الأحاديث من 1701 إلى 1800
1701 " إن منكم رجالا نكلهم إلى إيمانهم , منهم فرات بن حيان " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 276 :
أخرجه البخاري في " التاريخ " ( 4 / 1 / 128 ) و أبو داود ( 2652 ) و الحاكم
( 2 / 115 ) و البيهقي ( 9 / 147 ) و أحمد ( 4 / 336 ) و أبو نعيم في " الحلية
" ( 2 / 18 ) عن سفيان الثوري عن أبي إسحاق عن حارثة بن مضرب عن # فرات بن
حيان # " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بقتله , و كان عينا لأبي سفيان ,
و كان حليفا لرجل من الأنصار , فمر بحلقة من الأنصار , فقال : إني مسلم , فقال
رجل من الأنصار : يا رسول الله إنه يقول : إني مسلم . فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم ..." فذكره , و قال الحاكم : " صحيح على شرط الشيخين " . و وافقه
الذهبي ! كذا قالا ! و حارثة بن مضرب لم يخرج له الشيخان شيئا , و إنما روى له
البخاري في " الأدب المفرد " , و هو ثقة . و تابعه إسرائيل عن أبي إسحاق به إلا
أنه قال : " عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم " لم يسمه , و زاد فقال :
" رجالا لا أعطيهم شيئا " .
قلت : و في ثبوت هذه الزيادة نظر عندي لأن الثوري أثبت الناس في الرواية عن أبي
إسحاق و هو السبيعي , فزيادة إسرائيل - و هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي -
عليه لا تقبل .و لعله تلقاها عن جده بعدما اختلط بل هذا هو الظاهر و أما
الثوري فروى عنه قبل الاختلاط . و قد تابعه زكريا بن أبي زائدة عن أبي إسحاق به
و زاد الزيادة بلفظ : " أتألفهم على الإسلام " . أخرجه أبو العباس بن عقدة
الحافظ كما في " الإصابة " . و هذه الزيادة بهذا اللفظ أقرب إلى السياق لأنه
يدل على أنه كان هناك عطاء لغير الفرات , و أما هو فلم يعطه شيئا ثقة بإيمانه ,
و إنما عفا عن فرات و لم يقتله تألفا لقلبه . على أن هذه الزيادة فيها علة
أيضاو هي عنعنة زكريا بن أبي زائدة فإنه كان مدلسا . فإن قيل : فكذلك أبو
إسحاق السبيعي كان مدلسا , و مدار الطرق كلها عليه كما سبق , و قد عنعنه ?
قلت : نعم لكن قولهم في الثوري أنه أثبت الناس فىأبي إسحاق لعله يشعر أنه كان
لا يروي عنه إلا ما صرح فيه بالتحديث كما قالوا في رواية شعبة عنه . و الله
أعلم .
1702 " إن موسى قال : يا رب أرني آدم الذي أخرجنا و نفسه من الجنة , فأراه الله آدم
, فقال : أنت أبونا آدم ? فقال له آدم : نعم , فقال : أنت الذي نفخ الله فيك من
روحه , و علمك الأسماء كلها , و أمر الملائكة فسجدوا لك , قال : نعم , قال :
فما حملك على أن أخرجتنا و نفسك من الجنة ? فقال له آدم : و من أنت ? قال : أنا
موسى , قال : أنت نبي بني إسرائيل الذي كلمك الله من وراء حجاب , لم يجعل بينك
و بينه رسولا من خلقه ? قال : نعم , قال : أفما وجدت أن ذلك كان في كتاب الله
قبل أن أخلق ? قال : نعم , قال : فما تلومني في شيء سبق من الله تعالى فيه
القضاء قبلي ? قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك : فحج آدم موسى , فحج
آدم موسى " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 277 :
أخرجه أبو داود ( 4702 ) و عنه البيهقي في " الأسماء و الصفات " ( ص 193 )
و ابن خزيمة في " التوحيد " ( ص 94 ) من طريق هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن
أبيه أن # عمر بن الخطاب # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : و هذا إسناد حسن , رجاله ثقات رجال الشيخين غير هشام بن سعد و هو صدوق له
أوهام , و قد حسنه ابن تيمية في أول رسالته في " القدر " . و الحديث في
" الصحيحين " و غيرهما من حديث أبي هريرة مختصرا . قوله : ( فحج آدم موسى ) أي
غلبه بالحجة . و اعلم أن العلماء قد اختلفوا في توجيه ذلك , و أحسن ما وقفت
عليه ما أفاده شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى , إنما هو أن موسى لامه
على ما فعل لأجل ما حصل لذريته من المصيبة بسبب أكله من الشجرة , لا لأجل حق
الله في الذنب , فإن آدم كان قد تاب من الذنب , و موسى عليه السلام يعلم أن بعد
التوبة و المغفرة لا يبقى ملام على الذنب , و لهذا قال : " فما حملك على أن
أخرجتنا و نفسك من الجنة ? " , لم يقل : لماذا خالفت الأمر ? و الناس مأمورون
عند المصائب التي تصيبهم بأفعال الناس أو بغير أفعالهم بالتسليم للقدر و شهود
الربوبية ... فراجع كلامه في ذلك فإنه مهم جدا في الرسالة المذكورة و في " كتاب
القدر " من " الفتاوى " المجلد الثامن و كلام غيره في " مرقاة المفاتيح " ( 1 /
123 - 124 ) .
1703 " إن هذا الدينار و الدرهم أهلكا من كان قبلكم , و هما مهلكاكم " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 278 :
رواه أبو محمد بن شيبان العدل في " الفوائد " ( 2 / 222 / 1 ) و المخلص في
" الفوائد المنتقاة " ( 8 / 5 / 1 ) عن عبد الله بن هاشم الطوسي حدثنا يحيى بن
سعيد القطان عن سفيان حدثني سليمان عن أبي وائل عن # أبي موسى # أراه عن النبي
صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : و هذا إسناد صحيح , رجاله ثقات على شرط مسلم . و تابعه شعبة عن الأعمش به
. أخرجه المخلص في " العاشر من حديثه " ( 208 / 2 ) و ابن عساكر ( 17 / 215 / 2
) عن المؤمل بن إهاب عنه به . و هذا إسناد جيد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين
غير المؤمل و هو صدوق له أوهام . و له شاهد من حديث ابن مسعود , يرويه يحيى بن
المنذر أخبرنا أبو الأجلح عن الأعمش عن يحيى بن وثاب عن علقمة عنه . أخرجه
الطبراني في " المعجم الكبير " ( رقم - 10069 ) . و يحيى بن المنذر ضعفه
الدارقطني و غيره . و ( أبو الأجلح ) كذا في الأصل , و لعل الصواب : ابن الأجلح
فإنه يروي عن الأعمش , و هو عبد الله بن الأجلح و هو صدوق . و قد روي عن ابن
مسعود موقوفا . أخرجه الرامهرمزي في " المحدث الفاصل " ( ص 152 - مخطوطة
الظاهرية ) عن بشر بن الوليد حدثنا محمد بن طلحة حدثنا روح عن نفسي أني حدثته
بحديث عن زبيد عن مرة عنه به . و بشر بن الوليد فيه ضعف . و كذلك رواه منصور بن
زاذان عن سعيد بن أبي بردة عن أبيه عن أبي موسى به موقوفا عليه . أخرجه أحمد في
" الزهد " ( 199 ) .
قلت : و سنده صحيح موقوف أيضا , و لا ينافي المرفوع لأن الراوي قد لا ينشط
أحيانا لرفعه فيوقفه . فهو صحيح مرفوعا و موقوفا . ثم رأيت المنذري أورد الحديث
في " الترغيب " ( 4 / 106 ) عن ابن مسعود مرفوعا نحوه , و قال و تبعه الهيثمي (
10 / 237 ) : " رواه البزار بإسناد جيد " .
1704 " إن هذا من لباس الكفار فلا تلبسها " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 280 :
رواه مسلم ( 6 / 144 ) و أحمد ( 2 / 162 و 207 و 211 ) و ابن سعد ( 4 / 265 )
من طرق عن هشام الدستوائي عن يحيى بن أبي كثير حدثني محمد بن إبراهيم بن الحارث
أن ابن معدان أخبره أن جبير بن نفير أخبره عن # عبد الله بن عمرو # أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم رأى عليه ثوبيه معصفرين فقال : فذكره . و من أسانيد
أحمد : حدثنا يحيى عن هشام الدستوائي به . و من هذا الوجه أخرجه الحاكم ( 4 /
190 ) إلا أنه لم يذكر جبير بن نفير في إسناده , و قال : " صحيح على شرط
الشيخين , و لم يخرجاه " ! و وافقه الذهبي , و قد وهما في استدراكه على مسلم .
و تابعه عنده - أعني مسلما - علي بن المبارك عن يحيى بن أبي كثير به . و أخرجه
من طريق طاووس عن ابن عمرو قال : "رأى النبي صلى الله عليه وسلم علي ثوبين
معصفرين فقال : أأمك أمرتك بهذا ? ! قلت : أغسلهما ? قال : بل أحرقهما " .
و أخرجه الحاكم أيضا من طريق أخرى عن ابن عمرو نحوه , و زاد في آخره : " ففعلت
" . و قال : " صحيح الإسناد " .
قلت : و إنما هو حسن فقط . و في الحديث دليل على أنه لا يجوز للمسلم أن يلبس
لباس الكفار و أن يتزيا بزيهم , و الأحاديث في ذلك كثيرة , كنت قد جمعت منها
قسما طيبا مما ورد في مختلف أبواب الشريعة , و أودعتها في كتابي " حجاب المرأة
المسلمة " , فراجعها فإنها مهمة , خاصة و أنه قد شاع في كثير من البلاد
الإسلامية التشبه بالكفار في ألبستهم و عاداتهم حتى فرض شيء من ذلك على الجنود
في كل أو جل البلاد الإسلامية , فألبسوهم القبعة , حتى لم يعد أكثر الناس يشعر
بأن في ذلك أدنى مخالفة للشريعة الإسلامية , فإنا لله و إنا إليه راجعون .
1705 " إنا معشر الأنبياء تنام أعيننا , و لا تنام قلوبنا " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 281 :
أخرجه ابن سعد في " الطبقات " ( 1 / 171 ) عن # طلحة بن عمرو عن عطاء # عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف مرسل لكن يشهد له حديث أنس بن مالك في الإسراء و فيه :
" و النبي صلى الله عليه وسلم نائمة عيناه و لا ينام قلبه و كذلك الأنبياء تنام
أعينهم و لا تنام قلوبهم " . أخرجه البخاري ( 2 / 396 و 4 / 485 ) من طريق شريك
ابن عبد الله عنه . و للحديث شواهد سيأتي أحدها في الحديث ( 1872 ) .
1706 " إنا نهينا أن ترى عوراتنا " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 281 :
أخرجه الحاكم ( 3 / 222 - 223 ) و عنه البيهقي في " الشعب " ( 2 / 465 / 1 )
و ابن شاهين و ابن السكن و ابن أبي حاتم في " العلل " ( 2 / 276 ) من طريق زهير
ابن محمد عن شرحبيل بن سعد عن # جبار بن صخر # قال : سمعت النبي صلى الله عليه
وسلم يقول : فذكره .
قلت : سكت عنه الحاكم ثم الذهبي , و سنده ضعيف , و فيه علتان :
الأولى : شرحبيل بن سعد قال الحافظ في " التقريب " : " صدوق اختلط بآخره " .
قلت : و لا يدرى أحدث بهذا الحديث قبل الاختلاط أم بعده ?
و الأخرى : زهير بن محمد و هو الخراساني الشامي , فيه ضعف . لكن تابعه إبراهيم
ابن محمد بن أبي يحيى عن شرحبيل به . أخرجه ابن أبي حاتم و ابن منده . لكن
إبراهيم هذا متروك . بيد أن الحديث قد جاءت له شواهد كثيرة منها حديث : " احفظ
عورتك إلا من زوجتك و ما ملكت يمينك " . و هو مخرج في " آداب الزفاف " . و منها
قوله صلى الله عليه وسلم : " ارجع إلى ثوبك فخذه و لا تمشوا عراة " . أخرجه
مسلم ( 1 / 184 ) و البيهقي و غيرهما .
1707 " إنا لا نقبل شيئا من المشركين " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 282 :
أخرجه الحاكم ( 3 / 484 - 485 ) و أحمد ( 3 / 401 ) عن ليث بن سعد حدثني عبيد
الله بن المغيرة عن عراك بن مالك أن # حكيم بن حزام # قال : كان محمد صلى الله
عليه وسلم أحب رجل في الناس إلي في الجاهلية , فلما تنبأ و خرج إلى المدينة شهد
حكيم بن حزام الموسم , و هو كافر , فوجد حلة لذي يزن تباع , فاشتراها بخمسين
دينارا , ليهديها لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقدم بها عليه المدينة ,
فأراده على قبضها هدية , فأبى - قال عبيد الله حسبت أنه قال : ( فذكره ) و لكن
إن شئت أخذناها بالثمن , فأعطيته حين أبى علي الهدية " . و قال الحاكم : " صحيح
الإسناد " . و وافقه الذهبي , و هو كما قالا . و له شاهد من حديث عياض بن حمار
بإسناد صحيح عنه نحوه , و هو مخرج في " الروض النضير " ( 741 ) و آخر من حديث
عامر بن مالك سيأتي برقم ( 1727 ) .
1708 " إن الله حرم على أمتي الخمر و الميسر و المزر و الكوبة و القنين و زادني صلاة
الوتر " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 283 :
أخرجه أحمد ( 2 / 165 و 167 ) من طريق فرج بن فضالة عن إبراهيم بن عبد الرحمن
ابن رافع عن أبيه عن # عبد الله بن عمرو # قال : قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : ( فذكره ) , و قال : قال يزيد - هو ابن هارون - : القنين : البرابط .
قلت : و هذا إسناد ضعيف إبراهيم بن عبد الرحمن بن رافع مجهول كما قال الحسيني .
و الفرج بن فضالة ضعيف . لكن الحديث صحيح , فقد جاء مفرقا من طرق أخرى , فرواه
ابن لهيعة عن عبد الله بن هبيرة عن أبي هبيرة الكلاعي عن عبد الله بن عمرو بن
العاص مرفوعا به دون ذكر صلاة الوتر . أخرجه أحمد ( 2 / 172 ) . و ابن لهيعة
سيء الحفظ . و قد رواه ابن لهيعة أيضا عن يزيد بن أبي حبيب عن عمرو بن الوليد
عن عبد الله بن عمرو به نحوه , و قال : " الغبيراء " مكان " المزر " و زاد :
" و كل مسكر حرام " . أخرجه أحمد أيضا ( 2 / 158 ) . و تابعه عبد الحميد بن
جعفر حدثنا يزيد بن أبي حبيب به . أخرجه أحمد ( 2 / 171 ) و إسناده صحيح .
و خالفهما محمد بن إسحاق فقال : عن يزيد بن أبي حبيب عن الوليد بن عبدة عن عبد
الله بن عمرو به . أخرجه أبو داود ( 3685 ) . و ابن إسحاق مدلس و قد عنعنه .
و أما الزيادة فيرويها المثنى بن الصباح عن عمرو بن شعيب - عن أبيه عن جده
مرفوعا . أخرجه أحمد ( 2 / 206 ) و المثنى ضعيف . و تابعه الحجاج بن أرطاة عن
عمرو به . أخرجه أحمد أيضا ( 2 / 208 ) . و الحجاج مدلس و قد عنعنه . لكن لهذه
الزيادة شاهد صحيح من حديث أبي بصرة مرفوعا سبق تخريجه برقم ( 108 ) . فثبت من
هذا التخريج صحة هذا الحديث . و الحمد لله على توفيقه . و في ( القنين ) حديث
آخر يرويه عبيد الله بن زحر عن بكر بن سوادة عن قيس بن سعد بن عبادة مرفوعا
بلفظ : " إن ربي تبارك و تعالى حرم علي الخمر و الكوبة و القنين , و إياكم و
الغبيراء فإنها ثلث خمر العالم " . أخرجه أحمد ( 3 / 422 ) . و ابن زحر ضعيف .
و له شاهد من حديث ابن عباس مرفوعا دون الزيادة مخرج في " المشكاة " ( 3652 و
4503 ) . المزر : نبيذ الذرة خاصة و هو ( الغبيراء ) . و ( الكوبة ) : الطبل
كما سيأتي في حديث ابن عباس رقم ( 1806 ) . و ( القنين ) : البرابط : و مفرده
( بربط ) : العود من آلات الموسيقى .
1709 " إنكم لن تنالوا هذا الأمر بالمغالبة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 285 :
أخرجه أحمد ( 4 / 337 ) عن هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن # ابن الأدرع # قال :
" كنت أحرس النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة , فخرج لبعض حاجته , قال : فرآني
فأخذ بيدي , فانطلقنا , فمررنا على رجل يصلي يجهر بالقرآن , فقال النبي صلى
الله عليه وسلم : " عسى أن يكون مرائيا " , قال : قلت : يا رسول الله يجهر
بالقرآن , قال , فرفض يدي , ثم قال : ( فذكره ) . قال : ثم خرج ذات ليلة و أنا
أحرسه لبعض حاجته , فأخذ بيدي , فمررنا برجل يصلي بالقرآن , قال : فقلت : عسى
أن يكون مرائيا , فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " كلا إنه أواب " . قال :
فنظرت فإذا هو عبد الله ذو النجادين " .
قلت : و هذا إسناد حسن رجاله رجال الشيخين غير هشام بن سعد و هو صدوق له أوهام
. و الحديث بمعنى حديث " عليكم هديا قاصدا , فإنه من يشاد هذا الدين يغلبه " .
و غيره مما في معناه , و قد خرجته في " ظلال الجنة في تخريج كتاب السنة " لابن
أبي عاصم ( 98 ) و يأتي له شاهد برقم ( 1760 ) .
1710 " إنما يستريح من غفر له " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 286 :
روي من حديث # عائشة و بلال الحبشي و محمد بن عروة # مرسلا .
1 - أما حديث عائشة فيرويه ابن لهيعة حدثنا أبو الأسود عن عروة عن عائشة قالت :
قيل : يا رسول الله ماتت فلانة و استراحت ! فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم
و قال : فذكره . أخرجه أحمد ( 6 / 69 و 102 ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 8 /
290 ) و قال : " غريب من حديث ابن لهيعة تفرد به المعافى فيما قاله سليمان " .
يعني شيخه الطبراني و ليس كما قال , فإنه عند أحمد من طرق أخرى عن ابن لهيعة .
و رجاله ثقات إلا ابن لهيعة , فإنه سيء الحفظ لكنه يتقوى حديثه بما بعده ,
لاسيما و قد أخرجه البزار من غير طريقه و رجاله ثقات كما قال الهيثمي و يأتي
بيان ما فيه .
2 - حديث بلال رواه بن عساكر كما في " الجامع " .
3 - و أما حديث محمد بن عروة , فأخرجه ابن المبارك في " الزهد " ( 251 ) :
أخبرنا يونس بن يزيد عن أبي مقرن قال حدثنا محمد بن عروة قال : " توفيت امرأة
من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يضحكون منها , فقال بلال : ويحها قد استراحت
, ... " الحديث . و أبو مقرن هذا لم أعرفه , و قد رواه نعيم بن حماد عن ابن
المبارك , فأسقطه من إسناده كما ذكره المعلق عليه الشيخ حبيب الرحمن الأعظمي .
قلت : و كذلك أخرجه الشافعي في " مجلسان " ( ق 6 / 1 - 2 ) . و خالفه عثمان بن
عمر فقال : حدثنا يونس بن يزيد عن الزهري عن محمد بن عروة بن الزبير عن أبيه عن
عائشة . أخرجه البزار ( 789 - كشف الأستار ) و قال : " لا نعلم أسند محمد بن
عروة عن أبيه عن عائشة إلا هذا " .
قلت : و هو صدوق كما في " التقريب " , فالسند حسن . و بالجملة فيبدو من هذه
الطرق أن للحديث أصلا أصيلا عن النبي صلى الله عليه وسلم , لاسيما و يشهد له
حديث أبي قتادة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر عليه بجنازة , فقال :
" مستريح أو مستراح منه " قالوا يا رسول الله ما المستريح و المستراح منه ? قال
: " العبد المؤمن يستريح من نصب الدنيا و أذاها إلى رحمة الله , و العبد الفاجر
يستريح منه العباد و البلاد و الشجر و الدواب " . أخرجه مالك ( 1 / 241 / 54 )
و عنه البخاري ( 4 / 233 ) و كذا مسلم ( 3 / 54 ) و النسائي ( 1 / 272 - 273 )
و أحمد ( 5 / 302 - 303 ) كلهم عنه عن محمد بن عمرو بن حلحلة عن معبد بن كعب بن
مالك عنه . و أخرجه الشيخان و النسائي و أحمد ( 5 / 296 و 302 و 304 ) من طرق
أخرى عن ابن كعب به .
1711 " إنما النفقة و السكن للمرأة إذا كان لزوجها عليها الرجعة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 288 :
أخرجه النسائي ( 2 / 96 ) من طريق سعيد بن يزيد الأحمسي , و أحمد ( 6 / 373 و
415 و 416 و 417 ) عن مجالد بن سعيد كلاهما عن الشعبي قال : حدثتني # فاطمة بنت
قيس # قالت : " أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت : أنا بنت آل خالد , و إن
زوجي فلانا أرسل إلي بطلاقي , و إن سألت أهله النفقة و السكن , فأبوا علي ,
قالوا : يا رسول الله إنه قد أرسل إليها بثلاث تطليقات , قالت : فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم ... " فذكره , و السياق للأول , و إسناده صحيح . و قد تابعه
جماعة عن الشعبي بمعناه في " الصحيحين " و غيرهما بألفاظ مختلفة , و قد خرجت
بعضها في " الروض النضير " ( 836 ) , و ذكرت له هناك متابعا آخر عن الشعبي به .
أخرجه الدارقطني بسند حسن .
1712 " إنما الوتر بالليل " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 288 :
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( رقم 891 ) عن خالد بن أبي كريمة أخبرنا
معاوية بن قرة عن # الأغر المزني # : " أن رجلا أتى رسول الله صلى الله عليه
وسلم فقال : يا نبي الله إني أصبحت و لم أوتر , فقال : ( فذكره ) قال : يا نبي
الله إني أصبحت و لم أوتر , قال : فأوتر " .
قلت : و هذا إسناد حسن على الأقل في الشواهد , خالد بن أبي كريمة قال الحافظ :
" صدوق يخطىء " . و سائر رجاله ثقات غير شيخ الطبراني محمد بن عمرو بن خالد
الحراني , فلم أجد له ترجمة . لكن يشهد للحديث قوله صلى الله عليه وسلم :
" أوتروا قبل أن تصبحوا " . أخرجه مسلم و غيره من حديث أبي سعيد الخدري و هو
مخرج في " الإرواء " ( 421 ) . و هذا التوقيت للوتر كالتوقيت للصلوات الخمس ,
إنما هو لغير النائم و كذا الناسي , فإنه يصلي الوتر إذا لم يستيقظ له في الوقت
, يصليه متى استيقظ و لو بعد الفجر , و عليه يحمل قوله صلى الله عليه وسلم
للرجل في هذا الحديث : " فأوتر " بعد أن قال له : " إنما الوتر بالليل " و في
ذلك حديث صريح فانظره في " المشكاة " ( 1268 ) و " الإرواء " ( 422 ) .
1713 " إنا كنا نهيناكم عن لحومها أن تأكلوها فوق ثلاث لكي تسعكم , ( فقد ) جاء الله
بالسعة فكلوا و ادخروا و اتجروا , ألا و إن هذه الأيام أيام أكل و شرب و ذكر
الله عز وجل " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 289 :
أخرجه أبو داود ( 2813 ) و من طريقه البيهقي ( 9 / 292 ) و أحمد ( 5 / 75 ) من
طريق خالد الحذاء عن أبي المليح بن أسامة عن # نبيشة الهذلي # قال : قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين , و قال البيهقي : " قوله : ( اتجروا )
أصله " ائتجروا " على وزن افتعلوا , يريد الصدقة التي يبتغي أجرها , و ليس من
باب التجارة " .
1714 " إنما مثل العبد المؤمن حين يصيبه الوعك أو الحمى كمثل حديدة تدخل النار ,
فيذهب خبثها و يبقى طيبها " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 290 :
أخرجه الحاكم ( 1 / 348 ) و البزار في " مسنده " ( رقم - 756 ) و ابن أبي
الدنيا ( 68 / 1 ) و ابن عساكر ( 9 / 427 / 2 ) عن نافع بن يزيد حدثني جعفر بن
ربيعة عن عبيد الله بن عبد الرحمن بن السائب : أن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن
أزهر حدثه عن أبيه # عبد الرحمن بن أزهر # : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال : فذكره . و قال الحاكم : " صحيح الإسناد , رواته مدنيون و مصريون " .
و وافقه الذهبي . و قال الهيثمي في " المجمع " ( 2 / 302 ) : " رواه البزار
و الطبراني في " الكبير " , و فيه من لا يعرف " . كذا قال ! و عبد الرحمن بن
أزهر صحابي صغير مات قبل الحرة , و له ذكر في " الصحيحين " مع عائشة , و هو من
رجال أبي داود و النسائي . و ابنه عبد الحميد بن عبد الرحمن بن أزهر أورده ابن
أبي حاتم في " الجرح و التعديل " ( 3 / 1 / 15 ) من رواية جعفر بن ربيعة عنه ,
و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . لكن أورده ابن حبان في " ثقات التابعين " ( 3
222 / 137 ) و قال : " من أهل المدينة , يروي عن أبيه و عن جماعة من التابعين ,
روى عنه أهل المدينة " . فهو معروف برواية أهل المدينة عنه و منهم عبيد الله بن
عبد الرحمن الآتي ذكره , فهو من التابعين المستورين , فمثله حسن الحديث إن شاء
الله تعالى . و أما عبيد الله بن عبد الرحمن و هو ابن السائب , فقال ابن أبي
حاتم ( 2 / 2 / 323 ) : " روى عن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن أزهر روى عنه
نافع بن يزيد " . كذا قال ! و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا , و إنما روى نافع
ابن يزيد عن جعفر بن ربيعة عنه كما ترى في هذا الإسناد , فلعله روى عنه مباشرة
في غير هذا الحديث , فقد ذكر ابن حبان في " الثقات " ( 2 / 189 ) روايته عنه
أيضا فقال : " عبيد الله بن عبد الرحمن بن السائب بن عمير القاري , من أهل
المدينة يروي عن سعيد بن المسيب و عبد الحميد بن عبد الرحمن بن أزهر , روى عنه
ابن جريج و نافع بن يزيد " . و سائر الرجال ثقات من رجال الشيخين , فالإسناد
حسن , و الحديث صحيح بما له من شواهد معروفة , تقدم أحدها برقم ( 714 ) .
1715 " إنما يزرع ثلاثة : رجل له أرض , فهو يزرعها و رجل منح أرضا فهو يزرع ما منح
و رجل استكرى أرضا بذهب أو فضة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 291 :
أخرجه أبو داود ( 3400 ) و النسائي ( 2 / 149 ) و ابن ماجة ( 2449 ) و الطحاوي
في " المشكل " ( 3 / 284 ) من طريق أبي الأحوص حدثنا طارق بن عبد الرحمن عن
سعيد بن المسيب عن # رافع بن خديج # قال : " نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم
عن المحاقلة و المزابنة , و قال ... " فذكره .
قلت : و هذا إسناد حسن رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين و في طريق ابن عبد الرحمن
- و هو البجلي الأحمسي - كلام لا يضر إن شاء الله تعالى . و للحديث شواهد كثيرة
في " الصحيحين " و غيرهما , و هو دليل صريح في جواز استئجار الأرض بالنقدين
للزراعة خلافا لبعضهم .
1716 " إنما يكفي أحدكم ما كان في الدنيا مثل زاد الراكب " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 291 :
أخرجه أبو يعلى ( 4 / 1729 - 1730 ) و الطبراني في " المعجم الكبير " ( رقم -
3695 ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 1 / 360 ) من طرق عن سفيان أخبرنا عمرو بن
دينار عن يحيى بن جعدة قال : " عاد # خبابا # ناس من أصحاب رسول الله صلى الله
عليه وسلم فقالوا : أبشر أبا عبد الله ! ترد على محمد صلى الله عليه وسلم الحوض
, قال : كيف بها أو بهذا , و أشار إلى أعلا بيته و إلى أسفله , و قد قال النبي
صلى الله عليه وسلم ... " فذكره .
قلت : و هذا إسناد صحيح إن شاء الله تعالى , رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير
يحيى بن جعدة و هو تابعي ثقة , روى عن خباب و غيره من الصحابة . و قال الهيثمي
في " المجمع " ( 10 / 254 ) : " ... و رجاله رجال الصحيح غير يحيى بن جعدة و هو
ثقة " . و له شاهد من حديث سلمان الفارسي , و له عنه طرق :
الأولى : عن الحسن قال : لما احتضر سلمان بكى و قال : إن رسول الله صلى الله
عليه وسلم عهد إلينا عهدا فتركنا ما عهد إلينا : أن يكون بلغة أحدنا من الدنيا
كزاد الراكب . قال : ثم نظرنا فيما ترك , فإذ قيمة ما ترك بضعة و عشرون درهما ,
أو بضعة و ثلاثون درهما . أخرجه أحمد ( 5 / 438 ) : حدثنا هشيم عن منصور عنه .
قلت : و هذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين , إلا أن هشيما مدلس , و مثله الحسن
و هو البصري إلا أن ظاهر قوله : " ثم نظرنا .. " أنه أدرك احتضار سلمان
و تحديثه لكنهم قد تأولوا قول الحسن في بعض روايته : " خطبنا ابن عباس بالبصرة
" بأنه إنما أراد : خطب أهل البصرة . فيمكن أن يكون عنى بقوله : " نظرنا " نحو
ذلك من التأويل ! كأن يعني القوم الذين حضروه ! و تابعه السري بن يحيى عن الحسن
به . دون قوله : " ثم نظرنا " . أخرجه أبو نعيم ( 1 / 196 ) . ثم أخرجه من طريق
حماد بن سلمة عن حبيب عن الحسن , و حميد عن مورق العجلي أن سلمان لما حضرته
الوفاة بكى ... إلخ . و فيه قالا : فلما مات نظروا في بيته فذكره نحوه إلا أنه
قال : قوم نحوا من عشرين درهما . و أخرجه الطبراني ( 6160 ) من طريق حماد بن
سلمة عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب و حميد عن مورق العجلي نحوه .
قلت : فقد تابع الحسن مورق العجلي و هو تابعي ثقة و ليس فيه الإشكال الذي في
رواية منصور عن الحسن . ثم بدا لي أنه لعل قوله : " نظرنا " محرف , و الصواب :
" نظروا " كما في هذه الرواية , و الله أعلم . ثم رأيته في الزهد لابن المبارك
( 966 ) من رواية يونس عن الحسن قال : فذكره دون الزيادة . ثم رواه ( 967 ) من
طريق محمد بن أبي عدي قال : حدثنا حميد الطويل عن مورق العجلي عن بعض أصحابه
ممن أدرك سلمان قال : دخلنا على سلمان في وجعه الذي مات فيه فبكى .. إلخ دون
التقويم الذي في الزيادة , و هاتان الروايتان هما من زوائد الحسين المروزي على
ابن المبارك . ثم أخرجه أبو نعيم و كذا ابن سعد ( 4 / 91 ) من طريق علي بن زيد
عن سعيد بن المسيب مرسلا نحوه . و هي عند الطبراني كما تقدم .
الثانية : عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن عامر بن عبد الله أن سلمان الخير حين
حضره الموت عرفوا منه بعض الجزع ... الحديث نحوه . أخرجه ابن حبان ( 2480 )
و أبو نعيم في " الحلية " ( 1 / 197 ) .
قلت : و إسناده حسن , رجاله ثقات رجال الشيخين غير عامر بن عبد الله , و هو ابن
لحي أبو اليمان الهوزني الحمصي , أورده ابن حبان في " ثقات التابعين " ( 1 /
187 ) و روى عنه جماعة . و قول الذهبي في " الميزان " : " ما علمت له راويا سوى
صفوان بن عمرو " . فيرد عليه رواية الحبلي هذه عنه .
الثالثة : عن أبي سفيان عن أشياخه قال : دخل سعد على سلمان يعوده , قال : فبكى
... الحديث دون الزيادة , و فيه زيادة أخرى انظرها في " الترغيب " ( 4 / 99 )
إن شئت . أخرجه ابن سعد أخبرنا أبو معاوية الضرير قال : حدثنا الأعمش عن أبي
سفيان ... و أخرجه أبو نعيم و الحاكم ( 4 / 317 ) من طريقين آخرين عن أبي
معاوية به . و قال الحاكم : " صحيح الإسناد " . و وافقه الذهبي , و هو كما قالا
و أما غمز المنذري إياه بقوله : " كذا قال " . فمن الظاهر أنه يشير به إلى
جهالة أشياخ أبي سفيان و لكن مثل هذه الجهالة لا تضر عند المحققين من النقاد
لأنهم جمع تنجبر بهم الجهالة , لاسيما و هم من التابعين على أضعف الاحتمالين .
فقد رواه جرير عن الأعمش فقال : عن أبي سفيان عن جابر قال : دخل سعد .. أخرجه
أبو نعيم .
قلت : فهذه الرواية - إن كانت محفوظة - ترجح احتمال كون أشياخ أبي سفيان من
الصحابة , أو أحدهم على الأقل . و الله أعلم .
الرابعة : عن جعفر بن سليمان عن ثابت عن أنس قال : اشتكى سلمان , فعاده سعد ,
فرآه يبكي ... الحديث و فيه الزيادة التي في الطريق الثالثة . أخرجه ابن ماجة
( 4104 ) و الطبراني ( 6069 ) و أبو نعيم دون الزيادة .
قلت : و إسناده صحيح , رجاله ثقات رجال مسلم إلا الحسن بن أبي الربيع الجرجاني
و هو ثقة . و ذهل عن هذا الاستثناء المنذري فقال : " رواه ابن ماجة , و رواته
ثقات احتج بهم الشيخان إلا أن جعفر بن سليمان فاحتج به مسلم وحده " !
1717 " إنه خلق كل إنسان من بني آدم على ستين و ثلاثمائة مفصل , فمن كبر الله و حمد
الله و هلل الله و سبح الله و استغفر الله و عزل حجرا عن طريق الناس أو شوكا
أو عظما عن طريق الناس أو أمر بالمعروف أو نهى عن المنكر , عدد تلك الستين
و الثلاثمائة سلامى , فإنه يمسي يومئذ و قد زحزح نفسه عن النار " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 295 :
أخرجه مسلم ( 3 / 82 ) و أبو الشيخ في " العظمة " ( 12 / 20 / 2 ) من طرق عن
معاوية بن سلام عن زيد أنه أخبره عن جده أبي سلام حدثنا عبد الله بن فروخ أنه
سمع # عائشة # تقول : فذكره مرفوعا .
1718 " ما بين السماء إلى الأرض أحد إلا يعلم أني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا
عاصي الجن و الإنس " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 295 :
أخرجه الدارمي ( 1 / 11 ) و ابن حبان في " الثقات " كما يأتي و أحمد ( 3 / 310
) من طريق الأجلح عن الذيال بن حرملة عن # جابر بن عبد الله # قال : " أقبلنا
مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى دفعنا إلى حائط في بني النجار , فإذا فيه
جمل لا يدخل الحائط أحد إلا شد عليه , فذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم ,
فأتاه فدعاه , فجاء واضعا مشفرة على الأرض حتى برك بين يديه , فقال : " هاتوا
خطاما " فخطمه , و دفعه إلى صاحبه , ثم التفت فقال ... " فذكره .
قلت : و هذا إسناد حسن , الذيال بن حرملة أورده ابن أبي حاتم ( 1 / 2 / 451 )
من رواية جمع آخر عنه و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا , و ذكره ابن حبان في
" الثقات " ( 1 / 43 ) و ساق له هذا الحديث . و الأجلح و هو ابن عبد الله
الكندي صدوق كما في " التقريب " .
1719 " إنه ليغضب علي أن لا أجد ما أعطيه , من سأل منكم و له أوقية أو عدلها فقد سأل
إلحافا " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 296 :
أخرجه مالك ( 2 / 999 / 11 ) و عنه أبو داود ( 1627 ) و النسائي ( 1 / 363 ) من
طريق زيد بن أسلم عن # عطاء بن يسار عن رجل من بني أسد # أنه قال : " نزلت أنا
و أهلي ببقيع الغرقد , فقال لي أهلي : اذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فاسأله لنا شيئا نأكله , و جعلوا يذكرون من حاجاتهم , فذهبت إلى رسول الله صلى
الله عليه وسلم , فوجدت عنده رجلا يسأله , و رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
: " لا أجد ما أعطيك " فتولى الرجل عنه و هو مغضب , و هو يقول : لعمري إنك
لتعطي من شئت , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ... ( فذكره ) . قال الأسدي
: فقلت : للقحة لنا خير من أوقية - قال مالك : و الأوقية أربعون درهما - قال :
فرجعت و لم أسأله , فقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك بشعير
و زبيب , فقسم لنا منه حتى أغنانا الله عز وجل "
قلت : و هذا إسناد صحيح , و جهالة الصحابي لا تضر . و تابعه سفيان عن زيد بن
أسلم به مختصرا بلفظ : " من سأل و له أوقية أو عدلها فقد سأل إلحافا " أخرجه
أحمد ( 4 / 36 و 5 / 430 ) و أبو عبيد في " الغريب " ( ق 31 / 2 ) . و له عند
أحمد ( 4 / 138 ) طريق أخرى عن عبد الحميد بن جعفر عن أبيه عن رجل من مزينة أنه
قالت له أمه : ألا تنطلق فتسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم ... الحديث نحوه
إلا أنه قال : " عدل خمس أواق " . و هذا إسناد صحيح أيضا على ضعف يسير في عبد
الحميد , و لعله أخطأ في قوله : " عدل خمس أواق " . و يبدو أن هذا الرجل المزني
هو أبو سعيد الخدري , فقد قال ابنه عبد الرحمن بن أبي سعيد : عن أبيه قال :
سرحتني أمي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أسأله , فأتيته ... فذكره نحوه
و فيه : " فقلت : ناقتي الياقوتة خير من أوقية , فرجعت و لم أسأله " . أخرجه
أحمد ( 3 / 9 ) . و أخرجه هو ( 3 / 7 ) و أبو داود ( 1628 ) و النسائي و ابن
حبان ( 846 ) و ابن أبي حاتم في " التفسير " ( 1 / 95 / 2 ) كلهم من طريق عبد
الرحمن بن أبي الرجال حدثنا عمارة بن غزية عن عبد الرحمن به . و هذا إسناد حسن
. و زاد أبو داود في رواية : " و كانت الأوقية على عهد رسول الله صلى الله عليه
وسلم أربعين درهما " . و في إسناده ضعف , لكن يشهد له حديث عمرو بن شعيب عن
أبيه عن جده مرفوعا بلفظ : " من سأل و له أربعون درهما فهو الملحف " . أخرجه
النسائي .
قلت : و إسناده حسن . و ما أخرجه الطبراني في " الكبير " ( رقم - 1630 ) و عنه
أبو نعيم في " الحلية " ( 1 / 161 ) من طريق محمد بن سيرين قال : " بلغ الحارث
- رجل كان بالشام من قريش - أن أبا ذر كان به عوز , فبعث إليه ثلاثمائة دينار ,
فقال : ما وجد عبدا لله هو أهون عليه مني ? ! سمعت رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول : ( فذكره نحوه ) و لآل أبي ذر أربعون درهم و أربعون شاة و ماهنان .
قال أبو بكر بن عياش : يعني خادمين " .
قلت : و هذا إسناد جيد مرسلا لأن ابن سيرين لم يلق أبا ذر , كما قال أبو حاتم .
و قال الهيثمي ( 9 / 331 ) : " و رجاله رجال " الصحيح " غير عبد الله بن أحمد
ابن عبد الله بن يونس و هو ثقة " . و فاته الانقطاع الذي أشرت إليه , لكنه في
الشواهد إسناد جيد .
1720 " إنه لا يحبك إلا مؤمن و لا يبغضك إلا منافق " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 298 :
أخرجه مسلم ( 1 / 61 ) و النسائي ( 2 / 271 ) و الترمذي ( 2 / 301 ) و ابن ماجة
( 114 ) و أحمد ( 1 / 84 و 95 و 128 ) و الخطيب في " التاريخ " ( 14 / 426 ) من
طرق عن الأعمش عن عدي بن ثابت عن زر بن حبيش عن # علي # رضي الله عنه مرفوعا .
قلت : و له شاهد من حديث أم سلمة مرفوعا به . أخرجه الترمذي ( 2 / 299 ) و أحمد
( 6 / 293 ) , و قال الترمذي : " حديث حسن غريب " .
1721 " إني أحدثكم بالحديث , فليحدث الحاضر منكم الغائب " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 298 :
الديلمي ( 1 / 2 / 317 ) من طريق أبي نعيم عن إسماعيل بن عبد الله عن عيسى بن
الحارث المذحجي عن # عبادة بن الصامت # مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد مجهول عندي , و في الرواة من يسمى إسماعيل بن عبد الله جمع
كثير , فمن يكون هذا منهم ? و ليس فيهم من يدعى عيسى بن الحارث سوى الذي في
" الجرح و التعديل " ( 3 / 1 / 274 ) : " عيسى بن الحارث . روى عن .. روى عنه
أبو شيبة جد بني أبي شيبة . سألت أبا زرعة عنه ? فقال : لا بأس به " . و أبو
شيبة الراوي عنه اسمه إبراهيم بن عثمان , و هو من أتباع التابعين يروي عن أبي
إسحاق السبيعي و غيره , فيحتمل احتمالا كبيرا أن يكون عيسى بن الحارث المذحجي
هذا هو عيسى بن الحارث الذي لا بأس به . و قد أيد ذلك قول الهيثمي في تخريج
الحديث ( 1 / 139 ) : " رواه الطبراني في " الكبير " و رجاله موثوقون " .
قلت : و يشهد للحديث أحاديث " نضر الله امرأ سمع منا شيئا فبلغه .. " . أخرجه
أصحاب السنن و غيرهم من حديث ابن مسعود و زيد بن ثابت و جبير بن مطعم ( انظر
الترغيب 1 / 63 - 64 ) و أحاديث " ليبلغ الشاهد الغائب " في الصحيحين من حديث
أبي بكرة .
1722 " إني أرى ما لا ترون و أسمع ما لا تسمعون أطت السماء و حق لها أن تئط , ما
فيها موضع قدر أربع أصابع إلا ملك واضع جبهته ساجدا لله , و الله لو تعلمون
ما أعلم لضحكتم قليلا و لبكيتم كثيرا و ما تلذذتم بالنساء على الفرش و لخرجتم
إلى الصعدات تجأرون " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 299 :
رواه الحاكم في " المستدرك " ( 2 / 510 ) عن إبراهيم بن مهاجر عن مجاهد عن مورق
العجلي عن # أبي ذر # رضي الله عنه قال : قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم :
*( هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا )* حتى ختمها ثم قال :
فذكره , و زاد : " و الله لوددت أني شجرة تعضد " . و قال الحاكم : " حديث صحيح
الإسناد و لم يخرجاه " . و سكت عليه الذهبي . و من هذا الوجه أخرجه الترمذي ( 2
/ 51 ) و ابن ماجة ( 4190 ) دون قراءة الآية و قال الترمذي : " هذا حديث حسن
غريب , و يروى من غير هذا الوجه أن أبا ذر قال : لوددت أني شجرة تعضد " .
قلت : هكذا أخرجه أحمد ( 5 / 173 ) مصرحا بأن قوله : " و الله لوددت .. " من
قول أبي ذر , و إسناده إلى إبراهيم صحيح , فهو دليل على أن من جعله من تمام
الحديث كما هو رواية الحاكم و الترمذي و ابن ماجة فهو وهم أدرجه في الحديث .
على أن الحديث إسناده فيه ضعف من قبل إبراهيم بن مهاجر , فقد قال عنه الحافظ
ابن حجر في " التقريب " . " صدوق لين الحفظ " . و الحديث أورده المنذري في
" الترغيب " بلفظ الحاكم - فقال : " رواه البخاري باختصار و الترمذي إلا أنه
قال : " ما فيها موضع أربع أصابع " و الحاكم و اللفظ له و قال : صحيح الإسناد "
. قلت : فعزوه إياه للبخاري مختصرا خطأ , فإن البخاري لم يخرجه عن أبي ذر مطلقا
, و إنما رواه مختصرا جدا ( 4 / 237 ) من حديث أبي هريرة و أنس بلفظ : " لو
تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا و لبكيتم كثيرا " .
1723 " إنه لا ينبغي لنبي أن تكون له خائنة الأعين " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 300 :
أخرجه أبو داود ( 2683 و 4359 ) و النسائي ( 2 / 170 ) و الحاكم ( 3 / 45 )
و أبو يعلى في " مسنده " ( 1 / 216 - 217 ) كلهم من طريق أحمد بن المفضل حدثنا
أسباط بن نصر قال : زعم السدي عن مصعب بن سعد عن سعد قال : لما كان يوم فتح مكة
اختبأ عبد الله بن سعد بن أبي سرح عند عثمان بن عفان , فجاء به حتى أوقفه على
النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله بايع عبد الله , فرفع رأسه ,
فنظر إليه ثلاثا , كل ذلك يأبى , فبايعه بعد ثلاث , ثم أقبل على أصحابه فقال :
" أما كان فيكم رجل رشيد , يقوم إلى هذا حيث رآني كففت يدي عن بيعته فيقتله ? "
. فقالوا : ما ندري يا رسول الله ما في نفسك , ألا أومأت إلينا بعينك ? قال :
فذكره . و قال الحاكم : " صحيح على شرط مسلم " . و وافقه الذهبي , و هو كما
قالا , إلا أن أسباط بن نصر و أحمد بن المفضل قد تكلم فيهما بعض الأئمة من جهة
حفظهما , لكن الحديث له شاهد يتقوى به , يرويه نافع أبو غالب عن أنس قال :
" غزوت مع النبي صلى الله عليه وسلم حنينا فخرج المشركون , فحملوا علينا حتى
رأينا خيلنا وراء ظهورنا , و في القوم رجل يحمل علينا فيدقنا و يحطمنا , فهزمهم
الله , و جعل يجاء بهم فيبايعونه على الإسلام , فقال رجل من أصحاب النبي صلى
الله عليه وسلم : إن علي نذرا إن جاء الله بالرجل الذي كان منذ اليوم يحطمنا
لأضربن عنقه , فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم , و جيء بالرجل , فلما رأى
رسول الله قال : يا رسول الله تبت إلى الله , فامسك رسول الله صلى الله عليه
وسلم لا يبايعه , ليفي الآخر بنذره : فجعل الرجل يتصدى لرسول الله صلى الله
عليه وسلم ليأمره بقتله , و جعل يهاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقتله ,
فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه لا يصنع بايعه , فقال الرجل : يا
رسول الله نذري , فقال : " إني لم أمسك عنه منذ اليوم إلا لتوفي بنذرك " , فقال
: يا رسول الله ألا أومضت إلي ? فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " إنه ليس
لنبي أن يومض " . أخرجه أبو داود ( 3194 ) و أحمد ( 3 / 151 ) بسند حسن ,
فالحديث بهذا الشاهد صحيح إن شاء الله تعالى .
1724 " إني صليت صلاة رغبة و رهبة , سألت الله عز وجل لأمتي ثلاثا , فأعطاني اثنتين
و رد علي واحدة , سألته أن لا يسلط عليهم عدوا من غيرهم , فأعطانيها , و سألته
أن لا يهلكهم غرقا , فأعطانيها , و سألته أن لا يجعل بأسهم بينهم , فردها علي "
.
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 302 :
أخرجه ابن ماجة ( 3951 ) و ابن خزيمة في " صحيحه " ( رقم - 1218 ) و أحمد ( 5 /
240 ) من طريق رجاء الأنصاري عن عبد الله بن شداد بن الهاد عن # معاذ بن جبل #
قال : " صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما صلاة , فأطال فيها , فلما انصرف
قلنا : يا رسول الله أطلت اليوم الصلاة ? قال : " فذكره . قال البوصيري في
" زوائد ابن ماجة " ( 264 / 1 ) : " هذا إسناد صحيح , رجاله ثقات , رواه الإمام
أحمد في " مسنده " و أبو بكر بن أبي شيبة في ( مسنده ) " .
قلت : و رجاله ثقات رجال الشيخين غير رجاء الأنصاري , و هو مجهول , فقد قال
الذهبي : " ما روى عنه سوى الأعمش " , فأنى لإسناده الصحة . نعم للحديث طريق
آخر و شواهد يتقوى بها : فأخرجه أحمد ( 5 / 243 و 247 ) من طريقين عن عبد الملك
ابن عمير عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن معاذ به نحوه إلا أنه قال : " أن لا
يبعث عليهم سنة تقتلهم جوعا " بدل " .. غرقا " . و هذا هو المعروف في الشواهد
المشار إليها , منها حديث ثوبان مرفوعا : " إن الله زوى لي الأرض .. " و فيه :
" بسنة عامة " . أخرجه مسلم ( 8 / 171 ) و غيره و صححه الترمذي ( 2 / 27 ) و قد
مضى تخريجه تحت الحديث ( 1683 ) رقم ( 3 ) . و منها عن أنس بن مالك مرفوعا مثله
. أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 8 / 326 ) و الحاكم ( 1 / 314 ) و قال : "
صحيح الإسناد " . و وافقه الذهبي . و منها حديث خباب بن الأرت و هو مخرج في "
صفة الصلاة " . لكن للغرق شاهد من حديث سعد بن أبي وقاص مرفوعا بلفظ : " سألت
ربي ثلاثا , فأعطاني اثنتين و منعني واحدة , سألت ربي أن لا يهلك أمتي بالسنة ,
فأعطانيها و سألته أن لا يهلك أمتي بالغرق , فأعطانيها و سألته أن لا يجعل
بأسهم بينهم , فمنعنيها " . أخرجه مسلم ( 8 / 171 - 172 ) و أحمد ( 1 / 175 و
182 ) و الجندي في " فضائل المدينة " ( رقم 59 - منسوختي ) . فهذا يدل على أن
ذكر الغرق محفوظ أيضا , فيظهر أن أصل الحديث ذكر فيه الغرق و السنة معا , كما
يدل عليه حديث سعد المذكور , ثم ذكر بعض الرواة هذا , و بعضهم هذا . و الله
أعلم .
1725 " إني قد بدنت , فإذا ركعت فاركعوا و إذا رفعت فارفعوا و إذا سجدت فاسجدوا
و لا ألفين رجلا يسبقني إلى الركوع و لا إلى السجود " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 304 :
أخرجه ابن ماجة ( 962 ) عن دارم عن سعيد بن أبي بردة عن أبي بردة عن # أبي
موسى # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : رجاله ثقات غير دارم هذا , فهو مجهول , و إن وثقه ابن حبان . لكن الحديث
صحيح , فقد جاء مفرقا في أحاديث , منها حديث معاوية مرفوعا : " إني قد بدنت ,
فلا تسبقوني بالركوع و لا بالسجود , فإني مهما أسبقكم حين أركع تدركوني حين
أرفع , و مهما أسبقكم حين أسجد تدركوني حين أرفع " . أخرجه الدارمي و غيره بسند
حسن , و هو مخرج في " صحيح أبي داود " ( 630 ) . و منها حديث أنس بن مالك
مرفوعا : " أيها الناس إني إمامكم فلا تسبقوني بالركعوع و لا بالسجود و لا
بالقيام و لا بالانصراف ..." . رواه مسلم و غيره , و هو مخرج أيضا في " صحيح
أبي داود " ( 635 ) .
1726 " إني لا أقول إلا حقا " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 304 :
أخرجه الترمذي في " السنن " ( 1 / 359 ) و " الشمائل " ( 2 / 34 ) و البغوي
في " شرح السنة " ( 3602 ) و أحمد ( 2 / 360 ) من طريق ابن المبارك عن أسامة
ابن زيد عن سعيد المقبري عن # أبي هريرة # قال : " قالوا : يا رسول الله ! إنك
تداعبنا ? قال .. " فذكره , و قال الترمذي : " حديث حسن صحيح " .
قلت : إسناده حسن إن كان أسامة بن زيد هو الليثي مولاهم أبو زيد المدني , و ليس
كذلك إذا كان العدوي مولاهم أبا زيد المدني فإنه ضعيف و من الصعب تعيين المراد
منهما , فإن ابن المبارك قد روى عنهما كليهما . و أيهما كان فلم يتفرد به , فقد
تابعه محمد عن سعيد بن أبي سعيد به . أخرجه أحمد ( 2 / 340 ) . و محمد هو ابن
عجلان , و هو حسن الحديث , فالحديث صحيح كما قال الترمذي . و الله أعلم .
و الحديث أخرجه البخاري أيضا في " الأدب المفرد " ( 265 ) عن ابن عجلان إلا أنه
قال : عن أبيه أو سعيد . و فيه عبد الله بن صالح كاتب الليث و فيه ضعف , فالشك
منه . و الله أعلم . ثم ترجح عندي أن أسامة هو الليثي , فقد رأيت الحافظ المزي
قد ذكره في الرواة عن سعيد المقبري دون العدوي . و بذلك يزداد الحديث قوة على
قوة . و الله أعلم . و سيأتي له حديث آخر قريبا برقم ( 1730 ) .
1727 " إني لا أقبل هدية مشرك " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 305 :
أخرجه البزار ( 138 - زوائده ) عن معمر و البيهقي في " دلائل النبوة " ( ج 1 -
غزوة بئر معونة - مخطوطة حلب ) عن موسى بن عقبة كلاهما عن ابن شهاب حدثني # عبد
الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك السلمي # - زاد الثاني : و رجال من أهل
العلم - أن عامر بن مالك بن جعفر الذي يدعى ملاعب الأسنة - قدم على رسول الله
صلى الله عليه وسلم و هو مشرك , فعرض عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم
الإسلام , فأبى أن يسلم , و أهدى لرسول الله صلى الله عليه وسلم هدية , فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم . فذكره .
قلت : و هذا إسناد صحيح مرسل , و قد وصله ابن المبارك فقال : عن معمر عن الزهري
عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن عامر بن مالك ... أخرجه البزار أيضا و قال : "
رفعه ( يعني وصله ) ابن المبارك , و أرسله عبد الرزاق , و لا نعلم روى عامر إلا
هذا " . قال الحافظ عقبه : " قلت : الإسناد صحيح غريب , و ابن المبارك أحفظ من
عبد الرزاق , و حديث عبد الرزاق أولى بالصواب " .
قلت : و كأن ذلك للطريق الأخرى المرسلة عند البيهقي , لكن الحديث صحيح على كل
حال فإن له شواهد تشهد لصحته , و قد مضى بعضها , فانظر الحديث ( 1707 ) .
( تنبيه ) عزا السيوطي الحديث في " الجامع الصغير " للطبراني في " الكبير " عن
كعب بن مالك ! و أما في " الجامع الكبير " فعزاه ( 1 / 251 / 2 ) للطبراني في "
الكبير " و ابن عساكر عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن أبيه , و ابن عساكر عن
عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن عامر بن مالك ملاعب الأسنة . و لم يعزه الهيثمي
في " المجمع " ( 4 / 152 ) للطبراني مطلقا , فالله أعلم . و للحديث شواهد تقدم
أحدها برقم ( 1707 ) .
1728 " أوثق عرى الإيمان الموالاة في الله و المعاداة في الله و الحب في الله
و البغض في الله " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 306 :
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 11537 ) من طريق حنش عن عكرمة عن # ابن
عباس # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي ذر : " أي عرى الإيمان -
أظنه قال - أوثق ? " قال : الله و رسوله أعلم ? قال : " الموالاة ... " .
قلت : و هذا إسناد واه , و لكن له شواهد تدل على أن له أصلا من حديث عبد الله
ابن مسعود , و البراء بن عازب . أما حديث ابن مسعود , فأخرجه الطيالسي ( 378 )
و الطبراني و غيرهما , و صححه الحاكم , و رده الذهبي كما بينته في " الروض
النضير " ( 651 ) , لكن له طريق أخرى يتقوى بها خرجتها هناك . و أما حديث
البراء , فأخرجه أحمد ( 4 / 286 ) و ابن أبي شيبة في " الإيمان " رقم ( 110 -
بتحقيقي ) و ابن نصر في " كتاب الصلاة " ( ق 91 / 1 ) من رواية ليث بن أبي سليم
و هو ضعيف .
قلت : فالحديث بمجموع طرقه يرتقي إلى درجة الحسن على الأقل . و الله أعلم .
1729 " أوصيك أن لا تكون لعانا " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 307 :
أخرجه أحمد ( 5 / 70 ) : حدثنا عبد الصمد حدثنا عبيد الله بن هوذة القريعي أنه
قال : حدثني رجل سمع # جرموزا الهجيمي # قال : " قلت : يا رسول الله أوصني ,
قال : " فذكره . و أخرجه الطبراني ( رقم 2181 ) من طريق أخرى عن عبد الصمد بن
عبد الوارث به .
قلت : و إسناده صحيح لولا الرجل الذي لم يسم , لكن قال الحافظ في " الإصابة " :
" جزم البغوي و ابن السكن بأنه أبو تميمة الهجيمي " .
قلت : فإذا صح هذا , فالإسناد صحيح لأن أبا تميمة و اسمه طريف بن مجالد ثقة من
رجال البخاري . على أن ابن السكن أخرجه من طريق سلم بن قتيبة ( و هو ثقة من
رجال البخاري أيضا : حدثنا عبيد الله بن هوذة - و رأيته في مهده من الكبر - قال
: حدثني جرموز , فذكره . قال الحافظ : " و على هذا فلعل عبيد الله سمعه عنه
بواسطة , ثم سمعه منه " . و أخرجه الطبراني ( 2180 ) من طريق إبراهيم بن محمد
ابن عرعرة حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث حدثنا عبيد الله بن هوذة عن جرموز به
. فأسقط من بينهما الواسطة , و لعل الأرجح إثباته , فقد أخرجه الطبراني ( 2182
) من طريق أخرى عن الحسن بن حبيب بن ندبة عن عبيد الله بن هوذة القريعي عن شيخ
عن جرموز مثله . فالعمدة على جزم البغوي و ابن السكن أن الشيخ هو أبو تميمة
الهجيمي . و الله أعلم . و للحديث بعض الشواهد في " ظلال الجنة " ( 1014 ) ,
فليراجعها من شاء .
1730 " أوصيك بتقوى الله و التكبير على كل شرف " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 308 :
أخرجه ابن أبي شيبة في " المصنف " ( 12 / 35 / 2 ) و عنه ابن ماجة ( 2771 )
و الترمذي ( 2 / 255 ) و أحمد ( 2 / 325 و 331 و 443 و 476 ) و كذا ابن خزيمة
في " صحيحه " ( 1 / 256 / 2 ) و المحاملي في " الدعاء " ( ق 32 / 1 ) و ابن
السني في " عمل اليوم و الليلة " ( 514 ) و الحاكم ( 1 / 445 - 446 و 2 / 98 )
و البيهقي في " الزهد " ( ق 107 / 2 ) من طرق عن أسامة بن زيد عن سعيد المقبري
عن # أبي هريرة # قال : " جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد سفرا
فقال : يا رسول الله أوصني , قال : " . فذكره , و لفظ الترمذي : " عليك بتقوى
الله .... " . و زاد هو و الحاكم و أحمد و غيرهم : " فلما مضى قال : اللهم ازو
له الأرض , و هون عليه السفر " . و قال الترمذي : " حديث حسن " . و قال الحاكم
: " صحيح على شرط مسلم " . و وافقه الذهبي . و هو كما قالا إلا أن أسامة بن زيد
و هو الليثي فيه كلام يسير , فهو حسن الإسناد . و للجملة الأولى منه شاهد من
حديث شهر بن حوشب عن أبي سعيد الخدري قال : " جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه
وسلم فقال له : أوصني , فقال : " فذكره و زاد : " فإنه جماع كل خير " . و شهر
سيء الحفظ على صدقه , فمثله يستشهد به . و قد مضى من طريق أخرى برقم ( 555 ) .
1731 " إن من البيان سحرا و إن من الشعر حكما " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 309 :
أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ( 872 ) و أبو داود ( 5011 ) و ابن ماجة
( 3756 ) الشطر الثاني فقط - و ابن حبان ( 2009 ) و أحمد ( 1 / 269 و 273 و
303 و 309 و 313 و 327 و 332 ) من طرق عن سماك بن حرب عن عكرمة عن # ابن عباس #
: " أن أعرابيا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فتكلم بكلام بين ( و في رواية
لأحمد : فجعل يثني عليه ) , فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " . فذكره .
قلت : و هذا إسناد حسن , و هو على شرط مسلم , و في سماك كلام يسير . و تابعه
الحكم بن عتيبة عن مقسم عن ابن عباس به و فيه قصة , لكن السند إليه لا يصح .
أخرجه الحاكم ( 3 / 613 ) من طريق أبي سعد الهيثم بن محفوظ عن أبي المقوم
الأنصاري : يحيى بن أبي يزيد عنه . و سكت عليه الحاكم و الذهبي . و الهيثم هذا
قال في " الميزان " : " لا يدرى من هو ? " .
قلت : و شيخه أبو المقوم لم أجد له ترجمة . ثم روى له الحاكم شاهدا من حديث أبي
بكرة , و فيه سليمان بن سعيد النشيطي و هو ضعيف . و له شاهدا آخر من حديث بريدة
مخرج في " المشكاة " ( 4804 ) . ( حكما ) أي من الشعر كلاما نافعا يمنع من
الجهل و السفه , و ينهى عنهما . " نهاية " .
1732 " إنما أنا بشر , تدمع العين و يخشع القلب و لا نقول ما يسخط الرب , والله يا
إبراهيم إنا بك لمحزونون " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 310 :
أخرجه ابن سعد في " الطبقات " ( 1 / 142 ) عن عاصم بن عمر بن قتادة عن # محمود
ابن لبيد # قال : انكسفت الشمس يوم مات إبراهيم بن رسول الله صلى الله عليه
وسلم ... و دمعت عيناه فقالوا : يا رسول الله تبكي و أنت رسول الله قال ...
فذكره .
قلت : و هذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات , و محمود بن لبيد صحابي صغير . و له
شاهد من حديث شهر بن حوشب عن أسماء بنت يزيد قالت : لما توفى ابن رسول الله صلى
الله عليه وسلم إبراهيم بكى رسول الله صلى الله عليه وسلم , فقال له المعزي ,
أبو بكر أو عمر : أنت أحق من عظم الله حقه : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
: " تدمع العين و يحزن القلب و لا نقول ما يسخط الرب , لولا أنه وعد صادق
و موعود جامع و أن الآخر تابع للأول لوجدنا عليك يا إبراهيم أفضل مما وجدنا
و إنا بك لمحزونون " . أخرجه ابن ماجة ( 1589 ) و ابن سعد ( 1 / 143 ) . و هذا
إسناد حسن في الشواهد , و قد حسنه البوصيري . و له شواهد أخرى عند ابن سعد ( 1
/ 136 - 140 ) منها عن أنس بن مالك و هو في " الصحيحين " , و قد خرجته في " فقه
السيرة للأستاذ الغزالي " ( ص 484 ) .
1733 " أولياء الله الذين إذا رءوا ذكر الله " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 311 :
أخرجه المروزي في " زوائد الزهد " ( 218 ) و الطبراني في " المعجم الكبير " (
12325 ) و أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 1 / 231 ) و الضياء في " المختارة "
( 212 / 2 ) من طريقين عن جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير عن # ابن عباس #
مرفوعا .
قلت : و رجال الطبراني و أبي نعيم ثقات غير جعفر هذا , قال الحافظ : " صدوق يهم
" . و قد خالفه سهل أبو الأسد فقال عن سعيد بن جبير مرسلا , لم يذكر في إسناده
ابن عباس . أخرجه ابن المبارك في " الزهد " ( 217 ) و الدولابي في " الكنى " (
1 / 106 ) .
قلت : و سهل هذا ثقة كما قال ابن معين . و قال أبو زرعة : صدوق . و ذكره ابن
حبان في " الثقات " ( 1 / 74 ) , فروايته مقدمة على رواية جعفر بن أبي المغيرة
, فالحديث مرسل . و أما قول الهيثمي في " المجمع " ( 10 / 78 ) : " رواه
الطبراني , و رجاله ثقات " !
قلت : فهذا الإطلاق من أوهامه أو تساهله , فإن جعفر بن أبي المغيرة قد عرفت قول
الحافظ فيه , و قال ابن منده : " ليس بالقوي في سعيد بن جبير " . و هذا من
روايته عنه كما ترى , و قد خالفه من هو أوثق منه كما سبق . لكنه أورده عقبه
بنحوه عن ابن عباس و قال : " رواه البزار عن شيخه علي بن حرب الرازي , و لم
أعرفه و بقية رجاله وثقوا " . فالظاهر أنه من طريق أخرى غير الأولى فالحديث به
يتقوى . و علي بن حرب الرازي لعله الطائي الرازي فإنه من هذه الطبقة , و هو
صدوق فاضل . و الله أعلم . ثم ذكر له شاهدا من حديث ابن مسعود بلفظ : " إن من
الناس مفاتيح لذكر الله , إذا رؤوا ذكر الله " . و لكنه ضعيف جدا و لذلك أوردته
في " الضعيفة " ( 2409 ) , و وقع للهيثمي فيه تصحيف عجيب , كان السبب لخفاء
علته عليه , كما بينته هناك .
1734 " إن ما بقي من الدنيا بلاء و فتنة , و إنما مثل عمل أحدكم كمثل الوعاء , إذا
طاب أعلاه طاب أسفله , و إذا خبث أعلاه خبث أسفله " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 312 :
أخرجه ابن المبارك في " الزهد " ( 596 ) و عنه أحمد ( 4 / 94 ) و الرامهرمزي في
" الأمثال " ( ص 101 - هند ) : أخبرنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال : حدثني
أبو عبد ربه قال : سمعت # معاوية بن أبي سفيان # يقول على هذا المنبر : سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره .
قلت : و هذا إسناد صحيح عندي , رجاله ثقات معروفون غير أبي عبد ربه و قد ذكره
ابن حبان في " الثقات " و روى عنه جمع آخر من الثقات . و الحديث أخرجه ابن ماجة
( 4199 ) و أبو يعلى ( 4 / 1776 ) من طريق أخرى عن عبد الرحمن بن يزيد به دون
فقرة الدنيا .
1735 " إن يأجوج و مأجوج يحفرون كل يوم حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس , قال الذي
عليهم : ارجعوا فسنحفره غدا , فيعيده الله أشد ما كان حتى إذا بلغت مدتهم
و أراد الله أن يبعثهم على الناس حفروا , حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس , قال
الذي عليهم : ارجعو فسنحفره غدا إن شاء الله تعالى , و استثنوا , فيعودون إليه
و هو كهيئته حين تركوه , فيحفرونه و يخرجون على الناس , فينشفون الماء و يتحصن
الناس منهم في حصونهم , فيرمون بسهامهم إلى السماء , فترجع عليها الدم الذي
اجفظ , فيقولون : قهرنا أهل الأرض , و علونا أهل السماء , فيبعث الله نغفا في
أقفائهم فيقتلون بها . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : والذي نفسي بيده إن
دواب الأرض لتسمن و تشكر شكرا من لحومهم " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 313 :
أخرجه الترمذي ( 2 / 197 ) و ابن ماجة ( 4080 ) و ابن حبان ( 1908 ) و الحاكم
( 4 / 488 ) و أحمد ( 2 / 510 - 511 و 511 ) من طرق عن قتادة حدثنا أبو رافع عن
# أبي هريرة # مرفوعا , و قال الترمذي : " حديث حسن غريب , إنما نعرفه من هذا
الوجه " . و قال الحاكم : " صحيح على شرط الشيخين " . و وافقه الذهبي , و هو
كما قالا . و له شاهد من حديث أبي سعيد سيأتي تخريجه برقم ( 1793 ) . و لطرفه
الأخير منه شاهد في حديث الدجال الطويل من حديث النواس بن سمعان مرفوعا . أخرجه
مسلم ( 8 / 197 - 199 ) و غيره كما يأتي تحت الحديث ( 1780 ) .
غريب الحديث : ( اجفظ ) : أي ملأها , يعني ترجع السهام عليهم حال كون الدم
ممتلئا عليها .
في " القاموس " : الجفيظ : المقتول المنتفخ . و ( الجفظ ) : الملء و اجفاظت
كاحمار و اطمأن : انتفخت .
( نغفا ) : دود تكون في أنوف الإبل و الغنم , واحدتها : نغفة .
( و تشكر ) : أي تمتلئ شحما , يقال : شكرت الناقة تشكر شكرا إذا سمنت و امتلأت
ضرعها لبنا .
( تنبيه ) : أورد الحافظ ابن كثير هذا الحديث من رواية الإمام أحمد رحمه الله
تحت تفسير آيات قصة ذي القرنين و بنائه السد و قوله تعالى في يأجوج و مأجوج فيه
: *( فما اسطاعوا أن يظهروه و ما استطاعوا له نقبا )* ثم قال عقبه : " و إسناده
جيد قوي و لكن متنه في رفعه نكارة لأن ظاهر الآية يقتضي أنهم لم يتمكنوا من
ارتقائه و لا من نقبه , لإحكام بنائه و صلابته و شدته " .
قلت : نعم , و لكن الآية لا تدل من قريب و لا من بعيد أنهم لن يستطيعوا ذلك
أبدا , فالآية تتحدث عن الماضي , و الحديث عن المستقبل الآتي , فلا تنافي و لا
نكارة بل الحديث يتمشى تماما مع القرآن في قوله " *( حتى إذا فتحت يأجوج و
مأجوج و هم من كل حدب ينسلون )* . و بعد كتابة هذا رجعت إلى القصة في كتابه
" البداية و النهاية " , فإذا به أجاب بنحو هذا الذي ذكرته , مع بعض ملاحظات
أخرى لنا عليه يطول بنا الكلام لو أننا توجهنا لبيانها , فليرجع إليه من شاء
الوقوف عليه ( 2 / 112 ) .
( تنبيه آخر ) : إن قول ابن كثير المتقدم في تجويد إسناد الحديث جاء عنده
بعد نقله قول الترمذي المتقدم إلا أنه لم يقع فيه لفظة " حسن " , و اختلط الأمر
على مختصره الشيخ الصابوني ( 2 / 437 ) فذكر عقب الحديث قول ابن كثير : " في
رفعه نكارة " , و ذكر في التعليق أن الترمذي قال : " و إسناده جيد قوي " !
و إنما هذا قول ابن كثير نفسه كما رأيت , لم يستطع الشيخ أن يجمع في ذهنه أن
ابن كثير يمكن أن يجمع بين تقوية الإسناد و استنكاره لمتنه . مع أن هذا شا ئع
معروف عند أهل العلم , فاقتضى التنبيه , و إن كنا أثبتنا خطأه في استنكاره
لمتنه كما تقدم .
1736 " أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر و الثانية على لون أحسن كوكب
دري في السماء لكل رجل منهم زوجتان , على كل زوجة سبعون حلة يبدو مخ ساقها من
ورائها " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 315 :
أخرجه الترمذي ( 2 / 85 و 87 ) من طريق فراس و فضيل بن مرزوق كلاهما عن عطية
عن # أبي سعيد الخدري # عن النبي صلى الله عليه وسلم فذكره , و قال في الموضع
الأول : " حديث حسن صحيح " . و في الآخر : " حديث حسن " , و هذا أقرب , فإن
عطية و هو العوفي ضعيف . لكنه لم يتفرد به كما يأتي . و أخرجه أحمد أيضا ( 3 /
16 ) : حدثنا يحيى بن آدم حدثنا فضيل عن عطاء حدثنا أبو سعيد الخدري به . كذا
فيه " عطاء " و أظنه محرفا من " عطية " و الله أعلم , و عنه أخرجه البغوي في
حديث " ابن الجعد " ( 9 / 1 ) . و رواه سعيد بن سليمان حدثنا فضيل بن مرزوق عن
أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم به و زاد
: " كما يرى الشراب الأحمر في الزجاجة البيضاء " . أخرجه الطبراني في " المعجم
الكبير " ( 10321 ) و عنه أبو نعيم في " صفة الجنة " ( 2 / 135 / 2001 ) من
طريقين عن ابن سليمان به . قال المنذري في " الترغيب " ( 4 / 261 ) : " رواه
الطبراني بإسناد صحيح و البيهقي بإسناد حسن " ! و قال ابن القيم ( 1 / 318 ) :
" و هذا الإسناد على شرط الصحيح " . كذا قالا , و فضيل بن مرزوق و إن كان من
رجال مسلم , ففيه ضعف من قبل حفظه , قال الحافظ : " صدوق يهم " . و شيخه أبو
إسحاق هو السبيعي مختلط مدلس , و قد عنعنه . و قد اضطرب الفضيل في إسناده ,
فمرة قال عنه , و أخرى قال : عن عطية . فالحديث من هذا الوجه ضعيف . لكن له
شاهد من حديث أبي هريرة يرويه سعيد بن عيسى - جار محمد بن الصباح - حدثنا حماد
ابن سلمة عن أيوب و يونس و حميد عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال : فذكره
مرفوعا دون ذكر الحلل , و زاد في آخره : " و ليس في الجنة أعزب " . أخرجه
الخطيب في ترجمة سعيد هذا من " التاريخ " ( 9 / 87 ) و لم يذكر فيه جرحا و لا
تعديلا , و كناه بأبي عثمان المعروف بالبلخي , و أنا أظنه الذي في " الجرح و
التعديل " ( 2 / 1 / 51 ) : " سعيد بن عيسى بن تليد الرعيني أبو عثمان , مصري
روى عن المفضل بن فضالة و ابن وهب و عبد الرحمن بن القاسم , سمع منه أبي , و
سألته عنه فقال : لا بأس به , و هو ثقة " .
قلت : فإذا كان هذا هو البلخي , فيكون مصريا قد رحل إلى بغداد , فإنه من هذه
الطبقة . و الله أعلم . و قد توبع , فقال الإمام أحمد ( 2 / 345 ) : حدثنا عفان
حدثنا حماد بن سلمة أنبأنا يونس عن محمد بن سيرين به دون الشطر الأول منه و دون
الزيادة . و أخرجه مسلم ( 8 / 146 ) و أحمد ( 2 / 230 و 247 و 507 ) من طرق
أخرى عن أيوب به كاملا دون الحلل . و أخرجه الدارمي ( 2 / 336 ) من طريق هشام
القردوسي عن ابن سيرين الشطر الثاني منه . و للحلل السبعين شاهدان من حديث أبي
سعيد الخدري و عبد الله بن مسعود مرفوعا أخرجهما ابن حبان ( 2631 , 2632 )
بإسنادين يستشهد بهما . و جملة القول فالحديث كله صحيح بشواهده . و الله أعلم .
1737 " أول الناس هلاكا قريش , و أول قريش هلاكا أهل بيتي " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 317 :
أخرجه إبراهيم بن طهمان في " مشيخته " ( 1 / 236 / 2 ) عن عباد بن إسحاق عن
محمد بن زيد عن أبي إسحاق مولى عبد الله بن شرحبيل بن جعشم عن # عمرو بن العاص
# مرفوعا به , و عن عباد بن إسحاق عن عمر بن سعيد عن محمد بن مسلم الزهري عن
عروة عن عائشة به .
قلت : و إسناده عن عائشة حسن , رجاله ثقات رجال مسلم غير عمر بن سعيد و هو ابن
سريج ضعفه الدارقطني و ذكره ابن حبان في " الثقات " . و إسناده عن عمرو بن
العاص ثقات أيضا غير أبي إسحاق مولى عبد الله بن شرحبيل فلم أعرفه . لكن يبدو
أن له طريقا أخرى عنه , فقد عزاه السيوطي للطبراني في " الكبير " عنه , قال
المناوي : " و كذا أبو يعلى و فيه ابن لهيعة . و مقسم مولى ابن عباس أورده
البخاري في كتاب " الضعفاء الكبير " , و ضعفه ابن حزم و غيره " . و قد وجدت له
شاهدا من حديث سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي الرباب أن أبا ذر قال : فذكره
مرفوعا . أخرجه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 1 / 371 - طبع المجمع العلمي ) .
و رجاله ثقات غير أبي الرباب هذا فلم أعرفه . و يحتمل أن يكون الذي في " الكنى
" للدولابي ( 1 / 177 ) : و أبو الرباب مطرف بن مالك القشيري , بصري " و مطرف
هذا أورده ابن أبي حاتم ( 4 / 1 / 312 ) و قال : " شهد فتح ( تستر ) مع أبي
موسى الأشعري , روى عنه زرارة بن أبي أوفى و محمد بن سيرين " , و كذا قال ابن
حبان في " الثقات " .
قلت : و قد روى عنه أيضا سعيد بن أبي سعيد المقبري كما ترى , فقد روى عنه ثلاثة
من الثقات , فحديثه جيد إن شاء الله تعالى . و بالجملة فالحديث بهذه الطرق صحيح
عندي . و الله أعلم . و لطرفه الأول شاهد عن أبي هريرة , مضى برقم ( 738 ) .
و أورده السيوطي من رواية أبي يعلى عن ابن عمرو بلفظ : " أول الناس فناء قريش ,
و أول قريش فناء بنو هاشم " . و قال المناوي : " و فيه ابن لهيعة " .
1738 " يا بنية ! إنه قد حضر بأبيك ما ليس الله بتارك منه أحدا لموافاة يوم القيامة
" .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 318 :
أخرجه الإمام أحمد ( 3 / 141 ) حدثنا أبو النضر حدثنا المبارك عن ثابت البناني
عن # أنس # قال : " لما قالت فاطمة ذلك , يعني لما وجد رسول الله صلى الله عليه
وسلم من كرب الموت ما وجد , قالت فاطمة : واكرباه , قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم ... ( فذكره ) : حدثنا خلف حدثنا المبارك حدثني ثابت عن أنس قال :
لما قالت فاطمة , فذكره مثله " .
قلت : و هذا إسناد حسن بعد أن صرح المبارك بن فضالة بالتحديث , على أنه قد توبع
, أخرجه الترمذي في " الشمائل " ( 379 - حمص ) و ابن ماجة ( 1629 ) من طريق عبد
الله بن الزبير أبي الزبير حدثنا ثابت البناني به .
قلت : و هذا إسناد حسن أيضا رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن الزبير
هذا , قال أبو حاتم : مجهول . و ذكره ابن حبان في " الثقات " . و قال الدارقطني
: بصري صالح . و أصله في " صحيح البخاري " ( آخر - المغازي ) كما بينته في
كتابي " مختصر الشمائل المحمدية " برقم ( 334 ) و عسى أن يطبع قريبا بإذن الله
تبارك و تعالى .
1739 " أول ما تفقدون من دينكم الأمانة , و آخره الصلاة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 319 :
أخرجه الخرائطي في " مكارم الأخلاق " ( ص 28 ) و تمام الرازي في " الفوائد "
( ق 31 / 2 ) و الضياء في " المختارة " ( 1 / 495 ) من طريق ثواب بن حجيل
الهدادي عن ثابت البناني عن # أنس # مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد حسن في الشواهد رجاله ثقات غير ثواب هذا , أورده ابن أبي
حاتم ( 1 / 1 / 471 ) من رواية موسى بن إسماعيل فقط عنه , و هو الراوي لهذا
الحديث عنه , و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . و أخرجه أبو نعيم في " الحلية "
( 6 / 265 ) و " الأخبار " ( 2 / 213 ) من طريق يزيد الرقاشي عن أنس به دون ذكر
الأمانة . و يزيد ضعيف . و أخرجه الطبراني من حديث شداد بن أوس مرفوعا دون ذكر
الصلاة . و ذكر المناوي نقلا عن العراقي و الهيثمي أن فيه عمران القطان ضعفه
ابن معين و النسائي , و وثقه أحمد .
قلت : إن لم يكن فيه غير هذه العلة فهو حسن الإسناد . و الحديث صحيح على كل حال
, فإن له شواهد كثيرة ذكرت بعضها في " الروض النضير " تحت الحديث ( 726 ) . ثم
رأيت الحديث في الطبراني ( رقم - 7182 و 7183 ) من طريق مهلب بن العلاء حدثنا
شعيب بن بيان الصفار حدثنا عمران القطان عن قتادة عن الحسن عن شداد مرفوعا به .
و الحسن هو البصري مدلس . و المهلب بن العلاء قال الهيثمي ( 4 / 145 ) : " لم
أجد من ترجمة , و بقية رجاله ثقات " .
قلت : فلا بأس به في الشواهد . و الله أعلم .
1740 " أهل الجنة من ملأ الله أذنيه من ثناء الناس خيرا , و هو يسمع , و أهل النار
من ملأ أذنيه من ثناء الناس شرا , و هو يسمع " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 320 :
أخرجه ابن ماجة ( 4224 ) و الطبراني في " المعجم الكبير " ( رقم - 12787 )
و أبو نعيم في " الحلية " ( 3 / 80 ) و البيهقي في " الشعب " ( 2 / 342 / 1 )
من طريق أبي هلال حدثنا عقبة بن أبي ثبيت عن أبي الجوزاء عن # ابن عباس # قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( فذكره ) .
قلت : و هذا إسناد حسن رجاله ثقات و في أبي هلال - و اسمه محمد بن سليم الراسبي
- كلام لا ينزل به حديثه عن رتبة الحسن , و قال الحافظ فيه : " صدوق فيه لين "
. و منه يتبين تساهل البوصيري حين قال في " الزوائد " ( ق 285 / 2 ) : " هذا
إسناد صحيح رجاله ثقات " ! نعم الحديث صحيح , فإن له شواهد كثيرة منها عن أنس
مرفوعا نحوه . أخرجه البزار ( ص 326 زوائد ابن حجر ) و الحاكم ( 1 / 378 ) من
طريقين عن ثابت عنه . و قال الحاكم : " صحيح على شرط مسلم " . و وافقه الذهبي ,
و هو كما قالا. و إن أعله ابن أبي حاتم ( 2 / 232 - 233 ) بالإرسال . و منها عن
أبي هريرة و غيره و قد مضى برقم ( 1327 ) .
1741 " إن أهل النار كل جعظري جواظ مستكبر جماع مناع , و أهل الجنة الضعفاء
المغلوبون " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 321 :
أخرجه الحاكم ( 2 / 499 ) و أحمد ( 2 / 114 ) من طريق عبد الله ( و هو ابن
المبارك ) أنبأنا موسى بن علي بن رباح سمعت أبي يحدث عن # عبد الله بن عمرو
ابن العاص # عن النبي صلى الله عليه وسلم , فذكره و السياق لأحمد و قال الحاكم
: " صحيح على شرط مسلم " . و وافقه الذهبي , و هو كما قالا . ثم قال أحمد ( 2 /
169 ) : حدثنا أبو عبد الرحمن حدثنا موسى به مختصرا بلفظ : " قال عند ذكر أهل
النار : كل جعظري جواظ مستكبر جماع مناع " . و إسناده صحيح أيضا . و الحديث قال
المنذري في " الترغيب " ( 4 / 17 ) : " و عن سراقة بن مالك بن جعشم رضي الله
عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : يا سراقة ألا أخبرك بأهل الجنة
و أهل النار ? قلت : بلى يا رسول الله , قال : أما أهل النار فكل جعظري ... "
فذكره دون قوله : " جماع مناع " , و قال : " رواه الطبراني في الكبير و الأوسط
بإسناد حسن , و الحاكم و قال : صحيح على شرط مسلم " .
قلت : أخرجه الطبراني في " الكبير " ( 6589 ) و الحاكم ( 3 / 619 ) من طريق عبد
الله بن صالح حدثني موسى بن علي بن رباح اللخمي عن أبيه عن سراقة بن مالك بن
جعشم به . و سكت عنه هو و الذهبي , و هذا أولى مما نقله المنذري عنه أنه قال :
" صحيح على شرط مسلم " فإن عبد الله بن صالح ليس على شرطه أولا , ثم هو مضعف
ثانيا , و قد خالف عبد الله بن المبارك في إسناده ثالثا , فجعله من مسند سراقة
, و هو عنده من مسند عبد الله بن عمرو . نعم قال الإمام أحمد ( 4 / 175 ) :
حدثنا عبد الله بن يزيد المقري حدثنا موسى بن علي قال : سمعت أبي يقول : بلغني
عن سراقة بن مالك بن جعشم المدلجي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له :
فذكره . و عبد الله بن يزيد المقري ثقة من رجال الشيخين , فقد حفظ و بين أنه
منقطع بين علي بن رباح و سراقة . و الله أعلم . ثم رأيت الحاكم أخرجه ( 1 / 60
- 61 ) من طريق زيد بن الحباب حدثني موسى بن علي به إلا أنه لم يقل : " بلغني "
, و قال : " صحيح على شرط مسلم " . و وافقه الذهبي , و ابن الحباب دون المقري
في الحفظ و الضبط . و للحديث شاهد عن معاذ بن جبل مرفوعا بلفظ : " ألا أخبرك عن
ملوك الجنة ? قلت : بلى , قال : رجل ضعيف مستضعف ذو طمرين لا يؤبه له , لو أقسم
على الله لأبره " . أخرجه ابن ماجة ( 4115 ) عن سويد بن عبد العزيز عن زيد بن
واقد عن بسر بن عبد الله عن أبي إدريس الخولاني عنه .
قلت : و هذا إسناد رجاله ثقات غير سويد بن عبد العزيز فإنه ضعيف , و قال الحافظ
: لين الحديث . و روى محمد بن جابر عن عمرو بن مرة عن أبي البختري عن حذيفة
مرفوعا بلفظ : " ألا أخبركم بشر عباد الله ? الفظ المستكبر , ألا أخبركم بخير
عباد الله ? المستضعف ذو الطمرين , لو أقسم على الله لأبر الله قسمه " . أخرجه
أحمد ( 5 / 407 ) . و محمد بن جابر هو الحنفي اليمامي ضعيف لاختلاطه و تلقنه .
( الجعظري ) : الفظ الغليظ المتكبر . و ( الجواظ ) : الجموع المنوع .
1742 " أول ما يهراق دم الشهيد , يغفر له ذنبه كله إلا الدين " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 323 :
رواه الطبراني في " الكبير " و رجاله رجال الصحيح عن # سهل بن حنيف # مرفوعا
كما في المجمع ( 4 / 128 ) . و قد أخرجه الحاكم ( 2 / 119 ) و من طريقه البيهقي
( 9 / 163 - 164 ) من طريق عبد الرحمن بن سعد المازني عن سهل بن أبي أمامة بن
سهل بن حنيف عن أبيه عن جده مرفوعا دون قوله : " إلا الدين " . و سكت هو
و الذهبي و ذلك لأنه ذكره شاهدا لحديث ابن عمرو " يغفر للشهيد كل ذنب إلا الدين
" و صححه هو و الذهبي . و عبد الرحمن بن سعد المازني كذا وقع في " المستدرك "
و أظنه محرفا عن " المدني " أورده ابن أبي حاتم ( 2 / 2 / 238 ) و ذكر عن ابن
معين أنه قال : " لا أعرفه " .
قلت : لكن قول الهيثمي في طريق الطبراني : " و رجاله رجال الصحيح " . يشعر بأنه
من غير طريقه لأن ليس من رجال " الصحيح " بل و لا أخرج له أحد من سائر الستة
و يؤيده اختلاف اللفظ , فإنه ليس عنده " إلا الدين " كما سبق . و بالجملة
فالحديث حسن لغيره على الأقل إن لم يكن صحيحا . ثم رأيته في " المعجم الكبير "
للطبراني أخرجه ( 5552 و 5553 ) من طريقين عن عبد الله بن وهب عن عبد الرحمن بن
شريح ( و في الطريق الأخرى : عبد الرحمن بن سهل المدني ) عن سهل بن أبي أمامة
به .
قلت : و هذا إسناد صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين من الطريق الأولى , فإن عبد
الرحمن بن شريح هو المعافري الإسكندراني ثقة من رجالهما و كذلك سهل و ابن وهب .
و أما عبد الرحمن بن سهل المدني , فالذي يغلب على ظني أن الصواب عبد الرحمن بن
سعد كما تقدم عن " المستدرك " , فقد ذكره ابن أبي حاتم ( 2 / 2 / 238 ) هكذا :
عبد الرحمن بن سعد المدني , روى عن سهل بن أبي أمامة بن سهل , سمع منه عبد الله
ابن وهب . قال ابن معين : لا أعرفه . و عليه فقوله في " المستدرك " : ( المازني
) محرف من ( المدني ) . و الله أعلم .
( تنبيه ) : عزا هذا الحديث صاحبنا السلفي في تعليقه على " كبير الطبراني "
( 6 / 88 ) للصفحة ( 77 ) من المجلد الثاني من " المستدرك " , و إنما فيها
حديث آخر بلفظ : " من سأل الله الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء و إن مات
على فراشه " . و قال : " صحيح على شرط الشيخين " . و وافقه الذهبي .
قلت : و إسناده إسناد هذا تماما إلا أنه وقع فيه " عبد الرحمن بن شريح " على
الصواب . و الله أعلم .
1743 " يا أبا تراب ! ألا أحدثكما بأشقى الناس رجلين ? قلنا : بلى يا رسول الله !
قال : أحيمر ثمود الذي عقر الناقة , و الذي يضربك على هذه ( يعني قرن علي ) حتى
تبتل هذه من الدم - يعني لحيته " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 324 :
أخرجه الطحاوي في " مشكل الآثار " ( 1 / 351 - 352 ) و النسائي في " الخصائص "
( ص 28 ) و الحاكم ( 3 / 140 - 141 ) و أحمد ( 4 / 263 ) من طريق محمد بن إسحاق
حدثني يزيد بن محمد بن خيثم المحاربي عن محمد بن كعب القرظي عن محمد بن خيثم عن
# عمار بن ياسر # رضي الله عنه قال : " كنت أنا و علي رفيقين في غزوة ذي
العشيرة , فلما نزلها رسول الله صلى الله عليه وسلم و أقام بها , رأينا ناسا من
بني مدلج يعملون في عين لهم في نخل , فقال لي علي : يا أبا اليقظان : هل لك أن
نأتي هؤلاء فننظر كيف يعملون ? فجئناهم فنظرنا إلى عملهم ساعة , ثم غشينا النوم
, فانطلقت أنا و علي , فاضطجعنا في صور من النخل , في دقعاء من التراب فنمنا ,
فوالله ما أيقظنا إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم يحركنا برجله , و قد تتربنا
من تلك الدقعاء , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا أبا تراب ! لما يرى
عليه من التراب , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ألا .... " فذكره ,
و السياق للحاكم و قال : " صحيح على شرط مسلم " . و وافقه الذهبي .
و هو وهم فاحش منهما , فإن محمد بن خيثم و يزيد بن محمد بن خيثم لم يخرج لهما
مسلم شيئا بل و لا أحد من بقية الستة إلا النسائي في الكتاب السابق " الخصائص "
و فيهما جهالة , فإن الأول منهما لم يرو عنه غير القرظي , و الآخر غير ابن
إسحاق . و الحديث قال الهيثمي ( 9 / 136 ) : " رواه أحمد و الطبراني و البزار
باختصار , و رجال الجميع موثوقون إلا أن التابعي لم يسمع من عمار " . لكن
للحديث شواهد من حديث صهيب و جابر بن سمرة و علي بأسانيد فيها ضعف غير حديث علي
فإسناده حسن كما قال الهيثمي و قد خرجها كلها فراجعه إن شئت ( 9 / 136 - 137 )
( صور من النخل ) أي جماعة من النخل , و لا واحد له من لفظه , و يجمع على
( صيران ) . ( دقعاء ) هو هنا التراب الدقيق على وجه الأرض .
1744 " ألا أخبركم بشيء , إذا نزل برجل منكم كرب أو بلاء من بلايا الدنيا دعا به
يفرج عنه ? فقيل له : بلى , فقال : دعاء ذي النون : لا إله إلا أنت سبحانك إني
كنت من الظالمين " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 325 :
أخرجه الحاكم ( 1 / 505 ) من طريق ابن أبي الدنيا , و هذا في " الفرج بعد الشدة
" ( ص 10 ) : حدثني عبيد بن محمد حدثنا محمد بن مهاجر القرشي حدثني # إبراهيم
ابن محمد بن سعد عن أبيه عن جده # قال : " كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه
وسلم فقال : " فذكره .
قلت : و هذا إسناد فيه ضعف , عبيد بن محمد و هو المحاربي مولاهم الكوفي له
أحاديث مناكير كما قال ابن عدي , لكنه لم ينفرد به كما يأتي . و محمد بن مهاجر
القرشي وثقه ابن حبان و روى عنه جماعة , و قد تابعه يونس بن أبي إسحاق الهمداني
حدثنا إبراهيم بن محمد بن سعد به نحوه . أخرجه أحمد ( 1 / 170 ) و الحاكم و قال
: " صحيح الإسناد " . و وافقه الذهبي , و هو كما قالا .
1745 " ألا أخبركم بصلاة المنافق ? أن يؤخر العصر حتى إذا كانت الشمس كثرب البقرة
صلاها " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 326 :
أخرجه الدارقطني في " سننه " ( ص 94 ) و الحاكم ( 1 / 195 ) من طريق عبد السلام
ابن عبد الحميد حدثنا موسى بن أعين عن أبي النجاشي قال : سمعت # رافع بن خديج #
يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : و هذا إسناد جيد , رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير عبد السلام بن عبد
الحميد , و قد ذكره ابن حبان في " الثقات " و قال ابن عدي : " لا أعلم بحديثه
بأسا , لم أر في حديثه منكرا " . و قال الأزدي : تركوه . و هذا من شططه
و غلوائه . و يشهد للحديث قوله صلى الله عليه وسلم : " تلك صلاة المنافق يجلس
يرقب الشمس , حتى إذا كانت بين قرني الشيطان قام فنقرها أربعا لا يذكر الله
عز وجل فيها إلا قليلا " . أخرجه مسلم و غيره من حديث أنس بن مالك , و هو مخرج
في " صحيح أبي داود " ( 440 ) .
( ثرب البقر ) أي إذا تفرقت و خصت موضعا دون موضع عند المغيب . شبهها بـ (
الثرب ) مفرد ( الأثرب ) و هي الشحم الرقيق الذي يغشى الكرش و الأمعاء .
و هذا جمع القلة , و جمع الجمع ( الأثارب ) كما في " النهاية " .
1746 " ألا أدلك على باب من أبواب الجنة ? لا حول و لا قوة إلا بالله " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 327 :
أخرجه الترمذي ( 4 / 284 ) و الحاكم ( 4 / 290 ) و أحمد ( 3 / 422 ) و الخطيب
في " التاريخ " ( 6 / 78 , 12 / 428 ) من طريق ميمون بن أبي شبيب عن # قيس بن
سعد بن عبادة # . " أن أباه دفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم يخدمه , قال :
فمر بي النبي صلى الله عليه وسلم و قد صليت , فضربني برجله و قال .... " فذكره
و قال الترمذي : " حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه " . و قال الحاكم : " صحيح
على شرط الشيخين " . و وافقه الذهبي ! كذا قالا , و ميمون هذا لم يحتج الشيخان
به , و إنما روى له البخاري تعليقا و مسلم في المقدمة , فهو صحيح فقط .
1747 " ألا أدلك على سيد الاستغفار ? اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني و أنا
عبدك و ابن عبدك و أنا على عهدك و وعدك ما استطعت , أعوذ بك من شر ما صنعت , و
أبوء لك بنعمتك علي , و أعترف بذنوبي , فاغفر لي ذنوبي إنه لا يغفر الذنوب إلا
أنت , لا يقولها أحد حين يمسي إلا وجبت له الجنة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 327 :
أخرجه الترمذي ( 4 / 229 ) عن كثير بن زيد عن عثمان بن ربيعة عن # شداد بن أوس
# أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره , و قال : " حديث حسن غريب من هذا
الوجه " .
قلت : كثير بن زيد هو الأسلمي ضعيف . و عثمان بن ربيعة و هو التيمي المدني ذكره
ابن حبان في " الثقات " و لم يرو عنه غير الأسلمي هذا . و الحديث أخرجه البخاري
في " الدعوات " و النسائي في " الاستعاذة " و أحمد ( 4 / 122 و 125 )
و الطبراني ( 7172 - 7174 ) عن بشير بن كعب العدوي عن شداد بن أوس مرفوعا به
دون قوله : " ألا أدلك على " , و استدركه الحاكم على البخاري فوهم .
( تنبيه ) : هكذا نص الحديث عند الترمذي نسخة " التحفة " . و في نسخة بولاق ( 2
/ 245 ) و نسخة الدعاس ( 3390 ) : " لا يقولها أحد حين يمسي فيأتي عليه قدر قبل
أن يصبح إلا وجبت له الجنة , و لا يقولها حين يصبح فيأتي عليه قدر قبل أن يمسي
إلا وجبت له الجنة " . و هكذا رواه الطبراني ( 7187 ) دون قوله في الموضعين :
" فيأتي عليه قدر " . ثم رواه ( 7189 ) من طريق أخرى عن كثير بن زيد المدني ,
حدثني المغيرة بن سعيد بن نوفل عن شداد به , فيه الزيادة . و للحديث شاهد من
حديث بريدة بن الحصيب مرفوعا نحوه دون قوله : " سيد الاستغفار " . أخرجه أحمد (
5 / 356 ) و غيره من أصحاب السنن , و صححه ابن حبان ( 2353 ) و سنده صحيح رجاله
ثقات .
1748 " أول ما يحاسب به العبد الصلاة , و أول ما يقضى بين الناس في الدماء " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 328 :
أخرجه النسائي ( 2 / 163 ) و ابن نصر في " الصلاة " ( ق 31 / 1 ) و ابن أبي
عاصم في " الأوائل " ( ق 4 / 2 ) و الطبراني في " المعجم الكبير " ( 10425 )
و القضاعي في " مسند الشهاب " ( 11 / 2 / 1 ) عن شريك عن عاصم عن أبي وائل
عن # عبد الله # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : و هذا إسناد حسن في الشواهد رجاله ثقات غير أن شريكا و هو ابن عبد الله
القاضي سيء الحفظ . لكن الحديث صحيح , فإن شطره الثاني في " الصحيحين "
و النسائي و ابن أبي عاصم و غيرهم من طريق أخرى عن أبي وائل به . و كذلك رواه
ابن أبي الدنيا في " الأهوال " ( 91 / 2 ) و البيهقي في " شعب الإيمان " ( 2 /
113 / 2 ) و أحمد ( 3674 و 4200 و 4213 و 4214 ) و غيرهم . و الشطر الأول له
شواهد من حديث أبي هريرة و تميم الداري عند أبي داود و غيره و هو مخرج في "
صحيح أبي داود " ( 810 - 812 ) و حديث تميم عند الطبراني أيضا ( 1255 و 1256 )
.
1749 " أول من يغير سنتي رجل من بني أمية " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 329 :
أخرجه ابن أبي عاصم في " الأوائل " ( 7 / 2 ) : حدثنا عبيد الله بن معاذ حدثنا
أبي حدثنا عوف عن المهاجر أبي مخلد عن أبي العالية عن # أبي ذر # أنه قال ليزيد
ابن أبي سفيان : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم , فذكره .
قلت : و هذا إسناد حسن , رجاله ثقات رجال الشيخين غير المهاجر و هو ابن مخلد
أبو مخلد , قال ابن معين : " صالح " . و ذكره ابن حبان في " الثقات " . و قال
الساجي : " صدوق " . و قال أبو حاتم : " لين الحديث ليس بذاك و ليس بالمتقن ,
يكتب حديثه " .
قلت : فمثله لا ينزل حديثه عن مرتبة الحسن . و الله أعلم . و لعل المراد
بالحديث تغيير نظام اختيار الخليفة , و جعله وراثة . و الله أعلم .
1750 " من كنت مولاه , فعلي مولاه , اللهم وال من والاه , و عاد من عاداه " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 330 :
ورد من حديث # زيد بن أرقم و سعد بن أبي وقاص و بريدة بن الحصيب و علي بن أبي
طالب و أبي أيوب الأنصاري و البراء بن عازب و عبد الله بن عباس و أنس بن مالك
و أبي سعيد و أبي هريرة # .
1 - حديث زيد و له عنه طرق خمس :
الأولى : عن أبي الطفيل عنه قال : لما دفع النبي صلى الله عليه وسلم من حجة
الوداع و نزل غدير ( خم ) , أمر بدوحات فقممن , ثم قال : كأني دعيت فأجبت
و إني تارك فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر : كتاب الله و عترتي أهل بيتي ,
فانظروا كيف تخلفوني فيهما , فإنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض , ثم قال : "
إن الله مولاي و أنا ولي كل مؤمن " . ثم أخذ بيد علي رضي الله عنه فقال :
" من كنت وليه , فهذا وليه , اللهم وال من والاه و عاد من عاداه " . أخرجه
النسائي في " خصائص علي " ( ص 15 ) و الحاكم ( 3 / 109 ) و أحمد ( 1 / 118 )
و ابن أبي عاصم ( 1365 ) و الطبراني ( 4969 - 4970 ) عن سليمان الأعمش قال :
حدثنا حبيب بن أبي ثابت عنه و قال الحاكم : " صحيح على شرط الشيخين " .
قلت : سكت عنه الذهبي , و هو كما قال لولا أن حبيبا كان مدلسا و قد عنعنه .
لكنه لم يتفرد به , فقد تابعه فطر بن خليفة عن أبي الطفيل قال : " جمع علي رضي
الله عنه الناس في الرحبة ثم قال لهم : أنشد الله كل امرئ مسلم سمع رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول يوم غدير خم ما سمع لما قام , فقام ثلاثون من الناس ,
( و في رواية : فقام ناس كثير ) فشهدوا حين أخذ بيده فقال للناس : " أتعلمون
أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم ? " قالوا : نعم يا رسول الله , قال : " من كنت
مولاه , فهذا مولاه , اللهم وال من والاه و عاد من عاداه " . قال : فخرجت و كأن
في نفسي شيئا , فلقيت زيد بن أرقم , فقلت له : إني سمعت عليا يقول كذا و كذا ,
قال : فما تنكر , قد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ذلك له " . أخرجه
أحمد ( 4 / 370 ) و ابن حبان في " صحيحه " ( 2205 - موارد الظمآن ) و ابن أبي
عاصم ( 1367 و 1368 ) و الطبراني ( 4968 ) و الضياء في " المختارة " ( رقم -
527 بتحقيقي ) .
قلت : و إسناده صحيح على شرط البخاري . و قال الهيثمي في " المجمع " ( 9 / 104
) : " رواه أحمد و رجاله رجال الصحيح غير فطر بن خليفة و هو ثقة " . و تابعه
سلمة بن كهيل قال : سمعت أبا الطفيل يحدث عن أبي سريحة أو زيد بن أرقم - شك
شعبة - عن النبي صلى الله عليه وسلم به مختصرا : " من كنت مولاه , فعلي مولاه "
. أخرجه الترمذي ( 2 / 298 ) و قال : " حديث حسن صحيح " .
قلت : و إسناده صحيح على شرط الشيخين . و أخرجه الحاكم ( 3 / 109 - 110 ) من
طريق محمد بن سلمة بن كهيل عن أبيه عن أبي الطفيل عن ابن واثلة أنه سمع زيد بن
أرقم به مطولا نحو رواية حبيب دون قوله : " اللهم وال .. " . و قال الحاكم :
" صحيح على شرط الشيخين " . و رده الذهبي بقوله : " قلت : لم يخرجا لمحمد , و
قد وهاه السعدي " .
قلت : و قد خالف الثقتين السابقين فزاد في السند ابن واثلة , و هو من أوهامه .
و تابعه حكيم بن جبير - و هو ضعيف - عن أبي الطفيل به . أخرجه الطبراني ( 4971
) .
الثانية : عن ميمون أبي عبد الله به نحو حديث حبيب . أخرجه أحمد ( 4 / 372 ) و
الطبراني ( 5092 ) من طريق أبي عبيد عنه . ثم أخرجه من طريق شعبة و النسائي ( ص
16 ) من طريق عوف كلاهما عن ميمون به دون قوله : " اللهم وال " . إلا أن شعبة
زاد : " قال ميمون : فحدثني بعض القوم عن زيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال : اللهم .. " . و قال الهيثمي : " رواه أحمد و البزار , و فيه ميمون أبو
عبد الله البصري , وثقه ابن حبان , و ضعفه جماعة " .
قلت : و صحح له الحاكم ( 3 / 125 ) .
الثالثة : عن أبي سليمان ( المؤذن ) عنه قال : " استشهد علي الناس , فقال :
أنشد الله رجلا سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " اللهم من كنت مولاه ,
فعلي مولاه , الله وال من والاه , و عاد من عاداه " . قال : فقام ستة عشر رجلا
فشهدوا " . أخرجه أحمد ( 5 / 370 ) و أبو القاسم هبة الله البغدادي في الثاني
من " الأمالي " ( ق 20 / 2 ) عن أبي إسرائيل الملائي عن الحكم عنه . و قال أبو
القاسم : " هذا حديث حسن صحيح المتن " . و قال الهيثمي ( 9 / 107 ) : " رواه
أحمد و فيه أبو سليمان و لم أعرفه إلا أن يكون بشير بن سليمان , فإن كان هو فهو
ثقة و بقية رجاله ثقات " . و علق عليه الحافظ ابن حجر بقوله : " أبو سليمان هو
زيد بن وهب كما وقع عند الطبراني " .
قلت : هو ثقة من رجال البخاري لكن وقع عند أبي القاسم تلك الزيادة " المؤذن "
و لم يذكرها في ترجمة زيد هذا , فإن كانت محفوظة , فهي فائدة تلحق بترجمته .
لكن أبو إسرائيل و اسمه إسماعيل بن خليفة مختلف فيه , و في " التقريب " :
" صدوق سيء الحفظ " .
قلت : فحديثه حسن في الشواهد .
ثم استدركت فقلت : قد أخرجه الطبراني أيضا ( 4996 ) من الوجه المذكور لكن وقع
عنده : " عن أبي سلمان المؤذن " بدون المثناة بين اللام و الميم , و هو الصواب
فقد ترجمه المزي في " التهذيب " فقال : " أبو سلمان المؤذن : مؤذن الحجاج اسمه
يزيد بن عبد الله يروي عن زيد بن أرقم و يروي عنه الحكم بن عتيبة و عثمان بن
المغيرة الثقفي و مسعر بن كدام , و من عوالي حديثه ما أخبرنا .. " . ثم ساق
الحديث من الطريق المذكورة . و قال : " ذكرناه للتمييز بينهما " . يعني : أن
أبا سلمان المؤذن هذا هو غير أبي سليمان المؤذن , قيل : اسمه همام .... الذي
ترجمه قبل هذا , و هذه فائدة هامة لم يذكرها الذهبي في كتابه " الكاشف " .
قلت : فهو إذن أبو سلمان و ليس ( أبو سليمان ) و بالتالي فليس هو زيد بن وهب
كما ظن الحافظ , و إنما يزيد بن عبد الله كما جزم المزي , و إن مما يؤيد هذا أن
الطبراني أورد الحديث في ترجمة ( أبو سلمان المؤذن عن زيد بن أرقم ) : و ساق
تحتها ثلاثة أحاديث هذا أحدها . نعم وقع عنده ( 4985 ) من رواية إسماعيل بن
عمرو البجلي حدثنا أبو إسرائيل الملائي عن الحكم عن أبي سليمان زيد بن وهب عن
زيد بن أرقم ... و هذه الرواية هي التي أشار إليها الحافظ و اعتمد عليها في
الجزم بأنه أبو سليمان زيد بن وهب . و خفي عليه أن فيها إسماعيل بن عمرو البجلي
و هو ضعيف ضعفه أبو حاتم و الدارقطني كما ذكر ذلك الحافظ نفسه في " اللسان " .
الرابعة : عن يحيى بن جعدة عن زيد بن أرقم قال : " خرجنا مع رسول الله صلى الله
عليه وسلم حتى انتهينا إلى غدير ( خم ) ... " . الحديث نحو الطريق الأولى و فيه
: " يا أيها الناس إنه لم يبعث نبي قط إلا عاش نصف ما عاش الذي قبله و إني أوشك
أن أدعى فأجيب , و إني تارك فيكم ما لن تضلوا بعده : كتاب الله .. " . الحديث و
فيه حديث الترجمة دون قوله : " اللهم وال .. " . أخرجه الطبراني ( 4986 )
و رجاله ثقات .
الخامسة : عن عطية العوفي قال : سألت زيد بن أرقم ... فذكره بنحوه دون الزيادة
إلا أنه قال : " قال : فقلت له : هل قال : اللهم وال من والاه و عاد من عاداه ?
قال : إنما أخبرك كما سمعت " . أخرجه أحمد ( 4 / 368 ) و الطبراني ( 5068 -
5071 ) . و رجاله ثقات رجال مسلم غير عطية , و هو ضعيف . و له عند الطبراني (
4983 و 5058 و 5059 ) طرق أخرى لا تخلو من ضعف .
2 - سعد بن أبي وقاص , و له عنه ثلاث طرق : الأولى : عن عبد الرحمن بن سابط عنه
مرفوعا بالشطر الأول فقط . أخرجه ابن ماجة ( 121 ) . قلت : و إسناده صحيح .
الثانية : عن عبد الواحد بن أيمن عن أبيه به . أخرجه النسائي في " الخصائص " (
16 ) و إسناده صحيح أيضا , رجاله ثقات رجال البخاري غير أيمن والد عبد الواحد
و هو ثقة كما في " التقريب " . الثالثة : عن خيثمة بن عبد الرحمن عنه به و فيه
الزيادة . أخرجه الحاكم ( 3 / 116 ) من طريق مسلم الملائي عنه . قال الذهبي في
" تلخيصه " : " سكت الحاكم عن تصحيحه , و مسلم متروك " .
3 - حديث بريدة , و له عنه ثلاث طرق :
الأولى : عن ابن عباس عنه قال : خرجت مع علي رضي الله عنه إلى اليمن فرأيت منه
جفوة , فقدمت على النبي صلى الله عليه وسلم , فذكرت عليا , فتنقصته , فجعل رسول
الله صلى الله عليه وسلم يتغير وجهه , فقال : " يا بريدة ! ألست أولى بالمؤمنين
من أنفسهم ? " قلت : بلى يا رسول الله , قال : " من كنت مولاه , فعلي مولاه " .
أخرجه النسائي و الحاكم ( 3 / 110 ) و أحمد ( 5 / 347 ) من طريق عبد الملك بن
أبي غنية قال : أخبرنا الحكم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس .
قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين , و تصحيح الحاكم على شرط مسلم وحده
قصور . و ابن أبي غنية بفتح الغين المعجمة و كسر النون و تشديد التحتانية و وقع
في المصدرين المذكورين ( عيينة ) و هو تصحيف , و هذا اسم جده و اسم أبيه حميد .
الثانية : عن ابن بريدة عن أبيه " أنه مر على مجلس و هم يتناولون من علي , فوقف
عليهم , فقال : إنه قد كان في نفسي على علي شيء , و كان خالد بن الوليد كذلك ,
فبعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية عليها علي , و أصبنا سبيا , قال :
فأخذ علي جارية من الخمس لنفسه فقال خالد بن الوليد : دونك , قال : فلما قدمنا
على النبي صلى الله عليه وسلم جعلت أحدثه بما كان , ثم قلت : إن عليا أخذ جارية
من الخمس , قال : و كنت رجلا مكبابا , قال : فرفعت رأسي فإذا وجه رسول الله صلى
الله عليه وسلم قد تغير , فقال .. " فذكر الشطر الأول . أخرجه النسائي و أحمد (
5 / 350 و 358 و 361 ) و السياق له من طرق عن الأعمش عن سعد بن عبيدة عنه .
قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين أو مسلم . فإن ابن بريدة إن كان عبد
الله , فهو من رجالهما , و إن كان سليمان فهو من رجال مسلم وحده . و أخرج ابن
حبان ( 2204 ) من هذا الوجه المرفوع منه فقط .
الثالثة : عن طاووس عن بريدة به دون قوله : " اللهم ... " . أخرجه الطبراني في
" الصغير " ( رقم - 171 - الروض ) و " الأوسط " ( 341 ) من طريقين عن عبد
الرزاق بإسنادين له عن طاووس . و رجاله ثقات .
4 - علي بن أبي طالب , و له عنه تسع طرق :
الأولى : عن عمرو بن سعيد أنه سمع عليا رضي الله عنه و هو ينشد في الرحبة : من
سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( فذكر الشطر الأول ) فقام ستة نفر
فشهدوا . أخرجه النسائي من طريق هانيء بن أيوب عن طاووس ( الأصل : طلحة ) عن
عمرو بن سعيد ( الأصل : سعد ) .
قلت : و هانيء قال ابن سعد : فيه ضعف . و ذكره ابن حبان في " الثقات " , فهو
ممن يستشهد به في الشواهد و المتابعات .
الثانية : عن زاذان بن عمر قال : " سمعت عليا في الرحبة ... " الحديث مثله . و
فيه أن الذين قاموا فشهدوا ثلاثة عشر رجلا . أخرجه أحمد ( 1 / 84 ) و ابن أبي
عاصم ( 1372 ) من طريق أبي عبد الرحيم الكندي عنه .
قلت : و الكندي هذا لم أعرفه , و بيض له في " التعجيل " , و قال الهيثمي :
" رواه أحمد و فيه من لم أعرفهم " . و الثالثة و الرابعة : عن سعيد بن وهب و عن
زيد بن يثيع قالا : نشد علي الناس في الرحبة : من سمع رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول يوم غدير خم إلا قام , فقام من قبل سعيد ستة , و من قبلي ستة ,
فشهدوا أنهم سمعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعلي رضي الله عنه يوم
غدير خم : " أليس الله أولى بالمؤمنين ? " . قالوا : بلى , قال : " اللهم من
كنت مولاه ... " الحديث بتمامه . أخرجه عبد الله بن أحمد في زوائد " المسند " (
1 / 118 ) و عنه الضياء المقدسي في " المختارة " ( 456 بتحقيقي ) من طريق شريك
عن أبي إسحاق عنهما . و من هذا الوجه أخرجه النسائي ( 16 ) لكنه لم يذكر سعيد
ابن وهب في السند , و زاد في آخره : " قال شريك : فقلت لأبي إسحاق : هل سمعت
البراء بن عازب يحدث بهذا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ? قال : نعم " . قال
النسائي : عمران بن أبان الواسطي ليس بالقوي في الحديث . يعني راويه عن شريك .
قلت : و شريك هو ابن عبد الله القاضي و هو سيء الحفظ . و حديثه جيد في الشواهد
و قد تابعه شعبة عند النسائي ( ص 16 ) و أحمد ببعضه ( 5 / 366 ) و عنه الضياء
في " المختارة " ( رقم 455 - بتحقيقي ) . و تابعه غيره كما سيأتي بعد الحديث
( 10 ) .
الخامسة : عن شريك أيضا عن أبي إسحاق عن عمرو ذي مر بمثل حديث أبي إسحاق يعني
عن سعيد و زيد و زاد فيه : " و انصر من نصره , و اخذل من خذله " . أخرجه عبد
الله أيضا , و قد عرفت حال شريك . و عمرو ذي مر , لم يذكر فيه ابن أبي حاتم ( 3
/ 1 / 232 ) شيئا .
السادسة : عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال : " شهدت عليا رضي الله عنه في الرحبة
ينشد الناس .. " . فذكره مثله دون زيادة " و انصر ... " . أخرجه عبد الله بن
أحمد ( 1 / 119 ) من طريق يزيد بن أبي زياد و سماك بن عبيد بن الوليد العبسي
عنه .
قلت : و هو صحيح بمجموع الطريقين عنه , و فيهما أن الذين قاموا اثنا عشر . زاد
في الأولى : بدريا .
السابعة و الثامنة : عن أبي مريم و رجل من جلساء علي عن علي أن النبي صلى الله
عليه وسلم قال يوم غدير خم ... فذكره بدون الزيادة , و زاد : " قال : فزاد
الناس بعد : وال من ولاه , و عاد من عاداه " . أخرجه عبد الله ( 1 / 152 ) عن
نعيم بن حكيم حدثني أبو مريم و رجل من جلساء علي . و هذا سند لا بأس به في
المتابعات , أبو مريم مجهول . كما في " التقريب " .
التاسعة : عن طلحة بن مصرف قال : سمعت المهاجر بن عميرة أو عميرة بن المهاجر
يقول : سمعت عليا رضي الله عنه ناشد الناس ... الحديث مثل رواية ابن أبي ليلى .
أخرجه ابن أبي عاصم ( 1373 ) بسند ضعيف عنه , و هو المهاجر بن عميرة . كذا ذكره
في " الجرح و التعديل " ( 4 / 1 / 261 ) من رواية عدي بن ثابت الأنصاري عنه .
و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا , و كذا هو في " ثقات ابن حبان " ( 3 / 256 ) .
5 - أبو أيوب الأنصاري . يرويه رياح بن الحارث قال : " جاء رهط إلى علي بالرحبة
, فقالوا : السلام عليك يا مولانا , قال : كيف أكون مولاكم , و أنتم قوم عرب ?
قالوا : سمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم غدير خم يقول : ( فذكره دون
الزيادة ) قال رياح : فلما مضوا تبعتهم فسألت من هؤلاء ? قالوا : نفر من
الأنصار فيهم أبو أيوب الأنصاري " . أخرجه أحمد ( 5 / 419 ) و الطبراني ( 4052
و 4053 ) من طريق حنش بن الحارث بن لقيط النخعي الأشجعي عن رياح بن الحارث .
قلت : و هذا إسناد جيد رجاله ثقات . و قال الهيثمي : " رواه أحمد و الطبراني ,
و رجال أحمد ثقات " .
6 - البراء بن عازب . يرويه عدي بن ثابت عنه قال : " كنا مع رسول الله صلى الله
عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم , فنودي فينا : الصلاة جامعة , و كسح لرسول
الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر , و أخذ بيد علي رضي الله تعالى
عنه , فقال : ألستم تعلمون أني أولى بكل مؤمن من نفسه ? ... " الحديث مثل رواية
فطر بن خليفة عن زيد . و زاد : " قال : فلقيه عمر بعد ذلك , فقال له : هنيئا يا
ابن أبي طالب , أصبحت و أمسيت مولى كل مؤمن و مؤمنة " . أخرجه أحمد و ابنه في
زوائده ( 4 / 281 ) و ابن ماجة ( 116 ) مختصرا من طريق علي بن يزيد عن عدي بن
ثابت . و رجاله ثقات رجال مسلم غير علي بن يزيد و هو ابن جدعان , و هو ضعيف .
و له طريق ثانية عن البراء تقدم ذكرها في الطريق الثانية و الثالثة عن علي .
7 - ابن عباس . يرويه عنه عمرو بن ميمون مرفوعا دون الزيادة . أخرجه أحمد ( 1 /
330 - 331 ) و عنه الحاكم ( 3 / 132 - 134 ) و قال : " صحيح الإسناد " .
و وافقه الذهبي . و هو كما قالا .
8 و 9 و 10 - أنس بن مالك و أبو سعيد و أبو هريرة . يرويه عنهم عميرة بن سعد
قال : " شهدت عليا رضي الله عنه على المنبر يناشد أصحاب رسول الله صلى الله
عليه وسلم : من سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم غدير ( خم ) يقول ما قال
فليشهد . فقام اثنا عشر رجلا , منهم أبو هريرة و أبو سعيد و أنس بن مالك ,
فشهدوا أنهم سمعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " فذكره . أخرجه
الطبراني في " الصغير " ( ص 33 - هندية رقم 116 - الروض ) و في " الأوسط " (
رقم 2442 ) عن إسماعيل بن عمرو حدثنا مسعر عن طلحة بن مصرف عن عميرة بن سعد به
و قال : " لم يروه عن مسعر إلا إسماعيل " .
قلت : و هو ضعيف , و لذلك قال الهيثمي ( 9 / 108 ) بعد ما عزاه للمعجمين :
" و في إسناده لين " .
قلت : لكن يقويه أن له طرقا أخرى عن أبي هريرة و أبي سعيد و غيرهما من الصحابة
. أما حديث أبي هريرة فيرويه عكرمة بن إبراهيم الأزدي حدثني إدريس بن يزيد
الأودي عن أبيه عنه . أخرجه الطبراني في " الأوسط " ( 1105 ) و قال : " لم يروه
عن إدريس إلا عكرمة " .
قلت : و هو ضعيف . و أما حديث أبي سعيد فيرويه حفص بن راشد أخبرنا فضيل بن
مرزوق عن عطية عنه . أخرجه الطبراني في " الأوسط " ( 8599 ) و قال : " لم يروه
عن فضيل إلا حفص بن راشد " .
قلت : ترجمه ابن أبي حاتم ( 1 / 2 / 172 - 173 ) فلم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا
. و أما غيرهما من الصحابة , فروى الطبراني في " الأوسط " ( 2302 و 7025 ) من
طريقين عن عميرة بن سعد قال : " سمعت عليا ينشد الناس : من سمع رسول الله صلى
الله عليه وسلم يقول : ( فذكره ) , فقام ثلاث عشر فشهدوا أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال : فذكره . و عميرة موثق . ثم روى الطبراني فيه ( 5301 ) عن عبد
الله بن الأجلح عن أبيه عن أبي إسحاق عن عمرو بن ذي مر قال : سمعت عليا ...
الحديث إلا أنه قال : " ... اثنا عشر " . و قال : " لم يروه عن الأجلح إلا ابنه
عبد الله " .
قلت : و هو ثقة , و قد رواه حبيب بن حبيب أخو حمزة الزيات عن أبي إسحاق عن عمرو
ابن ذي مر و زيد بن أرقم قالا : خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم غدير
( خم ) فقال : فذكره , و زاد : " ... و انصر من نصره و أعن من أعانه " . أخرجه
الطبراني في " الكبير " ( 5059 ) . و حبيب هذا ضعيف كما قال الهيثمي ( 9 / 108
) . و أخرج عبد الله بن أحمد في " زوائده على المسند " ( 1 / 118 ) عن سعيد بن
وهب و زيد بن يثيع قالا : نشد علي الناس في الرحبة : من سمع رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقول يوم غدير ( خم ) إلا قام , فقام من قبل سعيد ستة , و من قبل زيد
ستة , فشهدوا ... الحديث . و قد مضى في الحديث الرابع - الطريق الثانية
و الثالثة . و إسناده حسن , و أخرجه البزار بنحوه و أتم منه . و للحديث طرق
أخرى كثيرة جمع طائفة كبيرة منها الهيثمي في " المجمع " ( 9 / 103 - 108 ) و قد
ذكرت و خرجت ما تيسر لي منها مما يقطع الواقف عليها بعد تحقيق الكلام على
أسانيدها بصحة الحديث يقينا , و إلا فهي كثيرة جدا , و قد استوعبها ابن عقدة في
كتاب مفرد , قال الحافظ ابن حجر : منها صحاح و منها حسان . و جملة القول أن
حديث الترجمة حديث صحيح بشطريه , بل الأول منه متواتر عنه صلى الله عليه وسلم
كما ظهر لمن تتبع أسانيده و طرقه , و ما ذكرت منها كفاية . و أما قوله في
الطريق الخامسة من حديث علي رضي الله عنه : " و انصر من نصره و اخذل من خذله "
. ففي ثبوته عندي وقفة لعدم ورود ما يجبر ضعفه , و كأنه رواية بالمعنى للشطر
الآخر من الحديث : " اللهم وال من ولاه و عاد من عاداه " . و مثله قول عمر لعلي
: " أصبحت و أمسيت مولى كل مؤمن و مؤمنة " . لا يصح أيضا لتفرد علي بن زيد به
كما تقدم . إذا عرفت هذا , فقد كان الدافع لتحرير الكلام على الحديث و بيان
صحته أنني رأيت شيخ الإسلام بن تيمية , قد ضعف الشطر الأول من الحديث , و أما
الشطر الآخر , فزعم أنه كذب <1> ! و هذا من مبالغته الناتجة في تقديري من تسرعه
في تضعيف الأحاديث قبل أن يجمع طرقها و يدقق النظر فيها . و الله المستعان .
أما ما يذكره الشيعة في هذا الحديث و غيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في
علي رضي الله عنه : " إنه خليفتي من بعدي " . فلا يصح بوجه من الوجوه , بل هو
من أباطيلهم الكثيرة التي دل الواقع التاريخي على كذبها لأنه لو فرض أن النبي
صلى الله عليه وسلم قاله , لوقع كما قال لأنه ( وحي يوحى ) و الله سبحانه لا
يخلف وعده , و قد خرجت بعض أحاديثهم في ذلك في الكتاب الآخر : "الضعيفة "
( 4923 و 4932 ) في جملة أحاديث لهم احتج بها عبد الحسين في " المراجعات " بينت
وهاءها و بطلانها , و كذبه هو في بعضها , و تقوله على أئمة السنة فيها .
-----------------------------------------------------------
[1] انظر " مجموع الفتاوى " ( 4 / 417 - 418 ) . اهـ .
1751 " أي إخواني ! لمثل اليوم فأعدوا " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 344 :
أخرجه البخاري في " التاريخ " ( 8 / 1 / 229 ) و ابن ماجة ( 4195 ) و أحمد ( 4
/ 294 ) و أبو بكر الشافعي في " مجلسان " ( 6 / 2 ) و الروياني في " مسنده "
( ق 96 / 1 ) و الخطيب في " التاريخ " ( 1 / 341 ) من طريق أبي رجاء عبد الله
ابن واقد الهروي قال : حدثنا محمد بن مالك عن # البراء بن عازب # قال : " بينما
نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ بصر بجماعة فقال : علام اجتمع عليه
هؤلاء ? قيل : على قبر يحفرونه , قال : ففزع رسول الله صلى الله عليه وسلم فبدر
بين يدي أصحابه مسرعا حتى انتهى إلى القبر فجثا عليه , قال : فاستقبلته من بين
يديه لأنظر ما يصنع , فبكى حتى بل الثرى من دموعه ثم أقبل علينا قال : " فذكره
. قلت : و هذا إسناد حسن , رجاله ثقات غير محمد بن مالك و هو أبو المغيرة
الجوزجاني مولى البراء , قال ابن أبي حاتم ( 4 / 1 / 88 ) عن أبيه : " لا بأس
به " , و اضطرب فيه ابن حبان , فذكره في كتابيه " الثقات " و " الضعفاء " !
و قال فيه : " كان يخطىء كثيرا , لا يجوز الاحتجاج بخبره إذا انفرد " . و قال
في الأول منهما : " لم يسمع من البراء شيئا " .
قلت : و قد تعقبه الحافظ بما أخرجه أحمد عقب هذا الحديث بالإسناد ذاته عن محمد
ابن مالك قال : " رأيت على البراء خاتما من ذهب , و كان الناس يقولون له لم
تختتم بالذهب ? و قد نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم , فقال البراء : بينا
نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم و بين يديه غنيمة يقسمها : و سبي و خرثي
, قال : فقسمها حتى بقي هذا الخاتم , فرفع طرفه , فنظر إلى أصحابه , ثم خفض ,
ثم رفع طرفه , فنظر إليهم ثم خفض , ثم رفع طرفه , فنظر إليهم ثم قال : أي براء
? فجئته حتى قعدت بين يديه , فأخذ الخاتم فقبض على كرسوعي ثم قال : خذ ألبس ما
كساك الله و رسوله . قال : و كان البراء يقول : كيف تأمرني أن أضع ما قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم : ألبس ما كساك الله و رسوله " . قال الحافظ : " فهذا
ينفي قول ابن حبان أنه لم يسمع من البراء إلا أن يكون عنده غير صادق , فما كان
ينبغي له أن يورده في كتاب ( الثقات ) " .
1752 " إياك و السمر بعد هدأة الليل , فإنكم لا تدرون ما يأتي الله من خلقه " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 346 :
أخرجه الحاكم ( 4 / 284 ) من طريق محمد بن عجلان عن القعقاع بن حكيم عن # جابر
ابن عبد الله # رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره
. و قال : " صحيح على شرط مسلم " . و وافقه الذهبي .
و أقول : إنما هو حسن فقط لأن ابن عجلان فيه ضعف يسير و إنما أخرج له مسلم
متابعة . ( الهدأة ) : السكون عن الحركات . أي بعد ما يسكن الناس عن المشي
و الاختلاف في الطرق .
1753 " إياكم و كثرة الحديث عني , من قال علي فلا يقولن إلا حقا أو صدقا , فمن قال
علي ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 246 :
أخرجه الإمام أحمد ( 5 / 297 ) : حدثنا محمد بن عبيد حدثنا محمد - يعني - ابن
إسحاق حدثني ابن كعب بن مالك عن # أبي قتادة # قال : سمعت رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقول : فذكره .
قلت : و هذا إسناد حسن رجاله ثقات , فإن ابن كعب بن مالك اسمه معبد , كذلك سماه
ابن إسحاق في رواية جماعة عنه . أخرجه الدارمي ( 1 / 77 ) و ابن ماجة ( 35 )
و الطحاوي في " مشكل الآثار " ( 1 / 172 ) و الحاكم ( 1 / 111 ) . و تابعه عقيل
ابن خالد عن معبد بن كعب به . أخرجه الطحاوي بسند ضعيف عنه . و تابعه كعب بن
عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن أبيه به . أخرجه الحاكم من طريق عتاب بن محمد بن
شوذب حدثنا كعب بن عبد الرحمن ...
قلت : و كعب هذا أورده ابن أبي حاتم ( 3 / 2 / 162 ) و لم يذكر فيه جرحا و لا
تعديلا . و عتاب بن محمد بن شوذب لم أعرفه .
1754 " أيما راع استرعى رعية فغشها فهو في النار " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 347 :
أخرجه أحمد ( 5 / 25 ) و مسلم ( 6 / 9 ) و لم يسق لفظه عن سوادة بن أبي الأسود
عن أبيه عن # معقل بن يسار # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
ثم روى أحمد و مسلم و كذا البخاري في " الأحكام " من طريق الحسن البصري عن معقل
ابن يسار نحوه أتم منه . فراجعه في " الترغيب " ( 3 / 141 ) . و إنما قصدت إلى
تخريجه من هذا الطريق لأنه سالم من عنعنة الحسن البصري , فهو متابع قوي له ,
و الحمد لله على توفيقه .
1755 " أيما عبد أصاب شيئا مما نهى الله عنه , ثم أقيم عليه حده , كفر عنه ذلك الذنب
" .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 347 :
أخرجه الحاكم ( 4 / 388 ) و اللفظ له و الدارمي ( 2 / 182 ) و أحمد ( 5 / 214 و
215 ) و الطبراني ( 3728 و 3731 و 3732 ) من طريق أسامة بن زيد أن محمد بن
المنكدر حدثه أن ابن خزيمة بن ثابت حدثه عن أبيه # خزيمة بن ثابت # رضي الله
عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره . و قال : " صحيح الإسناد " .
و وافقه الذهبي .
و أقول : إنما هو حسن فقط لأن أسامة بن زيد و هو الليثي فيه كلام يسير . و ابن
خزيمة اسمه عمارة و هو ثقة . نعم , الحديث صحيح , فإنه له شواهد كثيرة في
" الصحيحين " و غيرهما . و من شواهده ما أورده السيوطي في " الجامع الصغير "
من حديث الشريد بن سويد مرفوعا بلفظ : " الرجم كفارة لما صنعت " . و قال :
" رواه النسائي و الضياء في ( المختارة ) " . و زاد في " الجامع الكبير " ( 1 /
346 / 2 ) : " و الطبراني في " الكبير " و سمويه " . و سببه كما في " المعجم
الكبير " للطبراني ( 7252 ) بسنده عن الشريد قال : " رجمت امرأة في عهد النبي
صلى الله عليه وسلم , فلما فرغنا منها جئناه " فذكر الحديث . و في سنده القاسم
ابن رشدين بن عميرة , قال النسائي : " لا أعرفه " .
قلت : و ليس هو في " سنن النسائي الصغير " و لذلك لم يورده النابلسي في
" الذخائر " , فلعله في " الكبرى " له , و لم أقف على إسناده لننظر فيه و ليس
هو في الجزء المحفوظ في " الظاهرية " من " فوائد سمويه " . ثم وقفت على سنده
بواسطة " النكت الظراف " للحافظ العسقلاني ( 4 / 154 ) فإذا هو من طريق أخرى
ليس فيه القاسم المذكور , و رجاله ثقات غير يحيى بن سليمان قال الذهبي في "
الكاشف " : " صويلح " . و قد خالفه أبو الطاهر بن السرح فرواه عن عمرو بن
الشريد مرسلا لم يقل عن أبيه . أخرجه النسائي في " الكبرى " , و هو أصح . لكن
يشهد له حديث الترجمة , و قد يشهد له ما أخرجه الطبراني في " الكبير " ( رقم
3794 ) عن يحيى الحماني أخبرنا منكدر بن محمد بن المنكدر عن أبيه عن خزيمة بن
معمر الأنصاري قال : رجمت امرأة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم , فقال الناس
: حبط عملها , فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال : " هو كفارة ذنوبها ,
و تحشر على ما سوى ذلك " . قال الهيثمي في " المجمع " ( 6 / 265 ) : " رواه
الطبراني و فيه يحيى بن عبد الحميد الحماني و هو ضعيف " .
قلت : و المنكدر بن محمد لين الحديث كما في " التقريب " , فالسكوت عنه و إعلاله
بمن دونه ليس بجيد .
1756 " أيما رجل رمى بسهم في سبيل الله عز وجل , فبلغ مخطئا أو مصيبا فله من الأجر
كرقبة يعتقها من ولد إسماعيل . و أيما رجل شاب شيبة في سبيل الله فهو له نور .
و أيما رجل مسلم أعتق رجلا مسلما , فكل عضو من المعتق بعضو من المعتق فداء له
من النار . و أيما امرأة مسلمة أعتقت امرأة مسلمة , فكل عضو من المعتقة بعضو من
المعتقة فداء لها من النار . و أيما رجل مسلم قدم لله عز وجل من صلبه ثلاثة لم
يبلغوا الحنث أو امرأة , فهم له سترة من النار . و أيما رجل قام إلى وضوء يريد
الصلاة , فأحصى الوضوء إلى أماكنه , سلم من كل ذنب أو خطيئة له , فإن قام إلى
الصلاة رفعه الله بها درجة , و إن قعد قعد سالما " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 350 :
أخرجه أحمد ( 4 / 386 ) من طريق عبد الحميد حدثني شهر حدثني أبو طيبة أن شرحبيل
ابن السمط دعا عمرو بن عبسة السلمي فقال : يا # ابن عبسة # هل أنت محدثي حديثا
سمعته أنت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس فيه تزيد و لا كذب , و لا
تحدثنيه عن آخر سمعه منه غيرك ? قال : نعم , سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول : فذكره .
قلت : و هذا إسناد لا بأس به في الشواهد , رجاله ثقات غير شهر بن حوشب فإنه سيء
الحفظ , لاسيما و قد قال الإمام أحمد : " لا بأس بحديث عبد الحميد بن بهرام عن
شهر " . و قد وجدت الحديث مفرقا من غير طريقه إلا الجملة الأخيرة منه , فإني لم
أجد له فيها متابعا من حديث عمرو بن عبسة , و إنما من حديث أبي أمامة , فإليك
الآن بيانا تلك المتابعات حسب ترتيب الفقرات المرقمة :
1 - 3 تابعه سليم بن عمرو أن شرحبيل بن السمط قال لعمرو بن عبسة حدثنا حديث ليس
فيه تزويد و لا نسيان , قال عمرو : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكر
الفقرات الثلاثة مشوشة الترتيب . أخرجه الطحاوي في " المشكل " ( 1 / 310 )
و أحمد ( 4 / 113 ) و إسناده صحيح , و عزاه المنذري ( 2 / 171 ) للنسائي بإسناد
صحيح و له إسناد آخر من طريق الصنابحي عن عمرو . رواه أحمد و فيه رجل لم يسمه .
4 - تابعه سالم بن أبي الجعد عن معدان بن أبي طلحة عن أبي نجيح السلمي قال :
فذكره مرفوعا نحوه مع الفقرات الثلاثة الأولى . أخرجه أحمد ( 4 / 113 ) بسند
صحيح أيضا , و لابن حبان ( 1645 ) منه الفقرة الأولى بلفظ : " من بلغ بسهم في
سبيل الله فهو له درجة في الجنة " . و هي عند أحمد أيضا و زاد : " من رمى بسهم
في سبيل الله عز وجل فهو عدل محرر " . ثم رأيت عند ابن حبان ( 1208 ) هذه
الفقرة الرابعة و الثالثة أيضا . و كذا رواه الطحاوي في " المشكل " ( 1 / 312 )
. 5 - تابعه الفرج : حدثنا لقمان عن أبي أمامة عن عمرو بن عبسة السلمي مرفوعا
نحوه بلفظ : " من ولد له ثلاثة أولاد في الإسلام , فماتوا قبل أن يبلغوا الحنث
أدخله الله عز وجل الجنة برحمته إياهم , و من شاب ... " الحديث , و فيه الفقرات
الثلاث الأول . أخرجه أحمد ( 4 / 386 ) و سنده حسن .
6 - هذه الفقرة يرويها أبو غالب قال : سمعت أبا أمامة يقول : " إذا وضعت الطهور
مواضعه , قعدت مغفورا لك , فإن قام يصلي كان له فضيلة و أجرا , و إن قعد قعد
مغفورا له " . فقال رجل : يا أبا أمامة أرأيت إن قام فصلى تكون له نافلة ? قال
: " لا إنما النافلة للنبي صلى الله عليه وسلم , كيف تكون له نافلة و هو يسعى
في الذنوب و الخطايا ? ! تكون له فضيلة و أجرا " . أخرجه أحمد ( 5 / 255 )
و إسناده حسن . ثم أخرجه ( 5 / 263 ) من طريق عبد الحميد بن بهرام عن شهر بن
حوشب حدثني أبو أمامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " أيما رجل قام
إلى وضوئه يريد الصلاة , ثم غسل كفيه نزلت خطيئته من كفيه مع أول قطرة , فإذا
مضمض و استنشق و استنثر نزلت خطيئته من لسانه و شفتيه مع أول قطرة , فإذا غسل
وجهه نزلت خطيئته من سمعه و بصره مع أول قطرة , فإذا غسل يديه إلى المرفقين
و رجليه إلى الكعبين سلم من كل ذنب هو له , و من كل خطيئة كهيئته يوم ولدته أمه
, قال : فإذا قام إلى الصلاة رفع الله بها درجته , و إن قعد قعد سالما " . قال
المنذري ( 1 / 96 ) : " و هو إسناد حسن في المتابعات لا بأس به " . و الحديث
عزاه السيوطي في " الجامع الصغير " للطبراني فقط في " الكبير " ! دون الفقرة
الرابعة , ففاته أنه في " المسند " أتم منه ! و هو في " الكبير " بأكثر فقراته
مفرقا ( 7556 و 7560 و 7561 - 7567 و 7569 - 7572 ) من رواية شهر عن أبي أمامة
رضي الله عنه .
1757 " إياي و الفرج , يعني في الصلاة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 352 :
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 3 / 122 / 2 ) من طريق حفص بن غياث
و ابن أبي حاتم في " العلل " ( 1 / 141 ) من طريق محمد بن خالد الوهبي عن ابن
جريج عن عطاء عن # ابن عباس # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ...
فذكره . و خالفهما عبد الرزاق فقال : عن ابن جريج به موقوفا على ابن عباس لم
يرفعه . أخرجه الطبراني أيضا .
قلت : و هذا إسناد صحيح مرفوعا و موقوفا , و المرفوع أصح لاتفاق ثقتين عليه .
و ابن جريج و إن كان مدلسا , فروايته عن عطاء محمولة على السماع لقوله هو نفسه
: إذا قلت : قال عطاء , فأنا سمعته منه و إن لم أقل : سمعت . و كأنه لذلك لم
يعله أبو حاتم بعلة العنعنة مع أنه استنكره بقول ابنه عنه : " و هذا حديث منكر
و قال : " ابن جريج لا يحتمل هذا " يعني لا يحتمل رواية مثل هذا الحديث " .
كذا قال , و لم يذكر له علة ظاهرة , و كلامه يشعر على كل حال بأن العلة محمد
دون ابن جريج , و مع ذلك فلم تطمئن النفس لمثل هذا الإعلال المبهم , و كان يمكن
الاعتماد في ذلك على إيقاف عبد الرزاق إياه لولا اتفاق الثقتين على رفعه .
والله أعلم .
و الحديث قال الهيثمي في " المجمع " ( 2 / 91 ) : " رواه الطبراني في " الكبير
" , و رجاله ثقات " .
1758 " أيما رجل من أمتي سببته سبة , أو لعنته لعنة في غضبي , فإنما أنا من ولد آدم
أغضب كما يغضبون , و إنما بعثني رحمة للعالمين , فاجعلها عليهم صلاة يوم
القيامة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 353 :
أخرجه أبو داود ( 4659 ) و أحمد ( 5 / 437 ) و الطبراني ( 6156 , 6157 ) عن عمر
ابن قيس الماصر عن عمرو بن أبي قرة قال : " كان حذيفة بالمدائن , فكان يذكر
أشياء قالها رسول الله صلى الله عليه وسلم لأناس من أصحابه في الغضب , فينطلق
ناس ممن سمع ذلك من حذيفة , فيأتون # سلمان # فيذكرون له قول حذيفة , فيقول
سلمان : حذيفة أعلم بما يقول , فيرجعون إلى حذيفة , فيقولون له : قد ذكرنا قولك
لسلمان فما صدقك و لا كذبك , فأتى حذيفة سلمان و هو في مبقلة , فقال : يا سلمان
ما يمنعك أن تصدقني بما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ? فقال سلمان :
إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يغضب فيقول في الغضب لناس من أصحابه ,
و يرضى , فيقول في الرضا لناس من أصحابه , أما تنتهي حتى { تورث } رجالا حب
رجال , و رجالا بغض رجال , و حتى توقع اختلافا و فرقة ?! و لقد علمت أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم خطب فقال : ( فذكره ) , والله لتنتهين أو لأكتبن إلى
عمر " .
قلت : و السياق لأبي داود و هو أتم و إسناده صحيح رجاله كلهم ثقات . و للحديث
شواهد كثيرة تقدم بعضها من حديث عائشة و أم سلمة في المجلد الأول رقم ( 83 و 84
) مع التعليق عليه بما يناسب المقام , فارجع إليه إن شئت .
1759 " ألا إنما هن أربع : أن لا تشركوا بالله شيئا و لا تقتلوا النفس التي حرم الله
إلا بالحق و لا تزنوا و لا تسرقوا " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 354 :
أخرجه أحمد ( 4 / 339 ) و الطبراني ( 6316 - 6317 ) من طريق منصور عن هلال بن
يساف عن # سلمة بن قيس الأشجعي # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في
حجة الوداع : ( فذكره ) قال : فما أنا بأشح عليهن مني إذا سمعتهن من رسول الله
صلى الله عليه وسلم .
قلت : و هذا إسناد صحيح . و قصر الهيثمي فقال ( 1 / 104 ) : " رواه الطبراني في
" الكبير " , و رجاله ثقات " .
1760 " أيها الناس عليكم بالقصد , عليكم بالقصد , فإن الله لا يمل حتى تملوا " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 354 :
أخرجه ابن ماجة ( 4241 ) و أبو يعلى ( 2 / 497 ) و ابن حبان ( 651 ) من طريق
يعقوب بن عبد الله القمي حدثنا عيسى بن جارية عن # جابر # قال : " مر رسول الله
صلى الله عليه وسلم على رجل قائم يصلي على صخرة , فأتى ناحية مكة , فمكث مليا ,
ثم أقبل فوجد الرجل على حاله يصلي , فجمع يديه ثم قال : " فذكره .
قلت : و هذا إسناد محتمل للتحسين , رجاله موثوقون , و عيسى بن جارية مختلف فيه
, و قال الحافظ : " فيه لين " . و قال البوصيري في " الزوائد " ( 286 / 1 ) :
" هذا إسناد حسن , يعقوب مختلف فيه , و الباقي ثقات " . كذا قال , و لا يخفى ما
فيه لكن الحديث صحيح , فإنه يشهد له حديث بريدة مرفوعا : " عليكم هديا قاصدا ,
فإنه من يشاد هذا الدين يغلبه " . أخرجه أحمد و غيره و قد خرجته في " ظلال
الجنة في تخريج السنة " لابن أبي عاصم ( 95 - 97 ) . و حديث عائشة مرفوعا :
" اكفلوا من العمل ما تطيقون , فإن الله لا يمل حتى تملوا " . رواه الشيخان
و غيرهما و هو مخرج في " صحيح أبي داود " ( 1238 ) و مضى له شاهد ( 1709 ) .
1761 " يا أيها الناس ! إني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا , كتاب الله و
عترتي أهل بيتي " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 355 :
أخرجه الترمذي ( 2 / 308 ) و الطبراني ( 2680 ) عن زيد بن الحسن الأنماطي عن
جعفر عن أبيه عن # جابر بن عبد الله # قال : " رأيت رسول الله صلى الله عليه
وسلم في حجته يوم عرفة , و هو على ناقته القصواء يخطب , فسمعته يقول : " فذكره
, و قال : " حديث حسن غريب من هذا الوجه , و زيد بن الحسن قد روى عنه سعيد بن
سليمان و غير واحد من أهل العلم " .
قلت : قال أبو حاتم , منكر الحديث , و ذكره ابن حبان في " الثقات " . و قال
الحافظ : " ضعيف " .
قلت : لكن الحديث صحيح , فإن له شاهدا من حديث زيد بن أرقم قال : " قام رسول
الله صلى الله عليه وسلم يوما فينا خطيبا بماء يدعى ( خما ) بين مكة و المدينة
, فحمد الله , و أثنى عليه , و وعظ و ذكر , ثم قال : أما بعد , ألا أيها الناس
, فإنما أنا بشر , يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب , و أنا تارك فيكم ثقلين ,
أولهما كتاب الله , فيه الهدى و النور ( من استمسك به و أخذ به كان على الهدى ,
و من أخطأه ضل ) , فخذوا بكتاب الله , و استمسكوا به - فحث على كتاب الله و رغب
فيه , ثم قال : - و أهل بيتي , أذكركم الله في أهل بيتي , أذكركم الله في أهل
بيتي , أذكركم الله في أهل بيتي " . أخرجه مسلم ( 7 / 122 - 123 ) و الطحاوي في
" مشكل الآثار " ( 4 / 368 ) و أحمد ( 4 / 366 - 367 ) و ابن أبي عاصم في "
السنة " ( 1550 و 1551 ) و الطبراني ( 5026 ) من طريق يزيد بن حيان التميمي عنه
. ثم أخرج أحمد ( 4 / 371 ) و الطبراني ( 5040 ) و الطحاوي من طريق علي بن
ربيعة قال : " لقيت زيد بن أرقم و هو داخل على المختار أو خارج من عنده , فقلت
له : أسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إني تارك فيكم الثقلين ( كتاب
الله و عترتي ) ? قال : نعم " . و إسناده صحيح , رجاله رجال الصحيح . و له طرق
أخرى عند الطبراني ( 4969 - 4971 و 4980 - 4982 و 5040 ) و بعضها عند الحاكم (
3 / 109 و 148 و 533 ) . و صحح هو و الذهبي بعضها . و شاهد آخر من حديث عطية
العوفي عن أبي سعيد الخدري مرفوعا : " ( إنى أوشك أن أدعى فأجيب , و ) إني تركت
فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا بعدي , الثقلين , أحدهما أكبر من الآخر , كتاب
الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض , و عترتي أهل بيتي , ألا و إنهما لن
يتفرقا حتى يردا علي الحوض " . أخرجه أحمد ( 3 / 14 و 17 و 26 و 59 ) و ابن أبي
عاصم ( 1553 و 1555 ) و الطبراني ( 2678 - 2679 ) و الديلمي ( 2 / 1 / 45 ) .
و هو إسناد حسن في الشواهد . و له شواهد أخرى من حديث أبي هريرة عند الدارقطني
( ص 529 ) و الحاكم ( 1 / 93 ) و الخطيب في " الفقيه و المتفقه " ( 56 / 1 ) .
و ابن عباس عند الحاكم و صححه , و وافقه الذهبي . و عمرو بن عوف عند ابن عبد
البر في " جامع بيان العلم " ( 2 / 24 , 110 ) , و هي و إن كانت مفرداتها لا
تخلو من ضعف , فبعضها يقوي بعضا , و خيرها حديث ابن عباس . ثم وجدت له شاهدا
قويا من حديث علي مرفوعا به . أخرجه الطحاوي في " مشكل الآثار ( 2 / 307 ) من
طريق أبي عامر العقدي : حدثنا يزيد بن كثير عن محمد بن عمر بن علي عن أبيه عن
علي مرفوعا بلفظ : " ... كتاب الله بأيديكم , و أهل بيتي " . و رجاله ثقات غير
يزيد بن كثير فلم أعرفه , و غالب الظن أنه محرف على الطابع أو الناسخ . و الله
أعلم . ثم خطر في البال أنه لعله انقلب على أحدهم , و أن الصواب كثير بن زيد ,
ثم تأكدت من ذلك بعد أن رجعت إلى كتب الرجال , فوجدتهم ذكروه في شيوخ عامر
العقدي , و في الرواة عن محمد بن عمر بن علي , فالحمد لله على توفيقه . ثم
ازددت تأكدا حين رأيته على الصواب عند ابن أبي عاصم ( 1558 ) . و شاهد آخر
يرويه شريك عن الركين بن الربيع عن القاسم بن حسان عن زيد بن ثابت مرفوعا به .
أخرجه أحمد ( 5 / 181 - 189 ) و ابن أبي عاصم ( 1548 - 1549 ) و الطبراني في "
الكبير " ( 4921 - 4923 ) . و هذا إسناد حسن في الشواهد و المتابعات , و قال
الهيثمي في " المجمع " ( 1 / 170 ) : " رواه الطبراني في " الكبير " و رجاله
ثقات " ! و قال في موضع آخر ( 9 / 163 ) : " رواه أحمد , و إسناده جيد " ! بعد
تخريج هذا الحديث بزمن بعيد , كتب علي أن أهاجر من دمشق إلى عمان , ثم أن أسافر
منها إلى الإمارات العربية , أوائل سنة ( 1402 ) هجرية , فلقيت في ( قطر ) بعض
الأساتذة و الدكاترة الطيبين , فأهدى إلي أحدهم رسالة له مطبوعة في تضعيف هذا
الحديث , فلما قرأتها تبين لي أنه حديث عهد بهذه الصناعة , و ذلك من ناحيتين
ذكرتهما له : الأولى : أنه اقتصر في تخريجه على بعض المصادر المطبوعة المتداولة
, و لذلك قصر تقصيرا فاحشا في تحقيق الكلام عليه , و فاته كثير من الطرق
و الأسانيد التي هي بذاتها صحيحة أو حسنة فضلا عن الشواهد و المتابعات , كما
يبدو لكل ناظر يقابل تخريجه بما خرجته هنا ..
الثانية : أنه لم يلتفت إلى أقوال المصححين للحديث من العلماء و لا إلى قاعدتهم
التي ذكروها في " مصطلح الحديث " : أن الحديث الضعيف يتقوى بكثرة الطرق , فوقع
في هذا الخطأ الفادح من تضعيف الحديث الصحيح . و كان قد نمى إلى قبل الالتقاء
به و اطلاعي على رسالته أن أحد الدكاترة في ( الكويت ) يضعف هذا الحديث ,
و تأكدت من ذلك حين جاءني خطاب من أحد الإخوة هناك , يستدرك علي إيرادي الحديث
في " صحيح الجامع الصغير " بالأرقام ( 2453 و 2454 و 2745 و 7754 ) لأن الدكتور
المشار إليه قد ضعفه , و أن هذا استغرب مني تصحيحه ! و يرجو الأخ المشار إليه
أن أعيد النظر في تحقيق هذا الحديث , و قد فعلت ذلك احتياطيا , فلعله يجد فيه
ما يدله على خطأ الدكتور , و خطئه هو في استرواحه و اعتماده عليه , و عدم تنبهه
للفرق بين ناشئ في هذا العلم , و متمكن فيه , و هي غفلة أصابت كثيرا من الناس
اللذين يتبعون كل من كتب في هذا المجال , و ليست له قدم راسخة فيه . و الله
المستعان . و اعلم أيها القارىء الكريم , أن من المعروف أن الحديث مما يحتج به
الشيعة , و يلهجون بذلك كثيرا , حتى يتوهم أهل السنة أنهم مصيبون في ذلك , و هم
جميعا واهمون في ذلك , و بيانه من وجهين :
الأول : أن المراد من الحديث في قوله صلى الله عليه وسلم : " عترتي " أكثر مما
يريده الشيعة , و لا يرده أهل السنة بل هم مستمسكون به , ألا و هو أن العترة
فيهم هم أهل بيته صلى الله عليه وسلم , و قد جاء ذلك موضحا في بعض طرقه كحديث
الترجمة : " عترتي أهل بيتي " و أهل بيته في الأصل هم " نساؤه صلى الله عليه
وسلم و فيهن الصديقة عائشة رضي الله عنهن جميعا كما هو صريح قوله تعالى في (
الأحزاب ) : *( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرا )*
بدليل الآية التي قبلها و التي بعدها : *( يا نساء النبي لستن كأحد من النساء
إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض و قلن قولا معروفا . و قرن
في بيوتكن و لا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى و أقمن الصلاة و آتين الزكاة و أطعن
الله و رسوله إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرا . و
اذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله و الحكمة إن الله كان لطيفا خبيرا )* ,
و تخصيص الشيعة ( أهل البيت ) في الآية بعلي و فاطمة و الحسن و الحسين رضي
الله عنهم دون نسائه صلى الله عليه وسلم من تحريفهم لآيات الله تعالى انتصارا
لأهوائهم كما هو مشروح في موضعه , و حديث الكساء و ما في معناه غاية ما فيه
توسيع دلالة الآية و دخول علي و أهله فيها كما بينه الحافظ ابن كثير و غيره ,
و كذلك حديث " العترة " قد بين النبي صلى الله عليه وسلم أن المقصود أهل بيته
صلى الله عليه وسلم بالمعنى الشامل لزوجاته و علي و أهله . و لذلك قال
التوربشتي - كما في " المرقاة " ( 5 / 600 ) : " عترة الرجل : أهل بيته و رهطه
الأدنون , و لاستعمالهم " العترة " على أنحاء كثيرة بينها رسول الله صلى الله
عليه وسلم بقوله : " أهل بيتي " ليعلم أنه أراد بذلك نسله و عصابته الأدنين و
أزواجه " . و الوجه الآخر : أن المقصود من " أهل البيت " إنما هم العلماء
الصالحون منهم و المتمسكون بالكتاب و السنة , قال الإمام أبو جعفر الطحاوي رحمه
الله تعالى : " ( العترة ) هم أهل بيته صلى الله عليه وسلم الذين هم على دينه و
على التمسك بأمره " . و ذكر نحوه الشيخ علي القاريء في الموضع المشار إليه آنفا
. ثم استظهر أن الوجه في تخصيص أهل البيت بالذكر ما أفاده بقوله : " إن أهل
البيت غالبا يكونون أعرف بصاحب البيت و أحواله , فالمراد بهم أهل العلم منهم
المطلعون على سيرته الواقفون على طريقته العارفون بحكمه و حكمته . و بهذا يصلح
أن يكون مقابلا لكتاب الله سبحانه كما قال : *( و يعلمهم الكتاب و الحكمة )* "
. قلت : و مثله قوله تعالى في خطاب أزواجه صلى الله عليه وسلم في آية التطهير
المتقدمة : *( و اذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله و الحكمة )* . فتبين أن
المراد بـ ( أهل البيت ) المتمسكين منهم بسنته صلى الله عليه وسلم , فتكون هي
المقصود بالذات في الحديث , و لذلك جعلها أحد ( الثقلين ) في حديث زيد بن أرقم
المقابل للثقل الأول و هو القرآن , و هو ما يشير إليه قول ابن الأثير في "
النهاية " : " سماهما ( ثقلين ) لأن الآخذ بهما ( يعني الكتاب و السنة )
و العمل بهما ثقيل , و يقال لكل خطير نفيس ( ثقل ) , فسماهما ( ثقلين ) إعظاما
لقدرهما و تفخيما لشأنهما " .
قلت : و الحاصل أن ذكر أهل البيت في مقابل القرآن في هذا الحديث كذكر سنة
الخلفاء الراشدين مع سنته صلى الله عليه وسلم في قوله : " فعليكم بسنتي و سنة
الخلفاء الراشدين ... " . قال الشيخ القاريء ( 1 / 199 ) : " فإنهم لم يعملوا
إلا بسنتي , فالإضافة إليهم , إما لعملهم بها , أو لاستنباطهم و اختيارهم إياها
" . إذا عرفت ما تقدم فالحديث شاهد قوي لحديث " الموطأ " بلفظ : " تركت فيكم
أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما , كتاب الله و سنة رسوله " . و هو في " المشكاة
" ( 186 ) . و قد خفي وجه هذا الشاهد على بعض من سود صفحات من إخواننا الناشئين
اليوم في تضعيف حديث الموطأ . و الله المستعان .
1762 " الآيات خرزات منظومات في سلك , فإن يقطع السلك يتبع بعضها بعضا " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 361 :
أخرجه الحاكم ( 4 / 473 - 474 ) و أحمد ( 2 / 219 ) من طريقين عن خالد بن
الحويرث عن # عبد الله بن عمرو # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
فذكره .
قلت : " إسناده ضعيف خالد بن الحويرث ليس بالمشهور , قال ابن معين : " لا أعرفه
" و ذكره ابن حبان في الثقات " . لكن للحديث شاهد من رواية أنس بن مالك مرفوعا
به إلا أنه قال : " الأمارات خرزات ... " . أخرجه الحاكم ( 4 / 546 ) و قال :
" صحيح على شرط مسلم " . و وافقه الذهبي , و هو كما قالا .
1763 " الإبل عز لأهلها و الغنم بركة و الخير معقود في نواصي الخيل إلى يوم القيامة
" .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 362 :
أخرجه ابن ماجة ( 2305 ) و أبو يعلى في " مسنده " ( 4 / 1614 ) قالا : حدثنا
محمد بن عبد الله بن نمير حدثنا عبد الله بن إدريس عن حصين عن عامر عن # عروة
البارقي # يرفعه , و ذكره .
قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين كما في " الزوائد " ( 162 / 1 ) و قال
: " فقد احتجا بجميع رواته , و رواه الشيخان و الترمذي و النسائي من طريق عامر
الشعبي به , مقتصرين على قصة الخيل دون أوله , و كذلك رواه الدارمي " . و له
شاهد من حديث حذيفة بن اليمان مرفوعا به و زاد : " و عبدك أخوك , فأحسن إليه
و إن وجدته مغلوبا فأعنه " . أخرجه البزار ( رقم - 1685 ) عن أبي يحيى الحماني
عبد الحميد بن عبد الرحمن : حدثنا الحسن بن أبي الحسن البجلي عن طلحة بن مصرف
عن أبي عمار عن عمرو بن شرحبيل عنه و قال : " لا نعلمه عن حذيفة إلا بهذا
الإسناد , و أحسب أن الحسن البجلي هو ابن عمارة " .
قلت : و هو متروك كما في " التقريب " , و قول الهيثمي ( 5 / 259 ) : " و هو
ضعيف " . فهو من تساهله أو تسامحه في التعبير , فالرجل أسوأ حالا من ذلك كما هو
معروف عند العلماء و لذلك فهو ممن لا يصلح للاستشهاد به . و جملة " الغنم بركة
" قد صحت من حديث أم هاني و عائشة بإسنادين صحيحين و قد تقدما ( 773 ) .
و أخرجها أبو يعلى ( 2 / 477 ) من طريق عبد الله بن عبد الله عن ابن ( أبي )
ليلى عن البراء مرفوعا . و عبد الله هذا هو أبو جعفر الرازي , و هو ممن يستشهد
به لسوء حفظه مع الصدق . و روى طلحة عن عمرو عن عطاء مرسلا بلفظ : " الغنم بركة
موضوعة و الإبل جمال لأهلها و الخير معقود في نواصي الخيل إلى يوم القيامة " .
أخرجه معمر بن المثنى في " الخيل " ( 3 / 2 ) : حدثني عمر بن عمران السدوسي قال
: حدثنا طلحة بن عمرو به .
قلت : و طلحة هذا هو الحضرمي المكي متروك أيضا .
1764 " الأخوات الأربع : ميمونة و أم الفضل و سلمى و أسماء بنت عميس - أختهن لأمهن -
مؤمنات " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 363 :
أخرجه ابن سعد في " الطبقات " ( 8 / 138 ) و ابن منده في " المعرفة " ( 2 / 328
/ 2 ) و الحاكم ( 4 / 32 ) و ابن عساكر في " التاريخ " ( 1 / 239 / 2 ) و أبو
منصور بن عساكر في " الأربعين في مناقب أمهات المؤمنين " ( ص 91 ) من طرق عن
عبد العزيز بن محمد الدراوردي عن إبراهيم بن عقبة - أخي موسى بن عقبة - عن كريب
مولى عبد الله بن العباس عن # عبد الله بن العباس # مرفوعا به , و قال الحاكم :
" صحيح على شرط مسلم " . و وافقه الذهبي , و هو كما قالا , و قال أبو منصور .
" و هذا حديث حسن من حديث كريب " .
1765 " الإزار إلى نصف الساق . فلما رأى شدة ذلك على المسلمين , قال : إلى الكعبين
لا خير فيما أسفل من ذلك " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 364 :
أخرجه أحمد ( 3 / 140 و 249 و 256 ) و البيهقي في " شعب الإيمان " ( 2 / 223 /
2 ) من طرق عن حميد عن # أنس # مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين و للحديث شواهد كثيرة مخرجة في "
المشكاة " ( 4331 ) و " الترغيب " ( 3 / 97 - 98 ) . و من الشواهد التي لم تخرج
هناك حديث حذيفة بن اليمان قال : " أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بعضلة
ساقي فقال : هذا موضع الإزار , فإن أبيت فأسفل , فإن أبيت فلا حق للإزار فيما
دون الكعبين " . أخرجه أصحاب السنن غير أبي داود و ابن حبان ( 1447 ) و أحمد (
5 / 382 و 396 و 398 و 400 ) و الحميدي ( 445 ) عن مسلم بن نذير عنه . و تابعه
عند ابن حبان ( 1448 ) الأغر أبو مسلم عن حذيفة . و هذه السنة مما أعرض عنها
كثير من الخاصة فضلا عن العامة , كما بينته في مقدمة كتابي الجديد " مختصر
الشمائل المحمدية " , و هو في طريقه إلى الطبع إن شاء الله تعالى .
1766 " الأكثرون هم الأسفلون يوم القيامة , إلا من قال بالمال هكذا و هكذا , و كسبه
من طيب " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 364 :
أخرجه ابن ماجة ( 4130 ) من طريق عكرمة بن عمار حدثني أبو زميل - هو سماك - عن
مالك بن مرثد الحنفي عن أبيه عن # أبي ذر # قال : قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : فذكره .
قلت : و هذا إسناد حسن , رجاله ثقات و في عكرمة بن عمار كلام و بخاصة في روايته
عن يحيى بن أبي كثير , قال الحافظ : " صدوق يغلط , و في روايته عن يحيى بن أبي
كثير اضطراب " . إذا عرفت هذا تعلم تساهل البوصيري في " الزوائد " ( 278 / 2 )
بقوله : " هذا إسناد صحيح , رجاله ثقات " . و لعله أتى من قبل كون عكرمة
المذكور من رجال مسلم , و من المعلوم أنه ليس كل رجاله في مرتبة واحدة , ففيهم
من هو حسن الحديث كما لا يخفى على مارس هذا العلم الشريف . و للحديث شاهد من
حديث ابن مسعود مرفوعا به دون قوله : " و كسبه من طيب " . أخرجه ابن حبان ( 807
) و رجاله ثقات . و آخر من حديث ابن عباس مرفوعا مثله . أخرجه الخطيب في
" التاريخ " ( 7 / 264 ) .
و ثالث من حديث أبي هريرة مرفوعا مثله , و زاد : " أمامه و عن يمينه و عن شماله
و خلفه " . أخرجه أحمد ( 2 / 428 ) و إسناده جيد , و ابن ماجة ( 4131 ) دون
الزيادة , و هو رواية لأحمد ( 2 / 340 ) . ثم وجدت له عنده ( 2 / 309 و 525 و
535 ) طريقا أخرى عن كميل بن زياد عن أبي هريرة بلفظ : " يا أبا هريرة هلك
المكثرون , إلا من قال هكذا , و هكذا , و هكذا , ثلاث مرات , حتى بكفيه عن
يمينه و عن يساره و بين يديه و قليل ما هم " .
قلت : و أحد إسناديه صحيح , و قال المنذري ( 4 / 108 ) : " رواته ثقات " .
و لهذا اللفظ شاهد من رواية عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري . أخرجه أحمد ( 3 /
31 ) و ابن ماجة ( 4129 ) . و آخر من حديث أبي ذر بلفظ : " إن الأكثرين هم
الأقلون إلا من قال ... " الحديث . أخرجه البخاري ( 2 / 83 ) و أحمد ( 5 / 152
) و قال : " الأخسرون " .
1767 " الإمام ضامن , فإن أحسن فله و لهم و إن أساء - يعني - فعليه و لهم " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 366 :
أخرجه ابن ماجة ( 981 ) عن عبد الحميد بن سليمان أخي فليح حدثنا أبو حازم قال :
" كان # سهل بن سعد الساعدي # يقدم فتيان قومه يصلون بهم , فقيل له : تفعل و لك
من القدم مالك ? قال : إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره .
قلت : و رجاله ثقات غير عبد الحميد بن سليمان , فهو ضعيف . لكن الحديث صحيح ,
فإن قوله : " الإمام ضامن " قد جاء من حديث أبي هريرة و عائشة و هما مخرجان في
" صحيح أبي داود " ( 530 - 531 ) و من حديث أبي أمامة عند أحمد ( 5 / 260 )
بسند حسن . و الباقي جاء من حديث أبي هريرة مرفوعا بلفظ : " يصلون لكم , فإن
أصابوا فلكم و لهم , و إن أخطأوا فلكم و عليهم " . أخرجه البخاري و أحمد ( 2 /
355 ) و ابن حبان ( 375 ) نحوه . و له عنده ( 374 ) شاهد من حديث عقبة بن عامر
مرفوعا نحوه , و هو مخرج في " صحيح أبي داود " ( 593 ) .
1768 " الأنصار شعار و الناس دثار و لو أن الناس استقبلوا واديا أو شعبا و استقبلت
الأنصار واديا لسلكت وادي الأنصار و لولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 367 :
أخرجه ابن ماجة ( 164 ) عن # عبد المهيمن بن عباس بن سهل بن سعد عن أبيه عن
جده # أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره . قال البوصيري في
" الزوائد " ( 12 / 1 ) : " هذا إسناد ضعيف , و الآفة فيه من عبد المهيمن بن
عباس , و باقي رجال الإسناد ثقات . رواه الترمذي في " الجامع " من حديث أبي بن
كعب إلا أنه لم يقل : " الأنصار شعار و الناس دثار " و قال : " لو سلك " بدل
" استقبلوا " و الباقي نحوه , و قال : " حديث حسن " .
قلت : هذا الحديث صحيح جدا , و لقد قصر البوصيري في حقه حين لم يستشهد له إلا
بحديث الترمذي , فأوهم أنه لا شاهد له سواه , و ليس كذلك , و أسوأ منه عملا
السيوطي , فإنه أورده في " الزيادة على الجامع الصغير " ( ق 69 / 1 ) من رواية
ابن ماجة فقط عن سهل , و كان الواجب أن يذكر له بعض الشواهد التي تدل على أنه
صحيح لغيره , و لو اختلفت بعض ألفاظه كما هي غالب عادته , و لذلك رأيت من
الواجب ذكر بعض الشواهد ليكون الواقف عليها على بينة من صحة الحديث , و الموفق
الله تعالى . و قد جاء الحديث عن عبد الله بن زيد بن عاصم و أنس بن مالك و أبي
هريرة و أبي قتادة و أبي بن كعب .
1 - أما حديث عبد الله بن زيد , فأخرجه البخاري ( 3 / 152 و 4 / 412 ) و مسلم
( 3 / 108 - 109 ) و أحمد ( 4 / 42 ) بتقديم و تأخير , و لفظه : " لولا الهجرة
لكنت امرأ من الأنصار و لو سلك الناس واديا أو شعبا لسلكت وادي الأنصار و شعبها
, و الأنصار شعار و الناس دثار , إنكم ستلقون بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني على
الحوض " .
2 - حديث أنس , أخرجه البخاري ( 3 / 4 و 153 و 154 ) و مسلم ( 3 / 106 و 107 )
و أحمد ( 3 / 169 و 172 و 188 و 246 و 249 و 275 و 280 ) من طرق عنه و ليس عند
الشيخين إلا الجملة الوسطى من لفظ الترجمة و هو رواية أحمد و إسناده في الرواية
الأولى التامة صحيح على شرط مسلم .
3 - حديث أبي هريرة , أخرجه البخاري ( 3 / 5 و 4 / 412 ) و ابن حبان ( 2292 )
و أحمد ( 2 / 410 و 414 و 419 و 469 و 501 ) من طرق عنه , و ليس عند البخاري
و ابن حبان الجملة الأولى منه خلافا لأحمد في رواية , و إسناده صحيح أيضا على
شرط مسلم .
4 - حديث أبي قتادة , أخرجه أحمد ( 5 / 307 ) عنه بتمامه و كذا الحاكم ( 4 / 79
) و قال : " صحيح الإسناد " . و وافقه الذهبي , و هو كما قالا . و قال الهيثمي
في " المجمع " ( 10 / 35 ) : " رواه أحمد و رجاله رجال الصحيح غير يحيى بن
النضر الأنصاري و هو ثقة " .
5 - حديث أبي بن كعب , أخرجه الترمذي ( رقم 3895 ) و أحمد ( 5 / 137 و 138 )
و عنه الحكم ( 4 / 78 ) عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن الطفيل بن أبي بن كعب
عن أبيه مرفوعا به , دون الجملة الأولى , و قال الترمذي : " حديث حسن " . و قال
الحاكم : " صحيح الإسناد " ! و وافقه الذهبي !
قلت : هو حسن الإسناد عند أحمد , فإن له عنده طريقا أخرى صحيحة عن ابن عقيل
و هو حسن الحديث . و في الباب عن جمع آخر من الصحابة , فمن شاء الإطلاع عليها ,
فليرجع إلى " مجمع الزوائد " , و فيما ذكرنا كفاية .
( تنبيه ) لم تقع الجملة الثالثة من الحديث في نسخة بولاق من " الترمذي " ( 2 /
324 ) و لذلك اعتمدنا في هذا التخريج على نسخة الأستاذ الدعاس , و لقد كان يحسن
به التنبيه على ذلك .
1769 " الإيمان بضع و سبعون بابا , فأدناه إماطة الأذى عن الطريق , و أرفعها قول :
لا إله إلا الله " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 369 :
أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ( 598 ) و الترمذي ( 3 / 357 - تحفة ) و ابن
ماجة ( 57 ) و أحمد ( 2 / 445 ) و أبو عبيد في " الإيمان " ( رقم 4 - بتحقيقي )
من طريق سفيان عن سهيل بن أبي صالح عن عبد الله بن دينار عن أبي صالح عن # أبي
هريرة # مرفوعا به إلا أن لفظ البخاري كلفظ جرير الآتي عند مسلم . و قال
الترمذي : " حديث حسن صحيح " .
قلت : و تابعه جرير عن سهيل به إلا أنه قال : " بضع و سبعون أو بضع و ستون شعبة
" . و الباقي مثله إلا أنه قال : " فأفضلها " مكان " و أرفعها " , و زاد :
" و الحياء شعبة من الإيمان " . أخرجه مسلم ( 1 / 46 ) و ابن ماجة ( 57 ) .
و تابعه حماد بن سلمة قال : أنبأنا سهيل بن أبي صالح به مثل لفظ سفيان إلا أنه
قال : " أفضلها " مكان " أرفعها " و " العظم " بدل " الأذى " , و زاد :
" و الحياء شعبة من الإيمان " . أخرجه أحمد ( 2 / 414 ) و أبو داود ( 2 , 268 )
بإسناد صحيح على شرط مسلم . و تابعه ابن عجلان عن عبد الله بن دينار بلفظ :
" الإيمان ستون أو سبعون أو أحد العددين ... " و الباقي مثل حديث حماد إلا أنه
قال : " أعلاها " . أخرجه ابن أبي شيبة في " الإيمان " ( رقم 67 بتحقيقي )
و عنه ابن ماجة ( 57 ) . و ابن عجلان حسن الحديث إلا عند المخالفة , و قد خالف
الجميع في إسقاطه لفظة " بضع " فلا يحتج به . و تابعهم مختصرا سليمان بن بلال
عن عبد الله بن دينار بلفظ : " الإيمان بضع و سبعون شعبة , و الحياء شعبة من
الإيمان " .أخرجه مسلم , و كذا البخاري ( 1 / 44 - فتح ) إلا أنه قال :
" و ستون " . أخرجه مسلم من طريقين , و البخاري من طريق ثالثة , كلهم عن أبي
عامر العقدي : حدثنا سليمان بن بلال به . و من العجيب أن تفوت الحافظ ابن حجر
رواية مسلم هذه فقد قال في شرحه : " قوله : ( و ستون ) لم تختلف الطرق عن أبي
عامر شيخ المؤلف في ذلك , و تابعه يحيى الحماني - بكسر المهملة و تشديد الميم -
عن سليمان بن بلال , و أخرجه أبو عوانة من طريق بشر بن عمرو عن سليمان بن بلال
, فقال : " بضع و ستون أو بضع و سبعون " . و كذا وقع التردد في رواية مسلم من
طريق سهيل بن أبي صالح عن عبد الله بن دينار . و رواه أصحاب السنن الثلاثة من
طريقه فقالوا : " بضع و سبعون " من غير شك , و لأبي عوانة في " صحيحه " من طريق
: " ست و سبعون أو سبع و سبعون " . و رجح البيهقي رواية البخاري لأن سليمان لم
يشك . و فيه نظر لما ذكرنا من رواية بشر بن عمرو عنه , فتردد أيضا . لكن يرجح
بأنه المتيقن و ما عداه مشكوك فيه . و أما رواية الترمذي بلفظ : " أربع و ستون
" فمعلولة , و على ( فرض ) صحتها لا تخالف رواية البخاري , و ترجيح رواية بضع و
سبعون لكونها زيادة ثقة كما ذكره الحليمي ثم عياض - لا يستقيم , إذ الذي زادها
لم يستمر على الجزم بها لاسيما مع اتحاد المخرج . و بهذا يتبين شفوف نظر
البخاري , و قد رجح ابن الصلاح الأقل لكونه المتيقن " .
و أقوله : لا شك أن الأخذ بالأقل هو المتيقن عند اضطراب الرواية و عدم إمكان
ترجيح وجه من وجوه الاضطراب , و ليس الأمر كذلك هنا في نقدي لأن رواية مسلم عن
سليمان أرجح من رواية البخاري عنه لأنها من طريقين كما سبقت الإشارة إليه عن
أبي عامر عنه . خلافا لقول الحافظ السابق : " لم تختلف الطرق عن أبي عامر ... "
. و متابعة الحماني إياه لا تفيد فيما نحن فيه لأن الحماني فيه ضعف . فإذا رجحت
رواية مسلم عن أبي عامر , فيصير سليمان بن بلال متابعا لسهيل بن أبي صالح من
طريق سفيان و حماد بن سلمة عنه بلفظ " بضع و سبعون " , و بهذه المتابعة يترجح
هذا اللفظ على سائر الألفاظ , لاسيما و غالبها تردد فيها الرواة و شكوا , فإذا
انضم إلى ذلك أن زيادة الثقة مقبولة , استقام ترجيح هذا اللفظ كما ذكره الحليمي
ثم عياض , و لم يرد عليه قول الحافظ : " إذ الذي زادها لم يستمر على الجزم بها
" لأنه يكفي القول بأن الجزم بها هو الراجح على ما بينا . و الله أعلم . و أما
لفظ " أربع و ستون " , فأخرجه الترمذي و أحمد ( 2 / 379 ) من طريق عمارة بن
غزية عن أبي صالح به . و عمارة هذا من رجال مسلم , و هو لا بأس به كما في "
التقريب " , فمثله لا يعارض بروايته رواية عبد الله بن دينار الثقة الثبت
المحتج به في " الصحيحين " , فهو أحفظ من عمارة بكثير , لاسيما و معه الزيادة ,
فهي مقبولة قطعا . و لعله لهذا جزم الحافظ بأنها معلولة . و الله أعلم .
1770 " الإيمان يمان و الكفر من قبل المشرق و إن السكينة في أهل الغنم و إن الرياء و
الفخر في أهل الفدادين : أهل الوبر و أهل الخيل , و يأتي المسيح من قبل المشرق
و همته المدينة , حتى إذا جاء دبر أحد تلقته الملائكة فضربت وجهه قبل الشام ,
هنالك يهلك , هنالك يهلك " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 372 :
" أخرجه الترمذي ( 3 / 238 - 239 - تحفة ) و أحمد ( 2 / 407 - 408 و 457 ) من
طريق العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن # أبي هريرة # عن النبي صلى الله عليه
وسلم أنه قال : فذكره . و قال الترمذي : " حديث صحيح " .
قلت : و إسناده صحيح على شرط مسلم , و قد أخرجه مسلم مفرقا في موضعين ( 1 / 52
و 4 / 120 ) , و هو رواية لأحمد ( 2 / 372 و 397 و 484 ) .
1771 " الأيمن فالأيمن ـ و في طريق : الأيمنون الأيمنون ـ ألا فيمنوا " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 272 :
ورد من حديث # أنس بن مالك و سهل بن سعد # .
1 - أما حديث أنس فيرويه البخاري ( 2 / 75 و 130 و 4 / 35 ) و مسلم ( 6 / 112 -
113 ) و أبو عوانة في " صحيحه " ( 8 / 148 - 149 ) و كذا مالك ( 2 / 926 / 17 )
و عنه أبو داود ( 3726 ) و كذا الترمذي ( 1 / 345 ) و صححه و الدارمي ( 2 / 118
) و ابن ماجة ( 3425 ) و الطيالسي ( 2094 ) و أحمد ( 3 / 110 و 113 و 197 و 231
و 239 ) و ابن سعد ( 7 / 20 ) و الدولابي ( 2 / 19 ) من طرق عنه : " أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم أتي بلبن قد شيب بماء و عن يمينه أعرابي و عن شماله
أبو بكر , فشرب , ثم أعطى الأعرابي , و قال : " فذكره , و اللفظ للبخاري من
طريق مالك عن ابن شهاب عنه . و في رواية للشيخين و أحمد من طريق أبي طوالة عبد
الله بن عبد الرحمن قال : سمعت أنسا يقول : " أتانا رسول الله صلى الله عليه
وسلم في دارنا هذه فاستسقى , فحلبنا شاة لنا , ثم شبته من ماء بئرنا هذه ,
فأعطيته , و أبو بكر عن يساره و عمر تجاهه و أعرابي عن يمينه , فلما فرغ قال
عمر : هذا أبو بكر , فأعطى الأعرابي فضله , ثم قال : " فذكره باللفظ الآخر ,
و السياق للبخاري : قال أنس : فهي سنة , فهي سنة , فهي سنة .
2 - و أما حديث سهل بن سعد الساعدي نحوه دون قوله : " الأيمن ... " . أخرجه
مالك ( رقم 18 ) و البخاري ( 2 / 75 و 100 و 138 و 4 / 36 ) و مسلم ( 6 / 113 )
و أحمد ( 5 / 333 و 338 ) و الطبراني ( 5780 و 5890 و 5948 و 5989 و 6007 ) من
طريق أبي حازم عنه . و في رواية للبخاري ( 4 / 39 ) و الطبراني ( 5792 ) من هذا
الوجه عنه أنه صلى الله عليه وسلم قال : " اسقنا يا سهل ! " . و في الحديث أن
بدء الساقي بالنبي صلى الله عليه وسلم إنما كان لأنه صلى الله عليه وسلم كان
طلب السقيا , فلا يصح الاستدلال به على أن السنة البدء بكبير القوم مطلقا كما
هو الشائع اليوم , كيف و هو صلى الله عليه وسلم لم يفعل ذلك بل أعطى الأعرابي
الذي كان عن يمينه دون أبي بكر الذي كان عن يساره , ثم بين ذلك بقوله :
" الأيمن فالأيمن " . و لعلي شرحت هذا في مكان آخر من هذا الكتاب أو غيره .
1772 " لقلب ابن آدم أشد انقلابا من القدر إذا اجتمعت غليانا " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 374 :
أخرجه أحمد ( 4 / 4 ) : حدثنا هاشم بن القاسم حدثنا الفرج حدثنا سليمان بن سليم
قال : قال # المقداد بن الأسود # : " لا أقول في رجل خيرا و لا شرا , حتى أنظر
ما يختم له - يعني - بعد شيء سمعته من النبي صلى الله عليه وسلم , قيل : و ما
سمعت ? قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " فذكره .
قلت : و هذا إسناد منقطع , و رجاله ثقات غير الفرج و هو ابن فضالة , فإنه ضعيف
لكنه قد توبع كما يأتي , و قد رواه عنه بقية فزاد في إسناده فقال : حدثنا الفرج
ابن فضالة حدثني سليمان بن سليم عن يحيى بن جابر عن المقداد بن الأسود به .
أخرجه المحاملي في الرابع من " الآمالي " ( 50 / 2 ) و أبو محمد الطامذي في "
الفوائد " ( 108 - 109 ) و قال : " و هذا إسناد شامي , و فرج بن فضالة يتكلم
فيه " .
قلت : و لبقية فيه إسناد آخر , فقال : حدثنا عبد الله بن سالم عن أبي سلمة
سليمان بن سليم عن ابن جبير عن أبيه عن المقداد به . أخرجه ابن أبي عاصم في
" السنة " ( رقم 226 - بتحقيقي ) و القضاعي ( ق 108 / 2 ) .
قلت : و إسناده صحيح , رجاله كلهم ثقات , صرح بقية فيه بالتحديث , فأمنا به شر
تدليسه . و لم يتفرد به , فقد قال عبد الله بن صالح : حدثني معاوية بن صالح عن
عبد الرحمن بن جبير بن نفير به . أخرجه الحاكم ( 2 / 289 ) و أبو القاسم
الحنائي في " الثالث من الفوائد " ( ق 81 / 2 ) و ابن بطة في " الإبانة " ( 4 /
18 / 2 ) و ابن عساكر في " التاريخ " ( 17 / 76 / 1 ) , و قال الحاكم : " على
شرط البخاري " . و وافقه الذهبي !
قلت : معاوية لم يخرج له البخاري , و ابن صالح فيه ضعف , و قال الحنائي : " لا
نعرفه بهذا الطريق إلا من حديث أبي صالح كاتب الليث " . ثم قال : " و الحديث
مشهور عن المقداد " .
قلت : تابعه الليث عن معاوية بن صالح به . أخرجه ابن بطة . فصح الحديث و الحمد
لله من هذه الطريق و طريق بقية الآخر .
1773 " بكروا بالإفطار و أخروا السحور " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 375 :
قال السيوطي في " الجامع الكبير " : " رواه ابن عدي و الديلمي عن # أنس # " .
قلت : و لم أقف على إسناده الآن , و إنما كان يغلب على الظن أنه ضعيف . ثم
رأيته عند الديلمي ( 2 / 1 / 3 ) , و فيه المبارك بن سحيم , و هو متروك . و عنه
ابن عدي ( ق 381 / 1 ) . لكن له شواهد كثيرة يتقوى بها , منها حديث أم حكيم بنت
وداع مرفوعا بلفظ : " عجلوا بالإفطار , و أخروا السحور " . قال الهيثمي في "
المجمع " ( 3 / 155 ) : " رواه الطبراني في " الكبير " من طريق حبابة بنت عجلان
عن أمها عن صفية بنت جرير , و هؤلاء النسوة روى لهن ابن ماجة , و لم يجرحهن أحد
و لم يوثقهن " . و عزاه الحافظ في " الإصابة " لأبي يعلى و ابن منده . و منها
حديث ابن عباس مرفوعا : " إنا معشر الأنبياء أمرنا أن نعجل إفطارنا و نؤخر
سحورنا و نضع أيماننا على شمائلنا في الصلاة " .أخرجه الطيالسي و غيره و صححه
ابن حبان , و هو مخرج في غير ما مؤلف من مؤلفاتي , فانظر " صحيح الجامع الصغير
و زيادته " ( رقم 2282 ) . و في الحض على تعجيل الإفطار و تأخير السحور أحاديث
أخرى تراجع في كتب الحديث الجامعة .
1774 " بعثت إلى أهل البقيع أصلي عليهم " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 376 :
أخرجه أحمد ( 6 / 92 ) عن عبد العزيز بن محمد عن علقمة بن أبي علقمة عن أمه عن
# عائشة # أنها قالت : " خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة , فأرسلت
بريرة في أثره لتنظر أين ذهب , قالت : فسلك نحو بقيع الغرقد , فوقف في أدنى
البقيع , ثم رفع يديه , ثم انصرف , فرجعت إلي بريرة , فأخبرتني , فلما أصبحت
سألته ? فقلت : يا رسول الله أين خرجت الليلة ? قال : فذكره . و تابعه مالك في
" الموطأ " ( 1 / 242 / 55 ) و عنه النسائي ( 1 / 287 ) .
قلت : و هذا إسناد لا بأس به في الشواهد , فإن أم علقمة و اسمها مرجانة قد روى
عنها أيضا غير ابنها , بكير بن الأشج , و قال العجلي في " الثقات " ( 68 / 2
مصورة المكتب ) : " مدنية تابعية ثقة " . و قد تابعها على أصل القصة محمد بن
قيس بن مخرمة بن المطلب عن عائشة به مطولا , مع اختلاف في بعض الأحرف , و فيه
أن جبريل عليه السلام قال له صلى الله عليه وسلم : " إن ربك يأمرك أن تأتي أهل
البقيع فتستغفر لهم " . أخرجه مسلم ( 3 / 63 - 64 ) و النسائي ( 1 / 286 - 287
) و أحمد ( 6 / 221 ) . فقوله : " فتستغفر لهم " يبين أن قوله في رواية علقمة :
" لأصلي عليهم " ليس المراد صلاة الجنازة , و إنما الدعاء لهم و الاستغفار .
1775 " أهل اليمن أرق قلوبا و ألين أفئدة و أنجع طاعة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 377 :
أخرجه الإمام أحمد في " المسند " ( 4 / 154 ) من طريق مشرح بن هاعان أنه سمع
# عقبة بن عامر # يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره .
قلت : و هذا إسناد حسن , و رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير مشرح هذا , و قد
وثقه ابن معين , و كذا ابن حبان . ثم تناقض فأورده في " الضعفاء " ! و الحديث
قال الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 10 / 55 ) : " رواه أحمد و الطبراني - و قال
: و أسمع طاعة - و إسناده حسن " . ( أنجع ) أي أنفع .
1776 " بيت لا تمر فيه , كالبيت لا طعام فيه " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 377 :
أخرجه ابن ماجة ( 3327 ) من طريق هشام بن سعد عن عبيد الله بن أبي رافع عن جدته
# سلمى # أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .
قلت : و هذا إسناد حسن , و رجاله ثقات رجال مسلم على ضعف في هشام غير عبيد الله
و هو ابن علي بن أبي رافع , نسب لجده , قال ابن معين : " لا بأس به " . و قال
أبو حاتم : " لا بأس بحديثه " . و ذكره ابن حبان في " الثقات " . و يشهد له
حديث عائشة مرفوعا : " بيت لا تمر فيه جياع أهله " . أخرجه مسلم ( 6 / 123 )
و غيره .
1777 " بلوا أرحامكم و لو بالسلام " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 378 :
أخرجه وكيع في " الزهد " ( 2 / 74 / 2 ) : حدثنا مجمع بن يحيى الأنصاري عن #
سويد بن عامر الأنصاري # مرفوعا به . و أخرجه ابن حبان في " الثقات " ( 1 / 75
) و القضاعي في " مسند الشهاب " ( ق 55 / 1 ) و ابن عساكر في " تاريخ دمشق " (
16 / 132 / 2 ) من طرق أخرى عن مجمع به .
قلت : و هذا إسناد صحيح , و لكنه مرسل , أورده ابن حبان في ترجمة سويد هذا
و قال : " سويد بن عامر بن يزيد ( الأصل : زيد ) بن جارية الأنصاري من أهل
المدينة , يروي المراسيل , و قد سمع الشموس بنت النعمان , و لها صحبة " .
و أخرجه عبد الرحمن بن عمر الدمشقي في " الفوائد " ( 1 / 223 / 1 ) و القضاعي
أيضا من طريق عيسى بن يونس عن مجمع بن يحيى قال : حدثني رجل من الأنصار .
و أخرجه أبو عبيد في " غريب الحديث " ( ق 62 / 1 ) من طريق الفزاري مروان بن
معاوية عن مجمع بن يحيى الأنصاري عمن حدثه يرفعه .
قلت : و بالجملة فالإسناد صحيح مرسلا , إلا أن بعضهم لم يسم مرسله . و سماه
الآخرون , و به يتبين أنه ثقة . و قد روى موصولا من حديث ابن عباس و أبي الطفيل
و أنس بن مالك و سويد بن عمرو .
1 - أما حديث ابن عباس , فوصله القطيعي في " جزء الألف دينار " ( ق 38 / 2 ) :
حدثنا محمد قال : حدثنا معاذ بن معاذ بن صقير - جليس لعثمان بن عمر - قال :
حدثنا البراء بن يزيد الغنوي قال : حدثنا أبو جمرة عنه . و بهذا الإسناد أخرجه
الطبراني كما في " المنتقى منه " ( 4 / 4 / 1 ) .
قلت : و محمد هو ابن يونس بن موسى الكديمي و هو متهم بالكذب , فلا يستشهد به .
و لكن لعله لم يتفرد به , فقد قال الهيثمي في " المجمع " ( 8 / 152 ) : " رواه
البزار و فيه يزيد بن عبد الله بن البراء الغنوي و هو ضعيف " .
قلت : فلم يعله بالكديمي , فلو كان في إسناد البزار أيضا , لم يدع إعلاله به
إلى إعلاله بالضعيف , ألا و هو الغنوي . ثم إن قوله : " و فيه يزيد بن عبد الله
ابن البراء " لعله سهو منه أو من بعض النساخ , فإن هذا الاسم لا وجود له و إنما
هو - كما في إسناد القطيعي و الطبراني - البراء بن يزيد الغنوي و هو البراء بن
عبد الله بن يزيد نسب لجده , و هو ضعيف كما في " التقريب " . ثم وقفت على إسناد
البزار في " كشف الأستار " ( 1877 ) فإذا هو عين إسناد القطيعي , إلا أنه نسب
محمدا فقال : ( ابن يونس ) .
2 - و أما حديث أبي الطفيل , فقد رواه الطبراني , و فيه راو لم يسم كما قال
الهيثمي .
3 و 4 - و أما حديث أنس و سويد , فعزاهما السيوطي للبيهقي في " الشعب " , و لم
أقف على إسنادهما , و لا على من بين علتهما . و جملة القول أن الحديث بمجموع
طرقه حسن على أقل الدرجات . ثم رأيت السخاوي في " المقاصد " ( ص 146 ) عزاه
للعسكري من حديث إسماعيل بن عياش عن مجمع بن جارية الأنصاري عن عمه عن أنس رفعه
به .
قلت : فرجعت هذه الطريق إلى الطريق الأولى , إلا أن إسماعيل بن عياش أسنده عن
أنس , و ذلك من أوهامه لأنه ضعيف في المدنيين كما قال البخاري و غيره , و مجمع
هذا منهم . ثم قال السخاوي : " و في الباب عن أبي الطفيل , عند الطبراني و ابن
لال , و عن سويد بن عامر , و بعضها يقوي بعض " . ( بلوا ) أي ندوها بصلتها , و
هم يطلقون النداوة على الصلة , كما يطلقون اليبس على القطيعة .
1778 " البركة مع أكابركم " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 380 :
أخرجه ابن حبان ( 1912 ) و أبو بكر الشافعي في " الفوائد " ( 97 / 1 - 2 )
و محمد بن مخلد العطار في " المنتقى من حديثه " ( 2 / 16 / 2 ) و أبو نعيم
في " الحلية " ( 8 / 172 ) و ابن عدي في " الكامل " ( ق 44 / 1 ) و الحاكم
في " المستدرك " ( 1 / 62 ) و في " علوم الحديث " ( ص 48 ) و الخطيب في "
التاريخ " ( 11 / 165 ) و القضاعي في " مسند الشهاب " ( 5 / 1 ) و ابن عساكر
في " التاريخ " ( 13 / 290 / 1 و 14 / 10 / 1 ) و الضياء في " المختارة " ( 64
/ 35 / 2 ) عن عبد الله بن المبارك عن خالد الحذاء عن عكرمة عن # ابن عباس # به
و قال الحاكم : " صحيح على شرط البخاري " . و وافقه الذهبي , و هو كما قالا . و
وقع في " الترغيب " ( 1 / 66 ) أنه قال : " على شرط مسلم " و هو خطأ . و قال
ابن عدي : " لا يروى إلا عن ابن المبارك , و الأصل فيه مرسل " .
قلت : ابن المبارك ثقة ثبت إمام , فلا يضره إرسال من أرسله , على أن له شاهدا
من حديث أنس يرويه سعيد بن بشير عن قتادة عنه مرفوعا به . أخرجه ابن عدي ( ق
177 / 2 ) و قال : " غريب , و لا أرى بما يروى عن سعيد بن بشير بأسا , و لعله
يهم في الشيء بعد الشيء و يغلط , و الغالب على حديثه الاستقامة , و الغالب عليه
الصدق " .
( تنبيه ) هكذا لفظ الحديث عند الوليد بن مسلم و جمع سواه عند من ذكرنا , رووه
كلهم عن ابن المبارك به . و خالفهم محمد بن عبد الرحمن بن سهم فقال : أخبرنا
عبد الله بن المبارك ... بلفظ : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سقى
قال : ابدؤا بالكبراء , أو قال : بالأكابر " . أخرجه أبو يعلى ( 2 / 638 ) و من
طريقه الضياء .
قلت : و هو بهذا اللفظ شاذ لمخالفة ابن سهم فيه الثقات , مع قول ابن حبان فيه :
" ربما أخطأ " . لاسيما و لفظه مخالف بظاهره للحديث المتفق عليه عن أنس : "
الأيمنون فالأيمنون " . <1> إلا أن يؤول , و لا حاجة إلى ذلك لأن التأويل فرع
التصحيح , فتأمل .
قلت : و أنكر منه لفظا ما رواه نعيم بن حماد عن عبد الله بن المبارك بلفظ :
" الخير ... " مكان البركة " . أخرجه البزار ( رقم - 1957 ) . و نعيم ضعيف . و
تابعه النضر بن طاهر : حدثنا ابن المبارك به . أخرجه الديلمي ( 2 / 136 ) .
و النضر ضعيف جدا كما قال ابن عدي .
-----------------------------------------------------------
[1] مضى تخريجه برقم ( 1771 ) . اهـ .
1779 " تؤخذ صدقات المسلمين على مياههم " . يعني مواشيهم .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 382 :
أخرجه أحمد ( 2 / 184 ) : حدثنا عبد الصمد عن عبد الله بن المبارك حدثنا أسامة
ابن زيد عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن # عبد الله بن عمرو # أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم قال : فذكره . و أخرجه الطيالسي ( 2264 ) : حدثنا ابن المبارك
به إلا أنه شك فقال : " أو عند أفنيتهم " . و أخرجه البيهقي ( 4 / 110 ) من
طريقه و قال : " شك أبو داود " و خالفهما في إسناده محمد بن الفضل فقال : حدثنا
ابن المبارك عن أسامة بن زيد عن أبيه عن ابن عمر مرفوعا به . أخرجه ابن ماجة (
1806 ) .
قلت : و محمد بن الفضل هو السدوسي الملقب بـ " عارم " , و هو ثقة , و لكنه كان
اختلط , فلا يعتد بمخالفته للثقتين المتقدمين : عبد الصمد و هو ابن عبد الوارث
و الطيالسي . و إسنادهما حسن , رجاله ثقات , و في أسامة بن زيد و هو أبو زيد
الليثي خلاف , و هو حسن الحديث . و أما قول البوصيري في " الزوائد " ( 133 / 2
) : " و إسناده ضعيف لضعف أسامة " .
فأقول : لعله أراد أنه أسامة بن زيد العدوي , فإنه ضعيف و الأقرب ما ذكرنا أنه
الليثي , فإنه هو الذي ذكر في الرواة عن عمرو بن شعيب دون العدوي . و كلاهما من
شيوخ ابن المبارك . و الله أعلم . و للحديث شاهد يرويه عبد الملك بن محمد بن
عمرو بن حزم عن عبد الله بن أبي بكر عن عمرو عن عائشة مرفوعا نحوه . أخرجه
البيهقي . و عبد الملك هذا لم أعرفه .
1780 " تجيء ريح بين يدي الساعة , تقبض فيها أرواح كل مؤمن " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 383 :
أخرجه أحمد ( 3 / 420 ) : حدثنا عبد الرزاق قال أنبأنا معمر عن أيوب عن نافع
عن # عياش بن أبي ربيعة # قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره .
و أخرجه الحاكم ( 4 / 489 ) من طريق الدبري : أنبأ عبد الرزاق ... و قال :
" صحيح على شرط الشيخين " . و وافقه الذهبي , و هو كما قالا . و له شواهد من
حديث النواس بن سمعان في آخر حديثه الطويل في الدجال و نزول عيسى عليه السلام
بلفظ : " فبينما هم كذلك إذ بعث الله ريحا طيبة , فتأخذهم تحت آباطهم , فتقبض
روح كل مؤمن و كل مسلم ... " . أخرجه مسلم ( 8 / 197 - 198 ) و الترمذي ( 2 /
38 - 39 ) و صححه , و ابن ماجة رقم ( 4075 ) و أحمد ( 4 / 181 - 182 ) . و من
حديث حذيفة بن أسيد الغفاري عند الحاكم ( 3 / 594 ) و الطبراني في " الكبير "
( 3028 و 7037 ) . و من حديث ابن عمرو مرفوعا بلفظ : " ثم يرسل الله ريحا باردة
من قبل الشام , فلا يبقى أحد في قلبه مثقال ذرة من إيمان إلا قبضته حتى لو أن
أحدهم كان في كبد جبل لدخلت عليه " . أخرجه أحمد ( 2 / 166 ) بسند صحيح عنه .
1781 " تذهبون الخير فالخير , حتى لا يبقى منكم إلا مثل هذا - و أشار إلى نواة -
و ما لا خير فيه " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 384 :
أخرجه البخاري في " التاريخ " ( 2 / 1 / 309 ) و ابن حبان ( 1832 ) و الحاكم
( 4 / 434 ) و الطبراني ( 4492 ) عن بكر بن سوادة الجذامي أن سحيما حدثه عن
# رويفع بن ثابت الأنصاري # رضي الله عنه . " أنه قرب لرسول الله صلى الله عليه
وسلم تمر أو رطب , فأكلوا منه حتى لم يبقوا شيئا إلا نواة و ما لا خير فيه ,
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " تدرون ما هذا ? تذهبون ... " الحديث .
و قال الحاكم : " صحيح الإسناد " ! و وافقه الذهبي ! كذا قالا , و سحيم هذا
أورده ابن أبي حاتم ( 2 / 1 / 303 ) من رواية بكر هذا فقط عنه , و لم يذكر فيه
جرحا و لا تعديلا , و أما ابن حبان فذكره في " الثقات " ( 1 / 81 ) من هذه
الرواية أيضا ! و ذكر فيه أيضا " سحيم مولى بني زهرة القرشي , يروي عن أبي
هريرة . روى عنه الزهري " .
قلت : و يحتمل عندي أن يكون هذا هو الأول . و الله أعلم . نعم الحديث ثابت ,
فإن له شاهدا من حديث أبي هريرة مرفوعا بلفظ : " لتنتقين كما ينتقى التمر من
الجفنة , فليذهبن خياركم و ليبقين شراركم , فموتوا إن استطعتم " . أخرجه
البخاري في " التاريخ " ( كنى - 25 ) و ابن ماجة ( 4038 ) و الحاكم ( 4 / 316 و
334 ) من طريق يونس بن يزيد عن ابن شهاب عن أبي حميد مولى مسافع قال : سمعت أبا
هريرة رضي الله عنه يحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره , و قال
الحاكم : " صحيح الإسناد " . و وافقه الذهبي .
قلت : أبو حميد هذا مجهول و قيل هو عبد الرحمن بن سعد المقعد , وثقه النسائي ,
و الله أعلم . و رواه ابن أبي العشرين عن الأوزاعي عن الزهري عن سعيد بن المسيب
عن أبي هريرة به مختصرا بلفظ : " تنقون كما ينقى التمر من حثالته " .
أخرجه ابن حبان ( 1833 ) .
قلت : و ابن أبي العشرين اسمه عبد الحميد بن حبيب , قال الحافظ : " صدوق ربما
أخطأ " . قلت : فأخشى أن يكون خطأه في إسناده حين قال : سعيد بن المسيب , مكان
أبي حميد كما في رواية يونس بن يزيد و هو ثقة . و الله أعلم . و بالجملة فحديث
الترجمة حسن بحديث أبي هريرة , و لا عكس لأن الشاهد فيه ما ليس في المشهود له ,
فتأمل .
1782 " تزوجوا فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة , و لا تكونوا كرهبانية النصارى " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 385 :
أخرجه البيهقي في " السنن الكبرى " ( 7 / 78 ) من طريق ابن عدي , و هذا في
" الكامل " ( ق 329 / 1 ) عن محمد بن ثابت البصري عن أبي غالب عن # أبي أمامة #
مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد حسن في الشواهد , فإن محمد بن ثابت البصري و هو العبدي قال
الحافظ : " صدوق لين الحديث " . و سائر رجاله موثوقون غير أحمد بن عبد الرحيم
الثقفي البصري شيخ ابن عدي فيه , أورده الخطيب في " تاريخه " ( 4 / 269 )
و كناه بأبي عمرو و قال : " روى عنه عبد الله بن عدي الجرجاني في " معجمه "
و ذكر أنه سمع منه ببغداد " . و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا , و قد تابعه
الروياني الحافظ الثقة , فقال في " مسنده " ( 30 / 216 / 1 ) : أخبرنا أبو حفص
عمرو بن علي قال : سمعت شيخا سنة ثمان و سبعين و مائة يقول : أخبرنا أبو غالب
به إلا أنه قال : " النبيين " مكان " الأمم " و زاد : قال أبو حفص : وصفت هذا
الشيخ , فقالوا : هذا محمد بن ثابت العصري :
قلت : هو العبدي نفسه كما في " التهذيب " . و للحديث شواهد يتقوى بها , أما
الشطر الأول منه , فقد ورد عند أبي داود و غيره من حديث معقل بن يسار , و صححه
ابن حبان ( 1229 ) . و عنده من حديث أنس أيضا ( 1228 ) و هو مخرج في " آداب
الزفاف " ( ص 16 ) و " الإرواء " ( 1811 ) . و أما الشطر الثاني فيشهد له ما
روى ابن سعد في " الطبقات " ( 3 / 395 ) عن معاوية بن ( أبي ) عياش الجرمي عن
أبي قلابة : أن عثمان بن مظعون اتخذ بيتا فقعد يتعبد فيه , فبلغ ذلك النبي صلى
الله عليه وسلم , فأتاه فأخذ بعضادتي باب البيت الذي هو فيه , فقال : " يا
عثمان إن الله لم يبعثني بالرهبانية , ( مرتين أو ثلاثا ) و إن خير الدين عند
الله الحنيفية السمحة " .
قلت : و هذا إسناد مرسل لا بأس به في الشواهد , و رجاله ثقات رجل الشيخين غير
الجرمي هذا , فقد ترجمه ابن أبي حاتم في كتابه ( 4 / 1 / 380 ) و لم يذكر فيه
جرحا و لا تعديلا , و قد روى عنه ثلاث من الثقات . و ما روى الدارمي ( 2 / 133
) من طريق ابن إسحاق حدثني الزهري عن سعيد بن المسيب عن سعد بن أبي وقاص قال :
" لما كان من أمر عثمان بن مظعون الذي كان من ترك النساء , بعث إليه رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقال : يا عثمان إني لم أومر بالرهبانية , أرغبت عن سنتي .
" الحديث .
قلت : و سنده حسن . و ما روى أحمد ( 6 / 226 ) من طريق عروة قال : " دخلت امرأة
عثمان بن مظعون - أحسب اسمها خولة بنت حكيم - على عائشة و هي باذة الهيئة ... (
الحديث و فيه ) فلقي رسول الله صلى الله عليه وسلم عثمان فقال : يا عثمان إن
الرهبانية لم تكتب علينا , أفما لك في أسوة ? فوالله إني أخشاكم لله و أحفظكم
لحدوده " .
قلت : و إسناده صحيح رجاله رجال الشيخين , و هو و إن كان ظاهره الإرسال , فإن
الغالب أن عروة تلقاه من خالته عائشة و كأنه لذلك وقع مثله لعروة عند البخاري .
و الله أعلم . و روى أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2 / 245 ) من طريق محمد بن
حميد حدثنا جرير عن الأعمش عن أبي حازم عن أبي هريرة مرفوعا بلفظ : " إني لم
أبعث بالرهبانية .. " الحديث . و فيه قصة . لكن محمد بن حميد و هو الرازي قال
الحافظ : " حافظ ضعيف , و كان ابن معين حسن الرأي فيه " . و ما روى ابن قتيبة
في " غريب الحديث " ( 1 / 102 / 1 ) من طريق ابن جريج عن الحسن بن مسلم عن
طاووس مرفوعا بلفظ : " لا زمام و لا خزام و لا رهبانية و لا تبتل و لا سياحة في
الإسلام " . و هذا إسناد رجاله ثقات , و هو مرسل . و قد عزاه في " الجامع
الصغير " لعبد الرزاق عن طاووس مرسلا . و غالب الظن أنه عنده من طريق ابن جريج
به . و " مصنف عبد الرزاق " يطبع الآن في " دار القلم " في بيروت , و قد تم حتى
الآن طبع المجلد الأول و الثاني منه , و ربما الثالث أيضا . ثم تم طبعه بتمامه
, و لكن لا تطوله يدي الآن . ثم تيسر لي الرجوع إليه , فوجدته عنده ( 8 / 448 /
15860 ) من طريق معمر عن ابن طاووس و عن ليث عن طاووس به دون ( الرهبانية
و التبتل ) و قال : زاد ابن جريج : " و لا تبتل , و لا ترهب في الإسلام " .
و سنده مرسل صحيح . و بالجملة فالحديث بهذه الشواهد صحيح عندي . و الله أعلم .
1783 " تسليم الرجل بإصبع واحدة يشير بها فعل اليهود " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 388 :
رواه أبو يعلى في " مسنده " ( 109 / 1 ) و العقيلي ( 294 ) و الطبراني في "
الأوسط " ( 4598 ) عن سليمان بن حبان عن ثور بن يزيد عن أبي الزبير عن # جابر #
مرفوعا . و قال الطبراني : " لا يروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا بهذا
الإسناد " .
قلت : رجاله ثقات رجال مسلم لولا عنعنة أبي الزبير , فإنه مدلس . و في " المجمع
" ( 8 / 38 ) : " رواه أبو يعلى و الطبراني في " الأوسط " و رجال أبي يعلى رجال
الصحيح " . و قال الحافظ في " الفتح " ( 11 / 12 ) : " أخرجه النسائي بسند جيد
" . و كأنه يعني " السنن الكبرى " أو " عمل اليوم و الليلة " للنسائي .
و للحديث شاهد من رواية عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده , أوردته في حجاب المرأة
( ص 87 طبع المكتب الإسلامي في بيروت ) . ثم رأيت الحديث بلفظ آخر أتم منه و هو
: " لا تسلموا تسليم اليهود و النصارى , فإن تسليمهم بالأكف و الرءوس و الإشارة
" . أخرجه الديلمي ( 4 / 150 ) من طريق الحسن بن علي المعمري حدثني أبو همام
الصلت بن محمد الحارثي حدثنا إبراهيم بن حميد عن ثور حدث أبو الزبير عن جابر
رفعه . و بهذا اللفظ أورده المزي في " التحفة " ( 2 / 290 ) من رواية النسائي
في " اليوم و الليلة " من طريق إبراهيم بن المستمر العروقي عن الصلت بن محمد به
. و أخرجه البيهقي في " الشعب " من حديث عثمان بن عبد الرحمن عن طلحة بن زيد عن
ثور بن يزيد بهذا اللفظ و التمام إلا أنه قال : " و الحواجب " بدل قوله :
و الرؤس و الإشارة " . هكذا أورده السيوطي في " الجامع " و تعقبه المناوي بقوله
: " و قضية كلام المصنف أن البيهقي خرجه و أقره و ليس كذلك و إنما رواه مقرونا
ببيان رجاله , فقال عقبة : هذا إسناد ضعيف بمرة , فإن طلحة بن زيد الرقي متروك
الحديث , متهم بالوضع . و عثمان ضعيف " .
قلت : و المستنكر منه ذكر الحواجب , و سائره ثابت بمجموع الطريقين السابقين عن
ثور بن يزيد مع الشاهد . و الله أعلم .
1784 " تسمعون و يسمع منكم , و يسمع ممن سمع منكم " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 390 :
رواه أبو داود في " العلم " ( 3659 ) و ابن حبان ( 77 ) و أحمد ( 1 / 321 ) عن
عبد الله بن عبد الله عن سعيد بن جبير عن # ابن عباس # مرفوعا . و الحاكم ( 1 /
95 ) و قال : " صحيح على شرط الشيخين , ليس له علة " . و وافقه الذهبي .
قلت : عبد الله بن عبد الله و هو أبو جعفر الرازي قاضي الري لم يخرج له الشيخان
, و إن كان ثقة . و قال العلائي في " جامع التحصيل في أحكام المراسيل " ( 14 /
1 ) : " و عبد الله بن عبد الله هذا قال فيه النسائي : ليس به بأس و وثقه ابن
حبان , و لم يضعفه أحد , و الحديث حسن , و في كلام إسحاق بن راهويه الإمام ما
يقتضي تصحيحه أيضا " . و ذكر المناوي أن للحديث تتمة , و ليس عند المذكورين ,
و لعله يشير إلى الزيادة الآتية في الشاهد . و له شاهد يرويه ابن أبي ليلى عن
عيسى عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن ثابت بن قيس بن شماس به و زاد : " ثم يكون
بعد ذلك قوم يشهدون قبل أن يستشهدوا " . رواه البزار في " مسنده " ( رقم - 146
) و قال : " عبد الرحمن لم يسمع من ثابت " .
قلت : و من هذا الوجه أخرجه الطبراني ( 1321 ) دون الزيادة .
1785 " ثلاثة لا يقبل الله منهم صرفا و لا عدلا : عاق و منان و مكذب بالقدر " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 390 :
رواه ابن أبي عاصم في " السنة " برقم ( 323 - بتحقيقي ) و الطبراني ( 7547 )
و أبو القاسم الصفار في " الأربعين في شعب الدين " كما في " المنتقى منه "
( 50 / 2 ) للضياء المقدسي و " المنتخب منه " لأبي الفتح الجويني ( 74 / 2 )
و ابن عساكر ( 11 / 423 / 1 و 13 / 193 / 2 و 17 / 97 / 1 ) من طريق عمر بن
يزيد النصري عن أبي سلام عن # أبي أمامة # مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد حسن , رجاله ثقات غير عمر بن يزيد النصري , و هو مختلف فيه
كما شرحته في " الأحاديث الضعيفة " ( 3398 ) . و الذي يتبين لي من مجموع ما قيل
فيه أنه حسن الحديث , فقد وثقه دحيم و أبو زرعة الدمشقيان . و الحديث قال
الهيثمي ( 7 / 206 ) : " رواه الطبراني بإسنادين , في أحدهما بشر بن نمير و هو
متروك , و في الآخر عمر بن يزيد و هو ضعيف " .
قلت : و في إطلاقه الضعف على عمر بن يزيد مع توثيق من ذكرنا نظر ظاهر . ثم رأيت
المنذري في " الترغيب " ( 3 / 221 ) يقول : " رواه ابن أبي عاصم في " كتاب
السنة " بإسناد حسن " . و الإسناد الآخر عند الطبراني ( 7938 ) عن بشر بن نمير
عن القاسم عن أبي أمامة مرفوعا بلفظ : " أربعة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة
... " فذكر الثلاثة , و زاد : " و مدمن خمر " .
1786 " هي الرؤيا الصالحة يراها العبد أو ترى له . يعني ( البشرى في الحياة الدنيا )
" .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 391 :
أخرجه الطبري في تفسيره ( 11 / 95 ) من طريق عاصم بن بهدلة عن أبي صالح قال :
سمعت # أبا الدرداء # - و سئل عن *( الذين آمنوا و كانوا يتقون . لهم البشرى في
الحياة الدنيا )* ? - قال : ما سألني أحد قبلك منذ سألت رسول الله صلى الله
عليه وسلم عنها , فقال : ما سألني عنها أحد قبلك هي .. فذكره .
قلت : و هذا إسناد حسن , رجاله ثقات رجال الشيخين , غير أنهما إنما أخرجا لعاصم
متابعة , لكن قد تابعه الأعمش عن أبي صالح , إلا أنهم اختلفوا عليه في إسناده .
أخرجه أحمد ( 6 / 445 و 452 ) و الطحاوي في " مشكل الآثار " ( 3 / 47 ) و كذا
ابن جرير و أطال في ذكر الطرق إليه بذلك . و أخرج له هو و أحمد ( 5 / 315 )
و ابن الجوزي في " جامع المسانيد " ( ق 79 / 2 ) شاهدا من حديث عبادة بن الصامت
مثله . و رجاله ثقات رجال الشيخين , لولا أن في بعض روايته عند ابن جرير ما
يشعر بأنه منقطع بين أبي سلمة بن عبد الرحمن و عبادة , لكن له عنده طريق أخرى
عن عبادة , فالحديث بمجموع هذه الطرق صحيح . و له عند ابن جرير ( 11 / 94 )
شاهد آخر من حديث أبي هريرة مرفوعا بلفظ : " الرؤيا الحسنة هي البشرى , يراها
المؤمن , أو ترى له " . و إسناده جيد , و هو عند مسلم ( 7 / 52 , 53 ) مفرقا من
طريقين عنه أحدهما طريق ابن جرير .
1787 " بين يدي الساعة مسخ و خسف و قذف " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 392
أخرجه ابن ماجة ( 4059 ) عن سيار عن طارق عن # عبد الله # عن النبي صلى الله
عليه وسلم .
قلت : و هذا إسناد لا بأس به في الشواهد , رجاله ثقات رجال مسلم غير سيار هذا
و هو أبو حمزة الكوفي ذكره ابن حبان في " الثقات " و روى عنه جمع . و أعله
البوصيري في " الزوائد " ( ق 272 / 1 ) بالانقطاع بين سيار و طارق , و ليس بشيء
لأنه بناه على أن سيارا هذا هو أبو الحكم , و ليس به , نعم كان بشير بن سليمان
الراوي عن سيار يقول فيه أحيانا : " سيار أبو الحكم " , و هو وهم منه كما قال
أحمد و غيره , و هو في هذا الحديث لم يهم كما ترى , و لو وهم لبين وهمه , فلا
يعل بالانقطاع كما هو ظاهر . ثم إن للحديث شواهد كثيرة تشهد لصحته عن عائشة
و عمران بن حصين و عبد الله بن عمر و عبد الله بن عمرو و سهل بن سعد و جابر بن
عبد الله و أبي هريرة و سعيد بن راشد .
1 - أما حديث عائشة فيرويه عبد الله بن عمر عن عبيد الله بن عمر عن القاسم بن
محمد عنها بلفظ : " يكون في آخر هذه الأمة خسف و مسخ و قذف . قالت : قلت : يا
رسول الله ! أنهلك و فينا الصالحون ? قال : نعم إذا ظهر الخبث " . أخرجه
الترمذي ( 2 / 28 - 29 ) و استغربه من أجل عبد الله بن عمر و هو العمري المكبر
, فإنه سيء الحفظ .
2 - و أما حديث عمران فيرويه عبد الله بن عبد القدوس عن الأعمش عن هلال بن يساف
عنه نحوه الذي قبله , إلا أنه قال : " فقال رجل من المسلمين يا رسول الله و متى
ذاك ? قال : إذا ظهرت القينات و المعازف و شربت الخمور " . أخرجه الترمذي ( 2 /
33 ) و استغربه أيضا و ذلك لأن عبد الله بن عبد القدوس كان يخطىء .
3 - و أما حديث ابن عمر فيرويه أبو صخر : حدثني نافع عنه مرفوعا به و زاد :
" و ذلك في أهل القدر " . أخرجه ابن ماجة ( 4061 ) و الترمذي ( 2 / 22 ) و قال
: " حسن صحيح " .
قلت : و إسناده حسن , أبو صخر و اسمه حميد بن زياد فيه كلام من جهة حفظه .
4 - و أما حديث ابن عمرو فيرويه أبو الزبير عنه مرفوعا به . أخرجه ابن ماجة
( 4062 ) و أحمد ( 2 / 163 ) .
قلت : و رجاله ثقات رجال مسلم إلا أن أبا الزبير مدلس و قد عنعنه , لاسيما و قد
قال ابن معين إنه لم يسمع من ابن عمرو .
5 - و أما حديث سهل فيرويه عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبي حازم بن دينار عنه
. أخرجه ابن ماجة ( 4060 ) و الطبراني في " المعجم الكبير " ( 5810 ) .
قلت : و عبد الرحمن هذا واه .
6 - و أما حديث جابر فيرويه المنكدر بن محمد بن المنكدر عن أبيه عنه به , و زاد
: " و يبدأ بأهل المظالم " . أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ( 484 ) .
و المنكدر هذا ضعيف .
7 - و أما حديث أبي هريرة فيرويه كثير بن زيد عن الوليد بن رباح عنه مرفوعا
بلفظ : " لا تقوم الساعة حتى يكون في أمتي ... " فذكرها . أخرجه ابن حبان
( 1890 ) .
8 - و أما حديث سعيد بن راشد فيرويه عمرو بن مجمع حدثنا يونس بن خباب عن عبد
الرحمن بن راشد ( و في رواية : ابن سائب ) عنه . أخرجه الطبراني ( 5537 )
و البزار بنحوه كما في " المجمع " ( 8 / 11 ) و قال : " و فيه عمرو بن مجمع
و هو ضعيف " .
قلت : و يونس بن خباب قال البخاري : " منكر الحديث " .
1788 " تفكروا في آلاء الله , و لا تفكروا في الله عز وجل " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 395 :
رواه الطبراني في " الأوسط " ( 6456 ) و اللالكائي في " السنة " ( 1 / 119 / 1
- 2 ) و البيهقي في " الشعب " ( 1 / 75 - هند ) عن علي بن ثابت عن الوازع بن
نافع عن # سالم بن عبد الله عن أبيه # مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا آفته الوازع هذا , فقد قال البخاري : " منكر الحديث
" . و قال النسائي و غيره : متروك . بل قال الحاكم و غيره : " روى أحاديث
موضوعة " . و لهذا قال البيهقي عقبه : " هذا إسناد فيه نظر " . و من طريقه
أخرجه أبو الشيخ و الطبراني في " الأوسط " و ابن عدي كما في " الجامع الصغير "
و شرح المناوي عليه . و به أعله في " المجمع " ( 1 / 81 ) . و له شاهد من حديث
أبي هريرة مرفوعا به , و زاد : " فإنكم لن تدركوه إلا بالتصديق " . أخرجه ابن
عساكر في المجلس ( 139 ) من " الأمالي " ( 50 / 1 ) من طريق محمد بن سلمة
البلخي حدثنا بشر بن الوليد حدثنا عبد العزيز بن أبي سلمة عن الزهري عن أبي
سلمة عنه . و بشر بن الوليد ضعيف . و البلخي لم أعرفه . شاهد ثان من حديث أبي
هريرة مرفوعا . أخرجه ابن النجار في " ذيل تاريخ بغداد " ( 10 / 192 / 1 )
بإسناد ضعيف جدا فيه جماعة لم أعرفهم , و أبو عبد الرحمن السلمي الصوفي متهم
بالوضع . شاهد ثالث من حديث عبد الله بن سلام مرفوعا بلفظ : " لا تفكروا في
الله , و تفكروا في خلق الله , فإن ربنا خلق ملكا , قدماه في الأرض السابعة
السفلى , و رأسه قد جاوز السماء العليا , و ما بين قدميه إلى ركبته مسيرة
ستمائة عام , و ما بين كعبيه إلى أخمص قدميه مسيرة ستمائة عام , و الخالق أعظم
من المخلوق " . أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 6 / 66 - 67 ) من طريق عبد
الجليل ابن عطية عن شهر عنه .
قلت : و هذا إسناد حسن في الشواهد , و عبد الجليل و شهر و هو ابن حوشب صدوقان
سيئا الحفظ . و سائر الرجال ثقات . و في الباب عن أبي ذر و ابن عباس , عند أبي
الشيخ , و الثاني عند أبي نعيم في " الحلية " كما في " الجامع " , و لم أره في
" فهرس الحلية " . و رواه البيهقي في " الأسماء و الصفات " ( ص 420 ) من طريق
عاصم بن علي حدثنا أبي عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس موقوفا
عليه بلفظ : " تفكروا في كل شيء , و لا تفكروا في ذات الله عز وجل , فإن بين
السماء السابعة إلى كرسيه سبعة آلاف نور , و هو فوق ذلك " . و هذا إسناد ضعيف ,
عطاء كان اختلط . و عاصم بن علي و أبوه فيهما ضعف , و ابنه خير منه . و عزاه
السيوطي لأبي الشيخ أيضا في " العظمة " , فالظاهر أنه مرفوع عنده , فإن كان
كذلك , فما أظن إسناده خيرا من هذا . و بالجملة فالحديث بمجموع طرقه حسن عندي .
و الله أعلم .
1789 " تكفير كل لحاء ركعتان " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 397 :
رواه تمام الرازي في " الفوائد " ( 141 / 1 ) عن أحمد بن أبي رجاء حدثنا أحمد
ابن محمد بن عمر اليمامي حدثنا عمر بن يونس اليمامي حدثنا يحيى بن عبد العزيز
الحارثي حدثنا يحيى بن أبي كثير حدثنا عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي حدثني عبد
الواحد بن قيس عن # أبي هريرة # مرفوعا . و رواه ابن الأعرابي في " معجمه " (
178 / 2 ) : أخبرنا عباس ( يعني ) الدوري أخبرنا أبو عاصم أخبرنا الأوزاعي به .
قلت : و هذا سند حسن رجاله كلهم ثقات , و في حفظ عبد الواحد بن قيس ضعف يسير ,
لا ينزل حديثه من رتبة الحسن إن شاء الله تعالى . و قال الحافظ : " صدوق له
أوهام " . و رواه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 7651 ) و ابن عساكر ( 14 /
308 / 1 ) عن مسلمة بن علي عن خالد بن دهقان عن كهيل بن حرملة عن أبي أمامة
الباهلي مرفوعا . و مسلمة بن علي هو الخشني متروك , و به أعله الهيثمي ( 2 /
251 ) , فالعمدة على حديث أبي هريرة رضي الله عنه .
( لحاء ) لعل المقصود به المخاصمة و المنازعة , ففي " النهاية " : ( نهيت عن
ملاحاة الرجال ) أي مقاولتهم و مخاصمتهم , يقال : لحيت الرجل ألحاه لحيا , إذا
لمته و عذلته , و لاحيته ملاحاة و لحاء , إذا نازعته " .
1790 " يكون أمراء فلا يرد عليهم ( قولهم ) , يتهافتون في النار , يتبع بعضهم بعضا "
.
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 398 :
أخرجه أبو يعلى في " مسنده " ( 4 / 1779 ) من طريق هشام بن سعد عن ابن عقبة عن
# معاوية بن أبي سفيان # قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم , فذكره .
قلت : و هذا إسناد حسن لولا أن ابن عقبة لم أعرفه . لكنه قد توبع , فأخرجه أبو
يعلى أيضا ( 4 / 1781 ) من طريق ضمام بن إسماعيل المعافري عن أبي ( قبيل ) قال
: " خطبنا معاوية في يوم جمعة , فقال : إنما المال مالنا و الفيء فيئنا , من
شئنا أعطينا و من شئنا منعنا , فلم يرد عليه أحد , فلما كانت الجمعة الثانية
قال مثل مقالته , فلم يرد عليه أحد , فلما كانت الجمعة الثالثة قال : مثل
مقالته , فقام إليه رجل ممن يشهد المسجد , فقال : كلا بل المال مالنا و الفيء
فيئنا من حال بينه و بيننا حاكمناه بأسيافنا , فلما صلى أمر بالرجل فأدخل عليه
, فأجلسه معه على السرير , ثم أذن للناس فدخلوا عليه , ثم قال : أيها الناس إني
تكلمت في أول جمعة فلم يرد علي أحد , و في الثانية , فلم يرد علي أحد , فلما
كانت الثالثة أحياني هذا , أحياه الله , سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول : " سيأتي قوم يتكلمون فلا يرد عليهم يتقاحمون في النار تقاحم القردة " ,
فخشيت أن يجعلني الله منهم , فلما رد هذا علي أحياني أحياه الله , و رجوت أن لا
يجعلني الله منهم " . و أخرج المرفوع منه الطبراني في " الأوسط " ( رقم - 5444
) و الزيادة له , و قال : " لم يروه عن أبي قبيل إلا ضمام " .
قلت : و هما ثقتان , على ضعف يسير في الأول منهما . و الحديث قال الهيثمي في
" المجمع " ( 5 / 236 ) : " رواه الطبراني في " الكبير " و " الأوسط " و أبو
يعلى , و رجاله ثقات " .
1791 " تكون هدنة على دخن , ثم تكون دعاة الضلالة , قال : فإن رأيت يومئذ خليفة في
الأرض فالزمه , و إن نهك جسمك و أخذ مالك , فإن لم تره فاهرب في الأرض و لو أن
تموت و أنت عاض بجذل شجرة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 399 :
أخرجه أبو داود ( 4247 ) و أحمد ( 5 / 403 ) من طريق صخر بن بدر العجلي عن سبيع
قال : " أرسلوني من ماء إلى الكوفة أشتري الدواب , فأتينا الكناسة , فإذا رجل
عليه جمع , قال : فأما صاحبي فانطلق إلى الدواب , و أما أنا فأتيته , فإذا هو
# حذيفة # . فسمعته يقول : كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألونه عن
الخير , و أسأله عن الشر , فقلت : يا رسول الله : هل بعد هذا الخير شر , كما
كان قبله شر ? قال : نعم , قلت : فما العصمة منه ? قال : السيف , أحسب . قال :
قلت : ثم ماذا قال :ثم تكون هدنة ... ( الحديث ) , قال : قلت : ثم ماذا ? قال
: ثم يخرج الدجال ... " الحديث و في آخره : قال شعبة : و حدثني أبو بشر في
إسناد له عن حذيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : قلت : يا رسول الله ما
هدنة على دخن ? قال : " قلوب لا تعود على ما كانت " . و قال : " خليفة الله "
و فيه ما يأتي .
قلت : و هذا إسناد ضعيف , سبيع و هو ابن خالد اليشكري , روى عنه جماعة من
الثقات , و ذكره ابن حبان في " الثقات " ( 1 / 82 ) , و وثقه العجلي أيضا كما
فى " التهذيب " , و لم أره في " ترتيب ثقات العجلي " للحافظ الهيثمي . و قال
الحافظ في " التقريب " : " مقبول " . يعني عند المتابعة . و صخر بن بدر العجلي
, مجهول , قال الذهبي : " ما روى عنه سوى أبي التياح الضبعي " .
قلت : لكن تابعه نصر بن عاصم الليثي عن خالد به نحوه و فيه : " فإن كان لله
يومئذ في الأرض خليفة جلد ظهرك و أخذ مالك , فالزمه " . أخرجه أبو داود ( 4244
و 4245 ) و أحمد .
قلت : و هذا إسناد حسن , فإن من دون خالد ثقات رجال مسلم , فهو أصح من رواية
صخر بن بدر التي فيها " خليفة الله " , فإن هذه الإضافة استنكرها شيخ الإسلام
ابن تيمية رحمه الله تعالى , و لو صحت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم , لم
نعبأ باستنكاره . و لطرف الحديث الأخير طريق أخرى عن عبد الرحمن بن قرط عن
حذيفة بن اليمان بلفظ : " تكون فتن , على أبوابها دعاة إلى النار , فأن تموت
و أنت عاض على جذل شجرة خير لك من أن تتبع أحد منهم " . أخرجه ابن ماجة ( 3981
) . لكن ابن قرط هذا مجهول .
1792 " تمسحوا بالأرض فإنها بكم برة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 401 :
رواه أبو الشيخ في " تاريخ أصبهان " ( ص 238 ) : حدثنا ابن راشد ( يعني أبا بكر
محمد بن أحمد بن راشد ) قال :حدثنا عبد الله بن محمد المقريء قال : حدثنا
الفريابي قال : حدثنا سفيان عن عوف عن أبي عثمان قال : سمعت # سلمان # يقول
فذكره مرفوعا . و هذا سند صحيح , ابن راشد هذا قال أبو الشيخ فيه : " دخل مصر
و العراق , كتبنا ما لم نكتب عن غيره , و كان محدثا " . توفي سنة ( 309 ) كما
ذكر أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2 / 243 ) . و تابعه عبد الله بن محمد بن
عمرو الغزي قال : أنبأنا محمد بن يوسف الفريابي به . رواه الطبراني في " المعجم
الصغير " ( 83 ) و قال : " لم يروه عن سفيان إلا الفريابي " .
قلت : و هو ثقة من رجال الشيخين و كذا من فوقه . و قد رواه ابن أبي شيبة في "
المصنف " ( 1 / 62 / 2 ) عن عوف عن أبي عثمان النهدي قال : بلغني أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال : فذكره مرسلا في " كتاب التيمم " إشارة منه إلى أن
معنى " تمسحو " تيمموا . و هو الذي رجحه ابن الأثير كما يفيد ذلك قوله : " أراد
به التيمم , و قيل : أراد مباشرة ترابها بالجباه في السجود من غير حائل و يكون
هذا أمر تأديب و استحباب , لا وجوب " . ( برة ) أي مشفقة كالوالدة بأولادها .
يعني أن منها خلقكم , و فيها معاشكم , و إليها بعد الموت معادكم . فهي أصلكم
الذي منه تفرعتم .
1793 " يفتح يأجوج و مأجوج , يخرجون على الناس كما قال الله عز وجل : *( من كل حدب
ينسلون )* فيغشون الأرض و ينحاز المسلمون عنهم إلى مدائنهم و حصونم , و يضمون
إليهم مواشيهم , و يشربون مياه الأرض , حتى أن بعضهم ليمر بالنهر فيشربون ما
فيه حتى يتركوه يبسا , حتى إن من بعدهم ليمر بذلك النهر فيقول : قد كان هاهنا
ماء مرة ! حتى إذا لم يبق من الناس إلا أحد في حصن أو مدينة قال قائلهم : هؤلاء
أهل الأرض قد فرغنا منهم , بقي أهل السماء ! قال : ثم يهز أحدهم حربته , ثم
يرمي بها إلى السماء , فترجع مختضبة دما للبلاء و الفتنة . فبينا هم على ذلك
إذا بعث الله دودا في أعناقهم كنغف الجراد الذي يخرج في أعناقهم , فيصبحون موتى
لا يسمع لهم حس . فيقول المسلمون : ألا رجل يشري نفسه فينظر ما فعل هذا العدو ,
قال : فيتجرد رجل منهم لذلك محتسبا لنفسه قد أظنها على أنه مقتول , فينزل ,
فيجدهم موتى , بعضهم على بعض , فينادي : يا معشر المسلمين : ألا أبشروا , إن
الله قد كفاكم عدوكم فيخرجون من مدائنهم و حصونهم , و يسرحون مواشيهم , فما
يكون لها رعيإلا لحومهم , فتشكر عنه كأحسن ما تشكر عن شيء من النبات أصابته قط
" .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 402 :
أخرجه ابن ماجة ( 4079 ) و ابن حبان ( 1909 ) و الحاكم ( 2 / 245 و 4 / 489 -
490 ) و أحمد ( 3 / 77 ) من طريق محمد بن إسحاق قال : حدثني عاصم بن عمر بن
قتادة الأنصاري ثم الظفري عن محمود بن لبيد : أخبرني عبد الأشهل عن # أبي سعيد
الخدري # قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره . و قال الحاكم
: " صحيح على شرط مسلم " . و وافقه الذهبي .
قلت : و هو من أوهامها أو تساهلهما , فإن ابن إسحاق إنما أخرج له مسلم في
المتابعات و لم يحتج به , و في حفظه ضعف , فالحسن حسن فقط . لكن له شاهد من
حديث أبي هريرة بإسناد صحيح عنه و قد مضى تخريجه برقم ( 1735 ) , فهو به صحيح .
1794 " التؤدة في كل شيء إلا في عمل الآخرة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 403 :
رواه أبو داود ( رقم 4810 ) و الحاكم ( 1 / 62 ) و البيهقي في " الزهد " ( 88 /
1 ) عن الأعمش عن مالك بن الحارث ( زاد أبو داود : قال الأعمش : و قد سمعته
يذكرون ) عن مصعب بن سعد عن أبيه - قال # الأعمش # : و لا أعلمه إلا - عن النبي
صلى الله عليه وسلم . و قال الحاكم : " صحيح على شرط الشيخين " . و وافقه
الذهبي .
قلت : و فيه نظر , فإن مالكا هذا و هو السلمي الرقي إنما روى له البخاري في
" الأدب المفرد " , فهو على شرط مسلم وحده .
قلت : و قد أعله المنذري في " الترغيب " بما لا يقدح فقال ( 4 / 134 ) : " لم
يذكر الأعمش فيه من حدثه , و لم يجزم برفعه " .
فأقول : أما أنه لم يجزم برفعه , فيكفي فيه غلبة الظن , و هذا ظاهر من قوله :
" و لا أعلمه إلا عن النبي صلى الله عليه وسلم " . أما أنه لم يذكر من حدثه
فهذا إعلال ظاهر بناء على أن الأعمش مدلس , و لم يصرح بالتحديث , لكن العلماء
جروا على تمشية رواية الأعمش المعنعنة , ما لم يظهر الانقطاع فيها , و قد قال
الذهبي في ترجمته في " الميزان " : " و متى قال : ( عن ) تطرق إليه احتمال
التدليس إلا في شيوخ له أكثر عنهم كإبراهيم و أبي وائل و أبي صالح السمان , فإن
روايته عن هذا الصنف محمولة على الاتصال " . و الشاهد من كلامه إنما هو أن
إعلال رواية الأعمش بالعنعنة ليس على الإطلاق , و هو الذي جرى عليه المحققون
كابن حجر و غيره , و منهم المنذري نفسه , فكم من أحاديث للأعمش معنعنة صححها
المنذري فضلا عن غيره , و ليس هذا مجال بيان ذلك . على أن زيادة أبي داود تطيح
بذاك الإعلال لأنه صرح فيها بأنه سمعهم يذكرون عن مصعب , فقد سمعه من جمع قد
يكون منهم مالك بن الحارث أولا , و كونهم لم يسموا لا يضر لأنهم جمع تنجبر به
جهالتهم , كما قال السخاوي في غير هذا الحديث . و الله أعلم .
1795 " التأني من الله و العجلة من الشيطان " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 404 :
أخرجه أبو يعلى في " مسنده " ( 3 / 1054 ) و البيهقي في " السنن الكبرى " ( 10
/ 104 ) من طريق الليث عن يزيد بن أبي حبيب عن سعد بن سنان عن # أنس بن مالك #
رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره . و زاد أبو يعلى :
" و ما من أحد أكثر معاذير من الله , و ما من شيء أحب إلى الله من الحمد " .
قلت : و هذا إسناد حسن رجاله ثقات رجال الشيخين غير سعد بن سنان و هو حسن
الحديث كما تقدم غير مرة . و أما قول المنذري ( 2 / 251 ) : " رواه أبو يعلى
و رجاله رجال الصحيح " , و كذا قال الهيثمي ( 8 / 19 ) . فهو من أوهامهما لأن
سعد بن سنان ليس من رجال " الصحيح " , و اغتر بهما المناوي فإنه قال - بعد أن
ذكر ذلك عنهم و ذكر أن السيوطي عزاه للبيهقي وحده - : " و به يعرف أن المصنف لم
يصب في إهماله و إيثاره رواية البيهقي " . يعني لأن رواية البيهقي معلولة
و رواية أبي يعلى رجالها رجال الصحيح , فقد قال المناوي في رواية البيهقي :
" قال الذهبي : و سعد ضعفوه . و قال الهيثمي : لم يسمع من أنس " .
قلت : و قد علمت أن رواية أبي يعلى مثل رواية البيهقي مدارهما على سعد هذا .
فتعقبه على السيوطي بما نقلته عنه ليس تحته كبير طائل . على أن قول الهيثمي :
" لم يسمع سعد من أنس " لا أعرف له فيه سلفا . بل قال أبو داود : قلت لأحمد بن
صالح : سنان بن سعد ( و هو سعد بن سنان يقال فيه القولان ) سمع أنسا ? فغضب من
إجلاله له .
1796 " ثلاث حق على كل مسلم : الغسل يوم الجمعة و السواك و يمس من طيب إن وجد " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 405 :
أخرجه أحمد ( 4 / 34 ) و ابن أبي شيبة في " المصنف " ( 1 / 201 / 1 ) من طريق
شعبة عن سعد بن إبراهيم قال : سمعت محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان يحدث عن رجل من
الأنصار عن # رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم # أنه قال : فذكره موقوفا
. هكذا قال شعبة . و خالفه سفيان الثوري فقال : عن سعد بن إبراهيم عن محمد بن
عبد الرحمن بن ثوبان عن رجل من الأنصار من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره مرفوعا . أخرجه أحمد : حدثنا عبد الرحمن
عن سفيان به . و تابعه وكيع عن سفيان به . أخرجه أحمد أيضا ( 5 / 363 ) .
قلت : و هذا إسناد صحيح , فإن رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين , و جهالة الصحابي
لا تضر , و سفيان أحفظ من شعبة . و له شواهد منها عن ثوبان مرفوعا به . أخرجه
البزار ( رقم - 624 ) من طريق يزيد بن ربيعة عن أبي الأشعث عن أبي عثمان عنه .
و يزيد هذا ضعيف , و به أعله الهيثمي ( 2 / 172 ) . و عن أبي سعيد مرفوعا به .
ذكره ابن أبي حاتم في " العلل " ( 1 / 206 - 207 ) من رواية أيوب بن عتبة عن
يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عنه . و قال : " قال أبي و أبو زرعة : هذا خطأ
إنما هو يحيى عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان عن رجل عن أبي سعيد , موقوف .
قلت لهما : ممن الخطأ ? قالا : من أيوب بن عتبة " .
قلت : و هو ضعيف , و ليته ذكر من الذي رواه عن يحيى به موقوفا . فقد خالفه سعد
ابن إبراهيم عن ابن ثوبان بإسناده المتقدم مرفوعا . و سعد ثقة فاضل .
1797 " ثلاث دعوت لا ترد : دعوة الوالد و دعوة الصائم و دعوة المسافر " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 406 :
رواه البيهقي ( 3 / 345 ) و الضياء في " المختارة " ( 108 / 1 ) و في " المنتقى
من مسموعاته بمرو " ( 91 / 1 ) عن إبراهيم بن بكر المروزي حدثنا السهمي يعني
عبد الله بن بكر حدثنا حميد الطويل عن # أنس # مرفوعا . و قال الذهبي في مختصره
( 167 / 2 ) : " فيه نكارة , و لا أعرف إبراهيم " .
قلت : أورده الذهبي في " الميزان " سميا لهذا فقال : " إبراهيم بن بكر الشيباني
الأعور ... و قال ابن الجوزي : و إبراهيم بن بكر ستة لا نعلم فيهم ضعفا سوى هذا
. قلت : ( هو الذهبي ) لو سماه لأفادنا , فما ذكر ابن أبي حاتم منهم أحدا " .
فقال الحافظ في " اللسان " : " قد ذكرهم الخطيب في " المتفق و المفترق " و منه
نقل ابن الجوزي , فأحدهم ... " .
قلت : فذكرهم , و هذا ثالثهم , و لم يذكر فيه غير ذلك . و للحديث شاهد من حديث
أبي هريرة مرفوعا به إلا أنه قال : " دعوة المظلوم " مكان دعوة الصائم " و قد
مضى تخريجه ( 598 ) , لكن رواه العقيلي و البيهقي في " الشعب " عن أبي هريرة
بلفظ الترجمة :" و دعوة الصائم " .و فيه كما قال المناوي محمد بن سليمان
الباغندي أورده الذهبي في " الضعفاء " و قال : " صدوق فيه لين " .
قلت : لكن رواه ابن ماسي في آخر " جزء الأنصاري " ( 9 / 2 ) و البرزالي في
" أحاديث منتخبة منه " ( رقم 15 ) : حدثنا أبو مسلم الكجي حدثنا أبو عاصم
الضحاك بن مخلد عن الحجاج - و هو ابن أبي عثمان الصواف - عن يحيى - يعني ابن
أبي كثير - عن محمد بن علي عن أبي هريرة به .
قلت : و هذا سند صحيح رجاله كلهم ثقات , و محمد بن علي هو أبو جعفر الصادق كذلك
رواه ابن عساكر في " التاريخ " ( 9 / 211 / 2 ) من طريق أخرى عن يحيى بن أبي
كثير به . و يشهد له حديث أبي هريرة الآخر بلفظ : " ثلاث لا ترد دعوتهم :
الصائم حتى يفطر و الإمام العادل و دعوة المظلوم " . أخرجه أحمد و غيره و صححه
ابن حبان ( 2407 ) و غيره و فيه تابعي مجهول كما بينته في " تخريج الترغيب "
( 2 / 63 ) .
1798 " عليكم بالسنى و السنوت , فإن فيها شفاء من كل داء إلا السام . قيل : يا رسول
الله و ما السام ? قال : الموت " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 408 :
أخرجه ابن ماجة ( 3457 ) و الحاكم ( 4 / 201 ) من طريق عمرو بن بكر السكسكي
حدثنا إبراهيم بن أبي علبة قال : سمعت # أبا أبي بن أم حرم # - و كان قد صلى مع
رسول الله صلى الله عليه وسلم القبلتين - سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول فذكره . و قال عمرو : قال ابن أبي علبة : السنوت : الشت . و قال آخرون بل
هو العسل الذي يكون في زقاق السمن , و هو قول الشاعر :
هم السمن بالسنوت لا ألس فيهم و هم يمنعون جارهم أن يقردا
و قال الحاكم : " صحيح الإسناد " . و رده الذهبي بقوله : " قلت : عمرو اتهمه
ابن حبان , و قال ابن عدي : له مناكير " . و قال الحافظ في " التقريب " : "
متروك " .قلت : لكن للحديث شواهد بمعناه يتقوى بها .
الأول : عن أم سلمة قالت : " دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ما
لي أراك مرتثة ? فقلت : شربت دواء أستمشي به , قال : و ما هو ? قلت : السرم ,
قال : و مالك و للسرم فإنه حار , نار , عليك بالسنا و السنوت , فإن فيهما دواء
من كل شيء إلا السام " . قال الهيثمي : ( 5 / 90 ) : " رواه الطبراني من طريق
وكيع ابن أبي عبيدة عن أبيه عن أمه , و لم أعرفهم " .
و الثاني : عن أسماء بنت عميس مرفوعا بلفظ : " لو أن شيئا كان فيه شفاء من
الموت لكان في السنى " . و في إسناده جهالة و انقطاع . و هو مخرج في "المشكاة
" ( 4537 ) .
الثالث : عن أنس بن مالك مرفوعا بلفظ : " ثلاث فيهن شفاء من كل داء إلا السام :
السنى و السنوت . قال محمد : و نسيت الثالثة " . رواه النسائي و سمويه و الضياء
عن أنس كما في " الجامع الكبير " ( 2 / 1 / 2 ) .
( السنى ) : نبات كأنه الحناء زهره إلى الزرقة و حبه مفرطح إلى الطول و أجوده
الحجازي , و يعرف بـ ( السنى المكي ) . كما في " المعجم الوسيط " .
و ( السنوت ) : العسل . و قيل : الرب . و قيل : الكمون . كما في " النهاية " ,
و بالأخير جزم في " الوسيط " .
1799 " ثلاث لن تزال في أمتي : التفاخر في الأحساب و النياحة و الأنواء " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 409 :
أخرجه أبو يعلى ( 3 / 975 ) و الضياء ( 156 / 2 ) عن زكريا بن يحيى بن عمارة عن
عبد العزيز بن صهيب عن # أنس # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( فذكره) .
قلت : و هذا إسناد حسن , رجاله ثقات رجال البخاري , و في زكريا كلام لا ينزل
حديثه عن مرتبة الحسن إن شاء الله , و قال الحافظ : " صدوق يخطىء " . و للحديث
شاهد من حديث أبي مالك الأشعري و أبي هريرة , و قد مضى تخريجهما ( 733 و 734 )
بلفظ : " أربع في أمتي ... " . و قد جاء عن أبي هريرة بلفظ : " ثلاث ... "
و هو الآتي بعد حديث .
( الأنواء ) : جمع نوء , و هو النجم إذا سقط في المغرب مع الفجر , مع طلوع آخر
يقابله في المشرق . و المراد الاستسقاء بها كما يأتي في الحديث المشار إليه ,
أي طلب السقيا . قال في " النهاية " : " و إنما غلظ النبي صلى الله عليه وسلم
في أمر الأنواء . لأن العرب كانت تنسب المطر إليها , فأما من جعل المطر من فعل
الله تعال , و أراد بقوله : " مطرنا بنوء كذا " : في وقت كذا , و هو هذا النوء
الفلاني , فإن ذلك جائز , أي أن الله قد أجرى العادة أن يأتي المطر في هذه
الأوقات " .
1800 " ثلاث كلهن حق على كل مسلم : عيادة المريض و شهود الجنازة و تشميت العاطس إذا
حمد الله عز وجل " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 410 :
أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ( 519 ) من طريق عمر بن أبي سلمة عن أبيه عن
# أبي هريرة # عن النبي صلى الله عليه وسلم .
قلت : و هذا إسناد يحتمل التحسين , رجاله ثقات رجال الشيخين غير عمر هذا , فقال
الحافظ : " صدوق يخطىء " . و قد تابعه محمد بن عمرو عن أبي سلمة به بلفظ :
" خمس من حق المسلم على المسلم " . و سيأتي تخريجه برقم ( 1832 ) . و له شاهد
من حديث أبي مسعود بلفظ : " للمسلم على المسلم أربع خلال ... " . و سيأتي برقم
( 2154 ) . فالحديث صحيح و الحمد لله تعالى .
💦💦💦💦💦
💚💚💚💚💚💚
💥💥💥💥💥💥
ثم الأحاديث من 1801 إلى 1900*
1801 " ثلاث من عمل أهل الجاهلية لا يتركهن أهل الإسلام : النياحة و الاستسقاء
بالأنواء و كذا . قلت لسعيد ( يعني المقبري ) : و ما هو ? قال : دعوى الجاهلية
: يا آل فلان , يا آل فلان , يا آل فلان " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 411 :
أخرجه أحمد ( 2 / 262 ) عن ربعي بن إبراهيم حدثنا عبد الرحمن بن إسحاق عن سعيد
عن # أبي هريرة # مرفوعا . و من هذا الوجه أخرجه ابن حبان ( 739 ) إلا أنه قال
: " و التعاير " بدل " و كذا ... " . و عبد الرحمن بن إسحاق هذا الظاهر أنه أبو
شيبة الواسطي و هو ضعيف , و بقية رجاله ثقات . لكن له طريق أخرى و شواهد . أما
الطريق , فهي عند ابن حبان ( 740 ) عن أبي عامر حدثنا سفيان عن سليمان عن ذكوان
عن أبي هريرة . فذكر نحوه , و ذكر فيه العدوى , و جعلها أربعة .
قلت : و سنده صحيح , رجاله ثقات . و يشهد له حديث جنادة بن مالك مرفوعا بلفظ :
" ثلاث من فعل أهل الجاهلية لا يدعهن أهل الإسلام : استسقاء بالكواكب ... " .
أخرجه البخاري في " التاريخ " ( 1 / 2 / 233 ) و البزار ( رقم - 797 )
و الطبراني في " الكبير " ( 2178 ) من طريق القاسم بن الوليد عن مصعب بن عبيد
الله بن جنادة الأزدي عن أبيه عن جده مرفوعا . و قال البخاري : " في إسناده نظر
" . قلت : و كأن وجهه الجهالة , فإن مصعب بن عبيد الله بن جنادة و أباه أوردهما
ابن أبي حاتم ( 4 / 1 / 306 و 2 / 2 / 310 ) و من قبله البخاري ( 4 / 1 / 353 و
1 / 375 ) و لم يذكرا فيهما جرحا و لا تعديلا , و لم يعرفهما الهيثمي ( 3 / 13
) . و يشهد له أيضا حديث كريمة المزنية قالت : سمعت أبا هريرة و هو في بيت أبي
الدرداء يقول فذكره مرفوعا بلفظ : " ثلاث من الكفر بالله , شق الجيب و النياحة
و الطعن في النسب " . أخرجه الحاكم ( 1 / 383 ) و قال : " صحيح الإسناد " .
و وافقه الذهبي مع أنه قد قال في ترجمة كريمة هذه من " الميزان " " تفرد عنها
إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر " . يشير إلى أنها مجهولة , و مع ذلك
وثقها ابن حبان و ليس ذلك منه بغريب و لكن الغريب أن يوافقه الحافظ ابن حجر ,
فيقول في ترجمتها من " التقريب ": " ثقة " ! مع أنه لم يوثقها غير ابن حبان ,
و عهدي بها في مثلها من الرواة الذين تفرد ابن حبان بتوثيقه أن يقول مقبول , أو
مجهول . و هذا الذي يناسب كلامه المشروح في مقدمة كتابه " لسان الميزان " حول
توثيق ابن حبان , و أنه يوثق المجهولين , فراجعه إن شئت . و له شواهد أخرى من
حديث عمرو بن عوف عند البزار ( رقم - 798 ) و سلمان الفارسي عند الطبراني (
6100 ) و غيره تكلم على أسانيدها الهيثمي ( 3 / 13 ) .
1802 " ثلاث مهلكات , و ثلاث منجيات , فقال : ثلاث مهلكات : شح مطاع و هوى متبع و
إعجاب المرء بنفسه . و ثلاث منجيات : خشية الله في السر و العلانية و القصد في
الفقر و الغنى و العدل في الغضب و الرضا " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 413 :
روي عن # أنس بن مالك و عبد الله بن عباس و أبي هريرة و عبد الله بن أبي أوفى
و عبد الله بن عمر # .
1 - أما حديث أنس , فله عنه طرق :
الأولى : عن أيوب عن عتبة قال : حدثنا الفضل بن بكر العبدي عن قتادة عنه .
أخرجه البزار ( رقم - 80 ) و العقيلي ( ص 352 ) و أبو بكر الدينوري في
" المجالسة و جواهر العلم " ( 7 / 145 / 1 ) و السياق له و أبو مسلم الكاتب في
" الأمالي " ( 261 / 1 ) و أبو نعيم في الحلية ( 2 / 343 ) و الهروي في " ذم
الكلام " ( 145 / 1 ) و القضاعي ( 25 / 2 ) و قال البزار : " لم يروه إلا الفضل
عن قتادة و لا عنه إلا أيوب بن عتبة " . كذا قال , و قد وجدت لهما متابعا أخرجه
أبو الشيخ في "طبقات الأصبهانيين " عن عكرمة بن إبراهيم عن هشام عن يحيى عن
قتادة به .
قلت : و الطريقان إلى قتادة ضعيفان , فإن عكرمة بن إبراهيم و أيوب بن عتبة
ضعيفان . و الفضل بن بكر العبدي قال الذهبي : "لا يعرف " .و قد أشار العقيلي
إلى ما ذكرنا من التضعيف , فقال عقبه : " و قد روي عن أنس من غير هذا الوجه
و عن غير أنس بأسانيد فيها لين " .
الثانية : عن زائدة بن أبي الرقاد عن زياد النمري عن أنس مرفوعا بلفظ : " ثلاث
كفارات و ثلاث درجات و ثلاث منجيات و ثلاث مهلكات . فأما الكفارات فإسباغ
الوضوء في السبرات و انتظار الصلاة بعد الصلاة و نقل الأقدام إلى الجمعات .
و أما الدرجات فإطعام الطعام و إفشاء السلام و الصلاة بالليل و الناس نيام .
و أما المنجيات ... " الحديث مثل حديث الترجمة . أخرجه البزار ( رقم - 80 )
و ابن شاهين في " الترغيب و الترهيب " ( 264 / 2 ) و الهروي . و زياد و زائدة
كلامهما ضعيف .الثالثة - عن حميد بن الحكم أبي حصين قال : جاء رجل إلى الحسن -
و أنا جالس - فقال يا أبا سعيد ما سمعت أنس يقول ? فقال الحسن : حدثنا أنس بن
مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره بنحو لفظ الترجمة . أخرجه
الدولابي في " الكنى " ( 1 / 151 ) و الطبراني في " الأوسط " ( 5584 ) و الضياء
في " المنتقى من مسموعاته بمرو " ( 137 / 1 ) .
قلت : و حميد هذا قال ابن حبان : " منكر الحديث جدا " .
الرابعة : عن نعيم بن سالم عنه . أخرجه ابن عبد البر في " جامع بيان العلم " (
1 / 143 ) .
قلت : و نعيم هذا كذا وقع في النسخة , و الصواب " يغنم " بياء مثناة من تحت ثم
غين معجمة ثم نون , و هو متهم بالوضع . فلا يستشهد به .
2 - و أم حديث ابن عباس , فله طريقان :
الأولى : عن محمد بن عون الخراساني عن محمد بن زيد عن سعيد بن جبير عنه
بالمهلكات فقط . أخرجه البزار ( رقم - 82 ) . و محمد بن عون متروك كما في
" التقريب " .
و الأخرى : عن عيسى بن ميمون حدثنا محمد بن كعب سمعت ابن عباس بالمهلكات فقط .
أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 3 / 219 ) و الهروي . و عيسى بن ميمون , الظاهر
أنه المدني مولى القاسم , و هو ضعيف .
3 - و أما حديث أبي هريرة , فله عنه طريقان أيضا :
الأولى : بكر بن سليم الصواف عن أبي حازم عن الأعرج عنه بنحو حديث الترجمة .
أخرجه البيهقي في " شعب الإيمان " ( 2 / 382 / 1 ) .
قلت : و الصواف هذا ذكره ابن حبان في " الثقات " . و قال أبو حاتم : " شيخ يكتب
حديثه " .
قلت : فمثله يستشهد به . و الله أعلم .
و الأخرى : عن عبد الله بن سعيد عن أبيه عنه . أخرجه الهروي و أبو موسى المديني
في " اللطائف " ( 83 / 1 ) . و عبد الله هذا متروك .
4 - و أما حديث ابن أبي أوفى فيرويه محمد بن عون عن يحيى بن عقيل عنه . أخرجه
البزار ( رقم - 83 ) . و ابن عون متروك كما تقدم .
5 - و أما حديث ابن عمر , فقال الهيثمي في " المجمع " ( 1 / 91 ) : " رواه
الطبراني في " الأوسط " و فيه ابن لهيعة و من لا يعرف " .
قلت : و لفظه نحو لفظ حديث ابن أبي الرقاد المتقدم و هو عنده ( برقم - 5884 -
ترقيمي ) من طريق محفوظ بن يحيى الأنطاكي قال : أخبرنا الوليد بن عبد الواحد
التميمي عن ابن لهيعة عن عطاء بن دينار عن سعيد بن جبير عن ابن عمر .و قال :
" لا يروى عن ابن عمر إلا بهذا الإسناد " .
قلت : و هو ضعيف لحال ابن لهيعة و جهالة من دونه . و بالجملة فالحديث بمجموع
هذه الطرق حسن على أقل الدرجات إن شاء الله تعالى , و به جزم المنذري , فقد قال
في " الترغيب " عقب حديث أنس برواية ابن أبي الرقاد ( 1 / 162 ) : " رواه
البزار و البيهقي و غيرهما , و هو مروي عن جماعة من الصحابة و أسانيده و إن كان
لا يسلم شيء منها من مقال , فهو بمجموعها حسن إن شاء الله تعالى " .
1803 " ما بقي شيء يقرب من الجنة و يباعد من النار إلا و قد بين لكم " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 416 :
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 1647 ) من طريق سفيان بن عيينة عن فطر
عن أبي الطفيل عن # أبي ذر # قال : " تركنا رسول الله صلى الله عليه وسلم و ما
طائر يقلب جناحيه في الهواء إلا و هو يذكرنا منه علما , قال : فقال صلى الله
عليه وسلم : فذكره .و هذا القدر أخرجه البزار أيضا ( 147 ) دون حديث الترجمة
عن ابن عيينة به . و أخرجه أحمد ( 5 / 153 و 162 ) من طريق آخر عن أبي ذر .
قلت : و هذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات , و فطر و هو ابن خليفة وثقه أحمد
و ابن معين , و روى له البخاري مقرونا كما قال الذهبي في " الكاشف " . و له
شاهد من رواية عمرو عن المطلب مرفوعا بلفظ : " ما تركت شيئا مما أمركم الله به
إلا قد أمرتكم به , و ما تركت شيئا مما نهاكم عنه إلا قد نهيتكم عنه " . أخرجه
الشافعي كما في " بدائع المنن " برقم ( 7 ) و ابن خزيمة في " حديث علي بن حجر "
( ج 3 رقم 100 ) . و هذا إسناد مرسل حسن , عمرو هو ابن أبي عمر , و المطلب هو
ابن عبد الله .
1804 " ثلاثة لا تقربهم الملائكة : الجنب و السكران و المتضمخ بالخلوق " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 417 :
أخرجه البزار ( ص 164 - زوائد ابن حجر ) : حدثنا العباس بن أبي طالب حدثنا أبو
سلمة حدثنا أبان عن قتادة عن ابن بريدة عن يحيى بن يعمر عن # ابن عباس # عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره , و قال : " رواه غير العباس مرسلا و لا
يعلم يروى عن ابن عباس إلا من هذا الوجه " .
قلت : و هذا إسناد صحيح كما قال المنذري في " الترغيب " ( 1 / 91 ) و رجاله
ثقات رجال الشيخين غير العباس هذا و هو ابن جعفر بن عبد الله بن الزبرقان
البغدادي أبو محمد بن أبي طالب أخو يحيى , و هو صدوق مات سنة ( 258 ) . و قال
الهيثمي في " المجمع " ( 5 / 72 ) : " رواه البزار و رجاله رجال الصحيح خلا
العباس بن أبي طالب و هو ثقة " .
قلت : و رواه البخاري في " التاريخ " ( 3 / 1 / 74 ) من طريق أبي عوانة عن
قتادة به . فقول البزار : " لا يروى عن ابن عباس إلا من هذا الوجه " إنما هو
بناء على ما أحاط به علمه , ( و فوق ذي كل علم عليم ) . و يؤيد ما سبق أن له
طريقا أخرى عن ابن عباس يرويه زكريا بن يحيى الضرير قال : أخبرنا شبابة بن سوار
قال : أخبرنا المغيرة بن مسلم عن هشام بن حسان عن كثير مولى سمرة عنه مرفوعا به
إلا أنه قال : " و المتضمخ بالزعفران " . أخرجه الطبراني في " الأوسط " ( 5536
بترقيمي ) و قال : " لم يروه عن كثير مولى سمرة إلا هشام , و لا عن هشام إلا
المغيرة بن مسلم , تفرد به شبابة " .
قلت : و هو صدوق من رجال الشيخين و شيخه المغيرة حسن الحديث كما قال الذهبي في
" الكاشف " . و هشام بن حسان ثقة من رجال الشيخين . و شيخه كثير هو ابن كثير
مولى عبد الرحمن بن سمرة , قال ابن حبان في " الثقات " : " روى عنه قتادة
و البصريون " . و وثقه العجلي أيضا , فهو حسن الحديث . و زكريا الضرير ترجمه
الخطيب ( 8 / 457 - 458 ) برواية جمع عنه , و لم يذكر فيه جرحا . و للحديث شاهد
من حديث بريدة و لكنه ضعيف جدا , فلا بأس من ذكره و تخريجه و هو بلفظ : " ثلاثة
لا تقربهم الملائكة : السكران و المتخلق و الجنب " . أخرجه البخاري في
" التاريخ " ( 3 / 1 / 74 ) و العقيلي في " الضعفاء " ( ص 198 ) و ابن عدي في
" الكامل " ( ق 210 / 1 ) و الطبراني في " الأوسط " ( 5366 ) عن عبد الله بن
حكيم أبي بكر الداهري عن يوسف بن صهيب عن عبد الله بن بريدة عن أبيه مرفوعا .
و قال البخاري : " لا يصح " . و قال العقيلي : " أبو بكر هذا يحدث بأحاديث لا
أصل لها , و يحيل على الثقات " . و قال ابن عدي : " و هو منكر الحديث , و قال
البخاري : لا يصح هذا الحديث " . و قال الذهبي في " الكنى " من " ميزانه " :
" ليس بثقة و لا مأمون " . و الحديث أورده الهيثمي في " المجمع " ( 5 / 156 )
و قال : " رواه الطبراني , و فيه عبد الله بن حكيم و هو ضعيف " . و نقل المناوي
عنه أنه قال : " فيه عبد الله بن حكيم لم أعرفه و بقية رجاله ثقات " . فكأنه
قال هذا في موضع آخر , و الصواب أنه معروف و لكن بالضعف , كما قال في الموضع
الأول . ثم إن السيوطي لم يعزه للطبراني و لا رأيته في " معجمه الكبير " و هو
المعني عند إطلاق العزو إليه , فالصواب تقييده بـ " الأوسط " كما سبق , و إنما
عزاه السيوطي للبزار و لكن بلفظ : " ... السكران و المتضمخ بالزعفران و الحائض
و الجنب " ! فهذه أربع خصال ! فلعل الأصل : " و الحائض أو الجنب " . و هذا
الذي ظننته من احتمال كون الأصل على التردد تأكدت منه حين رأيت الحديث في "
زوائد البزار " ( ص 164 ) أخرجه من طريق عبد الله بن حكيم .
( الخلوق ) : طيب معروف مركب يتخذ من الزعفران و غيره من أنواع الطيب و تغلب
عليه الحمرة و الصفرة . و إنما نهى عنه لأنه من طيب النساء كما في " النهاية "
. ( الجنب ) معروف و هو الذي يجب عليه الغسل بالجماع و بخروج الماء الدافق .
و لعل المراد به هنا الذي يترك الاغتسال من الجنابة عادة , فيكون أكثر أوقاته
جنبا . و هذا يدل على قلة دينه و خبث باطنه كما قال ابن الأثير . و إلا فإنه قد
صح أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ينام و هو جنب من غير أن يمس ماء كما حقتته
في " صحيح أبي داود " ( 223 ) .
1805 " ثلاثة يدعون فلا يستجاب لهم : رجل كانت تحته امرأة سيئة الخلق فلم يطلقها ,
و رجل كان له على رجل مال فلم يشهد عليه , و رجل آتى سفيها ماله و قد قال الله
عز وجل : *( و لا تؤتوا السفهاء أموالكم )* " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 420 :
رواه ابن شاذان في " المشيخة الصغرى " ( 57 / 1 ) و الحاكم ( 2 / 302 ) من
طريقين عن أبي المثنى معاذ بن معاذ العنبري حدثنا أبي حدثنا شعبة عن فراس عن
الشعبي عن أبي بردة عن # أبي موسى الأشعري # مرفوعا , و قال الحاكم : " صحيح
على شرط الشيخين و لم يخرجاه لتوقيف أصحاب شعبة هذا الحديث على أبي موسى
الأشعري " . و وافقه الذهبي .
قلت : كذا وقع في " المستدرك " : " أبي المثنى معاذ بن معاذ العنبري حدثنا أبي
" و في " المشيخة " : معاذ بن المثنى أخبرنا أبي " و كل ذلك من تحريف النساخ
و الصواب : " المثنى بن معاذ بن العنبري " كما يتضح من الرجوع إلى ترجمة الوالد
و الولد من " تاريخ بغداد " و " تهذيب التهذيب " و غيرهما , و قد جزم الطحاوي
في " مشكل الآثار " ( 3 / 216 ) أن معاذ بن معاذ العنبري قد حدث به عن شعبة .
ثم إنهما ثقتان غير أن المثنى لم يخرج له البخاري شيئا . فالسند ظاهره الصحة
لكن قد يعله توقيف أصحاب شعبة له إلا أنه لم ينفرد به معاذ بن معاذ بل تابعه
داود بن إبراهيم الواسطي : حدثنا شعبة به . أخرجه أبو نعيم في " مسانيد أبي
يحيى فراس " ( ق 92 / 1 ) . و داود هذا ثقة كما في " الجرح " ( 1 / 2 / 407 ) .
و تابعه عمرو بن حكام أيضا , و فيه ضعف .أخرجه أبو نعيم أيضا و الطحاوي .
و تابعه عثمان بن عمر و هو ثقة أيضا قال حدثنا شعبة به . أخرجه الديلمي ( 2 /
58 ) . و قد وجدت له طريقا أخرى عن الشعبي . رواه ابن عساكر ( 8 / 182 / 1 - 2
) عن إسحاق بن وهب - و هو بخاري - عن الصلت بن بهرام عن الشعبي به . لكن إسحاق
هذا ذكره الخليلي في " الإرشاد " و قال : " يروى عنه ما يعرف و ينكر , و نسخ
رواها الضعفاء " .
1806 " ثمن الخمر حرام و مهر البغي حرام و ثمن الكلب حرام و الكوبة حرام و إن أتاك
صاحب الكلب يلتمس ثمنه , فاملأ يديه ترابا , و الخمر و الميسر و كل مسكر حرام "
.
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 422 :
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 3 / 169 / 1 و رقم - 12601 - مطبوعة ,
و فيها قلب ) عن معقل بن عبيد الله عن عبد الكريم عن قيس بن حبتر الربعي عن
# عبد الله بن عباس # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ...
قلت : و هذا إسناد جيد رجاله كلهم ثقات و في معقل بن عبيد الله و هو الجزري ضعف
يسير من قبل حفظه و احتج به مسلم و قد توبع كما يأتي , و عبد الكريم هو الجذري
الثقة . و الحديث أخرجه أحمد ( 1 / 278 و 289 و 350 ) مفرقا من طرق عن عبد
الكريم به . و روى بعضه أبو داود ( 3482 ) و الطيالسي ( 2755 ) . و تابعه علي
ابن بذيمة حدثني قيس بن حبتر نحوه .أخرجه أحمد ( 1 / 274 ) من طريق سفيان عنه
. و زاد : " قال سفيان - و هو الثوري : - قلت لعلي بن بذيمة : ما الكوبة ? قال
: الطبل " .
قلت : و علي بن بذيمة ثقة , فالسند صحيح .
( الكوبة ) . قال ابن الأثير : " هو النرد . و قيل الطبل . و قيل : البربط " .
و في " المعجم الوسيط " : " و هو آلة موسيقية تشبه العود , و النرد أو الشطرنج
" . قلت : و الراجح : أنه الطبل لجزم علي بن بذيمة به كما تقدم و هو أحد رواته
و الراوي أدرى بمرويه من غيره . و الله أعلم .
1807 " الثيب أحق بنفسها من وليها , و البكر يستأذنها أبوها في نفسها و إذنها صماتها
" .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 423 :
رواه مسلم ( 4 / 141 ) و أبو داود ( 1 / 327 ) و النسائي ( 2 / 78 )
و الدارقطني ( 390 ) و أحمد ( 1 / 219 ) و الطبراني ( رقم 10745 ) من طريق
سفيان ابن عيينة عن زياد بن سعد عن عبد الله بن الفضل عن نافع بن جبير عن # ابن
عباس # مرفوعا به . و هذا إسناد صحيح لكن ذكر الأب في هذا المتن قد أعلوه ,
فقال أبو داود : " أبوها ليس بمحفوظ " . و قال الدارقطني : " لا نعلم أحد وافق
ابن عيينة على هذا اللفظ و لعله ذكره من حفظه فسبقه لسانه " .
قلت : و المحفوظ بلفظ : " تستأمر في نفسها " و قد مضى من رواية مالك عن ابن
الفضل به برقم ( 1216 ) .
1808 " الثيبان يجلدان و يرجمان , و البكران يجلدان و ينفيان " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 423 :
أخرجه أبو نعيم في " مسانيد أبي يحيى فراس " ( 91 / 1 ) و الديلمي ( 2 / 70 )
عن الحاكم عن شريك عن فراس عن الشعبي عن مسروق عن # أبي بن كعب # مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد جيد في الشواهد , رجاله ثقات لولا أن شريكا و هو ابن عبد
الله القاضي سيء الحفظ . لكن يشهد لحديثه ما عند مسلم و غيره من عبادة بن
الصامت مرفوعا بلفظ : " الثيب بالثيب و البكر بالبكر , الثيب جلد مائة , ثم رجم
بالحجارة و البكر جلد مائة , ثم نفي سنة " .
1809 " جعل قرة عيني في الصلاة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 424 :
رواه العقيلي في " الضعفاء " ( 465 ) : حدثنا محمد بن زكريا البلخي حدثنا يحيى
ابن عثمان حدثنا هقل بن زياد عن الأوزاعي عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن
# أنس بن مالك # مرفوعا . و قال : " يحيى بن عثمان الحربي عن هقل لا يتابع على
حديثه عن الأوزاعي " .
قلت : يحيى هذا ثقة كما يأتي و كذا شيخه هقل , و لا يضر الثقة أن لا يتابع على
حديثه , و هذا الحديث أخرجه الخطيب في ترجمة يحيى هذا ( 12 / 371 و 14 / 190 )
من طريقين آخرين عنه ثم قال : " تفرد برواية هذا الحديث هكذا موصولا هقل بن
زياد عن الأوزاعي و لم أره إلا من رواية يحيى بن عثمان عن هقل , و خالفه الوليد
ابن مسلم فرواه عن الأوزاعي عن إسحاق عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا لم
يذكر فيه أنسا " , ثم ساق سنده بذلك إلى الوليد .
قلت : و هذه المخالفة لا قيمة لها لأمرين :
الأول : أن هقل بن زياد زاد الوصل و زيادة الثقة مقبولة .
و الآخر : أنه في الأوزاعي أوثق من الوليد , فقد اتفقت كلمات النقاد على أنه
أثبت الرواة في الأوزاعي , فروايته عند المخالفة أرجح من رواية الوليد بن مسلم
, فتأمل . و جملة القول أن الحديث عندي صحيح بهذا الإسناد , فإن سائر رجاله
ثقات كلهم معروفون , و أما يحيى هذا فروى الخطيب عن ابن معين أنه ثقة , و عن
صالح بن محمد جزرة : صدوق , و كان من العباد . و وثقه أيضا أبو زرعة و ابن حبان
كما في " الميزان " و " اللسان " . و قال العقيلي عقبه : " هذا يرويه سلام
الطويل عن ثابت عن أنس , و سلام فيه لين " .
قلت : كذا قال , و الحديث معروف من رواية سلام بن سليمان أبي المنذر المزني
صدوق , رواه عنه النسائي ( 2 / 156 ) و غيره بأتم منه . و هو مخرج في " المشكاة
" ( 5261 ) و " الروض النضير " ( 53 ) . ثم وجدت له متابعا لا بأس به , أخرجه
أبو محمد المخلدي في " الفوائد " ( ق 290 / 1 ) بسند صحيح عن عمرو بن هاشم :
حدثني الهقل بن زياد به . و عمرو هذا هو البيروتي و هو صدوق يخطىء كما قال
العسقلاني , فانتفت دعوى تفرد يحيى بن عثمان عن هقل به , و تأكد صحة الحديث
و الحمد لله .
1810 " كان إذا اجتهد لأحد في الدعاء قال : جعل الله عليكم صلاة قوم أبرار , يقومون
الليل و يصومون النهار , ليسوا بأثمة و لا فجار " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 425 :
رواه عبد الحميد في " المنتخب من المسند " ( 147 / 2 ) : حدثنا مسلم بن إبراهيم
حدثنا حماد بن سلمة حدثنا ثابت عن # أنس # مرفوعا .
قلت : و هذا سند صحيح على شرط مسلم و قد أخرجه الضياء في " المختارة " ( ق 34 /
1 ) من طريق عبد بن حميد و قال : " و ذكر بعض المحدثين أن مسلما رواه عن عبد بن
حميد بهذا الإسناد و لم أره في " صحيح مسلم " و الله أعلم " .
1811 " يا أم حارثة ! إنها ليست بجنة واحدة و لكنها جنان كثيرة و إن حارثة لفي
أفضلها , أو قال : في أعلى الفردوس " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 425 :
رواه أحمد ( 3 / 124 ) و ابن سعد ( 3 / 510 - 511 ) : أخبرنا يزيد بن هارون قال
: أخبرنا حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن # أنس بن مالك # : أن حارثة بن سراقة
خرج نظارا , فأتاه سهم فقتله , فقالت أمه : يا رسول الله ! قد عرفت موضع حارثة
مني , فإن كان في الجنة صبرت و إلا رأيت ما أصنع ! قال : فذكره , و قال في آخره
: شك يزيد بن هارون .
قلت : و سنده صحيح على شرط مسلم . و تابعه يوسف بن عطية حدثنا ثابت به و أتم
منه . أخرجه ابن نصر في " الصلاة " ( 77 / 2 ) . لكن يوسف متروك . و تابعه عفان
حدثنا حماد بن سلمة به و قال : " و إنه في الفردوس الأعلى " و لم يشك . أخرجه
أحمد ( 3 / 272 ) . و تابعه عنده ( 3 / 215 و 282 - 283 ) سليمان بن المغيرة عن
ثابت به . و صححه ابن حبان ( 2272 ) و الحاكم ( 3 / 208 ) , و وافقه الذهبي .
و تابعه قتادة عن أنس به . أخرجه البخاري ( 2 / 204 ) و ابن خزيمة في " التوحيد
" ( 239 ) و الترمذي ( 2 / 201 ) و صححه , و زاد في آخره : " و الفردوس ربوة
الجنة و أوسطها و أفضلها " . و هي عند أحمد في رواية ( 3 / 260 ) لكن فصلها عن
الحديث فقال : قال قتادة : فذكرها مقطوعا من قوله . و لم يذكرها أصلا في
الرواية الأخرى ( 3 / 210 و 283 ) . و تابعه حميد قال : سمعت أنسا به دون
الزيادة . أخرجه البخاري ( 3 / 59 و 241 ) و أحمد ( 3 / 264 ) . و بالجملة فهذه
الزيادة التي عند الترمذي شاذة لا تثبت في الحديث عن أنس , و الراجح أنها مدرجة
فيه كما بينته رواية أحمد . لكن يشهد لها حديث سمرة بن جندب قال : قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم : " الفردوس ربوة الجنة و أعلاها و أوسطها , و منها
تفجر أنهار الجنة " . قال الهيثمي ( 10 / 398 ) : " رواه الطبراني و البزار
باختصار و زاد فيه : " فإذا سألتم الله تعالى فسلوه الفردوس " , و أحد أسانيد
الطبراني رجاله وثقوا , و في بعضهم ضعف " . و لها شاهد آخر و لذلك أفردته
بالتخريج فيما يأتي ( 2003 ) .
قلت : و الطريق الأولى عند الطبراني في " الكبير " ( 6885 و 6886 ) من وجهين عن
قتادة عن الحسن عن سمرة . ثم أخرجه ( 7088 ) من الطريق الأخرى عن خبيب بن
سليمان بن سمرة عن أبيه عن سمرة . و هذا إسناد ضعيف مجهول . و ما قبله معنعن .
1812 " الجنة لها ثمانية أبواب , و النار لها سبعة أبواب " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 427 :
أخرجه أحمد ( 4 / 185 ) و ابن سعد ( 7 / 430 ) عن صفوان بن عمرو السكسكي عن أبي
المثنى الأملوكي عن # عتبة بن عبد السلمي # قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول : فذكره .
قلت : و رجاله ثقات غير أبي المثنى الأملوكي وثقه العجلي و ابن حبان , و روى
عنه هلال بن يساف أيضا في قول بعضهم . و للحديث شاهد من حديث عاصم بن لقيط ,
يرويه عنه دلهم بن الأسود و هو مقبول عند الحافظ ابن حجر . أخرجه أحمد ( 4 / 13
- 14 ) . و روى الترمذي ( 4 / 132 - تحفة ) عن جنيد عن ابن عمر مرفوعا :
" لجهنم سبعة أبواب , باب منها لمن سل السيف على أمتي " . و قال : " حديث غريب
" . يعني ضعيف , جنيد هذا لم يوثقه غير ابن حبان و قيل إنه لم يسمع من ابن عمر
. و بالجملة فالحديث بمجموع هذه الطرق صحيح , و الشطر الأول منه أصح , فإن له
شواهد في " الصحيحين " و غيرهما , فراجع إن شئت " حادي الأرواح " ( 1 / 88 - 99
) .
1813 " حافظ على العصرين : صلاة قبل طلوع الشمس , و صلاة قبل غروبها " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 428 :
رواه أبو داود ( 453 - صحيحه ) و الطحاوي في "المشكل " ( 1 / 440 ) و ابن حبان
( 282 ) و الحاكم ( 1 / 20 , 3 / 628 ) و البيهقي و الحافظ ابن حجر في "
الأحاديث العليات " ( رقم 31 ) عن عبد الله بن فضالة الليثي عن أبيه # فضالة #
قال : علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم , و كان فيما علمني أن قال لي :
" حافظ على الصلوات الخمس " . فقلت : إن هذه ساعات لي فيها أشغال , فمرني بأمر
جامع إذا أنا فعلته أجزأ عني , قال : فذكره . و قال الحافظ : " هذا الحديث صحيح
, و في المتن إشكال لأنه يوهم جواز الاقتصار على العصرين , و يمكن أن يحمل على
الجماعة , فكأنه رخص له في ترك حضور بعض الصلوات في الجماعة , لا على تركها
أصلا " .
قلت : و الترخيص إنما كان من أجل شغل له كما هو في الحديث نفسه . و الله أعلم .
ثم إن في إسناد الحديث اختلافا ذكرته في " صحيح أبي داود " , و قد بينت هناك ما
هو الراجح منه , فلا داعي لإعادته هنا .
1814 " حرم الله الخمر , و كل مسكر حرام " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 429 :
رواه النسائي ( 2 / 333 ) و الطبراني في " المعجم الكبير " ( 13225 ) و ابن
عساكر ( 17 / 56 / 2 ) عن شبيب بن عبد الملك قال : حدثني مقاتل بن حيان عن
# سالم ابن عبد الله عن أبيه # عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .
قلت : و هذا إسناد صحيح رجاله ثقات رجال مسلم غير شبيب بن عبد الله و هو ثقة .
و قد توبع من جمع عن نافع به نحوه عند مسلم ( 6 / 100 ) و غيره , و هو مخرج في
" الإرواء " ( 2431 ) و غيره . و الحديث من الأدلة الكثيرة القاطعة على تحريم
كل مسكر سواء كان متخذا من العنب أو التمر أو الذرة أو غيرها و سواء في ذلك
قليله أو كثيره , و أن التفريق بين خمر و خمر , و القليل منه و الكثير باطل ,
خلافا لما ذهب إليه بعض من تقدم . و اغتر به بعض المعاصرين في مجلة " العربي "
الكويتية منذ سنين , ثم رد عليه بعض مشايخ الشام , فما أحسن الرد , منعه منه
تعصبه للمذهب , عفا الله عنا و عنه بمنه و كرمه . و العصمة له وحده .
1815 " حسن الصوت زينة القرآن " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 429 :
رواه أبو نعيم في " الأربعين الصوفية " ( 62 / 1 ) من طريق الطبراني عن عبد
الغفار بن داود حدثنا أبو عبيدة سعيد بن زربي , و من طريق أحمد بن القاسم بن
مساور حدثنا علي بن الجعد حدثنا أبو معاوية العباداني قالا : حدثنا حماد بن أبي
سليمان عن إبراهيم النخعي عن علقمة بن قيس قال : كنت رجلا قد أعطاني الله حسن
الصوت بالقرآن , فكان # عبد الله بن مسعود # يرسل إلي فأقرأعليه , قال فكنت
إذا فرغت من قرائتي قال : زدنا من هذا فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول : فذكره . و هو في معجم الطبراني ( رقم 10023 ) من طريق عبد الغفار به ,
و يكنى بأبي صالح الحراني . و رواه ابن عدي ( 271 / 1 ) من طريق قيس بن الربيع
عن حماد بن أبي سليمان به .
قلت : و هذا إسناد حسن , مدار طرقه على حماد بن أبي سليمان و هو صدوق له أوهام
كما في " التقريب " , و من فوقه من رجال الشيخين . و يشهد له حديث البراء :
" زينوا القرآن بأصواتكم " . و هو مخرج في " صحيح أبي داود " ( 1320 ) .
1816 " كان إذا رأى الهلال قال : اللهم أهله علينا باليمن و الإيمان و السلامة
و الإسلام , ربي و ربك الله " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 430 :
رواه الترمذي ( 2 / 256 ) و الحاكم ( 4 / 285 ) و أحمد ( 1 / 162 ) و أبو يعلى
( 1 / 191 ) و عنه ابن السني في " عمل اليوم و الليلة " ( 635 ) و الدارمي ( 2
/ 4 ) و العقيلي ( 182 ) و ابن أبي عاصم في " السنة " ( 376 ) و الضياء في "
المختارة " ( 1 / 279 ) عن سليمان بن سفيان قال : حدثني # بلال بن يحيى بن طلحة
ابن عبيد الله عن أبيه عن جده # مرفوعا . و قال الترمذي : " حسن غريب " ,
و قال العقيلي في سليمان هذا " لا يتابع عليه " , و روى عن ابن معين أنه ليس
بثقة . ثم قال العقيلي : " و في الدعاء لرؤية الهلال أحاديث كأن هذا من أصلحها
إسنادا , كلها لينة الأسانيد " .
قلت : و سليمان بن سفيان ضعيف , و قد تقدم و مثله بلال بن يحيى بن طلحة و لعله
من أجل ذلك سكت عليه الحاكم ثم الذهبي , و لم يصححاه . لكن الحديث حسن لغيره بل
هو صحيح لكثرة شواهده التي أشار إليها العقيلي , لكنها شواهد في الجملة و إنما
يشهد له شهادة تامة حديث ابن عمر قال ... فذكره , إلا أنه زاد : " و التوفيق
لما تحب و ترضى " . أخرجه الدارمي ( 2 / 3 - 4 ) و ابن حبان ( 2374 )
و الطبراني في " المعجم الكبير " ( 13330 ) عن عبد الرحمن بن عثمان بن إبراهيم
حدثني أبي عن أبيه و عمه عنه . قال الهيثمي : ( 10 / 139 ) : " و عثمان بن
إبراهيم الحاطبي فيه ضعف , و بقية رجاله ثقات " . كذا قال : و عبد الرحمن بن
عثمان قال الذهبي : " مقل , ضعفه أبو حاتم الرازي " . و أما ابن حبان فذكره في
" الثقات " ! و له طريق أخرى بلفظ آخر عن ابن عمر , و هو مخرج في " الضعيفة " (
3503 ) . و له شاهد آخر مختصر من حديث حدير السلمي مرفوعا به دون قوله : " ربي
و ربك الله " , و زاد : " و السكينة و العافية و الرزق الحسن " . و هو مخرج
هناك ( 3504 ) .
1817 " حلوة الدنيا مرة الآخرة , و مرة الدنيا حلوة الآخرة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 431 :
رواه أحمد ( 5 / 342 ) و عنه الحاكم ( 4 / 310 ) و محمد بن العباس البزار في
" حديثه " ( 2 / 121 / 2 ) و ابن عساكر ( 19 / 82 / 1 ) عن صفوان بن عمرو عن
أبي عبيد الحضرمي يعني شريحا أن # أبا مالك الأشعري # لما حضرته الوفاة قال :
يا معشر الأشعريين ليبلغ الشاهد منكم الغائب , إني سمعت رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقول : فذكره . و قال الحاكم : " صحيح الإسناد " . و وافقه الذهبي ,
و هو كما قالا .
1818 " الحائض و النفساء إذا أتتا على الوقت تغتسلان و تحرمان , و تقضيان المناسك
كلها غير الطواف بالبيت " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 432 :
أخرجه أبو داود ( 1744 ) و أحمد ( 1 / 364 ) من طريق خصيف عن عكرمة و مجاهد
و عطاء عن # ابن عباس # أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .
قلت : و هذا إسناد فيه ضعف , رجاله ثقات , غير أن خصيفا و هو ابن عبد الرحمن
الجزري سيء الحفظ . لكن الحديث صحيح , يشهد له حديث جابر في حديث أسماء بنت
عميس حين نفست بذي الحليفة , أن النبي صلى الله عليه وسلم أمرها أن تغتسل و تهل
, رواه مسلم و غيره ( انظر كتابي حجة النبي صلى الله عليه وسلم كما رواها جابر
) . و حديث عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها حين حاضت و هي محرمة :
اصنعي ما يصنع الحاج غير أن لا تطوفي و لا تصلي . متفق عليه , و لعله من أجل
ذلك صحح الحديث العلامة أحمد شاكر في تعليقه على " المسند " و الله أعلم .
( الوقت ) : الميقات : و هو هنا الموضع الذي جعل للعمرة أو الحج يحرم بهما عنده
.
1819 " الحبة السوداء شفاء من كل داء إلا السام " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 433 :
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 491 ) : حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل
حدثنا سريج بن يونس عن المطلب بن زياد عن زياد بن علاقة عن # أسامة بن شريك #
قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : فذكره بزيادة " في " في أوله , و أورده
بدونها الهيثمي في " المجمع " ( 5 / 87 - 88 ) من حديث أسامة بن شريك هذا و قال
: " رواه الطبراني في " الأوسط " , و رجاله ثقات " . و لم أره في " الأوسط "
مستعينا على ذلك بفهرسي الذي وضعته له , لكن في النسخة خرم , فمن المحتمل أن
يكون في بعض الورقات الذاهبة منها , و إلا فيكون وهما منه , لاسيما و لم يعزه
لـ " المعجم الكبير " . و إسناده صحيح رجاله كلهم ثقات . و له شواهد كثيرة في
" الصحيحين " و غيرهما من حديث أبي هريرة و غيره , و قد مضى بعضها برقم ( 759
و 863 و 1069 ) .
1820 " الحجاج و العمار وفد الله , دعاهم فأجابوه , سألوه فأعطاهم " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 433 :
أخرجه البزار ( رقم 1153 ) عن محمد بن أبي حميد عن محمد بن المنكدر عن # جابر #
قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره , و قال : " لا نعلمه عن جابر
إلا عن ابن المنكدر , و رواه طلحة بن عمرو عنه " .
قلت : و هذا إسناد ضعيف , محمد بن أبي حميد و هو أبو إبراهيم المدني الملقب
بحماد , قال الحافظ : " ضعيف " . و متابعه طلحة بن عمرو أضعف منه قال الحافظ :
" متروك " . فلا أدري مع هذا وجه قول المنذري ( 2 / 108 ) و تبعه الهيثمي ( 3 /
211 ) : " رواه البزار و رجاله ثقات " . نعم للحديث شاهد عن ابن عمر مرفوعا به
و زاد في أوله : " الغازي في سبيل الله و الحاج .. " . أخرجه ابن ماجة ( 2893 )
و ابن حبان ( 964 ) و الطبراني في " المعجم الكبير " ( 13556 ) من طريق عمران
ابن عيينة عن عطاء بن السائب عن مجاهد عنه .
قلت : و هذا سند ضعيف كما بينته في التعليق على " الترغيب " ( 2 / 165 ) . لكن
الحديث بمجموع الطريقين حسن . و لحديث ابن عمر طريق آخر و لكنه منقطع , أورده
ابن أبي حاتم في " العلل " ( 1 / 296 ) من طريق إبراهيم بن مهاجر عن أبي بكر بن
حفص عن ابن عمر به مرفوعا . فقال عن أبيه : " هذا خطأ , إنما هو أبو بكر بن حفص
عن عمر مرسل , و قد أدرك أبو بكر بن حفص بن عمر , و لم يدرك عمر , و كنت قدمت
قزوين فكتبت حديث محمد بن سعيد بن سابق عن عمرو بن أبي قيس عن إبراهيم بن مهاجر
عن أبي بكر بن حفص عن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم " .
قلت : و هو على انقطاعه شاهد حسن للطريق الأولى عن ابن عمر , فهو حسن أيضا
بمجموع طريقيه . و للحديث شاهد آخر , و لكنه واه أذكره لبيان حاله , و لفظه :
" الحجاج و العمار وفد الله إن دعوه أجابهم و إن استغفروه غفر لهم " . رواه ابن
ماجة ( 2892 ) و ابن بشران في " الأمالي " ( 34 / 2 ) عن صالح بن عبد الله مولى
ابن عامر بن لؤي حدثني يعقوب بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبي صالح عن أبي
هريرة مرفوعا . و رواه الخطيب في " التلخيص " ( 86 / 1 ) من هذا الوجه . و صالح
هذا منكر الحديث كما قال البخاري ثم رأيت محمد بن أبي حميد الأنصاري ( المذكور
آنفا في حديث جابر ) روى الحديث عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعا به أتم
منه , و لفظه : " الحجاج و العمار وفد الله إن سألوه أعطوا و إن دعوا أجيبوا
و إن أنفقوا أخلف عليهم , فوالذي نفس أبي القاسم بيده ما كبر مكبر على نشز و لا
أهل مهل على شرف من الأشراف إلا أهل ما بين يديه و كبر حتى ينقطع به منقطع
التراب " . رواه أبو الشيخ الأصبهاني في " أحاديث بكر بن بكار " ( 3 / 2 ) عنه
: أخبرنا محمد بن أبي حميد الأنصاري أخبرنا عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعا
. و رواه تمام في " الفوائد " ( 252 / 2 ) و القاضي الشريف أبو الحسين في "
المشيخة " ( 2 / 180 / 1 ) من طريق ابن وهب عن محمد بن أبي حميد عن عمرو بن
شعيب به . و روى الخلعي في " الفوائد " ( 108 / 2 ) الشطر الأول منه , و رواه
ابن عدي ( 301 / 1 ) بالشطرين و قال : " محمد بن أبي حميد الزهري شبه المجهول "
. كذا قال و هو معروف الضعف كما تقدم , و قال ابن أبي حاتم في " العلل " ( 2 /
298 ) : " قال أبي : حديث منكر " . يعني بهذا التمام .
1821 " الحمى حظ المؤمن من النار يوم القيامة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 435 :
رواه ابن أبي الدنيا في " المرض و الكفارات " ( 181 / 1 - 2 ) و ابن عساكر ( 6
/ 399 / 2 ) عن الفضل بن حماد الأزدي عن عبد الله بن عمران عن مالك بن دينار عن
معبد الجهني عن # عثمان بن عفان # مرفوعا . و من هذا الوجه رواه العقيلي في
" الضعفاء " ( 217 , 352 ) و قال : " إسناد غير محفوظ , و المتن معروف بغير هذا
الإسناد . قال : و قد رويت في هذا أحاديث مختلفة الألفاظ , بأسانيد صالحة " .
و له شاهد من حديث أنس أخرجه الطبراني في " الأوسط " ( رقم - 7691 ) عن سليمان
ابن داود الشاذكوني حدثنا عيسى بن ميمون حدثني قتادة عنه . قال : " لم يروه عن
قتادة إلا عيسى بن ميمون , تفرد به الشاذكوني " .
قلت : هو متهم بالوضع , فلا يستشهد به . و الفضل بن حماد الأزدي قال الذهبي : "
فيه جهالة " . و من طريقه أخرجه أبو حامد الشجاعي في " أماليه " , و زاد :
" و إن مثله إذا صح من مرضه كمثل البردة تقع من السماء في صفائها و لونها " .
قلت : لهذه الزيادة شاهد من حديث الوليد بن محمد الموقري عن الزهري عن أنس
مرفوعا : " مثل المريض ... " . أخرجه البزار ( 762 ) و الطبراني في " الأوسط "
( رقم - 5299 ) . لكن الموقري متهم . و يشهد للحديث ما عند البزار ( رقم - 765
) عن عثمان بن مخلد حدثنا هشيم عن المغيرة عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة
مرفوعا بلفظ : " الحمى حظ كل مؤمن من النار " . و قال : " لا نعلم أسنده عن
هشيم إلا عثمان " .
قلت : عثمان هذا هو ابن مخلد التمار الواسطي أورده ابن أبي حاتم ( 3 / 1 / 170
) و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . و قد قيل أن ابن حبان ذكره في " الثقات " .
و هشيم مدلس و قد عنعنه . و من ذلك يتبين تساهل المنذري ( 4 / 155 ) و إن تبعه
الهيثمي ( 4 / 306 ) فقالا : " رواه البزار , و إسناده حسن " ! و من الغريب أن
الهيثمي قال في مكان آخر على ما نقله المناوي : " فيه عثمان بن مخلد , و لم أجد
من ذكره " ! و بالجملة فالحديث بهذه الشواهد قوي , و يزداد قوة بالشواهد الآتية
بعده , فهو حديث صحيح , و فضل الله أكبر .
1822 " الحمى كير من جهنم , فما أصاب المؤمن منها كان حظه من النار " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 437 :
رواه أحمد ( 5 / 252 و 264 ) و الطحاوي في " المشكل " ( 3 / 68 ) و ابن أبي
الدنيا في " المرض و الكفارات " ( 162 / 2 ) و أبو بكر الشافع في " الفوائد "
( 91 / 1 ) و ابن عساكر ( 19 / 39 / 2 ) عن محمد بن مطرف عن أبي الحصين عن أبي
صالح الأشعري عن # أبي أمامة # مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف , رجاله ثقات غير أبي الحصين و هو الفلسطيني , قال
الذهبي : " تفرد عنه أبو غسان محمد بن مطرف " . و لذلك قال الحافظ ابن حجر : "
مجهول " . فقول المنذري ( 4 / 155 ) : " رواه أحمد بإسناد لا بأس به " , فمما
لا يخفى ما فيه من التساهل . و قد خالفه إسماعيل بن عبيد الله و هو ابن أبي
المهاجر فقال : عن أبي صالح الأشعري عن أبي هريرة أنه عاد مريضا , فقال له :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله تبارك و تعالى يقول : هي ناري
أسلطها على عبدي المؤمن في الدنيا لتكون حظه من النار في الآخرة " . و إسناده
صحيح , و قد مضى تخريجه ( 557 ) . و مما يشهد للحديث ما روى عصمة بن سالم
الهنائي أخبرنا أشعث بن جابر عن شهر بن حوشب عن أبي ريحانة مرفوعا بلفظ : " ...
و هي نصيب المؤمن من النار " . و الباقي مثله . أخرجه البخاري في " التاريخ " (
4 / 1 / 63 ) و الطحاوي و ابن أبي الدنيا في " المرض " ( 159 / 2 ) و ابن عساكر
في " التاريخ " ( 8 / 64 / 2 ) .
قلت : و هذا إسناد حسن في الشواهد , رجاله صدوقون , على ضعف في شهر بن حوشب من
قبل حفظه , و من طريقه أخرجه الطبراني أيضا كما في " الترغيب " و " المجمع " (
4 / 306 ) . و بالجملة فالحديث صحيح بهذه الطرق , و الجملة الأولى منه لها
شواهد أخرى في " الصحيحين " و غيرهما .
1823 " يا ولي الإسلام و أهله , ثبتني به حتى ألقاك " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 438 :
أخرجه الطبراني في " الأوسط " ( رقم - 653 ) و عنه الضياء في " المختارة " ( ق
150 / 1 ) بإسناده إلى محمد بن سلمة الحراني و خطاب بن القاسم عن أبي الواصل
عبد الحميد بن واصل عن # أنس بن مالك # أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان
يقول : فذكره , و قال : " قال الطبراني : لا يروى عن أنس إلا بهذا الإسناد ,
تفرد به أبو الواصل " .
قلت : قال ابن أبي حاتم ( 3 / 1 / 18 ) : " روى عن أنس , و روى عن ابن مسعود ,
مرسل - و أبي أمية الحبطي . روى عنه عبد الكريم الجزري و شعبة و محمد بن سلمة
و عتاب بن بشير " . و ذكره ابن حبان في " الثقات " ( 1 / 136 ) , فهو ثقة
لرواية هؤلاء الثقات عنه . ثم قال الضياء : " و رواه أبو يعلى الموصلي عن
إسماعيل بن عبد الله بن خالد القرشي عن عباد بن بشير عن عبد الحميد عن أنس .
و رواه أبو عبد الله محمد بن مسلم بن وارة عن يحيى بن صالح عن سليمان بن عطاء
عن أبي الواصل عن أنس " .
قلت : و من طريق يحيى بن صالح أخرجه السلفي في " الفوائد المنتقاة من أصول
سماعات الرئيس أبي عبد الله الثقفي " ( 2 / 165 / 1 ) بلفظ : " ... مسكني
بالإسلام حتى ألقاك " . و سليمان بن عطاء هذا هذا هو أبو عمرو الجزري ضعيف
اتفاقا , و لكن ذلك لا يقدح في ثبوت الحديث بعد أن خرجناه من طريق محمد بن سلمة
الحراني و خطاب بن القاسم و كلاهما ثقة , فالعمدة على روايتهما .
1824 " الحيات مسخ الجن , كما مسخت القردة و الخنازير من بني إسرائيل " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 439 :
أخرجه ابن حبان ( 1080 ) و الطبراني في " المعجم الكبير " ( 11946 ) و ابن أبي
حاتم في " العلل " ( 2 / 290 ) من طرق عن عبد العزيز بن المختار عن خالد الحذاء
عن عكرمة عن # ابن عباس # عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .
قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين , و قد أعل بما لا يقدح , فقال ابن أبي
حاتم عقبه : " قال أبو زرعة : هذا الحديث موقوف , لا يرفعه إلا عبد العزيز بن
المختار , و لا بأس بحديثه " .
قلت : و هو ثقة محتج في " الصحيحين " . و قد خالفه من هو مثله أو دونه في الحفظ
و هو معمر عن أيوب عن عكرمة به موقوفا . أخرجه الطبراني أيضا ( 11846 ) .
قلت : و هذا إسناد صحيح أيضا على كلام يسير في معمر , و زيادة الثقة مقبولة في
مثل ما نحن فيه . و الله أعلم . و قد أخرج الضياء في " المختارة " ( 64 / 35 /
2 ) المرفوع من طريق الطبراني . و اعلم أن الحديث لا يعني أن الحيات الموجودة
الآن هي من الجن الممسوخ , و إنما يعني أن الجن وقع فيهم مسخ إلى الحيات , كما
وقع في اليهود مسخهم قردة و خنازير , و لكنهم لم ينسلوا كما في الحديث الصحيح :
" إن الله لم يجعل لمسخ نسلا و لا عقبا , و قد كانت القردة و الخنازير قبل ذلك
" . و سيأتي تخريجه برقم ( 2264 ) إن شاء الله تعالى .
1825 " الحية فاسقة , و العقرب فاسقة , و الفأرة فاسقة , و الغراب فاسق " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 440 :
أخرجه ابن ماجة ( 3249 ) و أحمد ( 6 / 209 و 238 ) عن المسعودي : حدثنا عبد
الرحمن بن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق عن أبيه عن # عائشة # أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .
قلت : و رجاله ثقات غير أن المسعودي كان اختلط . لكنه لم يتفرد به , فقد أخرجه
ابن صاعد في " حديثه " ( 4 / 294 / 1 - 2 ) من طريق شريك بن طارق عن فروة بن
نوفل الأشجعي قال سمعت عائشة رضي الله عنها تقول : سمعت رسول الله يقول : فكره
. و قد اختلف في إسناده على شريك هذا و ساق ابن صاعد أسانيده إليه بذلك .
و شريك بن طارق أورده ابن أبي حاتم ( 2 / 1 / 363 ) , و لم يذكر فيه جرحا و لا
تعديلا . و له طريق أخرى عن عائشة به نحوه , و شاهدان من حديث أبي هريرة و ابن
عباس , و هي مخرجة في " إرواء الغليل " ( 1120 ) .
1826 " خالد من سيوف الله عز وجل , نعم فتى العشيرة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 441 :
رواه أحمد ( 4 / 90 ) و عنه ابن عساكر ( 5 / 272 / 1 ) بسنده الصحيح عن عبد
الملك بن عمير قال : استعمل عمر بن الخطاب أبا عبيدة بن الجراح على الشام ,
و عزل خالد بن الوليد , قال : فقال خالد بن الوليد : بعث عليكم أمين هذه الأمة
, سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " أمين هذه الأمة أبو عبيدة بن
الجراح " , فقال # أبو عبيدة # : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
فذكره .
قلت : و رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين إلا أن عبد الله لم يدرك عمر رضي الله
عنه فإنه ولد لثلاث سنين بقين من خلافة عثمان رضي الله عنه , لكن للحديث شواهد
يتقوى بها , فانظر الحديث ( 1237 ) و " المشكاة " ( 6257 ) .
1827 " خذو القرآن من أربعة من ابن مسعود و أبي بن كعب و معاذ بن جبل و سالم مولى
أبى حذيفة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 441 :
أخرجه مسلم ( 7 / 148 ) و الترمذي ( 2 / 312 ) و ابن سعد ( 2 / 2 / 108 ) و أبو
نعيم في " الحلية " ( 1 / 229 ) من طريق مسروق عن # عبد الله بن عمرو # قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . و قال الترمذي : " حديث حسن صحيح "
. و هو عند البخاري ( 2 / 445 ) و مسلم أيضا و أحمد ( 2 / 189 و 195 ) من هذا
الوجه بلفظ : " استقرؤا القرآن ... " . و له طريق آخر أخرجه الحاكم ( 3 / 526 -
527 ) و صححه من طريق مجاهد عن عبد الله بن عمرو به . و له شاهد أخرجه الحاكم
أيضا ( 3 / 225 ) من حديث عبد الله بن مسعود . و آخر عند ابن عدي ( 99 / 2 ) من
حديث ابن عمر .
1828 " الحياء من الإيمان , و أحيا أمتي عثمان " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 442 :
رواه ابن عساكر ( 11 / 97 / 1 ) عن أبي عبد الملك مروان بن محمد بن خالد
العثماني أخبرنا جدي عن عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه عن الأعرج عن # أبي
هريرة # مرفوعا .
قلت : و أبو عبد الملك هذا لم أجد له ترجمة . و أما جده فهو - و الله أعلم
عثمان بن خالد بن عمر بن عبد الله بن الوليد بن عثمان بن عفان الأموي المدني .
روى عن ابن أبي الزناد و غيره . و عنه ابنه محمد أبو مروان العثماني , قال
الحافظ : " متروك الحديث " . و هو من شيوخ ابن ماجة , و قد روى له بإسناده هذا
حديثين في فضل عثمان , و أحدهما مخرج في " الضعيفة " ( 2291 ) . و الحديث أورده
السيوطي في " الجامع " من رواية ابن عساكر هذه , و بيض له المناوي فلم يتكلم
عليه شيء . لكن الحديث صحيح , فإن شطره الأول متفق عليه من حديث ابن عمر ,
و الآخر له شاهد من حديث أنس و غيره , و هو مخرج فيما مضى ( 1224 ) .
1829 " خذوا يا بني أرفدة ! حتى تعلم اليهود و النصارى أن في ديننا فسحة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 443 :
أخرجه أبو عبيد في " غريب الحديث " ( 102 / 2 ) و الحارث بن أبي أسامة في
" مسنده " ( 212 - زوائده ) من طريق عبد الرحمن بن إسحاق عن # الشعبي # رفعه :
" أنه مر على أصحاب الدركلة , فقال : ( فذكره ) قال : فبينما هم كذلك إذا جاء
عمر , فلما رأوه انذعروا " .
قلت : و عبد الرحمن بن إسحاق و هو أبو شيبة الواسطي ضعيف , و قد وصله بقية عن
عبد الواحد بن زياد عن عبد الرحمن بن إسحاق عن الشعبي عن عائشة نحوه . أخرجه
الديلمي ( 2 / 110 ) . و بقية مدلس , و قد عنعنه . لكن الحديث صحيح , فقد جاء
موصولا من طريق أخرى عنها , عند أحمد ( 6 / 116 و 233 ) من طريق عبد الرحمن بن
أبي الزناد عن أبيه قال : قال لي عروة : إن عائشة قالت : قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم يومئذ : " لتعلم يهود أن في ديننا فسحة , إني أرسلت بحنيفية
سمحة " . و هذا إسناد جيد . و أخرجه الحميدي ( 259 ) من طريق يعقوب بن زيد
التيمي عنها بلفظ : " العبوا يا بني أرفدة ... " . و رجاله ثقات إلا أن التيمي
هذا لم يذكروا له رواية عن الصحابة , سوى أبي أمامة بن سهل بن حنيف , فإنه
معدود في الصحابة , و له رؤية , و لم يسمع من النبي صلى الله عليه وسلم , فما
أظن التيمي سمع منها . و لكن الحديث بمجموع هذه الطرق صحيح بلا ريب .
غريب الحديث :
( الدركلة ) قال ابن الأثير : " يروى بكسر الدال و فتح الراء و سكون الكاف ,
و يروى بكسر الدال و سكون الراء و كسر الكاف و فتحها , و يروى بالقاف عوض الكاف
, و هي ضرب من لعب الصبيان . قال ابن دريد : أحسبها حبشية . و قيل هو الرقص .
( بني أرفدة ) هو لقب للحبشة . و قيل هو اسم أبيهم الأقدم يعرفون به . و فاؤه
مكسورة , و قد تفتح .
1830 " خصاء أمتي الصيام " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 444 :
رواه أحمد ( 2 / 173 ) و ابن عدي ( 111 / 2 ) و البغوي في " شرح السنة " ( 3 /
1 / 2 ) عن ابن لهيعة حدثني حيي بن عبد الله عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن # عبد
الله بن عمرو بن العاص # . أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا
رسول الله أتأذن لي أن أختصي ? فقال صلى الله عليه وسلم : فذكره , و زاد :
" و القيام " .
قلت : و هذا إسناد ضعيف لسوء حفظ ابن لهيعة , و قد رويت أحاديث بمعنى حديثه هذا
دون ذكر القيام . فروى ابن سعد ( 3 / 394 ) بسند جيد عن ابن شهاب : أن عثمان بن
مظعون أراد أن يختصي و يسيح في الأرض , فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" أليس لك في أسوة حسنة ? فأنا آتي النساء و آكل اللحم و أصوم
و أفطر , إن خصاء أمتي الصيام , و ليس من أمتي من خصى أو اختصى " . و أخرج
الحسين المروزي في " زوائد الزهد " ( 1106 ) من طريق عبد الرحمن بن زياد بن
أنعم عن سعد بن مسعود قال قال عثمان بن مظعون ... فذكره نحوه دون قوله :
" و ليس من أمتي ... " . لكن أخرجه ابن المبارك نفسه في " الزهد " ( 845 ) من
طريق رشدين بن سعد قال : حدثني ابن أنعم به أتم منه . و عبد الرحمن بن أنعم
ضعيف لسوء حفظه , و مثله رشدين . ثم أخرج المروزي ( 1107 ) و أحمد ( 3 / 378 و
382 - 383 ) من طريق رجل عن جابر بن عبد الله قال : جاء شاب إلى رسول الله صلى
الله عليه وسلم فقال : أتأذن لي في الخصاء ? فقال : " صم , و سل الله من فضله "
. و إسناده صحيح لولا الرجل الذي لم يسم . و جملة القول أن الحديث بمجموع هذا
الطرق صحيح , دون ذكر القيام فإنه منكر . و الله أعلم . و يشهد له الحديث
المتفق عليه عن ابن مسعود مرفوعا : " يا معشر الشباب من استطاع منكم الباء
فليتزوج , فإنه أغض للبصر و أحصن للفرج و من لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له
وجاء " . و هو مخرج في " صحيح أبي داود " ( 1785 ) و روي من حديث عثمان و هو
مخرج في التعليق على " الأحاديث المختارة " ( رقم - 356 - بتحقيقي ) . و في
الحديث توجيه نبوي كريم لمعالجة الشبق و عرامة الشهوة في الشباب الذين لا يجدون
زواجا , ألا و هو الصيام , فلا يجوز لهم أن يتعاطوا العادة السرية ( الاستمناء
باليد ) . لأنه قاعدة من قيل لهم : *( أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير )*
و لأن الاستمناء في ذاته ليس من صفات المؤمنين الذين وصفهم الله في القرآن
الكريم : *( و الذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم
فإنهم غير ملومين . فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون )* . قالت عائشة رضي
الله عنها في تفسيرها : " فمن ابتغى وراء ما زوجه الله , أو ملكه فقد عدا " .
أخرجه الحاكم ( 2 / 393 ) و صححه على شرط الشيخين , و وافقه الذهبي .
1831 " خلق الله يحيى بن زكريا في بطن أمه مؤمنا , و خلق فرعون في بطن أمه كافرا " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 446 :
رواه أبو الشيخ في " التاريخ " ( ص 128 ) و ابن حيويه في " حديثه " ( 41 / 2 )
و اللالكائي في" السنة " ( 130 / 1 - 2 ) و أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2
/ 190 ) عن نصر بن طريف عن قتادة عن أبي حسان عن ناجية بن كعب عن # عبد الله #
مرفوعا .
قلت : و هذا سند ضعيف جدا , نصر بن طريف هذا مجمع على ضعفه بل قال يحيى فيه : "
من المعروفين بوضع الحديث " . لكنه لم يتفرد به , فقال الطبراني ( رقم 10543 )
: حدثنا أحمد بن داود { المكي } أخبرنا شاذ بن الفياض أخبرنا أبو هلال عن قتادة
به . و روى ابن عدي ( 304 / 1 ) و اللالكائي من طريق أخرى عن أبي هلال به .
و قال ابن عدي : " و أبو هلال في بعض رواياته ما لا يوافقه الثقات عليه , و هو
ممن يكتب حديثه " . و ابن عدي ( 18 / 2 ) عن أيوب بن خوض عن قتادة به , و من
طريق يحيى بن بسطام العبدي حدثنا ابن أخي هشام الدستوائي عن هشام عن قتادة به .
و أبو هلال اسمه محمد بن سليم الراسبي و هو صدوق فيه لين . و أيوب بن خوط متروك
. و مثله يحيى بن بسطام , فقد قال أبو داود : " تركوا حديثه " . و قد أخرجه ابن
عساكر في " التاريخ " ( 18 / 43 / 2 و 44 / 1 ) من طرق عن قتادة به . ثم رواه (
18 / 44 / 2 ) من طريق عبد العزيز بن عبد الله عن شعبة عن أبي إسحاق عن ناجيه
عن ابن مسعود مرفوعا به . و عبد العزيز بن عبد الله هو ابن وهب القرشي البصري ,
تكلم فيه ابن عدي , و ذكره ابن حبان في " الثقات " و قال : يجب أن يعتبر حديثه
إذا بين السماع " . و جملة القول : أن هذه الطرق عن قتادة كلها واهية جدا سوى
طريق أبي هلال الراسبي , فهي خير منها بكثير و هي في نقدي حسنة و قد نقل
المناوي عن الهيثمي أنه قال : " إسناده جيد " . و الله أعلم . و له شاهد من
حديث عائشة رضي الله عنها مرفوعا بلفظ : " إن الله خلق للجنة أهلا خلقهم لها
و هم في أصلاب آبائهم و خلق للنار أهلا خلقهم لها و هم في أصلاب آبائهم " .
أخرجه مسلم ( 8 / 54 - 55 ) و أبو داود ( 4713 ) و النسائي في " الجنائز "
و ابن ماجة ( 82 ) و أحمد ( 6 / 41 و 208 ) .
( الخلق ) : هو التقدير .
1832 " خمس من حق المسلم على المسلم : رد التحية و إجابة الدعوة و شهود الجنازة
و عيادة المريض و تشميت العاطس إذا حمد الله " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 448 :
أخرجه ابن ماجة ( 1435 ) و أحمد ( 2 / 332 ) من طريق محمد بن عمرو عن أبي سلمة
عن # أبي هريرة # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .. فذكره .
قلت : و هذا إسناد حسن رجاله رجال الشيخين إلا أنهما أخرجا لمحمد بن عمرو
متابعة و قد تابعه الزهري عن ابن المسيب عن أبي هريرة به نحوه . أخرجه مسلم ( 7
/ 3 ) . و أخرجه هو و أحمد ( 2 / 372 و 412 ) من طريق ثالثة عن أبي هريرة بلفظ
: " حق المسلم على المسلم ست ... " . فذكرهن , إلا أنه قال : " إذا لقيته فسلم
عليه " بدل " رد التحية " , و زاد : و إذا استنصحك فانصح له " . و قد مضى
مختصرا من طريق عمر بن أبي سلمة عن أبيه به . رقم ( 1800 ) .
1833 " خلق الله التربة يوم السبت و خلق فيها الجبال يوم الأحد و خلق الشجر يوم
الاثنين و خلق المكروه يوم الثلاثاء و خلق النور يوم الأربعاء و بث فيها الدواب
يوم الخميس و خلق آدم بعد العصر من يوم الجمعة آخر الخلق من آخر ساعة الجمعة
فيما بين العصر إلى الليل " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 449 :
رواه ابن معين في " التاريخ و العلل " ( 9 / 1 - المخطوطة و رقم 210 - المطبوعة
) و ابن منده في " التوحيد " ( 25 / 2 ) من طريق ابن جريج أخبرني إسماعيل بن
أمية عن أيوب بن خالد عن عبد الله بن رافع مولى أم سلمة عن # أبي هريرة # رضي
الله عنه قال : أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي فقال : فذكره . و من هذا
الوجه رواه مسلم في " صحيحه " ( 8 / 127 ) و الثقفي في " الثقفيات " ( 4 / 29 /
2 ) و الدولابي ( 1 / 175 ) و البيهقي في " الأسماء و الصفات " ( ص 275 - 276 )
و نقل تضعيفه عن بعض أئمة الحديث و أن ابن المديني أعله بأنه يرى أن إسماعيل
ابن أمية أخذه عن إبراهيم بن أبي يحيى , و هذا عن أيوب بن خالد ! و يعني أن
إبراهيم هذا متروك .
قلت : هذه دعوى عارية عن الدليل إلا مجرد الرأي و بمثله لا ترد رواية إسماعيل
ابن أمية , فإنه ثقة ثبت كما قال الحافظ في " التقريب " , لاسيما و قد توبع ,
فقد رواه أبو يعلى في " مسنده " ( 288 / 1 ) من طريق حجاج بن محمد عن أيوب بن
خالد عن عبد الله بن رافع به . لكن لعله سقط شيء من إسناده . و ذكره البخاري في
ترجمة أيوب بن خالد بن أبي أيوب الأنصاري معلقا عن إسماعيل بن أمية به . و قال
: ( 1 / 1 / 413 - 414 ) : " و قال بعضهم : عن أبي هريرة عن كعب , و هو أصح " !
قلت : و هذا كسابقه , فمن هذا البعض ? و ما حله في الضبط و الحفظ حتى يرجح على
رواية عبد الله بن رافع ? ! و قد وثقه النسائي و ابن حبان , و احتج به مسلم ,
و روى عنه جمع , و يكفي في صحة الحديث أن ابن معين رواه و لم يعله بشيء ! و ليس
الحديث بمخالف للقرآن كما يتوهم البعض , فراجع بيان ذلك فيما علقته عليه من
" المشكاة " ( 5735 ) ثم على " مختصر العلو " للذهبي رقم الحديث ( 71 ) و له
فيه طريق أخرى عن أبي هريرة فراجعه . و رواية إبراهيم بن أبي يحيى التي أشار
إليها البيهقي , قد أخرجها الحاكم في " علوم الحديث " ( ص 33 ) : قال إبراهيم :
شبك بيدي صفوان بن سليم قال : شبك بيدي أيوب بن خالد الأنصاري قال : شبك بيدي
عبد الله بن رافع قال : شبك بيدي أبو هريرة قال : شبك بيدي أبو القاسم صلى الله
عليه وسلم و قال : فذكره . و أشار الحاكم إلى تضعيفه هكذا مسلسلا بالتشبيك ,
و علته إبراهيم , فإنه متروك كما تقدم . و أما إعلال الدكتور أحمد محمد نور في
تعليقه على " التاريخ " ( 3 / 52 ) للحديث بأيوب بن خالد و قوله : فيه لين .
فإنما هو تقليد منه لابن حجر في تليينه إياه في " التقريب " , و ليس بشيء ,
فإنه لم يضعفه أحد سوى الأزدي , و هو نفسه لين عند المحدثين , فتنبه .
1834 " خير الرزق الكفاف " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 450 :
أخرجه وكيع في " الزهد " ( رقم 113 - مخطوطتي ) : حدثنا مبارك عن # الحسن # قال
: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : و هذا مرسل ضعيف , مبارك بن فضالة مدلس , و قد عنعنه . لكن قد أخرجه أحمد
في " الزهد " أيضا عن زياد بن جبير مرسلا أيضا كما في " الجامع الصغير " . و له
شاهد من حديث سعد بن أبي وقاص مرفوعا بلفظ : " خير الذكر الخفي , و خير الرزق
ما يكفي " . أخرجه وكيع ( رقم 116 ) و غيره , و صححه ابن حبان ( 2323 ) , و فيه
نظر بينته في التعليق على " الترغيب " ( 3 / 9 ) . و بالجملة فالحديث حسن عندي
بمجموع هذه الطرق , لاسيما و قد صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : " اللهم
اجعل رزق آل محمد قوتا " متفق عليه . و في رواية لمسلم " كفافا " و في ثبوته
نظر , كما بينته فيما تقدم تحت الحديث ( 130 ) .
1835 " خياركم خياركم لأهله " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 451 :
رواه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 22 / 341 / 854 ) و ابن عساكر ( 15 / 95
/ 2 ) عن إسماعيل بن عياش حدثنا عمر بن رؤبة عن # أبي كبشة # مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد جيد , و في عمر هذا ضعف . و له شواهد كثيرة من حديث أبي
هريرة و غيره , فانظره فيما تقدم ( 284 ) .
1836 " خير العمل أن تفارق الدنيا و لسانك رطب من ذكر الله " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 451 :
أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 6 / 111 - 112 ) و البغوي في " شرح السنة "
( 1 / 294 - مخطوطة المكتب ) عن إسماعيل بن عياش حدثنا عمرو بن قيس السكوني عن
# عبد الله بن بسر المازني # قال : " جاء أعرابيان إلى رسول الله صلى الله عليه
وسلم فقال أحدهما : يا رسول الله ! أي الناس خير ? قال طوبى لمن طال عمره و حسن
عمله . و قال الآخر : أي العمل خير ? قال : أن تفارق ... " الحديث . و قال : "
رواه معاوية بن صالح عن عمرو بن قيس مثله " .
قلت : و هذا إسناد صحيح , رجاله ثقات . و متابعة معاوية بن صالح أخرجها أحمد (
4 / 190 ) : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن معاوية بن صالح عن عمرو بن قيس به
نحوه . و أخرجه ابن حبان ( 2317 ) بالشطر الثاني منه , و الترمذي بتمامه مفرقا
( 2 / 52 و 242 ) . و تابعه أيضا حسان بن نوح عن عمرو بن قيس به .أخرجه أحمد (
4 / 188 ) . و معاوية بن صالح و حسان بن نوح ثقتان أيضا . و للحديث شاهد من
رواية معاذ بن جبل رضي الله عنه مرفوعا نحوه . أخرجه البخاري في " خلق أفعال
العباد " ( ص 80 - 81 ) و ابن حبان ( 2318 ) و ابن السني في " عمل اليوم و
الليلة " رقم ( 2 ) و كذا البزار ( ص 294 - 295 ) و الطبراني في " الكبير " (
20 / 107 / 212 ) من طريق ابن ثوبان عن أبيه عن مكحول عن جبير بن نفير عن مالك
ابن يخامر عنه .
قلت : و هذا إسناد حسن . و رواه ابن أبي الدنيا أيضا كما في " الترغيب " ( 2 /
228 ) . و قوله : " طوبى لمن طال عمره و حسن عمله " . أخرجه ابن المبارك في
" الزهد " ( 1340 ) من حديث أبي هريرة مرفوعا . و سنده ضعيف .
1837 " خير الناس أحسنهم خلقا " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 453 :
رواه الطبراني ( رقم 13326 ) عن أنس بن عياض : أخبرنا نافع بن عبد الله عن فروة
ابن قيس عن # عبد الله بن عمر # قال : سئل النبي صلى الله عليه وسلم : أي الناس
خير ? قال : أحسنهم خلقا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف , فروة بن قيس و نافع بن عبد الله مجهولان . لكن يشهد
له حديث ابن عمرو مرفوعا بلفظ : " خياركم أحاسنكم أخلاقا " . أخرجه الشيخان
و غيرهما , و قد تقدم ( 286 ) .
1838 " خير النساء التي تسره إذا نظر و تطيعه إذا أمر و لا تخالفه في نفسها و لا
مالها بما يكره " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 453 :
رواه النسائي ( 2 / 72 ) و الحاكم ( 2 / 161 ) و أحمد ( 2 / 251 و 432 و 438 )
عن محمد بن عجلان عن سعيد المقبري عن # أبي هريرة # قال : " قيل لرسول الله صلى
الله عليه وسلم : أي النساء خير ? قال : " التي تسره ... " الحديث , و قال
الحاكم : " صحيح على شرط مسلم " . و وافقه الذهبي . و قال العراقي ( 2 / 36 ) :
" سنده صحيح " . كذا قالوا , و ليس كذلك بل هو حسن فقط كما ذكرنا , فإن ابن
عجلان متكلم فيه خاصة في روايته عن سعيد عن أبي هريرة , و هو في نفسه صدوق كما
في " التقريب " , و كذا " الميزان " قال : " و كان من الرفعاء و الأئمة أولي
الصلاح و التقوى و من أهل الفتوى , له حلقة في مسجد رسول الله صلى الله عليه
وسلم " . ثم إنه لم يرو له مسلم إلا متابعة , قال الحاكم كما في " الميزان " :
" أخرج له مسلم في كتابه ثلاثة عشر حديثا كلها شواهد , و قد تكلم المتأخرون من
أئمتنا في سوء حفظه " .
قلت : فهو حسن الحديث إن شاء الله تعالى . و قد وجدت له في هذا الحديث متابعا ,
أخرجه الطيالسي ( ص 306 رقم 2325 ) : حدثنا أبو معشر عن سعيد عن أبي هريرة قال
: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " خير النساء التي إذا نظرت إليها سرتك .
.. " الحديث نحوه , و زاد في آخره : " قال : و تلا هذه الآية : *( الرجال
قوامون على النساء )* إلى آخر الآية " . و أبو معشر اسمه نجيح , و هو ضعيف .
و له شاهد من حديث عبد الله بن سلام , قال الهيثمي ( 4 / 273 ) : " رواه
الطبراني , و فيه زريك بن أبي زريك و لم أعرفه , و بقية رجاله ثقات " .
قلت : هو معروف و ثقة , فانظر الحديث المقدم ( 1698 ) . و من طريق الطبراني
أخرجه الضياء في " المختارة " ( 58 / 180 / 1 ) . و له شاهد آخر بلفظ : ألا
أخبرك بخير ما يكنز المرء ? ... " . و هو طرف من حديث مخرج في " الضعيفة "
( 1319 ) و في " المشكاة " ( 1781 ) , و " ضعيف أبي داود " ( 293 ) . و شاهد
آخر بلفظ : " ما استفاد المؤمن بعد تقوى الله خير له من زوجة صالحة ... "
الحديث . و هو مخرج في الكتاب الآخر برقم ( 4421 ) و في " المشكاة " ( 3095 ) .
1839 " خير أمتي القرن الذي بعثت فيه , ثم الذين يلونهم , ( ثم الذين يلونهم ) -
و الله أعلم أذكر الثالثة أم لا - ثم يخلف قوم يحبون السمانة , يشهدون قبل أن
يستشهدوا " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 455 :
أخرجه مسلم ( 7 / 184 ) و الطيالسي ( ص 332 رقم 2550 ) و أحمد ( 2 / 228 و 410
و 479 ) من طريق أبي بشر عن عبد الله بن شفيق عن # أبي هريرة # مرفوعا . و ما
بين القوسين زيادة لأحمد في رواية له . و له عنده ( 2 / 297 و 340 ) من طريق
محمد بن عجلان عن أبيه عن أبي هريرة أنه قال : سئل رسول الله صلى الله عليه
وسلم : أي الناس خير ? فقال : " أنا و الذين معي , ثم الذين على الأثر , ثم
الذين على الأثر " . ثم كأنه رفض من بقي . و هذا سند حسن . و له شاهد من حديث
عمران بن حصين و هو : " خير أمتي الذين بعثت فيهم , ثم الذين يلونهم , ثم الذين
يلونهم - و الله أعلم أذكر الثالث أم لا - ثم يظهر قوم يشهدون و لا يستشهدون
و ينذرون و لا يوفون و يخونون و لا يؤتمنون , و يفشو فيهم السمن " .
1840 " خير أمتي القرن الذين بعثت فيهم , ثم الذين يلونهم , ثم الذين يلونهم - و
الله أعلم أذكر الثالث أم لا - ثم يظهر قوم يشهدون و لا يستشهدون و ينذرون و لا
يوفون و يخونون و لا يؤتمنون , و يفشو فيهم السمن " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 456 :
أخرجه مسلم ( 7 / 186 ) و أبو داود ( 2 / 265 ) و الطيالسي ( ص 114 رقم 852 )
وأحمد ( 4 / 426 و 440 ) عن قتادة عن زرارة بن أبي أوفى عن # عمران بن حصين #
مرفوعا . و أخرجه الترمذي ( 2 / 35 ) أيضا من هذا الوجه و قال : " حسن صحيح " .
و له طرق أخرى , فأخرجه البخاري ( 7 / 4 - 6 و 5 / 197 - 198 و 11 / 491 )
و كذا مسلم ( 7 / 185 - 186 ) و النسائي ( 2 / 143 ) و الطيالسي ( ص 113 رقم
841 ) و أحمد ( 4 / 427 و 436 ) عن شعبة سمعت أبا جمرة حدثني زهدم بن مضرب عن
عمران به . و قال بعضهم : " خيركم قرني إلخ ... " . و له طريق أخرى بلفظ : خير
الناس . و يأتي إن شاء الله تعالى . و له شاهد بلفظ : " خير أمتي قرني منهم ,
ثم الذين يلونهم - و لا أدري أذكر الثالث أم لا - ثم تخلف أقوام يظهر فيهم
السمن , يهريقون الشهادة و لا يسألونها " .
1841 " خير أمتي قرني منهم , ثم الذين يلونهم - و لا أدري أذكر الثالث أم لا - ثم
تخلف أقوام يظهر فيهم السمن , يهريقون الشهادة و لا يسألونها " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 456 :
أخرجه أحمد ( 5 / 350 ) : حدثنا إسماعيل عن الجريري عن أبي نضرة عن عبد الله بن
مولة قال : بينما أنا أسير بالأهواز إذا أنا برجل يسير بين يدي على بغل أو بغلة
, فإذا هو يقول : اللهم ذهب قرني من هذه الأمة , فألحقني بهم , فقلت : و أنا
فأدخل في دعوتك , قال : و صاحبي هذا إن أراد ذلك . ثم قال : قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم : فذكره . قال : و إذا هو # بريدة الأسلمي # . ثم رواه ( 5 /
357 ) من طريق حماد بن سلمة عن الجريري به عن عبد الله بن مولة قال : كنت أسير
مع بريدة الأسلمي فقال : فذكر الحديث المرفوع , إلا أنه قال : " ثم الذين
يلونهم . ثلاث مرات " . و في رواية : " أربع مرات " و لعله سهو من ابن سلمة فقد
كان له بعض ذلك . و الحديث إسناده كلهم ثقات رجال مسلم غير عبد الله بن مولة
بفتحات كما في " التقريب " و في " الخلاصة " : بضم أوله و فتح الواو و اللام ,
وثقه ابن حبان , و ما روى عنه سوى أبي نضرة كما قال الذهبي , فهو مجهول , و في
التقريب : " مقبول " . فالحديث حسن لغيره , فإن له شواهد مما تقدم . و قالت
عائشة رضي الله عنها : سأل رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم : أي الناس خير ?
قال : " القرن الذي أنا فيه , ثم الثاني ثم الثالث " . أخرجه أحمد ( 6 / 156 )
: حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن السدي عن عبد الله البهي عنها . و هذا إسناد
جيد , و قد أخرجه مسلم ( 7 / 186 ) عن حسين بن علي به . و رواه الطبراني عن
سعيد بن تميم نحوه و فيه أنه هو السائل , و زاد بعد القرن الثالث : قلت : ثم
ماذا يا رسول الله ? قال : " ثم يكون قوم يحلفون و لا يستحلفون , و يشهدون و لا
يستشهدون و يؤتمنون و لا يؤدون " . قال الهيثمي ( 10 / 19 ) : " و رجاله ثقات "
.
1842 " خير النكاح أيسره " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 457 :
رواه أبو داود ( 2117 ) و ابن حبان ( 1257 و 1262 و 1281 ) و القضاعي ( 100 / 1
- 2 ) عن محمد بن سلمة عن أبي عبد الرحيم عن يزيد بن أبي أنيسة عن يزيد بن أبي
حبيب عن مرثد بن عبد الله عن # عقبة بن عامر # مرفوعا . و رواه الدولابي ( 1 /
110 ) : حدثنا محمد بن سلمة به .
قلت : و هذا إسناد صحيح , رجاله ثقات كلهم على شرط مسلم .
1843 " خير أهل المشرق عبد القيس , أسلم الناس كرها و أسلموا طائعين " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 458 :
أخرجه ابن حبان ( 2301 ) و الطبراني رقم ( 12970 ) و البزار كما في المجمع ( 10
/ 49 ) من طريق وهب بن يحيى بن زمام حدثنا محمد بن سواء حدثنا شبيل بن عزرة عن
أبي جمرة عن # ابن عباس # مرفوعا به , و لكن ليس عند الطبراني و البزار الشطر
الثاني منه , و قال الهيثمي : " وهب بن يحيى بن زمام لم أعرفه , و بقية رجاله
ثقات " .
قلت : لكن للحديث شاهد من رواية أبي القلوص زيد بن علي قال : حدثني أحد الوفد
الذين وفدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم من عبد القيس قال : فذكره مرفوعا
في قصة . أخرجه أحمد ( 4 / 206 ) و إسناده صحيح . و للشطر الأول منه شاهد من
حديث أبي هريرة مرفوعا . قال الهيثمي : " رواه الطبراني في " الأوسط " و رجاله
ثقات " .
قلت : و رواه أبو يعلى أيضا ( 4 / 1441 ) و لكنه أوقفه . فلا أدري أهكذا وقعت
الرواية له , أو سقط رفعه من بعض النساخ .
قلت : و إسناده حسن و كذلك قال الحافظ العراقي في " محجة القرب في فضل العرب "
( ق 49 / 1 ) بعد ما عزاه للطبراني . و قد أخرجه أبو سعيد بن الأعرابي أيضا في
" المعجم " ( 85 / 1 ) مرفوعا مثل الطبراني .
1844 " خير تمراتكم البرني , يذهب بالداء و لا داء فيه " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 459 :
روي من حديث # بريدة بن الحصيب و أنس بن مالك و أبي سعيد الخدري و مزيدة جد هود
ابن عبد الله و علي بن أبي طالب و بعض وفد عبد القيس # .
1 - أما حديث بريدة فيرويه أبو بكر الأعين حدثني أبو معمر عبد الله بن عمرو
أخبرنا عبد الله بن سكن الرقاشي أخبرنا عقبة الأصم عن ابن بريدة عن أبيه رفعه .
أخرجه الروياني في " مسنده " ( 8 / 2 ) و ابن عدي ( 301 / 2 ) و البيهقي في "
الشعب " و الضياء في " المختارة " كما في " اللآلي " للسيوطي ( 2 / 242 )
و قال : " و هو أمثل طرق الحديث " .
قلت : كذا قال , و عقبة هو ابن عبد الأصم ضعيف كما قال الذهبي . و قال الحافظ :
" ضعيف و ربما دلس " . و عبد الله بن السكن أورده ابن أبي حاتم ( 2 / 2 / 76 )
و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . و الحديث أورده ابن الجوزي في " الموضوعات "
من طريق ابن عدي و قال : " عقبة , قال ابن حبان : ينفرد بالمناكير عن المشاهير
" . و تعقبه السيوطي بما لا يجدي .
2 - و أما حديث أنس فيرويه عبيد بن واقد عن عثمان بن عبد الله العبدي عن حميد
عنه : " أن وفد عبد القيس من أهل ( هجر ) وفدوا على النبي صلى الله عليه وسلم ,
فقال : " فذكره .أخرجه العقيلي في " الضعفاء " ( 291 ) و أبو نعيم في " الطب "
رقم ( 10 - المنتقى منه ) و الحاكم ( 4 / 203 - 204 ) و قال العقيلي : " عثمان
ابن عبد الله العبدي حديثه غير محفوظ و لا يعرف إلا به " .
قلت : هو مجهول , و عبيد بن واقد ضعيف , فقول الحاكم : " صحيح الإسناد " غير
صحيح و لذلك رده الذهبي بقوله : " قلت : عثمان لا يعرف , و الخبر منكر " .
3 - و أما حديث أبي سعيد فيرويه زيد بن الحباب حدثنا سعيد بن سويد السامري :
حدثنا خالد بن رباح البصري عن أبي الصديق الناجي عن أبي سعيد به . أخرجه الحاكم
( 4 / 204 ) , و سكت عنه هو و الذهبي . و إسناده ضعيف عندي , رجاله ثقات غير
سعيد بن سويد هذا , أورده ابن أبي حاتم ( 2 / 1 / 29 - 30 ) من رواية ابن
الحباب وحده و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا خلافا لابن حبان فإنه أورده في
" الثقات " كما في " اللسان " . و تابعه سويد بن سعيد المعدلي حدثنا خالد بن
زياد صاحب السابري عن أبي الصديق به . أخرجه الطبراني في " الأوسط " ( 7540 )
و قال : " لا يروى عن أبي سعيد إلا بهذا الإسناد . تفرد به عبد القدوس " . كذا
قال و عبد القدوس ثقة , و كذا من فوقه إلا سويد بن سعيد فلم أعرفه و لعله سعيد
بن سويد المذكور في إسناد الحاكم , انقلب على أحد رواة الطبراني . و أستبعد أن
يكون هو سويد بن سعيد الأنباري المترجم في " الجرح " ( 2 / 1 / 240 ) لأنه فوق
هذه الطبقة , روى عنه أبو زرعة و أبو حاتم . و الله أعلم .
4 - و أما حديث مزيدة فيرويه طالب بن حجير حدثني هود بن عبد الله عن جده مرفوعا
به و فيه قصة . أخرجه الحكيم الترمذي و الطبراني و الحاكم ( 4 / 406 - 407 ) ,
و سكت عنه , و كذا الذهبي .
قلت : و سنده ضعيف , هود هذا قال في " الميزان " : " لا يكاد يعرف , تفرد عنه
طالب بن حجير " .
5 - و أما حديث علي فيرويه عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي عن أبيه عن
جده عن علي مرفوعا به . أخرجه ابن عدي و أبو نعيم . و عيسى هذا ذكره ابن حبان
في " الثقات " و قال : " في حديثه بعض المناكير " .
6 - و أما حديث بعض وفد عبد القيس فيرويه يحيى بن عبد الرحمن العصري قال :
حدثنا شهاب بن عباد أنه سمع بعض وفد عبد القيس و هو يقول : فذكره مرفوعا به
نحوه و لفظه : " أما إنه خير تمركم و أنفعه لكم " . و فيه قصة الوفد . أخرجه
البخاري في " الأدب المفرد " ( 1198 ) و أحمد ( 4 / 206 - 207 ) .
قلت : و رجاله ثقات غير العصري هذا , قال الذهبي : " بصري لا يعرف " . و جملة
القول أن الحديث صحيح عندي بمجموع شواهده لأن غالبها لم يشتد ضعفها . و الله
أعلم .
1845 " خيركم خيركم لأهلي من بعدي " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 461 :
أخرجه البزار ( ص 274 - زوائده ) و أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2 / 294 )
و الحاكم ( 3 / 311 ) من طريقين عن قريش بن أنس عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة
عن # أبي هريرة # مرفوعا , فحدثني محمد بن عمرو عن أبي سلمة بن عبد الرحمن أن
أباه أوصى لأمهات المؤمنين بحديقة , بيعت بعده بأربعين ألف دينار . و السياق
للحاكم و قال : " صحيح على شرط مسلم " . و وافقه الذهبي .
قلت : و إنما هو حسن فقط لأن محمد بن عمرو فيه كلام من جهة حفظه و لذلك لم يحتج
به مسلم و إنما أخرج له متابعة . و قريش بن أنس احتج به الشيخان مع أنه كان
اختلط , و ذكر البخاري نفسه عن إسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد أنه اختلط
ست سنين في البيت , و مع ذلك فقد أخرج له في " الصحيح " حديث سمرة في العقيقة
من رواية عبد الله بن أبي الأسود عنه , و هو عبد الله بن محمد بن حميد بن
الأسود بن أبي الأسود , ثقة حافظ مات سنة ( 223 ) , فكأنه عند البخاري إنما
سمعه منه قبل اختلاطه , و هو الذي جزم به الحافظ في شرحه " الفتح " ( 9 / 487 )
, و ذكر أن الترمذي أخرجه من طريق علي بن المديني عن ابن أبي الأسود و قال :
" فسماع علي بن المديني و أقرانه من قريش كان قبل اختلاطه " .
قلت : و علي بن المديني مات سنة ( 234 ) , و من الرواة لحديث الترجمة عن قريش
ابن أنس يحيى بن معين عند أبي نعيم , و قد مات سنة ( 233 ) , فهو إذن قد سمع
منه قبل الاختلاط أيضا , و قدأشار إلى ذلك الحافظ في ترجمة قريش بن أنس من
" التهذيب " . و الله أعلم . و أما ما روى الخطيب في " التاريخ " ( 7 / 13 ) من
طريق إدريس بن جعفر العطار حدثنا أبو بدر شجاع بن الوليد حدثنا محمد بن عمرو
بلفظ : " خيركم خيركم لأهله و أنا خيركم لأهلي " . فهو منكر من هذا الوجه لأن
إدريس هذا قال الدارقطني : " متروك " . لكنه بهذا اللفظ قد جاء من طرق أخرى عن
جمع من الأصحاب رضي الله عنهم , فهو محفوظ أيضا , و قد مضى تخريجه برقم ( 285 )
, فراجعه إن شئت .
1846 " خياركم إسلاما , أحاسنكم أخلاقا إذا فقهوا " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 463 :
أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ( 285 ) و أحمد ( 2 / 467 و 469 و 481 ) من
طريق حماد بن سلمة عن محمد بن زياد قال : سمعت # أبا هريرة # يقول : قال : سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : و هذا إسناد صحيح , رجاله رجال مسلم و أصله في " الصحيحين " .
1847 " خير يوم تحتجمون فيه سبع عشرة و تسع عشرة و إحدى و عشرين , و ما مررت بملأ من
الملائكة ليلة أسري بي إلا قالوا : عليك بالحجامة يا محمد ! " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 463 :
أخرجه الترمذي ( 2 / 5 طبع بولاق ) و الحاكم ( 4 / 209 و 210 ) و أحمد ( 1 /
354 ) و اللفظ له من طريق عباد بن منصور عن عكرمة عن # ابن عباس # مرفوعا .
و قال الحاكم : " صحيح الإسناد " . و وافقه الذهبي . و ليس كما قالا , فإن عباد
ابن منصور هذا مدلس , قال الذهبي نفسه في " الميزان " : " كل ما روى عن عكرمة
سمعه من إبراهيم بن أبي يحيى عن داود عن عكرمة " . و ساق له أحاديث منها هذا
الشطر الثاني منه . و في " التقريب " : " صدوق رمي بالقدر , و كان يدلس و تغير
بآخره " . و قال في " الفتح " ( 10 / 122 ) : " رواه أحمد و الترمذي و رجاله
ثقات , لكنه معلول " . فأشار إلى التدليس . و أما قول الترمذي : " هذا حديث حسن
" , فلعله من أجل شواهده التي منها بلفظ : " من احتجم لسبع عشرة ... " و قد مضى
برقم ( 622 ) . و الحديث روى الطيالسي ( رقم 2666 ) الشطر الثاني منه . و كذلك
ابن ماجة ( 2 / 352 ) و سيأتي . و الشطر الأول جاء من فعله صلى الله عليه وسلم
بهذا الإسناد و غيره بلفظ : " كان يحتجم لسبع عشرة " و قد مضى في الحديث ( 908
) .
1848 " الخال وارث " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 464 :
رواه القطيعي في " الفوائد المنتقاة " ( 4 / 2 / 2 ) من طريق شريك عن الليث عن
محمد بن المنكدر عن # أبي هريرة # مرفوعا .
قلت : و رجاله ثقات غير أن شريكا سيء الحفظ . لكن يشهد له حديث عائشة و غيرها
مرفوعا به . أخرجه الترمذي و غيره , و هو مخرج في " الإرواء " تحت الحديث (
1700 ) .
1849 " خير نسائكم الودود الولود المواتية المواسية , إذا اتقين الله , و شر نسائكم
المتبرجات المتخيلات و هن المنافقات لا يدخل الجنة منهن إلا مثل الغراب الأعصم
" .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 464 :
أخرجه البيهقي في " السنن " ( 7 / 82 ) من طريق أبي صالح عبد الله بن صالح
حدثني موسى بن علي بن رباح عن أبيه عن# أبى أذينة الصدفي # أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم قال : فذكره .
قلت : و هذا إسناد رجاله ثقات على ضعف في عبد الله بن صالح لكنه قد توبع كما
يأتي . و أبو أذينة الصدفي مختلف في صحبته , فقال البغوي : " لا أدري له صحبة
أم لا " . و قال ابن السكن : " له صحبة " .
قلت : و المثبت مقدم على النافي و من علم حجة على من لم يعلم .و علي بن رباح
روى عن جمع من الصحابة و سمع منهم , مثل عمرو بن العاص و معاوية بن أبي سفيان
و فضالة بن عبيد و غيرهم . ثم أخرج ابن السكن من طريق محمد بن بكار بن بلال عن
موسى بن علي بن رباح به . كما في " الإصابة " .
قلت : و هذا متابعة قوية لعبد الله بن صالح من محمد بن بكار فإنه صدوق ,
فالحديث صحيح , لاسيما و قد قال البيهقي عقبه : " و روي بإسناد صحيح عن سليمان
ابن يسار عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا إلى قوله : إذا اتقين الله " .
و لطرفه الأول شواهد من حديث أنس و غيره مخرجة في " آداب الزفاف " ( ص 16 و 19
) . و قوله : " المتبرجات هن المنافقات " . له شاهد مرسل قوي و هو مخرج فيما
مضى تحت رقم ( 633 ) , و روي موصولا عن ابن مسعود كما بينت هناك . و طرفه
الأخير له شاهد صحيح من حديث عمرو بن العاص مرفوعا نحوه , و هو المخرج بعده .
الأعصم : هو أحمر المنقار و الرجلين , كما في الحديث الآتي . و هو كناية عن قلة
من يدخل الجنة من النساء لأن هذا الوصف في الغربان قليل .
1850 " لا يدخل الجنة من النساء إلا من كان منهن مثل هذا الغراب في الغربان " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 466 :
رواه أحمد ( 4 / 197 و 205 ) و أبو يعلى ( 349 / 1 ) و الزيادة له عن حماد بن
سلمة عن أبي جعفر الخطمي عن عمارة بن خزيمة قال : بينا نحن مع # عمرو بن العاص
# في حج أو عمرة ( فإذا نحن بامرأة عليها حبائر لها <1> و خواتيم , و قد بسطت
يدها على الهودج ) , فقال : بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا
الشعب إذ قال : انظروا ! هل ترون شيئا ? فقلنا نرى غربانا فيها غراب أعصم أحمر
المنقار و الرجلين , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ... فذكره . و رواه ابن
قتيبة في " إصلاح الغلط " ( 53 / 1 - 2 ) من هذا الوجه , و الحاكم ( 4 / 602 )
و ابن عساكر ( 13 / 245 / 1 - 2 ) .
قلت : و هذا سند صحيح , و قول الحاكم : " صحيح على شرط مسلم " . خطأ وافقه
الذهبي عليه , فإن أبا جعفر هذا اسمه عمير بن يزيد لم يخرج له مسلم شيئا .
-----------------------------------------------------------
[1] حبائر , كذا الأصل بالحاء المهملة , و في التاج : " الجبارة بالكسر ,
و الجبيرة : البارق و هو الدستمند كما سيأتي له في القاف جمع الجبائر ... "
و فيه أيضا : " و البارق كهاجر , ضرب من الإسورة . و قال الجوهري : هو الدستبند
فارسي معرب " . اهـ .
1851 " الخلافة في قريش و الحكم في الأنصار و الدعوة في الحبشة و الهجرة في المسلمين
و المهاجرين بعد " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 467 :
أخرجه أحمد ( 4 / 185 ) و ابن أبي عاصم في " السنة " ( ق 107 / 1 رقم 1014 -
بتحقيقي ) و أبو العباس جمح بن القاسم في " جزء من حديثه " ( 57 / 2 ) و علي بن
طاهر السلمي في " كتاب الجهاد " ( 2 / 1 / 2 ) و أبو الحسن البزار بن مخلد في
" الأمالي " و ابن عساكر في تاريخ دمشق ( 8 / 241 / 1 ) من طريق إسماعيل بن
عياش عن ضمضم بن زرعة عن شريح بن عبيد عن كثير بن مرة عن # عتبة بن عبد #
مرفوعا . و هذا إسناد شامي حسن و في بعضهم كلام لا يضر , و قال الهيثمي في
" المجمع " ( 4 / 192 ) : " رواه أحمد و الطبراني و رجاله ثقات " . و قال شيخه
الحافظ العراقي في " محجة القرب إلى محبة العرب " ( ق 19 / 2 ) بعد أن رواه من
طريق أحمد : " حديث صحيح , و رجال إسناده ثقات و إسماعيل بن عياش روايته عن
الشاميين صحيحة , دون روايته عن الحجازيين " . و له شاهد موقوف من حديث أبي
هريرة . أخرجه ابن أبي عاصم في " السنة " ( 1024 ) بسند صحيح عنه بالفقرة
الأولى منه .
1852 " الخلق كلهم يصلون على معلم الخير حتى نينان البحر " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 467 :
رواه ابن عدي ( 64 / 1 ) و عنه الجرجاني ( ص 22 ) و الديلمي ( 2 / 136 ) عن شاذ
ابن فياض حدثنا الحارث بن شبل عن أم النعمان عن # عائشة # مرفوعا . ذكره في
ترجمة الحارث هذا مع أحاديث أخرى , ثم قال : " و هذه الأحاديث غير محفوظة " .
قلت : و شاذ بن فياض و الحارث بن شبل ضعيفان . لكن للحديث شاهد قوي من حديث أبي
أمامة مرفوعا و صححه الترمذي , فانظر " تخريج الترغيب " ( 1 / 60 ) و الحديث
أخرجه البزار في " مسنده " ( 133 - كشف الأستار ) من طريق محمد بن عبد الملك عن
الزهري عن عروة عن عائشة مرفوعا بلفظ : " معلم الخير يستغفر له كل شيء حتى
الحيتان في البحر " . لكن محمد بن عبد الملك هذا قال الهيثمي ( 1 / 124 ) :
" كذاب " .
1853 " الخمر أم الفواحش و أكبر الكبائر , من شربها وقع على أمه و خالته و عمته " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 468 :
رواه الطبراني ( رقم 11372 و 11498 ) عن رشدين بن سعد عن أبي صخر عن عبد الكريم
أبي أمية عن عطاء بن أبي رباح عن # ابن عباس # رفعه . و رواه في " الأوسط "
( 3285 ) عن ابن لهيعة عن عبد الكريم بن أبي أمية به .
قلت : و هذا إسناد ضعيف , عبد الكريم أبو أمية و رشدين بن سعد و ابن لهيعة
ثلاثتهم ضعفاء و أعله الهيثمي بالأول منهم فقط , فقال ( 5 / 67 ) : " رواه
الطبراني في " الأوسط " و " الكبير " و فيه عبد الكريم أبو أمية و هو ضعيف " .
ثم ذكر له الهيثمي شاهدا ( 5 / 68 ) من حديث عبد الله بن عمرو مرفوعا به و زاد
: " ترك الصلاة و وقع ... " , و قال : " رواه الطبراني , و عتاب بن عامر لم
أعرفه و ابن لهيعة حديثه حسن و فيه ضعف " .
قلت : فالحديث حسن بمجموع الطريقين . و الله أعلم .
1854 " الخمر أم الخبائث و من شربها لم يقبل الله منه صلاة أربعين يوما , فإن مات و
هي في بطنه مات ميتة جاهلية " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 469 :
رواه الطبراني في " الأوسط " ( 3810 ) و الواحدي في " الوسيط " ( 1 / 224 )
و القضاعي الجملة الأولى منه ( 6 / 2 ) عن الحكم بن عبد الرحمن بن أبي نعيم عن
الوليد بن عبادة قال : سمعت # عبد الله بن عمرو # يقول : فذكره مرفوعا . و كتب
بعض المحدثين على هامش " القضاعي " , و أظنه ابن المحب المقدسي : " حسن " .
و هو كما قال . و قال الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 5 / 72 ) : " رواه
الطبراني في " الأوسط " عن شيخه شباب بن صالح و لم أعرفه و بقية رجاله ثقات
و في بعضهم كلام لا يضر " . يشير إلى الحكم بن عبد الرحمن .
1855 " دعوا الناس فليصب بعضهم من بعض , فإذا استنصح رجل أخاه فلينصح له " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 469 :
أخرجه أحمد ( 4 / 259 ) عن أبي عوانة عن عطاء بن السائب عن # حكيم بن أبي يزيد
عن أبيه عمن سمع النبي صلى الله عليه وسلم # يقول : فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف , حكيم بن أبي يزيد مجهول لم يوثقه غير ابن حبان و لم
يذكروا له راويا غير عطاء . و عطاء بن السائب ثقة و لكنه كان اختلط , و قد
اضطرب فيإسناده اضطرابا شديدا . فرواه هكذا . و قال مرة : عن أبيه مرفوعا , لم
يقل : " عمن سمع النبي صلى الله عليه وسلم " . أخرجه ابن أبي شيبة في " مسنده "
( 2 / 1 / 2 - نسخة الرباط ) و الطحاوي في " شرح المعاني " ( 2 / 202 )
و الطبراني في " الكبير " كما في " المجمع " ( 4 / 83 ) . و مرة قال : حدثني
أبي . مكان " عمن سمع النبي صلى الله عليه وسلم " . رواه أحمد أيضا كما في "
المجمع " و الطبراني إلا أنه قال : عن أبيه عن جده . و قد ذكر الحافظ في ترجمة
أبي يزيد من " الإصابة " هذه الوجوه من الاختلاف و غيرها , ثم قال :
" و الاضطراب فيه من عطاء بن السائب , فإنه كان اختلط " .
قلت : فقول السفاريني في " شرح الثلاثيات " ( 1 / 162 ) : " رواه الطبراني
بإسناد صحيح " , فهو غير صحيح ! نعم الحديث صحيح لغيره , فقد وجدت له شاهدا من
حديث جابر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " دعوا الناس
يرزق الله بعضهم من بعض .... " إلخ . أخرجه البيهقي ( 5 / 347 ) بسند ضعيف عنه
. لكن الجملة الأولى منه صحيحة عنه أخرجها مسلم و غيره من طريق أخرى عن جابر
مرفوعا و هو مخرج في " أحاديث بيوع الموسوعة " . و الجملة الأخرى منه لها شاهد
من رواية أبي هريرة في آخر حديثه : " حق المسلم على المسلم ست ... و إذا
استنصحك فانصح له ... " . أخرجه مسلم و غيره و قد مضى تخريجه تحت رقم ( 1832 )
.
1856 " كتبت نبيا و آدم بين الروح و الجسد " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 471 :
أخرجه أحمد في " المسند " ( 5 / 59 ) و في " السنة " ( ص 111 ) : حدثنا عبد
الرحمن بن مهدي حدثنا منصور بن سعد عن بديل عن عبد الله بن شقيق عن # ميسرة
الفجر # قال : " قلت : يا رسول الله متى كتبت نبيا ? قال : و آدم ... " . أخرجه
ابن أبي عاصم في " السنة " ( رقم 410 بتحقيقي ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 9 /
53 ) من طريق أخرى عن ابن مهدي به إلا أنه وقع في " الحلية " : " كنت " .
و الأرجح رواية أحمد و ابن أبي عاصم . و تابعه إبراهيم بن طهمان عن بديل عن
ميسرة بلفظ " الحلية " . أخرجه البخاري في" التاريخ " ( 4 / 1 / 374 ) و ابن
سعد ( 7 / 60 ) . و تابعه خالد الحذاء عن عبد الله بن شقيق عن رجل قال : " قلت
... " الحديث .أخرجه ابن أبي عاصم ( 411 ) : حدثنا هدبة بن خالد حدثنا حماد بن
سلمة عن خالد به . و أخرجه ابن سعد ( 1 / 148 و 7 / 59 ) : أخبرنا عفان بن مسلم
و عمرو بن عاصم الكلابي قالا : أخبرنا حماد بن سلمة به . إلا أنهما سميا الرجل
" ابن أبي الجدعاء " , و الأول أقرب إلى الصواب , فقد قال ابن سعد أيضا :
أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم بن علية عن خالد الحذاء به مثل رواية هدبة . فاتفق
ابن علية مع حماد بن سلمة في رواية هدبة عنه على عدم تسمية الرجل , فهو المحفوظ
عن خالد الحذاء , و يفسر الرجل المبهم برواية بديل المبينة أنه ميسرة الفجر ,
و إسناده صحيح . ثم أخرجه ابن سعد من مرسل مطرف بن عبد الله بن الشخير , و سنده
حسن , و من مرسل عامر و هو الشعبي , و إسناده ضعيف . و له شاهد موصول من حديث
أبي هريرة مرفوعا نحوه .أخرجه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2 / 226 ) .
و آخر من حديث العرباض بن سارية , مخرج في الكتاب الآخر ( 2085 ) .
1857 " دحية الكلبي يشبه جبرائيل و عروة بن مسعود الثقفي يشبه عيسى بن مريم و عبد
العزى يشبه الدجال " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 472 :
رواه ابن سعد ( 4 / 250 ) بسند صحيح عن # عامر الشعبي # قال : شبه رسول الله
صلى الله عليه وسلم ثلاثة نفر من أمية فقال : فذكره .
قلت : و الحديث صحيح له شواهد موصولة تقدم ذكر بعضها فيما يتعلق بالفقرتين
الأوليين عند الحديث ( 1111 ) . و أما الفقرة الأخيرة , فيشهد لها حديث ابن عمر
مرفوعا : " بينما أنا نائم رأيتني أطوف بالكعبة , فإذا رجل آدم سبط الشعر , بين
رجلين ينطف رأسه ماء أو يهراق رأسه ماء , قلت : من هذا ? قالوا : هذا ابن مريم
, ثم ذهبت ألتفت , فإذا رجل أحمر جسيم جعد الرأس , أعور العين كأن عينه عنبة
طافية , قلت : من هذا ? قالوا : الدجال , أقرب الناس به شبها ابن قطن " . أخرجه
البخاري ( 2 / 369 و 4 / 358 ) و مسلم ( 1 / 108 ) و أحمد ( 2 / 22 و 122 و 144
و 154 ) زاد البخاري في رواية : " و ابن قطن رجل من بني المصطلق من خزاعة " .
و هي عند أحمد في رواية . لكنه جعله من قول ابن شهاب . و هو رواية للبخاري ,
و زاد : " مات في الجاهلية " . و ابن قطن هذا اسمه عبد العزى كما نقله الحافظ
عن الدمياطي . و لم يذكر سنده في ذلك من الرواية . و هذا الحديث المرسل شاهد
قوي لذلك .
1858 " دفن في الطينة التي خلق منها " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 473 :
رواه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2 / 304 ) و الخطيب في " الموضح " ( 2 /
104 ) عن عبد الله بن عيسى حدثنا يحيى البكاء عن # ابن عمر # أن حبشيا دفن
بالمدينة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف , يحيى البكاء و هو ابن مسلم البصري ضعيف . و مثله عبد
الله بن عيسى و هو الخراز البصري , و به وحده أعله الهيثمي ( 3 / 42 ) بعد أن
عزاه للطبراني في " الكبير " . و له شاهد من حديث عبد الله بن جعفر بن نجيح
حدثنا أبي حدثنا أنيس بن أبي يحيى عن أبيه عن أبي سعيد : أن النبي صلى الله
عليه وسلم مر بالمدينة فرأى جماعة يحفرون قبرا , فسأل عنه , فقالوا : حبشيا قدم
فمات , فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " لا إله إلا الله سيق من أرضه و سمائه
إلى التربة التي خلق منها " . أخرجه البزار ( رقم - 842 - كشف الأستار ) و ( ص
- 91 - زوائد ابن حجر ) و قال : " لا نعلمه عن أبي سعيد إلا بهذا الإسناد
و أنيس و أبوه صالحان " .
قلت : و عبد الله بن جعفر ضعيف , و أبوه لم أعرفه . و له شاهد آخر من حديث أبي
الدرداء نحوه . قال الهيثمي : " رواه الطبراني في " الأوسط " و فيه الأحوص بن
حكيم وثقه العجلي و ضعفه الجمهور " .
قلت : فالحديث عندي حسن بمجموع طرقه . و الله أعلم .
1859 " دخلت الجنة فاستقبلتني جارية شابة , فقلت : لمن أنت ? قالت : أنا لزيد بن
حارثة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 474 :
رواه ابن عساكر ( 6 / 399 / 2 ) من طريقين عن زيد بن الحباب حدثني حسين بن واقد
عن # عبد الله بن بريدة عن أبيه # مرفوعا .
قلت : و هذا سند صحيح على شرط مسلم . و الحديث عزاه في " الجامع " للروياني
و الضياء في " المختارة " عن بريدة .
1860 " دع داعي اللبن " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 474 :
أخرجه الدارمي ( 2 / 88 ) و ابن حبان ( 1999 ) و الحاكم ( 3 / 237 ) و أحمد
و ابنه في " زوائد المسند " ( 4 / 76 و 322 و 339 ) و الطبراني في " المعجم
الكبير " ( 8128 - 8131 ) من طرق عن الأعمش عن يعقوب بن بحير عن # ضرار بن
الأزور # قال : " بعثني أهلي بلقوح ( و في رواية : بلقحة ) إلى النبي صلى الله
عليه وسلم فأتيته بها , فأمرني أن أحلبها ثم قال : " فذكره . و زاد أحمد في
رواية : " لا تجهدنها " . و هي رواية الحاكم و رواية للطبراني . و خالفهم سفيان
الثوري فقال : عن الأعمش عن عبد الله بن سنان عن ضرار بن الأزور به . أخرجه
أحمد ( 4 / 311 و 439 ) و الحاكم أيضا ( 3 / 260 ) و الطبراني ( 8127 ) .
قلت : و هو على الوجه الأول ضعيف لأن يعقوب بن بحير قال الذهبي : " لا يعرف ,
تفرد عنه الأعمش " . و أما ابن حبان فذكره في " الثقات " ( 1 / 264 ) ! و على
الوجه الأخر , صحيح لأن عبد الله بن سنان قال ابن معين : ثقة و هو كوفي كما في
" الجرح و التعديل " ( 2 / 2 / 68 ) روى عن ابن مسعود و سعد بن مسعود , روى عنه
غير الأعمش أبو حصين . و في " ثقات ابن حبان " ( 3 / 143 ) : " عبد الله بن
سنان : سمعت ابن عباس ... روى عن الحسين بن واقد " . لكن هذا الوجه شاذ . فقد
قال ابن أبي حاتم في " العلل " ( 2 / 245 ) : " قال أبي : خالف الثوري الخلق في
هذا الحديث , و الصحيح الأول " . و ذكر نحوه الطبراني .
قلت : فقول الحاكم فيه : " صحيح الإسناد " , مما تساهل فيه . لكن رواه ابن
شاهين - كما في " الإصابة " - من طريق موسى بن عبد الملك بن عمير عن أبيه عن
ضرار بمعناه . و هذه متابعة قوية , فإن عبد الملك بن عمير من رجال الشيخين .
لكن ابنه موسى قال ابن أبي حاتم ( 4 / 1 / 151 ) عن أبيه : " ضعيف الحديث " .
و ذكره ابن حبان في " الثقات " كما في " اللسان " , فالحديث بمجموع الطريقين
حسن . و الله أعلم .
و معنى الحديث : أبق في الضرع قليلا من اللبن , و لا تستوعبه كله , فإن الذي
تبقيه فيه يدعو ما وراءه من اللبن فينزله , و إذا استقصى كل ما في الضرع أبطأ
دره على حالبه . كذا في " النهاية " .
1861 " دم عفراء أحب إلى الله من دم سوداوين " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 475 :
رواه الحاكم ( 4 / 227 ) و أحمد ( 2 / 417 ) و ابن عساكر ( 6 / 97 / 1 ) عن أبي
ثفال عن رباح بن عبد الرحمن عن # أبي هريرة # مرفوعا .
قلت : سكت عنه الحاكم و الذهبي , و فيه ضعف , رباح بن عبد الرحمن و أبو ثفال ,
و اسمه ثمامة بن وائل فيهما جهالة , و قال الحافظ في كل منهما : " مقبول " .
و قال الهيثمي في " المجمع " ( 4 / 18 ) : " رواه أحمد و فيه أبو ثفال , قال
البخاري : فيه نظر " . ثم ذكر له شاهدا من حديث كبيرة بنت سفيان مرفوعا نحوه .
رواه الطبراني في " الكبير " , و فيه محمد بن سليمان بن مسمول , و هو ضعيف .
قلت : و هو مختلف فيه , و قد وثقه ابن حبان و ابن شاهين , فمثله يستشهد به إن
شاء الله تعالى , فالحديث به حسن , و الله أعلم . و يشهد له أيضا ما عند
الطبراني ( رقم - 11201 ) من طريق حمزة النصيبي عن عمرو بن دينار عن ابن عباس
قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " استوصوا بالمعزى خيرا .... و إن دم
الشاة البيضاء أعظم عند الله من دم السوداوين " . لكن النصيبي هذا قال الحافظ :
" متروك متهم بالوضع " . فلا يستشهد به , و فيما تقدم كفاية .
( عفراء ) من العفرة : بياض ليس بالناصع .
1862 " دونك فانتصري " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 476 :
أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ( 558 ) و ابن ماجة ( 1 / 610 - 611 )
و أحمد و ابنه ( 6 / 93 ) من طريق خالد بن سلمة عن البهي عن عروة بن الزبير
قال : قالت # عائشة # : " ما علمت حتى دخلت علي زينب بغير إذن , و هي غضبى ,
ثم قالت : يا رسول الله أحسبك إذا قلبت لك بنية أبي بكر ذريعتيها ? ثم أقبلت
علي , فأعرضت عنها , حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم ( فذكر الحديث ) ,
فأقبلت عليها حتى رأيتها و قد يبس ريقها في فيها ما ترد علي شيئا , فرأيت النبي
صلى الله عليه وسلم يتهلل وجهه " .
قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط مسلم , و كذا قال البوصيري في " زوائده " ( ق
125 / 1 ) , و ذكر أن النسائي أخرجه في " عشرة النساء " و في " التفسير " من
هذا الوجه .
( ذريعتيها ) قال ابن الأثير : " الزريعة تصغير الذراع , و لحوق الهاء فيها
لكونها مؤنثة , ثم ثنتها مصغرة , و أرادت به ساعديها " .
1863 " الدجال عينه خضراء كالزجاجة , و نعوذ بالله من عذاب القبر " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 477 :
رواه أحمد ( 5 / 123 و 124 ) و أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 1 / 247 و 294 -
495 ) عن شعبة عن حبيب بن الزبير عن عبد الله بن أبي الهذيل عن عبد الرحمن بن
أبزى عن عبد الله بن خباب عن # أبي بن كعب # مرفوعا به .
قلت : و هذا صحيح , رجاله ثقات رجال مسلم غير حبيب بن الزبير و هو ثقة . و هذا
حديث واحد من عشرات الأحاديث الواردة في الدجال , فالاعتقاد به واجب .
1864 " ذيل المرأة شبر . قلت : إذن تخرج قدماها ? قال : فذراع , لا يزدن عليه " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 478 :
أخرجه الدارمي ( 2 / 279 ) و البيهقي ( 2 / 233 ) و أحمد ( 6 / 295 و 309 )
و أبو يعلى ( ق 319 / 1 ) عن محمد بن إسحاق عن نافع عن صفية بنت أبي عبيد
عن # أم سلمة # عن النبي صلى الله عليه وسلم به . و هذا إسناد رجاله ثقات لولا
عنعنة ابن إسحاق لكنه قد توبع , فقال مالك في " الموطأ " ( 3 / 105 ) : عن أبي
بكر بن نافع عن أبيه نافع مولى ابن عمر به . و من طريق مالك أخرجه أبو داود ( 2
/ 184 ) و ابن حبان ( 1451 ) . و أبو بكر بن نافع ثقة من رجال مسلم فالإسناد
صحيح على شرطه , و تابعهما أيوب بن موسى , و هو ابن عمرو بن سعيد بن العاص عن
نافع به . أخرجه النسائي ( 2 / 229 - 300 ) و أبو يعلى ( ق 315 / 1 ) . و هذا
إسناد صحيح على شرط الشيخين . و خالفهم عبيد الله بن عمر فقال : عن نافع عن
سليمان بن يسار عن أم سلمة به . أخرجه أبو داود ( 2 / 184 ) و النسائي ( 2 /
300 ) و ابن ماجة ( 2 / 373 ) و أحمد ( 6 / 315 ) و أبو يعلى . و رجح الدارمي
هذا الوجه , فقال عقب الوجه الأول : " الناس يقولون عن نافع عن سليمان بن يسار
" !
قلت : إن صح هذا القول , فلا مناص من تصحيح الوجه الأول أيضا لاتفاق ثلاثة ثقات
عليه كما تقدم , فيكون لنافع فيه إسنادان عن أم سلمة . و خالفهم يحيى بن أبي
كثير فقال : عن نافع عن أم سلمة به . أخرجه النسائي . و هذا شاذ مخالف لرواية
الجماعة . و للحديث طريق أخرى عن أم الحسن عن أم سلمة : " أن النبي صلى الله
عليه وسلم شبر لفاطمة شبرا من نطاقها " . أخرجه الترمذي ( 3 / 47 - تحفة )
و أبو يعلى ( ق 315 / 1 ) من طريق حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن أم الحسن .
و قال الترمذي : " و رواه بعضهم عن حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن الحسن عن أمه
عن أم سلمة " .
قلت : و علي بن زيد هو ابن جدعان , و هو ضعيف . و رواه جمع عن حماد بن سلمة عن
أبي المهزم عن أبي هريرة : " أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لفاطمة أو لأم
سلمة : ذيلك ذراع " . أخرجه ابن ماجة ( 2 / 373 ) و أحمد ( 2 / 263 و 416 ) .
و خالفه حبيب المعلم فقال : عن أبي المهزم عن أبي هريرة عن عائشة به . أخرجه
ابن ماجة و أحمد ( 6 / 75 و 123 ) . و أبو المهزم متروك . و له شاهد من حديث
ابن عمر : " أن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم رخص لهن في الذيل ذراعا , فكن
يأتينا فنذرع لهن بالقصب ذراعا " . أخرجه أبو داود و ابن ماجة و أحمد ( 2 / 18
) عن زيد العمي عن أبي الصديق الناجي عنه . و زيد العمي ضعيف . لكن له طريق
أخرى يرويه أيوب عن نافع عن ابن عمر به نحوه . أخرجه النسائي و البيهقي بسند
صحيح .
1865 " الذهب و الحرير حلال لإناث أمتي , حرام على ذكورها " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 480 :
رواه سمويه في " الفوائد " ( 35 / 1 ) : حدثنا سعيد بن سليمان حدثنا عباد حدثنا
سعيد بن أبي عروبة حدثني ثابت عن زيد بن ثابت بن زيد بن أرقم قال : حدثتني عمتي
أنيسة بنت زيد بن أرقم عن أبيها # زيد بن أرقم # مرفوعا . و من هذا الوجه أخرجه
الطحاوي في " شرح المعاني " ( 2 / 245 ) و الطبراني في " الكبير " ( 5125 )
و العقيلي في " الضعفاء " ( ص 62 ) و قال : " و هذا يروى بغير هذا الإسناد
بأسانيد صالحة " .
قلت : و رجاله ثقات غير أنيسة بنت زيد بن أرقم , فلم أعرفها . و ثابت بن زيد بن
ثابت , روى العقيلي عن عبد الله بن أحمد قال : " سألت أبي عنه ? فقال : روى عنه
ابن أبي عروبة , و حدثنا عنه معتمر , له أحاديث مناكير , قلت : تحدث عنه ? قال
: نعم , قلت : أهو ضعيف ? قال : أنا أحدث عنه " . و قال ابن حبان : " الغالب
على حديثه الوهم لا يحتج به إذا انفرد " . و به أعله الهيثمي في " مجمع الزوائد
" ( 5 / 143 ) . و الحديث صحيح لأن له شواهد يتقوى بها كما أشار إلى ذلك
العقيلي في كلامه السابق , و قد خرجتها في " إرواء الغليل " ( 277 ) و " غاية
المرام في تخريج الحلال و الحرام " ( 78 ) . و هو من حيث دلالته ليس على عمومه
بل قد دخله التخصيص في بعض أجزائه , فالذهب بالنسبة للنساء حلال إلا أواني
الذهب كالفضة , فهن يشتركن مع الرجال في التحريم اتفاقا و كذلك الذهب المحلق
على الراجح عندنا , عملا بالأدلة الخاصة المحرمة , و دعوى أنها منسوخة مما لا
ينهض عليه دليل كما هو مبين في كتابي " آداب الزفاف في السنة المطهرة " و من
نقل عني خلاف هذا فقد افترى . و كذلك الذهب و الحرير محرم على الرجال , إلا
لحاجة لحديث عرفجة بن سعد الذي اتخذ أنفا من ذهب بأمر النبي صلى الله عليه وسلم
و حديث عبد الرحمن بن عوف الذي اتخذ قميصا من حرير بترخيص النبي صلى الله عليه
وسلم له بذلك .
1866 " رباط يوم في سبيل الله أفضل من قيام رجل و صيامه في أهله شهرا " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 481 :
رواه أحمد أبو حزم بن يعقوب الحنبلي في " الفروسية " ( 1 / 8 / 1 ) : حدثني
إبراهيم ( يعني ابن عبد الله بن الجنيد الحنبلي ) قال حدثنا هشام بن عمار
الدمشقي قال : حدثنا محمد بن شعيب بن شابور قال : حدثني سعيد بن خالد أنه
سمع # أنس بن مالك # يقول : فذكره مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف , سعيد بن خالد و هو ابن أبي الطويل قال الحافظ :
" منكر الحديث " .
قلت : و بقية رجاله ثقات على ضعف في هشام بن عمار . و قد خالفه عيسى بن يونس
الرملي فقال : حدثنا محمد بن شعيب بن شابور بلفظ : " حرس ليلة في سبيل الله
أفضل من صيام رجل و قيامه في أهله ألف سنة , السنة ثلاثمائة و ستون يوما ,
و اليوم كألف سنة " . أخرجه ابن ماجة ( 2 / 176 ) . و لكنه باللفظ الأول محفوظ
له شواهد , منها عن عبد الله بن عمرو مرفوعا به . أخرجه أحمد ( 2 / 177 ) عن
ابن لهيعة : حدثنا يزيد بن أبي حبيب عن سويد بن قيس عنه . و هذا إسناد لا بأس
به في الشواهد , رجاله ثقات إلا أن ابن لهيعة سيء الحفظ . و منها عن سلمان
مرفوعا به . أخرجه أحمد ( 5 / 440 ) عن محمد بن إسحاق عن جميل بن أبي ميمونة عن
( ابن ) أبي زكريا الخزاعي عنه , ثم أخرجه ( 5 / 441 ) من طريق ابن ثابت بن
ثوبان حدثني حسان بن عطية عن عبد الله بن أبي زكريا عن رجل من سلمان . و في
الطريق الأولى عنعنة ابن إسحاق . و جميل بن أبي ميمونة ترجمه ابن أبي حاتم ( 1
/ 1 / 519 ) برواية الليث بن سعد أيضا عنه , و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا .
و الطريق الأخرى حسنة لولا الرجل الذي لم يسم و لعله شرحبيل بن السمط , فقد
أخرجه مسلم ( 6 / 51 ) و الطبراني في " الكبير " ( 6178 ) من طريقين عنه عن
سلمان به . و أخرجه الطبراني ( 6064 و 6077 و 6134 ) من طرق أخرى عن سلمان به .
1867 " لو لبثت في السجن ما لبث يوسف ثم جاء الداعي لأجبته , إذ جاءه الرسول فقال :
*( ارجع إلى ربك فاسأله ما بال النسوة اللاتي قطعن أيديهن إن ربي بكيدهن عليم
)* و رحمة الله على لوط إن كان ليأوي إلى ركن شديد , إذ قال لقومه : *( لو أن
لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد )*, و ما بعث الله من بعده من نبي إلا في ثروة
من قومه " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 483 :
أخرجه الإمام أحمد ( 2 / 232 ) : حدثنا محمد بن بشر حدثنا محمد بن عمرو حدثنا
أبو سلمة عن # أبي هريرة # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
و أخرج الشطر الثاني منه ابن جرير في " تفسيره " ( 12 / 139 ) و الطحاوي في
" مشكل الآثار " ( 1 / 136 ) و الحاكم ( 2 / 561 ) و قال : " صحيح على شرط مسلم
" . و أقره الذهبي , و محمد بن عمرو إنما أخرج له مسلم متابعة و أخرجه الترمذي
( 4 / 129 ) و تمام ( ق 86 / 1 - 2 ) من طرق أخرى صحيحة عنه بتمامه و حسنه
الترمذي . و خالفهم خالد بن عبد الله في لفظ الحديث , فرواه عن محمد بن عمرو
بتمامه إلا أنه قال : " رحم الله يوسف لولا الكلمة التي قالها : ( اذكرني عند
ربك ) ما لبث في السجن ما لبث " . أخرجه ابن حبان ( 1747 ) : أخبرنا الفضل ابن
الحباب الجمحي حدثنا مسدد بن مسرهد حدثنا خالد بن عبد الله به . قال الحافظ ابن
كثير في " تاريخه " ( 1 / 208 ) : " هذا منكر من هذا الوجه , و محمد بن عمرو بن
علقمة له أشياء يتفرد بها , و فيها نكارة , و هذه اللفظة من أنكرها , و أشدها .
و الذي في " الصحيحين " يشهد بلفظها " أي بإنكارها .
قلت : و يحتمل عندي أن تكون النكارة من شيخ ابن حبان : الفضل بن الحباب , فإن
فيه بعض الكلام , فقد ساق له الحافظ بن حجر في " اللسان " حديثا آخر بلفظ :
" من وسع على نفسه و أهله يوم عاشوراء وسع الله عليه سائر سنته " . و رجاله
كلهم ثقات , فاستظهر الحافظ أن الغلط فيه من الفضل , و قال : " لعله حدث به بعد
احتراق كتبه " . و إنما انصرفت عن نسبة النكارة إلى محمد بن عمرو , لأنه قد
رواه عنه محمد بن بشر باللفظ الأول المحفوظ , و ابن بشر ثقة حافظ , و كذلك من
تابعه عند الترمذي و غيره . و عن نسبتها إلى خالد بن عبد الله و هو الطحان
الواسطي لأنه ثقة ثبت . و قد رويت هذه اللفظة من طريق أخرى واهية , أخرجه ابن
جرير ( 12 / 132 ) فقال : حدثنا ابن وكيع : حدثنا عمرو بن محمد عن إبراهيم بن
يزيد عن عمرو بن دينار عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا بلفظ : " لو لم يقل - يعني
يوسف - الكلمة التي قال , ما لبث في السجن طول ما لبث حيث يبتغي الفرج من عند
غير الله " . قال الحافظ ابن كثير في " تفسيره " ( 2 / 479 ) : " و هذا الحديث
ضعيف جدا , لأن سفيان بن وكيع ضعيف , و إبراهيم بن يزيد - هو الخوزي - أضعف منه
" . و رواها ابن جرير أيضا بسند صحيح عن الحسن و هو البصري مرسلا نحوه . و كذلك
رواه أحمد في " الزهد " ( ص 80 ) , و في لفظ له : " يرحم الله يوسف لو أنا
جاءني الرسول بعد طول السجن لأسرعت الإجابة " . و سنده صحيح أيضا مرسلا .
و الحديث أخرجه البخاري ( 4 / 119 - استانبول ) و مسلم ( 1 / 92 و 7 / 98 )
و ابن ماجة ( 2 / 490 - 491 ) و أحمد ( 2 / 326 ) و ابن جرير من طريق أبي سلمة
ابن عبد الرحمن و سعيد بن المسيب عن أبي هريرة به نحوه و زادا في أوله :
" نحن أحق بالشك من إبراهيم إذ قال : *( رب أرني كيف تحيي الموتى , قال : أو لم
تؤمن ? قال : بلى و لكن ليطمئن قلبي )* " . و روى مسلم من طريق الأعرج عن أبي
هريرة بلفظ : " يغفر الله للوط , إنه آوى إلى ركن شديد " . و أخرجه أحمد ( 2 /
350 ) من طريق أخرى عن أبي هريرة به إلا أنه قال : " يرحم الله ... " .
و أخرجه ابن جرير ( 12 / 139 ) من طريق ابن إسحاق عن رجل عن أبي الزناد بلفظ :
" يرحم الله يوسف إن كان ذا أناة , لو كنت أنا المحبوس ثم أرسل إلي لخرجت سريعا
, إن كان لحليما ذا أناة " . و هذا إسناد ظاهر الضعف . و قد جاء الحديث من
رواية ابن عباس نحوه , و سيأتي برقم ( 1945 ) .
1868 " رمضان تفتح فيه أبواب السماء ( و في رواية : الجنة ) , و تغلق فيه أبواب
النيران , و يصفد فيه كل شيطان مريد , و ينادي مناد ( و في رواية : ملك )
كل ليلة : يا طالب الخير هلم , و يا طالب الشر أمسك " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 486 :
أخرجه النسائي ( 1 / 300 ) و أحمد ( 4 / 311 - 312 و 5 / 411 ) من طرق عن عطاء
ابن السائب عن عرفجة قال : " كنت في بيت فيه عتبة بن فرقد , فأردت أن أحدث
بحديث , و كان # رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم # كأنه أولى بالحديث
مني , فحدث الرجل عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : في رمضان " فذكره .
قلت : و هذا إسناد جيد , فإن عطاء بن السائب و إن كان قد اختلط فإن من رواته عن
شعبة , و هو قد روى عنه قبل الاختلاط , و مثله سفيان الثوري , و قد رواه عنه
أيضا عند النسائي , لكن جعله من مسند عتبة بن فرقد , و قال النسائي : إنه خطأ .
و عرفجة هو ابن عبد الله الثقفي , و قد روى عنه منصور بن المعتمر أيضا و غيره ,
و ذكره ابن حبان في " الثقات " , و قال العجلي : " كوفي تابعي ثقة " . و الحديث
أورده السيوطي من رواية أحمد و البيهقي في " الشعب " بلفظ : " رمضان شهر مبارك
, تفتح فيه .... " . فالظاهر أن هذا لفظ البيهقي , فإن من ذكرنا ليس عندهما "
شهر مبارك " . و قد رويت هذه الزيادة من طريق أخرى عن أحمد ( 2 / 425 )
و النسائي و غيرهما من طريق أبي قلابة عن أبي هريرة مرفوعا , و رجاله ثقات ,
لكنه منقطع كما بينه الحافظ المنذري ( 2 / 69 ) . و له عنده ( 2 / 67 ) شاهد من
حديث سلمان رضي الله عنه . رواه ابن خزيمة بسند ضعيف , و آخر ( 2 / 69 ) من
حديث عبادة بن الصامت , رواه الطبراني بسند فيه من لا يعرف .
1869 " الرؤيا الصالحة جزء من خمسة و عشرين جزءا من النبوة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 487 :
أخرجه الخطيب في " التاريخ " ( 5 / 189 ) من طريقين عن حمزة بن محمد بن العباس
حدثنا أحمد بن الوليد حدثنا أبو أحمد الزبيري حدثنا عبد العزيز بن أبي رواد عن
نافع عن # ابن عمر # عن النبي صلى الله عليه وسلم .
قلت : و هذا إسناد جيد , رجاله ثقات رجال مسلم غير أحمد بن الوليد و هو ابن أبي
الوليد أبو بكر الفحام و حمزة بن محمد بن العباس و كلاهما ثقة , كما صرح بذلك
الخطيب في ترجمتهما ( 5 / 188 و 8 / 183 ) . و الحديث عزاه السيوطي لابن النجار
فقط ! و اعلم أنه لا منافاة بين قوله في هذا الحديث : إن الرؤيا الصالحة جزء من
خمسة و عشرين , و في الحديث التالي : " جزء من ستة و أربعين " , و في حديث ابن
عمر : " جزء من سبعين " رواه مسلم ( 7 / 54 ) و غيره , فإن هذا الاختلاف راجع
إلى الرائي فكلما كان صالحا كانت النسبة أعلى , و قيل غير ذلك , فراجع " شرح
مسلم " للإمام النووي .
1870 " الرؤيا ثلاث , منها أهاويل من الشيطان ليحزن بها ابن آدم و منها ما يهم به
الرجل في يقظته فيراه في منامه و منها جزء من ستة و أربعين جزءا من النبوة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 487 :
أخرجه البخاري في " التاريخ " ( 4 / 2 / 348 ) و ابن ماجة ( 2 / 450 ) و ابن
أبي شيبة في " المصنف " ( 12 / 193 / 2 ) و الطحاوي في " مشكل الآثار " ( 3 /
46 - 47 ) و ابن حبان ( 1794 ) و المخلص في " الفوائد المنتقاة " - الثاني من
السادس منها - ( ق 182 / 2 ) و ابن عبد البر في " التمهيد " ( 1 / 286 ) و ابن
عساكر في " التاريخ " ( 16 / 243 / 1 و 18 / 173 / 2 ) و الضياء المقدسي في "
موافقات هشام بن عمار " ( 40 / 1 - 2 ) من طريقين عن يحيى بن حمزة عن يزيد بن
عبيدة قال : حدثنا أبو عبيد - هو مسلم بن مشكم - عن # عوف بن مالك # عن رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .
قلت : و هذا إسناد صحيح , رجاله ثقات , و كذا قال البوصيري في " الزوائد " ( ق
236 / 1 ) . و للحديث شاهد من حديث أبي هريرة مرفوعا نحوه . و قد مضى ( 1341 )
.
1871 " الربا اثنان و سبعون بابا أدناها مثل إتيان الرجل أمه و إن أربى الربا
استطالة الرجل في عرض أخيه " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 488 :
رواه الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 143 / 1 ) عن معاوية بن هشام حدثنا عمر بن
راشد عن يحيى بن أبي كثير عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن # البراء بن
عازب # مرفوعا . و قال : " لا يروى عن البراء إلا بهذا الإسناد " .
قلت : و هو ضعيف , عمر بن راشد قال الحافظ في " التقريب " : " ضعيف " .
و معاوية بن هشام صدوق له أوهام , و قد خالفه الفريابي , فرواه عن عمر بن راشد
عن يحيى بن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن البراء به . هكذا أورده ابن أبي
حاتم في " العلل " ( 1 / 381 ) و قال : " قال أبي : هو مرسل , لم يدرك يحيى بن
إسحاق البراء , و لا أدرك والده البراء " .
قلت : و قوله : " يحيى بن إسحاق " يحتمل أن يكون محرفا عن " يحيى عن إسحاق " إن
كان معاوية بن هشام حفظه . و الله أعلم . و خالفه عكرمة بن عمار فقال : عن يحيى
ابن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعا به نحوه , دون الشطر الثاني .
أخرجه العقيلي في " الضعفاء " ( 206 ) عن عبد الله بن زياد اليمامي : حدثني
عكرمة بن عمار . و قال : " عبد الله بن زياد قال البخاري : منكر الحديث " .
قلت : لكنه لم يتفرد به , فقال العقيلي : " رواه عفيف بن سالم عن عكرمة هكذا "
. قلت : و عفيف صدوق كما في " التقريب " , و لعل البيهقي رواه من طريقه , فقد
قال المنذري في " الترغيب " ( 3 / 50 ) : " رواه البيهقي بإسناد لا بأس به , ثم
قال : غريب بهذا الإسناد , و إنما يعرف بعبد الله بن زياد عن عكرمة يعني ابن
عمار . قال : و عبد الله بن زياد هذا منكر الحديث " . ثم وجدت له متابعا آخر ,
فرواه ابن الجارود في " المنتقى " ( 647 ) من طريق النضر بن محمد قال : حدثنا
عكرمة بن عمار به . و النضر بن محمد و هو أبو محمد الجرشي اليمامي ثقة من رجال
الشيخين , فزالت بهذه المتابعة الغرابة و تفرد عبد الله بن زياد , و بقية رجاله
ثقات رجال مسلم , غير أنهم تكلموا في رواية عكرمة هذا عن يحيى بن أبي كثير ,
و قالوا : إنه مضطرب الحديث عنه . و الجملة الأخيرة من الحديث لها شاهد من حديث
سعيد بن زيد بلفظ : " أربى الربا شتم الأعراض " . و قد مضى الكلام عليه برقم
( 1433 ) . ثم وجدت للحديث شاهدا آخر عن ابن عباس مرفوعا بلفظ : " الربا نيف
و سبعون بابا , أهون باب من الربا مثل من أتى أمه في الإسلام , و درهم ربا أشد
من خمس و ثلاثين زنية , و أشد الربا , أو أربى الربا , أو أخبث الربا , انتهاك
عرض المسلم , أو انتهاك حرمته " . أورده ابن أبي حاتم ( 1 / 391 / 1170 ) من
طريق محمد بن رافع النيسابوري عن إبراهيم بن عمر الصنعاني عن النعمان بن الزبير
عن طاووس عنه . و قال : " سئل أبو زرعة عنه فقال : هذا حديث منكر " .
قلت : و رجاله كلهم ثقات معروفون غير إبراهيم بن عمر الصنعاني و هو أبو إسحاق
الصنعاني , قال الحافظ : " مستور " . و للحديث شاهد ثان من حديث ابن مسعود مخرج
في " الترغيب " ( 3 / 50 ) . و جملة القول أن الحديث بمجموع طرقه صحيح ثابت .
ثم وجدت له شاهدا ثالثا عن وهب بن الأسود خال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : لي : ألا أنبئك بشيء من الربا
? قلت : بلى يا رسول الله , قال : " الربا سبعون بابا , أدنى فجرة منها كاضطجاع
الرجل مع أمه " . أخرجه ابن منده في " المعرفة " ( 2 / 207 / 1 ) من طريق محمد
ابن أبي عتاب الأعين حدثني عمرو بن أبي سلمة عن الهيثم بن حميد عن أبي معبد حفص
ابن غيلان عن زيد بن أسلم عنه .
قلت : و هذا إسناد رجاله كلهم ثقات , فهو ظاهر الصحة , لكني وجدت الحافظ في "
الإصابة " ( 1 / 45 ) قد ذكره من رواية ابن منده من طريق محمد بن العباس بن خلف
عن عمرو بن أبي سلمة عن صدقة السمين عن أبي معبد به , إلا أنه قال : عن زيد بن
أسلم حدثني وهب بن الأسود بن وهب عن أبيه الأسود بن وهب خال رسول الله صلى الله
عليه وسلم , فجعل صدقة السمين - و هو ضعيف - مكان الهيثم بن حميد , و هو ثقة !
و أدخل بين زيد بن أسلم و وهب بن الأسود ابنه , و قلبه , فقال : وهب بن الأسود
ابن وهب عن أبيه الأسود ابن وهب ! و رواه ابن قانع في " معجمه " , قال الحافظ :
" من طريق أبي بكر الأعين عن عمرو بن أبي سلمة , فقال : عن وهب بن الأسود خال
رسول الله صلى الله عليه وسلم , و لم يقل : عن أبيه , و أدخل بين صدقة و زيد
الحكم الأيلي , و الحكم و صدقة ضعيفان " .
قلت : فتبين أن هذا الإسناد ضعيف مضطرب , و لكن ذلك لا يمنع من الاستشهاد به .
و الله أعلم .
1872 " الرعد ملك من الملائكة موكل بالسحاب , ( بيديه أو في يده مخراق من نار يزجر
به السحاب ) و الصوت الذي يسمع منه زجره السحاب إذا زجره حتى ينتهي إلى حيث
أمره " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 491 :
أخرجه الترمذي ( 4 / 129 ) و أحمد ( 1 / 274 ) و أبو إسحاق الحربي في " غريب
الحديث " ( 5 / 123 / 1 - 2 ) و الطبراني في " المعجم الكبير " ( رقم 12429 )
و ابن بشران في " الآمالي " ( 24 / 27 / 2 ) و الضياء المقدسي في " الأحاديث
المختارة " ( ق 206 - 207 ) عن عبد الله بن الوليد العجلي عن بكير بن شهاب
( { الكوفي } و ليس بالدامغاني ) عن سعيد بن جبير عن # ابن عباس # قال : أقبلت
يهود إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا : يا أبا القاسم ! نسألك عن أشياء إن
أجبتنا فيها اتبعناك و صدقناك و آمنا بك . قال : فأخذ عليهم ما أخذ إسرائيل على
نفسه , قالوا : ( الله على ما نقول وكيل ) . قالوا : أخبرنا عن علامة النبي
. قال : " تنام عيناه و لا ينام قلبه " . قالوا : فأخبرنا كيف تؤنث المرأة
و كيف تذكر ? قال : " يلتقي الماءان , فإن علا ماء المرأة ماء الرجل أنثت و إن
علا ماء الرجل ماء المرأة أذكرت " . قالوا : صدقت , فأخبرنا عن الرعد ما هو ?
قال : فذكره . و ما بين المعكوفتين زيادة عند الضياء في رواية له , و كذلك رواه
ابن منده في " التوحيد " ( ق 21 - 22 ) و قال : " هذا إسناد متصل و رواته
مشاهير ثقات أخرجه النسائي " .
قلت : يعني في " سننه الكبرى " كما صرح الحافظ المزي في " التحفة " ( 4 / 394 )
. و قال الترمذي : " حديث حسن صحيح غريب " . و قال أبو نعيم : " غريب من حديث
سعيد , تفرد به بكير " .
قلت : و هو صدوق كما قال الذهبي في " الميزان " و لعل مستنده في ذلك قول أبي
حاتم فيه : " شيخ " . مع ذكر ابن حبان له في " الثقات " , و تصحيح من صحح حديثه
هذا ممن ذكرنا . و أما الحافظ فقال في " التقريب " : " مقبول " . يعني عند
المتابعة , و لم يتابع عليه كما صرح بذلك أبو نعيم في قوله السابق , فالحديث من
رأي الحافظ لين و الأرجح أنه صحيح كما ذهب إليه الجماعة , لاسيما و قد ذكر له
الحافظ شاهدا في " تخريج الكشاف " ( ص 91 ) من رواية الطبراني في " الأوسط " عن
أبي عمران الكوفي عن ابن جريج عن عطاء عن جابر أن خزيمة بن ثابت - و ليس
بالأنصاري - سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الرعد ? فقال : " هو ملك بيده
مخراق , إذا رفع برق , و إذا زجر رعدت , و إذا ضرب صعقت " .
قلت : و لم يتكلم عليه الحافظ بشيء , و أبو عمران الكوفي لم أعرفه و في الرواة
المعروفين بهذه الكنية إبراهيم بن يزيد النخعي الكوفي الفقيه , و لكنه متقدم
على هذا , و الله أعلم . و قد روى الخرائطي في " مكارم الأخلاق " ( ص 85 ) من
طريق شهر بن حوشب عن ابن عباس قال : " الرعد ملك يسوق السحاب كما يسوق الحادي
الإبل بحدائه " . و شهر ضعيف لسوء حفظه . و جملة القول أن الحديث عندي حسن على
أقل الدرجات . و في الباب آثار أخرى كثيرة , أوردها السيوطي في " الدر المنثور
" , فليراجعها من شاء .
1873 " لا تصحب الملائكة ركبا معهم جلجل " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 493 :
أخرجه النسائي ( 2 / 291 ) و أحمد ( 2 / 27 ) من طرق عن نافع بن عمر الجمحي عن
أبي بكر بن موسى قال : كنت مع سالم بن عبد الله بن عمر , فمرت رفقة لأم البنين
فيها أجراس , فحدث # سالم عن أبيه # عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
( فذكره ) , فكم ترى في هؤلاء من جلجل ? ! " .
قلت : و رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي بكر بن موسى و اسمه بكير بن موسى و هو
أبو بكر بن أبي شيخ , و هو في عداد المجهولين , لم يرو عنه غير نافع بن عمر هذا
و لم يوثقه أحد . و له طريق أخرى يرويه عاصم بن عمر عن عبد الله بن دينار عن
ابن عمر به نحوه . أخرجه الطبراني في " الأوسط " ( 8095 ) . و عاصم هذا ضعيف .
و الحديث ذكره السيوطي بلفظ : " الركب الذي معهم الجلجل لا تصحبهم الملائكة " .
و قال : " رواه الحاكم في " الكنى " عن ابن عمر " . و للحديث شاهد من حديث أبي
هريرة مرفوعا نحوه . أخرجه مسلم ( 6 / 163 ) و أبو داود ( 2555 ) و أحمد ( 2 /
263 و 311 و 327 و 343 و 392 و 444 و 476 و 537 ) و الدارمي ( 2 / 289 )
و أصحاب السنن من طريق سهيل بن أبي صالح عن أبيه عنه . و أحمد ( 2 / 385 و 414
) من طريق قتادة عن زرارة بن أوفى عنه .
قلت : و إسناده صحيح على شرط الشيخين . و شاهد آخر من حديث أم حبيبة مرفوعا .
أخرجه أبو داود ( 2554 ) و الدارمي و أحمد ( 6 / 326 و 327 و 426 و 427 ) و ابن
حبان ( 1491 و 1492 ) و الطبراني في " الأوسط " ( 7185 ) . ( الجلجل ) : الجرس
الصغير الذي يعلق في أعناق الدواب و غيرها .
1874 " الريح تبعث عذابا لقوم , و رحمة لآخرين " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 494 :
الديلمي ( 2 / 179 ) من طريق الحاكم عن الحسن بن الحسين بن منصور حدثنا حامد بن
أبي حامد المقريء حدثنا سفيان عن عمرو بن دينار عن عامر بن واثلة عن # عمر بن
الخطاب # مرفوعا .
قلت : ابن منصور هذا لم أعرفه . و حامد بن أبي حامد المقريء لم أعرفه أيضا إلا
أنه يحتمل أنه حامد بن يحيى بن هانىء البلخي أبو عبد الله نزيل طرسوس , من شيوخ
أبي داود في " سننه " , فقد ذكروا في ترجمته أنه روى عن سفيان بن عيينة , فإن
كان هو هذا , فثقة . و يشهد للحديث حديث أبي هريرة مرفوعا : " الريح من روح
الله تأتي بالرحمة , و تأتي بالعذاب ... " الحديث . و هو مخرج في " المشكاة "
( 1516 ) و غيره .
1875 " الزبيب و التمر هو الخمر ( يعني إذا انتبذا جميعا ) " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 495 :
أخرجه النسائي ( 2 / 323 ) من طريق الأعمش عن محارب بن دثار عن # جابر # عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .
قلت : و هذا إسناد صحيح كما قال الحافظ في " الفتح " و نقله المناوي عنه
و رجاله كلهم ثقات رجال مسلم , لكن أشار النسائي إلى أن الأعمش قد خولف في رفعه
و لفظه , فأخرجه من طريق شعبة عن محارب به موقوفا بلفظ : " البسر و التمر خمر "
. و تابعه سفيان عن محارب به . فلعل محاربا كان يرويه تارة بذاك اللفظ و يرفعه
و تارة بهذا و يوقفه , و الله أعلم . و يؤيده أن قيس بن الربيع رواه عن محارب
ابن دثار مرفوعا بلفظ شعبة . أخرجه الطبراني في " الكبير " ( 1761 ) . و في
معناه أحاديث أخرى تشهد له . و الحديث أخرجه الحاكم أيضا ( 4 / 141 ) من الطريق
الأولى و زاد : " يعني إذا انتبذا جميعا " . و قال : " صحيح على شرط الشيخين "
. و وافقه الذهبي .
1876 " هون عليك , فإني لست بملك إنما أنا ابن امرأة من قريش كانت تأكل القديد " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 496 :
أخرجه ابن سعد في " الطبقات " ( 1 / 23 ) : أخبرنا يزيد بن هارون و عبد الله
ابن نمير قالا : أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد عن # قيس بن أبي حازم # : " أن
رجلا أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم , فقام بين يديه , فأخذه من الرعدة أفكل
, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " فذكره .
قلت : و هذا إسناد صحيح مرسل . و قد وصله جعفر بن عون حدثنا إسماعيل بن أبي
خالد عن قيس بن أبي حازم عن أبي مسعود قال : فذكره . أخرجه ابن ماجة ( 3312 )
و محمد بن مخلد العطار في " المنتقى من حديثه " ( 2 / 15 / 2 ) و الحاكم ( 3 /
47 - 48 ) عن إسماعيل بن أسد عنه و قال : " صحيح على شرط الشيخين " . و وافقه
الذهبي .
قلت : إسماعيل بن أسد لم يخرج له الشيخان , و هو ثقة . لكن المرسل أصح .
و خالفهم عباد بن العوام فقال : عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم
عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال : فذكره , و زاد في آخره : " في هذه
البطحاء , قال : ثم تلا جرير بن عبد الله البجلي : *( و ما أنت عليهم بجبار ,
فذكر بالقرآن من يخاف وعيد )* " .أخرجه الحاكم ( 2 / 466 ) و قال : صحيح على
شرط الشيخين . و وافقه الذهبي .
قلت : و رجاله ثقات كلهم حفاظ غير محمد بن عبد الرحمن القرشي الهروي راويه عن
سعيد بن منصور , قال ابن أبي حاتم ( 3 / 2 / 326 - 327 ) : " كتبت عنه و هو
صدوق , روى عنه علي بن الحسن بن الجنيد , حافظ حديث مالك و الزهري " .
قلت : و هو الذي روى عنه هذا الحديث . و الحديث أورده الهيثمي في " مجمع
الزوائد " ( 9 / 20 ) من حديث جرير و قال : " رواه الطبراني في " الأوسط "
و فيه من لم أعرفهم " .
قلت : فالظاهر أنه عنده من غير طريق الحاكم المعروفة رجالها . ثم تأكدت مما
استظهرته حين تيسر لي الرجوع إلى " أوسط الطبراني " , فرأيته فيه ( 1270 -
بترقيمي ) من طريق محمد بن كعب الحمصي قال : أخبرنا شقران قال : أخبرنا عيسى
ابن يونس عن إسماعيل بن أبي خالد به مثل رواية الحاكم دون الزيادة . و قال
الطبراني : " لم يروه عن إسماعيل إلا عيسى , تفرد به شقران " . كذا قال :
و رواية الحاكم ترده , و شقران لم أعرفه , و كذا محمد بن كعب الحمصي . و على كل
حال , فهذه المتابعة لعباد بن العوام لا بأس بها . و الله أعلم .
( القديد ) : اللحم المملوح المجفف في الشمس .
( أفكل ) : أي رعدة , و هي تكون من البرد و الخوف , و لا يبنى منه فعل كما في
" النهاية " . فالرعدة التي قبلها كأنها بمعنى الخوف . و الله أعلم .
1877 " الزبير ابن عمتي و حواري من أمتي " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 498 :
أخرجه أحمد ( 3 / 314 ) : حدثنا أبو معاوية حدثنا هشام بن عروة عن محمد بن
المنكدر عن # جابر # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين . لكن خالفه حماد بن زيد فقال أحمد
( 4 / 4 ) : حدثنا يونس قال : حدثنا حماد - يعني ابن زيد - عن هشام بن عروة عن
أبيه عن عبد الله بن الزبير أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لكل نبي حواري
و حواري الزبير و ابن عمتي " . و خالفه سليمان بن حرب فقال : حدثنا حماد بن زيد
به إلا أنه مرسل ليس فيه ابن الزبير . أخرجه أحمد . و تابعه يحيى و وكيع عن
هشام بن عروة مرسلا . أخرجه أحمد أيضا : و خالفهم جميعا يونس بن بكير حدثنا
هشام بن عروة عن أبيه عن الزبير بن العوام مرفوعا بلفظ : " إن لكل نبي حواري ,
و إن حواري الزبير " . أخرجه الحاكم ( 3 / 362 ) و قال : " صحيح على شرط
الشيخين " . و وافقه الذهبي .
قلت : و فيه نظر , فإن يونس بن بكير لم يحتج به البخاري و إنما أخرج له تعليقا
و في " التقريب " : " يخطىء " . و لذلك فروايته هذه شاذة إن لم نقل منكرة
لمخالفته الثقات . و الراجح من الوجوه المتقدمة - فيما يبدو لنا - إنما هو
الوجه الأول لأن هشام بن عروة ثقة , و قد تابعه عند البخاري في " المناقب " عبد
العزيز بن أبي سلمة . و في " الجهاد " و " المغازي " سفيان الثوري كلاهما عن
محمد بن المنكدر به . و أخرجه أحمد أيضا عنهما ( 3 / 338 و 365 ) .
و تابعهما عند أحمد ( 3 / 307 ) سفيان بن عيينة عن ابن المنكدر به . و تابعه
عنده ( 3 / 314 ) وهب بن كيسان قال : أشهد على جابر بن عبد الله لحدثني . فذكره
مرفوعا به . و في كل هذه الطرق ليس فيها " ابن عمتي " إلا في الطريق الأولى
و الثانية , فهي صحيحة أيضا . و تابعه عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر بلفظ
الطريق الثانية دون : " ابن عمتي " . أخرجه الطبراني ( 227 ) . ثم أخرج له (
228 و 243 ) شاهدا من حديث علي مثله .
1878 " سباب المؤمن كالمشرف على هلكة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 499 :
أخرجه البزار ( ص 246 ) عن يحيى بن سليمان حدثنا عبد الرحمن بن مهدي , قال :
سمعت الأعمش و العلاء بن المسيب يحدثنان عن خيثمة بن عبد الرحمن عن # عبد الله
ابن عمرو # رفعه .
قلت : و هذا إسناد حسن , رجاله ثقات رجال البخاري إلا أنهم تكلموا في حفظ ابن
سليمان , قال الذهبي : " و عنه البخاري و جماعة , وثقه بعض الحفاظ , و قال أبو
حاتم : شيخ , و قال النسائي : ليس بثقة . و قال ابن حبان : ربما أغرب " . و قال
الحافظ في " التقريب " : " صدوق يخطىء " . و الحديث أورده في " الترغيب " ( 3 /
285 ) و قال : " رواه البزار بإسناد جيد " . و قال الهيثمي ( 8 / 73 ) : " رواه
البزار , و رجاله ثقات " .
قلت : و لفظه عندهما كما نقلته عن ( زوائد البزار لابن حجر ) : " سباب " و لكن
السيوطي أورده من رواية البزار أيضا في " الجامعين " بلفظ : " ساب " . و بهذا
اللفظ أيضا أورده في " الصغير " , لكنه قال : " الموتى " بدل " المؤمن " .
و قال : " رواه الطبراني في " الكبير " عن ابن عمرو " . و الله أعلم بحال
إسناده , فإن الهيثمي لم يورده في " مجمعه " , و لا عزاه إلا البزار باللفظ
الأول .
1879 " سألت الله عز وجل الشفاعة لأمتي . فقال لي : لك سبعون ألفا يدخلون الجنة
بغير حساب . فقلت : يا الله زدني , فقال : فإن لك هكذا , فحثا بين يديه و عن
يمينه و عن شماله " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 500 :
رواه البغوي في " حديث علي بن الجعد " ( 12 / 166 / 2 ) : حدثنا عاصم حدثنا ابن
أبي ذئب عن المقبري عن أبيه عن # أبي هريرة # مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد جيد على شرط البخاري , و عاصم هو ابن علي بن عاصم الواسطي ,
و فيه كلام لا يضر , قال الحافظ : " صدوق ربما وهم " . و تابعه إسحاق بن عبد
الله بن أبي فروة عن سعيد بن أبي سعيد به إلا أنه قال : " فحثى بين يديه و عن
يمينه و عن شماله " . أخرجه الآجري في " الشريعة " ( ص 343 ) . لكن ابن أبي
فروة هذا متروك . و للحديث شاهد من حديث أبي أمامة مرفوعا نحوه مخرج في "
المشكاة " ( 5556 ) .
1880 " سألت جبريل صلى الله عليه وسلم : أى الأجلين قضى موسى عليه السلام ? قال :
أكملهما و أتمهما " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 501 :
رواه أبو يعلى ( 2 / 634 ) و ابن جرير ( 20 / 44 ) و الحاكم ( 2 / 407 ) و ابن
عساكر ( 17 / 158 / 1 ) عن إبراهيم بن يحيى بن أبي يعقوب عن الحكم بن أبان عن
عكرمة عن # ابن عباس # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره , و قال
الحاكم : " صحيح " . و رده الذهبي بقوله : " قلت : إبراهيم لا يعرف " .
قلت : و سقط هذا الرجل من إسناد أبي يعلى و روايته , فجرى على ظاهره الهيثمي
فقال في " مجمعه " ( 7 / 87 ) : " رواه أبو يعلى و رجاله رجال الصحيح غير الحكم
ابن أبان و هو ثقة , و رواه البزار " .
قلت : و هو عندهم جميعا من طريق سفيان بن عيينة عن إبراهيم بن يحيى إلا البزار
فقد قال : إبراهيم بن أعين , و إسناده هكذا ( ص 218 - زوائده ) : حدثنا أحمد
ابن أبان القرشي حدثنا سفيان حدثنا إبراهيم بن أعين عن الحكم بن أبان ...
و أحمد بن أبان هذا لم أجد من ترجمه , فروايته منكرة لمخالفته الثقات . على أن
إبراهيم بن أعين ضعيف أيضا . و قد تابعه حفص بن عمر العدني حدثنا الحكم بن أبان
به . أخرجه الحاكم , و رده الذهبي بقوله : " قلت : حفص واه " . لكن الحديث رواه
البزار من حديث أبي ذر أيضا و عتبة بن الندر , و ابن جرير من مرسل محمد بن كعب
القرظي و مجاهد . فهذه طرق متعاضدة كما قال ابن كثير في " تفسيره " ( 6 / 335
) , فالحديث بها قوي , و قد رواه ابن جرير بسند صحيح عن ابن عباس موقوفا , فهو
مما يقوي المرفوع لأنه في حكمه . و الله أعلم .
1881 " سألت ربي اللاهين , فأعطانيهم . قلت : و ما اللاهون ? قال : ذراري البشر " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 502 :
رواه المخلص ( 9 / 23 - 24 ) عن أحمد بن يوسف التغلبي قال : حدثنا صفوان بن
صالح حدثنا الوليد حدثنا عبد الرحمن بن حسان الكتاني حدثنا محمد بن المنكدر عن
# أنس # مرفوعا . و من طريق المخلص رواه الضياء في " المختارة " ( 224 / 1 ) .
قلت : و هذا إسناد ضعيف , و رجاله ثقات لكن الوليد و هو ابن مسلم و صفوان كانا
يدلسان تدليس التسوية , و يأتي قريبا أن بين ابن المنكدر و أنس ضعيفا , فكأنه
أسقطه أحدهما . و تابعه ابن سمعان عن ابن المنكدر عند تمام في " فوائده " ( 163
/ 1 مجموع 27 ) و ابن بشران في " الأمالي " ( 28 / 121 / 2 ) و ابن لال في
" حديثه " ( 117 / 1 ) . و تابعه عبد الله بن زياد المدني عند أبي سعيد بن
الأعرابي في " معجمه " ( 79 / 1 ) : أخبرنا عبد الحميد الحماني عنه به . لكن
بين ابن المنكدر و أنس يزيد الرقاشي كما رواه البغوي في " حديث علي بن الجعد "
( 12 / 171 / 1 ) و أبو يعلى ( 3 / 1014 ) : حدثني صالح ( يعني ابن مالك )
حدثنا عبد العزيز ( يعني ابن عبد الله ) عن محمد بن المنكدر حدثنا يزيد الرقاشي
عن أنس به . تابعه عند أبي يعلى حجين بن المثنى أخبرنا عبد العزيز يعني
الماجشون به . و أخرجه ابن عساكر ( 18 / 112 / 2 ) .
قلت : و هذا إسناد رجاله ثقات غير الرقاشي فهو ضعيف . و رواه أبو يعلى في
" مسنده " ( 3 / 901 ) و ابن عدي ( 233 / 2 ) عن عبد الرحمن بن المتوكل أخبرنا
فضيل بن سليمان حدثنا عبد الرحمن بن إسحاق عن الزهري عن أنس مرفوعا و قال : "
و هذا لا يرويه إلا فضيل بن سليمان بهذا الإسناد عن عبد الرحمن بن إسحاق " .
قلت : و هو صدوق له خطأ كثير كما في " التقريب " و أخرج له مسلم في " صحيحه " .
و قال الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 7 / 219 ) : " رواه أبو يعلى من طرق ,
و رجال أحدها رجال الصحيح غير عبد الرحمن بن المتوكل و هو ثقة " .
قلت : و لم أره في شيء من المصادر التي تحت يدي و يغلب على الظن أنه في " ثقات
ابن حبان " , و النسخة الموجودة منه في " الظاهرية " لا يوجد منها إلا مجلد
التابعين و أتباعهم . و قد خالفه عمرو بن مالك البصري فقال : أخبرنا الفضيل بن
سليمان أخبرنا عبد الرحمن بن إسحاق القرشي عن محمد بن المنكدر عن أنس به .
أخرجه أبو يعلى ( 3 / 918 ) . و عمرو هذا و هو الراسبي ضعيف كما في " التقريب "
. و جملة القول أن الحديث حسن عندي بمجموع طرقه . و الله أعلم . و المراد بـ (
اللاهين ) الأطفال كما في حديث لابن عباس عند الطبراني ( 11906 ) بسند حسن .
فالحديث من الأدلة على أن أطفال الكفار في الجنة , و هذا هو الراجح كما ذكرنا
في " ظلال الجنة " ( 1 / 95 ) فراجعه .
1882 " سبقكن يتامى بدر , و لكن سأدلكن على ما هو خير لكن من ذلك , تكبرن الله على
إثر كل صلاة ثلاثا و ثلاثين تكبيرة و ثلاثا و ثلاثين تسبيحة و ثلاثا و ثلاثين
تحميدة و لا إله إلا الله وحده لا شريك ( له ) , له الملك و له الحمد و هو على
كل شيء قدير " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 504 :
أخرجه أبو داود ( رقم - 2987 و 5066 - حمص ) من طريق الفضل بن الحسن الضمري
أن # أم الحكم أو ضباعة ابنتي الزبير بن عبد المطلب # حدثته عن إحداهما أنها
قالت : " أصاب رسول الله صلى الله عليه وسلم سبيا , فذهبت أنا و أختي و فاطمة
بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم , فشكونا إليه ما نحن فيه و سألناه أن يأمر
لنا بشيء من السبي , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " فذكره .
قلت : و هذا إسناد صحيح , رجاله ثقات غير الفضل بن الحسن الضمري , فقد وثقه ابن
حبان وحده ( 1 / 214 ) لكن روى عنه جماعة من الثقات مع تابعيته , فالنفس تطمئن
للاحتجاج بحديثه .
1883 " ست من أشراط الساعة : موتى و فتح بيت المقدس و موت يأخذ في الناس كقعاص الغنم
و فتنة يدخل حرها بيت كل مسلم و أن يعطى الرجل ألف دينار فيتسخطها و أن تغدر
الروم فيسيرون في ثمانين بندا تحت كل بند اثنا عشر ألفا " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 505 :
أخرجه أحمد ( 5 / 228 ) و عنه الضياء المقدسي في " فضائل الشام " ( 2 / 44 / 2
) عن النهاس بن قهم حدثني شداد أبو عمار عن # معاذ بن جبل # مرفوعا .
قلت : و هذا ضعيف منقطع أبو عمار لم يسمع من معاذ , فقد ذكروا أنه لم يسمع من
عوف بن مالك و قد توفي سنة ( 73 ) , أما معاذ فقديم الوفاة , فإنه مات سنة ( 18
) . و النهاس بن قهم ضعيف . لكن للحديث شاهد من حديث عوف بن مالك مرفوعا نحوه .
أخرجه البخاري و الضياء عن أبي إدريس الخولاني عنه . و الحاكم ( 3 / 546 ) من
طريق أخرى عنه . و هو مخرج في " فضائل الشام للربعي " رقم ( 23 ) و غيره . ثم
وجدت له طريقا ثالثا عند الحاكم ( 4 / 422 - 423 ) و صححه على شرطهما , و وافقه
الذهبي .
1884 " ستفتح عليكم الدنيا حتى تنجد الكعبة . قلنا : و نحن على ديننا اليوم , قال :
و أنتم على دينكم اليوم , قلنا : فنحن يومئذ خير أم اليوم ? قال : بل أنتم
اليوم خير " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 505 :
أخرجه البزار ( ص 330 - زوائده ) : حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري حدثنا أبو
أحمد عن عبد الجبار بن العباس عن # عون بن أبي جحيفة عن أبيه # : قال : قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره , و قال : " خبر غريب صحيح " .
قلت : و إسناده جيد , رجاله كلهم ثقات رجال مسلم غير عبد الجبار بن العباس و هو
صدوق يتشيع كما في " التقريب " .
1885 " ستكون معادن يحضرها شرار الناس " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 506 :
أخرجه أحمد ( 5 / 430 ) عن # رجل من بني سليم عن جده # " أنه أتى النبي صلى
الله عليه وسلم بفضة فقال : هذه من معدن لنا , فقال النبي صلى الله عليه وسلم
... " فذكره .
قلت : و رجاله ثقات رجال الشيخين غير الرجل , فإنه لم يسم . و للحديث شاهد
يرويه أبو يعلى في " مسنده " ( 4 / 1520 ) : حدثنا عمرو بن الضحاك أنبأنا أبي
أنبأنا عبد الحميد بن جعفر قال : سمعت أبا الجهم القواس يحدث أبي - و كان رجلا
فارسيا يقال ( كذا , و لعله ثقيل ) اللسان و كان من أصحاب أبي هريرة قال : سمعت
أبا هريرة يقول : " يظهر معدن في أرض بني سليم يقال له : فرعون أو فرعان -
و ذلك بلسان أبي الجهم - قريب من السوا ( ! ) يخرج إليه شرار الناس , أو يحشر
إليه شرار الناس " .
قلت : و رجاله ثقات معروفون غير أبي الجهم القواس كذا الأصل بالإهمال و لعله (
القواس ) نسبة إلى عمله القسي أو بيعها , و لم أعرفه و في طبقته سليمان بن
الجهم بن أبي الجهم الأنصاري الحارثي أبو الجهم الجوزجاني مولى البراء بن عازب
, روى عنه و عن أبي مسعود البدري و عن أبي زيد صاحب أبي هريرة و هو ثقة , فلعله
هو . و يشكل عليه أنهم لم يذكروا له رواية عن أبي هريرة و إنما عن أبي زيد صاحب
أبي هريرة كما رأيت مع أن في هذا الإسناد أنه هو نفسه كان من أصحاب أبي هريرة .
فالله أعلم . و الحديث قال الهيثمي ( 3 / 78 ) : " رواه أبو يعلى , و رجاله
ثقات " . و للحديث شاهد آخر من حديث ابن عمر بإسناد رجاله ثقات و هو مخرج في "
الروض النضير " ( 506 ) . و جملة القول أن الحديث صحيح بشاهديه المذكورين .
( المعادن ) المواضع التي تستخرج منها جواهر الأرض , كالذهب و الفضة و النحاس
و غير ذلك , و أحدها : معدن . كذا في النهاية .
قلت : و مما لا شك فيه أن شرار الناس إنما هم الكفار , فهو يشير إلى ما ابتلي
به المسلمون اليوم من جلبهم للأوربيين و الأمريكان إلى بلادهم العربية لاستخراج
معادنها و خيراتها . و الله المستعان .
1886 " سيخرج قوم من أمتي يشربون القرآن كشربهم الماء " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 507 :
رواه الفريابي في " فضائل القرآن " ( 187 / 2 ) : حدثني ميمون بن الأصبغ حدثنا
ابن أبي مريم أخبرنا نافع بن يزيد أخبرني بكر بن عمرو أنه سمع مشرح بن هاعان
يقول : سمعت # عقبة # يقول : فذكره مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد حسن , رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير مشرح بن هاعان , قال
ابن معين : " ثقة " . و قال ابن عدي : " أرجو أنه لا بأس " . و تناقض فيه ابن
حبان فأورده في " الثقات " , ثم أورده في " الضعفاء " ! فهو حسن الحديث .
و ميمون بن الأصبغ روى عنه جماعة منهم النسائي و أبو حاتم و ذكره ابن حبان في
" الثقات " , و قال الهيثمي ( 6 / 229 ) : " رواه الطبراني و رجاله ثقات " .
و أخرجه الروياني في " مسنده " ( 10 / 59 / 1 ) : أخبرنا أبو بكر أخبرنا سعيد
ابن أبي مريم به إلا أنه قال : " شعيب بن زرعة " بدل مشرح بن هاعان . فلعل بكر
ابن عمرو سمعه منهما كليهما , فكان يرويه تارة عن هذا , و تارة عن هذا . و شعيب
ابن زرعة أورده ابن أبي حاتم ( 2 / 1 / 346 ) من رواية أبي قبيل أيضا عنه .
و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا .
1887 " سيأتي على الناس سنوات خداعات يصدق فيها الكاذب و يكذب فيها الصادق و يؤتمن
فيها الخائن و يخون فيها الأمين و ينطق فيها الرويبضة . قيل : و ما الرويبضة ?
قال : الرجل التافه يتكلم في أمر العامة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 508 :
أخرجه ابن ماجة ( 4042 ) و الحاكم ( 4 / 465 , 512 ) و أحمد ( 2 / 291 )
و الخرائطي في " مكارم الأخلاق " ( ص 30 ) من طريق عبد الملك بن قدامة الجمحي
عن إسحاق بن أبي الفرات عن المقبري عن # أبي هريرة # قال : قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم : فذكره . و قال الحاكم : " صحيح الإسناد " . و وافقه الذهبي .
كذا قالا و هو عجب , سيما من الذهبي , فإنه أورد ابن قدامة هذا في " الميزان "
, و نقل تضعيفه عن جمع , و قال في " الضعفاء " : " قال أبو حاتم و غيره : ليس
بالقوي " . و إسحاق بن أبي الفرات قال الحافظ : " مجهول " . لكن للحديث طريق
أخرى يتقوى بها يرويه فليح عن سعيد بن عبيد بن السباق عن أبي هريرة مرفوعا بلفظ
: " قبل الساعة سنون خداعة ... " الحديث دون قوله : " و ما الرويبضة ... " .
أخرجه أحمد ( 2 / 338 ) .
قلت : و هذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير ابن السباق , و هو ثقة . لكن
فليح و هو ابن سليمان الخزاعي فيه كلام من قبل حفظه , حتى قال الحافظ : " صدوق
يخطىء كثيرا " . فالحديث بمجموع الطريقين حسن . و له شاهد يزداد به قوة يرويه
محمد بن إسحاق عن محمد بن المنكدر عن أنس بن مالك مرفوعا بلفظ : " إن أمام
الدجال سنين خداعة ... " الحديث مثله إلا أنه قال : " الفويسق يتكلم في أمر
العامة " . أخرجه أحمد ( 3 / 220 ) . و رجاله ثقات لولا عنعنة ابن إسحاق .
1888 " سيتصدقون و يجاهدون إذا أسلموا . يعني ثقيفا " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 509 :
أخرجه أحمد ( 3 / 341 ) عن ابن لهيعة حدثنا أبو الزبير قال : سألت # جابرا # عن
شأن ثقيف إذ بايعت ? فقال : " اشترطت على رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا
صدقة عليها و لا جهاد " . و بهذا الإسناد عن أبي الزبير قال : و أخبرني جابر أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره . و هذا إسناد قوي و إن كان فيه ابن
لهيعة فهو ثقة في نفسه و قد أمنا سوء حفظه بمجيء الحديث من طريق غيره , فأخرجه
أبو داود ( 2 / 42 ) قال : حدثنا الحسن بن الصباح حدثنا إسماعيل يعني ابن عبد
الكريم حدثني إبراهيم يعني ابن عقيل بن منبه عن أبيه عن وهب قال : سألت جابرا .
.. الحديث مثله إلا أنه جعل الحديثين حديثا واحدا و هو الظاهر و قال في الثاني
: و أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك يقول : " سيتصدقون ... " الحديث
. و هذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات .
1889 " سجدتا السهو تجزي في الصلاة من كل زيادة و نقصان " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 510 :
أخرجه أبو يعلى في " مسنده " ( 218 / 1 ) : حدثنا أبو معمر إسماعيل بن إبراهيم
حدثنا حكيم بن نافع عن هشام بن عروة عن أبيه عن # عائشة # قالت . قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : و هذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير حكيم بن نافع , و الظاهر أنه
الرقي , قال الذهبي : " يروي عن صغار التابعين , قال أبو زرعة : ليس بشيء .
و قال ابن معين : ليس به بأس . و قال ابن عدي : هو ممن يكتب حديثه ... " . ثم
رواه أبو يعلى ( 223 / 1 ) من طريق حفص بن بشر الأسدي قال : حدثني حكيم بن نافع
به . ثم رأيته في " مسند البزار " ( رقم - 574 ) من طريق محمد بن بكار حدثنا
حكيم ابن نافع به . و قال الهيثمي في " المجمع " ( 2 / 151 ) : " حكيم ضعفه أبو
زرعة , و وثقه غيره " . و من طريقه أخرجه الطبراني في " الأوسط " ( رقم - 7296
) و ابن عدي ( 69 / 2 ) و قالا : " لم يروه عن هشام إلا حكيم " . زاد ابن عدي :
" و روي عن أبي جعفر الرازي عن هشام بن عروة , و يقال : إن أبا جعفر هو كنية
حكيم بن نافع , فكأن الحديث رجع إلى أنه لم يروه عن هشام غير حكيم " . ثم ساقه
هو و محمد بن مخلد العطار في " المنتقى من حديثه " ( 2 / 2 / 1 ) و عنه الخطيب
في " تاريخه " ( 10 / 80 ) و ابن أبي شريح الأنصاري في " جزء بيبي " ( 169 / 2
) عن المنجوري : علي بن محمد الحنظلي عن أبي جعفر الرازي به .
قلت : و المنجوري هذا قال الخليلي : " ثقة يخالف في بعض حديثه " . و ضعفه
الدارقطني . و أبو جعفر الرازي سيء الحفظ .
قلت : فإن كان الرازي هذا غير حكيم بن نافع فهو متابع له لا بأس به , فالحديث
بمجموع الطريقين حسن . و الله أعلم . و يشهد له حديث " لكل سهو سجدتان بعدما
يسلم " . و هو مخرج في " صحيح أبي داود " ( 594 ) .
1890 " افعلوا الخير دهركم , و تعرضوا لنفحات رحمة الله , فإن لله نفحات من رحمته
يصيب بها من يشاء من عباده و سلوا الله أن يستر عوراتكم و أن يؤمن روعاتكم " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 511 :
رواه الطبراني في " الكبير " ( رقم - 720 ) عن عيسى بن موسى بن إياس بن البكير
عن صفوان بن سليم عن # أنس # مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف , رجاله ثقات غير عيسى هذا , فقال ابن أبي حاتم ( 3 / 1
/ 285 ) : " سئل أبي عنه ? فقال : ضعيف " . و أما ابن حبان فذكره في " الثقات "
. و هو عمدة الهيثمي في قوله ( 10 / 231 ) : " رواه الطبراني , و إسناده رجاله
رجال الصحيح غير عيسى بن موسى بن إياس بن البكير و هو ثقة " ! ثم إن في الحديث
انقطاعا بين صفوان و أنس . فقد قال أبو حاتم : " لم ير صفوان أنسا , و لا يصح
روايته عنه " . و قال أبو داود : " لم ير أحدا من الصحابة إلا أبا أمامة و عبد
الله بن بسر " . لكن الحديث عندي حسن , فقد ذكر الهيثمي لشطره الأول شاهدا عن
محمد بن مسلمة مرفوعا بلفظ : " إن لربكم في أيام دهركم نفحات فتعرضوا لها لعل
أحدكم أن يصيبه منها نفحة لا يشقى بعدها أبدا " . و قال : " رواه الطبراني في
" الأوسط " و الكبير بنحوه و فيه من لم أعرفهم و من عرفتهم وثقوا " . و سائره
و هو فقرة الستر له شاهد من حديث أبي هريرة مرفوعا به . رواه الخرائطي في
" مكارم الأخلاق " كما في " الجامع الكبير " ( 2 / 49 / 1 ) .
1891 " إن من شرار أمتي الذين غذوا بالنعيم , الذين يطلبون ألوان الطعام و ألوان
الثياب , يتشدقون بالكلام " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 513 :
أخرجه أحمد في " الزهد " ( ص - 77 ) و ابن أبي الدنيا في " الجوع " ( ق 9 / 1 )
و ابن عدي في " الكامل " ( ق 249 / 1 ) و أبو الحسين الأبنوسي في " الفوائد "
( ق 14 / 1 - 2 ) و عنه ابن عساكر في " التاريخ " ( 9 / 60 / 2 ) عن عبد الحميد
ابن جعفر الأنصاري حدثني الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام أن
أمة الله # فاطمة بنت حسين # حدثته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
فذكره .
قلت : و هذا إسناد جيد , رجاله موثوقون إلا أنه مرسل , فاطمة بنت الحسين روت عن
أبيها الحسين بن علي بن أبي طالب وجدتها فاطمة الزهراء مرسل . و له شاهد مرسل
أيضا , فقال ابن المبارك في " الزهد " رقم ( 758 ) : أخبرنا الأوزاعي عن عروة
ابن رويم , قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : و هذا مرسل صحيح الإسناد . و قد روي موصولا , فأخرجه الحاكم ( 3 / 568 )
من طريق أصرم بن حوشب حدثنا إسحاق بن واصل الضبي عن أبي جعفر محمد بن علي بن
الحسين قال : قلنا لعبد الله بن جعفر بن أبي طالب حدثنا ما سمعت من رسول الله
صلى الله عليه وسلم ... قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكر
أحاديث هذا أحدها , و زاد : " و يركبون من الدواب ألوانا " . و سكت الحاكم عنه
, فتعقبه الذهبي بقوله : " قلت : أظنه موضوعا , فإسحاق متروك و أصرم متهم
بالكذب " . و ذكر في ترجمة إسحاق من " الميزان " أنه من الهلكى و أن من بلاياه
هذا الحديث و أنه من رواية أصرم و ليس بثقة . لكن نقل المناوي عن الحافظ
العراقي أنه قال : " و رواه أبو نعيم من حديث عائشة بإسناد لا بأس به " .
قلت : فلينظر إسناده , فقد زعم المناوي أن في " الميزان " : هذا من رواية أصرم
ابن حوشب و ليس بثقة عن إسحاق بن واصل , و هو هالك متروك الحديث .
قلت : فإني أخشى أن يكون اختلط على المناوي حديث عبد الله بن جعفر المتقدم
بحديث عائشة هذا , فإني أستبعد جدا أن يكون فيه هذان المتروكان و يقول الحافظ
العراقي في إسناده : لا بأس به ! ثم تأكدت مما استبعدته حين رأيت الذهبي ذكر
ذلك في ترجمة إسحاق دون أن يسمي صحابي الحديث , فذكر الحافظ في " اللسان " أنه
عبد الله بن جعفر , و أن الحاكم رواه ... فتبين أن المناوي وضع كلام الذهبي في
غير موضعه و أنه لا يحق إعلال حديث عائشة به . و قد روي الحديث بلفظ : " سيكون
رجال من أمتي يأكلون ألوان الطعام و يشربون ألوان الشراب و يلبسون ألوان الثياب
و يتشدقون بالكلام , فأولئك شرار أمتي " .
قلت : أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( رقم - 7512 ) و تمام في " الفوائد
" ( 264 - 265 ) عن جميع بن ثوب الرحبي عن حبيب بن عبيد عن أبي أمامة مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا جميع هذا قال البخاري : " منكر الحديث " . و قال
النسائي : " متروك الحديث " . لكن تابعه أبو بكر بن أبي مريم عن حبيب بن عبيد
به . أخرجه الطبراني أيضا في " الكبير " ( 7513 ) و " الأوسط " ( 2536 ) .
و أبو بكر بن أبي مريم ضعيف لاختلاطه , فإذا ضم إلى المرسلين الأولين صار
الحديث بمجموع ذلك حسنا , لاسيما و لبعضه شاهد أخرجه البخاري في " الأدب المفرد
" ( رقم - 1308 ) من طريق البراء بن يزيد عن عبد الله بن شقيق عن أبي هريرة
مرفوعا بلفظ : " شرار أمتي الثرثارون المتشدقون المتفيهقون , و خيار أمتي
أحاسنهم أخلاقا " . و هذا إسناد رجاله ثقات رجال " الصحيح " غير البراء و هو
ابن عبد الله بن يزيد البصري قال الحافظ في " التقريب " : " ضعيف " . و له طريق
أخرى عند البزار ( ص 324 - زوائد ابن حجر ) من طريق عبد الرحمن بن زياد عن
عمارة بن راشد عن أبي هريرة مرفوعا بلفظ : " إن من شرار أمتي الذين غذوا
بالنعيم و نبتت عليه أجسامهم " . قال المنذري في " الترغيب " ( 3 / 125 ) :
" و رواته ثقات إلا عبد الرحمن بن زياد بن أنعم " .
قلت : و هو الإفريقي , و قد ضعفوه كما قال الذهبي في " الكاشف " . و أما قول
الهيثمي ( 10 / 250 ) : " و قد وثق , و الجمهور على توثيقه و بقية رجاله ثقات "
. ففيه نظر .
قلت : فمثله يستشهد به , و الله أعلم .
1892 " من سد فرجة بنى الله له بيتا في الجنة و رفعه بها درجة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 515 :
أخرجه المحاملي في " الأمالي " ( ق 36 / 2 ) : حدثني الحسن بن عبد العزيز
الجروي قال : حدثنا يحيى بن حسان قال : حدثنا وكيع عن ابن أبي ذئب عن الزهري
عن عروة عن # عائشة # قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : و هذا إسناد صحيح , رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير الحسن بن عبد
العزيز الجروي , فهو من شيوخ البخاري . و الحديث أخرجه ابن ماجة ( 1 / 313 )
و أحمد ( 6 / 89 ) من طريق إسماعيل بن عياش حدثنا هشام بن عروة به في حديث يأتي
برقم ( 2532 ) و لفظه : " إن الله و ملائكته يصلون على الذين يصلون الصفوف , و
من سد فرجة رفعه الله بها درجة " . و إسماعيل بن عياش ضعيف في روايته عن
الحجازيين , و هذه منها . و أخرجه الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 32 / 2 مجمع
البحرين ) عن أحمد بن محمد القواس حدثنا مسلم بن خالد الزنجي عن ابن أبي ذئب عن
سعيد المقبري عن عروة به نحوه بتمامه . و قال : " لم يروه عن المقبري إلا ابن
أبي ذئب , و لا عنه إلا الزنجي تفرد به القواس " .
قلت : و لم أعرفه الآن و سائر رجاله ثقات غير الزنجي ففيه ضعف من قبل حفظه .
و الحديث قال الهيثمي : " رواه الطبراني في " الأوسط " , و فيه مسلم بن خالد
الزنجي و هو ضعيف , و قد وثقه ابن حبان " . ثم وجدت للحديث شاهدا من حديث
إسماعيل بن عبد الله بن خالد بن سعيد بن مريم عن أبيه عن جده عن غانم بن الأحوص
أنه سمع أبا صالح السمان يقول سمعت أبا هريرة يقول أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال : فذكره بلفظ ابن عياش إلا أنه قال : " و لا يصل عبد صفا إلا رفعه
الله به درجة , و ذرت عليه الملائكة من البر " . رواه الطبراني في " الأوسط "
( 3924 ) . و إسناده ضعيف , غانم بن الأحوص مجهول كما قال أبو حاتم , و السند
إليه مظلم . و الجملة الأولى منه لها شاهد من حديث عبد الله بن زيد مرفوعا به .
أخرجه الطبراني أيضا ( 5199 ) .
1893 " يكون في هذه الأمة في آخر الزمان رجال معهم سياط كأنها أذناب البقر , يغدون
في سخط الله و يروحون في غضبه " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 517 :
رواه أحمد ( 5 / 250 ) و الحاكم ( 4 / 436 ) و ابن الأعرابي في معجمه ( 213 -
214 ) و الطبراني في " الكبير " ( رقم - 8000 ) عن عبد الله بن بحير عن سيار
عن # أبي أمامة # مرفوعا . و قال الحاكم : " صحيح الإسناد " . و وافقه الذهبي ,
و هو كما قالا . و ابن بحير هو ابن حمران التميمي البصري . و الحديث قال
الهيثمي ( 5 / 234 ) : " رواه أحمد و الطبراني في " الأوسط " و " الكبير " .
و في رواية عنده : " فإياك أن تكون من بطانتهم " . و رجال أحمد ثقات " . و هذه
عند الطبراني ( 7616 ) : حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة الدمشقي حدثنا
حيوة بن شريح الحمصي حدثنا إسماعيل بن عياش عن شرحبيل بن مسلم عن أبي أمامة به
. و شرحبيل هذا صدوق فيه لين كما في " التقريب " . و أحمد شيخ الطبراني لم أجد
له ترجمة , و مظنته " تاريخ ابن عساكر " , فليراجعه من تيسر له . و للحديث شاهد
من حديث أبي هريرة مرفوعا نحوه دون الزيادة و قد مضى لفظه برقم ( 1326 ) .
أخرجه مسلم ( 8 / 155 ) و أحمد ( 2 / 308 و 323 ) و الحاكم ( 4 / 435 - 436 )
و صححه على شرط الشيخين , و وافقه الذهبي , و قد وهما في استدراكهما إياه على
مسلم , و قد أخرجه كما رأيت , و كذلك وهم الهيثمي في إيراده إياه في " المجمع "
عقب حديث الترجمة و قال : " رواه البزار و رجاله رجال الصحيح " .
1894 " السلام اسم من أسماء الله وضعه في الأرض , فأفشوه بينكم , فإن الرجل المسلم
إذا مر بقوم فسلم عليهم فردوا عليه كان له عليهم ( فضل درجة ) , فإن لم يردوا
رد عليه من هو خير منهم و أطيب " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 518 :
أخرجه البزار ( رقم - 1999 ) : حدثنا الفضل بن سهل حدثنا محمد بن جعفر المدائني
حدثنا ورقاء عن الأعمش عن # زيد بن وهب # عن النبي صلى الله عليه وسلم و حدثنا
أحمد بن عثمان بن حكيم حدثنا عبد الرحمن بن شريك عن أبيه عن الأعمش عن زيد بن
وهب عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره , و قال : " رواه غير
واحد موقوفا , و أسنده ورقاء و شريك و أيوب بن جابر " .
قلت : إسناده الثاني ضعيف لسوء حفظ شريك و هو ابن عبد الله القاضي و ابنه .
و قال الحافظ في الأب : " صدوق يخطىء كثيرا , تغير حفظه منذ ولي القضاء " .
و قال في الابن : " صدوق يخطىء " .
قلت : لكنهما قد توبعا كما في الإسناد الأول , و قد أخرجه الطبراني في " المعجم
الكبير " ( رقم 10392 ) من هذا الوجه , و هو إسناد جيد , رجاله ثقات رجال مسلم
غير الفضل بن سهل و هو ابن إبراهيم الأعرج البغدادي , قال الحافظ : " صدوق " .
و في محمد بن جعفر المدائني كلام لا ينزل به حديثه عن رتبة الحسن إن شاء الله
تعالى . و تابعه أيضا أيوب بن جابر عن الأعمش به . أخرجه الطبراني ( رقم 10391
) : حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة أخبرنا سفيان بن بشر أخبرنا أيوب بن جابر
عن الأعمش به . و أيوب هذا ضعيف . و تابعه عنده أيضا عبيد الله بن سعيد قائد
الأعمش عن الأعمش به . و القائد هذا ضعيف أيضا . و لطرفه الأول متابعآخر
و شاهد تقدم تخريجهما ( 184 ) .
1895 " إن فيكم قوما يتعبدون حتى يعجبوا الناس , و يعجبهم أنفسهم , يمرقون من الدين
كما يمرق السهم من الرمية " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 519 :
أخرجه أبو يعلى ( 3 / 1007 ) : حدثنا وهب بن بقية أنبأنا خالد عن سليمان التيمي
عن # أنس # قال : ذكر لنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .
قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط مسلم . و عزاه في " الجامع " لأبي يعلى عن أنس
بلفظ : " سيقرأ القرآن رجال لا يجاوز حناجرهم , يمرقون ... " الحديث . و لم أره
في نسختنا المصورة من " مسند أبي يعلى " , و فيها خرم . و له في " مسند أحمد "
( 3 / 197 ) طريق أخرى من حديث قتادة عن أنس مرفوعا بلفظ : " يكون في أمتي
اختلاف و فرقة يخرج منهم قوما يقرؤن القرآن لا يجاوز تراقيهم , سيماهم التحليق
و التسبيت , فإذا رأيتموهم فأنيموهم " . التسبيت : يعني استئصال الشعر القصير .
و إسناده صحيح , رجاله كلهم ثقات . و أقرب الشواهد للفظ المذكور في " الجامع "
ما رواه أبو يعلى أيضا ( 2 / 623 ) من طريق سماك عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا :
" ليقرأن القرآن أقوام من أمتي يمرقون من الإسلام ... " إلخ . و سنده حسن .
و له شواهد أخرى بنحوه في " الصحيحين " و غيرهما من حديث علي و أبي سعيد الخدري
و غيرهما . و مسلم و غيره عن أبي ذر و رافع بن عمرو . ثم رأيت حديث أنس عند ابن
خزيمة في " التوحيد " ( ص 198 ) من طريق حوثة بن عبيد الديلي عن أنس مرفوعا
بلفظ " الجامع " . و حوثة هذا لم أعرفه , و قد ذكر له ابن خزيمة ثلاثة من
الثقات رووا عنه . ثم رأيت البخاري و ابن أبي حاتم قد أورداه في حرف الجيم من
كتابيهما , و ذكر أنه يقال بالحاء المهملة . و صحح البخاري الأول , و لم يذكرا
فيه جرحا و لا تعديلا . و بالجيم أورده ابن حبان في " الثقات " .
1896
" شعبتان من أمر الجاهلية لا يتركهما الناس أبدا : النياحة و الطعن في
النسب "
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 521 :
أخرجه أحمد ( 2 / 431 ) : حدثنا يحيى عن ابن عجلان قال : حدثني سعيد عن أبي
هريرة قال : و سمعت أبي يحدث عن # أبي هريرة # عن النبي صلى الله عليه وسلم .
قال عبد الله بن أحمد : قال أبي : قلت ليحيى : كلاهما عن النبي صلى الله عليه
وسلم ? قال : نعم . و أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ( 395 ) عن ابن عاصم
عن ابن عجلان بإسناده الثاني . هو إسناد حسن كالأول . و له طرق أخرى بألفاظ
فانظر : ( أربع في أمتي ) برقم ( 733 و 734 ) و حديث أنس المتقدم برقم ( 1799 )
. و أخرجه مسلم ( 1 / 58 ) من طريق أبي صالح عن أبي هريرة بلفظ : " اثنتان في
الناس هما بهم كفر ... " فذكرهما .
1897 " الشؤم في الدار و المرأة و الفرس " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 521 :
أخرجه البخاري ( 6 / 46 و 9 / 112 ) و في " الأدب المفرد " ( 132 ) و مسلم ( 7
/ 33 - 34 ) و مالك ( 3 / 140 ) و أبو داود ( 2 / 159 ) و النسائي ( 2 / 120 )
و الترمذي ( 2 / 135 ) و صححه , و ابن ماجة ( 1 / 615 ) و الطحاوي ( 2 / 381 )
و الطيالسي ( رقم 1821 ) و أحمد ( 2 / 8 و 115 و 126 و 136 ) عن الزهري أن سالم
ابن عبد الله و حمزة بن عبد الله بن عمر حدثاه ( و ليس عند ابن ماجة و الطيالسي
: و حمزة ) عن أبيهما به مرفوعا , و قال بعضهم : " إنما الشؤم " . و قد جاء
بزيادة في أوله بلفظ : " لا عدوى " , فانظره , كما أنه جاء بلفظ مغاير معناه
لهذا و هو : " إن كان الشؤم " و قد مضى برقم ( 799 ) . و في لفظ آخر : " إن يك
الشؤم في شيء ... " . و هذا هو الصواب كما كنت ذكرت هناك و زدته بيانا عند
الحديث ( 993 ) و فيه الكلام على حديث " قاتل الله اليهود يقولون : إن الشؤم "
فراجعه فإنه هام . و قد جاء حديث صريح في نفي الشؤم و إثبات اليمن في الثلاث
المذكورة و هو المناسب لعموم الأحاديث التي تنفي الطيرة , فراجع الحديث المشار
إليه فيما يأتي برقم ( 1930 ) . و أحاديث الطيرة تقدمت بألفاظ مختلفة و فوائد
متعددة ( رقم 777 و 780 - 789 ) .
1898 " شعبان بين رجب و رمضان يغفل الناس عنه ترفع فيه أعمال العباد , فأحب أن لا
يرفع عملي إلا و أنا صائم " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 522 :
أخرجه النسائي ( 1 / 322 ) و أبو بكر محمد بن الحسن المقرىء الحيارى ( ! )
الطبري العباد , في " الأمالي " ( 3 / 2 ) عن ثابت بن قيس الغفاري حدثني أبو
سعيد المقبري عن أبي هريرة عن # أسامة بن زيد # ( و لم يقل النسائي : عن أبي
هريرة ) و قال : قلت : يا رسول الله أراك تصوم في شهر ما لم أرك تصوم في شهر
مثل ما تصوم فيه ? قال : أي شهر ? قلت : شعبان , قال : فذكره . قال : أراك تصوم
الاثنين و الخميس فلا تدعهما ? قال : " إن أعمال العباد ... " الحديث .
قلت : و هذا إسناد حسن , ثابت بن قيس صدوق يهم كما في " التقريب " و سائر رجاله
ثقات .
1899 " شفاء عرق النساء ألية شاة أعرابية , تذاب , ثم تقسم ثلاثة أجزاء , يشربه
ثلاثة أيام على الريق , كل يوم جزء " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 523 :
رواه ابن ماجة ( 3463 ) و الحاكم ( 4 / 206 ) و ابن عساكر ( 15 / 122 / 1 ) عن
الوليد بن مسلم حدثنا هشام بن حسان حدثنا أنس بن سيرين أنه سمع # أنس بن مالك #
يقول مرفوعا . و قال الحاكم : " صحيح على شرط الشيخين " . و وافقه الذهبي و هو
كما قالا . و أخرجه أحمد ( 3 / 219 ) : حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري حدثنا
هشام بن حسان به نحوه , و قال : " ألية كبش عربي أسود ليس بالعظيم و لا بالصغير
" . و سنده صحيح أيضا . و تابعه المعتمر قال : سمعت هشام بن حسان يحدث عن أنس
به . كذا لم يذكر فيه أنس بن سيرين , فلا أدري أهكذا الرواية أم سقط من النسخة
. أخرجه الحاكم . و خالفهم حماد بن سلمة فقال : عن أنس بن سيرين عن معبد بن
سيرين عن رجل من الأنصار عن أبيه مرفوعا . أخرجه أحمد ( 5 / 78 ) و علقه الحاكم
و قال : " أعضله حماد بن سلمة , و القول عندنا فيه قول المعتمر بن سليمان
و الوليد بن مسلم " . و هذا هو الصواب .
( النسا ) بوزن ( العصا ) في " النهاية " : عرق يخرج من الورك فيستبطن الفخذ .
و الأفصح أن يقال له : ( النسا ) لا ( عرق النسا ) ! و في " المعجم الوسيط "
" النسا : العصب الوركي . و هو عصب يمتد من الورك إلى الكعب " .
1900 " شهدت حلف المطيبين مع عمومتي - و أنا غلام - فما أحب أن لي حمر النعم و أني
أنكثه " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 524 :
أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ( 567 ) و ابن حبان ( 2062 ) و الحاكم ( 2 /
220 ) و أحمد ( 1 / 190 و 193 ) و الطبري في " التفسير " ( 9296 ) و ابن عدي (
233 / 2 ) من طرق عن عبد الرحمن بن إسحاق عن الزهري عن محمد بن جبير بن مطعم عن
أبيه عن # عبد الرحمن بن عوف # أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .
و قال الحاكم : " صحيح الإسناد " . و وافقه الذهبي . و قال ابن عدي : " عبد
الرحمن بن إسحاق - و هو عباد بن إسحاق المديني - في حديث بعض ما ينكر و لا
يتابع علية , و هو صالح الحديث كما قال ابن حنبل " .
قلت : و هو صدوق من رجال مسلم كما في " التقريب " . ثم أخرج له ابن حبان ( 2063
) شاهد من حديث عمر بن أبي سلمة عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا به نحوه , و زاد :
" قال : و المطيبون : هاشم و أمية و زهرة و مخزوم " .
قلت : و سنده لا بأس به في الشواهد .
( حلف المطيبين ) . قال في " النهاية " : " اجتمع بنو هاشم و بنو زهرة و تيم في
دار ابن جدعان في الجاهلية و جعلوا طيبا في جفنه و غمسوا أيديهم فيه و تحالفوا
على التناصر و
الأخذ للمظلوم من الظالم , فسموا المطيبين "
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق