ج13.سلسلة الأحاديث الصحيجة
للألباني{الأحاديث من 1301 إلى 1400*
للألباني{الأحاديث من 1301 إلى 1400*
1301 " إذا جلس أحدكم على حاجته فلا يستقبل القبلة و لا يستدبرها " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 289 :
أخرجه مسلم ( 1 / 155 ) من طريق سهيل عن القعقاع عن أبي صالح عن # أبي هريرة #
مرفوعا , و رواه ابن عجلان عن القعقاع أتم منه بلفظ : " إنما أنا لكم بمنزلة
الوالد " . و هو مخرج في " المشكاة " ( 347 ) و " صحيح أبي داود " ( 6 ) .
1302 " لا يقيمن أحدكم أخاه يوم الجمعة ثم ليخالف إلى مقعده فيقعد فيه و لكن يقول :
افسحوا " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 289 :
صحيح من حديث # جابر # مرفوعا و له عنه ثلاث طرق :
الأولى : عن أبي الزبير عنه مرفوعا به . أخرجه مسلم ( 7 / 10 ) و أحمد ( 3 /
342 ) .
الثانية : عن سليمان بن موسى قال : أخبرني جابر به . أخرجه أحمد ( 3 / 295 ) .
قلت : و إسناده حسن , و رجاله ثقات رجال الشيخين غير سليمان فهو على شرط مسلم
لكن قال الحافظ : " صدوق فقيه , في حديثه بعض لين " . و قال الحافظ في " الفتح
" ( 2 / 393 - طبع الخطيب ) : " حديث صحيح لكنه ليس على شرط البخاري , أخرجه
مسلم من طريق أبي الزبير " .. , و ذكره السيوطي في " الزيادة على الجامع الصغير
" بلفظ : " إذا جاء أحدكم الجمعة , فلا يقيمن أحدا من مقعده , ثم يقعد فيه " .
و قال : " رواه الخرائطي في " مكارم الأخلاق " عن جابر " .
1303 " إذا جاءك يطلب ثمن الكلب فاملأ كفيه ترابا " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 290 :
أخرجه أبو داود ( 2 / 250 - الحلبية ) و البيهقي ( 6 / 6 ) و أحمد ( 1 / 278 و
289 و 350 ) من طريق عبيد الله بن عمرو عن عبد الكريم عن قيس بن حبتر عن # ابن
عباس # عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه " نهى عن ثمن الخمر و مهر البغي
و ثمن الكلب و قال : " فذكره .
قلت : و هذا إسناد صحيح على رجاله كلهم ثقات , و عبد الكريم هو الرقي .
1304 " إذا جاء الرجل يعود مريضا فليقل : اللهم اشف عبدك ينكأ لك عدوا أو يمشي لك
إلى صلاة , و في رواية : إلى جنازة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 290 :
أخرجه أبو داود ( 2 / 166 - 167 ) و ابن السني ( 541 ) و الحاكم ( 1 / 344 و
549 ) و أحمد ( 2 / 172 ) من طريق ابن وهب أخبرني حيي بن عبد الله عن أبي عبد
الرحمن الحبلي عن # عبد الله بن عمرو # رضي الله عنهما : قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم : فذكره . و قال الحاكم : " صحيح الإسناد " . و زاد في المكان
الأول : " على شرط مسلم " . و وافقه الذهبي و ليس كذلك فإن حيي بن عبد الله لم
يخرج له مسلم شيئا , ثم هو مختلف فيه كما تراه في " الميزان " . و قال في
" التقريب " : " صدوق يهم " . فحسب مثله أن يكون حديثه حسنا , أما الصحة فلا .
1305 " إذا توضأت فانتثر و إذا استجمرت فأوتر " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 291 :
أخرجه الترمذي ( 1 / 8 ) و النسائي ( 1 / 17 و 27 ) و ابن ماجه ( 406 ) و ابن
حبان ( 149) و أحمد ( 4 / 339 و 340 ) و الخطيب ( 1 / 286 ) عن منصور ابن
المعتمر عن هلال بن يساف عن # سلمة بن قيس الأشجعي # قال : قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : و هذا إسناد صحيح , رجاله كلهم ثقات رجال مسلم غير الأشجعي و هو صحابي
معروف , و قال الترمذي : " حديث حسن صحيح " .
1306 " إذا توضأت فخلل أصابع يديك و رجليك " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 291 :
أخرجه الترمذي ( 1 / 10 ) و الحاكم ( 1 / 182 ) و أحمد ( 1 / 287 ) عن عبد
الرحمن بن أبي الزناد عن موسى بن عقبة عن صالح مولى التوأمة عن # ابن عباس # أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره . و قال الترمذي : " حديث غريب حسن "
( انظر الاستدراك رقم 291 / 14 ) . و قال الحاكم : " صالح هذا أظنه مولى
التوأمة فإن كان كذلك فليس من شرط هذا الكتاب و إنما أخرجته شاهدا " .
قلت : هو مولى التوأمة قطعا لأنه وقع ذلك صريحا عند الترمذي و أحمد كما ترى
و هو متكلم فيه كما أشار إلى ذلك الحاكم , و قال الحافظ في " التقريب " :
" صدوق اختلط بآخره , قال ابن عدي : لا بأس برواية القدماء عنه كابن أبي ذئب
و ابن جريج " .
قلت : موسى بن عقبة أقدم منهما , فإنه مات سنة إحدى و أربعين , و مات ابن جريج
سنة خمسين أو بعدها , و مات ابن أبي ذئب سنة ثمان و خمسين , فالإسناد حسن إن
شاء الله تعالى . و الحديث صحيح لأن له شاهد من حديث لقيط بن صبرة مرفوعا بلفظ
: " إذا توضأت فخلل الأصابع " . صححه ابن حبان و الحاكم و غيرهما و قد خرجته في
" صحيح أبي داود " ( 130 ) .
1307 " إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة و غلقت أبواب النار و صفدت الشياطين " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 292 :
أخرجه مسلم ( 3 / 121 ) و النسائي ( 1 / 298 و 299 ) و أحمد ( 2 / 257 و 378 )
من طريق أبي سهيل عن أبيه عن # أبي هريرة # رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال : فذكره , إلا أن النسائي قال : " دخل " مكان " جاء " . لكن في
رواية أخرى عنده من طريق ابن أبي أنس مولى التيميين أن أباه حدثه أنه سمع أبا
هريرة يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره بلفظ : " إذا جاء رمضان
فتحت أبواب الرحمة و غلقت أبواب جهنم و سلسلت الشياطين " . و من هذا الوجه
أخرجه البخاري ( 1 / 474 و 2 / 321 ) و أحمد ( 2 / 281 و 401 ) و قال هو
و البخاري : " دخل " بدل " جاء " . و قال مسلم " إذا كان ... " و قال البخاري :
" أبواب السماء " مكان " أبواب الجنة " . و كذلك رواه الدارمي ( 2 / 26 )
و لكنه قال : " إذا جاء ... و صفدت الشياطين " .
1308 " إذا جاء رمضان فصم ثلاثين إلا أن ترى الهلال قبل ذلك " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 292 :
أخرجه الطحاوي في " مشكل الآثار " ( 1 / 210 ) و أحمد ( 4 / 377 ) و الطبراني
في " المعجم الكبير " من طريق مجالد بن سعيد عن الشعبي عن # عدي بن حاتم # قال
: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره , و اللفظ للطبراني , قال الهيثمي
بعدما عزاه إليه : " و فيه مجالد بن سعيد وثقه النسائي و ضعفه جماعة " .
قلت : لكن الحديث صحيح له شواهد عديدة في الكتب الستة و غيرها و قد خرجت طائفة
منها في " الإرواء " ( 901 ) و سيأتي حديث ابن علي إن شاء الله برقم ( 1917 ) .
1309 " إذا حضر المؤمن أتته ملائكة الرحمة بحريرة بيضاء , فيقولون : اخرجي راضية
مرضيا عنك إلى روح الله و ريحان و رب غير غضبان , فتخرج كأطيب ريح المسك , حتى
إنه ليناوله بعضهم بعضا , حتى يأتون به باب السماء , فيقولون : ما أطيب هذه
الريح التي جاءتكم من الأرض ! فيأتون به أروح المؤمنين , فلهم أشد فرحا به من
أحدكم بغائبه يقدم عليه , فيسألونه : ماذا فعل فلان ? ماذا فعل فلان ? فيقولون
: دعوه فإنه كان في غم الدنيا , فإذا قال : أما أتاكم ? قالوا : ذهب به إلى أمه
الهاوية . و إن الكافر إذا احتضر أتته ملائكة العذاب بمسح , فيقولون : اخرجي
ساخطة مسخوطا عليك إلى عذاب الله عز وجل , فتخرج كأنتن ريح جيفة حتى يأتون به
باب الأرض , فيقولون : ما أنتن هذه الريح ! حتى يأتون به أرواح الكفار " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 293 :
أخرجه النسائي ( 1 / 260 ) و ابن حبان ( 733 ) و الحاكم ( 1 / 352 و 353 ) من
طريق قتادة عن قسامة بن زهير عن # أبي هريرة # أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
: فذكره . و قال الحاكم : " صحيح الإسناد " . و وافقه الذهبي و هو كما قالوا .
1310 " إذا حم أحدكم فليسن عليه الماء البارد ثلاث ليال من السحر " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 294 :
أخرجه الحاكم ( 4 / 200 و 401 ) و الضياء في " الأحاديث المختارة " ( ق 106 / 1
) عن عبيد الله بن محمد بن عائشة , و أبو يعلى في " مسنده " ( 3 / 953 ) و من
طريقه الضياء عن روح بن عبادة كلاهما قالا : حدثنا حماد بن سلمة عن حميد عن
# أنس بن مالك # رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم : قال : فذكره .
و قال الحاكم : " صحيح على شرط مسلم " , و وافقه الذهبي و هو كما قالا , و أعله
بعضهم بما لا يقدح , فقال ابن أبي حاتم في " العلل " ( 2 / 337 ) : " سألت أبي
و أبا زرعة عن حديث رواه روح بن عبادة و ابن عائشة عن حماد ( قلت : فذكره ) قال
أبي : رواه موسى بن إسماعيل و غيره عن حماد بن سلمة عن حميد عن الحسن عن النبي
صلى الله عليه وسلم , و هو أشبه . قال أبو زرعة هذا خطأ إنما هو حميد عن الحسن
عن النبي صلى الله عليه وسلم , و هو الصحيح " .
قلت : و الذي أراه أن كلا من المسند و المرسل صحيح , فإنه لا مانع أن يكون حميد
تلقاه من الوجهين , فحدث به تارة هكذا , و تارة هكذا , ثم تلقاه حماد بن سلمة
كذلك و حدث به كذلك , و الله أعلم . و الحديث عزاه السيوطي في " الجامع "
للنسائي أيضا , و الظاهر أنه يعني في " سننه الكبرى " و يؤيده أن الحافظ المزي
ذكر أنه أخرجه في " الطب " و ليس هو من كتب " سننه الصغرى " المعروفة
بـ " المجتبى " . و الله أعلم .
1311 " إذا رأى أحدكم رؤيا يكرهها فليتحول و ليتفل عن يساره ثلاثا و ليسأل الله من
خيرها و ليتعوذ من شرها " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 295 :
أخرجه ابن ماجه ( 2 / 450 ) عن العمري عن سعيد المقبري عن # أبي هريرة # قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف , رجاله ثقات رجال الشيخين غير العمري هذا - و اسمه عبد
الله بن عمر - و هو سيء الحفظ لكن له شاهد من حديث جابر مرفوعا بلفظ : " ...
فليبصق عن يساره ثلاثا و ليستعذ بالله ثلاثا و ليتحول عن جنبه الذي كان عليه "
. و الباقي مثله . أخرجه مسلم ( 6 / 52 ) و أبو داود ( 2 / 601 - حلبية ) و ابن
ماجه أيضا و الحاكم ( 4 / 392 ) و أحمد ( 3 / 350 ) من طريق الليث بن سعد عن
أبي الزبير عن جابر و قال الحاكم " صحيح على شرط مسلم , و لم يخرجاه " . فوهم
في استدراكه على مسلم !
1312 " إن الرجل ليس كما ذكروا و لكن أنتم شهداء الله في الأرض و قد غفر له ما لا
يعلمون " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 295 :
أخرجه ابن منده بسند ضعيف من رواية خالد بن العلاء عن مجاهد عن # يزيد بن
شجرة # قال : " خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة , فقال الناس خيرا
و أثنوا عليه خيرا , فجاء جبرائيل , فقال :فذكره . و قال : " غريب و في سنده
ضعيفان " . كذا في ترجمة يزيد بن شجرة من " الإصابة " و قال : " مختلف في صحبته
" .
قلت : و خالد بن العلاء لم أجد من ذكره . لكن الحديث صحيح فقد جاء من حديث أنس
و صححه الحاكم و الذهبي و عن أبي هريرة و عن بشر بن كعب و قد خرجت أحاديثهم في
" أحكام الجنائز " ( ص 46 ) و بينت هناك أن قول بعض الناس عقب صلاة الجنازة :
" ما تشهدون فيه ? اشهدوا له بالخير " بدعة قبيحة , و أن الحديث لا يشهد لها .
فراجعه .
1313 " اقرأ فلان ! فإنها السكينة نزلت للقرآن , أو عند القرآن " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 296 :
أخرجه أحمد ( 4 / 284 ) حدثنا عفان حدثنا شعبة عن أبي إسحاق قال : سمعت
# البراء # قال : قرأ رجل سورة ( الكهف ) و له دابة مربوطة , فجعلت الدابة تنفر
, فنظر الرجل إلى سحابة قد غشيته أو ضبابة , ففزع , فذهب إلى النبي صلى الله
عليه وسلم , قلت : سمى النبي صلى الله عليه وسلم ذاك الرجل ? قال : نعم . ( قال
: فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم ) , فقال : فذكره .
قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين , و قد أخرجه البخاري ( 6 / 458 - فتح
) و مسلم ( 2 / 193 ) و أحمد ( 4 / 281 ) أيضا و أبو يعلى ( 2 / 479 - 480 ) من
طرق أخرى عن شعبة به . و أخرجه البخاري في " التفسير " ( 8 / 450 ) و في
" فضائل القرآن " ( 9 / 52 ) و مسلم و أحمد ( 4 / 293 و 298 ) و ابن نصر ( ص 97
- الأثرية ) من طرق أخرى عن أبي إسحاق به . و لم يقف الحافظ ابن حجر في " النكت
الظراف " ( 2 / 42 ) على طريق البخاري في " الفضائل " مع أنه قد أشار إليها في
شرحه للحديث في المكان المشار إليه من " التفسير " فجل من لا ينسى . و إنما
آثرت البدء بتخريج الحديث من طريق شعبة دون الطرق الأخرى , لما هو معروف عند
أهل العلم بهذا الفن أن أبا إسحاق و هو السبيعي كان اختلط و كان يدلس و أن شعبة
روى عنه قبل الاختلاط , ثم هو قد صرح بسماع أبي إسحاق إياه من البراء دون سائر
الرواة عنه . ثم إن هذه القصة قد صح نحوها عن أسيد بن حضير و أنه هو صاحب القصة
لكن فيها أنه قرأ سورة ( البقرة ) , فإن كانت واحدة فيجمع بين الحديثين بأنه
قرأها مع ( الكهف ) و إلا فهما قصتان و لا مانع من التعدد . و هذه أخرجها ابن
نصر في " قيام الليل " ( ص 97 ) و ابن حبان ( 1716 ) و الحاكم ( 1 / 554 )
و صححه على شرط مسلم , و وافقه الذهبي و هو كما قالا . و له طريق أخرى عن أسيد
عند الطبراني في " المعجم الأوسط " ( 2 / 107 / 2 ) . و أخرجها البخاري ( 9 /
57 ) و مسلم ( 2 / 194 ) من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه . أن أسيد بن
حضير بينما هو ليلة يقرأ في مربده ... الحديث نحوه . و قد تكرر ذكر " السكينة
في القرآن " و الحديث و قيل في معناها أقوال كثيرة ذكرها الحافظ , منها قول وهب
أنها روح من الله , و منها أنها ريح هفافة لها وجه كوجه الإنسان ! قال الحافظ :
" و هو اللائق بحديث الباب , و ليس قول وهب ببعيد " . و الله أعلم .
1314 " أبشروا و بشروا الناس من قال لا إله إلا الله صادقا بها دخل الجنة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 297 :
أخرجه أحمد ( 4 / 411 ) حدثنا بهز حدثنا حماد بن سلمة حدثنا أبو عمران الجوني
عن # أبي بكر بن أبي موسى عن أبيه # أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
( فذكره ) . فخرجوا يبشرون الناس , فلقيهم عمر رضي الله عنه فبشروه , فردهم .
فقال : رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من ردكم ? " . قالوا : عمر قال : لم
رددتهم يا عمر ? " قال : إذا يتكل الناس يا رسول الله !
قلت : و هذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات رجال مسلم , و أبو عمران الجوني هو عبد
الملك بن حبيب الأزدي . و حسنه الحافظ ( 1 / 200 ) فقصر و كأنه أراد طريق مؤمل
الآتية . ثم أخرجه أحمد ( 4 / 402 ) حدثنا مؤمل بن إسماعيل حدثنا حماد بن سلمة
به و زاد في آخره . " قال : فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم " . لكن مؤمل بن
إسماعيل فيه ضعف من قبل حفظه إلا أنه يشهد له حديث أبي هريرة بمثل هذه القصة
مطولا بينه و بين عمر , و في آخرها : " قال عمر : فلا تفعل , فإني أخشى أن يتكل
الناس عليها , فخلهم يعملون , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فخلهم " .
أخرجه مسلم ( 1 / 44 ) من طريق عكرمة بن عمار قال : حدثنا أبو كثير قال : حدثني
أبو هريرة . و في قصة أخرى نحو الأولى وقعت بين جابر و عمر , و في آخرها :
" قال : يا رسول الله ! إن الناس قد طمعوا و خبثوا . فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم ( يعني لجابر ) : اقعد " . أخرجه ابن حبان ( رقم 7 ) بإسناد صحيح من
حديث جابر . و في الباب عن معاذ بن جبل رضي الله عنه و هو الآتي بعده , و فيه :
" قلت : أفلا أبشرهم يا رسول الله ? قال : دعهم يعملوا " . و قد أخرجه البخاري
( 1 / 199 - فتح ) و مسلم ( 1 / 45 ) و غيرهما من حديث أنس أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم و معاذ رديفه على الرحل قال : يا معاذ ... " الحديث و فيه :
" أفلا أخبر به الناس فيستبشروا ? قال : إذا يتكلوا . و أخبر بها معاذ عند موته
تأثما " . و أخرجه أحمد ( 5 / 228 و 229 و 230 و 232 و 236 ) من طرق عن معاذ
قال في أحدها : " أخبركم بشيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يمنعني
أن أحدثكموه إلا أن تتكلوا , سمعته يقول : " من شهد أن لا إله إلا الله مخلصا
من قلبه , أو يقينا من قلبه لم يدخل النار , أو دخل الجنة . و قال مرة : دخل
الجنة و لم تمسه النار " . و إسناده صحيح على شرط الشيخين . و قد ترجم البخاري
رحمه الله لحديث معاذ بقوله : " باب من خص بالعلم قوما دون قوم كراهية أن لا
يفهموا , و قال علي : حدثوا الناس بما يعرفون , أتحبون أن يكذب الله و رسوله "
. ثم ساق إسناده بذلك و زاد آدم بن أبي إياس في " كتاب العلم " له : " و دعوا
ما ينكرون " . أي ما يشتبه عليهم فهمه . و مثله قول ابن مسعود : " ما أنت بمحدث
قوما حديثا لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة " . رواه مسلم ( 1 / 9 ) . قال
الحافظ : " و ممن كره التحديث ببعض دون بعض أحمد في الأحاديث التي ظاهرها
الخروج على السلطان و مالك في أحاديث الصفات , و أبو يوسف في الغرائب . و من
قبلهم أبو هريرة كما تقدم عنه في الجرابين و أن المراد ما يقع من الفتن .
و نحوه عن حذيفة . و عن الحسن أنه أنكر تحديث أنس للحجاج بقصة العرنيين لأنه
اتخذها وسيلة إلى ما كان يعتمده من المبالغة في سفك الدماء بتأويله الواهي .
و ضابط ذلك أن يكون ظاهر الحديث يقوي البدعة , و ظاهره في الأصل غير مراد ,
فالإمساك عنه عند من يخشى عليه الأخذ بظاهره مطلوب . و الله أعلم " .
هذا و قد اختلفوا في تأويل حديث الباب و ما في معناه من تحريم النار على من قال
لا إله إلا الله على أقوال كثيرة ذكر بعضها المنذري في " الترغيب " ( 2 / 238 )
و ترى سائرها في " الفتح " . و الذي تطمئن إليه النفس و ينشرح له الصدر و به
تجتمع الأدلة و لا تتعارض , أن تحمل على أحوال ثلاثة :
الأولى : من قام بلوازم الشهادتين من التزام الفرائض و الابتعاد عن الحرمات ,
فالحديث حينئذ على ظاهره , فهو يدخل الجنة و تحرم عليه النار مطلقا .
الثانية : أن يموت عليها , و قد قام بالأركان الخمسة و لكنه ربما تهاون ببعض
الواجبات و ارتكب بعض المحرمات , فهذا ممن يدخل في مشيئة الله و يغفر له كما في
الحديث الآتي بعد هذا و غيره من الأحاديث المكفرات المعروفة .
الثالثة : كالذي قبله و لكنه لم يقم بحقها و لم تحجزه عن محارم الله كما في
حديث أبي ذر المتفق عليه : " و إن زنى و إن سرق . . . " الحديث , ثم هو إلى ذلك
لم يعمل من الأعمال ما يستحق به مغفرة الله , فهذا إنما تحرم عليه النار التي
وجبت على الكفار , فهو و إن دخلها , فلا يخلد معهم فيها بل يخرج منها بالشفاعة
أو غيرها ثم يدخل الجنة و لابد , و هذا صريح في قوله صلى الله عليه وسلم : " من
قال لا إله إلا الله نفعته يوما من دهره , يصيبه قبل ذلك ما أصابه " . و هو
حديث صحيح كما سيأتي في تحقيقه إن شاء الله برقم ( 1932 ) . و الله سبحانه
و تعالى أعلم .
1315 " من لقي الله لا يشرك به شيئا , يصلي الصلوات الخمس و يصوم رمضان غفر له .
قلت : أفلا أبشرهم يا رسول الله ? قال : دعهم يعملوا " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 300 :
أخرجه الإمام أحمد ( 5 / 232 ) حدثنا روح حدثنا زهير بن محمد حدثنا زيد بن أسلم
عن عطاء بن يسار عن # معاذ بن جبل # قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول : فذكره .
قلت : و هذا إسناد صحيح كما كنت ذكرت في تعليقي على " مشكاة المصابيح " ( رقم
47 ) و بيان ذلك أن رجال إسناده كلهم ثقات رجال الشيخين , و زهير بن محمد -
و هو أبو المنذر الخراساني - و إن كان ضعفه بعضهم من قبل حفظه , فالراجح فيه
التفصيل الذي ذهب إليه كبار أئمتنا , فقال البخاري : " ما روى عن أهل الشام
فإنه مناكير , و ما روى عن أهل البصرة فإنه صحيح " .
قلت : و روح الراوي عنه هنا هو ابن عبادة البصري الحافظ و قال الأثرم عن أحمد :
" في رواية الشاميين عن زهير مناكير , أما رواية أصحابنا عنه فمستقيمة , عبد
الرحمن بن مهدي و أبي عامر " .
قلت : و ابن مهدي بصري , و مثله أبو عامر و هو عبد الملك بن عمرو القيسي العقدي
البصري الحافظ . و قال ابن عدي : " و لعل أهل الشام أخطأوا عليه , فإنه إذا حدث
عنه أهل العراق فروايتهم عنه مستقيمة و أرجو أنه لا بأس به " . و قال العجلي :
" لا بأس به و هذه الأحاديث التي يرويها أهل الشام عنه ليست تعجبني " . و هذا
هو الذي اعتمده الحافظ , فقال في " التقريب " : " رواية أهل الشام عنه غير
مستقيمة فضعف بسببها , قال البخاري عن أحمد : كأن زهير الذي يروي عنه الشاميون
آخر , و قال أبو حاتم : حدث بالشام من حفظه فكثر غلطه ". و لذلك فإن ابن عبد
البر غلا حين قال فيه : " ضعيف عند الجميع " ! فرده عليه الذهبي بقوله : " كلا
بل خرج له ( خ و م ) مات سنة 162 " .
قلت : و في الحديث دلالة ظاهرة على أن المسلم لا يستحق مغفرة الله إلا إذا لقى
الله عز وجل و لم يشرك به شيئا , ذلك لأن الشرك أكبر الكبائر كما هو معروف في
الأحاديث الصحيحة . و من هنا يظهر لنا ضلال أولئك الذين يعيشون معنا و يصلون
صلاتنا و يصومون صيامنا , و .... و لكنهم يواقعون أنواعا من الشركيات
و الوثنيات كالاستغاثة بالموتى من الأولياء و الصالحين و دعائهم في الشدائد من
دون الله و الذبح لهم و النذر لهم و يظنون أنهم بذلك يقربونهم إلى الله زلفى ,
هيهات هيهات . *( ذلك ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار )* ! فعلى كل
من كان مبتلى بشيء من ذلك من إخواننا المسلمين أن يبادروا فيتوبوا إلى رب
العالمين و لا سبيل إلى ذلك إلا بالعلم النافع المستقى من الكتاب و السنة .
و هو مبثوث في كتب علمائنا رحمهم الله تعالى , و بخاصة منهم شيخ الإسلام ابن
تيمية و تلميذه ابن قيم الجوزية و من نحا نحوهم و سار سبيلهم . و لا يصدنهم عن
ذلك بعض من يوحي إليهم من الموسوسين بأن هذه الشركيات إنما هي قربات و توسلات ,
فإن شأنهم في ذلك شأن من أخبر عنهم النبي صلى الله عليه وسلم ممن يستحلون بعض
المحرمات بقوله " يسمونها بغير اسمها " . ( انظر الحديث المتقدم 90 و 415 ) .
هذه نصيحة أوجهها إلى من يهمه أمر آخرته من إخواننا المسلمين المضللين , قبل أن
يأتي يوم يحق فيه قول رب العالمين في بعض عباده الأبعدين : *( و قدمنا إلى ما
عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا )* .
1316 " سبحي الله مائة تسبيحة , فإنها تعدل لك مائة رقبة تعتقينها من ولد إسماعيل و
احمدي الله مائة تحميدة تعدل لك مائة فرس مسرجة ملجمة تحملين عليها في سبيل
الله و كبري الله مائة تكبيرة , فإنها تعدل لك مائة بدنة مقلدة متقبلة و هللي
الله مائة تهليلة - قال ابن خلف : أحسبه قال - تملأ ما بين السماء و الأرض و لا
يرفع يومئذ لأحد عمل إلا أن يأتي بمثل ما أتيت به " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 302 :
أخرجه أحمد ( 6 / 344 ) و البيهقي في " شعب الإيمان " ( 1 / 379 - 380 ) من
طريق سعيد بن سليمان قال : حدثنا موسى بن خلف قال : حدثنا عاصم ابن بهدلة عن
أبي صالح عن # أم هاني بنت أبي طالب # قال : قالت : " مر بي رسول الله صلى الله
عليه وسلم , فقلت : يا رسول الله ! إن قد كبرت و ضعفت - أو كما قالت - فمرني
بعمل أعمله و أنا جالسة . قال : فذكره .
قلت : و هذا إسناد حسن , رجاله ثقات , و في عاصم كلام لا ينزل حديثه عن مرتبة
الحسن , و مثله موسى بن خلف و كنيته أبو خالد البصري , قال الحافظ : " صدوق
عابد , له أوهام " . و أما أبو صالح فهو ذكوان السمان الزيات , و كنت قديما قد
سبق إلى وهلي أنه أبو صالح باذان مولى أم هاني , فأوردت الحديث من أجل ذلك في
" ضعيف الجامع الصغير " برقم ( 3234 ) , فمن كان عنده فليتبين هذا , و لينقله
إلى " صحيح الجامع " إذا كان عنده . *( ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا )*
. و الحديث قال المنذري ( 2 / 245 ) : ( رواه أحمد بإسناد حسن و النسائي و لم
يقل : " و لا يرفع ... " إلى آخره , و البيهقي بتمامه , و رواه ابن أبي الدنيا
فجعل ثواب الرقاب في التحميد , و مائة فرس في التسبيح , و قال فيه : " و هللي
الله مائة تهليلة لا تذر ذنبا و لا يسبقها عمل " . و رواه ابن ماجة باختصار ,
و رواه الطبراني في " الكبير بنحو أحمد , و لم يقل : " أحسبه " . و رواه في
" الأوسط " بإسناد حسن إلا أنه قال فيه : " قالت : قلت : يا رسول الله ! قد
كبرت سني و رق عظمي فدلني على عمل يدخلني الجنة , فقال : بخ بخ , لقد سألت ...
" و قال : " قولي : " لا إله إلا الله مائة مرة فهو خير لك مما أطبقت عليه
السماء و الأرض , و لا يرفع يومئذ عمل أفضل مما يرفع لك إلا من قال مثل ما قلت
, أو زاد " . و رواه الحاكم بنحو أحمد , و قال : " صحيح الإسناد " و زاد :
" و قولي : ( و لا حول و لا قوة إلا بالله ) <1> لا يترك ذنبا و لا يشبهها بعمل
" . و قال الهيثمي في المجمع ( 10 / 92 ) عقب رواية أحمد : " رواه أحمد
و الطبراني في " الكبير " , و لم يقل أحسبه . و رواه في " الأوسط " إلا أنه قال
فيه : قلت : يا رسول الله ... " و أسانيدهم حسنة " . أقول : و لابد من التحقيق
فيما ذكراه من التخريج قدر الإمكان :
أولا : ما عزاه لابن ماجه ( 3810 ) و الحاكم ( 1 / 513 - 514 ) إنما أخرجاه من
طريق زكريا بن منظور حدثني محمد بن عقبة بن أبي مالك عن أم هاني به نحوه .
و لما صححه الحاكم تعقبه الذهبي بقوله : " زكريا ضعيف , و سقط من بين محمد و أم
هاني " . كذا الأصل لم يسم الساقط . و محمد هذا لم يوثقه غير ابن حبان , و قال
الحافظ : " مستور " . و قال في زكريا منظور : " ضعيف " .
ثانيا : رواية الطبراني في " الأوسط " إنما أخرجها ( 4 / 436 ) من طريق ابن
شوذب عن أبان عن أبي صالح عن أم هاني به . و أبان هذا يغلب على الظن أنه ابن
عباس المتروك , فإنه بصري و كذلك الراوي عنه : ابن شوذب . و اسمه عبد الله ,
فإنه كان سكن البصرة , فإن كان غيره فلم أعرفه . و جملة القول : أن الاعتماد في
تقوية الحديث إنما هو الطريق الأول , و الطرق الأخرى إن لم تزده قوة , فلن تؤثر
فيه و هنا .
-----------------------------------------------------------
[1] الذي في " المستدرك " المطبوع : و قول لا إله إلا الله لا يترك ... " . اهـ
.
1317 " سبق المفردون . قالوا : يا رسول الله ! و من ( المفردون ) ? قال : الذين
يهترون في ذكر الله عز وجل " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 304 :
أخرجه أحمد ( 2 / 323 ) و الحاكم ( 1 / 495 - 496 ) و من طريقه البيهقي في
" شعب الإيمان " ( 1 / 314 - هندية ) عن أبي عامر العقدي حدثنا علي بن مبارك عن
يحيى بن أبي كثير عن عبد الرحمن بن يعقوب مولى الحرقة قال : سمعت # أبا هريرة #
رضي الله عنه يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره . و قال الحاكم :
" صحيح على شرط الشيخين و لم يخرجاه " . و وافقه الذهبي .
و أقول : إنما هو على شرط مسلم وحده , فإن ابن يعقوب هذا إنما أخرج له البخاري
في " جزء القراءة " و لم يحتج به في " صحيحه " و هو ثقة . و سائر رواته رجال
الشيخين . و أبو عامر العقدي اسمه عبد الملك بن عمرو القيسي البصري . و علي بن
المبارك قد تكلم فيه بعضهم فيما رواه خاصة عن يحيى بن أبي كثير , و ذلك لأنه
كان له عنه كتابان , أحدهما سماع منه , و الآخر مرسل عنه . و لكن المحققين من
الحفاظ قد وضعوا قاعدة في تمييز أحد الكتابين عن الآخر , فقال أبو داود لعباس
العنبري : " كيف يعرف كتاب الإرسال ? قال : الذي عند وكيع عنه عن عكرمة من كتاب
الإرسال و كان الناس يكتبون كتاب السماع " . و قال ابن عمار عن يحيى بن سعيد :
" أما ما روينا نحن عنه فمما سمع , و أما ما روى الكوفيون عنه فمن الكتاب الذي
لم يسمعه " . و هذا هو الذي اعتمده الحافظ , فقال في " التقريب " : " كان له عن
يحيى بن أبي كثير كتابان , أحدهما سماع , و الآخر إرسال , فحديث الكوفيين عنه
فيه شيء " . على أن ابن عدي قد أطلق الثقة في روايته عن يحيى فقال في " الكامل
" ( ق 192 / 1 ) بعد أن ساق له بعض الأحاديث : " و لعلي بن المبارك غير هذا ,
و هو ثبت عن يحيى بن أبي كثير و مقدم في يحيى و هو عندي لا بأس به " . إذا عرفت
هذا , فقد خالفه عمر بن راشد إسنادا و متنا , فقال : عن يحيى بن أبي كثير عن
أبي سلمة عن أبي هريرة به إلا أنه قال : " المستهتر في ذكر الله , يضع الذكر
عنهم أثقالهم , فيأتون يوم القيامة خفافا " . أخرجه البيهقي و الترمذي ( 2 /
279 ) و قال : " حديث حسن غريب " .
و أقول : بل هو منكر ضعيف , فإن عمر بن راشد و هو أبو حفص اليمامي مع أنه ضعيف
اتفاقا , فقد خالف علي بن المبارك سندا و متنا كما ذكرنا . أما السند , فذكر
أبا سلمة مكان عبد الرحمن بن يعقوب . و أما المتن , فإنه أسقط منه تفسير
( المفردون ) و زاد قوله : " يضع الذكر " ... " . فلا جرم أن قال أحمد و غيره :
" حدث عن يحيى و غيره بأحاديث مناكير " . و لذلك قال البيهقي عقبه :
" و الإسناد الأول أصح " . و للحديث طريق أخرى يرويه العلاء بن عبد الرحمن عن
أبيه عن أبي هريرة قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسير في طريق مكة ,
فمر على جبل يقال له : ( جمدان ) , فقال : " سيروا هذا جمدان , سبق المفردون "
. قالوا : و ما المفردون يا رسول الله ? قال : الذاكرون الله كثيرا و الذاكرات
" . رواه مسلم ( 8 / 63 ) و البيهقي ( 1 / 313 - 314 ) .
غريب الحديث :
1 - ( المفردون ) : أي المنفردون . قال ابن الأثير : " يقال : فرد برأيه و أفرد
و فرد , استفرد , بمعنى انفرد به " . قال النووي رحمه الله : " و قد فسرهم رسول
الله صلى الله عليه وسلم بـ ( الذاكرين كثيرا و الذاكرات ) و تقديره :
و الذاكراته , فحذفت الهاء هنا كما حذفت في القرآن لمناسبة رؤوس الآية و لأنه
مفعول يجوز حزفه . و هذا التفسير هو مراد الحديث " .
2 - ( يهترون ) : أي يولعون . قال ابن الأثير : " يقال : ( أهتر فلان بكذا
و استهتر فهو مهتر به و مستهتر ) : أي مولع به لا يتحدث بغيره و لا يفعل غيره .
( تنبيه ) : كان من دواعي تخريج هذا الحديث أنه وقعت هذه اللفظة في " الشعب "
هكذا ( يهتزون ) بالزاي , بحيث تقرأ ( يهتزون ) , فبادرت إلى تخريجه و ضبط هذه
اللفظة منه خشية أن يبادر بعض الصوفية الرقصة إلى الاستدلال به على جواز ما
يفعلونه في ذكرهم من الرقص و الاهتزاز يمينا و يسارا , جاهلين أو متجاهلين أنه
لفظ محرف . و قد يساعدهم على ذلك ما جاء في " شرح مسلم " للنووي : " و جاء في
رواية : " هم الذين اهتزوا في ذكر الله " . أي لهجوا به " . و كذلك .. جاء في
حاشية " مسلم - استانبول " نقلا عن النووي ! على أنه لو صح لكان معناه : يفرحون
و يرتاحون بذكر الله تبارك و تعالى كما يؤخذ من مادة ( هزز ) من " النهاية " ,
فهو حينئذ على حد قوله صلى الله عليه وسلم : " أرحنا بها يا بلال ! " . <1> أي
بالصلاة . و هو قريب من المعنى الذي قاله النووي . و الله أعلم .
و بهذه المناسبة لابد من التذكير نصحا للأمة , بأن ما يذكره بعض المتصوفة عن
علي رضي الله عنه أنه قال و هو يصف أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم : " كانوا
إذا ذكروا الله مادوا كما تميد الشجرة في يوم ريح " . فاعلم أن هذا لا يصح عنه
رضي الله عنه , فقد أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 1 , 76 ) من طريق محمد بن
يزيد أبي هشام حدثنا المحاربي عن مالك بن مغول عن رجل من ( جعفي ) عن السدي عن
أبي أراكة عن علي .
قلت : و هذا إسناد ضعيف مظلم .
1 - أبو أراكة لم أعرفه و لا وجدت أحدا ذكره و إنما ذكر الدولابي في " الكنى "
( أبو أراك ) و هو من هذه الطبقة , و ساق له أثرا عن عبد الله بن عمرو , و لم
يذكر فيه جرحا و لا تعديلا كعادته .
2 - الرجل الجعفي لم يسم كما ترى فهو مجهول .
3 - محمد بن يزيد قال البخاري : " رأيتهم مجمعين على ضعفه " .
-----------------------------------------------------------
[1] و هو مخرج في " المشكاة " 1253 . اهـ .
1318 " قل اللهم اغفر لي و ارحمني و عافني و ارزقني - يجمع أصابعه إلا الإبهام - فإن
هؤلاء تجمع لك دنياك و آخرتك " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 308:
أخرجه مسلم ( 8 / 71 ) و ابن ماجه ( 2 / 433 ) و أحمد ( 3 / 472 و 6 / 394 ) من
طريق يزيد بن هارون عن # أبي مالك الأشجعي عن أبيه # أنه سمع النبي صلى الله
عليه وسلم و أتاه رجل فقال : يا رسول الله : كيف أقول حين أسأل ربي ? قال :
فذكره . و السياق لمسلم , و قال أحمد : " و اهدني " بدل : " و عافني " . و كذلك
قال عبد الواحد بن زياد عن أبي مالك به . أخرجه مسلم و أحمد أيضا إلا أنه أسقط
اللفظين كليهما ! و جمع بينهما أبو معاوية حدثنا أبو مالك الأشجعي بلفظ : " كان
الرجل إذا أسلم علمه النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة , ثم أمره أن يدعو بهؤلاء
الكلمات ... " فذكرها خمسا . و له شاهد من حديث سعد بن أبي وقاص نحوه مرفوعا .
و فيه : " قل : اللهم اغفر لي ... " فذكر الخمس , لكن قال أحد رواته و هو موسى
الجهني في روايته عنه : " أما ( عافني ) فأنا أتوهم , و ما أدري " .
قلت : الرواية الأخرى لم يتردد في هذا اللفظة , و هي ثابتة في طرق الحديث الأول
, فالراجح فيه رواية الخمس , و الله أعلم . و قد وهم المنذري في حديث الأشجعي ,
فذكره رواية في حديث سعد انظر تعليقي على هذا الحديث من " صحيح الترغيب " رقم (
14 / 7 ) .
1319 " إذا ذكرتم بالله فانتهوا " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 309 :
أخرجه البزار في " مسنده " ص 312 - زوائده ) من طريق سعد بن سعيد بن أبي سعيد
المقبري عن أخيه # عبد الله بن سعيد # - أحسبه - رفعه قال : فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا , فإن عبد الله بن سعيد بن أبي سعيد المقبري ضعيف
جدا , و قد أرسله . هكذا رأيته في " زوائد البزار " للهيثمي بإفراد الحافظ ابن
حجر , و يبدو أن نسخ " البزار " مختلفة في هذا الحديث , فإن الهيثمي أورده في
" مجمع الزوائد " ( 10 / 226 ) هكذا : " عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي
هريرة أحسبه رفعه قال : إذا ... رواه البزار , و فيه عبد الله بن سعيد بن أبي
سعيد و هو ضعيف " . فجعله من مسند أبي هريرة , و من رواية سعيد المقبري عنه .
<1> و أورده السيوطي في " الجامع الصغير " فقال : " رواه البزار عن أبي سعيد
المقبري مرسلا " . فجعله من مرسل أبي سعيد ! و تعقبه المناوي بما دل عليه كلام
الهيثمي أنه ليس مرسلا و إنما هو مسند تردد الراوي في وقفه و رفعه لا في إرساله
و عدمه , و الله أعلم . لكن للحديث شاهد يرويه يزيد بن أبي حبيب عن سنان بن سعد
الكندي عن أنس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إذا ذكر الله فانتهوا "
. أخرجه ابن عدي في " الكامل " ( ق 174 / 2 ) .
قلت : و إسناده حسن , رجاله كلهم ثقات غير سنان بن سعد و يقال سعد بن سنان ,
قال الحافظ : " صدوق له أفراد " .
-----------------------------------------------------------
[1] ثم رأيته كذلك في " كشف الأستار " للهيثمي ( ق 303 / 2 ) و هذا القسم لم
يطبع حتى الآن و لا ذكر المحقق أو الناشر أنه سيطبع ! . اهـ .
1320 " إن الله عز وجل إذا أنعم على عبد نعمة يحب أن يرى أثر النعمة عليه و يكره
البؤس و التباؤس و يبغض السائل الملحف و يحب الحيي العفيف المتعفف " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 310 :
أخرجه البيهقي في " الشعب " ( 2 / 231 / 1 ) و السهمي في " تاريخ جرجان " ( ص
101 ) عن حاتم بن يونس الجرجاني حدثنا إسماعيل بن سعيد الجرجاني حدثنا عيسى بن
خالد البلخي حدثنا ورقاء عن الأعمش عن أبي صالح عن # أبي هريرة # رضي الله عنه
قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره , و قال : " و في هذا الإسناد
ضعف " .
قلت : لم يظهر لي وجهه , فإن ورقاء و هو ابن عمر اليشكري فمن فوقه ثقات من رجال
الشيخين , و عيسى بن خالد البلخي الظاهر أنه عيسى بن خالد الخراساني فإنه من
هذه الطبقة , ترجمه ابن أبي حاتم ( 3 / 1 / 275 ) و روى عن عمرو بن علي الفلاس
أنه قال : و كان ثقة . و إسماعيل بن سعيد الجرجاني هو الشالنجي الطبري , ترجمه
ابن أبي حاتم ( 1 / 1 / 174 ) و روى عن الإمام أحمد أنه قال " رحم الله أبا
إسحاق كان من الإسلام بمكان , كان من أهل العلم و الفضل قال الحسن بن علي : كان
أوثق من كتبت عنه إلا أقل ذاك " . و ترجمه السهمي ترجمة حسنة , و فيها ساق
الحديث و قال : " يقال : إن هذا الحديث تفرد إسماعيل بن سعيد الشالنجي بهذا
الإسناد " .
قلت : قد تابعه أحمد بن سعيد بن جرير حدثنا عيسى بن خالد به . أخرجه أبو الشيخ
في " طبقات الأصبهانيين " ( 166 / 1 ) و أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 1 / 78
) في ترجمة ابن جرير هذا و وثقه . و هو حديث صحيح , له شواهد تشهد لصحته أذكر
هنا أهمها , فروى الطبراني ( رقم 5308 ) و الضياء في " المختارة " عن زهير بن
أبي علقمة الضبعي قال : " أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل سيىء الهيئة , فقال
: ألك مال ? قال : نعم من كل أنواع المال , قال : فلير عليك , فإن الله يحب أن
يرى أثره على عبده حسنا , و لا يحب البؤس و لا التباؤس " .
قلت : و إسناده صحيح , و قال الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 5 / 132 ) :
" و رواه الطبراني , و ترجم لزهير , و رجاله ثقات " .
قلت : و في ترجمته ساق البخاري في " التاريخ الكبير " ( 2 / 1 / 390 ) منه قوله
: " إن الله يحب أن يرى أثره على عبده " . و هذا القدر منه له شواهد كثيرة ذكرت
بعضها في " تخريج الحلال و الحرام " ( رقم 75 ) - و قد طبع و الحمد لله تعالى -
و في " الصحيحة " فيما تقدم ( 1290 ) . و أما قوله " و يبغض السائل ... " الخ
فلم أجد له شاهدا معتبرا إلا ما في " الجامع الكبير " ( 1 / 156 / 2 ) : " إن
الله يبغض السائل الملحف " . الديلمي عن أبي هريرة , الديلمي عن ابن عباس . كذا
في مخطوطة الظاهرية منه , و لا تخلو من شيء , فإن مثل هذا التكرار غير معهود في
" التخريج " , و قد عزاه في " الجامع الصغير " لأبي نعيم في " الحلية " عن أبي
هريرة و ليس هو في فهرس " الحلية " فلعله أراد كتابه المتقدم " أخبار أصبهان "
. و حديث ابن عباس أخرجه أبو بكر الشيرازي في " سبعة مجالس من الأمالي " ( ق 12
/ 2 ) عن أبي محمد موسى بن عبد الرحمن المقري الصنعاني عن ابن جريج عن عطاء عن
ابن عباس مرفوعا . لكن موسى هذا قال الذهبي : " ليس بثقة " . ثم وجدت له شاهدا
لا بأس به بلفظ : " إن الله يحب الحليم الغني المتعفف , و يبغض الفاحش البذيء
السائل الملحف " . أخرجه ابن جرير الطبري في " تفسيره " ( ج 5 / 600 / 6231 )
من طريق سعيد عن قتادة قوله : *( لا يسألون الناس إلحافا )* : ذكر لنا أن النبي
صلى الله عليه وسلم كان يقول : فذكره . و رواه ابن المنذر أيضا كما في " الدر
المنثور " ( 1 / 359 ) . و رواه نصر المقدسي في ( الأربعين ) ( الحديث 21 ) من
حديث عائشة مرفوعا و فيه عصمة بن محمد بن فضالة الأنصاري و هو متهم بالكذب
و الوضع . و روى الطبراني ( ق 84 / 2 - من المنتقى منه ) عن سوار بن مصعب
الهمداني عن عمرو بن قيس الملائي عن سلمة بن كهيل عن شقيق بن سلمة عن ابن مسعود
: قال : فذكر قصة رجل مع فاطمة رضي الله عنها و جريدتها و أن فيها حديثا مرفوعا
جاء فيه : " و الله يحب الحليم الحيي العفيف المتعفف , و يبغض الفاحش البذيء
السائل الملحف " . لكن سوار متروك كما قال النسائي و غيره . و أخرج أبو يعلى في
" مسنده " ( 1 / 295 ) و أبو بكر ابن سليمان الفقيه في " مجلس من الأمالي " .
( 16 / 1 ) و البيهقي في " الشعب " ( 2 / 231 / 1 ) كلهم من طريق عثمان بن أبي
شيبة حدثنا عمران بن محمد بن أبي ليلى عن أبيه عن عطية عن أبي سعيد مرفوعا بلفظ
: " إن الله جميل يحب الجمال , و يحب أن يرى نعمته على عبده , و يبغض البؤس
و التباؤس " . و عطية و محمد بن أبي ليلى ضعيفان .
1321 " إذا انتهى أحدكم إلى المجلس فإن وسع له فليجلس و إلا فلينظر أوسع مكان يراه
فليجلس فيه " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 312 :
رواه السلفي في " الطيوريات " ( 65 / 1 ) و ابن عساكر ( 8 / 77 / 2 ) من طريق
البغوي حدثنا محمد بن سليمان لوين حدثنا ابن عيينة عن عبد الله بن زرارة عن
# مصعب بن شيبة عن أبيه # مرفوعا . ثم رأيته في قطعة من حديث لوين ( 2 / 2 )
بهذا الإسناد . ( انظر الاستدراك رقم 312 / 22 ) . و مصعب لين الحديث كما في
" التقريب " قال : " و هو في الخامسة " . و أما أبوه شيبة فهو ابن جبير بن شيبة
ابن عثمان الحجبي , فلم يترجموا له , و إنما ترجموا لجده الأعلى : شيبة بن
عثمان , و مع ذلك ذكر الحافظ في " الإصابة " أنه روى عنه مصعب هذا , فليحقق , و
لعل قوله : " عن أبيه " غير محفوظ و لذلك لم يذكره البخاري كما يأتي . و الله
أعلم . ( انظر الاستدراك رقم 313 / 8 ) . و الحديث عزاه السيوطي للبغوي و
الطبراني
و البيهقي في " الشعب " . و نقل المناوي عن الهيثمي أنه قال : " إسناده حسن " .
فإن كان من هذا الوجه فليس بحسن , و هو الذي يغلب على الظن , و قد أخرجه
البخاري في " التاريخ " ( 4 / 1 / 352 ) من طريق عبد الملك بن عمير عن ابن شيبة
عن النبي صلى الله عليه وسلم بلفظ : " إذا جاء أحدكم فأوسع له أخوه , فإنما هي
كرامة أكرمه الله بها " . ذكره في ترجمة مصعب بن شيبة هذا , فهذه علة أخرى في
الحديث ألا و هي الإرسال و خفيت هذه العلة على المناوي تبعا للسيوطي , فإنه
عزاه بهذا اللفظ للبخاري في " التاريخ " و البيهقي في " الشعب " عن مصعب بن
شيبة . فلم يقل ( مرسلا ) كما هي عادته في مثله دفعا لإيهام أنه صحابي , و لكنه
هنا وهم أو نسي , فقال المناوي : " رمز لحسنه و فيه عبد الملك بن عمير أورده
الذهبي في " الضعفاء " و قال : قال أحمد : مضطرب الحديث . و ابن معين : مختلط ,
لكنه اعتضد , فمراده أنه حسن لغيره " .
قلت : وجدت له شاهدا من حديث ابن عمر مرفوعا بلفظ : " إذا جاء أحدكم إلى القوم
فوسع له فليجلس فإنما هي كرامة من الله أكرمه بها أخوه المسلم , فإن لم يوسع له
فلينظر إلى أوسع مكان فليجلس فيه " . رواه أبو بكر الشيرازي في " سبعة مجالس من
الأمالي " ( 7 / 2 ) : من طريق الحاكم أبي عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ
و الخطيب في " التاريخ " ( 2 / 133 ) عن أبي بكر محمد بن عبد الله الأردبيلي :
حدثنا أبو بكر محمد بن جعفر الحلبي أخبرنا مجاهد بن موسى أخبرنا معن أخبرنا
مالك عن نافع عن ابن عمر مرفوعا , قال الحاكم : " لم نكتبه من حديث مالك بن أنس
عن نافع إلا بهذا الإسناد " .
قلت : و هو ضعيف أورده الخطيب في ترجمة محمد بن جعفر هذا و وصفه بـ " البزار "
و قال : " روى عنه أبو بكر المفيد حديث منكرا " . ثم ساق له هذا . و قال الذهبي
: " لا يعرف , روى عنه المفيد خبرا موضوعيا ... " ثم ذكره . و وافقه الحافظ في
" اللسان " . و لست أرى ما ذهبا إليه من أن الحديث موضوع لأن له شاهدا من حديث
مصعب بن شيبة كما تقدم , و هو و إن كان ضعيف الإسناد فإنه كاف في إبعاد حكم
الوضع عليه و الله أعلم . ثم رأيت له شاهدا آخر يقويه و يأخذ بعضده و قد قواه
الذهبي نفسه ! أخرجه الحارث ابن أبي أسامة عن أبي شيبة الخدري مرفوعا به كما في
" الجامع الصغير " , و قال شرحه المناوي " : " قال الذهبي : حديث جيد , و رمز
المؤلف لحسنه " .
1322 " إذا خرج ثلاثة في سفر فليؤمروا أحدهم " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 314 :
رواه أبو داود ( 2608 / 2609 ) و أبو عوانة في " صحيحه " ( 8 / 18 / 1 ) عن ابن
عجلان عن نافع عن أبي سلمة عن # أبي سعيد # مرفوعا . ثم رواه أبو داود بهذا
الإسناد إلا أنه جعل أبا هريرة مكان أبي سعيد , و أخرجه أبو يعلى الموصلي في
" مسنده " ( 1 / 295 ) على الوجه الأول .
قلت : و هذا إسناد حسن . و له شاهد من حديث ابن لهيعة حدثنا عبد الله بن هبيرة
عن أبي سالم الجيشاني عن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
: فذكره بلفظ : " لا يحل لثلاثة نفر يكونون بأرض فلاة إلا أمروا عليهم أحدهم "
. أخرجه أحمد ( 2 / 176 - 177 )
قلت : و رجاله ثقات غير ابن لهيعة فإنه سيىء الحفظ .
1323 " إذا خرجت من منزلك فصل ركعتين يمنعانك من مخرج السوء , و إذا دخلت إلى منزلك
فصل ركعتين يمنعانك من مدخل السوء " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 315 :
رواه المخلص في " حديثه " كما في " المنتقى منه " ( 12 / 69 / 1 ) و البزار في
( المسند ) ( 81 ) الديلمي في ( مسنده ) ( 1 / 1 / 108 ) . ( انظر الاستدراك
رقم 315 / 7 ) . و الحافظ عبد الغني المقدسي في ( أخبار الصلاة ) ( 67 / 1 , 68
/ 2 ) من طرق عن معاذ بن فضالة حدثنا يحيى بن أيوب المصري عن بكر بن عمرو عن
صفوان بن سليم - قال بكر : حسبت - عن أبي سلمة عن # أبي هريرة # عن النبي صلى
الله عليه وسلم قال : فذكره , و قال البزار : " لا نعلمه روي عن أبي هريرة إلا
من هذا الوجه " .
قلت : و هذا إسناد جيد رجاله ثقات رجال البخاري , و في يحيى بن أيوب المصري
كلام يسير لا يضر . و قال الهيثمي في " زوائد البزار " : " و رجاله موثقون " .
و قال المناوي في " الفيض " : " قال ابن حجر : حديث حسن , و لولا شك بكر لكان
على شرط الصحيح , و قال الهيثمي : رجاله موثقون . انتهى , و به يعرف استرواح
ابن الجوزي في حكمه بوضعه " .
1324 " إذا ساق الله إليك رزقا من غير مسألة و لا إشراف نفس فخذه , فإن الله
أعطاك " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 316 :
أخرجه ابن حبان ( 856 ) عن حرملة بن يحيى حدثنا ابن وهب حدثنا عمرو بن الحارث
أن بكر بن سوادة حدثه أن عبد الله بن يزيد المعافري حدثه عن قبيصة بن ذؤيب :
" أن # عمر بن الخطاب # أعطى السعدي ألف دينار , فأبى أن يقبلها و قال : لنا
عنها غنى , فقال له عمر : إني قائل لك ما قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم
... " . فذكره .
قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط مسلم , و قد أخرجه في " صحيحه " ( رقم 1045 )
من طرق أخرى عن عمر به نحوه دون قوله : " ألف دينار " .
1325 " إذا سأل أحدكم فليكثر , فإنما يسأل ربه " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 316 :
أخرجه ابن حبان ( 2403 ) من طريق أبي أحمد الزبيري حدثنا سفيان عن هشام بن عروة
عن أبيه عن # عائشة # قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين , و الزبيري اسمه محمد بن عبد الله بن
الزبير بن عمر الأسدي الزبيري مولاهم . و تابعه عبيد الله بن موسى عن سفيان به
نحوه , و قد مضى لفظه برقم ( 1266 ) .
1326 " صنفان من أهل النار لم أرهما , قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس
و نساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رءوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن
الجنة و لا يجدن ريحها , و إن ريحها لتوجد من مسيرة كذا و كذا " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 316 :
أخرجه مسلم ( 8 / 155 ) و البيهقي ( 2 / 234 ) و أحمد ( 2 / 355 - 356 و 440 )
عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن # أبي هريرة # مرفوعا . و له شاهد بلفظ :
" سيكون في آخر أمتي ... " و قد مضى .
1327 " إذا سمعت جيرانك يقولون أحسنت , فقد أحسنت , و إذا سمعتهم يقولون : قد أسأت ,
فقد أسأت " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 317 :
رواه النسائي في " مجلس من الأمالي " ( 55 / 2 ) حدثنا إسحاق بن إبراهيم :
أنبأنا عبد الرزاق حدثنا معمر عن منصور عن أبي وائل عن عبد الله قال : قال رجل
: يا رسول الله كيف لي أن أعلم إذا أحسنت ? قال : فذكره . و رواه الهيثم بن
كليب عن أحمد أخبرنا عبد الرزاق به . و من طريق إسحاق و هو الدبري رواه
الطبراني أيضا ( 3 / 77 / 2 ) و صححه ابن حبان و الحاكم كما ذكرت في " المشكاة
" ( 4988 ) . ثم روى النسائي ( 56 / 2 ) له شاهد من حديث أبي هريرة قال : جاء
رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم : فقال : يا رسول الله دلني على عمل إذا أخذت
به دخلت الجنة و لا تكثر علي , فقال : لا تغضب . و أتاه رجل آخر فقال : يا نبي
الله دلني على عمل إذا عملته دخلت الجنة . فقال كن محسنا . قال : و كيف أعلم
أني محسن ? فقال : تسأل جيرانك , فإن قالوا : إنك محسن , فأنت محسن و إن قالوا
: إنك مسيء , فأنت مسيء .
1328 " إذا سمعتم المنادي يثوب بالصلاة فقولوا كما يقول " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 317 :
أخرجه أحمد ( 3 / 438 ) من طريق ابن لهيعة حدثنا زبان عن # سهل بن بن معاذ عن
أبيه # عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف من أجل ابن لهيعة و زبان , فإنهما ضعيفان . لكن الحديث
صحيح , فإن له شواهد , أحدها في " الصحيحين " و غيرهما عن أبي سعيد الخدري
مرفوعا نحوه , و قد خرجته في " صحيح أبي داود " ( 535 ) . و ( التثويب ) :
الدعاء على الصلاة كما في " القاموس " . فهو يشمل الأذان و الإقامة .
1329 " إذا صلى أحدكم الجمعة فلا يصل بعدها شيئا حتى يتكلم أو يخرج " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 318 :
أخرجه الديلمي ( 1 / 1 / 64 ) من طريق الطبراني حدثنا أحمد بن رشدين حدثنا
خالد بن عبد السلام حدثنا الفضل بن المختار عن عبد الله بن موهب عن # عصمة بن
مالك الخطمي # مرفوعا . سكت عنه الحافظ في " مختصر الديلمي " . و إسناده ضعيف
جدا , الفضل بن المختار , قال الهيثمي ( 2 / 195 ) : " ضعيف جدا " . و عزاه
لكبير الطبراني .
قلت : و أحمد بن رشدين هو أحمد بن محمد بن الحجاج بن رشدين بن سعد أبو جعفر
المصري . قال ابن عدي : " كذبوه , و أنكرت عليه أشياء " .
قلت : لكن الحديث صحيح , فقد أخرجه مسلم في " صحيحه " ( 882 ) و كذا ابن خزيمة
( 1 / 194 / 1 ) و غيرهما من حديث معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه مرفوعا .
و قد خرجته في " صحيح أبي داود " ( 1034 ) .
1330 " إذا عطس أحدكم فليشمته جليسه , فإن زاد على ثلاث فهو مزكوم , و لا يشمت بعد
ذلك " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 318 :
أخرجه ابن السني في " عمل اليوم و الليلة " ( 251 ) و ابن عساكر في " تاريخ
دمشق " ( 2 / 391 / 2 ) عن سليمان بن سيف حدثنا محمد بن سليمان بن أبي داود :
أخبرنا أبي عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن # أبي هريرة # مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد رجاله كلهم ثقات غير سليمان بن أبي داود و هو الحراني الملقب
بـ ( بومة ) , قال الذهبي : " و ضعفه أبو حاتم , و قال البخاري : منكر الحديث .
و قال ابن حبان : لا يحتج به " .
قلت : و لم يتفرد به , فقد أخرجه الديلمي في " مسند الفردوس " ( 1 / 1 / 67 )
عن علي بن عاصم حدثنا ابن جريج عن سعيد المقبري به .
قلت : و هذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير علي بن عاصم , قال الحافظ :
" صدوق يخطىء و يهم " . و قد تابعه ابن عجلان عن سعيد بن أبي سعيد المقبري به
مرفوعا بلفظ : " تشميت المسلم إذا عطس ثلاث مرات , فإن عطس فهو مزكوم " .
أخرجه أبو داود ( 2 / 603 - الحلبية ) و ابن السني ( 250 ) و اللفظ له و لم
يسقه أبو داود , و إنما أحال على لفظ قبله بمعناه . و أخرجه البخاري في " الأدب
المفرد " ( 939 ) من هذا الوجه موقوفا , و هو رواية لأبي داود . و إسناده حسن
مرفوعا و موقوفا , و الراجح الرفع لأنه موافق للطريقين السابقين . و يشهد له
حديث سلمة بن الأكوع : " أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم و عطس رجل عنده فقال
له : يرحمك الله , ثم عطس أخرى , فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : الرجل
مزكوم " . أخرجه مسلم ( 2993 ) و أبو داود و الترمذي ( 2744 ) و كذا البخاري في
" الأدب المفرد " ( 935 و 238 ) و ابن السني ( 249 ) و قال الترمذي : " حديث
حسن صحيح " .
1331 " إن الله قد أجار أمتي من أن تجتمع على ضلالة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 319 :
" رواه ابن أبي عاصم في " السنة " ( 2 / 1 و رقم 79 - منسوخة المكتب ) عن سعيد
ابن زربي عن الحسن عن # كعب بن عاصم الأشعري # سمع النبي صلى الله عليه وسلم :
يقول : قلت : سعيد بن زربي منكر الحديث كما في " التقريب " و سائر رجاله ثقات
إلا أن الحسن و هو البصري مدلس و قد عنعنه . ثم رواه من طريق مصعب بن إبراهيم
عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس مرفوعا .
قلت : و مصعب بن إبراهيم هذا منكر الحديث أيضا كما قال ابن عدي , و ساق له
حديثا آخر مما أنكر عليه . و قال الذهبي : " قلت : و له حديث آخر عن سعيد عن
قتادة ... " قلت : فذكره . ثم رواه ( 91 ) من طريق محمد بن إسماعيل بن عياش :
حدثنا أبي عن ضمضم بن زرعة عن شريح بن عبيد عن كعب بن عاصم به مرفوعا بلفظ :
" .... من ثلاث : أن لا يجوعوا , و لا يجتمعوا على ضلالة , و لا يستباح بيضة
المسلمين " .
قلت : و رجاله ثقات غير محمد بن إسماعيل بن عياش , قال أبو داود : لم يكن بذاك
. و قال أبو حاتم : لم يسمع من أبيه شيئا , حملوه على أن يحدث عنه فحدث .
قلت : فالحديث بمجموع هذه الطرق حسن . انظر " الضعيفة " ( 1510 ) .
1332 " إن من الناس مفاتيح للخير مغاليق للشر و إن من الناس مفاتيح للشر مغاليق
للخير , فطوبى لمن جعل الله مفاتيح الخير على يديه , و ويل لمن جعل الله مفاتيح
الشر على يديه " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 320 :
أخرجه ابن ماجة ( 237 ) و ابن أبي عاصم في " السنة " ( 251 - منسوخة المكتب )
عن محمد بن أبي حميد المدني ( عن موسى بن وردان ) عن حفص بن عبيد الله بن أنس
عن # أنس بن مالك # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم , فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف محمد بن أبي حميد ضعيف . و موسى بن وردان صدوق ربما
أخطأ , و قد سقط من إسناد ابن ماجة , و لذلك رواه المروزي في " زوائد الزهد "
( 968 ) و هو رواية لابن أبي عاصم ( 253 - 254 ) و البيهقي في " شعب الإيمان "
( 1 / 379 - طبع الهند ) . و له عند ابن ماجة و كذا ابن أبي عاصم ( 252 ) شاهد
يرويه عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبي حازم عن سهل بن سعد مرفوعا به .
و عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ضعيف جدا لكن تابعه عقبة بن محمد عن زيد بن أسلم
به . أخرجه ابن أبي عاصم ( 250 ) . و رجاله ثقات غير عقبة هذا , و الظاهر أنه
أخو أسباط بن محمد , قال ابن أبي حاتم ( 3 / 1 / 317 ) عن أبيه : " لا أعرفه "
. و للحديث شاهد آخر , و لكنه مرسل ضعيف . و بالجملة فالحديث بمجموع طرقه حسن
إن شاء الله تعالى . و راجع " تخريج السنة " لابن أبي عاصم ( 296 - 299 ) ففيه
زيادة تخريج .
1333 " لو أن الماء الذي يكون منه الولد أهرقته على صخرة لأخرج الله عز وجل منها أو
لخرج منها ولد , و ليخلقن الله نفسا هو خالقها " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 321 :
أخرجه أحمد ( 3 / 140 ) حدثنا أبو عاصم أنبأنا أبو عمرو - مبارك الخياط جد ولد
عباد بن كثير - قال : سألت ثمامة بن عبد الله بن أنس عن العزل ? فقال : سمعت
# أنس بن مالك # يقول : جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم و سأل عن
العزل ? فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . و من هذا الوجه أخرجه ابن
أبي عاصم في " السنة " ( 320 ) . و هذا سند حسن أو محتمل للحسن رجاله ثقات رجال
الستة غير مبارك الخياط أبو عمرو , قال الحافظ في التعجيل : " روى عنه أبو عامر
العقدي و أبو عاصم النبيل . ذكره ابن أبي حاتم و قال : بصري جاور بمكة , و ذكره
ابن حبان في الثقات " . و جزم بحسنه الهيثمي حيث قال ( 4 / 296 ) : " رواه أحمد
و البزار و إسنادهما حسن " . و له شاهد من حديث ابن عباس سيأتي بلفظ : " و الذي
نفسي بيده لو أن النطفة " الخ ... , فالحديث بهذا الشاهد حسن إن شاء الله تعالى
. و الحديث رواه الضياء المقدسي أيضا في " المختارة " و ابن حبان في " صحيحه "
كما في " الجامع " و شرحه . و له شواهد أخرى , منها عن جابر قال : " جاء رجل من
الأنصار إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله إن لي جارية أعزل
عنها ? قال : سيأتيها ما قدر لها , فأتاه بعد ذلك , فقال : قد حملت الجارية ,
فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ما قدر لنفس شيء إلا هي كائنة " . أخرجه ابن
ماجة ( 89 ) و أحمد ( 3 / 313 ) و لفظه : " ما قدر الله لنفس أن يخلقها إلا هي
كائنة " .
قلت : و سنده صحيح على شرطهما . و عن عبادة أن أول من عزل نفر من الأنصار أتوا
النبي صلى الله عليه وسلم , فقالوا : إن نفرا من الأنصار يعزلون , ففزع , و قال
: " إن النفس المخلوقة كائنة , فلا آمر و لا أنهى " . أخرجه الطبراني في
" الأوسط " ( 1 / 168 / 2 ) من طريق عيسى بن سنان عن يعلى بن شداد بن أوس عنه
و قال : " و لم يروه عن يعلى إلا عيسى " .
قلت : و هو لين الحديث كما في " التقريب " . و من طريقه أخرجه الطبراني في
" الكبير " أيضا كما في " المجمع " ( 4 / 296 ) .
1334 " لا تعجبوا بعمل أحد حتى تنظروا بما يختم له , فإن العامل يعمل زمانا من دهره
, أو برهة من دهره بعمل صالح لو مات ( عليه ) دخل الجنة , ثم يتحول فيعمل عملا
سيئا , و إن العبد ليعمل زمانا من دهره بعمل سيىء لو مات ( عليه ) دخل النار ,
ثم يتحول فيعمل عملا صالحا , و إذا أراد الله بعبد خير استعمله قبل موته فوفقه
لعمل صالح , ( ثم يقبضه عليه ) " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 323 :
أخرجه أحمد ( 3 / 120 و 123 و 230 و 257 ) و ابن أبي عاصم في " السنة " ( 347 -
353 ) من طرق عن حميد عن # أنس بن مالك # قال : قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : فذكره .
قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين . و طرفه الأول أورده السيوطي من رواية
الطبراني عن أبي أمامة , و إسناده ضعيف كما بينه المناوي , فكان عليه أن يعزوه
لأحمد أيضا , إشارة منه إلى تقويته كما هي عادته غالبا .
1335 " من علم آية من كتاب الله عز وجل , كان له ثوابها ما تليت " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 323 :
أخرجه أبو سهل القطان في " حديثه عن شيوخه " ( 4 / 243 / 2 ) حدثنا محمد بن
الجهم حدثنا يزيد بن هارون أنبأنا # أبو مالك الأشجعي عن أبيه # قال : قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : و هذا إسناد جيد عزيز , رجاله ثقات رجال مسلم غير محمد بن الجهم و هو ابن
هارون الكاتب السمري ترجمه الخطيب ( 2 / 161 ) برواية جماعة من الثقات عنه ,
و قال : " و قال الدارقطني : ثقة صدوق " . و قال الحافظ في " اللسان " : " ما
علمت فيه جرحا " .
قلت : قد فاته توثيق الدارقطني إياه .
1336 " إذا دخل أهل الجنة الجنة , يقول الله عز وجل : هل تشتهون شيئا فأزيدكم ?
فيقولون : ربنا و ما فوق ما أعطيتنا ? قال : فيقول : رضواني أكبر " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 224 :
أخرجه ابن حبان ( 2647 ) و أبو نعيم في " صفة الجنة " ( 2 / 141 / 1 ) و في
" الأخبار " ( 1 / 282 ) و الحاكم ( 1 / 82 ) من طريق محمد بن يوسف الفريابي :
حدثنا سفيان الثوري عن محمد بن المنكدر عن # جابر بن عبد الله # قال : قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . و قال الحاكم : " صحيح على شرط الشيخين " .
و وافقه الذهبي , و هو كما قالا . و تابعه عبيد الله بن عبد الرحمن الأشجعي عن
سفيان به نحوه مختصرا , أخرجه الحاكم أيضا . و تابعه أبو أحمد الزبيري حدثنا
سفيان به . أخرجه ابن جرير في " تفسيره " ( 6 / 262 / 6751 ) .
1337 " إذا جئت فصل مع الناس , و إن كنت قد صليت " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 324 :
أخرجه مالك في " الموطأ " ( 1 / 132 / 8 ) و عنه النسائي ( 1 / 137 ) و ابن
حبان ( 433 ) و الحاكم ( 1 / 244 ) و أحمد ( 4 / 34 ) كلهم عن مالك عن زيد بن
أسلم عن رجل من بني الديل يقال له بسر بن محجن عن أبيه # محجن # : " أنه كان في
مجلس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم , فأذن بالصلاة , فقام رسول الله صلى
الله عليه وسلم فصلى , ثم رجع , و محجن في مجلسه لم يصل معه , فقال له رسول
الله صلى الله عليه وسلم ما منعك أن تصلي مع الناس ? ألست برجل مسلم ? فقال :
بلى يا رسول الله , و لكني قد صليت في أهلي , فقال له رسول الله صلى الله عليه
وسلم " فذكره . و قال الحاكم : " حديث صحيح و مالك بن أنس الحكم في حديث
المدنيين و قد أحتج به في الموطأ " . ثم أخرجه هو و أحمد ( 4 / 34 / 338 ) من
طرق أخرى عن زيد بن أسلم به .
قلت : و بسر بن محجن لم يرو عنه غير زيد بن أسلم و لم يوثقه غير ابن حبان و مع
ذلك قال فيه الحافظ : " صدوق " . و لعل وجهه ما تقدم عن الحاكم . و الله أعلم .
و الحديث صحيح على كل حال , فإن له شاهدا من حديث يزيد بن الأسود في " السنن "
و غيرها على ما خرجته في " صحيح أبي داود " ( 590 ) . و الحديث عزاه السيوطي
لسعيد بن منصور فقط في " سننه " بلفظ : " إذا دخلت مسجدا فصل مع الناس , و إن
كنت قد صليت " .
1338 " اللهم من آمن بك و شهد أني رسولك فحبب إليه لقاءك و سهل عليه قضاءك و أقلل له
من الدنيا , و من لم يؤمن بك و يشهد أني رسولك , فلا تحبب إليه لقاءك و لا تسهل
عليه قضاءك و أكثر له من الدنيا " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 325 :
أخرجه ابن حبان ( 2475 ) و الطبراني في " المعجم الكبير " ( ق 74 / 2 - منتخب
منه ) من طريق عبد الله بن وهب حدثني سعيد بن أبي أيوب عن أبي هانيء عن أبي علي
الجنبي عن # فضالة بن عبيد # أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .
قلت : و هذا إسناد جيد , رجاله ثقات رجال مسلم غير أبي علي الجنبي و اسمه عمرو
ابن مالك و هو ثقة كما في " التقريب " , و هو غير عمرو بن مالك النكري المتكلم
فيه . و أبو هانيء اسمه حميد بن هانيء الخولاني المصري . و للحديث شاهدان .
( انظر الاستدراك رقم 325 / 19 ) . ( انظر الاستدراك رقم 325 / 23 ) . الأول :
عن عمرو بن غيلان الثقفي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره بنحوه
أتم منه , و فيه : " .... فأقلل ما له و ولده " و " .... فأكثر ماله و ولده
و أطل عمره " . أخرجه ابن ماجة ( 4133 ) و الطبراني ( ق 58 / 1 - المنتخب )
و الضياء في " الموافقات " ( ق 40 / 1 ) من طرق عن هشام بن عمار حدثنا صدقة بن
خالد حدثنا يزيد بن أبي مريم عن أبي عبيد الله مسلم بن مشكم عن عمرو بن غيلان
الثقفي .
قلت : و هذا إسناد رجاله ثقات , لكن له علتان :
الأولى : أن ابن غيلان هذا مختلف في صحبته , و لذلك أعله في " الزوائد " ( 452
/ 2 ) بالإرسال .
الأخرى : أن ابن عمار مع كونه من شيوخ البخاري ففيه كلام , قال الحافظ : صدوق ,
مقرىء , كبر , فصار يتلقن , فحديثه القديم أصح " . لكنه قد توبع . أخرجه
الترقفي في " حديثه " ( 52 / 1 ) و ابن عساكر في " التاريخ " ( 13 / 295 / 2 )
من طريقين آخرين عن صدقة به . ( انظر الاستدراك رقم 326 / 13 ) .
الشاهد الآخر : عن معاذ بن جبل قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره
مثل حديث ابن غيلان . أخرجه الطبراني ( ق 77 / 1 - المنتخب ) من طريقين عن عمرو
ابن واقد عن يونس بن ميسرة عن أبي إدريس عنه .
قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا , عمرو بن واقد هذا متروك كما في " التقريب " .
( انظر الاستدراك رقم 326 / 20 ) .
1339 " إذا دعى الغائب للغائب , قال له الملك : و لك بمثل " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 326 :
أخرجه ابن عدي في " الكامل " ( ق 180 / 1 ) من طرق عن لوين أنبأنا حبان بن علي
العنزي عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن # أبي هريرة # قال : قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم فذكره .
قلت : و هذا إسناد رجاله كلهم ثقات غير حبان بن علي و هو ضعيف مع فقهه و فضله ,
و لعله أخطأ في إسناده و إلا فمتن الحديث صحيح له شواهد :
الأول : عن أم الدرداء قالت : حدثني سيدي ( تعني زوجها أبا الدرداء ) أنه سمع
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت
الملائكة آمين , و لك بمثل " . أخرجه مسلم ( 8 / 86 ) و أبو داود ( 1534 )
و اللفظ له من طريق موسى بن ثروان حدثني طلحة بن عبيد الله بن كريز حدثتني أم
الدرداء . و أخرجه أحمد ( 6 / 452 ) من طريق أخرى عن طلحة به لكنه لم يذكر أبا
الدرداء في إسناده , فجعله من مسند أم الدرداء ! ثم أخرجه مسلم و أحمد ( 5 /
195 و 6 / 452 ) و كذا ابن ماجة ( 2895 ) و أبو الشيخ في " أحاديث أبي الزبير
عن غير جابر " ( 17 / 1 ) من طريق صفوان بن عبد الله بن صفوان - و كانت تحته أم
الدرداء - قال : " قدمت الشام , فأتيت أبا الدرداء في منزله , فلم أجده و وجدت
أم الدرداء , فقالت : أتريد الحج العام ? فقلت نعم , قالت : فادع الله لنا بخير
, فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول : دعوة المرء المسلم لأخيه بظهر الغيب
مستجابة , عند رأسه ملك موكل كلما دعا لأخيه بخير , قال الملك الموكل به : آمين
و لك بمثل " . قال : فخرجت إلى السوق , فلقيت أبا الدرداء , فقال لي مثل ذلك
يرويه عن النبي صلى الله عليه وسلم " .
( تنبيه ) لم يقف المناوي على إسناد ابن عدي فلم يتكلم عليه بشيء و لكنه قال :
" و رواه مسلم و أبو داود عن أم الدرداء الصغرى , و هي تابعية , فهو عندهما
مرسل " . كذا قال و كأنه لم يتنبه لقولها في الرواية الأولى : " حدثني سيدي "
و قول صفوان في آخر الحديث : " فلقيت أبا الدرداء ...." فكل ذلك صريح في أن
الحديث من مسند أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم . فجل من لا ينسى .
الشاهد الثاني : عن أنس مرفوعا بلفظ : " إذا دعى المرء لأخيه بظهر الغيب قالت
الملائكة : آمين , و لك بمثله " . أخرجه البزار في " مسنده " ( زوائده - 308 )
من طريق مؤمل حدثنا حماد بن سلمة عن عبد العزيز بن صهيب عنه , و قال : " لا
نعلم رواه عن حماد إلا مؤمل " .
قلت : هو ابن إسماعيل البصري صدوق سيىء الحفظ كما في " التقريب " فقول الهيثمي
في " مجمع الزوائد " ( 10 / 152 ) : " و رجاله ثقات " . فهذا ليس بجيد .
الثالث : عن عمران بن حصين قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " دعاء
الأخ لأخيه بظهر الغيب لا يرد " . أخرجه البزار أيضا , لكن سقط من " الزوائد "
إسناده فلم يبق منه إلا هذا الذي ذكرته : عن عمران ... و قال : " لا نعلمه يروى
عن عمران إلا من هذا الوجه , و خالد بصري " . كذا الأصل . و الله أعلم . و لعل
السقط من " مسند البزار " نفسه , بدليل أن الهيثمي لم يزد على قوله في " المجمع
" : " رواه البزار " . فلو كان السند ثابتا في نسخته لتكلم عليه إن شاء الله
كما هي غالب عادته <1> .
------------------------------------------------------------
[1] ثم وقفت على إسناده في مصورة " كشف الأستار " ( ق 299 / 2 ) , فإذا هو من
طريق خالد بن حميد عن الحسن عن عمران . و الحسن مدلس , و خالد بن حميد البصري
لم أعرفه . اهـ .
1340 " إذا رأى أحدكم الرؤيا تعجبه فليذكرها و ليفسرها و إذا رأى أحدكم الرؤيا تسوءه
, فلا يذكرها و لا يفسرها " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 328 :
أخرجه ابن عبد البر في " التمهيد " ( 1 / 287 - 288 ) من طريق يحيى بن معين قال
: حدثنا يحيى بن صالح عن سليمان بن بلال عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن
# أبي هريرة # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : و هذا إسناد صحيح , رجاله كلهم ثقات رجال مسلم . و يحيى بن صالح هو
الوحاظي الحمصي .
( تنبيه ) أورده السيوطي من رواية الترمذي عن أبي هريرة بلفظ : " إذا رأى أحدكم
الرؤيا الحسنة فليفسرها و ليخبر بها و إذا رأى الرؤيا القبيحة فلا يفسرها و لا
يخبر بها " . و كذلك في " الجامع الكبير " ( 1 / 56 / 2 ) , و قال المناوي في
" الفيض " : " رمز لحسنه تبعا للترمذي , و حقه الرمز لصحته و ظاهر صنيع المصنف
أن الترمذي تفرد بإخراجه عن الستة , و لا كذلك , فقد رواه ابن ماجه و عن أبي
هريرة باللفظ المزكور " . كذا قال , و لم أجد الحديث عند الترمذي و ابن ماجه
باللفظ المذكور بعد مزيد من البحث عنه و تعاطي كل الوسائل الممكنة , و قوله :
" تبعا للترمذي صريح أو كالصريح في أنه وقف عليه عنده و على أنه حسنه , فلعله
وقع في بعض النسخ منه .
1341 " الرؤيا ثلاث , فالبشرى من الله و حديث النفس و تخويف من الشيطان , فإذا رأى
أحدكم رؤيا تعجبه فليقصها إن شاء , و إذا رأى شيئا يكرهه فلا يقصه على أحد
و ليقم يصلي " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 329 :
رواه أحمد ( 2 / 395 ) و ابن أبي شيبة في " المصنف " ( 12 / 193 / 2 ) و عنه
ابن ماجه ( 2 / 449 ) قالا : حدثنا هوذة بن خليفة عن عوف عن محمد عن # أبي
هريرة # مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين غير هوذة بن خليفة و هو صدوق
كما قال في " التقريب " . ثم أخرجه أحمد ( 2 / 269 ) و مسلم ( 7 / 52 ) أيضا من
طريق أيوب عن ابن سيرين به دون قوله " فإذا رأى أحدكم رؤيا تعجبه فليقصها إن
شاء " . و الباقي مثله سواء . و إسناده صحيح على شرط الشيخين , و صححه الترمذي
( 3 / 247 - تحفة ) . و له شاهد من حديث عوف بن مالك مرفوعا نحوه سيأتي ( 1870
) .
1342 " إذا رأت ذلك فأنزلت فعليها الغسل " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 330 :
أخرجه مسلم ( 1 / 172 ) و أبو عوانة ( 1 / 289 ) و ابن ماجه ( 601 ) و أحمد ( 3
/ 121 و 199 و 282 ) و من طريق سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس " أن # أم
سليم # سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المرأة ترى في منامها ما يرى
الرجال ? فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( فذكره ) . فقالت أم سلمة : يا
رسول الله أيكون هذا ? قال : نعم . ماء الرجل غليظ أبيض , و ماء المرأة رقيق
أصفر . فأيهما سبق أو علا أشبهه الولد " . و السياق لابن ماجه , و للنسائي ( 1
/ 43 ) منه قوله : " ماء الرجل غليظ ... " . و ما قبله له طريق أخرى عن أنس به
نحوه . عند أبي عوانة و غيره , و شاهد من حديث عائشة رضي الله عنها , أخرجه
مسلم و أبو عوانة و غيرهما . فراجع " صحيح أبي داود " ( 234 - 235 ) .
1343 " إذا دعي أحدكم إلى طعام فليجب , فإن كان مفطرا فليأكل , و إن كان صائما فليصل
" .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 330 :
رواه أبو عبيد في " غريب الحديث " ( 29 / 1 ) حدثنا ابن علية و يزيد كلاهما عن
هشام بن حسان عن ابن سيرين عن # أبي هريرة # عن النبي صلى الله عليه وسلم .
قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين , و قد أخرجه مسلم و أصحاب السنن
و غيرهم على ما هو مخرج في " الإرواء " ( 2013 ) و إنما خرجته هنا لهذا المصدر
العزيز .
1344 "إذا رأى ( المؤمن ) ما فسح له في قبره , يقول : دعوني أبشر أهلي , فيقال له :
اسكن " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 331 :
أخرجه أحمد ( 3 / 331 ) عن أبي بكر بن عياش عن الأعمش عن أبي سفيان عن # جابر #
عن النبي صلى الله عليه وسلم .
قلت : و هذا إسناد جيد , رجاله رجال الصحيح , و في أبي بكر بن عياش كلام لا
ينزل حديثه عن مرتبة الحسن . لاسيما و له طريق أخرى يرويه ابن لهيعة عن أبي
الزبير أنه سأل جابر بن عبد الله عن فتاني القبر , فقال : سمعت النبي صلى الله
عليه وسلم يقول : فذكره نحوه أطول منه . أخرجه أحمد ( 3 / 346 ) . و رجاله ثقات
لولا أن ابن لهيعة سيء الحفظ , فمثله يستشهد به . و له شاهد من حديث أنس بن
مالك مرفوعا بلفظ : " إن المؤمن إذا وضع في قبره أتاه ملك ... فيقال له : هذا
بيتك كان لك في النار , و لكن الله عصمك و رحمك , فأبدلك به بيتا في الجنة ,
فيقول : دعوني حتى أذهب فأبشر أهلي ... " الحديث . أخرجه أبو داود ( 2 / 539 -
540 - طبع الحلبي ) و أحمد ( 3 / 233 ) من طريق عبد الوهاب بن عطاء الخفاف أبي
نصر عن سعيد عن قتادة عنه . و هذا إسناد صحيح على شرط مسلم و هو في " الصحيحين
" و غيرهما دون موضع الشاهد . و هو رواية لأبي داود . و له شاهد آخر من حديث
أبي سعيد الخدري مرفوعا نحو حديث أنس . أخرجه أحمد ( 3 / 3 - 4 ) عن عباد بن
راشد عن داود بن أبي هند عن أبي نضرة عنه . و هذا إسناد جيد , رجاله رجال
الصحيح , و في عباد كلام لا يضر .
1345 " إذا رأيت الأمة ولدت ربتها أو ربها و رأيت أصحاب الشاء يتصاولون بالبنيان
و رأيت الحفاة الجياع العالة كانوا رءوس الناس , فذلك من معالم الساعة
و أشراطها " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 332 :
أخرجه أحمد ( 1 / 318 - 319 ) من طريق عبد الحميد حدثنا شهر حدثني # عبد الله
ابن عباس # مرفوعا به و زاد في آخره : " قال : جلس رسول الله صلى الله عليه
وسلم مجلسا له , فأتاه جبريل عليه السلام , فجلس بين يدي رسول الله صلى الله
عليه وسلم , واضعا كفيه على ركبتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول
الله حدثني ما الإسلام ( قلت : فذكر الحديث بطوله , و فيه ) قال : يا رسول الله
فحدثني متى الساعة ? قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : سبحان الله خمس من
الغيب لا يعلمهن إلا هو : *( إن الله عنده علم الساعة ... )* الآية و لكن إن
شئت حدثتك بمعالم لها دون ذلك , قال : أجل يا رسول الله , فحدثني , قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم : " فذكره . و زاد في آخره : " قال : يا رسول الله
و من أصحاب الشاء و الحفاة الجياع العالة ? قال : العرب " .
قلت : و هذا إسناد لا بأس به في الشواهد , شهر و هو ابن حوشب سيء الحفظ و لكن
الحديث صحيح ثابت في " الصحيحين " من حديث أبي هريرة نحوه , و من حديث عمر بن
الخطاب عند مسلم و غيره دون الزيادة .
1346 " بحسب أصحابي القتل " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 332 :
أخرجه أحمد ( 3 / 472 ) حدثنا يزيد بن هارون -ببغداد - أنبأنا # أبو مالك
الأشجعي سعد بن طارق عن أبيه # أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره
. قلت : و هذا إسناد ثلاثي صحيح على شرط مسلم . و الحديث قال الهيثمي ( 7 / 23
) : " رواه أحمد و الطبراني بأسانيد البزار , و رجال أحمد رجال الصحيح " . ثم
ذكر له شاهدا من حديث سعيد بن زيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
سيكون بعدي فتن يكون فيها و يكون , فقلنا : إن أدركنا ذلك هلكنا , قال : بحسب
أصحابي القتل . و في رواية : يذهب الناس فيها أسرع ذهاب . و قال : "رواه
الطبراني بأسانيد , رجال أحدهما ثقات , و رواه البزار كذلك " .
قلت : و أخرجه أحمد أيضا ( 1 / 189 ) بالرواية الثانية من طريق عبد الملك ابن
ميسرة عن هلال بن يساف عن عبد الله بن ظالم عن سعيد بن زيد به .
قلت : و هذا إسناد حسن رجاله ثقات رجال مسلم غير عبد الله بن ظالم , قال الحافظ
: " صدوق لينه البخاري " . و عبد الملك بن ميسرة هو أبو زيد الهلالي الزراد .
و قوله : " بأسانيد " فيه تساهل موهم لأن مدارها في " كبير الطبراني " ( رقم
345 - 348 ) على هلال , فتنبه .
1347 " عقوبة هذه الأمة بالسيف " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 333 :
أخرجه الخطيب ( 1 / 317 ) من طريق المؤمل قال : حدثنا حماد بن سلمة قال : حدثنا
يونس بن عبيد عن حميد بن هلال عن نصر بن عاصم عن # عقبة بن مالك # قال : قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : و هذا إسناد رجاله ثقات رجال مسلم غير المؤمل و هو ابن إسماعيل البصري ,
قال الحافظ : " صدوق سيء الحفظ " . لكن يشهد له حديث أبي بردة قال : " خرجت من
عند عبيد الله بن زياد , فرأيته يعاقب عقوبة شديدة , فجلست إلى رجل من أصحاب
النبي صلى الله عليه وسلم فقال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " فذكره .
قال الهيثمي ( 7 / 225 ) :" رواه الطبراني و رجاله رجال الصحيح " .
1348 " لتركبن سنن من كان قبلكم شبرا بشبر و ذراعا بذراع و باعا بباع حتى لو أن
أحدهم دخل جحر ضب دخلتم و حتى لو أن أحدهم ضاجع أمه بالطريق لفعلتم " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 334 :
رواه الدولابي في " الكنى " ( 2 / 30 ) و الحاكم ( 4 / 455 ) عن إسماعيل بن أبي
أويس عن أبيه عن أبي عروة موسى بن ميسرة الديلمي و ابن أخيه ثور الديلمي بن زيد
عن عكرمة عن # ابن عباس # مرفوعا . قال : و لا أعلمهما إلا حدثاني مثل ذلك سواء
عن أبي الغيث سالم مولى بن مطيع عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
. و ليس عند الحاكم : " قال : و لا أعلمهما ... " و قال : " صحيح و وافقه
الذهبي " .
قلت : رجاله رجال الصحيح غير موسى بن ميسرة الديلمي و هو ثقة على أنه متابع .
و أبو أويس اسمه عبد الله بن عبد الله بن أويس الأصبحي , و هو مع كون مسلم احتج
به , ففيه ضعف و كذلك ابنه إسماعيل لكن هذا قد توبع فقال ابن نصر في " السنة "
( 13 ) حدثنا محمد بن يحيى أنبأنا إسماعيل بن أبان الوراق ( حدثنا ) أبو أويس
عن ثور بن زيد عن عكرمة به . و قال : البزار في " مسنده " ( 235 - زوائده ) :
حدثنا محمد بن عمر بن هياج الكوفي حدثنا إسماعيل بن صبيح حدثنا أبو أويس عن ثور
ابن زيد عن عكرمة به . و قال : " لا نعلمه إلا بهذا الإسناد , و ثور مدني ثقة ,
إسناد حسن " .
قلت : و هو كما قال إن شاء الله تعالى أنه إسناد حسن لما علمت من حال أبي أويس
و سائر رجاله ثقات . بل الحديث صحيح , فإن له شاهد من حديث عبد الله بن عمرو
نحوه , أخرجه الترمذي و الحاكم ( 1 / 129 ) بسند ضعيف كما بينته في " تخريج
المشكاة " ( 171 ) , و له شاهد آخر في " المجمع " ( 7 / 261 ) .
( تنبيه ) : ذكر المناوي في " الفيض " أن الحديث أخرجه الحاكم في " الإيمان "
و قال : على شرط مسلم و أقره الذهبي . و هذا من أوهامه رحمه الله , فإن الحاكم
إنما أخرجه في " الفتن و الملاحم " في المكان الذي سبقت الإشارة إليه و لم
يصححه على شرط مسلم و إنما صححه مطلقا و أقره الذهبي , و في " الإيمان " إنما
هو حديث آخر عن أبي هريرة مرفوعا بهذا المعنى و ليس في " و حتى و لو أن أحدهم
... " . و في " المجمع " ( 7 / 261 ) : " رواه البزار و رجاله ثقات " .
( تنبيه ) : قوله : " أمه " هكذا وقع في كل المصادر التي تقدم عزو الحديث إليها
: ابن نصر , الدولابي , البزار , و هو الصواب و وقع في " مستدرك الحاكم " :
" امرأته " . و هو خطأ من أحد رواته أو نساخه , فاتني أن أنبه عليه في " صحيح
الجامع الصغير و زيادته " ( 4943 ) , فقد أورده السيوطي من رواية الحاكم فقط
بلفظه المذكور , فليعلق عليه من كان عنده نسخة منه أو من " الجامع الصغير "
أو " الفتح الكبير " مع العلم بأن الشاهد الذي سبقت الإشارة إليه من حديث ابن
عمرو هو باللفظ الأول الصحيح و هو في " صحيح الجامع " أيضا برقم ( 5219 ) و قد
وقع مني فيه خطأ و هو حذف الجملة المتعلقة بهذا اللفظ و وضع مكانها نقط ....
كما جريت عليه في هذا الكتاب إشارة مني إلى أن المحذوف ضعيف , و كانت زلة مني
أسأل الله أن يغفرها لي . فإن العكس هو الصواب كما علمت . و عليه فليصحح لفظ "
صحيح الجامع " بإعادة الجملة المحذوفة , و الله تعالى ولي التوفيق .
1349 " خلل أصابع يديك و رجليك , يعني إسباغ الوضوء . و كان فيما قال له : إذا ركعت
فضع كفيك على ركبتيك حتى تطمئن و إذا سجدت فأمكن جبهتك من الأرض حتى تجد حجم
الأرض " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 335 :
أخرجه أحمد ( 1 / 287 ) من طريق موسى بن عقبة عن صالح مولى التوأمة قال سمعت
# ابن عباس # يقول : سأل رجل النبي صلى الله عليه وسلم عن شيء من أمر الصلاة ?
فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم .... فذكره .
قلت : و رجاله موثقون إلا أن صالحا هذا و هو ابن نبهان كان اختلط , لكنهم قد
ذكروا أن ابن أبي ذئب , و غيره من القدماء قد روى عنه قبل الاختلاط , و موسى
أقدم منه كما سبق تحقيقه تحت الحديث ( 1306 ) و ذكرت هناك لطرفه الأول شاهدا .
و لسائره شاهد آخر من حديث رفاعة بن رافع عند أصحاب السنن و غيرهم , و هو مخرج
في " صحيح أبي داود " .
1350 " إذا رميت الصيد فأدركته بعد ثلاث ليال و سهمك فيه فكله ما لم ينتن " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 336 :
أخرجه أبو داود ( 2861 ) من طريق حماد بن خالد الخياط عن معاوية بن صالح عن عبد
الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عن # أبي ثعلبة الخشني # عن النبي صلى الله
عليه وسلم .
قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط مسلم , و قد أخرجته في " صحيحه " ( 6 / 59 ) من
طريق معن بن عيسى حدثني معاوية به نحوه دون قوله : " سهمك فيه " .
1351 " إذا زوقتم مساجدكم و حليتم مصاحفكم , فالدمار عليكم " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 336 :
رواه ابن أبي شيبة في " المصنف " ( 1 / 100 / 2 - مخطوطة الظاهرية ) : أبو خالد
الأحمر عن محمد بن عجلان عن # سعيد بن أبي سعيد # مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد مرسل حسن . و له شاهد موقوف يرويه بكر بن سوادة عن أبي
الدرداء قال : فذكره مع تقديم و تأخير . أخرجه عبد الله بن المبارك في " الزهد
" ( رقم 797 ) أخبرنا يحيى ابن أيوب عن عمرو بن الحارث عن بكر بن سوادة به .
قلت : و هذا إسناد رجاله ثقات رجال مسلم و لكني لا أدري إذا كان بكر بن سوادة
سمع من أبي الدرداء أم لا ? و لكنه شاهد لا بأس به للمرسل , و هو و إن كان
موقوفا , فله حكم الرفع لأنه لا يقال من قبل الرأي , لاسيما و قد روي عنه
مرفوعا , ذكره كذلك الحكيم الترمذي في " كتاب الأكياس و المغترين " ( ص 78 -
مخطوطة الظاهرية ) و كذلك عزاه السيوطي في " الجامع " إلى الحكيم عنه . يعني في
" نوادر الأصول " . و ذكر المناوي أن إسناده ضعيف . و الله أعلم .
1352 " لا تحقرن من المعروف شيئا و لو أن تفرغ من دلوك في إناء المستسقي و لو أن
تكلم أخاك و وجهك إليه منبسط , و إياك و تسبيل الإزار , فإنه من الخيلاء
و الخيلاء لا يحبها الله عز وجل , و إن امرؤ سبك بما يعلم فيك , فلا تسبه بما
تعلم فيه , فإن أجره لك و وباله على من قاله " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 337 :
أخرجه أحمد ( 5 / 63 ) حدثنا يزيد أخبرنا سلام بن مسكين عن عقيل بن طلحة حدثنا
أبو جري الهجيمي قال : أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت : يا رسول الله
! إنا قوم من أهل البادية , فعلمنا شيئا ينفعنا الله تبارك و تعالى به . قال :
فذكره . ثم رواه عن عبد الصمد حدثنا سلام به إلا أنه قال : " فلا تشتمه بما
تعلمه فيه , فإن أجر ذلك لك و وباله عليه " . و هذا إسناد صحيح رجاله رجال
الشيخين غير عقيل بن طلحة ,و هو ثقة و لأبيه صحبة كما في " التقريب " . و له
طريق ثان , فقال أحمد ( 5 / 63 - 64 ) : حدثنا عفان حدثنا حماد بن سلمة حدثنا
يونس حدثنا عبيدة الهجيمي عن أبي تميمة الهجيمي قال : أتيت رسول الله صلى الله
عليه وسلم فذكره نحوه و زاد في آخره : " و لا تسبن أحدا " , فما سببت بعده أحدا
و لا شاة و لا بعيرا . و رجاله ثقات رجال الصحيح غير عبيدة الهجيمي و هو مجهول
و فيه انقطاع , فإن أبا تميمة تابعي ليس بصاحب و إنما هو يرويه عن أبي جري جابر
ابن سليم أو سليم بن جابر . كذلك رواه هشيم عن يونس بن عبيد بلفظ : " اتق الله
و لا تحقرن ... " . و قد سبق الكلام عليه برقم ( 770 ) . و له طريق أخرى عن أبي
تميمة موصولا بلفظ : " لا تسبن أحدا " و يأتي قريبا .
1353 " إذا رويت أهلك من اللبن غبوقا , فاجتنب ما نهى الله عنه من ميتة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 338 :
أخرجه الحاكم ( 4 / 125 ) و البيهقي ( 9 / 357 ) عن يحيى بن يحيى أنبأنا خارجة
عن ثور عن راشد بن سعد -زاد الثاني : و أعطاني كتابا - عن # سمرة بن جندب #
رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره . و قال الحاكم : " صحيح
الإسناد " . و وافقه الذهبي .
قلت : و هو كما قالا إلا أنني أخشى أن يكون منقطعا بين راشد بن سعد و سمرة ,
فإن بين وفاتيهما نحو خمسين سنة . و قد ذكر أبو حاتم و غيره أنه لم يسمع من
ثوبان . و الله أعلم .
( غبوقا ) في " النهاية " : " الغبوق : شرب آخر النهار , مقابل الصبوح " .
1354 " إذا سمعت النداء , فأجب داعي الله عز وجل " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 339 :
أخرجه الدارقطني ( 197 ) و أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2 / 122 ) عن محمد
ابن سليمان عن أبي داود حدثني أبي عن عبد الكريم الجزري عن زياد بن أبي مريم عن
عبد الله بن معقل عن # كعب بن عجرة # : " أن أعمى أتى النبي صلى الله عليه وسلم
فقال : يا رسول الله إني أسمع النداء , و لعلي لا أجد قائدا ? قال " : فذكره .
قلت : و هذا إسناد رجاله ثقات غير سليمان بن أبي داود و هو الحراني و هو ضعيف .
لكنه لم يتفرد به , فقد رواه البيهقي في " السنن " ( 3 / 57 - 58 ) من طريق بشر
ابن حاتم الرقي حدثنا عبيد الله بن عمرو عن زيد بن أبي أنيسة عن أبي إسحاق عن
عبد الله بن معقل به .
قلت : و رجاله ثقات غير بشر بن حاتم الرقي أورده ابن أبي حاتم ( 1 / 1 / 355 )
بروايته عن عبيد الله هذا , و لم يزد ! و قال البيهقي عقبه : " خالفه أبو عبد
الرحيم , فرواه عن زيد بن أبي أنيسة عن عدي بن ثابت عن عبد الله بن معقل " .
قلت : وصله الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 22 / 2 ) من طريق الشاذكوني حدثنا
محمد بن سلمة الحراني حدثنا أبو عبد الرحيم خالد بن يزيد عن زيد بن أبي أنيسة
به . و قال الطبراني : " لم يروه عن عدي إلا زيد " .
قلت : و هو ثقة لكن في الطريق إليه الشاذكوني و اسمه سليمان بن داود و هو حافظ
متهم بالوضع , لكن الظاهر من قول الطبراني المذكور أنه لم ينفرد و يؤيده أن
الحافظ الهيثمي لما أورده في " المجمع " ( 2 / 42 - 43 ) قال : " رواه الطبراني
في " الأوسط " و " الكبير " و فيه يزيد بن سنان ضعفه أحمد و جماعة , و قال أبو
حاتم محله الصدق , و قال البخاري : مقارب الحديث " . و وجه التأييد أنه ليس في
إسناد الطبراني في " الأوسط " يزيد بن سنان فهو في إسناد معجمه الكبير , فينتج
أن إسناده غير إسناد " الأوسط " . و أنه لم يتفرد به الشاذكوني . و الله أعلم .
و الحديث صحيح على كل حال , فإن له شواهد عديدة من حديث أبي هريرة عند مسلم
و أبي عوانة و غيرهما , و ابن أم مكتوم الأعمى و هو صاحب القصة من طرق عنه عند
أبي داود و غيره , و هو مخرج في " صحيح أبي داود " ( 561 ) .
1355 " إذا سمعتم بجيش قد خسف به قريبا , فقد أظلت الساعة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 340 :
أخرجه أحمد ( 6 / 378 ) و الحميدي ( 351 ) قالا - و السياق للحميدي - حدثنا
سفيان قال : حدثنا محمد بن إسحاق أنه سمع محمد بن إبراهيم التيمي يحدث عن
# بقيرة امرأة القعقاع بن أبي حدرد الأسلمي # قالت : " سمعت رسول الله صلى الله
عليه وسلم على المنبر يقول : يا هؤلاء ! إذا سمعتم ... " .
قلت : و هذا إسناد حسن رجاله ثقات رجال الشيخين غير ابن إسحاق و هو حسن الحديث
إذا أمنا تدليسه كما هنا فقد صرح بالتحديث و ذلك من فوائد الحميدي رحمه الله
دون أحمد , و لذلك أعله الهيثمي بالعنعنة , فقال المناوي في شرحه على " جامع
السيوطي " : " و قد رمز لحسنه , و هو كما قال , إذ غاية ما فيه أن فيه ابن
إسحاق , و هو ثقة لكنه مدلس , قال الهيثمي : و بقية رجال إسنادي أحمد رجال
الصحيح " .
قلت : و من الغريب قوله : " و هو كما قال .... " , فإن عنعنة من عرف بالتدليس
علة في الحديث تمنع من القول بحسنه كما لا يخفى على العارفين بهذا العلم الشريف
. و سفيان هو ابن عيينة , و قد تابعه سلمة بن الفضل عن أحمد .
1356 " إذا سها أحدكم في صلاته , فلم يدر واحدة صلى أو اثنتين , فليبن على واحدة ,
فإن لم يدر ثنتين صلى أو ثلاثا ? فليبن على ثنتين , و إن لم يدر ثلاثا صلى أو
أربعا ? فليبن على ثلاثا , و ليسجد سجدتين قبل أن يسلم " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 341 :
أخرجه الترمذي ( 1 / 80 - 81 ) و ابن ماجه ( 1209 ) و الطحاوي ( 1 / 251 )
و الحاكم ( 1 / 324 - 325 ) و البيهقي ( 2 / 332 ) و أحمد ( 1 / 190 ) من طريق
محمد بن إسحاق عن مكحول عن كريب عن ابن عباس عن # عبد الرحمن بن عوف # قال :
سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره . و اللفظ للترمذي و قال : " حديث
حسن غريب صحيح " . كذا قال , و مكحول و ابن إسحاق مدلسان و قد عنعناه ! فأنى له
الحسن فضلا عن الصحة ? ! نعم قد صرح ابن إسحاق بالتحديث في رواية لأحمد ( 1 /
193 ) و لكنه أرسله عن مكحول , و وصله من طريق غيره , فقال أحمد : حدثنا
إسماعيل حدثنا محمد بن إسحاق حدثني مكحول أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
: إذا صلى أحدكم فشك في صلاته .... قال ابن إسحاق : و قال لي حسين بن عبد الله
: هل أسنده لك ? فقلت : لا , فقال : لكنه حدثني أن كريبا مولى ابن عباس حدثه عن
ابن عباس به . و هكذا أخرجه البيهقي و قال عقبة : " فصار وصل الحديث لحسين بن
عبد الله و هو ضعيف إلا أن له شاهدا من حديث مكحول " . يعني عن كريب به . ثم
أخرجه هو و الحاكم ( 1 / 324 ) من طريقين عن عبد الرحمن بن ثابت عن أبيه عن
مكحول به مختصرا بلفظ : " من سها في صلاته في ثلاث أو أربع فليتم , فإن الزيادة
خير من النقصان " . و قال الحاكم : " هذا حديث مفسر صحيح الإسناد " .
قلت : هو حسن الإسناد لولا عنعنة مكحول , لكن لم يتفرد به , فقد رواه إسماعيل
ابن مسلم المكي عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس به مختصرا .
أخرجه الطحاوي و أحمد ( 1 / 195 ) و البيهقي . ثم أخرج له البيهقي شاهدا قويا
من طريق جعفر : أنبأنا سعيد يعني ابن أبي عروبة عن قتادة عن أنس عن النبي صلى
الله عليه وسلم قال : " إذا شك أحدكم في صلاته فلم يدر اثنتين صلى أو ثلاثا ,
فليلق الشك و ليبن على اليقين " . و قال : " جعفر هذا هو ابن عون " .
قلت : و هو ثقة من رجال الشيخين , و كذا من فوقه , فالسند صحيح .
1357 " إذا سرتم في أرض خصبة , فأعطوا الدواب حقها أو حظها , و إذا سرتم في أرض جدبة
فانجوا عليها , و عليكم بالدلجة , فإن الأرض تطوى بالليل , و إذا عرستم , فلا
تعرسوا على قارعة الطريق فإنها مأوى كل دابة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 342 :
أخرجه البزار ( ص 113 - زوائده ) و البيهقي ( 5 / 256 ) مختصرا من طريق أبي
جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن # أنس # أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
: فذكره و قال : " لا نعلمه عن أنس إلا من هذا الوجه بهذا التمام , و روي بعضه
عن الزهري عنه " .
قلت : و هو ضعيف من أجل أبي جعفر الرازي فإنه سيء الحفظ . و قد وصله الطحاوي في
" المشكل " ( 1 / 31 ) و البيهقي من طريق عقيل عن ابن شهاب أخبرني أنس بن مالك
به دون قوله " و إذا عرستم ... " , و فيه رويم بن يزيد , ترجمه ابن أبي حاتم (
1 / 2 / 523 ) و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا , لكن وثقه الخطيب , فالسند صحيح
كما تقدم برقم ( 682 ) و قد خرجت هناك طرفا من هذا الحديث , بتخاريج لا تراها
هنا , فارجع إليها إن شئت . و خالفه عبد الله بن صالح فقال : حدثني الليث به
إلا أنه لم يذكر فيه أنس ابن مالك . أخرجه الطحاوي و عبد الله فيه ضعيف . لكن
الحديث له شاهد من حديث جابر , و رجاله ثقات ليس فيه علة سوى عنعنة الحسن
البصري و من أجلها خرجته في الكتاب الآخر ( 1140 ) لأنه أطول من هذا , فالحديث
به حسن . و الله أعلم . و له شاهد آخر من حديث أبي هريرة مرفوعا نحوه . أخرجه
مسلم ( 6 / 54 ) و الطحاوي و ابن حبان ( 972 ) و البيهقي و غيرهم .
و ( الدلجة ) : بالضم و الفتح : سير الليل . و ( التعريس ) : نزول المسافر آخر
الليل نزلة للنوم و الاستراحة .
1358 " أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة الصلاة , فإن صلحت صلح له سائر عمله و إن
فسدت فسد سائر عمله " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 343 :
رواه الطبراني في " الأوسط " ( 13 / 2 من زوائده ) حدثنا أحمد هو ابن
( بياض في الأصل ) حدثنا إسماعيل بن عيسى الواسطي حدثنا إسحاق بن يوسف الأزرق
حدثنا القاسم بن عثمان عن # أنس # مرفوعا , و قال : " لا يروى عن أنس إلا بهذا
الإسناد تفرد به إسحاق " . قال صاحب الزوائد . " كذا قال " .
قلت : يشير إلى أن له طريقا أخرى عن أنس , و قد ساقها عقب هذا بلفظ " أول ما
يسأل .... " و يأتي قريبا .
قلت : و هذه الطريق ضعيفة و علتها القاسم بن عثمان ضعفه البخاري و الدارقطني .
ثم وجدت الحديث أخرجه الضياء في " المختارة " ( 209 / 2 ) من طريق الطبراني :
حدثنا أحمد بن أبي عوف حدثنا إسماعيل بن عيسى الواسطي به . ثم رواه من طريق
أخرى عن الأزرق به . ثم أخرجه الطبراني و الضياء ( 1 / 197 ) من طريق روح بن
عبد الواحد القرشي حدثنا خليد بن دعلج عن قتادة عن أنس مرفوعا بلفظ : " أول ما
يسأل عنه العبد يوم القيامة ينظر في صلاته فإن صلحت , فقد أفلح و إن فسدت فقد
خاب و خسر " . و قال الطبراني : " لم يروه عن قتادة إلا خليد تفرد به روح " .
قلت : قال أبو حاتم : " ليس بالمتين " . و خليد بن دعلج ضعيف . و قد خالفه أبان
ابن يزيد العطار فقال : أخبرنا قتادة عن الحسن عن أنس مرفوعا به إلا أنه قال :
" فقد أفلح و أنجح " . أخرجه ابن شاذان في " جزء من حديثه " ( ق 16 / 1 ) عن
عثمان بن السماك حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى البرتي أخبرنا موسى بن إسماعيل :
أخبرنا أبان به . و هذا إسناد رجاله كلهم ثقات من رجال " التهذيب " غير البرتي
و عثمان بن السماك , و هو عثمان بن أحمد بن السماك , و هما ثقتان مترجمان في "
تاريخ الخطيب " و لولا عنعنة الحسن البصري لقلت بأنه إسناد صحيح . لكن أخرجه
ابن نصر في " الصلاة " ( ق 31 / 1 ) حدثنا محمد بن يحيى حدثنا موسى بن إسماعيل
به إلا أنه قال : عن الحسن عن أنس بن حكيم عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال : فذكره . فالحديث حديث أنس بن حكيم عن أبي هريرة و ليس حديث أنس
ابن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم , فلعل في " جزء ابن شاذان " سقطا .
و يؤيده أني وجدت في مسودتي أن ابن شاذان روى في " الثامن من أجزائه " ( 15 / 1
) عن الحسن عن أنس بن حكيم عن أبي هريرة به . و كذلك رواه سفيان بن حسين عن علي
ابن زيد عن أنس بن حكيم الضبي قال : قال لي أبو هريرة : إذا أتيت أهل مصرك
فأخبرهم أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره نحوه و فيه :
" فإن صلحت صلاته و إلا زيد فيها من تطوعه , ثم يقابل سائر الأعمال المفروضة
بذلك " . أخرجه أحمد ( 2 / 290 ) و ابن نصر و البغوي في " شرح السنة " ( 2 / 24
/ 1 ) و قال : " حديث حسن " .
قلت : و هو كما قال , فإن أنس بن حكيم هذا مستور كما في " التقريب " فقد روى
عنه ابن جدعان أيضا , و ذكره ابن حبان في " الثقات " ( 3 / 14 ) . و قد تابعه
يونس بن عبيد عن الحسن عن أنس بن حكيم الضبي به أتم منه . أخرجه أحمد ( 2 / 425
) و ابن نصر . و تابعه حميد عن الحسن عن أبي هريرة , فأسقط من بينهما أنس ابن
حكيم ,فلعل الحسن دلسه في هذه الرواية عنه . أخرجه أحمد ( 4 / 103 ) . و للحسن
فيه شيخ آخر , يرويه همام بن يحيى عن قتادة عن الحسن عن حريث بن قبيصة قال :
قدمت المدينة فلقيت أبا هريرة ... قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم :
فذكره مثل رواية أبان بن يزيد العطار المتقدمة . أخرجه النسائي ( 1 / 81 )
و الترمذي ( 2 / 270 ) و حسنه , و ابن نصر و الطحاوي في " المشكل " ( 3 / 227 )
. ثم أخرجه هو و ابن شاذان في " الثامن من أجزائه " ( 14 / 2 ) من طريقين عن
الحسن عن ( و في أحدهما : أخبرني ) صعصعة عن أبي هريرة . و للحديث شاهد من حديث
أبي سعيد الخدري مرفوعا بلفظ : " أول ما يسأل العبد عنه و يحاسب به صلاته , فإن
قبلت منه قبل سائر عمله و إن ردت عليه رد سائر عمله " . أخرجه السلفي في "
الطيوريات " ( ق 86 / 1 ) عن عمرو بن قيس الملائي عن عطية العوفي عن أبي سعيد
الخدري . قلت : عطية العوفي ضعيف , حسن له الترمذي كثيرا في " سننه " و ذلك
محتمل في الشواهد كما هنا . و بالجملة فالحديث صحيح بمجموع طرقه . و الله أعلم
.
1359 " إن الله يقول : يا ابن آدم تفرغ لعبادتي أملأ صدرك غنى و أسد فقرك و إن لا
تفعل ملأت يديك شغلا و لم أسد فقرك " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 346 :
أخرجه الترمذي ( 3 / 308 ) و ابن ماجه ( 2 / 525 ) و ابن حبان ( 2477 ) و أحمد
( 2 / 358 ) من طريق عمران بن زائدة بن نشيط عن أبيه عن أبي خالد الوالبي عن
# أبي هريرة # عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره , و قال الترمذي :
" حديث حسن غريب , و أبو خالد الوالبي اسمه هرمز " .
قلت : قد روى عنه جمع من الثقات , و أورده فيهم ابن حبان , و قال أبو حاتم :
" صالح الحديث " . فهو جيد الحديث , لكن العلة من زائدة بن نشيط فإنه لم يرو
عنه مع ابنه غير فطر بن خليفة , و لم يوثقه غير ابن حبان , و بيض له ابن أبي
حاتم ( 1 / 2 / 612 ) , فهو مجهول الحال , و قد أشار إلى ذلك الحافظ بقوله في
" التقريب " : " مقبول " . و الحديث عزاه السيوطي في " الجامع " للحاكم بدل ابن
حبان و لم أره عنده الآن عن أبي هريرة و قد ذكر المناوي أنه قال : " صحيح
و أقره الذهبي في " التلخيص " . لكنه في " كتاب الزهد " نقله عن التوراة بهذا
اللفظ , ثم قال : و روي مرفوعا و لا يصح . انتهى . و فيه عند الترمذي أبو خالد
الوالبي عن أبيه . و أبوه لا يعرف كما في " المنار " , و زائدة ابن نشيط لا
يعرف أيضا " .
قلت : و قوله : " عن أبيه " وهم ظاهر , فإنه ليس لهذا الأب ذكر في سند الترمذي
و لا غيره و لعله وقع نظره على قوله " عن أبيه " عقب " ابن نشيط " فانتقل إلى
ما بعد " عن أبي خالد الوالبي " فسها . ثم وجدت الحديث في " التفسير " من
" مستدرك الحاكم " ( 2 / 443 ) مصححا كما ذكر المناوي , رواه من طريق عمران بن
زائدة به . و وجدت للحديث شاهدا قويا عن معقل بن يسار رضي الله عنه قال : قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يقول ربكم تبارك و تعالى : يا ابن آدم تفرغ
لعبادتي أملأ قلبك غنى و أملأ يديك رزقا , يا ابن آدم ! لا تباعد مني فأملأ
قلبك فقرا و أملأ يديك شغلا " . أخرجه الحاكم ( 4 / 326 ) من طريق سلام بن أبي
مطيع حدثنا معاوية بن قرة عنه . و قال : " صحيح الإسناد " . و وافقه الذهبي ,
و هو كما قالا . و تابعه سلام الطويل عن زيد عن معاوية بن قرة به . أخرجه ابن
عدي ( 163 / 1 ) في ترجمة سلام هذا و هو متروك . و زيد العمي ضعيف .
1360 " إذا شربوا الخمر فاجلدوهم , ثم إن شربوا فاجلدوهم , ثم إن شربوا فاجلدوهم ,
ثم إن شربوا ( الرابعة ) فاقتلوهم " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 347 :
أخرجه أبو داود ( 2 / 473 - الحلبي ) و ابن ماجه ( 2 / 121 ) و ابن حبان ( 1519
) و الحاكم ( 4 / 372 ) و أحمد ( 4 / 95 و 96 و 101 ) عن عاصم بن بهدلة عن
ذكوان أبي صالح عن # معاوية بن أبي سفيان # قال : قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم , فذكره , و الزيادة لأحمد في رواية و الحاكم و سكت , عنه و قال الذهبي :
" قلت : صحيح " . و هو كما قال إن كان يعني : صحيح لغيره و إلا فهو حسن للخلاف
المعروف في عاصم بن بهدلة . و له طريق أخرى يرويه المغيرة عن معبد القاص عن عبد
الرحمن بن عبد عن معاوية قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
" من شرب الخمر فاجلدوه , فإن عاد فاجلدوه ... " و فيه الزيادة . أخرجه أحمد
( 4 / 93 - 97 ) .
قلت : و إسناده صحيح على شرط الشيخين . و عبد الرحمن بن عبد هو القاري .
و معبد هو ابن خالد بن مرير الجدلي . و المغيرة هو ابن مقسم . ثم إن الحديث
غاية في الصحة , فقد رواه جماعة آخرون من الصحابة منهم أبو هريرة و جرير بن عبد
الله البجلي و عبد الله بن عمر و الشريد أبو عمرو و عبد الله بن عمرو و شرحبيل
ابن أوس , و قد ساق الحاكم أسانيده إليهم , و صححه ابن حبان أيضا من حديث أبي
هريرة و من حديث أبي سعيد الخدري أيضا . و قد قيل إنه حديث منسوخ , و لا دليل
على ذلك بل هو محكم غير منسوخ كما حققه العلامة أحمد شاكر في تعليقه على
" المسند " ( 9 / 49 - 92 ) و استقصى هناك الكلام على طرقه بما لا مزيد عليه
و لكنا نرى أنه من باب التعزيز , إذا رأى الإمام قتل , و إن لم يره لم يقتل
بخلاف الجلد فإنه لابد منه في كل مرة و هو الذي اختاره الإمام ابن القيم رحمه
الله تعالى .
1361 " إذا شربتم اللبن فمضمضوا , فإن له دسما " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 348 :
أخرجه ابن ماجه ( 1 / 181 ) من طريق محمد بن خالد ( الأصل : خالد بن محمد ) عن
موسى بن يعقوب حدثني أبو عبيدة بن عبد الله بن زمعة عن أبيه عن # أم سلمة # زوج
النبي صلى الله عليه وسلم قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : و هذا إسناد حسن كما قال الحافظ في " الفتح " ( 1 / 250 ) و رجاله ثقات
كما قال البوصيري في " الزوائد " ( 37 / 2 ) و في موسى بن يعقوب و هو الزمعي
كلام من قبل حفظه . و له شاهد يرويه عبد المهيمن بن عباس بن سهل بن سعد الساعدي
عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " مضمضوا من اللبن فإن
له دسما " . أخرجه ابن ماجه , و قال البوصيري : " هذا إسناد ضعيف , عبد المهيمن
, قال البخاري : منكر الحديث " .
قلت : و قال الحافظ في " التقريب " : " ضعيف " . فقوله في المكان المشار إليه
من " الفتح " : " أخرجه ابن ماجه من حديث أم سلمة و سهل بن سعد مثله , و إسناد
كل منهما حسن " . فهو غير حسن لحال عبد المهيمن ! و له عند ابن ماجه شاهد آخر
من طريق الوليد بن مسلم حدثنا الأوزاعي عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن
عتبة عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره مثل حديث سهل .
و هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين إن سلم من تدليس الوليد , لكنه شاذ عندي بهذا
اللفظ , فقد أخرجه البخاري ( 1 / 250 و 10 / 59 - 60 ) و مسلم ( 1 / 188 - 189
) و النسائي ( 1 / 40 ) و الترمذي ( 1 / 149 ) و البيهقي ( 1 / 160 ) و أحمد (
1 / 223 و 227 و 329 و 337 و 373 ) من طرق عن الأوزاعي و غيره عن الزهري بلفظ :
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم شرب لبنا فمضمض و قال : إن له دسما " .
و قال الترمذي : " حديث حسن صحيح " .
1362 " إذا صلى أحدكم فلم يدر كيف صلى ? فليسجد سجدتين و هو جالس " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 350 :
أخرجه أبو داود ( 1 / 236 - الحلبي ) و الترمذي ( 2 / 243 - شاكر ) و ابن ماجه
( 1 / 363 - 364 ) و أحمد ( 3 / 12 ) من طريق يحيى بن أبي كثير عن عياض بن هلال
قال : قلت لأبي سعيد : أحدنا يصلي فلا يدري كيف صلى ? فقال : قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم : فذكره . و قال الترمذي : " حديث حسن " .
قلت : و هو كما قال أو أعلى , و هو يعني حسن لغيره و إنما لم يحسنه لذاته -
و الله أعلم - لأن عياضا هذا مجهول , تفرد عنه يحيى بن أبي كثير كما في
" التقريب " لكنه قد تابعه عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري مرفوعا به نحوه .
أخرجه مسلم و أبو داود و غيرهما و هو مخرج في " صحيح أبي داود " ( 939 ) , و قد
أخرجه ابن حبان ( 537 ) و الحاكم ( 1 / 322 ) نحو رواية مسلم , و إسناده حسن ,
و هو رواية لأبي داود . و عنده من الطريق الأولى زيادة قد أخرجته من أجلها في "
ضعيف أبي داود " ( 187 ) و هي عند ابن حبان أيضا ( 187 - 188 ) .
1363 " إذا صلى الإمام جالسا فصلوا جلوسا " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 350 :
أخرجه ابن أبي شيبة في " المصنف " ( 2 / 65 / 2 ) حدثنا خالد بن مخلد عن سليمان
ابن بلال عن جعفر بن محمد قال : سمعت القاسم بن محمد يقول : قال # معاوية # :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : و هذا إسناد صحيح , رجاله ثقات على شرط الشيخين . ثم أخرجه بأسانيد عديدة
من حديث أنس و عائشة و جابر و أبي هريرة مرفوعا أتم منه , و هي في " الصحيحين "
و غيرهما , و قد خرجتهما في " صحيح أبي داود " ( 614 - 619 ) .
1364 " إذا صلوا على جنازة و أثنوا خيرا , يقول الرب عز وجل : أجزت شهادتهم فيما
يعلمون و أغفر له ما لا يعلمون " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 351 :
أخرجه البخاري في " التاريخ الكبير " ( 2 / 1 / 154 ) قال محمد بن حميد : حدثنا
حكام بن سلم الرازي سمع عيسى بن يزيد أبا معاذ عن خالد بن كيسان عن # الربيع
بنت معوذ # أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره . أورده في ترجمة خالد بن
كيسان و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . و كذلك صنع ابن أبي حاتم ( 1 / 2 / 348
) , و أما ابن حبان فذكره في " الثقات " ( 3 / 58 ) و قال الحافظ : " مقبول " .
و عيسى بن يزيد أبو معاذ ترجمه ابن أبي حاتم ( 3 / 1 / 291 ) و لم يذكر فيه
جرحا و لا تعديلا , و قد وثقه ابن حبان أيضا . و حكام بن سلم الرازي ثقة .
و محمد بن حميد و هو الرازي قال الحافظ بن حجر : " حافظ ضعيف , و كان ابن معين
حسن الرأي فيه " . و بالجملة فالحديث ضعيف الإسناد , لكن له شواهد كثيرة تراها
في " مجمع الزوائد " ( 3 / 4 ) و قد خرجت بعضها في " كتاب الجنائز " ( ص 45 ) .
1365 " إذا عاد أحدكم مريضا فليقل : اللهم اشف عبدك ينكأ لك عدوا أو يمشي لك صلاة "
. <1>
-----------------------------------------------------------
[1] ( انظر الاستدراك رقم 351 / حديث 1365 ) . اهـ .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 352 :
أخرجه أبو داود ( 2 / 166 - 167 - الحلبية ) و ابن حبان ( 715 ) و الحاكم
( 1 / 344 ) من طريق ابن وهب حدثنا حيي بن عبد الله عن أبي عبد الرحمن الحبلي
عن # عبد الله بن عمرو # قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
و قال الحاكم : " صحيح على شرط مسلم " . و وافقه الذهبي .
قلت : و ليس كما قالا , فإن حييا هذا لم يخرج له مسلم شيئا , و هو إلى ذلك فيه
كلام من قبل حفظه كما أشار إليه الحافظ بقوله في ترجمته : " صدوق يهم " . فمثله
بحسب أن يحسن حديثه , أما الصحة فلا . ثم رأيت الذهبي نفسه قد أورده في
" الضعفاء " , و قال : " حسن الحديث , قال أحمد : منكر الحديث " . هذا و في
رواية لأبي داود : " جنازة " مكان " صلاة " . و هي عندي رواية شاذة , فقد رواه
ابن لهيعة أيضا حدثني حي بن عبد الله بالرواية الأولى : أخرجه أحمد ( 2 / 172 )
, و رواه ابن حبان أيضا ( 715 ) من طريق أخرى عن ابن وهب به إلا أنه جعل من
فعله صلى الله عليه وسلم بلفظ : " كان إذا جاء الرجل يعوده قال : " فذكره .
( ينكأ ) يقال : نكيت في العدو و أنكي نكاية فأنا ناك , إذا أكثرت فيهم الجراح
و القتل فوهنوا لذلك . نهاية .
1366 " إذا غربت الشمس فكفوا صبيانكم , فإنها ساعة ينتشر فيها الشياطين " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 352 :
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 3 / 26 / 2 ) من طريق ليث عن مجاهد عن
# ابن عباس # رفعه قال : فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف , ليث و هو ابن أبي سليم , كان اختلط لكن الحديث صحيح
له شاهد من حديث جابر رضي الله عنه مرفوعا نحوه , أخرجه الشيخان و غيرهما و قد
مضى لفظه برقم ( 40 ) .
1367 " إذا عاد الرجل أخاه المسلم مشى في خرافة الجنة حتى يجلس , فإذا جلس غمرته
الرحمة , فإن كان غدوة صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يمسي و إن كان مساء صلى عليه
سبعون ألف ملك حتى يصبح " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 353 :
أخرجه أحمد ( 1 / 81 ) و أبو داود ( 3099 ) و ابن ماجه ( 1 / 440 ) و الحاكم
( 1 / 349 ) و أبو يعلى في " مسنده " ( 77 ) و البيهقي ( 3 / 380 ) عن عبد
الرحمن بن أبي ليلى قال : " جاء أبو موسى إلى الحسن بن علي يعوده , فقال له
# علي # رضي الله عنه : أعائد جئت أم شامتا ? قال : لا بل عائدا , قال : فقال
له علي رضي الله عنه : إن كنت جئت عائدا فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول .. فذكره , و قال الحاكم : " حديث صحيح على شرط الشيخين " . و وافقه
الذهبي , و هو كما قالا , و قد ذكر الحاكم ثم البيهقي أن له علة من قبل إسناده
لكن الأول صرح بأنها غير قادحة في صحته . و هو الظاهر . و الله أعلم , لاسيما
و قد قال أبو داود عقبه : " أسند هذا عن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم من
غير وجه صحيح " .
قلت : و ليس من هذه الوجوه ما أخرجه الترمذي ( 1 / 181 ) من طريق ثوير أبي
فاختة عن أبيه قال : " أخذ علي بيدي , و قال : انطلق بنا إلى الحسن نعوده ,
فوجدنا عنده أبا موسى فقال علي عليه السلام : أعائدا ... " الحديث نحوه , و قال
:" حديث حسن غريب , و قد روي عن علي هذا الحديث من غير وجه منهم من وقفه و لم
يرفعه , و أبو فاختة اسمه سعيد بن علاقة " .
قلت : و هو ثقة لكن ابنه ثوير ضعيف كما في " التقريب " إلا أنه يتقوى بما قبله
. و من طرقه ما روى حماد بن سلمة عن يعلى بن عطاء عن عبد الله بن يسار " أن عمر
ابن حريث عاد الحسن بن علي رضي الله عنه , فقال له علي : أتعود الحسن و في نفسك
ما فيها ? فقال له عمرو : إنك لست بربي فتصرف قلبي حيث شئت . قال علي رضي الله
عنه : أما إن ذلك لا يمنعنا أن نؤدي إليك النصيحة ? سمعت رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقول : " ما من مسلم عاد أخاه إلا ابتعث الله له سبعين ألف ملك يصلون
عليه .. " الحديث نحو رواية عبد الرحمن بن أبي ليلى دون ذكر الخرافة و الرحمة .
أخرجه أحمد ( 1 / 97 و 118 ) و ابن حبان ( 710 ) . و رجاله ثقات رجال مسلم غير
عبد الله بن يسار أبو همام الكوفي فهو مجهول وثقه ابن حبان ( 3 / 141 - 142 ) .
و من طرقه أيضا ما روى شعبة عن الحكم عن عبد الله بن نافع قال : " عاد أبو موسى
الأشعري الحسن بن علي ... " الحديث . أخرجه أحمد ( 1 / 120 - 121 و 121 ) و أبو
داود ( 3098 ) . و رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن نافع و هو الكوفي
أبو جعفر مولى بني هاشم . ذكره ابن حبان في " الثقات " و قال : " صدوق " كما في
"التهذيب " . و لم أره في " الثقات " المطبوع . و قيل إنه عبد الله بن يسار
المتقدم , و فيه بعد , و الله أعلم . و روى مسلم بن أبي مريم عن رجل من الأنصار
عن علي رضي الله عنه مرفوعا به مختصرا . أخرجه عبد الله بن أحمد في " زوائد
المسند " ( 1 / 138 ) . و رجاله موثقون غير الأنصاري فإنه لم يسم .
( خرافة الجنة ) أي في اجتناء ثمرها . يقال : خرفت النخلة أخرفها خرفا و خرافا
.
1368 " إذا طبختم اللحم فأكثروا المرق أو الماء , فإنه أوسع , أو أبلغ للجيران " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 355 :
أخرجه أحمد ( 3 / 377 ) حدثنا يحيى بن سعيد الأموي حدثنا الأعمش قال : بلغني عن
# جابر بن عبد الله # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : و هذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين إلا أنه منقطع بين الأعمش و جابر .
و قد خالفه سفيان الثوري فقال : عن الأعمش عن إبراهيم عن أبيه عن أبي ذر مرفوعا
به نحوه . أخرجه الخطيب في " تاريخ بغداد " ( 3 / 252 ) عن عبد الله بن إبراهيم
السواق : حدثني بشر بن الحارث عن المعافى بن عمران عنه . و قال عن الدارقطني :
" غريب من حديث الثوري عن الأعمش أيضا عن إبراهيم التيمي , تفرد به هذا الشيخ
عن بشر بن الحارث المعروف بالحافي .
قلت : قد رواه أبو بكر المفيد عن محمد بن عبد الله تلميذ بشر بن الحارث عن بشر
, و هذا التلميذ مجهول , و المفيد محمد بن محمد بن النعمان ليس بموثوق به " .
قلت : و هو عن أبي ذر محفوظ , رواه عبد الله بن الصامت عنه مرفوعا بلفظ : " إذا
طبخت مرقا فأكثر ماءه , ثم انظر أهل بيت من جيرانك فاصبهم منها بمعروف " .
أخرجه مسلم ( 8 / 37 ) و البخاري في " الأدب المفرد " ( 113 ) و الترمذي ( 3 /
93 ) و الدارمي ( 2 / 108 ) و ابن ماجه ( 2 / 324 ) و ابن المبارك في " الزهد "
( 606 ) و أحمد ( 5 / 149 - 156 - 161 - 171 ) و قال الترمذي : " حديث حسن صحيح
" . و الحديث أورده الهيثمي في " المجمع " ( 5 / 19 ) من رواية أحمد بلفظ
الترجمة , و من رواية البزار بلفظ : " إذا طبخت قدرا فأكثر ماءها أو المرق ,
و تعاهد جيرانك " . و قال : " و رجال البزار فيهم عبد الرحمن بن مغراء , وثقه
أبو زرعة و جماعة و فيه كلام لا يضر و بقية رجاله رجال الصحيح " . ثم أورده في
مكان آخر منه ( 8 / 165 ) بلفظ : " إذا طبخ أحدكم قدرا فليكثر مرقها , ثم
ليناول جاره منها " , و قال : " رواه الطبراني في " الأوسط " و فيه عبيد الله
ابن سعيد قائد الأعمش , وثقه ابن حبان , و ضعفه غيره و بقية رجاله ثقات " .
قلت : و قد أخرجه تمام في " الفوائد " ( 10 / 186 / 2 ) من طريق عبد الرحمن بن
المغراء الأزدي عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر به .
قلت : و هذه فائدة عزيزة , بين فيها ابن المغراء الواسطة بين الأعمش و جابر
أنها أبو سفيان و اسمه طلحة بن نافع , و هو صدوق من رجال الشيخين لكن ابن
المغراء قال الحافظ : " تكلم في حديث عن الأعمش " . و جملة القول أن الحديث
بطرقه عن جابر , و الشاهد الذي ذكرته من حديث أبي ذر صحيح بلا ريب . و الله
أعلم .
1369 " إذا صلى أحدكم فليلبس ثوبيه , فإن الله أحق من تزين له " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 356 :
أخرجه الطحاوي في " شرح معاني الآثار " ( 1 / 221 ) و الطبراني في " المعجم
الأوسط " ( 1 / 28 / 1 ) و البيهقي في " السنن الكبرى " ( 2 / 236 ) من طريقين
عن موسى بن عقبة عن نافع عن # ابن عمر # قال : قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم فذكره .
قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين . و الحديث قال الهيثمي في " المجمع "
( 2 / 51 ) : " رواه الطبراني في " الكبير " و إسناده حسن " .
قلت : و ذلك لأن في إسناده زهير بن عباد , و فيه خلاف , لكن طريق البيهقي سالم
منه , فصح الحديث و الحمد لله . و قوله : " الكبير " لعله سبق قلم , أو خطأ
مطبعي , فإنما رواه الطبراني في " الأوسط " كما عرفت و هو على علم به , فقد
عزاه إليه في " زوائده " و منه نقلت , فلو كان قوله : " الكبير " صوابا , لضم
إليه " الأوسط " أيضا . و الله أعلم .
( تنبيه ) أخرج أبو داود و غيره الشطر الأول من الحديث . راجع " صحيح أبي داود
" ( 645 ) .
1370 " إذا حضر أحدكم الأمر يخشى فوته فليصل هذه الصلاة . ( يعني الجمع بين الصلاتين
) " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 357 :
أخرجه النسائي ( 1 / 98 ) و الطبراني في " المعجم الكبير " ( 3 / 194 - 2 / 1 )
من طريق يزيد بن زريع قال : حدثنا كثير بن قاروند ( و قال الطبراني : ابن قنبر
) قال : سألنا سالم بن # عبد الله # عن صلاة أبيه في السفر ? فأخبر عن أبيه ,
قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . و تابعه ابن شميل قال :
حدثنا كثير ابن قاروند به . أخرجه النسائي ( 1 / 99 ) .
قلت : و هذا إسناد حسن , و رجاله ثقات معروفون غير كثير بن قاروند , هكذا أورده
في " التهذيب " و لم يذكر خلافا في اسم أبيه , و رواية الطبراني تثبته و يؤيده
أن ابن أبي حاتم أورده في كتابه ( 3 / 2 / 155 ) : " كثير بن قنبر " وفقا
لرواية الطبراني , و ذكر أنه روى عنه علاوة على يزيد بن زريع و النضر بن شميل :
روح بن عبادة و علي بن عبد العزيز . و زاد في " التهذيب " مكانهما : " و يوسف
ابن خالد السمتي و الفضل بن سليمان " .
قلت : السمتي متهم , و سائرهم ثقات قد رووا عنه و قد ذكره ابن حبان في " الثقات
" فهذا من اتفاق أولئك الثقات على الرواية عنه , مما يلقي الطمأنينة في القلب ,
على الاحتجاج بحديثه . و الله أعلم .
1371 " إذا صليت الصبح فأمسك عن الصلاة حتى تطلع الشمس ( فإنها تطلع بقرني شيطان ) ,
فإذا طلعت فصل , فإن الصلاة محضورة و متقبلة , حتى تعتدل على رأسك مثل الرمح ,
فإذا اعتدلت على رأسك , فإن تلك الساعة تسجر فيها جهنم , و تفتح فيها أبوابها
حتى تزول عن حاجبك الأيمن , فإذا زالت عن حاجبك الأيمن فصل , فإن الصلاة محضورة
متقبلة حتى تصلي العصر , ( ثم دع الصلاة حتى تغيب الشمس ) " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 358 :
أخرجه أحمد ( 5 / 312 ) و الحاكم ( 3 / 518 ) من طريق حميد بن الأسود : حدثنا
الضحاك بن عثمان عن سعيد المقبري عن صفوان بن المعطل السلمي أنه سأل النبي صلى
الله عليه وسلم فقال : " يا نبي الله إني أسألك عما أنت به عالم , و أنا به
جاهل , من الليل و النهار ساعة تكره فيها الصلاة ? فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم ..... " فذكره . و قال الحاكم - و الزيادتان له - : " صحيح الإسناد "
. و وافقه الذهبي .
قلت : و هو كما قالا لولا أن حميد بن الأسود قد قال فيه الحافظ : " يهم قليلا "
. و قد خولف في إسناده , رواه ابن أبي فديك عن الضحاك بن عثمان عن المقبري عن
أبي هريرة قال : " سأل صفوان بن المعطل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال
..... " الحديث , فجعله من مسند أبي هريرة , لا من مسند صفوان .
أخرجه ابن ماجة ( 1252 ) و ابن حبان ( 619 ) . و يرجح هذه الرواية أن ابن حبان
أخرجه ( 618 ) من طريق ابن وهب عن عياض بن عبد الله القرشي عن سعيد بن أبي سعيد
عن أبي هريرة به نحوه . و هذا إسناد على شرط مسلم لكن عياضا هذا فيه لين كما
قال الحافظ , فهو في المتابعات لا بأس به , و الحديث بمجموع الطريقين صحيح ,
و قد حسن البوصيري في " الزوائد " ( ق 98 / 1 مصورة المكتب ) طريق ابن أبي فديك
, و عزاه لابن خزيمة في " صحيحه " من طريق ابن وهب . و اعلم أن قوله " ثم دع
الصلاة حتى تغيب الشمس " هو كقوله صلى الله عليه وسلم : " لا صلاة بعد العصر
حتى تغرب الشمس " . و كلاهما من العام المخصوص لحديث أنس و علي الصريحين في ذلك
, فراجعهما برقم ( 200 و 314 ) .
1372 " إذا ظهر السوء في الأرض أنزل الله عز وجل بأسه بأهل الأرض , و إن كان فيهم
صالحون , يصيبهم ما أصاب الناس , ثم يرجعون إلى رحمة الله " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 359 :
أخرجه البيهقي في " شعب الإيمان " ( 2 / 441 / 2 ) من طريق سفيان بن عيينة عن
جامع بن أبي راشد عن منذر الثوري عن الحسن بن محمد عن # عائشة # مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ظاهره الصحة , فإن رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين , و قد
ذكروا للحسن بن محمد و هو ابن علي بن أبي طالب رواية عن جمع من الصحابة منهم
عائشة رضي الله عنها . لكن يبدو أن بينهما واسطة , فقد أخرجه الحاكم ( 4 / 523
) من طريق عبد الله . أنبأنا سفيان عن جامع بن أبي راشد عن أبي يعلى منذر
الثوري عن الحسن بن محمد بن علي عن مولاة لرسول الله صلى الله عليه وسلم قالت :
" دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على عائشة , أو على بعض أزواج النبي صلى
الله عليه وسلم و أنا عنده فقال " فذكره . و سفيان هو ابن عيينة , و قد رواه
عنه أحمد أيضا ( 6 / 41 ) لكن وقع فيه : " عن حسن بن محمد عن امرأته " فلعله
محرف من " امرأة " . سكت عليه الحاكم و الذهبي , و ليس بجيد , فإن المولاة و إن
لم تسم , فهي صحابية مولاة رسول الله صلى الله عليه وسلم , و الصحابة كلهم عدول
, فالسند صحيح سواء كان عنها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم , أو عنها عن
عائشة أو غيرها كما يأتي عنه صلى الله عليه وسلم . و قد جاء من وجه آخر سميت
فيه المولاة , أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 10 / 218 ) من طريق الطبراني :
حدثنا أحمد بن زهير بن منصور الطوسي حدثنا هاشم بن القاسم حدثنا محمد بن طلحة
عن زبيد قال : حدثني جامع بن أبي راشد - و دموعه تنحدر - عن أم بشر عن أم سلمة
زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
فذكره .
قلت : أحمد بن زهير إن كان النسائي الحافظ فهو ثقة و إن كان غيره - و هو الظاهر
- فلم أعرفه , و من فوقه كلهم ثقات , و لكن لا أدري أهكذا الرواية , أم سقط ما
بين جامع و أم بشر راويان كما تدل عليه رواية الحاكم . و الله أعلم .
و أخرجه أحمد ( 6 / 294 ) من طريق شريك بن عبد الله عن جامع بإسناده المتقدم عن
الحسن بن محمد قال : حدثتني امرأة من الأنصار - هي حية اليوم إن شئت أدخلتك
عليها , قلت : لا , حدثتني - قالت : دخلت على أم سلمة فدخل عليها رسول الله صلى
الله عليه وسلم ... الحديث . و شريك سيىء الحفظ , فيؤخذ من حديثه ما وافق
الثقات . و للحديث طريق أخرى عن أم سلمة يرويه ليث عن علقمة بن مرثد عن المعرور
ابن سويد عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت : سمعت رسول الله صلى
الله عليه وسلم : فذكره , نحوه . أخرجه أحمد ( 6 / 304 ) . و ليث و هو ابن أبي
سليم ضعيف يمكن الاستشهاد به . و الله أعلم .
1373 " إذا عملت سيئة فأتبعها حسنة تمحها " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 361 :
أخرجه أحمد ( 5 / 169 ) : حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن شمر بن عطية عن
أشياخه عن # أبي ذر # قال : " قلت : يا رسول الله أوصني , قال " فذكره .و زاد :
" قال : قلت : يا رسول الله أمن الحسنات لا إله إلا الله ? قال : هي أفضل
الحسنات " . و بهذا الإسناد أخرجه في " الزهد " ( ص 27 ) .
قلت : و هذا إسناد حسن , رجاله ثقات غير أشياخ شمر , فلم يسمعوا , لكنهم جمع
ينجبر الضعف بعددهم , كما قال السخاوي في غير هذا الحديث . و تابعه أبو نعيم :
حدثنا الأعمش به إلا أنه قال : " عن شيخ من التيم " . أخرجه أبو نعيم في
" الحلية " ( 4 / 217 ) من طريقين عنه . و قال : " رواه أبو نعيم عن الأعمش ,
و جوده يونس بن بكير عنه " . ثم ساقه من طريق عقبة بن مكرم حدثنا يونس بن بكير
عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن أبي ذر به نحوه . و هذا إسناد جيد
رجاله كلهم ثقات رجال مسلم . و والد إبراهيم اسمه يزيد بن شريك التيمي .
و للحديث شاهد من رواية ميمون بن أبي شبيب عن أبي ذر مرفوعا بلفظ : " اتق الله
حيثما كنت و خالق الناس بخلق حسن , و إذا عملت سيئة فاعمل حسنة تمحها " . أخرجه
أحمد ( 5 / 153 و 158 و 177 ) و اللفظ له في رواية , و الدارمي ( 2 / 323 )
و الترمذي ( 1 / 359 ) و قال : " حديث حسن صحيح " ! ثم أخرجه هو و أحمد ( 5 /
228 و 236 ) من طريق ميمون أيضا عن معاذ بن جبل مرفوعا نحوه و قال : " قال
محمود - يعني ابن غيلان - : و الصحيح حديث أبي ذر " .
قلت : و هو على الوجهين منقطع لأن ميمونا لم يسمع من معاذ و أبي ذر كما بينته
في " الروض النضير " ( 855 ) و راجع " جامع العلوم و الحكم " ( 111 - 132 )
لابن رجب الحنبلي , فقد بسط الكلام على الحديث سندا و شرحا بسطا شافيا .
و جملة القول أن حديث الترجمة صحيح بمجموع طرقه . و الله أعلم .
1374 " إذا افتتحتم مصر فاستوصوا بالقبط خيرا , فإن لهم ذمة و رحما " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 362 :
أخرجه الحاكم ( 2 / 553 ) من طريق معمر عن الزهري عن # ابن كعب بن مالك عن أبيه
# قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . و قال : " صحيح على شرط
الشيخين " . و وافقه الذهبي , و هو كما قالا , و ابن كعب اسمه عبد الرحمن .
و قد تابعه الأوزاعي عن عبد الرحمن بن كعب به . أخرجه الطحاوي في " مشكل الآثار
" ( 3 / 124 ) . و تابعه إسحاق بن راشد عن عبد الرحمن بن كعب به نحوه . و زاد
فيه " إن أم إسماعيل منهم " . أخرجه الطحاوي أيضا . و إسناده صحيح , و هذه
الزيادة في حديث معمر عند الحاكم مقطوعا بلفظ : " قال الزهري : فالرحم أن أم
إسماعيل منهم " . و للحديث شاهد من حديث أبي ذر مرفوعا نحوه . أخرجه مسلم ( 7 /
190 ) و الطحاوي و أحمد ( 5 / 173 و 174 و 175 ) . ( انظر الاستدراك رقم 363 /
6 ) .
1375 " علموا و يسروا و لا تعسروا و بشروا و لا تنفروا و إذا غضب أحدكم فليسكت " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 363 :
رواه البخاري في " الأدب المفرد " ( رقم 1230 ) و أحمد ( 1 / 239 و 283 و 365 )
و ابن عدي ( 227 / 2 ) و القضاعي في " مسند الشهاب " ( ق 66 / 1 ) من طريق ليث
ابن سليم قال : حدثني طاووس عن # ابن عباس # مرفوعا .
قلت : و هذا سند ضعيف , ليث كان اختلط . لكن تابعه أبو جناب عن طاووس عن ابن
عباس به دون قوله : " و بشروا و لا تنفروا " . رواه أبو جعفر البختري الرزاز في
" جزء من الأمالي " ( 2 1 ) .
قلت : بيد أن هذه المتابعة لا تفيد الحديث قوة لأن أبا جناب هذا و اسمه يحيى بن
أبي حية الكلبي قال الحافظ : " ضعفوه لكثرة تدليسه " . فيحتمل أنه تلقاه عن ليث
ثم دلسه ! و الحديث بيض المناوي لإسناده , و لم يزد على قوله : " زاد في الأصل
( يعني الجامع الكبير ) و حسن " .
قلت : و لعله يعني حسن لغيره و إلا فضعفه بين لا يخفى , لكن وجدت له شاهدا رواه
ابن شاهين في " الفوائد " ( ق 112 / 1 ) من طريق إسماعيل بن حفص الأبلي حدثنا
أبو بكر بن عياش عن أبي حصين عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعا بلفظ : " إذا
غضبت فاسكت " .
قلت : و هذا إسناد حسن , الأبلي هذا قال الحافظ : " صدوق " . و من فوقه من رجال
البخاري . و سائر الحديث شواهده معروفة , فالحديث صحيح إن شاء الله تعالى .
1376 " إذا غضب الرجل فقال : أعوذ بالله سكن غضبه " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 364 :
أخرجه السهمي في " تاريخ جرجان " ( ص 252 ) من طريق ابن عدي و هذا في " الكامل
" ( 297 / 1 ) عن عمار بن رجاء حدثنا أحمد بن أبي طيبة عن أبيه عن الأعمش عن
أبي صالح عن # أبي هريرة # مرفوعا . و قال : " إنه من غرائب أحاديث أبي طيبة "
. و اسمه عيسى بن سليمان الدارمي , و كان من العلماء و الزهاد كما قال السهمي ,
و أطال في ترجمته , و قال ابن عدي : " كان رجلا صالحا و لا أظن أنه كان يتعمد
الكذب , و لكن لعله كان يشبه عليه فيغلط , و قد حدث جماعة عنه " .
قلت : فهو ممن يستشهد بحديثه لسلامته من الضعف الشديد , و عمار بن رجاء ثقة
حافظ ترجمه السهمي أيضا , و سائر الرواة من رجال " التهذيب " . و للحديث شاهد
من حديث ابن مسعود مرفوعا نحوه . أخرجه الطبراني و غيره , و قد تكلمت على
إسناده في " الروض النضير " ( 635 ) و ذكرت له هناك شواهد أخرى , فالحديث
بمجموع ذلك صحيح .
1377 " عذاب القبر حق " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 365 :
أخرجه أحمد ( 6 / 174 ) : حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن الأشعث ابن سليم عن
أبيه عن مسروق عن # عائشة # : أن يهودية دخلت عليها , فذكرت عذاب القبر , فقالت
لها : أعاذك الله من عذاب القبر , فسألت عائشة رسول الله صلى الله عليه وسلم عن
عذاب القبر ? فقال : " نعم عذاب القبر حق " , قالت عائشة : " فما رأيت رسول
الله صلى الله عليه وسلم يصلي صلاة بعد إلا تعوذ من عذاب القبر " .
قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين , و قد أخرجه البخاري ( 1 / 345 ) من
طريق أخرى عن شعبة به . و تابعه هاشم بن القاسم حدثنا شعبة به مرفوعا مختصرا
دون القصة . أخرجه الخطيب في " التاريخ " ( 5 / 64 ) . و لهاشم بن القاسم فيه
إسناد آخر , فقال أحمد ( 6 / 81 ) : حدثنا هاشم قال : حدثنا إسحاق بن سعيد قال
: حدثنا سعيد عن عائشة : أن يهودية كانت تخدمها , فلا تصنع عائشة إليها شيئا من
المعروف إلا قالت لها اليهودية : " وقاك الله عذاب القبر ... " الحديث نحوه أتم
منه , و فيه الترجمة .
قلت : و هذا إسناد صحيح على شرطهما أيضا . و سعيد هو ابن عمرو ابن سعيد بن
العاص الأموي الكوفي والد إسحاق الراوي عنه . و له طريق أخرى عنها يرويه عاصم
ابن بهدلة عن أبي وائل عن مسروق عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت : قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم : " عذاب القبر حق . قالت : قلت : فلم يسمعه أحد ? قال
: لا يسمعه الجن أو الإنس , و يسمعه غيرهم , أو قال : يسمعه الهوام " . أخرجه
أبو الشيخ في " أحاديثه " ( ق 7 / 1 ) .
قلت : و هذا إسناد حسن . و الحديث عزاه في " الجامع " للخطيب و حده ! و أصله
عند البخاري ( 4 / 199 ) و مسلم ( 2 / 92 ) من طريق منصور عن أبي وائل به نحو
رواية الأشعث بن سليم عن أبيه , عنه إلا أنه ذكر أن الداخل على عائشة عجوزان ,
و فيه : " فقال صلى الله عليه وسلم : صدقتا , إنهم يعذبون عذابا تسمعه البهائم
كلها " . و له شاهد أخرجه الطبراني ( 3 / 78 / 2 ) : حدثنا محمد بن عثمان بن
أبي شيبة أخبرنا يعلى بن المنهال السكوني أخبرنا إسحاق بن منصور أخبرنا أبو بكر
ابن عياش عن الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله مرفوعا بلفظ : " إن الموتى ليعذبون
في قبورهم حتى إن البهائم لتسمع أصواتهم " . و هذا إسناد لا بأس به في
المتابعات , و رجاله كلهم معروفون غير السكوني ترجمه ابن أبي حاتم برواية آخر
عنه و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . ثم رأيته في " أخبار أصبهان " ( 1 / 198
) من طريق محمد بن شيراز حدثنا يعلى بن المنهال السكوني به . و قال المنذري ( 4
/ 182 ) : " رواه الطبراني في الكبير بإسناد حسن " .
1378 " إن الله عز وجل كريم يحب الكرم و معالي الأخلاق , و يبغض سفسافها " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 366 :
أخرجه أبو الشيخ في " أحاديثه " ( 12 / 1 ) و الحاكم ( 1 / 48 ) و أبو نعيم في
" الحلية " ( 3 / 255 و 8 / 133 ) و السلفي في " معجم السفر " ( 18 / 1 ) من
طريق محمد بن ثور الصنعاني عن معمر عن أبي حازم عن # سهل بن سعد # قال : قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . و قال الحاكم : " صحيح الإسناد " و هو
كما قال , فقد تابعه حجاج بن سليمان بن القمري حدثنا أبو غسان عن أبي حازم به .
أخرجه الحاكم و صححه أيضا و قال : " و حجاج بن قمري شيخ من أهل مصر ثقة مأمون "
. و ذكره ابن حبان في " الثقات " . و للحديث شاهد من رواية عامر بن سعد عن أبيه
مرفوعا نحوه . أخرجه ابن عساكر و ابن النجار و الضياء كما في " الجامع الكبير "
( 1 / 150 / 1 ) , و قد راجعت " الأحاديث المختارة " للضياء المقدسي , راجعت
منه " مسند سعد بن أبي وقاص " , فلم أجد الحديث فيه . و الله أعلم . و قد روي
من حديث الحسين بن علي مرفوعا بلفظ : " إن الله يحب معالي الأمور و أشرافها ,
و يكره سفسافها " . أخرجه الطبراني في " الكبير " ( 1 / 140 / 1 ) و ابن عدي (
114 / 1 ) عن خالد بن إلياس العدوي أخبرني محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان
عن أمه فاطمة بنت حسين عن أبيها حسين بن علي به . و قال : " خالد بن إلياس
أحاديثه كأنها غرائب و أفرادات عمن يحدث عنهم , و مع ضعفه يكتب حديثه " .
قلت : و يؤخذ من كلام سائر الأئمة فيه أنه ضعيف جدا . و عليه فلا يصلح شاهدا ,
فالاعتماد على ما سبق .
1379 " إذا قضى أحدكم حجه فليعجل الرحلة إلى أهله , فإنه أعظم لأجره " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 367 :
أخرجه الدارقطني ( 289 ) و الحاكم ( 71 / 477 ) و عنه البيهقي ( 5 / 259 ) من
طريق أبي مروان محمد بن عثمان العثماني حدثنا أبو ضمرة الليثي عن هشام بن عروة
عن عروة عن # عائشة # رضي الله عنها مرفوعا . و قال الحاكم : " صحيح على شرط
الشيخين " . و وافقه الذهبي . كذا قالا , و العثماني هذا لم يخرج له الشيخان
شيئا , و فيه كلام يسير , فقد أورده الذهبي نفسه في " الضعفاء " و قال : " ثقة
له عن أبيه مناكير " . لكنه ذكر في " الميزان " أن نكارتها من قبل أبيه .
و قال الحافظ في " التقريب " : " صدوق يخطىء " . فالحديث حسن على أقل الدرجات .
1380 " إذا كانت الفتنة بين المسلمين فاتخذ سيفا من خشب " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 368 :
أخرجه الترمذي ( رقم 2204 ) و ابن ماجة ( 3960 ) و اللفظ له و أحمد ( 5 / 96 و
6 / 393 ) و الطبراني في " الكبير " ( 1 / 44 ) من طرق ثلاثة عن عديسة بنت
أهبان قالت : " لما جاء علي بن أبي طالب ههنا ( البصرة ) دخل على أبي , فقال :
يا # أبا مسلم # ألا تعينني على هؤلاء القوم ? قال : بلى , قال فدعي جارية له
فقال : يا جارية أخرجي سيفي , قال : فأخرجته فسل منه قدر شبر فإذا هو خشب !
فقال : إن خليلي و ابن عمك عهد إلي : إذا كانت ... ( الحديث ) , فإن شئت خرجت
معك , قال : لا حاجة لي فيك , و لا في سيفك " . و قال الترمذي : " حديث حسن
غريب لا نعرفه إلا من حديث عبد الله بن عبيد " .
قلت : و هو ثقة , و قد تابعه اثنان آخران كما تقدمت الإشارة إليه و هما عبد
الكبير بن الحكم الغفاري و أبو عمرو القسملي . و عديسة لم يوثقها أحد فيما علمت
لكنها تابعية و ابنة صحابي , و قد روى عنها ثلاثة كما تقدم , فالنفس تطمئن
لثبوت حديثها . فلا جرم حسنه الترمذي . و الله أعلم . و يشهد له حديث سهل بن
أبي الصلت قال : سمعت الحسن يقول : " إن عليا بعث إلى محمد بن مسلمة , فجيء به
, فقال : ما خلفك عن هذا الأمر ? قال دفع إلي ابن عمك - يعني النبي صلى الله
عليه وسلم - سيفا فقال : " قاتل به ما قوتل العدو , فإذا رأيت الناس يقتل بعضهم
بعضا , فاعمد به إلى صخرة فاضربه بها ثم الزم بيتك , حتى تأتيك منية قاضية أو
يد خاطئة " , قال : " خلوا عنه " . أخرجه أحمد ( 5 / 225 ) و رجاله ثقات لكنه
منقطع بين الحسن - و هو البصري - و علي . ثم أخرجه ( 5 / 226 ) من طريق زياد بن
مسلم أبي عمر حدثنا أبو الأشعث الصنعاني قال : بعثنا يزيد بن معاوية إلى ابن
الزبير فلما قدمت المدينة دخلت على فلان - سمى زياد اسمه - فقال : إن الناس
صنعوا ما صنعوا فما ترى ? فقال : أوصاني خليلي أبو القاسم صلى الله عليه وسلم
إن أدركت شيئا من هذا الفتن فاعمد إلى أحد فاكسر به حد سيفك ... " الحديث نحوه
. و سنده حسن . ثم أخرجه ( 3 / 493 ) و ابن ماجة ( 3962 ) من طريق علي بن زيد
ابن جدعان عن أبي بردة قال : دخلت على محمد بن مسلمة فقال فذكره مرفوعا :
" إنها ستكون فتنة و فرقة و اختلاف فإذا كان كذلك فأت بسيفك أحدا فاضربه ... "
الحديث مثل رواية الحسن . فالحديث صحيح بمجموع الطرق . و رواه زهدم بن الحارث
الغفاري و غيره قال : قال أهبان بن صيفي مرفوعا نحوه . أخرجه الطبراني في
" المعجم الكبير " ( رقم 863 - 868 ) .
1381 " إذا كان يوم القيامة بعث إلى كل مؤمن بملك معه كافر فيقول الملك للمؤمن : يا
مؤمن ! هاك هذا الكافر , فهذا فداؤك من النار " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 369 :
أخرجه ابن عساكر ( 18 / 143 / 2 ) عن يحيى بن صالح الوحاظي أخبرنا سعيد بن يزيد
ابن ذي عضوان عن عبد الملك بن عمير عن # أبي بردة عن أبيه # عن النبي صلى الله
عليه وسلم به . و قال : " قال ابن شاهين : تفرد بهذا الحديث يزيد بن سعيد عن
عبد الملك , و هو حديث غريب من هذا الوجه , و يزيد هذا من أهل الشام ثقة . كذا
وقع في الحديث : " سعيد بن يزيد " , و في الكلام : " يزيد بن سعيد " , و قد وقع
لي هذا الحديث من حديث يحيى بن صالح أعلى من هذا , و سمي فيه يزيد بن سعيد " .
ثم ساقه من طريق أبي نعيم عن الطبراني أخبرنا أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة
أخبرنا يحيى بن صالح الوحاظي به . ثم ساقه من طرق أخرى عن يحيى به .
قلت : و يزيد بن سعيد قال ابن حبان في " الثقات " : " ربما أخطأ " . و أورده
ابن أبي حاتم ( 4 / 2 / 267 ) من رواية جماعة من الثقات عنه . فلم يذكر فيه
جرحا و لا تعديلا , و قد وثقه ابن شاهين أيضا كما سبق , و سائر الرواة ثقات
رجال الشيخين , فالإسناد صحيح . و الحديث أخرجه مسلم ( 8 / 104 ) و أحمد ( 4 /
391 و 402 و 407 و 408 و 410 ) و أبو القاسم الأصم في " جزء من أحاديث مشايخه "
رقم ( 58 منسوخة المكتب ) و أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2 / 80 ) من طرق عن
أبي موسى نحوه دون بعث الملك . زاد أبو نعيم : " قال أبو أسامة ( أحد رواته ) :
هذا خير للمؤمنين من الدنيا و ما فيها , و إسناده كأنك تنظر إليه " .
و للحديث شاهد من رواية جبارة بن مغلس حدثنا كثير بن سليم عن أنس بن مالك
مرفوعا به , و زاد في أوله : " إن هذه الأمة مرحومة , عذابها بأيديها , فإذا
كان يوم القيامة ... " الحديث . أخرجه ابن ماجه ( 4292 ) و إسناده ضعيف , لا
بأس به في الشواهد , و قد تقدمت هذه الزيادة من طريق أخرى عن أبي موسى مرفوعا
نحوه رقم ( 957 ) .
1382 " إذا كان يوم القيامة أدنيت الشمس من العباد , حتى تكون قيد ميل أو اثنين ,
فتصهرهم الشمس , فيكونون في العرق بقدر أعمالهم , فمنهم من يأخذه إلى عقبيه
و منهم من يأخذه إلى ركبتيه و منهم من يأخذه إلى حقويه و منهم من يلجمه إلجاما
" .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 371 :
أخرجه مسلم ( 2864 ) و الترمذي ( 2423 ) و أحمد ( 6 / 3 ) عن عبد الرحمن بن
يزيد بن جابر حدثني سليم بن عامر حدثنا # المقداد # صاحب رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره . و زاد في
آخره : " فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يشير بيده إلى فيه , أي يلجمه
إلجاما " . و السياق للترمذي و قال : " حديث حسن صحيح " . و له شاهد من حديث
عقبة بن عامر مرفوعا نحوه . أخرجه ابن حبان ( 2538 ) و الحاكم ( 4 / 571 )
و قال : " صحيح الإسناد " , و وافقه الذهبي , و هو كما قالا .
1383 " إنكم مفتوح عليكم , منصورون و مصيبون , فمن أدرك ذلك منكم فليتق الله ,
و ليأمر بالمعروف و لينه عن المنكر و ليصل رحمه , من كذب علي متعمدا فليتبوأ
مقعده من النار , و مثل الذي يعين قومه على غير الحق كمثل بعير ردي في بئر فهو
ينزع منها بذنبه " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 371 :
أخرجه أحمد ( 1 / 401 ) : حدثنا عبد الملك بن عمرو و مؤمل قالا : حدثنا سفيان
عن سماك عن عبد الرحمن عن # عبد الله # قال : " انتهيت إلى النبي صلى الله عليه
وسلم و هو في قبة حمراء - قال عبد الملك : من أدم - في نحو من أربعين رجلا فقال
... " فذكره . و كذلك أخرجه أبو داود في " سننه " ( 2 / 624 - 625 طبعة الحلبي
) حدثنا ابن بشار حدثنا أبو عامر حدثنا سفيان به , إلى قوله " من أدم " . و قال
عقبة : " فذكره نحوه " . يعني نحو لفظ حديث زهير حدثنا سماك بن حرب بلفظ : " من
نصر قومه على غير الحق فهو كالبعير الذي ردي فهو ينزع بذنبه " , فلم يسق الحديث
بتمامه و أبو عامر هو عبد الملك بن عمرو العقدي , شيخ أحمد المتقدم . و تابعه
شعبة عن سماك بن حرب به , دون قوله " و مثل الذي ... " . أخرجه أحمد ( 1 / 436
) و الترمذي ( رقم 2258 ) و قال : " حديث حسن صحيح " .
قلت : و هو كما قال , فإن إسناده صحيح , رجاله ثقات , و من اقتصر على تحسينه
فهو تقصير ! و تابعه المسعودي عن سماك به . أخرجه أحمد ( 1 / 389 و 436 ) .
و تابعه شريك عن سماك به مقتصرا على قوله : " من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده
من النار " . أخرجه ابن ماجه ( رقم 30 ) .
1384 " أفضل المؤمنين أحسنهم خلقا و أكيسهم أكثرهم للموت ذكرا و أحسنهم له استعدادا
أولئك الأكياس " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 372 :
رواه البيهقي في " الزهد الكبير " ( 52 / 2 ) عن عبيد الله بن سعيد بن كثير
ابن عفير حدثني أبي حدثني مالك بن أنس عن سهيل بن مالك عن عطاء بن أبي رباح عن
# عبد الله بن عمر # . أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم : أي المؤمنين
أفضل ? قال : " أحسنهم خلقا " , قال : " فأي المؤمنين أكيس ? . قال : " أكثرهم
... " . فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف , رجاله ثقات غير عبيد الله بن سعيد هذا , قال ابن حبان
: يروي عن الثقات المقلوبات , لا يجوز الاحتجاج به , و قال : لا يشبه حديثه
حديث الثقات . و من طريقه أخرجه ابن عدي و الدارقطني في " الغرائب " و قالا :
" تفرد به عبيد الله بن سعيد عن أبيه عن مالك " . كما في " اللسان " . ثم وجدت
للحديث بعض الشواهد , فأخرجه ابن ماجه ( 2 / 565 ) عن نافع بن عبد الله عن فروة
ابن قيس عن عطاء بن أبي رباح به .
قلت : و هذا إسناد ضعيف لجهالة فروة بن قيس و كذا الراوي عنه , و خبره باطل كما
قال الذهبي في " طبقات التهذيب " , و نقله البوصيري عنه في " الزوائد " ( 287 /
2 ) و أقره , فقول المنذري في " الترغيب " ( 4 / 129 ) : " بإسناد جيد " غير
جيد . ثم ذكر هو و البوصيري و الهيثمي في " المجمع " ( 10 / 309 ) أنه رواه
الطبراني في " الصغير " بإسناد حسن .
قلت : و فيه عنده ( 209 ) معلى الكندي عن مجاهد عن ابن عمر به مع اختصار الجملة
الأولى منه , و زاد في آخره : " ذهبوا بشرف الدنيا و كرامة الآخرة " . و رجاله
ثقات غير المعلى هذا , و قد أورده البخاري في " التاريخ الكبير " ( 4 / 1 / 394
) و ابن أبي حاتم ( 4 / 1 / 330 ) من رواية الأعمش عنه , و لم يذكرا فيه جرحا
و لا تعديلا , و قد روى عنه مالك بن مغول أيضا هذا الحديث , و ذكره ابن حبان في
" الثقات " . فالحديث بمجموع هذه الطرق حسن , و أما الجملة الأولى فهي صحيحة .
1385 " إذا قسمت الأرض و حدت , فلا شفعة فيها " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 373 :
أخرجه أبو داود ( 2 / 256 - الحلبي ) و البيهقي ( 6 / 104 ) عن ابن جريج عن ابن
شهاب الزهري عن أبي سلمة أو عن سعيد بن المسيب أو عنهما جميعا عن # أبي هريرة #
قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : و هذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين , فهو صحيح لولا عنعنة ابن جريج
فإنه مدلس , و لا يضره التردد في تعيين تابعيه , فإنهم ثقات جميعا , و قد تابعه
مالك و لم يتردد في روايته عنه , فقال : عن الزهري عن سعيد و أبي سلمة عن أبي
هريرة به , و لفظه : " الشفعة فيما لم يقسم , فإذا وقعت الحدود , و صرفت الطرق
فلا شفعة " . أخرجه الطحاوي في " شرح المعاني " ( 2 / 265 - 266 ) و ابن حبان (
1152 ) و البيهقي من طرق عن مالك به . و هذا إسناد صحيح , لكن أعله الطحاوي بأن
الأثبات من أصحاب مالك إنما رووه مرسلا لم يذكروا فيه أبا هريرة . ثم ساقه من
طريق ابن وهب و غيره عن مالك عن ابن شهاب عن ابن المسيب و أبي سلمة مثله .
و كذلك رواه يحيى عن مالك في " الموطأ " ( 2 / 192 ) . فالظاهر - و الله أعلم -
أن هذا الاختلاف إنما هو من الزهري نفسه , فكان تارة يرسله و تارة يوصله و ليس
ذلك مما يضر في صحة الحديث شيئا لأن الراوي ثقة , فقد ينشط أحيانا فيوصله
و يفتر أحيانا فيرسله و الوصل زيادة فيجب قبولها . لاسيما و الحديث في
" الصحيحين " و غيرهما من حديث معمر عن الزهري عن أبي سلمة عن جابر بن عبد الله
مرفوعا نحوه .
1386 " إذا صلى أحدكم إلى سترة , فليدن منها , لا يمر الشيطان بينه و بينها " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 374 :
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 1 / 79 / 2 ) من طريق سليمان بن أيوب
الصريفيني أخبرنا بشر بن السري عن داود بن قيس الفراء عن # نافع بن جبير بن
مطعم عن أبيه # أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .
قلت : و هذا إسناد رجاله ثقات غير سليمان بن أيوب هذا , فقد أغفلوه و لم
يترجموه , اللهم إلا السمعاني في " الأنساب " , فإنه أورده في هذه النسبة
( الصريفيني ) و قال : : يروي عن سفيان بن عيينة و مرحوم العطار و غيرهما " .
و ذكر أنه أخو شعيب بن أيوب الصريفيني المضعف , و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا
و قد خولف في إسناده , فأخرجه البيهقي ( 2 / 272 ) من طريق بحر ابن نصر قال :
قرىء على ابن وهب : أخبرك داود بن قيس المدني أن نافع بن جبير بن مطعم حدثه أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره هكذا مرسلا , و رجاله ثقات , و قال
البيهقي : " قد أقام إسناده سفيان بن عيينة , و هو حافظ حجة " .
قلت : يشير إلى ما أخرجه قبل من طريق أبي داود عن جمع قالوا : حدثنا سفيان عن
صفوان بن سليم عن نافع بن جبير عن سهل بن أبي حثمة يبلغ به النبي صلى الله عليه
وسلم أنه قال : فذكره إلا أنه قال : " لا يقطع الشيطان عليه صلاته " . و من هذا
الوجه أخرجه النسائي و الطحاوي في " المشكل " ( 3 / 251 ) و الحاكم , و صححه
ابن حبان ( 409 ) و أحمد , و صححه جمع آخرون كما حققته في " صحيح أبي داود "
( 692 ) . و خالفه عيسى بن موسى بن إياس عن صفوان فقال : عن نافع بن جبير عن
سهل بن سعد مرفوعا . أخرجه الطحاوي - و وقع سقط في إسناده - و أبو نعيم في
" الحلية " ( 3 / 165 ) من طريق إسماعيل بن جعفر عن عيسى به . و قال أبو نعيم :
" كذا قال إسماعيل : " سهل بن سعد " , و تابعه عليه عبيد الله بن أبي جعفر ,
و اختلف على صفوان فيه , فرواه ابن عيينة عن صفوان عن نافع عن سهل , و رواه
يزيد بن هارون عن شعبة عن واقد بن محمد عن صفوان عن محمد بن سهل بن حنيف عن
أبيه نحوه " . و جملة القول : أن أصح الأسانيد رواية ابن عيينة عن سهل بن أبي
حثمة , فالحديث من مسنده لا من مسند جبير بن مطعم أو غيره .
1387 " ثلاث أحلف عليهن : لا يجعل الله من له سهم في الإسلام كمن لا سهم له , و سهام
الإسلام ثلاثة : الصوم و الصلاة و الصدقة , لا يتولى الله عبدا فيوليه غيره يوم
القيامة , و لا يحب رجل قوما إلا جاء معهم يوم القيامة , و الرابعة لو حلفت
عليها لم أخف أن آثم : لا يستر الله على عبده في الدنيا إلا ستر عليه في الآخرة
" .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 376 :
أخرجه أبو يعلى في " مسنده " ( 216 / 2 ) : حدثنا هدبة بن خالد حدثنا همام عن
إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن شيبة الخضري أنه شهد عروة يحدث عمر بن عبد
العزيز عن # عائشة # عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره , فقال عمر بن
عبد العزيز : إذا سمعتم مثل هذا من مثل عروة , فاحفظوه . قال إسحاق : و حدثني
عبد الله بن عتبة بن مسعود عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله .
قلت : إسناده إلى عائشة ضعيف من أجل شيبة الخضري فإن فيه جهالة كما قال الذهبي
: و أما إسناده إلى ابن مسعود فصحيح , رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين . و هذه
فائدة عزيزة بهذا الإسناد عن ابن مسعود , فقد أخرجه أحمد ( 6 / 145 ) و الطحاوي
في " المشكل " ( 2 / 50 ) و الحاكم ( 1 / 19 و 4 / 384 ) من الطريق الأولى فقط
عن عائشة . و قد عرفت ضعفها بالجهالة , فقول الحافظ المنذري في " الترغيب " ( 1
/ 143 ) . " رواه أحمد بإسناد جيد " ! فهو غير جيد , و نحوه قول الهيثمي في
" المجمع " ( 1 / 143 ) : " رواه أحمد , و رجاله ثقات " ! و يبدو أن له طريقا
أخرى عن ابن مسعود رضي الله عنه , فقد قال الهيثمي عقب ما تقدم : " و رواه أبو
يعلى أيضا عن ابن مسعود بمثله " .
قلت : عزاه المنذري للطبراني في " الكبير " و قد رأيته فيه ( 3 / 13 / 2 ) من
طريقين عنه موقوفا عليه و كلاهما منقطع . و وجدت له طريق أخرى عن عائشة أيضا ,
أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان " ( 1 / 268 ) عن الحسن بن محمد بن الحسين
الأصبهاني حدثنا أبو مسعود أنبأنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عروة عن
عائشة مرفوعا به نحوه . أورده في ترجمة الحسن هذا , و يعرف بـ ( ابن بوبة )
و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا , و بقية رجاله ثقات : و للحديث شاهد من حديث
أبي أمامة مرفوعا بلفظ : " ثلاث لو حلفت عليهن لبررت , و الرابعة لو حلفت عليها
لرجوت أن لا آثم : لا يجعل الله من له سهم في الإسلام كمن لا سهم له , و لا
يتولى الله عبدا فيوليه غيره في الآخرة , و لا يحب عبد قوما إلا بعثه الله فيهم
أو معهم , و الرابعة : لا يستر الله على عبد في الدنيا إلا ستر عليه عند المقام
" . رواه أبو بكر الشافعي في " الرباعيات " ( 1 / 106 / 2 ) و أبو عبد الله
الصاعدي في " السداسيات " ( 4 / 2 ) عن طالوت بن عباد حدثنا فضال بن جبير حدثنا
أبو أمامة مرفوعا . و فضال بن جبير ضعيف الحديث كما قال أبو حاتم .
1388 " ركعتان خفيفتان مما تحقرون و تنفلون يزيدهما هذا - يشير إلى قبر - في عمله
أحب إليه من بقية دنياكم " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 377 :
رواه ابن صاعد في زوائد " الزهد " ( 159 / 1 ) من ( الكواكب 575 و رقم 31 -
هندية ) : حدثنا محمد بن يزيد أبو هشام الرفاعي حدثنا حفص بن غياث عن أبي مالك
- و هو سعد بن طارق الأشجعي عن أبي حازم عن # أبي هريرة # قال : مر النبي صلى
الله عليه وسلم على قبر دفن حديثا فقال : فذكره . و قال ابن صاعد : " هو حديث
غريب حسن " .
قلت : و رجاله ثقات كلهم رجال مسلم إلا أن الرفاعي هذا قد تكلم فيه بعضهم , قال
الحافظ : " ليس بالقوي .... قال البخاري : رأيتهم مجمعين على ضعفه " .
قلت : و لكنه لم يتفرد به , فقد أخرجه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2 / 225
) و كذا الطبراني في " الأوسط " ( رقم 907 ) من طريقين آخرين عن حفص بن غياث
به .
قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط مسلم , فصح الحديث من هذه الطريق و الحمد لله .
و قد قال المنذري في " الترغيب " ( 1 / 146 ) : "رواه الطبراني بإسناد حسن " .
و قال الهيثمي ( 2 / 249 ) : " و رجاله ثقات " .
1389 " إذا قال الرجل للمنافق يا سيد فقد أغضب ربه تبارك و تعالى " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 378 :
أخرجه الحاكم ( 4 / 311 ) و أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2 / 198 ) و الخطيب
( 5 / 454 ) عن عقبة بن عبد الله الأصم حدثنا # عبد الله بن بريدة عن أبيه #
مرفوعا به , و قال الحاكم . " صحيح الإسناد " و تعقبه الذهبي بقوله : " قلت :
عقبة ضعيف " . و كذا قال في الميزان . و عزاه في " الجامع " للحاكم و البيهقي
في " الشعب " , ثم رمز لضعفه .
قلت : لكن الأصم هذا قد تابعه عليه قتادة بلفظ : " لا تقولوا للمنافق سيدنا
و تقدم .. برقم ( 370 ) , فهو به حسن .
1390 " إذا قال العبد : لا إله إلا الله و الله أكبر قال الله عز وجل : صدق عبدي لا
إله إلا أنا و أنا أكبر , و إذا قال العبد : لا إله إلا الله وحده , قال : صدق
عبدي لا إله إلا أنا وحدي , و إذا قال : لا إله إلا الله لا شريك له , قال :
صدق عبدي لا إله إلا أنا و لا شريك لي , و إذا قال : لا إله إلا الله له الملك
و له الحمد : قال : صدق عبدي لا إله إلا أنا لي الملك و لي الحمد , و إذا قال :
لا إله إلا الله و لا حول و لا قوة إلا بالله , قال : صدق عبدي لا إله إلا أنا
و لا حول و لا قوة إلا بي , من رزقهن عند موته لم تمسه النار " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 379 :
أخرجه الترمذي ( 2 / 253 ) و ابن ماجه ( 3794 ) و ابن حبان ( 2325 ) و أبو يعلى
في " مسنده " ( 344 - 345 ) و عبد بن حميد في " المنتخب من المسند " ( 104 / 1
- ظاهرية ) من طرق أبي إسحاق عن الأغر أبي مسلم أنه شهد على # أبي هريرة و أبي
سعيد # أنهما شهدا على النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره . و السياق لابن
ماجه و زاد قال أبو إسحاق : ثم قال الأغر شيئا لم أفهمه , قال : فقلت لأبي جعفر
: ما قال ? فقال : من رزقهن عند موته لم تمسه النار " و قال الترمذي : " حديث
حسن غريب , و قد رواه شعبة عن أبي إسحاق عن الأغر أبي مسلم عن أبي هريرة و أبي
سعيد بنحو هذا الحديث بمعناه لم يرفعه شعبة , حدثنا بذلك بندار حدثنا محمد بن
جعفر عن شعبة بهذا " .
قلت : و إسناده صحيح , فإن شعبة ممن سمع من أبي إسحاق قبل اختلاطه و كونه
موقوفا لا يضر لأنه لا يقال بمجرد الرأي كما هو ظاهر . و يؤيد أن أبا إسحاق قد
توبع على رفعه , فقال عبد بن حميد : حدثنا مصعب بن مقدام حدثنا إسرائيل عن أبي
جعفر الفراء عن الأغر مثل حديث أبي إسحاق إلا أنه زاد فيه : " قال : و من قال
في مرضه ثم مات لم يدخل النار " . و هذا إسناد جيد , رجاله ثقات رجال مسلم غير
أبي جعفر الفراء , و هو ثقة كما في " التقريب " .
1391 " إذا قبر الميت أو قال أحدكم أتاه ملكان أسودان أزرقان , يقال لأحدهما :
المنكر و الآخر : النكير , فيقولان : ما كنت تقول في هذا الرجل ? فيقول : ما
كان يقول هو : عبد الله و رسوله أشهد أن لا إله إلا الله و أن محمد عبده
و رسوله , فيقولان : قد كنا نعلم أنك تقول هذا , ثم يفسح له في قبره سبعون
ذراعا في سبعين , ثم ينور له فيه , ثم يقال له نم , فيقول : أرجع إلى أهلي
فأخبرهم ? فيقولان : نم كنومة العروس الذي لا يوقظه إلا أحب أهله إليه , حتى
يبعثه الله من مضجعه ذلك . و إن كان منافقا قال : سمعت الناس يقولون , فقلت :
مثله , لا أدري , فيقولان : قد كنا نعلم أنك تقول ذلك , فيقال للأرض التئمي
عليه , فتلتئم عليه , فتختلف أضلاعه , فلا يزال فيها معذبا حتى يبعثه الله من
مضجعه ذلك " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 380 :
أخرجه الترمذي ( 2 / 163 ) و ابن أبي عاصم في " السنة " ( 864 - بتحقيقي ) من
طريق عبد الرحمن بن إسحاق عن سعيد بن سعيد المقبري عن # أبي هريرة # قال : قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . و قال : " حديث حسن غريب " .
قلت : و إسناده جيد , رجاله كلهم ثقات رجال مسلم , و في ابن إسحاق و هو العامري
القرشي مولاهم كلام لا يضر .
1392 " إذا قضى أحدكم الصلاة في مسجده فليجعل لبيته نصيبا من صلاته , فإن الله جاعل
في بيته من صلاته خيرا " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 380 :
أخرجه مسلم ( 2 / 187 - 188 ) و ابن ماجه ( 1 / 415 ) و أحمد ( 3 / 59 و 316 )
و الخطيب في " التاريخ " ( 4 / 311 ) من طرق عن الأعمش عن أبي سفيان عن
# جابر # -زاد بعضهم : حدثنا أبو سعيد - عن النبي صلى الله عليه وسلم : قال :
فذكره . و تابعه ابن لهيعة عن أبي الزبير عن جابر أن أبا سعيد قال : سمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . أخرجه أحمد ( 3 / 15 و 59 ) و أبو الشيخ في
" طبقات الأصبهانيين " ( 96 / 2 ) . و هذا يشهد أن الحديث حديث أبي سعيد لا
جابر , و ابن لهيعة و أبو الزبير و إن كان فيهما ضعف فلا بأس بهما في الشواهد .
1393 " إذا قمتم إلى الصلاة فلا تسبقوا قارئكم بالركوع و السجود و لكن هو يسبقكم " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 381 :
أخرجه البزار في " مسنده " ( 56 ) عن يوسف بن خالد حدثني جعفر ابن سعد بن سمرة
حدثني حبيب بن سليمان عن أبيه سليمان عن # سمرة بن جندب # أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم قال : فذكره . و من طريق إسماعيل بن مسلم عن الحسن عن سمرة
مرفوعا بلفظ : " لا تسبقوا إمامكم بالركوع , فإنكم تدركونه بما سبقكم " .
و قال الهيثمي في " زوائده " : " و في الإسنادين ضعف بين " .
قلت : و ذلك لأن في الأول يوسف بن خالد و هو السمتي قال الحافظ : " تركوه ,
و كذبه ابن معين " . و فوقه من يجهل . و في الآخر إسماعيل بن مسلم و هو المكي
ضعيف . و الحسن و هو البصري مدلس و قد عنعنه . لكن الحديث معناه صحيح , ورد في
مجموعة من الأحاديث عن معاوية و غيره فراجع " صحيح أبي داود " ( رقم 630 ) .
1394 " إذا سمع أحدكم النداء و الإناء على يده فلا يضعه حتى يقضي حاجته منه " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 381 :
أخرجه أبو داود ( 1 / 549 - حلبي ) و ابن جرير الطبري في " التفسير " ( 3 / 526
/ 3015 ) و أبو محمد الجوهري في " الفوائد المنتقاة " ( 1 / 2 ) و الحاكم ( 1 /
426 ) و البيهقي ( 4 / 218 ) و أحمد ( 2 / 423 و 510 ) من طرق عن حماد بن سلمة
عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن # أبي هريرة # قال : قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم : فذكره . و قال الحاكم : " صحيح على شرط مسلم " و وافقه الذهبي ,
و فيه نظر فإن محمد بن عمرو إنما أخرج له مسلم مقرونا بغيره , فهو حسن . نعم لم
يتفرد به ابن عمرو , فقد قال حماد بن سلمة أيضا : عن عمار بن أبي عمار عن أبي
هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله , و زاد فيه : " و كان المؤذن يؤذن إذا
بزغ الفجر " . أخرجه أحمد ( 2 / 510 ) و ابن جرير و البيهقي .
قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط مسلم . و له شواهد كثيرة :
1 - شاهد قوي مرسل يرويه حماد أيضا عن يونس عن الحسن عن النبي صلى الله عليه
وسلم فذكره . أخرجه أحمد ( 2 / 423 ) مقرونا مع روايته الأولى .
2 - و شاهد آخر موصول يرويه الحسين بن واقد عن أبي غالب عن أبي أمامة قال :
" أقيمت الصلاة و الإناء في يد عمر , قال : أشربها يا رسول الله ? قال : نعم ,
فشربها " . أخرجه ابن جرير ( 3 / 527 / 3017 ) بإسنادين عنه و هذا إسناد حسن .
3 - و روى ابن لهيعة عن أبي الزبير قال : " سألت جابر عن الرجل يريد الصيام
و الإناء على يده ليشرب منه , فيسمع النداء ? قال جابر : كنا نتحدث أن النبي
صلى الله عليه وسلم قال : ليشرب " . أخرجه أحمد ( 3 / 348 ) : حدثنا موسى حدثنا
ابن لهيعة .
قلت : و هذا إسناد لا بأس به في الشواهد . و تابعه الوليد بن مسلم أخبرنا ابن
لهيعة به . أخرجه أبو الحسين الكلابي في " نسخة أبي العباس طاهر بن محمد " .
و رجاله ثقات رجال مسلم , غير ابن لهيعة فإنه سيء الحفظ , و أما الهيثمي فقال
في " المجمع " ( 3 / 153 ) : " رواه أحمد , و إسناده حسن " !
4 - و روى إسحاق عن عبد الله بن معقل عن بلال قال : " أتيت النبي صلى الله عليه
وسلم أوذنه لصلاة الفجر , و هو يريد الصيام , فدعا بإناء فشرب , ثم ناولني
فشربت , ثم خرجنا إلى الصلاة " . أخرجه ابن جرير ( 3018 و 3019 ) و أحمد ( 6 /
12 ) و رجاله ثقات رجال الشيخين , فهو إسناد صحيح لولا أن أبا إسحاق و هو
السبيعي - كان اختلط , مع تدليسه . لكنه يتقوى برواية جعفر بن برقان عن شداد
مولى عياض ابن عامر عن بلال نحوه . أخرجه أحمد ( 6 / 13 ) .
5 - و روى مطيع بن راشد : حدثني توبة العنبري أنه سمع أنس بن مالك قال : قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أنظر من في المسجد فادعه , فدخلت - يعني -
المسجد , فإذا أبو بكر و عمر فدعوتهما , فأتيته بشيء , فوضعته بين يديه , فأكل
و أكلوا , ثم خرجوا , فصلى بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الغداة " .
أخرجه البزار ( رقم 993 ) كشف الأستار و قال : " لا نعلم أسند توبة عن أنس إلا
هذا و آخر , و لا رواهما عنه إلا مطيع " . " قال الحافظ بن حجر في " زوائده " (
ص / 106 ) : إسناده حسن " .
قلت : و كذلك قال الهيثمي في " المجمع " ( 3 / 152 ) .
6 - و روى قيس بن الربيع عن زهير بن أبي ثابت الأعمى عن تميم بن عياض عن ابن
عمر قال : " كان علقمة بن علاثة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم , فجاء بلال
يؤذنه بالصلاة , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : رويدا يا بلال ! يتسحر
علقمة , و هو يتسحر برأس " . أخرجه الطيالسي ( رقم 885 - ترتيبه ) و الطبراني
في " الكبير " كما في " المجمع " ( 3 / 153 ) و قال : " و قيس بن الربيع وثقه
شعبة و سفيان الثوري , و فيه كلام " .
قلت : و هو حسن الحديث في الشواهد لأنه في نفسه صدوق , و إنما يخشى من سوء حفظه
, فإذا روى ما وافق الثقات اعتبر بحديثه . و من الآثار في ذلك ما روى شبيب من
غرقدة البارقي عن حبان بن الحارث قال : " تسحرنا مع علي بن أبي طالب رضي الله
عنه , فلما فرغنا من السحور أمر المؤذن فأقام الصلاة " . أخرجه الطحاوي في
" شرح المعاني " ( 1 / 106 ) و المخلص في " الفوائد المنتقاة " ( 8 / 11 / 1 )
. و رجاله ثقات غير حبان هذا , أورده ابن أبي حاتم ( 1 / 2 / 269 ) بهذه
الرواية و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا , و أما ابن حبان فأورده في " الثقات "
( 1 / 27 ) .
1395 " إذا تناجى اثنان فلا تجلس إليهما حتى تستأذنهما " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 684 :
أخرجه أحمد ( 2 / 114 ) حدثنا سريج حدثنا عبد الله عن سعيد المقبري قال :
" جلست إلى # ابن عمر # و معه رجل يحدثه , فدخلت معهما : فضرب بيده صدري و قال
: أما علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " فذكره .
قلت : و هذا إسناد لا بأس به في المتابعات و الشواهد رجاله ثقات رجال مسلم غير
أن عبد الله و هو ابن عمر العمري المكبر قال الذهبي : " صدوق في حفظه شيء " .
و قال الحافظ : " ضعيف عابد " .
قلت : و كون عبد الله هذا هو العمري ,هو الذي يترجح عندي خلافا لقول الهيثمي
في " المجمع " ( 8 / 63 ) : " رواه أحمد , و فيه عبد الله بن سعيد المقبري و هو
متروك " .
قلت : و الذي حمله على الجزم بأنه عبد الله المقبري كونه مشهورا بالرواية عن
أبيه سعيد المقبري . فذهب وهله إلى ذلك , لكن العمري هو أيضا ممن يروي عن سعيد
المقبري , فكان لابد من دليل آخر يرجح كونه هذا أو ذاك , و دليلي على مارجحته ,
هو أن الإمام أحمد رحمه الله ساق هذا الحديث بين أحاديث أخرى لسريج حدثنا عبد
الله عن نافع عن ابن عمر , و عبد الله فيها هو العمري قطعا , لكثرة روايته أولا
نافع و لأن عبد الله المقبري لم يذكروا له رواية عن نافع ثانيا , و الله أعلم .
و ظني أن الحافظ بن حجر يذهب إلى هذا الذي رجحته , فإنه ذكر الحديث في " الفتح
" ( 11 / 70 ) من رواية أحمد هذه , و سكت عنه , و معلوم عند أهل المعرفة بهذا
الشأن أن سكوت الحافظ هذا يعني أنه حسن , فلو كان يرى أنه المقبري لم يسكت عليه
إن شاء الله تعالى بل و لبين حاله , فإنه متروك متهم بالكذب . و الله تعالى
أعلم . و قد تابعه داود بن قيس قال : سمعت سعيد المقبري يقول : فذكره بنحوه إلا
أنه لم يرفع الحديث و زاد : " فقلت : أصلحك الله يا أبا عبد الرحمن ! إنما رجوت
أن أسمع منكما خيرا . و داود بن قيس هذا هو الفراء ثقة من رجال مسلم , فروايته
أصح , لكني وجدت للمرفوع طريقا أخرى يتقوى بها , أخرجه أبو نعيم في " الحلية "
( 8 / 198 ) من طريق إبراهيم بن يوسف الحضرمي ( الأصل : المصري و هو تصحيف )
حدثنا عمران بن عيينة عن عبد العزيز بن أبي رواد عن نافع عن ابن عمر قال : قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا يجلس الرجل إلى الرجلين إلا على إذن منهما
إذا كانا يتناجيان " . و قال : " غريب من حديث عبد العزيز , و عمران أخي سفيان
تفرد به إبراهيم ابن يوسف فيما ذكره أبو الحسن الحافظ الدارقطني " .
قلت : و هو حسن الحديث , قال النسائي : ليس بالقوي . و قال موسى ابن إسحاق :
ثقة . و ذكره ابن حبان في " الثقات " . و لم يحك ابن أبي حاتم في كتابه ( 1 / 1
/ 148 ) سوى توثيق موسى إياه . و قال الحافظ : " صدوق فيه لين " . و الحديث
أورده السيوطي من حديث ابن عمر بلفظ : " إذا كان إثنان يتناجيان فلا تدخل
بينهما " . و قال : " رواه ابن عساكر " . و لم يتكلم المناوي على إسناده بشيء
إلا أنه أشار إلى تقويته بقوله : " و له شواهد " .
1396 " خير مساجد النساء بيوتهن " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 386 :
رواه أحمد ( 6 / 301 ) و عبد الرحمن بن نصر الدمشقي في " الفوائد " ( 1 / 221 /
2 ) و ابن خزيمة رقم ( 1684 ) و الحاكم ( 1 / 209 ) و القضاعي ( 102 / 1 ) من
طريق عمرو بن الحارث عن دراج أبي السمح عن أبي السائب مولى بني زهرة عن # أم
سلمة # مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف , من أجل دراج أبي السمح , فإنه ضعيف لكثرة مناكيره .
و أبو السائب مولى بني زهرة , يقال : اسمه عبد الله بن السائب ثقة من رجال مسلم
. و الحديث يشهد له حديث ابن عمر الآتي .
( تنبيه ) : ذكر المنذري في " الترغيب " ( 1 / 125 ) أن الحاكم قال في هذا
الحديث : " صحيح الإسناد " . و لم أرى ذلك في نسختي المطبوعة من " المستدرك "
بل صرح أنه ذكره شاهدا لحديث ابن عمر بلفظ : " لا تمنعوا نساءكم المساجد ,
و بيوتهن خير لهن " . و هو مخرج في " صحيح أبي داود " ( 576 ) .
1397 " ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة : العاق لوالديه و مدمن الخمر و المنان
عطاءه , و ثلاثة لا يدخلون الجنة : العاق لوالديه و الديوث و الرجلة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 387 :
أخرجه البزار في " مسنده " ( 1875 ) قال : حدثنا الحسن بن يحيى الأرزي حدثنا
محمد بن بلال حدثنا عمران القطان عن محمد بن عمرو عن # سالم عن أبيه # مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد حسن , رجاله ثقات من رجال " التهذيب " , و في بعضهم كلام لا
يضر . و تابعه عبد الله بن يسار مولى ابن عمر عن سالم به . أخرجه البزار ( 1876
) و غيره , و صححه الحاكم و الذهبي و هو مخرج " حجاب المرأة " ( ص 67 ) .
1398 " إن العبد إذا قام للصلاة أتي بذنوبه كلها فوضعت على عاتقيه , فكلما ركع أو
سجد تساقطت عنه " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 387 :
أخرجه محمد بن نصر في " الصلاة " ( 64 / 2 ) و في " قيام الليل " ( ص 52 )
و أبو نعيم في " الحلية " ( 6 / 99 - 100 ) من طريق ثور بن يزيد عن أبي المنيب
قال : " رأى # ابن عمر # فتى قد أطال الصلاة و أطنب , فقال : أيكم يعرف هذا
فقال رجل أنا أعرفه , فقال : أما أني لو عرفته لأمرته بكثرة الركوع و السجود ,
فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " فذكره .
قلت : و هذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات . و أبو المنيب هو الجرشي الدمشقي و هو
غير أبي المنيب البصري الأحدب . و تابعه جبير بن نفير أن عبد الله بن عمر رأى
فتى ... الحديث . أخرجه ابن نصر ( 65 / 1 ) من طريق أبي صالح حدثنا معاوية بن
صالح عن العلاء بن الحارث عن زيد بن أرطاة عنه . و رجاله ثقات غير أبي صالح
و اسمه عبد الله بن صالح , و فيه ضعف . لكن تابعه ابن وهب حدثني معاوية بن صالح
به . فهو سند جيد لولا أن العلاء كان اختلط . أخرجه البيهقي في " السنن " ( 3 /
10 ) . و تابعه أيضا آدم بن علي البكري قال : " كنت قاعدا مع ابن عمر , و شاب
قائم يصلي فجعل يطيل القيام , فقال : يا آدم أتعرف هذا ? ... " الحديث . أخرجه
ابن بشران في " الكراس الأخير من الجزء الثلاثين من الأمالي " ( 7 / 1 ) عن
عبيد بن إسحاق العطار حدثنا عبد الله بن اليمامي : حدثني آدم بن علي البكري .
قلت : و هذا إسناد ضعيف لجهالة اليمامي هذا , و ضعف عبيد العطار , و فيما تقدم
غنية عنه .
1399 " إذا جاء خادم أحدكم بطعامه فليجلسه معه , فإن لم يجلسه معه فليناوله أكلة أو
أكلتين , فإنه ولي علاجه و حره " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 388 :
صحيح من حديث # أبي هريرة # و له عنه طرق :
الأولى : عن محمد بن زياد قال سمعت أبا هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم
فذكره . أخرجه البخاري ( 3 / 131 و 7 / 71 - النهضة ) و أحمد ( 2 / 283 و 409 و
430 ) و الدارمي ( 2 / 107 ) .
الثانية : عن موسى بن يسار عنه مرفوعا به نحوه و فيه : " فإن كان الطعام مشفوها
قليلا فليضع في يده منه أكلة أو أكلتين " . أخرجه مسلم ( 5 / 94 ) و أحمد ( 2 /
277 ) و أبو داود ( 2 / 328 - 329 - الحلبي ) .
الثالثة : عن عمار بن أبي عمار قال : سمعت أبا هريرة يقول : فذكره نحو الطريق
الأولى . أخرجه أحمد ( 2 / 406 ) بسند صحيح على شرط مسلم .
الرابعة : عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعا نحوه إلا أنه قال : " فإن أبى
فليناوله أكله في يده " . أخرجه أحمد ( 2 / 259 و 283 ) بسند صحيح على شرط
الشيخين .
الخامسة : عن إسماعيل بن أبي خالد عن أبيه عنه مرفوعا مختصرا بلفظ : " إذا جاء
خادم أحدكم بالطعام فليجلسه , فإن أبي فليناوله " . أخرجه الدارمي ( 2 / 107 )
و البخاري في " الأدب المفرد " ( 200 ) و إسناده حسن في المتابعات , رجاله ثقات
رجال الشيخين غير أبي خالد والد إسماعيل , لم يرو عنه غير ابنه , و لم يوثقه
غير ابن حبان . و له شاهد يرويه أبو الزبير أنه سأل جابرا عن خادم الرجل إذا
كفاه المشقة و الحر ? فقال : " أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن ندعوه , فإن
كره أحدكم أن يطعم معه فليطعمه أكلة في يده " . أخرجه أحمد ( 3 / 346 ) من طريق
ابن لهيعة و الطبراني في " الأوسط " ( رقم 37 ) عن الأوزاعي كلاهما عنه .
و تابعه ابن جريج قال : أخبرني أبو الزبير به . أخرجه البخاري في " الأدب
المفرد " ( 198 ) . و إسناده صحيح على شرط مسلم .
( تنبيه ) : حديث جابر هذا عزاه صاحب " الفتح الكبير " ( 1 / 147 ) لـ ( طص )
-يعني " المعجم الصغير " للطبراني تبعا لأصله " الزيادة " ( ق 20 / 2 )
و "الجامع الكبير " ( 1 / 41 / 1 مصور دار الكتب ) خلافا لنسخة الظاهرية منه
( 1 / 77 / 1 ) ففيها ( طس ) و لعله الأقرب إلى الصواب , و إن كان مخالفا لـ "
المجمع " أيضا كما يأتي , فإني كنت رتبت " المعجم الصغير " قديما على مسانيد
الصحابة , فلم أجد الحديث عندي في " مسند جابر " . و الله أعلم . قال الهيثمي
في " المجمع " ( 4 / 238 ) : " رواه أحمد و الطبراني في الصغير ( ! ) بنحوه ,
و إسناده حسن " . ثم ذكر له شاهدا عن عبادة بن الصامت مرفوعا نحوه و قال :
" رواه الطبراني و إسناده منقطع " .
1400 " ما أصاب الحجام فأعلفه الناضح " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 390 :
أخرجه أحمد ( 4 / 141 ) عن يحيى بن أبي سليم قال : سمعت عباية بن رفاعة بن رافع
ابن خديج يحدث : " أن جده حين مات ترك جارية و ناضحا و غلاما و حجاما و أرضا ,
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجارية , فنهى عن كسبها : قال شعبة :
مخافة أن تبغي , و قال : و ما أصاب الحجام فأعلفه الناضح , و قال في الأرض :
ازرعها , أو ذرها " .
قلت : و هذا إسناد جيد رجاله ثقات , و يحيى بن أبي سليم هو أبو بلج الفزاري ,
و هو بكنيته أشهر . و للحديث شواهد تقوية , منها عن جابر : " أن النبي صلى الله
عليه وسلم سئل عن كسب الحجام ? فقال : أعلفه ناضحك " . أخرجه أحمد ( 3 / 307 و
381 ) : حدثنا سفيان بن عيينة عن أبي الزبير عن جابر , و في الموضع الثاني :
سمع جابرا ) .
قلت : و هذا إسناد متصل صحيح على شرط مسلم . و منها عن حرام بن محيصة عن أبيه :
" أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن كسب الحجام ? فنهاه عنه , فذكر له
الحاجة , فقال : أعلفه نواضحك " . أخرجه مالك ( 2 / 974 / 28 ) و عنه الترمذي (
1 / 241 ) و كذا أحمد ( 5 / 435 ) عن ابن شهاب عن ابن محيصة - أخي بني حارثة -
عن أبيه . و أخرجه ابن ماجه ( 2166 ) و أحمد أيضا من طرق أخرى عنه سماه في
بعضها حرام بن محصية به , و قال الترمذي : " حديث حسن صحيح " .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق