ج12.
ج12. سلسلة الأحاديث الصحيحة { من 1201 إلى 1300*}
1201 " إذا أدخل أحدكم رجليه في خفيه و هما طاهرتان فليمسح عليهما ثلاث للمسافر
و يوم و ليلة للمقيم " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 199 :
رواه ابن أبي شيبة في " المصنف " ( 1 / 123 ) : وكيع عن جرير عن أيوب عن أبي
زرعة بن عمرو بن جرير قال : رأيت جريرا مسح على خفيه . قال : و قال أبو زرعة
قال أبو هريرة : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : و هذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين . و له شاهد من حديث
صفوان بن عسال المرادي قال : " بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية
و قال : ليمسح أحدكم إذا كان مسافرا على خفيه إذا أدخلهما طاهرتين ثلاثة أيام
و لياليهن و ليمسح المقيم يوما و ليلة " . أخرجه البيهقي ( 2 / 282 ) بإسناد
صحيح .
1202 " إذا أراد أحدكم من امرأته حاجة فليأتها و لو كانت على تنور " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 199 :
أخرجه الترمذي ( 1 / 217 ) و ابن حبان ( 1295 ) و أحمد ( 4 / 22 - 23 )
و البيهقي ( 7 / 292 ) عن # قيس بن طلق عن أبيه # قال : قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم : فذكره . و قال الترمذي : " حديث حسن غريب " .
قلت : و إسناده صحيح . و الحديث عزاه السيوطي في " الجامع " لأحمد و الطبراني
فقط ! فقال المناوي : " رمز لحسنه , و فيه محمد بن جابر ( الأصل : حاتم )
اليمامي " .
قلت : هو في إسناد أحمد فقط دون الآخرين اللذين ذكرنا , و قد تابعه عندهم عبد
الله بن بدر اليمامي و هو ثقة , فصح الحديث و الحمد لله .
1203 " إذا دعا الرجل امرأته فلتجب و إن كانت على ظهر قتب " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 200 :
أخرجه البزار في " مسنده " ( ص 155 - زوائده ) : حدثنا محمد بن ثعلبة بن محمد
ابن سواء : ( حدثنا محمد بن سواء ) <1> حدثنا سعيد عن قتادة عن القاسم الشيباني
عن # زيد بن أرقم # أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره . و قال : "
لا نعلم رواه بهذا اللفظ إلا زيد و ( لا ) حدث به عن سعيد عن قتادة إلا محمد "
. قلت : و هو ثقة من رجال الشيخين , و جل روايته عن سعيد بن أبي عروبة و من
فوقه ثقات من رجال مسلم . و أما محمد بن ثعلبة , فقد روى عنه جماعة من الأئمة
منهم أبو زرعة و قد عرف عنه أنه لا يروي إلا عن ثقة , و قال الحافظ في "
التقريب " : " صدوق " فالإسناد صحيح . و قد تابعه بشر بن عبد الملك : أنبأنا
محمد بن سواء به بلفظ : " لا تمنع المرأة زوجها نفسها و إن كانت على قتب " .
أخرجه الطبراني في " المعجم الأوسط " ( 1 / 170 / 1 ) عن محمد بن يزيد الأسفاطي
: حدثنا أبو يزيد الكوفي بشر بن عبد الملك به . و قال : " لم يروه عن قتادة إلا
سعيد و لا عنه إلا محمد بن سواء , تفرد به الأسفاطي عن بشر " .
قلت : بشر هذا لم أعرفه , و يراجع له " الجرح التعديل " , فإني لا أطوله الآن .
<2> و لعل الطبراني أخرجه في " الكبير " من وجه آخر و بلفظ أتم , فقد قال
الهيثمي ( 4 / 312 ) عقب حديث الترجمة : " رواه البزار و رجاله رجال الصحيح خلا
محمد بن ثعلبة بن سواء و قد روى عنه جماعة و لم يضعفه أحد , و قد رواه الطبراني
في " الكبير " بنحوه , و رجاله رجال الصحيح خلا المغيرة بن مسلم و هو ثقة و قد
تقدم " . و قد أورده فيما تقدم ( 4 / 308 ) بلفظ : " المرأة لا تؤدي حق الله
عليها حتى تؤدي حق زوجها حتى ( الأصل : كله ) لو سألها نفسها و هي على ظهر قتب
لم تمنعه نفسها " . و قال : " رواه الطبراني في " الكبير " و " الأوسط " بنحوه
و رجاله رجال الصحيح خلا المغيرة بن مسلم و هو ثقة " . و قال المنذري في "
الترغيب " ( 3 / 77 ) : " رواه الطبراني بإسناد جيد " . و ذكر البزار أن الرواة
اختلفوا على القاسم فيه على وجوه ذكرها , قال : " و أحسب الاختلاف فيه من جهة
القاسم لأن كل من رواه عنه ثقة " .
قلت : و ما أظن ذلك ينال من صحة الحديث شيئا لأن الاختلاف في تسمية صحابي
الحديث و أيهم كان فهو عدل و من ذلك ما في " مسند أحمد " ( 4 / 381 ) : حدثنا
إسماعيل حدثنا أيوب عن القاسم الشيباني عن عبد الله بن أبي أوفى قال : " قدم
معاذ اليمن أو قال : الشام , فرأى النصارى تسجد لبطارقتها و أساقفتها , فروأ
( أي فكر ) في نفسه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أحق أن يعظم , فلما قدم
قال : يا رسول الله رأيت النصارى تسجد لبطارقتها و أساقفتها , فروأت في نفسي
أنك أحق أن تعظم , فقال : " لو كنت أمرت أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن
تسجد لزوجها و لا تؤدي المرأة حق الله عز وجل عليها كله حتى تؤدي حق زوجها
عليها كله حتى و لو سألها نفسها و هي على ظهر قتب لأعطته إياه " . و هذا إسناد
صحيح على شرط مسلم . و تابعه حماد بن زيد عن أيوب به . أخرجه ابن ماجة ( 1 /
292 - العلمية ) و ابن حبان ( 1390 ) و البيهقي ( 7 / 292 ) . و للحديث شاهد من
حديث ابن عمر . أخرجه البيهقي .
-----------------------------------------------------------
[1] سقطت من الأصل , و استدركها من قول البزار الآتي عقب الحديث و من قول
الهيثمي الآتي , و ذلك ما يقتضيه ترجمة محمد بن سواء . اهـ .
[2] ثم رأيته قد أورده فيه ( 1 / 1 / 362 ) فقال : " بشر بن عبد الملك أبو يزيد
الكوفي نزيل البصرة . روى عن عون بن موسى . و عبد الله بن عبد الرحمن بن
إبراهيم الأنصاري , كتب عنه أبي بالبصرة في الرحلة الثانية . روى عنه أبو زرعة
. سأل عنه أبو زرعة ? ( و في نسخة ( أبي ) و لعلها أصح ) فقال : شيخ قلت فهو
ثقة لرواية أبي زرعة عنه . اهـ .
1204 " بخ بخ - و أشار بيده لخمس - ما أثقلهن في الميزان : سبحان الله و الحمد لله و
لا إله إلا الله و الله أكبر و الولد الصالح يتوفى للمرء المسلم فيحتسبه " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 202 :
أخرجه ابن سعد في " الطبقات " ( 7 / 433 ) و ابن حبان ( 2328 ) و ابن عساكر "
في تاريخ دمشق " ( 19 / 35 / 1 ) عن عبد الله بن العلاء بن زبر و عبد الرحمن بن
يزيد بن جابر قالا : حدثنا أبو سلام قال : حدثني # أبو سلمى # راعي رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال : فذكره . و أخرجه الحاكم ( 1 / 511 - 512 ) و ابن سعد
أيضا ( 6 / 58 ) من طريق ابن جابر وحده به , و قال : " صحيح الإسناد " و وافقه
الذهبي , و هو كما قالا . و تابعه يحيى بن أبي كثير عن زيد عن أبي سلام عن مولى
رسول الله صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .
و زاد : و قال : " بخ . بخ لخمس من لقي الله مستيقنا بهن دخل الجنة : يؤمن
بالله و اليوم الآخر و بالجنة و النار و البعث بعد الموت و الحساب " . أخرجه
أحمد ( 3 / 443 و 4 / 237 و 5 / 365 ) و لم يذكر زيدا في رواية .
قلت : و إسناده صحيح أيضا , و المولى الذي لم يسم هو أبو سلمى راعي رسول الله
صلى الله عليه وسلم كما في الرواية السابقة و هذا أولى من قول الهيثمي عقب
الرواية الثانية ( 10 / 88 ) : " رواه أحمد و رجاله رجال الصحيح و الصحابي الذي
لم يسم هو ثوبان إن شاء الله تعالى " . ثم ساقه من رواية ثوبان عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم به . و قال : " رواه البزار و حسن إسناده إلا أن شيخه
العباس بن عبد العظيم الباساني لم أعرفه " .
قلت : كذا وقع فيه ( الباساني ) بالسين المهملة و إنما هو ( الباشاني ) بالشين
المعجمة نسبة إلى ( باشان ) قرية في ( هراة ) كما في الأنساب " ( 2 / 37 ) و قد
يقال بالسين المهملة كما أفاده محققه العلامة اليماني رحمه الله في تعليقه عليه
( 2 / 36 ) و ذكر الذهبي المادتين في " المشتبه " ( 494 ) , فالله أعلم إلى
أيهما ينتسب شيخ البزار هذا . و قد وقفت على إسناده في " زوائد مسنده " ( ص 297
) : حدثنا العباس بن عبد العظيم الباشاني حدثنا زيد بن يحيى الدمشقي حدثنا عبد
الله بن العلاء بن زبر عن أبي سلام عن ثوبان به . و قال : " لا نعلمه يروى بهذا
اللفظ إلا من هذا الوجه , و إسناده حسن " .
قلت : و الوجه الأول عن ابن زبر عن أبي سلام عن أبي سلمى أصح من هذا و أشهر ,
و لمتابعة ابن جابر له عليه و لذلك رجحت أن المولى الذي لم يسم في الرواية
الثانية إنما هو أبو سلمى و ليس ثوبان و لو ثبتت رواية البزار هذه لأمكن القول
بأنه ثوبان أبو سلمى و الله أعلم , و قد ذكر السيوطي في " الجامع الكبير " ( 1
/ 387 / 2 ) أن أبا سلمى هذا اسمه حريث . فالله تعالى أعلم . و الحديث رواه
الطبراني في " الأوسط " عن سفينة مرفوعا , و قال الهيثمي : " و رجاله رجال
الصحيح " .
( تنبيه ) وقع الحديث في " الجامع الصغير " معزوا لأحمد عن أبي أمامة أيضا و هو
وهم لا أدري منشأه , و قد انطلى أمره على المناوي فلم ينبه عليه و ليس له أصل
عن أبي أمامة مطلقا فيما علمت .
1205 " إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 203 :
روي من حديث # عبد الله بن عمر و جرير بن عبد الله البجلي و جابر بن عبد الله
و أبي هريرة و عبد الله بن عباس و معاذ بن جبل و عدي بن حاتم و أبي راشد عبد
الرحمن بن عبد و أنس بن مالك # .
1 - أما حديث ابن عمر فيرويه سعيد بن مسلمة عن ابن عجلان عن نافع عن ابن عمر به
. أخرجه ابن ماجة ( 2 / 400 ) و ابن عدي ( 178 / 1 ) و البيهقي ( 8 / 168 )
و القضاعي ( 65 / 2 ) . و هذا إسناد رجاله ثقات غير سعيد بن مسلمة و هو ضعيف
لكن قال ابن عدي : " أرجو أنه ممن لا يترك حديثه , و يحتمل في رواياته فإنها
مقاربة " . ثم رواه ابن عدي ( 295 / 1 ) من طريق محمد بن الفضل عن أبيه عن نافع
به و قال : " و محمد بن الفضل عامة حديثه مما لا يتابعه الثقات عليه " .
2 - و أما حديث جرير فله عنه طرق :
الأولى : عن حصين بن عمر الأحمسي : حدثنا إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي
حازم عنه قال : " لما بعث النبي صلى الله عليه وسلم أتيته , فقال : ( يا جرير
لأي شيء جئت " ? قال : جئت لأسلم على يديك يا رسول الله , قال : فألقى إلي
كساءه , ثم أقبل على أصحابه و قال : فذكره . أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير
" ( 1 / 109 / 1 ) و ابن عدي ( ق 102 / 2 ) و البيهقي , و الخطيب في " التاريخ
" ( 1 / 188 ) و محمد بن محمد البزار في " حديث ابن السماك " ( 1 / 178 / 2 )
و القضاعي في " مسند الشهاب " ( 65 / 2 ) , و قال ابن عدي : " لا يرويه عن ابن
أبي خالد غير حصين بن عمر و عامة أحاديثه معاضيل ينفرد عن كل من يروي عنه " .
و قال الحافظ في " التقريب " : " متروك " .
قلت : لكنه لم ينفرد , فقد أخرجه الخطيب في " التاريخ " ( 7 / 94 ) من طريق أبي
أمية بن فرقد قال : حدثنا يحيى بن سعيد القطان حدثنا إسماعيل به . و قال عن
الدارقطني : " لم يروه عن يحيى القطان غير أبي أمية هذا , و لم يكن بالقوي .
و هذا إنما يعرف من رواية حصين بن عمر الأحمسي عن إسماعيل . و رواه كادح عن
إسماعيل " .
قلت : " كادح كذاب " .
الثانية " عن عوين بن عمرو القيسي عن سعيد بن إياس الجريري عن عبد الله بن
بريدة عن يحيى بن يعمر عنه به . أخرجه أبو القاسم الحامض في " المنتقى من حديثه
" ( 10 / 2 ) و الطبراني في " المعجم الصغير " ( ص 164 ) و أبو نعيم في
" الحلية " ( 5 / 205 - 206 ) و قالا : " تفرد به عوين بن عمرو " .
قلت : و هو ضعيف كما قال الهيثمي في " المجمع " ( 8 / 15 ) . و أما قول الحافظ
العراقي في " تخريج الإحياء " ( 2 / 319 ) : " إسناده جيد " فغير جيد إلا أن
يكون أراد الجودة بكثرة طرقه , فهو مقبول .
الثالثة : عن الحسن بن عمارة عن فراس بن يحيى عن الشعبي عنه . أخرجه الطبراني
في " الكبير " ( 1 / 113 / 1 ) و أبو نعيم في " مسانيد أبي يحيى فراس " ( ق 88
/ 2 ) .
قلت : و رجاله ثقات غير الحسن بن عمارة و هو متروك .
3 - و أما حديث جابر فيرويه معبد بن خالد الأنصاري عن أبيه عنه به نحوه . أخرجه
الحاكم ( 4 / 291 - 292 ) و قال : " صحيح الإسناد " .
قلت : سكت عليه الذهبي , و معبد و أبوه لم أجد من ذكرهما .
4 - و أما حديث أبي هريرة فيرويه ابن لهيعة عن حنين بن أبي حكيم عن صفوان بن
سليم عن أبي سلمة عنه . أخرجه ابن عدي ( ق 112 / 2 ) . و ابن لهيعة سيىء الحفظ
و من فوقه ثقات . و قد وجدت له طريقا أخرى رواها البزار في " مسنده " ( ص 239 -
زوائده ) : حدثنا محمد بن الحصين حدثنا مزاحم بن العوام بن مزاحم حدثنا محمد
ابن عمر ( و ) عن أبي سلمة عنه . و قال : " لا نعلمه عن أبي هريرة إلا من هذا
الوجه تفرد به مزاحم " .
قلت : لم أجد له ترجمة , و قد روي من غير هذا الوجه كما سبق . و قال الهيثمي في
" المجمع " ( 8 / 16 ) : " رواه الطبراني في " الأوسط " و البزار , و فيه من لم
أعرفهم " . و وجدت له طريقا ثالثا أخرجه ابن عدي ( 343 / 2 ) عن مطلب بن شعيب :
حدثنا أبو صالح حدثنا الليث عن يونس عن ابن شهاب عن أبي سلمة عن أبي هريرة .
ذكره في ترجمة هذا المطلب , و قال : " و لم أر له حديثا منكرا غير هذا , و هو
بهذا الإسناد منكر جدا " .
5 - و أما حديث ابن عباس فيرويه مالك بن الحسن عن عتبة عن عكرمة عن ابن عباس .
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 1 / 136 / 2 ) و رجاله ثقات غير مالك بن
الحسن ( و في الأصل : الحسين ) و هو مالك بن الحسن بن مالك بن الحويرث , قال
الهيثمي : ( انظر الاستدراك 206 / 18 ) " و فيه ضعف " . و عتبة هو ابن يقظان
قال ابن أبي حاتم ( 3 / 1 / 374 ) : " سمعت ابن الجنيد يقول : لا يساوي شيئا "
. و ذكر الهيثمي أنه رواه الطبراني في " الأوسط " أيضا , و ظاهر كلامه أنه من
غير هذا الطريق و لكنه لم يتكلم عليه بشيء . و أخرجه العقيلي في " الضعفاء " (
322 ) من الوجه الأول و قال : " عتبة بن أبي عتبة لا يتابع عليه و في مالك نظر
و لا يتابع على الحديث إلا من طريق يقارب هذا " .
6 - و أما حديث معاذ فيرويه عبد الله بن خراش عن العوام بن حوشب عن شهر بن حوشب
عنه . أخرجه ابن عدي ( 220 / 2 ) و قال : " عبد الله بن خراش منكر الحديث " .
قلت : و قال الحافظ في " التقريب " : " ضعيف و أطلق عليه ابن عمار الكذب " .
قلت : و شهر بن حوشب ضعيف أيضا . و من هذا الوجه أخرجه الطبراني كما في " مجمع
الهيثمي " و قال : " شهر لم يدرك معاذا " .
7 - و أما حديث عدي بن حاتم فيرويه الهيثم بن عدي قال : حدثنا مجالد عن الشعبي
عن عدي بن حاتم . أخرجه القضاعي ( 65 / 2 ) و العقيلي ( 451 ) و قال : " الهيثم
ابن عدي قال ابن معين : ليس بثقة كان يكذب . و قال البخاري : سكتوا عنه " . ثم
قال العقيلي : " و هذا الحديث يروى من غير هذا الوجه بإسناد أصلح من هذا " .
قلت : و تابعه سوار بن مصعب عن مجالد به . أخرجه ابن عساكر في " تاريخ دمشق "
( 11 / 237 / 2 ) . و مجالد هو ابن سعيد , و ليس بالقوي .
8 - و أما حديث أبي راشد فيرويه أبو عثمان عبد الرحمن بن خالد بن عثمان قال :
حدثني أبي خالد بن عثمان عن أبيه عثمان بن محمد عن أبيه محمد بن عبد الرحمن عن
أبيه عثمان بن عبد الرحمن عنه . أخرجه الدولابي في " الكنى " ( 2 / 31 ) و من
طريقه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 10 / 21 / 2 - 22 / 1 ) : حدثنا أبو
العباس الوليد بن حماد بن جابر قال : حدثني أبو عثمان عبد الرحمن بن خالد ...
قلت : و هذا إسناد مظلم لم أعرف أحدا منهم و لا ترجموا لهم سوى أبي راشد
فترجموا له في الصحابة .
و بالجملة فلم أجد في هذه الطرق كلها ما يمكن الحكم عليه بالحسن فضلا عن الصحة
غير أن بعض طرقه ليس شديد الضعف , فيمكن تقوية الحديث بها دون ما اشتد ضعفه
منها , لاسيما و قد صحح بعضها الحاكم و العراقي .
9 - و أما حديث أنس فيرويه بقية بن الوليد قال : أخبرنا يحيى بن مسلم عن أبي
المقدام عن موسى بن أنس عن أبيه مرفوعا بلفظ : " إذا جاءكم الزائر فأكرموه " .
رواه ابن أبي حاتم ( 2 / 242 ) و قال عن أبيه : " هذا حديث منكر " .
قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا , أبو المقدام هذا هو هشام بن زياد متروك . و يحيى
ابن مسلم قال الذهبي : " شيخ من أشياخ بقية لا يعرف و لا يعتمد عليه " . ثم ساق
له حديثا آخر في إكرام المسلم .
1206 " إذا أراد الرجل أن يزوج ابنته فليستأذنها " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 208 :
أخرجه أبو يعلى في " مسنده " ( 1735 ) حدثنا بندار أنبأنا سلم بن قتيبة أخبرنا
يونس سمع أبا بردة سمع # أبا موسى # سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره
. قلت : و هذا إسناد صحيح رجاله كلهم رجال الصحيح . و يونس هو ابن أبي إسحاق .
و بندار لقب و اسمه محمد بن بشار . و الحديث قال في " المجمع " ( 4 / 279 ) :
" رواه أبو يعلى و الطبراني , و رجال أبي يعلى رجال الصحيح " .
1207 " نهى أن نشرب من الإناء المخنوث " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 209 :
رواه أبو يعلى في " مسنده " ( 629 ) عن صالح بن كيسان عن عبيد الله بن عبد الله
ابن عتبة عن # ابن عباس # قال : فذكره مرفوعا .
قلت : و إسناده صحيح على شرط الشيخين . و له شاهد من حديث أبي سعيد الخدري و قد
مضى ( 1126 ) .
1208 " إن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله و توبي إليه , فإن التوبة من الذنب : الندم
و الاستغفار " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 209 :
أخرجه البيهقي في " الشعب " ( 2 / 344 / 1 ) عن إبراهيم بن بشار حدثنا سفيان عن
وائل بن داود عن ابنه بكر عن الزهري قال : أخبرني أربعة : عروة بن الزبير
و سعيد بن المسيب و عبد الله بن عبد الله بن عتبة و علقمة بن وقاص عن # عائشة #
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره . و قال : " رواه حامد بن يحيى عن
سفيان غير أنه شك في إسناده " .
قلت : و رجاله ثقات غير إبراهيم بن بشار و هو حافظ له أوهام كما في " التقريب "
. قلت : فأخشى أن يكون وهم على سفيان - و هو ابن عيينة في إسناده , فقد خالفه
محمد بن يزيد الواسطي فقال : عن سفيان بن عيينة عن الزهري عن عروة عن عائشة
قالت : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يا عائشة إن ... " الحديث .
و الواسطي هذا ثقة ثبت كما في " التقريب " فالحديث صحيح من هذا الوجه . و قد
أخرجه البخاري ( 8 / 384 ) و مسلم ( 8 / 116 ) و أحمد ( 6 / 196 ) من طرق عن
الزهري عن الأربعة الذين في إسناد إبراهيم بن بشار به في حديث قصة الإفك بلفظ :
" ... و إن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله و توبي إليه , فإن العبد إذا اعترف
بذنب ثم تاب تاب الله عليه ... " و هو رواية للبيهقي . و أخرجه أبو سعد المظفر
ابن الحسن في " فوائد منتقاة " ( ق 132 / 1 ) عن سفيان ابن حسين عن الزهري عن
عروة عن عائشة مرفوعا بلفظ الترجمة دون قوله : و توبي إليه " . و سفيان بن حسين
هذا ثقة من رجال الشيخين , لكنهم ضعفوه في روايته عن الزهري , و لذلك لم يخرجا
له عنه شيئا . و فيه دليل على عدم عصمة نسائه صلى الله عليه وسلم , خلافا لبعض
أهل الأهواء !
1209 " إن صاحب الشمال ليرفع القلم ست ساعات عن العبد المسلم المخطئ أو المسيء ,
فإن ندم و استغفر الله منها ألقاها و إلا كتب واحدة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 210 :
رواه الطبراني في " الكبير " ( ق 25 / 2 مجموع 6 ) و أبو نعيم في " الحلية "
( 6 / 124 ) و البيهقي في " الشعب " ( 2 / 349 / 1 ) و الواحدي في " تفسيره " (
4 / 85 / 1 ) عن إسماعيل بن عياش عن عاصم بن رجاء بن حيوة عن عروة بن رويم عن
القاسم عن # أبي أمامة # مرفوعا . و قال أبو نعيم : " غريب من حديث عاصم و عروة
, لم نكتبه إلا من حديث إسماعيل بن عياش " .
قلت : و هو ثقة في روايته عن الشاميين و هذه منها , فإن عاصما فلسطيني , و من
فوقه ثقات , و في عاصم و القاسم - و هو ابن عبد الرحمن صاحب أبي أمامة - كلام
لا ينزل به حديثهما عن مرتبة الحسن . و الحديث قال الهيثمي ( 10 / 208 ) :
" رواه الطبراني بأسانيد , و رجال أحدها وثقوا " .
1210 " يوشك يا معاذ إن طالت بك حياة أن ترى ما ههنا قد ملئ جنانا . يعني تبوك " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 210 :
أخرجه مالك ( 1 / 143 - 144 ) و عنه مسلم ( 7 / 60 - 61 ) و أحمد ( 5 / 237 -
238 ) و ابن عساكر في " التاريخ " ( 17 / 220 / 2 ) كلهم عن مالك عن أبي الزبير
المكي أن أبا الطفيل عامر بن واثلة أخبره أن # معاذ بن جبل # أخبره قال :
" خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عام غزوة تبوك , فكان يجمع الصلاة ,
فصلى الظهر و العصر جميعا و المغرب و العشاء جميعا حتى إذا كان يوم أخر الصلاة
, ثم خرج فصلى الظهر و العصر جميعا , ثم دخل , ثم خرج بعد ذلك , فصلى المغرب
و العشاء جميعا , ثم قال : " إنكم ستأتون غدا إن شاء الله تعالى عين تبوك
و إنكم لن تأتوها حتى يضحى النهار , فمن جاءها منكم فلا يمس من مائها شيئا حتى
آتي " . فجئناها و قد سبقنا إليها رجلان , و العين مثل الشراك تبض بشيء من ماء
, قال : فسألهما رسول الله صلى الله عليه وسلم : هل مسستما من مائها شيئا ?
قالا : نعم . فسبهما النبي صلى الله عليه وسلم , و قال لهما ما شاء الله أن
يقول , قال : ثم غرفوا بأيديهم من العين قليلا قليلا حتى اجتمع في شيء , قال :
و غسل رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه يديه و وجهه , ثم أعاد فيها , فجرت
العين بماء منهمر , أو قال غزير حتى استسقى الناس ثم قال ... " فذكره .
و الحديث رواه ابن خزيمة أيضا في " صحيحه " ( رقم 968 ) و ابن حبان ( 549 ) عن
مالك به .
1211 " ثلاثة لا يرد دعاؤهم : الذاكر الله كثيرا و دعوة المظلوم و الإمام المقسط " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 211 :
أخرجه البيهقي في " الشعب " ( 2 / 399 / 1 ) من طريق البخاري حدثنا عبد الله بن
أبي الأسود حدثنا حميد بن الأسود حدثنا عبد الله بن سعيد بن أبي هند عن شريك
ابن أبي نمر عن عطاء بن يسار قال : سمعت # أبا هريرة # عن النبي صلى الله عليه
وسلم قال : فذكره .
قلت : و هذا إسناده حسن رجاله رجال البخاري إلا أنه إنما أخرج لحميد بن الأسود
- و يكنى بأبي الأسود - مقرونا بغيره , و فيه كلام يسير أشار إليه الحافظ بقوله
: " صدوق يهم قليلا " . و عبد الله حفيده و هو ابن محمد بن أبي الأسود , و هو
ثقة .
1212 " أتدري إلى أين أبعثك ? إلى أهل الله و هم أهل مكة , فانههم عن أربع : عن بيع
و سلف , و عن شرطين في بيع , و ربح ما لم يضمن , و بيع ما ليس عندك " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 212 :
" أخرجه البغوي في " حديث عيسى بن سالم الشاشي " ( ق 108 / 1 ) حدثنا عيسى
حدثنا عبيد الله بن عمرو عن زيد بن أبي أنيسة عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده
# عبد الله بن عمرو بن العاص # : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث عتاب بن
أسيد إلى مكة , فقال : فذكره .
قلت : و هذا إسناد جيد رجاله كلهم ثقات معروفون من رجال " التهذيب " غير عيسى
ابن سالم الشاشي أورده ابن أبي حاتم في " الجرح و التعديل " ( 3 / 278 ) و كناه
بـ ( أبو سعيد ) و قال : " و لقبه ( عويس ) , و روى عن عبيد الله بن عمرو . روى
عنه أبو زرعة رحمه الله " . و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . لكن أبو زرعة لا
يروي إلا عن ثقة . و الحديث صحيح , فقد جاء من طرق عن عمرو بن شعيب به دون قصة
بعث عتاب بن أسيد رضي الله عنه . أخرجه أصحاب السنن و أحمد و الحاكم ( 2 / 17 )
و صححه , و هو مخرج عندي في " أحاديث البيوع " و " المشكاة " ( 2870 )
و " إرواء الغليل " ( 1293 ) و أخرجه الحاكم أيضا من طريق عطاء الخراساني عن
عمرو بن شعيب به مع القصة , و أخرجه ابن حبان أيضا ( 6108 ) , لكن سقط منه
" عمرو بن شعيب عن أبيه " . و له شواهد , فرواه محمد بن إسحاق عن عطاء عن صفوان
ابن يعلى عن أبيه قال : فذكره بتمامه . أخرجه البيهقي ( 5 / 313 ) و رجال
إسناده ثقات لولا عنعنة ابن إسحاق . ثم أخرجه من طريق مقدام بن داود حدثنا يحيى
ابن بكير حدثنا يحيى بن صالح عن إسماعيل بن أمية عن عطاء بن أبي رباح عن ابن
عباس مرفوعا به . و قال : " تفرد به يحيى بن صالح الأيلي , و هو منكر بهذا
الإسناد " .
قلت : و فيما قبله غنية عنه .
غريب الحديث : " بيع و سلف " : قال ابن الأثير : " هو مثل أن يقول : بعتك هذا
العبد بألف على أن تسلفني في متاع , أو على أن تقرضني ألفا لأنه إنما يقرضه
ليحابيه في الثمن , فيدخل في حد الجهالة , و لأن كل قرض جر منفعة فهو ربا " .
" شرطين في بيع " : قال ابن الأثير : " هو كقولك : بعتك هذا الثوب نقدا بدينار
, و نسيئة بدينارين , و هو كالبيعتين في بيعة " .
قلت : و قد صح النهي عن بيعتين في بيعة من حديث أبي هريرة و عبد الله بن مسعود
و عبد الله بن عمر , و هي مخرجة في المصادر المشار إليها آنفا , و هو رواية في
حديث الترجمة عند البيهقي . و تتابع الرواة على تفسير البيعتين في بيعة , بمثل
ما تقدم في تفسير الشرطين في بيع , فمنهم سماك بن حرب في حديث ابن مسعود عند
أحمد , و عبد الوهاب بن عطاء في حديث أبي هريرة عند البيهقي , و النسائي ترجم
بذلك لحديث الباب بقوله : " شرطان في بيع , و هو أن يقول : أبيعك هذه السلعة
إلى شهر بكذا , و إلى شهرين بكذا " . ثم ترجم لحديث أبي هريرة بقوله :
" بيعتين في بيعة , و هو أن يقول : أبيعك هذه السلعة بمائة درهم نقدا و بمائتي
درهم نسيئة " .
( و ربح ما لم يضمن ) : " هو أن يبيعه سلعة قد اشتراها و لم يكن قبضا فهي من
ضمان البائع الأول , ليس من ضمانه , فهذا لا يجوز بيعه حتى يقبضه فيكون من
ضمانه " . قاله الخطابي في " معالم السنن " ( 5 / 144 ) . ( و بيع ما ليس عندك
) : قال الخطابي : " يريد بيع العين دون بيع الصفة ألا ترى أنه أجاز السلم إلى
الآجال , و هو بيع ما ليس عند البائع في الحال , و إنما نهى عن بيع ما ليس عند
البائع من قبل الغرر , و ذلك مثل أن يبيع عبده الآبق , أو جمله الشارد " .
1213 " إن العبد إذا قام يصلي أتاه الملك فقام خلفه يستمع القرآن و يدنو , فلا يزال
يستمع و يدنو حتى يضع فاه على فيه فلا يقرأ أية إلا كانت في جوف الملك " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 214 :
رواه البيهقي في " السنن الكبرى " ( 1 / 38 ) و الضياء في " المختارة "
( 1 / 201 ) من طريق خالد عن الحسن بن عبيد الله عن سعد بن عبيدة عن أبي عبد
الرحمن السلمي عن # علي # قال : أمرنا بالسواك , و قال : فذكره . و ظاهره أنه
موقوف و يحتمل أنه مرفوع و يؤيده الرواية الأخرى عنده من طريق شعبة عن الحسن بن
عبيد الله به موقوفا و زاد في آخره : " قال : قلت هو عن النبي صلى الله عليه
وسلم ? قال : نعم إن شاء الله " . و أخرجه كذلك الأصبهاني في " الترغيب " ( 197
/ 1 ) . و تابعه فضيل بن سليمان عن الحسن بن عبيد الله به بلفظ : عن علي :
" أنه أمرنا بالسواك , و قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : " إن العبد إذا
تسوك ثم قام يصلي قام الملك خلفه , فسمع لقراءته , فيدنو منه أو كلمة نحوها حتى
يضع فاه على فيه , و ما يخرج من فيه شيء من القرآن إلا صار في جوف الملك ,
فطهروا أفواهكم للقرآن " . أخرجه البزار في "مسنده " ( ص 60 ) و قال : " لا
نعلمه عن علي بأحسن من هذا الإسناد " .
قلت : و إسناده جيد رجاله رجال البخاري , و في الفضيل كلام لا يضر , و قد قال
المنذري في " الترغيب " ( 1 / 102 ) : " رواه البزار بإسناد جيد لا بأس به ,
و روى بن ماجه بعضه موقوفا و لعله أشبه " .
قلت : كلا , فإن في إسناد ابن ماجه انقطاعا و متروكا على أنه قد أخرجه غيره من
الوجه المذكور مرفوعا , و للحديث شاهد عن جابر مرفوعا به نحوه . أخرجه تمام
و البيهقي في " الشعب " و الضياء في " المختارة " كما في " الجامع الصغير "
و رواته ثقات كما نقله المناوي عن ابن دقيق العيد . و شاهد آخر أخرجه ابن نصر
في " الصلاة " عن ابن شهاب مرسلا كما في " الجامع " أيضا .
1214 " هذا أمين هذه الأمة , يعني أبا عبيدة بن الجراح " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 215 :
أخرجه مسلم ( 7 / 129 ) و ابن سعد في " الطبقات " ( 3 / 2 / 299 ) من طرق عن
حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن # أنس بن مالك # : " أن أهل اليمن لما قدموا
على رسول الله صلى الله عليه وسلم سألوه يبعث معهم رجلا يعلمهم السنة و الإسلام
, قال : فأخذ بيد أبي عبيدة بن الجراح فقال ... " فذكره . و سيأتي برقم ( 1964
) بزيادة في التخريج مع التعليق عليه بفائدة هامة .
1215 " لا تسبي الحمى فإنها تذهب خطايا بني آدم كما يذهب الكير خبث الحديد " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 216 :
أخرجه مسلم ( 8 / 16 ) و البخاري في " الأدب المفرد " ( 516 ) و ابن سعد في
" الطبقات " ( 8 / 308 ) من طريق أبي الزبير حدثنا # جابر بن عبد الله # : " أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على أم السائب أو أم المسيب فقال : مالك يا
أم السائب أو يا أم المسيب { تزفزفين } ? قالت : الحمى لا بارك الله فيها !
فقال ... " فذكره . و أخرجه الحاكم ( 1 / 346 ) من هذا الوجه نحوه ( انظر
الاستدراك رقم 216 / 4 ) . و له شاهد يرويه موسى بن عبيدة عن علقمة بن مرثد عن
حفص بن عبيد الله عن أبي هريرة قال : " ذكرت الحمى عند رسول الله صلى الله عليه
وسلم , فسبها رجل فقال النبي صلى الله عليه وسلم ... " فذكره نحوه . أخرجه ابن
ماجه ( 2 / 348 ) . و موسى بن عبيدة ضعيف . و للحديث شاهدان آخران أخرجهما
الطبراني في " المعجم الكبير " من حديث عبد ربه ابن سعيد عن عمته مرفوعا نحوه .
و من حديث فاطمة الخزاعية مرفوعا . و في إسناد الأول محمد بن أبي حميد و هو
ضعيف .
و إسناد الآخر رجاله رجال الصحيح كما قال الهيثمي ( 2 / 307 ) .
1216 " الأيم أحق بنفسها من وليها و البكر تستأذن نفسها و إذنها صماتها " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 216 :
أخرجه مالك ( 2 / 62 ) و مسلم ( 2 / 62 ) و أبو داود ( 1 / 327 ) و النسائي ( 2
/ 77 - 78 ) و الترمذي ( 1 / 206 ) و صححه , و الدارمي ( 2 / 138 ) و ابن ماجه
( 1 / 576 ) و الدارقطني ( 389 ) و أحمد ( 1 / 242 و 345 و 362 ) كلهم عن مالك
عن عبد الله بن الفضل عن نافع بن جبير بن مطعم عن # عبد الله بن عباس # مرفوعا
به . و تابعه زياد بن سعد عن عبد الله بن الفضل به نحوه و سيأتي برقم ( 1807 )
. و تابعه ابن إسحاق : حدثني صالح بن كيسان عن ابن الفضل به . أخرجه الدارقطني
و قال : " تابعه سعيد بن سلمة عن صالح بن كيسان . و خالفهما معمر في إسناده ,
فأسقط منه رجلا , و خالفهما أيضا في متنه , فأتى بلفظ آخر وهم فيه لأن كل من
رواه عن عبد الله بن الفضل و كل من رواه عن نافع بن جبير مع عبد الله بن الفضل
خالفوا معمرا , و اتفاقهم دليل على وهمه " . ثم ساق بإسناده عن سعيد بن سلمة بن
أبي الحسام أخبرنا صالح بن كيسان و بإسناده عن عبد الرزاق عن معمر عن صالح بن
كيسان عن نافع بن جبير به بلفظ : " ليس للولي مع الثيب أمر , و اليتيمة تستأذن
و صمتها إقرارها " . و هكذا أخرجه أبو داود و النسائي و أحمد ( 1 / 234 )
و ابن حبان أيضا ( 1241 ) عن عبد الرزاق به . و تابعه ابن المبارك عن معمر به .
أخرجه الدارقطني و قال : " كذا رواه عمر عن صالح , و الذي قبله أصح في الإسناد
و المتن لأن صالحا لم يسمعه من نافع بن جبير و إنما سمعه من عبد الله بن الفضل
عنه , اتفق على ذلك ابن إسحاق و سعيد بن سلمة عن صالح , سمعت النيسابوري يقول :
الذي عندي أن معمرا أخطأ فيه " . و روى الحديث بلفظ " الأيم أولى بنفسها من
وليها و البكر تستأمر في نفسها و صمتها إقرارها " . رواه الدارمي ( 2 / 138 -
139 ) و أحمد ( 1 / 274 - 355 ) من طريق عبيد الله ابن عبد الرحمن بن موهب قال
: أخبرني نافع بن جبير بإسناده السابق . و هو بهذا السند ضعيف لأن عبيد الله بن
عبد الرحمن هذا ليس بالقوي كما قال في " التقريب " .
1217 " من نصر أخاه بالغيب نصره الله في الدنيا و الآخرة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 218 :
رواه الدينوري في " المجالسة " ( 217 / 2 - المنتقى منها ) و البيهقي في
" الشعب " ( 2 / 447 / 1 ) و الضياء في " المختارة " ( 74 / 1 ) عن إبراهيم بن
حمزة الزبيري حدثنا عبد العزيز بن محمد عن حميد عن الحسن عن # أنس # مرفوعا ,
و قال : " قال الدارقطني : و خالفه يونس بن عبيد فرواه عن الحسن عن عمران بن
حصين , و الله أعلم " .
قلت : و كذا قال البيهقي , ثم ساقه عن يونس عن الحسن عن عمران موقوفا , ثم قال
: " و روي عن يونس بإسناده مرفوعا " . ثم رواه من طريقين عن يونس به مرفوعا .
قلت : و رجاله ثقات رجال الشيخين غير أن الحسن - و هو البصري - مدلس و قد عنعنه
. و قد وجدت له شاهدا من حديث إسماعيل بن مسلم عن محمد بن المنكدر و أبي الزبير
عن جابر مرفوعا . أخرجه السلفي في " معجم السفر " ( 226 / 2 ) . و إسماعيل بن
مسلم ضعيف من قبل حفظه , فيستشهد به . و الله أعلم .
1218 " ما من عام إلا الذي بعده شر منه حتى تلقوا ربكم " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 218 :
أخرجه الترمذي ( 2 / 32 ) من طريق سفيان الثوري عن الزبير عن عدي قال : دخلنا
على # أنس بن مالك # فشكونا إليه ما نلقى من الحجاج فقال : فذكره مرفوعا .
و قال : " حديث حسن صحيح " .
قلت : و إسناده صحيح على شرط الشيخين و قد أخرجه البخاري و غيره بلفظ : " لا
يأتي عليكم زمان " و سيأتي إن شاء الله تعالى .
1219 " إذا أراد الله عز وجل بأهل بيت خيرا أدخل عليهم الرفق " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 219 :
حديث صحيح من رواية # عائشة # رضي الله عنها , و قد تجمع لدي عدة طرق عنها :
الأول : عن هشام بن عروة عن أبيه عنها . أخرجه أحمد ( 6 / 71 ) و البخاري في
" التاريخ الكبير " ( 1 / 1 / 416 ) و البيهقي في " الشعب " ( 2 / 279 / 1 ) من
طريقين عنه . و هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين .
الثاني : عن شريك بن أبي نمر عن عطاء بن يسار عنها أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال لها : " يا عائشة ارفقي , فإن الله إذا أراد بأهل بيت خيرا دلهم على
باب الرفق " . أخرجه أحمد ( 6 / 104 - 105 ) حدثنا أبو سعيد قال : حدثنا سليمان
يعني ابن بلال عن شريك .
قلت : و هذا إسناد جيد و هو على شرطهما أيضا . متابعة عبد الله بن عبد الرحمن
أبو طوالة عن عطاء بن يسار به أخرجه البيهقي .
الثالث : عن عبد الرحمن بن أبي بكر عن ابن أبي ملكية عنها مرفوعا به مثل اللفظ
الأول . أخرجه الديلمي في " مسند الفردوس " ( 1 / 1 / 96 ) من طريق أبي الشيخ
معلقا حدثنا ( بياض ) عن بقية عن ابن المبارك عن عبد الرحمن بن أبي بكر . و هذا
إسناد ضعيف . و فيه مضى كفاية .
الرابع : عن القاسم عنها به . أخرجه البيهقي في " الأسماء و الصفات " ( ص 155 )
و في " الشعب " ( 2 / 459 / 1 ) من طريق أبي غزارة محمد - يعني ابن عبد الرحمن
التيمي قال : أخبرني أبي عنه .
قلت : و هذا إسناد ضعيف , أبو غزارة لين الحديث , و هو محمد بن عبد الرحمن بن
أبي بكر بن عبد الله بن أبي ملكية التيمي . و أبوه عبد الرحمن ضعيف أيضا .
و للحديث شاهد من حدث جابر مرفوعا به . أخرجه البزار في " مسنده " ( ص 239 -
زوائده ) من طريق أبي أويس عن محمد بن المنكدر عنه . و قال : " لا نعلم يروى
هكذا إلا بهذا الإسناد " . و قال الهيثمي في " الزوائد " : " حسن " .
1220 " إذا أراد الله بعبد خيرا عجل له العقوبة في الدنيا و إذا أراد الله بعبد شرا
أمسك عليه ذنوبه حتى يوافيه يوم القيامة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 220 :
رواه الترمذي ( 2 / 64 ) و ابن عدي ( 174 / 1 و 2 ) و البيهقي في " الأسماء " (
ص 154 ) عن سنان بن سعد , أو سعيد بن سنان عن # أنس # مرفوعا , و قال الترمذي :
" حديث حسن غريب " .
قلت : و سعد هذا اختلف فيه الرواة فبعضهم يقول : سعد بن سنان , و بعضهم على
القلب : سنان بن سعد . و هذا هو الصواب عند البخاري . قال الحافظ في " التقريب
" : " صدوق له أفراد " . و له شاهد من حديث الحسن عن عبد الله بن مغفل مرفوعا
به . أخرجه ابن حبان ( 2455 ) و أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2 / 274 )
و البيهقي ( ص 153 - 154 ) . و رجاله ثقات , لكن الحسن و هو البصري مدلس و قد
عنعنه . و لشطره الأول شاهد من حديث ابن عباس مرفوعا . أخرجه ابن الجوزي في
" ذم الهوى " ( ص 126 ) .
1221 " إذا أراد الله قبض عبد بأرض جعل له فيها حاجة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 221 :
أخرجه ابن عدي في " الكامل " ( ق 236 / 2 ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 8 / 374
) عن عبيد الله بن أبي حميد عن أبي المليح عن # أبي عزة الهذلي # - و كانت له
صحبة - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره .
قلت : عبيد الله هذا متروك الحديث كما قال الحافظ , لكن تابعه أيوب عن أبي
المليح بن أسامة به . أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ( 1282 ) و ابن حبان
( 1815 ) و الدولابي في " الكنى " ( 1 / 44 ) و أحمد ( 3 / 429 ) و عنه الحاكم
( 1 / 42 ) و قال : " صحيح , و رواته عن آخرهم ثقات " . و وافقه الذهبي و هو
كما قالا . و له شاهد من حديث مطر بن عكامس السلمي مرفوعا به . أخرجه البخاري
" التاريخ " ( 4 / 1 / 400 ) و الحاكم ( 1 / 42 ) من طريق سفيان الثوري عن أبي
إسحاق عنه . و قال الحاكم : " صحيح على شرط الشيخين " و وافقه الذهبي و هو كما
قالا إن كان أبو إسحاق - و هو السبيعي - سمعه من مطر , فإنه كان يدلس . و له
شاهد آخر من حديث جندب بن سفيان قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
فذكره . أخرجه الحاكم ( 1 / 367 ) من طريق الحسن عنه . و الحسن هو البصري و هو
مدلس أيضا . ثم رأيت الحديث رواهأيوب عن أبي المليح عن أسامة بن زيد مرفوعا به
نحوه . أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 1 / 23 / 2 ) حدثنا إسحاق ابن
إبراهيم الدبري أنبأنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن أيوب به . و هذا إسناد جيد إن
كان الدبري قد حفظه - و عزاه السيوطي للضياء أيضا . و له شاهد ثالث من حديث ابن
مسعود مرفوعا نحوه بزيادة فيه : و هو : " إذا كان أجل أحدكم بأرض أثبت الله له
إليها حاجة , فإذا بلغ أقصى أثره توفاه , فتقول الأرض يوم القيامة : يا رب هذا
ما استودعتني "
1222 " إذا كان أجل أحدكم بأرض أثبت الله له إليها حاجة , فإذا بلغ أقصى أثره توفاه
, فتقول الأرض يوم القيامة : يا رب هذا ما استودعتني " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 222 :
أخرجه ابن ماجه ( 2 / 566 ) و ابن أبي عاصم في " السنة " ( 346 ) و الطبراني في
" المعجم الكبير " ( 3 / 76 / 1 ) و الحاكم ( 1 / 41 - 42 ) من طرق عن إسماعيل
ابن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن # عبد الله بن مسعود # عن النبي صلى الله
عليه وسلم , و قال الحاكم : " احتج الشيخان برواة هذا الحديث عن آخرهم " .
و وافقه الذهبي و هو كما قالا . و قال البوصيري في " الزوائد " ( ق 263 / 2 ) :
" هذا إسناد صحيح , رجاله ثقات " .
1223 " إذا صليت فلا تبصق بين يديك و لا عن يمينك و لكن ابصق تلقاء شمالك إن كان
فارغا و إلا فتحت قدميك و ادلكه " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 222 :
أخرجه النسائي ( 1 / 119 ) و الحاكم ( 1 / 256 ) و البيهقي ( 2 / 292 ) و أحمد
( 6 / 396 ) عن منصور قال : سمعت ربعي بن حراش عن # طارق بن عبد الله # عن
النبي صلى الله عليه وسلم . و قال الحاكم : " حديث صحيح " . و وافقه الذهبي .
و هو كما قالا . و الحديث أورده السيوطي من رواية البزار بلفظ : " إذا أردت أن
تبزق فلا تبزق عن يمينك ... " الحديث , و قال المناوي : " قال الهيثمي : رجاله
رجال الصحيح . انتهى . فرمز المؤلف لحسنه فقط غير حسن , إذ حقه الرمز لصحته " .
1224 " أرحم أمتي بأمتي أبى بكر و أشدهم في أمر الله عمر و أصدقهم حياء عثمان
و أقرؤهم لكتاب الله أبي بن كعب و أفرضهم زيد بن ثابت و أعلمهم بالحلال
و الحرام معاذ بن جبل ألا و إن لكل أمة أمينا و إن أمين هذه الأمة أبو عبيدة
بن الجراح " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 223 :
أخرجه الترمذي ( 2 / 309 ) و ابن ماجه ( 154 ) و ابن حبان ( 2218 ) و ( 2219 )
و الحاكم ( 3 / 422 ) من طريق عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي حدثنا خالد
الحذاء عن أبي قلابة عن # أنس # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
فذكره , و قال الترمذي : " حديث حسن صحيح " . و قال الحاكم : " هذا إسناد صحيح
على شرط الشيخين " . و وافقه الذهبي و هو كما قالا . و تابعه سفيان الثوري عن
خالد الحذاء به . أخرجه أحمد ( 3 / 184 ) و الطحاوي في " مشكل الآثار " ( 1 /
351 ) و أبو نعيم ( 3 / 122 ) و ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 2 / 296 / 2 و 6
/ 282 / 2 و 11 / 97 / 2 ) و البغوي في " شرح السنة " ( 3 / 534 / 2 ) نسخة
المكتب الإسلامي ) . و تابعه أيضا وهيب حدثنا خالد الحذاء به . أخرجه أحمد ( 3
/ 280 ) و الطحاوي و كذا الطيالسي ( 2096 ) . و تابعه على الجملة الأخيرة منه
عبد الأعلى بن عبد الأعلى عند البخاري ( 7 / 73 ) . و إسماعيل بن علية عند مسلم
( 7 / 129 ) و صرح الأول بتحديث أبي قلابة عن أنس . و قد أعل الحديث بعلة غريبة
, فقال الحافظ في " الفتح " بعدما عزاه للترمذي و ابن حبان : " و إسناده صحيح ,
إلا أن الحافظ قال : إن الصواب في أوله الإرسال و الموصول منه ما اقتصر عليه
البخاري . و الله أعلم " . و للحديث طريق أخرى , فقال الترمذي : حدثنا سفيان بن
وكيع حدثنا حميد بن عبد الرحمن عن داود العطار عن معمر عن قتادة عن أنس بن مالك
مرفوعا به . و قال : " حديث غريب لا نعرفه من حديث قتادة إلا من هذا الوجه و قد
رواه أبو قلابة عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه و المشهور حديث أبي
قلابة " .
قلت : و رجاله كلهم ثقات رجال مسلم غير سفيان بن وكيع قال الحافظ : " كان صدوقا
إلا أنه ابتلي بوراقه , فأدخل عليه ما ليس من حديثه , فنصح فلم يقبل , فسقط
حديثه " . و للحديث شواهد من حديث ابن عمر من طريقين عنه و أبي محجن و الحسن
البصري مرسلا بعضها مطولا و بعضها مختصر , أخرجها ابن عساكر ( 2 / 296 / 2 و 6
/ 282 / 2 و 11 / 97 / 2 ) بأسانيد ضعيفة , و أخرجأبو يعلى في " مسنده " ( 4 /
1384 ) الطريق الأولى عن ابن عمر , و الحاكم ( 3 / 535 ) الطريق الأخرى عنه ,
و أبو نعيم في " الحلية " ( 1 / 56 ) و زاد في رواية : " و أكرمها " . و فيه
زكريا بن يحيى المنقري و لم أعرفه , و وقع في " المناوي " زكريا بن يحيى
المقرىء و هو تصحيف . و أخرجه ابن عساكر ( 13 / 370 / 2 - 371 / 1 ) من طريق
الطبراني بإسناده عن مندل بن علي عن ابن جريج عن محمد بن المنكدر عن جابر
مرفوعا نحوه و زاد في آخره : " و قد أوتي عمير عبادة . يعني أبا الدرداء " .
و مندل ضعيف . و روى أبو نعيم في " الحلية " ( 1 / 56 ) من طريق عبد الأعلى
السامي عن عبيد الله بن عمر , و من طريق الكوثر بن حكيم كلاهما عن نافع عن ابن
عمر مرفوعا بلفظ : " أشد أمتي حياء عثمان بن عفان " . زاد في رواية " و أكرمها
" .
قلت : و الكوثر هذا قال الدارقطني و غيره : متروك . لكن تابعه السامي كما ترى ,
و هو ثقة و اسمه عبد الأعلى بن عبد الأعلى . لكن في الطريق إليه زكريا ابن يحيى
المنقري و لم أجد له ترجمة .
1225 " رضيت لأمتي ما رضي لها ابن أم عبد " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 225 :
أخرجه الحاكم ( 3 / 317 - 318 ) و عنه ابن عساكر في المجلس ( 280 ) من
" الأمالي " ( 3 / 2 ) من طريق زائدة عن منصور بن المعتمر عن زيد بن وهب عن
# عبد الله # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره . و قال : " هذا
إسناد صحيح على شرط الشيخين " و وافقه الذهبي و هو كما قالا , و قد ذكرا له علة
و هي أن سفيان و إسرائيل روياه عن منصور عن القاسم بن عبد الرحمن أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال : فذكره مرسلا . أخرجه الحاكم أيضا و كذا الطبراني في "
الكبير " كما في "المجمع " ( 9 / 290 ) .
قلت : و هذه ليست علة قادحة لأن زائدة و هو ابن قدامة ثقة ثبت كما في " التقريب
" و قد أتى بزيادة فوجب قبولها , لاسيما و أنها عن شيخ آخر لمنصور غير شيخه في
رواية سفيان و إسرائيل عنه , فدل ذلك على أن لمنصور فيه شيخين وصله أحدهما
و أرسله الآخر , فهو مقو للموصول كما هو ظاهر . و قد روى الحديث بزيادة فيه
بلفظ : " و كرهت لأمتي ما كره لها ابن أم عبد " . قال في " المجمع " ( 9 / 290
) : " رواه البزار و الطبراني في " الأوسط " باختصار الكراهة , و رواه في "
الكبير " منقطع الإسناد , و في إسناد البزار محمد بن حميد الرازي و هو ثقة
و فيه خلاف و بقية رجاله وثقوا " . و ذكر له شاهد من حديث أبي الدرداء و فيه
بيان سبب الحديث و هو بلفظ : " رضيت بما رضي الله تعالى لي و لأمتي , ابن أم
عبد " . رواه الطبراني عن أبي الدرداء قال : خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم
خطبة خفيفة , فلما فرغ من خطبته قال : يا أبا بكر قم فاخطب , فقصر دون رسول
الله صلى الله عليه وسلم , فلما فرغ من خطبته قال : يا عمر قم فاخطب , فقام
فخطب فقصر دون رسول الله صلى الله عليه وسلم و دون أبي بكر , فلما فرغ من خطبته
قال : يا فلان قم فاخطب , فشقق القول , فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم :
اسكت أو اجلس , فإن التشقيق من الشيطان , و إن من البيان لسحرا , و قال " يا
ابن أم عبد قم فاخطب " . فقام ابن أم عبد فحمد الله , و أثنى عليه ثم قال : يا
أيها الناس إن الله عز وجل ربنا و إن الإسلام ديننا و إن القرآن إمامنا و إن
البيت قبلتنا و إن هذا نبينا و أومأ بيده إلى النبي صلى الله عليه وسلم ..
رضينا ما رضي الله تعالى لنا و رسوله و كرهنا ما كره الله تعالى لنا و رسوله ,
فقال النبي صلى الله عليه وسلم : أصاب ابن أم عبد و صدق , رضيت ... الحديث .
و قال الهيثمي : " و رجاله ثقات إلا أن عبيد الله بن عثمان بن خثيم لم يسمع من
أبي الدرداء , و الله أعلم " .
1226 " رأيت جعفر بن أبي طالب ملكا يطير في الجنة مع الملائكة بجناحين " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 226 :
حديث صحيح جاء من طرق عن # أبي هريرة و ابن عمر و ابن عباس و علي بن أبي طالب
و أبي عامر و البراء # .
1 - رواه الترمذي ( 2 / 305 ) و أبو يعلى ( 4 / 1528 - 1529 ) و الحاكم ( 3 /
209 ) و المخلص في " الفوائد المنتقاة " ( 9 / 12 / 1 ) و أبو حفص الكتاني في
" حديثه " ( 136 / 2 ) و الخطيب في " الموضح " ( 2 / 103 ) و الضياء في " مناقب
جعفر " ( 1 / 2 ) عن عبد الله بن جعفر عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة , و قال
الحاكم : " صحيح الإسناد " و تعقبه الذهبي بقوله : " عبد الله بن جعفر والد علي
ابن المديني واه " .
قلت : لكن يشهد له روايات أخرى تأتي :
2 - رواية عامر الشعبي عن عبد الله بن عمر أنه كان إذا سلم على عبد الله بن
جعفر قال : السلام عليك يا ابن ذي الجناحين . رواه البخاري ( 7 / 62 - فتح )
و الضياء أيضا في " المختارة " ( 64 / 44 / 2 ) و الطبراني ( 1 / 150 / 2 ) .
3 - عن زمعة عن سلمة بن وهرام عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا نحوه . رواه أبو بكر
الشافعي في " الفوائد " ( 13 / 19 / 1 ) و ابن عدي ( 150 / 2 ) و الحاكم ( 3 /
196 و 209 ) و صححه , و الضياء أيضا , ثم أخرجه هو و ابن عدي ( 1 / 2 و 2 / 1 )
من طريق إبراهيم بن عثمان حدثنا الحكم بن عتيبة عن مقسم عن ابن عباس مرفوعا .
و رواه الطبراني ( 1 / 150 / 2 و 3 / 148 / 1 ) عن جبارة بن مغلس قال : حدثنا
أبو شيبة عن الحكم به . ثم رواه من طريق آخر عن سالم بن أبي الجعد مرسلا نحوه .
و سنده حسن . و أبو شيبة هو إبراهيم بن عثمان ضعيف . و لما ذكره الحافظ من
طريقين عن ابن عباس قال في أحدهما : " و إسناد هذه جيد " . و كأنه يعني الأولى
المتقدمة . و رواه ابن عدي ( 258 / 2 ) عن عصمة بن محمد الأنصاري : أخبرنا موسى
ابن عقبة عن كريب عن ابن عباس مرفوعا و قال : " و عصمة هذا كل حديثه غير محفوظ
و هو منكر الحديث " .
4 - و رواه ابن سعد ( 4 / 39 ) من طريق حسين بن عبد الله بن ضميرة عن أبيه عن
جده عن علي بن أبي طالب مرفوعا به .
قلت : و الحسين هذا قال أبو حاتم : متروك الحديث كذاب فلا يستشهد به خلافا
لصنيع الحافظ في " الفتح " ( 7 / 62 ) فإنه جعله شاهدا لحديث أبي هريرة و كأنه
لم يستحضر حالة بدقه عند الكتابة . و رواه ( 4 / 38 - 39 ) من طريق إسماعيل بن
أبي خالد عن رجل مرفوعا . و إسناده صحيح إلى الرجل , فإن كان صحابيا فالإسناد
صحيح لأن الجهل بالصحابي لا يضر . ثم روى عن عبد الله بن المختار قال : قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : " مر بي جعفر بن أبي طالب الليلة في ملأ من
الملائكة له جناحان مضرجان بالدماء , أبيض القوادم " . و إسناده صحيح إلى ابن
المختار و لكنه معضل , فإن ابن المختار من أتباع التابعين , و قد ذكره الحافظ
من حديث أبي هريرة بهذا اللفظ دون قوله : " أبيض القوادم " و قال : " أخرجه
الترمذي و الحاكم بإسناد على شرط مسلم " . و لم أره عندهما إلا باللفظ المذكور
أعلاه عن أبي هريرة . و الله أعلم . ثم رأيته عند الحاكم ( 3 / 212 ) من طريق
حماد بن سلمة عن عبد الله بن المختار عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة مرفوعا
بلفظ : " مر جعفر الليلة في ملأ من الملائكة و هو مخضب الجناحين بالدم أبيض
الفؤاد " و قال : " صحيح على شرط مسلم " و وافقه الذهبي . و هو كما قالا .
5 - و أخرج ابن سعد ( 2 / 129 ) من طريق محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن
سالم بن أبي الجعد عن أبي اليسر عن أبي عامر مرفوعا في حديث . و رجاله ثقات إلا
أن ابن أبي ليلى سيىء الحفظ , فحديثه جيد في الشواهد .
6 - عن البراء بن عازب قال : لما أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم قتل جعفر ,
داخله من ذلك , فأتاه جبريل فقال : " إن الله جعل لجعفر جناحين مضرجين بالدم
يطير بهما مع الملائكة " . أخرجه الحاكم ( 3 / 40 ) من طريق عمرو بن عبد الغفار
حدثنا الأعمش عن عدي بن ثابت عن البراء , و قال : " هذا حديث له طرق عن البراء
" . و تعقبه الذهبي فقال : " قلت : كلها ضعيفة عن البراء " .
قلت : فيما تقدم كفاية , و علة هذه عمرو هذا , فإنه متروك الحديث .
1227 " حسين مني و أنا من حسين , أحب الله من أحب حسينا , حسين سبط من الأسباط " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 229 :
أخرجه البخاري في " التاريخ " ( 4 / 2 / 415 ) و الترمذي ( 3777 ) و ابن ماجة
( 144 ) و ابن حبان ( 2240 ) و الحاكم ( 3 / 177 ) و أحمد ( 4 / 172 ) من طرق
عن عبد الله بن عثمان بن خثيم عن سعيد بن راشد عن # يعلى بن مرة # قال : قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . و قال الترمذي : " هذا حديث حسن و إنما
نعرفه من حديث عبد الله بن عثمان بن خثيم " . و قال الحاكم : " صحيح الإسناد "
و وافقه الذهبي . و فيه نظر لأن سعيد بن راشد , و يقال ابن أبي راشد لم يرو عنه
غير ابن خثيم هذا و لم يوثقه غير ابن حبان , فأنى لحديثه الصحة ? ! و لهذا قال
الحافظ في " التقريب " : " مقبول " . يعني عند المتابعة كما نص عليه في المقدمة
. و ابن خثيم صدوق من رجال مسلم كما في " التقريب " و فيه شيء من قبل حفظه
و لذلك ضعفه بعض الأئمة كما بينه الذهبي في " الميزان " , و قد خولف في اسم
شيخه فقال البخاري في " الأدب المفرد " ( 364 ) : حدثنا عبد الله ابن صالح
حدثنا معاوية بن صالح عن راشد بن سعد عن يعلى بن مرة به . و هكذا رواه في
" التاريخ " أيضا و ساق عقبه رواية ابن خثيم المتقدمة و قال : " و الأول أصح "
. قلت : و عليه فالإسناد جيد لأن راشد بن سعد ثقة اتفاقا , و من دونه من رجال
" الصحيح " , و في عبد الله بن صالح كلام لا يضر هنا إن شاء الله تعالى .
و للحديث شاهد يرويه جعفر بن لاهز بن قريط بن معدي بن رفاعة - و معدي هو أبو
زمعة صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم - قال : سمعت أبي لاهز بن قريط بن معدي
ابن رفاعة عن أبيه عن أبي رمثة مرفوعا به . أخرجه ابن عساكر ( 18 / 6 / 2 ) .
و هذا إسناد مظلم لم أجد لهم ترجمة , سوى أبي رمثة .
1228 " اعبد الله و لا تشرك به شيئا . قال : يا نبي الله زدني . قال : إذا أسأت
فأحسن . قال : يا نبي الله زدني . قال : استقم و لتحسن خلقك " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 230 :
أخرجه ابن حبان ( 1922 ) و الحاكم ( 4 / 244 ) عن حرملة بن عمران التجيبي أن
أبا السميط سعيد بن أبي سعيد المهري حدثه عن أبيه عن عبد الله بن عمرو : " أن
# معاذ بن جبل # أراد السفر فقال : يا رسول الله أوصني , قال " فذكره . و قال
الحاكم : " صحيح الإسناد " . و وافقه الذهبي .
قلت : و رجاله ثقات رجال مسلم غير سعيد بن أبي السميط , ذكره ابن حبان في
" الثقات " و روى عنه أسامة بن زيد أيضا , فالحديث حسن إن شاء الله تعالى .
و قال الهيثمي ( 8 / 23 ) : " رواه الطبراني في " الأوسط " و فيه عبد الله بن
صالح و قد وثق و ضعفه جماعة و أبو السميط سعيد بن أبي مولى المهري لم أعرفه " !
و لبعضه شاهد من حديث معاذ خرجته في الكتاب الآخر ( 2730 ) .
1229 " إذا استلج أحدكم باليمين في أهله فإنه آثم له عند الله من الكفارة التي أمره
بها " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 230 :
رواه أبو إسحاق الحربي في " غريب الحديث " ( 5 / 28 / 2 ) حدثنا محمد بن سهل
حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن همام سمعت # أبا هريرة # يقول : فذكره مرفوعا
. قلت : و هذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات رجال مسلم و أخرجه أحمد ( 2 / 278 و
317 ) حدثنا عبد الرزاق به نحوه . ( انظر الاستدراك رقم 231 / 2 ) . و أخرجه
ابن ماجة ( 2114 ) حدثنا سفيان بن وكيع حدثنا محمد بن حميد المعمري عن معمر به
. و من طريق عكرمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه . و المعمري
ثقة من رجال مسلم لكن الراوي عنه ضعيف إلا أنه لم ينفرد به , فقد أخرجه الحاكم
( 4 / 301 ) و الحربي أيضا من طريق يحيى بن صالح الوحاظي حدثنا معاوية بن سلام
عن يحيى بن أبي كثير عن عكرمة بلفظ : " من استلج في أهله بيمين فهو أعظم إثما
ليس تغني الكفارة " . و قال الحاكم : " صحيح على شرط البخاري " . و أقره الذهبي
. و قال الحربي : " قوله : " استلج ... " من اللجاج و هو تكرير اليمين
و توكيدها و الإقامة عليها . يقول : إذا كانت يمينه على لجاج و تأكيد و غير
استثناء فعليه إثم عظيم و ليس تغني الكفارة عنه من الإثم الذي أصابه و إنما
الكفارة على الذي على غير تأكيد و لا لجاج , و يندم فيفعل و يكفر " . ( انظر
الاستدراك رقم 231 / 16 ) .
1230 " إذا أسلم الرجل فهو أحق بأرضه و ماله " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 231 :
أخرجه أحمد ( 4 / 310 ) عن أبان بن عبد الله البجلي حدثتني عمومتي عن جدهم
# صخر ابن عيلة # : " إن قوما من بني سليم فروا عن أرضهم حين جاء الإسلام ,
فأخذتها فأسلموا , فخاصموني فيها إلى النبي صلى الله عليه وسلم , فردها عليهم ,
و قال : " فذكره .
قلت : و هذا إسناد حسن إن شاء الله تعالى , أبان هذا مختلف فيه و الأكثر على
توثيقه , و قال الذهبي : " حسن الحديث " . و قال الحافظ : صدوق في حفظه لين " .
و عمومته جمع ينجبر جهالتهم بمجموع عددهم , و قد روى عن عمه عثمان ابن أبي حازم
البجلي و هو من المقبولين عند الحافظ في " التقريب " , و كأنه لذلك سكت عليه
الحافظ في " الفتح " ( 6 / 131 ) و جعله موافقا لقول البخاري في " صحيحه " :
" باب إذا أسلم قوم في دار الحرب و لهم مال و أرضون فهي لهم " .
1231 " إذا أشار الرجل على أخيه بالسلاح فهما على جرف جهنم , فإذا قتله , وقعا فيه
جميعا " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 232 :
أخرجه الطيالسي في " مسنده " ( 1 / 289 / 1468 - ترتيبه ) حدثنا شعبة عن منصور
عن ربعي بن حراش عن # أبي بكرة # أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .
و من طريق الطيالسي أخرجه النسائي ( 2 / 176 ) .
قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين و قد أخرجه مسلم ( 8 / 170 ) و ابن
ماجه ( 2 / 471 ) و أحمد ( 5 / 41 ) من طرق أخرى عن شعبة به نحوه و لفظ مسلم
و أحمد : " إذا المسلمان حمل أحدهما على أخيه السلاح فهو في جرف جهنم , فإذا
قتل أحدهما صاحبه دخلاها جميعا " . و في حديث آخر لأبي بكرة : " قيل يا رسول
الله هذا القاتل , فما بال المقتول ? قال : إنه أراد قتل صاحبه " . أخرجاه .
1232 " إذا اشتكى العبد المسلم قال الله تعالى للذين يكتبون : اكتبوا له أفضل ما كان
يعمل إذا كان طلقا حتى أطلقه " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 232 :
أخرجه أحمد ( 2 / 205 ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 8 / 309 ) من طرق عن أبي
بكر بن عياش قال : " دخلنا على أبي حصين نعوده و معنا عاصم , قال : قال أبو
حصين لعاصم : تذكر حديثا حدثناه القاسم بن مخيمرة ? قال : قال : نعم , إنه
حدثنا يوما عن # عبد الله بن عمرو # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
فذكره , و قال أبو نعيم : " لم يروه عن أبي حصين إلا أبو بكر " .
قلت : و هو ثقة من رجال البخاري , و فيه كلام لا يضر , و قد أحسن الدفاع عنه
و الثناء عليه ابن حبان في " الثقات " و من فوقه ثقات من رجال مسلم فالإسناد
صحيح . و قد رواه عاصم بن أبي النجود عن خيثمة بن عبد الرحمن عن عبد الله ابن
عمرو بن العاص قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن العبد إذا كان
على طريقة حسنة من العبادة ثم مرض , قيل للملك الموكل به : اكتب له مثل عمله
إذا كان طليقا حتى أطلقه , أو أكفته إلي " . أخرجه أحمد ( 2 / 203 ) و إسناده
حسن . ثم أخرجه هو ( 2 / 159 و 194 و 198 ) و الدارمي ( 2 / 316 ) و الحاكم ( 1
/ 348 ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 7 / 249 ) من طريق القاسم بن مخيمرة عن عبد
الله بن عمرو مرفوعا بلفظ : " ما من مسلم يصاب ببلاء في جسده إلا أمر الله
الحفظة الذين يحفظونه أن اكتبوا لعبدي في كل يوم و ليلة من الخير على ما كان
يعمل , ما دام محبوسا في وثاقي " . و السياق للحاكم و قال : " صحيح على شرط
الشيخين " و وافقه الذهبي , و هو كما قالا .
1233 " اقتدوا باللذين من بعدي من أصحابي أبي بكر و عمر , و اهتدوا بهدي عمار ,
و تمسكوا بعهد ابن مسعود " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 233 :
روي من حديث عبد الله بن مسعود و حذيفة بن اليمان و أنس بن مالك و عبد الله بن
عمر # .
1 - أما حديث ابن مسعود فيرويه إبراهيم بن إسماعيل بن يحيى بن سلمة بن كهيل :
حدثني أبي عن أبيه عن سلمة بن كهيل عن أبي الزعراء عنه . أخرجه الترمذي ( 2 /
311 ) و الحاكم ( 3 / 75 ) و قال : " إسناده صحيح " . و رده الذهبي بقوله :
" قلت : سنده واه " . و يبينه قول الترمذي عقبه : " لا نعرفه إلا من حديث يحيى
ابن سلمة بن كهيل , و هو يضعف في الحديث " .
قلت : بل هو متروك كما قال الحافظ و مثله ابنه إسماعيل و ابنه إبراهيم ضعيف .
و له طريق أخرى عن ابن مسعود أخرجه ابن عساكر ( 9 / 323 / 1 ) عن أحمد بن رشد
ابن خثيم أخبرنا حميد بن عبد الرحمن عن الحسن بن صالح عن فراس بن يحيى عن
الشعبي عن علقمة بن قيس عن عبد الله بن مسعود به دون الشطر الثاني منه .
قلت : و رجاله ثقات رجال مسلم غير أحمد هذا فلم أعرفه .
2 - و أما حديث حذيفة فيرويه عبد الملك بن عمير ( عن مولى لربعي بن حراش ) عن
ربعي بن حراش عنه نحوه . أخرجه الترمذي ( 2 / 290 ) و الطحاوي في " المشكل "
( 2 / 83 - 84 ) و أحمد ( 5 / 385 و 402 ) و الحميدي في " مسنده " ( 1 / 214 /
249 ) و ابن سعد ( 2 / 334 ) و ابن أبي عاصم في " السنة " ( 1048 و 1049 -
بتحقيقي ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 9 / 109 ) و الخطيب ( 12 / 20 ) و الحاكم
( 3 / 75 ) و ابن عساكر ( 9 / 323 / 1 و 12 / 31 / 1 ) من طرق عن عبد الملك به
مختصرا و مطولا بعضهم ذكر المولى و بعضهم لم يذكره و هو الذي رجحه الحاكم خلافا
لأبي حاتم في " العلل " ( 2 / 381 ) و رجاله ثقات عن المولى و سماه ابن أبي
عاصم في إحدى رواياته هلالا و هو مقبول عند الحافظ , و تابعه عمرو بن هرم عن
ربعي بن حراش به . أخرجه أحمد ( 5 / 399 ) و الترمذي و ابن حبان ( 2193 )
و الطحاوي من طريق سالم أبي العلاء عنه بلفظ : " إني لا أدري ما بقائي فيكم ,
فاقتدوا باللذين من بعدي و أشار لأبي بكر و عمر و زاد ابن حبان و أحمد :
و اهتدوا بهدي عمار و ما حدثكم ابن مسعود فاقبلوه " . و قال أحمد : " و اهدوا
هدي عمار و هدي ابن أم عبد " .
قلت : و هذا إسناد حسن رجاله كلهم ثقات رجال مسلم غير سالم أبي العلاء و هو
مقبول الحديث كما قال الطحاوي , و وثقه ابن حبان و العجلي , و قال ابن معين :
ضعيف الحديث . و قال أبو حاتم : يكتب حديثه .
3 - و أما حديث أنس بن مالك فيرويه حماد بن دليل عن عمر بن نافع عن عمرو بن هرم
قال : دخلت أنا و جابر بن زيد على أنس بن مالك فقال : قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم : فذكره . أخرجه ابن عدي ( 75 / 1 ) من طريق مسلم بن صالح أبي رجاء
عنه به . و من طريقه أيضا عنه : حدثنا حماد بن دليل عن عمرو بن هرم عن ربعي عن
حذيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه . و قال : " و حماد هذا قليل الرواية ,
و هذا الحديث قد روى له حماد بن دليل إسنادين و لا يروي هذين الإسنادين غير
حماد بن دليل " .
قلت : قال الحافظ فيه : " صدوق , نقموا عليه الرأي " .
قلت : و هذا ليس بجرح , فالحديث جيد الإسناد و هو متابع قوي لسالم أبي العلاء
عن عمرو بن هرم عن ربعي بن حراش عن حذيفة , فصح الحديث و الحمد لله .
4 - و أما حديث ابن عمر فيرويه أحمد بن صليح بن وضاح أخبرنا محمد بن قطن أخبرنا
ذا ( ! ) النون أخبرنا مالك بن أنس عن نافع عنه به , دون الشطر الثاني . أخرجه
ابن عساكر ( 9 / 323 / 2 ) هكذا . و أحمد بن صليح أورده في " الميزان " فقال :
" أحمد بن صليح عن ذي النون المصري عن مالك ( فذكره , و قال : ) و هذا غلط ,
و أحمد لا يعتمد عليه " .
قلت : فلا أدري قوله في " التاريخ " " ... بن وضاح أخبرنا محمد بن قطن " - أوقع
فيه خطأ من الناسخ - و الأصل " ابن وضاح بن محمد بن قطن " أو أن في نقل "
الميزان " شيئا من الغلط . و الله أعلم . و تابعه محمد بن عبد الله العمري
المدني عن مالك بن أنس به . أخرجه ابن عساكر . و العمري هذا قال ابن حبان :
" لا يجوز الاحتجاج به " .
1234 " لا يبغض الأنصار رجل يؤمن بالله و اليوم الآخر " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 236 :
أخرجه مسلم ( 1 / 60 ) و الطيالسي ( ص 290 رقم 2182 ) و أحمد ( 3 / 34 و 45 و
93 ) من حديث # أبي سعيد الخدري # رضي الله عنه . و مسلم و أحمد ( 2 / 419 ) عن
# أبي هريرة # , و الترمذي ( 2 / 320 ) و أحمد ( 1 / 309 ) عن سفيان عن حبيب بن
أبي ثابت عن سعيد بن جبير عن # ابن عباس # , و قال الترمذي : " حسن صحيح " .
قلت : و رجاله رجال الصحيحين لكن حبيب بن أبي ثابت كثير التدليس كما في
" التقريب " و قد عنعنه لكنه يتقوى بالأسانيد التي قبله . و قد روي نحوه في
العرب عامة و لا يصح , و لفظه : " لا يبغض العرب إلا منافق " . أخرجه عبد الله
ابن الإمام في " زوائد المسند " ( ج 2 رقم 614 ) من طريق إسماعيل بن عياش عن
زيد بن جبيرة عن داود بن الحصين عن عبيد الله بن أبي رافع عن علي رضي الله عنه
مرفوعا . و هذا سند ضعيف جدا , زيد بن جبيرة متروك كما في " المجمع " ( 10 / 53
) " و التقريب " و هو مدني , و إسماعيل بن عياش ضعيف الحجازيين . و روي من حديث
ابن عمر و لفظه : لا يبغض العرب مؤمن و لا يحب ثقيفا إلا مؤمن " . قال الهيثمي
( 10 / 53 ) : " رواه الطبراني عن ابن عمر و فيه سهل ابن عامر و هو ضعيف " ,
و سيأتي إن شاء الله تعالى ( 2029 ) بلفظ : " يا سلمان لا تبغضني فتفارق دينك "
.
1235 " إذا أفضى أحدكم بيده إلى فرجه فليتوضأ " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 237 :
أخرجه النسائي ( 1 / 76 ) من طريق شعبة عن معمر عن الزهري عن عروة بن الزبير عن
# بسرة بنت صفوان # أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .
قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين و من أعله بالانقطاع بين عروة و بسرة ,
فهو محجوج بما أخرجه أحمد ( 6 / 407 ) و غيره حدثنا يحيى ابن سعيد عن هشام قال
: حدثني أبي أن بسرة بنت صفوان أخبرته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
" من مس ذكره فلا يصل حتى يتوضأ " .
قلت : و هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين أيضا مسلسل بالتحديث , فهو من
أصح الأسانيد , و فيه رد على النسائي في قوله عقبة : " هشام بن عروة لم يسمع من
أبيه هذا الحديث " . و لا أدري كيف يقول النسائي هذا و هو يصرح بالتحديث عن
أبيه و يروي ذلك عنه يحيى بن سعيد القطان الحافظ الثقة المتقن ? ! و أخرجه
الحاكم ( 1 / 136 ) من طريق حماد بن زيد عن هشام بن عروة عن عروة و فيه قول
عروة : حدثتني بسرة بنت صفوان به . فصرح بسماعه منها و لا يعكر عليه أن في بعض
الروايات أنه رواه عن مروان عنها , فقد كان ذلك في أول الأمر , ثم لقي عروة
بسرة فسألها فصدقت مروان في روايته عنها كما جاء ذلك صريحا عند الحاكم و غيره .
و المشهور في لفظ الحديث : " من مس ذكره فليتوضأ " , و قد خرجته في " صحيح أبي
داود " ( 174 ) و " إرواء الغليل " ( 196 ) و غيرهما . و للفظ الترجمة شاهد من
حديث أبي هريرة مرفوعا : " إذا أفضى أحدكم بيده إلى فرجه و ليس بينهما سترة
و لا حجاب فليتوضأ " . أخرجه ابن حبان ( 210 ) و السياق له و الدارقطني ( 53 )
و البيهقي ( 1 / 133 ) و إسناد ابن حبان جيد . و له عند البيهقي شاهد آخر عن
محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان مرسلا .
1236 " ليأكل أحدكم بيمينه و ليشرب بيمينه و ليأخذ بيمينه و ليعط بيمينه , فإن
الشيطان يأكل بشماله و يشرب بشماله و يعطي بشماله و يأخذ بشماله " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 238 :
أخرجه ابن ماجه ( 2 / 303 ) حدثنا هشام بن عمار حدثنا الهقل بن زياد حدثنا هشام
ابن حسان عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن # أبي هريرة # أن النبي صلى الله
عليه وسلم قال : فذكره . و قال البوصيري في " زوائده " ( 197 / 1 ) : " هذا
إسناد صحيح , رجاله ثقات " !
قلت : كلهم ثقات من رجال الشيخين غير هقل بن زياد , فهو من رجال مسلم فقط ,
و هشام فمن رجال البخاري وحده , لكن فيه ضعف , قال الحافظ في " التقريب " :
" صدوق مقرىء كبر فصار يتلقن " . لكن الحديث صحيح إن شاء الله , فقد جاء مفرقا
من طرق أخرى , فرواه النعمان بن راشد الجزري عن ابن شهاب عن ابن المسيب عن أبي
هريرة مرفوعا مختصرا بلفظ : " إذا أكل أحدكم فليأكل بيمينه و يشرب بيمينه , فإن
الشيطان يأكل بشماله و يشرب بشماله " . أخرجه أحمد ( 2 / 325 / 349 ) من طريقين
عنه .
قلت : و هو على شرط مسلم لكن النعمان هذا سيء الحفظ كما قال الحافظ . ثم أخرج
أحمد ( 5 / 311 و 4 / 383 ) من طريق عبد الله بن أبي طلحة أن النبي صلى الله
عليه وسلم قال : " إذا أكل أحدكم فلا يأكل بشماله و إذا شرب فلا يشرب بشماله
و إذا أخذ فلا يأخذ بشماله و إذا أعطى فلا يعطي بشماله " .
قلت : و هذا إسناد جيد رجاله ثقات رجال مسلم إلا أن فيه إرسالا , فإن عبد الله
ابن أبي طلحة ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم , وثقه ابن سعد , كما في
" التقريب " و لذلك قال الحافظ " نتائج الأفكار " ( 1 / 30 / 1 ) : " أخرجه
أحمد بسند جيد عن عبد الله بن أبي طلحة " . و يشهد له حديث ابن عمر مرفوعا به
دون قوله : " و إذا أخذ ... " و زاد : " فإن الشيطان يأكل بشماله و يشرب بشماله
" . أخرجه مسلم ( 6 / 109 ) و أبو داود ( 2 / 314 - الحلبية ) و الدارمي ( 2 /
96 ) و كذا مالك ( 3 / 109 - الحلبية ) و أحمد ( 2 / 8 و 33 و 80 و 106 و 128 و
135 ) من طرق عنه , و زاد مسلم و أحمد في رواية : " قال :و كان نافع يزيد فيها
: و لا يأخذ بها و لا يعطي بها " . و في لفظ لمسلم و أحمد : " لا يأكلن أحد
منكم بشماله و لا يشربن ... " الحديث . و قد أخرجه البخاري " الأدب المفرد "
( 1189 ) و الترمذي . و حديث جابر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لا
تأكلوا بالشمال , فإن الشيطان يأكل بالشمال " أخرجه مسلم ( 1 / 108 - 109 )
و ابن ماجه ( 2 - 303 ) و أحمد ( 3 / 334 و 387 ) و ابن عساكر في " تاريخ دمشق
" ( 18 / 87 / 1 ) .
1237 " نعم عبد الله خالد , سيف من سيوف الله " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 239 :
رواه ابن عساكر ( 5 / 272 / 2 ) عن محمد بن عيسى بن يزيد الطرسوسي أنبأنا إسحاق
ابن محمد عن أسامة بن زيد عن زيد بن أسلم عن أبي صالح و عطاء بن يسار عن # أبي
هريرة # قال : " كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل يمرون , فيقول رسول
الله : يا أبا هريرة من هذا ? فأقول : فلان , فيقول : نعم عبد الله فلان و يمر
فيقول : من هذا يا أبا هريرة فأقول : فلان , فيقول بئس عبد الله ,حتى مر خالد
, فقلت : هذا خالد بن الوليد يا رسول الله . قال : " فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف , رجاله ثقات غير إسحاق بن محمد و هو الفروي , فهو مع
أنه من رجال البخاري فقد ضعف , قال الحافظ : " صدوق كف فساء حفظه " .
و الطرسوسي محدث رحال لكنه اتهم بسرقة الحديث , و ذكره ابن حبان في " الثقات "
و قال : " يخطىء كثيرا " . و روى عنه أبو عوانة في " صحيحه " . ثم رواه من طريق
أحمد و هذا في " المسند " ( 2 / 360 ) عن هاشم بن هاشم عن إسحاق بن الحارث بن
عبد الله بن كنانة عن أبي هريرة به نحوه مختصرا و ليس فيه " سيف من سيوف الله "
. و كذلك رواه ابن عساكر من طريق نعيم بن حماد أخبرنا عبد العزيز بن محمد عن
عبد الواحد بن أبي عون عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة . و من طريق
الزبير بن بكار حدثني يعقوب بن محمد بن عيسى الزهري عن عبد العزيز بن محمد به ,
و من طريق الفاكهي أخبرنا أبو يحيى بن أبي مرة أخبرنا يعقوب بن محمد به .
قلت : فهذان طريقان آخران عن أبي هريرة يتقوى الحديث بهما , فإن الأول رجاله
كلهم ثقات , فهو صحيح الإسناد لولا أن أبا حاتم قال : إن ابن كنانة عن أبي
هريرة مرسل . و الآخر رجاله موثقون , فهو متصل جيد لولا أن عبد الواحد بن أبي
عون قال الحافظ فيه : " صدوق يخطىء " . و الطريق الأولى قد توبع عليها أسامة بن
زيد , فأخرجه الترمذي ( 2 / 316 ) من طريق هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن أبي
هريرة به . و قال : " حديث حسن غريب و لا نعرف لزيد بن أسلم سماعا من أبي هريرة
و هو عندي حديث مرسل " .
قلت : لكن مجيئه من الطريق الأول موصولا و من الطرق الأخرى عن أبي هريرة مما
يدل على أن للحديث أصلا , لاسيما و قوله : " سيف من سيوف الله " ثابت في
" الصحيحين " و غيرهما عن أنس . و للحديث شاهد آخر بلفظ : " نعم عبد الله
و أخو العشيرة خالد بن الوليد , سيف من سيوف الله , سله الله على الكفار
و المنافقين " . رواه أحمد ( 1 / 8 ) و الحاكم ( 3 / 298 ) و ابن عساكر ( 5 /
271 / 1 و 2 / 17 / 372 / 1 ) عن علي بن عياش أخبرنا الوليد بن مسلمة حدثني
وحشي بن حرب عن أبيه عن جده وحشي بن حرب أن أبا بكر عقد لخالد بن الوليد على
قتال أهل الردة , فقال : فذكره مرفوعا , و قال الحاكم : " صحيح الإسناد " .
و سكت عليه الذهبي .
و أقول : وحشي بن حرب روى عنه جماعة غير الوليد بن مسلم و وثقه ابن حبان .
و قال الحافظ : " مستور " . لكن أبوه حرب بن وحشي بن حرب لا يعرف إلا برواية
ابنه وحشي و لذلك قال البزار " مجهول " . و له شاهد آخر من حديث عمر رضي الله
عنه بلفظ : " خالد بن الوليد سيف من سيوف الله , سله على المشركين " . رواه ابن
عساكر ( 5 / 271 / 2 ) عن الوليد بن شجاع أخبرنا ضمرة قال : الشيباني أخبرني عن
أبي العجماء قال : قيل لعمر بن الخطاب : لو عهدت يا أمير المؤمنين , قال : لو
أدركت أبا عبيدة بن الجراح ثم وليته ثم قدمت على ربي فقال لي لم استخلفته على
أمة محمد ? قلت : سمعت عبدك و خليلك يقول : لكل أمة أمين و إن أمين هذه الأمة
أبو عبيدة بن الجراح و لو أدركت خالد بن الوليد ثم وليته ثم قدمت على ربي فقال
لي : من استخلفت على أمة محمد ? لقلت : سمعت عبدك و خليلك يقول : فذكره . و قال
: " كذا قال , و إنما هو أبو العجفاء السلمي و اسمه هرم ابن نسيب , شامي " .
قلت : و هو مختلف . فيه فوثقه ابن معين و ابن حبان , و قال البخاري : " في
حديثه نظر " . و الشيباني اسمه السري بن يحيى و هو ثقة . و ضمرة هو ابن ربيعة
و هو حسن الحديث , و مثله الوليد بن شجاع و هو من رجال مسلم . و رواه ابن سعد
( 7 / 395 ) بسند صحيح عن قيس بن أبي حازم مرسلا . و من طريق خالد بن سمير عن
عبد الله بن رباح الأنصاري قال : حدثنا أبو قتادة الأنصاري مرفوعا في قصة
مختصرا بلفظ : " اللهم هو سيف من سيوفك فانتصر به " . قال : فيومئذ سمي خالد
سيف الله .
1238 " كان يرخي الإزار من بين يده و يرفعه من ورائه " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 242 :
رواه ابن سعد ( 1 / 459 ) بسند صحيح عن # يزيد بن أبي حبيب # مرفوعا . و لكنه
مرسل . و قد وصله هو و البيهقي في " الشعب " ( 2 / 225 / 1 ) من طريق محمد بن
أبي يحيى مولى الأسلميين عن عكرمة مولى ابن عباس قال : رأيت ابن عباس إذا اتزر
أرخى مقدم إزاره حتى تقع حاشيتاه على ظهر قدميه و يرفع الإزار مما وراءه , قال
: فقلت له : لم تأتزر هكذا ? قال : " رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتزر
هذه الإزرة " .
قلت : و هذا إسناد صحيح . ثم روى ابن سعد بسند صحيح عن محمد بن أبي يحيى عن رجل
عن ابن عباس قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتزر تحت سرته و تبدو
سرته و رأيت عمر يأتزر فوق سرته .
1239 " كان يكره أن يطأ أحد عقبه و لكن يمين و شمال " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 242 :
أخرجه الحاكم ( 4 / 279 ) عن شيبان حدثنا سليمان بن المغيرة حدثنا ثابت البناني
عن شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو عن # عبد الله بن عمرو # رضي الله عنهما
قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ... , ثم ساقه من طريق أمية بن خالد :
حدثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن عبد الله بن عمرو
به نحوه . و قال : " صحيح على شرط مسلم " . و وافقه الذهبي .
قلت : شعيب ليس من رجال مسلم , فالحديث صحيح فقط , و كذلك عمرو ابن شعيب لكن
أظن أن ذكره في هذا الإسناد وهم , فقد رواه حماد بن سلمة عن ثابت مثل رواية
شيبان عن سليمان لم يذكر عمرا إلا أن حماد قال : عن ثابت عن شعيب بن عبد الله
ابن عمرو عن أبيه قال : " ما رئي رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل متكئا قط
و لا يطأ عقبه رجلان " . أخرجه أبو داود ( 3770 ) و ابن ماجه ( 244 ) و أحمد
( 2 / 165 و 167 ) . فظاهر هذا السياق أن الحديث مرسل لأن أبا شعيب هو محمد بن
عبد الله بن عمرو كما صرح به شيبان في روايته - و لا صحبة له و لذلك قال
المنذري في " مختصر السنن " ( 5 / 302 ) : " و شعيب هذا هو والد عمرو بن شعيب ,
و وقع هنا و في كتاب ابن ماجه : شعيب بن عبد الله بن عمرو عن أبيه . و هو شعيب
ابن محمد بن عبد الله بن عمرو , فإن كان ثابت البناني نسبه إلى جده حين حدث عنه
, فذلك سائغ و إن كان أراد بأبيه محمدا فيكون الحديث مرسلا , فإن محمد لا صحبة
له و إن كان أراد بأبيه جده عبد الله فيكون مسندا , و شعيب قد سمع من عبد الله
ابن عمرو " .
قلت : و الراجح عندي الثاني و هو أنه أراد بأبيه جده عبد الله بن عمرو لرواية
سليمان بن المغيرة المصرحة بأن الحديث من مسنده . و يؤيده أن في رواية لأحمد
بلفظ : " ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل ... " . فهذا نص على ما
ذكرنا , و الله الموفق .
1240 " اعدلوا بين أولادكم , اعدلوا بين أولادكم , اعدلوا بين أولادكم " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 244 :
رواه البخاري في " التاريخ الكبير " ( 2 / 1 / 73 ) و أبو داود ( 2 / 110 )
و النسائي ( 2 / 132 و 133 ) و أحمد ( 4 / 275 و 288 و 375 ) من طريق حماد بن
زيد عن حاجب بن المفضل بن المهلب عن أبيه قال : سمعت # النعمان بن بشير # يقول
: فذكره مرفوعا . و هذا سند حسن رجاله ثقات غير المفضل بن المهلب و هو صدوق كما
في " التقريب " . و ورد بلفظ آخر يأتي في " إن عليك " . و الحديث عزاه ابن
القيم في " تحفة الودود " ( ص 75 - هند ) لابن حبان في " صحيحه " , و لم يورده
الهيثمي في " موارد الظمآن " . و الله أعلم .
1241 " طوبى لمن رآني و آمن بي و طوبى ـ سبع مرات ـ لمن لم يرني و آمن بي " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 244 :
رواه أحمد ( 5 / 248 و 257 و 264 ) عن همام بن يحيى و حماد بن الجعد عن قتادة
عن أيمن عن # أبي أمامة # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .
قلت : و هذا إسناد ضعيف , رجاله ثقات غير أيمن هذا , أورده ابن أبي حاتم ( 1 /
1 / 319 ) و لم يزد على ما جاء في هذا الإسناد أنه روى عن أبي أمامة و عنه
قتادة ! و معنى ذلك أنه مجهول , و صرح بذلك الذهبي في "الميزان " و ساق له هذا
الحديث , و قال : " و قد ذكره ابن حبان في " الثقات " فقال : " هو أيمن بن مالك
الأشعري " . قال الحافظ في " اللسان " : " قلت : و اختلف على همام في الحديث ,
فقال عبيد الله بن موسى و أبو داود الطيالسي و غير واحد : عن قتادة عنه عن أبي
أمامة . و قال أبو عامر العقدي : عن همام عن قتادة عن أيمن عن أبي هريرة رضي
الله عنه , و الله أعلم . و صحح ابن حبان الطريقين في ( صحيحه ) ".
قلت : طريق أبي هريرة في " الموارد " ( 2303 ) . و الطريق الأولى أرجح عندي
لاتفاق ثلاثة عليها و تفرد العقدي بالأخرى . و على كل حال فالإسناد ضعيف لجهالة
أيمن , و توثيق ابن حبان إياه مما لا يوثق به كما هو معروف و إن اعتمده الهيثمي
, فقال في تخريج الحديث ( 10 / 67 ) : " رواه أحمد و الطبراني بأسانيد و رجالها
رجال الصحيح غير أيمن بن مالك الأشعري و هو ثقة " . لكن للحديث شاهد من حديث
ثابت عن أنس مرفوعا : " طوبى لمن آمن بي و رآني مرة و طوبى لمن آمن بي و لم
يرني سبع مرار " . أخرجه أحمد ( 3 / 155 ) حدثنا هاشم بن القاسم قال : حدثنا
جسر عن ثابت .
قلت : و هذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير جسر و هو ابن فرقد و هو ضعيف من
قبل حفظه لكن لم ينفرد به فقال أبو يعلى في " مسنده " ( 857 ) : حدثنا الفضل
ابن الصباح أخبرنا أبو عبيدة عن محتسب عن ثابت به .
قلت : و هذا إسناد رجاله ثقات غير محتسب هذا و هو ابن عبد الرحمن الأعمى ترجمة
ابن أبي حاتم ( 4 / 1 / 439 ) و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا , و قال ابن عدي
في "الكامل " ( ق 402 / 2 - منتخبه ) : " يروي عن ثابت أحاديث ليست بمحفوظة "
. و قال الذهبي في " الميزان " : " لين " . و في " المجمع " ( 10 / 67 ) :
" رواهأحمد و أبو يعلى و إسناده حسن كما تقدم و إسناد أحمد فيه جسر و هو ضعيف
" . و ذكر فيما تقدم ( 10 / 66 ) : " أن في رجال أبي يعلى محتسبا أبا عائذ وثقه
ابن حبان و ضعفه ابن عدي و بقية رجاله رجال الصحيح غير الفضل ابن الصباح و هو
ثقة " . و قد جاء الحديث من طريق أخرى بلفظ ثلاث بدل " سبع " من حديث عبد الله
ابن عمر و أبي سعيد الخدري و أبي عبد الرحمن الجهني .
1 - أما حديث ابن عمر , فقال الطيالسي ( 1845 ) :حدثنا العمري عن نافع قال :
" جاء رجل إلى ابن عمر فقال : يا أبا عبد الرحمن أنتم نظرتم إلى رسول الله صلى
الله عليه وسلم بأعينكم هذه ? قال : نعم , قال : و كلمتموه بألسنتكم هذه ? قال
: نعم , قال : و بايعتموه بأيمانكم هذه ? قال : نعم , قال : طوبى لكم يا أبا
عبد الرحمن ! قال : أفلا أخبرك عن شيء سمعته منه ? سمعت رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقول : طوبى لمن رآني و آمن بي , و طوبى لمن لم يرني و آمن بي ثلاثا
" .
قلت : و العمري هذا ضعيف لكن يشهد لحديثه ما يأتي .
2 - و أما حديث أبي سعيد فيرويه دراج عن أبي الهيثم عنه مرفوعا به . أخرجه ابن
حبان ( 2302 ) و أحمد ( 3 / 71 ) و الخطيب في " التاريخ " ( 4 / 91 ) .
3 - و أما حديث أبي عبد الرحمن الجهني فيرويه محمد بن إسحاق حدثني يزيد بن أبي
حبيب عن مرثد بن عبد الله اليزني عن أبي عبد الرحمن الجهني قال : " بينا نحن
عند رسول الله صلى الله عليه وسلم طلع ركبان , فلما رآهما قال : كنديان مذحجيان
حتى أتياه , فإذا رجال من مزحج قال : فدنا إليه أحدهما ليبايعه قال : فلما أخذ
بيده قال : يا رسول الله ! أرأيت من رآك فآمن بك و صدقك و اتبعك ماذا له ? قال
: طوبى له , قال فمسح على يده , فانصرف , ثم أقبل الآخر حتى أخذ بيده ليبايعه ,
قال : يا رسول الله ! أرأيت من آمن بك و صدقك و اتبعك و لم يرك ? قال : طوبى له
, ثم طوبى له , ثم طوبى له , قال فمسح على يده فانصرف " . أخرجه أحمد ( 4 / 152
) في " مسند عقبة بن عامر الجهني " و كأنه أشار بذلك إلى أن أبا عبد الرحمن
الجهني راوي هذا الحديث هو عقبة هذا و قد قيل في كنيته أقوال فليضم هذا إليها .
قلت : و هذا إسناد جيد , صرح فيه ابن إسحاق بالتحديث .
1242 " نهى عن خاتم الذهب و عن خاتم الحديد " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 247 :
أخرجه البيهقي " شعب الإيمان " ( 2 / 251 / 1 ) عن محمد بن عجلان عن # عمرو بن
شعيب عن أبيه عن جده # عن النبي صلى الله عليه وسلم . و أخرجه البخاري في
" الأدب المفرد " و أحمد بنحوه .
قلت : و هذا إسناد حسن , و الحديث صحيح , فإن له طريقا أخرى عن ابن عمرو
و شواهد خرجتها في " آداب الزفاف " ( ص 127 و 128 - الطبعة الثالثة ) .
1243 " الشيب نور المؤمن , لا يشيب رجل شيبة في الإسلام إلا كانت له بكل شيبة حسنة
و رفع بها درجة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 247 :
أخرجه البيهقي في " الشعب " ( 2 / 257 / 1 ) عن الوليد بن كثير حدثني عبد
الرحمن بن الحارث عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن # عبد الله بن عمرو # قال : قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : و هذا إسناد حسن , عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عبد الله بن عمرو قد تقرر
أنه حسن الحديث . و عبد الرحمن بن الحارث و هو أبو الحارث المدني , قال الحافظ
: " صدوق له أوهام " . و الوليد بن كثير هو أبو محمد المدني صدوق احتج به
الشيخان . و للحديث شاهد من حديث أبي هريرة مرفوعا بلفظ : " لا تنتفوا الشيب
فإنه نور يوم القيامة , من شاب شيبة ... " . الحديث نحوه . أخرجه ابن حبان (
1479 ) بسند حسن .
1244 " الشيب نور في وجه المسلم , فمن شاء فلينتف نوره " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 247 :
رواه ابن عدي ( 212 / 1 ) و البيهقي في " الشعب " ( 2 / 250 / 2 ) عن ابن لهيعة
عن يزيد بن أبي حبيب عن عبد العزيز بن أبي الصعبة عن # فضالة بن عبيد # مرفوعا
. و قال ابن عدي : " لا يرويه غير ابن لهيعة " .
قلت : و هو ضعيف لكن تابعه يحيى بن أيوب عن يزيد بن أبي حبيب به . أخرجه
البيهقي و لفظه : " من شاب شيبة في الإسلام كانت له نورا يوم القيامة " . فقال
رجل :إن رجالا ينتفون الشيب , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من شاء
نتف شيبه ! أو قال : نوره " .
قلت : فالحديث حسن بهذا الإسناد . و هو صحيح بدون قوله : " فقال رجل .... " الخ
لمجيئه كذلك عن جمع من الصحابة . منهم عمرو بن عبسة عند ابن سعد ( 1 / 433 )
و ابن عساكر في " التاريخ " ( 13 / 282 / 1 ) و غيرهما و هو مخرج في " التعليق
على المشكاة " ( 4459 ) . و منهم عمر بن الخطاب عند ابن حبان ( 1477 )
و الطبراني في " الكبير " ( 1 / 4 / 1 ) و العقيلي , و الضياء في " المختارة "
( رقم 112 و 123 - بتحقيقي ) . و أبو هريرة عند ابن حبان ( 1479 ) . و نوف
البكالي مرسلا , رواه ابن عساكر ( 17 / 342 / 2 ) . و أبو نجيح السلمي عند ابن
حبان ( 1478 ) و الحاكم ( 3 / 50 ) و صححه و وافقه الذهبي . و أم سليم عند
الحاكم في " الكنى " , و الضياء في " المنتقى من مسموعاته بمرو " ( ق 83 / 1 )
و زاد في آخره : " ما لم يغيرها , و هي زيادة منكرة بل باطلة لعدم ورودها في
شيء من طرق الحديث إلا في هذه , و هي واهية فيها سالم أبو عتاب ترجمه ابن أبي
حاتم ( 2 / 1 / 191 ) و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا , فهو آفته . و فيه آخران
لم أعرفهما . و قد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم و أبي بكر و عمر أنهم غيروا
الشيب بل أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتغيير في غير ما حديث في
" الصحيحين " و غيرهما فهل يكون جزاء من أطاع أمره صلى الله عليه وسلم أن يذهب
نور شيبه ? ! ثم رأيت الزيادة المذكورة عند البيهقي من حديث عمرو بن عبسة
المشار إليه آنفا لكن في إسنادها شهر بن حوشب و هو ضعيف على أنها بلفظ : " ما
لم يخضبها أو ينتفها " هكذا على الشك , فلعل أصل الحديث لا ما لم ينتفها " ثم
عرض الشك للراوي , و الله أعلم .
1245 " وفروا عثانينكم و قصروا سبالكم ( و خالفوا أهل الكتاب ) " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 249 :
أخرجه أحمد ( 5 / 264 ) و البيهقي في " الشعب " ( 2 / 259 / 2 ) من طريق عبد
الله بن العلاء بن زبر قال : سمعت القاسم مولى يزيد يحدث عن # أبي أمامة # قال
: " خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على قوم من الأنصار بيض لحاهم , فقال :
يا معشر الأنصار حمروا و صفروا و خالفوا أهل الكتاب , فقالوا : يا رسول الله إن
أهل الكتاب يقصون عثانينهم و يوفرون سبالهم , فقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم ( فذكره ) فقالوا : يا رسول الله إن أهل الكتاب يتخففون و لا ينتعلون ,
فقال : " انتعلوا و تخففوا و خالفوا أهل الكتاب " و الزيادة لأحمد .
قلت : و هذا إسناد حسن . و قال الهيثمي ( 5 / 131 ) : " رواه أحمد و الطبراني ,
و رجال أحمد رجال الصحيح خلا القاسم و هو ثقة و فيه كلام لا يضر " .
( عثانينكم ) جمع ( عثنون ) و هي اللحية . و ( سبالكم ) جمع ( السبلة )
بالتحريك : الشارب .
1246 " لا يحل لمسلم أن يهجر مسلما فوق ثلاث , فإنهما ناكبان عن الحق ما دام على
حرامهما , فأولهما فيئا , سبقه بالفيء كفارة , فإن سلم و لم يرد عليه سلامه ردت
عليه الملائكة و رد على الآخر الشيطان , فإن ماتا على صرامهما لم يجتمعا في
الجنة أبدا " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 249 :
أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ( رقم 402 ) و أحمد ( 4 / 20 ) و البيهقي في
" الشعب " ( 2 / 287 / 2 ) عن يزيد الرشك قال : سمعت معاذة العدوية قالت : سمعت
# هشام ابن عامر # قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره .
قلت : و هذا إسناد صحيح .
1247 " استرقوا لها فإن بها النظرة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 250 :
أخرجه البخاري ( 10 / 165 ) و اللفظ له و مسلم ( 7 / 18 ) من طريق محمد بن
الوليد الزبيدي أخبرنا الزهري عن عروة بن الزبير عن زينب ابنة أبي سلمة عن
# أم سلمة # رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى في بيتها جارية في
وجهها سفعة فقال : فذكره . و أخرجه الحاكم ( 4 / 212 ) .
1248 " العين حق " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 250 :
أخرجه البخاري ( 10 / 166 ) و مسلم ( 7 / 13 ) و أبو داود ( 2 / 153 ) و أحمد
( 2 / 318 ) من حديث همام بن منبه عن # أبي هريرة # به مرفوعا . و له طريق أخرى
أخرجه ابن ماجه ( 2 / 356 ) عن مضارب بن حزن عنه . و إسناده حسن بما قبله .
و فيه عند البخاري و أحمد زيادة ( و نهى عن الوشم ) . و للحديث شواهد كثيرة
فأخرجه ابن ماجه من حديث عامر بن ربيعة و كذلك أخرجه الحاكم و غيره في حديث سبق
بلفظ : ( إذا رأى أحدكم من نفسه ) و من شواهده ما يأتي بعده . و انظر
( استعيذوا بالله من العين ) , ( أكثر من يموت ) , ( إن العين ) , ( كان يأمرها
) , ( كنت أرقي ) , ( مروا أبا ثابت ) , ( ما يصيبكم ) , ( من رأى شيئا ) , (
لا شيء في الهام ) , ( لا عدوى ) .
1249 " العين تدخل الرجل القبر و الجمل القدر " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 250 :
قال في " الجامع " : " رواه ابن عدي و أبو نعيم في " الحلية " عن جابر و ابن
عدي عن # أبي ذر # " .
قلت : و قد أخرجه أبو نعيم " الحلية " ( 7 / 90 ) و أبو بكر الشيرازي في " سبعة
مجالس من الأمالي " ( 8 / 2 ) و الخطيب في " تاريخه " ( 9 / 244 ) من طريق محمد
ابن مخلد و ابن عدي كلاهما عن شعيب بن أيوب حدثنا معاوية بن هشام حدثنا سفيان
عن محمد بن المنكدر عن جابر به . قال ابن عدي : و حدث سفيان هذا عن محمد بن
المنكدر و يقال إنه غلط و إنما هو عن معاوية عن علي بن علي عن ابن المنكدر عن
جابر " . " و الحديث أشار إليه الذهبي في ترجمة شعيب بن أيوب هذا و قال : إنه
منكر . و ضعفه الحافظ السخاوي في " المقاصد الحسنة " , و إسناده حسن عندي لأن
شعيب بن أيوب وثقه الدارقطني و ابن حبان , و جرحه أبو داود جرحا مبهما فقال :
إني لأخاف الله تعالى في الرواية عنه " .
1250 " العين حق , تستنزل الحالق " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 151 :
أخرجه الحاكم ( 4 / 215 ) و أحمد ( 1 / 274 و 294 ) و الطبراني في " الكبير "
( 3 / 178 / 2 ) من طريق سفيان عن دويد حدثني إسماعيل بن ثوبان عن جابر بن زيد
عن # ابن عباس # به مرفوعا . و قال الحاكم : " صحيح " . و وافقه الذهبي . مع
أنه أورد دويدا في " الميزان " و قال : " قال أبو حاتم : لين " و لم يزد , فمن
أين جاءت الصحة إلى إسناده ? ! و في " المجمع " ( 5 / 107 ) : " رواه أحمد
و الطبراني و فيه دويد البصري و قال أبو حاتم لين , و بقية رجاله ثقات " .
قلت : لكن الحديث له شاهد بلفظ : ( إن العين لتوقع الرجل ) و قد مضى برقم ( 889
) , فهو به حسن إن شاء الله تعالى .
1251 " العين حق و لو كان شيء سابق القدر سبقته العين , و إذا استغسلتم فاغسلوا " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 151 :
أخرجه مسلم ( 7 / 13 و 14 ) من حديث ابن طاووس عن أبيه عن # ابن عباس # . و
رواه الترمذي بدون الجملة الأولى و يأتي بعده بلفظ ( لو كان ... ) . و رواه أبو
نعيم في " أخبار أصبهان " ( 1 / 191 ) عن ليث عن طاووس به دون الجملة الوسطى .
1252 " لو كان شيء سابق القدر لسبقته العين " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 252 :
أخرجه الترمذي ( 2 / 6 طبع بولاق ) و ابن ماجه ( 2 / 356 ) و أحمد ( 6 / 438 )
و ابن عدي ( 228 / 1 ) عن سفيان عن عمرو بن دينار عن عروة - و هو أبو حاتم بن
عامر - عن عبيد بن رفاعة الزرقي أن # أسماء بنت عميس # قالت : يا رسول الله !
إن ولد جعفر تسرع إليهم العين فأسترقي لهم ? فقال : " نعم , فإنه لو ... " الخ
. و قال الترمذي " حسن صحيح " .
قلت : و رجاله ثقات مشهورون من رجال الشيخين غير عبيد بن رفاعة و هو ثقة و غير
عروة بن عامر , قال في التقريب : " مختلف في صحبته , له حديث في الطيرة <1>
و ذكره ابن حبان في ثقات التابعين " . ثم أخرج الترمذي الحديث من طريق أيوب عن
عمرو بن دينار عن عروة بن عامر عن عبيد بن رفاعة عن أسماء بنت عميس عن النبي
صلى الله عليه وسلم .
قلت : فصرح أيوب أنه من مسند أسماء خلاف المتبادر من رواية سفيان الأولى .
و للحديث شاهد صحيح من رواية ابن عباس تقدم قبله . و قد رواه الترمذي بلفظ :
" لو كان شيء سابق القدر لسبقته العين و إذا استغسلتم فاغسلوا " . و قال :
" حديث حسن صحيح " .
-----------------------------------------------------------
[1] أخرجه أبو داود و ابن السني بلفظ : " أحسنها الفأل "
و قد ذكر في محله . اهـ .
1253 " إياكم و أبواب السلطان , فإنه قد أصبح صعبا هبوطا " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 252 :
رواه الديلمي ( 1 / 2 / 345 ) من طريق الطبراني , و ابن منده في " المعرفة "
( 2 / 62 / 2 ) و ابن عساكر ( 13 / 232 / 1 ) عن عبيد بن يعيش حدثنا محمد بن
فضيل عن إسماعيل عن قيس عن # أبي الأعور السلمي # مرفوعا به . ثم رواه ابن منده
من طريق يحيى بن زكريا عن إسماعيل به .
قلت : و هذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات و أبو الأعور اسمه عمرو بن سفيان و هو
مختلف فيه كما قال ابن عساكر لكن أثبتت صحبته جمع منهم الإمام مسلم .
( هبوطا ) أي ذلا . في " النهاية " : " فيه : " اللهم غبطا لا هبطا " , أي
نسألك الغبطة و نعوذ بك من الذل و الانحطاط و النزول . يقال : هبط هبوطا و
أهبط غيره " .
1254 " طوبى لمن رآني و طوبى لمن رأى من رآني و لمن رأى من رأى من رآني و آمن بي " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 253 :
أخرجه الحاكم ( 3 / 86 ) من طريق جميع بن ثواب حدثنا # عبد الله بن بسر # صاحب
النبي صلى الله عليه وسلم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
و قال : " هذا حديث قد روي بأسانيد قريبة عن أنس بن مالك , و أقرب هذه الروايات
إلى الصحة ما ذكرنا " . و تعقبه الذهبي بقوله : " قلت : جميع واه " .
قلت : لكنه قد توبع , فقد أورده الهيثمي في " المجمع " ( 10 / 20 ) دون قوله :
" و لمن رأى ... " و زاد : طوبى لهم و حسن مآب " . و قال : " رواه الطبراني ,
و فيه بقية و قد صرح بالسماع فزالت الدلسة , و بقية رجاله ثقات " . و قد وقفت
على إسناده , أخرجه الضياء في " المختارة " ( ق 113 / 2 ) من طريق أبي يعلى
و الطبراني بإسناديهما عن بقية عن , و قال الطبراني عنه : حدثنا محمد بن عبد
الرحمن بن عرق اليحصبي عن عبد الله بن بسر به .
قلت : و هذا إسناد حسن , رجاله معروفون غير اليحصبي هذا فقد ترجمه ابن أبي حاتم
( 3 / 2 / 316 ) برواية جماعة عنه و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا و الظاهر أنه
وثقه ابن حبان , يدل عليه كلام الهيثمي السابق . و الله أعلم .
و أما أسانيد الحديث إلى أنس التي أشار إليها الحاكم , فقد أخرجه الخطيب في
" التاريخ " ( 3 / 49 و 306 و 13 / 127 ) من ثلاثة طرق عنه و هي واهية شديدة
الضعف , فلا نطيل الكلام بتخريجها . و للحديث شاهد من حديث أبي سعيد الخدري
مرفوعا به و لكنه واه جدا . أخرجه عبد بن حميد في " المنتخب من المسند " ( 110
/ 2 ) من طريق إبراهيم أبي إسحاق عن أبي نضرة عنه . و هذا إسناد ضعيف جدا ,
إبراهيم هذا هو ابن الفضل , و هو متروك كما في " التقريب " . و بالجملة فالحديث
حسن إن شاء الله تعالى من أجل طريق بقية التي أخرجها الضياء في " المختارة " .
و الله أعلم .
1255 " إذا استلقى أحدكم على ظهره فلا يضع إحدى رجليه على الأخرى " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 254 :
أخرجه الترمذي ( 2 / 127 ) حدثنا عبيد بن أسباط بن محمد القرشي حدثنا أبي حدثنا
سليمان التيمي عن خداش عن أبي الزبير عن # جابر # قال : قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم فذكره . و قال : " هذا حديث رواه غير واحد عن سليمان التيمي و لا
يعرف خداش هذا من هو ? " . و رواه الطحاوي في " شرح المعاني " ( 2 / 360 ) من
طريق أخرى عن التيمي به .
قلت : و أخرجه البزار في " مسنده " ( ص 249 - زوائده ) حدثنا قيس بن آدم حدثنا
جدي أزهر بن سعد عن سليمان التيمي عن خداش عن أبي الزبير عن جابر عن ابن عباس
قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم , فذكره , و قال : " قد روى مرة ( ! )
عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم , و لم يقل أحد عن جابر عن ابن عباس إلا
أزهر , و خداش بصري لا نعلمه روى عنه إلا التيمي و محمد بن ثابت البصري و قد
وثق " .
قلت : و قيس بن آدم لم أجد له ترجمة و أما جده أزهر بن سعد فهو ثقة من رجال
الشيخين . فلعل المخالفة ليست منه بل من حفيده و الصواب رواية القرشي عن التيمي
, فقد توبع عليها , فقال الإمام أحمد ( 3 / 299 ) حدثنا يحيى بن سعيد عن عبيد
الله بن الأخنس عن أبي الزبير عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم فذكره .
و أخرجه مسلم ( 6 / 154 ) من طريق روح بن عبادة حدثني عبيد الله به و لفظه :
" لا يستلقين أحدكم , ثم يضع إحدى رجليه على الأخرى " . ثم أخرجه هو و الترمذي
و أحمد ( 3 / 349 ) و الطحاوي من طريق الليث عن أبي الزبير به بلفظ : " نهى عن
اشتمال الصماء و الاحتباء في ثوب واحد و أن يرفع الرجل إحدى رجليه على الأخرى
و هو مستلق على ظهره " . و قال الترمذي : " حديث حسن صحيح " . و أخرجه مسلم
و أحمد ( 3 / 297 و 322 ) من طريق ابن جريج : أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر
ابن عبد الله به نحوه . و للحديث شاهد من حديث أبي هريرة مرفوعا . " نهى أن
يستلقي الرجل و يثني إحدى رجليه على الأخرى " . أخرجه الطحاوي و ابن حبان
( 1961 ) من طريق روح بن القاسم عن عمرو بن دينار عن أبي بكر بن حفص عن عمر بن
سعد بن أبي وقاص عنه .
قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين .
( تنبيه ) : أورده السيوطي بلفظ ( قفاه ) بدل " ظهره " . و عزاه للترمذي عن
البراء و أحمد عن جابر , و البزار عن ابن عباس . و لم أجد له أصلا من حديث
البراء عند الترمذي أو غيره .
( فائدة هامة ) : و أما الحديث الذي فيه تعليل النهي عن الاستلقاء بأن الله
تعالى استلقى لما خلق خلقه ! فهو منكر جدا كما حققته في " الضعيفة " ( 755 ) .
فراجعه .
1256 " ما أحب عبد عبدا لله إلا أكرمه الله عز وجل " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 256 :
رواه أحمد في " المسند " ( 9 / 259 ) و ابن قدامة في " المتحابين في الله "
( 107 / 1 ) عن إسماعيل بن عياش عن يحيى بن الحارث الذماري عن القاسم عن
# أبي أمامة # مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد شامي جيد .
1257 " إذا اشتكى المؤمن أخلصه الله كما يخلص الكير خبث الحديد " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 256 :
أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ( 497 ) و ابن أبي الدنيا في " المرض
و الكفارات " ( ق 190 / 1 ) من طريقين عن ابن أبي ذئب عن جبير بن أبي صالح عن
ابن شهاب عن عروة عن # عائشة # رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
: فذكره .
قلت : و رجاله ثقات غير جبير بن أبي صالح , قال الذهبي : " لا يدرى من هو ? " .
لكن أسقطه بعض الرواة عن ابن أبي ذئب من الإسناد , فأخرجه ابن حبان ( 695 )
و ابن أبي الدنيا أيضا ( ق 167 / 2 ) و عبد بن حميد في " المنتخب " ( ق 191 / 1
- مصورة المكتب ) من طريق ابن أبي فديك , و الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 67 /
1 - زوائده ) و القضاعي في " مسند الشهاب " ( 113 / 2 ) عن عبد الله بن نافع ,
و يوسف بن يعقوب الأنباري في " حديثه " ( ق 114 / 2 ) حدثنا الزبير بن بكار قال
: حدثنا أبو عوانة , ثلاثتهم عن ابن أبي ذئب عن الزهري به . و لعل هذا أصح من
الأول لاتفاق الجماعة عليه , فالإسناد صحيح إن شاء الله تعالى . و قد أخرجه
الخطيب في " تلخيص المتشابه " ( ق 20 / 2 ) عن محمد بن عبد الرحمن بن بحير
حدثنا أبي حدثنا مالك بن أنس - أملاه علي سنة سبع و سبعين - عن ابن شهاب به .
و قال : " ابن بحير بفتح الباء و كسر الحاء , روى عنه ابنه محمد عن مالك بن أنس
أحاديث منكرة , الحمل فيها على أبيه , منها هذا الحديث " .
1258 " إذا اشتكيت فضع يدك حيث تشتكي و قل : بسم الله ( و بالله ) , أعوذ بعزة الله
و قدرته من شر ما أجد من وجعي هذا , ثم ارفع يدك ثم أعد ذلك وترا " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 257 :
أخرجه الترمذي ( 2 / 278 ) و الحاكم ( 4 / 219 ) و الضياء في " المختارة " ( ق
51 / 1 ) عن محمد بن سالم حدثنا ثابت البناني قال : قال لي : يا محمد ( فذكره )
فإن # أنس بن مالك # حدثني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثه بذلك . و قال
الترمذي : " حديث حسن غريب , و محمد بن سالم شيخ بصري " .
قلت : و قال الضياء : " سئل أبو حاتم عنه ? فقال : لا بأس به " . و ذكره ابن
حبان في " الثقات " ( 2 / 267 ) , فالحديث صحيح الإسناد و كذلك قال الحاكم
و وافقه الذهبي .
1259 " إذا أقيمت الصلاة فطوفي على بعيرك من وراء الناس " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 257 :
أخرجه النسائي ( 2 / 37 ) من طريق عبدة عن هشام بن عروة عن أبيه عن # أم سلمة #
قالت : " يا رسول الله , و الله ما طفت طواف الخروج , فقال النبي صلى الله عليه
وسلم " ( فذكره ) . و قال النسائي : " لم يسمعه من أم سلمة " . ثم ساق هو
و البخاري ( 1 / 410 ) من طريق مالك , و هذا في " الموطأ " ( 1 / 370 - 371 )
عن أبي الأسود عن عروة عن زينب بنت أم سلمة عن أم سلمة به نحوه . و في رواية
للبخاري من طريق يحيى بن أبي زكريا الغساني عن هشام ابن عروة عن زينب عن أم
سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال -
و هو بمكة , فأراد الخروج و لم تكن أم سلمة طافت بالبيت و أرادت الخروج , فقال
لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا أقيمت الصلاة - للصبح - فطوفي على
بعيرك و الناس يصلون " . ففعلت ذلك , فلم تصل حتى خرجت .
1260 " إذا اكتحل أحدكم فليكتحل وترا و إذا استجمر فليستجمر وترا " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 258 :
أخرجه أحمد ( 2 / 351 / 356 ) من طريق ابن لهيعة حدثنا أبو يونس عن # أبي
هريرة # أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف رجاله ثقات رجال مسلم غير ابن لهيعة , فهو سيء الحفظ .
و الحديث قال الهيثمي في " المجمع " ( 5 / 96 ) : " رواه أحمد و فيه ابن لهيعة
و حديثه حسن و بقية رجاله ثقات " . كذا قال , و ابن لهيعة ضعيف الحديث إلا في
الشواهد أو المتابعات , و قد وجدت للحديث طريقا أخرى عن أبي هريرة مرفوعا به
نحوه . و في سنده ضعف بينته في الكتاب الآخر ( 1028 ) فالحديث بمجموع الطريقين
حسن إن شاء الله . و أما رمز السيوطي له بالصحة , و أقره المناوي فلا وجه له .
و الله أعلم . ثم رأيت الإمام أحمد أخرجه ( 4 / 156 ) من طريق ابن لهيعة أيضا
عن عبد الله بن هبيرة عن عبد الرحمن بن جبير عن عقبة بن عامر الجهني مرفوعا به
. و في لفظ له بهذا الإسناد إلا أنه جعل الحارث بن يزيد مكان عبد الله بن هبيرة
: " كان إذا اكتحل اكتحل وترا و إذا استجمر استجمر وترا " . و قد مضى له شاهد
مفصل برقم ( 633 ) و فيه بيان أن الإيتار خاص باليمنى فراجعه . ( انظر
الاستدراك رقم 258 / 25 ) . و للشطر الأول منه شاهد آخر من حديث سفيان عن عاصم
عن أبي العالية عن أنس مرفوعا نحوه بلفظ : " الكحل وتر " . أخرجه تمام في "
الفوائد " ( ق 57 / 1 ) أخبرنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان - قراءة عليه - حدثنا
محمد بن عوف أبو جعفر الحمصي حدثنا الفريابي حدثنا سفيان عن عاصم عن أبي
العالية عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره .
قلت : و هذا إسناد صحيح , رجاله ثقات إذا كان عاصم هذا هو ابن سليمان الأحول
فإنه بصري مثل أبي العالية و اسمه رفيع بن مهران الرياحي . و يحتمل أنه عاصم بن
بهدلة الكوفي , فإن كان هو , فالسند حسن . كما يحتمل أنه عاصم بن كليب الكوفي ,
و هو ثقة . أو عاصم بن عبيد الله بن عاصم بن عمر بن الخطاب المدني و هو ضعيف
يصلح للاستشهاد به لكن الاحتمال الأول أقوى لأنه كان يحدث عن أبي العالية كما
في " الدارقطني " ( ص 63 ) . ( انظر الاستدراك رقم 259 / 14 ) . و للشطر الثاني
من الحديث شاهد في " مسلم " عن جابر مرفوعا , و بذلك صح الحديث و الحمد لله .
1261 " إذا التقى الختانان , فقد وجب الغسل " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 259 :
ورد بهذا اللفظ من حديث # عائشة و عبد الله بن عمرو بن العاص و أبي هريرة #
و غيرهم .
1 - أما حديث عائشة فيرويه عبد العزيز بن النعمان عنها . أخرجه أحمد ( 6 / 239
) من طريق عبيد الله بن رباح عنه . و رجاله ثقات رجال مسلم غير عبد العزيز بن
النعمان فهو مجهول , و قال البخاري : " لا يعرف له سماع من عائشة رضي الله عنها
" . و أما ابن حبان فوثقه . و في رواية لأحمد ( 6 / 123 و 227 ) عن عبد العزيز
ابن النعمان عنها قالت : " كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا التقى الختانان
أغتسل " و هو بهذا اللفظ صحيح عنها , فقد رواه القاسم بن محمد عنها قالت :
" إذا التقى الختانان فقد وجب الغسل , فعلته أنا و رسول الله صلى الله عليه
وسلم " . أخرجه الترمذي ( 1 / 23 ) و ابن ماجة ( 608 ) بسند صحيح عنها .
و أخرجه مسلم ( 1 / 187 ) و غيره من طريق أخرى عنها عن النبي صلى الله عليه
وسلم مرفوعا من قوله صلى الله عليه وسلم نحوه . و أخرجه الخطيب في " التاريخ "
( 12 / 286 ) من طريق ثالثة عنها مرفوعا بلفظ الترجمة .
2 - و أما حديث ابن عمر فيرويه عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعا به . أخرجه
ابن ماجة ( 611 ) و أحمد ( 2 / 178 ) و الخطيب ( 1 / 311 و 6 / 283 ) من طرق
عنه و هو إسناد حسن و زاد الأولان : " و توارت الحشفة " . و في إسنادهما الحجاج
و هو ابن أرطأة و هو مدلس و قد عنعنه و قد تابعه عليها عبد الله بن بزيع عن أبي
حنيفة عن عمرو بن شعيب به . و زاد في آخره : " أنزل أو لم ينزل " . أخرجه
الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 9 / 2 ) و قال : " لم يروه عن عمرو إلا أبو حنيفة
و لا عنه إلا عبد الله " .
قلت : هو و شيخه ضعيفان لكن زيادته يشهد لها حديث أبي هريرة الآتي . و الزيادة
الأولى حسنة إن شاء الله بمجموع الطريقتين عن عمرو بن شعيب . و قد أخرج الطحاوي
( 1 / 35 ) في معناها أثرا من طريق حبيب بن شهاب عن أبيه قال : " سألت أبا
هريرة : ما يوجب الغسل ? فقال : إذا غابت المدورة " .
و إسناده صحيح و حبيب بن شهاب و هو العنبري و أبوه مترجمان في " الجرح و
التعديل " ( 1 / 2 / 103 / 2 / 1 / 361 ) .
3 - و أما حديث أبي هريرة فيرويه أبو رافع عنه مرفوعا به و زاد : " أنزل أم لم
ينزل " . أخرجه البيهقي ( 1 / 163 ) بإسناد صحيح , و هو عند " مسلم " ( 1 / 186
) بنحوه , و هو مخرج في " صحيح سنن أبي داود " ( 209 ) .
1262 " الهجرة هجرتان : هجرة الحاضر و هجرة البادي أما البادي فإنه يطيع إذا أمر و
يجيب إذا دعي و أما الحاضر , فهو أعظمهما بلية و أفضلهما أجرا " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 261 :
أخرجه ابن حبان ( 1580 - 1581 ) و النسائي في " الكبرى " ( 2 / 50 - سير )
و الحاكم ( 1 / 11 ) من طريق عمرو بن مرة عن عبد الله بن الحارث عن أبي كثير عن
# عبد الله بن عمرو # : قال رجل : " يا رسول الله أي الهجرة أفضل ? قال : أن
تهجروا ما كره الله , و الهجرة هجرتان ... " الحديث .
قلت : و هذا إسناد رجاله ثقات رجال مسلم غير أبي كثير و هو زهير بن الأقمر
الزبيدي , قال الذهبي : " ما حدث عنه سوى عبد الله بن الحارث الزبيدي , وثقه
العجلي و النسائي و كأنه مات في خلافة عبد الملك " . و في " التقريب " :
" مقبول " .
قلت : فقول الحاكم : " صحيح " . غير مقبول ! ثم وجدت للحديث شاهدا من حديث ابن
عمر مرفوعا به . أخرجه ابن عرفة في " جزئه " ( 91 ) و عنه البيهقي في " الشعب "
( 2 / 416 / 1 ) بإسناد صحيح , فثبت الحديث , و الحمد لله .
1263 " إذا أمن القارئ فأمنوا , فإن الملائكة تؤمن , فمن وافق تأمينه تأمين
الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 261 :
أخرجه البخاري ( 4 / 207 ) و النسائي ( 1 / 147 ) و ابن ماجة ( 851 ) و ابن
الجارود ( 190 ) و أحمد ( 2 / 238 ) من طريق سفيان بن عيينة عن الزهري عن سعيد
ابن المسيب عن # أبي هريرة # أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .
و تابعه بقية عن الزبيدي قال : أخبرني الزهري به . أخرجه النسائي . و هو في
" الصحيحين " بنحوه . و راجع تعليقي عليه في كتابي " صحيح الترغيب و الترهيب "
( 1 / 205 ) .
1264 " بر الحج إطعام الطعام و طيب الكلام " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 262 :
رواه ابن عدي ( 20 / 2 ) و أبو العباس الأصم في " الفوائد المنتقاة " ( 3 / 1 )
و عنه الحاكم ( 1 / 483 ) حدثنا أيوب ( يعني أبو سويد الحميري ) حدثنا الأوزاعي
عن محمد بن المنكدر عن # جابر # مرفوعا , و قال الحاكم : " صحيح الإسناد و لم
يخرجاه لأنهما لم يحتجا بأيوب بن سويد لكنه حديث له شواهد كثيرة " . و وافقه
الذهبي . و أيوب بن سويد ضعفه أبو حاتم و غيره و قال الحافظ : " صدوق يخطىء " .
و تابعه محمد بن ثابت حدثنا محمد بن المنكدر به نحوه . أخرجه أحمد ( 3 / 325
و 334 ) . و تابعه طلحة بن عمرو عن محمد بن المنكدر به . أخرجه الطيالسي ( 1817
) و عنه الخرائطي في " المكارم " ( 25 ) . فالحديث حسن بمجموع الطريقين .
و قد وجدت له طريقا أخرى عن جابر يرويه بشر بن الوليد حدثنا محمد ابن مسلم
الطائفي عن عمرو بن دينار عنه . أخرجه الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 113 / 2 )
و قال : " لم يروه عن عمرو إلا محمد بن مسلم , و لا عنه إلا بشر " .
قلت : و رجاله ثقات غير أن بشر بن الوليد كان شاخ و خرف , و محمد بن مسلم
الطائفي صدوق يخطىء , و قال المنذري في " الترغيب " ( 2 / 107 ) و تبعه الهيثمي
في " المجمع " ( 3 / 207 ) : " رواه الطبراني في " الأوسط " و إسناده حسن " !
1265 " إذا تنخم أحدكم في المسجد فليغيبها , لا تصب جلدة مؤمن أو ثوبه فتؤذيه " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 263 :
رواه أحمد ( 1 / 179 ) و ابن أبي شيبة ( 2 / 80 / 2 ) و ابن خزيمة في " صحيحه "
( 1 / 141 / 2 ) و أبو يعلى ( ص 230 ) و الضياء في " المختارة " ( 1 / 331 )
عن محمد بن إسحاق عن عبد الله بن محمد عن عامر ابن سعد بن أبي وقاص عن أبيه
# سعد # مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد حسن رجاله " ثقات " , و ابن إسحاق إنما نخشى من تدليسه و قد
صرح بالتحديث عند أحمد و أبي يعلى و الضياء في رواية له .
1266 " إذا تمنى أحدكم فليستكثر , فإنما يسأل ربه عز وجل " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 263 :
أخرجه عبد بن حميد في " المنتخب من المسند " ( ق 193 / 1 - مصورة المكتب )
أنبأنا عبيد الله بن موسى عن سفيان عن هشام بن عروة عن أبيه عن # عائشة # قالت
: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين . و الحديث عزاه السيوطي لأوسط
الطبراني , قال المناوي : " و رمز لحسنه و هو تقصير أو قصور و حقه الرمز لصحته
, فقد قال الحافظ و الهيثمي و غيره : رجاله رجال الصحيح " .
قلت : لا يلزم من هذا القول صحة الإسناد لاحتمال أن يكون فيه علة تمنع الصحة
كالانقطاع و التدليس و نحوه كما لا يخفى على أهل المعرفة بهذا العلم الشريف أما
إسناد ابن حميد هذا فلا نعلم له علة , و قد توبع عبيد الله بن موسى عن سفيان به
نحوه كما يأتي ( 1325 ) .
1267 " ليغشين أمتي من بعدي فتن كقطع الليل المظلم , يصبح الرجل فيها مؤمنا و يمسي
كافرا و يمسي مؤمنا و يصبح كافرا يبيع أقوام دينهم بعرض من الدنيا قليل " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 264 :
أخرجه الحاكم ( 4 / 438 ) عن كثير بن مرة عن # ابن عمر # مرفوعا . و قال :
" صحيح الإسناد " و وافقه الذهبي . و هو كما قالا . و له شواهد فانظر " بادروا
... " رقم ( 758 ) .
1268 " ما يخرج رجل صدقته حتى يفك بها لحيي سبعين شيطانا " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 264 :
رواه ابن خزيمة في " صحيحه " ( 1 / 248 / 2 ) و الحاكم ( 1 / 417 ) و أحمد ( 5
/ 350 ) و الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 90 / 1 - زوائد المعجمين ) عن أبي
معاوية محمد بن خازم عن الأعمش عن # ابن بريدة عن أبيه # مرفوعا . و قال الحاكم
: " صحيح على شرط الشيخين " . و وافقه الذهبي .
1269 " إذا خرجت اللعنة من في صاحبها نظرت , فإن وجدت مسلكا في الذي وجهت إليه و إلا
عادت إلى الذي خرجت منه " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 264 :
أخرجه أحمد ( 1 / 408 ) و البيهقي في " الشعب " ( 2 / 92 / 2 ) من طريقين عن
عمر بن ذر عن العيزار بن جرول الحضرمي قال : " كان منا رجل يقال له أبو عمير ,
قال و كان مؤاخيا لعبد الله ( يعني ابن مسعود ) فكان # عبد الله # يأتيه في
منزله , فأتاه مرة , فلم يوافقه في المنزل , فدخل على امرأته , قال : فبينا هو
عندها إذ أرسلت خادمتها في حاجة , فأبطأت عليها فقالت : قد أبطأت , لعنها الله
! قال : فخرج عبد الله فجلس على الباب قال : فجاء أبو عمير , فقال لعبد الله :
ألا دخلت على أهل أخيك ? قال : فقال : قد فعلت و لكنها أرسلت الخادمة في حاجة ,
فأبطأت عليها فلعنتها و إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( فذكره
) . و إني كرهت أن أكون لسبيل اللعنة " .
قلت : و هذا إسناد رجاله ثقات غير أبي عمير , فهو مجهول , و الظاهر أن الحضرمي
تلقى الحديث عنه و يؤيده أن في رواية أحمد : عن العيزار ... عن رجل منهم يكنى
أبا عمير ... , لكن في طريق أخرى عند أحمد ( 1 / 425 ) عن عمر بن ذر عن العيزار
من ( تنعة ) أن ابن مسعود قال : فذكره مرفوعا . و العيزار هذا قد أدرك ابن
مسعود فقال ابن أبي حاتم ( 3 / 2 / 37 ) : " روى عن علي رضي الله عنه , روى عنه
علقمة بن مرثد " . ثم روى توثيقه عن ابن معين , فمن الممكن أن يكون سمعه منه
و لعله لذلك قال المنذري في " الترغيب " ( 3 / 287 ) : " و إسناده جيد " .
و على كل حال فالحديث حسن على أقل الأحوال لأن له شاهدا من حديث أبي الدرداء
مرفوعا نحوه . أخرجه أبو داود ( 4905 ) و ابن أبي الدنيا في " الصمت " ( 2 / 14
/ 1 ) و فيه عمران بن عتبة , لا يدرى من هو ? !
1270 " انتسب رجلان على عهد موسى عليه السلام . فقال أحدهما : أنا فلان بن فلان حتى
عد تسعة , فمن أنت لا أم لك ? ! قال : أنا فلان بن فلان ابن الإسلام , قال :
فأوحى الله إلى موسى عليه السلام أن قل لهذين المنتسبين : أما أنت أيها المنتمي
أو المنتسب إلى تسعة في النار , فأنت عاشرهم , و أما أنت يا هذا المنتسب إلى
اثنين في الجنة , فأنت ثالثهما في الجنة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 265 :
أخرجه أحمد ( 5 / 128 ) و عنه الضياء في " المختارة " ( 1 / 406 - 407 )
و البيهقي في " شعب الإيمان " ( 2 / 88 / 1 ) من طريق يزيد بن زياد بن أبي
الجعد عن عبد الملك بن عمير عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن # أبي بن كعب # قال :
" انتسب رجلان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أحدهما : أنا فلان
بن فلان فمن أنت لا أم لك ? ! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ... " فذكره .
قلت : و هذا إسناد صحيح و رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير يزيد ابن زياد بن
أبي الجعد و هو ثقة . و خالفه جرير فقال : عن عبد الملك بن عمير عن عبد الرحمن
ابن أبي ليلى عن معاذ بن جبل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم . فذكره .
و رجاله ثقات أيضا لكن أشار البيهقي إلى ترجيح الأول . و الله أعلم .
1271 " إذا تزوج البكر على الثيب أقام عندها سبعا و إذا تزوج الثيب على البكر أقام
عندها ثلاثا " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 266 :
أخرجه البيهقي ( 7 / 302 ) و الخطيب في " التاريخ " ( 10 / 406 ) عن أبي قلابة
عبد الملك بن محمد بن عبد الله الرقاشي أنبأنا أبو عاصم عن سفيان عن أيوب
و خالد عن أبي قلابة عن # أنس # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
فذكره . و أخرجه أبو عوانة في " صحيحه " قال : حدثنا الصغاني عن أبي قلابة
و قال : " هو غريب و لا أعلم من قاله غير أبي قلابة " .
قلت : و هو صدوق يخطىء تغير حفظه لما سكن بغداد كما في " التقريب " لكنه لم
ينفرد به , فقد رواه محمد بن إسحاق عن أيوب عن أبي قلابة به مختصرا بلفظ :
" للبكر سبع و للثيب ثلاث " . أخرجه الدارمي ( 2 / 144 ) و ابن ماجة ( 1916 )
و الدارقطني ( 409 ) . و محمد بن إسحاق ثقة , و لكنه مدلس و قد عنعنه . لكن
يشهد له حديث أم سلمة مرفوعا به . أخرجه مسلم ( 4 / 173 ) . و قد تكلم الحافظ
في " الفتح " ( 9 / 276 ) على حديث الرقاشي بما يتلخص منه أنه غير محفوظ بهذا
اللفظ , لكن الطريق الأخرى و الشاهد مما يقويه و يدل على أن له أصلا أصيلا .
و الله أعلم .
1272 " من بدا جفا و من اتبع الصيد غفل و من أتى أبواب السطان افتتن و ما ازداد أحد
من السلطان قربا إلا ازداد من الله بعدا " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 267 :
رواه أحمد ( 2 / 371 و 440 ) و ابن عدي ( 14 / 1 ) عن إسماعيل ابن زكريا عن
الحسن بن الحكم النخعي عن عدي بن ثابت عن أبي حازم عن # أبي هريرة # مرفوعا
و قال : " لا أعلم يرويه غير إسماعيل بن زكريا و هو حسن الحديث يكتب حديثه " .
قلت : و هذا سند حسن فإن بقية رجال الإسناد ثقات كلهم , و إسماعيل احتج به
الشيخان , و قال الحافظ : " صدوق يخطىء قليلا " . و خالفه شريك فقال : عن الحسن
ابن الحكم عن عدي بن ثابت عن البراء قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" من بدا جفا " . أخرجه أحمد ( 4 / 297 ) .
قلت : و شريك سيىء الحفظ لا يحتج به إذا تفرد فكيف إذا خالف ? .
1273 " إن الإسلام بدأ غريبا و سيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء . قيل : من هم
يا رسول الله ? قال : الذين يصلحون إذا فسد الناس " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 267 :
أخرجه أبو عمرو الداني في " السنن الواردة في الفتن " ( 25 / 1 ) عن محمد بن
آدم المصيصي حدثنا حفص بن غياث عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي الأحوص عن عبد
الله يعني # ابن مسعود # مرفوعا .
قلت : و هذا سند صحيح رجاله ثقات رجال الصحيح غير محمد بن آدم المصيصي و هو ثقة
كما قال النسائي و غيره . و رواه الآجري في " الغرباء " ( 1 / 2 ) من هذا الوجه
و الترمذي ( 2 / 104 ) من طريق أخرى عن حفص به دون السؤال . و قال : " حسن صحيح
" . و له شاهدان من حديث سعد بن أبي وقاص و عبد الله بن عمرو بن العاص عند
الداني بإسنادين صحيحين . و رواه الهروي في " ذم الكلام " ( 146 / 1 )
و البيهقي في " الزهد الكبير " ( ق 23 / 2 ) عن جابر بن عبد الله . و الهروي
أيضا عن سهل بن سعد و ابن عمر و عبد الرحمن بن سنة . و رواه عن كثير بن عبد
الله عن أبيه عن جده نحوه . و رواه اللالكائي في " السنة " ( 1 / 26 / 1 ) عن
جابر و عن أبي هريرة مثل حديث ابن مسعود و أصله في " مسلم " ( 1 / 90 ) و ابن
عدي ( 36 / 1 ) عن سهل أيضا و كذا الدولابي ( 1 / 192 - 193 ) . و لوين في
" قطعة من حديثه " ( 2 / 1 ) عن ابن عمر دون السؤال . و رواه تمام في " الفوائد
" ( 148 / 1 ) عن سليمان بن سلمة الخبائري حدثنا المؤمل بن سعيد الرحبي عن
إبراهيم بن أبي عبلة عن واثلة بن الأسقع مرفوعا . لكن الخبائري متروك . و رواه
ابن عدي ( 234 / 1 ) عن إسماعيل بن عياش حدثنا إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة
عن يونس بن سليم عن جدته عن ميمونة عن عبد الرحمن ابن سنة مرفوعا . و قال :
" لا أعلم لعبد الرحمن بن سنة غير هذا الحديث و لا يعرف إلا من هذه الرواية " .
و رواه الترمذي ( 2 / 105 ) و ابن عدي ( 273 / 2 ) من طريق كثير ابن عمرو بن
عوف عن أبيه عن جده مرفوعا و قال ابن عدي : " كثير هذا عامة أحاديثه لا يتابع
عليها " . و أما الترمذي فقال : " حديث حسن صحيح "
قلت : و هذا من تساهله , فإن كثيرا هذا ضعيف جدا , و في حديثه جملة لم ترد في
شيء من الطرق و لفظها : " و ليعقلن الدين من الحجاز معقل الأروية من رأس الجبل
" . ثم رواه البيهقي من طريق كثير بن مروان الشامي حدثنا عبد الله بن يزيد
الدمشقي - الذي كان بالباب - قال : حدثني أبو الدرداء و أبو أمامة الباهلي
و أنس بن مالك و واثلة بن الأسقع قالوا : خرج علينا رسول الله صلى الله عليه
وسلم فقال : فذكره إلا أنه قال : " الذين يصلحون إذا فسد الناس , و لا يماروا
( ! ) في دين الله و لا يكفروا ( ! ) أهل القبلة بذنب " . ثم رواه من طريق يحيى
ابن المتوكل قال : حدثتني أمي أنها سمعت سالم ابن عبد الله بن عمر - قال يحيى
و قد رأيت سالما يحدث - عن أبيه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
فذكره إلى قوله " للغرباء " و زاد : " ألا لا غربة على مؤمن , ما مات مؤمنا "
و قال : " و رواه محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر عن أبيه عمر دون قوله " فطوبى
للغرباء " إلى آخره , و من ذلك الوجه أخرجه مسلم " ثم ساقه عن محمد بن زيد
بسنده , و من حديث أبي حازم عن أبي هريرة إلى قوله " فطوبى للغرباء " و قال :
" رواه مسلم " . و قد روي الحديث بزيادة أخرى بلفظ : " إن الإسلام بدأ غريبا
و سيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء , قيل : و من الغرباء ? قال النزاع <1> من
القبائل " . رواه الدارمي ( 2 / 311 - 312 ) و ابن ماجة ( 2 / 478 ) و أحمد
و ابنه عبد الله ( 1 / 398 ) و البيهقي في " الزهد الكبير " ( ق 24 / 2 )
و البغوي في " شرح السنة " ( 1 / 10 / 2 ) عن حفص بن غياث عن الأعمش عن أبي
إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد الله مرفوعا و قال البغوي : " هذا حديث صحيح " .
و أقول : هو كما قال لولا أن أبا إسحاق و هو السبيعي عمرو بن عبد الله مدلس
و قد عنعنه في جميع الطرق عنه مع كونه كان اختلط , فأنا متوقف في صحته بعد أن
كنت تابعا في تصحيحه برهة من الزمن غيري . و الله أعلم .
-----------------------------------------------------------
[1] قال البيهقي : " النزاع جمع نزيع و نازع و هو الغريب الذي نزع من أهله
و عشيرته و أراد بقوله " طوبى للغرباء " المهاجرين الذين هجروا أوطانهم في الله
عز وجل " . اهـ .
1274 " إذا تنخم أحدكم فلا يتنخمن قبل وجهه و لا عن يمينه و ليبصق عن يساره أو تحت
قدمه اليسرى " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 270 :
أخرجه أحمد ( 3 / 58 و 88 و 93 ) و البخاري ( 1 / 404 - 405 ) و مسلم ( 2 / 76
) و ابن ماجة ( 1 / 256 - 257 ) من طرق عن ابن شهاب عن حميد ابن عبد الرحمن بن
عوف عن # أبي هريرة و أبي سعيد الخدري # أنهما أخبراه : " أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم رأى نخامة في جدار المسجد , فتناول حصاة فحكها , ثم قال .... "
فذكره .
1275 " لست من الدنيا و ليست مني , إني بعثت و الساعة نستبق " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 270 :
رواه الضياء في " المختارة " ( 1 / 486 ) أخبرنا أبو المعمر بقاء بن عمر ابن
حند { في الأصل حنذ , و المثبت من تكملة الإكمال } - قراءة عليه ببغداد - أن
أبا غالب أحمد بن الحسن بن البنا أخبرهم أنبأنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن
حسنون النرسي أنبأنا أبو إبراهيم موسى بن عيسى بن عبد الله السراج أخبرنا عبد
الله - هو ابن أبي داود - أخبرنا أبو الطاهر أحمد ابن عمرو بن السراج أخبرنا
بشر بن بكر عن الأوزاعي عن إسماعيل بن عبد الله قال : قدم # أنس بن مالك # على
الوليد بن عبد الملك فقال له الوليد : ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم
يذكر به الساعة ? فحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره . ثم رواه
من طريق أخرى عن أبي المغيرة عن الأوزاعي به بلفظ : " أنتم و الساعة كهاتين " .
و رواه ابن عساكر ( 3 / 76 / 1 ) باللفظ الأول أخبرنا أبو غالب بن البنا به إلا
أنه كنى موسى السراج بـ " أبي القاسم " و هو الصواب فقد كناه بذلك الخطيب في
ترجمته ( 13 / 64 ) و وثقه . و ابن حسنون النرسي هو محمد بن أحمد بن محمد بن
أحمد , ترجمه الخطيب ( 1 / 356 ) و قال : كتبنا عنه و كان صدوقا ثقة من أهل
القرآن حسن الاعتقاد " و بقية رجال الإسناد ثقات معروفون , فهو سند صحيح . و
الله أعلم .
1276 " أشفع الأذان و أوتر الإقامة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 271 :
أخرجه الدارقطني في " الأفراد " ( رقم 50 ج 2 ) من طريق عامر بن سيار حدثنا
محمد بن عبد الملك حدثنا محمد بن المنكدر عن # جابر # قال : قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم : فذكره و قال : " غريب من حديث محمد بن المنكدر عن جابر , تفرد
به محمد بن عبد الملك الأنصاري و لا نعلم حدث به عنه غير عامر بن سيار " .
قلت : روى عنه جمع من الثقات , و ذكره ابن حبان في " الثقات " و قال : " ربما
أغرب " كما في " الميزان " , و أما ابن أبي حاتم فقال ( 3 / 1 / 322 ) عن أبيه
: " مجهول " . و يشهد له ما أخرجه الخطيب ( 4 , 434 ) من طريق أحمد بن عبد
الرحيم الحوطي حدثنا يحيى بن يزيد الخواص حدثنا حماد عن خالد الحذاء عن أبي
قلابة عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لبلال : فذكره .
قلت : و الخواص و الحوطي لم أعرفهما لكن الحديث صحيح فإنه في " الصحيحين "
و غيرهما من طرق عن خالد به بلفظ : " أمر بلال أن يشفع الأذان و يوتر الإقامة "
. و قول الصحابي : " أمر " في حكم المرفوع كما هو مقرر في الأصول , على أنه قد
أخرجه الحاكم ( 1 / 198 ) مصرحا برفعه من طريق عبد الوهاب الثقفي عن أيوب عن
أبي قلابة بلفظ : " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بلالا أن يشفع الآذان
و يوتر الإقامة " . و قال : " صحيح على شرط الشيخين " . و وافقه الذهبي و هو
كما قالا .
1277 " كان يشرب في ثلاثة أنفاس , إذا أدنى الإناء إلى فمه سمى الله تعالى و إذا
أخره حمد الله تعالى , يفعل ذلك ثلاث مرات " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 272 :
أخرجه الخرائطي في " فضيلة الشكر " ( ق 129 / 2 ) و الطبراني في " المعجم
الأوسط " ( ق 108 / 1 من المنتقى منه للمزي ) من طريقين عن عتيق بن يعقوب حدثنا
عبد العزيز بن محمد الدراوردي عن محمد بن عجلان عن أبيه ( و ليس عند الأول : عن
أبيه ) عن # أبي هريرة # مرفوعا , و قال الطبراني : " تفرد به عتيق بن يعقوب
الزبيري " .
قلت : وثقه ابن حبان و الدارقطني , و من فوقه ثقات معروفون على كلام يسير في
ابن عجلان , فالإسناد حسن . و الحديث قال الهيثمي ( 5 / 81 ) : " رواه الطبراني
في " الأوسط " و فيه عتيق بن يعقوب , و لم أعرفه و بقية رجاله رجال الصحيح " .
قلت : ترجمته في " اللسان " و منه نقلت توثيقه , و له ترجمة أيضا في " الجرح
و التعديل " ( 3 / 2 / 46 ) . و قد وجدت له شاهدا بلفظ : " كان إذا شرب في
الإناء تنفس ثلاثة أنفاس , يحمد الله تبارك و تعالى في كل نفس و يشكره في آخرهن
" . رواه أبو بكر الشافعي في " الفوائد " ( 111 / 2 ) و الطبراني ( 3 / 79 / 2
) و المخلص في " الفوائد المنتقاة " ( 6 / 67 / 1 ) و العقيلي ( 421 ) و ابن
السني ( 465 ) و أبو الحسين بن النقور في " القراءة على الوزير الرئيس أبي
القاسم " ( 1 / 4 / 1 - 2 ) و كذا أبو بكر الأبهري في " جزء من الفوائد " ( 3 /
1 ) حدثنا عيسى ( يعني ابن يونس ) عن المعلى بن عرفان عن شقيق بن سلمة عن ابن
مسعود مرفوعا .
قلت : و هذا سند ضعيف جدا علته المعلى بن عرفان , قال ابن معين : ليس بشيء .
و قال البخاري منكر الحديث , و قال النسائي : متروك الحديث . ثم قال العقيلي :
" و هذا يروى بغير هذا الإسناد بخلاف هذا اللفظ في معناه من طريق صالح " .
قلت : و كأنه يشير إلى طريق أبي هريرة السابق . و رواه الهيثم بن كليب في
" المسند " ( 64 / 2 ) و أبو بكر الشافعي في " الفوائد " ( 10 / 100 / 2 ) عن
مصعب بن سعيد أخبرنا عيسى بن يونس به . لكن مصعب هذا - و هو المصيصي - ضعيف .
و له شاهد آخر يرويه شبل بن العلاء بن عبد الرحمن عن سمي مولى أبي بكر بن عبد
الرحمن عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث عن نوفل بن معاوية مرفوعا بلفظ :
" كان يشرب بثلاثة أنفاس يسمي الله عز وجل في أوله , و يحمده في آخره " . أخرجه
ابن السني ( 466 ) و الطبراني في " الأوسط " أيضا . قال الهيثمي : " و شبل بن
العلاء ضعيف " .
قلت : قال ابن عدي : روى أحاديث مناكير . و ذكره ابن حبان في " الثقات " . فهو
لا بأس به في الشواهد , فالحديث صحيح إن شاء الله تعالى .
1278 " كان يمر بالغلمان فيسلم عليهم و يدعو لهم بالبركة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 273 :
رواه ابن عساكر ( 17 / 445 / 2 ) عن الوليد بن محمد الموقري عن الزهري عن
# أنس بن مالك # قال : فذكره .
قلت : الموقري متروك كما قال الحافظ , لكن الحديث عند البخاري ( 11 / 27 - فتح
) و مسلم ( 7 / 5 - 6 ) و الدارمي ( 2 / 276 ) و غيرهم من طريق ثابت البناني عن
أنس بن مالك رضي الله عنه : أنه مر على صبيان , فسلم عليهم , و قال : كان النبي
صلى الله عليه وسلم يفعله . قال الحافظ : " و أخرجه النسائي من طريق جعفر بن
سليمان عن ثابت بأتم منه و لفظه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزور الأنصار
, فيسلم على صبيانهم و يمسح على رؤوسهم و يدعو لهم " .
قلت : و هذا إسناده صحيح . و هو بمعنى حديث الموقري , فهو شاهد قوي له و قد
أخرجه الطحاوي في " المشكل " ( 1 / 498 ) و ابن حبان ( 2145 ) و أبو نعيم ( 6 /
291 ) و الخطيب ( 8 / 398 ) من هذا الوجه .
1279 " كان يلبس يوم العيد بردة حمراء " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 274 :
رواه الطبراني في " الأوسط " ( 53 / 2 - زوائده ) حدثنا محمد بن إسحاق - هو ابن
راهويه - حدثنا أبي حدثنا سعد بن الصلت عن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي بن
الحسين عن # ابن عباس # مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد جيد و رجاله كلهم ثقات معروفون غير سعد بن الصلت و هو البجلي
مولاهم ترجمه ابن أبي حاتم ( 2 / 1 / 86 ) من رواية جماعة آخرين عنه و لم يذكر
فيه جرحا و لا تعديلا , و هو في " ثقات ابن حبان " ( 6 / 378 ) فقد قال الهيثمي
( 2 / 198 ) : " رواه الطبراني في " الأوسط " و رجاله ثقات " .
1280 " إذا أصبح إبليس بث جنوده , فيقول : من أضل اليوم مسلما ألبسته التاج , قال :
فيخرج هذا فيقول : لم أزل به حتى طلق امرأته , فيقول : أوشك أن يتزوج . و يجيء
هذا فيقول : لم أزل به حتى عق والديه , فيقول : يوشك أن يبرهما . و يجيء هذا
فيقول : لم أزل به حتى أشرك , فيقول : أنت أنت ! و يجيء هذا فيقول : لم أزل به
حتى قتل , فيقول : أنت أنت و يلبسه التاج " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 275 :
أخرجه ابن حبان ( رقم 65 ) أخبرنا أبو يعلى حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي
حدثنا محمد بن عبد الله الزبيري حدثنا سفيان عن عطاء بن السائب عن أبي عبد
الرحمن السلمي عن # أبي موسى الأشعري # عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
فذكره .
قلت : و هذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات رجال البخاري , و عطاء بن السائب و إن
كان قد اختلط , فإنما روى عنه سفيان - و هو الثوري - قبل الاختلاط .
1281 " المرأة لآخر أزواجها " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 275 :
رواه أبو علي الحراني القشيري في " تاريخ الرقة " ( 3 / 39 / 2 ) حدثنا العباس
ابن صالح بن مسافر الحراني حدثنا أبو عبد الله السكري , إسماعيل ابن عبد الله
ابن خالد حدثنا أبو المليح عن ميمون بن مهران قال : خطب معاوية رضي الله عنه أم
الدرداء , فأبت أن تزوجه و قالت : سمعت # أبا الدرداء # يقول : قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم : " المرأة في آخر أزواجها أو قال : لآخر أزواجها " أو كما
قالت - و لست أريد بأبي الدرداء بدلا .
قلت : و هذا إسناد رجاله ثقات معروفون غير العباس بن صالح هذا , فلم أجد له
ترجمة الآن , فيراجع له " الجرح و التعديل " <1> . و رواه أبو الشيخ في
" التاريخ " ( ص 270 ) حدثنا أحمد بن إسحاق الجوهري حدثنا إسماعيل بن زرارة قال
: حدثنا أبو المليح الرقي به مقتصرا على المرفوع فقط . و هذا إسناد صحيح .
رجاله ثقات معروفون غير الجوهري قال أبو الشيخ : " ثقة حسن الحديث , فمن حسان
حديثه ... " . ثم ساق له أحاديث هذا أحدها . و رواه البغوي في " حديث عيسى بن
سالم " ( 103 / 1 ) عن أبي بكر بن أبي مريم قال : حدثني عطية ابن قيس أن معاوية
ابن أبي سفيان خطب أم الدرداء ... الحديث إلا أنه لم يرفع المرفوع منه بل أوقفه
على أبي الدرداء , و قد رواه مرفوعا عنه الطبراني بلفظ : " أيما امرأة توفي
عنها زوجها فتزوجت بعده فهي لآخر أزواجها " . رواه الطبراني في " الأوسط "
( 1 / 175 ) عن أبي بكر بن عبد الله بن أبي مريم عن عطية بن قيس الكلاعي قال :
خطب معاوية بن أبي سفيان أم الدرداء بعد وفاة أبي الدرداء , فقالت أم الدرداء :
سمعت أبا الدرداء يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره .
قالت : و ما كنت لأختار على أبي الدرداء , فكتب إليها معاوية : فعليك بالصوم
فإنه محسمة .
قلت : و هذا سند ضعيف من أجل أبي بكر بن أبي مريم كان اختلط و به أعله الهيثمي
( 4 / 270 ) و لكنه عزاه للكبير أيضا , و من هذا الوجه أخرجه أيضا أبو بكر
الكلاباذي في " مفتاح المعاني " ( ق 181 / 2 ) و ابن عساكر في " تاريخ دمشق "
( 19 / 281 / 2 ) و بالجملة فالحديث بمجموع الطريقين قوي , و المرفوع منه صحيح
, و له طرق أخرى مرفوعا و موقوفا عند ابن عساكر ( 19 / 281 / 2 ) عن أبي
الدرداء . و له شاهدان موقوفان .
الأول : عن أبي بكر رضي الله عنه يرويه ابن عساكر ( 19 / 193 / 1 ) من طريق
كثير بن هشام عن عبد الكريم عن عكرمة . " أن أسماء بنت أبي بكر كانت تحت الزبير
ابن العوام و كان شديد عليها , فأتت أباها , فشكت ذلك إليه , فقال :يا بنية
اصبري فإن المرأة إذا كان لها زوج صالح , ثم مات عنها فلم تزوج بعده جمع بينهما
في الجنة " . و رجاله ثقات إلا أن فيه إرسالا لأن عكرمة لم يدرك أبا بكر إلا أن
يكون تلقاه عن أسماء بنت أبي بكر . و الله أعلم .
و الآخر : عن عيسى بن عبد الرحمن السلمي عن أبي إسحاق عن صلة عن حذيفة رضي الله
عنه أنه قال لامرأته : " إن شئت أن تكوني زوجتي في الجنة , فلا تزوجي بعدي ,
فإن المرأة في الجنة لآخر أزواجها في الدنيا , فلذلك حرم الله على أزواج النبي
صلى الله عليه وسلم أن ينكحن بعده لأنهن أزواجه في الجنة " . أخرجه البيهقي في
" السنن " ( 7 / 69 - 70 ) . و رجاله ثقات لولا عنعنة أبي إسحاق - و هو السبيعي
- و اختلاطه . و له شاهد مرفوع أخرجه الخطيب في " التاريخ " ( 9 / 328 ) من
طريق حمزة النصيبي عن ابن أبي مليكة عن عائشة مرفوعا به . لكن حمزة هذا متروك
متهم فلا يستشهد به , و فيما تقدم كفاية .
-----------------------------------------------------------
[1] ثم رجعت إليه فلم أره . و قد ذكره ابن حبان في " الثقات " ( 8 / 514 )
. اهـ .
1282 " أيام التشريق أيام طعم و ذكر " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 277 :
رواه الطبراني في " التفسير " ( ج 4 صفحة 211 رقم 3911 ) و ابن حبان ( 959 )
و أحمد ( 2 / 229 و 387 ) و الطحاوي في " شرح المعاني " ( 1 / 428 ) عن عمر بن
أبي سلمة عن أبيه عن # أبي هريرة # : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
" فذكره " , و لفظ أحمد في أحد روايتيه : " طعم و ذكر الله , قال مرة : أيام
أكل و شرب " .
قلت : و رجاله ثقات إلا عمر بن أبي سلمة , قال الحافظ : " صدوق يخطيء " .
قلت : لكنه قد توبع , فرواه ابن ماجه ( 1719 ) من طريق محمد بن عمرو عن أبي
سلمة بلفظ : أيام منى أيام أكل و شرب " . و تابعه صالح بن أبي الأخضر عن ابن
شهاب عن ابن المسيب عن أبي هريرة به . رواه الطحاوي . و أخرجه الطحاوي من حديث
علي بن أبي طالب و سعد بن أبي وقاص . و هو و ابن سعد ( 2 / 187 ) عن عبد الله
ابن حذافة و هو أيضا عن نبيشة الهذلي , و رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه
وسلم , و بشر بن سحيم . و أم عمر بن خلدة الزرقي و الحكم الزرقي و أم مسعود
و أحمد ( 2 / 39 ) عن ابن عمر . و لفظه مثل لفظ الترجمة .
قلت : فالحديث متواتر .
1283 " إياكم و الغلو في الدين , فإنما هلك من كان قبلكم بالغلو في الدين " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 278 :
رواه النسائي ( 2 / 49 ) و ابن ماجه ( 2 / 242 ) و ابن خزيمة ( 1 / 282 / 2 )
و ابن حبان ( 1011 ) و الحاكم ( 1 / 466 ) و البيهقي ( 5 / 127 ) و أحمد ( 1 /
215 و 347 ) و الضياء في " المختارة " ( 59 / 200 / 2 ) عن عوف بن أبي جميلة
حدثني زياد بن حصين عن أبي العالية عن # ابن عباس # قال : قال لي رسول الله صلى
الله عليه وسلم غداة العقبة , و هو واقف على راحلته : هات القط لي . فلقطت له
حصيات هن حصى الحذف , فوضعهن في يده فقال : بأمثال هؤلاء مرتين , و قال بيده ,
فأشار يحيى - أحد رواته - أنه رفعها و قال : فذكره . و قال الحاكم : " صحيح على
شرط الشيخين " . و وافقه الذهبي و ليس كذلك , فإن زياد بن حصين لم يخرج له
البخاري في صحيحه فهو على شرط مسلم فقط , و كذلك صححه النووي في " المجموع "
( 8 / 171 ) و ابن تيمية في " الاقتضاء " ( ص 51 ) .
1284 " إياكم و التمادح , فإنه الذبح " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 278 :
أخرجه ابن ماجه ( 2 / 407 ) من طريق سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف عن
معبد الجهني عن # معاوية # مرفوعا . و في " الزوائد " : إسناده حسن لأن معبد
الجهني مختلف فيه و باقي رجال الإسناد ثقات .
قلت : و هو كما قال . و في " فيض القدير " : " و رواه عنه أيضا أحمد و ابن منيع
و الحارث و الديلمي " .
قلت : هو عند أحمد قطعة من حديث " من يرد الله به خيرا " . و مضى الكلام عليه
هناك ( 1196 ) .
1285 " إذا أتى أحدكم خادمه بطعام قد ولى حره و مشقته و مؤنته فليجلسه معه : فإن أبى
فليناوله أكلة في يده " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 279 :
أخرجه البخاري ( 6 / 214 ) و الدارمي ( 2 / 107 ) و أحمد ( 2 / 283 و 409 و 430
) عن محمد بن زياد عن # أبي هريرة # مرفوعا . و اللفظ لأحمد . و له عنه طرق
كثيرة متواترة بألفاظ متقاربة مثل : " إذا أصلح خادم " و " إذا جاء أحدكم خادمه
" و " إذا جاء أحدكم الصانع " و " إذا جاء خادم أحدكم " و " إذا صنع خادم أحدكم
" و " إذا صنع لأحدكم " و " إذا كفى أحدكم " و " إذا كفى الخادم " و "
المملوك أخوك فإذا صنع " . و يأتي بعضها برقم ( 1297 ) .
1286 " أيمن امرئ و أشأمه ما بين لحييه " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 279 :
أخرجه ابن حبان ( 2542 ) أخبرنا محمد بن الحسين بن مكرم البزاز البغدادي -
بالبصرة - حدثنا محمد بن المثنى حدثنا وهب بن جرير حدثنا أبي عن الأعمش عن
خيثمة عن # عدي بن حاتم # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : و هذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير محمد بن الحسين هذا
و هو ثقة كما قال الدارقطني . و ترجمه الخطيب ( 2 / 233 ) . و الحديث عزاه
السيوطي للطبراني فقط , و لم يتكلم المناوي عليه بشيء !
1287 " إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف , فاقرأوا و لا حرج و لكن لا تختموا ذكر
رحمة بعذاب و لا ذكر عذاب برحمة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 279 :
رواه الطبراني في " التفسير " ( ج 1 صفحة 45 رقم 45 ) و أبو الفضل الرازي في
" معاني أنزل القرآن على سبعة أحرف " ( ق 68 / 2 ) عن إسماعيل بن أبي أويس قال
: حدثنا أخي عن سليمان بن بلال عن محمد بن عجلان عن المقبري عن # أبي هريرة #
رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .
قلت : و هذا إسناد حسن , و رجاله كلهم ثقات رجال الصحيح و في بعضهم كلام لا
ينزل حديثهم من مرتبة الحسن .
1288 " اهتز العرش لموت سعد بن معاذ من فرح الرب عز وجل " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 280 :
رواه تمام في " الفوائد " ( 3 / 2 ) أخبرنا خيثمة بن سليمان حدثنا أبو جعفر
أحمد بن حاتم القاضي - بسامرا - حدثنا عبيد الله بن عمر القواريري حدثنا يحيى
ابن سعيد القطان حدثنا عوف عن أبي نضرة عن # أبي سعيد الخدري # مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد جيد , رجاله ثقات رجال مسلم غير أحمد بن حاتم القاضي
السامرائي ترجمه الخطيب ( 4 / 114 ) و قال : " ما علمت من حاله إلا خيرا " .
و خيثمة بن سليمان ثقة حافظ .
1289 " أول نبي أرسل نوح " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 280 :
رواه الديلمي في " مسنده " ( 1 / 1 / 9 ) و ابن عساكر في " تاريخه " ( 17 / 326
/ 2 ) عن إبراهيم بن أبي سويد أخبرنا أبو عوانة عن قتادة عن # أنس # أن النبي
صلى الله عليه وسلم قال فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف , رجاله ثقات غير إبراهيم هذا و هو ابن الفضل المخزومي
المدني و هو ضعيف بل متروك . لكن الحديث صحيح , فإن له شاهد قويا عن أبي هريرة
مرفوعا في حديث الشفاعة الطويل , ففيه : " فيأتون نوحا , فيقولون : يا نوح أنت
أول الرسل إلى الأرض " . أخرجه مسلم ( 1 / 327 ) و الترمذي ( 2436 ) و قال :
" هذا حديث حسن صحيح " .
1290 " إن الله إذا أنعم على عبد نعمة يحب أن يرى أثر نعمته على عبده " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 280 :
رواه ابن سعد ( 4 / 291 و 7 / 10 ) و الطحاوي في " المشكل " ( 4 / 151 )
و البيهقي في " الشعب " ( 2 / 221 / 1 ) عن مفضل بن فضالة رجل من قريش عن أبي
رجاء العطاردي قال : خرج علينا # عمران بن حصين # في مطرف خز لم نره عليه قط
قبل و لا بعد - فقال : فذكره مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف , رجاله ثقات غير المفضل هذا و هو ابن أبي أمية أبو
مالك البصري أخو مبارك , ضعيف . لكن له شاهد من حديث أبي الأحوص عن أبيه مرفوعا
نحوه . أخرجه ابن حبان ( 1434 و 1435 ) و غيره . و له شاهد آخر من حديث أبي
هريرة أخرجه أبو الشيخ في " الطبقات " .
1291 " إن الله جعل البركة في السحور و الكيل " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 281 :
رواه الخطيب في " الموضح " ( 1 / 263 ) عن رفعين بن عيسى حدثنا أرطاة بن المنذر
عن داود بن أبي هند عن سعيد بن المسيب عن # أبي هريرة # مرفوعا . و رواه عبد
الغني المقدسي في " فضائل رمضان " ( 15 / 2 ) من هذا الوجه و سماه أسد بن عيسى
. قلت : و أسد هذا أورده الحافظ في " اللسان " و قال : " يقال له رفعين كان من
عباد أهل الشام , قال مكحول البيروني عن داود بن جميل : ما كانوا يشكون أنه من
الأبدال . قال ابن حبان في " الثقات " يغرب روى عنه أهل العراق و أهل بلده " .
قلت : فالحديث حسن إن شاء الله تعالى إلا أن لفظة الكيل لم يذكرها المقدسي في
روايته عنه و ذكر بدلها " الجماعة " كما سيأتي بلفظ " البركة في ثلاثة .... "
و قد وجدت للرواية الأولى شاهد من حديث علي بلفظ : " و الطعام و المكيل "
و سنده ضعيف كما بينته في " الجماعة بركة ... " .
1292 " الفرار من الطاعون كالفرار من الزحف " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 281 :
ابن سعد ( 8 / 490 ) أخبرنا يزيد بن هارون حدثنا جعفر بن كيسان حدثتنا عمرة بنت
قيس العدوية قالت : " دخلت على # عائشة # فسألتها عن الفرار من الطاعون ? فقالت
: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ... " فذكره . و أخرجه أحمد ( 6 / 82 و 255
) حدثني يحيى ابن إسحاق أخبرني جعفر بن كيسان به و لفظه " ... المقيم فيها
كالشهيد و الفار .. " .
قلت : و هذا إسناد رجاله ثقات غير عمرة هذه لا تعرف و في ترجمتها أورد ابن سعد
هذا الحديث و لم يزد ! و روى لها ابن خزيمة في صحيحه هذا الحديث أو غيره .
لكن أخرجه أحمد أيضا ( 6 / 145 ) حدثنا يزيد أنبأنا جعفر بن كيسان و يحيى بن
إسحاق و عفان - المعني , و هذا لفظ حديث يزيد لم يختلفوا في الإسناد و المعنى
قالا : أنبأنا جعفر بن كيسان العدوي قال : حدثتنا معاذة بنت عبد الله العدوية
قالت : دخلت ... الحديث . كذا وقع في هذه الرواية : " معاذة بنت عبد الله "
و هو وهم لا أدري ممن هو , فإن الحافظ لما ترجم في " التعجيل " لابن كيسان لم
يذكر معاذة هذه في شيوخه , و الإمام أحمد صرح بأنهم لم يختلفوا في إسناده و قد
ذكره عن يحيى بن إسحاق في موضعين كما سبق على الصواب . و الله أعلم . ثم رأيت
أحمد رواه من طريق يحيى ابن إسحاق ... عن معاذة , فالظاهر أن جعفر بن كيسان قد
تلقاه عنها و عن عمرة . و الله أعلم .و معاذة بنت عبد الله العدوية ثقة من
رواة الشيخين . و للحديث شاهد عن جابر مرفوعا بلفظ : " الفار من الطاعون كالفار
من الزحف و الصابر فيه كالصابر في الزحف " . أخرجه أحمد ( 3 / 324 ) و عبد بن
حميد ( 144 / 2 ) من طريق عمرو بن جابر الحضرمي عنه . و في رواية لأحمد ( 3 /
352 و 360 ) بلفظ : " ... , و الصابر فيه له أجر شهيد " بدل " و الصابر فيه
كالصابر في الزحف " و عمرو بن جابر هذا ضعيف كما في " التقريب " لكنه يتقوى بما
قبله . و بالجملة فالحديث إن لم يكن صحيحا , فهو على الأقل حسن . و الله أعلم .
1293 " إذا تكلم الله تعالى بالوحي سمع أهل السماء للسماء صلصلة كجر السلسلة على
الصفا , فيصعقون , فلا يزالون كذلك حتى يأتيهم جبريل , حتى إذا جاءهم جبريل فزع
عن قلوبهم , قال : فيقولون : يا جبريل ! ماذا قال ربك , فيقول : الحق , فيقولون
: الحق الحق " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 283 :
أخرجه أبو داود ( 2 / 536 - 537 - الحلبي ) و ابن خزيمة في " التوحيد " ( ص 95
- 96 ) و البيهقي في "الأسماء و الصفات " ( ص 200 ) عن أبي معاوية عن الأعمش
عن مسلم بن صبيح عن مسروق عن # عبد الله # قال : قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : فذكره .
قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين . ثم أخرجه ابن خزيمة من طريق أخرى عن
أبي معاوية و من طريق أخرى عن الأعمش به موقوفا . و تابعه عنده شعبة عن مسلم به
موقوفا . و تابعه أيضا منصور عنه به , و لفظه : " عن مسروق قال : سئل عبد الله
عن هذه *( حتى إذا فزع عن قلوبهم )* ... قال " فذكره موقوفا نحوه .
قلت : و الموقوف و إن كان أصح من المرفوع , و لذلك علقه البخاري في " صحيحه "
( 9 / 113 - مطبعة الفجالة ) , فإنه لا يعل المرفوع لأنه لا يقال من قبل الرأي
كما هو ظاهر , لاسيما و له شاهد من حديث أبي هريرة مرفوعا نحوه . أخرجه البخاري
و الترمذي ( 4 / 170 - تحفة ) و ابن ماجه ( 1 / 84 ) و ابن خزيمة ( 97 ) و أبو
جعفر ابن أبي شيبة في " العرش " ( ق 117 / 2 ) و البيهقي بعضهم مطولا و بعضهم
مختصرا , و قال الترمذي : " حديث حسن صحيح " .
1294 " إذا توضأ أحدكم للصلاة , فلا يشبك بين أصابعه " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 283 :
أخرجه الطبراني في " الأوسط " ( 1 / ق 4 - 5 ) من طريق عتيق بن يعقوب الزهري
حدثنا عبد العزيز الدراوردي عن محمد بن عجلان عن أبيه عن # أبي هريرة # أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره , و قال : " لم يروه بهذا السند إلا
الدراوردي , و رواه الناس عن ابن عجلان عن سعيد المقبري عن كعب بن عجرة " .
و تعقبه الهيثمي في " زوائده " بقوله : " قلت : حديث كعب بن عجرة بغير هذا
اللفظ و غير هذا المعنى " .
قلت : في هذا الاطلاق نظر , فقد أخرجه أحمد و غيره من طريق ابن عجلان عن سعيد
عن كعب به مرفوعا بألفاظ مختلفة , و نص بعضها : " إذا توضأت فأحسنت وضوءك ثم
خرجت عامدا إلى المسجد فلا تشبكن بين أصابعك - أراه قال - في صلاة " . فهذا كما
ترى لا يغاير حديث أبي هريرة هذا المعنى , و إنما يبينه و يفصله . و في إسناده
اضطراب كما بينته في التعليق على "الترغيب " ( 1 / 123 - 124 ) و أما إسناد
أبي هريرة هذا , فقد أعله الهيثمي في " المجمع " ( 1 / 240 ) بعدما عزاه للأوسط
بقوله : " و فيه عتيق بن يعقوب و لم أر من ذكره , و بقية رجاله رجال الصحيح " .
كذا قال , و فيه نظر من وجهين :
الأول : أن ابن عجلان لم يحتج به مسلم و إنما أخرج له مقرونا .
و الآخر : أن عتيقا الزهري قد وثقه الدارقطني و غيره كما تقدم تحت الحديث
( 1277 ) , فالإسناد حسن . لكن للحديث طريق أخرى صححها ابن خزيمة ( 1 / 61 / 1
) و الحاكم و الذهبي و قد خرجتها في المصدر الآنف الذكر من طريق إسماعيل بن
أمية عن سعيد المقبري عن أبي هريرة مرفوعا به أتم منه .
1295 " إذا استجمر أحدكم فليستجمر وترا و إذا استنثر فليستنثر وترا " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 284 :
أخرجه الحميدي في " مسنده " ( 957 ) حدثنا سفيان قال : حدثنا أبو الزناد عن
الأعرج عن # أبي هريرة # مرفوعا به . و من طريقه أخرجه أبو نعيم في " المستخرج
" ( 1 / 131 / 2 ) و قال : " رواه مسلم عن قتيبة و عمرو الناقد و ابن نمير كلهم
عن سفيان " .
قلت : لكن ليس عنده الفقرة الثانية , و كذلك أخرجه البخاري و غيره و قد خرجته
في " صحيح أبو داود " ( 128 ) . و لها شاهد من حديث جابر مرفوعا به . أخرجه أبو
نعيم أيضا من طريق إسحاق حدثنا عبد الرزاق عن ابن جريج عن أبي الزبير سمع جابرا
يقول : فذكره . و من طريق معقل عن أبي الزبير به مثله , و قال : " رواه مسلم عن
إسحاق بن إبراهيم و محمد بن رافع عن عبد الرزاق " .
و أقول : إنما رواه مسلم بالفقرة الأولى فقط دون الثانية .
( تنبيه ) : أورد السيوطي الحديث في "الجامعين " بلفظ : " إذا توضأ أحدكم
فليجعل في أنفه ماء ثم لينتثر , و إذا استنثر فليستنثر وترا " . و قال : " رواه
أبو نعيم في " المستخرج " عن أبي هريرة " . و لم أره في الكتاب المذكور إلا
باللفظ المذكور أعلاه و طرفه الأول عند الشيخين و غيرهما كما خرجته في المصدر
السابق . و الله أعلم .
1296 " إذا توضأ أحدكم فأحسن الوضوء , ثم خرج إلى المسجد , لا ينزعه إلا الصلاة لم
تزل رجله اليسرى تمحو سيئة و تكتب الأخرى حسنة حتى يدخل المسجد " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 285 :
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 3 / 198 / 1 ) و الحاكم ( 1 / 217 ) من
طريقين عن كثير بن يزيد عن أبي عبد الله القراظ عن # ابن عمر # أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال فذكره , و قال : " كثير بن زيد و أبو عبد الله القراظ
مدنيان لا نعرفهما إلا بالصدق , و هذا حديث صحيح " . و وافقه الذهبي .
قلت : بل هو إسناد حسن , أبو عبد الله القراظ و اسمه دينار ثقة من رجال مسلم ,
و كثير بن زيد قال الحافظ : " صدوق يخطىء " . قال الذهبي : " صدوق فيه لين " .
نعم الحديث صحيح لغيره فإنه له شواهد في " الصحيحين " و غيرهما , تراها في "
الترغيب " ( 1 / 125 ) .
( تنبيه ) : أورده السيوطي في " الجامع الصغير " من رواية الطبراني و الحاكم
و البيهقي في " الشعب " بزيادة في آخره بلفظ : " و لو يعلم الناس ما في العتمة
و الصبح لأتوهما و لو حبوا " . و عزاه في " الكبير " ( 1 / 49 / 1 ) لهم إلا
الحاكم و ليس عند الطبراني هذه الزيادة فلعلها عند البيهقي و هي ثابتة في حديث
آخر يرويه أبو هريرة عند الشيخين و غيرهما و أخشى ما أخشاه أن يكون انتقل نظر
السيوطي إليه عند كتابة الحديث فضمها إليه متوهما أنها منه , و الله أعلم .
1297 " إذا جاء أحدكم خادمه بطعامه فليجلسه فليأكل معه فإن أبى فليناوله منه " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 286 :
أخرجه البخاري في الأدب المفرد ( 31 ) و الدارمي ( 2 / 107 ) و ابن ماجه ( 2 /
308 ) و أحمد ( 2 / 473 ) عن إسماعيل بن أبي خالد عن أبيه سمعت # أبا هريرة #
يقول مرفوعا . و هذا رجاله ثقات غير أبي خالد و هو مقبول كما في " التقريب " .
و عنه أخرجه الترمذي و صححه بلفظ : ( إذا كفى ) و يأتي و في رواية عنه . " إذا
جاء أحدكم الصانع بطعامكم قد أغنى عنكم عناء حره و دخانه فادعوه فليأكل معكم ,
و إلا فلقموه في يده " . رواه أحمد ( 2 / 316 ) حدثنا عبد الرزاق بن همام حدثنا
معمر عن همام بن منبه قال : هذا ما حدثنا به أبو هريرة مرفوعا .
قلت : فذكر أحاديث كثيرة بهذا الإسناد هذا منها , و هو صحيح على شرط الستة .
و قد مضى بنحوه من طريق أخرى عن أبي هريرة ( 1285 ) .
1298 " ألا أخبركم بخياركم ? خياركم أطولكم أعمارا و أحسنكم أعمالا " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 286 :
أخرجه عبد ابن حميد في " المنتخب من المسند " ( 140 / 2 ) أنبأنا عثمان ابن عمر
أنبأنا عبد الله بن عامر عن محمد بن المنكدر عن # جابر بن عبد الله # أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف , رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله ابن عامر و هو
ضعيف لكنه لم يتفرد به , فقد أخرجه الحاكم ( 1 / 399 ) من طريق أيوب بن سليمان
ابن بلال <1> ? حدثني أبو بكر عن سليمان بن بلال قال : قال زيد بن أسلم قال
محمد بن المنكدر به , و قال : " صحيح على شرط الشيخين " و وافقه الذهبي .
قلت : أيوب بن سليمان لم يخرج له مسلم شيئا . و أبو بكر اسمه عبد الحميد بن عبد
الله بن عبد الله بن أويس الأصبحي , مشهور بكنيته و هو ثقة من رجالهما . و له
شاهد من حديث ابن عمر مرفوعا به دون أوله . أخرجه ابن عدي ( ق 174 / 2 ) .
و سنده لا بأس به في الشواهد . و له شاهد آخر من حديث أبي هريرة مرفوعا مثل
لفظ الترجمة . أخرجه ابن حبان ( 2465 ) و أحمد ( 2 / 235 ) من طريق محمد بن
إسحاق عن محمد بن إبراهيم عن أبي سلمة عنه قال : " لا نعلمه إلا بهذا اللفظ
بأحسن من هذا الإسناد " .
قلت : و هو جيد لولا عنعنة ابن إسحاق . أخرجه البزار ( 240 ) . و هو رواية لابن
حبان ( 1919 ) و أحمد ( 2 / 403 ) من هذا الوجه بلفظ : " أخلاقا " بدل " أعمالا
" . و لهذا اللفظ شاهد في " الصحيحين " و غيرهما مضى ( 286 ) .
-----------------------------------------------------------
[1] الأصل " أيوب بن بلال بن سليمان " و هو خطأ و لعله من الطابع أو الناسخ
. اهـ .
1299 " من أحب عليا فقد أحبني و من أحبني فقد أحب الله عز وجل و من أبغض عليا فقد
أبغضني و من أبغضني فقد أبغض الله عز وجل " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 288 :
رواه المخلص في " الفوائد المنتقاة " ( 10 / 5 / 1 ) بسند صحيح عن # أم سلمة #
قالت : أشهد أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره . و له شاهد
من حديث سلمان مختصرا يرويه أبو عثمان النهدي قال : " قال رجل لسلمان : ما أشد
حبك لعلي ! قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " من أحب عليا فقد
أحبني و من أبغض عليا فقد أبغضني " . أخرجه الحاكم ( 3 / 130 ) عن أبي زيد سعيد
ابن أوس الأنصاري حدثنا عوف عن أبي عثمان النهدي ... و قال : " صحيح على شرط
الشيخين " . و وافقه الذهبي , و قد وهما فإن أبا زيد هذا لم يخرج له الشيخان
شيئا على ضعف فيه , قال الحافظ : " صدوق له أوهام " . و الحديث أورده السيوطي
من رواية الحاكم عن سلمان , فاستدرك عليه المناوي فقال بعد أن أقر الحاكم على
قوله السابق ! : " و رواه أحمد باللفظ المذكور عن أم سلمة و سنده حسن " . و ليس
هو عنده باللفظ المذكور و إنما بلفظ : " من سب عليا فقد سبني " . ثم إن إسناده
ضعيف أيضا و لذلك خرجته في الكتاب الآخر ( 2310 ) .
1300 " إذا جلس إليك الخصمان فلا تقض بينهما حتى تسمع من الآخر كما سمعت من الأول ,
فإنك إذا فعلت ذلك تبين لك القضاء " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 288 :
أخرجه أبو داود ( 2 / 114 - 115 ) و الحاكم ( 4 / 93 ) و الطيالسي ( ص 19 رقم
125 ) و أحمد ( ج 2 رقم 745 و 882 ) و ابنه في " زوائد المسند " ( ج 1 رقم 1279
و 1280 و 1281 و 1282 ) عن شريك عن سماك بن حرب عن حنش عن # علي # رضي الله عنه
مرفوعا . و اللفظ لأحمد . و قال الحاكم : " صحيح الإسناد " . و وافقه الذهبي .
كذا قالا . و فيه نظر , و حنش و هو ابن المعتمر فيه بعض الكلام و في " التقريب
" أنه " صدوق له أوهام و يرسل " . و شريك سيء الحفظ إلا أنه قد توبع بلفظ :
" إذا تقاضى إليك رجلان " . و قد خرجته في " الإرواء " ( 2667 ) . و الحديث
رواه ابن حبان و صححه أيضا كما في نيل الأوطار ( 8 / 228 ) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق