حذف 12. صفحة من مدونتي

12. صفحة تحذفهم با مفتري حسبي الله ونعم الوكيل

Translate

الخميس، 22 أغسطس 2024

ج1.كتاب النبوات المؤلف: تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني المتوفى 728 هـ

 

فصل

في معجزات الأنبياء التي هي آياتهم وبراهينهم كما سماها الله آيات وبراهين

وللنظار طرق في التمييز بينها وبين غيرها وفي وجه دلالتها

أما الأول فان منهم من رأى أن كل ما يخرج عن الأمر المعتاد فانه معجزة وهو الخارق للعادة إذا إقترن بدعوى النبوة وقد علموا أن الدليل مستلزم للمدلول فيلزم أن يكون كل من خرقت له العادة نبيا فقالت طائفة لا تخرق العادة إلا لنبي وكذبوا بما يذكر من خوارق السحرة والكهان وبكرامات الصالحين وهذه طريقة أكثر المعتزلة وغيرهم كأبي محمد بن حزم وغيره بل يحكى هذا القول عن أبي إسحاق الاسفراييني وأبي محمد بن أبي زيد ولكن كأن في الحكاية عنهما غلطا وإنما أرادوا الفرق بين الجنسين وهؤلاء يقولون إن ما جرى لمريم وعند مولد الرسول فهو إرهاص أي توطئة وإعلام بمجيء الرسول فما خرقت في الحقيقة إلا لنبي فيقال لهم وهكذا الأولياء إنما خرقت لهم لمتابعتهم الرسول فكما أن ما تقدمه هو من معجزاته فكذلك ما تأخر عنه وهؤلاء يستثنون ما يكون أمام الساعة لكن هؤلاء كذبوا بما تواتر من الخوارق لغير الأنبياء والمنازع لهم يقول هي موجودة مشهودة لمن شهدها متواترة عند كثير من الناس أعظم مما تواترت عندهم بعض معجزات الأنبياء وقد شهدها خلق كثير لم يشهدوا معجزات الأنبياء فكيف يكذبون بما شهدوه ويصدقون بما غاب عنهم ويكذبون بما تواتر عندهم أعظم مما تواتر غيره

وقالت طائفة بل كل هذا حق وخرق العادة جائز مطلقا وكل ما خرق لنبي من العادات يجوز أن يخرق لغيره من الصالحين بل ومن السحرة والكهان لكن الفرق أن هذه تقترن بها دعوة النبوة وهو التحدي وقد يقولون إنه لا يمكن أحد أن يعارضها بخلاف تلك وهذا قول من إتبع جهما على أصله في أفعال الرب من الجهمية وغيرهم حيث جوزوا أن يفعل كل ممكن فلزمهم جواز خرق العادات مطلقا على يد كل أحد واحتاجوا مع ذلك الى الفرق بين النبي وغيره فلم يأتوا بفرق معقول بل قالوا هذا يقترن به التحدي فمن إدعى النبوة وهو كاذب لم يجز أن يخرق الله له العادة أو يخرقها له ويكون دليلا على صدقه لما يقترن بها مما يناقض ذلك فان هذين قولان لهم فقيل لهم لم أوجبتم هذا في هذا الموضع دون غيره وأنتم لا توجبون على الله شيئا فقالوا لأن المعجزة علم الصدق فيمتنع أن تكون لغير صادق فالمجموع هو الممتنع وهو خارق العادة ودعوى النبوة أو هذان مع السلامة عن المعارض فقيل لهم ولم قلتم إنه علم الصدق على قولكم فقالوا إما لأنه يفضي منع ذلك إلى عجزه وإما لأنه علم دلالته على الصدق بالضرورة فقيل لهم إنما يلزم العجز لو كان التصديق على قولكم ممكنا وكون دلالتها معلومة بالضرورة هو مسلم لكنه يناقض أصولكم ويوجب أن يكون أحد الشيئين معلوما بالضرورة دون نظيره وهذا ممتنع فإنكم تقولون يجوز أن يخلق على يد مدعي النبوة والساحر والصالح لكن إن إدعى النبوة دلت على صدقه وإن لم يدع النبوة لم تدل على شيء مع أنه لا فرق عند الله بين أن يخلقها على يد مدعي النبوة وغير مدعي النبوة بل كلاهما جائز فيه فاذا كان هذا مثل هذا فلم كان أحدهما دليلا دون الآخر ولم إقترن العلم بأحد المتماثلين دون الآخر ومن أين علمتم أن الرب لا يخرقها مع دعوى النبوة إلا على يد صادق وأنتم تجوزون على أصلكم كل فعل مقدور وخلقها على يد الكذاب مقدور

ثم هؤلاء جوزوا كرامات الصالحين ولم يذكروا بين جنسها وجنس كرامات الأنبياء فرقا بل صرح أئمتهم أن كل ما خرق لنبي يجوز أن يخرق للأولياء حتى معراج محمد وفرق البحر لموسى وناقة صالح وغير ذلك ولم يذكروا بين المعجزة والسحر فرقا معقولا بل قد يجوزون أن يأتي الساحر بمثل ذلك لكن بينهما فرق دعوى النبوة وبين الصالح والساحر البر والفجور وحذاق الفلاسفة الذين تكلموا في هذا الباب مثل ابن سينا وهو أفضل طائفتهم ولكنه أجهل من تكلم

في هذا الباب فإنهم جعلوا ذلك كله من قوى النفس لكن الفرق أن النبي والصالح نفسه طاهرة يقصد الخير والساحر نفسه خبيثة وأما الفرق بين النبي والصالح فمتعذر على قول هؤلاء

ومن الناس من فرق بين معجزات الأنبياء وكرامات الأولياء بفروق ضعيفه مثل قولهم الكرامة يخفيها صاحبها أو الكرامة لا يتحدى بها ومن الكرامات ما أظهرها أصحابها كإظهار العلاء بن الحضرمي المشي على الماء وإظهار عمر مخاطبة سارية على المنبر وإظهار أبي مسلم لما ألقي في النار أنها صارت عليه بردا وسلاما وهذا بخلاف من يدخلها بالشياطين فإنه قد يطفئها إلا أنها لا تصير عليه بردا وسلاما وإطفاء النار مقدور للإنس والجن ومنها ما يتحدى بها صاحبها أن دين الاسلام حق كما فعل خالد بن الوليد لما شرب السم وكالغلام الذي أتى الراهب وترك الساحر وأمر بقتل نفسه بسهمه باسم ربه وكان قبل ذلك قد خرقت له العادة فلم يتمكنوا من قتله ومثل هذا كثير

فيقال المراتب ثلاثة آيات الأنبياء ثم كرامات الصالحين ثم خوارق الكفار والفجار كالسحرة والكهان وما يحصل لبعض المشركين وأهل الكتاب والضلال من المسلمين أما الصالحون الذين يدعون إلى طريق الأنبياء لا يخرجون عنها فتلك خوارقهم من معجزات الأنبياء فإنهم يقولون نحن إنما حصل لنا هذا باتباع الانبياء ولو لم نتبعهم لم يحصل لنا هذا فهؤلاء إذا قدر أنه جرى على يد أحدهم ما هو من جنس ما جرى للأنبياء كما صارت النار بردا وسلاما على أبي مسلم كما صارت على إبراهيم وكما يكثر الله الطعام والشراب لكثير من الصالحين كما جرى في بعض المواطن للنبي ﷺ أو إحياء الله ميتا لبعض الصالحين كما أحياه للأنبياء وهي أيضا من معجزاتهم بمنزلة ما تقدمهم من الإرهاص ومع هذا فالأولياء دون الأنبياء والمرسلين فلا تبلغ كرامات أحد قط مثل معجزات المرسلين كما أنهم لا يبلغون في الفضيلة والثواب إلى درجاتهم ولكنهم قد يشاركونهم في بعضها كما قد يشاركونهم في بعض أعمالهم وكرامات الصالحين تدل على صحة الدين الذي جاء به الرسول لا تدل على أن الولي معصوم ولا على أنه تجب طاعته في كل ما يقوله ومن هنا ضل كثير من الناس من النصارى وغيرهم فان الحواريين وغيرهم كانت لهم كرامات كما تكون الكرامات لصالحي هذه الأمة فظنوا أن ذلك يستلزم عصمتهم كما يستلزم عصمة الأنبياء فصاروا يوجبون موافقتهم في كل ما يقولون وهذا غلط فان النبي وجب قبول كل ما يقول لكونه نبيا إدعى النبوة ودلت المعجزة على صدقه والنبي معصوم وهنا المعجزة ما دلت على النبوة بل على متابعة النبي وصحة دين النبي فلا يلزم أن يكون هذا التابع معصوما ولكن الذي يحتاج إلى الفرقان الفرق بين الأنبياء وأتباعهم وبين من خالفهم من الكفار والفجار كالسحرة والكهان وغيرهم حتى يظهر الفرق بين الحق والباطل وبين ما يكون دليلا على صدق صاحبه كمدعي النبوة وبين مالا يكون دليلا على صدق صاحبه فإن الدليل لا يكون دليلا حتى يكون مستلزما للمدلول متى وجد وجد المدلول وإلا فاذا وجد تارة مع وجود المدلول وتارة مع عدمه فليس بدليل فآيات الأنبياء وبراهينهم لا توجد إلا مع النبوة ولا توجد مع ما يناقض النبوة ومدعي النبوة إما صادق وإما كاذب والكذب يناقض النبوة فلا يجوز أن يوجد مع المناقض لها مثل ما يوجد معها وليس هنا شيء مخالف لها ولا مناقض فإن الكفر والسحر والكهانة كل ذلك يناقض النبوة لا يجتمع هو والنبوة

والناس رجلان رجل موافق لهم ورجل مخالف لهم فالمخالف مناقض وإذا كان كذلك فيقال جنس آيات الأنبياء خارجة عن مقدور البشر بل وعن مقدور جنس الحيوان وأما خوارق مخالفيهم كالسحرة والكهان فإنها من جنس أفعال الحيوان من الإنس وغيره من الحيوان والجن مثل قتل الساحر وتمريضه لغيره فهذا أمر مقدور معروف للناس بالسحر وغير السحر وكذلك ركوب المكنسة أو الخابية وغير ذلك حتى تطير به وطيرانه في الهواء من بلد إلى بلد هذا فعل مقدور للحيوان فان الطير يفعل ذلك والجن تفعل ذلك وقد أخبر الله أن العفريت قال لسليمان أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك وهذا تصرف في أعراض الحي فان الموت والمرض والحركة أعراض والحيوان يقبل في العادة مثل هذه الأغراض ليس في هذا قلب جنس إلى جنس ولا في هذا ما يختص الرب بالقدرة عليه ولا ما تختص به الملائكة وكذلك إحضار ما يحضر من طعام أو نفقة أو ثياب أو غير ذلك من الغيب وهذا إنما هو نقل مال من مكان إلى مكان وهذا تفعله الإنس والجن لكن الجن تفعله والناس لا يبصرون ذلك وهذا بخلاف كون الماء القليل نفسه يفيض حتى يصير كثيرا بأن ينبع من بين الأصابع من غير زيادة يزادها فهذا لا يقدر عليه أنسي ولا جني وكذلك الإخبار ببعض الأمور الغائبة مع الكذب في بعض الأخبار فهذا تفعله الجن كثيرا مع الكهان وهو معتاد لهم مقدور بخلاف اخبارهم بما يأكلون وما يدخرون مع تسمية الله على ذلك فهذا لا تظهر عليه الشياطين وبنو إسرائيل كانوا مسلمين يسمون الله وأيضا فخبر المسيح وغيره من الأنبياء ليس فيه كذب قط والكهان لا بد لهم من الكذب والرب قد أخبر في القرآن أن الشياطين تنزل على بعض الناس فتخبره ببعض الأمور الغائبة لكن ذكر الفرق فقال هل انبئكم على من تنزل الشياطين تنزل على كل أفاك أثيم يلقون السمع وأكثرهم كاذبون كذلك مسرى الرسول ﷺ من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ليريه الرب من آياته فخاصة الرسول ليست مجرد قطع هذه المسافة بل قطعها ليريه الرب من الآيات الغائبة ما يخبر به فهذا لا يقدر عليه الجن وهو نفسه لم يحتج بالمسرى على نبوته بل جعله مما يؤمن به فأخبرهم به ليؤمنوا به والمقصود إيمانهم بما أخبرهم من الغيب الذي رآه تلك الليلة وإلا فهم كانوا يعرفون المسجد الأقصى ولهذا قال وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس والشجرة الملعونة في القرآن قال ابن عباس هي رؤيا عين أريها رسول الله ﷺ ليلة أسري به وهذا كما قال في الآية ولقد رآه نزلة أخرى عند سدرة المنتهى عندها جنة المأوى إذ يغشى السدرة ما يغشى ما زاغ البصر وما طغى لقد رأى من آيات ربه الكبرى وكذلك ما يخبر به الرسول من أنباء الغيب قال تعالى عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا فهذا غيب الرب الذي اختص به مثل علمه بما سيكون من تفصيل الأمور الكبار على وجه الصدق فان هذا لا يقدر عليه إلا الله والجن غايتها أن تخبر ببعض الأمور المستقبلة كالذي يسترقه الجن من السماء مع ما في الجن من الكذب فلا بد لهم من الكذب والذي يخبرون به هو مما يعلم بالمنامات وغير المنامات فهو من جنس المعتاد للناس وأما ما يخبر به الرسول من الأمور البعيدة الكبيرة مفصلا مثل إخباره إنكم تقاتلون الترك صغار الأعين ذلف الأنوف ينتعلون الشعر كأن وجوههم المجان المطرقة وقوله لا تقوم الساعة حتى تخرج نار من أرض الحجاز تضيء لها أعناق الإبل ببصرى ونحو ذلك فهذا لا يقدر عليه جني ولا إنسي والمقصود أن ما يخبر به غير النبي من الغيب معتاد معروف نظيره من الجن والإنس فهو من جنس المقدور لهم وما يخبر به النبي خارج عن قدرة هؤلاء وهؤلاء فهو من غيب الله الذي قال فيه فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول

والآيات الخارقة جنسان جنس في نوع العلم وجنس في نوع القدرة فما اختص به النبي من العلم خارج عن قدرة الإنس والجن وما اختص به من المقدورات خارج عن قدرة الإنس والجن وقدرة الجن في هذا الباب كقدرة الإنس لأن الجن هم من جملة من دعاهم الأنبياء إلى الإيمان وأرسلت الرسل اليهم قال تعالى يا معشر الجن والإنس ألم يأتكم رسل منكم يقصون عليكم آياتي وينذرونكم لقاء يومكم هذا ومعلوم أن النبي اذا دعا الجن إلى الإيمان به فلا بد أن يأتي بآية خارجة عن مقدور الجن فلا بد أن تكون آيات الأنبياء خارجة عن مقدور الإنس والجن وما يأتي به الكاهن من خبر الجن وغايته أنه سمعه الجني لما استرق السمع مثل الذي يستمع إلى حديث قوم وهم له كارهون وما أعطاه الله سليمان مجموعه يخرج عن قدرة الانس والجن كتسخير الرياح والطير وأما الملائكة فالأنبياء لا تدعو الملائكة إلى الإيمان بهم بل الملائكة تنزل بالوحي على الأنبياء وتعينهم وتؤيدهم والخوارق التي تكون بأفعال الملائكة تختص بالأنبياء وأتباعهم لا تكون للكفار والسحرة والكهان ولهذا أخبر الله تعالى أن الذي جاء بالقرآن ملك لا شيطان فقال إنه لقول رسول كريم ذي قوة عند ذي العرش مكين مطاع ثم أمين وما صاحبكم بمجنون ولقد رآه بالأفق المبين وما هو على الغيب بضنين وما هو بقول شيطان رجيم وقال نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين وقال قل نزله روح القدس من ربك بالحق وقال من كان عدوا لجبريل فانه نزله على قلبك باذن الله وقال هل أنبئكم على من تنزل الشياطين تنزل على كل أفاك أثيم يلقون السمع وأكثرهم كاذبون فينبغي أن يتدبر هذا الموضع وتعرف الفروق الكثيرة بين آيات الأنبياءوبين ما يشتبه بها كما يعرف الفرق بين النبي وبين المتنبي وبين ما يجيء به النبي وما يجيء به المتنبي فالفرق الحاصل بين صفات هذا وصفات هذا وأفعال هذا وأفعال هذا وأمر هذا وأمر هذا وخبر هذا وخبر هذا وآيات هذا وآيات هذا إذ الناس محتاجون الى هذا الفرقان أعظم من حاجتهم الى غيره والله تعالى يبينه وييسره ولهذا أخبر أنه أرسل رسله بالآيات البينات وكيف يشبه خير الناس بشر الناس ولهذا لما مثلوا الرسول بالساحر وغيره قال تعالى انظر كيف ضربوا لك الأمثال فضلوا فلا يستطيعون سبيلا

وقد تنازع الناس في الخوارق هل تدل على صلاح صاحبها وعلى ولايته لله والتحقيق أن من كان مؤمنا بالأنبياء لم يستدل على الصلاح بمجرد الخوارق التي قد تكون للكفار والفساق وإنما يستدل بمتابعة الرجل للنبي فيميز بين أولياء الله وأعدائه بالفروق التي بينها الله ورسوله كقوله ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون وقد علق السعادة بالإيمان والتقوى في عدة مواضع كقوله لما ذكر السحرة ولو أنهم آمنوا واتقوا لمثوبة من عند الله خير لو كانوا يعلمون وقوله عن يوسف نصيب برحمتنا من نشاء ولا نضيع أجر المحسنين ولأجر الآخرة خير للذين آمنوا وكانوا يتقون وقوله في قصة صالح ونجينا الذين آمنوا وكانوا يتقون وهذه طريقة الصحابة والسلف

أما دلالتها على ولاية المعين فالناس متنازعون هل الولي والمؤمن من مات على ذلك بحيث إذا كان مؤمنا تقيا وقد علم أنه يموت كافرا يكون في تلك الحال عدوا لله أو ينتقل من إيمان وولاية إلى كفر وعداوة وهما قولان معروفان فمن قال بالأول فالولي عنده كالمؤمن عند من علم أنه يموت على تلك الحال والخوارق لا تدل على ذلك ولذلك قال هؤلاء كالقاضي أبي بكر وأبي يعلى وغيرهما إنها لا تدل وأما من قال الولاية تتبدل فالولاية هنا كالايمان وقد يعلم أن الرجل مؤمن في الباطن تقي بدلائل كثيرة وقد يطلع الله بعض الناس على خاتمة غيره فهذا لا يمتنع لكن هذا مثل الشهادة لمعين بالجنة وفيها ثلاثة أقوال قيل لا يشهد بذلك لغير النبي وهو قول أبي حنيفة والأوزاعي وعلى بن المديني وغيرهم وقيل يشهد به لمن جاء به نص إن كان خبرا صحيحا كمن شهد له النبي بالجنة فقط وهذا قول كثير من أصحابنا وغيرهم وقيل يشهد به لمن استفاض عند الأمة أنه رجل صالح كعمر بن عبد العزيز والحسن البصري وغيرهما وكان أبو ثور يشهد لاحمد بن حنبل بالجنة وقد جاء في الحديث الذي في المسند يوشك أن تعلموا أهل الجنة من أهل النار قالوا بماذا يا رسول الله قال بالثناء الحسن والثناء السيء وفي الصحيحين أن النبي ﷺ مر عليه بجنازة فأثنوا عليها خيرا فقال وجبت وجبت ومر عليه بجنازة فأثنوا عليها شرا فقال وجبت وجبت فقيل يا رسول الله ما قولك وجبت وجبت قال هذه الجنازة أثنيتم عليها الخير فقلت وجبت لها الجنة وهذه الجنازة أثنيتم عليها شرا فقلت وجبت لها النار أنتم شهداء الله في الأرض وفي حديث آخر إذا سمعت جيرانك يقولون قد أحسنت فقد أحسنت وإذا سمعتهم يقولون قد أسأت فقد أسأت وسئل عن الرجل يعمل العمل لنفسه فيحمده الناس عليه فقال تلك عاجل بشرى المؤمن والتحقيق أن هذا قد يعلم بأسباب وقد يغلب على الظن ولا يجوز للرجل أن يقول بما لا يعلم ولهذا لما قالت أم العلاء الأنصارية لما قدم المهاجرون المدينة اقترعت الأنصار على سكناهم فصار لنا عثمان ابن مظعون في السكنى فمرض فمرضناه ثم توفي فجاء رسول الله ﷺ فدخل فقلت رحمة الله عليك أبا السائب فشهادتي أن قد أكرمك الله قال النبي ﷺ وما يدريك أن الله قد أكرمه قالت لا والله لا أدري فقال النبي ﷺ أما هو فقد أتاه اليقين من ربه وإني لأرجو له الخير والله ما أدري وأنا رسول الله ما يفعل بي ولا بكم قالت فوالله لا أزكي بعده أحدا أبدا قالت ثم رأيت لعثمان بعد في النوم عينا تجري فقصصتها على رسول الله ﷺ فقال ذاك عمله

وأما من لم يكن مقرا بالأنبياء فهذا لا يعرف الولي من غيره إذ الولي لا يكون وليا إلا إذا آمن بالرسل لكن قد تدل الخوارق على أن هؤلاء على الحق دون هؤلاء لكونهم من أتباع الأنبياء كما قد يتنازع المسلمون والكفار في الدين فيؤيد الله المؤمنين بخوارق تدل على صحة دينهم كما صارت النار على أبي مسلم بردا وسلاما وكما شرب خالد السم وأمثال ذلك فهذه الخوارق هي من جنس آيات الأنبياء وقد يجتمع كفار ومسلمون ومبتدعة وفجار فيؤيد هؤلاء بخوارق تعينهم عليها الجن والشياطين ولكن جنهم وشياطينهم أقرب الى الإسلام فيترجحون بها على أولئك الكفار عند من لا يعرف النبوات كما يجري لكثير من المبتدعة والفجار مع الكفار مثل ما يجري للأحمدية وغيرهم مع عباد المشركين البخشية قدام التتار كانت خوارق هؤلاء أقوى لكونهم كانوا أقرب الى الاسلام وعند من هو أحق بالاسلام منهم لا تظهر خوارقهم بل تظهر خوارق من هو أتم إيمانا منهم وهذا يشبه رد أهل البدع على الكفار بما فيه بدعة فإنهم وإن ضلوا من هذا الوجه فهم خير من أولئك الكفار لكن من أراد أن يسلك إلى الله على ما جاء به الرسول يضره هؤلاء ومن كان جائرا نفعه هؤلاء بل كلام أبي حامد ينفع المتفلسف ويصير أحسن فان المتفلسف مسلم به إسلام الفلاسفة والمؤمن يصير به إيمانه مثل إيمان الفلاسفة وهذا بخلاف ذاك

والخوارق ثلاثة أنواع إما أن تعين صاحبها على البر والتقوى فهذه أحوال نبينا ومن أتبعه خوارقهم لحجة في الدين أو حاجة للمسلمين والثاني أن تعينهم على مباحات كمن تعينه الجن على قضاء حوائجه المباحة فهذا متوسط وخوارقه لا ترفعه ولا تخفضه وهذا يشبه تسخير الجن لسليمان والأول مثل إرسال نبينا إلى الجن يدعوهم إلى الإيمان فهذا أكمل من إستخدام الجن في بعض الامور المباحة كاستخدام سليمان لهم في محاريب وتماثيل وجفان كالجوابي وقدور راسيات قال تعالى يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل وجفان كالجوابي وقدور راسيات اعملوا آل داود شكرا وقليل من عبادي الشكور وقال تعالى ومن يزغ منهم عن أمرنا نذقه من عذاب السعير ونبينا ﷺ أرسل اليهم يدعوهم إلى الإيمان بالله وعبادته كما أرسل إلى الإنس فاذا اتبعوه صاروا سعداء فهذا أكمل له ولهم من ذاك كما أن العبد الرسول أكمل من النبي الملك ويوسف وداود وسليمان أنبياء ملوك أما محمد فهو عبد رسول كابراهيم وموسى والمسيح وهذا الصنف أفضل وأتباعهم أفضل والثالث أن تعينه على محرمات مثل الفواحش والظلم والشرك والقول الباطل فهذا من جنس خوارق السحرة والكهان والكفار والفجار مثل أهل البدع من الرفاعية وغيرهم فانهم يستعينون بها على الشرك وقتل النفوس بغير حق والفواحش وهذه الثلاثة هي التي حرمها الله في قوله والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ويقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما ولهذا كانت طريقهم من جنس طريق الكهان والشعراء والمجانين وقد نزه الله نبيه عن أن يكون مجنونا وشاعرا وكاهنا فإن إخبارهم بالمغيبات عن شياطين تنزل عليهم كالكهان وأقوى أحوالهم لمؤلهيهم وهم من جنس المجانين وقد قال شيخهم إن أصحاب الأحوال منهم يموتون على غير الاسلام وأما سماعهم ووجدهم فهو شعر الشعراء ولهذا شبههم من رآهم بعباد المشركين من الهند الذين يعبدون الأنداد

فصل

وحقيقة الأمر أن ما يدل على النبوة هو آية على النبوة وبرهان عليها فلا بد أن يكون مختصا بها لا يكون مشتركا بين الأنبياء وغيرهم فإن الدليل هو مستلزم لمدلوله لا يجب أن يكون أعم وجودا منه بل إما أن يكون مساويا له في العموم والخصوص أو يكون أخص منه وحينئذ فآية النبي لا تكون لغير الأنبياء لكن إذا كانت معتادة لكل نبي أو لكثير من الانبياء لم يقدح هذا فيها فلا يضرها أن تكون معتادة للأنبياء وكون الآية خارقة للعادة أو غير خارقة هو وصف لم يصفه القرآن والحديث ولا السلف وقد بينا في غير هذا الموضع أن هذا وصف لا ينضبط وهو عديم التأثير فإن نفس النبوة معتادة للأنبياء خارقة للعادة بالنسبة إلى غيرهم إن كون الشخص يخبره الله بالغيب خبرا معصوما هذا مختص بهم وليس هذا موجودا لغيرهم فضلا عن كونه معتادا فآية النبي لا بد أن تكون خارقة للعادة بمعنى أنها ليست معتادة للآدميين وذلك لأنها حينئذ لا تكون مختصة بالنبي بل مشتركة وبهذا احتجوا على أنه لا بد أن تكون خارقة للعادة لكن ليس في هذا ما يدل على أن كل خارق آية فالكهانة والسحر هو معتاد للسحرة والكهان وهو خارق بالنسبة إلى غيرهم كما أن ما يعرفه أهل الطب والنجوم والفقه والنحو هو معتاد لنظرائهم وهو خارق بالنسبة إلى غيرهم ولهذا إذا أخبر الحاسب بوقت الكسوف والخسوف تعجب الناس إذا كانوا لا يعرفون طريقه فليس في هذا ما يختص بالنبي وكذلك قراءة القرآن بعد أن بعث محمد ﷺ صارت مشتركة بين النبي وغيره وأما نفس الإبتداء به فهو مختص بالنبي وكذلك ما يرويه من أنباء الغيب عن الأنبياء لما صار مشتركا بين النبي وغيره لم يبق آية بخلاف الابتداء فالكهانة مثلا وهو الإخبار ببعض الغائبات عن الجن أمر معروف عند الناس وأرض العرب كانت مملوءة من الكهان وإنما ذهب ذلك بنبوة محمد ﷺ وهم يكثرون في كل موضع نقص فيه أمر النبوة فهم كثيرون في أرض عباد الأصنام ويوجدون كثيرا عند النصارى ويوجدون كثيرا في بلاد المسلمين حيث نقص العلم والإيمان بما جاء به الرسول لأن هؤلاء أعداء الأنبياء والله تعالى قد ذكر الفرق بينهم وبين الأنبياء فقال هل أنبئكم على من تنزل الشياطين تنزل على كل أفاك أثيم يلقون السمع وأكثرهم كاذبون فهؤلاء لا بد أن يكون في أحدهم كذب وفجور وذلك يناقض النبوة فمن ادعى النبوة وأخبر بغيوب من جنس أخبار الكهان كان ما أخبر به خرقا للعادة عند أولئك القوم لكن ليس خرقا لعادة جنسه من الكهان وهم إذا جعلوا ذلك آية لنبوته كان ذلك لجهلهم بوجود هذا الجنس لغير الأنبياء كالذين صدقوا مسيلمة الكذاب والأسود العنسي والحارث الدمشقي وبابا الرومي وغير هؤلاء من المتنبئين الكذابين وكان هؤلاء يأتون بأمور عجيبة خارقة لعادة أولئك القوم لكن ليست خارقة لعادة جنسهم ممن ليس بنبي فمن صدقهم ظن أن هذا مختص بالأنبياء وكان ذلك من جهله بوجود هذا لغير الأنبياء كما أنهم كانوا يأتون بأمور تناقض النبوة ولهذا يجب في آيات الأنبياء أن لا يعارضها من ليس بنبي فكل من عارضها صادرا ممن ليس من جنس الأنبياء فليس من أياتهم ولهذا طلب فرعون أن يعارض ما جاء به موسى لما ادعى أنه ساحر فجمع السحرة ليفعلوا مثل ما يفعل موسى فلا تبقى حجته مختصة بالنبوة وأمرهم موسى أن يأتوا أولا بخوارقهم فلما أتت وابتلعتها العصا التي صارت حية علم السحرة أن هذا ليس من جنس مقدورهم فآمنوا إيمانا جازما ولما قال لهم فرعون لأصلبنكم في جذوع النخل ولتعلمن أينا أشد عذابا وأبقى قالوا لن نؤثرك على ما جاءنا من البينات والذي فطرنا وقالوا آمنا برب العالمين رب موسى وهارون فكان من تمام علمهم بالسحر أن السحر معتاد لأمثالهم وأن هذا ليس من هذا الجنس بل هذا مختص بمثل هذا فدل على صدق دعواه وفرعون وقومه بين معاند وجاهل استخفه فرعون كما قال تعالى فاستخف قومه فأطاعوه فاذا قيل لهم المعجزة هي الفعل الخارق للعادة أو قيل هي الفعل الخارق للعادة المقرون بالتحدي أو قيل مع ذلك الخارق للعادة السليم عن المعارضة فكونه خارقا للعادة ليس أمرا مضبوطا فإنه إن أريد به أنه لم يوجد له نظير في العالم فهذا باطل فإن آيات الأنبياء بعضها نظير بعض بل النوع الواحد منه كاحياء الموتى وهو آية لغير واحد من الأنبياء وإن قيل إن بعض الأنبياء كانت آيته لا نظير لها كالقرآن والعصا والناقة لم يلزم ذلك في سائر الآيات ثم هب أنه لا نظير لها في نوعها لكن وجد خوارق العادات للأنبياء غير هذا فنفس خوارق العادات معتاد جميعه للأنبياء بل هو من لوازم نبوتهم مع كون الأنبياء كثيرين وقد روي أنهم مائة ألف وأربعة وعشرون ألف نبي وما يأتي به كل واحد من هؤلاء لا يكون معدوم النظير في العالم

بل ربما كان نظيره وإن عني بكون المعجزة هي الخارقة للعادة أنها خارقة لعادة أولئك المخاطبين بالنبوة بحيث ليس فيهم من يقدر على ذلك فهذا ليس بحجة فإن أكثر الناس لا يقدرون على الكهانة والسحر ونحو ذلك وقد يكون المخاطبون بالنبوة ليس فيهم هؤلاء كما كان أتباع مسيلمة والعنسي وأمثالهما لا يقدرون على ما يقدر عليه هؤلاء والمبرز في فن من الفنون يقدر على ما لا يقدر عليه أحد في زمنه وليس هذا دليلا على النبوة فكتاب سيبويه مثلا مما لا يقدر على مثله عامة الخلق وليس بمعجز إذ كان ليس مختصا بالأنبياء بل هو موجود لغيرهم وكذلك طب أبقراط بل وعلم العالم الكبير من علماء المسلمين خارج عن عادة الناس وليس هو دليلا على نبوته

وأيضا فكون الشيء معتادا هو مأخوذ من العود وهذا يختلف بحسب الأمور فالحائض المعتادة من الفقهاء من يقوم تثبت عادتها بمرة ومنهم من يقول بمرتين ومنهم من يقول لا تثبت إلا بثلاث وأهل كل بلد لهم عادات في طعامهم ولباسهم وأبنيتهم لم يعتدها غيرهم فما خرج عن ذلك فهو خارق لعادتهم لا لعادة من اعتاده من غيرهم فلهذا لم يكن في كلام الله ورسوله وسلف الامة وأئمتها وصف آيات الأنبياء بمجرد كونها خارقة للعادة ولا يجوز أن يجعل مجرد خرق العادة هو الدليل فان هذا لا ضابط له وهو مشترك بين الأنبياء وغيرهم ولكن إذا قيل من شرطها أن تكون خارقة للعادة بمعنى أنها لا تكون معتادة للناس فهذا ظاهر يعرفه كل أحد ويعرفون أن الأمر المعتاد مثل الأكل والشرب والركوب والسفر وطلوع الشمس وغروبها ونزول المطر في وقته وظهور الثمرة في وقتها ليس دليلا ولا يدعي أحد أن مثل هذا دليل له فان فساد هذا ظاهر لكل أحد ولكن ليس مجرد كونه خارقا للعادة كافيا لوجهين أحدهما أن كون الشيء معتادا وغير معتاد أمر نسبي إضافي ليس بوصف مضبوط تتميز به الآية بل يعتاد هؤلاء مالم يعتد هؤلاء مثل كونه مألوفا ومجربا ومعروفا ونحو ذلك من الصفات الإضافية الثاني أن مجرد ذلك مشترك بين الأنبياء وغيرهم وإذا خص ذلك بعدم المعارضة فقد يأتي الرجل بما لا يقدر الحاضرون على معارضته ويكون معتادا لغيرهم كالكهانة والسحر وقد يأتي بما يمكن معارضته وليس بآية لشيء لكونه لم يختص بالأنبياء وقد يقال في طب أبقراط ونحو سيبويه إنه لا نظير له بل لا بد أن يقال إنه مختص بالأنبياء بل معروف أن هذا تعلم بعضه من غيره واستخرج سائره بنظره واذا خص الله طبيبا أو نحويا أو فقيها بما ميزه به على نظرائه لم يكن ذلك دليلا على نبوته وإن كان خارقا للعادة فان ما يقوله الواحد من هؤلاء قد علمه بسماع أو تجربة أو قياس وهي طرق معروفة لغير الأنبياء والنبي قد علمه الله من الغيب الذي عصمه الله فيه عن الخطأ ما لم يعلمه إلا نبي مثله فان قيل فحينئذ لا يعرف أن الآية مختصة بالنبي حتى تعرف النبوة قيل أما بعد وجود الأنبياء في العالم فهكذا هو ولهذا يبين الله عز وجل نبوة محمد في غير موضع باعتبارها بنبوة من قبله وتارة يبين أنه لم يرسل ملائكة بل رجالا من أهل القرى ليبين أن هذا معتاد معروف ليس هو أمرا لم تجر به عادة الرب كقوله تعالى وما أرسلنا قبلك إلا رجالا نوحي إليهم فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون كما ذكره في سورة النحل والأنبياء وقال في يوسف وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي اليهم من اهل القرى أفلم يسيروا في الأرص فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم ولدار الآخرة خير للذين اتقوا أفلا تعقلون فان الكفار كانوا يقولون إنما يرسل الله ملكا أو يرسل مع البشر ملكا كما قال فرعون أم أنا خير من هذا الذي هو مهين ولا يكاد يبين فلولا ألقي عليه أسورة من ذهب أو جاء معه الملائكة مقترنين وقال قوم نوح ما هذا إلا بشر مثلكم يريد أن يتفضل عليكم ولو شاء الله لانزل ملائكة ما سمعنا بهذا في آبائنا الأولين وقال مشركو العرب لمحمد ما لهذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق لولا نزل عليه ملك فيكون معه نذيرا أو يلقى إليه كنز أو تكون له جنة يأكل منها وقال تعالى وما منع الناس أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدى إلا أن قالوا أبعث الله بشرا رسولا قل لو كان في الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا وقال تعالى وقالوا لولا أنزل عليه ملك ولو أنزلنا ملكا لقضي الأمر ثم لا ينظرون ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا وللبسنا عليهم ما يلبسون بين أنهم لا يطيقون الأخذ عن الملائكة إن لم يأتوا في صورة البشر ولو جاءوا في صورة لبشر لحصل اللبس وقال تعالى أكان للناس عجبا أن أوحينا إلى رجل منهم أن أنذر الناس وكانت العرب لا عهد لها بالنبوة من زمن إسماعيل فقال الله لهم فاسألوا أهل الذكر يعني أهل الكتاب إن كنتم لا تعلمون هل أرسل اليهم رجالا أو ملائكة ولهذا قال له قل ما كنت بدعا من الرسل وقال وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل بين أن هذا الجنس من الناس معروف قد تقدم له نظراء وأمثال وهو سبحانه أمر أن يسأل أهل الكتاب وأهل الذكر عما عندهم من العلم في أمور الأنبياء هل هو من جنس ما جاء به محمد أو هو مخالف له ليتبين بإخبار أهل الكتاب المتواترة جنس ما جاءت به الأنبياء وحينئذ فيعرف قطعا أن محمدا نبي بل هو أحق بالنبوة من غيره والثاني أن يسألوهم عن خصوص محمد وذكره عندهم وهذا يعرفه الخاصة منهم ليس هو معروفا كالأول يعرفه كل كتابي قال تعالى قل أرأيتم إن كان من عند الله وكفرتم به وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله وقوله شهد شاهد ليس المقصود شاهدا واحدا معينا بل ولا يحتم كونه واحدا وقول من قال إنه عبد الله بن سلام ليس بشيء فان هذه نزلت بمكة قبل أن يعرف ابن سلام ولكن المقصود جنس الشاهد كما تقول قام الدليل وهو الشاهد الذي يجب تصديقه سواء كان واحدا قد يقترن بخبره ما يدل على صدقه أو كان عددا يحصل بخبرهم العلم بما تقول فان خبرك بهذا صادق وقوله على مثله فان الشاهد من بني إسرائيل على مثل القرآن وهو أن الله بعث بشرا وأنزل عليه كتابا أمر فيه بعبادة الله وحده لا شريك له ونهى فيه عن عبادة ما سواه واخبر فيه أنه خلق هذا العالم وحده وأمثال ذلك وقد ذكر في أول هذه السورة التوحيد وبين أن المشركين ليس معهم على الشرك لا دليل عقلي ولا سمعي فقال تعالى ما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما إلا بالحق وأجل مسمى والذين كفروا عما أنذروا معرضون قل أرأيتم ما تدعون من دون الله أروني ماذا خلقوا من الأرض أم لهم شرك في السماوات ائتوني بكتاب من قبل هذا أو أثرة من علم إن كنتم صادقين ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون واذا حشر الناس كانوا لهم أعداء وكانوا بعبادتهم كافرين وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات قال الذين كفروا للحق لما جاءهم هذا سحر مبين أم يقولون افتراه قل إن افتريته فلا تملكون لي من الله شيئا هو أعلم بما تفيضون فيه كفى به شهيدا بيني وبينكم وهو الغفور الرحيم قل ما كنت بدعا من الرسل وما أدري ما يفعل بي ولا بكم إن أتبع إلا ما يوحى إلي وما أنا إلا نذير مبين قل أرأيتم أن كان من عند الله وكفرتم به وشهد شاهد من بني اسرائيل على مثله الى آخره ومثل ذلك قوله تعالى ويقول الذين كفروا لست مرسلا قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب فمن عنده علم الكتاب شهد بما في الكتاب الأول وهو يوجب تصديق الرسول لانه يشهد بالمثل ويشهد أيضا بالعين وكل من الشهادتين كافية فمتى ثبت الجنس علم قطعا أن العين منه وقال تعالى فان كنت في شك مما أنزلنا اليك فاسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك لقد جاءك الحق من ربك فلا تكونن من الممترين ولا تكونن من الذين كذبوا بآيات الله فتكون من الخاسرين وهذا سواء كان خطابا للرسول والمراد به غيره أو خطابا له وهو لغيره بطريق الأولى والمقدر قد يكون معدوما أو ممتنعا وهو بحرف ان كقوله قل ان كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين وإن كنت قلته فقد علمته والمقصود بيان الحكم على هذا التقدير إن كنت قلته فانت عالم به وبما في نفسي وإن كان له ولد فأنا عابده وان كنت شاكا فاسأل ان قدر امكان ذلك فسؤال الذين يقرءون الكتاب قبله اذا أخبروا فما عندهم شاهد له ودليل وحجة ولهذا نهى بعد ذلك عن الإمتراء والتكذيب وأما تقدير الممتنع بحرف ان فكثير ومن ذلك قوله فإن استطعت أن تبتغي نفقا في الأرض أو سلما في السماء فتأتيهم بآية فإن كان لكم كيد فكيدون أم من يبدأ الخلق ثم يعيده ومن يرزقكم من السماء والأرض أإله مع الله قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين وقالوا لن يدخل الجنة الا من كان هودا أو نصارى تلك أمانيهم قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين فأتوا بسورة مثله وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين وقد قال تعالى أولم يكن لهم آية أن يعلمه علماء بني اسرائيل وقال تعالى والذين آتيناهم الكتاب يعلمون أنه منزل من ربك بالحق وقال تعالى ان الذين أوتوا العلم من قبله اذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجدا ويقولون سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا وقال تعالى الذين آتيناهم الكتاب من قبله هم به يؤمنون واذا يتلى عليهم قالوا آمنا به إنه الحق من ربنا إنا كنا من قبله مسلمين أولئك يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا وهذا كله في السور المكية والمقصود الجنس فاذا شهد جنس هؤلاء مع العلم بصدقهم حصل المطلوب لا يقف العلم على شهادة كل واحد واحد فان هذا متعذر ومن أنكر أو قال لا أعلم لم يضر إنكاره وإن قال بل أعلم عدم ما شهدوا به علم افتراؤه في الجنس وعلم في الشخص اذ كان لم يحط علما بجميع نسخ الكتب المتقدمة وما في النبوات كلها فلا سبيل لأحد من أهل الكتاب أن يعلم انتفاء ذكر محمد في كل نسخة نسخة بكل كتاب من كتب الأنبياء إذ العلم بذلك متعذر ثم هذه النسخ الموجود فيها ذكره في مواضع كثيرة قد ذكر قطعة منها في غير هذا الموضع ومما ينبغي أن يعلم أن أعظم ما كان عليه المشركون قبل محمد وفي مبعثه هو دعوى الشريك لله والولد والقرآن مملوء من تنزيه الله عن هذين وتنزيهه عن المثل والولد يجمع كل التنزيه فهذا في سورة الإخلاص وفي سورة الأنعام في مثل قوله وجعلوا لله شركاء الجن وخلقهم وخرقوا له بنين وبنات بغير علم سبحانه وتعالى عما يصفون وفي سورة سبحان وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك وفي سورة الكهف في أولها وينذر الذين قالوا اتخذ الله ولدا وفي آخرها افحسب الذين كفروا أن يتخذوا عبادي من دوني أولياء ولا يشرك بعبادة ربه أحدا وفي مريم تنزيهه عن الولد في أول السورة وآخرها ظاهر وعن الشريك في مثل قصة إبراهيم وفي تنزيل وغير ذلك وفي الأنبياء تنزيهه عن الشريك والولد وكذلك في المؤمنين ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله وأول الفرقان الذي له ملك السماوات والأرض ولم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك وأما طه والشعراء مما بسط فيه قصة موسى فالمقصود الأعظم بقصة موسى إثبات الصانع ورسالته إذ كان فرعون منكرا ولهذا عظم ذكرها في القرآن بخلاف قصة غيره فإن فيها الرد على المشركين المقرين بالصانع ومن جعل له ولدا من المشركين وأهل الكتاب ومذهب الفلاسفة الملحدة دائر بين التعطيل وبين الشرك والولادة كما يقولونه في الإيجاب الذاتي فانه أحد أنواع الولادة وهم ينكرون معاد الأبدان وقد قرن بين هذا وهذا في الكتاب والسنة في مثل قوله ويقول الإنسان أإذا مامت لسوف أخرج حيا أولا يذكر الإنسان أنا خلقناه من قبل ولم يك شيئا إلى قوله وقالوا إتخذ الرحمن ولدا وهذه في سورة مريم المتضمنة خطاب النصارى ومشركي العرب لأن الفلاسفة داخلون فيهم فإن اليونان اختلطوا بالروم فكان فيها خطاب هؤلاء وهؤلاء وفي الصحيحين عن أبي هريرة عن النبي ﷺ قال يقول الله تعالى شتمني ابن آدم وما ينبغي له ذلك وكذبني ابن آدم وما ينبغي له ذلك فاما شتمه إياي فقوله إني اتخذت ولدا وأنا الأحد الصمد لم ألد ولم أولد ولم يكن لي كفوا أحد وأما تكذيبه إياي فقوله لن يعيدني كما بدأني وليس أول الخلق بأهون علي من إعادته رواه البخاري عن ابن عباس ولما كان الشرك أكثر في بني آدم من القول بأن له ولدا كان تنزيهه عنه أكثر وكلاهما يقتضي إثبات مثل وند من بعض الوجوه فان الولد من جنس الوالد ونظير له وكلاهما يستلزم الحاجة والفقر فيمتنع وجود قادر بنفسه فالذي جعل لله شريكا لو فرض مكافئا لزم إفتقار كل منهما وهو ممتنع وإن كان غير مكافئ فهو مقهور والولد يتخذ المتخذ لحاجته إلى معاونته له كما يتخذ المال فان الولد إذا اشتد أعان والده قال تعالى قالوا اتخذ الله ولدا سبحانه هو الغني له ما في السماوات وما في الأرض وقال تعالى وقالوا اتخذ الرحمن ولدا لقد جئتم شيئا إدا الى قوله ان كل من في السموات والارض إلا آت الرحمن عبدا وقال تعالى وقالوا اتخذ الله ولدا سبحانه بل له ما في السماوات والارض كل له قانتون فان كون المخلوق مملوكا لخالقه وهو مفتقر اليه من كل وجه والخالق غني عنه يناقض اتخاذ الولد لانه انما يكون لحاجته اليه في حياته أو ليخلفه بعد موته والرب غني عن كل ما سواه وكل ما سواه فقير اليه وهو الحي الذي لا يموت والوالد في نفسه مفتقر الى ولد مخلوق لا حيلة له فيه بخلاف من يشتري المملوك فانه بإختياره ملكه ويمكنه إزالة ملكه فتعلقه به من جنس تعلقه بالاجانب والولادة بغير اختيار الوالد والرب يمتنع ان يحدث شيء بغير اختياره

واتخاذ الولد هو عوض عن الولادة لمن لم يحصل له فهو أنقص في الولادة ولهذا من قال بالإيجاب الذاتي بغير مشيئته وقدرته فقوله من جنس قول القائلين بالولادة الحاصلة بغير الاختيار بل قولهم شر من قول النصارى ومشركي العرب من بعض الوجوه كما قد بسط الكلام على هذا في تفسير قل هو الله أحد وغيره

والمقصود أن الله قال لمحمد قل ما كنت بدعا من الرسل وقال وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل فبين أن هذا الجنس من الناس معروف قد تقدم له نظراء وأمثال فهو معتاد في الآدميين وان كان قليلا فيهم وأما من جاءهم رسول ما يعرفون قبله رسولا كقوم نوح فهذا بمنزلة ما يبتدئه الله من الأمور وحينئذ فهو يأتي بما يختص به مما يعرفون أن الله صدقه في إرساله فهذا يدل على النوع والشخص وان كانت آيات غيره تدل على الشخص إذ النوع قد عرف قبل هذا فالمقصود أن آيته وبرهانه لا بد أن يكون مختصا بهذا النوع لا يجب أن يختص بواحد من النوع ولا يجوز أن يوجد لغير النوع وقد قلنا إن ما يأتي به أتباع الانبياء من ذلك هو مختص بالنوع فأنا نقول هذا لا يكون إلا لمن اتبع الأنبياء فصار مختصا بهم وأما ما يوجد لغير الانبياء وأتباعهم فهذا هو الذي لا يدل على النبوة كخوارق السحرة والكهان

وقد عرف الناس أن السحرة لهم خوارق ولهذا كانوا إذا طعنوا في نبوة نبي واعتقدوا علمه قالوا هو ساحر كما قال الملأ من قوم فرعون لموسى ان هذا لساحر عليم يريد أن يخرجكم من أرضكم بسحره فماذا تأمرون وقال للسحرة لما آمنوا إنه لكبيركم الذي علمكم السحر وان هذا لمكر مكرتموه في المدينة لتخرجوا منها أهلها كل هذا من كذب فرعون وكانوا يقولون يا أيها الساحر ادع لنا ربك وكذلك المسيح قال تعالى وإذ قال عيسى بن مريم يا بني اسرائيل إني رسول الله اليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد فلما جاءهم بالبينات قالوا هذا سحر مبين وقال تعالى عن كفار العرب وان يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر وان نسبوه إلى عدم العلم قالوا مجنون كما قالوا عن نوح مجنون وازدجر وقالوا عن موسى ان رسولكم الذي أرسل إليكم لمجنون وقال عن مشركي العرب وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر ويقولون انه لمجنون وقد قال تعالى كذلك ما أتى الذين من قبلهم من رسول إلا قالوا ساحر أو مجنون أتواصوا به بل هم قوم طاغون فالسحر أمر معتاد في بني آدم كما أن النبوة معتادة في بني آدم والمجانين معتادون فيهم فاذا قالوا عن الشخص انه مجنون فانه يعلم هل هو من العقلاء أو من المجانين بنفس ما يقوله ويفعله وكذلك يعرف هل هو من جنس الانبياء أو من جنس السحرة وكذلك لما قالوا عن محمد انه شاعر فان الشعراء جنس معروفون في الناس وقالوا إنه كاهن وشبهة الشعر أن القرآن كلام موزون والشعر موزون وشبهة الكهانة أن الكاهن يخبر ببعض الامور الغائبة فذكر الله تعالى الفرق بين هذين وبين النبي فقال هل أنبئكم على من تنزل الشياطين تنزل على كل أفاك أثيم يلقون السمع وأكثرهم كاذبون ثم قال والشعراء يتبعهم الغاوون ألم تر أنهم في كل واد يهيمون وأنهم يقولون مالا يفعلون إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وقال وما علمناه الشعر وما ينبغي له إن هو إلا ذكر وقرآن مبين وقال تعالى وما هو بقول شاعر قليلا ما تؤمنون ولا بقول كاهن قليلا ما تذكرون تنزيل من رب العالمين ولهذا لما عرض الكفار على كبيرهم الوحيد أن يقولوا للناس هو شاعر ومجنون وساحر وكاهن صار يبين لهم أن هذه أقوال فاسدة وأن الفرق معروف بينه وبين هذه الأجناس

فالمقصود أن هذه الأجناس كلها موجودة في الناس معتادة معروفة وكل واحد منها يعرف بخواصه المستلزمة له وتلك الخواص آيات له مستلزمة له فكذلك النبوة لها خواص مستلزمة لها تعرف بها وتلك الخواص خارقة لعادة غير الانبياء وان كانت معتادة للانبياء فهي لا توجد لغيرهم فهذا هذا والله أعلم

فاذا أتى مدعي النبوة بالأمر الخارق للعادة الذي لا يكون إلا لنبي لا يحصل مثله لساحر ولا كاهن ولا غيرهما كان دليلا على نبوته وكل من الساحر والكاهن يستعين بالشياطين فان الكهان تنزل عليهم الشياطين تخبرهم والسحرة تعلمهم الشياطين قال تعالى واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما انزل على الملكين ببابل هاروت وماروت وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر والساحر لا يتجاوز سحره الامور المقدورة للشياطين كما تقدم بيانه والساحر كما قال تعالى ولا يفلح الساحر حيث أتى وقال تعالى ولقد علموا لمن اشتراه ماله في الآخرة من خلاق فهم يعلمون أن السحر لا ينفع في الآخرة ولا يقرب إلى الله وأن من اشتراه ماله في الآخرة من خلاق فإن مبناه على الشرك والكذب والظلم مقصود صاحبه الظلم والفواحش وهذا مما يعلم بصريح العقل أنه من السيئات فالنبي لا يأمر به ولا يعمله يستعين على ذلك صاحبه بالشرك والكذب وقد علم بصريح العقل مع ما تواتر عن الانبياء أنهم حرموا الشرك فمتى كان الرجل يأمر بالشرك وعبادة غير الله أو يستعين على مطالبه بهذا وبالكذب والفواحش والظلم علم قطعا أنه من جنس السحرة لا من جنس الانبياء وخوارق هذا يمكن معارضتها وإبطالها من بني جنسه وغير بني جنسه وخوارق الانبياء لا يمكن غيرهم أن يعارضها ولا يمكن أحدا إبطالها لا من جنسهم ولا من غير جنسهم فإن الأنبياء يصدق بعضهم بعضا فلا يتصور أن نبيا يبطل معجزة آخر وإن أتى بنظيرها فهو يصدقه ومعجزة كل منهما آية له وللآخر أيضا

كما أن معجزات أتباعهم آيات لهم بخلاف خوارق السحرة فإنها إنما تدل على أن صاحبها ساحر يؤثر آثارا غريبة مما هو فساد في العالم ويسر بما يفعله من الشرك والكذب والظلم ويستعين على ذلك بالشياطين فمقصوده الظلم والفساد والنبي مقصوده العدل والصلاح وهذا يستعين بالشياطين وهذا بالملائكة وهذا يأمر بالتوحيد لله وعبادته وحده لا شريك له وهذا إنما يستعين بالشرك وعبادة غير الله وهذا يعظم إبليس وجنوده وهذا يذم إبليس وجنوده والإقرار بالملائكة والجن عام في بني آدم لم ينكر ذلك إلا شواذ من بعض الامم ولهذا قالت الامم المكذبة ولو شاء الله لأنزل ملائكة حتى قوم نوح وعاد وثمود وقوم فرعون قال قوم نوح ما هذا إلا بشر مثلكم يريد أن يتفضل عليكم ولو شاء الله لأنزل ملائكة وقال فإن أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود إذ جاءتهم الرسل من بين أيديهم ومن خلفهم ألا تعبدوا إلا الله قالوا لو شاء ربنا لأنزل ملائكة فإنا بما أرسلتم به كافرون وفرعون وإن كان مظهرا لجحد الصانع فإنه ما قال فلولا ألقي عليه أسورة من ذهب أو جاء معه الملائكة مقترنين إلا وقد سمع بذكر الملائكة إما معترفا بهم وإما منكرا لهم فذكر الملائكة والجن عام في الأمم وليس في الأمم أمة تنكر ذلك إنكارا عاما وإنما يوجد إنكار ذلك في بعضهم مثل من قد يتفلسف فينكرهم لعدم العلم لا للعلم بالعدم فلا بد في آيات الانبياء من أن تكون مع كونها خارقة للعادة أمرا غير معتاد لغير الانبياء بحيث لا يقدر عليه إلا الله الذي أرسل الانبياء ليس مما يقدر عليه غير الانبياء لا بحيلة ولا عزيمة ولا استعانة بشياطين ولا غير ذلك ومن خصائص معجزات الانبياء أنه لا يمكن معارضتها فإذا عجز النوع البشري غير الانبياء عن معارضتها كان ذلك أعظم دليل على اختصاصها بالانبياء بخلاف ما كان موجودا لغيرها فهذا لا يكون آية البتة فأصل هذا أن يعرف وجود الانبياء في العالم وخصائصهم كما يعلم وجود السحرة وخصائصهم ولهذا من لم يكن عارفا بالانبياء من فلاسفة اليونان والهند وغيرهم لم يكن له فيهم كلام يعرف كما لم يعرف لارسطو وأتباعه فيهم كلام يعرف بل غاية من أراد أن يتكلم في ذلك كالفارابي وغيره أن يجعلوا ذلك من جنس المنامات المعتادة ولما أراد طائفة كأبي حامد وغيره أن يقرروا إمكان النبوة على أصلهم احتجوا بأن مبدأ الطب ومبدأ النجوم ونحو ذلك كان من الانبياء لكون المعارف المعتادة لا تنهض بذلك وهذا إنما يدل على اختصاص من أتى بذلك بنوع من العلم وهذا لا ينكره عاقل وعلى هذا بنى ابن سينا أمر النبوة أنها من قوى النفس وقوى النفوس متفاوتة وكل هذا كلام من لا يعرف النبوة بل هو أجنبي عنها وهو أنقص ممن أراد أن يقرر أن في الدنيا فقهاء وأطباء وهو لم يعرف غير الشعراء فاستدل بوجود الشعراء على وجود الفقهاء والاطباء بل هذا المثال أقرب فإن بعد النبوة عن غير الانبياء أعظم من بعد الفقيه والطبيب عن الشاعر ولكن هؤلاء من أجهل الناس بالنبوة ورأوا ذكر الانبياء قد شاع فأرادوا تخريج ذلك على أصول قوم لم يعرفوا الانبياء

فان قيل موسى وغيره كانوا موجودين قبل أرسطو فان أرسطو كان قبل المسيح بنحو ثلاثمائة سنة وأيضا فقد قال الله تعالى ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت فمنهم من هدى الله ومنهم من حقت عليه الضلالة فسيروا في الارض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين وقال إنا أرسلناك بالحق شيرا ونذيرا وان من أمة إلا خلا فيها نذير فهذا يبين أن كل أمة قد جاءها رسول فكيف لم يعرف هؤلاء الرسل قلت عن هذا جوابان أحدهما أن كثيرا من هؤلاء لم يعرفوا الرسل كما قال ومنهم من حقت عليه الضلالة فسيروا في الارض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين فلم تبق أخبار الرسول وأقواله معروفة عندهم الثاني أنه قال تعالى تالله لقد أرسلنا إلى أمم من قبلك فزين لهم الشيطان أعمالهم فهو وليهم اليوم فاذا كان الشيطان قد زين لهم أعمالهم كان في هؤلاء من درست أخبار الأنبياء عندهم فلم يعرفوها وأرسطو لم يأت إلى أرض الشام ويقال ان الذين كانوا قبله كانوا يعرفون الانبياء لكن المعرفة المجملة لا تنفع كمعرفة قريش كانوا قد سمعوا بموسى وعيسى وابراهيم سماعا من غير معرفة بأحوالهم

وأيضا فهم وأمثالهم المشاءون أدركوا الاسلام وهم من أكفر الناس بما جاءت به الرسل إما أنهم لا يطلبون معرفة أخبارهم وما سمعوه حرفوه أو حملوه على أصولهم وكثير من المتفلسفة هم من هؤلاء فإذا كان هذا حال هؤلاء في ديار الاسلام فما الظن بمن كان ببلاد لا تعرف فيها شريعة نبي

بل طريق معرفة الانبياء كطريق معرفة نوع من الآدميين خصهم الله بخصائص يعرف ذلك من أخبارهم واستقراء أحوالهم كما يعرف الأطباء والفقهاء ولهذا إنما يقرر الرب تعالى في القرآن أمر النبوة وإثبات جنسها بما وقع في العالم من قصة نوح وقومه وهود وقومه وصالح وقومه وشعيب ولوط وإبراهيم وموسى وغيرهم فيذكر وجود هؤلاء وأن قوما صدقوهم وقوما كذبوهم ويبين حال من صدقهم وحال من كذبهم فيعلم بالاضطرار حينئذ ثبوت هؤلاء ويتبين وجود آثارهم في الارض فمن لم يكن رأى في بلدة آثارهم فليسر في الارض ولينظر آثارهم وليسمع أخبارهم المتواترة يقول الله تعالى وإن يكذبوك فقد كذبت قبلهم قوم نوح وعاد وثمود وقوم إبراهيم وقوم لوط وأصحاب مدين وكذب موسى فأمليت للكافرين ثم أخذتهم فكيف كان نكير فكأين من قرية أهلكناها وهي ظالمة فهي خاوية على عروشها وبئر معطلة وقصر مشيد أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور ويستعجلونك بالعذاب ولن يخلف الله وعده وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون وكأين من قرية أمليت لها وهي ظالمة ثم أخذتها وإلي المصير ولهذا قال مؤمن آل فرعون لما أراد إنذار قومه يا قوم إني أخاف عليكم مثل يوم الاحزاب مثل دأب قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم وما الله يريد ظلما للعباد ولهذا لما سمع ورقة بن نوفل والنجاشي وغيرهما القرآن قال ورقة بن نوفل هذا هو الناموس الذي كان يأتي موسى وقال النجاشي إن هذا والذي جاء به موسى ليخرج من مشكاة واحدة فكان عندهم علم بما جاء به موسى اعتبروا به ولولا ذلك لم يعلموا هذا وكذلك الجن لما سمعت القرآن ولوا إلى قومهم منذرين قالوا يا قومنا إنا سمعنا كتابا أنزل من بعد موسى مصدقا لما بين يديه يهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم ولما أراد سبحانه تقرير جنس ما جاء به محمد قال إنا أرسلنا إليكم رسولا شاهدا عليكم كما أرسلنا إلى فرعون رسولا فعصا فرعون الرسول فأخذناه أخذا وبيلا وقال تعالى وما قدروا الله حق قدره إذ قالوا ما أنزل الله على بشر من شيء قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى نورا وهدى للناس تجعلونه قراطيس تبدونها وتخفون كثيرا وعلمتم ما لم تعلموا أنتم ولا آباؤكم قل الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون وهذا كتاب أنزلناه مبارك مصدق الذي بين يديه ولتنذرأم القرى ومن حولها فهو سبحانه يثبت وجود جنس الانبياء ابتداء كما في السور المكية حيث يثبت وجود هذا الجنس وسعادة من اتبعه وشقاء من خالفه ثم نبوة عين هذا النبي تكون ظاهرة لأن الذي جاء به أكمل مما جاء به جميع الانبياء فمن أقر بجنس الانبياء كان إقراره بنبوة محمد في غاية الظهور أبين مما أقر أن في الدنيا نحاة وأطباء وفقهاء فإذا رأى نحو سيبويه وطب أبقراط وفقه الأئمة الاربعة ونحوهم كان إقراره بذلك من أبين الامور ولهذا كان من نازع من اهل الكتاب في نبوة محمد إما أن يكون لجهله بما جاء به وهو الغالب على عامتهم أو لعناده وهو حال طلاب الرياسة بالدين منهم والعرب عرفوا ما جاء به محمد فلما أقروا بجنس الانبياء لم يبق عندهم في محمد شك وجميع ما يذكره الله تعالى في القرآن من قصص الانبياء يدل على نبوة محمد بطريق الاولى إذ كانوا من جنس واحد ونبوته أكمل فينبغي معرفة هذا فإنه أصل عظيم ولهذا جميع مشركي العرب آمنوا به فلم يحتج أحد منهم أن تؤخذ منه جزية فإنهم لما عرفوا نبوته وأنه لا بد من متابعته أو متابعة اليهود والنصارى عرفوا أن متابعته أولى ومن كان من أهل الكتاب بعضهم آمن به وبعضهم لم يؤمن جهلا وعنادا وهؤلاء كان عندهم كتاب ظنوا استغناءهم به فلم يستقرئوا أخبار محمد وما جاء به خالين من الهوى بخلاف من لم يكن له كتاب فإنه نظر في الأمرين نظر خال من الهوى فعرف فضل ما جاء به محمد على ما جاء به غيره ولهذا لا تكاد توجد أمة لا كتاب لها يعرض عليها دين المسلمين واليهود والنصارى إلا رجحت دين المسلمين كما يجري لأنواع الامم التي لا كتاب لها فأهل الكتاب مقرون بالجنس منازعون في العين والمتفلسفة من اليونان والهند منازعون في وجود كمال الجنس وإن أقروا ببعض صفات الانبياء فإنما أقروا منها بما لا يختص بالانبياء بل هو مشترك بينهم وبين غيرهم فلم يؤمن هؤلاء بالانبياء البتة هذا هو الذي يجب القطع به ولهذا يذكرون معهم ذكر الجنس الخارج عن أتباعهم فيقال قالت الانبياء والفلاسفة واتفقت الانبياء والفلاسفة كما يقال المسلمون واليهود والنصارى وقال أيضا رضي الله عنه فصل ومن آياته نصر الرسل على قومهم

وهذا على وجهين تارة يكون بإهلاك الامم وإنجاء الرسل وأتباعهم كقوم نوح وهود وصالح وشعيب ولوط وموسى ولهذا يقرن الله بين هذه القصص في سور الاعراف وهود والشعراء ولا يذكر معها قصة ابراهيم وإنما ذكر قصة ابراهيم في سورة الانبياء ومريم والعنكبوت والصافات فإن هذه السور لم يقتصر فيها على ذكر من أهلك من الامم بل في سورة الانبياء كان المقصود ذكر الانبياء ولهذا سميت سورة الانبياء فذكر فيها إكرامه للأنبياء وإن لم يذكر قومهم كما ذكر قصة داود وسليمان وايوب وذكر آخر الكل إن هذه أمتكم أمة واحدة وبدأ فيها بقصة إبراهيم إذ كان المقصود ذكر إكرامه للانبياء قبل محمد وابراهيم أكرمهم على الله تعالى وهو خير البرية وهو أبو أكثرهم إذ ليس هو أب نوح ولوط لكن لوط من أتباعه وأيوب من ذريته بدليل قوله في سورة الانعام ومن ذريته داود وسليمان وأيوب وأما سورة مريم فذكر الله تعالى فيها انعامه على الانبياء المذكورين فيها فذكر فيها رحمته زكريا وهبته يحيى وأنه ورث نبوته وغيرها من علم آل يعقوب وأنه آتاه الحكم صبيا وذكر بدء خلق عيسى وما اعطاه الله تعالى من تعليم الكتاب وهو التوراة النبوة وأن الله تعالى جعله مباركا أينما كان وغير ذلك وذكر قصة ابراهيم وحسن خطابه لأبيه وأن الله تعالى وهبه اسحاق ويعقوب نبيين ووهبه من رحمته وجعل له لسان صدق عليا ثم ذكر موسى وأنه خصه الله تعالى بالتقريب والتكليم ووهبه أخاه وغير ذلك وذكر اسماعيل وأنه كان صادق الوعد وكأنه والله أعلم من ذلك أو أعظمه صدقه فيما وعد به أباه من صبره عند الذبح فوفى بذلك وذكر إدريس وأن الله تعالى رفعه مكانا عليا ثم قال أولئك الذين أنعم الله عليهم وأما سورة العنكبوت فإنه ذكر فيها امتحانه للمؤمنين ونصره لهم وحاجتهم الى الصبر والجهاد وذكر فيها حسن العاقبة لمن صبر وعاقبة من كذب الرسل فذكر قصة ابراهيم لانها من النمط الاول ونصرة الله له على قومه وكذلك سورة الصافات قال فيها ولقد ضل قبلهم أكثر الاولين ولقد أرسلنا فيهم منذرين فانظر كيف كان عاقبة المنذرين وهذا يقتضي أنها عاقبة رديئة إما بكونهم غلبوا وذلوا وإما بكونهم أهلكوا ولهذا ذكر فيها قصة إلياس ولم يذكرها في غيرها ولم يذكر هلاك قومه بل قال فكذبوه فإنهم لمحضرون إلا عباد الله المخلصين وإلياس قد روي ان الله تعالى رفعه وهذا يقتضي عذابهم في الآخره فان إلياس لم يقم فيهم وإلياس المعروف بعد موسى من بني إسرائيل وبعد موسى لم يهلك المكذبين بعذاب الاستئصال وبعد نوح لم يهلك جميع النوع وقد بعث في كل أمة نذيرا والله تعالى لم يذكر قط عن قوم إبراهيم أنهم أهلكوا كما ذكر عن غيرهم بل ذكر أنهم ألقوه في النار فجعلها الله عليه بردا وسلاما وأرادوا به كيدا فجعلهم الله الأسفلين الأخسرين وفي هذا ظهور برهانه وآيته وأنه أظهره عليهم بالحجة والعلم وأظهره أيضا بالقدرة حيث أذلهم ونصره وهذا من جنس المجاهد الذي هزم عدوه وتلك من جنس المجاهد الذي قتل عدوه وابراهيم بعد هذا لم يقم بينهم بل هاجر وتركهم وأولئك الرسل لم يزالوا مقيمين بين ظهراني قومهم حتى هلكوا فلم يوجد في حق قوم ابراهيم سبب الهلاك وهو إقامته فيهم وانتظار العذاب النازل وهكذا محمد مع قومه لم يقم فيهم بل خرج عنهم حتى أظهره الله تعالى عليهم بعد ذلك ومحمد وابراهيم أفضل الرسل فإنهم إذا علموا الدعوة حصل المقصود وقد يتوب منهم من يتوب بعد ذلك كما تاب من قريش من تاب وأما حال إبراهيم فكانت الى الرحمة أميل فلم يسعى في هلاك قومه لا بالدعاء ولا بالمقام ودوام إقامة الحجة عليهم وقد قال تعالى وقال الذين كفروا لرسلهم لنخرجنكم من أرضنا أو لتعودن في ملتنا فأوحى اليهم ربهم لنهلكن الظالمين ولنسكنكم الارض من بعدهم وكان كل قوم لا يطلبون هلاك نبيهم الا عوقبوا وقوم ابراهيم أوصوله الى العذاب لكن جعله الله عليه بردا وسلاما ولم يفعلوا بعد ذلك ما يستحقون به العذاب أذ الدنيا ليست دار الجزاء التام وانما فيها من الجزاء ما تحصل به الحكمة والمصلحة كما في العقوبات الشرعية فمن أراد أعداؤه من أتباع الانبياء أن يهلكوه فعصمه الله وجعل صورة الهلاك نعمة في حقه ولم يهلك أعداءه بل أخزاهم ونصره فهو أشبه بإبراهيم واذا عصمه من كيدهم وأظهره حتى صارت الحرب بينه وبينهم سجالا ثم كانت العاقبة له فهو أشبه بحال محمد ﷺ فان محمدا سيد الجميع وهو خليل الله كما أن ابراهيم خليله والخليلان هما أفضل الجميع وفي طريقتهما من الرأفة والرحمة ما ليس في طريقة غيرهما ولم يذكر الله عن قوم ابراهيم دينا غير الشرك وكذلك عن قوم نوح وأما عاد فذكر عنهم التجبر وعمارة الدنيا وقوم صالح ذكر عنهم الاشتغال بالدنيا عن الدين لم يذكر عنهم من التجبر ما ذكر عن عاد وإنما أهلكهم لما عقروا الناقة وأما أهل مدين فذكر عنهم الظلم في الاموال مع الشرك قالوا يا شعيب أصلاتك تأمرك أن نترك ما يعبد أباؤنا أو أن نفعل في أموالنا ما نشاء وقوم لوط ذكر عنهم استحلال الفاحشة ولم يذكروا بالتوحيد بخلاف سائر الامم وهذا يدل على أنهم لم يكونوا مشركين وانما ذنبهم استحلال الفاحشة وتوابع ذلك وكانت عقوبتهم أشد إذ ليس في ذلك تدين بل شر يعلمون أنه شر وهذه الامور تدل على حكمة الرب وعقوبته لكل قوم بما يناسبهم فان قوم نوح أغرقهم اذ لم يكن فيهم خير يرجى

تبديل عرض جدول المحتويات الكلم الطيب لابن تيمية

 

الحض على ذكر الله 

 اللهم صل على أشرف خلقك محمد ولله الحمد وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله قال الله تعالى {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا * يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم} (الأحزاب 70 - 71) وقال تعالى { إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح } (فاطر 10) وقال تعالى { فاذكروني أذكركم واشكروا لي } (البقرة 152) وقال تعالى { اذكروا الله ذكرا كثيرا } (الأحزاب 41) وقال تعالى { والذاكرين الله كثيرا والذاكرات } (الأحزاب 35) وقال تعالى { الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم } (آل عمران 190) وقال تعالى { إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا } (لأنفال 44) وقال تعالى { فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشد ذكرا } (البقرة 200) وقال تعالى { لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله } وقال تعالى { رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة } (المنافقون 9) وقال تعالى { واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو والآصال ولا تكن من الغافلين } (الأعراف 205) فضل الذكر عن أبي الدرداء رضي الله عنه [قال رسول الله ﷺ: ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من إنفاق الذهب والورق وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم؟ قالوا: بلى يا رسول الله قال: ذكر الله] خرجه الترمذي وابن ماجه وقال الحاكم صحيح الإسناد وقال أبو هريرة رضي الله عنه: [قال النبي ﷺ: سبق المفردون قالوا: وما المفردون يا رسول الله؟ قال: الذاكرون الله كثيرا والذاكرات] خرجه مسلم وذكر عبد الله بن بسر أن [رجلا قال: يا رسول الله إن شرائع الايمان قد كثرت علي فأخبرني بشيء أتثبت به قال: لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله تعالى] رواه الترمذي وقال: حديث حسن وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن النبي ﷺ قال: [مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت] أخرجه البخاري وعن أبي هريرة رضي الله عنه [عن رسول الله ﷺ قال: من قعد مقعدا لم يذكر الله تعالى فيه كانت عليه من الله تعالى ترة ومن اضطجع مضجعا لا يذكر الله تعالى فيه كانت عليه من الله ترة] أي نقص وتبعة وحسرة خرجه أبو داود فضل التحميد والتهليل والتسبيح في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه [أن رسول الله ﷺ قال: من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب وكتبت له مائة حسنه ومحيت عنه مائة سيئة وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر منه] وقال [من قال سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة حطت عنه خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر] وفيهما أيضا عن أبي هريرة رضي الله عنه قال [قال رسول الله ﷺ: كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم] وقال أبو هريرة رضي الله عنه: [قال رسول الله ﷺ: لأن أقول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر أحب إلي مما طلعت عليه الشمس] خرجه مسلم وقال سمرة بن جندب رضي الله عنه: [قال رسول الله ﷺ: أحب الكلام إلى الله تعالى أربع لا يضرك بأيهن بدأت سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر] خرجه مسلم وخرج أيضا [عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: كنا عند رسول الله ﷺ فقال: أيعجز أحدكم أن يكسب كل يوم ألف حسنة قال: يسبح مائة تسبيحة فتكتب له ألف حسنة أو تحط عنه ألف خطيئة] وفيه أيضا [عن جويرية أم المؤمنين رضي الله عنها أن النبي ﷺ خرج من عندها بكرة حين صلى الصبح وهي في مسجدها ثم رجع بعد أن أضحى وهي جالسة فقال: ما زلت على الحال التي فارقتك عليها؟ قالت: نعم فقال النبي ﷺ: لقد قلت بعدك أربع كلمات ثلاث مرات لو وزنت بما قلت منذ اليوم لوزنتهن: سبحان الله عدد خلقه سبحان الله رضى نفسه سبحان الله زنة عرشه سبحان الله مداد كلماته] وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه [أنه دخل مع رسول الله ﷺ على امرأة وبين يديها نوى أو حصى تسبح به فقال: ألا أخبرك بما هو أيسر عليك من هذا أو أفضل؟ فقال: سبحان الله عدد ما خلق في السماء وسبحان الله عدد ما بين ذلك وسبحان الله عدد ما هو خالق والله أكبر مثل ذلك والحمد لله مثل ذلك ولا إله إلا الله مثل ذلك ولا حول ولا قوة إلا بالله مثل ذلك] خرجه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أن [أعرابيا جاء إلى النبي ﷺ فقال: يا رسول الله علمني كلمات أقولهن قال: قل: لا إله إلا الله وحده لا شريك له الله أكبر كيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله رب العالمين ولا حول ولا قوة إلا بالله العزيز الحكيم قال: فهؤلاء لربي فما لي؟ قال: قل: اللهم اغفر لي وارحمني واهدني وعافني وارزقني فلما ولى الأعرابي قال النبي ﷺ: لقد ملأ يديه من الخير] خرجه مسلم وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: [قال النبي ﷺ: لقيت إبراهيم ليلة أسري بي فقال: يا محمد أقرئ أمتك مني السلام وأخبرهم أن الجنة طيبة التربة عذبة الماء وأنها قيعان وأن غراسها: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر] قال الترمذي: حديث حسن [وقال أبو موسى الأشعري رضي الله عنه: قال لي النبي ﷺ: ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة؟ فقلت: بلى يا رسول الله قال: قل لا حول ولا قوة إلا بالله] متفق عليه في ذكر الله تعالى طرفي النهار قال الله تعالى { يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا * وسبحوه بكرة وأصيلا } (الأحزاب: 41) - الأصيل: ما بين العصر والمغرب - وقال تعالى: { واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو والآصال ولا تكن من الغافلين } (الأعراف: 205) { وسبح بحمد ربك بالعشي والإبكار } (غافر: 55) وقال تعالى { وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب } (ق: 39) { ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه } (الأنعام: 52) { فأوحى إليهم أن سبحوا بكرة وعشيا } (مريم: 11) { ومن الليل فسبحه وإدبار النجوم } (الطور: 49) { فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون } (الروم: 17) { وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات } (هود: 114) وقال أبو هريرة رضي الله عنه: [قال النبي ﷺ: من قال حين يصبح وحين يمسي: سبحان الله وبحمده مائة مرة لم يأت أحد يوم القيامة بأفضل مما جاء به إلا أحد قال مثل ما قال أو زاد عليه] خرجه مسلم وخرج أيضا عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: [كان نبي الله ﷺ إذا أمسى قال: أمسينا وأمسى الملك لله والحمد لله لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير رب أسألك خير ما في هذه الليلة وخير ما بعدها وأعوذ بك من شر ما في هذه الليلة وشر ما بعدها رب أعوذ بك من الكسل وسوء الكبر رب أعوذ بك من عذاب في النار وعذاب في القبر وإذا أصبح قال ذلك أيضا: أصبحنا وأصبح الملك لله] [وقال عبد الله بن خبيب خرجنا في ليلة مطر وظلمة شديدة نطلب النبي ﷺ ليصلي لنا فأدركناه فقال: قل فلم أقل شيئا ثم قال: قل فلم أقل شيئا قال: قل قلت: يا رسول الله ما أقول؟ قال: قل هو الله أحد والمعوذتين حين تمسي وحين تصبح ثلاث مرات يكفيك من كل شيء] خرجه ابو داود والنسائي والترمذي وقال: حديث حسن صحيح وذكر أبو هريرة [عن النبي ﷺ أنه كان يعلم أصحابه يقول: إذا أصبح أحدكم فليقل: اللهم بك أصبحنا وبك أمسينا وبك نحيا وبك نموت وإليك النشور وإذا أمسى فليقل: اللهم بك أمسينا وبك أصبحنا وبك نحيا وبك نموت وإليك المصير] قال الترمذي: حديث حسن صحيح وعن شداد بن أوس رضي الله عنه [عن النبي ﷺ قال: سيد الاستغفار: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت من قالها حين يمسي فمات من ليلته دخل الجنة ومن قالها حين يصبح فمات من يومه دخل الجنة] خرجه البخاري وعن أبي هريرة رضي الله عنه: [إن أبا بكر الصديق رضي الله عنه قال يا رسول الله علمني شيئا أقوله إذا أصبحت وإذا أمسيت قال: اللهم عالم الغيب والشهادة فاطر السموات والأرض رب كل شيء ومليكه أشهد أن لا إله إلا أنت أعوذ بك من شر نفسي وشر الشيطان وشركه - وفي رواية: وأن أقترف على نفسي سوءا أو أجره إلى مسلم - قله إذا أصبحت وإذا أمسيت وإذا أخذت مضجعك] قال الترمذي: حديث حسن صحيح وقال عثمان بن عفان رضي الله عنه: [قال رسول الله ﷺ: ما من عبد يقول في صباح كل يوم ومساء كل ليلة: بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ثلاث مرات لم يضره شيء] قال الترمذي: حديث حسن صحيح وعن ثوبان وغيره [أن رسول الله ﷺ قال: من قال حين يمسي: رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد ﷺ نبيا كان حقا على الله أن يرضيه] قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح وعن أنس بن مالك رضي الله عنه [أن رسول الله ﷺ قال: من قال حين يصبح أو يمسي: اللهم إني أصبحت أشهدك وأشهد حملة عرشك وملائكتك وجميع خلقك بأنك أنت الله لا إله إلا أنت وأن محمدا عبدك ورسولك أعتق الله ربعه من النار ومن قالها مرتين أعتق الله نصفه من النار ومن قالها ثلاثا أعتق الله ثلاثة أرباعه من النار فإن قالها أربعا أعتقه الله من النار] قال الترمذي: حديث حسن وعن عبد الله بن غنام رضي الله عنه [أن رسول الله ﷺ قال: من قال حين يصبح: اللهم ما أصبح بي من نعمة (أو بأحد من خلقك) فمنك وحدك لا شريك لك لك الحمد ولك الشكر فقد أدى شكر يومه ومن قال مثل ذلك حين يمسي فقد أدى شكر ليلته] خرجه أبو داود وقال عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما: [لم يكن النبي ﷺ يدع هؤلاء الدعوات حين يمسي وحين يصبح: اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة اللهم أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي] قال وكيع: يعني الخسف خرجه ابو داود والنسائي وابن ماجه وقال الحاكم: صحيح الإسناد وعن طلق بن حبيب قال: [جاء رجل إلى أبي الدرداء فقال: يا أبا الدرداء قد احترق بيتك فقال ما احترق لم يكن الله ليفعل ذلك بكلمات سمعتهن من رسول الله ﷺ من قالها أول نهاره لم تصبه مصيبة حتى يمسي ومن قالها آخر النهار لم تصبه مصيبة حتى يصبح: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت عليك توكلت وأنت رب العرش العظيم ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم أعلم أن الله على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علما اللهم إني أعوذ بك من شر نفسي ومن شر كل دابة أنت آخذ ناصيتي إن ربي على صراط مستقيم] فيما يقال عند المنام قال حذيفة رضي الله عنه: [كان رسول الله ﷺ إذا أراد أن ينام قال: باسمك اللهم أموت وأحيا وإذا استيقظ من منامه قال: الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا وإليه النشور] متفق عليه وعن عائشة رضي الله عنها [أن النبي ﷺ: كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه ثم نفث فيهما فقرأ فيهما { قل هو الله أحد } و{ قل أعوذ برب الفلق } و{ قل أعوذ برب الناس } ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده يبدأ بهما على رأسه ووجهه وما أقبل من جسده يفعل ذلك ثلاث مرات] متفق عليه وعن أبي هريرة رضي الله عنه [أنه أتاه آت يحثو من الصدقة - وكان قد جعله النبي ﷺ عليها - ليلة بعد ليلة فلما كان في الليلة الثالثة قال: لأرفعنك إلى رسول الله ﷺ قال دعني أعلمك كلمات ينفعك الله بهن - وكانوا أحرص شيء على الخير - فقال إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي: { الله لا إله إلا هو الحي القيوم } حتى تختمها لأنه لا يزال عليك من الله حق ولا يقربك شيطان حتى تصبح فقال: صدقك وهو كذوب (ذاك شيطان)] خرجه البخاري و [عن أبي مسعود الأنصاري رضي الله عنه عن النبي ﷺ قال: من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في كل ليلة كفتاه] متفق عليه وقال علي رضي الله عنه ما كنت أرى أحدا يعقل ينام قبل أن يقرأ الآيات الثلاث من آخر سورة البقرة وعن أبي هريرة رضي الله عنه [أن رسول الله ﷺ قال: إذا قام أحدكم عن فراشه ثم رجع إليه فلينفضه بصنفة إزاره ثلاث مرات فإنه لا يدري ما خلفه عليه بعده وإذا اضطجع فليقل: باسمك ربي وضعت جنبي وبك أرفعه فإن أمسكت نفسي فارحمها وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين] متفق عليه في لفظ: [إذا استيقظ أحدكم فليقل: الحمد لله الذي عافاني في جسدي ورد علي روحي وأذن لي بذكره] وعن علي رضي الله عنه [أن فاطمة رضي الله عنها أتت النبي ﷺ تسأله خادما فلم تجده ووجدت عائشة فأخبرتها قال علي: فجاءنا النبي ﷺ وقد أخذنا مضاجعنا فقال: ألا أدلكما على ما هو خير لكما من خادم إذا أويتما إلى فراشكما فسبحا ثلاثا وثلاثين واحمدا ثلاثا وثلاثين وكبرا أربعا وثلاثين فإنه خير لكما من خادم قال علي: ما تركتهن منذ سمعتهن من رسول الله ﷺ قيل له: ولا ليلة صفين؟ قال: ولا ليلة صفين] متفق عليه وقد بلغنا أنه من حافظ على هؤلاء الكلمات لم يأخذه إعياء فيما يعانيه من شغل ونحوه وعن حفصة أم المؤمنين رضي الله عنها [أن النبي ﷺ كان إذا أراد أن يرقد وضع يده اليمنى تحت خده ثم يقول: اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك ثلاث مرات] - خرجه أبو داود وقال الترمذي حديث حسن صحيح ورواه من طريق حذيفة رضي الله عنه وعن أنس رضي الله عنه [أن النبي ﷺ كان إذا أوى إلى فراشه قال: الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وكفانا وآوانا فكم ممن لا كافي له ولا مؤوي] خرجه مسلم [وعن ابن عمر رضي الله عنهما أنه أمر رجلا إذا أخذ مضجعه أن يقول: اللهم أنت خلقت نفسي وأنت تتوفاها لك مماتها ومحياها إن أحييتها فاحفظها وإن أمتها فاغفر لها اللهم إني أسألك العافية قال ابن عمر سمعته من رسول الله ﷺ] خرجه مسلم وعن أبي سعيد الخدري قال: [قال رسول الله ﷺ: من قال حين يأوي إلى فراشه: أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلاهو الحي القيوم وأتوب إليه ثلاث مرات غفر الله ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر وإن كانت عدد رمل عالج وإن كانت عدد أيام الدنيا] قال الترمذي: حديث حسن غريب وعن أبي هريرة رضي الله عنه [عن النبي ﷺ كان يقول إذا أوى إلى فراشه: اللهم رب السموات ورب الأرض ورب العرش العظيم ربنا ورب كل شيء فالق الحب والنوى ومنزل التوراة والإنجيل والفرقان أعوذ بك من شر كل ذي شر أنت آخذ بناصيته اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء وأنت الآخر فليس بعدك شيء وأنت الظاهر فليس فوقك شيء وأنت الباطن فليس دونك شيء اقض عنا الدين وأغننا من الفقر] خرجه مسلم [وقال البراء بن عازب رضي الله عنه: قال لي رسول الله ﷺ: إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة ثم اضجع على شقك الأيمن وقل: اللهم أسلمت نفسي إليك ووجهت وجهي إليك وفوضت أمري إليك وألجأت ظهري إليك رغبة ورهبة إليك لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك آمنت بكتابك الذي أنزلت وبنبيك الذي أرسلت فإن مت من ليلتك مت على الفطرة واجعلهن آخر ما تقول] متفق عليه فيما يقوله المستيقظ من نومه ليلا عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه [عن النبي ﷺ قال: من تعار من الليل فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير الحمد لله وسبحان الله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ثم قال: اللهم اغفر لي أو دعا أستجيب له فإن توضأ وصلى قبلت صلاته] خرجه البخاري و [عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: من أوى إلى فراشه طاهرا وذكر الله تعالى حتى يدركه النعاس لم ينقلب ساعة من الليل يسأل الله شيئا من خير الدنيا والآخرة إلا أعطاه الله إياه] خرجه الترمذي وقال: حديث حسن غريب و [عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله ﷺ كان إذا استيقظ من الليل قال: لا إله إلا أنت سبحانك اللهم أستغفرك لذنبي وأسألك رحمتك اللهم زدني علما ولا تزغ قلبي بعد إذ هديتني وهب لي من لدنك رحمة أنك أنت الوهاب] خرجه أبو داود و [عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي ﷺ قال: إذا استيقظ أحدكم فليقل: الحمد لله الذي رد علي روحي وعافاني في جسدي] ويذكر [عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: أمرنا أن نستغفر بالليل سبعين استغفاره] فيما يقوله من يفزع ويقلق في منامه عن بريدة قال: [شكا خالد بن الوليد إلى النبي ﷺ فقال: يا رسول الله ما أنام الليل من الأرق فقال النبي ﷺ: إذا أويت إلى فراشك فقل: اللهم رب السموات السبع وما أظلت ورب الأرضين السبع وما أقلت ورب الشياطين وما أضلت كن لي جارا من شر خلقك كلهم جميعا أن يفرط أحد منهم علي وأن يبغي علي عز جارك وجل ثناؤك ولا غله غيرك ولا إله إلا أنت] خرجه الترمذي [وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن رسول الله ﷺ كان يعلمهم من الفزع كلمات: أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه وشر عباده ومن همزات الشياطين وأن يحضرون وكان عبد الله بن عمر ويعلمهن من عقل من نبيه ومن لم يعقل فأعقله عليه] خرجه أبو داود والترمذي وقال: حديث حسن فيما يصنع من رأى رؤيا [قال أبو سلمة بن عبد الرحمن: سمعت أبا قتادة بن ربعي يقول: سمعت رسول الله ﷺ يقول: الرؤيا من الله والحلم من الشيطان فإذا رأى أحدكم شيئا يكرهه فلينفث عن يساره ثلاث مرات إذا استيقظ وليتعوذ بالله من شرها فإنها لن تضره إن شاء الله قال أبو سلمة: إن كنت لأرى الرؤيا هي أثقل علي من الجبل فلما سمعت بهذا الحديث فما كنت أباليها وفي رواية: قال: إن كنت أرى الرؤيا تهمني حتى سمعت أبا قتادة يقول: وأنا كنت أرى الرؤيا فتمرضني حتى سمعت رسول الله ﷺ يقول: الرؤيا الصالحة من الله فإذا رأى أحدكم ما يحب فلا يحدث به إلا من يحب وإن رأى ما يكره فلا يحدث به ولينفث عن يساره (ثلاثا) وليتعوذ بالله من الشيطان الرجيم من شر ما رأى فإنها لن تضره] متفق عليه وخرج مسلم عن جابر رضي الله عنه [عن رسول الله ﷺ قال: قال إذا رأى أحدكم الرؤيا يكرهها فليبصق عن يساره ثلاثا وليستعذ بالله من الشيطان ثلاثا وليتحول عن جنبه الذي كان عليه] 51 - ويذكر [عن النبي ﷺ أن رجلا قص عليه رؤيا فقال: خيرا رأيت وخيرا يكون وفي رواية خير تلقاه وشر توقاه وخير لنا وشر على أعدائنا والحمد لله رب العالمين] في فضل العبادة بالليل قال الله تعالى: { يا أيها المزمل * قم الليل إلا قليلا } إلى قوله: { ناشئة الليل هي أشد وطئا وأقوم قيلا } (المزمل: 1 - 5) وقال تعالى: { ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا } (الإسراء: 79) { ومن الليل فاسجد له وسبحه ليلا طويلا } (الدهر: 26) وفي (الصحيحين) عن أبي هريرة رضي الله عنه [عن النبي ﷺ قال: ينزل ربنا كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: من يدعوني فأستجب له ومن يسألني فأعطيه ومن يستغفرني فأغفر له] وعن عمرو بن عبسة أنه [سمع النبي ﷺ يقول: أقرب ما يكون الرب من العبد في جوف الليل الآخر فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله في تلك الساعة فكن] قال الترمذي: حديث حسن وصحيح [وقال جابر: سمعت النبي ﷺ يقول: إن في الليل لساعة لا يوافقها رجل مسلم يسأل الله عز وجل خيرا من أمور الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه وذلك كل ليلة] خرجه مسلم وقال الله تعالى: { والمستغفرين بالأسحار } (آل عمران 17) ويذكر عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: أمرنا أن نستغفر بالليل سبعين استغفارة في تتمة ما يقول إذا استيقظ عن أبي هريرة رضي الله عنه [عن النبي ﷺ قال: إذا استيقظ أحدكم فليقل: الحمد لله الذي رد علي روحي وعافاني في جسدي وأذن لي بذكره] حديث صحيح وعنه أيضا [قال رسول الله ﷺ ما من رجل ينتبه من نومه فيقول: الحمد لله خلق النوم واليقظة الحمد لله الذي بعثني سالما سويا أشهد أن الله يحي الموتى وهو على كل شيء قدير - إلا قال: صدق عبدي] قال أنس بن مالك رضي الله عنه: [قال رسول الله ﷺ: من قال - يعني إذا خرج من بيته ـ: (بسم الله توكلت على الله لا حول ولا قوة إلا بالله تعالى يقال له كفيت ووقيت وهديت وتنحى عنه الشيطان فيقول لشيطان آخر: كيف لك برجل قد هدي وكفي ووقي ؟] خرجه أبو داود النسائي والترمذي وقال حديث حسن صحيح وقالت أم سلمه رضي الله عنها: [ما خرج رسول الله ﷺ من بيتي (قط) إلا رفع طرفه إلى السماء فقال: اللهم إني أعوذ بك أن أضِلَّ أو أُضَلَّ أو أَزِلَّ أو أُزَلَّ أو أظلِمَ أو أُظلَمَ أو أجهَلَ أو يُجهَلَ عَلَي] خرجه الأربعة وقال الترمذي: حسن صحيح في دخول المنزل قال جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: [سمعت النبي ﷺ يقول: إذا دخل الرجل بيته فذكر الله تعالى عند دخوله وعند طعامه قال الشيطان: لا مبيت لكم ولاعشاء وإذا دخل فلم يذكر الله تعالى عند دخوله قال الشيطان: أدركتم المبيت وإذا لم يذكر الله تعالى عند طعامه قال: أدركتم المبيت والعشاء] خرجه مسلم وعن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه قال: [قال رسول الله ﷺ: إذا ولج الرجل بيته فليقل: اللهم إني أسألك خير المولج وخير المخرج بسم الله ولجنا بسم الله خرجنا وعلى الله ربنا توكلنا ثم ليسلم على أهله] خرجه أبو داود [وقال أنس بن مالك رضي الله عنه: قال لي رسول الله ﷺ (يا بني إذا دخلت على أهلك فسلم يكن بركة عليك وعلى أهل بيتك] قال الترمذي: حديث حسن صحيح في دخول المسجد والخروج منه يذكر [عن أنس رضي الله عنه وغيره أن رسول الله ﷺ كان إذا دخل المسجد قال: بسم الله اللهم صل على محمد وإذا خرج قال: بسم الله اللهم صل على محمد] و [عن أبي حميد أو أبي اسيد رضي الله عنهما قال: قال رسول الله ﷺ: إذا دخل أحدكم المسجد فليسلم على النبي ﷺ: وليقل اللهم أفتح لي أبواب رحمتك وإذا خرج فليقل: اللهم إني أسألك من فضلك] حديث صحيح وقد خرجه مسلم بنحوه و [عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي ﷺ أنه كان إذا دخل المسجد قال: (أعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وبسلطانه القديم من الشيطان الرجيم) قال: فإذا قال ذلك قال الشيطان: حفظ مني سائر اليوم] خرجه أبو داود في الأذان ومن يسمعه قال أبو هريرة رضي الله عنه [قال رسول الله ﷺ: لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا] وعنه أيضا [أن رسول الله ﷺ قال: إذا نودي بالصلاة أدبر الشيطان له ضراط حتى لا يسمع التأذين فإذا قضي التأذين أقبل فإذا ثوب بالصلاة أدبر فإذا قضي التثويب أقبل حتى يخطو بين المرء ونفسه فيقول: أذكر كذا أذكر كذا لما لم يكن يذكر حتى يظل الرجل ما يدري كم صلى] متفق عليهما وقال أبو سعيد: [سمعت رسول الله ﷺ يقول لا يسمع مدى صوت المؤذن جن ولا إنس ولاشيء إلا شهد له يوم القيامة] خرجه البخاري وقال أبو سعيد رضي الله عنه: [قال رسول الله ﷺ: إذا سمعتم النداء فقولوا مثل ما يقول المؤذن] متفق عليه وخرج مسلم عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما [أنه سمع النبي ﷺ يقول: إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول ثم صلوا علي فإنه من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا ثم سلوا الله لي الوسيلة فإنها منزلة في الجنة لاتنبغي إلا لعبد من عباد الله وأرجو أن أكون أنا هو فمن سأل لي الوسيلة حلت له الشفاعة] وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه [قال رسول الله ﷺ إذا قال المؤذن: الله اكبر الله اكبر فقال أحدكم: الله أكبر الله أكبر ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله قال: أشهد أن لا إله إلا الله ثم قال: أشهد أن محمدا رسول الله ثم قال: حي على الصلاة قال: لا حول ولا قوة إلا بالله ثم قال: حي على الفلاح قال لا حول ولا قوة إلا بالله ثم قال: الله أكبر الله أكبر قال: الله أكبر الله أكبر ثم قال: لا إله إلا الله قال: لا إله إلا الله من قلبه دخل الجنة] خرجه مسلم وخرج البخاري عن جابر [أن رسول الله ﷺ قال من قال حين يسمع النداء: اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمد الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته حلت له شفاعتي يوم القيامة] وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما [أن رجلا قال: يا رسول الله إن المؤذنين يفضلوننا فقال رسول الله ﷺ: قل كما يقولون فإذا انتهيت فسل تعطه] خرجه أبو داود وقال أنس رضي الله عنه: [قال رسول الله ﷺ لا يرد الدعاء بين الأذان والإقامة قالوا: فماذا نقول يارسول الله؟ قال: سلوا الله العافية في الدنيا والآخرة] قال الترمذي: حديث حسن صحيح وعن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: [قال رسول الله ﷺ ثنتان لا تردان أوقلما تردان -: الدعاء عند النداء وعند البأس حين يلحم بعضهم بعضا] خرجه أبو داود [وعن أم سلمة رضي الله عنها قالت: علمني رسول الله ﷺ أن أقول عند أذان المغرب: اللهم هذا إقبال ليلك وإدبار نهارك وأصوات دعاتك وحضور صلواتك فاغفر لي] خرجه أبو داود والترمذي [وعن بعض أصحاب النبي ﷺ أن بلالا أخذ في الإقامة فلما أن قال: قد قامت الصلاة قال النبي ﷺ أقامها الله وأدامها] خرجه أبو داود في استفتاح الصلاة قال أبو هريرة رضي الله عنه: [كان رسول الله ﷺ إذا استفتح الصلاة سكت هنيهة قبل أن يقرأ فقلت: يا رسول الله بأبي وأمي أرأيت سكوتك بين التكبير والقراءة ما تقول؟ قال: أقول: اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس اللهم نقني من اغسلني من خطاياي بالثلج والماء والبرد] متفق عليه [وعن جبير بن مطعم أنه رأى رسول الله ﷺ يصلي صلاة قال: الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا (ثلاثا) أعوذ بالله من الشيطان الرجيم من نفخه ونفثه: الشعر وهمزه: الموتة] خرجه أبو داود وعن عائشة رضي الله عنها وأبي سعيد وغيرهما: [أن النبي كان إذا افتتح الصلاة قال: سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك] خرجه الأربعة وخرج مسلم عن عمر رضي الله عنه أنه كبر ثم استفتح به وقال علي رضي الله عنه [كان رسول الله ﷺ إذا قام إلى الصلاة قال: وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا من المسلمين اللهم أنت الملك لا إله إلا أنت أنت ربي وأنا عبدك ظلمت نفسي واعترفت بذنبي فاغفر لي جميعا إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت واهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت واصرف عني سيئها إلا أنت لبيك وسعديك والخير كله في يديك والشر ليس إليك] إعلم أن مذهب أهل الحق من المحدثين والفقهاء من الصحابة والتابعين ومن بعدهم من علماء المسلمين: أن جميع الكائنات خيرها وشرها نفعها وضرها كلها من الله تعالى وبإرادته وتقديره فلا بد من تأويل الحديث فذكر العلماء فيه أجوبة أحدها وهو أشهرها قاله النضر بن شميل والأئمة بعده - إن معناه والشر لا يتقرب (به) إليك والثاني: لا يصعد إليك إنما يصعد الكلم الطيب والثالث: لا يضاف إليك أدبا فلا يقال يا خالق الشر وإن كان خالقه كما لا يقال: يا خالق الخنازير وإن كان خالقها والرابع: ليس شرا بالنسبة إلى حكمتك فإنك لا تخلق شيئا عبثا) أنا بك وإليك تباركت وتعاليت استغفرك وأتوب إليك خرجه مسلم ويقال أن هذا كان في صلاة الليل ومما جاء في صلاة الليل حديث عائشة رضي الله عنها قالت: [كان رسول الله ﷺ يفتتح صلاته إذا قام من الليل: اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم] خرجه مسلم وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: [كان رسول الله ﷺ يقول إذا قام إلى الصلاة من جوف الليل: اللهم لك الحمد أنت نور السموات والأرض ومن فيهن ولك الحمد أنت قيام السموات والأرض ومن فيهن ولك الحمد أنت رب السموات والأرض ومن فيهم (ولك الحمد) أنت الحق ووعدك الحق وقولك الحق ولقاؤك حق والجنة حق والنار حق والنبيون حق ومحمد حق والساعة حق اللهم لك أسلمت وبك آمنت وعليك توكلت وإليك أنبت وبك خاصمت وإليك حاكمت فاغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت أنت إلهي لا إله إلا أنت] متفق عليه في دعاء الركوع والقيام منه والسجود والجلوس بين السجدتين عن حذيفة رضي الله عنه أنه سمع النبي ﷺ يقول إذا ركع: سبحان ربي العظيم ثلاث مرات وإذا سجد قال: سبحان ربي الأعلى ثلاث مرات] خرجه الأربعة [وفي حديث علي رضي الله عنه عن صلاة رسول الله ﷺ وإذا ركع يقول في ركوعه: اللهم لك ركعت وبك آمنت ولك أسلمت خشع لك سمعي وبصري ومخي وعظمي وعصبي وإذا رفع رأسه من الركوع يقول: سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد ملء السموات وملء الأرض وملء ما بينهما وملء ما شئت من شيء بعد وإذا سجد يقول في سجوده: اللهم لك سجدت وبك آمنت ولك أسلمت سجد وجهي للذي خلقه وصوره وشق سمعه وبصره تبارك الله أحسن الخالقين] خرجه مسلم وقالت عائشة رضي الله عنها: [كان رسول الله ﷺ يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده: سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي يتأول القرآن] متفق عليه تريد قوله تعالى: { فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا } وقالت عائشة رضي الله عنها: [كان رسول الله ﷺ يقول في ركوعه وسجوده سبوح قدوس رب الملائكة والروح] خرجه مسلم وخرج أيضا عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: [قال رسول الله ﷺ: ألا وإني نهيت أن أقرأ القرآن راكعا أو ساجدا فأما الركوع فعظموا فيه الرب وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقمن أن يستجاب لكم] [وقال عوف بن مالك: قمت مع رسول الله ﷺ ليلة فقام فقرأ سورة البقرة لا يمر بآية رحمه إلا وقف وسأل ولا يمر بآية عذاب إلا وقف وتعوذ قال: ثم ركع بقدر قيامه يقول في ركوعه: سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة ثم قال في سجوده مثل ذلك] خرجه أبو داود والنسائي وقال أبو هريرة رضي الله عنه: [كان رسول الله ﷺ يقول: سمع الله لمن حمده حين يرفع صلبه من الركوع ثم يقول وهو قائم: ربنا ولك الحمد وفي لفظ صحيح: ربنا لك الحمد والمتفق عليه في لفظ (الصحيحين ربنا ولك الحمد و: اللهم ربنا لك الحمد] وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: [كان رسول الله ﷺ إذا رفع رأسه من الركوع قال: اللهم ربنا لك الحمد ملء السماوات وملء الأرض وملء ما بينهما وملء ما شئت من شيء بعد أهل الثناء والمجد أحق ما قال العبد وكلنا لك عبد اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد] خرجه مسلم [وقال رفاعة بن رافع: كنا يوما نصلي وراء النبي ﷺ فلما رفع رأسه من الركعة قال: سمع الله لمن حمده فقال رجل وراءه: ربنا ولك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه فلما انصرف قال: من المتكلم؟ قال: أنا قال: رأيت بضعة وثلاثين ملكا يتدبرونها أيهم يكتبها أول] خرجه البخاري وعن أبي هريرة رضي الله عنه: [أن رسول الله ﷺ قال: أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء] وعنه: [أن رسول الله ﷺ كان يقول في سجوده: اللهم اغفر لي ذنبي كله دقه وجله وأوله وآخره وعلانيه وسره] [وقالت عائشة رضي الله عنها: فقدت النبي ﷺ ذات ليله من الفراش فالتمسته فوقعت يدي على بطن قدميه وهو في المسجد وهما منصوبتان وهو يقول اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك] خرجهن مسلم وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: [كان رسول الله ﷺ يقول بين السجدتين: اللهم اغفر لي وارحمني واهدني واجبرني وعافني وارزقني] وفي حديث حذيفة رضي الله عنه [أن رسول الله ﷺ كان يقول بين السجدتين رب اغفر لي] خرجهما أبوداود وغيره في الدعاء في الصلاة وبعد التشهد قال أبو هريرة رضي الله عنه: [قال رسول الله ﷺ: إذا فرغ أحدكم من التشهد الآخر فليتعوذ بالله من أربع: من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن شر المسيح الدجال] وعن عائشة رضي الله عنها [أن رسول الله ﷺ كان يدعو في الصلاة: اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال واعوذ بك من فتنة المحيا والممات اللهم إني أعوذ بك من المأثم والمغرم فقال له قائل: ما أكثر ما تستعيذ من المغرم؟ فقال: إن الرجل إذا غرم حدث فكذب ووعد فأخلف] وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما [أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه قال لرسول الله صلى الله علية وسلم: علمني دعاء أدعو به في صلاتي قال: قل: اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم] متفق عليهن وفي حديث علي رضي الله عنه عن صفة صلاة رسول الله ﷺ أنه كان يقول من آخر ما يقول بين التشهد والتسليم: [اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أسرفت وما أنت أعلم به مني أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت] خرجه مسلم وفي سنن أبي داود [أن النبي ﷺ قال لرجل: كيف تقول في الصلاة؟ قال: أتشهد وأقول: اللهم إني أسألك الجنة وأعوذ بك من النار وأما إني لا أحسن دندنتك ولا دندنة معاذ فقال النبي ﷺ: حولها ندندن] وعن شداد بن أوس رضي الله عنه [أن رسول الله ﷺ كان يقول في صلاته: اللهم إني أسألك الثبات في الأمر والعزيمة على الرشد وأسألك شكر نعمتك وحسن عبادتك وأسألك قلبا سليما ولسانا صادقا وأسألك من خير ما تعلم وأعوذ بك من شر ما تعلم وأستغفرك لما تعلم إنك أنت علام الغيوب] خرجه الترمذي والنسائي وعن عطاء بن السائب عن أبيه قال: [صلى بنا عمار بن ياسر رضي الله عنه صلاة فأوجز فقال له بعض القوم: لقد خففت ـ أو أوجزت ـ الصلاة فقال: أما على ذلك لقد دعوت فيها بدعوات سمعتهن من رسول الله ﷺ فلما قام تبعه رجل من القوم فسأله عن الدعاء فقال: اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق أحيني ما علمت الحياة خيرا لي وتوفني إذا علمت الوفاة خيرا لي اللهم إني أسألك خشيتك في الغيب والشهادة وأسألك كلمة الحق في الرضا والغضب وأسألك القصد في الفقر والغنى وأسألك نعيما لا ينفذ وأسألك قرة عين لاتنقطع وأسألك الرضى بعد القضاء وأسألك برد العيش بعد الموت وأسألك لذة النظر إلى وجهك والشوق إلى لقائك في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة اللهم زينا بزينة الإيمان واجعلنا هداة مهتدين] خرجه النسائي قال ثوبان رضي الله عنه: [كان رسول الله ﷺ إذا انصرف من صلاته استغفر الله ثلاثا وقال: اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام] خرجه مسلم وعن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه: [أن رسول الله ﷺ كان إذا فرغ من الصلاة قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد] متفق عليه وعن عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما أنه كان يقول دبر كل صلاة حين يسلم: لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير لا حول ولا قوة إلا بالله لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون] وقال ابن الزبير رضي الله عنهما: [كان رسول الله ﷺ يهلل بهن دبر كل صلاة] خرجه مسلم وعن أبي هريرة رضي الله عنه [أن فقراء المهاجرين أتوا رسول الله ﷺ فقالوا: ذهب أهل الدثور بالدرجات العلا والنعيم المقيم يصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم ولهم فضل من أموال يحجون بها ويعتمرون ويجاهدون ويتصدقون فقال: ألا أعلمكم شيئا تدركون به من سبقكم وتسبقون به من بعدكم ولا يكون أحد أفضل منكم إلا من صنع مثل ما صنعتم قالوا: بلى يا رسول الله قال: تسبحون وتحمدون وتكبرون خلف كل صلاة ثلاثا وثلاثين قال أبو صالح: يقول: سبحان الله والحمد لله والله أكبر حتى يكون منهن كلهن ثلاثا وثلاثين] متفق عليه وعنه أيضا [عن رسول الله ﷺ قال: من سبح الله في دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين وحمد الله ثلاثا وثلاثين وكبر الله ثلاثا وثلاثين وقال تمام المائة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير غفرت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر] خرجه مسلم وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما [عن النبي ﷺ قال: خصلتان أو خلتان لا يحافظ عليهما عبد مسلم إلا دخل الجنة وهما يسير ومن يعمل بهما قليل: يسبح الله في دبر كل صلاة عشرا ويحمده عشرا ويكبره عشرا وذلك خمسون ومائه باللسان وألف وخمسمائة في الميزان ويكبر أربعا وثلاثين إذا أخذ مضجعه ويحمد ثلاثا وثلاثين ويسبح ثلاثا وثلاثين فذلك مائة باللسان وألف في الميزان قال: فلقد رأيت رسول الله ﷺ يعقدها بيده قالوا: يارسول الله كيف هما يسير ومن يعمل بهما قليل قال: يأتي أحدكم ـ يعني الشيطان في منامه ـ فينومه قبل أن يقول ويأتيه في صلاته فيذكره حاجته قبل أن يقولها] خرجه أبو داود والترمذي والنسائي وخرجوا [عن عقبة بن عامر قال: أمرني رسول الله ﷺ أن أقرأ المعوذات دبر كل صلاة] وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال: [قيل لرسول الله ﷺ أي الدعاء أسمع؟ قال: جوف الليل الآخر ودبر كل الصلوات المكتوبات] قال الترمذي: حديث حسن وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه [أن رسول الله ﷺ أخذ بيده وقال: يامعاذ إني والله لأحبك فلا تدعن في دبر كل صلاة أن تقول: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك] خرجه أبو داود والنسائي في الاستخارة قال جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: [كان رسول الله ﷺ يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمنا السورة من القرآن يقول: إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ثم ليقل: اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر ـ وتسميه باسمه ـ خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري وعاجله وآجله فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري وعاجله وآجله فاصرفه عني واصرفني عنه واقدر لي الخير حيث كان ثم رضني به] خرجه البخاري بنحوه وذكر عن أنس رضي الله عنه قال: [قال رسول الله ﷺ يا أنس إذا هممت بأمر فاستخر ربك فيه سبع مرات ثم انظر إلى الذي سبق إلى قلبك فإن الخير فيه وما ندم من استخار الخالق وشاور المخلوقين وتثبت في أمره فقد قال الله تعالى: { وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله }] آل عمران: 159 قال قتادة: ما تشاور قوم يبتغون وجه الله إلاهدوا لأرشد أمرهم في الكرب والهم والحزن عن ابن عباس رضي الله عنهما [أن رسول الله ﷺ كان يقول عند الكرب لا إله إلا الله العظيم الحليم لا إله إلا الله رب العرش العظيم لا إله إلا الله رب السموات ورب الأرض ورب العرش الكريم] متفق عليه وعن أنس رضي الله عنه: [عن النبي ﷺ: أنه كان إذا حزبه أمر قال: يا حي يا قيوم برحمتك استغيث] وعن أبي هريرة رضي الله عنه [أن النبي ﷺ كان إذ أهمه الأمر رفع رأسه إلى السماء فقال: سبحان الله العظيم وإذا اجتهد في الدعاء قال: يا حي يا قيوم] خرجهما الترمذي وعن أبي بكرة رضي الله عنه [أن رسول الله ﷺ قال دعوات المكروب: اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين وأصلح لي شأني كله لا إله إلا أنت] [وعن أسماء بنت عميس رضي الله عنها قالت: قال لي رسول الله ﷺ: ألا أعلمك كلمات تقولينهن عند الكرب ـ أو في الكرب ـ الله الله ربي لا أشرك به شيئا] وفي رواية أنها [تقال سبع مرات] خرجهما أبو داود وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: [قال رسول الله ﷺ دعوة ذي النون إذا دعا بها وهو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ـ لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له] خرجه الترمذي وفي رواية: [إني لأعلم كلمة لا يقولها مكروب إلا فرج الله عنه كلمة أخي يونس عليه السلام] وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه [عن النبي ﷺ قال: ما أصاب عبدا هم ولاحزن فقال: اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي ـ إلا أذهب الله همه وحزنه وأبدله مكانه فرجا] خرجه أحمد في مسنده وابن حيان في صحيحه في لقاء العدو وذي السلطان عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه [أن النبي ﷺ كان إذا خاف قوما قال: اللهم إنا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم] خرجه أبو داود والنسائي ويذكر [عن النبي ﷺ أنه كان يقول عند لقاء العدو اللهم أنت عضدي وأنت نصيري بك أجول وبك أصول وبك أقاتل] و [عنه ﷺ أنه كان في غزوة فقال: يا مالك يوم الدين إياك نعبد وإياك نستعين قال أنس: فلقد رأيت الرجال تصرع تضر بها الملائكة من بين يديها ومن خلفها] وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: [قال رسول الله ﷺ: إذا خفت سلطانا أو غيره فقل: لا إله إلا الله الحكيم الكريم سبحان الله رب السموات السبع ورب العرش العظيم لا إله إلا أنت عز جارك وجل ثناؤك ولا إله غيرك] وقال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: { حسبنا الله ونعم الوكيل } (آل عمران: 173) قالها إبراهيم حين ألقي في النار وقالها محمد حين قال له الناس: { إن الناس قد جمعوا لكم } (آل عمران: 173) في الشيطان يعرض لابن آدم قال الله تعالى: { وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين * وأعوذ بك رب أن يحضرون } (المؤمنون 98 ـ 99) وفي حديث أبي سعيد وغيره [عن النبي ﷺ أنه كان يقول: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه لقول الله تعالى: { وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم } (فصلت: 36)] والأذان يطرد الشيطان : [قال النبي ﷺ: إذا أذن بالصلاة أدبر وله ضراط فإذا قضي الندء أقبل فإذا ثوب بالصلاة أدبر ـ يعني أقيمت الصلاة ـ فإذا قضي تثويب أقبل] وقال سهيل بن أبي صالح: أرسلني أبي إلى بني حارثة ومعي غلام لنا أوصاحب لنا فناداه مناد من حائط باسمه فأشرف الذي معي على الحائط فلم ير شيئا فذكرت ذلك لأبي فقال: لوشعرت أنك تلقى هذا لم أرسلك ولكن إذا سمعت صوتا فناد بالصلاة فإني سمعت أبا هريرة رضي الله عنه يحدث [عن النبي ﷺ أنه قال: إن الشيطان إذا نودي بالصلاة أدبر] خرجه مسيلم وعن زيد بن أسلم أنه ولي معادن فذكروا كثرة الجن بها فأمرهم أن يؤذنوا كل وقت ويكثروا من فلم يكونوا يرون بعد ذلك شيئا وقال أبو الدرداء رضي الله عنه [قام رسول الله ﷺ يصلي فسمعناه يقول: أعوذ بالله منك ثم قال ألعنك بلعنة الله ثلاثا وبسط يده كأنه يتناول شيئا فلما فرغ من الصلاة قلنا له: يا رسول الله سمعناك تقول في الصلاة شيئا لم نسمعك تقوله قبل ذلك ورأيناك بسطت يدك قال: إن عدو الله إبليس جاء بشهاب من نار ليجعله في وجهي فقلت: أعوذ بالله منك ثلاث مرات ثم قلت: ألعنك بلعنة الله التامة ثلاث مرات فلم يستأخر ثم أردت أخذه والله لولا دعوة أخينا سليمان لأصبح موثقا يلعب به ولدان أهل المدينة] خرجه مسلم [وقال عثمان بن أبي العاص قلت: يا رسول الله إن الشيطان حال بيني وبين صلاتي وبين قراءتي يلبسها علي؟ فقال ﷺ: ذاك شيطان يقال له: خنزب فإذا أحسته فتعوذ بالله منه واتفل عن يسارك ثلاثا ففعلت ذلك فأذهبه الله عني] خرجه مسلم وقال أبو زميل: قلت لابن عباس رضي الله عنهما: ما شيء أجده في نفسي ـ يعني شيئا من شك ـ فقال لي: إذا وجدت في نفسك شيئا فقل: هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم خرجه أبو داود في التسليم للقضاء من غير عجز ولا تفريط قال الله تعالى: { يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين كفروا وقالوا لإخوانهم إذا ضربوا في الأرض أو كانوا غزى لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا ليجعل الله ذلك حسرة في قلوبهم والله يحيي ويميت والله بما تعملون بصير } (آل عمران: 156) وقال أبو هريرة رضي الله عنه: [قال رسول الله ﷺ: المؤمن القوي خير وأحب إلى الله تعالى من المؤمن الضعيف وفي كل خير احرص على ما ينفعك واستعن بالله عز وجل ولا تعجز وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت كان كذا وكذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل فإن لو تفتح عمل الشيطان] خرجه مسلم وعن عوف بن مالك رضي الله عنه [أن النبي ﷺ قضى بين رجلين فقال: المقضي عليه لما أدبر: حسبي الله ونعم الوكيل فقال النبي ﷺ: إن الله يلوم على العجز ولكن عليك بالكيس فإذا غلبك أمر فقل: حسبي الله ونعم الوكيل] خرجه أبو داود فيما ينعم به على الإنسان قال الله تعالى في قصة الرجلين: { ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله } (الكهف: 39) وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: [قال رسول الله ﷺ: ما أنعم الله على عبد نعمة في أهل ومال وولد فقال ما شاء الله لا قوة إلا بالله فيرى فيها آفة دون الموت] و [عن النبي ﷺ أنه كان إذا رأى ما ما يسره قال: الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات وإذا رأى ما يسوؤه قال: الحمد لله على كل حال] فيما يصاب به المؤمن صغير وكبير قال الله تعالى: { الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون * أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون } (البقرة: 156 - 157) ويذكر عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: [قال رسول الله ﷺ: ليسترجع أحدكم في كل شيء حتى في شسع نعله فإنها من المصائب] وقالت أم سلمة رضي الله عنها: [سمعت رسول الله ﷺ يقول: ما من عبد تصيبه مصيبة فيقول: إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيرا منها إلا أجره الله في مصيبته وأخلف له خيرا منها قالت: فلما توفي أبو سلمة: قلت كما أمرني رسول الله ﷺ فأخلف الله لي خيرا منه رسول الله ﷺ] خرجه مسلم وقالت: [دخل رسول الله ﷺ على أبي سلمة وقد شق بصره فأغمضه ثم قال: إن الروح إذا قبض تبعه البصر فضج ناس من أهله فقال: لا تدعوا على أنفسكم إلا بخير فإن الملائكة يؤمنون على ما تقولون ثم قال: اللهم اغفر لأبي سلمه وارفع درجته في المهديين واخلفه في عقبه في الغابرين واغفر لنا وله يارب العالمين وافسح له في قبره ونور له فيه] خرجه مسلم في الدين [عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن مكاتبا جاءه فقال: إني عجزت عن كتابة فأعني قال: ألا أعلمك كلمات علمنيهن رسول الله ﷺ لو كان عليك مثل جبل دينا أداه الله عنك؟ قل: اللهم اكفني بحلالك عن حرامك واغنني بفضلك عمن سواك] قال الترمذي: حديث حسن في الرقى قال أبو سعيد الخدري رضي الله عنه: [انطلق نفر من أصحاب النبي ﷺ في سفرة سافروها حتى نزلوا على حي من أحياء العرب فاستضافوهم فأبوا أن يضيفوهم فلدغ سيد ذلك الحي فسعوا له بكل شيء لا ينفعه شيء فقال بعضهم: لو أتيتم هؤلاء الرهط الذين نزلوا لعله أن يكون عند بعضهم شيء فأتوهم فقالوا: يا أيها الرهط إن سيدنا لدغ وسعينا له بكل شيء لا ينفعه فهل عند أحد منكم من شيء؟ فقال بعضهم: والله إني لأرقي ولكن والله لقد استضفناكم فلم تضيفونا فما أنا براق لكم حتى تجعلوا لنا جعلا فصالحوهم على قطيع من الغنم فانطلق يتفل عليه ويقرأ: { الحمد لله رب العالمين } فكأنما نشط من عقال فانطلق يمشي وما به قلبه قال: فأوفوهم جعلهم الذي صالحوهم عليه فقال بعضهم: اقسموا فقال الذي رقى: لا تفعلوا حتى نأتي رسول الله ﷺ فنذكر له الذي كان فننظر ما يأمرنا فقدموا على رسول الله ﷺ فذكروا له فقال: وما يدريك أنها رقيه؟ ثم قال قد أصبتم أقسموا واضربوا لي معكم سهما فضحك النبي ﷺ] متفق عليه وقال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: [كان رسول الله ﷺ يعوذ الحسن والحسين رضي الله عنهما: أعيذكما بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة ويقول: إن أباكما كان يعوذ بها اسماعيل واسحاق] خرجه البخاري وعن عائشة رضي الله عنها [أن النبي ﷺ كان إذا اشتكى الإنسان الشيء منه أو كان به قرح أو جرح قال النبي ﷺ بأصبعه هكذا ووضع سفيان بن عيينة إصبعه بالأرض ثم رفعها وقال: بسم الله تربة أرضنا بريقة بعضنا يشفى سقيمنا بإذن ربنا] وعنها [أن النبي ﷺ كان يعوذ بعض أهله يمسح بيده اليمنى ويقول: اللهم رب الناس أذهب البأس واشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما] متفق عليهما و [عن عثمان بن أبي العاص أنه شكا إلى رسول الله ﷺ وجعا يجده فبي جسده منذ أسلم فقال رسول الله ﷺ: ضع يدك على الذي يؤلم جسدك وقل: بسم الله ثلاثا وقل سبع مرات: أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر] خرجه مسلم وعن ابن عباس رضي الله عنهما [عن النبي ﷺ قال: من عاد مريضا لم يحضر أجله فقال عنده سبع مرات: أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك إلا عافاه الله] خرجه أبو داود والترمذي وقال: حديث حسن في دخول المقابر قال بريدة رضي الله عنه: [كان رسول الله ﷺ يعلمهم إذا خرجوا إلى المقابر أن يقول قائلهم: السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون نسأل الله لنا ولكم العافية] خرجه مسلم في الاستسقاء عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: [أتت النبي ﷺ بواك (وهي جمع باكية) فقال النبي ﷺ: اللهم اسقنا غيثا مغيثا مريئا مربعا نافعا غير ضار عاجلا غير آجل فأطبقت عليهم السماء] وعن عائشة رضي الله عنها قالت [شكا الناس إلى رسول الله ﷺ قحوط المطر فأمر بمنبر فوضع له في المصلى ووعد الناس يوما يخرجون فيه فخرج رسول الله ﷺ حين بذا حاجب الشمس فقعد على المنبر فكبر وحمد الله عز وجل ثم قال: إنكم شكوتم جدب دياركم واستخار المطر عن إيان زمانه عنكم وقد أمركم الله سبحانه أن تدعوه ووعدكم أن يستجيب لكم ثم قال: الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين لا إله إلا الله يفعل ما يريد اللهم أنت الله لا إله إلا أنت الغني ونحن الفقراء أنزل علينا الغيث واجعل ما أنزلت لنا قوة وبلاغا إلى حين ثم رفع يديه فلم يزل في الرفع حتى بدا بياض ابطيه ثم حول إلى الناس ظهره وقلب أو حول رداءة وهو رافع يديه ثم أقبل على الناس ونزل فصلى ركعتين فأنشأ الله عز وجل سحابة فرعدت وبرقت ثم أمطرت بإذن الله تعالى فلم يأت مسجده حتى سالت السيول فلما رأى سرعتهم إلى الكن ضحك حتى بجت نواجذه فقال: أشهد أن الله على كل شيء قدير وأني عبد الله ورسوله] خرجهما أبو داود في الريح قال أبو هريرة رضي الله عنه: [سمعت رسول الله ﷺ يقول: الريح من روح الله تأتي بالرحمة وتأتي بالعذاب فإذا رأيتموها فلا تسبوها واسألوا الله خيرها واستعيذوا بالله من شرها] خرجه أبو داود وابن ماجه وقالت عائشة رضي الله عنها: [كان النبي ﷺ إذا عصفت الريح قال اللهم إني أسألك خيرها وخير ما فيها وخير ما أرسلت به وأعوذ بك من شرها وشر مافيها وشر ما أرسلت به] خرجه مسلم وعن عائشة رضي الله عنها [أن النبي ﷺ كان إذا رأى ناشئا في أفق السماء ترك العمل وإن كان في صلاة ثم يقول اللهم إني أعوذ بك من شرها فإن مطر قال: اللهم صيبا هنيئا] خرجه أبو داود والنسائي وابن ماجه في الرعد كان عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما إذا سمع الرعد ترك الحديث وقال: سبحان الذي يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته وعن كعب أنه قال: من قال ذلك ثلاثا عوفي من ذلك الرعد وعن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما [أن النبي ﷺ كان إذا سمع صوت الرعد والصواعق يقول: اللهم لا تقبلنا بغضبك ولاتهلكنا بعذابك وعافنا قبل ذلك] خرجه الترمذي في نزول الغيث قال زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه: [صلى بنا رسول الله ﷺ الصبح بالحديبيه في أثر سماء كانت من الليل فلما انصرف أقبل على الناس فقال: هل تدرون ماذا قال ربكم؟ قالوا: الله ورسوله أعلم قال: قال: أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر فأما من قال مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكواكب وأما من قال: مطرنا بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي مؤمن بالكواكب] متفق عليه قال أنس رضي الله عنه: [دخل رجل المسجد يوم الجمعة ورسول الله ﷺ قائم يخطب فقال: يا رسول الله هلكت الأموال وانقطعت السبل فادع الله يغيثنا فرفع رسول الله ﷺ يديه ثم قال: اللهم أغثنا اللهم أغثنا قال أنس والله ما نرى في السماء من سحاب ولا قزعة وما بيننا وبين سلع من بنيان ولا دار فطلعت من ورائه سحابة مثل الترس فلما توسطت السماء انتشرت ثم أمطرت فلا والله ما رأينا الشمس سبتا ثن دخل رجل من ذلك الباب في الجمعة المقبلة ورسول الله ﷺ قائم يخطب فقال: يا رسول الله هلكت الأموال وانقطعت السبل فادع الله عنا فرفع النبي ﷺ يديه ثم قال: اللهم حوالينا ولا علينا اللهم على الآكام والظراب وبطون الأودية ومنابت الشجر فانقلعت وخرجنا نمشي في الشمس] متفق عليه في رؤية الهلال عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال: [كان رسول الله ﷺ إذا رأى الهلال قال: الله أكبر اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام والتوفيق لما تحب وترضى ربنا وربك الله] خرجه الدارمي وخرجه الترمذي أخصر منه من حديث طلحة في الصوم والإفطار عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: [قال رسول الله ﷺ: ثلاثة لا ترد دعوتهم: الصائم حتى يفطر والإمام العادل ودعوة المظلوم] قال الترمذي: حديث حسن [وقال ابن أبي مليكة عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما سمعت رسول الله ﷺ يقول: إن للصائم عند فطره لدعوة لا ترد قال ابن أبي مليكة سمعت عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما إذا أفطر يقول: اللهم إني أسألك برحتك التي وسعت كل شيء أن تغفر لي] خرجه ابن ماجه ويذكر [عن النبي ﷺ أنه كان إذا أفطر قال: اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت] ومن وجه آخر: اللهم لك صمنا وعلى رزقك أفطرنا فتقبل منا إنك أنت السميع العليم في السفر يذكر [عن رسول الله ﷺ إنه قال: ما خلف رجل عند أهله أفضل من ركعتين يركعهما عندهم حين يريد السفر] أخرجه الطبراني وعن أبي هريرة رضي الله عنه [عن النبي ﷺ قال: من أراد أن يسافر فليقل لمن يخلف: أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه] وعن ابن عمر رضي الله عنهما [عن رسول الله ﷺ قال: إن الله إذا استودع شيئا حفظه] خرجه أحمد وغيره وقال سالم كان ابن عمر رضي الله عنهما يقول للرجل إذا أراد سفرا: أدن مني أودعك كما [كان رسول الله ﷺ يودعنا فيقول: أستودع الله دينك وأمانتك وخواتيم عملك ومن وجه آخر كان - يعني النبي ﷺ - إذا ودع رجلا أخذ بيده فلا يدعها حتى يكون الرجل هو الذي يدع يد النبي ﷺ وذكره] قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح وقال أنس بن مالك رضي الله عنه: [جاء رجل إلى النبي ﷺ فقال: يا رسول الله إني أريد سفرا زودني فقال: زودك الله التقوى قال: ويسر لك الخير حيثما كنت] قال الترمذي: حديث حسن (غريب) وعن أبي هريرة رضي الله عنه [أن رجلا قال يا رسول الله إني أريد أن أسافر فأوصني قال: عليك بتقوى الله والتكبير على كل شرف فلما ولي الرجل قال: اللهم اطو له البعد وهون عليه السفر] قال الترمذي حديث حسن في ركوب الدابة [قال: علي بن ربيعة: شهدت علي بن أبي طالب رضي الله عنه أتى بدابة ليركبها فلما وضع رجله في الركاب قال: بسم الله فلما استوى على ظهرها قال: الحمد لله ثم قال: { سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين * وإنا إلى ربنا لمنقلبون } (الزخرف: 13) ثم قال: الحمد لله - ثلاث مرات - ثم قال: الله أكبر - ثلاث مرات - ثم قال: سبحانك - اللهم إني ظلمت نفسي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت ثم ضحك فقيل: يا أمير المؤمنين من أي شيء ضحكت؟ قال: إني رأيت النبي ﷺ فعل كما فعلت ثم ضحك فقلت: يا رسول الله من أي شيء ضحكت قال: إن ربك سبحانه وتعالى يعجب من عبده إذا قال: رب اغفر لي ذنوبي يعلم أنه لا يغفر الذنوب غيري] خرجه أبو داود والنسائي والترمذي وقال حديث حسن صحيح وخرج مسلم عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما [أن النبي كان إذا استوى على بعيره خارجا إلى سفر كبر ثلاثا ثم قال: { سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين * وإنا إلى ربنا لمنقلبون } (الزخرف: 13) اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى ومن العمل ما ترضى اللهم هون علينا سفرنا هذا واطو عنا بعده أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر وكآبة المنظر وسوء المنقلب في المال والأهل وإذا رجع قالهن وزاد فيهن آبيون تائبون عابدون لربنا حامدون] في وجه آخر: [كان رسول الله ﷺ وأصحابه إذا علوا الثنايا كبروا وإذا هبطوا سبحوا] وهو في الصحيح في ركوب البحر يذكر عن الحسين بن علي رضي الله عنهما قال: [قال رسول الله ﷺ: أمان لأمتي من الغرق إذا ركبوا أن يقولوا: { بسم الله مجريها ومرساها إن ربي لغفور رحيم } (هود: 41) { وما قدروا الله حق قدره } (الأنعام: 91)] في الدابة الصعبة قال يونس بن عبيد رحمه الله: ما من رجل يكون على دابة صعبة فيقول في أذنها: { أفغير دين الله يبغون وله أسلم من في السموات والأرض طوعا وكرها وإليه يرجعون } (آل عمران: 83) إلا وقفت بإذن الله تعالى وقد فعلنا ذلك فكان كذلك بإذن الله تعالى في الدابة تنفلت عن ابن مسعود رضي الله عنه [عن النبي ﷺ إذا انفلتت دابة أحدكم بأرض فلاة فليناد: يا عباد الله احبسوا فإن لله عز وجل في الأرض حاضرا سيحبسه] في القرية أم البلدة إذا أراد دخولها عن صهيب رضي الله عنه [أن النبي ﷺ لم ير قرية يريد دخولها إلا قال حين يراها: اللهم رب السموات السبع وما أظللن ورب الأرضين السبع وما أقللن ورب الشياطين وما أضللن ورب الرياح وما ذرين أسألك خير هذه القرية وخير ما فيها وأعوذ بك من شرها شر ما فيها] خرجه النسائي وغيره في المنزل ينزله عن خولة بنت حكيم رضي الله عنها قالت: [سمعت رسول الله ﷺ يقول: من نزل منزلا ثم قال: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضره شيء حتى يرتحل من منزله ذلك] خرجه مسلم وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: [كان رسول الله ﷺ إذا سافر فأقبل الليل قال: يا أرض ربي وربك الله أعو1 بالله من شرك وشر ما فيك وسر ما خلق فيك وشرما يدب عليك أعوذ بالله من أسد وأسود ومن الحية والعقرب ومن ساكن البلد ومن والد وما ولد] خرجه أبو داود في الطعام والشراب قال الله تعالى: { يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون } (البقرة: 172) [قال عمر بن أبي سلمة رضي الله عنه: قال لي رسول الله ﷺ: يا بني سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك] متفق عليه وقالت عائشة رضي الله عنها [قال رسول الله ﷺ: إذا أكل أحدكم فليذكر اسم الله تعالى في أوله فإن نسي أن يذكر الله تعالى في أوله فليقل: بسم الله أوله وآخره] قال الترمذي: حديث حسن صحيح وعن أمية بن مخشي رضي الله عنه قال: [كان رسول الله ﷺ جالسا ورجل يأكل فلم يسم الله تعالى حتى لم يبق من طعامه إلا لقمة فلما رفعها إلى فيه قال: بسم الله أوله وآخره فضحك النبي ﷺ ثم قال: ما زال الشيطان يأكل معه فلما ذكر اسم الله استقاء ما في بطنه] خرجه أبو داود والنسائي وعن أبي هريرة رضي الله عنه: [ما عاب رسول الله ﷺ طعاما قط إن اشتهاه أكله وإلا تركه] متفق عليه وعن وحشي [أن أصحاب رسول الله ﷺ قالوا: يا رسول الله إنا نأكل ولا نشبع قال: فلعلكم تفترقون قالوا: نعم قال ﷺ: فاجتمعوا على طعامكم واذكروا اسم الله يبارك لكم فيه] خرجه أبو داود وابن ماجه وقال أنس رضي الله عنه: [قال رسول الله ﷺ: إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها ويشرب الشربة فيحمده عليها] خرجه مسلم وعن معاذ بن أنس رضي الله عنه قال: [قال رسول الله ﷺ: من أكل طعاما فقال: الحمد لله أطعمني هذا ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة غفر له ما تقدم من ذنبه] قال الترمذي: حديث حسن وعن أبي سعيد رضي الله عنه [أن النبي ﷺ كان إذا فرغ من طعامه قال: الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وجعلنا من المسلمين] خرجه أبو داود والترمذي و [عن رجل خدم النبي ﷺ أنه كان يسمع النبي ﷺ إذا قرب إليه طعاما يقول: بسم الله وإذا فرغ من طعامه قال: اللهم أطعمت وأسقيت وأغنيت وأقنيت وهديت وأحييت فلك الحمد على ما أعطيت] خرجه النسائي وغيره وخرج البخاري عن أبي أمامة رضي الله عنه [أن النبي ﷺ كان إذا رفع مائدته قال: الحمد لله كثيرا طيبا مباركا فيه غير مكفي ولا مودع ولا مستغنى عنه ربنا] في الضيف ونحوه [ذكر عبد الله بن يسر رضي الله عنه قال: نزل رسول الله ﷺ على أبي قال: فقربنا إليه طعاما ووطبة فأكل منها ثم أتي بتمر فكان يأكله ويلقي النوى بين إصبعيه ويجمع السبابة والوسطى ثم أتي بشراب فشربه ثم ناوله الذي عن يمينه قال: فقال: أبي وأخذ بلجام دابته: ادع الله لنا فقال: اللهم بارك لهم فيما رزقتهم واغفر لهم وارحمهم] خرجه مسلم وعن أنس رضي الله عنه [أن النبي ﷺ جاء إلى سعد بن عبادة رضي الله عنه فجاء بخبز وزيت فأكل ثم قال النبي ﷺ: أفكر عندكم الصائمون وأكل طعامكم الأبرار وصلت عليكم الملائكة] خرجه أبو داود وغيره وخرج أيضا [عن جابر رضي الله عنه قال: صنع أبو الهيثم بن التيهان للنبي ﷺ طعاما فدعا النبي ﷺ وأصحابه فلما فرغوا قال: أثيبوا أخاكم قالوا: يا رسول الله وما إثابته؟ قال: إن الرجل إذا دخل بيته فأكل طعامه وشرب شرابه فدعوا له فذلك إثابته] في السلام عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه [أن رجلا سأل النبي ﷺ: أي الإسلام خير؟ قال: تطعم الطعام وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف] متفق عليه وقال أبو هريرة رضي الله عنه: [قال رسول الله ﷺ لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا أفلا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم] خرجه مسلم وقال عمار بن ياسر رضي الله عنه: ثلاث من جمعهن فقد جمع الإيمان: الانصاف من نفسك وبذل السلام للعالم والإنفاق من الإقتار وقال عمران بن حصين: [جاء رجل إلى النبي ﷺ فقال: السلام عليكم فرد فقال: السلام عليكم ورحمة الله فرد عليه فجلس فقال: عشرون ثم جاء آخر فقال ثلاثون] قال: الترمذي حديث حسن وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال: [قال رسول الله ﷺ: إن أولى الناس بالله من بدأهم بالسلام] قال الترمذي: حديث حسن وخرج أبو داود عن علي رضي الله عنه [عن النبي ﷺ قال: يجزئ عن الجماعة إذا مروا أن يسلم أحدهم ويجزئ عن الجلوس أن يرد أحدهم] أنس رضي الله عنه: [مر النبي ﷺ على صبية يلعبون فسلم عليهم] حديث صحيح وقال أبو هريرة رضي الله عنه: [قال رسول الله ﷺ اذا انتهى أحدكم إلى المجلس فليسلم فإن بدا له أن يجلس فليجلس ثم إذا قام فليسلم فليست الأولى بأحق من الآخرة] قال الترمذي: حديث حسن في العطاس والتثاؤب قال أبو هريرة رضي الله عنه [عن النبي ﷺ قال: إن الله يحب العطاس ويكره التثاؤب فإذا عطس أحدكم وحمد الله كان حقا على كل مسلم سمعه أن يقول: يرحمك الله وأما التثاؤب من الشيطان فإذا تثاءب أحدكم فليرده ما استطاع فإن أحدكم إذا تثاءب ضحك منه الشيطان] وقال أيضا [عن النبي ﷺ قال: إذا عطس أحدكم فليقل: الحمد لله وليقل له أخوه أو صاحبه: يرحمك الله فإذا قال له: يرحمك الله فليقل: يهديكم الله ويصلح بالكم] خرجهما البخاري وفي لفظ أبي داود: [الحمد لله على كل حال] وقال أبو موسى الأشعري رضي الله عنه: [سمعت رسول الله ﷺ يقول: إذا عطس أحدكم فحمد الله فشمتوه فإن لم يحمد الله فلا تشمتوه] خرجه مسلم في النكاح قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: [علمنا رسول الله ﷺ خطبة الحاجة: الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله ألا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله] وفي رواية زيادة: [أرسله بالحق بشيرا ونذيرا بين يدي الساعة من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما فإنه لا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئا { يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا } (النساء: 1) { يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون } (آل عمران: 102) { يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا * يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما } (الأحزاب: 70 - 71)] خرجه الأربعة وقال الترمذي: حديث حسن وعن أبي هريرة رضي الله عنه [أن النبي ﷺ كان إذا رفأ الانسان إذا تزوج قال: بارك الله لك وبارك عليك وجمع بينكما في خير] قال الترمذي: حديث حسن صحيح وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده [عن النبي ﷺ قال: إذا تزوج أحدكم امرأة أو اشترى خادما فليقل: اللهم إني أسألك خيرها وخير ما جبلتها عليه وأعوذ بك من شرها وشر ما جبلتها عليه ـ وإذا اشترى بعيرا فليأخذ بذورة سنامه وليقل مثل ذلك] خرجه أبو داود وابن ماجه وقال ابن عباس رضي الله عنهما [عن النبي ﷺ قال: لو أن أحدكم إذا أتى أهله قال: بسم الله اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا ـ فقضي بينهما ولد لم يضره شيطان أبدا] متفق عليه في الولادة [يذكر أن فاطمة رضي الله عنها لما دنا ولادها أمر رسول الله ﷺ أم سلمة وزينب بنت جحش أن يأتيا فيقرأ عندها آية الكرسي و{ إن ربكم الله الذي خلق السموات والأرض } إلى آخر الآية (الأعراف: 54) و(يونس: 3): ويعوذاها بالمعوذتين] [وقال أبو رافع رضي الله عنه: رأيت رسول الله ﷺ أذن في الحسن بن علي حين ولدته فاطمة رضي الله عنها بالصلاة] قال الترمذي حديث حسن صحيح ويذكر عن الحسين بن علي رضي الله عنهما قال: [قال رسول الله ﷺ: من ولد له مولود فأذن في أذنه اليمنى وأقام في أذنه اليسرى لم تضره أم الصبيان] وقالت عائشة رضي الله عنها: [كان رسول الله ﷺ يؤتى بالصبيان فيدعو لهم بالبركة ويحنكهم] خرجه أبو داود وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده [عن النبي ﷺ: أنه أمر بتسمية المولود يوم سابعه ووضع الأذى عنه والعق] قال الترمذي: حديث حسن وقد [سمى النبي ﷺ ابنه إبراهيم وإبراهيم بن أبي موسى وعبد الله بن أبي طلحة والمنذر بن أبي أسيد قريبا من ولادتهم] وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: [قال رسول الله ﷺ: إنكم تدعون يوم القيامة بأسمائكم وأسماء آبائكم فأحسنوا أسماءكم] ذكره أبو داود وذكر مسلم في صحيحه عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: [قال رسول الله ﷺ: إن أحب أسمائكم إلى الله عبد الله وعبد الرحمن] وعن أبي وهب الجشمي قال: [قال رسول الله ﷺ: يسموا بأسماء الأنبياء وأحب الأسماء إلى الله تعالى عبد الله وعبد الرحمن وأصدقها حارث وهمام وأقبحها حرب ومرة] خرجه أبو داود والنسائي [وقد غير النبي ﷺ الأسماء المكروهة إلى أسماء حسنة فكانت زينب تسمى: برة فقيل تزكي نفسها فسماها زينب وكان يكره أن يقال: خرج من عند برة وقال لرجل: ما اسمك؟ قال: حزن قال: بل أنت سهل وغير اسم عاصية فسماها جميلة وقال لرجل: ما اسمك؟ قال: أصرم قال: بل أنت زرعة وسمى حربا: سلما وسمى المضطجع: المنبعث وأرضا يقال لها: عفرة سماها: خضرة وشعب الضلالة سماها شعب الهدى وبنو الزنية سماهم: بنو الرشدة] في صياح الديك والنهيق والنباح ذكر أبو هريرة رضي الله عنه [عن النبي ﷺ قال: إذا سمعتم نهاق الحمير فتعوذوا بالله من الشيطان فإنها رأت شيطانا وإذا سمعتم صياح الديكة فسلوا الله من فضله فإنها رأت ملكا] متفق عليه وعن جابر رضي الله عنه قال: [قال رسول الله ﷺ: إذا سمعتم نباح الكلاب ونهيق الحمير بالليل فتعوذوا بالله منهن فإنهن يرون ما لا ترون] خرجه أبو داود في الحريق يذكر عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: [قال رسول الله ﷺ: إذا رأيتم الحريق فكبروا فإن التكبير يطفئه] في المجلس عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: [قال رسول الله ﷺ من جلس في مجلس فكثر فيه لغطه فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك: سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك إلا كفر الله له ما كان في مجلسه ذلك] قال الترمذي: حديث حسن صحيح وفي حديث آخر: أنه إذا كان في مجلس خير كان كالطابع له وإن كان مجلس تخليط كان كفارة له وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: [قال رسول الله ﷺ: ما من قوم يقومون من مجلس لا يذكرون الله تعالى فيه إلا قاموا عن مثل جيفة حمار وكان لهم حسرة] خرجه أبو داود وغيره وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: [قلما كان رسول الله ﷺ يقوم من مجلس حتى يدعو بهؤ لاء الدعوات لأصحابه: اللهم اقسم لنا من حشيتك ما تحول به بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا ما أحييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولاتجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا] قال الترمذي: حديث حسن في الغضب قال الله تعالى: { وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم } فصلت: 36 [وقال سليمان بن صرد: كنت جالسا مع رسول الله ﷺ ورجلان يستبان وأحدهما قد احمر وجهه وانتفخت أوداجه فقال رسول الله ﷺ: إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد لو قال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ذهب عنه ما يجد] متفق عليه وعن عطية بن عروة قال: [قال رسول الله ﷺ: إن الغضب من الشيطان وإن الشيطان خلق من نار وإنما تطفأ النار بالماء فإذا غضب أحدكم فليتوضأ] ذكره أبو داود في رؤية أهل البلاء عن أبي هريرة رضي الله عنه [عن النبي ﷺ قال: من رأى مبتلى فقال: الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلا لم يصبه ذلك البلاء] قال الترمذي: حديث حسن في دخول السوق عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه [أن رسول الله ﷺ قال: من دخل السوق فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير كتب الله له ألف ألف حسنة ومحا عنه ألف ألف سيئة ورفع له ألف ألف درجة] خرجه الترمذي وعن بريدة رضي الله عنه قال: [كان رسول الله ﷺ إذا خرج إلى السوق قال: بسم الله اللهم إني أسألك من خير هذه السوق وخير ما فيها وأعوذ بك من شرها وشر مافيها اللهم إني أعوذ بك أن أصيب فيها يمينا فاحرة أو صفقة خاسرة] إسناد هذا أمثل من الأول في النظر في المرآة يذكر عن أنس رضي الله عنه قال: [كان رسول الله ﷺ إذا نظر وجهه في المرآة قال: الحمد لله الذي سوى خلقي فعدله وكرم صورة وجهي فحسنها وجعلني من المسلمين] وعن علي رضي الله عنه [أن النبي ﷺ كان إذا نظر وجهه في المرآة قال: الحمد لله اللهم كما حسنت خلقي فحسن خلقي] في الحجامة عن علي رضي الله عنه قال: [قال رسول الله ﷺ: من قرأ آية الكرسي عند الحجامة كانت منفعة حجامتة] في الأذن إذا طنت عن أبي رافع رضي الله عنه قال: [قال رسول الله صلى عليه وسلم إذا طنت أذن أحدكم فليذكرني وليصل علي وليقل: ذكر الله بخير من ذكرني] في الرجل إذا خدرت عن الهيثم بن حنش قال: كنا عند عبد الله بن عمر رضي الله عنهما فخدرت رجله فقال له رجل: اذكر أحب الناس إليك فقال: يا محمد فكأنما نشط من عقال وعن مجاهد قال: خدرت رجل رجل عند ابن عباس رضي الله عنهما فقال له ابن عباس اذكر أحب الناس إليك فقال: محمد ﷺ فذهب خدره في الدابة إذا تعست [عن أبي المليح عن رجل قال: كنت رديف النبي ﷺ فعثرت دابته فقلت: تعس الشيطان فقال: لا تقل: تعس الشيطان فإنك إذا قلت ذلك تعاظم حتى يكون مثل البيت ويقول: بقوتي ولكن قل: باسم الله فإنك إذا قلت ذلك تصاغر حتى يكون مثل الذباب] فيمن أهدى هدية ودعي له [عن عائشة رضي الله عنها قالت: أهديت لرسول الله ﷺ شاة قال: اقسميها فكانت عائشة إذا رجعت الخادم تقول: ما قالوا؟ تقول الخادم: قالوا: بارك الله فيكم فتقول عائشة: وفيهم بارك الله نرد عليهم مثل ما قالوا ويبقى أجرنا لنا] وقد بلغنا عنها في الصدقة نحو ذلك فيمن أميط عنه الأذى [عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أنه تناول من لحية رسول الله ﷺ أذى فقال له رسول الله ﷺ: مسح الله عنك يا أبا أيوب ما تكره وفي وجه آخر: لايكن بك السوء يا أبا أيوب] وعن عمر رضي الله عنه أنه أخذ من لحية رجل أو رأسه شيئا فقال الرجل: صرف الله عنك السوء فقال عمر رضي الله عنه: صرف الله عنا السوء منذ أسلمنا ولكن إذا أخذ عنك شيء فقل: أخذت يداك خيرا في رؤية باكورة الثمر قال أبو هريرة رضي الله عنه: [كان الناس إذا رأوا أول الثمر جاؤوا به إلى رسول الله ﷺ فإذا أخذه رسول الله ﷺ قال: اللهم بارك لنا في ثمرنا وبارك لنا في مدينتنا وبارك لنا في صاعنا وبارك لنا في مدنا ثم يعطيه أصغر من يحضر من الولدان] خرجه مسلم في الشيء يعجبه ويخاف عليه العين قال الله تعالى { ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله } (الكهف: 39) [وقال النبي ﷺ: العين حق ولو كان شيء سابق القدر لسبقته العين] حديث صحيح ويذكر [عن النبي ﷺ قال: إذا رأى أحدكم ما يعجبه في نفسه أو ماله فليبرك عليه فإن العين حق] ويذكر [عن النبي ﷺ قال: من رأى منكم شيئا فأعجبه فليقل: ما شاء الله لا قوة إلا بالله] ويذكر [عن النبي ﷺ قال: أنه كان إذا خاف أن يصيب شيئا بعينه قال: اللهم بارك فيه ولا تصره] وقال أبو سعيد رضي الله عنه: [كان رسول الله ﷺ يتعوذ من الجان وعين الانسان حتى نزلت المعوذتان فلما نزلتا أخذهما وترك ما سواهما] قال الترمذي: حديث حسن في الفأل والطيرة [قال النبي ﷺ: لا عدوى ولا طيرة وأصدقها الفأل قالوا: وما الفأل؟ قال: الكلمة الحسنة يسمعها الرجل] [وكان رسول الله ﷺ يعجبه الفأل] مثل ما كان في سفر الهجرة فلقيهم رجل فقال: ما اسمك؟ قال بريدة قال: برد أمرنا وقال: رأيت في منامي كأني في دار عقبة بن رافع وأتينا من رطب ابن طاب فأولت الرفعة لنا في الدنيا والعاقبة لنا في الآخرة وأن ديننا قد طاب وأما الطيرة ف [قال معاوية بن الحكم رضي الله عنه: قلت يا رسول الله منا رجال يتطيرون قال: ذلك شيء تجدونه في صدوركم فلا يصدنكم] هذه الأحاديث في الصحاح و [عن عروة بن عامر قال: سئل رسول الله ﷺ عن الطيرة فقال: أصدقها الفأل ولا تردوا مسلما وإذا رأيتم شيئا تكرهونه فقولوا: اللهم لا يأتي بالحسنات إلا أنت ولا يذهب بالسيئات إلا أنت ولا حول ولا قوة إلا بالله] في الحمام[عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا وموقوفا - وهو شبه - قال: نعم البيت الحمام يدخله المسلم إذا دخله سأل الله الجنة واستعاذه من النار]

مناظرة ابن تيمية العلنية لدجاجلة البطائحية الرفاعية

  مناظرة ابن تيمية العلنية لدجاجلة البطائحية الرفاعية ( وهي من أعظم ما تصدى له وقام به شيخ الإسلام تقي الدين أحمد بن تيمية قدس الله روحه م...