ج11.سلسلة الأحاديث الصحيحة {الأحاديث من 1101 إلى 1200}
1101 " إنا لا نستعين بالمشركين على المشركين " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 92 :
أخرجه ابن سعد ( 2 / 48 ) و الطحاوي في " المشكل " ( 3 / 241 ) و الحاكم
( 2 / 122 ) من طريق محمد بن عمرو عن سعد بن المنذر عن # أبي حميد الساعدي # :
" أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج يوم أحد حتى إذا جاوز ثنية الوداع إذا
هو بكتيبة خشناء <1> فقال : من هؤلاء ? فقالوا : هذا عبد الله بن أبي سلول في
ستمائة من مواليه من اليهود من أهل قينقاع و هم رهط عبد الله بن سلام قال : و
قد أسلموا ? قالوا : لا يا رسول الله قال : قولوا لهم فليرجعوا فإنا لا ... " .
قلت : و هذا إسناد حسن لولا أن سعد بن المنذر لم يرو عنه سوى محمد هذا و عبد
الرحمن بن سليمان بن الغسيل , و قد ذكره ابن حبان في " الثقات " و ذكره الحاكم
شاهدا لحديث حبيب بن عبد الرحمن عن أبيه عن جده قال : " رأيت رسول الله صلى
الله عليه وسلم و هو يريد غزوا , أنا و رجل من قومي و لم نسلم , فقلنا : إنا
نستحي أن يشهد قومنا مشهدا لا نشهده معهم , قال : أو أسلمتما ? قلنا : لا , قال
: فلا نستعين بالمشركين على المشركين , قال : فأسلمنا و شهدنا معه , فقتلت رجلا
و ضربني ضربة و تزوجت بابنته بعد ذلك , فكانت تقول : لا عدمت رجلا وشحك هذا
الوشاح ! فأقول : لا عدمت رجلا عجل أباك إلى النار " . أخرجه الطحاوي ( 3 / 239
) و أحمد ( 3 / 454 ) و ابن سعد ( 3 / 534 - 535 ) و الحاكم ( 2 / 121 - 122 )
و صححه , و رجاله ثقات غير عبد الرحمن هذا و هو بن خبيب بن يساف , أورده ابن
أبي حاتم ( 2 / 2 / 230 ) من رواية ابن خبيب هذا فقط , و لم يذكر فيه جرحا و لا
تعديلا , و قد ذكره ابن حبان في " الثقات " أيضا . و له حديث آخر من حديث عائشة
قالت : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل بدر , فلما كان بحرة الوبرة أدركه
رجل قد كان يذكر منه جرأة و نجدة , ففرح أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
حين رأوه , فلما أدركه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم : جئت لأتبعك و أصيب
معك . قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : تؤمن بالله و رسوله ? قال : لا ,
قال : فارجع فلن أستعين بمشرك . قالت : ثم مضى حتى إذا كنا بالشجرة أدركه الرجل
, فقال له كما قال أول مرة , فقال له النبي صلى الله عليه وسلم كما قال أول مرة
, قال : فارجع فلن أستعين بمشرك . قال : ثم رجع , فأدركه بالبيداء , فقال له
كما قال أول مرة : تؤمن بالله و رسوله ? قال : نعم , فقال له رسول الله صلى
الله عليه وسلم : فانطلق " . أخرجه مسلم ( 5 / 201 ) و الطحاوي ( 3 / 236 - 237
) و أحمد ( 6 / 68 و 149 ) من طريق مالك عن الفضيل بن أبي عبد الله عن عبد الله
بن نيار الأسلمي عن عروة ابن الزبير عنها به . و في رواية لأحمد و ابن حبان
( 1621 ) قال : " فإنا لا نستعين بمشرك " . و هكذا مختصر أخرجه أبو داود ( 2 /
69 - الحلبية ) و الدارمي ( 2 / 233 ) و ابن ماجه ( 2 / 193 ) عن مالك به .
--------------------------------------------------------------
[1] أي كثيرة السلاح . اهـ .
1102 " إنما الخير خير الآخرة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 93 :
أخرجه ابن سعد في " الطبقات " ( 2 / 70 ) عن ثابت عن # أنس بن مالك # : " أن
أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يقولون و هم يحفرون الخندق :
نحن الذين بايعوا محمد على الجهاد ما بقينا أبدا
و النبي صلى الله عليه وسلم يقول : اللهم إن الخير خير الآخرة , فاغفر للأنصار
و المهاجرة . و أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بخبز شعير عليه إهالة سنخة ,
فأكلوا منها . و قال النبي صلى الله عليه وسلم : " فذكره .
قلت : إسناده صحيح على شرط مسلم .
1103 " أوما علمت أن المؤمن يشدد عليه ليكون كفارة لخطاياه " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 94 :
ابن سعد ( 2 / 207 ) عن إسرائيل بن يونس عن أشعث بن أبي الشعثاء عن أبي بردة عن
# بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم و يحسبها عائشة # قالت : " مرض رسول الله
صلى الله عليه وسلم مرضا اشتد منه ضجره أو وجعه , قالت : فقلت : يا رسول الله
إنك لتجزع أو تضجر , لو فعلته امرأة منا عجبت منها , قال : فذكره .
قلت : و إسناده صحيح على شرط الشيخين .
1104 " يا ابن عابس <1> ألا أخبرك بأفضل ما تعوذ به المتعوذون ? قال : بلى يا رسول ,
قال : *( قل أعوذ برب الفلق )* و *( قل أعوذ برب الناس )* هاتين السورتين " .
-----------------------------------------------------------
[1] كذا في النسائي . و في " الطبقات " " ابن عائش " و كذا في " الفتح الكبير "
و الأول أقرب إلى الصواب و هو عقبة بن عامر بن عبس الجهني . اهـ .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 94 :
أخرجه النسائي ( 2 / 312 ) و ابن سعد ( 2 / 212 ) و أحمد ( 4 / 153 ) عن يحيى
ابن أبي كثير عن محمد بن إبراهيم بن الحارث : أخبرني أبو عبد الله أن # ابن
عائش الجهني # أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له : فذكره .
قلت : و هذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي عبد الله هذا قال الذهبي :
" لا يعرف " . و أما ابن حبان فذكره في " الثقات " . لكن الحديث صحيح , فإن له
طرقا كثيرة عن عقبة بن عامر الجهني , عند النسائي و غيره . أنظر " صحيح سنن أبي
داود " ( 1315 و 1316 ) .
1105 " ضرس الكافر يوم القيامة مثل أحد و عرض جلده سبعون ذراعا و عضده مثل البيضاء
و فخذه مثل ورقان و مقعده من النار ما بيني و بين الربذة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 94 :
أخرجه الحاكم ( 4 / 595 ) و أحمد ( 2 / 328 ) من طريق عبد الرحمن بن إسحاق عن
سعيد بن أبي سعيد عن # أبي هريرة # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
فذكره . و قال الحاكم : " صحيح الإسناد " و وافقه الذهبي , و هو كما قالا على
ضعف في ابن إسحاق . و أخرجه الترمذي ( 3 / 341 ) حدثنا علي بن حجر أخبرنا محمد
ابن عمار حدثني جدي محمد بن عمار و صالح مولى التوأمة عن أبي هريرة مرفوعا به
إلا أنه لم يذكر " العضد " و قال : " و فخذه مثل البيضاء و مقعده من النار
مسيرة ثلاث مثل الربذة " و قال : " حديث حسن غريب " . و هو كما قال , فإن صالحا
مولى التوأمة و إن كان ضعيفا فهو مقرون بمحمد بن عمار و هو ابن سعد القرظ , روى
عنه جماعة من الثقات و وثقه ابن حبان و محمد بن عمار الآخر هو ابن حفص ابن عمر
ابن سعد القرظ و هو ثقة . و قد خالفه أحمد بن حاتم الطويل فقال : حدثنا محمد بن
عمار عن صالح عن أبي هريرة . أخرجه ابن بشران في " الأمالي " ( 19 / 2 ) عن
محمد بن بشر بن مطر حدثنا أحمد بن حاتم الطويل .
قلت : ابن بشر هذا لم أعرفه و ابن حاتم الظاهري أنه السعدي قال الذهبي : " روى
عنه محمود بن حكيم المستملي حديثا منكرا عن " الإدريسي " . و تابعه أبو صالح عن
أبي هريرة بلفظ : " إن غلظ جلد الكافر اثنان و أربعون ذراعا بذراع الجبار
و ضرسه مثل أحد " . أخرجه الترمذي ( 3 / 342 ) و الحاكم ( 4 / 595 ) و قال :
" صحيح على شرط الشيخين " , و وافقه الذهبي و هو كما قالا , و قال الترمذي :
" حديث حسن غريب صحيح " . و تابعه عطاء عنه بلفظ : " ضرس الكافر مثل " أحد "
و فخذه مثل " البيضاء " و مقعده من النار ما بين " قديد " و " مكة " و كثافة
جلده اثنان و أربعون ذراعا بذراع الجبار " . رواه أحمد ( 2 / 334 و 537 ) و ابن
أبي عاصم في " السنة " ( 811 ) و أبو بكر الأنباري في " حديثه " ( 212 / 1 ) عن
عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة
مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد حسن و هو على شرط البخاري إلا أن عبد الرحمن بن عبد الله بن
دينار و هو مولى ابن عمر فيه كلام من قبل حفظه , و لهذا قال الحافظ : " صدوق
يخطىء " . و تابعه أبو حازم عنه بلفظ : " ضرس الكافر أو ناب الكافر مثل أحد
و غلظ جلده مسيرة ثلاث " . أخرجه مسلم ( 8 / 154 ) . و له شاهد يرويه عباد عن
أيوب عن أبي قلابة عن أبي عثمان عن ثوبان قال : " سئل رسول الله صلى الله عليه
وسلم عن ضرس الكافر ? فقال : مثل أحد و غلظ جلده أربعون ذراعا بذراع الجبار " .
أخرجه البزار في " مسنده " ( ص 315 ) و رجاله ثقات غير عباد و هو ابن منصور ,
فهو ضعيف لسوء حفظه و تدليسه كما سبق شرحه و بسطه في أول المجلد الثاني , فقول
الحافظ عقبة : " هو إسناد حسن " , فهو غير حسن إلا إن كان عنى أنه حسن لغيره ,
فمحتمل .
1106 " إذا أصيب أحدكم بمصيبة فليذكر مصيبته بي فإنها أعظم المصائب " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 97 :
رواه ابن سعد ( 2 / 275 ) : أخبرنا محمد بن عبيد الطنافسي قال : أخبرنا فطر بن
خليفة عن # عطاء بن أبي رباح # مرفوعا . و أخرجه الدارمي ( 1 / 40 ) من طريق
أخرى عن فطر به .
قلت : و هذا إسناد صحيح و لكنه مرسل و قد خالفهما عثمان بن عبد الرحمن الحراني
حدثنا فطر بن خليفة عن شرحبيل بن سعد عن ابن عباس مرفوعا . رواه أبو نعيم في "
أخبار أصبهان " ( 1 / 158 ) . و الحراني هذا قال الحافظ في " التقريب " :
" صدوق , أكثر الرواية عن الضعفاء و المجاهيل , فضعف بسبب ذلك حتى نسبه ابن
نمير إلى الكذب و قد وثقه ابن معين " .
قلت : و شرحبيل بن سعد صدوق أيضا لكنه اختلط . و من هذا الوجه رواه ابن عدي
و البيهقي في " الشعب " كما في " فيض القدير " و قال : " و رواه الطبراني في
" الكبير " عن سابط الجمحي و فيه أبو بردة عمرو بن يزيد ضعيف , و لذلك رمز
المؤلف لضعفه لكنه له شواهد " .
قلت : و من شواهده ما أخرجه ابن ماجه ( 1 / 485 ) من طريق موسى بن عبيدة :
حدثنا مصعب بن محمد عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عائشة قالت : " فتح رسول الله
صلى الله عليه وسلم بابا بينه و بين الناس , أو كشف سترا , فإذا الناس يصلون
وراء أبي بكر , فحمد الله على ما رأى من حسن حالهم و رجا أن يخلفه الله فيهم
بالذي رآهم , فقال : " يا أيها الناس أي ما أحد من الناس , أو من المؤمنين أصيب
بمصيبة فليتعز بمصيبته بي عن المصيبة التي تصيبه بغيري , فإن أحدا من أمتي لن
يصاب بمصيبة بعدي أشد عليه من مصيبتي " .
قلت : و هذا سند ضعيف من أجل موسى بن عبيدة , و من طريقه رواه أبو يعلى أيضا
كما قال البوصيري في " الزوائد " ( ق 101 / 1 ) . و منها عن مكحول أن النبي صلى
الله عليه وسلم قال : فذكره مثل رواية فطر . أخرجه الدارمي و رجاله ثقات كلهم ,
فهو صحيح لولا أنه مرسل . و منها عن عبد الرحمن بن القاسم بن محمد بن أبي بكر
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " ليعز المسلمين في مصائبهم المصيبة بي
" . أخرجه عن مالك ( 1 / 235 ) و عنه ابن سعد ( 2 / 275 ) و ابن المبارك في
" الزهد " ( رقم 467 ) . و هو مرسل صحيح أيضا . و منها عن عبد الرحمن بن سابط
مرسلا . رواه نعيم بن حماد في " زوائد الزهد " رقم ( 271 ) . و بالجملة فالحديث
بهذه الشواهد صحيح , و الله أعلم .
1107 " إنك لست مثلي إنما جعل قرة عيني في الصلاة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 98 :
أخرجه ابن نصر في " الصلاة " ( 68 / 2 ) : حدثنا يحيى بن عثمان حدثنا هقل عن
الأوزاعي عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن # أنس # : " أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم قام من الليل , و امرأة تصلي بصلاته , فلما أحس , التفت إليها ,
فقال لها : اضطجعي إن شئت , قالت : إني أجد نشاطا , قال " : فذكره . و من هذا
الوجه أخرجه العقيلي في ترجمة يحيى بن عثمان هذا و هو الحربي و قال ( 265 ) :
" لا يتابع عليه " .
قلت : قد وثقه أبو زرعة , و قال ابن معين : ليس به بأس . فالإسناد جيد , ثم روى
ابن نصر من طريق سلام أبو المنذر القاري عن ثابت البناني عن أنس مثله بزيادة في
أوله .
قلت : و هذا إسناد حسن , سلام هذا هو ابن سليمان المزني , قال الحافظ : " صدوق
يهم " . و أما قول العقيلي عقب حديث الحربي : " هذا يرويه سلام الطويل عن ثابت
عن أنس , و سلام فيه لين " .
قلت : بل هو متروك متهم بالكذب لكن ليس هو صاحب هذا الحديث و إنما هو القاري
كما صرحت به رواية ابن نصر المذكورة .
1108 " لا تزال عصابة من أمتي يقاتلون على أمر الله قاهرين لعدوهم لا يضرهم من
خالفهم حتى تأتيهم الساعة و هم على ذلك " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 99 :
أخرجه مسلم ( 6 / 54 ) من طريق عبد الرحمن بن شماسة المهري قال : كنت عند مسلمة
ابن مخلد و عنده عبد الله بن عمرو بن العاص , فقال عبد الله : لا تقوم الساعة
إلا على شرار الخلق هم شر من أهل الجاهلية , لا يدعون الله بشيء إلا رده عليهم
. فبينما هم على ذلك أقبل عقبة بن عامر فقال له مسلمة : يا عقبة اسمع ما يقول
عبد الله . فقال # عقبة # : هو أعلم , و أما أنا فسمعت رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول : فذكر الحديث , فقال عبد الله أجل , ثم يبعث الله ريحا كريح المسك ,
مسها مس الحرير , فلا تترك نفسا في قلبه مثقال حبة من الإيمان إلا قبضته , ثم
يبقى شرار الناس عليهم تقوم الساعة . و استدركه الحاكم ( 4 / 456 - 457 ) على
مسلم فوهم .
1109 " لا تسبن أحدا و لا تحقرن شيئا من المعروف و أن تكلم أخاك و أنت منبسط إليه
وجهك إن ذلك من المعروف , و ارفع إزارك إلى نصف الساق , فإن أبيت فإلى الكعبين
و إياك و إسبال الإزار فإنها من المخيلة و إن الله لا يحب المخيلة و إن امرؤ
شتمك و عيرك بما يعلم فيك فلا تعيره بما تعلم فيه , فإنما وبال ذلك عليه " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 99 :
أخرجه أبو داود ( 2 / 179 ) و الترمذي ( 2 / 120 ) و الدولابي في " الكنى
و الأسماء " ( ص 66 ) من طريق أبي غفار حدثنا أبو تميمة الهجيمي عن # أبي جري
جابر بن سليم # قال : رأيت رجلا يصدر الناس عن رأيه لا يقول شيئا . إلا صدورا
عنه , قلت : من هذا ? قالوا : رسول الله صلى الله عليه وسلم , قلت : عليك
السلام يا رسول الله , مرتين , قال : لا تقل عليك السلام , فإن عليك السلام
تحية الميت , قل : السلام عليك . قال : قلت : أنت رسول الله ? قال : أنا رسول
الله الذي إذا أصابك ضر و دعوته كشفه عنك و إن أصابك عام سنة فدعوته أنبتها لك
و إذا كنت بأرض قفراء أو فلاة فضلت راحلتك فدعوته ردها عليك : قلت : اعهد إلي
, قال : فذكره . و زاد بعد قوله : لا تسبن أحدا : " قال : فما سببت بعده حرا
و لا عبدا و لا بعيرا و لا شاة " . و لم يسق الترمذي القصة بتمامها و قال :
" حديث حسن صحيح " .
قلت : و رجاله رجال البخاري غير أبي غفار و اسمه المثنى بن سعيد الطائي و هو
ثقة , و رواه ابن حبان في صحيحه و النسائي , كما في الترغيب ( 3 / 286 ) .
قلت :و كذلك رواه الحاكم ( 4 / 186 ) من طريق أخرى عن ابن تميمة , و صححه .
و وافقه الذهبي . و رواه أحمد ( 5 / 64 ) من طريق خالد الحذاء عن أبي تميمة به
مختصرا من قوله : " ادعوا الله وحده " الخ . دون قوله : " و إن امرؤ شتمك " الخ
. و قال بدلها " و لو أن تفرغ من دلوك في إناء المستسقي " . و سنده صحيح أيضا
كما سبق في " أدعو إلى الله " ( 421 ) . و للحديث طريق أخرى أخرجها الدولابي من
طريق زياد الجصاص عن محمد بن سيرين قال : حدثنا جابر بن سليم الهجيمي أبو جري
قال : قدمت على النبي صلى الله عليه وسلم . الحديث مختصرا . و زياد الجصاص هو
زياد بن أبي زياد الجصاص ضعيف . كما في " الخلاصة " و " التقريب " . و له طريق
ثالث بسند صحيح أيضا يأتي برقم ( 1352 ) بلفظ : ( لا تحقرن من المعروف شيئا ) .
الحديث . و رواه ابن نصر ( 221 / 2 ) عن أبي السليل عن أبي تميمة . و الجملة
الأخيرة منه " و إن امرؤ شتمك " لها شاهد من حديث ابن عمر مرفوعا بلفظ : " إذا
سبك رجل بما يعلم منك , فلا تسبه بما تعلم منه , فيكون أجر ذلك لك و وباله عليه
" . رواه ابن منيع عنه كما في " الجامع " و قال شارحه المناوي : " رمز لحسنه
و هو كما قال , أو أعلى , إذ ليس في رواته مجروح " . و اللفظ المشار إليه الآتي
فيه هذه الجملة أيضا و هو أقرب إلى رواية ابن عمر هذه .
1110 " يا سارية الجبل , يا سارية الجبل " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 101 :
رواه أبو بكر بن خلاد في " الفوائد " ( 1 / 215 / 2 ) : حدثنا محمد بن عثمان بن
أبي شيبة حدثنا أحمد بن يونس حدثنا أيوب بن خوط عن عبد الرحمن السراج عن نافع
أن # عمر # بعث سرية فاستعمل عليهم رجلا يقال له سارية , فبينما عمر يخطب يوم
الجمعة فقال : فذكره . فوجدوا سارية قد أغار إلى الجبل في تلك الساعة يوم
الجمعة و بينهما مسيرة شهر .
قلت : و أيوب بن خوط متروك كما في " التقريب " . لكن رواه أبو عبد الرحمن
السلمي في " الأربعين الصوفية " ( 3 / 2 ) و البيهقي في " دلائل النبوة " ( 2 /
181 / 1 - مخطوطة حلب ) من طرق عن ابن وهب أخبرني يحيى بن أيوب عن ابن عجلان عن
نافع به نحوه . و من هذا الوجه رواه ابن عساكر ( 7 / 6 / 1 ) و ( 13 / 63 / 2 )
و الضياء في " المنتقى من مسموعاته بمرو " ( 28 - 29 ) إلا أنهما قالا : عن
نافع عن ابن عمر أن عمر ... و زادا في آخره و كذا البيهقي : " قال ابن عجلان :
و حدثني إياس بن قرة بنحو ذلك " , و قال الضياء : " قال الحاكم ( يعني أبا عبد
الله ) : هذا غريب الإسناد و المتن لا أحفظ له إسنادا غير هذا " .
و ذكره ابن كثير في " البداية " ( 7 / 131 ) فقال : " و قال عبد الله بن وهب
.... " مثل رواية " الضياء " و لفظه : فجعل ينادي : يا سارية الجبل , يا سارية
الجبل ثلاثا . ثم قدم رسول الجيش , فسأله عمر , فقال : يا أمير المؤمنين هزمنا
, فبينما نحن كذلك إذ سمعنا مناديا : يا سارية الجبل ثلاثا , فأسندنا ظهورنا
بالجبل فهزمهم الله . قال : فقيل لعمر : إنك كنت تصيح بذلك . ثم قال ابن كثير :
" و هذا إسناد جيد حسن " . و هو كما قال , ثم ذكر له طرقا أخرى و قال : " فهذه
طرق يشد بعضها بعضا " .
قلت : و في هذا نظر , فإن أكثر الطرق المشار إليها مدارها على سيف بن عمر
و الواقدي و هما كذابان , و مدار إحداها على مالك عن نافع به نحوه . قال ابن
كثير : " في صحته من حديث مالك نظر " . و رواه ابن الأثير في " أسد الغابة "
( 5 / 65 ) عن فرات بن السائب عن ميمون بن مهران عن ابن عمر عن أبيه أنه كان
يخطب يوم الجمعة على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرض له في خطبته أنه
قال : يا سارية بن حصن الجبل الجبل , من استرعى الذئب ظلم فتلفت الناس بعضهم
إلى بعض فقال علي : صدق و الله ليخرجن مما قال , فلما فرغ من صلاته قال له علي
: ما شيء سنح لك في خطبتك ? قال : و ما هو ? قال : قولك : يا سارية الجبل الجبل
, من استرعى الذئب ظلم , قال : و هل كان ذلك مني ? قال : نعم و جميع أهل المسجد
قد سمعوه , قال إنه وقع في خلدي أن المشركين هزموا إخواننا فركبوا أكتافهم ,
و أنهم يمرون بجبل , فإن عدلوا إليه قاتلوا من وجدوا و قد ظفروا و إن جازوا
هلكوا , فخرج مني ما تزعم أنك سمعته . قال : فجاء البشير بالفتح بعد شهر فذكر
أنه سمع في ذلك اليوم في تلك الساعة حين جاوزوا الجبل صوتا يشبه صوت عمر يقول :
يا سارية بن حصن الجبل الجبل , قال : فعدلنا إليه ففتح الله علينا .
قلت : و هذا سند واه جدا , فرات بن السائب , قال البخاري : " منكر الحديث " .
و قال الدارقطني و غيره : " متروك " , و قال أحمد " قريب من محمد بن زياد
الطحان , يتهم بما يتهم به ذاك " . <1>
فتبين مما تقدم أنه لا يصح شيء من هذه الطرق إلا طريق ابن عجلان و ليس فيه إلا
مناداة عمر " يا سارية الجبل " و سماع الجيش لندائه و انتصاره بسببه .
و مما لا شك فيه أن النداء المذكور إنما كان إلهاما من الله تعالى لعمر و ليس
ذلك بغريب عنه , فأنه " محدث " كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم و لكن ليس
فيه أن عمر كشف له حال الجيش , و أنه رآهم رأي العين , فاستدلال بعض المتصوفة
بذلك على ما يزعمونه من الكشف للأولياء و على إمكان اطلاعهم على ما في القلوب
من أبطل الباطل , كيف لا و ذلك من صفات رب العالمين المنفرد بعلم الغيب
و الاطلاع على ما في الصدور . و ليت شعري كيف يزعم هؤلاء ذلك الزعم الباطل
و الله عز وجل يقول في كتابه : *( عالم الغيب , فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من
ارتضى من رسول )* . فهل يعتقدون أن أولئك الأولياء رسل من رسل الله حتى يصح أن
يقال إنهم يطلعون على الغيب بإطلاع الله إياهم !! سبحانك هذا بهتان عظيم .
على أنه لو صح تسمية ما وقع لعمر رضي الله عنه كشفا , فهو من الأمور الخارقة
للعادة التي قد تقع من الكافر أيضا , فليس مجرد صدور مثله بالذي يدل على إيمان
الذي صدر منه فضلا على أنه يدل على ولايته و لذلك يقول العلماء إن الخارق
للعادة إن صدر من مسلم فهو كرامة و إلا فهو استدراج , و يضربون على هذا مثل
الخوارق التي تقع على يد الدجال الأكبر في آخر الزمان كقوله للسماء : أمطري ,
فتمطر و للأرض : أنبتي نباتك فتنبت , و غير ذلك مما جاءت به الأحاديث الصحيحة .
و من الأمثلة الحديثة على ذلك ما قرأته اليوم من عدد " أغسطس " من السنة
السادسة من مجلة " المختار " تحت عنوان : " هذا العالم المملوء بالألغاز وراء
الحواس الخمس " ص 23 قصة " فتاة شابة ذهبت إلى جنوب أفريقيا للزواج من خطيبها ,
و بعد معارك مريرة معه فسخت خطبتها بعد ثلاثة أسابيع , و أخذت الفتاة تذرع
غرفتها في اضطراب , و هي تصيح في أعماقها بلا انقطاع : " أواه يا أماه ... ماذا
أفعل ? " و لكنها قررت ألا تزعج أمها بذكر ما حدث لها ? و بعد أربعة أسابيع
تلقت منها رسالة جاء فيها : " ماذا حدث ? لقد كنت أهبط السلم عندما سمعتك
تصيحين قائلة : " أواه يا أماه ... ماذا أفعل ? " . و كان تاريخ الرسالة متفقا
مع تاريخ اليوم الذي كانت تصيح فيه من أعماقها " . و في المقال المشار إليه
أمثلة أخرى مما يدخل تحت ما يسمونه اليوم بـ " التخاطر " و " الاستشفاف "
و يعرف باسم " البصيرة الثانية " اكتفينا بالذي أوردناه لأنها أقرب الأمثال
مشابهة لقصة عمر رضي الله عنه , التي طالما سمعت من ينكرها من المسلمين لظنه
أنها مما لا يعقل ! أو أنها تتضمن نسبة العلم بالغيب إلى عمر , بينما نجد غير
هؤلاء ممن أشرنا إليهم من المتصوفة يستغلونها لإثبات إمكان اطلاع الأولياء على
الغيب , و الكل مخطئ . فالقصة صحيحة ثابتة و هي كرامة أكرم الله بها عمر , حيث
أنقذ به جيش المسلمين من الأسر أو الفتك به و لكن ليس فيها ما زعمه المتصوفة من
الاطلاع على الغيب , و إنما هو من باب الإلهام ( في عرف الشرع ) أو (التخاطر )
في عرف العصر الحاضر الذي ليس معصوما , فقد يصيب كما في هذه الحادثة و قد يخطئ
كما هو الغالب على البشر , و لذلك كان لابد لكل ولي من التقيد بالشرع في كل ما
يصدر منه من قول أو فعل خشية الوقوع في المخالفة , فيخرج بذلك عن الولاية التي
وصفها الله تعالى بوصف جامع شامل فقال : *( ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم
و لا هم يحزنون . الذين آمنوا و كانوا يتقون )* . و لقد أحسن من قال :
إذا رأيت شخصا قد يطيــر و فوق ماء البحر قد يسير
و لم يقف على حدود الشرع فإنه مستدرج و بــــدعـي
-----------------------------------------------------------
[1] فلا يغتر بإيراد النووي لهذه القصة بهذا التمام في " تهذيب الأسماء "
( 2 / 10 ) , و قلده الأستاذ الطنطاوي في " سيرة عمر " , فإنهم يتساهلون في
مثلها . اهـ .
1111 " أشبه ما رأيت بجبرائيل دحية الكلبي " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 104 :
أخرجه ابن سعد ( 4 / 250 ) عن # ابن شهاب # قال : قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : فذكره .
قلت : و إسناده صحيح إلا أنه مرسل , ابن شهاب و هو الزهري تابعي صغير . و لكن
له شاهد من حديث جابر بن عبد الله الأنصاري مرفوعا بلفظ : " عرض علي الأنبياء
... " . الحديث و في آخره . " و رأيت جبريل , فإذا أقرب من رأيت به شبها دحية "
. أخرجه مسلم ( 1 / 106 ) و أحمد ( 3 / 334 ) و ابن عساكر ( 17 / 155 / 1 ) من
طريق الليث عن أبي الزبير عنه . و أخرج ابن سعد أيضا عن ابن عمر قال : " كان
جبريل يأتي النبي صلى الله عليه وسلم في صورة دحية الكلبي " . و إسناده صحيح
على شرط مسلم , و به أخرجه أحمد ( 2 / 107 ) عقب حديث ابن عمر الآخر في مجيء
جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم , و سؤاله إياه عن الإسلام و الإيمان
و الإحسان . و في المسند ( 6 / 142 ) عن عائشة رضي الله عنها : " و كان دحية
الكلبي تشبه لحيته و سنه و وجهه جبريل عليه السلام " و إسناده جيد . و عنده ( 6
/ 146 ) من طريق مجالد عن الشعبي عن أبي سلمة عنها قالت : رأيت رسول الله صلى
الله عليه وسلم واضعا يده على معرفة فرس و هو يكلم رجلا , قلت : رأيتك واضعا
يدك على معرفة فرس دحية الكلبي و أنت تكلمه , قال : و رأيتيه ? قالت : نعم ,
قال : ذاك جبريل عليه السلام , و هو يقرئك السلام .. " الحديث . و إسناده حسن
في الشواهد , و قد أخرجه ابن سعد من طريق عبد الله بن عمر عن يحيى بن سعيد عن
القاسم بن محمد عنها نحوه , دون إقراء السلام ... و إسناده قوي بما قبله .
1112 " كنت أعلمتها ( يعني ليلة القدر ) ثم أفلتت مني , فاطلبوها في سبع بقين
أو ثلاث بقين " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 105 :
أخرجه البزار في " مسنده " ( ص 109 - زوائد نسخة المكتب الإسلامي ) حدثنا يوسف
ابن موسى حدثنا عبد الله بن الجهم حدثنا عمرو بن أبي قيس <1> عن الزبير بن عدي
عن أبي وائل عن # عبد الله # قال : " سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن ليلة
القدر ? فقال " فذكره .
قلت : و هذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات من رجال " التهذيب " غير عبد الله بن
الجهم , ترجمه ابن أبي حاتم ( 2 / 2 / 27 ) و قال عن أبي زرعة : " صدوق " .
و قال الهيثمي في " المجمع " ( 3 / 176 ) : " رواه البزار و رجاله ثقات " .
و للحديث شواهد كثيرة في " الصحيحين " و غيرهما عن جماعة من الصحابة تجد بعضها
في " صحيح أبي داود " ( 1247 و 1248 و 1250 و 1251 و 1252 ) . و في " المسند "
( 1 / 376 و 406 و 452 و 457 ) من طريقين آخرين عن ابن مسعود قال : إن رسول
الله صلى الله عليه وسلم نبأنا أن ليلة القدر في النصف من السبع الأواخر .
-----------------------------------------------------------
[1] الأصل " عمرو بن أبي عيسى " و التصويب من كتب الرجال . اهـ .
1113 " إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 106 :
قال في " المجمع " ( 4 / 98 ) : " رواه أبو يعلى عن # عائشة # و فيه مصعب بن
ثابت , وثقه ابن حبان و ضعفه جماعة " . و في " التقريب " : " لين الحديث " .
قلت : و صحح له الحاكم ( 2 / 301 ) حديثا في انتظار الصلاة , و وافقه الذهبي
و هو من تساهلهما . و الحديث عزاه السيوطي للبيهقي فقط في " الشعب " و قال
المناوي : " و فيه بشر بن السري تكلم فيه من قبل تجهمه , و كان ينبغي للمصنف
الإكثار من مخرجيه إذ منهم أبو يعلى و ابن عساكر و غيرهما " .
قلت : إن لم يكن في سند البيهقي من ينظر في حاله غير بشر هذا فالإسناد عندي قوي
لأن الكلام الذي أشار إليه المناوي في بشر لا يقدح فيه لأنه ثقة في نفسه بل هو
فوق ذلك ففي " التقريب " : " ثقة متقن طعن فيه برأي جهم , ثم اعتذر و تاب " .
حتى و لو كان رأيه هذا يقدح في روايته فلا يجوز ذلك بعد أن تاب منه و اعتذر ,
و إن كان في سند البيهقي مصعب بن ثابت فيكون المناوي قد أبعد النجعة حيث لم يعل
الحديث به بل بالثقة المتقن ! و الظاهر الأول . و الله أعلم .
و للحديث شاهد يقويه بعض القوة و هو بلفظ : " إن الله يحب من العامل إذا عمل أن
يحسن " . أخرجه البيهقي . في " الشعب " من حديث قطبة بن العلاء بن المنهال عن
أبيه عن عاصم بن كليب عن كليب بن شهاب الجرمي مرفوعا . و سببه رواه العلاء قال
: قال لي محمد بن سوقة : اذهب بنا إلى رجل له فضل , فانطلقا إلى عاصم بن كليب
فكان مما حدثنا أنه قال : حدثني أبي كليب أنه شهد مع أبيه جنازة شهدها مع رسول
الله صلى الله عليه وسلم و أنا غلام أعقل و أفهم , فانتهى بالجنازة إلى القبر
و لم يمكن لها , فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : سووا في لحد هذا .
حتى ظن الناس أنه سنة فالتفت إليهم فقال : أما إن هذا لا ينفع الميت و لا يضره
و لكن , إن الله . الحديث . هكذا أورده المناوي في " الفيض " من طريق البيهقي
ثم قال : " و قطبة بن العلاء أورده الذهبي في " الضعفاء " و قال : ضعفه النسائي
و قال أبو حاتم لا يحتج به . قال أعني الذهبي : والده العلاء لا يعرف , و عاصم
ابن كليب قال ابن المديني لا يحتج بما انفرد به . ا هـ . و كليب ذكره ابن عبد
البر في الصحابة و قال : له و لأبيه شهاب صحبة , لكن قال في التقريب : و هم من
ذكره في الصحابة بل هو من الثالثة . و عليه فالحديث مرسل " . و الحديث رواه
الطبراني أيضا في " الكبير " كما في " المجمع " ( 4 / 98 ) و قال : " و فيه
قطبة بن العلاء و هو ضعيف , و قال ابن عدي : أرجو أنه لا بأس به و جماعة لم
أعرفهم " . و له شاهد أخرجه ابن سعد في " الطبقات " ( 8 / 155 ) : " أخبرنا
محمد بن عمر حدثنا أسامة بن زيد عن المنذر بن عبيد عن عبد الرحمن بن حسان ابن
ثابت عن أمه , و كانت أخت مارية يقال لها : سيرين فوهبها النبي صلى الله عليه
وسلم لحسان فولدت له عبد الرحمن - قالت : رأيت النبي صلى الله عليه وسلم لما
حضر إبراهيم و أنا أصيح و أختي ما ينهانا , فلما مات نهانا عن الصياح و غسله
الفضل بن عباس , و رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس , ثم رأيته على شفير
القبر و معه العباس إلى جنبه و نزل في حفرته الفضل و أسامة زيد و كسفت الشمس
يومئذ , فقال الناس : لموت إبراهيم , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنها
لا تخسف لموت أحد و لا لحياته , و رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم فرجة في
اللبن فأمر بها تسد فقيل للنبي صلى الله عليه وسلم , فقال : أما إنها لا تضر
و لا تنفع و لكنها تقر عين الحي و إن العبد إذا عمل عملا أحب الله أن يتقنه " .
و إسناده رجال موثقون غير محمد بن عمر و هو الواقدي فإنه ضعيف جدا .
1114 " إذا أراد الله بعبد خيرا عسله , فقيل : و ما عسله ? قال : يفتح له عملا صالحا
بين يدي موته حتى يرضى عنه من حوله " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 107 :
رواه الطحاوي في " مشكل الآثار " ( 3 / 261 ) و ابن حبان ( 1822 ) و أحمد ( 5 /
224 ) و ابن قتيبة في " غريب الحديث " ( 1 / 52 / 1 ) و البيهقي في " الزهد "
( ق 99 / 1 ) و هبة الله الطبري في " الفوائد الصحاح " ( 1 / 132 / 2 ) من طريق
معاوية بن صالح حدثني عبد الرحمن بن جبير بن نفير الحضرمي عن أبيه قال : سمعت
# عمرو بن الحمق الخزاعي # مرفوعا به . و قال الطبري : " حديث صحيح على شرط
مسلم يلزمه إخراجه " .
قلت : و هو كما قال , و من الغريب أن الحاكم أخرجه من هذا الوجه ( 1 / 340 )
و قال : " صحيح " فقط . و وافقه الذهبي . و تابعه عبد الله بن يحيى بن أبي كثير
عن أبيه عن جبير بن نفير به نحوه . أخرجه البخاري في " التاريخ الكبير " ( 4 /
2 / 302 ) و الطحاوي و الخطيب في " التاريخ " ( 11 / 434 ) . و له شواهد :
1 - عن أبي أمامة به نحوه . أخرجه القضاعي ( 110 / 2 ) عن علي بن يزيد عن
القاسم عنه . و هذا إسناد ضعيف , علي بن يزيد هو الألهاني ضعيف .
2 - عن أبي عتبة الخولاني . رواه القضاعي أيضا من طريق بقية قال : أخبرنا محمد
ابن زياد عنه مرفوعا . و هذا إسناد لا بأس به لكن أبا عتبة هذا لم أعرفه إلا أن
يكون الكندي الحمصي سمع أبا أمامة الباهلي , روى عنه معاوية بن صالح كما في
" الجرح " ( 4 / 2 / 412 ) فهو مرسل . ثم استدركت فقلت : إنما هو أبو عنبة
الخولاني بالنون بدل المثناة من فوق كذلك ذكره ابن أبي حاتم ( 4 / 2 / 418 -
419 ) و قال عن أبيه : " هو من الطبقة الأولى من تابعي أهل الشام . روى عنه أبو
الزاهرية و محمد ابن زياد الألهاني ... " . و من هذا الوجه أخرجه الدولابي ( 2
/ 10 ) لكن وقع في إسناده تحريف . و كذلك أخرجه أحمد ( 4 / 200 ) و صرح عن شيخه
سريج بن النعمان بأن لأبي عنبة صحبة و صرح هذا بسماعه من النبي صلى الله عليه
وسلم في حديث آخر عنده . و الله أعلم . ثم رأيته في " السنة " لابن أبي عاصم
( رقم 400 - بتحقيقي ) من طريق بقية حدثنا محمد بن زياد به . و قد رواه بقية
بإسناد آخر فقال : حدثني بحير بن سعد عن خالد بن معدان حدثنا جبير بن نفير أن
عمر الجمعي حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره . أخرجه أحمد ( 4
/ 135 ) . و هذا إسناد جيد إن كان بقية قد حفظه و إلا فالمحفوظ ما روى عبد
الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عن عمرو بن الحمق كما في الطريق الأولى . انظر
ترجمة عمر الجمعي هذا في " الإصابة " للحافظ ابن حجر .
1115 " ما بين هذين وقت " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 109 :
أخرجه البزار ( 43 ) : حدثنا محمد بن المثنى حدثنا خالد بن الحارث عن حميد عن
# أنس # قال : " سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن وقت صلاة الغداة ? فصلى حين
طلع الفجر , ثم أسفر بعد , ثم قال : أين السائل عن وقت صلاة الغداة ? ما بين
... " .
قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين و هو من أدلة القائلين بأن الوقت
الأفضل لصلاة الفجر إنما هو الغلس و عليه جرى الرسول صلى الله عليه وسلم طيلة
حياته كما ثبت في الأحاديث الصحيحة و إنما يستحب الخروج منها في الإسفار و هو
المراد بقوله صلى الله عليه وسلم : " أسفروا بالفجر , فإنه أعظم للأجر " . و هو
حديث صحيح أخرجه البزار و غيره عن أنس , و عاصم بن عمر بن قتادة عن جده و هو في
" السنن " و غيرها من حديث رافع بن خديج , و هو مخرج في " المشكاة " ( 614 )
و في " الإرواء " ( 258 ) , و هو تحت الطبع .
1116 " احفظوني في أصحابي , ثم الذين يلونهم , ثم الذين يلونهم , ثم يفشوا الكذب حتى
يشهد الرجل و ما يستشهد و يحلف و ما يستحلف " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 109 :
أخرجه ابن ماجة ( 2 / 64 ) من طريق جرير عن عبد الملك بن عمير عن # جابر بن
سمرة # قال : " خطبنا عمر بن الخطاب بـ ( الجابية ) , فقال : إن رسول الله صلى
الله عليه وسلم قام فينا مقامي فيكم , فقال " فذكره . و من هذا الوجه أخرجه
النسائي ( في الكبرى ) و الطيالسي و الحارث بن أبي أسامة و عبد بن حميد و أبو
يعلى الموصلي كلهم عن جرير به , كما في " زوائد ابن ماجة " للبوصيري ( ق 145 /
2 ) و قال : " إسناد رجاله ثقات " .
قلت : و هم من رجال الشيخين . و أخرجه أحمد ( 1 / 18 ) و الحاكم ( 1 / 114 ) من
طريق عبد الله بن دينار عن ابن عمر عن عمر به نحوه بلفظ : " استوصوا بأصحابي
خيرا , ثم الذين يلونهم ... " الحديث نحوه . و قال : " صحيح على شرط الشيخين "
و وافقه الذهبي . ثم أخرج له طريقا أخرى عن سعد بن أبي وقاص قال : " وقف عمر بن
الخطاب بالجابية .... " الحديث , و قال : " إسناده صحيح " . و وافقه الذهبي .
و فيه محمد بن مهاجر بن مسمار و لم أجد له ترجمة فيما عندي من المصادر , و أما
أبوه فثقة من رجال مسلم و لم يذكروا في الرواة عنه ابنه محمدا هذا ! و جملة
القول أن الحديث صحيح بمجموع طرقه .
1117 " أحفهما جميعا أو أنعلهما جميعا , فإذا لبست فابدأ باليمنى و إذا خلعت فابدأ
باليسرى " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 110 :
أخرجه أحمد ( 2 / 409 و 430 و 497 ) من طرق عن شعبة عن محمد بن زياد قال : سمعت
# أبا هريرة # يقول : قال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم : فذكره . و في لفظ له
( 2 / 477 ) : " إذا انتعل أحدكم فليبدأ باليمنى و إذا خلع فليبدأ باليسرى
لينعلهما جميعا أو ليحفهما جميعا " . و هو عند البخاري ( 10 / 256 - فتح ) من
طريق الأعرج عن أبي هريرة مرفوعا بالشطر الأول منه , و زاد : " لتكن اليمنى
أولهما تنعل , و آخرهما تنزع " . و في رواية له من هذا الوجه : " لا يمش أحدكم
في نعل واحدة لينعلهما جميعا أو ليحفهما جميعا " . و الحديث عزاه في " ذيل
الجامع الصغير " ( ق 8 / 2 ) لابن حبان في " صحيحه " عن أبي هريرة . و لم أره
في " موارد الظمآن " للهيثمي , فلا أدري أيهما الواهم .
1118 " أحلت لنا ميتتان و دمان , فأما الميتتان فالحوت و الجراد و أما الدمان فالكبد
و الطحال " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 111 :
رواه أحمد ( 2 / 97 ) و عبد بن حميد في " المنتخب من المسند " ( 89 / 2 )
و العقيلي ( 231 ) و ابن ماجة ( 3314 ) و ابن عدي ( 229 / 1 ) و الحاكم
و البيهقي ( 1 / 254 ) و البغوي في " شرح السنة " ( 3 / 185 / 2 ) و ابن ثرثال
في " سداسياته " ( 223 / 1 ) عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن # ابن
عمر # مرفوعا . و قال العقيلي : " حدثنا عبد الله قال : سمعت أبي يضعف عبد
الرحمن بن زيد بن أسلم , قال : روى حديثا منكرا , حديث أحلت لنا ميتتان " .
قلت : و تابعه أخوه أسامة و عبد الله . أخرجه ابن عدي ( 27 / 1 ) عن إسماعيل بن
أبي أويس عن ثلاثتهم جميعا , و قال : " و بنو زيد بن أسلم على أن القول فيهم
أنهم ضعفاء , فإنهم يكتب حديثهم و يقرب بعضهم من بعض في باب الروايات و لم أجد
لأسامة بن زيد حديثا منكر الإسناد أو المتن , و أرجو أنه صالح " . ثم رواه ابن
عدي ( 216 / 2 ) من طريق مسعود بن سهل حدثنا يحيى بن حسان حدثنا عبد الله بن
زيد بن أسلم و سليمان بن بلال عن زيد بن أسلم به . و قال : " و هذا يدور رفعه
على الإخوة الثلاثة : عبد الله بن زيد و عبد الرحمن و أسامة , و أما ابن وهب
فإنه يرويه عن سليمان بن بلال موقوفا " .
قلت : يعني على ابن عمر , فقد أخرجه البيهقي من طريق ابن وهب : حدثنا سليمان بن
بلال عن زيد بن أسلم عن عبد الله بن عمر أنه قال : أحلت لنا ... " الحديث .
و قال : " هذا إسناد صحيح و هو في معنى المسند و قد رفعه أولاد زيد عن أبيهم "
. ثم ساقه من طريق ابن أبي أويس المتقدمة , و قال : " أولاد زيد كلهم ضعفاء
جرحهم يحيى بن معين , و كان أحمد بن حنبل و علي بن المديني يوثقان عبد الله بن
زيد إلا أن الصحيح الأول " . يعني الموقوف و هو في حكم المرفوع كما تقدم في
كلامه , فالخلاف شكلي , و الله أعلم .
1119 " احلفوا بالله و بروا و اصدقوا , فإن الله يكره أن يحلف إلا به " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 112 :
رواه السهمي في " تاريخ جرجان " ( 288 ) و الثقفي في " الثقفيات " ( ج 3 رقم 15
من منسوختي ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 7 / 267 ) عن عفان بن سيار قال :
حدثنا مسعر بن كدام عن وبرة عن # ابن عمر # مرفوعا . و قال أبو نعيم : " تفرد
به عفان عن مسعر " .
قلت : و رجاله موثقون . و للحديث طريق آخر عن ابن عمر بسند حسن سيأتي بلفظ :
" لا تحلفوا بآبائكم " . فالحديث صحيح بمجموع الطريقين .
1120 " بابان معجلان عقوبتهما في الدنيا : البغي و العقوق " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 112 :
أخرجه الحاكم ( 4 / 177 ) من طريق محمد بن عبد العزيز الراسبي عن أبي بكر بن
عبيد الله عن # أنس # رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
فذكره , و زاد في أوله : " من عال جاريتين حتى تدركا دخلت الجنة أنا و هو
كهاتين و أشار بإصبعيه السبابة و الوسطى , و بابان .... " . و قال : " صحيح
الإسناد " . و وافقه الذهبي , و هو كما قالا و لكن فاتهما أنه على شرط مسلم ,
فقد أخرج في " صحيحه " هذه الزيادة فقط من هذا الوجه إلا أنه قال : " عبيد الله
ابن أبي بكر بن أنس " على القلب . و كذلك أخرجه الترمذي كما تقدم برقم ( 297 )
. و في رواية أخرى له : أبي بكر بن عبيد الله " كما في رواية الحاكم هذه , ثم
قال عقبها : " و الصحيح الأول " .
( تنبيه ) عزى المناوي الزيادة المذكورة إلى البخاري و لم أرها عنده و ما أراه
إلا واهما , فلم يعزها إليه أحد غيره فيما علمت كالمنذري في " الترغيب " ( 3 /
83 ) و الصغاني في " المشارق " ( 1 / 62 - بشرح المبارق ) . و الحديث أخرجه
أحمد ( 5 / 36 ) و الحسن بن عرفة في " جزئه " ( 8 / 1 ) و أبو عبد الله بن نظيف
الفراء في " حديثه عن أبي الفوارس الصابوني " ( ق 81 / 2 ) من طريق وكيع و غيره
عن محمد بن عبد العزيز الراسبي عن مولى لأبي بكرة عن أبي بكرة مرفوعا . و رجاله
ثقات غير مولى أبي بكرة فلم أعرفه . لكن الحديث صحيح , فإنه مختصر من الحديث
المتقدم من طريق أخرى عن أبي بكرة مرفوعا . فراجعه برقم ( 918 ) . و مثله ما في
" الجامع الصغير " من رواية البخاري في " التاريخ " و الطبراني في " المعجم
الكبير " عن أبي بكرة بلفظ : " اثنان يعجلهما الله في الدنيا : البغي و عقوق
الوالدين " . ثم رأيته في " أخبار أصبهان " ( 2 / 99 ) من طريق الطبراني
بإسناده عن سعد مولى أبي بكرة حدثنا عبيد الله بن أبي بكرة عن أبيه مرفوعا به .
و عبيد الله هذا لم أجد من ترجمه , و قد ذكروه في الرواة عن أبيه . و سعد مولى
أبي بكرة , أورده ابن أبي حاتم ( 2 / 1 / 99 ) و قال : روى عن أبي بكرة ! و كذا
قال ابن حبان في " الثقات " ( 1 / 107 ) ! و أما البخاري فأورده في " التاريخ "
( 2 / 2 / 55 ) على الصواب فقال : روى عن عبيد الله بن أبي بكرة . و للحديث
شاهد من حديث أبي هريرة نحوه و قد خرجته فيما مضى ( 978 ) . و جاء بلفظ آخر
و هو : " من قطع رحما أو حلف على يمين فاجرة رأى و باله قبل أن يموت " .
1121 " من قطع رحما أو حلف على يمين فاجرة رأى وباله قبل أن يموت " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 114 :
علقه البخاري في " التاريخ " ( 3 / 2 / 207 ) قال :
1 - قال هشام الدستوائي : عن يحيى بن أبي كثير عن عمر عن رجل من الأنصار عن
# القاسم بن عبد الرحمن مولى يزيد بن معاوية # عن النبي صلى الله عليه وسلم
فذكره .
2 - و قال سليمان بن بلال : عن ابن علاثة عن هشام بن حسان عن يحيى ابن أبي كثير
عن # أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبيه # عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه .
3 - و قال النفيلي عن أبي الدهماء عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن # أبي هريرة
# رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه . و أخرجه البيهقي ( 10 / 35
) من طريق أبي حنيفة عن يحيى بن أبي كثير عن مجاهد و عكرمة عن أبي هريرة مرفوعا
.
ثم ذكر الخلاف فيه على يحيى ثم قال : " و الحديث مشهور بالإرسال " . و قد سبق
حكاية كلامه تحت الحديث ( 978 ) و هو بمعنى هذا فراجعه . و الحديث بمجموع طرقه
صحيح .
1122 " احفظ لسانك . ثكلتك أمك معاذ ! و هل يكب الناس على وجوههم إلا ألسنتهم " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 114 :
أورده السيوطي هكذا في " ذيل الجامع الصغير " ( ق 8 / 2 ) من رواية الخرائطي في
" مكارم الأخلاق " عن الحسن مرسلا و هو في " مسند أحمد " ( 5 / 231 ) من طريق
أبي وائل عن # معاذ بن جبل # قال : " كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر .
... " . الحديث و فيه : " ثم قال : ألا أخبرك برأس الأمر و عموده و ذروة سنامه
? " . فقلت : بلى يا رسول الله , قال : " رأس الأمر و عموده الصلاة , و ذروة
سنامه الجهاد " . ثم قال : " ألا أخبرك بملاك ذلك كله ? " فقلت له : بلى يا نبي
الله فأخذ بلسانه فقال : " كف عليك هذا " , فقلت : يا رسول الله و إنا لمؤاخذون
بما نتكلم به ? فقال : " ثكلتك أمك يا معاذ ! و هل يكب الناس على وجوههم في
النار أو قال علي مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم " . و قد أخرجه الترمذي و صححه
و ابن ماجة و غيرهما نحوه , و قد أعله المنذري و غيره بالانقطاع و شرح ذلك
العلامة ابن رجب الحنبلي في " جامع العلوم و الحكم " ( ص 195 ) . لكن الحديث
صحيح بمجموع طرقه , و لاسيما هذا القدر منه في حفظ اللسان فإن له شواهد مخرجة
في " مجمع الزوائد " ( 10 / 300 - 301 ) و من شواهده ما في " الجامع الصغير "
عن مالك بن يخامر مرفوعا : " احفظ لسانك " . رواه ابن عساكر .
قلت : و أخرجه الطبراني ( ق 59 / 1 من المنتخب منه ) من طريق ابن ثوبان عن أبيه
عن القاسم عن أبي أمامة عن عقبة بن عامر قال : " قلت يا رسول الله ما نجاة
المؤمن ? قال : احفظ لسانك و ليسعك بيتك و ابك على خطيئتك " .
قلت : و هذا إسناد حسن .
1123 " احلقوه كله أو اتركوه كله " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 115 :
أخرجه أحمد ( 2 / 88 ) و عنه أبو داود ( 2 / 194 - التازية ) و النسائي ( 2 /
276 ) عن عبد الرزاق حدثنا معمر عن أيوب عن نافع عن # ابن عمر # . " أن النبي
صلى الله عليه وسلم رأى صبيا قد حلق بعض شعره و ترك بعضه فنهاهم عن ذلك و قال "
فذكره .
قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين , و قد أخرجه مسلم ( 6 / 165 ) من هذا
الوجه لكنه لم يسق لفظه و إنما أحال به على لفظ طريق عمر بن نافع عن أبيه بلفظ
: " نهى عن القزع " .
1124 " أخر الكلام في القدر لشرار أمتي في آخر الزمان " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 116 :
رواه ابن الأعرابي في " المعجم " ( 3 / 1 , 37 / 2 ) و الدولابي ( 2 / 38 )
و البزار في " مسنده " ( ص 230 - زوائده ) و ابن أبي عاصم في " السنة " ( 350 )
و الحاكم ( 2 / 473 ) و الجرجاني في " الفوائد " ( 160 / 2 ) عن عنبسة الحداد
عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب عن # أبي هريرة # مرفوعا . و من هذا الوجه رواه
أيضا ابن بشران في " الأمالي " ( 74 / 1 ) و السلفي في " الطيوريات " ( 246 / 2
) و العقيلي في " الضعفاء " ( 331 ) و قال : " عنبسة بن عمرو يهم في حديثه " .
و قال البزار : " لا نعلم رواه عن الزهري إلا عنبسة و هو لين الحديث " . و قال
الحاكم : " صحيح على شرط البخاري " , و رده الذهبي بقوله " عنبسة ثقة لكن لم
يرويا له " . و هذا وهم منهما فإن عنبسة هذا ما وثقه أحد ! ثم رواه العقيلي
و اللالكائي في " السنة " ( 1 / 142 / 2 ) عن الأغلب بن تميم عن منيع أبي خالد
عن الزهري عن رجل من الأنصار مرفوعا به . و قال العقيلي : " هذا أولى " . و كذا
قال الذهبي في ترجمة عنبسة بن مهران فيحقق , و نقل عن أبي حاتم أنه منكر الحديث
. و رواه البزار و العقيلي في " الضعفاء " ( 277 ) من طريق نعيم بن حماد :
حدثنا عمر بن أبي خليفة عن هشام عن محمد عن أبي هريرة به . و قال : " عمر هذا
منكر الحديث " . و نقل عن موسى بن هارون أنه قال : " و هذا الحديث منكر " .
و أما البزار فقال : " إسناده حسن " . و هذا أقرب إلى الصواب , فإن عمر هذا قال
فيه أبو حاتم : صالح الحديث , و قال عمرو بن علي : " من الثقات " .
و الحديث قال الهيثمي في " المجمع " ( 7 / 202 ) : " رواه البزار و الطبراني في
" الأوسط " و رجال البزار في أحد الإسنادين رجال الصحيح غير عمر بن أبي خليفة
و هو ثقة " .
1125 " ألا أخبركم بأمر إذا فعلتموه أدركتم من قبلكم و فتم من بعدكم ? تحمدون الله
في دبر كل صلاة و تسبحونه و تكبرونه ثلاثا و ثلاثين و ثلاثا و ثلاثين و أربعا
و ثلاثين " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 117 :
أخرجه ابن ماجة ( 927 ) و أحمد ( 5 / 158 ) عن بشر بن عاصم عن أبيه عن
# أبي ذر # قال : " قيل للنبي صلى الله عليه وسلم - و ربما قال سفيان : قلت :
يا رسول الله ذهب أهل الأموال و الدثور بالأجر يقولون كما نقول و ينفقون و لا
ننفق . قال لي ... " فذكره . و اللفظ لابن ماجة و لفظ أحمد : " قلت : يا رسول
الله سبقنا أصحاب الأموال و الدثور سبقا بينا , يصلون و يصومون كما نصلي و نصوم
و عندهم أموال يتصدقون بها و ليست عندنا أموال , فقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : ألا أخبرك ... " الحديث و في آخره : " تسبح خلف كل صلاة ثلاثا و ثلاثين
و تحمد ثلاثا و ثلاثين و تكبر أربعا و ثلاثين " .
قلت : و إسناده صحيح . و الحديث أورده السيوطي في " الجامع الكبير " ( 1 / 26 /
1 ) و " ذيل الجامع الصغير " ( ق 9 / 1 ) من رواية أحمد و ابن ماجة و ابن خزيمة
و الضياء عن أبي ذر بلفظ أحمد إلا أنه أسقط من أوله أداة التنبيه ( ألا ) و قال
: " و تحمد أربعا و ثلاثين " مكان " و تكبر أربعا و ثلاثين " و هذا وهم لا أدري
أهو من قلم السيوطي أو من أحد رواة الحديث عند غير أحمد و ابن ماجة , فإنه
عندهما على الصواب كما رأيت , و كذلك أورده السيوطي بلفظ ابن ماجة " ألا أخبركم
.... " . في فصل " ألا " .
1126 " نهى عن اختناث الأسقية " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 118 :
أخرجه البخاري ( 10 / 73 ) و مسلم ( 6 / 110 ) و أبو داود ( 2 / 134 )
و الترمذي ( 1 / 345 ) و الدارمي ( 2 / 119 ) و الطحاوي ( 2 / 360 ) و كذا ابن
ماجه ( 2 / 336 ) و الطيالسي ( رقم 2230 ) و أحمد ( 3 / 6 و 67 و 69 و 93 )
و أبو عبيد في " غريب الحديث " ( ق 112 / 1 ) من طريق الزهري : سمع عبيد الله
ابن عبد الله عن # أبي سعيد الخدري # مرفوعا . و قال الترمذي : " حديث حسن صحيح
" . قال الحافظ في " الفتح " : " و وقع في مسند أبي بكر بن أبي شيبة عن يزيد بن
هارون عن ابن أبي ذئب ( قلت يعني عن الزهري ) في أول هذا الحديث : " شرب رجل من
سقاء فانساب في بطنه جنان , فنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم " فذكره . و كذا
أخرجه الإسماعيلي من طريق أبي بكر و عثمان ابني أبي شيبة فرقهما عن يزيد به " .
قلت : و هو عند الدارمي و " المسند " عن يزيد به دون هذه الزيادة . و الله أعلم
. و للحديث شاهد من حديث ابن عباس بهذا اللفظ و زاد : " و أن رجلا بعدما نهى
رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك قام من الليل إلى سقاء فاختنثه فخرجت عليه
منه حية " . أخرجه ابن ماجة و الحاكم ( 4 / 140 ) من طريق أبي عامر الغفاري :
حدثنا زمعة بن صالح عن سلمة بن وهرام عن عكرمة عن ابن عباس . و قال الحاكم :
" صحيح على شرط البخاري " . و ليس كذلك كما أشار إليه الذهبي بقوله : " كذا قال
" و ذلك لأن زمعة و سلمة ليسا من رجال البخاري , ثم إن الأول منهما ضعيف
و الثاني فيه كلام , و قد رواه غيره عن عكرمة بلفظ آخر بدون هذه الزيادة فانظر
: ( نهى أن يشرب من في السقاء ) .
1127 " إن أخوف ما أتخوفه على أمتي آخر الزمان ثلاثا : إيمانا بالنجوم و تكذيبا
بالقدر و حيف السلطان " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 118 :
رواه أبو عمرو الداني في " السنن الواردة في الفتن " ( 23 / 1 - 2 ) عن ليث بن
أبي سليم # عن طلحة بن مصرف # رفعه .
قلت : و ليث ضعيف لاختلاطه , و من طريقه رواه الطبراني في " المعجم الكبير " من
حديث أبي أمامة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال الهيثمي في
" المجمع " ( 7 / 203 ) : " و فيه ليث بن أبي سليم و هو لين و بقية رجاله وثقوا
" . لكن الحديث له شواهد كثيرة يرتقي بها إلى درجة الصحة في نقدي و هي من حديث
أبي محجن و أبي الدرداء و أنس بن مالك .
1 - أما حديث أبي محجن فهو بلفظ : " أخاف على أمتي من بعدي ثلاثا : حيف الأئمة
و إيمانا بالنجوم و تكذيبا بالقدر " . رواه ابن عبد البر في " جامع بيان العلم
" ( 2 / 39 ) و ابن عساكر ( 16 / 308 / 1 ) أخبرنا حسين بن أبي زيد الدباغ
أخبرنا علي بن يزيد الصدائي أخبرنا أبو سعد البقال عن أبي محجن قال : أشهد على
رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : فذكره . و هذا سند ضعيف أبو سعد البقال
اسمه سعيد بن المرزبان و هو ضعيف مدلس و قد عنعنه . و علي بن يزيد الصدائي فيه
لين كما في " التقريب " . و أما الدباغ هذا فترجمه الخطيب ( 8 / 110 - 111 ) و
وثقه .
2 - و أما حديث أبي الدرداء فهو بلفظ : " أخاف على أمتي ثلاثا : زلة عالم
و جدال منافق بالقرآن و التكذيب بالقدر " . رواه الطبراني في " الكبير " عن أبي
الدرداء مرفوعا . و قال الهيثمي ( 7 / 203 ) : " و فيه معاوية بن يحيى الصدفي
و هو ضعيف " .
3 - و أما حديث أنس فهو : " أخاف على أمتي بعدي تكذيبا بالقدر و تصديقا بالنجوم
" . رواه أبو يعلى في " مسنده " ( 1023 ) و ابن عدي ( 196 / 1 ) عن شهاب بن
خراش عن يزيد الرقاشي حدثنا أنس مرفوعا . و قال : " شهاب في بعض رواياته ما
ينكر عليه و لا أعرف للمتقدمين فيه كلاما فأذكره " .
قلت : قال الذهبي : " صدوق مشهور له ما يستنكر ... قد وثقوه " . و شيخه يزيد
الرقاشي ضعيف .
4 - و أما حديث جابر فلفظه : " ثلاث أخاف على أمتي الاستسقاء بالأنواء و حيف
السلطان و تكذيب بالقدر " . أخرجه أحمد ( 5 / 90 ) و ابنه و ابن أبي عاصم في
" السنة " ( 324 ) و الطبراني ( 1 / 92 / 1 ) عن محمد بن القاسم الأسدي حدثنا
فطر عن أبي خالد الوالبي عنه . و من هذا الوجه أخرجه أبو يعلى في " مسنده " ( ص
1802 ) و الطبراني في " الصغير " ( 182 ) و غيره قال الهيثمي : " و فيه محمد بن
القاسم الأسدي وثقه ابن معين , و كذبه أحمد و ضعفه بقية الأئمة " .
قلت : فهو واه جدا فلا يستشهد بحديثه , و فيما قبله كفاية .
1128 " صلوا في مراح الغنم و امسحوا رغامها , فإنها من دواب الجنة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 120 :
رواه ابن عدي ( 276 / 1 ) و عنه البيهقي ( 2 / 449 ) عن كثير بن زيد عن الوليد
ابن رباح عن # أبي هريرة # مرفوعا . و قال : " و كثير لم أر بحديثه بأسا و أرجو
أنه لا بأس به " .
قلت : و قال الذهبي : " صدوق , فيه لين " . و قال الحافظ : " صدوق يخطىء " .
قلت : فهو حسن الحديث إن شاء الله ما لم يخالف . و قد توبع , أخرجه البيهقي
أيضا و الخطيب في " التاريخ " ( 7 / 432 ) من طريق إبراهيم بن عيينة قال : سمعت
ابن حبان يذكر عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير عن أبي هريرة مرفوعا بلفظ : " إن
الغنم من دواب الجنة , فامسحوا رغامها و صلوا في مرابضها " .
قلت : و هذا إسناد حسن أيضا , إبراهيم بن عيينة قال الحافظ : " صدوق يهم " .
و له طريق ثالثة بلفظ : " امسح رغامها ( يعني الغنم ) و صل في مراحها , فإنها
من دواب الجنة " . أخرجه البزار ( 49 ) من طريق عبد الله بن جعفر بن نجيح :
حدثنا محمد بن عمرو بن حلحلة عن وهب بن كيسان عن حميد بن مالك عن أبي هريرة قال
: " سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصلاة في مرابض الغنم ? قال ... "
فذكره , و قال : " لا نعلم أسند حميد عن أبي هريرة إلا هذا " . قال الهيثمي :
" عبد الله بن جعفر ضعيف " .
قلت : و هو والد علي بن المديني الحافظ . و له طريق رابعة بزيادة في أوله
أوردته من أجلها في الكتاب الآخر ( 2070 ) . ثم وجدت له شاهدا يرويه أبو حيان
قال : سمعت شيخا من بني هاشم و ذكر الغنم فقال : قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم ... فذكره . أخرجه ابن أبي شيبة في " مسنده " ( 2 / 76 / 1 ) .
قلت : و رجاله ثقات غير الشيخ الهاشمي فإن كان من الصحابة فهو صحيح الإسناد لأن
جهالة الصحابي لا تضر , و هو الظاهر من إخراج ابن أبي شيبة إياه في " المسند "
. و إن كان تابعيا , فهو مرسل . و هذا هو الظاهر لأن أبا حيان - و اسمه يحيى بن
سعيد بن حيان - لم يذكروا له رواية عن أحد من الصحابة و إنما عن التابعين
و لذلك أورده الحافظ في الطبقة السادسة . و على كل حال , فهذا الإسناد لا بأس
به في الشواهد .
1129 " أول من يكسى خليل الله إبراهيم صلى الله عليه وسلم " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 122 :
رواه البزار في " مسنده " ( 254 - زوائده ) و ابن عساكر ( 2 / 178 / 1 ) عن ليث
عن مجاهد عن # عائشة # مرفوعا . و قال البزار : " إسناد حسن " !
قلت : ليث ضعيف من قبل حفظه لكن الحديث صحيح , فقد رواه البخاري ( 2 / 339 /
370 ) و مسلم ( 8 / 157 ) و ابن عساكر أيضا ( 2 / 2177 ) من حديث لابن عباس
و ابن عساكر من حديث ابن مسعود .
1130 " أخروا الأحمال ( على الإبل ) فإن اليد معلقة , و الرجل موثقة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 122 :
رواه أبو القاسم بن الجراح الوزير في المجلس السابع من " الأمالي " ( 2 / 1 )
و ابن صاعد في " جزء من أحاديثه " ( 2 / 9 ) و المخلص في الثاني من السادس من
" الفوائد المنتقاة " ( 188 / 1 ) عن سفيان بن عيينة عن وائل بن داود عن ابنه
يعني بكر بن وائل عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن # أبي هريرة # مرفوعا .
و هكذا رواه أبو محمد المخلدي في " الفوائد " ( 285 / 1 - 2 ) . و عنده الزيادة
. قلت : و هذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات رجال مسلم غير وائل بن داود و هو ثقة
كما قال الحافظ . و قد تابعه قيس عن بكر بن وائل به . أخرجه أبو يعلى ( 1403 )
و البزار ( 114 - زوائده ) و الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 1113 ) و قال : " لم
يروه عن الزهري إلا بكر " .
قلت : و هو ثقة كما علمت لكن قيس و هو ابن الربيع ضعيف من قبل حفظه و به أعله
المناوي و خفيت عليه متابعة وائل بن داود إياه .
1131 " أخر عني يا عمر ! إني خيرت فاخترت و قد قيل ( لي ) : *( استغفر لهم أو لا
تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم )* . لو أعلم أني لو زدت
على السبعين غفر له لزدت " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 123 :
أخرجه الترمذي ( 2 / 185 ) و أحمد ( 1 / 16 ) عن محمد بن إسحاق حدثني الزهري عن
عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس قال : سمعت # عمر بن الخطاب # يقول
: " لما توفي عبد الله بن أبي دعي رسول الله صلى الله عليه وسلم للصلاة عليه ,
فقام إليه فلما وقف يريد الصلاة تحولت حتى قمت في صدره فقلت : يا رسول الله
أعلى عدو الله عبد الله بن أبي القائل يوم كذا كذا و كذا ? يعد أيامه , قال :
و رسول الله صلى الله عليه وسلم يتبسم حتى إذا أكثرت قال : فذكره , قال : ثم
صلى عليه و مشى معه فقام على قبره حتى فرغ منه . قال : فعجب لي و جرأتي على
رسول الله صلى الله عليه وسلم , و الله و رسوله أعلم , فوالله ما كان إلا يسيرا
حتى نزلت هاتان الآيتان *( و لا تصل على أحد منهم مات أبدا و لا تقم على قبره
إنهم كفروا بالله و رسوله و ماتوا و هم فاسقون )* . قال : فما صلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم بعده على منافق و لا قام على قبره حتى قبضه الله " . و قال
الترمذي : " حديث حسن صحيح غريب " .
قلت : و إسناده حسن , صرح فيه ابن إسحاق بالتحديث , و قد تابعه عقيل عن ابن
شهاب به . دون قوله : " و قد قيل لي ! ( استغفر لهم ... ) الآية " و دون قوله :
" فما صلى بعده على منافق ... " الخ . أخرجه البخاري ( 1 / 343 - 344 ) و ( 3 /
253 ) و النسائي ( 1 / 279 ) .
1132 " أخرجوا يهود أهل الحجاز و أهل نجران من جزيرة العرب , و اعلموا أن شرار الناس
الذين اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 124 :
أخرجه أحمد ( رقم 1691 ) و الدارمي ( 2 / 233 ) و أبو يعلى ( ص 248 ) و الحميدي
( 85 ) و البيهقي ( 9 / 208 ) من طريق يحيى بن سعيد حدثنا إبراهيم بن ميمون
حدثنا سعد بن سمرة بن جندب عن أبيه عن # أبي عبيدة # قال : آخر ما تكلم به
النبي صلى الله عليه وسلم : فذكر الحديث . ثم أخرجه أحمد ( برقم 1691 ) من طريق
أبي أحمد الزبيري حدثنا إبراهيم بن ميمون عن سعد بن سمرة به إلا أنه قال :
" يتخذون " . و هذا إسناد حسن أو صحيح رجاله ثقات كلهم إلا أن سعد بن سمرة لم
يذكروا له راويا غير إبراهيم بن ميمون . ثم أخرجه أحمد ( رقم 1699 ) من طريق
وكيع حدثني إبراهيم بن ميمون مولى آل سمرة عن إسحاق بن سعد بن سمرة عن أبيه عن
أبي عبيدة بن الجراح به مقتصرا على الشطر الأول من الحديث . فزاد في الإسناد
إسحاق بن سعد بن سمرة فأفسده لأن إسحاق هذا لا يعرف لكن الصواب إسقاطه منه كما
رواه يحيى بن سعيد و أبو أحمد الزبيري , و هو الذي اعتمده الحافظ في التعجيل
( ص 29 ) . و الحديث أورده الهيثمي في " المجمع " ( 5 / 325 ) و قال : " رواه
أحمد بأسانيد و رجال طريقين منهما ثقات متصل إسنادهما , و رواه أبو يعلى " .
ثم رأيت الحديث قد أخرجه الطيالسي ( رقم 229 ) قال : حدثنا قيس عن إبراهيم بن
ميمون مثل رواية يحيى و أبي أحمد إسنادا , و رواية وكيع متنا , فهذا يقوي ما
استصوبناه آنفا و الحمد لله على توفيقه و الحديث علقه أبو عبيد في " الأموال "
( رقم 276 ) و أخرجه الطحاوي في " المشكل " ( 4 / 12 ) من الطريقين الأولين
و من طريقين آخرين على الصواب بلفظ : " أخرجوا اليهود من جزيرة العرب " . قال
في " المجمع " : " رواه الطبراني من طريقين عن أم سلمة , و رجال أحدهما رجال
الصحيح " .
قلت : و هو لفظ حديث أبي عبيدة المتقدم عند الطيالسي إلا أنه قال : " يهود
الحجاز " . و له شواهد كثيرة : فانظر : " لا يبقين " , " لا يترك " , " لا
يجتمع " , " يا علي إن أنت وليت " و غيرها مثل " لأخرجن اليهود " ( 924 ) . و
منها هذا : " أخرجوا المشركين من جزيرة العرب , و أجيزوا الوفد بنحو ما كنت
أجيزهم " .
1133 " أخرجوا المشركين من جزيرة العرب , و أجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 125 :
أخرجه البخاري ( 6 / 208 ) و مسلم ( 5 / 75 ) و أبو داود ( 2 / 43 ) و الطحاوي
( 4 / 16 ) و البيهقي ( 9 / 207 ) و أحمد ( رقم 1935 ) من حديث # ابن عباس # أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم أوصى بثلاثة فقال : قلت : فذكر الحديث ثم قال :
قال ابن عباس و سكت عن الثالثة , أو قال فأنسيتها .
قلت : و فيه دلالة على جواز إطلاق لفظ " المشرك " على أهل الكتاب , فإنهم هم
المعنيون بهذا الحديث كما يدل عليه الحديث السابق و مثله الحديث الآتي : " لئن
عشت لأخرجن اليهود و النصارى من جزيرة العرب حتى لا أترك فيها إلا مسلما " .
1134 " لئن عشت لأخرجن اليهود و النصارى من جزيرة العرب حتى لا أترك فيها إلا مسلما
" .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 125 :
أخرجه مسلم ( 5 / 160 ) و أبو داود ( 2 / 43 ) و الترمذي ( 2 / 398 ) و الحاكم
( 4 / 274 ) و البيهقي ( 9 / 207 ) و أحمد ( 1 / 32 ) من طريق سفيان الثوري عن
أبي الزبير عن جابر بن عبد الله عن # عمر بن الخطاب # مرفوعا . و أخرجه مسلم من
طريق معقل و هو ابن عبيد الله عن أبي الزبير بهذا الإسناد مثله . و تابعه جماعة
عن أبي الزبير , و قد تقدم بلفظ " لأخرجن اليهود " ( 924 ) . و الحديث استدركه
الحاكم على مسلم فوهم , و عذره في ذلك أن مسلما رحمه الله لم يسق لفظه و إنما
أحال فيه على اللفظ المتقدم هناك و هذا هو السبب في تقصير السيوطي في عدم عزوه
إياه في كتابيه " الجامع الكبير " ( 2 / 119 / 1 ) و " ذيل الجامع الصغير "
و عزاه فيهما للترمذي و الحاكم فقط ! و وقع في " الفتح الكبير " ( 2 / 7 معزوا
لأبي داود مكان الحاكم , و هو تصحيف , و إن كان في نفسه صوابا .
" تنبيه " أورده السيوطي في المصدرين السابقين بلفظ : " أخرجوا اليهود
و النصارى من جزيرة العرب " . و عزاه لمسلم عن عمر و لم أره عنده بهذا اللفظ
مطلقا و إنما بلفظ " المشركين " و من حديث ابن عباس كما تقدم في الحديث قبله .
1135 " اخرج فناد في الناس : من شهد أن لا إله إلا الله وجبت له الجنة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 126 :
أخرجه أبو يعلى في " مسنده " ( ص 35 - مصورة المكتب الإسلامي ) : حدثنا سويد بن
سعيد أخبرنا سويد بن عبد العزيز عن ثابت بن عجلان عن سليم بن عامر قال : سمعت
# أبا بكر # يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . قال : فخرجت
فلقيني عمر بن الخطاب فقال : مالك أبا بكر ? فقلت : قال لي رسول الله صلى الله
عليه وسلم : أخرج ... ( الحديث ) قال عمر : ارجع إلى رسول الله صلى الله عليه
وسلم فإني أخاف أن يتكلوا عليها , فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال
: ما ردك ? فأخبرته بقول عمر , فقال : " صدق " .
قلت : و هذا إسناد ضعيف , و سويد بن عبد العزيز لين الحديث كما في " التقريب "
و به أعله الهيثمي في " المجمع " ( 1 / 15 ) و قال : " و هو متروك " . و سويد
ابن سعيد و هو الأنباري قال الحافظ : " صدوق في نفسه إلا أنه عمي فصار يتلقن ما
ليس من حديثه و أفحش فيه ابن معين القول " .
قلت : و قد يدل على خطئه أو خطأ شيخه أن القصة وقعت لأبي هريرة مع عمر رضي الله
عنهما , كما رواه مسلم ( 1 / 44 - 45 ) من طريق عكرمة بن عمار قال : حدثني أبو
هريرة قال : " كنا قعودا حول رسول الله صلى الله عليه وسلم معنا أبو بكر و عمر
. . . . فقال : يا أبا هريرة - و أعطاني نعليه , قال - اذهب بنعلي هاتين فمن
لقيت من وراء هذا الحائط يشهد أن لا إله إلا الله , مستيقنا بها قلبه فبشره
بالجنة . فكان أول من لقيت عمر فقال . . . . " الحديث نحوه . فهذا يشهد لثبوت
حديث الترجمة لكن عكرمة بن عمار و إن أخرج له مسلم ففيه كلام كثير , و قال
الحافظ : صدوق يغلط , و في روايته عن يحيى بن أبي كثير اضطراب و لم يكن له كتاب
" . و الحديث ذكر له السيوطي في " الجامع الكبير " ( 1 / 27 / 2 ) شاهدا من
حديث أبي الدرداء من رواية الطبراني في " المعجم الكبير " . و أصله في " مسلم "
( 1 / 66 ) من حديث أبي ذر . ثم وجدت القصة قد وقعت لجابر مع عمر رضي الله
عنهما و فيها قال جابر : " بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ناد في
الناس : من قال لا إله إلا الله دخل الجنة , فخرج , فلقيه عمر في الطريق ... "
الحديث نحوه . أخرجه ابن حبان ( 7 - زوائده ) بإسناد صحيح . فلعل النبي صلى
الله عليه وسلم أمر جماعة من الصحابة بالمناداة بذلك فلقيهم عمر و جرى بينه
و بينهم ما جرى . و الله أعلم . و أما ما أخرجه أبو يعلى و البزار عن عمر رضي
الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره أن يؤذن في الناس أنه من شهد أن
لا إله إلا الله وحده لا شريك له مخلصا دخل الجنة , فقال عمر : يا رسول الله :
إذا يتكلوا , فقال : دعهم . فقال الهيثمي في " المجمع " ( 1 / 17 ) : " و في
إسناده عبد الله بن محمد بن عقيل و هو ضعيف لسوء حفظه " .
1136 " أمرت الرسل قبلي ألا تأكل إلا طيبا و لا تعمل إلا صالحا " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 128 :
أخرجه أحمد في " الزهد " ( ص 398 ) و الحاكم ( 4 / 125 - 126 ) عن أبي بكر بن
عبد الله بن أبي مريم عن ضمرة بن حبيب عن # أم عبد الله أخت شداد بن أوس # .
" أنها بعثت إلى النبي صلى الله عليه وسلم بقدح لبن عند فطره , و ذلك في طول
النهار و شدة الحر , فرد إليها رسولها : أنى لك هذا اللبن ? فقالت : لبن من شاة
لي , فرد إليها رسولها : أنى لك هذه الشاة ? قالت : اشتريتها من مالي . فشرب ,
فلما كان من الغد أتت أم عبد الله رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : يا
رسول الله بعثت إليك بذلك اللبن مرثية لك من طول النهار و شدة الحر , فرددت إلي
فيه الرسول , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره . و قال الحاكم :
" صحيح الإسناد " . و رده الذهبي بقوله : " قلت : ابن أبي مريم واه " .
قلت : لكن يشهد له حديث أبي هريرة مرفوعا بلفظ : " أيها الناس إن الله طيب لا
يقبل إلا طيبا و إن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين , فقال *( يا أيها
الرسل كلوا من الطيبات و اعملوا صالحا , إني بما تعملون عليم )* . . . " .
الحديث . أخرجه مسلم ( 3 / 85 ) و الترمذي ( 2992 ) و الدارمي ( 2 / 300 )
و أحمد ( 2 / 328 ) من طريق الفضيل بن مرزوق عن عدي بن ثابت عن أبي حازم عنه به
. قلت : و إسناده حسن , فإن فضيل بن مرزوق صدوق يهم كما قال الحافظ في
" التقريب " .
1137 " المؤمن من أهل الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد , يألم المؤمن لما يصيب أهل
الإيمان كما يألم الرأس لما يصيب الجسد " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 129 :
رواه أحمد ( 5 / 340 ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 8 / 190 ) و القضاعي ( 3 / 2
/ 2 ) عن مصعب بن ثابت عن أبي حازم عن # سهل بن سعد # مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف و رجاله ثقات غير مصعب هذا قال الحافظ : " لين الحديث "
. و قد تابعه زهير بن محمد عن أبي حازم إلا أنه قال : عن أبي هريرة مرفوعا به
مختصرا بلفظ : " المؤمن من المؤمن بمنزلة الرأس من الجسد , كذلك المؤمن يؤلمه
ما يصيب المؤمنين " . أخرجه عبد الله بن أحمد في " زوائد الزهد " ( ص 367 ) :
حدثني الوليد بن شجاع حدثني الوليد بن مسلم حدثني زهير بن محمد به .
قلت : و رجاله ثقات رجال مسلم لكن زهيرا هذا قال الحافظ في " التقريب " :
" رواية أهل الشام عنه غير مستقيمة فضعف بسببها " .
قلت : و هذا الحديث منها , فإن الوليد بن مسلم شامي , ثم هو مدلس تدليس التسوية
. لكن يشهد له حديث النعمان بن بشير قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" المؤمنون كرجل واحد إذا اشتكى رأسه اشتكى كله و إن اشتكى عينه اشتكى كله " .
أخرجه مسلم ( 8 / 20 ) و أحمد ( 4 / 271 , 276 ) و أبو نعيم في " الحلية "
( 4 / 126 ) من طريقين عنه .
1138 " ما من دعوة يدعو بها العبد أفضل من : اللهم إني أسألك المعافاة في الدنيا
و الآخرة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 130 :
أخرجه ابن ماجة ( 2 / 435 ) من طريق هشام صاحب الدستوائي عن قتادة عن العلاء
ابن زيادة العدوي عن # أبي هريرة # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
فذكره . و قال البوصيري في " الزوائد " ( 232 / 2 ) : " هذا إسناد صحيح , رجاله
ثقات , العلاء بن زياد ذكره ابن حبان في " الثقات " و لم أر من تكلم فيه و باقي
رجال الإسناد ثقات " .
قلت : و قد اختلف فيه على قتادة , فرواه الدستوائي عنه هكذا , و قال همام عنه
عن العلاء بن زياد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره مرسلا . أخرجه
أحمد في " الزهد " ( 255 ) . و قال عمران القطان : عنه عن العلاء بن زياد عن
معاذ بن جبل أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره . أخرجه أبو نعيم في
" الحلية " ( 2 / 247 ) و قال : " لم يتابع أحد من أصحاب قتادة عمران القطان
عليه عن معاذ بن جبل , و رواه همام و غيره عن قتادة عن العلاء مرسلا , و رواه
وكيع عن هشام عن قتادة عن العلاء عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم " .
و حديث معاذ أورده الهيثمي في " المجمع " ( 10 / 175 ) و قال : " رواه الطبراني
و رجاله رجال " الصحيح " غير العلاء بن زياد و هو ثقة و لكنه لم يسمع من معاذ "
. و ذكر له شاهدا من حديث أبي الدرداء مرفوعا بلفظ : " ما سأل العباد شيئا أفضل
من أن يغفر لهم و يعافيهم " . رواه البزار و رجاله رجال " الصحيح " .
1139 " لو كان لي مثل أحد ذهبا لسرني أن لا تمر علي ثلاث ليال عندي منه شيء إلا
شيئا أرصده لدين " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 131 :
أخرجه البخاري ( 3 / 83 , 7 / 178 ) عن يونس عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد
الله بن عتبة قال : قال # أبو هريرة # رضي الله عنه مرفوعا . و قال : رواه صالح
و عقيل عن الزهري .
قلت : و له طريق أخرى عن أبي هريرة بلفظ : ما يسرني أن لي . و يأتي .
طريق ثالث : بلفظ : ما أحب أن لي . و تأتي أيضا .
1140 " سورة تبارك هي المانعة من عذاب القبر " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 131 :
أبو الشيخ في " طبقات الأصبهانيين " ( 264 ) حدثنا إسحاق قال : حدثنا أحمد بن
منيع في " كتاب فضائل القرآن " قال : حدثنا أبو أحمد الزبيري قال : حدثنا سفيان
عن عاصم عن زر عن # عبد الله # مرفوعا . أورده في ترجمة إسحاق هذا , و هو إسحاق
ابن إبراهيم بن جميل يلقب " بشحه " و قال : " شيخ صدوق صاحب أصول من المعمرين
كان قد قارب المائة , عنده " المسند " عن أحمد بن منيع و كتب هشيم " . قلت : و
سائر الرجال موثوقون معروفون فالسند حسن و قد أخرجه الحاكم ( 2 / 498 ) من طريق
عبد الله أنبأنا سفيان به موقوفا أتم منه , و هو في حكم المرفوع و قال : " صحيح
الإسناد " و وافقه الذهبي . و يشهد له حديث ابن عباس قال : " ضرب بعض أصحاب
النبي صلى الله عليه وسلم خباءه على قبر و هو لا يحسب أنه قبر , فإذا فيه إنسان
يقرأ سورة *( تبارك الذي بيده الملك )* حتى ختمها , فأتى النبي صلى الله عليه
وسلم فقال : يا رسول الله إني ضربت خبائي على قبر , و أنا لا أحسب أنه قبر ,
فإذا فيه إنسان يقرأ سورة ( تبارك الملك ) حتى ختمها , فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم : " هي المانعة , هي المنجية تنجيه من عذاب القبر " . أخرجه الترمذي
( 2 / 146 ) و ابن نصر ( 66 ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 3 / 81 ) من طريق
يحيى بن عمرو بن مالك النكري عن أبيه عن أبي الجوزاء عنه . و قال الترمذي :
" حديث حسن غريب " . و قال أبو نعيم : " لم نكتبه مرفوعا مجودا إلا من حديث
يحيى بن عمرو عن أبيه " .
قلت : أبوه عمرو بن مالك صدوق له أوهام . و ابنه يحيى ضعيف و يقال : إن حماد بن
زيد كذبه كما في " التقريب " , و ساق له في " الميزان " من مناكيره أحاديث هذا
أحدها .
1141 " إن الله عز وجل زادكم صلاة إلى صلاتكم هي خير لكم من حمر النعم ألا و هي
الركعتان قبل صلاة الفجر " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 132 :
أخرجه البيهقي ( 2 / 469 ) من طريق عمر بن محمد بن بجير حدثنا العباس بن الوليد
الخلال بدمشق حدثنا مروان بن محمد الدمشقي حدثنا معاوية بن سلام عن يحيى بن أبي
كثير عن أبي نضرة العبدي عن # أبي سعيد الخدري # قال : قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم : فذكره . قال العباس بن الوليد : قال لي يحيى بن معين : هذا حديث
غريب من حديث معاوية بن سلام , و معاوية بن سلام محدث أهل الشام و هو صدوق
الحديث و من لم يكتب حديثه مسنده و منقطعه فليس بصاحب حديث , و بلغني عن محمد
ابن إسحاق بن خزيمة أنه قال : لو أمكنني أن أرحل إلى ابن بجير لرحلت إليه في
هذا الحديث . ثم ساق البيهقي إسناده إلى ابن خزيمة بهذه الحكاية .
قلت : و ابن بجير حافظ كبير صدوق و من فوقه ثقات من رجال مسلم غير العباس بن
الوليد الخلال و هو صدوق أيضا , فالإسناد جيد . و هو كما قال البيهقي أصح من
إسناد حديث خارجة في الوتر أنها خير من حمر النعم , و قد بينت علته في " ضعيف
السنن " ( 255 ) . و مضى له شاهد مختصر ( رقم 108 ) .
1142 " عائشة زوجي في الجنة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 133 :
أخرجه ابن سعد ( 8 / 66 ) عن # مسلم البطين # قال : قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم : فذكره .
قلت : و هذا إسناد رجاله ثقات رجال مسلم غير أنه مرسل لأن مسلما و هو ابن عمران
البطين من صغار التابعين و لكن من المراسيل الصحيحة لأن له شواهد كثيرة تدل على
ذلك : الأول : عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر فاطمة رضي الله
عنها قالت : فتكلمت أنا فقال : " أما ترضين أن تكوني زوجتي في الدنيا و الآخرة
? قلت : بلى , قال : فأنت زوجتي في الدنيا و الآخرة " .أخرجه الحاكم ( 4 / 10
) من طريق أبي العنبس سعيد بن كثير عن أبيه قال : حدثتنا عائشة ... و قال :
" أبو العنبس هذا ثقة , و الحديث صحيح " . و وافقه الذهبي .
قلت : و أبو كثير بن عبيد التيمي و ثقة ابن حبان , و روى عنه جمع .
الثاني : عنها أيضا قالت : " قلت : يا رسول الله من من أزواجك في الجنة ? قال :
أما إنك منهن " . أخرجه الحاكم ( 4 / 13 ) من طريق يوسف بن يعقوب الماجشون :
حدثني أبي عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عنها و قال : " صحيح الإسناد " .
و وافقه الذهبي .
و أقول : هو على شرط مسلم . و أخرجه ابن سعد ( 8 / 65 ) من طريق أسامة بن زيد
الليثي عن أبي سلمة الماجشون عن أبي محمد مولى الغفارين أن عائشة قالت : فذكره
نحوه . و أبو سلمة هذا هو والد يعقوب المتقدم و لم أجد من ترجمه .
الرابع : عن القاسم بن محمد أن عائشة اشتكت , فجاء ابن عباس فقال : يا أم
المؤمنين تقدمين على فرط صدق على رسول الله صلى الله عليه وسلم و على أبي بكر .
أخرجه البخاري ( 7 / 85 - فتح ) , و الحاكم ( 4 / 9 ) من طريق أخرى عن ابن عباس
و قال : " صحيح الإسناد " . و وافقه الذهبي .
قلت : و هو على شرط مسلم .
الخامس : عن أبي وائل قال : " لما بعث علي عمار و الحسن إلى الكوفة ليستنفرهم ,
خطب عمار فقال : إني لأعلم أنها زوجته في الدنيا و الآخرة و لكن الله ابتلاكم
لتتبعوه أو إياها " . أخرجه البخاري و أحمد ( 4 / 265 ) . و أخرجه الحاكم ( 4 /
6 ) من طريق عبد الله بن زياد الأسدي قال : سمعت عمار بن ياسر يحلف بالله أنها
زوجته صلى الله عليه وسلم في الدنيا و الآخرة و قال : " صحيح على شرط الشيخين "
. و وافقه الذهبي .
قلت : عبد الله بن زياد و أبو بكر بن عياش - الذي في الطريق إليه - لم يخرج
لهما مسلم شيئا . قال ابن التين في حديث البخاري : " فيه أنه قطع لها بالجنة
إذا لا يقول ذلك إلا بتوقيف " .
1143 " يقول الله : يا ابن آدم أنى تعجزني و قد خلقتكك من مثل هذه حتى إذا سويتك
و عدلتك مشيت بين بردتين و للأرض منك وئيد ـ يعني شكوى ـ فجمعت و منعت حتى إذا
بلغت التراقي قلت : أتصدق , و أنى أوان الصدقة ?! " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 134 :
أخرجه ابن ماجه ( 2 / 157 ) مختصرا و الحاكم ( 2 / 502 و 323 ) و أحمد ( 4 /
210 ) و ابن سعد ( 7 / 427 ) من طريق حريز بن عثمان حدثنا عبد الرحمن بن ميسرة
عن جبير بن نفير عن # بسر بن جحاش القرشي # قال : " تلا رسول الله صلى الله
عليه وسلم هذه الآية *( فما للذين كفروا قبلك مهطعين , عن اليمين و عن الشمال
عزين , أيطمع كل امرئ منهم أن يدخل جنة نعيم . كلا إنا خلقناهم مما يعلمون )*
, ثم بزق رسول الله صلى الله عليه وسلم على كفه فقال " فذكره . و السياق للحاكم
و قال : " صحيح الإسناد " . و وافقه الذهبي , و قال البوصيري في " الزوائد "
( ق 168 / 1 ) : " إسناده صحيح , و رجاله ثقات " . و هو كما قالوا .
1144 " يطلع الله تبارك و تعالى إلى خلقه ليلة النصف من شعبان , فيغفر لجميع خلقه
إلا لمشرك أو مشاحن " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 135 :
حديث صحيح , روي عن جماعة من الصحابة من طرق مختلفة يشد بعضها بعضا و هم # معاذ
ابن جبل و أبو ثعلبة الخشني و عبد الله بن عمرو و أبي موسى الأشعري و أبي هريرة
و أبي بكر الصديق و عوف ابن مالك و عائشة # .
1 - أما حديث معاذ فيرويه مكحول عن مالك بن يخامر عنه مرفوعا به . أخرجه ابن
أبي عاصم في " السنة " رقم ( 512 - بتحقيقي ) حدثنا هشام بن خالد حدثنا أبو
خليد عتبة بن حماد عن الأوزاعي و ابن ثوبان ( عن أبيه ) عن مكحول به . و من هذا
الوجه أخرجه ابن حبان ( 1980 ) و أبو الحسن القزويني في " الأمالي " ( 4 / 2 )
و أبو محمد الجوهري في " المجلس السابع " ( 3 / 2 ) و محمد بن سليمان الربعي في
" جزء من حديثه " ( 217 / 1 و 218 / 1 ) و أبو القاسم الحسيني في " الأمالي "
( ق 12 / 1 ) و البيهقي في " شعب الإيمان " ( 2 / 288 / 2 ) و ابن عساكر في "
التاريخ " ( 15 / 302 / 2 ) و الحافظ عبد الغني المقدسي في " الثالث و التسعين
من تخريجه " ( ق 44 / 2 ) و ابن المحب في " صفات رب العالمين " ( 7 / 2 و 129 /
2 ) و قال :" قال الذهبي : مكحول لم يلق مالك بن يخامر " .
قلت : و لولا ذلك لكان الإسناد حسنا , فإن رجاله موثوقون , و قال الهيثمي في
" مجمع الزوائد " ( 8 / 65 ) : " رواه الطبراني في " الكبير " و " الأوسط "
و رجالهما ثقات " .
2 - و أما حديث أبي ثعلبة فيرويه الأحوص بن حكيم عن مهاصر بن حبيب عنه . أخرجه
ابن أبي عاصم ( ق 42 - 43 ) و محمد بن عثمان بن أبي شيبة في " العرش " ( 118 /
2 ) و أبو القاسم الأزجي في " حديثه " ( 67 / 1 ) و اللالكائي في " السنة " ( 1
/ 99 - 100 ) و كذا الطبراني كما في " المجمع " و قال : " و الأحوص بن حكيم
ضعيف " . و ذكر المنذري في " الترغيب " ( 3 / 283 ) أن الطبراني و البيهقي أيضا
أخرجه عن مكحول عن أبي ثعلبة , و قال البيهقي : " و هو بين مكحول و أبي ثعلبة
مرسل جيد " .
3 - و أما حديث عبد الله بن عمرو فيرويه ابن لهيعة حدثنا حيي بن عبد الله عن
أبي عبد الرحمن الحبلي عنه . أخرجه أحمد ( رقم 6642 ) .
قلت : و هذا إسناد لا بأس به في المتابعات و الشواهد , قال الهيثمي : " و ابن
لهيعة لين الحديث و بقية رجاله وثقوا " . و قال الحافظ المنذري : ( 3 / 283 )
" و إسناده لين " .
قلت : لكن تابعه رشدين بن سعد بن حيي به . أخرجه ابن حيويه في " حديثه " . ( 3
/ 10 / 1 ) فالحديث حسن .
4 - و أما حديث أبي موسى فيرويه ابن لهيعة أيضا عن الزبير بن سليم عن الضحاك بن
عبد الرحمن عن أبيه قال : سمعت أبا موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه .
أخرجه ابن ماجه ( 1390 ) و ابن أبي عاصم اللالكائي .
قلت : و هذا إسناد ضعيف من أجل ابن لهيعة . و عبد الرحمن و هو ابن عرزب والد
الضحاك مجهول . و أسقطه ابن ماجه في رواية له عن ابن لهيعة .
5 - و أما حديث أبي هريرة فيرويه هشام بن عبد الرحمن عن الأعمش عن أبي صالح
عنه مرفوعا بلفظ : " إذا كان ليلة النصف من شعبان يغفر الله لعباده إلا لمشرك
أو مشاحن " . أخرجه البزار في " مسنده " ( ص 245 - زوائده ) . قال الهيثمي :
" و هشام بن عبد الرحمن لم أعرفه , و بقية رجاله ثقات " .
6 - و أما حديث أبي بكر الصديق فيرويه عبد الملك بن عبد الملك عن مصعب بن أبي
ذئب عن القاسم بن محمد عن أبيه أو عمه عنه . أخرجه البزار أيضا و ابن خزيمة في
" التوحيد " ( ص 90 ) و ابن أبي عاصم و اللالكائي في " السنة " ( 1 / 99 / 1 )
و أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2 / 2 ) و البيهقي كما في " الترغيب " ( 3 /
283 ) و قال : " لا بأس بإسناده " ! و قال الهيثمي : " و عبد الملك بن عبد
الملك ذكره ابن أبي حاتم في " الجرح و التعديل " و لم يضعفه . و بقية رجاله
ثقات " ! كذا قالا , و عبد الملك هذا قال البخاري : " في حديثه نظر " . يريد
هذا الحديث كما في " الميزان ".
7 - و أما حديث عوف ابن مالك فيرويه ابن لهيعة عن عبد الرحمن ابن أنعم عن عبادة
ابن نسي عن كثير بن مرة عنه . أخرجه أبو محمد الجوهري في " المجلس السابع "
و البزار في " مسنده " ( ص 245 ) و قال : " إسناده ضعيف " .
قلت : و علته عبد الرحمن هذا و به أعله الهيثمي فقال : " و ثقة أحمد بن صالح
و ضعفه جمهور الأئمة , و ابن لهيعة لين و بقية رجاله ثقات " .
قلت : و خالفه مكحول فرواه عن كثير بن مرة عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا .
رواه البيهقي و قال : " هذا مرسل جيد " . كما قال المنذري . أخرجه اللالكائي
( 1 / 102 / 1 ) عن عطاء بن يسار و مكحول و الفضل بن فضالة بأسانيد مختلفة عنهم
موقوفا عليهم و مثل ذلك في حكم المرفوع لأنه لا يقال بمجرد الرأي . و قد قال
الحافظ ابن رجب في " لطائف المعارف " ( ص 143 ) : " و في فضل ليلة نصف شعبان
أحاديث متعددة و قد اختلف فيها , فضعفها الأكثرون و صحح ابن حبان بعضها و خرجه
في " صحيحه " و من أمثلها حديث عائشة قالت : فقدت النبي صلى الله عليه وسلم ...
" الحديث .
8 - و أما حديث عائشة فيرويه حجاج عن يحيى بن أبي كثير عن عروة عنه مرفوعا بلفظ
: " إن الله تعالى ينزل ليلة النصف من شعبان إلى السماء الدنيا , فيغفر لأكثر
من عدد شعر غنم كلب " . أخرجه الترمذي ( 1 / 143 ) و ابن ماجه ( 1389 )
و اللالكائي ( 1 / 101 / 2 ) و أحمد ( 6 / 238 ) و عبد بن حميد في " المنتخب من
المسند " ( 194 / 1 - مصورة المكتب ) و فيه قصة عائشة في فقدها النبي صلى الله
عليه وسلم ذات ليلة . و رجاله ثقات لكن حجاج و هو ابن أرطأة مدلس و قد عنعنه ,
و قال الترمذي " و سمعت محمد ( يعني البخاري ) : يضعف هذا الحديث " .
و جملة القول أن الحديث بمجموع هذه الطرق صحيح بلا ريب و الصحة تثبت بأقل منها
عددا ما دامت سالمة من الضعف الشديد كما هو الشأن في هذا الحديث , فما نقله
الشيخ القاسمي رحمه الله تعالى في " إصلاح المساجد " ( ص 107 ) عن أهل التعديل
و التجريح أنه ليس في فضل ليلة النصف من شعبان حديث صحيح , فليس مما ينبغي
الاعتماد عليه , و لئن كان أحد منهم أطلق مثل هذا القول فإنما أوتي من قبل
التسرع و عدم وسع الجهد لتتبع الطرق على هذا النحو الذي بين يديك . و الله
تعالى هو الموفق .
1145 " يسلم الراكب على الماشي و الماشي على القاعد و القليل على الكثير " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 139 :
أخرجه البخاري ( 7 / 127 ) و مسلم ( 7 / 2 ) و البخاري أيضا في " الأدب المفرد
" ( 144 و 145 ) و أبو داود ( 2 / 343 ) و أحمد ( 2 / 325 و 510 ) كلهم من طريق
ابن جريح قال : أخبرني زياد أن ثابتا مولى عبد الرحمن بن زيد أخبره أنه سمع
# أبا هريرة # قال : فذكره مرفوعا . و له عنه طرق أخرى يأتي ذكرها قريبا . و له
شاهد من حديث فضالة بن عبيد . أخرجه البخاري في "الأدب المفرد " ( 145 ) و ابن
حبان ( 1936 ) و أحمد في المسند ( 6 / 20 ) عن أبي هاني أن أبا علي الجنبي حدثه
عنه مرفوعا بهذا اللفظ , و رواه الدارمي ( 2 / 276 ) نحوه . و هذا سند صحيح .
و ورد بلفظ آخر يأتي قريبا , و له طريق آخر بلفظ : " يسلم الراكب على الماشي
و الماشي على القاعد و القليل على الكثير و الصغير على الكبير " . أخرجه
الترمذي ( 2 / 118 ) و أحمد ( 2 / 510 ) عن روح بن عبادة عن حبيب بن الشهيد عن
الحسن عن أبي هريرة مرفوعا به . و هذا سند رجاله ثقات رجال الشيخين إلا أنه
منقطع , قال الترمذي : " و قال أيوب السختياني و يونس بن عبيد و علي بن زيد أن
الحسن لم يسمع من أبي هريرة " . لكن له طريق أخرى عن أبي هريرة تأتي قريبا .
1146 " يسلم الراكب على الماشي و الماشي على القاعد و الماشيان أيهما يبدأ بالسلام
فهو أفضل " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 139 :
أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ( 143 و 144 و 145 ) و ابن حبان ( 1935 ) من
طريق ابن جريج قال : أنبأنا أبو الزبير أنه سمع # جابرا # يقول : فذكره موقوفا
عليه . و له حكم المرفوع لاسيما و قد ورد كذلك مرفوعا . قال الحافظ بن حجر في
فتح الباري ( 11 / 13 ) : سنده صحيح .
قلت : و رجاله ثقات رجال مسلم و قد صرح كل من ابن جريج و أبي الزبير بالسماع
فأمنا بذلك شبهة تدليسهما . و أما المرفوع فقال الحافظ : " و أخرج أبو عوانة و
ابن حبان في صحيحيهما و البزار من وجه آخر عن ابن جريج الحديث بتمامه مرفوعا "
. و قال شيخه الهيثمي في " المجمع " ( 8 / 36 ) : " رواه البزار و رجاله رجال
الصحيح " .
1147 " يسلم الراكب على الراجل و الراجل على الجالس و الأقل على الأكثر , فمن أجاب
السلام كان له و من لم يجب فلا شيء له " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 140 :
أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ص ( 144 ) و أحمد ( 3 / 444 ) عن يحيى بن
أبي كثير عن زيد بن سلام عن جده أبي راشد الحبراني عن # عبد الرحمن بن شبل #
قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم : فذكره . قال الحافظ : ( 11 / 13 ) :
سنده صحيح .
قلت : و رجاله كلهم ثقات رجال مسلم غير أبي راشد الحبراني و هو ثقة كما قال في
" التقريب ". و اعلم أن الإسناد هكذا سياقه عند البخاري , و أما أحمد فلم يذكر
فيه أبا راشد هذا فصار الإسناد بذلك هكذا عن زيد بن سلام عن جده عن عبد الرحمن
ابن شبل . و جده هذا هو أبو سلام ممطور و هو من رجال مسلم و لذلك قال الهيثمي
( 8 / 36 ) و قد ذكر الحديث من طريقه : " رواه الطبراني و اللفظ له و أحمد
و رجالهما رجال الصحيح " . و أنا أخشى أن يكون وقع في كل من سندي أحمد
و البخاري سقط من قلم النساخ فسقط من سند البخاري حرف ( عن ) بين جده و أبي
راشد و سقط من المسند ( أبي راشد ) أعني أن الصواب في الإسناد : عن زيد بن سلام
عن جده عن أبي راشد عن عبد الرحمن . و يؤيد ما ذهبت إليه أمران : الأول : أنهم
لم يذكروا لزيد بن سلام رواية عن أبي راشد مباشرة بل بواسطة ممطور هذا .
و الثاني : أنهم لم يذكروا أيضا أن أبا راشد هو جد زيد بن سلام . و يقوي ذلك أن
أحمد روى لعبد الرحمن بن شبل حديثا آخر بهذا الإسناد على الصواب من طريق همام
و عفان قالا : حدثنا يحيى بن أبي كثير عن زيد عن أبي سلام عن أبي راشد الحبراني
عن عبد الرحمن بن شبل . و الله أعلم .
1148 " يسلم الراكب على الماشي و إذا سلم من القوم أحد أجزأ عنهم " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 141 :
أخرجه مالك ( 3 / 132 ) عن # زيد بن أسلم # أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال : فذكره . و زيد بن أسلم ثقة عالم من رجال الستة و كان يرسل و هذا من
مرسلاته . و له شاهد لكنه بسند ضعيف عن الحسين بن علي قال : قيل يا رسول الله :
القوم يأتون الدار فيستأذن واحد منهم أيجزئ عنهم جميعا ? قال : نعم . قيل :
فيرد رجل من القوم أيجزئ عن الجميع ? قال : نعم . قيل فالقوم يمرون فيسلم واحد
منهم أيجزئ عن الجميع ? قال : نعم . قيل : فيرد رجل من القوم أيجزئ عن الجميع ?
قال : نعم . ذكره في " المجمع " ( 8 / 35 ) و قال : " رواه الطبراني و فيه كثير
ابن يحيى و هو ضعيف " . لكن للحديث شاهد آخر من حديث علي مخرج في " الإرواء "
( 770 ) .
1149 " يسلم الصغير على الكبير و المار على القاعد و القليل على الكثير " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 141 :
أخرجه البخاري ( 7 / 127 ) و أبو داود ( 2 / 342 - 343 ) و الترمذي ( 2 / 118 )
و صححه و أحمد ( 2 / 314 ) من طريق همام بن منبه عن # أبي هريرة # مرفوعا .
و له عند البخاري في " الأدب المفرد " ( 145 ) طريق أخرى فقال : حدثنا أحمد بن
أبي عمرو قال : حدثني أبي قال : حدثني إبراهيم عن موسى بن عقبة عن صفوان بن
سليم عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة مرفوعا به إلا أنه قال : " و الماشي على
القاعد ". و هذا سند صحيح رجاله كلهم رجال البخاري في " صحيحه " , و قد أخرجه
فيه ( 7 / 127 - 128 ) معلقا عن إبراهيم بن طهمان به .
1150 " يسلم الفارس على الماشي و الماشي على القاعد و القليل على الكثير " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 142 :
أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ( 145 ) و الترمذي ( 2 / 118 ) و أحمد ( 6 /
19 ) من طريق أبي هاني حميد بن هاني الخولاني عن أبي علي الجنبي عن # فضالة بن
عبيد # مرفوعا : و قال الترمذي : " حديث حسن صحيح و أبو علي الجنبي اسمه عمرو
ابن مالك " . و رواه النسائي و ابن حبان في " صحيحه " كما في " الفتح " ( 11 /
12 ) . و قد ورد بلفظ : ( يسلم الراكب ) و قد مضى قريبا .
1151 " يسرا و لا تعسرا و بشرا و لا تنفرا و تطاوعا و لا تختلفا " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 142 :
أخرجه البخاري ( 4 / 26 - 5 / 108 و 7 / 101 و 8 / 114 ) و مسلم ( 5 / 141 )
و الطيالسي ( ص 67 رقم 496 ) و أحمد ( 4 / 412 و 417 ) من طريق شعبة عن # سعيد
ابن أبي بردة عن أبيه عن جده # أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه و معاذا إلى
اليمن فقال : فذكره . و قد ورد بلفظين آخرين : أحدهما : " كان إذا بعث أحدا من
أصحابه " و الآخر : " ادعوا الناس " و قد سبقا . و له شاهد بلفظ : ( يسروا و لا
تعسروا و سكنوا و لا تنفروا ) . أخرجه البخاري ( 7 / 101 ) و مسلم ( 5 / 141 )
من حديث أنس . و كذلك أخرجه أحمد ( 3 / 131 ) .
1152 " لا يعدي شيء شيئا لا يعدي شيء شيئا ( ثلاثا ) . فقام أعرابي فقال : يا رسول
الله إن النقبة تكون بمشفر البعير أو بعجبه فتشمل الإبل جربا ? قال : فسكت ساعة
فقال : ما أعدى الأول ? لا عدوى و لا صفر و لا هامة , خلق الله كل نفس فكتب
حياتها و موتها و مصيباتها و رزقها " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 143 :
أخرجه أحمد ( 2 / 327 ) و اللفظ له و الطحاوي ( 2 / 378 ) و أبو عبيد في " غريب
الحديث " ( ق 56 / 1 ) و أبو حفص الكناني في " الأمالي " ( 1 / 9 / 2 ) من طريق
عبد الله بن شبرمة عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير عن # أبي هريرة # مرفوعا .
و هذا إسناد صحيح على شرط مسلم , و خالفه عمارة بن القعقاع فرواه عن أبي زرعة
ابن عمرو بن جرير قال : حدثنا صاحب لنا عن ابن مسعود قال : قام فينا رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقال : فذكره . أخرجه الترمذي ( 2 / 21 ) و الطحاوي أيضا
و أحمد ( 1 / 440 ) , و تابعه سعيد بن مسروق فرواه عن عمارة عن أبي زرعة عن رجل
من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه
وسلم مثله . و هذا إسناد صحيح أيضا . و لعل هذا الرجل الذي لم يسم من أصحابه هو
أبو هريرة كما في الرواية الأولى و عليه فأبو زرعة يروي الحديث عن أبي هريرة عن
النبي صلى الله عليه وسلم تارة بدون واسطة و أخرى عنه عن ابن مسعود رضي الله
عنه . و لأبي هريرة حديث آخر بلفظ ( لا عدوى ) و قد مضى . و لطرفه الأول شاهد
بلفظ : " لا يعدي سقيم صحيحا " . أخرجه الطحاوي ( 2 / 377 ) من طريق الوليد بن
عقبة الشيباني قال : حدثنا حمزة الزيات عن حبيب بن أبي ثابت عن ثعلبة بن يزيد
الحماني عن علي بن أبي طالب مرفوعا . و هذا سند ضعيف . ابن أبي ثابت كثير
التدليس و ثعلبة بن يزيد صدوق نسي كما في " التقريب " . و قد روى الحديث أتم
منه فانظر : ( لا صفر ) .
1153 " ثلاثة يؤتون أجورهم مرتين : رجل كانت له أمة فأدبها فأحسن تأديبها و علمها
فأحسن تعليمها , ثم أعتقها فتزوجها , و مملوك أعطى حق ربه عز وجل و حق مواليه
, و رجل آمن بكتابه و بمحمد صلى الله عليه وسلم " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 144 :
أخرجه البخاري ( 1 / 154 و 6 / 109 ) و " الأدب المفرد " ( 31 ) و مسلم ( 1 /
93 ) و النسائي ( 2 / 87 ) و الترمذي ( 1 / 208 طبع بولاق ) و صححه و الدارمي
( 2 / 154 - 155 ) و الطيالسي رقم ( 520 ) و سعيد بن منصور في " سننه " ( 913 و
914 ) و أحمد ( 4 / 402 و 405 ) و الطبراني في " الصغير " ( ص 22 - هند ) من
طرق عن الشعبي عن # أبي بردة بن أبي موسى الأشعري عن أبيه # مرفوعا به .
قال الشعبي : خذها بغير شيء و لو سرت فيها إلى ( كرمان ) لكان ذلك يسيرا .
و السياق لأحمد . و زاد مسلم و غيره في أوله عن صالح بن صالح الهمداني قال :
" رأيت رجلا من أهل خراسان سأل الشعبي فقال : يا أبا عمرو ! إن من قبلنا من أهل
خراسان يقولون في الرجل إذا أعتق أمته ثم تزوجها فهو كالراكب بدنته ? فقال
الشعبي : حدثني أبو بردة ... الخ . و قد ورد بألفاظ أخرى كاملا و مختصرا فانظر
: ( إذا أعتق الرجل ) , ( أيما رجل كانت عنده ) , ( للمملوك الذي يحسن ) , ( من
كانت له جارية ) . و لبعضه شواهد فراجع ( إذا أدى العبد ) , ( من أسلم من أهل
الكتاب ) .
تنبيهان : الأول : في أكثر الروايات : " أمة " و هي رواية الشيخين و أحمد
و غيرهم . و في رواية للبخاري و غيره : " جارية " . و في أخرى له : " وليدة " .
قال الحافظ في " الفتح " ( 9 / 103 ) : " أي أمة و أصلها ما ولد من الإماء من
ملك الرجل , ثم أطلق ذلك على كل أمة " .
و الآخر : وقع في " الأدب المفرد " للبخاري في سؤال الرجل للشعبي : " إنا نتحدث
عندنا أن الرجل إذا أعتق أم ولده " . و هذا خطأ عندي أو رواية بالمعنى بالنظر
إلى ما تصير إليه الأمة فيما بعد , أقول هذا لأن هذه اللفظة تفرد بها المحاربي
- و اسمه عبد الرحمن بن محمد الكوفي - فإنه و إن كان ثقة من رجال الشيخين فقد
تكلم فيه من قبل حفظه , فقال ابن سعد : ثقة كثير الغلط , و قال عثمان الدارمي
و عبد الرحمن : ليس بذاك . و قال الساجي : صدوق يهم . و هو إلى ذلك قد خالفه
ثقتان , هشيم و سفيان و هو ابن عيينة فقالا : " ... إذا أعتق أمته " . أخرجه
سعيد بن منصور عنهما , و كذا مسلم إلا أنه لم يسق لفظ سفيان و الدارمي عن هشيم
و صرح هذا بالتحديث عند سعيد . فما اتفق عليه هذا الثقتان أولى بالاعتماد من
رواية المحاربي مع ما فيه من الكلام المتقدم , فروايته شاذة , و كأن البخاري
رحمه الله أشار إلى ذلك في " الصحيح " , فإنه لما ساق الحديث فيه في " كتاب
العلم " لم يذكر فيه سؤال الرجل مطلقا مع أنه رواه فيه بإسناده و لفظه في
" الأدب المفرد " , فكأنه فعل ذلك عمدا إشارة منه إلى شذوذ هذه اللفظة التي
وقعت في روايته و هذا من دقيق علمه و نقده , و الله أعلم .
1154 " الشفاء في ثلاثة : في شرطة محجم أو شربة عسل أو كية بنار و أنهى أمتي عن الكي
" .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 145 :
أخرجه البخاري ( 1 / 112 و 113 ) و ابن ماجه ( 2 / 352 و 353 ) و أحمد ( 1 /
245 و 246 ) و الطبراني في " المعجم الكبير " ( 3 / 153 / 1 ) عن مروان بن شجاع
عن سالم الأفطس عن سعيد بن جبير عن # ابن عباس # مرفوعا . و للحديث شاهد بلفظ :
( إن كان في شيء من أدويتكم ) . و قد مر برقم ( 245 ) .
1155 " قريش ولاة الناس في الخير و الشر إلى يوم القيامة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 145 :
أخرجه الترمذي ( 2 / 36 طبع بولاق ) عن حبيب بن زبير قال : سمعت عبد الله بن
أبي الهذيل يقول : كان ناس من ربيعة عند عمرو بن العاص , فقال رجل من بكر بن
وائل : لتنتهين قريش أو ليجعلن الله هذا الأمر في جمهور من العرب و غيرهم ,
فقال # عمرو بن العاص # : كذبت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره
. و هذا إسناد صحيح . و من هذا الوجه أخرجه أحمد ( 4 / 203 ) و ابن أبي عاصم في
" السنة " ( 1009 - 1011 بتحقيقي ) . و قال الترمذي : " حديث حسن غريب صحيح " .
و له شاهد بلفظ : " قريش ولاة هذا الأمر , فبر الناس تبع لبرهم , و فاجرهم تبع
لفاجرهم " .
1156 " قريش ولاة هذا الأمر , فبر الناس تبع لبرهم و فاجرهم تبع لفاجرهم " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 146 :
هو من حديث # أبي بكر الصديق # و سعد بن عبادة , و فيه قصة يرويها حميد بن عبد
الرحمن قال : توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم و أبو بكر في طائفة من المدينة
, قال : فجاء فكشف عن وجهه فقبله , و قال : فداك أبي و أمي ما أطيبك حيا و ميتا
, مات محمد و رب الكعبة : فذكر الحديث . قال : فانطلق أبو بكر و عمر يتقاودان
حتى أتوهم , فتكلم أبو بكر و لم يترك شيئا أنزل في الأنصار و لا ذكره رسول الله
صلى الله عليه وسلم من شأنهم إلا و ذكره , و قال : و لقد علمتم أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال : لو سلك الناس واديا , و سلكت الأنصار واديا , سلكت
وادي الأنصار , و لقد علمت يا سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : و أنت
قاعد . قلت : فذكر الحديث : قال : فقال له سعد : صدقت , نحن الوزراء و أنتم
الأمراء . أخرجه أحمد ( ج 1 رقم 18 ) و رجاله ثقات إلا أن حميد بن عبد الرحمن
لم يدرك أبا بكر كما في " المجمع " ( 5 / 191 ) . و للحديث شاهد من حديث جابر ,
و آخر من حديث أبي هريرة و سيأتي بلفظ : ( الناس تبع لقريش ) .
( تنبيه ) عزا السيوطي في " الجامع " هذا الحديث إلى أحمد عن أبي بكر و سعد .
هكذا أطلق سعدا و لم يقيده , فأوهم أنه سعد بن أبي وقاص , كما قيده شارحه
المناوي و ليس كذلك , بل هو سعد بن عبادة فإنه صاحب القصة , كما يعرف ذلك من
التاريخ .
1157 " كن في الدنيا كأنك غريب , أو عابر سبيل " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 147 :
أخرجه البخاري ( 11 / 195 ) من طريق الأعمش حدثني مجاهد عن # عبد الله بن عمر #
رضي الله عنهما قال : أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبي فقال : فذكره .
و قد تكلم العقيلي في هذا الإسناد و أنكر هذه اللفظة و هي : " حدثني " و قال :
" إنما رواه الأعمش بصيغة " عن مجاهد " كذلك رواه أصحاب الأعمش عنه " .
قلت : و يؤيده أن الإمام أحمد رواه ( 2 / 24 ) عن سفيان و هو الثوري و ( 2 / 41
) عن أبي معاوية كلاهما عن ليث عن مجاهد به . و أخرجه ابن عدي في " الكامل " (
73 / 2 و 152 / 2 ) من طريق حماد بن شعيب عن أبي يحيى القتات عن مجاهد . قال
الحافظ : " ليث و أبو يحيى ضعيفان , و العمدة على طريق الأعمش " فلم يلتفت إلى
كلام العقيلي . و الحديث صحيح على كل حال فإن له طريقا أخرى على شرط الشيخين
بلفظ : " اعبد الله كأنك تراه " . و سيأتي برقم ( 1473 ) . و الحديث تمامه عند
البخاري : " و كان ابن عمر يقول إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح , و إذا أصبحت فلا
تنتظر المساء , و خذ من صحتك لمرضك , و من حياتك لموتك " . و رواه بتمامه أبو
نعيم في " الحلية " ( 3 / 301 ) من طريق أخرى عن شيخ شيخ البخاري محمد بن عبد
الرحمن الطفاوي عن الأعمش عن مجاهد به . ثم قال : " هذا حديث صحيح متفق عليه من
حديث الأعمش . و رواه ليث بن ( أبي ) سليم عن مجاهد " .
قلت : و في حديث ليث أن قول ابن عمر : إذا أمسيت . مرفوعا إلى النبي صلى الله
عليه وسلم فانظر : " يا ابن عمر إذا أصبحت " , كما أن فيه زيادة على الحديث هنا
و هو : " كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل , و عد نفسك في أصحاب القبور " .
أخرجه أحمد كما مضى قبله و الترمذي في "الزهد " و أبو نعيم ( 1 / 312 و 313 )
. و له عند الأخيرين تتمة , فانظر : " يا ابن عمر " . ثم وجدت لزيادة القبور
شاهدا من حديث علي بن زيد : حدثني من سمع أبا هريرة يقول : قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم : يا ابن آدم ! اعمل كأنك ترى , و عد نفسك مع الموتى , و إياك
و دعوة المظلوم " . أخرجه أحمد ( 2 / 343 ) .
قلت : و هذا إسناد حسن في الشواهد , فالذي سمع منه علي بن زيد تابعي مجهول .
و ابن زيد هو ابن جدعان سيىء الحفظ . و له شاهدان آخران سيأتيان برقم ( 1474 و
1475 ) , فالزيادة صحيحة أيضا , و الحمد لله على توفيقه .
1158 " كل نائحة تكذب إلا أم سعد " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 148 :
رواه ابن سعد ( 3 / 427 - 428 ) عن عاصم بن عمر بن قتادة عن # محمود بن لبيد #
قال :" لما أصيب أكحل سعد يوم الخندق فثقل , حولوه عند امرأة يقال لها رفيدة ,
و كانت تداوي الجرحى , فكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا مر به يقول : كيف
أمسيت ? و إذا أصبح قال : كيف أصبحت ? فيخبره , حتى كانت الليلة التي نقله قومه
فيها , فثقل , فاحتملوه إلى بني عبد الأشهل إلى منازلهم , و جاء رسول الله صلى
الله عليه وسلم , كما كان يسأل عنه , و قالوا : قد انطلقوا به , فخرج رسول الله
صلى الله عليه وسلم , و خرجنا معه , فأسرع المشي حتى تقطعت شسوع نعالنا و سقطت
أرديتنا عن أعناقنا , فشكا ذلك إليه أصحابه : يا رسول الله أتعبتنا في المشي ,
فقال : إني أخاف أن تسبقنا الملائكة إليه فتغسله , كما غسلت حنظلة , فانتهى
رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى البيت و هو يغسل , و أمه تبكيه و هي تقول :
ويل أمك سعد حزامة و جدا , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( فذكره ) . ثم
خرج به , قال : يقول له القوم أو من شاء الله منهم : يا رسول الله ما حملنا
ميتا أخف علينا من سعد , فقال : ما يمنعكم من أن يخف عليكم , و قد هبط من
الملائكة كذا و كذا , و قد سمى عدة كثيرة لم أحفظها لم يهبطوا قط قبل يومهم قد
حملوه معكم .
قلت : و إسناده صحيح رجاله كلهم ثقات , و محمود بن لبيد صحابي صغير . و للحديث
شاهد من حديث عامر بن سعد عن أبيه مرفوعا . أخرجه ابن سعد ( 3 / 429 ) . لكن
شيخه محمد بن عمر و هو الواقدي متروك . ثم روى ( 3 / 429 - 430 ) له شاهدا من
مرسل سعد بن إبراهيم . و إسناده حسن .
1159 " كان إذا ذهب المذهب أبعد " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 149 :
أخرجه أبو داود ( 1 / 2 ) و النسائي ( 1 / 8 - 9 ) و الترمذي ( 1 / 32 )
و الدارمي ( 1 / 169 ) و ابن ماجه ( 1 / 139 ) و الحاكم ( 1 / 140 ) من طريق
محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن # المغيرة بن شعبة # به . و قال الترمذي : " حديث
حسن صحيح " . و الحاكم : " صحيح على شرط مسلم " . و وافقه الذهبي .
قلت : كلا و إنما إسناده حسن لأن محمد بن عمرو في حفظه ضعف و إنما أخرج له مسلم
متابعة , لكن الحديث صحيح فإن له طريقا أخرى و شواهد , فأخرجه الدارمي و كذا
أحمد ( 4 / 244 ) من طريق محمد بن سيرين عن عمرو بن وهب الثقفي عن المغيرة به .
و لفظه عند الأول : " كان إذا تبرز تباعد " . و إسناده صحيح رجاله رجال الستة
غير عمرو بن وهب , وثقه النسائي و ابن حبان و العجلي و ابن سعد و لفظ أحمد
بنحوه في قصة المسح على الخفين . و من شواهده حديث عبد الرحمن بن أبي قراد قال
: خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الخلاء . و كان إذا أراد الحاجة
أبعد . أخرجه النسائي و أحمد ( 3 / 443 و 4 / 224 ) من طريق أبي جعفر الخطمي
عمير بن يزيد قال : حدثني الحارث بن فضيل و عمارة بن خزيمة بن ثابت عنه .
و هذا إسناد صحيح : و منها عن جابر بلفظ : " كان إذا أراد البراز انطلق حتى لا
يراه أحد " . أخرجه أبو داود و ابن ماجه و الحاكم من طريق إسماعيل بن عبد الملك
عن أبي الزبير عنه . و هذا إسناد ضعيف لأن إسماعيل بن عبد الملك و هو ابن أبي
الصفير صدوق كثير الوهم , و أبو الزبير مدلس و قد عنعنه . لكن الحديث صحيح
بشواهده التي قبله . و أخرجه البيهقي ( 1 / 93 ) .
1160 " كان يقرأ في الظهر و العصر بـ *( سبح اسم ربك الأعلى )* و *( هل أتاك حديث
الغاشية )* " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 150 :
أخرجه البزار في " مسنده " ( 61 - زوائده ) حدثنا محمد بن معمر حدثنا روح بن
عبادة حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت و قتادة عن حميد عن # أنس # أن النبي صلى
الله عليه وسلم .... و قال : " صحيح " .
قلت : إسناده صحيح على شرط الشيخين غير حماد بن سلمة فهو على شرط مسلم وحده
لكنه غريب من رواية ثابت عن حميد , فلعل الأصل : " و حميد " . و الله أعلم .
1161 " إن هذا الدين يسر و لن يشاد هذا الدين أحد إلا غلبه , فسددوا و قاربوا
و أبشروا و استعينوا بالغدوة و الروحة و شيء من الدلجة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 150 :
أخرجه البخاري ( 1 / 78 - 79 ) و النسائي ( 2 / 273 ) و البيهقي ( 3 / 18 ) من
حديث # أبي هريرة # مرفوعا , و قال النسائي : " و بشروا و يسروا " .
1162 " إنما أنا بشر و إنكم تختصمون إلي و لعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض
فأقضي له على نحو ما أسمع منه . فمن قضيت له من حق أخيه بشيء فلا يأخذ منه شيئا
فإنما أقطع له قطعة من النار " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 150 :
أخرجه البخاري ( 3 / 162 و 8 / 62 و 112 ) و مالك ( 2 / 197 ) و أبو داود ( 2 /
115 ) عن هشام بن عروة عن عروة عن زينب بنت أم سلمة عن # أم سلمة # مرفوعا .
و قد ورد عن هشام بلفظ : " إنكم تختصمون إلي " , و قد مضى برقم ( 455 ) و قد
تابعه الزهري بلفظ : " إنما أنا بشر و إنه يأتيني الخصم فلعل بعضكم أن يكون
أبلغ من بعض فأحسب أنه صادق فأقضي له بذلك , فمن قضيت له بحق مسلم فإنما هي
قطعة من النار , فليأخذها أو ليتركها " . أخرجه البخاري ( 3 / 101 و 8 / 116 و
117 ) و مسلم ( 5 / 129 ) و الطحاوي ( 2 / 287 ) و أحمد ( 6 / 308 ) عن ابن
شهاب قال : أخبرني عروة ابن الزبير أن زينب ابنة أبي سلمة أخبرته أن أم سلمة
زوج النبي صلى الله عليه وسلم أخبرتها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سمع
خصومه بباب حجرته فخرج إليهم فقال : فذكره . و له شاهد بلفظ : " إنما أنا بشر
و لعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض , فمن قطعت له من حق أخيه قطعة فإنما
أقطع له قطعة من النار " . أخرجه ابن ماجه ( 2 / 51 - 52 ) و الطحاوي ( 2 / 287
) و أبو يعلى في " مسنده " ( 4 / 1416 مصورة المكتب ) من طريق محمد بن عمرو عن
أبي سلمة ابن عبد الرحمن عن أبي هريرة مرفوعا . قال في " الزوائد " : " إسناده
صحيح و رجاله رجال الصحيح " .
قلت : بل هو إسناد حسن فقط , فإن محمد بن عمرو إنما روى له البخاري مقرونا
و مسلم متابعة . و رواه الطبراني في " الأوسط " من حديث ابن عمر قال : اختصم
رجلان إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : فذكره . قال في " المجمع " ( 4 /
198 ) : " و فيه القاسم بن عبد الله بن عمر و هو متروك " . و رواه ابن أبي شيبة
في "المصنف " عن أنس كما في " منتخب كنز العمال " ( 2 / 201 ) .
1163 " سيكون في آخر الزمان قوم يجلسون في المساجد حلقا حلقا , إمامهم الدنيا فلا
تجالسوهم , فإنه ليس لله فيهم حاجة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 151 :
رواه الطبراني ( 3 / 78 / 2 ) و أبو إسحاق المزكي في " الفوائد المنتخبة " ( 1
/ 149 / 2 ) عن بزيع أبي الخليل الخصاف أخبرنا الأعمش عن شقيق بن سلمة عن
# عبد الله بن مسعود # مرفوعا .
قلت : بزيع متروك لكن قد توبع , فأخرجه ابن حبان ( 311 ) : أخبرنا الحسين بن
عبد الله بن يزيد القطان حدثنا عبد الصمد بن عبد الوهاب النصري حدثنا أبو التقى
حدثنا عيسى بن يونس عن الأعمش به . و هذا إسناد رجاله ثقات معروفون في
" التهذيب " غير القطان هذا فلم أجد له ترجمة و لعله في " الثقات " لابن حبان
فيراجع فإنه ليس في " الظاهرية " منه الجزء الذي فيه طبقة شيوخه , و قد سمع منه
بالرقة كما في كتابه " روضة العقلاء " ( ص 5 ) و على كل حال فهو من شيوخه الذين
اعتمدهم في " صحيحه " و هو من أعرف الناس به , فالنفس تطمئن لثبوت حديثه .
و الله أعلم . و قد وجدت له شاهدا و لكنه مما لا يفرح به ! و هو بلفظ : " يأتي
على الناس زمان يكون حديثهم في مساجدهم في أمر دنياهم , ليس لله فيهم حاجة ,
فلا تجالسوهم " . رواه أبو عبد الله الفلاكي في " الفوائد " ( 88 / 1 ) :
أخبرنا علي بن أحمد بن صالح المقري حدثنا محمد بن عبد حدثنا عصام حدثنا سفيان
عن أبي حازم عن أنس مرفوعا .
قلت : و هذا إسناده واه جدا , فإن عصاما و هو ابن يوسف البلخي , مختلف فيه .
و محمد بن عبد هو ابن عامر السمرقندي , قال الذهبي : " معروف بوضع الحديث " ,
قال الخطيب - و طول ترجمته : روى عن يحيى بن يحيى و عصام بن يوسف و جماعة
أحاديث باطلة . قال الدارقطني : " كان يكذب و يضع الحديث " . لكن رواه الحاكم (
4 / 323 ) من طريق أحمد بن بكر البالسي حدثنا زيد بن الحباب حدثنا سفيان الثوري
عن عون بن أبي جحيفة عن الحسن بن أبي الحسن عن أنس به . و قال : " صحيح الإسناد
" . و وافقه الذهبي .
قلت :و ليس كما قالا , فإن البالسي هذا متهم و قد أورده الذهبي نفسه في
" الميزان " و قال : " قال ابن عدي روى مناكير عن الثقات . و قال أبو الفتح
الأزدي : " كان يضع الحديث " . و زاد عليه في " اللسان " : و قال الدارقطني :
ضعيف . و ذكره ابن حبان في " الثقات " و قال : " كان يخطىء " . و له حديث موضوع
بسند صحيح " . ثم ذكر له حديثا آخر غير هذا .
1164 " صلاة الأوابين حين ترمض الفصال " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 153 :
رواه مسلم ( 2 / 171 ) و أحمد ( 4 / 366 ) - 367 - 370 - 375 ) و ابن خزيمة
( 1127 ) عن القاسم الشيباني أن # زيد بن أرقم # رأى قوما يصلون في الضحى ,
فقال : أما لقد علموا أن الصلاة في غير هذه الساعة أفضل , إن رسول الله صلى
الله عليه وسلم قال : فذكره . و رواه أبو عوانة أيضا ( 2 / 270 و 271 ) .
و للشطر الأول منه شاهد من حديث أبي هريرة مرفوعا في حديث : " و أن لا أدع
ركعتي الضحى , فإنها صلاة الأوابين " . و في إسناده مجهول كما بينته في " صحيح
أبي داود " ( 1286 ) .
1165 " إن أشد الناس بلاء الأنبياء , ثم الذين يلونهم , ثم الذين يلونهم " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 153 :
أخرجه ابن سعد ( 8 / 325 و 326 ) و الحاكم ( 4 / 404 ) عن حصين ابن عبد الرحمن
قال : سمعت أبا عبيدة بن حذيفة يحدث عن عمته # فاطمة # قالت : عدت رسول الله
صلى الله عليه وسلم في نسوة , و إذا سقاء معلق و ماؤه يقطر عليه من شدة ما يجد
من حر الحمي , فقلنا : يا رسول الله لو دعوت الله فأذهب عنك هذا , فقال ... "
فذكره .
قلت : سكت عنه الحاكم و الذهبي , و إسناده صحيح عندي رجاله ثقات رجال الشيخين
غير أبي عبيدة بن حذيفة ذكره ابن حبان في " الثقات " و قد روى عنه جماعة .
و للحديث شواهد معروفة , تقدم بعضها برقم ( 143 - 145 ) .
1166 " من حلف فليحلف برب الكعبة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 154 :
أخرجه الطحاوي في " المشكل " ( 1 / 91 ) و أحمد ( 6 / 371 و 372 ) و ابن سعد
( 8 / 309 ) و الحاكم ( 4 / 297 ) من طريق المسعودي : حدثني معبد بن خالد عن
عبد الله بن يسار عن # قتيلة بنت صيفي الجهنية # قالت : " أتى حبر من الأحبار
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا محمد ! نعم القوم أنتم لولا أنكم
تشركون ! قال : سبحان الله ! و ما ذاك ? . قال , تقولون إذا حلفتم : و الكعبة ,
قالت : فأمهل رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا ثم قال : إنه قد قال , فمن حلف
فليحلف برب الكعبة , قال : يا محمد ! نعم القوم أنتم لولا أنكم تجعلون لله ندا
! قال : سبحان الله ! و ما ذاك ? قال : تقولون ما شاء الله و شئت . قالت :
فأمهل رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا ثم قال : إنه قد قال , فمن قال : ما
شاء الله فليقل معها : ثم شئت " .
قلت : و هو إسناد رجاله ثقات إلا أن المسعودي - و هو عبد الرحمن بن عبد الله بن
عتبة بن مسعود - كان اختلط . و قد ذكره الحافظ برهان الدين الحلبي في رسالته
" الاغتباط بمن رمي بالاختلاط " ( ص 16 ) . و أما الحاكم فقال : " صحيح الإسناد
" ! و وافقه الذهبي ! و هذا منه غريب فقد أورد هو المسعودي هذا في " الضعفاء "
و قال : " قال ابن حبان : كان صدوقا إلا أنه اختلط بآخره " .
نعم إنه قد توبع , فقد أخرجه النسائي ( 2 / 140 ) من طريق مسعر عن معبد بن خالد
به نحوه . و إسناده صحيح , و ذكر الحافظ في " الفتح " ( 11 / 457 ) أن النسائي
صححه في " كتاب الإيمان و النذور " و أقره لكني لم أر فيه التصحيح المذكورة ,
فلعل ذلك في " السنن الكبرى " للنسائي . و قدأخرجه أحمد ( 2 / 69 ) و البيهقي
( 10 / 29 ) عن أبي محمد الكندي قال : " جاء ابن عمر رجل فقال أحلف بالكعبة ?
قال : لا و لكن أحلف برب الكعبة , فإن عمر كان يحلف بأبيه , فقال رسول الله صلى
الله عليه وسلم : لا تحلف بأبيك , فإنه من حلف بغير الله فقد أشرك " . ثم روى
البيهقي أيضا بإسناد رجاله ثقات أن عمر أراد أن يضرب ابن الزبير لحلفه بالكعبة
و قال له " أتحلف بالكعبة ? ! " .
1167 " يؤتى بأشد الناس كان بلاء في الدنيا من أهل الجنة , فيقول أصبغوه صبغة الجنة
, فيصبغونه فيها صبغة , فيقول الله عز وجل : يا ابن آدم هل رأيت بؤسا قط أو
شيئا تكرهه ? فيقول : لا و عزتك ما رأيت شيئا أكرهه قط , ثم يؤتى بأنعم الناس
كان في الدنيا من أهل النار فيقول : أصبغوه فيها صبغة , فيقول : يا ابن آدم هل
رأيت خيرا قط قرة عين قط ? فيقول : لا و عزتك ما رأيت خيرا قط و لا قرة عين قط
" .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 155 :
أخرجه أحمد ( 3 / 253 ) حدثنا عفان حدثنا حماد أنبأنا ثابت عن # أنس # أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .
قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط مسلم , و قد أخرجه في " صحيحه " ( 8 / 135 )
و أحمد أيضا ( 3 / 203 ) عن يزيد بن هارون أخبرنا حماد بن سلمة به نحوه و فيه
" لا و الله يا رب " في الموضعين . و رواه محمد بن إسحاق عن حميد الطويل عن أنس
به مختصرا . أخرجه ابن ماجة ( 2 / 587 ) .
( فائدة ) في الحديث جواز الحلف بصفة من صفات الله تعالى و من أبواب البيهقي في
" السنن الكبرى " ( 10 / 41 ) " باب ما جاء في الحلف بصفات الله تعالى كالعزة
و القدرة و الجلال و الكبرياء و العظمة و الكلام و السمع و نحو ذلك " . ثم ساق
تحته أحاديث و أشار إلى هذا الحديث و استشهد ببعض الآثار عن ابن مسعود و غيره
و قال : " فيه دليل على أن الحلف بالقرآن كان يمينا ... " . ثم روي بإسناد
الصحيح عن التابعي الثقة عمرو بن دينار قال : " أدركت الناس منذ سبعين سنة
يقولون : الله الخالق و ما سواه مخلوق و القرآن كلام الله عز وجل " .
1168 " نهى عن نقرة الغراب و افتراش السبع و أن يوطن الرجل المكان في المسجد كما
يوطن البعير " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 156 :
أخرجه أبو داود ( 1 / 138 ) و النسائي ( 1 / 167 ) و الدارمي ( 1 / 303 ) و ابن
ماجة ( 1 / 437 ) و ابن خزيمة ( 1 / 142 / 1 ) و ابن حبان ( 476 ) و الحاكم ( 1
/ 229 ) و أحمد ( 3 / 428 - 444 ) كلهم من طريق جعفر بن عبد الله بن الحكيم عن
تميم بن محمود عن # عبد الرحمن بن شبل # مرفوعا به . و قال الحاكم : " صحيح
الإسناد " . و وافقه الذهبي . كذا قالا و تميم بن محمود هذا أورده الذهبي نفسه
في " الميزان " و قال : " قال البخاري فيه نظر " . و ذكره العقيلي و الدولابي
و ابن الجارود في الضعفاء , و أما ابن حبان فوثقه على قاعدته في توثيق غير
المشهورين بالرواية , فإن تميما هذا لم يذكروا راويا عنه غير جعفر هذا . و قول
الذهبي : روى عنه عثمان بن عبد الرحمن الطرائفي خطأ واضح فإنه - أعني الطرائفي
- مات سنة اثنتين أو ثلاث و مائتين فأنى له أن يروي عن تميم و هو من التابعين
من الطبقة الرابعة عند ابن حجر في " التقريب " ? و قال فيه : فيه لين " .
و أقول : لكنه يتقوى بأن له شاهدا بلفظ : " نهى عن نقرة الغراب و عن فرشة السبع
و أن يوطن الرجل مقامه في الصلاة كما يوطن البعير " . أخرجه الإمام أحمد ( 5 /
446 و 447 ) و البغوي في " مختصر المعجم " ( 9 / 131 / 2 ) عن عثمان البتي عن
عبد الحميد بن سلمة عن أبيه مرفوعا . و رجاله ثقات غير عبد الحميد هذا فهو
مجهول كما في " التقريب " . فالحديث عندي حسن بمجموع الطريقين . و الله أعلم .
و قد أخرجه ابن حبان , و كذا ابن خزيمة في " صحيحيهما " كما في " الترغيب " ( 1
/ 181 ) .
1169 " من توضأ و جاء إلى المسجد فهو زائر الله عز وجل و حق على المزور أن يكرم
الزائر " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 157 :
أخرجه أبو الحسن بن الصلت في " حديثه عن أبي بكر المطيري " ( ق 76 / 1 ) قال :
حدثنا محمد بن سنان بن يزيد القزاز البصري قال : حدثنا عمر بن حبيب القاضي عن
داود بن أبي هند و عوف عن أبي عثمان و سليمان التيمي عن أبي عثمان عن # سلمان #
قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : و هذا إسناد رجاله ثقات غير محمد بن سنان القزاز فهو ضعيف كما في
" التقريب " . و مثله عمر بن حبيب لكن ذكره المنذري في " الترغيب " ( 1 / 130 )
بلفظ : " من توضأ في بيته فأحسن الوضوء ثم أتى المسجد ... " و قال : " رواه
الطبراني في " الكبير " بإسنادين أحدهما جيد " . و قال الهيثمي في " المجمع "
( 2 / 31 ) : " رواه الطبراني في " الكبير " و أحد إسناديه رجاله رجال الصحيح "
. ( انظر الاستدراك رقم 158 / 2 ) . و قد وجدت له طريق أخرى عن أبي عثمان به
مرفوعا بلفظ : " من توضأ في بيته فأحسن الوضوء ثم زارني في بيت من بيوتي فإياي
زار و حق على المزور أن يكرم زائره " . رواه ابن بشران في " الأمالي " ( 153 /
1 ) عن سعيد بن زربي عن ثابت عن أبي عثمان عن سلمان مرفوعا .
قلت : سعيد هذا منكر الحديث كما في " التقريب " . و من طريقه أخرجه السلفي في
" جزء من حديثه " ( 17 / 1 ) و قال : " هذا حديث غريب مسندا لا أعلم رواه عن
البناني غير سعيد بن زربي , و المحفوظ من حديث أبي عثمان موقوفا على سلمان " .
قلت : و رواه البيهقي نحوه موقوفا على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
بإسناد صحيح كما قال المنذري عقب كلامه السابق و تبعه عليه الحافظ العراقي في
" تخريج الإحياء " ( 1 / 136 و 4 / 317 ) . و للجملة الأخيرة منه شاهد من حديث
ابن مسعود مرفوعا بلفظ : " إن بيوت الله في الأرض المساجد و إن حقا على الله أن
يكرم من زاره فيها " . رواه الطبراني ( 3 / 73 / 1 ) عن عبد الله بن أبي يعقوب
الكرماني : أخبرنا عبد الله بن زيد المقريء أخبرنا المسعودي عن أبي إسحاق عن
عمرو بن ميمون عن عبد الله مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف , أبو إسحاق و هو السبيعي و المسعودي و هو عبد الرحمن
ابن عبد الله بن عتبة بن مسعود الكوفي كانا قد اختلطا . و الكرماني هذا , قال
الذهبي في " الميزان " : " ضعيف " . و به أعله الهيثمي في " المجمع " ( 2 / 22
) و قد ذكره ابن حبان في " الثقات " , فإعلاله بمن فوقه - كما فعلنا - أولى .
1170 " اخرجي إليه , فإنه لا يحسن الاستئذان , فقولي له فليقل : السلام عليكم أدخل ?
" .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 159 :
أخرجه أحمد ( 5 / 368 و 369 ) و أبو داود ( 2 / 339 ) عن شعبة عن منصور عن
# ربعي بن حراش عن رجل من بني عامر # . " أنه استأذن على النبي صلى الله عليه
وسلم فقال : أألج ? فقال النبي صلى الله عليه وسلم لخادمه ... " فذكره .
قلت : و هذا إسناد صحيح , رجاله ثقات رجال الشيخين غير الرجل العامري فإنه لم
يسم و لا يضر ذلك لأنه صحابي و الصحابة كلهم عدول . و تابعه أبو الأحوص عن
منصور به . أخرجه أبو داود . و تابعه جرير عنه . أخرجه البخاري في " الأدب
المفرد " ( 1084 ) .
1171 " قام من عندي جبريل قبل , فحدثني أن الحسين يقتل بشط الفرات " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 159 :
أخرجه أحمد ( 1 / 85 ) عن عبد الله بن نجي عن أبيه أنه سار مع # علي # و كان
صاحب مطهرته , فلما حاذى ( نينوى ) و هو منطلق إلى صفين , فنادى علي : أصبر أبا
عبد الله : أصبر أبا عبد الله بشط الفرات , قلت : و ماذا ? قال : " دخلت على
النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم و عيناه تفيضان , قلت : يا نبي الله أغضبك
أحد ? ما شأن عينيك تفيضان ? قال : بل قام ... قال : فقال : هل لك إلى أن أشمك
من تربته ? قال : قلت : نعم , فمد يده فقبض قبضة من تراب فأعطانيها , فلم أملك
عيني أن فاضتا " .
قلت : و هذا إسناد ضعيف , نجي والد عبد الله لا يدرى من هو كما قال الذهبي و لم
يوثقه غير ابن حبان و ابنه أشهر منه , فمن صحح هذا الإسناد فقد وهم . و الحديث
قال الهيثمي ( 9 / 187 ) : " رواه أحمد و أبو يعلى و البزار و الطبراني و رجاله
ثقات و لم ينفرد نجي بهذا " .
قلت : يعني أن له شواهد تقويه و هو كذلك .
1 - روى عمارة بن زاذان حدثنا ثابت عن أنس قال : " استأذن ملك القطر ربه أن
يزور النبي صلى الله عليه وسلم , فأذن له , فكان في يوم أم سلمة ... فبينا هي
على الباب إذ دخل الحسين بن علي ... فجعل يتوثب على ظهر النبي صلى الله عليه
وسلم و جعل النبي صلى الله عليه وسلم يتلثمه و يقبله , فقال له الملك : تحبه ?
قال : نعم . قال : أما إن أمتك ستقتله إن شئت أريتك المكان الذي يقتل فيه ? قال
: نعم , فقبض قبضة من المكان الذي يقتل فيه , فأراه إياه فجاء سهلة , أو تراب
أحمر , فأخذته أم سلمة , فجعلته في ثوبها , قال ثابت : كنا نقول : إنها كربلاء
" . أخرجه أحمد ( 3 / 242 و 265 ) و ابن حبان ( 2241 ) و أبو نعيم في " الدلائل
" ( 202 ) .
قلت : و رجاله ثقات غير عمارة هذا قال الحافظ : " صدوق كثير الخطأ " . و قال
الهيثمي : " رواه أحمد و أبو يعلى و البزار و الطبراني بأسانيد و فيها عمارة بن
زاذان وثقه جماعة و فيه ضعف و بقية رجال أبي يعلى رجال الصحيح " .
2 - و روى محمد بن مصعب : حدثنا الأوزاعي عن أبي عمار شداد بن عبد الله عن أم
الفضل بنت الحارث أنها دخلت ... يوما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فوضعته
( تعني الحسين ) في حجرة , ثم حانت مني التفاتة , فإذا عينا رسول الله صلى الله
عليه وسلم تهريقان من الدموع , قالت : فقلت : يا نبي الله بأبي أنت و أمي مالك
? قال : أتاني جبريل عليه الصلاة و السلام فأخبرني أن أمتي ستقتل ابني هذا ,
فقلت : هذا ? فقال : نعم و أتاني بتربة من تربته حمراء " . أخرجه الحاكم ( 3 /
176 و 177 ) و قال : " صحيح على شرط الشيخين " ! و رده الذهبي بقوله : " قلت :
بل منقطع ضعيف , فإن شدادا لم يدرك أم الفضل , و محمد بن مصعب ضعيف " .
3 - و روى عبد الله بن سعيد عن أبيه عن عائشة أو أم سلمة - شك عبد الله بن سعيد
- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لإحداهما : " لقد دخل علي البيت ملك لم يدخل
علي قبلها , فقال لي : إن ابنك هذا حسين مقتول و إن شئت أريتك من تربة الأرض
التي يقتل بها . قال : فأخرج تربة حمراء " . أخرجه أحمد ( 6 / 294 ) : حدثنا
وكيع قال : حدثني عبد الله بن سعيد .
قلت : و هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين , فهو صحيح إن كان سعيد و هو
ابن أبي هند سمعه من عائشة أو أم سلمة و لم أطمئن لذلك , فإنهم لم يذكروا له
سماعا منهما و بين وفاته و وفاة أم سلمة نحو أربع و خمسين سنة و بين وفاته
و وفاة عائشة نحو ثمان و خمسين . و الله أعلم . و أخرجه الطبراني عن عائشة نحوه
بلفظ : " يا عائشة إن جبريل أخبرني أن ابني حسين مقتول في أرض الطف ... "
قال الهيثمي ( 9 / 188 ) : " رواه الطبراني في " الكبير " و " الأوسط " و في
إسناد " الكبير " ابن لهيعة و في إسناد " الأوسط " من لم أعرفه " .
4 - و أخرجه الطبراني أيضا عن أم سلمة نحوه بلفظ : " إن أمتك ستقتل هذا بأرض
يقال لها كربلاء , فتناول جبريل من تربتها , فأراها النبي صلى الله عليه وسلم
... " . ( انظر الاستدراك رقم 161 / 21 ) . قال الهيثمي ( 9 / 189 ) : " رواه
الطبراني بأسانيد , و رجال أحدها ثقات " . ( انظر الاستدراك رقم 161 / 26 ) .
5 - و عن أبي الطفيل قال : " استأذن ملك القطر أن يسلم على النبي صلى الله عليه
وسلم ... " .
قلت : فذكره نحو حديث أنس المتقدم . قال الهيثمي ( 9 / 190 ) . " رواه الطبراني
و إسناده حسن " .
6 - و يروي حجاج بن نصير : حدثنا قرة بن خالد حدثنا عامر بن عبد الواحد عن أبي
الضحى عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : " ما كنا نشك و أهل البيت متوافرون أن
الحسين بن علي يقتل بـ ( الطف ) " . أخرجه الحاكم ( 3 / 179 ) و سكت عليه ,
و تعقبه الذهبي بقوله : " قلت : حجاج متروك " .
قلت : بالجملة فالحديث المذكور أعلاه و المترجم له صحيح بمجموع هذه الطرق و إن
كانت مفرداتها لا تخلو من ضعف و لكنه ضعف يسير , لاسيما و بعضها قد حسنه
الهيثمي , و الله أعلم .
( تنبيه ) حديث عائشة و علي عزاهما السيوطي ( فتح 1 / 55 و 56 ) لابن سعد في
" الطبقات " و لم أره فيها , فلعله في القسم الذي لم يطبع منها , و الله أعلم .
فائدة : ليس في شيء من هذه الأحاديث ما يدل على قداسة كربلاء و فضل السجود على
أرضها و استحباب اتخاذ قرص منها للسجود عليه عند الصلاة كما عليه الشيعة اليوم
و لو كان ذلك مستحبا لكان أحرى به أن يتخذ من أرض المسجدين الشريفين المكي
و المدني و لكنه من بدع الشيعة و غلوهم في تعظيم أهل البيت و آثارهم , و من
عجائبهم أنهم يرون أن العقل من مصادر التشريع عندهم و لذلك فهم يقولون بالتحسين
و التقبيح العقليين و مع ذلك فإنهم يروون في فضل السجود على أرض كربلاء من
الأحاديث ما يشهد العقل السليم ببطلانه بداهة , فقد وقفت على رسالة لبعضهم و هو
المدعو السيد عبد الرضا ( ! ) المرعشي الشهرستاني بعنوان " السجود على التربة
الحسينية " . و مما جاء فيها ( ص 15 ) : " و ورد أن السجود عليها أفضل لشرفها
و قداستها و طهارة من دفن فيها . فقد ورد الحديث عن أئمة العترة الطاهرة عليهم
السلام أن السجود عليها ينور إلى الأرض السابعة . و آخر : أنه يخرق الحجب
السبعة , و في ( آخر ) : يقبل الله صلاة من يسجد عليها ما لم يقبله من غيرها ,
و في ( آخر ) أن السجود على طين قبر الحسين ينور الأرضين " . و مثل هذه
الأحاديث ظاهرة البطلان عندنا و أئمة أهل البيت رضي الله عنهم براء منها و ليس
لها أسانيد عندهم ليمكن نقدها على نهج علم الحديث و أصوله و إنما هي مراسيل
و معضلات ! و لم يكتف مؤلف الرسالة بتسويدها بمثل هذه النقول المزعومة على أئمة
البيت حتى راح يوهم القراء أنها مروية مثلها في كتبنا نحن أهل السنة , فها هو
يقول : ( ص 19 ) : " و ليس أحاديث فضل هذه التربة الحسينية و قداستها منحصرة
بأحاديث الأئمة عليهم السلام , إذ أن أمثال هذه الأحاديث لها شهرة وافرة في
أمهات كتب بقية الفرق الإسلامية عن طريق علمائهم و رواتهم , و منها ما رواه
السيوطي في كتابه " الخصائص الكبرى " في " باب إخبار النبي صلى الله عليه وسلم
بقتل الحسين عليه السلام , و روى فيه ما يناهز العشرين حديثا عن أكابر ثقاتهم
كالحاكم و البيهقي و أبي نعيم و الطبراني <1> و الهيثمي في " المجمع " ( 9 /
191 ) و أمثالهم من مشاهير رواتهم " . فاعلم أيها المسلم أنه ليس عند السيوطي
و لا الهيثمي و لو حديث واحد يدل على فضل التربة الحسينية و قداستها , و كل ما
فيها مما اتفقت عليه مفرداتها إنما هو إخباره صلى الله عليه وسلم بقتله فيها ,
و قد سقت لك آنفا نخبة منها , فهل ترى فيها ما ادعاه الشيعي في رسالته على
السيوطي و الهيثمي ? ! اللهم لا , و لكن الشيعة في سبيل تأييد ضلالاتهم و بدعهم
يتعلقون بما هو أوهى من بيت العنكبوت ! . و لم يقف أمره عند هذا التدليس على
القراء بل تعداه إلى الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو يقول ( ص 13 )
: " و أول من اتخذ لوحة من الأرض للسجود عليها هو نبينا محمد صلى الله عليه
وسلم في السنة الثالثة من الهجرة لما وقعت الحرب الهائلة بين المسلمين و قريش
في أحد و انهدم فيها أعظم ركن للإسلام و هو حمزة بن عبد المطلب عم رسول الله
صلى الله عليه وسلم أمر النبي صلى الله عليه وسلم نساء المسلمين بالنياحة عليه
في كل مأتم , و اتسع الأمر في تكريمه إلى أن صاروا يأخذون من تراب قبره
فيتبركون به و يسجدون عليه لله تعالى , و يعملون المسبحات منه كما جاء في كتاب
" الأرض و التربة الحسينية " و عليه أصحابه , و منهم الفقيه ... " . و الكتاب
المذكور هو من كتب الشيعة , فتأمل أيها القارىء الكريم كيف كذب على رسول الله
صلى الله عليه وسلم فادعى أنه أول من اتخذ قرصا للسجود عليه , ثم لم يسق لدعم
دعواه إلا أكذوبة أخرى و هي أمره صلى الله عليه وسلم النساء بالنياحة على حمزة
في كل مأتم و مع أنه لا ارتباط بين هذا لو صح و بين اتخاذ القرص كما هو ظاهر ,
فإنه لا يصح ذلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف و هو قد صح عنه أنه أخذ
على النساء في مبايعته إياهن ألا ينحن كما رواه الشيخان و غيرهما عن أم عطية (
أنظر كتابنا " أحكام الجنائز " ص 28 ) و يبدو لي أنه بنى الأكذوبتين السابقتين
على أكذوبة ثالثة و هي قوله في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم : " و اتسع
الأمر في تكريمه إلى أن صاروا يأخذون من تراب قبره فيتبركون به و يسجدون عليه
لله تعالى ... " , فهذا كذب على الصحابة رضي الله عنهم و حاشاهم من أن يقارفوا
مثل هذه الوثنية , و حسب القارىء دليلا على افتراء هذا الشيعي على النبي صلى
الله عليه وسلم و أصحابه أنه لم يستطع أن يعزو ذلك لمصدر معروف من مصادر
المسلمين , سوى كتاب " الأرض و التربة الحسينية " و هو من كتب بعض متأخريهم و
لمؤلف مغمور منهم , و لأمر ما لم يجرؤ الشيعي على تسميته و الكشف عن هويته حتى
لا يفتضح أمره بذكره إياه مصدرا لأكاذيبه ! و لم يكتف حضرته بما سبق من الكذب
على السلف الأول بل تعداه إلى الكذب على من بعدهم , فاسمع إلى تمام كلامه
السابق : " و منهم الفقيه الكبير المتفق عليه مسروق بن الأجدع المتوفى سنة ( 62
) تابعي عظيم من رجال الصحاح الست كان يأخذ في أسفاره لبنة من تربة المدينة
المنورة يسجد عليها ( ! ) كما أخرجه شيخ المشايخ الحافظ إمام السنة أبو بكر ابن
أبي شيبة في كتابه " المصنف " في المجلد الثاني في " باب من كان يحمل في
السفينة شيئا يسجد عليه , فأخرجه بإسنادين أن مسروقا كان إذا سافر حمل معه في
السفينة لبنة من تربة المدينة المنورة يسجد عليها " .
قلت : و في هذا الكلام عديد من الكذبات : الأولى : قوله : " كان يأخذ في أسفاره
" فإنه بإطلاقه يشمل السفر برا و هو خلاف الأثر الذي ذكره !
الثانية : جزمه بأنه كان يفعل ذلك يعطي أنه ثابت عنه و ليس كذلك بل ضعيف منقطع
كما يأتي بيانه .
الثالثة : قوله " ... بإسنادين " كذب و إنما هو إسناد واحد مداره على محمد بن
سيرين , اختلف عليه فيه , فرواه ابن أبي شيبة في " المصنف " ( 2 / 43 / 2 ) من
طريق يزيد بن إبراهيم عن ابن سيرين قال : " نبئت أن مسروقا كان يحمل معه لبنة
في السفينة . يعني يسجد عليها " . و من طريق ابن عون عن محمد " أن مسروقا كان
إذا سافر حمل معه في السفينة لبنة يسجد عليها " . فأنت ترى أن الإسناد الأول من
طريق ابن سيرين , و الآخر من طريق محمد و هو ابن سيرين , فهو في الحقيقة إسناد
واحد و لكن يزيد بن إبراهيم قال عنه : نبئت " , فأثبت أن ابن سيرين أخذ ذلك
بالواسطة عن مسروق و لم يثبت ذلك ابن عون و كل منهما ثقة فيما روى إلا أن يزيد
ابن إبراهيم قد جاء بزيادة في السند , فيجب أن تقبل كما هو مقرر في " المصطلح "
لأن من حفظ حجة على من لم يحفظ , و بناء عليه فالإسناد بذلك إلى مسروق ضعيف لا
تقوم به حجة لأن مداره على راو لم يسم مجهول , فلا يجوز الجزم بنسبة ذلك إلى
مسروق رضي الله عنه و رحمه كما صنع الشيعي .
الرابعة : لقد أدخل الشيعي في هذا الأثر زيادة ليس لها أصل في " المصنف " و هي
قوله : " من تربة المدينة المنورة " ! فليس لها ذكر في كل من الروايتين عنده
كما رأيت . فهل تدري لم أفتعل الشيعي هذه الزيادة في هذا الأثر ? لقد تبين له
أنه ليس فيه دليل مطلقا على اتخاذ القرص من الأرض المباركة ( المدينة المنورة )
للسجود عليه إذا ما تركه على ما رواه ابن أبي شيبة و لذلك ألحق به هذه الزيادة
ليوهم القراء أن مسروقا رحمه الله اتخذ القرص من المدينة للسجود عليه تبركا ,
فإذا ثبت له ذلك ألحق به جواز اتخاذ القرص من أرض كربلاء بجامع اشتراك الأرضين
في القداسة ! ! و إذا علمت أن المقيس عليه باطل لا أصل له و إنما هو من اختلاف
الشيعي عرفت أن المقيس باطل أيضا لأنه كما قيل : و هل يستقيم الظل و العود أعوج
? ! فتأمل أيها القارىء الكريم مبلغ جرأة الشيعة على الكذب حتى على النبي صلى
الله عليه وسلم في سبيل تأييد ما هم عليه من الضلال , يتبين لك صدق من وصفهم من
الأئمة بقوله : " أكذب الطوائف الرافضة " ! و من أكاذيبه قوله ( ص 9 ) : " ورد
في صحيح البخاري صحيفة ( ! ) ( 331 ج 1 ) أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكره
الصلاة على شيء دون الأرض " ! و هذا كذب من وجهين : الأول : أنه ليس في " صحيح
البخاري " هذا النص لا عنه صلى الله عليه وسلم و لا عن غيره من السلف .
الآخر : أنه إنما ذكره الحافظ ابن حجر في " شرحه على البخاري " ( ج 1 / ص 388 -
المطبعة البهية ) عن عروة فقال : " و قد روى ابن أبي شيبة عن عروة بن الزبير
أنه كان يكره الصلاة على شيء دون الأرض " .
قلت : و أكاذيب الشيعة و تدليسهم على الأمة لا يكاد يحصر و إنما أردت بيان
بعضها مما وقع في هذه الرسالة بمناسبة تخريج هذا الحديث على سبيل التمثيل و إلا
فالوقت أعز من أن يضيع في تتبعها .
-----------------------------------------------------------
[1] الأصل : الطبري ! . اهـ .
1172 " خياركم من تعلم القرآن و علمه " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 167 :
أخرجه الدارمي ( 2 / 437 ) و ابن ماجة ( 1 / 93 ) من طريق الحارث بن نبهان
حدثنا عاصم بن بهدلة عن # مصعب بن سعد عن أبيه # مرفوعا . و هذا سند ضعيف لضعف
الحارث هذا . لكن الحديث قوي بشواهده :
1 - فمنها عن علي مرفوعا بهذا اللفظ . أخرجه أحمد ( ج 2 رقم 1317 ) من طريق عبد
الرحمن بن إسحاق عن النعمان بن سعد عنه . و هو ضعيف أيضا من أجل عبد الرحمن بن
إسحاق . و قد رواه الدارمي و كذا الترمذي ( 2 / 149 ) بلفظ " خيركم " . و قال :
" حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث عبد الرحمن بن إسحاق " .
2 - و منها عن أنس . أخرجه الطبراني في " الصغير " ( ص 48 ) و عنه أبو نعيم في
" الحلية " ( 3 / 35 ) من طريق محمد بن سنان القزاز حدثنا معاذ بن عوذ الله
القرشي حدثنا سليمان التيمي عنه . و قال : " لم يروه عن التيمي إلا معاذ بن عوذ
الله " .
قلت : و لم أجد له ترجمة . و الراوي عنه محمد بن سنان ضعيف و قد وثق .
و بالجملة فالحديث حسن بهذه الشواهد و هو صحيح بلفظ الترمذي و الدارمي و يأتي
بعده .
( تنبيه ) : حديث علي بلفظ الترمذي عزاه السيوطي في " الجامع " للبخاري أيضا
و هو سهو و إنما رواه البخاري من حديث عثمان فقط كما يأتي بعده . و أخرجه ابن
أبي شيبة في " المصنف " ( 12 / 65 / 1 ) بلفظ الترجمة بإسنادين عن عثمان و علي
أولهما صحيح .
1173 " خيركم من تعلم القرآن و علمه " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 167 :
أخرجه البخاري ( 6 / 108 ) و أبو داود ( 1 / 226 ) و الترمذي ( 2 / 149 )
و الدارمي ( 2 / 437 ) و ابن نصر في " قيام الليل " ( ص 71 ) و ابن ماجة ( 1 /
92 و 93 ) و الطيالسي ( ص 13 رقم 73 ) و أحمد ( ج 1 رقم 412 و 413 و 500 )
و الخطيب ( 4 / 109 و 11 / 35 ) كلهم من طريق أبي عبد الرحمن السلمي عن # عثمان
ابن عفان # مرفوعا , و قال الترمذي : " حديث حسن صحيح " . و قد قيل إن أبا عبد
الرحمن السلمي لم يسمع من عثمان . لكن رجح الحافظ تبعا للبخاري سماعه منه
و أطال في بيان ذلك في " الفتح " فليراجعه من شاء . و في رواية لأحمد ( ج 1 رقم
405 ) و كذا البخاري و ابن ماجة و الخطيب ( 5 / 129 ) " أفضلكم " بدل : خيركم .
و روى الحديث بزيادة فيه و هو : " خيركم من تعلم القرآن و علمه و فضل القرآن
على سائر الكلام كفضل الله على خلقه و ذاك أنه منه " . أخرجه البيهقي في
" الأسماء و الصفات " ص ( 238 ) من طريق يعلى بن المنهال الكوفي حدثنا إسحاق
ابن سليمان الرازي عن الجراح بن الضحاك الكندي عن علقمة بن مرثد عن أبي عبد
الرحمن عن عثمان مرفوعا به . و هكذا أخرجه ابن الضريس عن الجراح به كما في
" الفتح " ( 9 / 54 ) .
قلت : و الجراح صدوق كما في " التقريب " و بقية رواته ثقات رجال الستة غير يعلى
ابن المنهال فلم أجد من ترجمة . و قد تابعه الحماني عن إسحاق في رفعه , أخرجه
البيهقي أيضا ( 237 ) و قال : و يقال أن الحماني منه - يعني يعلى هذا - أخذ ذلك
و الله أعلم " .
قلت : و الحماني هو يحيى بن عبد الحميد , و هو ثقة حافظ من رجال مسلم إلا أنهم
اتهموه بسرقة الحديث كما في " التقريب " . و قد خالفهما يحيى بن أبي طالب عن
إسحاق بن سليمان فجعل آخر الخبر يعني " و فضل القرآن ... " الخ من قول أبي عبد
الرحمن . و تابعه على ذلك غيره كما قال البيهقي و قال الحافظ في " الفتح " ( 9
/ 54 ) : " و قد بين العسكري أنها من قول أبي عبد الرحمن السلمي " .
قلت : فثبت بذلك أن هذه الزيادة لا يصح رفعها لأن من رفعها مجهول مع مخالفته
لغيره في رفعها و يؤيد ذلك أنها لم ترد في شيء من طرق الحديث , و قد جاء عن
عثمان و علي بن أبي طالب و سعد بن أبي وقاص و أنس بن مالك و لفظ هؤلاء حاشا
عثمان : " خياركم " . و قد سبق آنفا . و كذلك روي بدون الزيادة عن عبد الله بن
مسعود بلفظ : " خيركم من قرأ القرآن و أقرأه " . أخرجه الخطيب ( 2 / 96 ) من
طريق شريك عن عاصم بن أبي النجود و عطاء بن السائب عن أبي عبد الرحمن عن عبد
الله رفعه . و أورده الحافظ ( 9 / 61 ) من رواية شريك به دون ذكر عطاء . و قال
: أخرجه ابن أبي داود .
قلت : و هذا سند ضعيف لأن شريكا سيء الحفظ و الحديث إنما هو من رواية أبي عبد
الرحمن السلمي عن عثمان كما سبق .
1174 " خيركم خيركم لأهله , و إذا مات صاحبكم فدعوه " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 169 :
أخرجه الدارمي ( 2 / 158 ) : أخبرنا محمد بن يوسف حدثنا سفيان عن هشام بن عروة
عن أبيه عن # عائشة # مرفوعا به .
قلت : و هذا سند صحيح على شرط البخاري . و له شاهد من حديث أبي هريرة تقدم برقم
( 284 ) " أكمل المؤمنين ... " دون الشطر الثاني .
1175 " لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 169 :
أخرجه البخاري في " صحيحه " ( 10 / 436 ) و في " الأدب المفرد " ( ص 185 )
و مسلم ( 8 / 227 ) و أبو داود ( 2 / 297 ) و الدارمي ( 2 / 319 و 320 ) و ابن
ماجة ( 2 / 476 ) و أحمد ( 2 / 379 ) من حديث ابن شهاب عن ابن المسيب عن # أبي
هريرة # مرفوعا . و أخرجه ابن ماجة و الطيالسي ( رقم 1813 ) و أحمد ( رقم 5964
) من طريق زمعة بن صالح عن ابن شهاب عن سالم عن ابن عمر مرفوعا به . و زمعة
ضعيف . و تابعه صالح بن أبي الأخضر و هو ضعيف أيضا و الصحيح رواية الجماعة عن
الزهري عن ابن المسيب عن أبي هريرة كما في " الفتح " .
1176 " إن من خير ما تداوى به الناس الحجم " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 170 :
أخرجه أحمد ( 5 / 9 و 15 و 19 ) و الحاكم ( 4 / 208 ) من طرق عن عبد الملك بن
عمير عن حصين بن أبي الحر عن # سمرة # عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
فذكره . و قال الحاكم : " صحيح على شرط الشيخين " . و وافقه الذهبي .
قلت : و ذلك من أوهامهما , فإن حصينا هذا و هو ابن مالك لم يخرج له الشيخان
شيئا , فهو صحيح فحسب . ثم أخرج له الحاكم شاهدا من حديث زيد بن أبي أنيسه عن
محمد بن قيس حدثنا أبو الحكم البجلي - و هو عبد الرحمن بن أبي نعم - قال :
" دخلت على أبي هريرة رضي الله عنه و هو يحتجم , فقال لي : يا أبا الحكم .
احتجم قال : فقلت : ما احتجمت قط . قال : أخبرني أبو القاسم صلى الله عليه وسلم
أن جبريل عليه الصلاة و السلام أخبره : " أن الحجم أفضل ما تداوى به الناس " .
و قال : " صحيح على شرط الشيخين " . و وافقه الذهبي أيضا .
قلت : و فيه نظر لأن محمد بن قيس و هو الأسدي الوالبي الكوفي إنما روى له
البخاري في " الأدب المفرد " فهو على شرط مسلم وحده .
1177 " أدوا صاعا من بر أو قمح بين اثنين أو صاعا من تمر أو صاعا من شعير عن كل حر و
عبد و صغير و كبير " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 170 :
أخرجه الدارقطني ( 223 و 224 ) و أحمد ( 5 / 432 ) عن الزهري عن # عبد الله بن
ثعلبة بن صعير - أو عن ثعلبة - عن أبيه # أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
: فذكره .
قلت : و هذا إسناد رجاله ثقات إلا أنهم اختلفوا في صحبة عبد الله بن ثعلبة لكنه
قال في هذه الرواية و غيرها : " عن أبيه " . فهو مسند , و قد أخرجه الضياء
المقدسي في " الأحاديث المختارة " كما في " زوائد الجامع الصغير " ( ق 9 / 2 )
. و للحديث شواهد كثيرة خرجت طائفة منها في " التعليقات الجياد " و منها عن ابن
عمر عند الدارقطني ( ص 221 ) و عنده ( 220 ) و الشحامي في " تحفة العيد " ( ق
191 / 2 ) عن ابن عمرو , و الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 88 / 1 ) : حدثنا محمد
ابن موسى حدثنا إسماعيل بن يحيى حدثنا الليث بن حماد عن غورك أبي عبد الله
الجعفري عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر بن عبد الله مرفوعا بلفظ : " صدقة
الفطر على كل إنسان : مدان من دقيق أو قمح و من الشعير صاع و من الحلوى : زبيب
أو تمر صاع " و قال : " لم يروه عن جعفر إلا غورك و لا عنه إلا الليث بن حماد
الأصطخري " .
قلت : و هذا سند ضعيف جدا , قال الدارقطني : غورك ضعيف جدا و من دونه ضعفاء :
الليث و غيره .
قلت : و رواه في " سننه " ( 225 ) بسند صحيح عن جابر مرفوعا دون ذكر الحلوى .
و في رواية لأحمد و أبي داود ( 1619 ) و البيهقي ( 4 / 163 و 164 و 167 ) من
طريق النعمان بن راشد عن الزهري به نحوه , و زاد : " غني أو فقير أما غنيكم
فيزكيه الله و أما فقيركم فيرد الله عليه أكثر مما أعطاه " . و هو رواية
للدارقطني .
قلت : و النعمان بن راشد فيه ضعف , قال الحافظ : " صدوق سيء الحفظ " . ثم أخرجه
الدارقطني ( 224 ) من طريق سلام الطويل عن زيد العمي عن عكرمة عن ابن عباس
مرفوعا نحو حديث الترجمة لكنه زاد : " يهودي أو نصراني " . و هذه زيادة منكرة
تفرد بها الطويل , قال الدارقطني عقبه : " سلام الطويل متروك الحديث و لم يسنده
غيره " .
قلت : و زيد العمي ضعيف .
1178 " من أهان قريشا أهانه الله " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 172 :
روي من حديث # عثمان بن عفان و سعد بن أبي وقاص و أنس بن مالك و عبد الله بن
عباس # .
1 - أما حديث عثمان فيرويه عبيد الله بن محمد بن حفص بن عمر بن موسى ابن عبد
الله بن معمر التيمي قال : سمعت أبي يقول : سمعت عمي عبيد الله بن عمر بن موسى
يقول : حدثنا ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن سعيد بن المسيب عن عمرو بن عثمان بن
عفان قال : قال لي أبي : يا بني إن وليت من أمر الناس شيئا فأكرم قريشا , فإني
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره . أخرجه ابن حبان ( 2288 )
و ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 13 / 291 / 1 ) و الضياء المقدسي في "
الأحاديث المختارة " . ( 1 / 138 ) كلهم من طريق أبي يعلى , و العقيلي في
" الضعفاء " ( 270 ) و الحاكم ( 4 / 74 ) و كذا أحمد ( 1 / 64 ) و الضياء أيضا
في " المنتقى من مسموعاته بمرو " ( 29 / 1 و 112 / 2 ) من طرق عن عبيد الله به
. و قال ابن عساكر : " حديث غريب " . و بين سببه العقيلي فقال : " عبيد الله بن
عمرو بن موسى التيمي لا يتابع على حديثه , و قد روي بغير هذا الإسناد , بإسناد
يقارب هذا " .
قلت : و تفرد بتوثيقه ابن حبان , و قال الذهبي : " فيه لين " . و محمد بن حفص
لم يوثقه غير ابن حبان أيضا , و قال الحسيني : " فيه نظر " .
2 - و أما حديث سعد فيرويه محمد بن أبي سفيان عن يوسف بن الحكم عن محمد بن سعد
عن أبيه مرفوعا بلفظ : " من يرد هوان قريش أهانه الله " . أخرجه الترمذي ( 2 /
325 ) و أحمد ( 1 / 171 و 186 ) و الحاكم و تمام الرازي في " الفوائد " ( 218 /
2 ) و " مسند المقلين من الأمراء و السلاطين " ( رقم 201 ) و الهيثم بن كليب في
" مسنده " ( 18 / 2 ) و أبو عمرو الداني في " الفتن " ( 163 / 1 - 2 ) و البغوي
في " شرح السنة " ( 4 / 157 ) و ابن عساكر ( 15 / 189 / 2 ) و الضياء في
" المختارة " ( 1 / 345 ) عن صالح بن كيسان عن الزهري عنه به . و قال الترمذي :
" حديث غريب من هذا الوجه " . قال العراقي في " محجة القرب في فضل العرب " ( ق
20 / 1 ) عقبه : " قلت : و رجاله ثقات و إنما استغربه من هذا الوجه - لا مطلقا
- لغرابة إسناده لأنه اجتمع فيه خمسة من التابعين يروى بعضهم عن بعض أولهم صالح
ابن كيسان و آخرهم محمد بن سعد " .
قلت : و لا يبدو لي ما ذكره من التوثيق و التعليل , فإن يوسف بن الحكم و محمد
بن أبي سفيان ليسا مشهورين , فلم يوثقهما غير ابن حبان , و قد اشتهر عند
المحققين تساهله في التوثيق , و الأول أقل شهرة من الآخر , فأنا أظن أنه إنما
استغربه من أجل هذه الجهالة . و الله أعلم . و قد اختلف في إسناده على الزهري
على وجوه :
الأول : هذا .
الثاني : رواه معمر عنه عن عمر بن سعد أو غيره أن سعد بن مالك قال : فذكره نحوه
. أخرجه أحمد ( 1 / 176 ) حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر . و كذا رواه الضياء في
" المختارة " ( 1 / 340 و 341 ) . و رجاله ثقات لولا الشك الذي وقع في سنده .
نعم أخرجه ابن عدي ( ق 92 / 1 ) من طريق الحسن بن داود عن عبد الرزاق به إلا
أنه قال : عن عمر بن سعد عن أبيه , و لم يشك . لكن الحسن هذا هو المنكدري فيه
ضعف , و قال ابن عدي : " له أحاديث تحتمل و أرجو أنه لا بأس به " .
الثالث : قال محمد بن عبد الرحمن بن مجبر : عن ابن شهاب عن عامر بن سعد عن أبيه
. أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 1 / 19 / 1 ) . و ابن مجبر هذا متروك
. و قد أورد الحديث ابن أبي حاتم في " العلل " ( 2 / 365 و 366 ) من الوجه
الأول و قال : " قال أبي : يخالف في هذا الإسناد و اضطرب في هذا الحديث " .
و قال ابن عساكر : " الصحيح الأول " .
3 - و أما حديث أنس فيرويه أبو هلال الراسبي عن قتادة عنه مرفوعا . أخرجه
البزار ( 288 ) و أبو سعيد بن الأعرابي في " معجمه " ( 109 / 1 ) و الطبراني
في المعجم الكبير " و ابن عدي ( 404 / 1 ) , و قال البزار : " تفرد به أبو هلال
و هو لين " . و قال الهيثمي عقبه في " زوائده " : " قلت : شاهده يعضده من حديث
سعد و عثمان " .
قلت : و أبو هلال اسمه محمد بن سليم و هو صدوق فيه لين كما في " التقريب " .
و قال في " مجمع الزوائد " ( 10 / 27 ) : " رواه الطبراني في " الكبير "
و " الأوسط " و فيه محمد بن سليم أبو هلال , و قد وثقه جماعة و فيه ضعف و بقية
رجالهما رجال الصحيح , و رواه البزار " .
قلت : شيخ الطبراني محمد بن محمد التمار ليس من رجال الصحيح لكن تابعه شيخا
البزار روح بن حاتم و أحمد بن العلاء الآدمي , و الأول ضعيف و الآخر لم أجد له
ترجمة .
4 - و أما حديث ابن عباس فيرويه أبو مسلم صاحب الدولة عن محمد ابن علي بن عبد
الله بن عباس عن أبيه عن جده عبد الله بن عباس . أخرجه تمام في " الفوائد "
( رقم 1029 ) و أبو نعيم في " تاريخ أصبهان " ( 2 / 109 ) و لم يذكر في أبي
مسلم هذا جرحا و لا تعديلا .
1179 " أدوا صاعا من طعام " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 175 :
أخرجه البيهقي ( 4 / 167 ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 3 / 12 و 6 / 262 ) من
طريق عبد الله بن الجراح حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن أبي رجاء العطاردي عن
# ابن عباس # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم . و قال : " غريب من حديث
حماد و أيوب و لا أعلم له راويا إلا عبد الله بن الجراح " .
قلت : و هو صدوق كما قال أبو زرعة , و قال النسائي : " ثقة " . و ذكره ابن حبان
في " الثقات " و قال : " مستقيم الحديث " . و أما أبو حاتم فقال : " كان كثير
الخطأ و محله الصدق " .
قلت : فهو حسن الحديث إن شاء الله تعالى .
( تنبيه ) و المراد بالطعام هنا ما سوى القمح فإنه يجزيء فيه نصف الصاع لحديث
عبد الله بن ثعلبة بن أبي صعير المتقدم ( 1177 ) بلفظ : " أدوا صاعا من بر أو
قمح بين اثنين ... " . و يشهد له عدة أحاديث منها حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن
جده مرفوعا . " ... مدان من قمح أو صاع مما سواه من الطعام " . أخرجه الدارقطني
( 220 و 221 ) من طريقين عن ابن جريج عنه . و منها حديث أوس بن الحدثان مرفوعا
بلفظ : " أخرجوا زكاة الفطر صاعا من طعام " . لكن إسناده ضعيف جدا و فيه زيادة
منكرة و لذلك أخرجته في الكتاب الآخر ( 2116 ) .
1180 " إن روح القدس لا يزال يويدك ما نافحت عن الله و رسوله " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 176 :
أخرجه مسلم ( 7 / 164 - 165 ) عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن # عائشة # أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال : " اهجوا قريشا فأنه أشد عليها من رشق بالنبل " .
فأرسل إلى ابن رواحة فقال : اهجهم , فهجاهم فلم يرض , فأرسل إلى كعب بن مالك ,
ثم أرسل إلى حسان بن ثابت , فلما دخل عليه قال حسان : قد آن لكم أن ترسلوا إلى
هذا الأسد الضارب بذنبه , ثم أدلع لسانه فجعل يحركه , فقال : و الذي بعثك بالحق
لأفرينهم بلساني فري الأديم , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تعجل
فإن أبا بكر أعلم قريش بأنسابها و إن لي فيهم نسبا حتى يلخص لك نسبي " . فأتاه
حسان ثم رجع فقال : يا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد لخص لي نسبك و الذي
بعثك بالحق لأسلنك منهم كما تسل الشعرة من العجين , قالت عائشة : فسمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول لحسان : الحديث . و قالت : سمعت رسول الله صلى
الله عليه وسلم يقول : " هاجهم حسان فشفى و اشتفى " . قال حسان :
هـجـوت مـحمـدا فأجبت عنـه و عند الله في ذاك الجــزاء
هــجوت محمـدا برا حـنيفـا رسـول اللـه شيمته الوفــاء
فإن أبـي و والده و عرضــي لعرض مـحمـد مـنكم وقــــاء
ثكلـت بنيتي إن لم تـروهـا تثير النقع من كنفي كـــداء
يبـارين الأعـنة مصـعــدات على أكتافها الأسل الضمــاء
تـظـل جـيادنا مـتمــطـرات تلطـمهـن بالخمـر النســـاء
فإن أعرضتموا عنا اعتمرنا و كان الفتح و انكشف الغطاء
و إلا فاصبروا لضراب يــوم يعــز اللـه فيـه من يشــاء
و قال الله قد أرسـلت عبدا يــقـول الحـق ليس به خفـاء
و قال الله قد يســرت جندا هـم الأنصار عرضتها اللقـاء
يلاقــي كل يوم من مـعـــد سـباب أو قـتال أو هجــــاء
فمن يـهـجو رسول الله منكم و يـمدحـه و ينصـره ســـواء
و جـبريـل رسول الله فينـا و روح القـدس ليـس له كفـاء
و للحديث طريق أخرى عن عائشة مختصرا بلفظ : " إن الله يؤيد ... " . و قد مضى .
و له شاهد بلفظ : " إن روح القدس معك ما هاجيتهم " . أخرجه الحاكم ( 3 / 487 )
من طريق عيسى بن عبد الرحمن حدثنا عدي بن ثابت عن البراء بن عازب قال : قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم لحسان بن ثابت : فذكره . و قال : صحيح . و أقره
الذهبي . و هو كما قالا . و قد رواه غير عيسى عن عدي و غيره بلفظ : ( اهج
المشركين ) . كما يأتي .
1181 " أدخل الله عز وجل الجنة رجلا كان سهلا مشتريا و بائعا و قاضيا و مقتضيا " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 177 :
أخرجه البخاري في " التاريخ الكبير " ( 3 / 2 / 267 ) و النسائي ( 2 / 234 )
و ابن ماجة ( 2 / 20 - 21 ) و أحمد ( 1 / 58 و 67 و 70 ) و الخرائطي في " مكارم
الأخلاق " ( ص 54 ) من طريق عطاء بن فروخ عن # عثمان بن عفان # قال : قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : و رجاله ثقات رجال الشيخين غير عطاء بن فروخ فوثقه ابن حبان فقط , و روى
عنه اثنان . و ذكر علي بن المديني في " العلل " أنه لم يلق عثمان رضي الله عنه
. و بالانقطاع أعله البوصيري في " الزوائد " ( 136 / 2 ) . و أخرجه الطيالسي في
" مسنده " ( 1 / 262 / 1307 ) : حدثنا شعبة عن عمرو بن دينار عن رجل عن عثمان
به . و هو رواية لأحمد . و لعل هذا الرجل هو ابن فروخ هذا . لكن للحديث شاهد
بلفظ : " غفر الله لرجل ممن كان قبلكم كان سهلا إذا باع سهلا إذا اشترى سهلا
إذا اقتضى " . أخرجه الترمذي ( 1 / 248 ) و البيهقي ( 5 / 357 - 358 ) و أحمد
( 3 / 340 ) من طريق زيد بن عطاء بن السائب عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد
الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره . و قال الترمذي : " حديث
صحيح حسن غريب من هذا الوجه " .
قلت : و إسناده حسن , رجاله ثقات معروفون غير زيد هذا فقال أبو حاتم : ليس
بالمعروف . و ذكره ابن حبان في الثقات " , و قد روى عنه جمع . ( أنظر الاستدراك
178 / 7 ) .
1182 " ادفعوها إلى خالتها , فإن الخالة أم " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 178 :
أخرجه أبو داود ( 1 / 530 - الحلبية ) و الحاكم ( 3 / 120 ) و اللفظ له و أحمد
( 1 / 88 و 115 ) من طرق عن إسرائيل عن إسحاق عن هبيرة بن يريم و هانيء بن
هانيء عن # علي # قال : " لما خرجنا من مكة اتبعنا ابنة حمزة فنادت : يا عم يا
عم ! فأخذت بيدها فناولتها فاطمة قلت : دونك ابنة عمك , فلما قدمنا المدينة
اختصمنا فيها أنا و زيد و جعفر , فقلت : أنا أخذتها و هي ابنة عمي , و قال زيد
: ابنة أخي , و قال جعفر : ابنة عمي و خالتها عندي , فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم لجعفر : أشبهت خلقي و خلقي , و قال لزيد : أنت أخونا و مولانا ,
و قال لي : أنت مني و أنا منك , ادفعوها ... فقلت : ألا تزوجها يا رسول الله ?
قال : " إنها ابنة أخي من الرضاعة " . و قال الحاكم : " صحيح الإسناد و لم
يخرجاه بهذه الألفاظ و إنما اتفقا على حديث أبي إسحاق عن البراء مختصرا " .
قلت : أبو إسحاق هو السبيعي و كان اختلط لكن له طريق أخرى عند أبي داود و
الطحاوي في " المشكل " ( 4 / 174 ) و الحاكم ( 3 / 211 ) عن يزيد بن الهاد عن
محمد بن نافع بن عجير عن أبيه نافع عن علي بن أبي طالب به نحوه . و فيه :
" و أما الجارية فادفعي بها لجعفر فإن خالتها عنده و إنما الخالة أم " . و قال
الحاكم : " صحيح على شرط مسلم " . كذا قال , و نافع بن عجير ليس من رجال مسلم ,
و قد اختلف في إسناده كما في ترجمته من " التهذيب " . و للحديث شاهد مرسل قوي
بلفظ : " الخالة أم " .رواه ابن سعد ( 4 / 35 - 36 ) عن جعفر بن محمد عن أبيه
قال : إن ابنة حمزة لتطوف بين الرجال ,إذا أخذ علي بيدها فألقاها إلى فاطمة في
هودجها , قال : فاختصم فيها علي و جعفر و زيد بن حارثة حتى ارتفعت أصواتهم ,
فأيقظوا النبي صلى الله عليه وسلم من نومه , قال : هلموا أقضي بينكم فيها و في
غيرها , فقال علي : ابنة عمي و أنا أخرجتها و أنا أحق بها , و قال جعفر : ابنة
عمي و خالتها <1> عندي , و قال زيد : ابنة أخي , فقال في كل واحد قولا راضيا ,
فقضى بها لجعفر و قال : ( فذكره ) , فقام جعفر فحجل حول النبي صلى الله عليه
وسلم - دار عليه - فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ما هذا ? قال : شيء رأيت
الحبشة يصنعونه بملوكهم .
قلت : و سنده صحيح لولا أنه مرسل .
-----------------------------------------------------------
[1] خالتها أسماء بنت عميس , و أمها سلمى بنت عميس . اهـ .
1183 " إذا قرأتم : *( الحمد لله )* فاقرءوا : *( بسم الله الرحمن الرحيم )* إنها أم
القرآن و أم الكتاب و السبع المثاني و *( بسم الله الرحمن الرحيم )* إحداها " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 179 :
أخرجه الدارقطني ( 118 ) و البيهقي ( 2 / 45 ) و الديلمي ( 1 / 1 / 70 ) من
طريق أبي بكر الحنفي حدثنا عبد الحميد بن جعفر أخبرني نوح بن أبي بلال عن سعيد
ابن أبي سعيد المقبري عن # أبي هريرة # رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم : فذكره . قال أبو بكر الحنفي , ثم لقيت نوحا فحدثني عن سعيد بن
أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة مثله و لم يرفعه .
قلت : و هذا إسناد صحيح مرفوعا و موقوفا فإن نوحا ثقة و كذا من دونه و الموقوف
لا يعل المرفوع . لأن الراوي قد يوقف الحديث أحيانا فإذا رواه مرفوعا - و هو
ثقة - فهو زيادة يجب قبولها منه . و الله أعلم . و بعضه عند أبي داود و غيره من
حديث أبي هريرة , و عند البخاري و غيره من حديث أبي سعيد بن المعلى , و عزاه
السيوطي إليه من حديث أبي بكر و هو وهم محض كما نهت عليه في " تخريج الترغيب "
( 2 / 216 ) و غيره و هو في " صحيح أبي داود " ( 1310 - 1311 ) .
1184 " ادن يا بني و سم الله و كل بيمينك و كل مما يليك " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 180 :
أخرجه الترمذي ( 1 / 340 - 341 ) و أحمد ( 4 / 26 ) من طرق عن هشام بن عروة عن
أبيه عن # عمرو بن أبي سلمة # . " أنه دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم و عنده
طعام , قال : " فذكره , و قال الترمذي : " و قد روي عن هشام بن عروة عن أبي
وجزة السعدي عن رجل من مزينة عن عمر بن أبي سلمة و قد اختلف أصحاب هشام بن عروة
في رواية هذا الحديث و أبو وجزة السعدي اسمه يزيد بن عبيد " .
قلت : قد صح متصلا عن أبي وجزة و غيره عن ابن أبي سلمة , فأخرجه أبو داود ( 2 /
141 ) و أحمد ( 4 / 27 ) من طرق عن سليمان بن بلال قال : حدثنا أبو وجزة عن
( و في بعض الطرق : أخبرني ) عمرو بن أبي سلمة به . و هذا سند صحيح . و أخرجه
ابن حبان ( 1339 ) عن عبد الرحمن بن محمد بن عمرو بن أبي سلمة حدثنا أبي عن
أبيه ... فذكر نحوه . و أخرجه البخاري ( 9 / 458 ) و الدارمي ( 2 / 100 ) عن
وهب بن كيسان عن عمر بن أبي سلمة به مختصرا : " سم الله و كل مما يليك " .
1185 " أديموا الحج و العمرة فإنهما ينفيان الفقر و الذنوب كما ينفي الكير خبث
الحديد " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 181 :
رواه الطبراني في "الأوسط " ( 1 / 111 / 2 ) عن حمزة الزيات عن علي بن زيد بن
جدعان عن يوسف بن مهران عن # ابن عباس # مرفوعا . و قال : " لم يروه عن علي إلا
حمزة " .
قلت : و هو صدوق ربما وهم و احتج به مسلم لكن ابن جدعان ضعيف . و قال الهيثمي
( 3 / 278 ) : " و فيه كلام " .
قلت : لكن يقويه أن له طريقا أخرى في " كامل ابن عدي " ( ق 191 / 2 ) من طريق
شعيب بن صفوان عن الربيع بن ركين عن عمرو بن دينار عن ابن عباس به . و قال :
" و شعيب عامة ما يرويه لا يتابع عليه " .
قلت : قد قال فيه أحمد : " لا بأس به , و هو صحيح الحديث " . و قال أبو حاتم :
" يكتب حديثه و لا يحتج به " . و ذكره ابن حبان في " الثقات " و قال : " و كان
ربما أخطأ " .
قلت : فهو حسن الحديث إذا لم يخالف , فإذا توبع فهو صحيح الحديث كما هنا . على
أنه يشهد له حديث جابر مرفوعا به . رواه الطبراني في " الأوسط " أيضا من طريق
يزيد بن أبي زياد عن عبد الله بن محمد بن عقيل عنه به . و ابن عقيل قال الهيثمي
: " و فيه كلام و مع ذلك فحديثه حسن " . و له طريق أخرى عن جابر . أخرجه ابن
عدي ( 304 / 2 ) من طريق محمد بن عبد الله العمري عن أيوب عن محمد بن المنكدر
عنه . لكن العمري هذا واه . و بالجملة فالحديث صحيح بهذه الطريق , لاسيما و له
شواهد كثيرة سيأتي تخريجها بلفظ : " تابعوا بين الحج و العمرة ... " ( 1200 ) .
1186 " إذا أبردتم إلى بريدا فابعثوه حسن الوجه حسن الاسم " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 182 :
أخرجه البزار في " مسنده " ( ص 242 - زوائده ) حدثنا محمد بن المثنى حدثنا معاذ
ابن هشام عن أبيه عن قتادة عن # عبد الله بن بريدة عن أبيه # قال : قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . و قال : " لا نعلمه رواه بهذا الإسناد إلا
قتادة -صحيح " . و قوله : " صحيح " إنما هو من صاحب " الزوائد " و هو الحافظ
الهيثمي و صرح بذلك السيوطي في " اللآلئ المصنوعة " و أقره و رجال إسناده ثقات
كلهم من رجال الشيخين . ثم أخرج له البزار شاهدا من حديث أبي هريرة مرفوعا به
من طريق عمرو بن أبي خثعم حدثنا يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة .
و هذا إسناد ضعيف من أجل عمر هذا و هو ابن عبد الله ابن أبي خثعم قال في
" التقريب " : " ضعيف " . و قال في " مجمع الزوائد " ( 8 / 47 ) : " رواه
البزار و الطبراني في " الأوسط " , و في إسناد الطبراني عمر بن راشد , وثقه
العجلي و ضعفه جمهور الأئمة و بقية رجاله ثقات , و طرق البزار ضعيفة " .
قلت : لم يذكر الهيثمي في " زوائد مسند البزار " للحديث طريق أخرى عن أبي هريرة
غير هذه , فلعل قوله : " طرق " محرفة عن " طريق " لكن المناوي نقله عن الهيثمي
كما نقلته عنه " طرق " , ثم وهم وهما فاحشا حيث ذكر قول الهيثمي هذا عقب حديث
بريدة المذكور أعلاه , فأوهم شيئين اثنين لا حقيقة لهما :
الأول : أن لحديث بريدةأكثر من حديث واحد . و ليس كذلك .
الآخر : أنه ضعيف و ليس كذلك أيضا بل إسناده صحيح كما أفاده الهيثمي نفسه فيما
تقدم و من العجيب أن الهيثمي لم يورده مع حديث أبي هريرة في المكان المشار إليه
و من البعيد أن يكون أورده في مكان آخر من " المجمع " . و قد أخرجه أبو الشيخ
في " أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم " ( ص 274 ) و العقيلي في " الضعفاء "( ص
278 ) و أبو القاسم بن أبي قعنب في " حديث القاسم بن الأشيب " ( 8 / 1 )
و البغوي في " شرح السنة " ( 4 / 71 / 2 ) من طريق عمرو بن راشد عن يحيى ابن
أبي كثير به . و قال البغوي : "عمرو بن راشد ضعيف " . و قال العقيلي : " لا
يتابعه إلا من هو دونه أو مثله " . و كأنه يشير إلى متابعة عمر بن أبي خثعم
المتقدمة . و للحديث شاهد آخر من حديث ابن عباس يرويه النضر بن إسماعيل البجلي
عن طلحة بن عمرو عن عطاء عنه مرفوعا . أخرجه ابن عدي في " الكامل " ( ق 205 / 1
) و الديلمي في " المسند " ( 1 / 1 / 104 ) و قال ابن عدي : " طلحة بن عمرو
عامة ما يرويه لا يتابعونه عليه , و هذا الحديث مما فيه نظر " . و ذكره ابن أبي
حاتم في " العلل " ( 2 / 329 ) من هذا الوجه و قال : " سئل عنه أبو زرعة ? فقال
: هو طلحة عن عطاء مرسل " .
قلت : و طلحة هذا متروك . و من الغريب أن السيوطي في " اللآليء " لم يحصل على
هذه الطريق إلا من عند ابن النجار ! و لكنه قد ذكر له شاهدا مرسلا جيدا فقال :
" و قال ابن أبي عمرو في "مسنده " : حدثنا بشر بن السري حدثنا همام عن يحيى بن
أبي كثير عن أبي سلمة عن الحضرمي بن لاحق أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
إذا أبردتم ... " .
قلت : و هذا إسناد صحيح مرسل , الحضرمي بن لاحق تابعي صغير , روى عن ابن عباس
و ابن عمرو مرسلا و ليس به بأس كما قال ابن معين . و من طريقه رواه ابن قتيبة
في " غريب الحديث " ( 1 / 46 / 2 ) .
و بالجملة فالحديث صحيح بهذه الطرق , لاسيما و الطريق الأولى صحيحة لذاتها
و إلى ذلك مال السيوطي فقال في آخر بحثه : " قال الحاكم في " المستدرك " : إذا
كثرت الروايات في حديث ظهر أن للحديث أصلا . و الله أعلم . و ذكر له شاهد من
حديث أبي أمامة مرفوعا بلفظ : " كان إذا بعث شيئا قال لأميرهم : إذا بعثت إلي
بريدا فاجعله جسيما وسيما حسن الوجه " . أخرجه الخرائطي في " اعتلال القلوب " :
حدثنا علي بن حرب الطائي حدثنا أبي حدثنا عفيف بن سالم عن الحسن بن دينار عنه .
قلت : و الحسن بن دينار , قال أبو حاتم و غيره : كذاب . فمثله لا يستشهد به
و لا كرامة على أنه ما أدرك أحدا من الصحابة , فإنه إنما ذكروا له رواية عن بعض
التابعين : كـ " ابن سيرين " و غيره .
1187 " إذا آتاك الله مالا لم تسأله و لم تشره إليه نفسك فاقبله , فإنما هو رزق ساقه
الله إليك " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 185 :
أخرجه الحاكم ( 3 / 286 ) و البيهقي ( 6 / 184 ) و أبو نعيم في " أخبار أصبهان
" ( 1 / 228 ) عن شريك عن جامع بن أبي راشد عن زيد بن أسلم ( عن أبيه ) قال :
" كان رجل في أهل الشام مرضيا , فقال له # عمر # : على ما يحبك أهل الشام ? قال
: أغازيهم و أواسيهم , قال : فعرض عليه عمر عشرة آلاف , قال : خذها و استعن بها
في غزوك , قال : إني عنها غني , قال عمر : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم عرض
علي مالا دون الذي عرضت عليك , فقلت له مثل الذي قلت لي , فقال لي ... " فذكره.
قلت : و هذا إسناد رجاله ثقات غير أن شريكا و هو ابن عبد الله القاضي سيىء
الحفظ . لكن الحديث ورد في " الصحيحين " . و غيرهما من حديث ابن عمر بمعناه
و له شاهد من حديث عائشة عند البيهقي , و من حديث أبي الدرداء في " تاريخ ابن
عساكر " ( 10 / 426 ) .
1188 " إذا وجدتم الإمام ساجدا فاسجدوا أو راكعا فاركعوا أو قائما فقوموا و لا تعدوا
بالسجود إذا لم تدركوا الركعة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 185 :
أخرجه إسحاق بن منصور المروزي في " مسائل أحمد و إسحاق " ( 1 / 127 / 1 مصورة
المكتب ) حدثنا محمد بن رافع قال : حدثنا حسين بن علي عن زائدة , قال : حدثنا
عبد العزيز بن رفيع عن # ابن مغفل المزني # قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم
فذكره .
قلت : و هذا إسناد صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين . و قد أخرجه البيهقي ( 2 / 89
) من طريق شعبة عن عبد العزيز بن رفيع عن رجل عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
: فذكره .
قلت : ففي رواية المروزي فائدة هامة و هى بيان أن الرجل الذي لم يسم عند
البيهقي إنما هو ابن مغفل الصحابي و اسمه عبد الله , و قد كنت ملت إلى ترجيح
أنه صحابي فيما كنت علقته على " سبل السلام " ( 2 / 26 ) أثناء تدريسه في "
الجامعة الإسلامية " قبل أن أقف على هذه الرواية الصريحة في ذلك , فالحمد لله
على توفيقه . و قد أخرجه الترمذي من حديث علي و معاذ مرفوعا نحوه . و في إسناده
ضعف ينجبر بروايته ابن مغفل هذه . و قد وجدت له شاهدا من حديث عبد الرحمن بن
الأزهر مرفوعا بلفظ : " إذا جئتم الصلاة و نحن سجود فاسجدوا و لا تعدوها شيئا ,
و من أدرك الركعة فقد أدرك الصلاة " . رواه ابن منده في " المعرفة " ( 2 / 16 /
2 ) عن جعفر بن ربيعة عن عبد الله بن عبد الرحمن بن السائب عن عبد الحميد بن
عبد الرحمن بن الأزهر حدثه عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف , عبد الرحمن بن الأزهر صحابي صغير و ابنه عبد الحميد
ابن عبد الرحمن بن الأزهر ترجمه ابن أبي حاتم ( 13 / 1 / 15 ) من رواية جعفر بن
ربيعة فقط و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . و عبد الله بن عبد الرحمن بن
السائب لم أجد له ترجمة . و جعفر بن ربيعة و هو المصري ثقة من رجال الشيخين .
و مما يشهد للحديث و يقويه عمل كبار الصحابة به كأبي بكر الصديق و زيد بن ثابت
و ابن مسعود و قد سبق تخريجها تحت الحديث ( 229 ) فراجعها .
1189 " إذا أتى الرجل القوم فقالوا مرحبا , فمرحبا به يوم يلقى ربه , و إذا أتى
الرجل القوم فقالوا له : قحطا , فقحطا له يوم القيامة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 186 :
أخرجه الحاكم ( 3 / 525 ) عن حماد بن سلمة أنبأنا سعيد بن إياس الجريري عن أبي
العلاء يزيد بن عبد الله بن الشخير قال : سمعت # أبا سعيد الضحاك ابن قيس
الفهري # يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره و صححه و قال
الذهبي : " قلت , على شرط مسلم " . و هو كما قال . و الحديث قال في " المجمع "
( 10 / 271 - 272 ) : " رواه الطبراني في " الكبير " و " الأوسط " , و رجاله
رجال الصحاح غير أبي ضرير الأكبر و هو ثقة " .
1190 " إذا أتيت أهلك فاعمل عملا كيسا " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 187 :
أخرجه الخطيب في " تاريخ بغداد " ( 12 / 295 - 296 ) من طريق عطاء بن جبلة عن
ابن جريج عن أبي الزبير عن # جابر # قال : " قدمت من سفر , فأتيت النبي صلى
الله عليه وسلم فقال ... ( فذكره ) , فلما أتيت أهلي قلت : إن النبي صلى الله
عليه وسلم قال ... ( فذكره ) قالت : دونك " .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ابن جريج و أبو الزبير مدلسان و قد عنعناه . و عطاء بن
جبلة قال ابن معين : ليس بشيء . و قال أبو زرعة الرازي : منكر الحديث . و قال
أبو حاتم : ليس بالقوي .
أقول : لكن الحديث صحيح جاء من طرق أخرى , فروى الشعبي عن جابر أن النبي صلى
الله عليه وسلم قال له " إذا دخلت ليلا فلا تدخل على أهلك حتى تستحد المغيبة
و تمتشط الشعثة " . قال : و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا دخلت
فعليك الكيس الكيس " . أخرجه أحمد ( 3 / 298 ) و البخاري ( 9 / 298 ) . و أخرجه
هو و مسلم ( 4 / 176 ) و الدارمي ( 2 / 146 ) و البيهقي ( 4 / 254 ) من هذا
الوجه أتم منه بلفظ : " إذا قدمت فالكيس الكيس " . و فيه أنهم كانوا في غزاة .
و في رواية للبخاري : " الكيس الكيس يا جابر . يعني الولد " . و قال البخاري :
" تابعه عبيد الله عن وهب عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم في الكيس " .
قلت : و قد وصله البخاري في " البيوع " ( 4 / 269 ) مطولا مثل رواية الشعبي
المطولة . و ذكر الحافظ أن ابن خزيمة أخرجه في " صحيحه " من طريق محمد بن
إسحاق عن وهب بن كيسان بلفظ : " فإذا قدمت فاعمل عملا كيسا " .
1191 " السري : النهر " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 188 :
أخرجه محمد بن العباس البزار في " حديثه " ( 116 / 1 ) حدثنا عبيد بن عبد
الواحد قال : حدثنا سليمان بن عبد الرحمن قال : حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن
عن الأعمش عن أبي إسحاق عن # البراء بن عازب # مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد جيد , رجاله كلهم ثقات رجال " الصحيح " . غير عبيد بن عبد
الواحد و هو ابن شريك البزار و كان ثقة صدوقا كما في " اللسان " . لكن أخرجه
ابن جرير في " التفسير " ( 16 / 53 ) من طريق شعبة و الحاكم ( 2 / 373 ) من
طريق سفيان كلاهما عن أبي إسحاق قال : سمعت البراء يقول : فذكره موقوفا
قلت : و هو أصح لكن تفسير الصحابي للقرآن له حكم الرفع كما قرره الحاكم في
" مستدركه " - لاسيما و قد روي عن ترجمان القرآن ابن عباس من قوله . رواه ابن
جرير و غيره . و الحديث أخرجه الطبراني في " الصغير " ( ص 142 - هندية ) من
طريق بقية بن الوليد عن معاوية بن يحيى الصدفي عن أبي سنان عن أبي إسحاق به
مرفوعا . و قال : " لم يرفع هذا الحديث عن أبي إسحاق إلا أبو سنان سعيد بن سنان
" .
قلت : و هو صدوق له أوهام احتج به مسلم لكن الصدفي ضعيف و بقية مدلس . و قوله :
" لم يرفعه إلا أبو سنان " فبحسب ما وصل إليه و إلا فحديث الترجمة يرده . و له
شاهد من حديث ابن عمر قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إن
السري الذي قال الله عز وجل : *( قد جعل ربك تحتك سريا )* نهر أخرجه الله لتشرب
منه " . أخرجه الطبراني في " الكبير " ( 3 / 167 / 1 ) عن يحيى بن عبد الله :
أخبرنا أيوب بن نهيك قال : سمعت عكرمة مولى ابن عباس يقول : سمعت ابن عمر ...
و هذا إسناد ضعيف لضعف يحيى بن عبد الله و هو البابلتي . و شر منه شيخه أيوب بن
نهيك و لعل لذلك اقتصر ابن كثير عليه في إعلال الحديث هذا , و فيما قبله غنية
عنه . و الله أعلم .
1192 " شغلني هذا عنكم منذ اليوم , إليه نظرة , و إليكم نظرة . ثم رمى به . يعني
الخاتم " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 189 :
أخرجه النسائي ( 2 / 295 ) و ابن حبان في " صحيحه " ( رقم 1468 - الموارد )
و أحمد ( 1 / 322 ) من طريق عثمان بن عمر أنبأنا مالك بن مغول عن سليمان
الشيباني عن سعيد بن جبير عن # ابن عباس # " أن النبي صلى الله عليه وسلم اتخذ
خاتما فلبسه , ثم قال : ( فذكره ) .
قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين . و له شاهد عن طاووس مرسلا نحوه و فيه
أن الخاتم كان من ذهب . أخرجه ابن سعد في " الطبقات " ( 1 / 2 / 161 ) بسند
صحيح عنه لولا أنه مرسل . لكن يشهد له حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم اتخذ خاتما من ذهب و جعل فصه مما يلي كفه و نقش فيه
( محمد رسول الله ) , فاتخذ الناس مثله , فلما رآهم قد اتخذوها رمى به و قال :
" لا ألبسه أبدا " ثم اتخذ خاتما من فضة , فاتخذ الناس خواتيم الفضة . أخرجه
البخاري و مسلم في " اللباس " . و في الحديث إشارة إلى تحريم خاتم الذهب على
الرجال و فيه أحاديث كثيرة صريحة في التحريم ذكرت بعضها في كتابي " آداب الزفاف
" فليراجعها من شاء و لذلك انعقد الإجماع على التحريم بعد أن كان هناك من
الصحابة من لبسه و هو محمول على أنهم لم يبلغهم النهي , أو حملوه على التنزيه
و ربما حمله بعضهم على الخصوصية له . فانظر لذلك " فتح الباري " ( 10 / 266 -
268 ) .
1193 " الدجال الأعور هجان أزهر ( و في رواية أقمر ) كأن رأسه أصلة أشبه الناس بعبد
العزى بن قطن , فإما هلك الهلك , فإن ربكم تعالى ليس بأعور " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 190 :
أخرجه ابن حبان في " صحيحه " ( 1900 - موارد ) و أحمد ( 1 / 240 و 313 ) و أبو
إسحاق الحربي في " غريب الحديث " ( 5 / 73 / 1 و 93 / 1 ) و ابن منده في
" التوحيد " ( 83 / 1 ) من طرق عن سماك بن حرب عن عكرمة عن # ابن عباس # مرفوعا
. قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط مسلم .
غريب الحديث :
( هجان ) أي أبيض . و بمعناه ( أزهر ) . ( أقمر ) أي لونه لون الحمار الأقمر ,
أي الأبيض . ( أصلة ) الأصلة بفتح الهمزة و الصاد : الأفعى : و قيل هي الحية
العظيمة الضخمة القصيرة و العرب تشبه الرأس الصغير الكثير الحركة برأس الحية .
كما في " النهاية " . ( الهلك ) جمع هالك , أي فإن هلك به ناس جاهلون و ضلوا ,
فاعلموا أن الله ليس بأعور . و الحديث صريح في أن الدجال الأكبر من البشر له
صفات البشر , لاسيما و قد شبه به عبد العزى بن قطن , و كان من الصحابة .
فالحديث من الأدلة الكثيرة على البطلان تأويل بعضهم الدجال بأنه ليس بشخص
و إنما هو رمز للحضارة الأوربية و زخارفها و فتنتها ! فالدجال من البشر و فتنة
أكبر من ذلك كما تضافرت على ذلك الأحاديث الصحيحة , نعوذ بالله منه .
1194 " من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 191 :
أخرجه الترمذي ( 2 / 108 ) و الدارمي ( 1 / 74 ) من طريق إسماعيل بن جعفر عن
عبد الله بن سعيد بن أبي هند عن أبيه عن # ابن عباس # مرفوعا , و قال الترمذي :
" حديث حسن صحيح " .
قلت : و هو على شرط الشيخين . و رواه الطحاوي في " مشكل الآثار " ( 2 / 281 )
و ابن عبد البر في " الجامع " ( 1 / 19 ) من حديث عمرو بن الحارث أن عباد بن
سالم حدثه عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه عن عمر بن الخطاب مرفوعا .
و رجاله ثقات رجال الستة غير عباد بن سالم فلم أجد من ترجمه . و قد عزاه الحافظ
في "الفتح " ( 1 / 131 ) و العيني في " العمدة " ( 1 / 436 ) لابن أبي عاصم
وحده في " كتاب العلم " . قالا : " و إسناده حسن " . و الله أعلم .
و أخرجه ابن ماجه ( 1 / 95 ) عن عبد الأعلى , و الطبراني في " الصغير " ( 167 )
عن عبد الواحد بن زياد كلاهما عن معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي
هريرة مرفوعا به . و هذا سند صحيح على شرط الشيخين . و قول الطبراني : " تفرد
به عبد الواحد بن زياد " . فهو بالنسبة لما وقع إليه و إلا فقد تابعه عبد
الأعلى كما ترى . و أخرجه ابن عبد البر ( 1 / 19 ) عن ابن زياد . و قد ورد عنه
بزيادة فيه , و يأتي قريبا . و أخرجه الدارمي ( 1 / 74 ) و الطحاوي ( 2 / 280 )
و أحمد و ابن عبد البر من حديث حماد بن سلمة عن جبلة بن عطية عن عبد الله بن
محيريز عن معاوية مرفوعا به . و سنده صحيح , رجاله ثقات رجال مسلم غير جبلة بن
عطية و هو ثقة كما في " التقريب " . و لفظ أحمد و ابن عبد البر : " إذا أراد
الله بعبد خيرا ... " . و له في مسند ( 4 / 96 / 99 ) طريقان آخران عن معاوية
رجال الأولى ثقات رجال مسلم غير جراد رجل من بني تميم , و هو جراد بن مجالد
الضبي قال أبو حاتم : لا بأس به و ذكره ابن حبان في " الثقات " . فالإسناد حسن
. و من هذا الوجه أخرجه الطحاوي ( 2 / 279 ) . و الطريق الآخر إسناد صحيح على
شرط مسلم . <1> و قد جاء بزيادات فيه و يأتي . أما حديث ابن زياد المشار إليه
آنفا فهو بلفظ : " من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين و إنما أنا قاسم و الله
عز وجل يعطي " . أخرجه الطحاوي في " المشكل " ( 2 / 280 ) حدثنا أبو أمية :
حدثنا سريج بن النعمان الجوهري حدثنا عبد الواحد بن زياد عن معمر عن الزهري عن
سعيد بن المسيب عن أبي هريرة مرفوعا به . و هذا سند حسن رجاله كلهم ثقات رجال
البخاري غير أبي أمية و اسمه محمد بن إبراهيم بن مسلم الخزاعي البغدادي , و هو
صدوق يهم كما في " التقريب " . و قد أخرجه مسلم ( 3 / 95 ) من طريق يونس عن ابن
شهاب قال : حدثني حميد بن عبد الرحمن بن عوف قال : سمعت معاوية بن أبي سفيان
و هو يخطب يقول : إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فذكره إلا أنه
قال : " و يعطي الله " . فيخشى أن يكون الحديث عن الزهري عن حميد عن معاوية
فجعله أبو أمية عن الزهري عن سعيد عن أبي هريرة , و يرجح ذلك أنه رواه جمع من
الثقات عن عبد الواحد بن زياد و عبد الأعلى بن عبد الأعلى كلاهما عن الزهري عن
سعيد به دون قوله : " و إنما ... إلخ . و الله أعلم . و يستنتج مما تقدم أن
للزهري فيه إسنادين بلفظين أحدهما مختصر , و الآخر مطول و هو من حديث معاوية
و قد جاء بزيادة أخرى و هو : " من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين و إنما أنا
قاسم و الله يعطي و لن تزال هذا الأمة قائمة على أمر الله لا يضرهم من خالفهم
حتى يأتي أمر الله " .
-----------------------------------------------------------
[1] ثم وجدته في صحيحه ( 3 / 95 ) بهذا الإسناد . اهـ .
1195 " من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين و إنما أنا قاسم و الله يعطي و لن تزال
هذه الأمة قائمة على أمر الله لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 193 :
أخرجه البخاري ( 1 / 25 و 26 و 4 / 49 و 8 / 149 ) و الطحاوي في " المشكل "
( 2 / 278 ) عن يونس بن يزيد عن ابن شهاب أخبر حميد قال : سمعت # معاوية بن
أبي سفيان # خطيبا يقول : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره . و كذلك
أخرجه ابن عبد البر في " الجامع " ( 1 / 20 ) و رواه أحمد ( 4 / 101 ) عن عبد
الوهاب بن أبي بكر عن ابن شهاب به دون قوله ( و إنما أنا قاسم و الله يعطي )
و زاد في آخره : ( و هم ظاهرون على الناس ) و هي عند الطحاوي , و كذا البخاري
في رواية . و هي عند مسلم من طريق أخرى عن معاوية بلفظ : " لا تزال " . و تقدم
برقم ( 270 ) . و روى الدارمي ( 1 / 75 , 76 ) عن عبد الوهاب الجملة الأولى منه
. و لها طرقا عن معاوية ذكرت قريبا و ورد بزيادات أخرى فانظر : "الخير عادة "
و تقدم برقم ( 651 ) . و ما يأتي بعد حديث . و ورد بلفظ " من يرد الله به خيرا
يفقهه في الدين و لا تزال عصابة من المسلمين يقاتلون على الحق ظاهرين على ما
ناوأهم يوم القيامة " . أخرجه أحمد ( 4 / 93 ) حدثنا كثير بن هشام قال : حدثنا
جعفر حدثنا يزيد بن الأصم قال : سمعت معاوية بن أبي سفيان ذكر حديثا رواه عن
النبي صلى الله عليه وسلم - لم أسمعه روى عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثا
غيره - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره . و هذا سند صحيح على شرط مسلم
و جعفر هو ابن برقان . و قد أخرجه ابن عبد البر أيضا ( 1 / 20 ) و كذا مسلم ( 6
/ 53 و 54 ) .
1196 " من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين و إن هذا المال حلو خضر فمن يأخذه بحقه
يبارك له فيه , و إياكم و التمادح فإنه الذبح " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 194 :
أخرجه الطحاوي في " المشكل " ( 2 / 279 ) و أحمد ( 4 / 92 و 93 و 98 و 99 ) عن
سعد بن إبراهيم عن معبد الجهني قال : كان # معاوية # قلما يحدث عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم شيئا , و يقول هؤلاء الكلمات قلما يدعهن أو يحدث بهن في
الجمع عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره . و هذا سند حسن رجاله كلهم
ثقات رجال الستة غير معبد الجهني قال أبو حاتم : " هو أول من تكلم بالقدر و كان
صدوقا في الحديث " . و نحوه قال الحافظ في التقريب " . و الحديث روى ابن ماجه
منه الجملة الأخيرة : " إياكم و التمادح " . و ستأتي ( 1284 ) .
1197 " بينما رجل بفلاة إذا سمع رعدا في سحاب , فسمع فيه كلاما : اسق حديقة فلان ـ
باسمه ـ فجاء ذلك السحاب إلى حرة فأفرغ ما فيه من ماء , ثم جاء إلى أذناب شرج
فانتهى إلى شرجه , فاستوعبت الماء و مشى الرجل مع السحابة حتى انتهى إلى رجل
قائم في حديقة له يسقيها . فقال : يا عبد الله ما اسمك ? قال : و لم تسأل ? قال
: إني سمعت في سحاب هذا ماؤه : اسق حديقة فلان باسمك , فما تصنع فيها إذا
صرمتها ? قال : أما إن قلت ذلك فإني أجعلها على ثلاثة أثلاث , أجعل ثلثا لي و
لأهلي و أرد ثلثا فيها و أجعل ثلثا للمساكين و السائلين و ابن السبيل <1> " .
-----------------------------------------------------------
[1] ( انظر الاستدراك رقم 194 / 14 ) . اهـ .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 194 :
رواه الطيالسي في مسنده ( رقم 2587 ) و من طريقه ابن منده في " التوحيد " ( 21
/ 2 ) ( انظر الاستدراك رقم 194 / 22 ) . عن عبد العزيز بن أبي سلمة قال :
حدثنا وهب بن كيسان عن عبيد بن عمير الليثي عن # أبي هريرة # مرفوعا . و قال
ابن منده : " هذا إسناد متصل صحيح و روي من حديث عبد الله بن عبد الله بن الأصم
عن عمه يزيد بن الأصم عن أبي هريرة " . و أخرجه أحمد ( 2 / 296 ) و مسلم ( 8 /
22 ) من طريق يزيد بن هارون : حدثنا عبد العزيز بن أبي سلمة به .
1198 " إذا أتيت الصلاة فائتها بوقار و سكينة , فصل ما أدركت و اقض ما فاتك " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 195 :
أخرجه الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 23 / 1 و 2 ) من طريق مقدم بن محمد حدثنا
عمي القاسم عن هشام بن حسان عن أبي السري عن # سعد بن أبي وقاص # عن النبي صلى
الله عليه وسلم قال : فذكره . و قال : " لم يروه عن هشام إلا القاسم , تفرد به
مقدم " .
قلت : و هو ثقة من شيوخ البخاري في " صحيحه " , و من فوقه من رجاله أيضا غير
أبي السري و قد أورده الدولابي في " الكنى " ( 1 / 186 ) و سماه سليمان بن
كندير , رأى ابن عمر .
قلت : و سليمان بن كندير ثقة من رجال " التهذيب " لكن كنوه بأبي صدقة و لم
يتعرضوا لهذه الكنية ( أبي السري ) بذكر . و الحديث قال في " المجمع " ( 2 / 31
) : " رواه الطبراني في " الأوسط " من رواية أبي السري عن سعد و لم أجد من ذكره
و بقية رجاله موثقون " .
قلت : لكن الحديث صحيح على كل حال , فقد أخرجه الطبراني أيضا من حديث أنس نحوه
من طريقين عنه و من حديث أبي قتادة مرفوعا بالشطر الثاني منه . و هو في
" الصحيحين " و غيرهما بتمامه . بلفظ : " و ما فاتكم فأتموه " فهو يبين أن قوله
" و اقض " معناه , فأتم . و هو الصواب في تفسيره . و يؤيده قوله تعالى :
*( فإذا قضيت الصلاة ... )* و نحوه . فتنبه .
1199 " إذا أحب أحدكم أخاه في الله فليبين له , فإنه خير في الإلفة و أبقى في المودة
" .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 196 :
رواه وكيع في " الزهد " ( 2 / 67 / 2 ) بسند صحيح عن # علي بن الحسين # مرفوعا
. قلت : و علي بن الحسين هو ابن علي بن أبي طالب ثقة جليل من رجال الشيخين ,
فهو مرسل صحيح الإسناد . و له شاهد من حديث مجاهد مرسلا أيضا . رواه ابن أبي
الدنيا في " كتاب الإخوان " كما في " الفتح الكبير " ( 1 / 67 ) . و له شاهد
آخر عن يزيد بن نعامة الضبي خرجته في الكتاب الآخر ( 1726 ) , فالحديث بمجموع
الطرق حسن إن شاء الله تعالى .
1200 " تابعوا بين الحج و العمرة , فإنهما ينفيان الفقر و الذنوب كما ينفي الكير خبث
الحديد " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 196 :
ورد من حديث # عبد الله بن عباس و عبد الله بن مسعود و عبد الله بن عمر و عمر
ابن الخطاب و جابر بن عبد الله # .
1 - أما حديث ابن عباس فيرويه سهل بن حماد أبو عتاب الدلال أخبرنا عزرة بن ثابت
عن عمرو بن دينار قال : قال ابن عباس : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
فذكره . رواه النسائي ( 2 / 4 ) و عنه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 3 / 113
/ 1 ) و عنه الضياء المقدسي في " الأحاديث المختارة " ( 67 / 99 / 2 ) .
قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط مسلم . و خالفه حجاج بن نصير فقال : أخبرنا
ورقاء عن عمرو بن دينار عن ابن عمرو به . أخرجه الطبراني ( 3 / 210 / 1 ) .
لكن حجاج بن نصير ضعيف , فلا يعتد بمخالفته لكن يأتي من طريقين آخرين عن ابن
عمر . و تابعه عطاء عن ابن عباس به . أخرجه العقيلي ( 464 ) عن يحيى بن صالح
الأيلي عن إسماعيل بن أمية عنه . و كذلك أخرجه الطبراني ( 3 / 21 / 1 ) و عنه
الضياء ( 63 / 14 / 1 ) لكنه قال : " ابن جريج " مكان إسماعيل بن أمية " .
و الأيلي هذا له مناكير . و له متابعان آخران ذكرتهما تحت الحديث المتقدم بلفظ
: " أديموا الحج " ( 1185 ) .
2 - و أما حديث ابن مسعود فيرويه عاصم عن شقيق عنه مرفوعا به و زاد : " و الذهب
و الفضة و ليس للحج المبرور ثواب إلا الجنة " . أخرجه الترمذي ( 1 / 155 )
و النسائي و أحمد ( 1 / 387 ) و عنه ابن حبان ( 967 ) و الطبري في " التفسير "
( ج 4 رقم 3956 ) و الطبراني ( 3 / 76 / 2 ) و العقيلي ( ص 157 ) و أبو نعيم في
" الحلية " ( 4 / 110 ) و البغوي في " شرح السنة " ( 2 / 112 / 1 ) و قال هو
و الترمذي : " حديث حسن صحيح غريب " .
قلت : و إسناده حسن , فإن عاصما و هو ابن بهدلة أبي النجود و في حفظه بعض الضعف
و عنه رواه ابن خزيمة في " صحيحه " أيضا ( 1 / 253 / 1 ) .
3 - و أما حديث ابن عمر فله عنه ثلاثة طرق :
الأولى : عن عمرو بن دينار عنه . و في إسناده حجاج بن نصير الضعيف كما تقدم
قريبا .
الثانية : عن سلمة بن عبد الملك العوصي عن إبراهيم بن يزيد عن عبدة بن أبي
لبابة قال : سمعت ابن عمر يقول : فذكره . أخرجه أبو سعيد بن الأعرابي في
" معجمه " ( ق 14 / 2 ) و ابن عساكر ( 2 / 285 / 2 ) . و هذا إسناد ضعيف جدا ,
إبراهيم هذا هو الخوزي متروك . و أما العوصي فصدوق يخالف كما في " التقريب " .
الثالثة : عن عثمان بن سعيد الصيداوي حدثنا سليمان بن صلح حدثني ابن ثوبان عن
منصور بن المعتمر عن الشعبي عن ابن عمر مرفوعا بهإلا أنه قال : " فإن متابعة
ما بينهما يزيد في العمر و الرزق " . أخرجه تمام الرازي في " الفوائد " ( ج 1
رقم 31 ) . و عزاه المنذري في " الترغيب " ( 2 / 107 ) للبيهقي .
قلت : و عثمان و سليمان لم أجد من ترجمهما .
4 - و أما حديث عمر فيرويه عاصم بن عبيد الله عن عبد الله بن عامر بن ربيعة
العدوي عن أبيه عنه . أخرجه ابن ماجه ( 2 / 108 - الطبعة العلمية ) و أحمد ( 1
/ 25 ) و الحميدي في " مسنده " ( 17 ) و الطبري في " التفسير " ( ج 4 / 223 /
3958 ) و المحاملي في " الأمالي " ( ج 4 رقم 33 ) و ابن عساكر في " تاريخ دمشق
" ( 8 / 323 / 2 ) .
قلت : و عاصم بن عبيد الله ضعيف .
5 - و أما حديث جابر فله عنه ثلاث طرق :
الأولى : عن بشر بن المنذر حدثنا محمد بن مسلم عن عمرو بن ( دينار عنه ) .
أخرجه البزار ( 112 ) و قال : " لا نعلمه عن جابر إلا بهذا الإسناد " . كذا قال
و خفي عليه الطريقان الآخران , و قد خرجتهما فيما سبقت الإشارة إليه . و الحديث
قال الهيثمي في " المجمع " ( 3 / 277 ) : " رواه البزار و رجاله رجال الصحيح
خلا بشر بن المنذر ففي حديثه وهم , قاله العقيلي , و وثقه ابن حبان " .
قلت : لكن محمد بن مسلم و الطائفي و إن كان من رجال مسلم فقد قال الحافظ فيه :
" صدوق يخطىء " .
6 - و أما حديث عامر بن ربيعة فيرويه عاصم بن عبيد الله عن عبد الله بن عامر بن
ربيعة عن أبيه مرفوعا به نحوه و زاد في رواية : " و الحج المبرور ليس له جزاء
إلا الجنة " . أخرجه أحمد ( 3 / 446 و 447 ) . و عاصم بن عبيد الله ضعيف كما
تقدم و كأنه اضطرب فيه , فكان تارة يرويه عبد الله بن عامر بن ربيعة عن أبيه
كما في هذه الرواية , و تارة عنه عن أبيه عن عمر كما سبق ( رقم 4 ) . و الزيادة
المذكورة صحيحة يشهد لها حديث ابن مسعود السابق و كذا حديث أبي هريرة في
"
الصحيحين " و غيرهما .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق