيضاً أَصبحَ فلانٌ مُؤْتَثِئاً أَي لَا يَشتهي الطَّعَامَ، عَنِ الشيباني. أجأ: أَجَأ عَلَى فَعَلٍ بِالتَّحْرِيكِ: جبلٌ لطيِءٍ يذكَّر ويؤَنَّث. وَهُنَالِكَ ثلاثةُ أَجبُل: أَجَأ وسَلْمَى والعَوْجَاءُ. وَذَلِكَ أَنَّ أَجَأً اسمُ رجُل تعشَّق سَلْمَى وجمعَتْهما العَوْجاءُ، فَهَرَبَ أَجأ بسَلمى وذهبَت مَعَهُمَا العوجاءُ، فتبِعهم بعلُ سَلْمَى، فأَدركهم وَقَتَلَهُمْ، وصلبَ أَجأً عَلَى أَحدِ الأَجْبُلِ، فسمِّيَ أَجأً، وَصَلَبَ سَلْمَى عَلَى الْجَبَلِ الآخرِ، فسمِّيَ بِهَا، وَصلَبَ العوجاءَ عَلَى الثَّالِثِ، فسمِّيَ بِاسْمِهَا. قَالَ: إِذَا أَجَأ تَلفَّعتْ بشِعافِها ... عليَّ، وأَمْستْ، بالعماءِ، مُكلَّله وأَصْبَحَتِ العَوْجاءُ يَهتَزُّ جِيدُها، ... كَجِيدِ عَرُوسٍ أَصْبَحَتْ مُتَبَذِّلَه __________ (1) . قوله قَالَ [وَهُوَ مِنْ بَابِ إلخ] كذا بالنسخ والذي في شرح القاموس وأنشد ياقوت في أجأ لجرير. (1/23) وَقَوْلُ أَبي النَّجم: قدْ حيَّرَتْهُ جِنُّ سَلْمى وأَجا أَراد وأَجأ فخفَّف تَخْفِيفًا قِيَاسِيًّا، وعامَلَ اللَّفْظَ كَمَا أَجاز الْخَلِيلُ رأْساً مَعَ ناس، على غَيْرِ التَّخْفِيفِ البدَلي، وَلَكِنْ عَلَى مُعَامَلَةِ اللَّفْظِ، واللفظُ كَثِيرًا مَا يراعَى فِي صِنَاعَةِ الْعَرَبِيَّةِ. أَلا تَرى أَن موضوعَ مَا لَا يَنْصَرِفُ عَلَى ذَلِكَ، وَهُوَ عِنْدَ الأَخفَش عَلَى الْبَدَلِ. فأَما قَوْلُهُ: مِثْل خَناذِيذِ أَجا وصخْرهِ فإِنه أَبدل الهمزةَ فَقَلَبَهَا حَرْفَ علَّة لِلضَّرُورَةِ، والخَناذِيذُ رءُوس الْجِبِالِ: أَي إِبل مِثْلُ قِطع هَذَا الْجَبَلِ. الْجَوْهَرِيُّ: أَجأ وَسَلْمَى جَبَلَانِ لطيءٍ يُنْسب إِلَيْهِمَا الأَجئِيّون مِثَلَ الأَجعِيُّون. ابْنُ الأَعرابي: أَجَأَ إِذا فَرَّ. أشأ: الأَشاءُ: صِغَارُ النَّخْلِ، واحدتها أَشاءَةٌ. ألأ: الأَلاءُ بِوَزْنِ العَلاء: شَجَرٌ، ورقهُ وحَمْله دباغٌ، يُمدُّ ويُقْصر، وَهُوَ حسَن الْمَنْظَرِ مرُّ الطَّعْمِ، وَلَا يَزَالُ أَخضرَ شِتَاءً وَصَيْفًا. وَاحِدَتُهُ أَلاءَة بِوَزْنِ أَلاعة، وتأْليفه مِنْ لَامٍ بَيْنَ هَمْزَتَيْنِ. أَبو زَيْدٍ: هِيَ شَجَرَةٌ تُشْبِهُ الْآسَ لَا تَغيَّرُ فِي الْقَيْظِ، وَلَهَا ثَمَرَةٌ تُشبه سُنْبل الذُّرة، ومنبتُها الرَّمْلُ والأَودية. قَالَ: والسُّلامانُ نَحْوُ الأَلاءِ غَيْرَ أَنها أَصغرُ مِنْهَا، يُتَّخذ مِنْهَا الْمَسَاوِيكُ، وَثَمَرَتُهَا مِثْلُ ثَمَرَتِهَا، وَمَنْبَتُهَا الأَودية وَالصَّحَارِي؛ قَالَ ابْنُ عَنَمَة: فخرَّ عَلَى الأَلاءَةِ لَمْ يُوَسَّدْ، ... كأَنَّ جبِينَهُ سَيْفٌ صقِيلُ وأَرض مأْلأَةٌ: كثيرةُ الأَلاءِ. وأَديمٌ مأْلوءٌ: مدبوغٌ بالأَلاءِ. وَرَوَى ثعلبٌ: إِهابٌ مأْلَى: مدبوغ بالأَلاءِ. أوأ: آءَ عَلَى وَزْنِ عَاعَ: شَجَرٌ، وَاحِدَتُهُ آءَة. وَفِي حَدِيثِ جَرِيرٍ: بَيْنَ نَخْلة وضَالَة وسِدْرة وآءَة. الآءَة بِوَزْنِ العاعَة، وتُجمع عَلَى آءٍ بوزنِ عاعٍ: هُوَ شجرٌ معروفٌ، لَيْسَ فِي الكلامِ اسمٌ وقعَت فيهِ ألفٌ بَيْنِ هَمزتين إلَّا هَذَا. هَذَا قولُ كُرَاعٍ، وَهُوَ مِنْ مَراتِعِ النَّعامِ، والتنُّومُ نبتٌ آخَرُ. وَتَصْغِيرُهَا: أُوَيْأَةٌ، وتأسيسُ بِنَائها مِنْ تأْليفِ واوٍ بينَ هَمْزَتَيْنِ. وَلَوْ قلتَ مِنَ الآءِ، كَمَا تَقُولُ مِنَ النَّومِ مَنامةٌ، عَلَى تقديرِ مَفعلةٌ، قُلْتَ: أَرض مآءَة. وَلَوِ اشتُقَّ منهُ فعلٌ، كَمَا يُشْتَقُّ مِنَ القرظِ، فقيلَ مقروظٌ، فَإِنْ كَانَ يدبغُ أَو يؤدمُ بِهِ طعامٌ أَو يخلطُ بِهِ دواءٌ قلتَ: هو مَؤُوءٌ مِثْلُ مَعُوع. وَيُقَالُ مِنْ ذلك أُؤْتُهُ بالآءِ آءُ «1» . قَالَ ابنُ بَرِّي: والدليلُ عَلَى أَنَّ أَصلَ هَذِهِ الأَلفِ الَّتِي بينَ الْهَمْزَتَيْنِ واوٌ قولُهم فِي تَصْغِيرِ آءَة أُوَيْأَةٌ. وأَرضٌ مآءَةٌ: تُنبتُ الآءَ، وَلَيْسَ بثَبتٍ. قال زهيرُ ابن أَبي سُلمى: كأَنَّ الرَّحْلَ مِنْها فَوقَ صَعْلٍ ... منَ الظِّلْمانِ، جُؤْجُؤُهُ هواءُ أَصَكَّ، مُصَلَّمِ الأُذُنَيْنِ، أَجْنَى ... لَهُ، بالسِّيِّ، تَنُّومٌ وآءُ أَبو عَمْرٍو: مِنَ الشَّجرِ الدِّفْلى والآءُ، بِوَزْنِ العاعُ، والأَلاءُ والحَبْنُ كُلُّهُ الدِّفْلى. قَالَ الليثُ: الآءُ شجرٌ لهُ ثمرٌ يأْكلهُ النَّعامُ؛ قَالَ: وتُسمى الشجرةُ سَرْحَةً وثَمَرُها الْآءُ. وآءٌ، ممدودٌ: مِنْ زجر الإِبل. وآء __________ (1) . صواب هذه اللفظة: [أوأ] وهي مصدر [آء] على جعله من الأجوف الواوي مثل: قلت قولًا، وهو ما أراده المصنف بلا ريب كما يدل عليه الأثر الباقي في الرسم لأنه مكتوب بألِفين كما رأيت في الصورة التي نقلناها. ولو أراد أن يكون ممدوداً لرسمه بألفٍ واحدة كما هو الاصطلاح في رسم الممدود. إبراهيم اليازجي (1/24) حِكَايَةُ أَصْوَاتٍ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: إنْ تَلْقَ عَمْراً، فَقَدْ لاقَيْتَ مُدَّرِعاً، ... ولَيْسَ، مِنْ هَمِّه، إِبْلٌ وَلَا شاءُ فِي جَحْفلٍ لَجِبٍ، جَمٍّ صواهِلُهُ، ... باللَّيْلِ تُسمَعُ، فِي حَافاتِهِ، آءُ قَالَ ابنُ بَرِّي: الصحيحُ عندَ أَهلِ اللغةِ أَنَّ الآءَ ثمرُ السَّرحِ. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: هُوَ عنبٌ أَبيض يأْكلهُ النَّاسُ، ويتَّخذونَ منهُ رُبّاً؛ وعُذْر مَنْ سمَّاه بِالشَّجَرِ أَنهم قَدْ يُسمونَ الشجرَ باسمِ ثَمَرِهِ، فيقولُ أَحدُهم: فِي بُسْتَانِي السَّفَرْجَلُ وَالتُّفَّاحُ، وَهُوَ يُرِيدُ الأَشجارَ، فَيُعَبِّرُ بِالثَّمَرَةِ عَنِ الشجرِ؛ ومنهُ قولهُ تَعَالَى: فَأَنْبَتْنا فِيها حَبًّا وَعِنَباً وَقَضْباً وَزَيْتُوناً. وَلَوْ بنيتَ مِنْهَا فِعْلًا لقلتَ: أُوتُ الأَديمَ إِذَا دبغتهُ به، والأَصلُ أُؤْتُ الأَديمَ بِهَمْزَتَيْنِ، فأُبدلت الهمزةُ الثَّانِيَةُ وَاوًا لِانْضِمَامِ مَا قَبْلَهَا. أَبو عَمْرٍو: الآءُ بِوَزْنِ الْعَاعِ: الدِّفلى. قَالَ: والآءُ أَيضاً صياحُ الأَمير بالغلام مثلُ العاع. بأبأ: اللَّيْثُ البَأْبَأَةُ قولُ الإِنسان لصاحبهِ بِأَبي أَنْتَ، ومعناهُ أَفْدِيكَ بِأَبي، فيُشتقُّ مِنْ ذَلِكَ فِعْلٌ فَيُقَالُ: بَأْبَأَ بِهِ. قَالَ وَمِنَ العربِ مَنْ يَقُولُ: وا بِأَبَا أَنتَ، جَعَلُوهَا كَلِمَةً مبنِيَّةً عَلَى هَذَا التأْسيس. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَهَذَا كَقَوْلِهِ يا وَيْلَتى *، معْناهُ يَا وَيْلَتي، فقلبَ الياءَ أَلفاً، وكذلكَ يَا أَبَتا معناهُ يَا أَبَتِي، وَعَلَى هَذَا تُوَجَّهُ قراءَة مَنْ قرأَ: يَا أَبَتَ إِني، أَراد يَا أَبتا، وَهُوَ يُرِيدُ يَا أَبَتي، ثُمَّ حذفَ الأَلفَ، وَمَنْ قالَ يَا بِيَبَا حوَّلَ الْهَمْزَةَ يَاءً والأَصل: يَا بِأَبَا مَعْنَاهُ يَا بِأَبِي. وَالْفِعْلُ مِنْ هَذَا بَأْبأَ يُبَأْبِئُ بَأْبَأَةً. وبَأْبَأْتُ الصبيَّ وبَأْبأْتُ بِهِ: قلتُ لَهُ بأَبي أَنتَ وأُمي؛ قَالَ الرَّاجِزُ: وصاحِبٍ ذِي غَمْرةٍ داجَيْتُه، ... بَأْبَأْتُهُ، وإِنْ أَبَى فَدَّيْتُه، حَتَّى أَتى الحيَّ، وَمَا آذَيْتُه وبأْبَأْته أَيضاً، وبأْبأْتُ بِهِ قلتُ لَهُ: بَابَا. وَقَالُوا: بَأْبَأَ الصبيَّ أَبوهُ إِذَا قَالَ لَهُ: بَابَا. وبَأْبَأَهُ الصبيُّ، إِذَا قَالَ لَهُ: بَابَا. وَقَالَ الفَرَّاءُ: بَأْبأْتُ بالصبيِّ بِئْباءً إِذَا قلتُ لَهُ: بِأَبي. قَالَ ابنُ جِنِّي: سأَلت أَبا عَلِيٍّ فقلتُ لَهُ: بَأْبَأْتُ الصَّبيَّ بَأْبأَةً إِذَا قلتُ لَهُ بَابَا، فَمَا مثالُ البَأْبَأَةِ عندكَ الْآنَ؟ أَتزنها عَلَى لَفْظِهَا فِي الأَصل، فَتَقُولُ مِثَالُهَا البَقْبَقَةُ بِمَنْزِلَةِ الصَلْصَلةِ والقَلْقَلةِ؟ فَقَالَ: بَلْ أَزِنُها عَلَى مَا صارَت إِلَيْهِ، وأَترك مَا كَانَتْ قبلُ عَلَيْهِ، فأَقولُ: الفَعْلَلة. قَالَ: وَهُوَ كَمَا ذُكِرَ، وَبِهِ انعقادُ هَذَا الْبَابِ. وَقَالَ أَيضاً: إِذا قُلْتَ بأَبي أَنتَ، فَالْبَاءُ فِي أَوَّلِ الاسمِ حرفُ جَرٍّ بِمَنْزِلَةِ اللامِ فِي قولكَ: لِلَّهِ أنتَ، فَإِذَا اشتَقَقْتَ منهُ فِعْلًا اشْتِقَاقًا صَوْتِيّاً اسْتَحَالَ ذَلِكَ التَّقْدِيرُ فَقُلْتَ: بَأْبَأْتُ بِهِ بِئباءً، وَقَدْ أَكثرت مِنَ البَأْبأَة، فَالْبَاءُ الْآنَ فِي لفظِ الأَصل، وإِن كَانَ قَدْ عُلم أَنها فِيمَا اشْتُقَّت منهُ زائدةٌ للجَرِّ؛ وَعَلَى هَذَا مِنْهَا البِأَبُ، فصارَ فِعْلًا مِنْ بَابِ سَلِسَ وقَلِقَ؛ قَالَ: يَا بِأَبِي أَنْتَ، وَيَا فَوْقَ البِأَبْ فالبِأَبُ الآنَ بمنزلةِ الضِّلَعِ والعِنَبِ. وَبَأْبَؤُوه: أَظْهَروا لَطافَةً؛ قَالَ: إِذَا مَا القبائِلُ بَأْبَأْنَنا، ... فَماذا نُرَجِّي بِبئْبائِها؟ وَكَذَلِكَ تَبأْبئُوا عليهِ. والبَأْباءُ، ممدودٌ: تَرْقِيصُ الْمَرْأَةِ ولدَها. والبَأْباءُ: زَجْرُ السِّنَّوْر، وَهُوَ الغِسُّ؛ وأَنشَدَ ابنُ الأَعرابي لرجلٍ (1/25) فِي الخَيْل: وهُنَّ أَهلُ مَا يَتمازَيْن؛ ... وهُنَّ أَهلُ مَا يُبَأْبَيْن أَي يُقَالُ لَهَا: بِأَبي فَرَسِي نَجَّانِي مِنْ كَذَا؛ وَمَا فِيهِمَا صِلة مَعْنَاهُ أَنهنَّ، يَعْنِي الخيْلَ، أَهْلٌ للمُناغاةِ بِهَذَا الكلامِ كَمَا يُرَقَّصُ الصبيُّ؛ وَقَوْلُهُ يَتمازَيْنَ أَي يَتَفاضَلْنَ. وبَأْبَأَ الفَحْلُ، وَهُوَ تَرْجِيعُ الباءِ فِي هَدِيرهِ. وبَأْبأَ الرَّجُلُ: أَسْرَعَ. وبأْبأْنا أَي أَسْرَعْنا. وتَبَأْبأْتُ تَبَأْبُؤاً إِذا عَدَوْتُ. والبُؤْبُؤُ: السيِّد الظَّريفُ الخفيفُ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: والبؤْبُؤُ: الأَصلُ، وَقِيلَ الأَصلُ الكريمُ أَو الخَسيسُ. وَقَالَ شَمِرٌ: بُؤْبُؤُ الرجلِ: أَصلُهُ. وَقَالَ أَبو عَمرو: البُؤْبُؤُ: العالِمُ المُعَلِّمُ. وَفِي الْمُحْكَمِ: العالمُ مثلُ السُّرْسُورِ، يُقَالُ: فُلَانٌ فِي بُؤْبُؤ الكَرَمِ. وَيُقَالُ: البُؤْبُؤُ إِنسانُ العَيْن. وَفِي التَّهْذِيبِ: البُؤْبُؤُ: عَيْرُ العَيْن. وَقَالَ ابْنُ خالَوَيْهِ: البؤْبؤُ بِلَا مَدّ عَلَى مِثَالِ الفُلْفُل. قالَ: البؤْبؤُ: بُؤْبؤُ العَيْنِ، وأَنشدَ شَاهِدًا عَلَى البُؤْبؤِ بِمَعْنَى السَّيِّد قولَ الرَّاجز فِي صفةِ امرأةٍ: قَدْ فاقَتِ البؤْبُؤَ الْبُؤَيْبِيَهْ، ... والجِلدُ مِنْها غِرْقِئُ القُوَيْقِيَهْ الغِرْقِئُ: قِشْرُ البَيْضة. والقُويقِيةُ: كِنَايَةٌ عَنِ البَيْضة. قَالَ ابنُ خَالَوَيْهِ: البؤْبُؤُ، بِغَيْرِ مدٍّ: السَّيِّد، والبُؤَيْبِيَةُ: السيِّدة، وأَنْشدَ لِجَرِيرٍ: فِي بؤْبُؤ المَجْدِ وبُحْبوحِ الكَرَمْ وأَمَّا القَالي فإِنهُ أَنْشده: فِي ضِئْضئِ المَجْدِ وبُؤْبُوءِ الكَرَمْ وَقَالَ: وَكَذَا رأَيتُهُ فِي شعرِ جَرِيرٍ؛ قَالَ وَعَلَى هَذِهِ الرِّوَايَةِ «1» مَعَ مَا ذَكَرَهُ الْجَوْهَرِيُّ مِنْ كونهِ مِثَالَ سُرسُور. قَالَ وكأَنهما لُغَتَانِ، التَّهْذِيبُ، وأَنشدَ ابنُ السِّكِّيتِ: ولكِنْ يُبَأْبِئُهُ بُؤْبؤٌ، ... وبِئباؤُهُ حَجَأ أَحْجَؤُه قَالَ ابْنُ السِكِّيت: يُبَأْبِئه: يُفَدِّيه، بُؤْبُؤٌ: سيدٌ كريمٌ، بِئبْاؤُهُ: تَفْدِيَتُه، وحَجَأ: أَي فَرَحٌ، أَحْجَؤُهُ: أَفْرَحُ بهِ. ويقالُ فلانٌ فِي بُؤْبؤِ صِدقٍ أَي أَصْلِ صِدْقٍ، وَقَالَ: أَنا فِي بُؤْبؤِ صِدْقٍ، ... نَعَمْ، وفي أَكْرَمِ أَصْلِ «2» بتأ: بَتَأَ بِالْمَكَانِ يَبْتَأُ بُتُوءاً: أَقامَ. وَقِيلَ هَذِهِ لُغَةٌ، وَالْفَصِيحُ بَتَا بُتُوّاً. وسنذكرُ ذَلِكَ فِي المعتلِّ إِنْ شاءَ اللهُ تَعَالَى. بثأ: بَثَاءُ: مَوضِعٌ مَعْرُوفٌ. أَنشدَ المُفَضَّلُ: بِنَفْسِيَ ماءُ عَبْشَمْسِ بنِ سَعْدٍ، ... غَداةَ بَثَاءَ، إِذْ عَرَفُوا اليَقِينا وَقَدْ ذكرهُ الجوهريُّ فِي بَثَا مِنَ المعتلِّ. قَالَ ابنُ بَرِّي فَهَذَا مَوْضِعُهُ. بدأ: فِي أَسماء اللهِ عزَّ وَجَلَّ المُبْدئ: هُوَ الَّذِي أَنْشَأَ الأَشياءَ واخْتَرَعَها ابْتِداءً مِنْ غيرِ سابقِ مِثَالٍ. والبَدْء: فِعْلُ الشيءِ أَوَّلُ. بَدأَ بهِ وبَدَأَهُ يَبْدَؤُهُ بَدْءاً وأَبْدَأَهُ وابْتَدَأَهُ. ويقالُ: لكَ البَدْءُ والبَدْأَةُ والبُدْأَةُ والبَدِيئةُ __________ (1) . قوله [وعلى هذه الرواية إلخ] كذا بالنسخ والمراد ظاهر. (2) . قوله [أنا في بؤبؤ إلخ] كذا بالنسخ وانظر هل البيت من المجتث وتحرّفت في بؤبؤ عن ببؤبؤ أو اختلس الشاعر كلمة في. (1/26) والبَداءَةُ والبُداءَةُ بالمدِّ والبَدَاهةُ عَلَى البدلِ أَي لكَ أَنْ تَبْدَأَ قَبْلَ غَيْرِكَ فِي الرَّمْي وغيرهِ. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: كَانَ ذلكَ فِي بَدْأَتِنا وبِدْأَتِنا، بالقصرِ والمدِّ «1» ؛ قَالَ: وَلَا أَدري كَيْفَ ذلكَ. وَفِي مَبْدَأَتِنا عنهُ أَيضاً. وَقَدْ أَبْدَأْنا وبَدأْنا كُلُّ ذَلِكَ عَنْهُ. والبَدِيئةُ والبَداءَةُ والبَداهةُ: أَوّلُ مَا يَفْجَؤُكَ، الْهَاءُ فيهِ بَدَلٌ مِنَ الْهَمْزِ. وبَدِيتُ بالشيءِ قَدَّمتُهُ، أَنْصاريّةٌ. وبَدِيتُ بالشيءِ وبَدأْتُ: ابْتَدَأْتُ. وأَبْدَأْتُ بالأَمْرِ بَدْءاً ابْتَدأْتُ بِهِ. وبَدأْتُ الشيءَ: فَعَلْتُهُ ابْتِداءً. وَفِي الْحَدِيثِ: الخَيْلُ مُبَدَّأَةٌ يومَ الوِرْدِ أَي يُبْدَأُ بِهَا فِي السَّقْيِ قبلَ الإِبِلِ والغَنَمِ، وَقَدْ تحذفُ الْهَمْزَةُ فتصيرُ أَلفاً سَاكِنَةً. والبَدْءُ والبَدِيءُ: الأَوَّلُ؛ ومنهُ قَوْلُهُمْ: افْعَلْهُ بادِيَ بَدْءٍ، عَلَى فَعْلٍ، وبادِي بَدِيءٍ عَلَى فَعِيلٍ، أَي أَوَّلَ شيءٍ، والياءُ من بادِي ساكِنةٌ فِي موضعِ النصبِ؛ هَكَذَا يتكلمونَ بهِ. قَالَ وَرُبَّمَا تَرَكُوا هَمَزَهُ لكثرةِ الِاسْتِعْمَالِ عَلَى مَا نذكرهُ فِي بَابِ الْمُعْتَلِّ. وبادِئُ الرأْيِ: أَوَّلُهُ وابْتِداؤُهُ. وَعِنْدَ أَهلِ التحقيقِ مَنَّ الأَوائِلِ مَا أُدْرِكَ قبلَ إِنْعامِ النَّظرِ؛ يُقال فَعَلَه فِي بادئِ الرأيِ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: أَنتَ بادئَ الرَأْي ومُبْتَدَأَهُ تُرِيدُ ظُلْمنا، أَي أَنتَ فِي أَوَّلِ الرَّأْيِ تُريدُ ظُلْمنا. وَرُوِيَ أَيضاً: أَنتَ باديَ الرأْي تُرِيدُ ظُلمنا بِغَيْرِ هَمْزٍ، ومعناهُ أَنتَ فِيمَا بَدا مِنَ الرأْي وظَهَرَ أَي أَنتَ فِي ظَاهِرِ الرأْي، فَإِنْ كَانَ هَكَذَا فَلَيْسَ مِنْ هَذَا الْبَابِ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: [وَما نَراكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَراذِلُنا بادِيَ الرَّأْيِ] وبادئَ الرَّأْيِ؛ قرأَ أَبو عَمْرٍو وَحْدَهُ: بادئَ الرأْيِ بِالْهَمْزِ، وَسَائِرُ القرّاءِ قرءُوا بادِيَ بِغَيْرِ هَمْزٍ. وَقَالَ الفَرّاءُ: لَا تَهْمِزُوا باديَ الرأْيِ لأَنَّ الْمَعْنَى فِيمَا يظهرُ لَنَا وَيَبْدُو؛ قَالَ: وَلَوْ أَرادَ ابْتِداءَ الرأْيِ فهَمزَ كَانَ صَوَابًا. وَسَنَذْكُرُهُ أَيضاً فِي بَدَا. وَمَعْنَى قراءَةِ أَبي عَمْرٍو بادئَ الرأيِ أَي أَوَّلَ الرأْيِ أَي اتَّبَعُوكَ ابْتِداءَ الرَأْي حِينَ ابْتَدءوا ينظرونَ، وَإِذَا فَكَّرُوا لَمْ يَتَّبِعُوكَ. وقالَ ابنُ الأَنباري: بادئَ، بالهمزِ، مَنْ بَدَأَ إِذَا ابْتَدَأَ؛ قَالَ: وانْتِصابُ مَنْ هَمزَ وَلَمْ يَهْمِزْ بالاتِّباع عَلَى مَذهَب المَصدرِ أَي اتَّبَعوكَ اتِّباعاً ظَاهِرًا، أَو اتِّباعاً مُبْتَدأً؛ قَالَ: وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ الْمَعْنَى مَا نَراك اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَراذِلُنا فِي ظاهرِ مَا نَرى مِنْهُمْ، وطَوِيَّاتُهم عَلَى خِلافِك وعَلى مُوافَقَتنَا؛ وَهُوَ منْ بَدا يَبْدُو إِذَا ظَهَر. وَفِي حديثِ الغُلامِ الَّذِي قَتَلَهُ الخَضِرُ: فانْطَلقَ إِلَى أَحَدِهم بادئَ الرَّأْي فَقَتَله. قَالَ ابنُ الأَثير: أَي فِي أَوَّلِ رأْيٍ رآهُ وابتدائِه، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ غَيْرَ مَهْمُوزٍ مِنَ البُدُوِّ: الظُّهور أَي فِي ظاهرِ الرَّأْيِ والنَّظَرِ. قَالُوا افْعَلْهُ بَدءاً وأَوَّلَ بَدْءٍ، عَنْ ثعلبٍ، وبادِيَ بَدْءٍ وباديَ بَدِيٍّ لَا يهمزُ. قَالَ وَهَذَا نادرٌ لأَنهُ لَيْسَ عَلَى التخفيفِ القياسيِّ، وَلَوْ كَانَ كَذَلِكَ لَمَا ذُكِرَ هَاهُنَا. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: أَما بادِئَ بَدْءٍ فإنِّي أَحْمَدُ اللهَ، وبادِي بَدأَةَ وبادئَ بداءٍ وَبَدَا بَدْءٍ وبَدْأَةَ بَدْأَةَ وباديَ بَدوٍ وبادِي بَداءٍ أَي أَمَّا بَدْءَ الرأْيِ فَإِنِّي أَحْمَدُ اللهَ. ورأَيتُ فِي بعضِ أُصول الصحاحِ يقالُ: افْعَلْه بَدْأَةَ ذِي بَدْءٍ وبَدأَةَ ذِي بَدْأَةَ وبَدْأَةَ ذِي بَدِيءٍ وبَدْأَةَ بَديءٍ وبَديءَ بَدْءٍ، عَلَى فَعْل، وبادِئَ بَدِيءٍ، عَلَى فَعِيلٍ، وبادِئَ بَدِئٍ، عَلَى فَعِلٍ، وبَديءَ ذِي بَديءٍ أَي __________ (1) . قوله [وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ كَانَ ذَلِكَ في بدأتنا إلخ] عبارة القاموس وشرحه وحكى اللحياني قولهم في الحكاية كان ذلك الأَمر في بدأتنا مثلثة الباء فتحاً وضماً وكسراً مع القصر والمدّ وفي بدأتنا محركة قَالَ الأَزهري وَلَا أَدْرِي كَيْفَ ذَلِكَ وفي مبدئنا بالضم ومبدئنا بالفتح ومبدأتنا بالفتح. (1/27) أَوَّلَ أَوَّلَ. وبدأَ فِي الأَمرِ وعادَ وأَبْدَأَ وأَعادَ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَما يُبْدِئُ الْباطِلُ وَما يُعِيدُ . قَالَ الزَّجَّاجُ: مَا فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ أَيْ أَيَّ شيءٍ يُبْدِئُ الباطلُ وأَيَّ شيءٍ يُعِيدُ، وتكونُ مَا نَفْياً والباطلُ هُنَا إِبْليِسُ، أَي مَا يَخْلُقُ إِبلِيسُ وَلَا يَبْعَثُ، واللهُ جلَّ وعزَّ هُوَ الخالقُ والباعثُ. وفَعَلَه عَوْدَه عَلَى بَدْئِه وَفِي عَوْدِه وبَدْئِه وَفِي عَوْدَتِه وبَدأَته. وَتَقُولُ: افْعَلْ ذلكَ عَوْداً وبَدْءاً وَيُقَالُ: رجَعَ عَوْدَه عَلَى بَدْئِه: إِذا رَجَعَ فِي الطَّرِيقِ الَّذِي جَاءَ مِنْهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليْهِ وسَلَّم نَفَّلَ فِي البَدْأَةِ الرُّبُعَ وَفِي الرَّجْعَةِ الثُلثَ ، أَرادَ بالبَدْأَةِ ابتِداءَ سَفَرِ الغَزْوِ وبالرَّجْعةِ القُفُولَ منهُ؛ والمعْنى كانَ إِذا نَهَضَتْ سَرِيَّةٌ مِنْ جُملةِ الْعَسْكَرِ المُقْبِل عَلَى العَدُوّ فأَوْقَعَتْ بطائِفةٍ مِنَ العَدُوّ، فَمَا غَنِمُوا كانَ لهمْ الرُّبُع ويَشْرَكُهُمْ سائِرُ العَسكر فِي ثلاثةِ أَرباعِ مَا غَنِموا، وإِذا فَعَلَتْ ذَلِكَ عِنْدَ عَوْدِ العسكرِ كانَ لهمْ مِنْ جَمِيعِ مَا غَنِمُوا الثُّلث، لأَنَّ الكَرَّةَ الثانِيَةَ أَشَقُّ عَلَيْهِمْ، والخَطَر فِيهَا أَعْظَمُ، وَذَلِكَ لقُوّة الظَّهْرِ عِنْدَ دُخولهم وضَعْفِه عِنْدَ خُروجهم، وهمْ فِي الأَوّلِ أَنْشَطُ وأَشْهى للسَّيْرِ والإِمْعانِ فِي بِلادِ العَدُوّ، وهمْ عِنْدَ القُفُولِ أَضْعَفُ وأَفْترُ وأَشْهَى للرُّجوعِ إِلى أَوْطانهمْ، فزادَهمْ لِذلك. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ: واللهِ لَقَدْ سَمِعْتُه يَقُولُ: لَيَضْرِبُنَّكُم عَلَى الدِّين عَوْداً كَمَا ضَرَبْتُموهم عَلَيْهِ بَدْءاً أَي أَوّلًا، يَعْنِي العَجَمَ والمَوالي. وَفِي حَديثِ الحُدَيْبِيةِ: يكونُ لَهُمْ بَدءُ الفُجُورِ وثناهُ أَي أَوّلُه وآخِرُه. ويُقالُ فُلَانٌ مَا يُبدِئُ وَمَا يُعِيدُ أَي مَا يَتَكَلَّمُ ببادِئَةٍ وَلَا عائِدَةٍ. وَفِي الحديثِ: مَنَعَتِ العِراقُ دِرْهَمها وقَفِيزَها، ومَنَعَتِ الشامُ مُدْيَها ودِينارَها، وَمَنَعَتْ مِصْرُ إِرْدَبَّها، وعُدْتم مِن حيثُ بَدَأْتُمْ. قالَ ابنُ الأَثيرِ: هَذَا الحديثُ مِنْ مُعْجِزات سيدِنا رسول اللهِ صلى اللهُ تعالى عليهِ وَسَلَّمَ، لأَنهُ أَخبر بِمَا لَمْ يَكُنْ، وَهُوَ فِي عِلم اللهِ كَائِنٌ، فَخرَج لفظُه عَلَى لَفْظِ الماضِي ودَلَّ بهِ عَلَى رِضَاهُ مِنْ عُمَر بنِ الْخَطَّابِ رضيَ اللهُ عَنْهُ بِمَا وَظَّفَه عَلَى الكَفَرةِ مِنَ الجِزْيةِ فِي الْأَمْصَارِ. وَفِي تَفْسِيرِ المنعِ قَوْلَانِ: أَحدُهما أَنه علِم أَنهم سَيُسْلِمُون ويَسْقُطُ عَنْهُمْ مَا وُظِّفَ عَلَيْهِمْ، فصارُوا لَهُ بِإسلامهم مَانِعِينَ؛ وَيَدُلُّ عَلَيْهِ قَوْلُهُ: وعُدْتُم مِن حيثُ بَدَأْتم، لأَنَّ بَدْأَهم، فِي عِلْم اللهِ، أَنهم سَيُسلِمُون، فَعَادُوا مِن حَيْثُ بَدَءُوا. وَالثَّانِي أَنهم يَخرُجونَ عَنِ الطّاعةِ ويَعْصون الإِمام، فيَمْنَعون مَا عَلَيْهِمْ مِنَ الوَظائفِ. والمُدْيُ مِكيالُ أَهلِ الشامِ، والقَفِيزُ لأَهْلِ العِراقِ، والإِرْدَبُّ لأَهْل مِصْرَ. والابتداءُ فِي العَرُوض: اسْمٌ لِكُلِّ جُزْءٍ يَعْتَلُّ فِي أَوّلِ البيتِ بِعلةٍ لَا يَكُونُ فِي شيءٍ مِنْ حَشْوِ البيتِ كالخَرْم فِي الطَّوِيلِ والوافِرِ والهَزَجِ والمُتقارَب، فإِنَّ هَذِهِ كُلُّهَا يُسَمَّى كلُ واحِدٍ مِنْ أَجْزائِها، إِذا اعْتَلَّ، ابْتِدَاءً، وَذَلِكَ لأَنَّ فَعُولُنْ تُحذف منهُ الفاءُ فِي الابتداءِ، وَلَا تُحْذَفُ الْفَاءُ مِنْ فَعُولُنْ فِي حَشْوِ الْبَيْتِ البتةَ وَكَذَلِكَ أَوّل مُفاعلتن وأَوّل مَفاعيلن يُحذفان فِي أَولِ الْبَيْتِ، وَلَا يُسمى مُسْتَفْعِلُن فِي البسيطِ وَمَا أَشبههُ مِمَّا علَّتُه، كَعِلَّةِ أَجزاءِ حَشوهِ، ابْتِدَاءً، وَزَعْمَ الأَخْفَشُ أَن الْخَلِيلَ جَعَلَ فَاعِلَاتُنْ فِي أَوّلِ المديدِ ابْتِدَاءً؛ قَالَ: ولَم يدرِ الأَخْفَشُ لِمَ جَعَلَ فاعِلاتُن ابْتداءً، وَهِيَ تَكُونُ فَعِلاتن وفاعِلاتن كَمَا تَكُونُ أَجزاءُ الحَشْوِ. وذهبَ عَلَى الأَخْفَشِ أَنَّ الخَليل جعلَ فاعِلاتُن هُنَا لَيْسَتْ كالحَشو لأَن أَلِفَها تسقُطُ أَبداً بِلا مُعاقبة، وكُلُّ مَا جَازَ فِي جُزْئهِ الأَوّلِ مَا لَا يَجُوزُ فِي حَشْوِهِ، فَاسْمُهُ الابتداءُ؛ وإِنما سُمِّي مَا وَقَعَ فِي الجزءِ ابْتِدَاءً لابتدائِكَ بِالإِعْلالِ. وبَدَأَ اللهُ الخَلْقَ بَدْءاً وأَبْدَأَهمْ بِمَعْنَى خَلَقَهم. وَفِي (1/28) التنزيل العزيز: اللَّهُ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ* . وَفِيهِ كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ . وَقَالَ: وَهُوَ الَّذِي يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ . وقالَ: إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ ؛ فالأَوّل مِنَ البادِئِ وَالثَّانِي منَ المُبْدِئِ وَكلاهُما صِفةٌ للهِ جَلِيلَةٌ. والبَدِيءُ: المَخْلوقُ. وبِئرٌ بَدِيءٌ كَبديع، والجمْعُ بُدُؤٌ. والبَدْءُ والبَدِيءُ: الْبِئْرُ الَّتِي حُفِرت فِي الإِسلام حَدِيثةً وَلَيْسَتْ بعادِيَّةٍ، وتُرِكَ فِيهَا الهمزةُ فِي أَكثرِ كَلَامِهِمْ، وَذَلِكَ أَن يَحْفِر بِئْرًا فِي الأَرْضِ المَواتِ الَّتِي لَا رَبَّ لَهَا. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ المسيَّب: فِي حَرِيمِ البئرِ البَدِيءِ خَمسٌ وعِشْرونَ ذِراعاً ، يَقُولُ: لَهُ خَمس وَعِشْرُونَ ذِراعاً حَوالَيْها حَرِيمُها، ليسَ لأَحَدٍ أَن يَحْفِرَ فِي تلكَ الخمسِ والعشرينَ بِئْرًا. وإِنما شُبِّهت هَذِهِ البئرُ بالأَرضِ الَّتِي يُحْيِيها الرجُلُ فَيَكُونُ مالِكاً لَهَا، قَالَ: والقَلِيبُ: البئرُ العادِيَّةُ القَدِيمَةُ الَّتِي لَا يُعلمُ لَهَا رَبٌّ وَلَا حافِرٌ، فَلَيْسَ لأَحدٍ أَن يَنْزِلَ عَلَى خمسينَ ذِرَاعًا مِنْهَا، وَذَلِكَ أَنها لعامَّة النَّاسِ، فإِذا نزَلها نازِلٌ مَنَعَ غَيْرَهُ؛ وَمَعْنَى النُّزولِ أَن لَا يَتَّخِذها دَارًا ويُقِيم عَلَيْهَا، وأَمّا أَن يَكُونَ عابِرَ سَبيلٍ فَلَا. أَبو عُبَيْدَةَ يُقَالُ للرَّكِيَّةِ: بَدِيءٌ وبَدِيعٌ، إِذَا حَفَرْتها أَنت، فإِن أَصَبْتها قَدْ حُفِرَتْ قبلَك، فَهِيَ خَفِيَّةٌ، وزَمْزَمُ خَفِيَّةٌ لأَنها لإِسمعِيل فاندَفنت، وأَنشَدَ: فَصَبَّحَتْ، قَبْلَ أَذانِ الفُرْقانْ، ... تَعْصِبُ أَعْقارَ حِياض البُودانْ قَالَ: البُودانُ القُلْبانُ، وَهِيَ الرَّكايا، وَاحِدُهَا بَدِيءٌ؛ قَالَ الأَزهري: وَهَذَا مقلوبٌ، والأَصلُ بُدْيانٌ، فقَدَّمَ الياءَ وجعَلَها وَاوًا؛ والفُرقانُ: الصُّبْحُ، والبَدِيءُ: العَجَبُ، وجاءَ بأَمرٍ بَدِيءٍ، عَلَى فَعِيلٍ، أَيْ عَجيبٍ. وبَدِيءٌ مِن بَدَأْتُ، والبَدِيءُ: الأَمْرُ البَدِيعُ، وأَبْدَأَ الرَّجُلُ: إِذا جاءَ بهِ، يُقال أَمرٌ بَدِيءٌ. قالَ عَبِيدُ بْنُ الأَبرَص: فَلَا بَدِيءٌ وَلَا عَجِيبُ والبَدْءُ: السيِّدُ، وقِيلَ الشَّابُّ المُسْتَجادُ الرأْيِ، المُسْتشَارُ، والجَمْعُ بُدُوءٌ. والبَدْءُ: السَيِّدُ الأَوَّلُ فِي السِّيادةِ، والثُنْيانُ: الذِي يِليهِ فِي السُّؤْدد. قالَ أَوْسُ بْنُ مَغْراءَ السَّعْدِيّ: ثُنْيانُنا، إِنْ أَتاهُمْ، كانَ بَدْأَهُمُ، ... وبدْؤُهُمْ، إنْ أَتانا، كانَ ثُنْيانا والبَدْءُ: المَفصِلُ. والبَدْءُ: العَظْمُ بِمَا عَليهِ مِنَ اللَّحمِ. والبَدْءُ: خَيرُ عَظْمٍ فِي الجَزُورِ، وقيلَ خَيْرُ نَصِيبٍ فِي الجَزُور. والجمْعُ أَبْدَاءٌ وبُدُوءٌ مِثلُ جَفْنٍ وأَجْفانٍ وجُفُونٍ. قالَ طَرَفةُ بْنُ الْعَبْدِ: وهُمُ أَيْسارُ لُقْمانَ، إِذا ... أَغْلَتِ الشَّتْوةُ أَبْداءَ الجُزُرْ ويُقالُ: أَهْدَى لهُ بَدْأَةَ الجَزُورِ أَيْ خَيْرَ الأَنصِباءِ، وأَنشَدَ ابنُ السِّكِّيتِ: عَلَى أَيِّ بَدْءٍ مَقْسَمُ اللّحْمِ يُجْعَلُ والأَبْداءُ: المفَاصِلُ، واحِدُها بَدًى، مقصورٌ، وهو أَيْضاً بَدءٌ، مَهْمُوزٌ، تقدِيرُهُ بَدْعٌ. وأَبْدَاءُ الجَزُورِ عَشرَةٌ: وَرِكاهَا وفَخِذَاهَا وساقاهَا وكَتِفَاهَا وعَضُداها، وهُمَا أَلأَمُ الجَزُورِ لِكَثرَةِ العُرُوقِ. والبُدْأَةُ: النَّصِيبُ مِنْ أَنْصِباءِ الجَزُور؛ قالَ النَّمِرُ ابن تَوْلَب: فَمَنَحْتُ بُدْأَتَهَا رَقِيباً جانِحاً، ... والنارُ تَلْفَحُ وَجْهَهُ بأُوَارِها (1/29) وَرَوَى ابنُ الأَعرابيِّ: فمَنَحْتُ بُدَّتَها، وَهِيَ النَّصيبُ، وهوَ مَذْكورٌ فِي مَوْضِعِه؛ وروَى ثَعْلَبٌ رفِيقاً جانِحاً «2» . وَفِي الصِّحاحِ: البَدْءُ والبَدْأَةُ: النصِيبُ مِنَ الجَزورِ بفَتحِ الباءِ فِيهِمَا؛ وَهَذَا شِعْرُ النَّمِرِ بْنِ تَوْلَبٍ بضمِّها كَمَا ترَى. وبُدِئَ الرَّجُلُ يُبْدَأُ بَدْءاً فَهُوَ مبْدُوءٌ: جُدِرَ أَوْ حُصِبَ. قَالَ الكميتُ: فكأَنَّما بُدِئَتْ ظواهِرُ جِلْدِهِ، ... ممَّا يُصَافِحُ مِنْ لهِيبِ سُهَامِها «3» وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: بُدِئَ الرَّجُلُ يُبْدَأُ بَدْءاً: خَرَجَ بهِ بَثْرٌ شِبْهُ الجُدَرِيِّ؛ ثمَّ قَالَ: قالَ بَعْضُهُمْ هُو الجُدريُّ بِعَيْنِهِ. ورَجُلٌ مَبْدُوءٌ: خرَج بهِ ذلِك. وَفِي حديثِ عائِشة رضِي اللَّهُ عَنْهَا أَنها قالتْ: فِي اليومِ الَّذِي بُدِئَ فيهِ رسولُ اللَّهِ صلَّى الله عليهِ وسلَّم، وَا رَأْساه. قالَ ابنُ الأَثير: يُقالُ مَتَى بُدِئَ فلانٌ أَي مَتَى مَرِضَ؛ قَالَ: ويُسأَلُ بهِ عَنِ الحيِّ والمَيِّتِ. وبَدَأَ مِنْ أَرضٍ إِلَى أَرضٍ أُخرى وأَبْدأَ: خرَجَ مِنْهَا إِلَى غَيْرِهَا إِبْداءً. وأَبْدأَ الرَّجلُ: كِناية عَنِ النَّجْو، والاسمُ البَداءُ، ممدودٌ. وأَبْدَأَ الصبيُّ: خَرَجت أَسْنانُهُ بَعْدَ سُقُوطِها. والبُدْأَةُ: هَنَةٌ سوداءُ كأَنها كَمْءٌ وَلَا يُنتَفَعُ بِهَا، حَكَاهُ أَبو حنيفة. بذأ: بَذَأْتُ الرَّجلَ بَذْءاً: إِذا رأَيْتُ مِنْهُ حَالًا كرِهْتُها. وبَذَأَتْهُ عَيْني تَبْذَؤُهُ بَذاءً وبذاءَةً: ازْدَرَتْهُ واحْتَقَرَتْهُ، وَلَمْ تَقْبَله، وَلَمْ تُعْجِبْكَ مَرْآتُه. وبَذَأْتُهُ أَبْذَؤُهُ بَذْءاً: إِذا ذَممْتُهُ. أَبو زيدٍ، يُقال: بَذَأَتْهُ عَيْني بَذْءاً إِذا أُطرِيَ لكَ وعندَكَ الشيءُ ثُمَّ لَمْ ترَهُ كَذَلِكَ، فَإِذَا رأَيتهُ كَمَا وُصِفَ لكَ قُلْتَ: مَا تَبْذَؤُهُ العَيْنُ. وبَذَأَ الشيءَ: ذَمَّه. وبُذئَ الرَّجُلُ: إِذَا ازْدُرِيَ. وبَذَأَ الأَرضَ: ذَمَّ مَرْعاها. قال: أُزِّيَ مُسْتَهنئٌ فِي البَدِيءِ، ... فَيَرْمَأُ فيهِ وَلَا يَبْذَؤُهْ وَيُرْوَى: فِي البَدِيِّ؛ وكذلِك المَوْضِع إِذَا لَمْ تَحْمَدْه. وأَرضٌ بَذِيئَةٌ عَلَى مِثالِ فَعِيلة: لَا مَرْعى بِهَا. وباذَأْتُ الرَّجلَ: إِذَا خاصَمْته. وَقَالَ الشَّعْبي: إِذا عَظُمَتِ الحَلْقَةُ فَإِنَّمَا هِيَ بِذاءٌ ونِجاءٌ. وقِيلَ البِذاءُ: المُباذأَةُ وَهِيَ المُفاحَشة. يُقال باذَأْتُهُ بِذاءً ومُباذأَةً؛ والنِّجاءُ: المُناجاة. وَقَالَ شمِرٌ فِي تفسيرِ قولِهِ: إِنَّكَ مَا عَلِمْتُ لَبَذيءٌ مُغْرِقٌ. قَالَ: البَذِيءُ: الفاحِشُ القَوْلِ، ورَجُلٌ بَذِيءٌ مِن قَوْمٍ أَبْذِياءَ، والبَذِيءُ: الفاحِشُ مِن الرِّجالِ، والأُنثى بَذِيئةٌ. وَقَدْ بَذُؤَ يَبْذُؤُ بِذَاءً وبَذاءَةً، وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ: بَذِئَ يَبْذَأُ بَذْءاً. قَالَ أَبو النَّجْمِ: فاليَومُ يَوْمُ تَفاضُلٍ وبَذاء وامرأَةٌ بَذِيئةٌ ورَجُلٌ بَذيءٌ مِنْ قَوْمٍ أَبْذِياءَ: بَيِّنُ البَذاءَةِ. وأَنشَدَ: هَذْرَ البَذِيئةِ، لَيْلَها، لَمْ تَهْجَعِ وامرأَةٌ بَذِيَّةٌ. وَسَنَذْكُرُ فِي المعتلِّ مَا يَتَعَلَّقُ بِذَلِكَ. __________ (2) . قوله [جانحاً] كذا هو في النسخ بالنون وسيأتي في ب د د بالميم. (3) . قوله [سهامها] ضبط في التكملة بالفتح والضم ورمز له بلفظ معاً إشارة إلى أن البيت مروي بهما. (1/30) برأ: البارئُ: مِن أَسماءِ اللَّهِ عزَّ وجلَّ، وَاللَّهُ البارئُ الذَّارِئُ. وَفِي التنزيلِ العزِيزِ: الْبارِئُ الْمُصَوِّرُ . وقالَ تعَالى: فَتُوبُوا إِلى بارِئِكُمْ . قَالَ: البارئُ: هُوَ الَّذِي خَلَقَ الخَلْقَ لَا عَنْ مِثالٍ. قالَ ولهذِهِ اللفْظَةِ مِن الاخْتِصاصِ بخَلْقِ الحيَوانِ مَا لَيْسَ لَهَا بغَيرهِ مِن المخْلوقات، وقَلَّما تُسْتَعْمَلُ فِي غيرِ الحيوانِ، فيُقال: برَأَ اللهُ النسَمَة وخَلَقَ السَّماوات والأَرضَ. قَالَ ابنُ سِيدَة: برَأَ اللهُ الخَلْقَ يَبْرَؤُهم بَرءاً وبُرُوءاً: خَلَقَهُم، يكونُ ذلكَ فِي الجَواهِرِ والأَعْراضِ. وَفِي التنزِيلِ: [مَا أَصابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَها ] وَفِي التَّهْذِيبِ: والبَرِيَّةُ أَيضاً: الخَلْق، بِلَا هَمْزٍ. قالَ الفَرَّاءُ: هيَ مِنْ بَرَأَ اللهُ الخَلْقَ أَي خَلَقَهُم. والبَرِيَّةُ: الخَلْقُ، وأَصْلُها الهمْزُ، وَقَدْ ترَكَت العَرَبُ هَمْزَها. ونظِيرهُ: النبيُّ والذُّرِّيَّةُ. وأَهلُ مَكَّةَ يُخالِفُونَ غيرَهُم مِنَ العَرَب، يَهْمِزُونَ البَريئةَ والنَّبيءَ والذّرِّيئةَ، مِنْ ذَرَأَ اللهُ الخلْقَ، وذلِكَ قلِيلٌ. قالَ الفرَّاءُ: وإِذا أُخِذَت البَرِيَّةُ مِن البرَى، وَهُوَ التُّراب، فأَصلها غَيْرُ الهمْزِ. وقالَ اللِّحْيَانِيُّ: أَجمَعَتِ العَرَبُ عَلَى ترْكِ هَمْزِ هَذِهِ الثلاثةِ، وَلَمْ يَستثنِ أَهل مكةَ. وبَرِئْتُ مِن المَرَضِ، وبَرَأَ المرِيضُ يَبْرَأُ ويَبْرُؤُ بَرْءاً وبُرُوءاً، وأَهلُ العَالِيَةِ يَقُولُونَ: بَرَأْتُ أَبْرأُ بَرْءاً وبُروءاً، وأَهلُ الحِجازِ يَقُولُونَ: بَرَأْتُ مِنَ المرَضِ بَرءاً، بالفتحِ، وسائرُ العَرَبِ يَقُولُونَ: بَرِئتُ مِنَ المرَضِ. وأَصْبَحَ بارِئاً مِنْ مَرَضِهِ وبَرِيئاً مِنْ قومٍ بِراءٍ، كقولكَ صحِيحاً، وصِحاحاً، فذلِكَ ذَلِكَ. غيرَ أَنه إِنما ذَهَبَ فِي بِراءٍ إِلَى أَنه جَمْعُ بَرِيءٍ. قَالَ وقدْ يجوزُ أَنْ يَكون بِرَاءٌ أَيضاً جمْع بارِئٍ، كجائعٍ وجِياعٍ وصاحِبٍ وصِحابٍ. وقدْ أَبرَأَهُ اللهُ مِنْ مَرَضِهِ إِبراءً. قَالَ ابنُ بَرِّيّ: لَمْ يَذكُر الجوهَري بَرَأْتُ أَبرُؤُ، بالضمِّ فِي الْمُسْتَقْبَلِ. قَالَ: وَقَدْ ذكَرهُ سِيبويهِ وأَبو عثمانَ المازِني وغيرُهُما مِنَ البصرِيين. قالَ وإِنما ذكَرْتُ هَذَا لأَنَّ بعْضَهُم لَحَّنَ بَشار بنَ بُرْد فِي قولهِ: نَفَرَ الحَيُّ مِنْ مَكاني، فَقَالُوا: ... فُزْ بصَبْرٍ، لعَلَّ عَيْنَكَ تبْرُو مَسَّهُ، مِنْ صُدودِ عَبْدةَ، ضُرٌّ، ... فبَنَاتُ الفُؤَادِ مَا تسْتَقِرُّ وَفِي حدِيثِ مَرَضِ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَليْهِ وسَلَّم، قالَ العباسُ لِعَلِيٍّ رضِيَ اللهُ عنهُما: كيفَ أَصْبَحَ رسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ؟ قالَ: أَصْبَحَ بِحَمْدِ اللهِ بارِئاً ، أَي مُعافًى. يقالُ: بَرَأْتُ مِنَ المَرَضِ أَبرَأُ بَرْءاً، بِالْفَتْحِ، فأَنا بارِئٌ؛ وأَبرَأَني اللهُ مِنَ المرَض. وغيرُ أَهلِ الحِجازِ يَقُولُونَ: برِئت، بالكسرِ، بُرْءاً، بِالضَّمِّ. ومِنْهُ قولُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَوْف لأَبي بَكْرٍ رضيَ اللهُ عنهُما: أَراكَ بَارِئًا. وَفِي حديثِ الشُّرْب: فإِنهُ أَرْوَى وأَبرَى ، أَي يُبرِئهُ مِنْ أَلَمِ العَطَشِ. أَو أَرادَ أَنهُ لَا يكونُ مِنْهُ مَرَضٌ، لأَنهُ قدْ جاءَ فِي حديثٍ آخَرَ: فإِنهُ يُورِثُ الكُبادَ. قالَ: وَهَكَذَا يُرْوَى فِي الحديثِ أَبْرى، غيرَ مَهْمُوزةٍ، لأَجلِ أَرْوَى. والبَرَاءُ فِي المَدِيدِ: الجُزْءُ السَّالِمُ مِنْ زِحَافِ المُعاقبَةِ. وكلُّ جزءٍ يمكِنُ أَنْ يَدْخُله الزِّحافُ كالمُعاقبَةِ، فيَسْلَمُ منهُ، فَهُوَ بَرِيءٌ. الأَزهَرِي: وأَما قَوْلُهُمْ بَرِئْتُ مِنَ الدَّينِ، والرَّجُلُ (1/31) أَبْرَأَ بَراءَةً، وبَرِئتُ إليْكَ مِنْ فلانٍ أَبْرَأُ بَرَاءَةً، فليسَ فِيهَا غَيْرُ هَذِهِ اللغَةِ. قَالَ الأَزهَري: وَقَدْ رَوَوْا بَرَأْتُ مِنَ المَرَضِ أَبْرُؤُ بُرْءاً. قَالَ: وَلَمْ نجِدْ فِيمَا لَامُهُ هَمْزةٌ فَعَلْتُ أَفْعُلُ. قَالَ: وَقَدِ اسْتَقْصَى العلماءُ باللغَةِ هَذَا، فَلَمْ يجدُوهُ إِلا فِي هَذَا الحرْف، ثُمَّ ذكرَ قرَأْتُ أَقْرُؤُ وهَنَأْتُ البعِيرَ أَهْنُؤُه. وقولهُ عزَّ وجلَّ: بَراءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ، قَالَ: فِي رَفعِ بَرَاءةٌ قولانِ: أَحدهُما عَلَى خَبرِ الابتداءِ، الْمَعْنَى: هذهِ الآياتُ بَرَاءَةٌ مِن اللهِ ورسولهِ؛ وَالثَّانِي بَراءَةٌ ابتداءٌ والخبرُ إِلَى الَّذِينَ عاهَدْتُمْ. قَالَ: وكِلا القَوْلَيْنِ حَسَنٌ. وأَبْرأْتُه مِمَّا لِي عليْهِ وبَرَّأْتُهُ تَبْرِئةً، وبَرِئَ مِنَ الأَمْرِ يَبْرَأُ ويَبْرُؤُ، والأَخِير نادِرٌ، بَراءَةً وبَراءً، الأَخِيرة عَنِ اللِّحْيَانِيِّ؛ قالَ: وكذلِكَ فِي الدَّينِ والعُيوبِ بَرِئَ إِليكَ مِنْ حَقِّكَ بَراءَةً وبَراءً وبُروءاً وتبرُّؤاً، وأَبرَأَكَ مِنهُ وبَرَّأَكَ. وَفِي التنزيلِ الْعَزِيزِ: [فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قالُوا] . وأَنا بَرِيءٌ مِنْ ذلِكَ وبَراءٌ، والجمْعُ بِراءٌ، مِثْلَ كَرِيمٍ وكِرامٍ، وبُرَآءُ، مِثل فقِيه وفُقَهاء، وأَبراء، مِثْلَ شريفٍ وأَشرافٍ، وأَبرِياءُ، مِثْلَ نَصِيبٍ وأَنْصِباء، وبَرِيئون وبَراء. وَقَالَ الْفَارِسِيُّ: البُراءُ جمعُ بَريء، وَهُوَ مِنْ بابِ رَخْلٍ ورُخالٍ. وَحَكَى الفرَّاءُ فِي جَمْعِهِ: بُراء غَيْرَ مصروفٍ عَلَى حذفِ إِحدى الهمزَتين. وقالَ اللِّحْيَانِيُّ: أَهلُ الْحِجَازِ يَقُولُونَ: أَنا مِنك بَراء. قَالَ: وَفِي التَّنْزِيلِ العزيزِ: [إِنَّنِي بَراءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ ] . وتَبَرَّأْتُ مِن كَذَا وأَنا بَراءٌ مِنهُ وخَلاءٌ، لَا يُثَنَّى وَلَا يجمَع، لأَنهُ مصدَرٌ فِي الأَصْل، مِثل سَمِعَ سَمَاعاً، فَإِذَا قُلْتَ: أَنا بَرِيءٌ مِنهُ وخَلِيٌّ مِنْهُ ثنَّيت وجَمَعْت وأَنَّثْت. ولغةُ تميمٍ وَغَيْرِهِمْ مِن العَرَب: أَنا بَرِيءٌ. وَفِي غيرِ موضعٍ مِن القرآنِ: إِنِّي بَرِيءٌ* ؛ والأُنثى بَريئَةٌ، وَلَا يُقال: بَرَاءَةٌ، وهُما بَريئتانِ، والجمعُ بَرِيئات، وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: بَرِيَّاتٌ وبَرايا كخَطايا؛ وأَنا البرَاءُ مِنهُ، وكذلِكَ الِاثْنَانِ والجمعُ والمؤَنث. وَفِي التنزيلِ الْعَزِيزِ [إِنَّنِي بَراءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ ] . الأَزهري: والعَرَبُ تَقُولُ: نحنُ مِنكَ البَراءُ والخَلاءُ والواحِد وَالِاثْنَانِ والجمْعُ مِنَ المذكَّر والمؤَنث يُقال: بَراءٌ لأَنهُ مصدَر. وَلَوْ قَالَ: بَرِيء، لقِيلَ فِي الاثنينِ: بَريئانِ، وَفِي الْجَمْعِ: بَرِيئونَ وبَراءٌ. وَقَالَ أَبو إِسحاق: الْمَعْنَى فِي البَراءِ أَي ذُو البَراءِ مِنْكُمْ، ونحنُ ذَوُو البَراءِ مِنْكُمْ. وزادَ الأَصمَعِي: نحنُ بُرَآء عَلَى فُعَلاء، وبِراء عَلَى فِعالٍ، وأَبْرِياء؛ وَفِي المؤَنث: إِنني بَرِيئةٌ وبَرِيئتانِ، وَفِي الجمْعِ بَرِيئاتٌ وبَرايا. الْجَوْهَرِيُّ: رجلٌ بَرِيءٌ وبُراءٌ مثلُ عَجِيبٍ وعُجابٍ. وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: المعروفُ فِي بُراءٍ أَنه جمعٌ لَا واحِدٌ، وعليهِ قولُ الشاعِر: رأَيتُ الحَرْبَ يَجنُبُها رِجالٌ، ... ويَصْلى، حَرَّها، قَوْمٌ بُراءٌ قَالَ ومثلهُ لزُهير: إليْكُم إِنَّنا قَوْمٌ بُراءٌ وَنَصَّ ابْنُ جِنِّي عَلَى كونِهِ جَمْعاً، فَقَالَ: يجمَعُ بَرِيءٌ عَلَى أَربَعَةٍ مِن الجُموع: بَرِيءٌ وبِراءٌ، مِثل ظَريفٍ وظِرافٍ، وبَرِيءٌ وبُرَآءُ، مِثْلَ شَرِيفٍ وشُرفاء، وبَرِيءٌ وأَبْرِياءُ، مِثل صَدِيقٍ وأَصدِقاء، وبَريءٌ وبُراءٌ، مِثْلَ مَا جاءَ مِنَ الجُموعِ عَلَى فُعالٍ نَحْوَ تُؤَامٍ ورُباءٍ «4» فِي جمعِ تَوْأَم ورُبَّى. __________ (4) . الصواب أن يقال في جمعها: رُبَاب بالباء في آخره وهو الذي ذكره المصنّف وصاحب القاموس وغيرهما في مادة ر ب ب أحمد تيمور. (1/32) ابنُ الأَعرابي: بَرِئَ إِذا تخَلَّصَ، وبَرِئَ إِذا تَنَزَّهَ وتباعَدَ، وبَرِئَ، إِذا أَعْذَرَ وأَنذَرَ؛ وَمِنْهُ قولهُ تَعَالَى: بَراءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ، أَي إِعْذارٌ وإِنذارٌ. وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيرة رضيَ اللهُ عَنْهُ لَمَّا دعاهُ عُمَرُ إِلَى العَملِ فأَبَى، فَقَالَ عُمر: إِنّ يُوسُفَ قَدْ سأَلَ العَمَلَ. فقالَ: إِنَّ يُوسُفَ مِنِّي بَرِيءٌ وأَنا مِنْه بَرَاء أَيْ بَرِيءٌ عَنْ مُساواتِهِ فِي الحُكْمِ وأَنْ أُقاسَ بهِ؛ وَلَمْ يُرِدْ بَراءَةَ الوِلايةِ والمَحَبَّةِ لأَنهُ مأْمورٌ بالإِيمانِ بِهِ، والبَرَاءُ والبَرِيءُ سَواءٌ. وليلةُ البَراءِ لَيْلَةَ يَتَبَرَّأُ القمرُ منَ الشمسِ، وَهِيَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنَ الشهرِ. التَّهْذِيبُ: البرَاءُ أَوَّلُ يومٍ منَ الشهرِ، وَقَدْ أَبْرأَ: إِذَا دخلَ فِي البَراءِ، وَهُوَ أوّلُ الشهرِ. وَفِي الصحاحِ البَراءُ، بالفتحِ: أَوَّلُ ليلةٍ مِنْ الشَّهْرِ، وَلَمْ يَقُلْ ليلةُ البَراءِ، قَالَ: يَا عَيْنُ بَكِّي مالِكاً وعَبْسَا، ... يَوْماً، إِذا كانَ البَراءُ نَحْسا أَي إِذا لَمْ يَكُنْ فيهِ مَطَرٌ، وَهُمْ يَسْتَحِبُّونَ المطرَ فِي آخِرِ الشهرِ؛ وجمعهُ أَبْرِئةٌ، حُكِيَ ذَلِكَ عَنْ ثعلبٍ. قَالَ الْقُتَيْبِيُّ: آخِرُ لَيْلَةٍ مِنَ الشَّهْرِ تُسَمَّى بَراء لتَبَرُّؤِ الْقَمَرِ فِيهِ مِنَ الشَّمْسِ. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ لِآخِرِ يَوْمٍ مِنَ الشَّهْرِ البَراء لأَنه قد بَرِئَ مِن هَذَا الشَّهْرِ. وابنُ البَراء: أَوَّل يَوْمٍ مِنَ الشَّهْرِ. ابْنُ الأَعرابي: البَراءُ مِنَ الأَيامِ يَوْمُ سَعْدٍ يُتَبرَّكُ بِكُلِّ مَا يَحدُث فِيهِ، وأَنشد: كَانَ البَراءُ لَهُمْ نَحْساً فَغَرَّقَهُم، ... وَلَمْ يَكُنْ ذَاكَ نحْساً مُذ سَرَى القَمَرُ وَقَالَ آخَرُ: إِنَّ عبِيداً «1» لَا يَكُونُ غُسّاً، ... كَمَا البَراءُ لَا يَكُونُ نحْسا أَبو عَمْرٍو الشَّيْبَانِيُّ: أَبْرَأَ الرَّجُل: إِذَا صادَفَ بَرِيئاً، وَهُوَ قَصَبُ السُّكَّرِ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: أَحْسَبُ هَذَا غَيْرَ صَحِيحٍ؛ قَالَ: وَالَّذِي أَعرفه أَبَرْت: إِذَا صادَفْتَ بَرِيّاً، وهو سُكَّر الطَّبَرْزَدِ. وبارَأْتُ الرَّجل: بَرِئْتُ إِلَيْهِ وبَرِئَ إِليَّ. وبارَأْتُ شَرِيكي: إِذَا فارَقْتَه. وبارأَ المرأَةَ والكَرِيَّ مُبارأَةً وبِراءً: صالَحَهما عَلَى الفِراق. والاستِبراءُ: أَن يَشْتَرِيَ الرَّجلُ جارِيةً، فَلَا يَطَؤُها حَتَّى تَحِيضَ عِنْدَهُ حَيْضةً ثُمَّ تَطْهُرَ؛ وَكَذَلِكَ إِذَا سبَاها لَمْ يَطَأْها حَتَّى يَسْتَبْرِئَها بِحَيْضَةٍ، ومعناهُ: طَلَبُ بَراءَتها مِنَ الحَمْل. واستَبْرأتُ مَا عِنْدَكَ: غيرُه. اسْتَبْرَأَ المرأَةَ: إِذَا لَمْ يَطَأْها حَتَّى تحِيضَ؛ وَكَذَلِكَ اسْتَبْرَأَ الرّحِمَ. وَفِي الْحَدِيثِ فِي اسْتِبْراء الْجَارِيَةِ: لَا يَمَسُّها حَتَّى تَبْرَأَ رَحِمُها ويَتَبَيَّنَ حَالُهَا هَلْ هِيَ حامِلٌ أَم لَا. وَكَذَلِكَ الاسْتِبْراءُ الَّذِي يُذْكَر مَعَ الاسْتِنْجاء فِي الطَّهارة، وَهُوَ أَن يَسْتَفْرِغَ بَقِيَّةَ الْبَوْلِ، ويُنَقِّي مَوْضِعَه ومَجْراه، حَتَّى يُبْرِئَهما مِنْهُ أَي يُبِينَه عَنْهُمَا، كَمَا يَبْرَأُ مِنَ الدَّين والمَرَض. والاسْتِبْراءُ: اسْتِنقاء الذَّكَر عَنِ الْبَوْلِ. واسْتَبْرأَ الذَّكَرَ: طَلَبَ بَراءَتَه مِن بَقِيَّةِ بَوْلٍ فِيهِ بِتَحْرِيكِهِ ونَتْرِه وَمَا أَشبه ذَلِكَ، حَتَّى يَعْلَم أَنه لَمْ يَبْقَ فِيهِ شَيْءٌ. ابْنُ الأَعرابي: البَرِيءُ: المُتَفصِّي مِنَ القَبائح، المُتنَجِّي عَنِ الْبَاطِلِ والكَذِبِ، البعِيدُ مِن التُّهم، النَّقِيُّ القَلْبِ مِنَ الشِّرك. والبَرِيءُ الصحِيحُ الجِسمِ والعقلِ. والبُرْأَةُ، بالضمِّ: قُتْرةُ الصَّائِدِ الَّتِي يَكْمُن فيها، __________ (1) . قوله [عبيداً] كذا في النسخ والذي في الأَساس سعيداً. (1/33) وَالْجَمْعُ بُرَأٌ. قَالَ الأَعشى يَصِفُ الْحَمِيرَ: فأَوْرَدَها عَيْناً، مِنَ السِّيف، رَيَّةً، ... بِها بُرَأ مِثْلُ الفَسِيلِ المُكَمَّمِ بسأ: بَسَأَ بِهِ يَبْسَأُ بَسْأً وبُسوءاً وبَسِئَ بَسَأً: أَنِسَ بِهِ، وَكَذَلِكَ بَهَأْتُ؛ قَالَ زُهَيْرٌ: بَسَأْتَ بِنِيِّها، وجَوِيتَ عنها، ... وعِنْدَكَ، لَوْ أَرَدْتَ، لَها دَواءُ وَفِي الْحَدِيثِ أَنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلمَ قَالَ بَعْدَ وَقْعة بدرٍ: لَوْ كَانَ أَبو طالبٍ حَيّاً لَرأَى سُيُوفَنَا وَقَدْ بَسِئَتْ بالمَياثِلِ. بَسِئَتْ وبَسَأَتْ بفتحِ السِّينِ وكسرِها: اعْتادَت واسْتَأْنَسَتْ، والمَياثِلُ: الأَماثِلُ. قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا فُسِّر، وكأَنه مِنَ المَقلوب. وبَسَأَ بذلكَ الأَمْرِ بَسْأً وبُسُوءاً: مَرَنَ عَلَيْهِ، فَلَمْ يَكْتَرِث لِقُبْحه وَمَا يُقَالُ فِيهِ. وبَسَأَ بِهِ: تَهاوَنَ. وَنَاقَةٌ بَسُوءٌ: لَا تمنَعُ الحالِبَ. وأَبْسأَنِي فلانٌ فبَسِئْتُ بِهِ. بطأ: البُطْءُ والإِبْطاءُ: نَقِيضُ الإِسْراع. تَقُولُ مِنْهُ: بَطُؤَ مَجِيئُكَ وبَطُؤَ فِي مَشْيِه يَبْطُؤُ بُطْأً وبِطاءً، وأبْطَأَ، وتَباطأَ، وَهُوَ بَطِيءٌ، وَلَا تَقُلْ: أَبْطَيْتُ، وَالْجَمْعُ بِطاءٌ؛ قَالَ زُهَيْرٌ «1» : فَضْلَ الجِيادِ عَلَى الخَيل البِطاءِ، فَلَا ... يُعْطِي بِذَلِكَ مَمْنُوناً وَلَا نَزِقا ومنه الإِبْطاءُ والتَّباطُؤُ. وَقَدِ اسْتَبْطَأَ وأَبْطَأَ الرجُلُ: إِذا كَانَتْ دَوابُّه بِطَاءً، وَكَذَلِكَ أَبْطأَ القومُ: إِذا كَانَتْ دَوَابُهُمْ بِطاءً. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ بَطَّأَ بِهِ عملُه لَمْ يَنْفَعْه نَسَبُه أَي مَنْ أَخَّرَه عملُه السَّيِءُ أَو تَفْريطُه فِي الْعَمَلِ الصالحِ لَمْ يَنْفَعْه فِي الآخرةِ شَرَفُ النَّسبِ. وأَبْطأَ عَلَيْهِ الأَمْرُ: تَأَخَّرَ. وبَطَّأَ عَلَيْهِ بالأَمْرِ وأَبْطَأَ بِهِ، كِلاهما: أَخَّرَهُ. وبَطَّأَ فُلَانٌ بِفُلَانٍ: إِذا ثَبَّطَه عَنْ أَمرٍ عَزَمَ عَلَيْهِ. وَمَا أَبْطَأَ بِكَ وبَطَّأَ بِكَ عَنَّا، بِمَعْنًى، أَي مَا أَبْطَأَ «2» ... وتَباطأَ الرَّجُل فِي مَسِيرهِ. وَقَوْلُ لَبِيدٍ: وهُمُ العشِيرةُ أَنْ يُبَطّئَ حاسِدٌ، ... أَوْ أَنْ يَلُومَ، مَعَ العِدا، لُوّامها فسرهُ ابْنُ الأَعرابي فَقَالَ: يَعْنِي أَن يَحُثّ الْعَدُوَّ عَلَى مَساوِيهم، كأَنّ هَذَا الحاسِد لَمْ يَقْنع بِعَيْبِهِ لِهَؤُلَاءِ حَتَّى حَثَّ. وبُطْآنَ مَا يَكُونُ ذَلِكَ وبَطْآنَ أَي بَطُؤَ، جَعَلُوهُ اسْمًا لِلْفِعْلِ كَسُرْعانَ. وبُطْآنَ ذَا خُروجاً: أَي بَطُؤَ ذَا خُرُوجًا، جُعِلت الفتحةُ الَّتِي فِي بَطُؤَ عَلَى نُونِ بُطْآنَ حِينَ أَدَّتْ عَنْهُ لِيَكُونَ عَلَماً لَهَا، ونُقلت ضَمَّةُ الطَّاءِ إِلَى الْبَاءِ. وَإِنَّمَا صَحَّ فِيهِ النَّقْلُ لأَن مَعْنَاهُ التَّعَجُّبُ: أَي مَا أَبْطَأَه. اللَّيْثُ: وباطِئةٌ اسْمٌ مجهولٌ أَصلُه. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: الباطِئةُ: النَّاجُودُ. قَالَ: وَلَا أَدري أَمُعَرَّبٌ أَم عَرَبِيٌّ، وَهُوَ الَّذِي يُجعل فِيهِ الشرابُ، وَجَمْعُهُ البَواطِئ، وَقَدْ جَاءَ ذَلِكَ فِي أَشعارِهم. بكأ: بَكَأَتِ الناقةُ والشاةُ تَبْكَأُ بَكْأً وبَكُؤَتْ تَبْكُؤُ بَكاءَةً وبُكُوءاً، وَهِيَ بَكِيءٌ وبَكِيئةٌ: قلَّ لبنُها؛ وَقِيلَ انْقَطَعَ. وَفِي حَدِيثِ عليٍّ: دخل عليَ __________ (1) . أي يَمْدَحُ هَرِمَ بْنَ سِنَانٍ المرّي وقبله: يَطْعَنُهُمْ مَا ارْتَمَوْا حَتَّى إذا طعنوا ضَارَبَ حَتَّى إِذَا مَا ضاربوا اعتنقا (2) . كذا بياض بالنسخ وأصل العبارة للصحاح بدون تفسير. (1/34) رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأَنا عَلَى المَنامةِ، فقامَ إِلَى شَاةٍ بَكِيءٍ، فَحلَبها. وَفِي حَدِيثِ عُمَر أَنه سأَل جَيْشاً: هَلْ ثَبتَ لَكُمُ العَدوّ قَدْرَ حَلْبِ شاةٍ بَكيئةٍ؟ قَالَ سَلَامَةُ بْنُ جَنْدَلٍ: وَشَدُّ كَوْرٍ عَلَى وَجْناء ناجِيةٍ، ... وَشدّ سَرْجٍ عَلَى جَرْداءَ سُرْحُوبِ يقالُ مَحْبِسُها أَدْنى لِمَرْتَعِها، ... وَلَوْ نُفادِي بِبَكْءٍ كلَّ مَحْلُوب أَراد بِقَوْلِهِ مَحْبِسُها أَيْ مَحْبِسُ هَذِهِ الإِبل وَالْخَيْلِ عَلَى الجَدْب، وَمُقَابَلَةُ الْعَدُوِّ عَلَى الثَّغْر أَدنى وأَقربُ مِنْ أَن تَرتعَ وتُخْصِب وتُضَيِّعَ الثَّغْرَ فِي إِرسالِها لتَرْعى وتُخْصِب. وناقةٌ بَكيئةٌ وأَيْنُقٌ بِكاء، قَالَ: فَلَيَأْزِلَنَّ «1» وتَبْكُؤُنَّ لِقاحُه، ... ويُعَلِّلَنَّ صَبِيَّه بِسَمارِ السَّمارُ: اللَّبَنُ الَّذِي رُقِّق بِالْمَاءِ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: سَماعُنا، فِي غَرِيبِ الْحَدِيثِ، بَكُؤَتْ تَبْكُؤُ، قَالَ: وَسَمِعْنَا فِي الْمُصَنَّفِ لِشَمِرٍ عَنْ أَبي عُبيد عَنْ أَبي عَمْرو: بَكَأَتِ الناقةُ تَبْكَأُ. قَالَ أَبو زَيْدٍ: كُلُّ ذَلِكَ مَهْمُوزٌ. وَفِي حَدِيثِ طاؤوس: مَن مَنَحَ مَنِيحةَ لَبن فَلَهُ بكُلّ حَلْبةٍ عشرُ حَسَناتٍ غَزُرَتْ أَو بَكَأَتْ. وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: مَن مَنَحَ مَنِيحةَ لَبَنٍ بكِيئةً كَانَتْ أَو غَزِيرةً. وأَما قَوْلُهُ: أَلا بَكَرَتْ أُمُّ الكِلابِ تلُومُنِي، ... تَقُولُ: أَلا قَدْ أَبْكَأَ الدَّرَّ حَالِبُهْ فَزَعَمَ أَبو رِياش أَنّ مَعْنَاهُ وجدَ الحالِبُ الدَّرَّ بَكِيئاً، كَمَا تَقُولُ أَحْمَدَه: وجَده حَمِيداً. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقَدْ يَجُوزُ عِنْدِي أَن تَكُونَ الْهَمْزَةُ لِتَعْدِيَةِ الْفِعْلِ أَي جَعَلَهُ بَكِيئاً، غَيْرَ أَني لَمْ أَسمع ذَلِكَ مِنْ أَحد، وإِنما عَامَلْتُ الأَسبق والأَكثر. وبَكأَ الرجُل بَكاءَةً، فَهُوَ بَكِيءٌ مِنْ قَوْمٍ بِكاء: قلَّ كلامُه خِلْقةً. وَفِي الْحَدِيثِ: إِنّا مَعْشر النُّبَآءِ بِكاءٌ. وَفِي رِوَايَةٍ: نحنُ مَعاشِرَ الأَنبياء فِينَا بُكْءٌ وبُكاءٌ : أَي قِلَّة كلامٍ إِلَّا فِيمَا نَحْتَاجُ إِلَيْهِ. بَكُؤَتِ النَّاقةُ: إِذَا قلَّ لبنُها؛ ومَعاشِرَ مَنْصُوبٌ عَلَى الِاخْتِصَاصِ. والاسمُ البُكْءُ. وبَكِئَ الرَّجل: لَمْ يُصِبْ حَاجَتَهُ. والبُكْءُ: نَبْتٌ كالجَرْجِير، وَاحِدَتُهُ بُكْأَةٌ. بهأ: بَهَأَ بِهِ يَبْهَأُ وبَهِئَ وبَهُؤَ بَهْأً وبهَاءً وبَهُوءاً: أَنِسَ بِهِ. وأَنشد: وقَدْ بَهأَتْ، بالحاجِلاتِ، إفالُها، ... وسَيْفٍ كَرِيمٍ لَا يَزالُ يصُوعها وبَهَأْتُ بِهِ وبَهِئْتُ: أَنِسْتُ. والبَهاءُ، بِالْفَتْحِ وَالْمَدِّ: النَّاقَةُ الَّتِي تَسْتأْنِسُ إِلَى الحالِب، وَهُوَ مِن بَهَأْتُ بِهِ، أَي أَنِسْتُ بِهِ. وَيُقَالُ: نَاقَةٌ بَهاء، وَهَذَا مَهْمُوزٌ مَنْ بَهَأْت بِالشَّيْءِ. وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ: أَنه رأَى رَجُلًا يَحْلِف عِنْدَ المَقامِ، فَقَالَ أَرى النَّاسَ قَدْ بَهَئُوا بِهَذَا المَقامِ ، مَعْنَاهُ: أَنهم أَنِسُوا بِهِ. حَتَّى قَلَّتْ هَيْبَتُه فِي قُلوبهم. وَمِنْهُ حَدِيثُ مَيْمُون بْنِ مِهرانَ أَنه كَتَبَ إِلَى يُونُس بْنِ عُبَيْدٍ: عليكَ بكِتابِ اللَّهِ فإِنَّ الناسَ قَدْ بَهَئُوا بِهِ، واسْتَخَفُّوا عَلَيْهِ أَحادِيثَ الرِّجال. قَالَ أَبو عُبيد: رُوِي بَهَوا بِهِ، غَيْرَ مَهْمُوزٍ، وَهُوَ في الكلام مهموز. __________ (1) . قوله [فليأزلن] في التكملة والرواية وليأزلن بالواو منسوقاً عَلَى مَا قَبْلَهُ وَهُوَ: فليضربن المرء مفرق خاله ... ضرب الفقار بمعول الجزار والبيتان لأَبي مكعت الأسدي. (1/35) أَبو سَعِيدٍ: ابْتَهأْتُ بِالشَّيْءِ: إذا أَنِسْتَ به وأَحْبَبْتَ قُرْبه. قَالَ الأَعشى: وَفِي الحَيِّ مَنْ يَهْوَى هَوانَا، ويَبْتَهِي، ... وآخَرُ قَدْ أَبْدَى الكآبَةَ، مُغْضَبا «1» تَرَكَ الْهَمْزَ مَنْ يَبْتَهِي. وبَهَأَ البيتَ: أَخْلاه مِنَ المَتاعِ أَو خَرَّقَه كأَبْهاه. وأَما البَهاءُ مِنَ الحُسْن فإِنه مَنْ بَهِيَ الرَّجُلُ، غَيْرَ مَهْمُوزٍ. قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: مَا بَهَأْتُ لَهُ وَمَا بَأَهْتُ لَهُ: أَي مَا فَطِنْتُ له. بوأ: باءَ إِلَى الشَّيْءِ يَبُوءُ بَوْءاً: رَجَعَ. وبُؤْت إِلَيْهِ وأَبَأْتُه، عَنْ ثَعْلَبٍ، وبُؤْته، عَنِ الْكِسَائِيِّ، كأَبَأْتُه، وَهِيَ قَلِيلَةٌ. والباءَةُ، مِثْلَ الباعةِ، وَالْبَاءُ: النِّكاح. وسُمي النكاحُ باءَةً وَبَاءً مِنَ المَباءَةِ لأَن الرَّجُلَ يَتَبَوَّأُ مَنْ أَهله أَي يَسْتَمْكِنُ مِنْ أَهله، كَمَا يَتَبَوَّأُ مِنْ دارِه. قَالَ الرَّاجِزُ يَصِفُ الحِمار والأُتُنَ: يُعْرِسُ أَبْكاراً بِهَا وعُنَّسا، ... أَكرَمُ عِرْسٍ، بَاءَةً، إِذ أعْرَسا وَفِي حَدِيثِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَن اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ، فَلْيَتزوَّجْ، ومَن لَمْ يَسْتَطِعْ، فعليهِ بالصَّومِ، فإِنَّه له ؛ وجاء: أَراد بِالْبَاءَةِ النكاحَ والتَّزْويج. وَيُقَالُ: فُلَانٌ حَريصٌ عَلَى الْبَاءَةِ أَي عَلَى النِّكَاحِ. وَيُقَالُ: الجِماعُ نَفْسُه باءةٌ، والأَصلُ فِي الباءةِ المَنْزِل ثُمَّ قِيلَ لِعَقْدِ التَّزْوِيجِ باءةٌ لأَنَّ مَن تزوَّج امرأَةً بَوَّأَها مَنْزِلًا. وَالْهَاءُ فِي الْبَاءَةِ زَائِدَةٌ، والناسُ يَقُولُونَ: الْبَاهُ. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: الباءُ والباءةُ والباهُ كُلها مَقُولَاتٌ. ابْنُ الأَنباري: الباءُ النِّكاح، يُقَالُ: فُلانٌ حريصٌ عَلَى الْبَاءِ والباءَة والباهِ، بِالْهَاءِ وَالْقَصْرِ، أَي عَلَى النِّكَاحِ؛ والباءةُ الواحِدةُ وَالْبَاءُ الْجَمْعُ، وتُجمع الباءَةُ عَلَى الباءَاتِ. قَالَ الشَّاعِرُ: يَا أَيُّها الرّاكِبُ، ذُو الثّباتِ، ... إنْ كُنتَ تَبْغِي صاحِبَ الباءَاتِ، فاعْمِدْ إِلَى هاتِيكُمُ الأَبْياتِ وَفِي الْحَدِيثِ: عَلَيْكُمْ بالباءَةِ ، يَعْنِي النّكاحَ والتَّزْويج؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ الْآخَرُ: إِن امرأَة مات عنها زوجُها فَمَرَّ بِهَا رَجُلٌ وَقَدْ تَزَيَّنَت للباءَةِ. وبَوَّأَ الرجلُ: نَكَحَ. قَالَ جَرِيرٌ: تُبَوّئُها بِمَحْنِيةٍ، وحِيناً ... تُبادِرُ حَدَّ دِرَّتِها السِّقابا وللبئرِ مَباءَتان: إِحْدَاهُمَا مَرْجِع الْمَاءِ إِلَى جَمِّها، والأُخْرى مَوْضِعُ وقُوفِ سائِق السّانِية. وَقَوْلُ صَخْرِ الْغَيِّ يمدَح سَيْفًا لَهُ: وصارِمٍ أُخْلِصَتْ خَشِيبَتُهُ، ... أَبْيضَ مَهْوٍ، فِي مَتْنِه رُبَدُ فَلَوْتُ عَنْهُ سُيوفَ أَرْيحَ، ... حَتَّى باءَ كَفّي، وَلَمْ أَكَدْ أَجِدُ الخَشِيبةُ: الطَّبْعُ الأَوَّلُ قَبْلَ أَن يُصْقَلَ ويُهَيَّأَ، وفَلَوْتُ: انْتَقَيْتُ. أَرْيَحُ: مِن اليَمَنِ. باءَ كَفِّي: أَي صارَ كَفِّي لَهُ مَباءَةً أَي مَرْجِعاً. وباءَ بذَنْبِه وبإِثْمِه يَبُوءُ بَوْءاً وبَواءً: احتمَله وَصَارَ المُذْنِبُ مأْوَى الذَّنب، وَقِيلَ اعْتَرفَ بِهِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ ، قَالَ ثَعْلَبٌ: مَعْنَاهُ إِن عَزَمْتَ عَلَى __________ (1) . قوله [مغضبا] كذا في النسخ وشرح القاموس والذي في التكملة وهي أصح الكتب التي بأيدينا مغضب. (1/36) قَتْلِي كَانَ الإِثْمُ بِكَ لَا بِي. قَالَ الأَخفش: وَباؤُ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ* : رَجَعُوا بِهِ أَي صارَ عَلَيْهِمْ. وَقَالَ أَبو إِسحاق فِي قَوْلِهِ تعالى فَباؤُ بِغَضَبٍ عَلى غَضَبٍ ، قَالَ: بَاؤُوا فِي اللُّغَةِ: احْتَمَلُوا، يُقَالُ: قَدْ بُؤْتُ بِهَذَا الذَّنْب أَي احْتَمَلْتُه. وقيل: باؤُ بِغَضَبٍ* أَي بإثْم اسْتَحَقُّوا بِهِ النارَ عَلَى إثْمٍ اسْتَحَقُّوا بِهِ النارَ أَيضاً. قَالَ الأَصمعي: باءَ بإثْمِه، فَهُوَ يَبُوءُ بِهِ بَوْءاً: إِذَا أَقَرّ بِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَبُوءُ بِنعْمَتِك عليَّ، وأَبُوءُ بِذَنْبِي أَي أَلتزِمُ وأَرْجِع وأُقِرُّ. وأَصل البَواءِ اللزومُ. وَفِي الْحَدِيثِ: فَقَدْ باءَ بِهِ أَحدُهما أَي التزَمَه ورجَع بِهِ. وَفِي حَدِيثِ وائلِ بْنِ حُجْر: إنْ عَفَوتَ عَنْهُ يَبُوءُ بإثْمِه وإثْم صاحِبِه أَي كانَ عَلَيْهِ عُقُوبةُ ذَنْبِه وعُقوبةُ قَتْلِ صاحِبِه، فأَضافَ الإِثْمَ إِلَى صَاحِبِهِ لأَن قَتلَه سَبَب لإِثْمه؛ وَفِي رِوَايَةٍ: إنْ قَتَلَه كَانَ مِثْلَه أَي فِي حُكم البَواءِ وَصَارَا مُتَساوِيَيْن لَا فَضْلَ للمُقْتَصِّ إِذَا اسْتوْفَى حَقَّه عَلَى المُقْتَصِّ مِنْهُ. وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: بُؤْ للأَمِيرِ بذَنْبِك، أَي اعْتَرِفْ بِهِ. وباءَ بدَمِ فُلَانٍ وبحَقِّه: أَقَرَّ، وَذَا يَكُونُ أَبداً بِمَا عليهِ لَا لَه. قَالَ لَبِيدٌ: أَنْكَرْت باطِلَها، وبُؤْت بحَقِّها ... عِنْدِي، وَلَمْ تَفْخَرْ عَلَيَّ كِرامُها وأَبَأْتُه: قَرَّرْتُه وباءَ دَمُه بِدَمِه بَوْءاً وبَواءً: عَدَلَه. وباءَ فُلانٌ بِفُلانٍ بَواءً، مَمْدُودٌ، وأَباءَه وباوَأَه: إِذَا قُتِل بِهِ وَصَارَ دَمُه بِدَمِه. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبير: قَضَى اللهُ أَنَّ النَّفْسَ بالنَّفْسِ بَيْنَنا، ... ولمَ نكُ نَرْضَى أَنْ نُباوِئَكُمْ قَبْلُ والبَواء: السَّواء. وفُلانٌ بَواءُ فُلانٍ: أَي كُفْؤُهُ إِنْ قُتِلَ بِهِ، وَكَذَلِكَ الاثنانِ والجَمِيعُ. وباءَه: قَتَلَه بِهِ «2» أَبو بَكْرٍ، البَواء: التَّكافُؤ، يُقَالُ: مَا فُلانٌ ببَواءٍ لفُلانٍ: أَي مَا هُوَ بكُفْءٍ لَهُ. وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ يُقَالُ: الْقَوْمُ بُواءٌ: أَي سَواءٌ. وَيُقَالُ: القومُ عَلَى بَواءٍ. وقُسِمَ الْمَالُ بَيْنَهُمْ عَلَى بَواءٍ: أَي عَلَى سواءٍ. وأَبَأْتُ فُلاناً بفُلانٍ: قَتَلْتُه بِهِ. وَيُقَالُ: هُمْ بَواءٌ فِي هَذَا الأَمر: أَي أَكْفاءٌ نُظَراء، وَيُقَالُ: دمُ فُلَانٍ بَواءٌ لدَم فُلان: إذا كان كُفْ ءاً لَهُ. قَالَتْ لَيْلى الأَخْيلية فِي مَقْتَلِ تَوْبةَ بْنِ الحُمَيِّر: فإنْ تَكُنِ القَتْلى بَواءً، فإنَّكُمْ ... فَتىً مَا قَتَلْتُم، آلَ عَوْفِ بنِ عامِرِ وأَبَأْتُ القاتِلَ بالقَتِيل واسْتَبَأْتُه أَيضاً: إِذَا قَتَلْته بِهِ. واسْتَبَأْتُ الحَكَمَ واسْتَبَأْتُ بِهِ كِلَاهُمَا: اسْتَقَدْته. وتَباوَأَ القَتِيلانِ: تَعادَلا. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه كَانَ بَيْنَ حَيَّيْنِ مِنَ العَربِ قتالٌ، وَكَانَ لأَحَدِ الحَيَّينِ طَوْلٌ عَلَى الآخَر، فَقَالُوا لَا نَرْضَى حَتَّى يُقْتَل بالعَبْدِ مِنَّا الحُرُّ مِنْهُمْ وبالمرأَةِ الرجلُ، فأَمَرهم النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَن يَتَباءَوْا. قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: هَكَذَا رُوِيَ لَنَا بِوَزْنِ يَتَباعَوْا، قَالَ: وَالصَّوَابُ عِنْدَنَا أَن يَتَباوَءُوا بِوَزْنِ يَتباوَعُوا عَلَى مِثَالِ يَتَقاوَلوا، مِنَ البَواءِ وَهِيَ المُساواةُ، يُقَالُ: باوَأْتُ بَيْنَ القَتْلى: أَي ساوَيْتُ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّي: يَجُوزُ أَن يَكُونَ يتَباءَوْا عَلَى الْقَلْبِ، كَمَا قَالُوا جاءَاني، وَالْقِيَاسُ جايَأَني فِي المُفاعَلة مِنْ جاءَني وجِئْتُه؛ قَالَ ابْنُ الْأَثِيرِ وَقِيلَ: يَتَباءَوْا صحيحٌ. يُقَالُ: باءَ بِهِ إذا كان كُفْ ءاً لَهُ، وَهُمْ بَواءٌ أَي أَكْفاءٌ __________ (2) . قوله [وباءَه قتله به] كذا في النسخ التي بأيدينا ولعله وأَباءَه بفلان قتله به. (1/37) ، مَعْنَاهُ ذَوُو بَواء. وَفِي الْحَدِيثِ أَنه قَالَ: الجِراحاتُ بَواءٌ يَعْنِي أَنها مُتَساويةٌ فِي القِصاص، وأَنه لَا يُقْتَصُّ للمَجْرُوحِ إلَّا مِنْ جارِحِه الْجَانِي، وَلَا يُؤْخَذُ إِلَّا مِثْلُ جِراحَتِه سَواء وَمَا يُساوِيها فِي الجُرْحِ، وَذَلِكَ البَواءُ. وَفِي حَدِيثِ الصَّادِقِ: قِيلَ لَهُ: مَا بالُ العَقْرَبِ مُغْتاظةً عَلَى بَنِي آدمَ؟ فَقَالَ: تُريدُ البَواءَ أَي تُؤْذِي كَمَا تُؤْذَى. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ رضِي اللَّهُ عَنْهُ: فَيَكُونُ الثّوابُ جَزَاءً والعِقابُ بَواءً. وباءَ فُلَانٌ بِفُلَانٍ: إِذَا كان كُفْ ءاً لَهُ يُقْتَلُ بِهِ؛ وَمِنْهُ قول المُهَلْهِلِ لابن الحرث بْنِ عَبَّادٍ حِينَ قَتَله: بُؤْ بِشِسْعِ نَعْلَيْ كُلَيْبٍ، معناه: كُنْ كُفْ ءاً لِشِسْعِ نَعْلَيْه. وَبَاءَ الرجلُ بِصَاحِبِهِ: إِذَا قُتِلَ بِهِ. يقالُ: باءتْ عَرارِ بكَحْلٍ، وَهُمَا بَقَرَتانِ قُتِلَتْ إِحْدَاهُمَا بالأُخرى؛ وَيُقَالُ: بُؤْ بِهِ أَي كُنْ مِمَّنْ يُقْتَل بِهِ. وأَنشد الأَحمر لِرَجُلٍ قَتَلَ قاتِلَ أَخِيه، فَقَالَ: فقلتُ لَهُ بُؤْ بامرِئٍ لَسْتَ مثْلَه، ... وَإِنْ كُنتَ قُنْعاناً لِمَنْ يَطْلُبُ الدَّما يَقُولُ: أنتَ، وَإِنْ كنتَ فِي حَسَبِكَ مَقْنَعاً لِكُلِّ مَنْ طَلَبَكَ بثَأْر، فلَسْتَ مِثلَ أَخي. وَإِذَا أَقَصَّ السلطانُ رَجُلًا بِرَجُلٍ قِيل: أَباءَ فُلَانًا بِفُلَانٍ. قَالَ طُفَيْل الغَنَوِيُّ: أَباءَ بقَتْلانا مِن القومِ ضِعْفَهم، ... وَمَا لَا يُعَدُّ مِن أَسِيرٍ مُكَلَّبِ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: فَإِنْ قَتَلَهُ السلطانُ بقَود قِيلَ: قَدْ أَقادَ السلطانُ فُلَانًا وأَقَصَّه وأَباءَه وأَصْبَرَه. وَقَدْ أَبأْتُه أُبيئُه إباءَةً. قَالَ ابْنُ السكِّيت فِي قَوْلِ زُهَيْر بْنُ أَبي سُلْمَى: فَلَم أَرَ مَعْشَراً أَسَرُوا هَديّاً ... وَلَمْ أَرَ جارَ بَيْتٍ يُسْتَباءُ قَالَ: الهَديُّ ذُو الحُرْمَة؛ وَقَوْلُهُ يُسْتَباءُ أَي يُتَبَوّأُ، تُتَّخَذ امرأتُهُ أَهلًا؛ وَقَالَ أَبو عَمْرٍو الشَّيْبَانِيُّ: يُسْتبَاء، مِنَ البَواء، وَهُوَ القَوَد. وَذَلِكَ أَنه أَتاهم يُرِيدُ أَنَ يَسْتَجِيرَ بِهِمْ فأَخَذُوه، فَقَتَلُوهُ بِرَجُلٍ مِنْهُمْ. وَقَوْلُ التَّغْلَبي: أَلا تَنْتَهِي عَنَّا مُلوكٌ، وتتَّقي ... مَحارِمَنا لَا يُبْأَءُ الدَّمُ بالدَّمِ أَرادَ: حِذارَ أَن يُباء الدَّم بالدَّم؛ وَيُرْوَى: لَا يَبْؤُءُ الدَّمُ بالدَّمِ أَي حِذارَ أَنْ تَبُوءَ دِماؤُهم بدِماء مَنْ قتَلوه. وبَوَّأَ الرُّمحَ نَحْوَهُ: قابَله بِهِ، وسَدَّدَه نحْوَه. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّ رَجُلًا بَوَّأَ رَجلًا برُمحِه ، أَي سَدَّده قِبَلَه وهَيَّأَه. وبَوَّأَهُم مَنْزِلًا: نَزَلَ بِهِمْ إِلَى سَنَدِ جَبَل. وأَبَأْتُ بالمَكان: أَقَمْتُ بِهِ. وبَوَّأْتُكَ بَيتاً: اتَّخَذْتُ لَكَ بَيْتًا. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: أَنْ تَبَوَّءا لِقَوْمِكُما بِمِصْرَ بُيُوتاً ، أَي اتَّخِذا. أَبو زَيْدٍ: أَبَأْتُ القومَ مَنْزلًا وبَوَّأْتُهم مَنْزِلًا تَبْوِيئاً، وَذَلِكَ إِذَا نزلْتَ بِهِمْ إِلَى سَنَدِ جَبَلٍ، أَو قِبَلِ نَهر. والتبوُّؤُ: أَن يُعْلِمَ الرجلُ الرجلَ عَلَى المَكان إِذَا أَعجبه لِيَنْزِلَهُ. وَقِيلَ: تَبَوَّأَه: أَصْلَحه وهَيَّأَه. وَقِيلَ: تَبوَّأَ فُلَانٌ مَنْزِلًا: إِذَا نظَر إِلَى أَسْهَلِ مَا يُرى وأَشَدِّه اسْتِواءً وأَمْكَنِه لِمَبيتِهِ، فاتَّخذَه؛ وتَبوَّأَ: نَزَلَ وأَقام، والمَعْنَيانِ قَريبان. والمباءَةُ: مَعْطِنُ القَوْمِ للإبِل، حَيْثُ تُناخُ فِي المَوارِد. وَفِي الْحَدِيثِ: قَالَ لَهُ رَجُلٌ: أُصَلِّي فِي مَباءة الغَنَم؟ قَالَ: نَعَمْ ، أَي مَنْزِلها الَّذِي تَأْوِي إِلَيْهِ، وَهُوَ المُتَبَوّأُ أَيضاً. وَفِي الْحَدِيثِ أَنه قَالَ: في المدينة هاهُنا المُتَبَوَّأُ. وأَباءَه مَنْزِلًا وبَوَّأَه إيَّاهُ وبَوَّأَه له وبَوَّأَهُ فِيهِ، بِمَعْنَى هَيَّأَه لَهُ وأَنْزَلَه ومَكَّنَ لَهُ فِيهِ. قَالَ: (1/38) وبُوِّئَتْ فِي صَمِيمِ مَعْشَرِها، ... وتَمَّ، فِي قَوْمِها، مُبَوَّؤُها أَي نَزَلَت مِنَ الكَرم فِي صَمِيمِ النَّسب. وَالِاسْمُ البِيئةُ. واسْتَباءه أَي اتَّخَذَهُ مَباءَةً. وتَبَوَّأْتُ مَنْزِلًا أَي نَزَلْتُه. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُا الدَّارَ وَالْإِيمانَ ، جَعلَ الإِيمانَ مَحَلًّا لَهُمْ عَلَى المَثَل؛ وقد يكون أَرادَ: وتَبَوَّءُوا مكانَ الإِيمانِ وبَلَدَ الإِيمانِ، فحَذَف. وتَبَوَّأَ المكانَ: حَلَّه. وإِنه لَحَسَنُ البِيئةِ أَي هَيْئَةُ التَّبَوُّءِ. والبيئةُ والباءَةُ والمباءَةُ: الْمَنْزِلُ، وَقِيلَ مَنْزِل القوم حيث يَتَبَوَّءُونَ مِنْ قِبَلِ وادٍ أَو سَنَدِ جَبَلٍ. وَفِي الصِّحَاحِ: المَباءَةُ: مَنْزِلُ الْقَوْمِ فِي كُلِّ مَوْضِعٍ، وَيُقَالُ: كلُّ مَنْزِل يَنْزِله القومُ. قَالَ طَرَفة: طَيِّبو الْبَاءَةَ، «1» سَهْلٌ، ولَهُمْ ... سُبُلٌ، إِنْ شئتَ فِي وَحْش وَعِر وتَبَوَّأَ فُلَانٌ مَنْزِلًا، أَي اتَّخَذَهُ، وبَوَّأْتُهُ مَنْزِلًا وأَبَأْتُ القَومَ مَنْزِلًا. وَقَالَ الفرَّاء فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ غُرَفاً ، يُقَالُ: بَوَّأْتُه مَنْزِلًا، وأَثْوَيْتُه مَنْزِلًا ثُواءً: أَنْزَلْتُه، وبَوَّأْتُه مَنْزِلًا أَي جَعَلْتُهُ ذَا مَنْزِلٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَن كَذَبَ عَليَّ مُتَعَمِّداً، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَه مِنَ النَّارِ. وَتَكَرَّرَتْ هَذِهِ اللَّفْظَةُ فِي الْحَدِيثِ وَمَعْنَاهَا: لِيَنْزِلْ مَنْزِله مِن النَّارِ. يُقَالُ: بَوَّأَه اللهُ مَنْزِلًا أَي أَسكَنه إِيَّاهُ. وَيُسَمَّى كِناسُ الثَّوْرِ الوَحْشِيِّ مَبَاءَةً؛ ومَباءَةُ الإِبل: مَعْطِنها. وأَبَأْتُ الإِبل مَباءَة: أَنَخْتُ بعضَها إِلَى بَعْضٍ. قَالَ الشَّاعِرُ: حَلِيفان، بَيْنَهما مِيرةٌ ... يُبِيئانِ فِي عَطَنٍ ضَيِّقِ وأَبَأْتُ الإِبلَ، رَدَدْتُها إِلَى المَباءَةِ، والمَباءَةُ: بَيْتُهَا فِي الْجَبَلِ؛ وَفِي التَّهْذِيبِ: وَهُوَ المُراحُ الَّذِي تَبِيتُ فِيهِ. والمَباءَةُ مِن الرَّحِمِ: حَيْثُ تَبَوَّأَ الولَدُ. قَالَ الأَعلم: ولَعَمْرُ مَحْبَلِكِ الهَجِينِ عَلَى ... رَحبِ المَباءَةِ، مُنْتِنِ الجِرْمِ وباءَتْ بِبيئةِ سُوءٍ، عَلَى مِثالِ بِيعةٍ: أَي بحالِ سُوءٍ؛ وَإِنَّهُ لحَسَنُ البِيئةِ؛ وعَمَّ بعضُهم بِهِ جميعَ الْحَالِ. وأَباءَ عَلَيْهِ مالَه: أَراحَه. تَقُولُ: أَبَأْتُ عَلَى فُلَانٍ مَالَهُ: إِذا أَرَحْتَ عَلَيْهِ إِبلَه وغَنَمَه، وأَباءَ مِنْهُ. وَتَقُولُ الْعَرَبُ: كَلَّمناهم، فأَجابونا عَنْ بَواءٍ واحدٍ: أَي جوابٍ وَاحِدٍ. وَفِي أَرض كَذَا فَلاةٌ تُبيء فِي فلاةٍ: أَي تَذْهبُ. الفرَّاء: باءَ، بِوَزْنِ باعَ: إِذَا تكبَّر، كأَنه مَقْلُوبٌ مِن بَأَى، كَمَا قَالُوا أَرى ورأَى «2» . وَسَنَذْكُرُهُ فِي بَابِهِ. وَفِي حَاشِيَةِ بَعْضِ نُسَخِ الصِّحَاحِ: وأَبَأْتُ أَدِيمَها: جَعَلْتُه في الدباغ. تأتأ: تَأْتَأَ التَّيْسُ عِنْدَ السِّفادِ يُتَأْتِئُ تَأْتَأَةً وتِئْتاءً ليَنْزُوَ ويُقْبِلَ. __________ (1) . قوله [طيبو الباءة] كذا في النسخ وشرح القاموس بصيغة جمع المذكر السالم والذي في مجموعة أَشعار يظن بها الصحة طيب بالإفراد وقبله: وَلِيَ الأَصل الَّذِي فِي مِثْلِهِ ... يُصْلِحُ الْآبِرُ زَرْعَ المؤتبر (2) . مقتضاه أنّ أرى مقلوب من رأى كما أن باء مقلوب من بأى، ولا تنظير بين الجانبين كما لا يخفى فضلًا عن أن أرى ليس من المقلوب وإن أوهم لفظُه ذلك والصواب [كما قالوا راءَ من رأى] . إبراهيم اليازجي (1/39) ورجُل تَأْتاءٌ، عَلَى فَعْلالٍ، وَفِيهِ تَأْتَأَةٌ: يَتردَّدُ فِي التَّاءِ إِذَا تَكلَّمَ. والتَّأْتَأَةُ: حِكَايَةُ الصَّوْتِ. والتَأْتاءُ: مَشْيُ الصبيِّ الصَّغِيرِ؛ والتَأْتاءُ: التَّبَخْتُر فِي الحَرب شَجَاعَةً؛ والتَّأْتاء «1» : دُعاء الحِطّانِ إِلَى العَسْبِ، والحِطّانُ التَّيْسُ، وَهُوَ الثَّأْثاء أَيضاً بالثاء. تطأ: التَّهْذِيبُ: أَهمله اللَّيْثُ. ابْنُ الأَعرابي: تَطَأَ إذا ظَلَمَ «2» تفأ: أَتَيْتُه عَلَى تَفِئَةِ ذَلِكَ: أَي عَلَى حِينِه وزَمانِه. حَكَى اللِّحْيَانِيُّ فِيهِ الْهَمْزَ وَالْبَدَلَ قَالَ: وَلَيْسَ عَلَى التَّخْفِيفِ القِياسي لأَنه قَدِ اعْتُدَّ بِهِ لُغةً. وَفِي الْحَدِيثِ: دَخَلَ عُمر فَكَلَّمَ رسولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ دَخَلَ أَبو بَكْرٍ عَلَى تَفِئَةِ ذَلِكَ أَي عَلَى إِثْرِهِ. وَفِيهِ لُغَةٌ أُخرى: تَئِفَةِ ذَلِكَ، بِتَقْدِيمِ الْيَاءِ عَلَى الْفَاءِ، وَقَدْ تُشدّد، وَالتَّاءُ فِيهَا زَائِدَةٌ عَلَى أَنها تَفْعِلَةٌ. وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: لَوْ كَانَتْ تَفْعِلة لَكَانَتْ عَلَى وَزْنِ تَهْيِئَةٍ، فَهِيَ إِذاً لَوْلَا الْقَلْبُ فَعِيلةٌ لأَجل الإِعلالِ وَلَامُهَا هَمْزَةٌ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَلَيْسَتِ التَّاءُ فِي تَفِئَةٍ وتافِئٍ أَصلية. وتَفِئَ تَفَأً: إِذَا احْتَدَّ وغَضِبَ. تكأ: ذَكَرَ الأَزهري هُنَا مَا سَنَذْكُرُهُ فِي وكأَ، وَقَالَ هُوَ أَيضاً: إِنّ تُكَأَةً أَصله وُكَأَةٌ. تنأ: تَنَأَ بِالْمَكَانِ يَتْنَأُ: أَقامَ وقَطَن. قَالَ ثَعْلَبٌ: وَبِهِ سُمِّي التَّانِئُ مِنْ ذَلِكَ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهَذَا مِنْ أَقبح الْغَلَطِ إِن صَحَّ عَنْهُ، وخَلِيقٌ أَن يَصحّ لأَنه قَدْ ثَبَتَ فِي أَماليه وَنَوَادِرِهِ. وَفِي حَدِيثِ عُمر: ابنُ السَّبِيل أَحَقُّ بِالْمَاءِ مِنَ التّانِئِ عَلَيْهِ. أَراد أَن ابْنَ السَّبِيلِ، إِذا مَرَّ برَكِيَّةٍ عَلَيْهَا قَوْمٌ يَسْقُون مِنها نَعَمَهُم، وَهُمْ مُقِيمون عَلَيْهَا، فَابْنُ السَّبِيلِ مَارًّا أَحَقُّ بِالْمَاءِ مِنْهُمْ، يُبَدَأُ بِهِ فَيُسْقَى وظَهْرَه لأَنه سَائِرٌ، وَهُمْ مُقيمون، وَلَا يَفُوتُهُم السَّقْيُ، وَلَا يُعْجِلُهم السَّفَر والمَسِيرُ. وَفِي حَدِيثِ ابنِ سيرِينَ: لَيْسَ للتانِئَة شَيْءٌ ، يُرِيدُ أَن الْمُقِيمِينَ فِي الْبِلَادِ الَّذِينَ لَا يَنْفِرُون مَعَ الغُزاة، لَيْسَ لَهُمْ فِي الفَيْء نَصِيب؛ وَيُرِيدُ بالتانِئَةِ الجمَاعة مِنْهُمْ، وَإِنْ كَانَ اللَّفْظُ مُفْرَدًا، وَإِنَّمَا التَّأْنِيثُ أَجاز إِطلاقه عَلَى الْجَمَاعَةِ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ تَنَأَ فِي أَرض الْعَجَمِ، فَعَمِلَ نَيْرُوزَهم ومَهْرَجَانَهم حُشِرَ مَعَهُمْ. وتَنَأَ فَهُوَ تانِئٌ: إِذَا أَقامَ فِي الْبَلَدِ وَغَيْرِهِ. الْجَوْهَرِيُّ: وَهُمْ تِناء البَلد، وَالِاسْمُ التِّناءةُ. وَقَالُوا تَنَا فِي الْمَكَانِ فأَبدلوا فظنَّه قَوْمٌ لُغَةً، وَهُوَ خَطأ. الْأَزْهَرِيُّ: تَنَخَ بِالْمَكَانِ وتَنَأَ، فَهُوَ تانِخٌ وتانِئٌ، أَي مقيم. =========== ( فهرس الكتاب - فهرس المحتويات ) لسان العرب فصل الثاء المثلثة ثأثأ: ثَأْثَأَ الشيءَ عَنْ مَوْضِعِهِ: أَزاله. وثَأْثَأَ الرجُلُ عَنِ الأَمْر: حَبَسَ. وَيُقَالُ: ثَأْثِئْ عَنِ الرَّجُلِ: أَي احْبِسْ، والثَّأْثَأَةُ: الحَبْسُ. وثَأْثَأْتُ عَنِ الْقَوْمِ: دَفَعْتُ عَنْهُمْ. وثَأْثَأَ عَنِ الشَّيْءِ: إِذَا أَراده ثُمَّ بَدَا لَهُ تَرْكُه أَو المُقامُ عَلَيْهِ. أَبو زَيْدٍ: تَثَأْثأْتُ تَثَأْثُؤاً: إِذَا أَردت سَفَرًا ثُمَّ بَدا لَكَ المُقام. وثَأْثَأَ عَنْهُ غَضَبَه: أَطْفأَه. ولقِيتُ فُلَانًا فَتَثَأْثَأْت مِنْهُ: أَي هِبْتُه. وأَثَأْتُه بسَهم «3» إِثَاءَةً: رميته. __________ (1) . قوله [والتأتاء مشي الصبي إلى آخر الجمل الثلاث] هو الذي في النسخ بأيدينا وتهذيب الأَزهري وتكملة الصاغاني ووقع في القاموس التأتأة. (2) . قوله [تطأ] هذه المادة أوردها المجد والصاغاني والمؤلف في المعتل ولم يوردها التهذيب بالوجهين فإيراد المؤلف لها هنا سهو. (3) . قوله [وأَثَأْتُه بسهم] تبع المؤلف الجوهري وفي الصاغاني والصواب أن يفرد له تركيب بعد تركيب ثمأ لأَنه من باب أَجَأْتُهُ أَجِيئُهُ وأَفَأْتُهُ أَفِيئُهُ. (1/40) وثَأْثَأَ الإِبلَ: أَرواها مِنَ الْمَاءِ، وَقِيلَ سَقاها فَلَمْ تَرْوَ. وثَأْثَأَتْ هِيَ، وَقِيلَ ثَأْثَأْتُ الإِبلَ أَي سَقَيْتُها حَتَّى يَذْهَب عَطَشُها، وَلَمْ أُرْوِها. وَقِيلَ ثَأْثَأْتُ الإِبلَ: أَرْوَيْتُها. وأَنشد الْمُفَضَّلُ: إِنَّكَ لَنْ تُثَأْثِئَ النِّهالا، ... بِمِثْلِ أَنْ تُدارِكَ السِّجالا وثَأْثَأَ بالتَّيْس: دَعاه، عَنْ أَبي زيد. ثدأ: الثُّداء: نَبت لَهُ ورَق كأَنه وَرَقُ الكُرّاث وقُضْبان طِوال تَدُقُّها الناسُ، وَهِيَ رَطْبة، فَيَتَّخِذُونَ مِنْهَا أَرْشِيةً يَسْقُون بِهَا، هَذَا قَوْلُ أَبي حَنِيفَةَ. وَقَالَ مُرَّةُ: هِيَ شَجَرَةٌ طَيِّبَةٌ يُحبها الْمَالُ ويأْكلها، وأُصولُها بِيضٌ حُلْوة، وَلَهَا نَوْرٌ مِثْلُ نَوْرِ الخِطْمِيّ الأَبيض، فِي أَصلها شيءٌ مِنْ حُمرة يَسيرة، قَالَ: وَيَنْبُتُ فِي أَضْعافِه الطَّراثيثُ والضَّغابيسُ، وَتَكُونُ الثُدّاءَةُ مِثْلَ قِعْدةِ الصَّبِيِّ. والثَّنْدُوَةُ لِلرَّجُلِ: بِمَنْزِلَةِ الثَّدْي للمرأَة؛ وَقَالَ الأَصمعي: هِيَ مَغْرِزُ الثّدْي؛ وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: هِيَ اللَّحْمُ الَّذِي حَوْلَ الثَّدْيِ، إِذا ضَمَمْتَ أَوَّلها هَمَزْتَ، فَتَكُونُ فُعْلُلةً، فإِذا فَتَحْتَهُ لَمْ تَهْمِزْ، فَتَكُونُ فَعْلُوة مِثْلَ تَرْقُوة وعَرْقُوة. ثرطأ: الثِّرْطِئَةُ، بِالْهَمْزِ بَعْدَ الطَّاءِ: الرَّجل الثَّقيل، وَقَدْ حُكِيَتْ بِغَيْرِ هَمْزٍ وَضْعًا. قَالَ الأَزهري: إِنْ كَانَتِ الْهَمْزَةُ أَصلية، فَالْكَلِمَةُ رُبَاعِيَّةٌ، وإِن لَمْ تَكُنْ أَصلية، فَهِيَ ثُلَاثِيَّةٌ، والغِرْقِئُ مِثْلُهُ. وَقِيلَ: الثِّرْطِئَةُ مِنَ النِّسَاءِ والرجال: القصير. ثطأ: ابْنُ الأَعرابي: ثَطا إِذا خَطَا. وثَطِئَ ثَطَأً: حَمُقَ. وثَطَأْتُهُ بِيَدِي وَرِجْلِي حَتَّى مَا يَتَحَرَّكُ أَي وَطِئْتُ، عَنْ أَبي عَمْرٍو. والثَّطْأَةُ: دُوَيْبَّةٌ لَمْ يَحِكْهَا غَيْرُ صَاحِبِ الْعَيْنِ. أَبو عمرو: الثُّطْأَةُ: العنكبوت. ثفأ: ثَفَأَ القِدْرَ: كَسَرَ غَلَيانَها. والثُّفَّاءُ عَلَى مِثَالِ القُرَّاء: الخَرْدل، وَيُقَالُ الحُرْف، وَهُوَ فُعّال، وَاحِدَتُهُ ثُفَّاءَةٌ بِلُغَةِ أَهل الغَوْر، وَقِيلَ بَلْ هُوَ الخَرْدَلُ المُعالَجُ بالصِّباغ، وَقِيلَ: الثُّفَّاء: حَبُّ الرَّشاد؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهَمْزَتُهُ تَحْتَمِلُ أَن تَكُونَ وَضْعًا وَأَنْ تَكُونَ مُبْدلة مِنْ ياءٍ أَو وَاوٍ، إِلا أَنَّا عامَلْنا اللَّفْظَ إِذْ لَمْ نَجِدْ لَهُ مَادَّةً. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَاذَا فِي الأَمَرَّيْن مِن الشِّفاءِ الصَّبرِ والثُّفَّاءِ ، هُوَ مِن ذَلِكَ. الثُّفَّاءُ: الخَرْدَلُ، وَقِيلَ الحُرْفُ، ويسمِّيه أَهْلُ العِراق حَبَّ الرَّشادِ، والواحدةُ ثُفَّاءَة، وجعلَهُ مُرًّا للحُروفة الَّتِي فِيهِ ولَذْعِه اللّسانَ. ثمأ: الثَّمْءُ: طَرْحُكَ الكَمْءَ فِي السَّمْنِ. ثَمَأَ القومَ ثَمْأً: أَطْعَمَهم الدَّسَم. وثَمَأَ الكَمْأَةَ يَثْمَؤُها ثَمْأً: طَرَحَها فِي السَّمن. وثَمَأَ الخُبزَ ثَمْأً: ثَرَده، وَقِيلَ زَرَده. وثَمَأَ رأْسه بِالْحَجَرِ وَالْعَصَا ثَمْأً فانْثَمَأَ: شَدَخَه وثَرَده. وانْثَمَأَ التَّمرُ والشجرُ كَذَلِكَ. وثَمَأَ لحيتَه يَثْمَؤُها ثَمْأً: صَبَغَها بالحنَّاء. وثَمَأَ أَنْفَه: كسَره فسال دَماً. ( فهرس الكتاب - فهرس المحتويات ) لسان العرب فصل الجيم جأجأ: جِئْ جِئْ: أَمْرٌ لِلْإِبِلِ بِوُرُودِ الْمَاءِ، وَهِيَ عَلَى الحَوْض. وجُؤْجُؤْ: أَمر لَهَا بوُرُودِ الْمَاءِ، وَهِيَ بَعِيدة مِنْهُ، وَقِيلَ هُوَ زَجْر لَا أَمْر بالمَجِيء. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّ رَجلًا قَالَ لبَعِيره: شَأْ لَعَنَكَ اللَّهُ، فَنَهَاهُ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم عن لَعْنِه ؛ قَالَ أَبو (1/41) مَنْصُورٍ: شَأْ زَجر، وبعضُ الْعَرَبِ يَقُولُ: جَأْ بِالْجِيمِ، وَهُمَا لُغَتَانِ. وَقَدْ جَأْجَأَ الإِبلَ وجَأْجَأَ بِهَا: دَعَاهَا إِلَى الشُّرْب، وَقَالَ جِئْ جِئْ. وجَأْجَأَ بِالْحِمَارِ كَذَلِكَ، حكاه ثعلب. والاسم الجِيءُ مِثْلَ الجِيعِ، وأَصله جِئئ، قُلِبَتِ الْهَمْزَةُ الْأُولَى يَاءً. قَالَ مُعاذٌ الهَرَّاء: وَمَا كانَ عَلَى الجِيءِ، ... وَلَا الهِيءِ امْتِداحِيكا قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُهُ أَن يَذْكُرَهُ فِي فَصْلِ جيأَ. وَقَالَ: ذَكَّرها الوِرْد يَقُولُ جِئْجَا، ... فأَقْبَلَتْ أَعْناقُها الفُرُوجَا يَعْنِي فُرُوجَ الحَوْضِ. والجُؤْجُؤُ: عِظامُ صَدْرِ الطَّائِرِ. وَفِي حَدِيثِ عليٍّ كَرَّمَ الله وجهه: كأَنِّي أَنظرُ إِلَى مسجِدِها كَجُؤْجُؤِ سَفِينةٍ، أَو نَعامةٍ جاثِمَةٍ، أَو كَجُؤْجُؤِ طائرٍ فِي لُجّةِ بَحْرٍ. الجُؤْجُؤُ: الصَّدْرُ، وَقِيلَ: عِظامُه، وَالْجَمْعُ الجَآجِئُ، وَمِنْهُ حَدِيثُ سَطِيح: حَتَّى أَتَى عارِي الجَآجِئِ والقَطَنْ وَفِي حَدِيثِ الْحَسَنِ: خُلِقَ جُؤْجُؤُ آدَمَ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، مَنْ كَثِيبِ ضَرِيَّةَ ، وضرِيَّةُ: بئْرٌ بالحِجاز يُنْسَبُ إِلَيْهَا حِمَى ضَرِيَّة. وَقِيلَ سُمِّيَ بضَرِيَّةَ بنْتِ رَبِيعَةَ بْنِ نِزارٍ. والجُؤْجُؤُ: الصَّدْرُ، وَالْجَمْعُ الجآجِئُ، وَقِيلَ الجَآجِئُ: مُجْتَمع رُءُوس عِظَامِ الصَّدْر؛ وَقِيلَ: هِيَ مواصِلُ العِظام فِي الصَّدْرِ، يُقَالُ ذَلِكَ للإِنسان وَغَيْرِهِ مِنَ الحَيوان؛ وَمِنْهُ قَوْلُ بَعْضِ الْعَرَبِ: مَا أَطْيَبَ جُواذِبَ الأَرُزّ بَجَآجِئِ الإِوَزّ. وجُؤْجُؤُ السَّفينةِ والطائرِ: صَدْرُهما. وتَجَأْجَأَ عَنِ الأَمر: كَفَّ وَانْتَهَى. وتَجَأْجَأَ عَنْهُ: تأَخَّر، وأَنشد: سأَنْزِعُ مِنكَ عِرْسَ أَبيك، إِنّي ... رأَيتُك لَا تَجَأْجَأُ عَنْ حِماها أَبو عَمْرٍو: الجَأْجَاءُ: الهَزيمة. قَالَ: وتَجَأْجَأْتُ عَنْهُ، أَي هِبْتُه. وَفُلَانٌ لَا يَتَجَأْجَأُ عَنْ فُلَانٍ، أَي هوَ جَرِيءٌ عَلَيْهِ. جبأ: جَبَأَ عَنْهُ يَجْبَأُ: ارْتَدَعَ. وجَبأتُ عَنِ الأَمر: إِذَا هِبْته وارْتَدَعْت عَنْهُ. وَرَجُلٌ جُبَّاءٌ، يُمَدُّ وَيُقْصَرُ «4» ، بِضَمِّ الْجِيمِ، مَهْمُوزٌ مَقْصُورٌ: جَبَانٌ. قَالَ مَفْرُوق بْنُ عَمرو الشَّيْبانِي يَرْثِي إخْوته قَيْساً والدَّعَّاءَ وبِشْراً القَتْلَى فِي غَزْوة بارِقٍ بِشَطِّ الفَيْض: أَبْكِي عَلَى الدَعّاءِ فِي كلِّ شَتْوةٍ، ... ولَهْفِي علَى قيسٍ، زمَامِ الفَوارِسِ فَمَا أَنا، مِن رَيْبِ الزَّمانِ، بِجُبَّإٍ، ... وَلَا أَنا، مِن سَيْبِ الإِلهِ، بِيائِسِ وَحَكَى سِيبَوَيْهِ: جُبَّاء، بِالْمَدِّ، وَفَسَّرَهُ السِّيرَافِيُّ أَنه فِي مَعْنَى جُبَّإٍ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: وغَلب عَلَيْهِ الْجَمْعُ بِالْوَاوِ وَالنُّونِ لأَن مؤَنثه مِمَّا تَدْخُلُهُ التَّاءُ. وجَبَأَتْ عَيْنِي عَنِ الشَيْءِ: نَبَتْ عَنْهُ وكَرِهَتْه، فتأَخَّرْتُ عَنْهُ. الأَصمعي: يُقَالُ للمرأَة، إِذَا كَانَتْ كريهةَ المَنْظَرِ لَا تُسْتَحْلى: إِنَّ العينَ لَتَجْبَأُ عَنْهَا. وَقَالَ حُمَيْدُ بْنُ ثَوْر الهِلالي: __________ (4) . قوله [يمد ويقصر إلخ] عبارتان جمع المؤلف بينهما على عادته. (1/42) لَيْسَتْ، إِذَا سَمِنَتْ، بَجابِئةٍ ... عَنْهَا العُيونُ، كَريهةَ «1» المَسِ أَبو عَمْرٍو: الجُبَّاء مِنَ النِّسَاءِ، بِوَزْنِ جُبّاع: الَّتِي إِذا نَظَرَتْ لَا تَرُوعُ؛ الأَصمعي: هِيَ الَّتِي إِذَا نَظَرَت إِلَى الرِّجَالِ، انْخَزَلَت رَاجِعَةً لِصغرِها؛ وَقَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ: وطَفْلةٍ غَيْرِ جُبَّاءٍ، وَلَا نَصَفٍ، ... مِن دَلِّ أَمثالِها بادٍ ومكتُومُ «2» وَكَأَنَّهُ قَالَ: لَيْسَتْ بِصَغِيرَةٍ وَلَا كَبِيرَةٍ؛ وَرَوَى غَيْرُهُ جُبَّاعٍ، وَهِيَ الْقَصِيرَةُ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ، شَبَّهَهَا بِسَهْمٍ قَصِيرٍ يَرْمي بِهِ الصِّبيان يُقَالُ لَهُ الجُبَّاعُ. وَجَبَأَ عَلَيْهِ الأَسْوَدُ مِنْ جُحْره يَجْبَأ جَبْأً وجُبُوءاً: طلَع وَخَرَجَ، وَكَذَلِكَ الضَّبُعُ والضَّبُّ واليَرْبُوع، وَلَا يَكُونُ ذَلِكَ إِلَّا أَنْ يُفْزِعَك. وجَبَأَ عَلَى القَوْم: طَلَعَ عَلَيْهِمْ مُفاجأَةً. وأَجْبَأَ عَلَيْهِمْ: أَشْرَفَ. وَفِي حَدِيثِ أُسَامَةَ: فَلَمَّا رَأَوْنا جَبَئُوا مِنْ أَخبِيَتِهم أَي خَرَجُوا مِنْهَا. يُقَالُ: جَبَأَ عَلَيْهِمْ يَجْبَأُ: إِذا خَرَجَ. وَمَا جَبَأَ عَنْ شَتْمِي أَيْ مَا تأَخَّر وَلَا كَذَب. وَجَبَأْتُ عَنِ الرَّجل جَبْأً وجُبُوءاً: خَنَسْتُ عَنْهُ، وَأَنْشَدَ: وهَلْ أَنا إلَّا مِثْلُ سَيِّقةِ العِدا، ... إِنِ اسْتَقْدَمَتْ نَحْرٌ، وإِنْ جَبَأَتْ عَقْرُ ابْنُ الأَعرابي: الإِجْباء: أَنْ يُغَيِّبَ الرجلُ إِبلَه، عَنِ المُصَدِّقِ. يُقالُ: جَبَأَ عَنِ الشَّيْءِ: تَوَارَى عَنْهُ، وأَجْبَيْتُه إِذَا وارَيْتَه. وجَبَأَ الضَّبُّ فِي جُحْره إِذا اسْتَخْفَى. والجَبْءُ: الكَمْأَة الحَمراء؛ وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الجَبْأَة هَنَةٌ بَيْضاءُ كأَنها كَمءٌ وَلَا يُنتفع بِهَا، وَالْجَمْعُ أَجْبُؤٌ وجِبَأَةٌ مِثَالُ فَقْعٍ وفِقَعَةٍ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَلَيْسَ ذَلِكَ بِالْقِيَاسِ، يَعْنِي تَكْسِيرَ فَعْلٍ عَلَى فِعَلَةٍ؛ وَأَمَّا الجَبْأَةُ فَاسْمٌ لِلْجَمْعِ، كَمَا ذَهَبَ إِلَيْهِ فِي كَمْء وكَمْأَةٍ لأَنّ فَعْلًا لَيْسَ مِمَّا يُكسر عَلَى فَعْلةٍ، لأَن فَعْلةً لَيْسَتْ مِنْ أَبْنِية الجُموع. وتحقيرُه: جُبَيْئَةٌ عَلَى لَفْظِهِ، وَلَا يُرَدّ إِلَى واحِدِه ثُمَّ يُجمع بالأَلف وَالتَّاءِ لأَن أَسْماء الجُموع بِمَنْزِلَةِ الْآحَادِ؛ وَأَنْشَدَ أَبُو زَيْدٍ: أَخْشَى رُكَيْباً ورُجَيلًا عَادِيَا فَلَمْ يَرُدّ رَكْباً وَلَا رَجْلًا إِلَى وَاحِدِهِ، وَبِهَذَا قَوِيَ قولُ سِيبَوَيْهِ عَلَى قَوْلِ أَبي الْحَسَنِ لأَن هَذَا عِنْدَ أَبي الْحَسَنِ جَمْعٌ لَا اسْمُ جَمْعٍ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: الجَبْءُ: الكَمأَة السُّودُ، والسُّود خِيارُ الكَمأَةِ، وأَنشد: إِنَّ أُحَيْحاً ماتَ مِن غَيْر مَرَضْ، ... ووُجْدَ فِي مَرْمَضهِ حيثُ ارْتمَضْ عَساقِلٌ وجِبَأٌ، فِيهَا قَضَضْ فَجِبأ هُنَا يَجُوزُ أَن يَكُونَ جَمْعَ جَبْءٍ كَجِبَأَةٍ، وَهُوَ نادرٌ، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ أَرَادَ جِبَأَةً، فَحَذَفَ الْهَاءَ لِلضَّرُورَةِ، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ اسْمًا لِلْجَمْعِ؛ وَحَكَى كُرَاعٌ فِي جَمْعِ جَبْءٍ جِبَاءً عَلَى مِثَالِ بِنَاءٍ، فَإِنْ صحَّ ذَلِكَ، فَإِنَّمَا جِبَأ اسْمٌ لِجَمْعِ جَبْءٍ، وَلَيْسَ بجَمْع لَهُ لأَن فَعْلًا، بِسُكُونِ الْعَيْنِ، لَيْسَ مِمَّا يُجْمَعُ عَلَى فِعَلٍ، بِفَتْحِ الْعَيْنِ. وأَجبَأَت الأَرض: أَيْ كَثُرَتْ جَبْأَتها، وَفِي الصِّحَاحِ: أَيْ كَثُرَتْ كَمْأَتُها، وَهِيَ أَرْضٌ مَجْبأَةٌ. قَالَ الأَحمر: __________ (1) . قوله [كريهة] ضبطت في التكملة بالنصب والجر ورمز لذلك على عادته بكلمة معاً. (2) . وبعده كما في التكملة: عانقتها فانثنت طوع العناق كما ... مالت بشاربها صهباء خرطوم (1/43) الجَبْأَةُ هِيَ الَّتِي إِلَى الحُمْرة، والكَمْأَةُ هِيَ الَّتِي إِلَى الغُبْرة والسَّواد؛ والفِقَعَةُ: الْبَيْضُ، وَبَنَاتُ أَوْبَرَ: الصِّغار. الأَصمعي: مِنَ الكَمْأَة الجِبأَةُ؛ قَالَ أَبو زَيْدٍ: هِيَ الحُمر مِنْهَا؛ وَاحِدُهَا جبْءٌ، وَثَلَاثَةُ أَجْبُؤ. والجَبْءُ: نُقرة فِي الْجَبَلِ يَجْتَمِعُ فِيهَا الْمَاءُ، عَنْ أَبي العَمَيثل الأَعرابي؛ وَفِي التَّهْذِيبِ: الجَبْءُ حفرةٌ يَسْتَنْقِعُ فِيهَا الْمَاءُ. والجَبْأَةُ مِثْلُ الجَبْهة: الفُرْزُوم، وَهِيَ خَشَبَةُ الحَذّاء الَّتِي يَحْذو عَلَيْهَا. قَالَ الْجَعْدِيُّ: فِي مِرْفَقَيْه تقارُبٌ، وَلَهُ ... بِرْكةُ زَوْرٍ، كجبْأَةِ الخَزَمِ والجَبْأَةُ: مَقَطُّ شَراسِيفِ البَعير إِلَى السُّرَّة والضّرْع. والإِجباءُ: بيعُ الزَّرْع قَبْلَ أَن يَبْدُوَ صلَاحُه، أَو يُدْرِك، تَقُولُ مِنْهُ: أَجْبَأْتُ الزَّرْعَ، وَجَاءَ فِي الْحَدِيثِ، بِلَا هَمْزٍ: مَن أَجْبى فَقَدْ أَرْبَى، وأَصله الْهَمْزُ. وامرأَةٌ جَبْأَى: قائمةُ الثّديَين. ومُجْبأَة أُفضِيَ إِلَيْهَا فَخَبَطَت «1» التَّهْذِيبِ: سُمِّيَ الجَراد الجابئُ لِطُلُوعِهِ؛ يُقَالُ: جَبَأَ عَلَيْنَا فُلَانٌ أَي طَلَعَ، والجابئُ: الْجَرَادُ، يُهْمَزُ وَلَا يُهْمَزُ. وجبأَ الجَرادُ: هَجَم عَلَى الْبَلَدِ؛ قَالَ الْهُذَلِيُّ: صابُوا بِستّة أَبياتٍ وأَربعةٍ، ... حَتَّى كأنَّ عَلَيْهِمْ جَابِئًا لُبَدَا وكلُّ طالعٍ فَجْأَةً: جابِئٌ، وَسَنَذْكُرُهُ فِي الْمُعْتَلِّ أَيضاً. ابْنُ بُزُرْج: جَأْبَةُ البَطْن وجَبأَتُه: مأْنَتُه. والجُبَّأُ: السَّهْمُ الَّذِي يُوضَعُ أَسفله كالجوزةِ فِي مَوْضِعِ النَّصْلِ؛ والجُبَّأُ: طَرَفُ قَرْن الثَور، عَنْ كُرَاعٍ؛ قَالَ ابنْ سِيدَهْ: وَلَا أَدري مَا صِحَّتُها. جرأ: الجُرأَةُ مِثْلُ الجُرْعةِ: الشجاعةُ، وَقَدْ يُتْرَكُ هَمْزُهُ فَيُقَالُ: الجُرةُ مِثْلُ الكُرةِ، كَمَا قَالُوا للمرأَة مَرةٌ. وَرَجُلٌ جَرِيءٌ: مُقْدِمٌ مِنْ قومٍ أَجْرِئاء، بِهَمْزَتَيْنِ، عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، وَيَجُوزُ حَذْفُ إِحْدَى الْهَمْزَتَيْنِ؛ وجمعُ الجرِيِّ الوكيلِ: أَجْرِيَاءُ بِالْمَدَّةِ فِيهَا هَمْزَةٌ؛ والجَرِيءُ: المِقْدامُ. وَقَدْ جَرُؤَ يَجْرُؤُ جُرْأَةً وجَراءَةً، بِالْمَدِّ، وجَرايَةً، بِغَيْرِ هَمْزٍ، نَادِرٌ، وجَرائِيةً عَلَى فعالِيةٍ، واستَجْرَأَ وتَجَرَّأَ وجَرَّأَه عَلَيْهِ حَتَّى اجتَرَأَ عَلَيْهِ جُرْأَةً، وَهُوَ جَرِيءُ المَقْدَم: أَيْ جَريءٌ عِنْدَ الإقدامِ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ الزُّبَيْرِ وبِناء الْكَعْبَةِ: تَرَكها حَتَّى إِذَا كَانَ المَوسِمُ وقَدِمَ الناسُ يُرِيدُ أَن يُجرِّئَهم عَلَى أَهل الشام، هو مِنَ الجُرْأَةِ والإِقدامِ عَلَى الشَّيْءِ. أَراد أَن يَزِيدَ فِي جُرْأَتهِم عَلَيْهِمْ ومُطالبَتِهِم بإحراقِ الْكَعْبَةِ، وَيُرْوَى بِالْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ وَالْبَاءِ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ فِيهِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: لَكِنَّهُ اجْتَرَأَ وجَبُنَّا : يُرِيدُ أَنه أَقْدَمَ عَلَى الإِكثار مِنَ الْحَدِيثِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وجَبُنَّا نَحْنُ عَنْهُ، فكثُر حديثُه وقَلَّ حديثُنا. وَفِي الْحَدِيثِ: وقومُه جُرَآءُ عَلَيْهِ ، بِوَزْنِ عُلماءَ، جَمْعُ جَريءٍ: أَي مُتَسَلِّطين غيرَ هائِبين لَهُ. قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا رَوَاهُ وَشَرَحَهُ بَعْضُ الْمُتَأَخِّرِينَ، وَالْمَعْرُوفُ حِراءٌ بِالْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ وَسَيَجِيءُ. والجِرِّيَّة والجِرِّيئَةُ: الحُلْقومُ. والجِرِّيئَةُ، مَمْدُودٌ: القانِصةُ، التَّهْذِيبُ. أَبو زَيْدٍ: هِيَ الفِرِّيَّةُ والجِرِّيَّةُ والنَّوْطةُ لِحَوْصَلةِ الطَّائِرِ، هَكَذَا رَوَاهُ ثَعْلَبٌ عَنِ ابْنِ نجْدةَ بِغَيْرِ هَمْز؛ وأَما ابْنُ هَانِئٍ فإنه قال: الجِرِّيئَةُ __________ (1) . قوله [ومجبأة إلخ] كذا في النسخ وأصل العبارة لابن سيدة وهي غير محررة. (1/44) مَهْمُوزٌ، لأَبي زَيْدٍ، والجَرِيئَةُ مِثَالُ خَطِيئةٍ: بَيْتٌ يُبْنى مِنْ حِجارة ويُجعل عَلَى بَابِهِ حَجَر يَكُونُ أَعلى الْبَابِ ويَجْعلون لحمَةَ السَّبُع فِي مُؤَخَّر الْبَيْتِ، فَإِذَا دَخل السبُعُ فَتناوَلَ اللَّحْمَةَ سقَط الحَجرُ عَلَى الْبَابِ فسَدَّه، وجَمْعُها جَرائِئُ، كَذَلِكَ رَوَاهُ أَبو زَيْدٍ، قَالَ: وَهَذَا مِنَ الأُصول الْمَرْفُوضَةِ عِنْدَ أَهل الْعَرَبِيَّةِ إلَّا في الشُّذُوذ. جَزَأَ: الجُزْء والجَزْءُ: البعْضُ، وَالْجَمْعُ أَجْزاء. سِيبَوَيْهِ: لَمْ يُكَسَّر الجُزءُ عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ. وجَزَأَ الشيءَ جَزْءاً وجَزَّأَه كِلَاهُمَا: جَعله أَجْزاء، وَكَذَلِكَ التجْزِئةُ. وجَزَّأَ المالَ بَيْنَهُمْ مُشَدَّدٌ لَا غَيْرُ: قَسَّمه. وأَجزأَ مِنْهُ جُزْءاً: أَخذه. والجُزْءُ، فِي كَلَامِ الْعَرَبِ: النَّصِيبُ، وَجَمْعُهُ أَجْزَاء؛ وَفِي الْحَدِيثِ: قرأَ جُزْأَه مِن اللَّيْلِ ؛ الجُزْءُ: النَّصِيبُ والقِطعةُ مِنَ الشَّيْءِ، وَفِي الْحَدِيثِ: الرُّؤْيا الصّالِحةُ جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وأَربعين جُزْءاً مِنَ النُّبُوَّة ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَإِنَّمَا خَصَّ هَذَا العدَدَ الْمَذْكُورَ لأَن عُمُرَ النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ فِي أَكثر الرِّوَايَاتِ الصَّحِيحَةِ كَانَ ثَلَاثًا وَسِتِّينَ سَنَةً، وَكَانَتْ مدّةُ نُبُوَّتِه مِنْهَا ثَلَاثًا وَعِشْرِينَ سَنَةً لأَنه بُعث عِنْدَ اسْتِيفَاءِ الأَربعين، وَكَانَ فِي أَوّل الأَمر يَرَى الْوَحْيَ فِي الْمَنَامِ، ودامَ كَذَلِكَ نِصْفَ سَنَةٍ، ثُمَّ رأَى المَلَكَ فِي اليَقَظة، فَإِذَا نَسَبْتَ مُدَّةَ الوَحْيِ فِي النَّوْمِ، وَهِيَ نِصْفُ سَنَةٍ، إِلَى مُدّة نُبُوَّتِهِ، وَهِيَ ثَلَاثٌ وَعِشْرُونَ سَنَةً، كانتْ نِصْفَ جُزْءٍ مِنْ ثَلَاثَةٍ وَعِشْرِينَ جُزْءاً، وَهُوَ جزءٌ وَاحِدٌ مِنْ سِتَّةٍ وأَربعين جُزْءًا؛ قَالَ: وَقَدْ تَعَاضَدَتِ الرِّوَايَاتُ فِي أَحاديث الرُّؤْيَا بِهَذَا الْعَدَدِ، وَجَاءَ، فِي بَعْضِهَا، جزءٌ من خمسة وأَربعين جُزْءاً، ووَجْهُ ذَلِكَ أَنّ عُمُره لَمْ يَكُنْ قَدِ اسْتَكْمَلَ ثَلَاثًا وَسِتِّينَ سَنَةً، وَمَاتَ فِي أَثناء السَّنَةِ الثَّالِثَةِ وَالسِّتِّينَ، ونِسبةُ نصفِ السَّنَةِ إِلَى اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِينَ سَنَةً وبعضِ الْأُخْرَى، كَنِسْبَةِ جزء من خمسة وأَربعين؛ وَفِي بَعْضِ الرِّوَايَاتِ: جُزْءٌ مِنْ أَربعين، وَيَكُونُ مَحْمُولًا عَلَى مَن رَوى أَنّ عُمُرَهُ كَانَ سِتِّينَ سَنَةٍ، فَيَكُونُ نِسْبَةُ نِصْفِ سَنَةٍ إِلَى عِشْرِينَ سَنَةٍ، كَنِسْبَةِ جزءٍ إِلَى أَربعين. وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: الهَدْيُ الصّالِحُ والسَّمْتُ الصّالِحُ جُزْءٌ مِنْ خَمْسَةٍ وَعِشْرِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ : أَي إِنَّ هَذِهِ الخِلالَ مِنْ شَمائلِ الأَنْبياء وَمِنْ جُملة الخصالِ الْمَعْدُودَةِ مِنْ خِصَالِهِمْ وإِنها جزءٌ مَعْلُومٌ مِنْ أَجزاء أَفعالِهم فاقْتَدوُا بِهِمْ فِيهَا وتابِعُوهم، وَلَيْسَ الْمَعْنَى أنَّ النُّبوّة تتجزأُ، وَلَا أَنّ مَنْ جمَع هَذِهِ الخِلالَ كَانَ فِيهِ جُزءٌ مِنَ النُّبُوَّةِ، فَإِنَّ النبوَّة غَيْرُ مُكْتَسَبةٍ وَلَا مُجْتَلَبة بالأَسباب، وإِنما هِيَ كَرامةٌ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ؛ وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ أَراد بالنبوّة هاهنا مَا جاءتْ بِهِ النُّبُوَّةُ ودَعَت إِلَيْهِ مِنَ الخَيْرات أَي إِن هَذِهِ الخِلَال جزءٌ مِنْ خَمْسَةٍ وَعِشْرِينَ جُزْءًا مِمَّا جَاءَتْ بِهِ النُّبُوَّةُ ودَعا إِلَيْهِ الأَنْبياء. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن رَجُلًا أَعْتَقَ سِتَّةَ مَمْلُوكين عِنْدَ مَوْتِهِ لَمْ يَكُنْ لَهُ مالٌ غيرهُم، فَدَعَاهُمْ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَزَّأَهم أَثلاثاً ثُمَّ أَقْرَعَ بَيْنَهُمْ، فأَعْتَق اثْنَيْنِ وأَرقَّ أَربعة : أَي فَرَّقهم أَجزاء ثَلَاثَةً، وأَراد بالتَّجْزِئَةِ أَنه قسَّمَهم عَلَى عِبْرة الْقِيمَةِ دُونَ عَدَد الرُّءُوس إِلا أَنَّ قِيمَتَهُمْ تَسَاوَتْ فِيهِمْ، فَخَرَجَ عددُ الرُّءُوس مُسَاوِيًا للقِيَم. وعَبيدُ أَهلِ الحِجاز إِنما هُم الزُّنوجُ والحَبَشُ غَالِبًا والقِيَمُ فِيهِمْ مُتساوِية أَو مُتقارِبة، ولأَن الغرَض أَن تَنْفُذ وصِيَّته فِي ثُلُث مَالِهِ، والثلُثُ إِنَّمَا يُعتبر بالقِيمة لَا بالعَدَد. وَقَالَ بِظَاهِرِ الْحَدِيثِ مَالِكٌ وَالشَّافِعِيُّ وأَحمد، وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ رَحِمَهُمُ اللَّهُ: يُعْتَقُ ثُلُثُ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ ويُسْتَسْعَى فِي ثُلُثَيْهِ. التَّهْذِيبُ: يُقَالُ: جَزَأْتُ المالَ بَيْنَهُمْ وجَزَّأْتُه: أَي قسَّمْته. (1/45) والمَجْزُوءُ مِن الشِّعر: مَا حُذِف منه جُزْآن أَو كان على جُزْءَينِ فَقَطْ، فالأُولى عَلَى السَّلبِ والثانيةُ عَلَى الوُجُوب. وجَزَأَ الشِّعْرَ جَزْءاً وجَزَّأَه فِيهِمَا: حذَف منه جُزْءَينِ أَو بَقَّاه على جُزْءَين. التَّهْذِيبُ: والمَجْزُوء مِن الشِّعر: إِذَا ذَهَبَ فِعْلُ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْ فَواصِله، كَقَوْلِهِ: يَظُنُّ الناسُ، بالمَلِكَيْنِ ... ، أَنَّهما قدِ التأَما فإنْ تَسْمَعْ بلأْمِهِما، ... فإنَّ الأَمْر قَدْ فَقَما وَمِنْهُ قَوْلُهُ: أَصْبَحَ قَلْبي صَرِدا ... لَا يَشْتَهي أَنْ يَرِدا ذَهَبَ مِنْهُ الجُزء الثَّالِثُ مِنْ عَجُزه. والجَزْءُ: الاستِغناء بِالشَّيْءِ عَنِ الشَّيْءِ، وكأَنَّه الِاسْتِغْنَاءُ بالأَقَلّ عَنِ الأَكثر، فَهُوَ رَاجِعٌ إِلَى مَعْنَى الجُزْء. ابن الأعرابي: يُجْزِئُ قَلِيلٌ مِنْ كَثِيرٍ ويُجْزِئُ هذا من هذا: أَي كلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا يَقومُ مقَام صاحِبه، وجَزَأَ بِالشَّيْءِ وتَجَزَّأَ: قَنِعَ واكْتَفَى بِهِ، وأَجْزأَهُ الشيءُ: كفَاه، وأَنشد: لَقَدْ آلَيْتُ أَغْدِرُ فِي جَداعِ، ... وإِنْ مُنِّيتُ أُمّاتِ الرِّباعِ بأَنَّ الغَدْرَ، فِي الأَقْوام، عارٌ، ... وأَنَّ المَرْءَ يَجْزَأُ بالكُراعِ أَي يَكْتَفِي بِهِ. وَمِنْهُ قولُ النَّاسِ: اجْتَزَأْتُ بِكَذَا وَكَذَا، وتَجَزَّأْتُ بِهِ: بمعنَى اكْتَفَيْتُ، وأَجْزَأْتُ بِهَذَا الْمَعْنَى. وَفِي الْحَدِيثِ: لَيْسَ شَيْءٌ يُجْزِئُ مِنَ الطَّعامِ والشَّرابِ إِلَّا اللَبَنَ، أَي لَيْسَ يَكْفِي. وجَزِئَتِ الإِبلُ: إِذَا اكْتَفَتْ بالرُّطْبِ عَنِ الْمَاءِ. وجَزَأَتْ تَجْزَأُ جَزْءاً وجُزْءاً بِالضَّمِّ وجُزُوءاً أَي اكْتَفَتْ، وَالِاسْمُ الجُزْءُ. وأَجْزَأَها هُوَ وجَزَّأَها تَجْزِئَةً وأَجزأَ القومُ: جَزِئَتْ إبلُهم. وظَبْيَةٌ جازِئةٌ: اسْتَغْنَتْ بالرُّطْب عَنِ الْمَاءِ. والجَوازِئُ: الوحْشُ، لتجَزُّئِها بالرُّطْب عَنِ الْمَاءِ، وَقَوْلُ الشَّمَّاخِ بْنِ ضِرار، وَاسْمُهُ مَعْقِلٌ، وَكُنْيَتُهُ أَبو سَعيد: إِذَا الأَرْطَى تَوَسَّدَ، أَبْرَدَيْهِ، ... خُدُودُ جَوازئٍ، بالرَّمْلِ، عِينِ لَا يَعْنِي بِهِ الظِّباء، كَمَا ذَهَبَ إِلَيْهِ ابْنُ قُتَيْبَةَ، لأَن الظِّبَاءَ لَا تَجْزأُ بالكَلإِ عَنِ الْمَاءِ، وَإِنَّمَا عَنَى البَقَرَ، ويُقَوِّي ذَلِكَ أَنه قَالَ: عِينٌ، والعِينُ مِنْ صِفات البَقَر لَا مِنْ صِفاتِ الظِّباء؛ والأَرطى، مَقْصُورٌ: شَجَرٌ يُدبغ بِهِ، وتَوَسَّدَ أَبْرَدَيْهِ، أَي اتَّخَذَ الأَرطى فِيهِمَا كالوِسادة، والأَبْردان: الظِّلُّ والفَيءُ، سُمِّيَا بِذَلِكَ لِبَرْدِهِمَا. والأَبْردانِ أَيضاً الغَداة وَالْعَشِيُّ، وَانْتِصَابُ أَبْرَدَيْهِ عَلَى الظَّرْفِ؛ والأَرطى مَفْعُولٌ مُقَدَّمٌ بتوسدَ، أَي تَوَسَّدَ خُدودُ الْبَقَرِ الأَرْطى فِي أَبرديه، وَالْجَوَازِئُ: الْبَقَرُ وَالظِّبَاءُ الَّتِي جَزَأَت بالرُّطْب عَنِ الْمَاءِ، والعِينُ جَمْعُ عَيناء، وَهِيَ الْوَاسِعَةُ الْعَيْنِ؛ وَقَوْلُ ثَعْلَبِ بْنِ عُبَيْدٍ: جَوازِئ، لَمْ تَنْزِعْ لِصَوْبِ غَمامةٍ، ... ورُوّادُها، فِي الأَرض، دائمةُ الرَّكْض قَالَ: إِنَّمَا عَنَى بالجَوازِئِ النخلَ يَعْنِي أَنها قَدِ اسْتَغْنَتْ عَنِ السَّقْيِ، فاسْتَبْعَلَت. وطعامٌ لَا جَزْءَ لَهُ: أَي لَا يُتَجَزَّأُ بقليلهِ. وأَجْزَأَ عَنْهُ مَجْزَأَه ومَجْزَأَتَه ومُجْزَأَهُ ومُجْزَأَتَه: أَغْنى عَنْهُ مَغْناه. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: البقرةُ تُجْزِئُ عَنْ سَبْعَةٍ (1/46) وتَجْزِي، فَمَنْ هَمَزَ فَمَعْنَاهُ تُغْني، وَمَنْ لَمْ يَهْمِزْ، فَهُوَ مِنَ الجَزاء. وأَجْزَأَتْ عنكَ شاةٌ، لُغَةٌ فِي جَزَتْ أَي قَضَتْ؛ وَفِي حَدِيثِ الأُضْحِيَة: وَلَنْ تُجْزِئَ عَنْ أَحدٍ بَعْدَكَ : أَي لنْ تَكْفِيَ، مِن أَجْزَأَني الشيءُ أَي كَفَانِي. وَرَجُلٌ لَهُ جَزْءٌ أَي غَنَاء، قَالَ: إِنِّي لأَرْجُو، مِنْ شَبِيبٍ، بِرَّا، ... والجَزْءَ، إِنْ أَخْدَرْتُ يَوْماً قَرَّا أَي أَن يُجْزِئَ عَنِّي وَيَقُومَ بأَمْري. وَمَا عندَه جُزْأَةُ ذَلِكَ، أَي قَوامُه. وَيُقَالُ: مَا لفلانٍ جَزْءٌ وَمَا لَهُ إِجْزاءٌ: أَي مَا لَهُ كِفايةٌ. وَفِي حَدِيثِ سَهْل: مَا أَجْزَأَ مِنَّا اليومَ أَحَدٌ كَمَا أَجْزَأَ فلانٌ ، أَي فَعَلَ فِعْلًا ظَهَرَ أَثرُه وقامَ فِيهِ مَقَامًا لَمْ يقُمْه غيرهُ وَلَا كَفَى فِيهِ كِفايَتَه. والجَزأَة: أَصْل مَغْرِزِ الذّنَب، وخصَّ بِهِ بعضُهم أَصل ذَنَبِ الْبَعِيرِ مِنْ مَغْرِزِه. والجُزْأَةُ بالضمِّ: نصابُ السِّكِّين والإِشْفى والمِخْصَفِ والمِيثَرةِ، وَهِيَ الحَدِيدةُ الَّتِي يُؤْثَرُ بِهَا أَسْفَلُ خُفِّ الْبَعِيرِ. وَقَدْ أَجْزَأَها وجَزَّأَها وأَنْصَبها: جَعَلَ لَهَا نِصاباً وجُزْأَةً، وَهُمَا عَجُزُ السِّكِّين. قَالَ أَبو زَيْدٍ: الجُزْأَةُ لَا تَكُونُ لِلسَّيْفِ وَلَا للخَنْجَر وَلَكِنْ للمِيثَرةِ الَّتِي يُوسَم بِهَا أَخْفافُ الْإِبِلِ وَالسِّكِّينِ، وَهِيَ المَقْبِضْ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: [وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبادِهِ جُزْءاً ] . قَالَ أَبو إِسحاق: يَعْنِي بِهِ الَّذِينَ جعَلُوا الْمَلَائِكَةَ بناتِ اللهِ، تَعَالَى اللهُ وتقدَّس عَمَّا افْتَرَوْا. قَالَ: وَقَدْ أُنشدت بَيْتًا يَدُلُّ عَلَى أَنّ مَعْنَى جُزْءاً مَعْنَى الْإِنَاثِ. قَالَ: وَلَا أَدري الْبَيْتَ هُوَ قَديمٌ أَم مَصْنُوعٌ: إنْ أَجْزَأَتْ حُرَّةٌ، يَوْماً، فَلَا عَجَبٌ، ... قَدْ تُجْزِئُ الحُرَّةُ المِذْكارُ أَحْيانا وَالْمَعْنَى فِي قَوْلِهِ: وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبادِهِ جُزْءاً : أَي جَعَلوا نَصِيبَ اللَّهِ مِنَ الْوَلَدِ الإِناثَ. قَالَ: وَلَمْ أَجده فِي شِعْرٍ قَديم وَلَا رَوَاهُ عَنِ الْعَرَبِ الثقاتُ. وأَجْزَأَتِ المرأَةُ: ولَدتِ الْإِنَاثَ، وأَنشد أَبو حَنِيفَةَ: زُوِّجْتُها، مِنْ بَناتِ الأَوْسِ، مُجْزِئَةً، ... للعَوْسَجِ اللَّدْنِ، فِي أَبياتِها، زَجَلُ يَعْنِي امرَأَةً غزَّالةً بمغازِل سُوِّيَت مِنْ شَجَرِ العَوْسَج. الأَصمعي: اسْمُ الرَّجُلِ جَزْءٌ وكأَنه مَصْدَرُ جَزَأَتْ جَزْءاً. وجُزْءٌ: اسْمُ مَوْضِعٍ. قَالَ الرَّاعي: كانتْ بجُزْءٍ، فَمَنَّتْها مَذاهِبُه ... «2» ، وأَخْلَفَتْها رِياحُ الصَّيْفِ بالغُبَرِ والجازِئُ: فرَس الحَرِث بْنِ كَعْبٍ. وأَبو جَزْءٍ: كُنْيَةٌ. وجَزْءٌ، بِالْفَتْحِ: اسْمُ رَجُلٍ. قَالَ حَضْرَمِيُّ بْنُ عَامِرٍ: إنْ كنتَ أَزْنَنْتَني بِهَا كَذِباً، ... جَزْءُ، فلاقيتَ مِثْلَها عَجَلا وَالسَّبَبُ فِي قَوْلِ هَذَا الشِّعْرِ أَنَّ هَذَا الشَّاعِرَ كَانَ لَهُ تسعةُ إِخْوة فَهَلكوا، وَهَذَا جَزْءٌ هُوَ ابْنُ عَمِّهِ وَكَانَ يُنافِسه، فزَعَم أَن حَضْرَمِيّاً سُرَّ بموتِ إِخْوَتِهِ لأَنه وَرِثَهم، فَقَالَ حَضْرَميُّ هَذَا الْبَيْتَ، وَقَبْلَهُ: أَفْرَحُ أَنْ أُرْزَأَ الكِرامَ، وأَنْ ... أُورَثَ ذَوْداً شَصائصاً، نَبَلا يُرِيدُ: أَأَفْرَحُ، فحذَف الْهَمْزَةَ، وَهُوَ عَلَى طَرِيقِ الْإِنْكَارِ: أَي لَا وجْهَ للفَرَح بِمَوْتِ الكِرام مِنْ إِخْوَتِي لأَرِثَ شَصائِصَ لَا أَلبانَ لَهَا، واحدَتُها شَصُوصٌ، ونَبَلًا: __________ (2) . قوله [مذاهبه] في نسخة المحكم مذانبه. (1/47) صِغاراً. وَرَوَى: أَنَّ جَزْءاً هَذَا كَانَ لَهُ تِسْعَةُ إِخوة جَلسُوا عَلَى بِئْرٍ، فانْخَسَفَتْ بِهِمْ، فَلَمَّا سَمِعَ حضرميٌّ بِذَلِكَ قَالَ: إِنَّا لِلَّهِ كَلِمَةٌ وَافَقَتْ قَدَرا، يُرِيدُ قَوْلَهُ: فلاقَيْتَ مِثْلَهَا عَجَلًا. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُتِيَ بقِناعِ جَزْءٍ ؛ قَالَ الْخَطَّابِيُّ: زَعَم رَاوِيهِ أَنه اسْمُ الرُّطَبِ عِنْدَ أَهل الْمَدِينَةِ؛ قَالَ: فَإِنْ كَانَ صَحِيحًا، فكأَنَّهم سَمَّوْه بِذَلِكَ للِاجْتِزاء بِهِ عَنِ الطَّعام؛ وَالْمَحْفُوظُ: بقِناعِ جَرْو بِالرَّاءِ، وَهُوَ صِغار القِثَّاء، وَقَدْ ذُكِرَ فِي مَوْضِعِهِ. جَسَأَ: جَسَأَ الشيءُ يَجْسَأُ جُسُوءاً وجُسأَةً، فَهُوَ جَاسِئٌ: صَلُبَ وخَشُنَ. والجاسِياء: الصَّلابةُ والغِلَظُ. وَجَبَلٌ جاسِئٌ وأَرض جاسِئةٌ ونبتٌ جاسِئٌ: يَابِسٌ. ويدٌ جَسْآء: مُكْنِبةٌ مِنَ الْعَمَلِ. وجَسَأَتْ يدُه مِنَ الْعَمَلِ تجسَأُ جَسْأً: صَلُبَت، وَالِاسْمُ الجُسْأَةُ مِثْلُ الجُرعة. وجَسَأَتْ يَدُ الرَّجُلِ جُسوءاً: إِذَا يَبِست، وَكَذَلِكَ النَّبتُ إِذَا يبِس، فَهُوَ جاسِئٌ فِيهِ صَلابة وَخُشُونَةٌ. وجُسِئَتِ الأَرضُ، فَهِيَ مَجْسُوءةٌ مِنَ الجَسْءِ: وَهُوَ الْجِلْدُ الخَشِنُ الذي يُشبِه الحَصا الصِّغار. وَمَكَانٌ جاسِئٌ وشاسِئٌ: غَلِيظٌ. والجُسْأَةُ فِي الدَّوَابِّ: يُبْس المَعْطِف، وَدَابَّةٌ جاسئةُ القوائِم. جَشَأَ: جَشَأَتْ نفسُه تجْشأُ جُشوءاً: ارتفَعَت ونَهَضَت إِلَيْهِ وجاشَت مِنْ حُزْن أَو فَزَع. وجَشَأَتْ: ثارَت للقَيْءِ. شِمْرٌ: جَشَأَتْ نَفْسِي وخَبُثَتْ ولَقِسَتْ وَاحِدٌ. ابْنُ شُمَيْلٍ: جَشَأَتْ إليَّ نَفْسِي أَي خَبُثَتْ مِنَ الْوَجَعِ مِمَّا تَكْرَهُ، تجَشَأُ، وأَنشد: وقَوْلي، كُلَّما جَشَأَتْ، لنفسِي: ... مَكانَكِ تُحْمَدي، أَو تَسْتَرِيحي «1» يُرِيدُ تَطَلّعت ونَهَضَت جَزَعاً وَكَرَاهَةً. وَفِي حَدِيثِ الْحَسَنِ: جَشَأَتِ الرُّومُ عَلَى عَهْدِ عُمَر أَي نَهَضَتْ وأَقبلت مِنْ بِلَادِهَا، وَهُوَ مِنْ جَشَأَتْ نَفْسِي إِذَا نَهَضَتْ مِن حُزْن أَو فَزَعٍ. وجَشَأَ الرَّجلُ إِذا نَهَض مِنْ أَرض إِلَى أَرض. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ: فَجَشأَ عَلَى نفْسه ، قَالَ ثَعْلَبٌ: مَعْنَاهُ ضَيَّقَ عَلَيْهَا. ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: الجَشْءُ: الْكَثِيرُ. وَقَدْ جَشَأَ الليلُ والبَحْرُ إِذا أَظْلَم وأَشْرَفَ عَلَيْكَ. وجُشاءُ الليلِ والبَحْرِ: دُفْعَتُه. والتَّجَشُّؤُ: تَنَفُّس المَعِدة عِنْدَ الامْتِلاء. وجَشَأَت المَعِدةُ وتجَشَّأَت: تَنَفَّسَت، وَالِاسْمُ الجُشاء، مَمْدُودٌ، عَلَى وَزْنِ فُعال كأَنه مِنْ بَابِ العُطاس والدُّوار والبُوال. وَكَانَ عليُّ بْنُ حَمْزَة يَقُولُ ذَلِكَ، وَقَالَ: إِنَّمَا الجُشْأَةُ هُبوبُ الرِّيحِ عِنْدَ الفَجْر. والجُشَأَةُ عَلَى مِثَالِ الهُمَزَةِ: الجُشْأَةُ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: فِي جُشْأَةٍ مِنْ جُشَآتِ الفَجْرِ قَالَ ابْنُ بَرِّي: وَالَّذِي ذَكَرَهُ أَبو زَيْدٍ: جُشْأَة، بِتَسْكِينِ الشِّينِ، وَهَذَا مُسْتَعَارٌ لِلْفَجْرِ مِنَ الجُشْأَة عَنِ الطَّعام؛ وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ حَمْزَةَ: إِنما الجُشْأَةُ هُبُوبُ الرِّيحِ عِنْدَ الفَجْر. وتَجَشَّأَ تَجَشُّؤاً، والتَجْشِئَةُ مِثْلُهُ. قَالَ أَبو مُحَمَّدٍ الفَقْعَسِي: وَلَمْ تَبِتْ حُمَّى بهِ تُوَصِّمُهْ، ... وَلَمْ يُجَشِّئْ عَنْ طَعامٍ يُبْشِمُهْ __________ (1) . قوله [وقولي إلخ] هو رواية التهذيب. (1/48) وجَشَأَت الغنمُ: وَهُوَ صَوْتٌ تُخْرِجُه مِنْ حُلُوقِها؛ وَقَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: إِذَا جَشَأَتْ سَمِعْتَ لَهَا ثُغاءً، ... كأَنَّ الحَيَّ صَبَّحَهُمْ نَعِيُ قَالَ: وَمِنْهُ اشْتُقَّ تَجَشَّأْتُ. والجَشْءُ: القَضِيبُ، وقَوْسٌ جَشْءٌ: مُرِنَّةٌ خَفِيفةٌ، وَالْجَمْعُ أَجْشاءٌ وجَشَآتٌ. وَفِي الصِّحَاحِ: الجَشْءُ: الْقَوْسُ الْخَفِيفَةُ؛ وَقَالَ اللَّيْثُ: هِيَ ذاتُ الإِرنانِ فِي صَوْتِها، وقِسِيٌّ أَجْشاء وجَشَآتٌ، وأَنشد لأَبي ذُؤَيب: ونَمِيمةً مِنْ قانِصٍ مُتَلَبِّبٍ، ... فِي كَفِّهِ جَشْءٌ أَجَشُّ وأَقْطُعُ وَقَالَ الْأَصْمَعِيُّ: هُوَ القَضِيبُ مِنَ النَّبْع الْخَفِيفِ. وسَهم جَشْءٌ: خَفِيفٌ، حَكَاهُ يَعْقُوبُ فِي المُبْدَل، وأَنشد: ولوْ دَعا، ناصِرَه، لَقِيطا، ... لذَاقَ جَشْأً لَمْ يَكُنْ مَلِيطا المَلِيطُ الَّذِي لَا ريشَ عَلَيْهِ. وجَشَأَ فُلَانٌ عَنِ الطَّعام: إِذَا اتَّخَم فكَرِهَ الطعامَ. وَقَدْ جَشَأَتْ نفسُه، فَمَا تَشْتَهي طَعَامًا، تَجْشَأُ. وجَشَأَت الوَحْشُ: ثارَتْ ثَوْرَةً وَاحِدَةً. وجَشَأَ القومُ مِنْ بَلَدٍ إِلَى بَلَدٍ: خَرَجُوا، وَقَالَ الْعَجَّاجُ: أَحْراس ناسٍ جَشَئُوا، ومَلَّتْ ... أَرْضاً، وأَحوالُ الجَبانِ أَهْوَلَت «1» جَشَؤُوا: نَهضوا مِنْ أَرض إِلَى أَرض، يَعْنِي النَّاسَ. ومَلَّتْ أَرْضاً؛ وأَهْوَلَتْ: اشتَدَّ هوْلُها. واجْتَشَأَ الْبِلَادَ واجْتَشَأَته: لَمْ تُوافِقْه، كأَنَّه مِنْ جَشَأَتْ نفْسِي. جَفَأَ: جَفَأَ الرَّجلَ جَفْأً: صَرَعه، وَفِي التَّهْذِيبِ: اقتَلَعه وذَهَب بِهِ الأَرضَ. وأَجْفَأَ بِهِ: طَرَحَهُ. وجَفَأَ بِهِ الأَرضَ: ضَرَبَها بِهِ. وجَفَأَ البُرْمةَ فِي القَصْعةِ جَفْأً: أَكْفأَها، أَو أَمالها فَصَبَّ مَا فِيهَا، وَلَا تَقُلْ أَجْفَأْتُها. وفي الحديث: فاجْفَؤُوا القُدورَ بِمَا فِيهَا، وَالْمَعْرُوفُ بِغَيْرِ أَلف؛ وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: هِيَ لُغَةٌ مَجْهُولَةٌ؛ وَقَالَ الرَّاجِزُ: جَفْؤُكَ ذَا قِدْرِكَ للضِّيفانِ، ... جَفْأً عَلَى الرُّغْفانِ فِي الجِفانِ خَيْرٌ مِن العَكِيسِ بالأَلْبانِ وَفِي حَدِيثِ خَيْبَرَ: أَنه حَرَّمَ الحُمُرَ الأَهْلية، فجَفَؤُوا القُدورَ أَي فَرَّغُوها وقَلَبُوها؛ وروي: فأَجْفَئُوا، وَهِيَ لُغَةٌ فِيهِ قَلِيلَةٌ مِثْلُ كَفَئُوا وأَكْفَئُوا. وجَفَأَ الوادِي غُثاءَهُ يَجْفَأُ جَفْأً: رَمَى بالزَّبَدِ والقَذَى، وَكَذَلِكَ جَفَأَت القدْرُ: رَمَت بزَبَدِها عِنْدَ الغَلَيانِ، وأَجْفَأَتْ بِهِ وأَجْفَأَته. وَاسْمُ الزَّبَدِ: الجُفاء. وَفِي حَدِيثِ جَرِيرٍ: خَلَقَ اللَّهُ الأَرضَ السُّفْلى مِنَ الزَّبَدِ الجُفاء أَي مِن زَبَدٍ اجْتَمَعَ لِلْمَاءِ. يُقَالُ: جَفَأَ الْوَادِي جَفْأً: إِذَا رَمَى بالزَّبَد والقَذَى. وَفِي التَّنْزِيلِ: فأَمّا الزَّبَدُ فيَذْهَبُ جُفاءً، أَي بَاطِلًا. قَالَ الفرَّاء: أَصله الْهَمْزَةُ، أَو الجُفاء مَا نَفاه السَّيْلُ. والجُفاء: الباطلُ أَيضاً. وجَفَأَ الواديَ: مَسَحَ غُثاءَه. وَقِيلَ: الجُفاء كَمَا يُقَالُ الغُثاء. وكلُّ مصدرٍ اجْتَمَعَ بعضُه إِلَى بَعْضٍ مثلُ القُماشِ والدُّقاقِ والحُطامِ مصدرٌ يَكُونُ فِي مذهبِ اسمٍ عَلَى الْمَعْنَى كَمَا كَانَ العَطاء اسْمًا لِلْإِعْطَاءِ، كَذَلِكَ القُماش لَوْ أَردتَ مَصْدَرَ قَمَشْته قَمْشاً. الزَّجَّاجُ: مَوْضِعُ قَوْلِهِ جُفاء نَصْب عَلَى الْحَالِ. وَفِي حَدِيثِ البَراء رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَوْمَ حُنَيْن: انْطَلَق جُفاءٌ مِن النَّاسِ __________ (1) . قوله [أحراس ناس إلخ] كذا بالأصل وشرح القاموس. (1/49) إِلَى هَذَا الْحَيِّ مِن هوازِنَ ، أَراد: سَرَعانَ الناسِ وأَوائلهم، شبَّهَهم بجُفاء السَيْل. قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا جَاءَ فِي كِتَابِ الْهَرَوِيِّ، وَالَّذِي قرأْناه فِي الْبُخَارِيِّ وَمُسْلِمٍ: انْطَلَق أَخِفَّاءُ مِنَ الناسِ، جَمْعُ خَفِيفٍ. وَفِي كِتَابِ التِّرْمِذِيِّ: سَرَعانُ النَّاسِ. ابْنُ السِّكِّيتِ: الجُفاءُ: مَا جَفَأَه الْوَادِي: إِذَا رَمَى بِهِ، وجَفَأتُ الغُثاء عَنِ الْوَادِي وجَفَأْتُ القِدْرَ أَي مَسَحْتُ زَبَدها الَّذِي فَوْقَها مِنْ غَلْيِها، فَإِذَا أَمَرْت قُلْتَ: اجْفَأْها. وَيُقَالُ: أَجْفَأَتِ القِدْرُ إِذَا عَلا زَبَدُها. وَتَصْغِيرُ الجُفاء: جُفَيءٌ، وَتَصْغِيرُ الغُثاء: غُثَيٌّ بِلَا هَمْزٍ. وجَفَأَ البابَ جَفْأً وأَجْفَأَه: أَغْلَقَه. وَفِي التَّهْذِيبِ: فَتَحه. وجَفأَ البقلَ والشجرَ يَجْفَؤُه جَفْأً واجْتَفَأَهُ: قَلَعَه مِنْ أَصْله. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: سُئل بعضُ الأَعراب عَنْ قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَتى تحِلُّ لنَا المَيْتَة؟ فَقَالَ: مَا لَمْ تَجْتَفِئوا. يُقَالُ اجْتَفأَ الشيءَ: اقْتَلَعه ثمَّ رَمَى بِهِ. وَفِي النِّهَايَةِ: مَا لَمْ تَجْتَفِئوا بَقْلًا وتَرْمُوا بِهِ، مِنْ جَفَأَتِ القِدْرُ إِذَا رَمَتْ بِمَا يَجْتَمِعُ عَلَى رأَسِها مِنَ الزَّبد والوَسَخِ. وَقِيلَ: جَفَأَ النبتَ واجْتَفأَه: جَزَّه، عَنِ ابْنِ الْأَعْرَابِيِّ. جَلَأَ: جَلَأَ بالرَّجُل يَجْلَأُ بِهِ جَلْأً وجَلاءَةً: صَرَعَه. وجَلَأَ بثَوْبه جَلَاءً: رَمَى به. جَلْظَأَ: التَّهْذِيبُ فِي الرُّبَاعِيِّ: فِي حَدِيثِ لُقْمَانَ بْنِ عَادٍ: إِذَا اضْطَجَعْتُ لَا أَجْلَنْظِي ؛ قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: المُجْلَنْظِي المُسْبَطِرُّ فِي اضْطِجاعِه؛ يَقُولُ: فلستُ كَذَلِكَ. وَمِنْهُمْ مَن يَهْمِزُ فَيَقُولُ: اجْلَنْظَأْت؛ وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: اجْلَنْظَيْتُ. جَمَأَ: جَمِئَ عَلَيْهِ: غَضِبَ. وتَجَمَّأَ فِي ثِيَابِهِ: تَجَمَّعَ. وتَجَمَّأَ عَلَى الشَّيْءِ: أَخذه فواراه. جنأ: جَنَأَ عَلَيْهِ يَجْنَأُ جُنُوءاً وجَانَأَ عَلَيْهِ وتَجانَأَ عَلَيْهِ: أَكَبَّ. وَفِي التَّهْذِيبِ: جَنَأَ فِي عَدْوِه: إِذَا أَلَحَّ وأَكَبَّ، وأَنشد: وكأَنَّه فَوْتُ الحَوالِبِ، جانِئاً، ... رِيمٌ، تُضايِقُه كِلابٌ، أَخْضَعُ تُضايِقُه: تُلْجِئُهُ، ريمٌ أَخْضَعُ. وأَجْنَأَ الرَّجُلُ عَلَى الشَّيْءِ: أَكَبَّ؛ قَالَ: وإِذا أَكَبَّ الرَّجل عَلَى الرَّجُلِ يَقِيه شَيْئًا قِيلَ: أَجْنأَ. وَفِي الْحَدِيثِ: فَعَلقَ يُجانِئُ عَلَيْهَا يَقِيها الْحِجَارَةَ، أَي يُكِبُّ عَلَيْهَا. وَفِي الْحَدِيثِ أَنَّ يَهُوديّاً زَنَى بامرأَة، فَأَمَرَ برَجْمِهما فَجَعَلَ الرَّجلُ يُجْنِئُ عَلَيْهَا أَي يُكِبُّ ويَمِيل عَلَيْهَا لِيَقِيَهَا الْحِجَارَةَ. وَفِي رِوَايَةٍ أُخرى: فَلَقَد رأَيْتُه يُجانِئُ عَلَيْهَا ، مُفاعَلة مِنْ جانَأَ يُجانِئُ؛ وَيُرْوَى بِالْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ، وَسَيَجِيءُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى. وَفِي حَدِيثِ هِرَقْلَ فِي صِفة إِسْحاقَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: أَبْيَضُ أَجْنَأُ خَفِيفُ العارِضَيْن. الجَنَأُ: مَيَلٌ فِي الظَّهْر، وَقِيلَ: فِي العُنُق. وجَنَأَتِ المرأَةُ عَلَى الْوَلَدِ: أَكَبَّتْ عَلَيْهِ. قَالَ: بَيْضاء صَفْراء لَمْ تَجْنَأْ عَلَى ولَدٍ، ... إِلَّا لأُخْرَى، وَلَمْ تَقْعُدْ عَلَى نارِ وَقَالَ كُثَيِّرُ عَزَّةَ: أَغاضِرَ، لوْ شَهِدْتِ، غَداةَ بِنْتُمْ، ... جُنُوءَ العائداتِ عَلَى وِسادي وَقَالَ ثَعْلَبٌ: جَنِئَ عَلَيْهِ: أَكَبَّ عَلَيْهِ يُكلِّمُه. وجَنِئَ الرَّجُلُ جَنَأً، وَهُوَ أَجْنأُ بَيِّنُ الجَنَإ: أَشْرَفَ كاهِلُه عَلَى صَدْرِهِ؛ وَفِي الصِّحَاحِ: رَجُل أَجْنَأُ بَيِّنُ الجَنَإ، أَي أَحْدَبُ الظَّهْرِ. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: جَنَأَ ظهرُهُ جُنُوءاً كَذَلِكَ، (1/50) وَالْأُنْثَى جَنْواء. وجَنِئَ الرجُل يَجْنَأُ جَنَأً: إِذَا كَانَتْ فِيهِ خِلْقةً. الأَصمعي: جَنَأَ يَجْنَأُ جُنُوءاً: إِذَا انْكَبَّ عَلَى فَرَسِهِ يَتَّقِي الطعْنَ؛ وَقَالَ مَالِكُ بْنُ نُوَيْرَةَ: ونَجَّاكَ مِنَّا بَعْدَ ما مِلتَ جانِئاً، ... ورُمْتَ حِياضَ المَوْتِ كلَّ مَرامِ قَالَ: فَإِذَا كَانَ مُستقيم الظهرِ ثُمَّ أَصابه جَنَأٌ قِيلَ جَنِئَ يَجْنَأُ جَنَأً، فَهُوَ أَجْنَأُ. اللَّيْثُ: الأَجْنَأُ: الَّذِي فِي كَاهِلِهِ انْحِناء عَلَى صَدْرِهِ، وَلَيْسَ بالأَحْدب. أَبو عَمْرٍو: رجلٌ أَجْنَأُ وأَدنَأُ مَهْمُوزَانِ، بِمَعْنَى الأَقْعَسِ، وَهُوَ الَّذِي فِي صَدْرِهِ انكِباب إِلَى ظَهْرِهِ. وظَلِيمٌ أَجْنَأُ ونَعامة جَنْآءُ، وَمَنْ حَذَفَ الْهَمْزَةَ قَالَ: جَنْواء، وَالْمَصْدَرُ الجَنَأُ، وأَنشد: أَصَكُّ، مُصَلَّمُ الأُذُنَيْنِ، أَجْنَا والمُجْنَأُ، بِالضَّمِّ: التُّرْس لاحْديدابهِ. قَالَ أَبو قَيْس ابن الأَسلت السُّلَمِي: أَحْفِزُها عنِّي بذِي رَوْنَقٍ، ... مُهَنَّدٍ، كالمِلْحِ قَطَّاعِ صَدْقٍ، حُسامٍ، وادِقٍ حَدُّهُ، ... ومُجْنَإٍ، أَسْمَرَ، قَرّاعِ والوادِقُ: الْمَاضِي فِي الضَّريبةِ؛ وقولُ ساعِدَةَ بْنِ جُؤَيّةَ: إِذَا مَا زارَ مُجْنَأَةً، عَليْها ... ثِقالُ الصَّخْرِ والخَشَبُ القَطِيلُ إِنَّمَا عَنَى قَبراً. والمُجْنأَةُ: حُفْرَةُ الْقَبْرِ. قَالَ الْهُذَلِيُّ وأَنشد الْبَيْتَ: إِذَا مَا زَارَ مجنأَة عَلَيْهَا جوأ: «2» الجاءةُ والجُؤْوةُ، بِوَزْنِ جُعْوةٍ: لَوْنُ الأَجْأَى وَهُوَ سَوَادٌ فِي غُبْرة وحُمرة، وَقِيلَ غُبْرةٌ فِي حُمرة، وَقِيلَ كُدْرة فِي صُدْأَةٍ. قَالَ: تنازَعَها لوْنانِ: وَرْدٌ وجُؤْوةٌ، ... تَرَى، لأَياءِ الشمسِ، فِيهِ تَحَدُّرا أَراد: وُرْدةً وجُؤْوةً، فَوَضَعَ الصِّفَةَ مَوْضِعَ الْمَصْدَرِ. جَأَى وأُجْأَوَى، وَهُوَ أَجْأَى والأُنثى جَأْواء، وكَتِيبة جَأْواءُ: عَلَيْهَا صَدَأُ الحَديد وسوادُه، فَإِذَا خَالَطَ كُمتةَ الْبَعِيرِ مثلُ صدإِ الْحَدِيدِ، فَهُوَ الجُؤْوةُ، وبعير أَجأَى. والجُؤْوةُ: قِطعة مِنَ الأَرض غَليظة حَمْرَاءُ فِي سَوَادٍ. وجَأَى الثوبَ جَأْواً: خَاطَهُ وأَصلحه، وَسَنَذْكُرُهُ. والجِئْوةُ: سيرٌ يُخاطُ بِهِ. الأُموي: الجُوَّة، غَيْرُ مَهْمُوزٍ: الرُّقعة فِي السِّقاء، يُقَالُ: جَوَّيْتُ السِّقاءَ: رَقَعْتُه، وقال شمر: هي الجُؤْوةُ تَقْدِيرُ الجُعْوة، يُقَالُ: سِقَاءٌ مَجْئِيٌّ، وَهُوَ أَن يُقابَلَ بَيْنَ الرُّقْعَتَينِ عَلَى الوَهي من باطن وظاهر. والجُؤْوتانِ: رُقعتان يُرْقَعُ بِهِمَا السِّقاءُ مِنْ بَاطِنٍ وَظَاهِرٍ، وَهُمَا مُتقابلتانِ؛ قَالَ أَبو الْحَسَنِ: وَلَمْ أَسمعه بِالْوَاوِ «3» ، والأَصل الْوَاوُ، وَفِيهَا مَا يُذْكَرُ فِي جيأَ، وَاللَّهُ أَعلم. جيأ: المَجِيء: الإِتيان. جَاءَ جَيْئاً ومَجِيئاً. وَحَكَى سِيبَوَيْهِ عَنْ بَعْضِ الْعَرَبِ هُوَ يَجِيكَ بِحَذْفِ الْهَمْزَةِ. وَجَاءَ يَجيءُ جَيْئةً، وَهُوَ مِنْ بِنَاءِ الْمَرَّةِ الْوَاحِدَةِ إِلَّا أنه __________ (2) . قوله جوأ هذه المادة لم يذكرها في المهموز أحد من اللغويين إلا واقتصر على يَجُوءُ لُغَةٌ فِي يَجِيءُ وجميع ما أورده المؤلف هنا إنما ذكروه في معتل الواو كما يعلم ذلك بالاطلاع، والجاءة التي صدّر بها هي الجأي كما يعلم من المحكم والقاموس ولا تغتر بمن اغتر باللسان. (3) . قوله [ولن أسمعه بالواو] هو في عبارة المحكم عقب قوله سقاء مجئي وهو واضح. (1/51) وُضِع مَوْضِعَ الْمَصْدَرِ مِثْلُ الرَّجْفةِ والرحْمة. وَالِاسْمُ الجِيئَةُ عَلَى فِعْلةٍ، بِكَسْرِ الْجِيمِ، وَتَقُولُ: جئْت مَجِيئاً حَسناً، وَهُوَ شَاذٌّ لأَن الْمَصْدَرَ مِنْ فعَلَ يَفْعِلُ مَفْعَلٌ بِفَتْحِ الْعَيْنِ، وَقَدْ شَذَّتْ مِنْهُ حُرُوفٌ فَجَاءَتْ عَلَى مَفْعِلٍ كالمَجِيء والمَحِيضِ والمَكيل والمَصِير. وأَجَأْتُه أَي جِئتُ بِهِ. وجايأَني، عَلَى فاعَلني، وَجَاءَانِي فَجِئْتُه أَجِيئه أَي غالبَني بِكَثْرَةِ المَجيء فغلَبْتُه. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُهُ جايأَنِي؛ قَالَ: وَلَا يَجُوزُ مَا ذَكَرَهُ إلَّا عَلَى الْقَلْبِ. وَجَاءَ بِهِ، وأَجاءه، وإِنه لَجَيَّاءٌ بِخَيْرٍ، وجَثَّاءٌ، الأَخيرة نَادِرَةٌ. وَحَكَى ابْنُ جِنِّي رَحِمَهُ اللَّهُ: جائِيٌّ عَلَى وَجْهِ الشُّذُوذِ. وَجَايَا: لُغَةٌ فِي جَاءَا، وَهُوَ مِنَ البَدليّ. ابْنُ الأَعرابي: جايأَني الرجل من قُرْب أَي قابَلَني ومَرَّ بِي، مُجايأَة أَي مُقَابَلَةً؛ قَالَ الأَزهري: هُوَ مِنْ جِئْتُه مَجيئاً ومَجِيئةً: فأَنا جاءٍ. أَبو زَيْدٍ: جايَأْتُ فُلَانًا: إِذَا وافَقْت مَجِيئَه. وَيُقَالُ: لَوْ قَدْ جاوَزْتَ هَذَا الْمَكَانَ لجايَأْتَ الغَيْث مُجايأَةً وجِياءً أَي وَافَقْتَهُ. وَتَقُولُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَاءَ بِكَ أَي الْحَمْدُ للهِ إذْ جِئتَ، وَلَا تَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جِئْتَ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الصَّحِيحُ مَا وَجَدْتُهُ بِخَطِّ الْجَوْهَرِيِّ فِي كِتَابِهِ عِنْدَ هَذَا الْمَوْضِعِ، وَهُوَ: الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَاءَ بِكَ، والحمدُ للهِ إذْ جِئْتَ، هَكَذَا بِالْوَاوِ فِي قَوْلِهِ: وَالْحَمْدُ لِلَّهِ إِذْ جِئْتَ، عِوَضًا مِنْ قَوْلِهِ: أَي الحمدُ لِلَّهِ إذْ جِئْتَ؛ قَالَ: ويقوِّي صِحَّة هَذَا قَوْلُ ابْنِ السِّكِّيتِ، تَقُولُ: الْحَمْدُ للهِ إذْ كَانَ كَذَا وَكَذَا، وَلَا تَقُلْ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي كَانَ كَذَا وَكَذَا، حَتَّى تَقُولَ بِهِ أَو مِنْه أَو عَنه. وَإِنَّهُ لحَسَنُ الجِيئة أَي الحالةِ الَّتِي يَجيء عَلَيْهَا. وأَجاءَه إِلَى الشَّيْءِ: جاءَ بِهِ وأَلجأَه واضْطَرَّه إِلَيْهِ؛ قَالَ زُهَيْرُ بْنُ أَبي سُلْمى: وجارٍ، سارَ مُعْتَمِداً إليْكُم، ... أَجاءَتْهُ المخافةُ والرَّجاء قَالَ الفرَّاء: أَصله مِنْ جِئْتُ، وَقَدْ جَعَلَتْهُ العَرب إِلْجَاءً. وَفِي الْمَثَلِ: شَرٌّ مَا أَجاءَك إِلَى مُخَّةِ العُرْقُوب، وشَرٌّ مَا يُجِيئُك إِلَى مُخَّةِ عُرْقُوب؛ قَالَ الأَصمعي: وَذَلِكَ أَنّ العُرْقوب لَا مُخَّ فِيهِ وَإِنَّمَا يُحْوَجُ إِلَيْهِ مَنْ لَا يَقدِرُ عَلَى شَيْءٍ؛ وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: شَرٌّ مَا أَلجأَك، وَالْمَعْنَى وَاحِدٌ، وَتَمِيمٌ تَقُولُ: شَرٌّ مَا أَشاءَك، قَالَ الشَّاعِرُ: وشَدَدْنا شَدَّةً صادِقةً، ... فأَجاءتْكم إِلَى سَفْحِ الجَبَلْ وَمَا جاءتْ حاجَتَك أَي مَا صارَتْ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: أَدخلَ التأْنيثَ عَلَى مَا حَيْثُ كانتِ الْحَاجَةُ؛ كَمَا قَالُوا: مَن كَانَتْ أُمَّك، حَيْثُ أَوْقَعُوا مَنْ عَلَى مُؤَنث، وَإِنَّمَا صُيِّر جَاءَ بِمَنْزِلَةِ كَانَ فِي هَذَا الْحَرْفِ لأَنه بِمَنْزِلَةِ الْمَثَلِ، كَمَا جَعَلُوا عَسَى بِمَنْزِلَةِ كَانَ فِي قَوْلِهِمْ: عَسَى الغُوَيْرُ أَبْؤُساً، وَلَا تَقُولُ: عَسِيت أَخانا. والجِئاوةُ والجِياء والجِياءة: وِعاء تُوضَعُ فيه القِدْر، وَقِيلَ هِيَ كلُّ مَا وُضِعَت فِيهِ مِنْ خَصفَةٍ أَو جِلْدٍ أَو غَيْرِهِ؛ وَقَالَ الأَحمر: هِيَ الجِواءُ والجِياء؛ وَفِي حَدِيثِ عليٍّ: لأَنْ أَطَّلِيَ بِجِواءِ قِدْرٍ أَحَبُّ إليَّ مِنْ أَنْ أَطَّليَ بزَعْفَرانٍ. قَالَ: وَجَمْعُ الجِئاء «1» أَجْئِيةٌ، وَجَمْعُ الجِواء أَجْوِيةٌ. الْفَرَّاءُ: جَأَوْتُ البُرْمَةَ: رَقَعْتُها، وَكَذَلِكَ النَّعل. اللَّيْثُ: جِياوةُ: اسْمُ حَيٍّ مِنْ قَيْسٍ قَدْ دَرَجُوا ولا يُعْرَفُون. __________ (1) . قوله [قال وجمع إلخ] يعني ابن الأَثير ونصه وجمعها (أي الجواء) أَجْوِيَةٌ وَقِيلَ هِيَ الْجِئَاءُ مهموز وجمعها أجئية ويقال لها الجيا بلا همز انتهى. وبهامشها جواء القدر سوادها. (1/52) وجَيَّأْتُ القِرْبةَ: خِطْتُها. قَالَ الشَّاعِرُ: تَخَرَّقَ ثَفرُها، أَيَّام خُلَّتْ، ... عَلَى عَجَلٍ، فجِيبَ بِهَا أَدِيمُ فجَيَّأَها النِّساءُ، فَخانَ مِنْها، ... كَبَعْثاةٌ ورادِعةٌ رَدُوم ابْنُ السِّكِّيتِ: امْرأَةٌ مُجَيَّأَةٌ: إِذَا أُفْضِيَتْ، فَإِذَا جُومِعَتْ أَحْدَثَتْ. وَرَجُلٌ مُجَيَّأ: إِذَا جامَعَ سَلَحَ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِ اللَّهِ: فَأَجاءَهَا الْمَخاضُ إِلى جِذْعِ النَّخْلَةِ ؛ هُوَ مِنْ جِئْتُ، كَمَا تَقُولُ: فَجَاءَ بِهَا المَخاضُ، فَلَمَّا أُلقِيَتِ الباءُ جُعل فِي الفِعْل أَلِفٌ، كَمَا تَقُولُ: آتَيْتُكَ زَيْداً، تُرِيدُ: أَتَيْتُك بِزَيْدٍ. والجايئةُ: مِدَّةُ الجُرْح والخُرَاجِ وَمَا اجْتَمَعَ فِيهِ مِنَ المِدَّة والقَيْحِ؛ يُقَالُ: جاءتْ جايِئةُ الجِراحِ. والجِئَةُ والجِيئَةُ: حُفْرةٌ فِي الهَبْطةِ يَجْتَمِعُ فِيهَا الْمَاءُ، والأَعرف: الجِيَّةُ، مِنَ الجَوَى الَّذِي هُوَ فسادُ الجَوْف لأَنَّ الماءَ يَأْجِنُ هُنَاكَ فيَتَغَيَّر، وَالْجَمْعُ جَيْءٌ. وَفِي التَّهْذِيبِ: الجَيْأَةُ: مُجْتَمَعُ مَاءٍ فِي هَبْطةٍ حَوَالَيِ الحُصُونِ؛ وَقِيلَ: الجَيْأَةُ: الْمَوْضِعُ الَّذِي يَجْتَمِع فِيهِ الْمَاءُ؛ وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: الجَيْأَةُ: الحُفْرة الْعَظِيمَةُ يَجْتَمِع فِيهَا مَاءُ الْمَطَرِ وتُشْرِعُ الناسُ فِيهِ حَشُوشَهم؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: ضفادِعُ جَيْأَةٍ حَسِبَتْ أَضاةً، ... مُنَضِّبةً، سَتَمْنَعُها، وطِينا وجَيْئةَ الْبَطْنِ: أَسْفل مِنَ السُّرَّةِ إِلَى الْعَانَةِ. والجَيْئةُ: قِطعة يُرْقَعُ بِهَا النَّعل، وَقِيلَ: هِيَ سَيْرٌ يُخاط بِهِ. وَقَدْ أَجاءها. والجِيءُ والجَيءُ: الدُّعاء إِلَى الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ، وَهُوَ أَيضاً دُعَاءُ الإِبل إِلَى الْمَاءِ؛ قَالَ مُعَاذٌ الْهَرَّاءُ: وَمَا كانَ عَلَى الجِيء، ... وَلَا الهِيءِ امْتِداحِيكا وَقَوْلُهُمْ: لَوْ كَانَ ذَلِكَ فِي الهِيء والجِيء مَا نَفَعَه؛ قَالَ أَبو عَمْرٍو: الهِيءُ: الطَّعَامُ، والجِيءُ: الشَّرابُ. وَقَالَ الأُموي: هُما اسْمانِ مِنْ قَوْلِهِمْ: جَأْجَأْتُ بالإِبل إِذَا دَعَوْتها للشُّرْب، وهَأْهَأْتُ بِهَا: إِذَا دَعَوْتها للعَلف. ( فهرس الكتاب - فهرس المحتويات ) لسان العرب فصل الحاء المهملة حأحأ: حَأْحَأَ بالتَّيْسِ: دعَاه. وحِئْ حِئْ: دُعاء الحِمار إِلَى الْمَاءِ، عَنِ ابْنِ الأَعرابي. والحَأْحَأَةُ، وَزْنُ الجَعْجعةِ، بِالْكَبْشِ: أَن تَقول لَهُ: حَأْحَأْ، زَجْراً. حبأ: الحَبَأُ عَلَى مِثَالِ نَبَإٍ، مَهْمُوزٌ مَقْصُورٌ: جَلِيسُ المَلِك وخاصَّته، وَالْجَمْعُ أَحْباء، مِثْلُ سَبَبٍ وأَسْبابٍ؛ وَحُكِيَ: هُو منْ حَبَإِ المَلِكِ، أَي مِنْ خاصَّته. الأَزهري، اللَّيْثُ: الحَبَأَةُ: لوْحُ الإِسْكافِ المُسْتَديرُ، وَجَمْعُهَا حَبَوات؛ قَالَ الأَزهري هَذَا تَصْحِيفٌ فَاحِشٌ، وَالصَّوَابُ الجَبْأَةُ بِالْجِيمِ، وَمِنْهُ قَوْلُ الْجَعْدِيِّ: كَجَبْأَةِ الخَزَمِ. الفرَّاء: الحَابيانِ «1» : الذِّئْبُ والجَراد، وحَبا الْفَارِسُ: إِذَا خَفَقَ، وأَنشد: نَحْبُو إِلَى المَوْتِ كما يَحْبُو الجَمَلْ حتأ: حَتَأْتُ الكِساءَ حَتْأً: إِذَا فَتَلْتَ هُدْبَه وكَفَفْتَه مُلْزَقاً بِهِ، يُهْمَزُ وَلَا يهمز. وحَتَأَ الثوبَ __________ (1) . قوله [الحابيان] كذا في النسخ، ونسخة التهذيب بالياء، وحبا الفارس بالألف والمضارع في الشاهد بالواو وهو كما لا يخفى مِنْ غَيْرِ هَذَا الْبَابِ. (1/53) يَحْتَؤُه حَتْأً وأَحْتَأَه، بالأَلف: خاطَه، وَقِيلَ: خاطَه الخِياطة الثَّانِيَةَ، وَقِيلَ: كَفَّه؛ وَقِيلَ: فَتَلَ هُدْبَه وكَفَّه؛ وَقِيلَ: فَتَلَه فَتْلَ الأَكْسِيةِ. والحِتْءُ: مَا فَتَلَه مِنْهُ. وحَتَأَ العُقْدةَ وأَحْتَأَها: شدَّها. وحَتَأْتُه حَتْأً إِذَا ضَرَبْتَهُ، وَهُوَ الحَتْء، بِالْهَمْزِ. وحَتَأَ المرأةَ يَحْتَؤُها حَتْأً: نَكَحَها، وَكَذَلِكَ خَجَأَها. والحِنْتَأْوُ: الْقَصِيرُ الصَّغِيرُ، مُلْحَقٌ بِجِرْدَحْلٍ، وَهَذِهِ اللَّفْظَةُ أَتى بِهَا الأَزهري فِي تَرْجَمَةِ حنت، رَجُلٌ حِنْتَأْوٌ وامرأَة حِنْتَأْوةٌ، قَالَ: وَهُوَ الَّذِي يُعْجَب بِنَفْسِهِ، وَهُوَ فِي أَعين النَّاسِ صَغِيرٌ؛ وَسَنَذْكُرُهُ فِي مَوْضِعِهِ؛ وَقَالَ الأَزهري فِي الرُّبَاعِيِّ أَيضاً: رَجُلٌ حِنْتَأْوٌ، وَهُوَ الَّذِي يُعْجِبهُ حُسنه، وَهُوَ فِي عُيُونِ النَّاسِ صغير، والواو أَصلية. حجأ: حَجِئَ بِالشَّيْءِ حَجَأً: ضنَّ بِهِ، وَهُوَ بِهِ حَجِئٌ، أَي مُولَعٌ بِهِ ضَنِينٌ، يُهْمَزُ وَلَا يُهْمَزُ. قَالَ: فَإنِّي بالجَمُوحِ وأُمِّ بَكْرٍ ... ودَوْلَحَ، فاعْلَموا، حَجِئٌ، ضَنِينُ وَكَذَلِكَ تَحَجَّأْتُ بِهِ. الأَزهري عَنِ الْفَرَّاءِ: حَجِئتُ بِالشَّيْءِ وتَحجَّيْتُ بِهِ، يُهْمَزُ وَلَا يُهْمَزُ: تَمَسَّكت بِهِ، ولَزِمْتُه، قَالَ: وَمِنْهُ قَوْلُ عَدِيِّ بْنِ زَيْدٍ: أَطَفَّ، لأَنْفِه المُوسَى، قَصِيرٌ، ... وكانَ بأَنْفِه حَجِئاً، ضَنِينا وحَجِئ بالأَمر: فَرِح بِهِ، وحَجَأْتُ: فَرِحْتُ بِهِ. وحَجِئَ بِالشَّيْءِ وحَجَأَ به حَجْأً: تَمَسَّكَ بِهِ وَلَزِمَه. وَإِنَّهُ لَحَجِئٌ أَن يَفْعَل كَذَا أَي خَلِيقٌ، لُغَةٌ فِي حَجِيٍّ، عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، وَإِنَّهُمَا لَحجِئان وإِنهم لحَجِئون وإِنها لحَجِئةٌ وإِنهما لَحَجِئتان وإِنّهنّ لَحَجايا مثل قولك خطايا. حدأ: الحِدَأَةُ: طَائِرٌ يَطِير يَصِيدُ الجِرْذان، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: إِنَّهُ كَانَ يَصِيدُ عَلَى عَهد سُلَيْمان، عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، وَكَانَ مِنْ أَصْيدِ الجَوارِح، فانْقَطَع عَنْهُ الصَّيْد لدَعْوة سُلَيْمَانَ. الحِدَأَةُ: الطَّائِرُ الْمَعْرُوفُ، وَلَا يُقَالُ حِداءةٌ؛ وَالْجَمْعُ حِدَأ، مَكْسُورُ الأَوّل مَهْمُوزٌ، مِثْلُ حِبَرَةٍ وحِبَرٍ وعِنَبَةٍ وعِنَبٍ. قَالَ الْعَجَّاجُ يَصِفُ الأَثافِيَّ: كَمَا تَدَانَى الحِدأُ الأُوِيُ وحِداءٌ، نَادِرَةٌ؛ قَالَ كُثَيِّرُ عَزة: لَكَ الوَيْلُ مِنْ عَيْنَيْ خُبَيْبٍ وثابِتٍ ... وحَمْزَةَ، أَشْباهِ الحِداءِ التَّوائم وحِدْآنٌ أَيضاً. وَفِي الْحَدِيثِ: خَمْسٌ يُقْتَلْن فِي الحِلِّ والحَرَم، وعَدّ الحِدَأَ مِنْهَا ، وَهُوَ هَذَا الطَّائِرُ الْمَعْرُوفُ مِنَ الجَوارِحِ؛ التَّهْذِيبُ: وَرُبَّمَا فَتَحُوا الْحَاءَ فَقَالُوا حَدَأَةٌ وحَدَأ، وَالْكَسْرُ أَجود؛ وَقَالَ أَبو حَاتِمٍ: أَهل الحَجاز يُخْطِئون، فَيَقُولُونَ لِهَذَا الطَّائِرِ: الحُدَيَّا، وَهُوَ خَطَأٌ، وَيَجْمَعُونَهُ الحَدادِي، وَهُوَ خَطَأٌ؛ وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنه قَالَ: لَا بأْس بِقَتْلِ الحِدَوْ والإِفعَوْ للمُحرِم، وكأَنها لُغَةٌ فِي الحِدَإ. والحُدَيَّا: تَصْغِيرُ الحِدَوْ. والحَدَا، مَقْصُورٌ: شبْهُ فأْس تُنْقَر بِهِ الحِجارةُ، وَهُوَ مُحَدَّد الطَّرَف. والحَدَأَةُ: الْفَأْسُ ذاتُ الرأْسين، وَالْجَمْعُ حَدَأ مِثْلُ قَصَبَةٍ وقَصَبٍ؛ وأَنشد الشَّمَّاخُ يَصِفُ إِبِلًا حِدادَ الأَسْنانِ: يُبَاكِرْنَ العِضاهَ بِمُقْنَعاتٍ، ... نَواجِذُهنَّ كالحَدَإِ الوَقِيعِ (1/54) شَبَّه أَسنانَها بفُئُوس قَدْ حُدِّدَتْ؛ وَرَوَى أَبو عُبَيْدٍ عَنِ الأَصمعي وأَبي عُبَيْدَةَ أَنهما قَالَا: يُقَالُ لَهَا الحِدَأَةُ بِكَسْرِ الْحَاءِ عَلَى مِثَالِ عِنَبَة، وَجَمْعُهَا حِدَأ، وأَنشد بَيْتَ الشَّمَّاخِ بِكَسْرِ الْحَاءِ؛ وَرَوَى ابْنُ السِّكِّيتِ عَنِ الْفَرَّاءِ وَابْنِ الأَعرابي أَنهما قَالَا: الحَدَأَةُ بِفَتْحِ الْحَاءِ، وَالْجَمْعُ الحَدَأُ، وأَنشد بَيْتَ الشَّمَّاخِ بِفَتْحِ الْحَاءِ؛ قَالَ: وَالْبَصْرِيُّونَ عَلَى حِدَأَة بِالْكَسْرِ فِي الفأْس، وَالْكُوفِيُّونَ: عَلَى حَدَأَةٍ؛ وَقِيلَ: الحِدَأَةُ: الفأْسُ العَظيمة؛ وَقِيلَ: الحِدَأُ: رُءُوسُ الفُئُوسِ، والحَدَأَةُ: نَصْل السَّهْمِ. وحَدِئَ بِالْمَكَانِ حَدَأً بِالتَّحْرِيكِ: إِذَا لزِقَ بِهِ. وحَدِئَ إِلَيْهِ حَدَأً: لجَأَ. وحَدَئَ عَلَيْهِ وَإِلَيْهِ حَدَأَ: حَدِبَ عَلَيْهِ وعطَفَ عَلَيْهِ ونَصَرَه ومَنَعَه مِنَ الظُّلم. وحَدِئَ عَلَيْهِ: غَضِبَ. وحَدَأَ الشيءَ حَدْءاً: صَرَفه. وحَدِئَتِ الشاةُ: إِذَا انْقَطعَ سَلَاهَا فِي بَطْنِهَا فاشتَكَتْ عَنْهُ حَدَأً، مَقْصُورٌ مَهْمُوزٌ. وحَدِئَتِ المرأَةُ عَلَى وَلَدِهَا حَدَأً. وَرَوَى أَبو عُبَيْدٍ عَنْ أَبي زَيْدٍ فِي كِتَابِ الْغَنَمِ: حَذِيَتِ الشاةُ بِالذَّالِ: إِذَا انْقَطَعَ سَلَاهَا فِي بَطْنِهَا؛ قَالَ الأَزهري: هَذَا تَصْحِيفٌ وَالصَّوَابُ بِالدَّالِ وَالْهَمْزِ، وَهُوَ قَوْلُ الفرَّاء. وَقَوْلُهُمْ فِي الْمَثَلِ: حِدَأَ حِدَأَ وراءكِ بُنْدُقة، قِيلَ: هُمَا قَبيلتانِ مِن اليمَن، وَقِيلَ هُمَا قبيلتانِ: حِدَأُ بْنُ نَمِرَةَ بْنِ سَعْد الْعَشِيرَةِ، وَهُمْ بِالْكُوفَةِ، وبُنْدُقةُ بْنُ مَظَّةَ، وَقِيلَ: بُنْدُقة بْنُ مِطِيَّةَ «1» وَهُوَ سُفْيان بْنُ سَلْهَم بْنِ الْحَكَمِ بْنِ سَعْدِ الْعَشِيرَةِ، وَهُمْ بِالْيَمَنِ، أَغارت حِدَأ عَلَى بُنْدُقة، فنالَتْ مِنْهُمْ، ثُمَّ أَغارَتْ بُندُقة عَلَى حِدَأَ، فأَبادَتْهُم؛ وَقِيلَ: هُوَ تَرْخِيمُ حِدأَة؛ قَالَ الأَزهري: وَهُوَ الْقَوْلُ، وأَنشد هُنَا لِلنَّابِغَةِ: فأَوْردَهُنَّ بَطْنَ الأَتمِ، شُعْثاً، ... يَصُنَّ المَشْيَ، كالحِدإِ التُّؤَام وَرَوَى ثَعْلَبٌ عَنِ ابْنِ الأَعرابي: كَانَتْ قَبِيلَةٌ تَتَعَمَّد القَبائلَ بالقِتال، يُقَالُ لَهَا حِدَأَة، وَكَانَتْ قَدْ أَبَرَّتْ عَلَى النَّاسِ، فَتَحَدَّتْها قَبِيلَةٌ يُقَالُ لَهَا بُندُقة، فَهَزَمَتْها، فَانْكَسَرَتْ حِدأَة، فَكَانَتِ الْعَرَبُ إِذَا مَرَّ بِهَا حِدَئِيٌّ تَقُولُ لَهُ: حِدَأَ حِدَأَ وراءكِ بُنْدُقة؛ وَالْعَامَّةُ تَقُولُ: حَدَا حَدَا، بِالْفَتْحِ غير مهموز. حزأ: حَزَأَ الإِبلَ يَحْزَؤُها حَزْءاً: جَمَعَهَا وَسَاقَهَا. واحْزَوْزَأَتْ هِيَ: اجْتَمَعَتْ. واحْزَوْزأَ الطَّائِرُ: ضَمَّ جناحَيْه وَتَجَافَى عَنْ بَيْضِهِ. قَالَ: مُحْزَوزِئيْنِ الزِّفَّ عَنْ مَكَوَيْهما وَقَالَ رُؤْبَةُ، فَلَمْ يَهْمِزْ: والسَّيْرُ مُحْزَوْزٍ بِنَا احْزِيزاؤُه، ... ناجٍ، وَقَدْ زَوْزَى بِنَا زِيزاؤُه وحَزَأَ السَّرابُ الشخصَ يَحْزَؤُه حَزْءاً رَفَعَه، لُغَةٌ فِي حَزاه يَحْزُوه، بلا همز. حشأ: حَشَأَه بِالْعَصَا حَشْأً، مَهْمُوزٌ: ضَرَب بِهَا جَنْبَيْه وبَطْنَه. وحَشَأَه بسَهْمٍ يَحْشَؤُه حَشْأً: رَمَاهُ فأَصاب بِهِ جَوْفَهُ قَالَ أَسماء بْنُ خارجةَ يَصِفُ ذِئْباً طَمِع فِي نَاقَتِهِ وَتَسَمَّى هَبالةَ: لِي كُلَّ يومٍ، مِنْ ذُؤَالَهْ، ... ضِغْثٌ يَزِيدُ عَلَى إِبَالَهْ فِي كُلِّ يومٍ صِيقةٌ ... فَوْقِي، تَأَجَّلُ كالظُّلالَهْ فَلأَحْشَأَنَّك مِشْقَصاً، ... أَوساً، أُوَيْسُ، مِنَ الهَبالَه __________ (1) . قوله [مطية] هي عبارة التهذيب وفي المحكم مطنة. (1/55) أُوَيْسُ: تَصْغِيرُ أَوْسٍ وَهُوَ مِنْ أَسْماء الذِّئب، وَهُوَ مُنَادَى مُفْرَدٌ، وأَوْساً مُنْتَصِبٌ عَلَى الْمَصْدَرِ، أَي عِوَضاً، والمِشْقَصُ: السَّهْمُ العَرِيضُ النَّصْلِ؛ وَقَوْلُهُ: ضِغْثٌ يَزيد عَلَى إِبالَهْ أَي بَلِيّةٌ عَلَى بَلِيّة، وَهُوَ مَثَل سَائِرٌ. الأَزهري، شَمِرٌ عَنِ ابْنِ الأَعرابي: حَشَأْتُه سَهْماً وحَشَوْتُه؛ وَقَالَ الْفَرَّاءُ: حَشَأْتُه إِذَا أَدخلته جَوفَه، وَإِذَا أَصبتَ حَشاه قُلْتَ: حَشَيْتُه. وَفِي التَّهْذِيبِ: حَشَأْتُ النارَ إِذَا غَشِيتَها؛ قَالَ الأَزهري: هُوَ بَاطِلٌ وَصَوَابُهُ: حَشَأْتُ المرأَةَ إِذَا غَشِيتَها؛ فَافْهَمْهُ؛ قَالَ: وَهَذَا مِنْ تَصْحِيفِ الْوَرَّاقِينَ. وحَشَأَ المرأَةَ يَحْشَؤُها حَشْأً: نَكَحَها. وحَشَأَ النارَ: أَوْقَدها. والمِحْشاءُ والمِحْشَأُ: كِساء أَبيض صَغِيرٌ يَتَّخِذُونَهُ مِئزراً، وَقِيلَ هُوَ كِساء أَو إِزارٌ غَلِيظ يُشتَملُ بِهِ، وَالْجَمْعُ المَحاشِئ؛ قَالَ: يَنْفُضُ، بالمَشافِرِ الهَدالِقِ، ... نَفْضَكَ بالمَحاشِئ المَحالِقِ يَعْنِي الَّتِي تَحْلِقُ الشَّعَرَ من خُشونتها. حصأ: حَصَأَ الصبيُّ مِنَ اللَّبَنِ حَصْأً: رَضِعَ حَتَّى امْتَلأَ بطنُه، وَكَذَلِكَ الجَدْيُ إِذَا رَضِعَ مِنَ اللَّبَنِ حَتَّى تمْتَلِئَ إنْفَحَتُه. وحَصَأَتِ الناقةُ تَحْصَأُ حَصْأً: اشتدَّ شُرْبها أَو أَكْلُها أَو اشْتَدَّا جَمِيعًا. وحَصَأَ مِنَ الْمَاءِ حَصْأً: رَوِيَ. وأَحْصَأَ غيرَه: أَرواه. وحَصَأَ بِهَا حَصْأً: ضَرِطَ، وَكَذَلِكَ حَصَمَ ومَحَصَ. وَرَجُلٌ حِنْصَأ: ضعيفٌ. الأَزهري، شَمِرٌ: الحِنْصَأْوةُ مِنَ الرِّجَالِ: الضَّعِيفُ، وأَنشد: حَتَّى تَرَى الحِنْصَأْوةَ الفَرُوقا، ... مُتَّكِئاً، يَقْتَمِحُ السَّوِيقا حضأ: حَضَأَتِ النارُ حَضْأً: الْتَهَبَتْ. وحَضَأَها يَحْضَؤُها حَضْأً: فَتَحَهَا لتَلْتَهِب، وَقِيلَ: أَوقَدَها، وأَنشد فِي التَّهْذِيبِ: باتَتْ هُمُومي فِي الصَّدْرِ، تَحْضَؤُها ... طَمْحاتُ دَهْرٍ، مَا كُنْتُ أَدْرَؤُها الْفَرَّاءُ: حَضَأْتُ النارَ وحضَبْتُها. والمِحْضَأُ عَلَى مِفْعَلٍ: العُودُ. والمِحْضاءُ عَلَى مِفْعال: الْعُودُ الَّذِي تُحْضَأُ بِهِ النارُ؛ وَفِي التَّهْذِيبِ: وَهُوَ المِحْضَأُ والمِحْضَبُ، وقولُ أَبي ذؤَيب: فأَطْفِئْ، وَلَا تُوقِدْ، وَلَا تَكُ مِحْضَأً ... لِنارِ الأَعَادِي، أَنْ تَطِير شَداتُها «2» إِنما أَراد مِثْلَ مِحْضَإٍ لأَن الْإِنْسَانَ لَا يَكُونُ مِحضَأً، فمِن هُنا قُدِّر فِيهِ مِثْل. وحَضَأْتُ النارَ: سَعَّرْتُها، يُهمز وَلَا يُهْمَزُ، وَإِذَا لَمْ يُهْمَزْ، فَالْعُودُ مِحْضاء، مَمْدُودٌ عَلَى مِفْعال؛ قَالَ تأَبَّط شَرًا: ونارٍ، قَدْ حَضَأْتُ، بُعَيْدَ هَدْءٍ، ... بدارٍ مَا أُرِيدُ بِهَا مُقاما حطأ: حَطَأَ بِهِ الأَرضَ حَطْأً: ضَرَبَها بِهِ وصَرَعَه، قَالَ: قَدْ حَطَأَتْ أُمُّ خُثَيْمٍ بأَذَنْ، ... بِخارِجِ الخَثْلةِ، مُفْسُوءِ القَطَنْ أَراد بأَذَّنَ، فَخَفَّف؛ قَالَ الأَزهري: وأَنشد شمر: وو اللهِ، لَا آتِي ابْنَ حاطِئةِ اسْتِها، ... سَجِيسَ عُجَيْسٍ، مَا أَبانَ لِسانِيا __________ (2) . قوله [شداتها] كذا في النسخ بأيدينا، ونسخة المحكم أيضاً بالدال مهملة. (1/56) أَيْ ضَارِبَةِ اسْتِها. وَقَالَ اللَّيْثُ: الحَطْءُ، مَهْمُوزٌ: شِدّة الصَّرْعِ، يُقَالُ: احْتَمَلَه فَحَطَأَ بِهِ الأَرضَ؛ أَبو زَيْدٍ: حَطَأْتُ الرَّجل حَطْأً إِذا صَرَعْتَه؛ قَالَ: وحَطَأْته بِيَدِي حَطأً: إِذَا قَفَدْته؛ وَقَالَ شَمِرٌ: حَطَأْتُه بِيَدِي أَي ضَربته. والحُطَيْئَةُ مِنْ هَذَا، تَصْغِيرُ حَطْأَة، وَهِيَ الضَّرْبُ بالأَرض؛ قَالَ: أَقرأَنيه الإِيادِيُّ، وَقَالَ قُطْرُبٌ: الحَطْأَة: ضَربة بِالْيَدِ مَبْسُوطةً أَيَّ الجَسَدِ أَصابَتْ، والحُطَيْئَةُ مِنْهُ مأْخوذ. وحَطَأَه بِيَدِهِ حَطْأً: ضَرَبه بِهَا مَنشُورةً أَيَّ موضعٍ أَصابَتْ. وحَطَأَه: ضرَب ظهرَه بيده مبسوطة؛ فِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أَخَذَ رسولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بقَفَايَ فحَطَأَني حَطْأَةً، وَقَالَ اذْهَبْ فادْعُ لِي فُلَانًا ؛ وَقَدْ رُوِيَ غَيْرَ مَهْمُوزٍ، رَوَاهُ ابْنُ الأَعرابي: فحَطاني حَطْوةً ؛ وَقَالَ خَالِدُ بْنُ جَنْبةَ: لَا تَكُونُ الحَطْأَة إِلَّا ضَرْبَةً بالكَفِّ بَيْنَ الكَتِفين أَو عَلَى جُراشِ «1» الْجَنْبِ أَو الصَّدْرِ أَو عَلَى الكَتِدِ، فَإِنْ كَانَتْ بالرأْس فَهِيَ صَقْعةٌ، وَإِنْ كَانَتْ بِالْوَجْهِ فَهِيَ لَطْمةٌ؛ وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: حَطَأْتُ رأْسَه حَطْأَة شَدِيدَةً: وَهِيَ شِدَّة القَفْدِ بالرَّاحةِ، وأَنشد: وإنْ حَطَأْتُ كَتِفَيْه ذَرْمَلا ابْنُ الْأَثِيرِ: يُقَالُ حَطَأَه يَحْطَؤُهُ حَطْأً إِذَا دَفَعَه بِكَفِّه. وَمِنْهُ حَدِيثُ المُغيرة، قَالَ لمعاويةَ حينَ ولَّى عمْراً: مَا لبَّثَكَ السَّهْمِيُّ أَنْ حَطَأَ بِكَ إِذا تشاورْتُما ، أَي دَفَعَك عَنْ رأْيك. وحَطَأَتِ القِدْرُ بِزَبَدها أَي دَفَعَتْه ورَمَت بِهِ عِنْدَ الغَلَيان، وَبِهِ سُمِّيَ الحُطَيْئَة. وحَطَأَ بِسَلْحِهِ: رَمَى بِهِ. وحَطَأَ المرأَةَ حَطْأً: نكَحها. وحَطَأَ حَطْأً: ضَرطَ. وحَطَأَ بِهَا: حَبَقَ. والحَطِيءُ مِنَ النَّاسِ، مَهْمُوزٌ، عَلَى مِثَالِ فَعِيل: الرُّذالُ مِنَ الرِّجال. وَقَالَ شَمِرٌ: الحَطِيءُ حَرْفٌ غَرِيبٌ، يُقَالُ: حَطِيءٌ نَطِيءٌ، إِتباع لَهُ. والحُطَيْئَةُ: الرَّجُلُ الْقَصِيرُ، وسمي الحُطَيْئَة لدَمامته. والحُطَيْئَة: شَاعِرٌ مَعْرُوفٌ. التَّهْذِيبُ: حَطَأَ يَحْطِئُ إِذا جَعَس جَعْساً رَهْواً، وأَنشد: أَحْطِئْ، فإِنَّكَ أَنْتَ أَقْذَرُ مَنْ مَشَى، ... وَبِذَاكَ سُمِّيَتَ الحُطَيْئَةَ، فاذْرُقِ أَي اسْلَحْ. وَقِيلَ: الحَطْءُ: الدَّفْع. وَفِي النَّوَادِرِ يُقَالُ: حِطْءٌ مِنْ تَمْرٍ وحِتْءٌ مِنْ تَمْر أَي رَفَضٌ قدْرُ مَا يَحمِله الإِنسان فَوْقَ ظَهْرِهِ. وَقَالَ الأَزهري فِي أَثناءِ تَرْجَمَةِ طَحَا وحَطَى «2» : ألقَى الْإِنْسَانَ عَلَى وَجْهِه. حبطأ: هَذِهِ تَرْجَمَةٌ ذَكَرَهَا الْجَوْهَرِيَّ فِي هَذَا الْمَكَانِ وَقَالَ فِيهَا: رَجُلٌ حَبَنْطَأ، بِهَمْزَةٍ غَيْرِ مَمْدُودَةٍ، وحَبَنْطَاةٌ وحَبنْطىً أَيضاً، بِلَا همزٍ: قَصِيرٌ سَمِينٌ ضَخْمُ الْبَطْنِ، وَكَذَلِكَ المُحْبَنْطِئُ، يُهْمَزُ وَلَا يُهْمَزُ، وَيُقَالُ: هُوَ المُمْتَلِئُ غَيْظاً. واحْبَنْطأَ الرَّجُلُ: انْتَفَخَ جَوْفُه؛ قَالَ أَبو مُحَمَّدِ بْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُ هَذَا أَن يَذْكُرَ فِي تَرْجَمَةِ حبط لأَنّ الهمزة __________ (1) . قوله [جراش] كذا في نسخة التهذيب مضبوطاً. (2) . قوله [وحطى] كذا في النسخ ونسخة التهذيب بالياء والذي يظهر أنه ليس من المهموز فلا وجه لإِيراده هنا وأورده مجد الدين بهذا المعنى في طحا من المعتل بتقديم الطاء. (1/57) زَائِدَةٌ لَيْسَتْ أَصلية؛ وَلِهَذَا قِيلَ: حَبِطَ بَطْنُه إِذَا انتفَخَ. وَكَذَلِكَ المُحْبَنْطِئُ هُوَ المُنْتَفِخُ جَوْفُه؛ قَالَ الْمَازِنِيُّ: سَمِعْتُ أَبا زَيْدٍ يَقُولُ: احْبَنْطأْتُ، بِالْهَمْزِ، أَي امْتَلأَ بَطْنِي، واحْبَنْطَيْتُ، بِغَيْرِ هَمْزٍ أَي فَسَدَ بَطْنِي؛ قَالَ الْمُبَرِّدُ: وَالَّذِي نَعْرِفُهُ، وَعَلَيْهِ جُمْلَةُ الرُّواة: حَبِطَ بَطْنُ الرَّجل إِذَا انْتَفَخَ وحَبِجَ، واحْبَنْطَأَ إِذَا انتَفَخَ بَطْنُه لِطَعَامٍ أَو غَيْرِهِ؛ وَيُقَالُ احْبَنْطَأَ الرَّجلُ إِذَا امْتَنَعَ، وَكَانَ أَبو عُبَيْدَةَ يُجِيزُ فِيهِ تَرْكَ الْهَمْزِ، وأَنشد: إِنِّي، إِذا اسْتُنْشِدْتُ، لَا أَحْبَنْطِي، ... وَلَا أُحِبُّ كَثْرةَ التَّمَطِّي اللَّيْثُ: الحَبَنْطَأُ، بِالْهَمْزِ: العَظِيمُ البَطْنِ المُنْتَفِخ؛ وَقَدِ احْبَنْطَأْتُ واحْبَنْطَيْتُ، لُغَتَانِ؛ وَفِي الْحَدِيثِ: يَظَلُّ السِّقْطُ مُحْبَنْطِئاً عَلَى بَابِ الجنَّةِ ؛ قَالَ: قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: هُوَ المُتَغَضِّبُ المُسْتَبْطِئُ لِلشَّيْءِ؛ وَقَالَ: المُحْبَنْطِئُ: العَظِيمُ البَطْنِ المُنْتَفِخُ؛ قَالَ الْكِسَائِيُّ: يُهْمَزُ وَلَا يُهْمَزُ؛ وَقِيلَ فِي الطِّفْل: مُحْبَنْطِئٌ أَي مُمْتَنِعٌ «1» حظأ: رَجُلٌ حِنْظَأْوٌ: قصِير، عن كُراع. حفأ: الحَفَأُ: البَرْدِيُّ. وَقِيلَ: هُوَ البَرْدِيُّ الأَخْضَرُ مَا دَامَ فِي مَنْبِته، وَقِيلَ مَا كَانَ فِي مَنْبَتِهِ كَثِيرًا دَائِمًا، وَقِيلَ: هُوَ أَصله الأَبيض الرَّطْب الَّذِي يُؤْكَلُ. قَالَ: أَوْ ناشِئ البَرْدِيِّ تَحْتَ الحَفا «2» وَقَالَ: كذَوائِبِ الحَفإِ الرّطِيبِ، غَطا بهِ ... غَيْلٌ، ومَدَّ، بجانِبَيْه، الطُّحْلُبُ غَطا بهِ: ارْتَفَعَ، والغَيْلُ: الْمَاءُ الْجَارِي عَلَى وجهِ الأَرضِ؛ وَقَوْلُهُ ومَدَّ بجانِبَيْه الطُحْلُبُ، قِيلَ: إِنَّ الطُّحْلُبَ هُنا ارْتَفَع بِفِعْلِهِ؛ وَقِيلَ مَعْنَاهُ مَدَّ الغَيْلُ ثُمَّ استأْنف جُمْلَةً أُخرى يُخبر أَنَّ الطُّحْلُبَ بِجَانِبَيْهِ كَمَا تَقُولُ قامَ زَيْدٌ أُبُوه يَضْربه؛ ومَدَّ: امْتَدَّ؛ الْوَاحِدَةُ مِنْهُ حَفَأَةٌ واحْتَفَأَ الحَفَأَ: اقْتَلَعَه مِنْ مَنْبِته. وحَفَأَ بِهِ الأَرضَ: ضرَبها بِهِ، والجيم لغة. حكأ: حَكَأَ العُقْدةَ حَكْأً وأَحْكَأَها إِحكاءً وأَحْكَأَها: شَدَّها وأَحْكَمَها؛ قَالَ عَدِيُّ بْنُ زَيْدٍ العِبادِيُّ يَصِفُ جارِيةً: أَجْلَ أنَّ اللَّهَ قَدْ فَضَّلَكُمْ، ... فَوقَ منْ أَحْكَأَ صُلْباً، بِإِزَارْ أَرَادَ فَوْقَ مَن أَحْكأَ إِزَارًا بصُلْبٍ، مَعْنَاهُ فَضَّلَكم عَلَى مَنِ ائْتزر، فَشَدَّ صُلْبَه بإِزار أَي فَوْقَ النَّاسِ أَجمعين، لأَنَّ الناسَ كلَّهم يُحْكِئُونَ أُزُرَهم بأَصلابهم؛ وَيُرْوَى: فَوْقَ مَا أَحْكِي بصُلْبٍ وإِزار أَي بحَسَبٍ وعِفَّةٍ، أَراد بالصُّلب هَاهُنَا الحَسَبَ وبالإِزار العِفَّةَ عَنِ المَحارِم أَي فَضَّلكم اللهُ بحسَب وعَفاف فَوْقَ مَا أَحْكِي أَي مَا أَقُول. وَقَالَ شَمِرٌ: هُوَ مِنْ أَحْكَأْتُ العُقْدةَ أَي أَحكمتها. واحتَكَأَت هِيَ: اشتْدَّتْ. واحْتَكَأَ العَقْدُ فِي عُنُقِه: نَشِبَ. واحْتَكَأَ الشيءُ فِي صَدْرِه: ثَبتَ؛ ابْنُ السِّكِّيتِ يُقَالُ: احْتَكَأَ ذَلِكَ الأَمْرُ فِي نَفْسي أَي ثَبَتَ، فَلَمْ أَشك فِيهِ؛ وَمِنْهُ: احتكأَتِ العُقدةُ. يُقَالُ: سَمِعْتُ أَحاديثَ فَمَا احْتَكَأَ فِي صَدْرِي مِنْهَا شيءٌ، أَي مَا تَخالَجَ. وَفِي النَّوَادِرِ يُقَالُ: لَوِ احْتَكَأَ لِي أَمْري لفَعَلْت كَذَا، أَي لَوْ بانَ لِي أَمرِي في أَوّله. __________ (1) . قوله [أي ممتنع] زاد في النهاية امتناع طلبة لا امتناع إباء. (2) . قوله [تحت الحفا] قال في التهذيب ترك فيه الهمز. (1/58) والحُكَأَةُ: دُوَيْبَّة؛ وَقِيلَ: هِيَ العَظايةُ الضَّخْمَةُ، يُهْمَزُ وَلَا يُهْمَزُ، وَالْجَمِيعُ الحُكَأُ، مَقْصُورٌ. ابْنُ الْأَثِيرِ: وَفِي حَدِيثِ عَطَاءٍ أَنه سُئِلَ عَنِ الحُكَأَةِ فَقَالَ: مَا أُحِبُّ قَتْلَها ؛ الحُكَأَةُ: العَظاءَة، بِلُغَةِ أَهل مَكَّةَ، وَجَمْعُهَا حُكَاءٌ، وَقَدْ يُقَالُ بِغَيْرِ هَمْزٍ وَيُجْمَعُ عَلَى حُكاً، مَقْصُورٌ. قَالَ أَبو حَاتِمٍ: قَالَتِ أُمّ الهَيْثَمِ: الحُكاءةُ، مَمْدُودَةٌ مَهْمُوزَةٌ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَهُوَ كَمَا قَالَتْ؛ قَالَ: والحُكاء، مَمْدُودٌ: ذَكَرُ الْخَنَافِسِ، وإِنما لَمْ يُحِبَّ قَتْلَهَا لأَنها لَا تُؤْذِي، قَالَ: هَكَذَا قَالَ أَبو مُوسَى؛ وَرُوِيَ عَنِ الأَزهري أَنه قَالَ: أَهل مَكَّةَ يُسمُّون العَظاءَةَ الحُكأَةَ، وَالْجَمْعُ الحُكَأُ، مقصورة. حلأ: حَلأْتُ لَهُ حَلُوءاً، عَلَى فَعُولٍ: إِذا حَكَكْتَ لَهُ حجَراً عَلَى حجَر ثُمَّ جَعَلْتَ الحُكاكةَ عَلَى كفِّك وصَدَّأْتَ بِهَا المِرآةَ ثُمَّ كَحَلْتَه بِهَا. والحُلاءَة، بمنزلة فُعالةٍ، بالضم. والحَلُوءُ: الَّذِي يُحَكُّ بَيْنَ حَجَرَيْنِ ليُكتَحَل بِهِ؛ وَقِيلَ الحَلُوءُ: حَجَرٌ بِعَيْنِهِ يُسْتَشْفَى مِنَ الرَّمد بحُكاكتِه؛ وَقَالَ ابْنُ السكِّيت: الحَلُوءُ: حَجَرٌ يُدْلَكُ عَلَيْهِ دواءٌ ثُمَّ تُكْحَلُ بِهِ الْعَيْنُ. حَلَأَه يَحْلَؤُه حَلأً وأَحْلأَه: كَحَله بالحَلُوء. والحالئةُ: ضَرْب مِنَ الحَيَّات تَحْلأُ لِمَنْ تَلْسَعُه السَّمَّ كَمَا يَحْلأُ الكَحَّالُ الأَرْمَدَ حُكاكةً فيَكْحُله بِهَا. وَقَالَ الفرَّاء: احْلِئ لِي حَلُوءاً؛ وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: أَحْلَأْتُ للرَّجل إحْلاءً إِذا حكَكْتَ لَهُ حُكاكةَ حَجَرَين فَداوَى بِحُكاكَتِهما عَيْنَيْهِ إِذَا رَمِدَتا. أَبو زَيْدٍ، يُقَالُ: حَلَأْتُه بِالسَّوْطِ حَلْأً إِذَا جَلَدْتَهُ بِهِ. وحَلَأَه بالسَّوْط والسَّيف حَلْأً: ضرَبَه بِهِ؛ وعَمَّ بِهِ بعضُهم فَقَالَ: حَلَأَه حَلْأً: ضَرَبه. وحَلَّأَ الإِبلَ والماشِيةَ عَنِ الْمَاءِ تَحْلِيئاً وتَحْلِئةً: طَرَدها أَو حبَسَها عَنِ الوُرُود ومَنَعَها أَن تَرِده، قَالَ الشَّاعِرُ إِسحاقُ بنُ إِبْرَاهِيمَ المَوْصِلي: يَا سَرْحةَ الْمَاءِ، قَدْ سُدَّتْ مَوارِدُه، ... أَما إليْكِ سَبيلٌ غَيْرُ مَسْدُودِ لِحائمٍ حامَ، حتَّى لَا حَوامَ بِهِ، ... مُحَلَّا عَنْ سَبيلِ الْمَاءِ، مَطْرودِ هَكَذَا رَوَاهُ ابْنُ بَرِّيٍّ، وَقَالَ: كَذَا ذَكَرَهُ أَبو الْقَاسِمِ الزَّجَّاجِيُّ فِي أَماليه، وَكَذَلِكَ حَلَّأَ القَوْمَ عَنِ الْمَاءُ؛ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: قَالَتْ قُرَيْبةُ: كَانَ رَجُلٌ عَاشِقٌ لمرأَة فَتَزَوَّجَهَا فَجَاءَهَا النساءُ فَقَالَ بِعَضُّهُنَّ لِبَعْضٍ: قَدْ طَالَمَا حَلَّأْتُماها لَا تَرِدْ، ... فخَلِّياها والسِّجالَ تَبْتَرِدْ وَقَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: وأَعْجَبَني مَشْيُ الحُزُقّةِ، خالدٍ، ... كَمَشْيِ أَتانٍ حُلِّئَتْ عَن مَناهِلِ وَفِي الْحَدِيثِ: يَرِدُ عليَّ يوم القِيامةِ رَهْطٌ فيُحَلَّؤُونَ عَنِ الحَوْضِ أَي يُصَدُّون عَنْهُ ويُمنعُون مِنْ وُروده؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: سأَل وَفداً فَقَالَ: مَا لإِبلكُم خِماصاً؟ فَقَالُوا: حَلَّأَنا بَنُو ثَعْلَبَةَ. فأَجْلاهم أَي نَفَاهُمْ عَنْ مَوْضِعِهِمْ؛ وَمِنْهُ حَدِيثِ سَلَمَةَ بْنِ الأَكوع: فأَتيت رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ عَلَى الْمَاءِ الَّذِي حَلَّيْتُهُمْ عَنْهُ بِذِي قَرَدٍ ، هَكَذَا جَاءَ فِي الرِّوَايَةِ غَيْرَ مَهْمُوزٍ، فقُلبت الْهَمْزَةُ يَاءً وَلَيْسَ بِالْقِيَاسِ لأَن الياءَ لَا تُبْدَلُ مِنَ الْهَمْزَةِ إلَّا أَن يَكُونَ مَا قَبْلَهَا مَكْسُورًا نَحْوَ بيرٍ وإيلافٍ، وَقَدْ شَذَّ قَرَيْتُ فِي قَرأْت، وَلَيْسَ بِالْكَثِيرِ، والأَصل الْهَمْزُ. وحَلَأْتُ الأَديمَ إِذَا قَشَرْتَ عَنْهُ التِّحْلِئَ. (1/59) والتِّحْلِئُ: القِشْر عَلَى وَجْهِ الأَديم مِمَّا يَلِي الشَّعَر. وحَلَأَ الجِلْدَ يَحْلَؤُه حَلْأ وحَلِيئة «1» : قَشَرَهُ وَبَشَّرَهُ. والحُلاءَة: قِشْرَةُ الْجِلْدِ الَّتِي يَقْشُرُها الدَّبَّاغ مِمَّا يَلِي اللَّحْمَ. والتِّحْلِئُ، بِالْكَسْرِ: مَا أَفسده السِّكِّينُ مِنَ الْجِلْدِ إِذَا قُشِرَ. تَقُولُ مِنْهُ: حَلِئَ الأَديمُ حَلأ، بِالتَّحْرِيكِ، إِذَا صَارَ فِيهِ التِّحْلِئُ، وَفِي المثل: لا يَنفَعُ الدَّبغُ عَلَى التِّحْلِئ. والتِّحْلِئُ والتِّحْلِئَةُ: شَعَرُ وَجْه الأَدِيم ووَسَخُه وسَواده. والمِحْلَأَة: مَا حُلِئَ بِهِ. وَفِي الْمَثَلِ فِي حَذَر الإِنسان عَلَى نَفْسِهِ ومُدافَعَتِه عَنْهَا: حَلَأَتْ حالِئةٌ عَنْ كُوعها أَي إِنَّ حَلأَها عَنْ كُوعها إِنَّمَا هُوَ حذَرَ الشَّفْرة عَلَيْهِ لَا عَنِ الْجِلْدِ، لأَنَّ المرأَة الصَّناعَ رُبَّمَا اسْتَعْجَلَتْ فَقَشَرَتْ كُوعَها؛ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: حَلَأَتْ حالِئةٌ عَنْ كوعِها مَعْنَاهُ أَنها إِذَا حَلَأَت مَا عَلَى الإِهاب أَخذَت مِحْلَأَةً مِنْ حَدِيدٍ، فُوها وقَفاها سَواء، فتَحْلَأُ مَا عَلَى الإِهاب مِنْ تِحْلئة، وَهُوَ مَا عَلَيْهِ مِنْ سَواده وَوَسَخِهِ وَشَعْرِهِ، فَإِنْ لَمْ تُبالِغ المِحْلأَةُ وَلَمْ تقْلَع ذَلِكَ عَنِ الإِهاب، أَخذت الحالِئةُ نَشْفةً، وَهُوَ حَجَرٌ خَشِن مُثَقَّب، ثُمَّ لَفَّت جَانِبًا مِنَ الإِهابِ عَلَى يَدِهَا، ثُمَّ اعتَمَدَتْ بِتِلْكَ النَّشْفة عَلَيْهِ لتَقْلَعَ عَنْهُ مَا لَمْ تُخرج عَنْهُ المِحلأَةُ، فَيُقَالُ ذَلِكَ لِلَّذِي يَدفَع عَنْ نَفْسِهِ ويَحُضُّ عَلَى إِصْلَاحِ شأْنه، ويُضْربُ هَذَا الْمَثَلُ لَهُ، أَي عَنْ كُوعِها عَمِلَتْ مَا عَمِلَتْ وبِحِيلتِها وعَمَلِها نالتْ مَا نالتْ، أَي فَهِيَ أَحقُّ بشَيْئِها وعَمَلِها، كَمَا تَقُولُ: عَنْ حِيلتي نِلتُ مَا نِلتُ، وَعَنْ عَمَلِي كَانَ ذَلِكَ. قَالَ الْكُمَيْتُ: كَحالِئة عَنْ كُوعِها، وَهْيَ تَبْتَغي ... صَلاحَ أَدِيمٍ ضَيَّعَتْه، وتَعمَلُ وَقَالَ الأَصمعي: أَصله أَن المرأَة تَحْلأُ الأَديم، وَهُوَ نَزْعُ تِحْلِئِه، فإِن هِيَ رَفَقَتْ سَلِمَتْ، وَإِنْ هِيَ خَرُقَتْ أَخْطأَت، فقطَعَت بالشَّفْرَة كُوعها؛ وَرُوِيَ عَنِ الفرَّاء يُقَالُ: حَلَأَتْ حالِئةٌ عَنْ كُوعِهَا أَي لِتَغسِلْ غاسِلةٌ عَنْ كُوعِهَا أَي ليَعمَلْ كلُّ عَامِلٍ لِنَفْسِهِ؛ قَالَ: وَيُقَالُ اغْسِلْ عَنْ وَجْهِكَ وَيَدِكَ، وَلَا يُقَالُ اغْسِلْ عَنْ ثَوْبِكَ. وحَلَأَ بِهِ الأَرضَ: ضَرَبها بِهِ، قَالَ الأَزهري: وَيَجُوزُ جَلَأْتُ بِهِ الأَرضَ بِالْجِيمِ؛ ابْنُ الأَعرابي: حَلَأْتُه عِشْرِينَ سَوطاً ومتَحْتُه ومَشَقْتُه ومَشَنْتُه بِمَعْنًى وَاحِدٍ؛ وحَلَأَ المرأَة: نَكَحَها. والحَلَأُ: العُقْبُولُ. وحَلِئَتْ شَفَتِي تَحْلَأُ حَلَأً إِذَا بَثُرَتْ «2» أَي خَرَجَ فِيهَا غِبَّ الحُمَّى بُثُورُها؛ قَالَ: وَبَعْضُهُمْ لا يَهْمِزُ فَيَقُولُ: حَلِيَتْ شَفَتُه حَلىً، مَقْصُورٌ. ابْنُ السِّكِّيتِ فِي بَابِ الْمَقْصُورِ الْمَهْمُوزِ، الحَلَأُ: هُوَ الحَرُّ الَّذِي يَخرج عَلَى شَفةِ الرَّجلِ غِبَّ الحُمَّى. وحَلَأْته مِائَةَ دِرْهَمٍ إِذَا أَعْطيْته. التَّهْذِيبُ: حَكَى أَبو جَعْفَرٍ الرُّؤَاسي: مَا حَلِئتُ مِنْهُ بِطَائِلٍ، فَهَمْزٌ؛ وَيُقَالُ: حَلَّأْتُ السَّوِيقَ؛ قَالَ الفرَّاء: هَمَزُوا مَا لَيْسَ بِمَهْمُوزٍ لأَنه مِنَ الحلْواء. والحَلاءةُ: أَرضٌ، حَكَاهُ ابْنُ دُرَيْدٍ، قَالَ: وليس بِثَبَتٍ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَنه ثَبَتٌ؛ وَقِيلَ: هُوَ اسْمُ مَاءٍ؛ وَقِيلَ: هُوَ اسْمُ مَوْضِعٌ. قَالَ صَخْرُ الْغَيِّ: __________ (1) . قوله [حلأ وحليئة] المصدر الثاني لم نره إلا في نسخة المحكم ورسمه يحتمل أن يكون حلئة كفرحة وحليئة كخطيئة. ورسم شارح القاموس له حلاءة مما لا يعوّل عليه ولا يلتفت إليه. (2) . قوله [بثرت] الثاء بالحركات الثلاث كما في المختار. (1/60) كأَنِّي أَراه، بالحَلاءَةِ، شاتِياً، ... تُقَفِّعُ، أَعْلَى أَنْفِه، أُمُّ مِرزَمِ «1» أُمُّ مِرْزم هِيَ الشَّمالُ، فأَجابه أَبو المُثَلَّم: أَعَيَّرْتَني قُرَّ الحِلاءة شاتِياً، ... وأَنْت بأَرْضٍ، قُرُّها غَيْر مُنْجِمِ أَي غَيْرُ مُقْلِعٍ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَإِنَّمَا قَضَيْنَا بأَن هَمْزَتَهَا وَضْعِيَّةٌ مُعاملة لِلَّفْظِ إِذَا لَمْ تَجْتَذِبْه مادَّة يَاءٍ وَلَا واو. حمأ: الحَمْأَةُ والحَمَأُ: الطِّينُ الأَسود المُنتن؛ وَفِي التَّنْزِيلِ: مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ* ، وَقِيلَ حَمَأٌ: اسْمٌ لِجَمْعِ حَمْأَةٍ كَحَلَق اسْمِ جَمْعِ حَلْقَة؛ وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: وَاحِدَةُ الحَمَإ حَمَأَة كقَصَبَةٍ، وَاحِدَةُ القَصَب. وحَمِئَت البئرُ حَمَأً، بِالتَّحْرِيكِ، فَهِيَ حَمِئَةٌ إِذَا صَارَتْ فِيهَا الحَمْأَةُ وَكَثُرَتْ. وحَمِئَ الماءُ حَمْأً وحَمَأً خَالَطَتْهُ الحَمْأَة فكَدِرَ وتَغَيرت رَائِحَتُهُ. وَعَيْنٌ حَمِئَةٌ: فِيهَا حَمْأَة؛ وَفِي التَّنْزِيلِ: وَجَدَها تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ ، وقرأَ ابْنُ مَسْعُودٍ وَابْنُ الزُّبَيْرِ: حاميةٍ، وَمَنْ قَرَأَ حَامِيَةٍ، بِغَيْرِ هَمْزٍ، أَراد حَارَّةً، وَقَدْ تَكُونُ حَارَّةً ذاتَ حَمْأَة، وَبِئْرٌ حَمِئةٌ أَيضا، كَذَلِكَ. وأَحْمَأَها إحْمَاءً: جَعَلَ فِيهَا الحَمْأَة. وحَمَأَها يَحْمَؤُها حَمْأً، بِالتَّسْكِينِ: أَخرج حَمْأَتها وَتُرَابَهَا؛ الأَزهري: أَحْمَأْتُها أَنا إحْماءً: إِذَا نَقَّيْتَها مِنْ حَمْأَتها، وحَمَأْتُها إِذَا أَلقيتَ فِيهَا الحَمْأَةَ. قَالَ الأَزهري: ذَكَرَ هَذَا الأَصمعي فِي كِتَابِ الأَجناس، كَمَا رَوَاهُ اللَّيْثُ، وَمَا أَرَاهُ مَحْفُوظًا. الفرَّاء: حَمِئْتُ عَلَيْهِ، مَهْمُوزًا وَغَيْرَ مَهْمُوزٍ، أَي غَضِبْت عَلَيْهِ؛ وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: حَمِيت فِي الغَضَب أَحْمى حَمْياً، وَبَعْضُهُمْ: حَمِئْت فِي الْغَضَبِ، بِالْهَمْزِ. والحَمءُ والحَمَأُ: أَبو زَوْجِ المرأَة، وَقِيلَ: الْوَاحِدُ مِنْ أَقارب الزَّوْجِ وَالزَّوْجَةِ، وَهِيَ أَقَلُّهما، وَالْجَمْعُ أَحْمَاء؛ وَفِي الصِّحَاحِ: الحَمْء: كُلُّ مَنْ كَانَ مِنْ قِبَل الزَّوْجِ مِثْلَ الأَخ والأَب، وَفِيهِ أَربع لُغَاتٍ: حَمْء بِالْهَمْزِ، وأَنشد: قُلْتُ لِبَوَّابٍ، لَدَيْهِ دارُها: ... تِئذَنْ، فَإِنِّي حَمْؤُها وجَارُها وحَماً مثل قَفاً، وحَمُو مثل أَبُو، وحَمٌ مِثْلُ أَبٍ. وحَمِئَ: غَضِبَ، عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، وَالْمَعْرُوفُ عِنْدَ أَبي عُبَيْدٍ: جَمِئَ بالجيم. حنأ: حَنَأَتِ الأَرضُ تَحْنَأُ: اخْضَرَّت والتفَّ نَبْتُها. وأَخْضَر ناضِرٌ وباقِلٌ وحانِئٌ: شَدِيدُ الخُضْرة. والحِنّاءُ، بِالْمَدِّ وَالتَّشْدِيدِ: مَعْرُوفٌ، والحِنّاءَةُ: أَخصُّ مِنْهُ، وَالْجَمْعُ حِنّانٌ، عَنْ أَبي حَنِيفَةَ، وأَنشد: وَلَقَدْ أَرُوحَ بِلِمّةٍ فَيْنانةٍ، ... سَوْداء، لَمْ تُخْضَبْ مِنَ الحِنّانِ وحَنَّأَ لِحْيتَه وحَنَّأَ رأْسَه تَحْنِيئاً وتَحْنِئةً: خَضَبه بالحِنّاء. وَابْنُ حِنَّاءَةَ: رَجُلٌ. والحِنّاءَتان: رَمْلتان فِي دِيَارِ تَمِيمٍ؛ الأَزهري: ورأَيت فِي دِيَارِهِمْ رَكِيَّة تُدعَى الحِنّاءَةَ، وَقَدْ وَرَدْتُهَا، وماؤُها في صفرة. حنطأ: عَنز حُنَطِئَةٌ: عَرِيضَةٌ ضخْمة، مِثَالُ عُلَبِطَةٍ، بِفَتْحِ النُّونِ. والحِنْطَأْوُ والحِنْطَأْوةُ: الْعَظِيمُ البطن. والحِنْطَأْوُ: __________ (1) . قوله [كأني أراه إلخ] في معجم ياقوت الحلاءة بالكسر ويروى بالفتح ثم قال وهو موضع شديد البرد وفسر أم مرزم بالريح البارد. (1/61) القصير، وقيل: العظيم. والحِنطِئُ: الْقَصِيرُ، وَبِهِ فسَّر السُّكَّرِيُّ قَوْلَ الأَعلم الهذلي: والحِنْطِئُ، الحِنْطِيُّ، يُمنَحُ ... بالعَظيمةِ والرَّغائِبْ والحِنطِيّ: الَّذِي غِذاؤُه الحِنْطة، وَقَالَ: يُمنَح أَي يُطْعَمُ وَيُكْرَمُ ويُرَبَّبُ، وَيُرْوَى يُمْثَجُ أَي يُخْلَط.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مناظرة ابن تيمية العلنية لدجاجلة البطائحية الرفاعية

  مناظرة ابن تيمية العلنية لدجاجلة البطائحية الرفاعية ( وهي من أعظم ما تصدى له وقام به شيخ الإسلام تقي الدين أحمد بن تيمية قدس الله روحه م...