ج10.سلسلة الأحاديث الصحيحة للالباني{ من 1001 إلى 1100}
1001 " لا تتخذوا المساجد طرقا إلا لذكر أو صلاة
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 3 :
رواه ابن أبي ثابت في " حديثه " ( 1 / 126 / 1 ) : حدثنا أحمد بن بكر البالسي :
حدثنا موسى بن أيوب قال : حدثنا يحيى بن صالح عن علي بن حوشب عن أبي قبيل عن
# سالم عن أبيه # مرفوعا . و رواه الطبراني في " الكبير " ( 3 / 194 / 2 ) و في
" الأوسط " ( 20 / 2 ) من " مجمع البحرين " و عنه ابن عساكر في " تاريخ دمشق "
( 12 / 39 / 2 ) من طريق أخرى عن يحيى بن صالح الوحاظي به .
قلت : و هذا سند حسن . رجاله كلهم ثقات , و في أبي قبيل - و اسمه يحيى بن هانيء
- كلام يسير لا ينزل به حديثه عن رتبة الحسن , و لهذا قال الحافظ المنذري في
" الترغيب " ( 1 / 124 ) : " إسناده لا بأس به " . و نحوه قول الهيثمي ( 2 / 24
) : " و رجاله موثوقون " . و أخرجه ابن ماجة من طريق أخرى عن ابن عمر في حديث
له لكن إسناده ضعيف كما بينته في " الضعيفة " ( 1497 ) . و له شاهد من حديث ابن
مسعود نحوه و قد مضى برقم ( 649 ) .
1002 " لا , بل عبدا رسولا " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 3 :
أخرجه ابن حبان ( 2137 ) و أحمد ( 2 / 231 ) من طريق محمد بن فضيل عن عمارة بن
القعقاع عن أبي زرعة عن # أبي هريرة # قال : " جلس جبريل إلى النبي صلى الله
عليه وسلم فنظر إلى السماء , فإذا ملك ينزل , فقال له جبريل : هذا الملك ما نزل
منذ خلق قبل الساعة , فلما نزل قال : يا محمد أرسلني إليك ربك : أملكا أجعلك أم
عبدا رسولا ? قال له جبريل : تواضع لربك يا محمد ! فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم ... فذكره
قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط مسلم . و للحديث شاهد من حديث ابن عباس يرويه
بقية عن الزبيدي عن الزهري عن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس عنه به . أخرجه
البغوي في " شرح السنة " ( 3 / 473 - نسخة المكتب ) و سنده ضعيف .
و له طريق أخرى عن ابن عباس , و هو ضعيف أيضا . أخرجه البيهقي في " الزهد "
( ق 50 - 51 ) و فيه زيادات منكرة , منها : أن الملك هو إسرافيل , و أنه نزل
حين شكا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جبريل عليه السلام أنه أمسى و ليس
له كفء سويق ! و له شاهد آخر من حديث عائشة . و إسناده ضعيف أيضا , و فيه : أن
حجزة المالك لتساوى الكعبة ! و لذلك فإني قد خرجته و الذي قبله في " الضعيفة "
( 2044 و 2045 ) .
1003 " اللهم إنهم حفاة فاحملهم , اللهم إنهم عراة فاكسهم , اللهم إنهم جياع فأشبعهم
" .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 4 :
أخرجه أبو داود ( 2747 ) عن حيي عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن # عبد الله بن
عمرو # : أن رسول الله رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج يوم بدر في ثلاثمائة
و خمسة عشر , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ... فذكره و فيه : " ففتح الله
له يوم بدر , فانقلبوا حين انقلبوا و ما منهم رجل إلا و قد رجع بجمل أو جملين ,
و اكتسوا و شبعوا " .
قلت : و هذا إسناد حسن و رجاله ثقات رجال الصحيح , و في حيي و هو ابن عبد الله
المعافري كلام لا ينزل حديثه عن رتبة الحسن , و في " التقريب " : " صدوق يهم "
.
1004 " من رآني في المنام , فكأنما رآني في اليقظة إن الشيطان لا يستطيع أن يتمثل
بي " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 5 :
أخرجه ابن ماجة ( 4 / 390 ) عن صدقة بن أبي عمران , و ابن حبان ( 1801 ) عن زيد
ابن أبي أنيسة كلاهما عن # عون بن أبي جحيفة عن أبيه # عن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال : فذكره .
قلت : و هذا إسناد صحيح .
( تنبيه ) أورده صاحب " مختصر المشكاة " ( رقم 118 ) عن أبي هريرة مرفوعا به
دون قوله " إن الشيطان ... " و قال : " رواه ابن حبان " . و ليس هو عنده من
حديث أبي هريرة , و إنما من حديث أبي جحيفة و مع الزيادة المذكورة . و للحديث
شاهد من حديث عبد الله بن عمرو مرفوعا به . أخرجه الطبراني في " الكبير "
بإسناد رجاله ثقات كما قال الهيثمي ( 7 / 181 ) .
1005 " من جاءه من أخيه معروف من غير مسألة و لا بإشراف نفس فليقبله و لا يرده ,
فإنما هو رزق ساقه الله إليه " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 5 :
أخرجه ابن حبان ( 854 ) و الحاكم ( 2 / 62 ) و أحمد ( 4 / 220 - 221 ) و ابن
سعد ( 4 / 350 ) عن أبي الأسود عن بكير بن عبد عبد الله عن بسر بن سعيد عن
# خالد بن عدي الجهني # قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره
. قلت : و هذا إسناد صحيح , رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير أبي الأسود
و اسمه النضر بن عبد الجبار المرادي مولاهم المصري و هو ثقة , و لذا قال الحاكم
: " صحيح الإسناد " . و وافقه الذهبي . و للحديث شواهد كثيرة , أخرج بعضها أحمد
( 5 / 65 و 195 و 6 / 452 ) , و رواه الشيخان و غيرهم من حديث عمر , و سيأتي إن
شاء الله برقم ( 2209 ) .
1006 " الناس تبع لقريش في الخير و الشر " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 6 :
أخرجه مسلم ( 6 / 2 ) و أحمد ( 3 / 331 ) الأول عن أبي الزبير , و الآخر عن أبي
سفيان كلاهما عن # جابر # مرفوعا . و قد صرح أبو الزبير بسماعه من جابر .
و إسناد أحمد صحيح على شرط مسلم . و له شاهد بلفظ : " الناس تبع لقريش في هذا
الشأن مسلمهم تبع لمسلمهم و كافرهم تبع لكافرهم " .
1007 " الناس تبع لقريش في هذا الشأن , مسلمهم تبع لمسلمهم و كافرهم تبع لكافرهم " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 6 :
أخرجه البخاري ( 6 / 413 ) و مسلم ( 6 / 2 ) و الطيالسي ( رقم 2380 ) و أحمد
( 2 / 242 - 243 ) من طريق أبي الزناد عن الأعرج عن # أبي هريرة # مرفوعا .
و له عنه طرق أخرى :
1 - فأخرجه مسلم و أحمد ( 2 / 319 ) عن همام بن منبه عنه .
2 - و أحمد ( 2 / 395 ) عن خلاس عنه . و رجاله ثقات لكنه منقطع بينهما .
3 - و أحمد ( 2 / 261 ) من طريق أبي سلمة عنه بلفظ : " الناس تبع لقريش في هذا
الأمر , خيارهم تبع لخيارهم و شرارهم تبع لشرارهم " . و إسناده حسن .
4 - و أخرجه أحمد أيضا ( 2 / 433 ) عن القاسم عن نافع بن جبير عنه به . رواه
عنه ابن أبي ذئب . و رجاله ثقات رجال الستة غير القاسم هذا , و الظاهر أنه ابن
رشد بن عمر , فقد ذكروا في الرواة عنه ابن أبي ذئب لكنهم ذكروا أيضا أنه سمع
أبا هريرة و هو هنا يروي عنه بالواسطة فالله أعلم . و قد ذكر الحافظ في التقريب
: أنه مجهول . و له شاهد و لفظه : " الناس تبع لقريش في هذا الأمر خيارهم في
الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا , و الله لولا أن تبطر قريش لأخبرتها ما
لخيارها عند الله عز وجل " . أخرجه أحمد ( 4 / 101 ) من حديث معاوية بن أبي
سفيان بإسناد صحيح .
قلت : و في هذه الأحاديث الصحيحة رد صريح على بعض الفرق الضالة قديما و بعض
المؤلفين و الأحزاب الإسلامية حديثا الذين لا يشترطون في الخليفة أن يكون عربيا
قرشيا . و أعجب من ذلك أن يؤلف أحد المشايخ المدعين للسلفية رسالة في " الدولة
الإسلامية " ذكر في أولها الشروط التي يجب أن تتوفر في الخليفة إلا هذا الشرط
متجاهلا كل هذه الأحاديث و غيرها مما في معناها , و لما ذكرته بذلك تبسم صارفا
النظر عن البحث في الموضوع , و لا أدري أكان ذلك لأنه لا يرى هذا الشرط كالذين
أشرنا إليهم آنفا , أم أنه كان غير مستعد للبحث من الناحية العلمية , و سواء
كان هذا أو ذاك , فالواجب على كل مؤلف أن يتجرد للحق في كل ما يكتب و أن لا
يتأثر فيه باتجاه حزبي أو تيار سياسي و لا يلتزم في ذلك موافقة الجمهور أو
مخالفتهم . و الله ولي التوفيق .
1008 " أيما امرأة أدخلت في شعرها من شعر غيرها فإنما تدخله زورا " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 7 :
أخرجه أحمد من حديث # معاوية # بإسناده السابق عنه و له شواهد كثيرة في
" الصحيحين " و غيرهما . و إذا كان هذا حكم المرأة التي تدخل في شعرها من شعر
غيرها , فما حكم المرأة التي تضع على رأسها قلنسوة من شعر مستعار و هي التي
تعرف اليوم بـ ( الباروكة ) و بالتالي ما حكم من يفتي بإباحة ذلك لها مطلقا أو
مقيدا تقليدا لبعض المذاهب غير مبال بمخالفة الأحاديث الصحيحة , و قد هداه الله
إلى القول بوجوب الأخذ بها و لو كانت مخالفة لمذهبه بل المذاهب الأخرى . أسأل
الله تعالى أن يزيدنا هدى على هدى و يرزقنا العلم و التقوى .
1009 " الناس ولد آدم , و آدم من تراب " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 8 :
رواه ابن سعد في " الطبقات " ( 1 / 5 ) : أخبرنا محمد بن حميد أبو سفيان العبدي
عن سفيان بن سعيد الثوري عن هشام بن سعد عن سعيد المقبري عن # أبي هريرة #
مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد حسن , رجاله كلهم ثقات رجال مسلم , و لولا أن هشاما هذا له
أوهام لحكمت عليه بالصحة . و قد أخرجه أبو داود و غيره مطولا كما بينته في
" تخريج الحلال و الحرام " رقم ( 312 ) , و له شاهد من حديث ابن عمر . أخرجه
الترمذي ( 3266 ) .
1010 " نهى عن المتعة ( زمان الفتح متعة النساء ) , و قال : ألا إنها حرام من يومكم
هذا إلى يوم القيامة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 8 :
رواه مسلم ( 4 / 134 ) و الباغندي في " مسند عمر " ص ( 12 ) عن عمر بن عبد
العزيز قال : حدثنا # الربيع بن سبرة الجهني عن أبيه # مرفوعا . و الزيادة التي
بين المعكوفتين رواية لمسلم من طريق ابن شهاب عن الربيع ابن سبرة . و له شاهد
بلفظ : " هن حرام إلى يوم القيامة . يعني النساء المتمتع بهن " . رواه الطبراني
في " الأوسط " ( 1 / 174 / 2 ) عن صدقة بن عبد الله عن إسماعيل بن أمية عن محمد
ابن المنكدر عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال : خرجنا و معنا النساء اللاتي
استمتعنا بهن , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . قال : فودعننا عند
ذلك , فسميت بذلك ثنية الوداع , و ما كانت قبل ذلك إلا ثنية الركاب . و أعله
الهيثمي في " المجمع " ( 4 / 264 ) بقوله : " و فيه صدقة بن عبد الله وثقه أبو
حاتم و غيره و ضعفه أحمد و جماعة و بقية رجاله رجال الصحيح " .
قلت : و في هذا الإطلاق تسامح فإن شيخ الطبراني أحمد بن مسعود ليس من رجال
الصحيح بل إني لم أعرفه و لعله أحمد بن مسعود الوزان من شيوخ بن المظفر , ترجمه
الخطيب ( 5 / 171 ) و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا .
قلت : و الحديث نص صريح في تحريم نكاح المتعة تحريما أبديا , فلا يغتر أحد
بإفتاء بعض أكابر العلماء بإباحتها للضرورة , فضلا عن إباحتها مطلقا مثل الزواج
كما هو مذهب الشيعة .
1011 " نهى عن لبوس جلود السباع و الركوب عليها " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 9 :
أخرجه أبو داود ( 4131 ) و النسائي ( 2 / 192 ) و الطحاوي في " المشكل " ( 4 /
264 ) من طريق عمرو بن عثمان قال : حدثنا بقية عن بحير عن خالد ( هو ابن معدان
) قال : " وفد المقدام بن معدي كرب على # معاوية # , فقال له : أنشدك بالله هل
تعلم أن رسول الله نهى ... ? قال : نعم " و السياق للنسائي , و هو عند أبي داود
قطعة من حديث طويل , و أخرج بعضه أحمد ( 4 / 132 ) من طريق حيوة بن شريح حدثنا
بقية حدثنا بحير بن سعد به , و أخرج أيضا القدر المذكور أعلاه بهذا الإسناد
بلفظ : " نهى عن الحرير و الذهب و عن مياثر النمور " . و إسناده جيد , رجاله
كلهم ثقات , و قد صرح بقية بالتحديث , فزالت شبهة تدليسه . و له شاهد من حديث
أسامة والد أبي المليح مرفوعا بلفظ : " نهى عن جلود السباع " . أخرجه أبو دود
و النسائي و الترمذي ( 1 / 328 ) و الطحاوي و الحاكم ( 1 / 148 ) و أحمد ( 5 /
74 و 75 ) من طريق أبي المليح بن أسامة عن أبيه قال : فذكره . و قال الحاكم :
" صحيح الإسناد " . و وافقه الذهبي . و هو كما قالا . و أخرجه الطحاوي من حديث
علي و ابن عمر و معاوية نحوه . ( مياثر النمور ) : الميثرة : وطاء محشو يترك
على رحل البعير تحت الراكب .
1012 " نهى عن صيام يوم الجمعة إلا في أيام قبله أو بعده " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 10 :
أخرجه الطحاوي ( 1 / 339 ) حدثنا ابن أبي داود قال : حدثنا القاسم بن سلام بن
مسكين قال : حدثنا أبي قال : سألت الحسن عن صيام يوم الجمعة فقال : نهي عنه إلا
في أيام متتابعة . ثم قال : حدثني أبو رافع عن# أبي هريرة # أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم قال : فذكره . و هذا سند صحيح , رجاله كلهم ثقات . و له طرق
أخرى , فرواه أحمد ( 2 / 407 ) من طريق قتادة قال : حدثنا صاحب لنا عن أبي
هريرة به نحوه . و رجاله ثقات رجال الستة غير الصاحب الذي لم يسم . ثم رواه ( 2
/ 394 ) من طريق محمد بن سيرين عن أبي هريرة بمعناه . و سنده صحيح .
ثم رواه ( 2 / 392 ) من طريق يونس قال : حدثنا المستور - يعني ابن عباد <1> -
حدثنا محمد بن جعفر المخزومي قال : لقي أبا هريرة رجل و هو يطوف بالبيت فقال :
يا أبا هريرة أنت نهيت الناس عن صوم يوم الجمعة ? قال : لا و رب الكعبة , و لكن
رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عنه . و رجاله ثقات غير المخزومي هذا , ترجمه
ابن أبي حاتم ( 3 / 2 / 221 ) و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . و الظاهر من
أنه ليس تابعيا , فهو منقطع . و له طريق خامس في المسند ( 2 / 248 ) عن يحيى بن
جعدة عن عبد الله بن عمرو و القاري قال : سمعت أبا هريرة يقول : لا و رب هذا
البيت , ما أنا قلت : " من أصبح جنبا فلا يصوم " , محمد و رب البيت قاله , ما
أنا نهيت عن صيام يوم الجمعة , محمد نهى عنه و رب البيت . و هذا إسناد صحيح
رجاله ثقات . و الحديث في " الصحيحين " و غيرهما من حديث جابر مرفوعا دون
الاستثناء , و قد مضى بتمامه نحوه عن أبي هريرة برقم ( 980 ) .
و النهي عن صوم الجنب منسوخ كما هو مبين في محله من كتب السنة و غيرها .
-----------------------------------------------------------
[1] الأصل " المستورد يعني ابن أبي عباد " و التصويب من كتب الرجال . اهـ .
1013 " إن أخوف ما أخاف على أمتي كل منافق عليم اللسان " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 11 :
رواه أحمد ( 1 / 22 و 44 ) و ابن بطة في " الإبانة " ( 5 / 48 / 2 ) عن ميمون
الكردي عن أبي عثمان النهدي قال : كنت عند # عمر # و هو يخطب الناس فقال في
خطبته , فذكره مرفوعا .
قلت : إسناده صحيح , ميمون الكردي و ثقة أبو داود و ابن حبان , و قال ابن معين
: " ليس به بأس " , و في رواية : " صالح " . و أخرجه بن بطة أيضا من طريق عبد
الله بن بريدة أن عمر بن الخطاب قال : " عهد إلينا رسول الله صلى الله عليه
وسلم ... " فذكره . و رجاله ثقات لكنه منقطع , و شيخ ابن بطة فيه هو أبو بكر
محمد بن محمود السراج , ترجمه الخطيب ( 3 / 261 ) , و روى توثيقه عن أبي الفتح
يوسف القواس , و عن أبي القاسم الأبنودي <1> : " لا بأس به " .
-----------------------------------------------------------
[1] كذا الأصل , و لعله نسبة إلى " أبند " : صقع معروف من نواحي " جنديابور "
من نواحي الأهواز كما في " معجم البلدان " . اهـ .
1014 " ما ظن نبي الله لو لقي الله عز وجل و هذه عنده ? يعني ستة دنانير أو سبعة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 12 :
أخرجه أحمد ( 6 / 104 ) عن موسى بن جبير عن أبي أمامة بن سهل قال : " دخلت أنا
و عروة بن الزبير يوما على # عائشة # , فقالت : لو رأيتما نبي الله صلى الله
عليه وسلم ذات يوم , في مرض مرضه , قالت : و كان له عندي ستة دنانير - قال موسى
: أو سبعة - قالت : فأمرني نبي الله صلى الله عليه وسلم أن أفرقها , قالت :
فشغلني وجع نبي الله صلى الله عليه وسلم حتى عافاه الله , قالت : ثم سألني عنها
? فقال : ما فعلت الستة - قال : أو السبعة - ? قلت : لا و الله , لقد كان شغلني
وجعك , قالت : فدعا بها , ثم صفها في كفه , فقال ... فذكره . ( انظر الاستدراك
رقم 12 / 4 ) .
قلت : و هذا إسناد حسن , رجاله ثقات رجال الشيخين غير موسى هذا , و قد ذكره ابن
حبان في " الثقات " و قال : " كان يخطىء و يخالف " .
قلت : و قد روى عنه جماعة من الثقات , و لم يذكر فيه ابن أبي حاتم ( 4 / 1 /
139 ) جرحا و لا تعديلا , و قال الحافظ في " التقريب " : " مستور " .
قلت : فمثله حسن الحديث عندي إذا لم يخالف . و لاسيما و قد تابعه محمد ابن عمرو
عن أبي سلمة عن عائشة به نحوه . أخرجه أحمد ( 6 / 182 ) و ابن سعد في " الطبقات
" ( 2 / 238 ) . و له عدة طرق أخرى و شواهد , فالحديث صحيح . ( انظر الاستدراك
رقم 12 / 19 ) .
1015 " إني أحرج حق الضعيفين : اليتيم و المرأة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 12 :
أخرجه ابن ماجه ( 3678 ) و ابن حبان ( 1266 ) و الحاكم ( 1 / 63 و 4 / 128 )
و أحمد ( 2 / 439 ) و أبو إسحاق الحربي في " غريب الحديث " ( 5 / 47 / 2 )
و تمام في " الفوائد " ( 112 / 1 ) من طريق محمد بن عجلان عن سعيد المقبري عن
# أبي هريرة # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . و قال الحاكم
: " صحيح على شرط مسلم " و وافقه الذهبي , و هو كما قالا , لولا أن ابن عجلان
لم يحتج به مسلم و إنما أخرج له في المتابعات , فهو حسن الإسناد .
1016 " لا تصلوا إلى قبر و لا تصلوا على قبر " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 13 :
رواه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 3 / 145 / 2 ) عن عبد الله بن كيسان عن
عكرمة عن # ابن عباس # مرفوعا .
قلت : و ابن كيسان هذا هو أبو مجاهد المروزي صدوق يخطىء كثيرا كما قال الحافظ
في " التقريب " , و بقية رجاله ثقات . ثم رواه ( 3 / 150 / 1 ) عن رشدين بن
كريب عن أبيه عن ابن عباس رفعه .
قلت : و رشدين ضعيف كما في " التقريب " , و بقية رجاله ثقات , فالحديث بمجموع
الطريقين حسن , و قد أخرجه الضياء المقدسي في " الأحاديث المختارة " ( 65 / 62
/ 2 ) من طريق الطبراني . و قد أعله المناوي نقلا عن الهيثمي بابن كيسان ,
ففاتهما الطريق الأخرى المقوية له , فتنبه . و للحديث شاهدان من حديث أبي سعيد
الخدري و أنس , و هما مخرجان في كتابي " تحذير الساجد " ( ص 31 - 32 - الطبعة
الثالثة ) , فالحديث صحيح و الحمد لله على توفيقه .
1017 " لو كان الإيمان عند الثريا لناله رجال من هؤلاء . يعني سلمان الفارسي " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 13 :
أخرجه البخاري ( 8 / 521 ) و مسلم ( 6 / 191 - 192 ) من طريق أبي الغيث عن
# أبي هريرة # قال : كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ نزلت عليه سورة
( الجمعة ) فلما قرأ : *( و آخرين منهم لم يلحقوا بهم )* , قال رجل : من هؤلاء
يا رسول الله ? فلم يراجعه النبي صلى الله عليه وسلم حتى سأله مرة أو مرتين أو
ثلاثا قال : و فينا سلمان الفارسي , قال : فوضع النبي صلى الله عليه وسلم يده
على سلمان ثم قال : الحديث .
قلت : و قد صح بلفظ آخر , و هو : " لو كان الدين عند الثريا لذهب به رجل من
فارس أو قال : من أبناء فارس حتى يتناوله " . أخرجه مسلم ( 6 / 191 ) و أحمد (
2 / 308 - 309 ) من طريق زيد بن الأصم عن أبي هريرة مرفوعا .
قلت : و له طريق أخرى عن أبي هريرة و فيه سبب وروده , و هو ما أخرجه بن أبي
حاتم و ابن جرير من طريق مسلم بن خالد عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي
هريرة قال : " إن رسول الله صلى الله عليه وسلم تلا هذه الآية : *( و إن تتولوا
يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم )* قالوا : يا رسول الله من هؤلاء
الذين إن تولينا استبدل بنا , ثم لا يكونوا أمثالنا ? قال : فضرب بيده على كتف
سلمان الفارسي رضي الله عنه ثم قال : هذا و قومه , لو كان الدين .. " . قال
الحافظ بن كثير : " تفرد به مسلم بن خالد الزنجي و قد تكلم فيه بعض الأئمة " .
قلت : و هو ضعيف من قبل حفظه و السبب الذي ساقه للحديث يخالف ما رواه أبو الغيث
عن أبي هريرة في اللفظ الأول . ( انظر الاستدراك رقم 14 / 1 ) و روي بلفظ " لو
كان العلم ... " و يأتي في " الضعيفة " ( 2054 ) . و له شاهد من حديث ابن عمر
مرفوعا بلفظ : " رأيت غنما كثيرة سوداء , دخلت فيها غنم كثيرة بيض , قالوا فما
أولته يا رسول الله ? قال : العجم , يشركونكم في دينكم و أنسابكم . قالوا :
العجم يا رسول الله ? قال : لو كان الإيمان معلقا بالثريا لناله رجال من العجم
, و أسعدهم به الناس " .
1018 " رأيت غنما كثيرة سوداء , دخلت فيها غنم كثيرة بيض , قالوا : فما أولته يا
رسول الله ? قال : العجم , يشركونكم في دينكم و أنسابكم . قالوا : العجم يا
رسول الله ? قال : لو كان الإيمان معلقا بالثريا لناله رجال من العجم , و
أسعدهم به الناس " <1> .
-----------------------------------------------------------
[1] كذا الأصل , و هو غير مفهوم , و لعل الصواب : " و أسعد بهم الناس " . اهـ .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 15 :
أخرجه الحاكم ( 4 / 395 ) من طريق هاشم بن القاسم : حدثنا عبد الرحمن ابن (
الأصل : عن ) عبد الله بن دينار عن زيد بن أسلم عن # ابن عمر # قال : قال النبي
صلى الله عليه وسلم : فذكره , و قال : " صحيح على شرط البخاري " و وافقه الذهبي
. قلت : و هو كما قالا لولا أن عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار تكلم فيه غير
واحد من قبل حفظه , و قد أورده الذهبي في " الضعفاء " و قال : " ثقة , قال ابن
معين و غيره : في حديثه ضعف " . و قال في " الميزان " : " صالح الحديث , و قد
وثق " . و قال الحافظ في " التقريب " : " صدوق يخطىء " .
قلت : فحسب مثله أن يحسن حديثه , أما الصحة فلا . نعم للحديث شواهد يتقوى بها .
فقد أخرجه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 1 / 9 ) من طريق عمرو بن شرحبيل عن
رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مرفوعا به , دون الشطر الثاني , و لفظه
: " رأيت الليلة غنما سودا تتبعني , ثم أردفتها غنم عفر , فقال أبو بكر : تلك
العرب اتبعتك , ثم أردفتها الأعاجم , فقال صلى الله عليه وسلم : كذلك عبرها
الملك بسحر " . ثم أخرجه من طريق أخرى عن عمرو بن شرحبيل عن حذيفة به . و من
طريق سوار بن مصعب عن عبد الحميد أبي غياث عن الشعبي عن النعمان بن بشير به .
أخرجه أبو نعيم ( 1 / 209 / 267 ) <1> . ثم أخرجه ( 1 / 10 ) عن عمرو بن مرة عن
عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبي بكر مرفوعا . و من طريق سفيان : حدثنا حصين بن
عبد الرحمن السلمي عن عبد الرحمن ابن أبي ليلى مرفوعا . و خالفه محمد بن فضيل
فرواه عن حصين بن عبد الرحمن عن ابن أبي ليلى عن أبي أيوب رضي الله عنه مرفوعا
به . أخرجه الحاكم و سكت عليه هو و الذهبي , و كأنه لهذا الاختلاف , و إلا
فرجاله كلهم ثقات . ثم أخرج له أبو نعيم ( 1 / 10 ) شاهدا من طريق أبي عاصم قيس
بن نصير الأسدي : حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعا
به . و هذا إسناد على شرط الشيخين غير قيس هذا فلم أجد له ترجمة . لكن له طريق
أخرى عنده ( 1 / 8 ) من طريق المغيرة بن مسلم عن مطر الوراق و هشام بن حسان عن
محمد بن سيرين عن أبي هريرة به .
قلت : و هذا إسناد صحيح رجاله ثقات , و في الوراق كلام من قبل حفظه , لكنه هنا
متابع , فهو قوة للحديث كما لا يخفى . و أما الشطر الثاني من الحديث فهو في "
الصحيحين " و غيرهما من طرق أخرى عن أبي هريرة نحوه كما تقدم تخريجه قبل هذا .
-----------------------------------------------------------
[1] قلت : و في متن هذا الطريق زيادة منكرة بلفظ " و من دخل في هذا الدين فهو
عربي " . و إسنادها ضعيف جدا , و لذلك أوردتها في الضعيفة ( 2052 ) . اهـ .
1019 " لو كان أسامة جارية لكسوته و حليته حتى أنفقه " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 16 :
رواه ابن ماجه ( رقم 1976 ) و أحمد ( 6 / 139 و 222 ) و ابن سعد ( 4 / 43 )
و أبو يعلى ( 3 / 1131 ) و ابن عساكر ( 2 / 346 / 1 - 2 ) عن شريك عن العباس بن
ذريح عن البهي عن # عائشة # قالت : عثر أسامة بعتبة الباب , فشج في وجهه , فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : أميطي عنه أذى . فتقذرته ? فجعل يمص عنه الدم
و يمجه عن وجهه ثم قال : فذكره .
قلت : و هذا سند ضعيف من أجل شريك و هو ابن عبد الله القاضي , فإنه ضعيف لكثرة
خطئه . فقول الحافظ العراقي بعدما عزاه لأحمد : " إسناده صحيح " غير صحيح ,
و مثله قول البوصيري في " الزوائد " : " إسناده صحيح " إن كان البهي سمع من
عائشة , و في سماعه كلام و قد سئل عنه الإمام أحمد ? فقال : ما أرى في هذا شيئا
إنما يروى عن البهي " .
قلت : لكن هذا الضعف ينجبر بمجيء الحديث من طريق أخرى , فرواه ابن عساكر من
طريق أبي يعلى و هذا في " مسنده " ( 3 / 1100 ) أخبرنا زكريا بن يحيى الواسطي
أخبرنا هشيم عن مجالد عن الشعبي عن عائشة قالت : أمرني رسول الله صلى الله عليه
وسلم أن أغسل وجه أسامة بن زيد يوما و هو صبي , قالت : و ما ولدت , و لا أعرف
كيف يغسل الصبيان , قالت : فآخذه , فأغسله غسلا ليس بذاك , قالت : فأخذه فجعل
يغسل وجهه و يقول : " لقد أحسن بنا إذ لم تك جارية , و لو كنت جارية لحليتك
و أعطيتك " . و رجاله ثقات , و في مجالد و هو ابن سعيد ضعف لا يضر في الشواهد
و المتابعات . ثم وجدت له شاهدا مرسلا قويا , فقال ابن سعد ( 4 / 1 / 43 ) :
أخبرنا يحيى بن عباد قال : حدثنا يونس بن أبي إسحاق قال : حدثنا أبو السفر قال
: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس هو و عائشة و أسامة عندهم , إذ نظر
رسول الله صلى الله عليه وسلم فضحك ثم قال ... فذكره . و من طريق ابن سعد رواه
ابن عساكر ( 2 / 348 / 1 ) . و هذا سند صحيح مرسل , و أبو السفر اسمه سعيد بن
يحمد , تابعي ثقة يروي عن العبادلة : ابن عباس و ابن عمر و ابن عمرو .
1020 " من أعان ظالما بباطل ليدحض بباطله حقا فقد برئ من ذمة الله عز وجل و ذمة
رسوله " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 17 :
أخرجه الطبراني في " الكبير " و إسناده هكذا : حدثنا علي بن عبد العزيز حدثنا
عارم أبو النعمان أخبرنا معتمر سمعت أبي يحدث عن حنش عن عكرمة عن # ابن عباس #
مرفوعا . و أخرجه الحاكم ( 4 / 100 ) عن علي بن عبد العزيز به . و قال : " صحيح
الإسناد " و رده الذهبي بقوله : " قلت حنش الرحبي ضعيف " .
و أقول : و حنش لقبه , و اسمه الحسين بن قيس , قال في " التقريب " : إنه
" متروك " . لكن له متابعان عن عكرمة .
الأول : إبراهيم بن أبي عبلة و هو ثقة من رجال الشيخين .
و الآخر : خصيف و هو صدوق سيىء الحفظ , خلط بآخره , فالحديث حسن بهذه المتابعات
و لفظ حديث خصيف مطول و نصه : " من أعان على باطل ليدحض بباطله حقا فقد برىء من
ذمة الله و ذمة رسوله و من مشى إلى سلطان الله في الأرض ليذله أذل الله رقبته
يوم القيامة - أو قال إلى يوم القيامة - مع ما يدخر له من خزي يوم القيامة ,
و سلطان الله في الأرض كتاب الله و سنة نبيه , و من استعمل رجلا و هو يجد غيره
خيرا منه و أعلم منه بكتاب الله و سنة نبيه فقد خان الله و رسوله و جميع
المؤمنين و من ولي من أمر المسلمين شيئا لم ينظر الله له في حاجته حتى ينظر في
حاجتهم و يؤدي إليهم حقوقهم , و من أكل درهم ربا كان عليه مثل إثم ست و ثلاثين
زنية في الإسلام , و من نبت لحمه من سحت فالنار أولى به " . أخرجه الخطيب ( 6 /
76 ) من طريق إبراهيم بن زياد القرشي عن خصيف عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا .
و هذا سند ضعيف لضعف خصيف كما سبق بيانه قريبا . و إبراهيم بن زياد القرشي ,
روى الخطيب عن ابن معين أنه قال : " لا أعرفه " . و في الميزان : " قال البخاري
: لا يصح إسناده , قلت : و لا يعرف من ذا ? " .
قلت : و قد توبع على بعض الحديث , أخرجه الطبراني في " الصغير " ( 44 ) من طريق
سعيد بن رحمة المصيصي حدثنا محمد بن حمير عن إبراهيم بن أبي عبلة عن عكرمة
مرفوعا مقتصرا على الجملة الأولى و الأخيرة و التي قبلها , إلا أنه قال : " مثل
ثلاث و ثلاثين زنية " , و قال : " تفرد به سعيد بن رحمة " . و قد قال ابن حبان
فيه : " لا يجوز أن يحتج به لمخالفته الأثبات " .
قلت : و من فوقه من الرواة كلهم ثقات . و قد وجدت للحديث طريقا آخر , رواه
الطبراني في " الكبير " قال : حدثنا ابن حنبل أخبرنا محمد بن أبان الواسطي
أخبرنا أبو شهاب عن أبي محمد الجزري - و هو حمزة النصيبي - عن عمرو بن دينار عن
ابن عباس مرفوعا بتمامه . و رجاله كلهم ثقات غير حمزة هذا و هو حمزة بن أبي
حمزة الجزري النصيبي قال في " التقريب " : " متروك متهم بالوضع " .
قلت : و لم يعرفه شيخه الهيثمي حيث قال في " المجمع " ( 5 / 212 ) : " رواه
الطبراني و فيه أبو محمد الجزري حمزة و لم أعرفه و بقية رجاله رجال الصحيح " !
.
1021 " من أعان على خصومة بظلم , أو يعين على ظلم , لم يزل في سخط الله حتى ينزع " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 19 :
أخرجه ابن ماجة ( 2 / 52 ) من طريق حسين المعلم عن مطر الوراق عن نافع عن
# ابن عمر # مرفوعا . و هذا سند حسن رجاله كلهم ثقات رجال مسلم , و إنما لم
أصححه لأن في مطر الوراق كلاما من جهة حفظه , و قد قال في " التقريب " : " صدوق
كثير الخطأ " .
قلت : و لم يتفرد به , فقد أخرجه الحاكم ( 4 / 99 ) من طريق عطاء بن أبي مسلم
عن نافع به . و قال : " صحيح الإسناد " . و وافقه الذهبي .
قلت : و فيه نظر بين , فإن عطاء بن أبي مسلم قال في " التقريب " : " صدوق يهم
كثيرا و يرسل و يدلس " . و قد رواه عن مطر أيضا المثنى بن زيد و هو مجهول ,
أخرجه أبو داود بنحوه . و له عنده طريق أخرى صحيحة بنحوه أتم منه و قد ذكرته
فيما سبق بلفظ : " من حالت شفاعته ... " فراجعه برقم ( 437 ) , و هو مخرج في
" الإرواء " أيضا برقم ( 2376 ) و هو تحت الطبع .
1022 " إذا أتاكم من ترضون خلقه و دينه فزوجوه , إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض
و فساد عريض " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 20 :
أخرجه الترمذي ( ا / 201 ) و ابن ماجة ( 1 / 606 - 607 ) و الحاكم ( 2 / 164 -
165 ) و الخطيب في " التاريخ " ( 11 / 61 ) من طريق عبد الحميد بن سليمان
الأنصاري - أخو فليح - عن محمد بن عجلان عن ابن وثيمة البصري عن # أبي هريرة #
مرفوعا , و قال الترمذي : " قد خولف عبد الحميد بن سليمان , فرواه الليث بن سعد
عن ابن عجلان عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا ( يعني منقطعا )
. قال محمد - يعني البخاري - : و حديث الليث أشبه , و لم يعد حديث عبد الحميد
محفوظا " . و قال الحاكم : " صحيح الإسناد " . و تعقبه الذهبي بقوله : " قلت :
عبد الحميد قال أبو داود : كان غير ثقة , و وثيمة لا يعرف " .
قلت : كذا وقع عند الحاكم " وثيمة " . و إنما هو " ابن وثيمة " كما وقع عند
سائر من خرجه , و هو معروف , فإنه زفر بن وثيمة بن مالك بن أوس الحدثان النصري
- بالنون - الدمشقي . و قد روى عنه أيضا محمد بن عبد الله بن المهاجر , و قال
ابن القطان : إنه مجهول الحال تفرد عنه محمد بن عبد الله الشعبي . قال الذهبي
في " الميزان " : " قلت : قد وثقه ابن معين و دحيم " . و قال الحافظ في
" التقريب " : " مقبول " .
قلت : فعلة الحديث عبد الحميد هذا , فإنه ضعيف , و قد خالفه الثقة فأرسله كما
ذكر الترمذي و لولا ذلك لكان إسناده عندي حسنا على أنه حسن لغيره , فإن له
شاهدا بلفظ : " إذا جاءكم من ..... " . و هو مخرج في " الإرواء " ( 1868 ) .
1023 " خمس من عملهن في يوم كتبه الله من أهل الجنة : من عاد مريضا و شهد جنازة
و صام يوما و راح يوم الجمعة و أعتق رقبة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 21 :
رواه ابن حبان في " صحيحه " ( 713 ) و في " الثقات " أيضا ( 2 / 29 ) عن عبد
الله بن وهب , أخبرني حيوة بن شريح أن بشر بن أبي عمرو الخولاني أخبره أن
الوليد بن قيس التجيبي أخبره أن # أبا سعيد الخدري # حدثه مرفوعا به .
قلت : و سنده صحيح , رجاله كلهم ثقات معروفون . و الحديث أخرجه أبو يعلى أيضا
كما في " الجامع " و لكنه ساقه بلفظ : " .... من صام يوم الجمعة و راح إلى
الجمعة و عاد مريضا و شهد جنازة و أعتق رقبة " . و هو بهذا اللفظ في " مسند أبي
يعلى " ( 1 / 292 ) و سنده صحيح أيضا لكن في بعض لفظه اختصار بينته رواية أخرى
عنده من طريق ابن وهب أيضا : أخبرني ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن الوليد
ابن قيس بلفظ : " من وافق صيامه يوم الجمعة و عاد مريضا ... " الحديث نحوه .
و هذا إسناد صحيح أيضا , فإن ابن لهيعة صحيح الحديث إذا روى عنه أحد العبادلة ,
و منهم عبد الله بن وهب هذا .
1024 " ما أعطى الرجل امرأته فهو صدقة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 21 :
أخرجه أحمد ( 4 / 179 ) عن محمد بن حميد المديني قال : حدثنا # عبد الله بن
عمرو بن أمية عن أبيه # مرفوعا . و هذا سند ضعيف لضعف محمد بن حميد كذا وقع في
المسند و هو محمد بن أبي حميد قال الهيثمي ( 4 / 119 ) و الحافظ في " التقريب "
: " و هو ضعيف " .
و عبد الله بن عمرو ليس بالمشهور , وثقه ابن حبان , و في " التقريب " : " و هو
مقبول " .
و الحديث روي بلفظ : " ما أعطيتموهن من شيء فهو لكم صدقة " .
أخرجه الطيالسي ( ص 194 رقم 1364 ) حدثنا محمد بن أبي حميد قال : حدثني عبد
الله بن عمرو بن أمية الضمري عن أبيه قال : أتى عمر بن الخطاب على عمرو بن أمية
الضمري و هو يسوم بمرط في السوق , فقالوا ( كذا ) : ما تصنع يا عمرو ? قال :
أشتري هذا فأتصدق به , فقال له : فأنت إذا , قال : ثم مضى ثم رجع فقال : يا
عمرو ما صنع المرط ? قال اشتريته فتصدقت به , قال : على من ? قال : على الرفيقة
, قال : و من الرفيقة ? قال : امرأتي , قال : و تصدقت به على امرأتك ?! قال :
إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : الحديث . فقال : يا عمرو لا تكذب
على رسول الله صلى الله عليه وسلم . فقال : و الله لا أفارقك حتى نأتي عائشة
فنسألها . قال : فانطلقا حتى دخلا على عائشة فقال لها عمرو : يا أمتاه ! هذا
عمر يقول : لا تكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم . نشدتك بالله , أسمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " ما أعطيتموهن من شيء فهو لكم صدقة ? "
قالت : اللهم نعم , اللهم نعم .
و أورده الهيثمي ( 4 / 324 ) بنحوه بزيادة في آخره , فقال عمر : أين كنت عن هذا
?! ألهاني الصفق بالأسواق , و قال : " رواه البزار , و روى أحمد : ما أعطى
الرجل امرأته فهو صدقة " . و في إسنادهما محمد بن أبي حميد و هو ضعيف " .
قلت : لكنه لم ينفرد به بل تابعه الزبرقان بن عبد الله بن عمرو بن أمية به بلفظ
: " كل ما صنعت إلى أهلك فهو صدقة " . أخرجه البخاري في " التاريخ الكبير " ( 2
/ 1 / 396 ) . و رجاله ثقات غير عبد الله بن عمرو بن أمية الضمري و هو مقبول
عند الحافظ , فالحديث بمجموع الطريقتين عنه حسن فإن له شواهد بمعناه , تراها في
" الترغيب " ( 3 / 82 ) .
1025 " كل سلامى من الناس عليه صدقة كل يوم تطلع فيه الشمس : يعدل بين الاثنين صدقة
و يعين الرجل على دابته فيحمله عليها أو يرفع عليها متاعه صدقة و الكلمة الطيبة
صدقة و كل خطوة يخطوها إلى الصلاة صدقة و يميط الأذى عن الطريق صدقة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 23 :
أخرجه البخاري ( 3 / 171 / 4 / 15 ) و مسلم ( 3 / 83 ) و أحمد ( 2 / 312 و 316
و 374 ) من حديث # أبي هريرة # مرفوعا . و في رواية للبخاري ( 3 / 224 ) :
" و دل الطريق صدقة " بدل " و يميط " إلخ .. و قد أورده السيوطي في " الجامع "
بهذا السياق إلا أنه ذكر فيه الجملتين معا , ثم عزاه للثلاثة المذكورين و ليس
بجيد لأمرين : الأول : أن الزيادة من أفراد البخاري , و الآخر أنه تلفيق بين
روايتين له و ذلك يوهم أن الرواية عنده بل عند الثلاثة بالجمع بين الزيادتين
و لا يخفى ما فيه . و للحديث طرق أخرى في المسند :
1 - عن عبد الله بن لهيعة : حدثنا أبو يونس سليم بن جبير مولى أبي هريرة أنه
سمع أبا هريرة يقوله مرفوعا بلفظ : " كل نفس كتب عليها الصدقة كل يوم ... " إلخ
بنحوه . رواه ( 2 / 350 ) عن حسن عنه . و هو إسناد حسن في المتابعات .
2 - أخرجه ( 2 / 328 - 329 ) عن المبارك بن فضالة عن الحسن عن أبي هريرة مرفوعا
: " كل سلامى من ابن آدم صدقة حين يصبح " . فشق ذلك على المسلمين , فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم : " إن سلامك على عباد الله صدقة و إماطتك الأذى عن
الطريق صدقة " . الحديث ببعضه .
3 - رواه ( 2 / 395 ) عن خلاس عنه مرفوعا بلفظ : " على كل عضو من أعضاء بني آدم
صدقة " . و إسناده صحيح و قد مضى برقم ( 574 ) و في الباب أحاديث أخرى كثيرة
تقدمت برقم ( 575 - 577 ) .
1026 " من كان له أختان أو ابنتان , فأحسن إليهما ما صحبتاه , كنت أنا و هو في الجنة
كهاتين . و قرن بين إصبعيه " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 24 :
أخرجه الخطيب في " تاريخه " ( 8 / 284 - 285 ) من طريق الأعمش عن # أنس #
مرفوعا . و رجاله ثقات إلا أنه منقطع لأن الأعمش لم يثبت سماعه من الصحابة كما
في " التقريب " . لكن الحديث صحيح , فإن له طرقا أخرى متصلة عن أنس بعضها عند
مسلم و قد سبق تخريجها برقم ( 295 - 297 ) . و يشهد له الحديث الآتي :
" من كان له ثلاث بنات يؤويهن و يكفيهن و يرحمهن فقد وجبت له الجنة ألبتة .
فقال رجل من بعض القوم : و ثنتين يا رسول الله ? قال : و ثنتين " .
1027 " من كان له ثلاث بنات يؤويهن و يكفيهن و يرحمهن فقد وجبت له الجنة ألبتة .
فقال رجل من بعض القوم : و ثنتين يا رسول الله ? قال : و ثنتين " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 24 :
أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ( ص 14 ) و أحمد ( 3 / 303 ) من طريق علي
ابن زيد قال : حدثني محمد بن المنكدر أن # جابر بن عبد الله # حدثهم قال : قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . و هذا سند حسن في " المتابعات " ,
رجاله ثقات رجال الشيخين غير علي بن زيد و هو ابن جدعان و هو ضعيف من قبل حفظه
. لكن تابعه سفيان بن حسين عن محمد بن المنكدر . و زاد : حتى ظننا أن إنسانا
( لو ) قال : واحدة ? لقال : واحدة " . أخرجه أبو يعلى ( 2 / 591 ) و سنده صحيح
على شرط مسلم . و الحديث أورده في " الترغيب " ( 3 / 84 - 85 ) و قال : " رواه
أحمد بإسناد جيد , و البزار و الطبراني في " الأوسط " و زاد : " و يزوجهن " .
قلت : له طريق أخرى عن ابن المنكدر به بلفظ : " من كانت له ثلاث بنات .... "
الحديث نحوه . أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 3 / 14 ) من طريق عاصم بن هلال
البارقي قال : حدثنا أيوب عن محمد بن المنكدر به . و البارقي فيه لين . و يشهد
له حديث عقبة مرفوعا : " من كان له ثلاث بنات فصبر عليهن و أطعمهن و سقاهن
و كساهن من جدته كن له حجابا من النار " أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ( ص
13 - 14 ) و أحمد ( 4 / 154 ) عن شيخهما أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد
المقرىء : حدثنا حرملة بن عمران : حدثني أبو عشانة المعافري قال : سمعت عقبة بن
عامر الجهني يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره .
قلت : و هذا إسناد صحيح رجاله ثقات رجال مسلم غير أبي عشانة , و هو ثقة واسمه
حي بن يؤمن المصري و قد مضى برقم ( 293 ) . و الحديث أخرجه الطبراني بنحوه
و زاد في آخره : " فقالت له امرأة : أو بنتان ? قال : أو بنتان " ذكره المنذري
( 3 / 84 ) و قواه بقوله : " و شواهده كثيرة " .
1028 " ما يسرني أن لي أحدا ذهبا تأتي علي ثالثة و عندي منه دينار إلا دينار أرصده
لدين علي " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 25 :
أخرجه مسلم ( 3 / 75 ) عن محمد بن زياد سمعت # أبا هريرة # مرفوعا . و له عنه
طريق أخرى بلفظ : " لو كان لي مثل أحد ذهبا " و سيأتي برقم ( 1139 ) . و له
شاهد من حديث أبي ذر بلفظ : " ما يسرني أن عندي مثل أحد هذا ذهبا تمضي علي
ثالثة و عندي منه دينار إلا شيئا أرصده لدين إلا أن أقول به في عباد الله هكذا
و هكذا و هكذا عن يمينه و عن شماله و من خلفه " . أخرجه البخاري ( 7 / 177 )
و في " الأدب المفرد " ( 117 ) عن زيد بن وهب عن أبي ذر مرفوعا . و رواه هو
و غيره بلفظ : " ما أحب أن أحدا ذاك عندي " و يأتي برقم ( 2211 ) . و له طريق
أخرى بلفظ : " ما يسرني أن لي أحدا ذهبا يأتي علي ثالثة و عندي منه دينار أو
قال : منه مثقال إلا أن أرصده لغريم " . أخرجه الدارمي ( 2 / 315 ) و الطيالسي
( ص 63 رقم 465 ) و أحمد ( 5 / 148 - 149 ) و الخطيب ( 8 / 376 ) عن سويد بن
الحارث عن أبي ذر مرفوعا . و له طريق ثالث بلفظ آخر سيأتي بلفظ : " و الذي نفسي
بيده ما يسرني " .
1029 " من أخذ دينا و هو يريد أن يؤديه أعانه الله عز وجل " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 26 :
أخرجه النسائي ( 2 / 233 ) : حدثنا محمد بن المثنى : قال : حدثنا وهب بن جرير
قال : حدثنا أبي عن الأعمش عن حصين بن عبد الرحمن عن عبيد الله بن عبد الله بن
عتبة أن # ميمونة # زوج النبي صلى الله عليه وسلم استدانت , فقيل لها : يا أم
المؤمنين ! تستدينين و ليس عندك وفاء ? قالت : إني سمعت رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقول . فذكره . و أخرجه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2 / 238 ) من
طريق عبد الله بن أبي بكر العتلي حدثنا جرير بن حازم به . ( انظر الاستدراك رقم
26 / 18 و 26 / 21 ) . و هو إسناد صحيح على شرط الشيخين إذا كان عبيد الله بن
عبد الله سمعه من ميمونة , فإن المعروف أنه يروي عنهما بواسطة عبد الله بن عباس
. و له عند ابن ماجة و ابن حبان ( 1157 ) و أبي نعيم أيضا طريق آخر عنها و فيه
عمران بن حذيفة و هو مجهول . انظر ما علقناه على الترغيب ( 2 / 33 ) . و طريق
ثالث في المسند ( 6 / 332 ) . و رجاله ثقات إلا أن فيه انقطاعا بين سالم - و هو
ابن أبي الجعد - و ميمونة . و بالجملة فالحديث صحيح بمجموع الطرق .
1030 " لا تلقوا البيوع و لا يبع بعض على بعض و لا يخطب أحدكم - أو أحد - على خطبة
أخيه حتى يترك الخاطب الأول أو يأذنه فيخطب " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 27 :
أخرجه أحمد ( 2 / 153 ) : حدثنا عبد الصمد حدثنا صخر عن نافع عن # ابن عمر #
قال : " نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبيع حاضر لباد و كان يقول .... "
فذكره .
قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين و قد أخرجاه بنحوه مفرقا . و صخر هو
ابن جويرية مولى بني تميم . و عبد الصمد هو ابن عبد الوارث بن سعيد العنبري
مولاهم البصري .
1031 " إذا خرجت المرأة إلى المسجد فلتغتسل من الطيب كما تغتسل من الجنابة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 27 :
أخرجه النسائي ( 2 / 283 ) عن صفوان بن سليم عن رجل ثقة عن # أبي هريرة # قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : رجاله ثقات غير هذا الرجل , فإنه لم يسم و إن وثق فإن توثيق مثله مما لا
يعتد به حتى يسمى و يعرف كما تقرر في " المصطلح " . و أخرج البيهقي في " السنن
الكبرى " ( 3 / 133 ) من طريق عبد الرحمن ابن الحارث بن أبي عبيد - من أشياخ
كوثي مولى أبي رهم الغفاري - عن جده قال : " خرجت مع أبي هريرة من المسجد ضحى ,
فلقيتنا امرأة بها من العطر شيء لم أجد بأنفي مثله قط , فقال لها أبو هريرة :
عليك السلام , فقالت : و عليك , قال : فأين تريدين ? قالت : المسجد . قال :
و لأي شيء تطيبت بهذا الطيب ? قالت : للمسجد . قال : آلله ? قالت : آلله . قال
: آلله ? قالت : آلله . قال : فإن حبي أبا القاسم أخبرني : " أنه لا تقبل
لامرأة صلاة تطيبت بطيب لغير زوجها حتى تغتسل منه غسلها من الجنابة " فاذهبي
فاغتسلي منه , ثم ارجعي فصلي " . و قال : " جده أبو الحارث عبيد بن أبي عبيد
و هو عبد الرحمن بن الحارث بن أبي الحارث بن أبي عبيد , و رواه عاصم بن عبد
الله عن عبيد مولى أبي رهم " .
قلت : أخرجه أبو داود ( 4174 ) و ابن ماجة ( 4002 ) من طريق سفيان عن عاصم به .
و عبيد بن أبي عبيد وثقه العجلي و ابن حبان و روى عنه جماعة من الثقات و يحتمل
أن يكون هو الرجل الثقة الذي لم يسم في طريق النسائي و يحتمل أن يكون غيره
و على كل حال فالحديث صحيح , فإن عبد الرحمن بن الحارث بن أبي عبيد قال ابن أبي
حاتم ( 2 / 2 / 224 ) عن أبي زرعة : " لا بأس به " . و قد تابعه عاصم بن عبيد
الله و هو و إن كان ضعيفا فلا بأس به في المتابعات . و الله أعلم . و للحديث
شاهد بنحوه سيأتي برقم ( 1093 ) .
1032 " إن ما قدر في الرحم سيكون " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 28 :
أخرجه النسائي ( 2 / 85 ) و أحمد ( 3 / 450 ) من طريق شعبة عن أبي الفيض قال :
سمعت عبد الله بن مرة الزرقي عن # أبي سعيد الزرقي # " أن رجلا سأل رسول الله
صلى الله عليه وسلم عن العزل فقال : إن امرأتي ترضع و أنا أكره أن تحمل ? فقال
النبي صلى الله عليه وسلم .... " فذكره .
قلت : و رجاله ثقات غير عبد الله بن مرة الزرقي , قال الحافظ : " مجهول " .
قلت : لكن يشهد له حديث أبي سعيد الخدري قال : " ذكر العزل عند النبي صلى الله
عليه وسلم , فقال : و ما ذاكم ? قالوا : الرجل تكون له المرأة ترضع , فيصيب
منها و يكره أن تحمل منه و الرجل تكون له الأمة , فيصيب منها و يكره أن تحمل
منه ? فقال : " فلا عليكم أن لا تفعلوا ذاكم , فإنما هو القدر " . أخرجه مسلم (
4 / 159 ) و النسائي ( 2 / 84 - 85 ) و أحمد ( 3 / 11 ) من طريق عبد الرحمن بن
بشر الأنصاري عنه . و له عند مسلم و أبي داود ( 2170 - 2171 ) و أحمد ( 3 / 22
و 49 و 53 و 68 و 78 ) طرق أخرى - عن أبي سعيد نحوه .
1033 " درهم ربا يأكله الرجل - و هو يعلم - أشد عند الله من ستة و ثلاثين زنية " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 29 :
رواه الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 142 - 143 ) و الدارقطني ( 295 ) عن ليث بن
أبي سليم عن ابن أبي مليكة عن # عبد الله بن حنظلة الراهب # مرفوعا . و من هذا
الوجه رواه ابن عساكر ( 9 / 74 / 2 ) .
قلت : و هذا سند ضعيف من أجل ليث بن أبي سليم فقد كان اختلط و قد خالفه عبد
العزيز بن رفيع عن ابن أبي مليكة فقال : عن عبد الله بن حنظلة عن كعب من قوله
و هو الصواب كما قال البغوي . ذكره ابن عساكر و أخرجه أحمد ( 5 / 225 ) بسند
صحيح عن ابن رفيع , و كذا رواه الدارقطني و قال : هذا أصح من المرفوع . لكن قد
تابعه أيوب عن ابن أبي مليكة عن عبد الله بن حنظلة مرفوعا به . أخرجه أحمد :
حدثنا حسين بن محمد حدثنا جرير يعني ابن حازم عن أيوب به . و رواه الدارقطني .
قلت : و هذا سند صحيح على شرط الشيخين , و من أعله بتغير جرير قبل موته فلم يصب
لأنه لم يسمع منه أحد في حال اختلاطه كما قال ابن مهدي . ثم إن الموقف في حكم
المرفوع لأنه لا يقال بمجرد الرأي كما لا يخفى .
1034 " لا يدخل الجنة قتات " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 29 :
أخرجه البخاري ( 7 / 86 ) و مسلم ( 1 / 71 ) و أبو داود ( 2 / 297 ) و الترمذي
( 1 / 364 ) و صححه , و الطيالسي ( ص 56 رقم 421 ) و أحمد ( 5 / 382 و 389 و
392 و 402 و 404 ) عن همام بن الحارث عن # حذيفة بن اليمان # مرفوعا .
و له طريق أخرى عنه عند مسلم و أحمد ( 5 / 391 و 396 و 398 و 406 ) و ابن حبان
في " روضة العقلاء " ص ( 153 ) عن أبي وائل عنه بلفظ : " نمام " . و هو بمعنى
" قتات " .
1035 " إن من موجبات المغفرة بذل السلام و حسن الكلام " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 29 :
رواه الخرائطي في " مكارم الأخلاق " ( ص 23 ) : حدثنا صالح بن أحمد بن حنبل :
حدثني أبي قال : أعطانا ابن الأشجعي كتاب أبيه عن سفيان عن # المقدام بن شريح
عن جده # قال : " قلت : يا رسول الله دلني على عمل يدخلني الجنة . فقال : ... "
فذكره . و رواه القضاعي ( ق 94 / 2 ) من طريق أحمد به .
قلت : و هذا سند صحيح رجاله كلهم ثقات , و ابن الأشجعي هو أبو عبيدة بن عبيد
الله بن عبد الرحمن , روى عنه جماعة من الثقات و ذكره ابن حبان في " الثقات "
و سماه عبادا , و قال الحافظ في " التقريب " : " مقبول " . يعني عند المتابعة ,
لكن رواية أحمد هنا عن كتاب أبيه و جادة جيدة فلا يوهن من الحديث أنه ناوله
إياه ابنه أبو عبيدة , على أن القلب يميل إلى تقوية حديثه ما دام أنه قد روى
عنه أولئك الثقات و فيهم الإمام أحمد بالإضافة إلى توثيق ابن حبان إياه . و قد
وهم فيه المناوي وهما فاحشا فإنه نقل عن الهيثمي بعدما عزاه للطبراني في الكبير
أنه قال : " فيه أبو عبيدة بن عبد الله <1> الأشجعي روى عنه أحمد و لم يضعفه
أحد و بقية رجاله رجال الصحيح " . فتعقبه المناوي بقوله : " و هو ذهول , فإن
الأشجعي هذا من رجال الصحيحين " . و الذي ذهل إنما هو المناوي نفسه , فإن أبا
عبيدة هذا لم يخرج له من الستة غير أبي داود . نعم أبوه من رجال " الصحيحين "
فكأن المناوي اختلط عليه أحدهما بالآخر . ثم قال : " و قال الحافظ العراقي :
رواه ابن أبي شيبة و الطبراني و الخرائطي و البيهقي من حديث هانيء بن يزيد
بإسناد جيد " . و هانيء بن يزيد هو جد المقدام بن شريح .
------------------------------------------------------------
[1] كذا الأصل و الصواب " عبيد الله " كما تقدم . اهـ .
1036 " المهاجرون بعضهم أولياء بعض في الدنيا و الآخرة و الطلقاء من قريش و العتقاء
من ثقيف بعضهم أولياء بعض في الدنيا و الآخرة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 31 :
رواه الطبراني في الكبير ( 1 / 232 / 2 ) : حدثنا علي بن عبد العزيز أخبرنا أبو
حذيفة أخبرنا سفيان عن سلمة بن كهيل عن أبي وائل عن # جرير # مرفوعا .
قلت : و هذا سند صحيح رجاله ثقات رجال البخاري غير علي بن عبد العزيز و هو ثقة
و هو الحافظ البغوي . و أخرجه أبو يعلى ( 241 / 2 ) و ابن حبان ( 2287 )
و الطبراني ( 1 / 233 / 1 و 3 / 76 / 2 ) و ابن عدي ( 158 / 1 ) و ابن مخلد في
" المنتقى من أحاديثه " ( 2 / 87 - 88 ) و المظفر أبو سعيد في " فوائد منتقاة "
( 131 / 2 ) من طريقين عن عاصم عن أبي وائل به . و هذا سند حسن . ثم رواه
الطبراني ( 233 / 2 ) عن الحجاج عن الحكم عن أبي وائل به مختصرا . و الحجاج هو
ابن أرطأة و هو ثقة و لكنه مدلس و قد عنعنه .
طريق أخرى : ثم رواه ابن وهب في " الجامع " ( ص 5 ) و الطبراني ( 1 / 243 / 2 )
و أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 1 / 145 - 146 و 2 / 304 ) عن الثوري عن
الأعمش عن موسى بن عبد الله بن يزيد عن عبد الرحمن بن هلال عن جرير به و زاد :
" و الأنصار " . و خالفه شريك فقال : عن الأعمش عن تميم بن سلمة عن عبد الرحمن
ابن هلال به . لكن شريكا سيء الحفظ . و للحديث شاهد من حديث جابر مرفوعا به .
أخرجه إبراهيم بن طهمان في " المشيخة " ( 250 ) و فيه الحسن بن عمارة و هو
متروك .
1037 " إنه رأس قومه , فأنا أتألفهم فيه " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 32 :
أخرجه ابن وهب في " الجامع " ( ص 5 ) قال : و أخبرني عمرو بن الحارث أن بكر بن
سوادة حدثه أن أبا سالم الجيشاني حدثه عن # أبي ذر # أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال له : " كيف ترى جعيلا ? قال : فقلت : مسكين , كشكله من الناس ,
قال : فكيف ترى فلانا ? قلت : سيد من السادات , قال : فجعيل خير من ملء الأرض -
أو آلاف , أو نحو ذلك - من فلان , قال : قلت يا رسول الله , ففلان هكذا و أنت
تصنع به ما تصنع ? فقال ... " فذكره .
قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط مسلم , و أبو سالم الجيشاني اسمه سفيان بن
هانئ . ( انظر الاستدراك رقم 32 / 12 ) .
1038 " إن مسابكم هذه و ليست بمساب على أحد وإنما أنتم ولد آدم طف الصاع لم تملئوه
ليس لأحد على أحد فضل إلا بدين أو عمل صالح حسب الرجل أن يكون فاحشا بذيا بخيلا
جبانا " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 32 :
رواه عبد الله بن وهب في " الجامع " ( ص 6 ) و عنه الطحاوي في " المشكل " ( 4 /
365 ) و كذا ابن جرير في " التفسير " ( 26 / 89 ) و الروياني في " مسنده "
( 49 / 2 ) و أبو الحسين بن النقور في " القراءة على الوزير " ( 5 / 1 ) :
أخبرني ابن لهيعة عن الحارث بن يزيد عن علي بن رباح عن # عقبة بن عامر الجهني #
مرفوعا .
قلت : و هذا سند صحيح على شرط مسلم إلا ابن لهيعة و هو صحيح الحديث إذا روى عنه
أحد العبادلة و هذا من رواية عبد الله بن وهب عنه فهو صحيح و بيان ذلك في
ترجمته من " التهذيب " . و قد أخرجه أحمد ( 4 / 158 ) حدثنا يحيى بن إسحاق
أنبأنا ابن لهيعة به . إلا أنه قال : " أنسابكم " بدل " مسابكم " و كذا أخرجه
البيهقي في " شعب الإيمان " ( 2 / 90 / 2 ) . و لفظ ابن جرير في إحدى روايتيه :
" الناس لآدم و حواء , كطف الصاع لم يملؤه , إن الله لا يسألكم عن أحسابكم و لا
عن أنسابكم يوم القيامة *( إن أكرمكم عند الله أتقاكم )* " .
1039 " نعم القوم الأزد طيبة أفواههم برة أيمانهم نقية قلوبهم " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 33 :
أخرجه أحمد ( 2 / 351 ) : حدثنا حسن حدثنا ابن لهيعة حدثنا أبو يونس عن # أبي
هريرة # مرفوعا . و هذا إسناد ضعيف فإن ابن لهيعة سيء الحفظ . و أما الهيثمي
فقال ( 10 / 49 ) : " رواه أحمد و إسناده حسن " . كذا قال مع أنه صرح مرارا
و تكرارا في كتابه هذا بضعف ابن لهيعة لكنه أحيانا يقول فيه إنه حسن الحديث .
فلا أدري ما وجه التوفيق بين ذلك . نعم قد رواه عنه ابن وهب في " الجامع " فقال
( ص 6 ) : و حدثني ابن لهيعة به دون قوله " برة أيمانهم " . و ابن وهب عن أبي
لهيعة صحيح الحديث كما تقدم في الحديث الذي قبله .
1040 " خير الأسماء عبد الله و عبد الرحمن و أصدق الأسماء همام و حارث و شر الأسماء
حرب و مرة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 33 :
رواه ابن وهب في " الجامع " ( ص 7 ) : أخبرني داود بن قيس عن # عبد الوهاب ابن
بخت # مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد مرسل صحيح , رجاله ثقات رجال مسلم . و قد أخرجه ابن وهب أيضا
من رواية عبد الله بن عامر اليحصبي عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا .
و إسناده صحيح أيضا . و للحديث شاهد موصول من طريق عقيل بن شبيب عن أبي وهب
الجشمي - و كانت له صحبة - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره في
آخر حديث أوله " تسموا بأسماء الأنبياء ... " و هو مخرج في " الإرواء " ( 1178
) . فالحديث بهذا الشاهد ثابت إن شاء الله تعالى , ثم قال ابن وهب ( ص 8 ) :
" و أخبرني معاوية بن صالح عن الحسن بن جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : " عليكم من الأسماء بيزيد , فإنه ليس أحد إلا و هو يزيد في الخير و الشر
و الحارث , فإن ليس أحد إلا و هو يحرث لآخرته أو دنياه , و همام , فإن ليس أحد
إلا و يهم بآخرته أو دنياه , فإن أخطأتم هذه الأسماء فعبدوا " .
و الحسن بن جابر و هو اللخمي تابعي لكن لم يرو عنه غير معاوية هذا و محمد بن
الوليد الزبيدي و لم يوثقه غير ابن حبان . و الحديث تقدم تحت الحديث ( 904 ) ,
و إنما أعدته هنا لتقويته بالشاهد الموصول و مرسل اللخمي .
1041 " أنت عمي و بقية آبائي و العم والد " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 34 :
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 3 / 84 / 1 - 2 ) : حدثنا الحسين ابن
محمد الحناط الرامهرمزي أخبرنا أحمد بن رشد بن خيثم الهلالي أخبرنا عمي سعيد
ابن خيثم الهلالي أخبرنا حنظلة بن أبي سفيان عن طاووس عن ابن عباس قال : حدثتني
# أم الفضل بنت الحارث # قالت : " بينا أنا مارة و النبي صلى الله عليه وسلم في
الحجر , فقال : يا أم الفضل , قلت : لبيك يا رسول الله , قال : إنك حامل بغلام
, قالت : كيف و قد تحالفت قريش : لا تولدون النساء ? قال : هو ما أقول لك ,
فإذا وضعت فأتيني به , فلما وضعته أتيت به النبي صلى الله عليه وسلم فسماه عبد
الله و ألباه من ريقه , ثم قال : اذهبي به فلتجدنه كيسا قالت : فأتيت العباس ,
فأخبرته , فتلبس , ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم و كان رجلا جميلا مديد
القامة , فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم قام إليه فقبل بين عينيه , ثم
أقعده عن يمينه , ثم قال : هذا عمي فمن شاء فليباه بعمه . قال العباس : بعض
القول يا رسول الله , قال : و لم لا أقول و أنت عمي ... " الحديث .
قلت : و هذا إسناد فيه ضعف , أحمد بن رشد قال ابن أبي حاتم ( 1 / 1 / 51 ) :
" روى عنه أبي و سمع منه أيام عبيد الله بن موسى أحاديث أربعة " و لم يذكر فيه
جرحا و لا تعديلا , و الحسين بن محمد الحناط لم أجد له ترجمة . و أما الهيثمي
فقال ( 9 / 276 ) : " رواه الطبراني , و إسناده حسن " ! نعم الحديث حسن لغيره ,
فإن الجملة الأولى لا تحتاج إلى شاهد كما هو ظاهر و الجملة الوسطى رويت من حديث
المطلب بن ربيعة و علي بن أبي طالب و ابنه الحسن بأسانيد ضعيفة قد خرجتها في
الكتاب الآخر ( 1944 - 1945 ) . و أما الجملة الأخيرة , فقد أخرجها سعيد بن
منصور في " سننه " كما في " الجامع الصغير " من حديث عبد الله الوراق مرسلا .
ثم وجدت لها شاهدا آخر , فقال ابن وهب في " الجامع " ( ص 14 ) : و أخبرني يونس
ابن يزيد عن ابن شهاب قال : بلغنا و الله أعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال : " العم أب , إذا لم يكن دونه أب , و الخالة أم إذا لم تكن أم دونها " .
و هذا إسناد مرسل أو معضل و رجاله ثقات .
1042 " إذا جاء خادم أحدكم بطعامه فليقعده معه أو ليناوله منه , فإنه هو الذي ولي
حره و دخانه " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 35 :
أخرجه ابن ماجة ( 2 / 308 ) و أحمد ( 1 / 388 و 446 ) من طريق إبراهيم الهجري
عن أبي الأحوص عن # عبد الله بن مسعود # مرفوعا . و هذا سند حسن رجاله كلهم
ثقات رجال مسلم غير إبراهيم الهجري و هو ابن مسلم , قال في " التقريب " :
" إنه لين الحديث رفع موقوفات " .
قلت : و هذا مرفوع قطعا , و له شاهد و هو : " إذا جاء خادم أحدكم بطعامه قد
كفاه حره و عمله , فإن لم يقعده معه ليأكل , فليناوله أكلة من طعامه " .
1043 " إذا جاء خادم أحدكم بطعامه قد كفاه حره و عمله , فإن لم يقعده معه ليأكل ,
فليناوله أكلة من طعامه " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 35 :
رواه أحمد ( 2 / 406 و 464 ) عن حماد بن سلمة أنبأنا عمار بن أبي عمار سمعت
# أبا هريرة # مرفوعا . و هذا سند صحيح على شرط مسلم و قد أخرجه هو و غيره بلفظ
: " إذا أتى أحدكم خادمه " و سيأتي إن شاء الله تعالى برقم ( 1285 ) .
1044 " إن رجلا زار أخا له في قرية , فأرصد الله تعالى على مدرجته ملكا , فلما أتى
عليه الملك قال : أين تريد ? قال : أزور أخا لي في هذه القرية , قال : هل له
عليك من نعمة ( تربها ) ? قال : لا , إلا أني أحببته في الله , قال : فإني رسول
الله إليك أن الله عز وجل قد أحبك كما أحببته له " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 36 :
رواه أبو بكر الشافعي في " الفوائد " ( 115 / 2 ) و الحسن بن علي الجوهري في
" فوائد منتقاة " ( 27 / 1 ) من طرق عن حماد بن سلمة عن ثابت عن أبي رافع عن
# أبي هريرة # مرفوعا .
قلت : و هذا سند صحيح على شرط مسلم و قد أخرجه في " صحيحه " ( 8 / 12 ) من هذا
الوجه , و قول الحافظ محمد بن ناصر في " التنبيه " ( ق 21 / 2 ) أنه مخرج في
" الصحيحين " وهم منه , فليس الحديث في صحيح البخاري . و إنما أخرجه في " الأدب
المفرد " ( 350 ) . و رواه ابن وهب في " الجامع " ( 30 ) .
1045 " البركة في ثلاث : الجماعات و الثريد و السحور " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 36 :
رواه أبو طاهر الأنباري في " المشيخة " ( 156 / 1 - 20 ) و البيهقي في " الشعب
" ( 2 / 426 / 2 ) عن داود بن عبد الرحمن أبي عبد الله العطار حدثنا عبد الله
النصري عن سليمان التيمي عن أبي عثمان النهدي عن # سلمان الفارسي # مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد رجاله ثقات معروفون غير عبد الله النصري فلم أعرفه .
و الحديث عزاه السيوطي في " الجامع " للطبراني في " الكبير " و البيهقي في
" الشعب " عن سلمان , فقال شارحه المناوي : " قال الزين العراقي : رجاله
معروفون بالثقة إلا أبا عبد الله البصري " .
قلت : كذا في الأصل " أبا عبد الله البصري " على خلاف ما في " المشيخة " " عبد
الله النصري " بالنون . و الله أعلم . و هكذا رواه أبو نعيم في " أخبار أصبهان
" ( 1 / 57 ) عن الطبراني . و للحديث شاهد من حديث أبي هريرة أشار إليه الديلمي
و قد أخرجه الخطيب في " الموضح " ( 1 / 263 ) عن أسد بن عيسى : رفعين حدثنا
أرطاة بن المنذر عن داود بن أبي هند عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة مرفوعا .
و رواه هو و عبد الغني المقدسي من هذا الوجه بلفظ : " إن الله جعل البركة في
السحور و الكيل " و سيأتي برقم ( 1291 ) . و هذا سند حسن رجاله ثقات غير أسد
هذا , فأورده الحافظ في " اللسان " و قال : " يقال له : رفعين , كان من عباد
أهل الشام , قال مكحول البيروتي عن داود بن جميل : ما كانوا يشكون أنه من
الأبدال . قال ابن حبان في " الثقات " : يغرب , روى عنه أهل العراق و أهل بلده
" . و يقويه أن له طريقا أخرى عن أبي هريرة أخرجه أبو سعيد بن الأعرابي في
" معجمه " ( 138 / 2 ) عن ابن أبي ليلى عن عطاء عنه مرفوعا دون ذكر الجماعة .
و هذا إسناد حسن في المتابعات و الشواهد على الأقل . و له شاهد ثان و لكنه ساقط
, رواه ابن شاذان في " المشيخة الصغيرة " ( 158 / 1 ) عن أنس مرفوعا .
و فيه الحسن بن علي بن زكريا العدوي و هو وضاع و قد أساء السيوطي بإيراده
لحديثه هذا في " الجامع " و إن كان بمعنى هذا الحديث الصحيح ففيه غنية عن حديث
الكذاب و لفظه " الجماعة بركة ... " و سيأتي في " الأحاديث الضعيفة " ( 2673 )
. و له شاهد ثالث و لكنه واه , فيه مجهولان و الحارث الأعور و هو متروك , و قد
خرجته هناك مع حديث العدوي المذكور .
1046 " ثلاث من فعلهن فقد طعم طعم الإيمان : من عبد الله وحده , و أنه لا إله إلا
الله , و أعطى زكاة ماله طيبة بها نفسه , رافدة عليه كل عام , و لا يعطي الهرمة
و لا الدرنة و لا المريضة و لا الشرط : اللئيمة و لكن من وسط أموالكم , فإن
الله لم يسألكم خيره و لم يأمركم بشره " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 38 :
أخرجه أبو داود ( 1 / 250 ) قال : قرأت في كتاب عبد الله بن سالم - بحمص - عند
آل عمرو بن الحارث الحمصي عن الزبيدي قال : و أخبرني يحيى بن جابر عن جبير بن
نفير عن # عبد الله بن معاوية الغاضري # مرفوعا به .
قلت : و هذا إسناد رجاله ثقات لكنه منقطع بين ابني جابر و جبير لكن وصله
الطبراني في " المعجم الصغير " ( ص 115 ) و البيهقي في " السنن " ( 4 / 95 ) من
طريقين عن عبد الله بن سالم عن محمد بن الوليد الزبيدي : حدثنا يحيى بن جابر
الطائي أن عبد الرحمن بن جبير بن نفير حدثه أن أباه حدثه به . و زاد : " و زكى
نفسه , فقال رجل : و ما تزكية النفس ? فقال : أن يعلم أن الله عز وجل معه حيث
كان " .
قلت : و هذا إسناد صحيح , رجاله ثقات رجال مسلم غير عبد الله بن سالم و هو
الزبيدي , و هو ثقة . و أخرجه البخاري في " تاريخه " من طريق يحيى بن جابر به
كما في ترجمة الغاضري من " الإصابة " .
( فائدة ) قوله صلى الله عليه وسلم : " أن الله معه حيث كان " . قال الإمام
محمد بن يحيى الذهلي : " يريد أن الله علمه محيط بكل مكان و الله على العرش " .
ذكره الحافظ الذهبي في " العلو " رقم الترجمة ( 73 ) بتحقيقي و اختصاري .
و أما قول العامة و كثير من الخاصة : الله موجود في كل مكان , أو في كل الوجود
و يعنون بذاته , فهو ضلال بل هو مأخوذ من القول بوحدة الوجود الذي يقول به غلاة
الصوفية الذين لا يفرقون بين الخالق و المخلوق و يقول كبيرهم : كل ما تراه
بعينك فهو الله ! تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا .
1047 " ثلاث من السعادة و ثلاث من الشقاوة فمن السعادة : المرأة تراها تعجبك و تغيب
فتأمنها على نفسها و مالك , و الدابة تكون وطيئة فتلحقك بأصحابك , و الدار تكون
واسعة كثيرة المرافق . و من الشقاوة المرأة تراها فتسوءك و تحمل لسانها عليك
و إن غبت عنها لم تأمنها على نفسها , و مالك و الدابة تكون قطوفا , فإن ضربتها
أتعبتك و إن تركتها لم تلحقك بأصحابك , و الدار تكون ضيقة قليلة المرافق " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 39 :
أخرجه الحاكم ( 2 / 162 ) من طريق محمد بن بكير الحضرمي حدثنا خالد بن عبد الله
حدثنا أبو إسحاق الشيباني عن أبي بكر بن حفص عن # محمد بن سعد عن أبيه # مرفوعا
. و قال : " تفرد به محمد بن بكير فإن كان حفظه فهو صحيح على شرط الشيخين " ,
فقال الذهبي : " محمد قال أبو حاتم صدوق يغلط , و قال يعقوب بن شيبة ثقة " .
و قال المنذري ( 3 / 68 ) : " محمد هذا صدوق و ثقة غير واحد " .
قلت : و نص عبارة أبي حاتم في " الجرح و التعديل " ( 3 / 2 / 214 ) : " صدوق
عندي يغلط أحيانا " . ثم نقل توثيقه عن جمع , فمثله لا يقل حديثه عن درجة الحسن
. و الله أعلم . و تابعه محمد بن أبي حميد عن إسماعيل بن محمد عن أبيه عن جده
به مختصرا .أخرجه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 16 / 232 / 1 ) .
1048 " ما لصبيكم هذا يبكي ? فهلا استرقيتم له من العين ? " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 39 :
أخرجه أحمد ( 6 / 72 ) : حدثنا حسين قال حدثنا أبو أويس حدثنا عبد الله بن أبي
بكر عن عمرة عن # عائشة # قالت : دخل النبي صلى الله عليه وسلم فسمع صوت صبي
يبكي فقال : فذكره . و هذا إسناد حسن رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير أبي
أويس و هو عبد الله بن عبد الله بن أويس قال في " التقريب " : " صدوق يهم " .
و أخرج له مسلم في الشواهد . و لعائشة حديث آخر في الرقية بلفظ : ( كان يأمرها
أن تسترقي ) و سيأتي إن شاء الله برقم ( 2521 ) .
1049 " يا عائشة إن من شر الناس من تركه الناس , أو ودعه الناس اتقاء فحشه " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 40 :
أخرجه البخاري ( 4 / 125 - 126 , 142 ) و مسلم ( 8 / 21 ) و أبو داود ( 4791 )
و الترمذي ( 1 / 360 ) و أحمد ( 6 / 38 ) من طريق سفيان بن عيينة عن محمد بن
المنكدر عن عروة بن الزبير عن # عائشة # قالت : " استأذن رجل على رسول الله صلى
الله عليه وسلم و أنا عنده , فقال : بئس ابن العشيرة أو أخو العشيرة . ثم أذن
له , فألان له القول , فلما خرج , قلت : يا رسول الله ! قلت له ما قلت , ثم
ألنت له ? فقال : فذكره , و السياق للترمذي و قال : " حديث حسن صحيح "
قلت : و لفظ الشيخين و غيرهما : " إن شر الناس منزلة عند الله يوم القيامة ...
" و له طريق أخرى عن محمد بن فليح قال : حدثنا أبي عن عبد الله بن عبد الرحمن
ابن معمر عن أبي يونس مولى عائشة عنها قالت : " استأذن رجل على النبي صلى الله
عليه وسلم , فقال : بئس ابن العشيرة , فلما دخل هش له رسول الله صلى الله عليه
وسلم و انبسط إليه , ثم خرج , فاستأذن رجل آخر , فقال النبي صلى الله عليه وسلم
: نعم ابن العشيرة , فلما دخل لم ينبسط إليه كما انبسط إلى الآخر و لم يهش له
كما هش , فلما خرج , قلت : يا رسول الله استأذن فلان فقلت له ما قلت , ثم هششت
له و انبسطت إليه , و قلت لفلان ما قلت و لم أرك صنعت به ما صنعت بالآخر ? فقال
: يا عائشة إن من شرار الناس من اتقي فحشه " .
قلت : أخرجه ابن وهب في " الجامع " ( 69 - 70 ) و أحمد ( 6 / 158 ) و البخاري
في " الأدب المفرد " ( 338 ) و سنده على شرط مسلم لولا أن فليحا و ابنه فيهما
ضعف .
1050 " لا يجتمع الإيمان و الكفر في قلب امرئ , و لا يجتمع الكذب و الصدق جميعا , و
لا تجتمع الخيانة و الأمانة جميعا " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 41 :
رواه ابن وهب في " الجامع " ( 73 و 83 ) : أخبرني ابن لهيعة عن أبي الأسود عن
عبد الله بن رافع عن # أبي هريرة # مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد صحيح , رجاله كلهم ثقات .
1051 " لا يجتمعان ( يعني الخوف و الرجاء ) في قلب عبد في مثل هذا الموطن ( يعني
الاحتضار ) إلا أعطاه الله الذي يرجو و أمنه من الذي يخاف " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 41 :
رواه الترمذي ( 1 / 183 - 184 ) و حسنه و ابن ماجه ( 4261 ) و ابن أبي الدنيا
في " المحتضرين " ( 5 / 1 - 2 ) و في " حسن الظن " ( 186 / 1 ) من طريق عن سيار
ابن حاتم قال : أخبرنا جعفر بن سليمان قال حدثنا ثابت البناني عن # أنس بن مالك
# قال : دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على شاب و هو في الموت , فقال : كيف
تجدك ? قال : أرجو الله يا رسول الله و أخاف ذنوبي , فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم : فذكره .
قلت : و هذا سند حسن كما قال المنذري ( 4 / 141 ) و رجاله ثقات رجال مسلم غير
سيار بن حاتم و هو صدوق له أوهام , كما في " التقريب " و قد تابعه يحيى بن عبد
الحميد الحماني عن ابن بطة في " الإبانه " ( 6 / 59 / 1 ) فصح به الحديث ,
و الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات . و له شاهد عن عبيد بن عمير مرسلا . لكن
فيه أبو ربيعة زيد بن عوف متروك . رواه ابن أبي الدنيا في " المرض و الكفارات "
( ق 169 / 2 ) .
1052 " خير نساء ركبن الإبل صالح نساء قريش , أحناه على ولد في صغره و أرعاه على زوج
في ذات يده " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 42 :
هذا من حديث # أبي هريرة # رضي الله عنه و له عنه عدة طرق :
1 - عن سفيان بن عيينة عن أبي الزناد عن الأعرج عنه مرفوعا . أخرجه البخاري ( 6
/ 193 ) و مسلم ( 7 / 181 - 182 ) و أحمد ( 2 / 393 ) . و تابعه عن أبي الزناد
شعيب عند البخاري ( 6 / 120 ) . و محمد هو ابن عمرو عند أحمد ( 2 / 449 ) .
2 - عن سفيان أيضا : حدثنا ابن طاووس عن أبيه عن أبي هريرة . أخرجه البخاري ( 6
/ 193 ) و مسلم . و تابعه معمر عن ابن طاووس به . أخرجه أحمد ( 2 / 269 ) .
3 - عن الزهري عن ابن المسيب عنه . رواه البخاري ( 4 / 139 ) معلقا , و مسلم
و أحمد ( 2 / 269 و 275 ) موصولا و فيه بيان سبب الحديث و هو : " أن النبي صلى
الله عليه وسلم خطب أم هاني بنت أبي طالب فقالت : يا رسول الله إني قد كبرت
و لي عيال , فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ... " . الحديث .
4 - عن معمر عن همام بن منبه عنه . أخرجه مسلم و أحمد ( 2 / 319 ) .
5 -عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عنه . تفرد به مسلم .
6 - عن حماد عن محمد بن زياد قال : سمعت أبا هريرة به . تفرد به أحمد ( 2 / 469
) و هو صحيح على شرط مسلم .
7 - عن محمد عن أبي سلمة عنه . تفرد به أحمد أيضا ( 2 / 502 ) . و هو حسن .
و له شاهدان أحدهما من حديث ابن عباس بلفظ : " إن خير النساء .. " . الحديث ,
و سيأتي برقم ( 2522 ) . و الآخر عن معاوية و مضى أيضا في حديث : ( اللهم لا
مانع لما أعطيت ) و سيأتي أيضا برقم ( 2523 ) .
1053 " خير ما تداويتم به الحجامة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 43 :
أخرجه الحاكم ( 4 / 208 ) و أحمد ( 5 / 9 و 15 و 19 ) من طرق عن عبد الله بن
عمير قال : سمعت حصين بن أبي الحر يحدث عن # سمرة # مرفوعا . و قال : " صحيح
على شرط الشيخين " . و وافقه الذهبي . كذا قالا : و حصين بن أبي الحر و هو ابن
مالك ابن الخشخاش لم يخرج له الشيخان شيئا و هو ثقة , فالحديث صحيح فقط ليس على
شرطهما . و له شاهد صحيح و هو : " خير ما تداويتم به الحجامة و القسط البحري
و لا تعذبوا صبيانكم بالغمز " .
1054 " خير ما تداويتم به الحجامة و القسط البحري , و لا تعذبوا صبيانكم بالغمز " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 43 :
أخرجه أحمد ( 3 / 107 ) : حدثنا بن أبي عدي عن حميد عن # أنس # مرفوعا . و هذا
إسناد ثلاثي صحيح على شرطهما و قد أخرجاه بلفظ : ( إن أمثل ... ) و زاد :
" و عليكم بالقسط " . و الحديث أخرجه الثقفي في " الثقفيات " ( ج 3 رقم 9 -
نسختي ) من طريق أخرى عن حميد به . و قال : " رواه حماد بن سلمة عن حميد " .
( القسط ) : عقار معروف في الأدوية طيب الريح تبخر به النفساء و الأطفال .
و ( الغمز ) : يعني غمز لهاة الصبي إذا سقطت بالإصبع .
1055 " ما كرهت أن يراه الناس فلا تفعله إذا خلوت " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 43 :
رواه ابن حبان في " روضة العقلاء " ( ص 12 - 13 ) و أبو عبد الله الفلاكي في
" الفوائد " ( 90 / 1 ) و أبو طاهر بن قيداس في " مجلس من مجالس أبي القاسم
اللالكائي " ( 3 / 122 / 2 ) و الضياء في " المختارة " ( 1 / 449 ) عن مؤمل بن
إسماعيل : أنبأنا شعبة عن زياد بن علاقة عن # أسامة بن شريك # مرفوعا . و قال
اللالكائي : " هذا حديث غريب عن زياد بن علاقة لا نعلم رواه عنه غير شعبة و عنه
غير المؤمل " .
قلت : و هو سيء الحفظ كما في " التقريب " , فالإسناد ضعيف , و لعل الحديث من
الإسرائيليات , فقد أخرجه الطبراني عن عبد الرحمن بن أبزى قال : قال داود النبي
صلى الله عليه وسلم فذكره . أخرجه بسندين رجال أحدهما رجال الصحيح كما قال
الهيثمي في " المجمع " ( 10 / 234 ) .
( تنبيه ) وقع الحديث في " الجامع الصغير " و في " الفتح الكبير " معزوا لابن
حبان و الترمذي , و عزوه للترمذي خطأ بلا شك , فإنه لم يخرجه و أنا أظن أن
" الترمذي " تحرف على بعض النساخ , و أن الصواب " الباوردي " , كذلك وقع في
" الجامع الكبير " ( 2 / 176 / 2 ) . و وقع في المناوي هكذا : " حب عن أسامة بن
شريك , ابن عساكر عن أنس " ! فكأنه اختلط عليه أو على بعض النساخ تخريج هذا
الحديث بتخريج الذي قبله ! ثم وجدت للحديث شاهدا مرسلا في حديث في " جامع ابن
وهب " ( ص 65 ) و رجاله موثقون غير شيخ أبي إسحاق السبيعي فإنه لم يسم و هو
تابعي أو صحابي و الأول عندي أرجح كما بينته في الكتاب الآخر ( 1956 ) ,
فالحديث به حسن إن شاء الله .
1056 " خير ماء على وجه الأرض ماء زمزم , فيه طعام من الطعم و شفاء من السقم , و شر
ماء على وجه الأرض ماء بوادي برهوت بقية حضرموت كرجل الجراد من الهوام , يصبح
يتدفق و يمسي لا بلال بها " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 45 :
رواه الطبراني ( 3 / 112 / 1 ) و عنه الضياء في " المختارة " ( 67 / 114 / 2 )
من طريقين عن الحسن بن أحمد بن أبي شعيب الحراني أنبأنا مسكين بن بكير أنبأنا
محمد بن مهاجر عن إبراهيم بن أبي حرة عن مجاهد عن # ابن عباس # مرفوعا . و من
هذا الوجه أخرجه في " الأوسط " ( 1 / 118 / 1 ) و قال : " لم يروه عن إبراهيم
إلا ابن مهاجر و لا عنه إلا مسكين تفرد به الحسن " .
قلت : و هو ثقة من رجال مسلم و كذا من فوقه غير إبراهيم بن أبي حرة قال الذهبي
في " الميزان " : " ضعفه الساجي و لكن وثقه ابن معين و أحمد و أبو حاتم و زاد :
لا بأس به , رأى ابن عمر يروي عنه معمر و ابن معين و هو جزري سكن مكة " .
قلت : فالإسناد حسن على أقل الدرجات . و الحديث قال المنذري في " الترغيب " ( 2
/ 133 ) : " رواه الطبراني في " الكبير " و رواته ثقات , و ابن حبان في ( صحيحه
) " . و كذا في " مجمع الزوائد " ( 3 / 286 ) .
قلت : لم يورده الهيثمي في " موارد الظمآن " فالظاهر أنه مما فاته . و نقل
المناوي عن الحافظ ابن حجر أنه قال : " رواته موثقون و في بعضه مقال , لكنه قوي
في المتابعات , و قد جاء عن ابن عباس من وجه آخر مرفوعا " .
( تنبيه ) قوله " بقية " كذا وقع في " المعجم الكبير " بالمثناة التحتانية بعد
القاف و نسخته جيدة مصححة و مقابلة و كذا وقع في " المجمع " و " الجامع الكبير
" ( 2 / 27 / 2 ) و بعض نسخ " الجامع الصغير " . و وقع في " الترغيب " و نسخة
" الجامع الصغير " التي عليها شرح " فيض القدير " و " الفتح الكبير " بلفظ :
" بقبة " بالباء الموحدة و لعل الصواب الأول و كذلك وقع في صلب شرح " الفيض " .
و لبعض الحديث شاهد من حديث أبي ذر مرفوعا بلفظ : " إنها مباركة و هي طعام طعم
و شفاء سقم " . أخرجه الطيالسي ( 457 ) و أحمد ( 5 / 175 ) و مسلم ( 7 / 154 )
و ليس عندهما " و شفاء سقم " . خلافا لمن وهم من الأفاضل !
1057 " المكر و الخديعة في النار " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 46 :
روي من حديث # قيس بن سعد و أنس بن مالك و أبي هريرة و عبد الله بن مسعود
و مجاهد و الحسن # .
1 - أما حديث قيس , فأخرجه ابن عدي في " الكامل " ( 58 / 2 ) من طريق هشام بن
عمار حدثنا جراح بن مليح حدثنا أبو رافع عن قيس بن سعد قال : لولا أني سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( فذكره ) لكنت من أمكر الناس . أورده في
ترجمة الجراح هذا و قال : " لا بأس به و برواياته و له أحاديث صالحة جياد " .
و قال الحافظ في " الفتح " ( 4 / 298 ) بعد ما عزاه لابن عدي : " و إسناده لا
بأس به " . و تابعه الهيثم بن خارجة حدثنا الجراح بن مليح البهراني به . أخرجه
البيهقي في " الشعب " ( 2 / 105 / 2 ) من طريق أحمد بن عبيد بسنده عنه . و أما
قول المناوي : " قال في " الميزان " في سنده لين و ذلك لأن فيه أحمد بن عبيد ,
قال ابن معين : صدوق له مناكير . و الجراح بن مليح قال الدارقطني : ليس بشيء .
و وثقه غيره . و خالف الذهبي , فقال في " الكبائر " : سنده قوي و رواه البزار و
الديلمي عن أبي هريرة , و القضاعي عن ابن مسعود " .
قلت : فيؤخذ عليه أمور :
أولا : أنه ليس في رواية ابن عدي أحمد بن عبيد , و إنما هو في رواية البيهقي في
" الشعب " كما رأيت , و السيوطي , إنما عزاه إليه فقط , فقد فاتته هذه المتابعة
القوية من هشام بن عمار عند ابن عدي .
ثانيا : أن الجراح بن مليح في الحديث هو البهراني الحمصي و ليس هو الذي قال فيه
الدارقطني ما نقله المناوي عنه و إنما ذاك الجراح بن مليح الرؤاسي والد وكيع .
و قد قال الذهبي في الأول : هو أمثل من والد وكيع .
ثالثا : لا مخالفة من الذهبي في تقويته لإسناد الحديث بل ذلك هو الصواب لأنه
ليس في رجاله من ينظر فيه غير الجراح , و قد عرفت قول ابن عدي فيه , و لذا قال
الحافظ فيه في " التقريب " : " صدوق " . و لذلك قوى إسناده في " الفتح " كما
سبق . و أبو رافع هو نفيع بن رافع الصائغ المدني ثقة من رجال الشيخين .
و هشام بن عمار فيه كلام و إن كان من شيوخ البخاري , لكنه قد توبع كما عرفت .
2 - و أما حديث أنس , فأخرجه الحاكم ( 4 / 607 ) عن يزيد بن أبي حبيب عن سنان
ابن سعد عنه . سكت عنه الحاكم و الذهبي , و إسناده حسن , رجاله ثقات رجال
الشيخين غير سنان بن سعد و يقال : سعد بن سنان و هو صدوق كما في " التقريب " .
3 - و أما حديث أبي هريرة , فله عنه طريقان :
الأولى : عن عبيد الله بن أبي حميد عن أبي المليح عنه . أخرجه البزار ( 18 -
زوائده ) و العقيلي في " الضعفاء " ( 268 ) و ابن عدي في " الكامل " ( 236 / 2
) و قال العقيلي : " عبيد الله , قال البخاري : منكر الحديث . و في هذا رواية
من غير هذا الوجه بغير هذا اللفظ , فيها لين أيضا " .
قلت : لعله يشير إلى الطريق الأولى , و قال الحافظ في عبيد الله هذا : " متروك
الحديث " .
و الأخرى : عن إسماعيل بن يزيد : حدثنا هشام بن عبيد الله : حدثنا حكيم بن نافع
: حدثني عطاء الخراساني عنه . أخرجه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 1 / 209 )
في ترجمة إسماعيل هذا , و اسم جده حريث بن مردانبة القطان , و قال : " اختلط
عليه بعض حديثه في آخر أيامه " . و عطاء الخراساني هو ابن أبي مسلم صدوق يهم
كثيرا و يرسل و يدلس . و رواه إسحاق بن راهويه في " مسنده " عن أبي هريرة كما
في " الفتح " .
4 - و أما حديث ابن مسعود , فيأتي الكلام عليه في الحديث الآتي .
5 - و أما حديث مجاهد , فرواه ابن وهب في " الجامع " ( ص 76 ) عن ابن زحر عن
سليمان بن مهران عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره و زاد :
" و الخيانة " و هو مع إرساله ضعيف من أجل ابن زحر و اسمه عبيد الله فإنه واه 6
- و أما حديث الحسن , فقد رواه ابن المبارك في " البر و الصلة " عن عوف عنه قال
: بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره . <1> و هذا إسناد صحيح و
لكنه مرسل أيضا إلا أنه إذا ضم إليه ما قبله من الموصول أخذ به قوة و دل مجموع
ذلك على أن للحديث أصلا, كما قال الحافظ , لاسيما و بعضه حسن لذاته كالحديث
الأول و الثاني و مثلهما حديث ابن مسعود الآتي . فالحديث صحيح قطعا ,
و قد علقه البخاري في " صحيحه " بصيغة الجزم .
--------------------------------------------------
[1] و أورده السيوطي في " الجامع الصغير " من رواية أبي داود في " مراسيله "
بزيادة " و الخيانة " . اهـ .
1058 " من غشنا فليس منا و المكر و الخداع في النار " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 48 :
أخرجه ابن حبان ( 1107 ) و الطبراني في " المعجم الصغير " ( ص 153 ) و " المعجم
الكبير " ( 3 / 69 / 1 ) و أبو نعيم في "الحلية " ( 4 / 188 ) من طرق عن أبي
خليفة الفضل بن الحباب حدثنا عثمان بن الهيثم المؤذن حدثنا أبي عن عاصم عن زر
ابن حبيش عن # عبد الله بن مسعود # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
فذكره .
قلت : و هذا إسناد حسن , على ما بينته في " الروض النضير " ( 641 ) , و " إرواء
الغليل " ( 1307 ) . و الجملة الأولى لها أكثر من شاهد واحد مخرجه في " الإرواء
" . و الجملة الأخرى لها شواهد أيضا كما سبق آنفا , فالحديث بمجموع ذلك صحيح .
و الحمد لله على توفيقه .
1059 " ما في السماء الدنيا موضع قدم إلا عليه ملك ساجد أو قائم , فذلك قول الملائكة
: *( و ما منا إلا له مقام معلوم , و إنا لنحن الصافون , و إنا لنحن المسبحون
)* " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 49 :
أخرجه ابن نصر في " الصلاة " ( 44 / 1 ) عن أبي معاذ الفضل بن خالد النحوي قال
: حدثنا عبيد بن سليمان الباهلي قال : سمعت الضحاك بن مزاحم يحدث عن مسروق بن
الأجدع عن # عائشة # رضي الله عنها أنها قالت : " قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم فذكره .
قلت : و هذا إسناد حسن في الشواهد , رجاله ثقات غير الفضل هذا , فقد ترجمه ابن
أبي حاتم ( 3 / 2 / 61 ) من رواية ثقتين عنه و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا .
ثم روى من طريق مسلم بن صبيح عن أبي الضحى عن مسروق عن عبد الله بن مسعود رضي
الله عنه قال : فذكره موقوفا عليه باختصار و هو في حكم المرفوع و إسناده صحيح .
1060 " هل تسمعون ما أسمع ? قالوا : ما نسمع من شيء . قال : إني لأسمع أطيط السماء ,
و ما تلام أن تئط و ما فيها موضع شبر إلا و عليه ملك ساجد أو قائم " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 49 :
أخرجه ابن نصر في " الصلاة " ( 43 / 2 ) عن صفوان بن محرز عن # حكيم بن حزام #
رضي الله عنه قال : " بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أصحابه رضي الله
عنهم إذ قال لهم ... " فذكره .
قلت : و هذا إسناد صحيح , رجاله كلهم ثقات . ثم أخرج له شاهدا من حديث عائشة
مرفوعا نحوه , و ثانيا عن ابن مسعود موقوفا , و قد خرجتهما آنفا , و ثالثا من
حديث أبي ذر , و في متنه زيادة , و قد خرجته في " المشكاة " ( 5347 ) .
1061 " كان إذا صلى همس , فقال : أفطنتم لذلك ? إني ذكرت نبيا من الأنبياء أعطي
جنودا من قومه , فقال : من يكافئ هؤلاء أو من يقاتل هؤلاء ? أو كلمة شبهها ,
فأوحى الله إليه أن اختر لقومك إحدى ثلاث : أن أسلط عليهم عدوهم أو الجوع أو
الموت , فاستشار قومه في ذلك ? فقالوا : نكل ذلك إليك أنت نبي الله , فقام فصلى
و كانوا إذا فزعوا , فزعوا إلى الصلاة , فقال : يا رب أما الجوع أو العدو , فلا
و لكن الموت , فسلط عليهم الموت ثلاثة أيام , فمات منهم سبعون ألفا , فهمسي
الذي ترون أني أقول : اللهم بك أقاتل و بك أصاول و لا حول و لا قوة إلا بك " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 50 :
أخرجه ابن نصر في " الصلاة " ( 35 / 2 ) : حدثنا إسحاق بن إبراهيم أنبأنا أبو
أسامة حدثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت البناني عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن
# صهيب # قال : فذكره .
قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين . و أخرجه الإمام أحمد ( 4 / 333 , 6 /
16 ) من طريقين آخرين عن سليمان بن المغيرة به , و من طريق حماد بن سلمة :
حدثنا ثابت به نحوه و فيه أن الصلاة هي صلاة الفجر و أن الهمس كان بعدها و في
أيام حنين . و روى منه الدارمي ( 2 / 217 ) قوله : اللهم بك أحاول و بك أصاول
و بك أقاتل " . و سندهما صحيح على شرط مسلم .
1062 " إذا قام أحدكم ـ أو قال الرجل ـ في صلاته يقبل الله عليه بوجهه , فلا يبزقن
أحدكم في قبلته و لا يبزقن عن يمينه , فإن كاتب الحسنات عن يمينه و لكن ليبزقن
عن يساره " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 51 :
أخرج ابن نصر في " الصلاة " ( 24 / 1 ) : حدثنا محمد بن يحيى حدثنا الحجاج عن
حماد عن حماد عن ربعي بن خراش أن شيث بن ربعي بزق في قبلته , فقال # حذيفة # :
إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .
قلت : و هذا إسناد صحيح , رجاله ثقات رجال الشيخين , و حماد الأول هو ابن زيد ,
و حماد الراوي عنه هو ابن أسامة أبو أسامة الكوفي .
1063 " إذا خرج المسلم إلى المسجد كتب الله له بكل خطوة خطاها حسنة و محى عنه بها
سيئة حتى يأتي مقامه " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 51 :
أخرجه ابن نصر في " الصلاة " ( 19 / 2 ) من طريق موسى بن يعقوب قال : حدثني
عباد بن أبي صالح السمان مولى جويرية بنت الأخفش الغطفاني أنه سمع أباه يقول :
سمعت # أبا هريرة # يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : و هذا إسناد حسن رجاله ثقات رجل مسلم غير موسى بن يعقوب - و هو الزمعي -
صدوق فيه ضعف . و عباد اسمه عبد الله . ثم أخرجه من طريق الأعمش عن أبي صالح به
نحوه . و من طريق إبراهيم بن أبي أسيد عن جده عن أبي هريرة نحوه , و زاد :
" حتى إذا انتهى إلى المسجد كانت صلاته نافلة " .
1064 " لا تديموا النظر إلى المجذومين " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 51 :
أخرجه البخاري في " التاريخ الكبير " ( 1 / 1 / 138 ) و ابن ماجه ( 2 / 364 )
و أحمد ( 1 / 233 ) و ابن أبي شيبة في " الأدب " ( 1 / 156 / 1 ) و ابن معين في
" حديثه " ( 9 / 2 ) و الحربي في " الغريب " ( 5 / 82 / 1 ) عن عبد الله بن
سعيد بن أبي هند عن محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان عن أمه فاطمة بنت الحسين
عن # ابن عباس # مرفوعا به . ( انظر الاستدراك رقم 51 / 22 ) . و هذا إسناد حسن
إن شاء الله تعالى , رجاله ثقات غير محمد بن عبد الله هذا , وثقه النسائي ,
و قال مرة : " ليس بالقوي " . و قال البخاري : " لا يكاد يتابع في حديثه " .
و قال الحافظ : في " التقريب " إنه " صدوق " و هذا لا يتفق مع قوله في " الفتح
" ( 10 / 130 ) : " أخرجه ابن ماجه و سنده ضعيف " . و قد تابعه ابن أبي الزناد
عن محمد بن عبد الله به . أخرجه ابن ماجه و الطيالسي ( رقم 1601 ) و لوين في "
أحاديثه " ( 26 / 1 ) و ابن وهب في " الجامع " ( ص 106 ) و أبو القاسم الهمداني
في " الفوائد " ( 1 / 199 / 1 ) و الضياء في " المختارة " ( 67 / 103 / 2 ) .
و أورده الهيثمي في " المجمع " ( 5 / 101 ) و قال : " رواه الطبراني و فيه ابن
لهيعة و حديثه حسن و بقية رجاله ثقات " . و كأنه ذهل عن كونه في " سنن ابن ماجه
" و لعله عند الطبراني من طريق أخرى فلذلك أورده . و الله أعلم . ثم تأكدت من
ذلك كما يأتي . و له شاهد أخرجه عبد الله بن الإمام أحمد في " زوائد المسند "
( 1 / 78 ) و أبو يعلى في " مسنده " ( 317 / 2 ) و ابن عساكر في " تاريخ دمشق "
( 19 / 247 / 1 ) عن الفرج بن فضالة عن عبد الله بن عامر عن عبد الله بن عمرو
ابن عثمان عن أمه فاطمة بنت حسين عن حسين عن أبيه علي بن أبي طالب به . <1>
و هذا سند ضعيف , الفرج بن فضالة و شيخه عبد الله - و هو الأسلمي - ضعيفان كما
في " التقريب " و في " المجمع " : " رواه عبد الله بن أحمد , و فيه الفرج بن
فضالة وثقه أحمد و غيره و ضعفه النسائي و غيره و بقية رجاله ثقات إن لم يكن سقط
من الإسناد أحد " . و خالفه في إسناده حسين بن علي بن حسين فقال : حدثتني فاطمة
بنت الحسين عن أبيها عن النبي صلى الله عليه وسلم به . علقه البخاري في
" التاريخ الصغير " ( ص 170 ) فقال : " و قال ابن المبارك : عن حسين .... "
و وصله الطبراني في " المعجم الكبير " ( 1 / 140 / 2 ) من طريق يحيى الحماني
قال : حدثنا ابن المبارك به . و الحماني ضعيف لسوء حفظه , فأصح الطرق هي الطريق
الأولى من رواية محمد بن عبد الله بسنده عن ابن عباس , و لذلك قال الضياء
المقدسي : " و هي أولى " .
قلت : و يرجحه رواية ابن لهيعة عن عمرو بن دينار عن ابن عباس به . أخرجه
الطبراني في " الكبير " ( 3 / 113 / 1 ) . و رجاله ثقات غير ابن لهيعة فإنه
ضعيف لسوء حفظه , فحديثه حسن في الشواهد و المتابعات . و للحديث شاهد من حديث
معاذ بن جبل مرفوعا به رواه الطبراني في " الكبير " و " الأوسط " بنحوه عن شيخه
الوليد بن حماد الرملي . قال الهيثمي : " و لم أعرفه و بقية رجاله ثقات " .
قلت : و بالجملة فالحديث بمجموع طرقه و شواهده صحيح . و الله أعلم .
-----------------------------------------------------------
[1] و زاد " و إذا كلمتموهم , فليكن بينكم و بينهم قيد رمح " . و لهذه الزيادة
شاهد و لكنه أشد ضعفا منها , فراجع الكتاب الآخر ( 1960 ) . اهـ .
1065 " من ردته الطيرة , فقد قارف الشرك " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 53 :
رواه ابن وهب في " الجامع " ( ص 110 ) قال :
1 - حدثني ابن لهيعة عن عياش بن عباس عن أبي الحصين عن # فضالة بن عبيد
الأنصاري # صاحب النبي صلى الله عليه وسلم , أنه قال : فذكره .
2 - و أخبر به الليث بن سعد بن عياش بن عباس عن عمران بن عبد الرحمن بن شرحبيل
ابن حسنة عن أبي خراش الحميري عن فضالة بن عبيد .
3 - و أخبرني ابن لهيعة عن عبد الله بن هبيرة عن أبي عبد الرحمن المعافري عن
# عبد الله بن عمرو بن العاص # بنحو ذلك .
قلت : فهذه أسانيد ثلاثة فالأول منها و الثالث صحيح , رجالهما كلهم ثقات .
و أبو الحصين اسمه الهيثم بن شفي المصري . و ظاهرها الوقف و لكن الثالث قد
أخرجه ابن السني في " عمل اليوم و الليلة " ( 287 ) من طريق ابن وهب به مرفوعا
و زاد : " قالوا : و ما كفارة ذلك يا رسول الله ? قال : يقول أحدهم : " اللهم
لا طير إلا طيرك و لا خير إلا خيرك و لا إله غيرك " . و كذلك أخرجه أحمد ( 2 /
220 ) حدثنا حسن حدثنا ابن لهيعة به . قال الهيثمي في " المجمع " ( 5 / 105 ) :
" رواه أحمد و الطبراني و فيه ابن لهيعة و حديثه حسن و فيه ضعف و بقية رجاله
ثقات " .
قلت : الضعف الذي في حديث ابن لهيعة إنما هو في غير رواية العبادلة عنه و إلا
فحديثهم عنه صحيح كما حققه أهل العلم في ترجمته , و منهم عبد الله ابن وهب و قد
رواه عنه كما رأيت و ذلك من فوائد هذا الكتاب , و الحمد لله الذي به تتم
الصالحات .
قلت : فينبغي أنه ينبه على ذلك في التعليق على " فتح المجيد " حيث عزا الحديث
لأحمد , ثم أعله بابن لهيعة , فأوهم ضعف الحديث ! و أما الإسناد الثاني فضعيف
لأن عمران بن عبد الرحمن بن شرحبيل و أبا خراش الحميري ترجمهما ابن أبي حاتم
( 2 / 1 / 301 ) و ( 4 / 2 / 367 ) و لم يذكر فيهما جرحا و لا تعديلا .
و للحديث شاهد من حديث رويفع بن ثابت مرفوعا . قال الهيثمي في " المجمع "
( 5 / 105 ) : " رواه البزار و فيه سعيد بن أسد بن موسى روى عنه أبو زرعة
الرازي و لم يضعفه أحد و شيخه البزار إبراهيم غير منسوب و بقية رجاله ثقات " .
قلت : أبو زرعة لا يروي إلا عن ثقة كما في " اللسان " ( 2 / 416 ) و حديث رويفع
أورده ابن أبي حاتم في " العلل " ( 2 / 282 ) من رواية إدريس بن يحيى عن عبد
الله بن عياش القتباني عن أبيه عن شييم بن بيتان عن شيبان بن أمية عن رويفع بن
ثابت به . و قال : " قال أبي : هذا حديث منكر " .
قلت : و شيبان هذا مجهول كما في " التقريب " , فلعل البزار رواه من غير طريقه .
و الله أعلم . ثم وقفت على إسناد البزار في "زوائده " للحافظ الهيثمي ثم ابن
حجر , فقال البزار ( ص 167 - 168 ) : حدثنا إبراهيم - هو ابن الجنيد - حدثنا
سعيد بن أسد بن موسى حدثنا إدريس بن يحيى الخولاني حدثنا عبد الله بن عياش - هو
ابن عباس القتباني - عن أبيه عن شييم بن ( قتبان عن شيبان بن ) أمية عن رويفع
ابن ثابت به . و قال البزار : " لا نعلم رواه بهذا اللفظ إلا رويفع و لا يروى
إلا بهذا اللفظ " . قال الهيثمي عقبه أو ابن حجر : " قلت : هو إسناد حسن " !
كذا قال و فيه جهالة شيبان كما علمت و قد سقط اسمه من الناسخ كما سقط غيره مما
وضعناه بين المعكوفتين . و إبراهيم بن الجنيد الظاهر أنه الختلي البغدادي الثقة
. أنظر " لسان الميزان " لابن حجر .
1066 " أعرضوا علي رقاكم , لا بأس بالرقى ما لم يكن فيه شرك " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 55 :
أخرجه ابن وهب في " الجامع " ( 119 ) و عنه مسلم في " صحيحه " ( 7 / 19 )
و كذا أبو داود ( 3886 ) عن معاوية بن صالح عن عبد الرحمن بن جبير عن أبيه عن
# عوف بن مالك الأشجعي # قال : " كنا نرقي في الجاهلية , فقلنا : يا رسول الله
كيف ترى في ذلك ? فقال : " فذكره . و تابعه عبد الله بن صالح حدثني معاوية به .
أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير " ( 4 / 1 / 56 ) .
1067 " تخيروا لنطفكم , فانكحوا الأكفاء و أنكحوا إليهم " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 56 :
أخرجه ابن ماجه ( 1 / 706 ) و ابن عدي في الكامل " ( 64 / 1 ) و الدارقطني
( 416 ) و الحاكم ( 2 / 163 ) و الخطيب ( 1 / 264 ) من طريق الحارث بن عمران
الجعفري عن هشام بن عروة عن أبيه عن # عائشة # مرفوعا . ثم رواه الحاكم من طريق
عكرمة بن إبراهيم عن هشام بن عروة به مثله . و قال : " صحيح الإسناد " .
و تعقبه الذهبي بقوله : " قلت الحارث متهم و عكرمة ضعفوه " .
قلت : و من طريق الأول ذكره ابن أبي حاتم في " العلل " ( 1 / 403 و 404 ) و قال
:" قال أبي : الحديث ليس له أصل و قد رواه مندل أيضا , ثم قال : قال أبي :
الحارث ضعيف الحديث , و هذا حديث منكر " .
قلت : و ذكره الخطيب من طرق أخرى عن هشام به ثم قال : " و كل طرقه واهية . قال
: و رواه أبو المقدام هشام بن زياد عن هشام بن عروة عن أبيه عن النبي صلى الله
عليه وسلم مرسلا و هو أشبه بالصواب " .
و قال الحافظ في التلخيص ( 3 / 146 ) : " و مداره على أناس ضعفاء رووه عن هشام
أمثلهم : صالح بن موسى الطلحي و الحارث بن عمران الجعفري و هو حسن " .
و قال في " الفتح " ( 9 / 102 ) : " و أخرجه أبو نعيم من حديث عمر أيضا و في
إسناده مقال , و يقوى أحد الإسنادين بالآخر " .
و روي الحديث بزيادة فيه منكرة أوردته من أجلها في " الضعيفة " ( 5041 ) .
ثم رأيت له متابعا آخر أخرجه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 5 / 120 / 2 ) من
طرق عن أبي بكر أحمد بن القاسم أنبأنا أبو زرعة أخبرنا أبو النضر أخبرنا الحكم
ابن هشام حدثني هشام بن عروة به .
قلت : و هذا إسناد صحيح , رجاله كلهم ثقات من رجال " التهذيب " غير أحمد بن
القاسم و هو التميمي ترجمه ابن عساكر ( 2 / 42 / 2 ) و روى عن عبد العزيز
الكناني أنه قال فيه : " كان ثقة مأمونا " . و في الحكم بن هشام و أبي النضر
و اسمه إسحاق بن إبراهيم بن يزيد الدمشقي كلام لا يضر , و قد قال الحافظ في كل
منهما : " صدوق " زاد في الثاني " ضعف بلا مستند " . فالحديث بمجموع هذه
المتابعات و الطرق و حديث عمر رضي الله عنه صحيح بلا ريب .
و لكن يجب أن نعلم أن الكفاءة إنما هي في الدين و الخلق فقط .
1068 " موقف ساعة في سبيل الله خير من قيام ليلة القدر عند الحجر الأسود " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 57 :
رواه عباس الترقفي في " حديثه " ( 41 / 2 ) أخبرنا أبو عبد الرحمن ( يعني عبد
الله بن يزيد المقري ) حدثنا سعيد ( يعني ابن أبي أيوب ) أخبرنا محمد بن عبد
الرحمن أبو الأسود عن مجاهد عن # أبي هريرة # أنه كان في الرباط , ففزعوا ,
فخرجوا إلى الساحل , ثم قيل : لا بأس , فانصرف الناس و أبو هريرة واقف , فمر به
إنسان , فقال : ما يوقفك يا أبا هريرة ? فقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول : فذكره . و من طريق الترقفي رواه ابن حبان ( 1583 ) و الحافظ ابن
عساكر في " أربعين الجهاد " ( الحديث 18 ) .
قلت : و هذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات معروفون , نعم قد قيل : إن مجاهد لم
يسمع من أبي هريرة , هكذا حكاه في " التهذيب " بصيغة التمريض : " قيل " و هذا
هو الصواب , فقد وجدت تصريح مجاهد بسماعه من أبي هريرة في " سنن البيهقي " ( 7
/ 270 ) بسند صحيح عنه . و أخرجه البخاري في " التاريخ الكبير " ( 4 / 2 / 408
/ 3507 ) في ترجمة يونس بن غياث عن أبي هريرة هكذا ذكره بدون إسناد , ثم قال :
و رواه أصبغ عن ابن وهب قال : أخبرني سعيد بن أبي أيوب عن محمد بن عبد الرحمن
عن يونس بن يحيى " .
1069 " إن هذه الحبة السوداء شفاء من كل داء إلا السام " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 58 :
أخرجه الطيالسي ( رقم 2460 ) و أحمد ( 2 / 468 و 538 ) من طريق شعبة عن قتادة
قال : سمعت هلالا المزني أو المازني يحدث عن # أبي هريرة # مرفوعا . و هذا
إسناد صحيح رجاله ثقات رجال الستة غير هلال هذا و هو ابن يزيد أبو مصعب البصري
روى عنه أيضا سعيد الجريري و يحيى بن يعمر . و ذكره ابن حبان في الثقات و قال :
" روى عنه أهل البصرة " كما في التعجيل . و للحديث طرق أخرى تقدم ذكر بعضها
برقم ( 859 ) . و له شاهد من حديث عائشة بهذا اللفظ . أخرجه البخاري ( 10 / 117
) و ابن ماجه ( 2 / 342 - 343 ) عن خالد بن سعيد قال : خرجنا و معنا غالب بن
أبجر , فمرض في الطريق , فقدمنا المدينة و هو مريض , فعاده ابن أبي عتيق ,
فقال لنا : عليكم بهذه الحبيبة السوداء فخذوا منها خمسا أو سبعا فاسحقوها , ثم
أقطروها في أنفه بقطرات زيت في هذا الجانب , و في هذا الجانب , فإن عائشة رضي
الله عنها حدثتني أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : فذكرته .
1070 " إن هذه الحشوش محتضرة , فإذا أتى أحدكم الخلاء فليقل : أعوذ بالله من الخبث
و الخبائث " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 58 :
أخرجه أبو داود ( 1 / 3 ) و ابن ماجة ( 1 / 127 ) و ابن حبان ( 126 ) و البيهقي
( 1 / 96 ) و الطيالسي ( رقم 679 ) و أحمد ( 4 / 369 - 373 ) من طريق شعبة عن
قتادة سمع النضر بن أنس عن # زيد بن أرقم # مرفوعا . و هذا إسناد صحيح على شرط
الشيخين و إن أعله بعضهم كما يأتي . و لقتادة فيه إسناد آخر رواه سعيد بن أبي
عروبة عنه عن القاسم بن عوف الشيباني عن زيد بن أرقم به . أخرجه ابن ماجة و ابن
حبان ( 126 ) و البيهقي و أحمد . و هذا إسناد صحيح على شرط مسلم .
و الحديث أشار إليه الترمذي ( 1 / 11 ) و أعله بقوله : " في إسناده اضطراب " ,
روى هشام الدستوائي و سعيد بن أبي عروبة عن قتادة , فقال سعيد : عن القاسم بن
عوف الشيباني عن زيد بن أرقم , و قال هشام الدستوائي عن قتادة عن زيد بن أرقم ,
و رواه شعبة و معمر عن قتادة عن النضر بن أنس فقال شعبة : عن زيد بن أرقم و قال
معمر عن النضر بن أنس عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم . قال الترمذي :
سألت محمدا ( يعني البخاري ) عن هذا فقال : يحتمل أن يكون قتادة , روى عنهما
جميعا " .
قلت : و هذا الذي ذكره البخاري رحمه الله هو الذي نجزم به مطمئنين أن قتادة
رواه عن النضر بن أنس و عن القاسم بن عوف الشيباني كلاهما عن زيد بن أرقم و ذلك
لأن قتادة ثقة حافظ ثبت , فمثله جائز أن يكون له في الحديث إسنادان فأكثر ,
فإذا كان الأمر كذلك فلا نرى إعلال الحديث بأمر جائز الوقوع بل هو واقع في كثير
من الأحاديث كما يشهد بذلك من له ممارسة بهذا الشأن . على أننا لا نسلم الحكم
على الحديث بالاضطراب لمجرد الاختلاف المذكور لأن شرط المضطرب من الحديث أن
تستوي الروايات بحيث لا يترجح بعضها على بعض , بوجه من وجوه الترجيح , كحفظ
راويها أو ضبطه أو كثرة صحبته , أو غير ذلك من الوجوه . فإذا ترجح لدينا إحدى
الروايات على الأخرى فالحكم لها و لا يطلق عليه حينئذ وصف الإضطراب أو على
الأقل ليس له حكمه كما ذكر ابن الصلاح في المقدمة , و الترجيح - إذا كان لابد
منه - في هذا الحديث واضح , و ذلك أن سعيد بن أبي عروبة و هشام الدستوائي أثبت
الناس في قتادة كما قال ابن أبي خيثمة و غيره , ثم رواية الأول مقدمة هنا على
رواية هشام لما فيها من الزيادة في الإسناد , و الزيادة من الثقة واجب قبولها .
على أن أبا داود الطيالسي , قال في سعيد : كان أحفظ أصحاب قتادة . و قد صرح
الإمام أحمد في رواية معمر التي ذكرها الترمذي أنها وهم كما في " سنن البيهقي "
. و قتادة بصري و فيما حدث معمر - و هو ابن راشد - بالبصرة شيء من الضعف كما
ذكر الحافظ في " التقريب " . فلم يبق ما يستحق المعارضة إلا رواية شعبة . و هو
ثقة حافظ متقن و لذلك يترجح عندي ثبوت روايته مع رواية سعيد و إلا فرواية سعيد
مقدمة عليه لما ذكرنا . و الله سبحانه و تعالى أعلم .
ثم رأيت الحاكم أخرج الحديث في " المستدرك " ( 1 / 187 ) من الوجهين عن شعبة
و عن سعيد , ثم قال : كلا الإسنادين من شرط الصحيح , و وافقه الذهبي . و قد
رواه بعض الضعفاء عن قتادة على وجه آخر بلفظ آخر فانظره في " الضعيفة " ( 5042
) .
1071 " كان إذا أراد حاجة لا يرفع ثوبه حتى يدنو من الأرض " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 60 :
أخرجه أبو داود ( 1 / 3 - 4 ) و عنه البيهقي ( 1 / 96 ) عن وكيع عن الأعمش عن
رجل عن # ابن عمر # مرفوعا . و هذا إسناد ضعيف لجهالة الرجل . ثم أخرجه أبو
داود و كذا الترمذي ( 1 / 21 ) و الدارمي ( 1 / 171 ) من طريقين عن عبد السلام
ابن حرب الملائي عن الأعمش عن أنس بن مالك به . و كذلك أخرجه البيهقي . و قال
أبو داود عقبه : " و هو ضعيف " . و قد أفصح الترمذي عن علته فقال : " و كلا
الحديثين مركب , و يقال : لم يسمع الأعمش من أنس و لا من أحد من أصحاب النبي
صلى الله عليه وسلم , و قد نظر إلى أنس بن مالك قال : رأيته يصلي , فذكر عنه
حكاية في الصلاة " . قال المنذري : " و ذكر أبو نعيم الأصبهاني أن الأعمش رأى
أنس بن مالك و ابن أبي أوفى و سمع منهما , و الذي قاله الترمذي هو المشهور " .
و قد جاء الحديث موصولا عند البيهقي من طريق أبي بكر الإسماعيلي : حدثنا عبد
الله بن محمد بن مسلم - من أصل كتابه - : حدثنا أحمد بن أبي رجاء المصيصي - شيخ
جليل - : حدثنا وكيع حدثنا الأعمش عن القاسم بن محمد عن ابن عمر مرفوعا بلفظ :
( كان إذا أراد الحاجة تنحى و لا يرفع ثيابه حتى يدنو من الأرض ) و المصيصي هذا
هو ابن عبيد الله بن أبي رجاء , قال النسائي : " لا بأس به " . و قال مرة :
" ثقة " , و ذكره ابن حبان في الثقات " . و أما عبد الله بن محمد بن مسلم فهو
أبو بكر الإسفرائيني الحافظ الحجة له ترجمة في " تذكرة الحفاظ " مات سنة ( 318
) . و أبو بكر الإسماعيلي هو صاحب المستخرج على " الصحيح " و هو أشهر من أن
يذكر , و اسمه أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل بن عباس بن مرداس , له ترجمة أيضا في
" التذكرة " ( 3 / 149 - 151 ) و في " الأنساب " للسمعاني , فقد صح الحديث
موصولا بإسناد صحيح , فإن القاسم بن محمد هو ابن أبي بكر الصديق و هو ثقة حجة .
و هذه فائدة عزيزة . و لابن عمر حديث آخر , و هو : " كان يذهب لحاجته إلى
المغمس . قال نافع : " المغمس " ميلين أو ثلاثة من مكة " .
1072 " كان يذهب لحاجته إلى المغمس . قال نافع : " المغمس " ميلين أو ثلاثة من مكة "
.
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 61 :
صحيح . رواه السراج في " الثاني " من " الأول " من " مسنده " ( 20 / 2 ) :
حدثنا محمد بن سهل بن عسكر حدثنا ابن أبي مريم حدثنا نافع بن عمر عن عمرو بن
دينار عن # ابن عمر # مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط مسلم , و أورده عبد الحق الإشبيلي في " كتاب
التهجد " ( 3 / 1 ) و قال : " و هو حديث صحيح ذكره أبو جعفر الطبري " : و سكت
عليه في " الأحكام الكبرى " ( رقم 159 ) و رواه ابن السكن أيضا في " سننه " كما
في " معجم البلدان " , و ذكر أن ( المغمس ) على ثلثي فرسخ من مكة و أنه مكان
مستور إما بهضاب و إما بعضاه .
1073 " تفتح أبواب السماء نصف الليل , فينادي مناد : هل من داع فيستجاب له , هل من
سائل فيعطى , هل من مكروب فيفرج عنه , فلا يبقى مسلم يدعو بدعوة إلا استجاب
الله عز وجل له إلا زانية تسعى بفرجها أو عشارا " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 62 :
أخرجه الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 88 / 2 - زوائد المعجمين ) : حدثنا إبراهيم
حدثنا عبد الرحمن بن سلام حدثنا داود بن عبد الرحمن العطار عن هشام بن حسان عن
محمد بن سيرين عن # عثمان بن أبي العاص الثقفي # عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال : فذكره و قال : " لم يروه عن هشام إلا داود , تفرد به عبد الرحمن " .
قلت : و هو ثقة من شيوخ مسلم , و من فوقه ثقات من رجال الشيخين و إبراهيم شيخ
الطبراني هو ابن هاشم أبو إسحاق البيع البغوي و هو ثقة . فالإسناد صحيح .
( تنبيه ) عزاه السيوطي في " الجامع الصغير " و " الكبير " ( 1 / 408 / 2 )
و تبعه في " الفتح الكبير " ( 2 / 33 ) للطبراني في " المعجم الكبير " و هو خطأ
و صوابه " المعجم الأوسط " كما سبق , و على الصواب عزاه الحافظ الهيثمي في
" مجمع الزوائد " ( 3 / 88 ) تبعا للمنذري في " الترغيب " ( 1 / 279 ) . إلى أن
الهيثمي وقع منه خطأ أفحش , فقد أورد الحديث بثلاث روايات هذا أحدها عزا الأولى
لأحمد و كبير الطبراني , و هذه لـ " المعجم الأوسط " و الأخرى لـ " الكبير " .
ثم قال : " و رجال أحمد رجال الصحيح إلا أن فيه علي بن زيد و فيه كلام و قد وثق
و لهذا الحديث طرق تأتي فيما يناسبها إن شاء الله " .
قلت : و وجه الخطأ ظاهر و هو ظنه أن ابن زيد هذا في إسناد " الأوسط " أيضا
و ليس كذلك كما يتبين بأدنى تأمل في إسناده السابق الذكر . و قد وقع المناوي
أيضا فيما يشبه هذا الخطأ , فقد نقل كلام الهيثمي المذكور تحت هذا الحديث الذي
عزاه السيوطي لكبير الطبراني سهوا و أقره عليه , فهو خطأ على خطأ , و المعصوم
من عصمه الله . و أما الروايتان الأخريان , ففيهما حقا ابن زيد و هو ابن جدعان
و هو ضعيف و لذلك أوردتهما في الكتاب الآخر ( 1962 / 1963 ) .
1074 " يضحك الله إلى رجلين يقتل أحدهما الآخر كلاهما في الجنة , يقاتل هذا في سبيل
الله عز وجل فيستشهد , ثم يتوب الله على القاتل فيسلم , فيقاتل في سبيل الله
عز وجل فيستشهد " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 63 :
أخرجه مالك ( 2 / 17 ) و عنه البخاري ( 3 / 210 ) و النسائي ( 2 / 63 )
و البيهقي في " الأسماء و الصفات " ( ص 467 ) ثلاثتهم عن مالك و مسلم
( 6 / 40 ) و اللفظ له و ابن خزيمة في " التوحيد " ( ص 152 ) من حديث الأعمش عن
# أبي هريرة # مرفوعا . و له عند مسلم و البيهقي طريق أخرى عنه , و ستأتي بإذن
الله بلفظ " إن الله يضحك " رقم ( 2525 ) .
1075 " يكون من بعدي اثنا عشر أميرا كلهم من قريش " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 63 :
أخرجه الترمذي ( 2 / 35 ) و أحمد ( 5 / 90 و 92 و 95 و 99 و 108 ) من طريق سماك
ابن حرب قال : سمعت # جابر بن سمرة # قال : فذكره مرفوعا . و قال : " حديث حسن
صحيح " . و قد تابعه عبد الملك بن عمير سمعت جابر بن سمرة به . أخرجه البخاري
( 13 / 179 ) و أحمد ( 5 / 93 ) من طريق شعبة عنه . و له طريق أخرى بلفظ : "
يكون بعدي اثنا عشر خليفة كلهم من قريش , ثم رجع إلى منزله فأتته قريش فقالوا :
ثم يكون ماذا ? قال : ثم يكون الهرج " . أخرجه أبو داود ( 2 / 207 ) و أحمد ( 5
/ 92 ) عن زهير حدثنا زياد بن خيثمة حدثنا الأسود بن سعيد الهمداني عن جابر بن
سمرة . و هذا إسناد حسن رجاله ثقات رجال مسلم غير الأسود هذا و هو صدوق كما في
" التقريب " و " الخلاصة " .
1076 " إن الله خلق خلقه في ظلمة و ألقى عليهم من نوره , فمن أصابه من ذلك النور
اهتدى به و من أخطأه ضل " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 64 :
أخرجه الآجري في " الشريعة " ( ص 175 ) قال : أخبرنا الفريابي قال : حدثنا عبد
الرحمن بن إبراهيم الدمشقي قال : حدثنا الوليد بن مسلم قال : حدثنا الأوزاعي
قال : حدثنا ربيعة بن يزيد عن عبد الله بن الديلمي عن # عبد الله ابن عمرو بن
العاص # قال : فذكره مرفوعا و زاد في آخره : " قال عبد الله بن عمرو : فلذلك
أقول : جف القلم بما هو كائن " . و تابعه ابن المبارك عن الأوزاعي به .
أخرجه ابن حبان ( 1812 ) . و تابعه عنده معاوية بن صالح عن ربيعة بن يزيد به .
و تابعه أيضا أبو إسحاق الفزاري . أخرجه الحاكم ( 1 / 30 ) و قال : " صحيح "
و وافقه الذهبي .
قلت : و إسناده صحيح رجاله كلهم ثقات . و له عند الآجري و الترمذي ( 2 / 107 )
و أحمد ( 2 / 176 و 197 ) طرق أخرى عن ابن الديلمي .
1077 " إن الله خلق آدم على صورته و طوله ستون ذراعا " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 64 :
أخرجه أحمد ( 2 / 323 ) : حدثنا أبو عامر حدثنا المغيرة بن عبد الرحمن عن أبي
الزناد عن موسى بن أبي عثمان عن أبيه عن # أبي هريرة # مرفوعا . و هذا سند ضعيف
من أجل موسى بن أبي عثمان و أبيه , فإنهما في عداد المجهولين و في " التقريب "
أنهما مقبولان يعني إذا توبعا و هذا الحديث مما لم ينفردا به , فقد رواه همام
ابن منبه عن أبي هريرة بلفظ أتم منه مضى برقم ( 450 ) . و رواه أسامة بن زيد عن
سعيد المقبري عن أبي هريرة مرفوعا بالشطر الأول فقط . أخرجه عبد الله بن الإمام
أحمد في " كتاب السنة " ( ص 186 ) و سنده حسن و الحديث بطرقه صحيح .
1078 " إن طرف صاحب الصور منذ وكل به مستعد ينظر نحو العرش مخافة أن يؤمر قبل أن
يرتد إليه طرفه كأن عينيه كوكبان دريان " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 65 :
أخرجه الحاكم ( 4 / 558 - 559 ) من طريق محمد بن هشام بن ملاس النمري حدثنا
مروان بن معاوية الفزاري عن عبيد الله بن عبد الله بن الأصم حدثنا يزيد بن
الأصم عن # أبي هريرة # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره . و قال
: " صحيح الإسناد " , و وافقه الذهبي و زاد : " على شرط مسلم " !
قلت : أصاب الحاكم و أخطأ الذهبي , فإن الفزاري من رجال مسلم لا من شيوخه و ابن
ملاس لم يخرج له مسلم أصلا و هو صدوق كما قال ابن أبي حاتم ( 1 / 4 / 116 ) ,
فليس على شرط مسلم إذن .
و حسنه في الفتح ( 11 / 368 ) و بيانه أن الحاكم رحمه الله جرى في كتابه "
المستدرك على الصحيحين " على تصحيح السند على شرط الشيخين أو أحدهما اعتبار من
شيخهما أو أحدهما , بمعنى أن رجال الحاكم إلى الشيخ يكونون ثقات و سنده إليه
عنده على الأقل يكون صحيحا و لكن ليس على شرطيهما لأنهم دونهما في الطبقة بداهة
, فإذا أردنا أن نجاري الحاكم على هذا الاصطلاح فلابد من أن ينتهى سند الحديث
إلى شيخ البخاري و مسلم أو أحدهما ليصح القول بأنه على شرطهما , فإذا كان السند
الذي هو على شرط مسلم مثلا كما هنا انتهى إلى راو من رواة مسلم هو شيخ الراوي
الذي هو من طبقة شيوخ مسلم و ليس شيخه فعلا كما هو الحال في ابن ملاس هذا , ففي
هذه الحالة لا يصح أن يقال بأنه على شرط مسلم .
و لعله مما يزيد الأمر وضوحا أنه إذا فرضنا أن إسنادا للحاكم انتهى إلى سعيد بن
المسيب عن أبي هريرة و معلوم أن سعيدا و أبا هريرة من رجالهما و لكن إسناد
الحاكم إلى سعيد ليس على شرط الشيخين أي لم يخرجا لرجاله في صحيحيهما ففي هذه
الحالة يقال : " إسناده صحيح " و لا يزاد عليه فيقال " على شرطهما " حتى يكون
آخر الرجال في السند من شيوخهما . و لعلك تنبهت مما سبق أنه لابد لطالب هذا
العلم من ملاحظة كون السند من الحاكم إلى شيخ الشيخين في نفسه صحيحا أيضا , فقد
لاحظنا في كثير من الأحيان تخلف هذا الشرط , و الطالب المبتدئ في هذا العلم لا
يخطر في باله في مثل هذه الحالة الكشف عن ترجمة شيخ الحاكم مثلا أو الذي فوقه
و لو فعل لوجد أنه ممن لا يحتج به و حينئذ فلا فائدة في قول الحاكم في إسناد
الحديث أنه صحيح على شرط الشيخين و هو كذلك إذا وقفنا بنظرنا عند شيخ صاحبي
" الصحيحين " فصاعدا و لم نتعد به إلى من دونهم من شيخ الحاكم فمن فوقه . و هذه
مسألة هامة لا تجدها مبسوطة - في علمي - في شيء من كتب المصطلح المعروفة ,
فخذها بقوة و احفظها لتكون على بينة فيها و تتفهم شيئا من دقائق هذا العلم الذي
قل أهله . و الله ولي التوفيق .
و للحديث شاهد من حديث أنس مرفوعا بلفظ : " كيف أنعم و صاحب الصور قد التقم
القرن و حنى ظهره ينظر تجاه العرش كأن عينيه كوكبان دريان لم يطرف قط مخافة أن
يؤمر قبل ذلك " . أخرجه الضياء المقدسي في " الأحاديث المختارة " و غيره .
و روي عن جمع آخر من الصحابة بزيادة فيه نحوه و هو الآتي بعده .
( انظر الاستدراك رقم 66 / 19 ) .
1079 " كيف أنعم و قد التقم صاحب القرن القرن و حنى جبهته و أصغى سمعه ينتظر أن يؤمر
أن ينفخ , فينفخ , قال المسلمون : فكيف نقول يا رسول الله ? قال : قولوا :
حسبنا الله و نعم الوكيل توكلنا على الله ربنا , - و ربما قال سفيان : على الله
توكلنا - " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 66 :
روي من حديث # أبي سعيد الخدري و ابن عباس و زيد بن أرقم و أنس بن مالك و جابر
ابن عبد الله و البراء بن عازب # .
1 - أما حديث أبي سعيد الخدري فيرويه عطية العوفي عنه به . أخرجه ابن المبارك
في " الزهد " ( 1597 ) و الترمذي ( 1 / 70 / 316 ) و ابن ماجة ( 4273 ) و أحمد
( 3 / 7 و 73 ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 5 / 105 و 7 / 130 و 312 ) من طرق
عنه , و قال الترمذي : " حديث حسن " .
قلت : يعني أنه حسن لغيره و ذلك لأن عطية العوفي ضعيف , فرواه جماعة عنه هكذا
و رواه آخرون على وجهين آخرين كما يأتي . و تابعه أبو صالح عن أبي سعيد به .
أخرجه أبو يعلى في " مسنده " ( 71 / 1 ) و ابن حبان ( 2569 ) و الحاكم ( 4 /
559 ) من طريقين عن الأعمش عن أبي صالح به , و قال الحاكم : " و لولا أن أبا
يحيى التيمي على الطريق لحكمت للحديث بالصحة على شرط الشيخين " .
قلت : قد تابعه جرير عن الأعمش عند أبي يعلى و ابن حبان , فالسند صحيح على
شرطهما .
2 - و أما حديث ابن عباس فيرويه مطرف عن عطية عنه به . أخرجه أحمد ( 1 / 326 )
و الحاكم عن مطرف عن عطية .
3 - و أما حديث زيد بن أرقم فيرويه خالد بن طهمان عن عطية به . أخرجه أحمد ( 4
/ 374 ) و ابن عدي ( ق 116 / 1 ) .
قلت : و عطية قد عرفت أنه ضعيف و من ضعفه أنه اضطرب في إسناده , فرواه على هذه
الوجوه الثلاثة , و الأول هو الأكثر عنه و كل الرواة عن عطية ذكروه بلفظ " صاحب
القرن " سوى حجاج عند ابن ماجه وحده فرواه بلفظ : " إن صاحبي الصور بأيديهما
قرنان يلاحظان النظر متى يؤمران " . و حجاج مدلس و قد عنعنه . و نحوه حديث أبي
مرية في الحديث الآتي بعده .
4 - و أما حديث أنس فيرويه أحمد بن منصور بن حبيب أبو بكر المروزي الخصيب :
حدثنا عفان حدثنا همام عن قتادة عنه به دون قوله " قال المسلمون .. " . أخرجه
الخطيب في " تاريخ بغداد " ( 5 / 153) و الضياء في " المختارة " ( ق 207 / 1 )
. قلت : و هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير الخصيب هذا ترجمه الخطيب
و ساق له هذا الحديث و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا .
5 - و أما حديث جابر فرواه مطلب بن شعيب الأزدي حدثنا محمد بن عبد العزيز
الرملي حدثنا الفريابي حدثنا سفيان عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر به . أخرجه
أبو نعيم في " الحلية " ( 3 / 189 ) حدثنا سليمان بن أحمد حدثنا مطلب <1> بن
شعيب الأزدي ... و قال : " حديث غريب من حديث الثوري عن جعفر تفرد به الرملي عن
الفريابي " .
قلت : الرملي هذا من شيوخ البخاري و لكنه قد ضعف , و قال الحافظ ابن حجر :
" صدوق يهم , و كانت له معرفة " . و مطلب بن شعيب الأزدي ثقة كما قال ابن يونس
, فالسند حسن و هو بما قبله صحيح . و الله أعلم .
6 - و أما حديث البراء فيرويه عبد الأعلى بن أبي المساور عن عدي بن ثابت عنه
مرفوعا بلفظ : " صاحب الصور واضع الصور على فيه منذ خلق ينتظر حتى يؤمر أن ينفخ
فيه , فينفخ " . أخرجه الخطيب في " تاريخ بغداد " ( 11 / 39 ) .
قلت : و عبد الأعلى هذا ضعيف جدا , قال الحافظ : " متروك , و كذبه ابن معين " .
-----------------------------------------------------------
[1] الأصل " مطر " و هو تصحيف . اهـ .
1080 " الصور قرن ينفخ فيه " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 68 :
أخرجه ابن المبارك في " الزهد " ( ق 118 / 1 - الكواكب ) و عنه الترمذي ( 2 /
69 ) و هو أيضا ( 2 / 217 ) و أبو داود ( 4742 ) و الدارمي ( 2 / 325 ) و ابن
حبان ( 2570 ) و ابن أبي الدنيا في " الأهوال " ( ق 3 / 2 ) و الحاكم ( 2 / 436
, 506 , 4 / 560 ) و أحمد ( 2 / 162 و 192 ) و الثعلبي في " تفسيره " ( 25 / 2
) من طريق سليمان التيمي عن أسلم العجلي عن بشر بن شغاف عن # عبد الله بن عمرو
ابن العاص # قال : " جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ما الصور
? قال : " فذكره . و قال الترمذي : " هذا حديث حسن إنما نعرفه من حديث سليمان
التيمي " .
قلت : هو ثقة عابد من رجال الشيخين و من فوقه ثقات , و لذلك قال الحاكم :
" صحيح الإسناد " , و وافقه الذهبي . و قال الإمام أحمد ( 2 / 192 ) : حدثنا
يحيى بن سعيد عن التيمي عن أسلم عن أبي مرية عن النبي صلى الله عليه وسلم , أو
عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " النفاخان في السماء
الثانية , رأس أحدهما بالمشرق و رجلاه بالمغرب أو قال : رأس أحدهما بالمغرب
و رجلاه بالمشرق ينتظران متى يؤمران ينفخان في الصور فينفخان " . قال الهيثمي
في " المجمع " ( 10 / 330 ) : " رواه أحمد على الشك , فإن كان عن أبي مرية ,
فهو مرسل و رجاله ثقات و إن كان عن عبد الله بن عمرو فهو متصل مسند , و رجاله
ثقات " . كذا قال : و أبو مرية هذا لا يعرف , أورده الحافظ في " التعجيل "
برواية أحمد هذه و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا و لعل ابن حبان قد ذكره في
" الثقات " فليراجع , فإن يدي لا تطوله الآن .
1081 " من سره أن ينظر إلى يوم القيامة كأنه رأي العين فليقرأ *( إذا الشمس كورت )*
و *( إذا السماء انشقت )* و *( إذا السماء انفطرت )* " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 70 :
رواه الترمذي ( 2 / 235 ) و ابن نصر في " القيام " ( 58 ) و الحاكم ( 4 / 576 )
و عبد الغني المقدسي في " ذكر النار " ( 222 / 1 ) من طريق الطبراني من طريقين
عن عبد الرزاق ثم من طريق أحمد و هذا في " المسند " ( 2 / 27 و 36 و 100 ) عنه
و كذا ابن أبي الدنيا في " الأهوال " ( ق 2 / 1 ) عنه حدثنا عبد الله بن بحير
الصنعاني قال : سمعت عبد الرحمن بن يزيد الصنعاني قال : سمعت # ابن عمر # يقول
: فذكره مرفوعا . ثم قال الترمذي و المقدسي : " هذا حديث حسن غريب " . و قال
الحاكم : " صحيح الإسناد " . و وافقه الذهبي . و هو كما قالا , رجاله ثقات
و عبد الرحمن بن يزيد وثقه ابن حبان و روى عنه جماعة و كان فاضلا .
1082 " حوضي ما بين عدن إلى عمان ماؤه أشد بياضا من الثلج و أحلى من العسل و أكثر
الناس ورودا عليه فقراء المهاجرين الشعث رءوسا , الدنس ثيابا , الذين لا ينكحون
المتنعمات و لا تفتح لهم أبواب السدد , الذين يعطون الحق الذي عليهم و لا يعطون
الذي لهم " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 70 :
رواه الطبراني ( 1 / 147 / 1 - 2 ) حدثنا أبو زرعة الدمشقي قال : حدثنا أبو
مسهر عبد الأعلى بن مسهر حدثنا صدقة بن خالد عن زيد بن واقد عن أبي سلام الأسود
عن # ثوبان # مرفوعا .
قلت : و هذا سند صحيح , رجاله كلهم ثقات معروفون . و له عنده طريق أخرى أخرجه
( 148 / 1 ) عن إسحاق بن راشد عن الزهري عن سليمان بن يسار عن ثوبان به .
و رجاله ثقات كلهم رجال البخاري غير حفص بن عمر بن الصباح الرقي شيخ الطبراني
فذكره ابن حبان في " الثقات " و قال : " ربما أخطأ " . و الحديث أخرجه أحمد
و الترمذي و ابن ماجة و الحاكم من طريق أخرى عن أبي سلام الأسود عن ثوبان
مرفوعا .
قلت : و هذا سند صحيح , رجاله كلهم ثقات معروفون . و له عنده طريق أخرى أخرجه (
148 / 1 ) عن إسحاق بن راشد عن الزهري عن سليمان بن يسار عن ثوبان به .
و رجاله ثقات كلهم رجال البخاري غير حفص بن عمر بن الصباح الرقي شيخ الطبراني
فذكره ابن حبان في " الثقات " و قال : " ربما أخطأ " . و الحديث أخرجه أحمد
و الترمذي و ابن ماجة و الحاكم من طريق أخرى عن أبي سلام , و صححه الحاكم
و وافقه الذهبي , لكن فيه انقطاع بينته في " تخريج المشكاة " ( 5592 ) . و له
شاهد عند أحمد ( 2 / 132 ) من طريق عمر بن عمرو أبي عثمان الأحموسي <1> : حدثني
المخارق بن أبي المخارق عن عبد الله بن عمر أنه سمعه يقول : إن رسول الله صلى
الله عليه وسلم قال : فذكره .
قلت : و رجاله ثقات غير المخارق هذا , أورده ابن أبي حاتم ( 4 / 1 / 352 ) بهذه
الرواية و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا و أما ابن حبان فذكره في " الثقات " .
و قال المنذري ( 4 / 209 ) : " إسناده حسن " ! ثم ذكر له شاهدا آخر من حديث أبي
أمامة نحوه , و قال : " رواه الطبراني , و إسناده حسن في المتابعات " .
-----------------------------------------------------------
[1] لم تعرف هذه النسبة . اهـ .
1083 " مثل المؤمنين في توادهم و تراحمهم و تعاطفهم مثل الجسد , إذا اشتكى منه عضو
تداعى له سائر الجسد بالسهر و الحمى " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 71 :
أخرجه مسلم ( 8 / 20 ) و أحمد ( 4 / 70 ) و الطيالسي ( رقم 790 ) من حديث
الشعبي عن # النعمان بن بشير # به مرفوعا . و أخرجه البخاري ( 10 / 360 - 361 -
فتح ) من هذا الوجه بلفظ : " ترى المؤمنين ... " . و له طريق ثان عن النعمان .
أخرجه الطيالسي ( رقم 793 ) و أحمد ( 4 / 274 ) عن سماك بن حرب عنه به مختصرا .
و سنده صحيح على شرط مسلم . و له طريق ثالث بلفظ : المسلمون كرجل واحد ... " .
و يأتي برقم ( 2526 ) .
1084 " الملك في قريش و القضاء في الأنصار و الآذان في الحبشة و الشرعة في اليمن
و الأمانة في الأزد " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 72 :
أخرجه أحمد ( 2 / 364 ) : حدثنا زيد بن الحباب حدثنا معاوية بن أبي صالح قال :
حدثني أبو مريم أنه سمع # أبا هريرة # يقول مرفوعا . و هذا إسناد صحيح رجاله
ثقات رجال مسلم غير أبي مريم و هو الأنصاري و هو ثقة كما في التقريب . و قد
أخرجه الترمذي ( 2 / 329 - طبع بولاق ) حدثنا أحمد بن منيع حدثنا زيد بن حباب
به دون قوله : " و الشرعة في اليمن " . ثم رواه من طريق عبد الرحمن بن مهدي عن
معاوية بن صالح به نحوه عن أبي هريرة و لم يرفعه . و قال : " و هذا أصح من حديث
زيد بن حباب " .
قلت : زيد ثقة صدوق كما في " الميزان " و قد رفعه , و هي زيادة يجب قبولها كما
تقرر في المصطلح . و الحديث أورده في " المجمع " ( 4 / 192 ) و قال : " رواه
أحمد و رجاله ثقات " .
قلت : و لبعضه شواهد , فانظر الحديث المتقدم مر بنا برقم ( 1039 ) و " الإرواء
" ( 513 ) .
1085 " شر الطعام طعام الوليمة يمنعها من يأتيها و يدعى إليها من يأباها و من لم يجب
الدعوة فقد عصى الله و رسوله " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 72 :
أخرجه مسلم ( 4 / 154 ) عن ثابت الأعرج عن # أبي هريرة # مرفوعا . قال الحافظ
( 9 / 200 ) : " و كذا أخرجه أبو الشيخ من طريق محمد بن سيرين عن أبي هريرة
مرفوعا صريحا " .
قلت : و أخرجه البخاري ( 6 / 144 ) و مسلم أيضا و أبو داود ( 2 / 136 )
و الدارمي ( 2 / 105 ) و مالك ( 2 / 77 ) و أحمد ( 2 / 241 ) من طريق الزهري عن
الأعرج عن أبي هريرة موقوفا . و رواه الزهري أيضا عن سعيد بن المسيب عن أبي
هريرة موقوفا كذلك . أخرجه مسلم و أحمد ( 267 و 405 و 494 ) و الطيالسي ( ص 304
رقم 2302 ) . و تابعه عن سعيد طلحة بن أبي عثمان عنده بزيادة فيه . أوردته من
أجلها في " الضعيفة " ( 5043 ) . و للحديث شاهد بلفظ : " شر الطعام طعام
الوليمة يدعى إليه الغني و يترك الفقير " . قال في " المجمع " ( 4 / 53 ) :
" رواه البزار و الطبراني في " الأوسط " و " الكبير " عن ابن عباس , و فيه سعيد
ابن سويد المعولي , و لم أجد من ترجمة , و فيه عمران القطان وثقه أحمد و جماعة
و ضعفه النسائي و غيره , و لفظه في الكبير : " بئس الطعام ... " . الحديث
نحوه . و راجع له " الإرواء " ( 2007 ) .
1086 " من يدخل الجنة ينعم لا يبأس لا تبلى ثيابه و لا يفنى شبابه " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 73 :
رواه مسلم ( 8 / 148 ) و الدارمي ( 2 / 332 ) و أحمد ( 2 / 369 و 407 و 416 و
462 ) و الحسين المروزي في " زوائد الزهد " ( 1456 ) و أبو نعيم في " صفة الجنة
" ( 16 / 2 ) و كذا المقدسي في " صفة الجنة " ( 3 / 83 / 2 ) عن حماد بن سلمة
عن ثابت عن أبي رافع عن # أبي هريرة # مرفوعا به , و زاد أحمد و غيره : " في
الجنة ما لا عين رأت و لا أذن سمعت و لا خطر على قلب بشر " . و ليست في رواية
مسلم من هذا الوجه , خلافا لما يشعر به صنيع المنذري في " الترغيب " ( 4 / 261
) . ثم رواه أبو نعيم من طريق يعقوب بن حميد حدثنا المغيرة بن عبد الرحمن عن
ابن عجلان عن أبيه عن أبي هريرة به . و من طريق أبي داود حدثنا زهير بن معاوية
عن سعد الطائي حدثني أبو المدلة أنه سمع أبا هريرة . و من هذا الوجه أخرجه
الترمذي و غيره و صححه ابن حبان . ( انظر تخريج المشكاة 5630 ) . ثم روى بسند
صحيح عن الحجاج بن الحجاج عن قتادة عن عبد الله بن عمرو عن أبي هريرة مرفوعا .
1087 " النوم أخو الموت و لا ينام أهل الجنة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 74 :
روي من حديث # جابر و عبد الله بن أبي أوفى # .
1 - أما حديث جابر فيرويه عنه محمد بن المنكدر , و له عنه طريقان :
الأولى : عن سفيان الثوري عنه به , و قد اختلفوا عليه , فرواه عنه هكذا مسندا
جماعة , و رواه آخرون عنه مرسلا . أ - أما المسند فرواته خمسة :
الأول : عبد الله بن محمد بن المغيرة حدثنا سفيان به . أخرجه تمام الرازي في "
الفوائد " ( 4 / 79 / 1 ) و العقيلي في " الضعفاء " ( ص 221 ) و ابن عدي في
" الكامل " ( ق 221 / 2 ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 7 / 90 ) و " صفة الجنة "
( ق 128 / 2 ) و كذا الضياء المقدسي في " صفة الجنة " ( 3 / 84 / 1 ) من طريق
المقدام بن داود عنه به . و قال العقيلي : " ابن المغيرة هذا يخالف في بعض
حديثه و يحدث بما لا أصل له , و هذا مما خولف فيه " . ثم ساقه من طريق جماعة عن
سفيان به مرسلا , كما يأتي بيانه .
قلت : و المقدام بن داود ضعيف أيضا بل هو شديد الضعف لكن شيخه ليس خيرا منه ,
فقد اتهمه الذهبي بالوضع , و قال أبو نعيم عقب الحديث : " تفرد به عبد الله " :
و قد فاتته المتابعات الآتية .
الثاني : الحسين بن حفص قال : حدثنا سفيان به . أخرجه أبو الحسن الحربي في
" الحربيات " ( 2 / 47 / 1 - 2 ) و أبو الشيخ في " تاريخ أصبهان " ( ص 157 و
192 ) من طريق النضر بن هشام قال حدثنا الحسين بن حفص به . و قال أبو الشيخ :
" لم يرو هذا الحديث عن الحسين بن حفص غير النضر " .
قلت : و هذا إسناد صحيح , رجاله كلهم ثقات على شرط مسلم غير النضر هذا , فقد
ترجمه أبو الشيخ و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا , لكن قال ابن أبي حاتم في
" الجرح و التعديل " ( 4 / 1 / 481 ) : " النضر بن هشام الأصبهاني , روى عن
الحسين بن حفص و عامر بن إبراهيم و بكر بن بكار كتبت عنه بأصبهان و هو صدوق " .
الثالث : معاذ بن معاذ العنبري عن سفيان به . أخرجه أبو عثمان النجيرمي في
" الفوائد " ( 2 / 2 / 2 ) من طريق عبد الله ابن هاشم حدثنا معاذ بن معاذ
العنبري به . و قال : " قال عبد الله بن حامد ( يعني شيخه ) : قلت لعبد الله
الشرقي ( يعني شيخ بن حامد , و الراوي عن ابن هاشم ) : كيف وقع هذا الحديث ?
فقال : إن عبد الله بن هاشم كف بصره , فلقن هذا الحديث , فتلقن " ..
قلت : عبد الله بن هاشم هو الطوسي النيسابوري , و هو ثقة من رجال مسلم و شيوخه
و قد اتفقوا على توثيقه و لم أر أحدا من الأئمة رماه بالتلقن أو غيره , <1> فلا
يقبل من الشرقي رمية إياه به , لاسيما و هو نفسه متكلم فيه و إن وصفه السمعاني
بأنه محدث نيسابور , فقد أورده الذهبي في " الميزان " و قال : " و سماعاته
صحيحة من مثل الذهلي و طبقته و لكن تكلموا فيه لإدمانه شرب المسكر " . و قد نقل
ابن العماد في " الشذرات " ( 2 / 313 ) عن الحاكم أنه قال : " رأيته , و كان
أوحد وقته في معرفة الطب لم يدع الشراب إلى أن مات , فضعف بذلك " . و ذكر
الحافظ في " اللسان " عنه حكاية تدل على جهله بقوله صلى الله عليه وسلم في
الخمر : " إنها داء و ليست بدواء " أو تجاهله إياه , و إلا فكيف يجوز أن يأمر
المريض بأن يشرب الخمر المعتق ! فالله المستعان . و لذلك فإني أقول : لولا أن
في سند الحديث ابن الشرقي هذا - و اسمه عبد الله بن محمد بن الحسن - و الراوي
عنه ابن حامد و لم أجد له ترجمة , لحكمت على هذا الإسناد بالصحة . ثم رأيت
البيهقي أخرجه في " شعب الإيمان " ( 2 / 36 / 2 ) من طريق أخرى , فقال : حدثنا
أبو الحسن محمد بن الحسين العلوي أنبأنا عبد بن محمد ابن الحسن بن الشرقي حدثنا
عبد الله بن هاشم به , فبرئت عهدة ابن حامد منه .
الرابع : عبد الله بن حيان عن سفيان به . أخرجه النجيرمي في " الفوائد " قبيل
الطريق السابق من طريق عبد الله ابن عبد الوهاب الخوارزمي حدثنا عبد الله بن
حيان به . و ابن حيان هذا قال ابن أبي حاتم ( 2 / 2 / 41 ) : " روى عن سهل بن
معاذ , روى عنه الليث بن سعيد " . فهو مجهول الحال , لكن الحافظ أورده في
" اللسان " و قال : " قال أبو نعيم في " تاريخه " : قدم أصبهان و حدث بها في
حديثه نكارة " .
الخامس : الفريابي عن سفيان به أخرجه البزار في " مسنده " ( ص 318 من زوائده )
: حدثنا الفضل بن يعقوب حدثنا محمد بن يوسف الفريابي به . و قال : " لا نعلم
أسنده من هذا الطريق إلا سفيان و لا عنه إلا الفريابي " .
قلت : و هو ثقة من رجال الشيخين و كذا من فوقه , و لهذا قال الهيثمي في "
المجمع " ( 60 / 415 ) : " رواه الطبراني في " الأوسط " و البزار و رجال البزار
رجال الصحيح " .
قلت : الفضل بن يعقوب هذا هو أبو العباس الرخامي , و هو ثقة من شيوخ البخاري ,
و قد ترجم له الخطيب ( 12 / 316 ) و ذكر في شيوخه الفريابي هذا , فصح الإسناد ,
و الحمد لله على توفيقه .
قلت : فهذه طرق خمس عن سفيان الثوري ليس فيها متهم باستثناء الأولى منها يدل
مجموعها على أن للحديث أصلا أصيلا , لاسيما و الطريق الثانية و الخامسة ,
إسنادهما في الصحة كما عرفت .
ب - و أما المرسل فرواته خمسة أيضا :
الأول : عبد الله بن المبارك , فقال في " الزهد " ( 279 ) : أنبأنا سفيان عن
محمد بن المنكدر أنه حدثهم : قال رجل لرسول الله صلى الله عليه وسلم : أينام
أهل الجنة ? فقال : فذكره إلا أنه قال : " و لا يموت أهل الجنة " .
الثاني و الثالث : قطبة بن العلاء , و عبيد الله بن موسى قالا : حدثنا سفيان
الثوري عن محمد بن المنكدر عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه . أخرجهما العقيلي
( 221 ) .
الرابع و الخامس : ثم قال العقيلي : " و رواه الأشجعي و مخلد بن يزيد و غير
واحد , هكذا مرسلا " .
قلت : و هؤلاء الخمسة كلهم ثقات غير قطبة بن العلاء , و لا شك أن روايتهم
المرسلة أقوى من رواية الذين أسندوه , فلو كان الذي أسنده فردا لكانت روايتهم
تجعلنا نعتقد أنه وهم في إسناده , أما وهم جمع أيضا , فلا سبيل إلى توهيمهم ,
فالصواب القول بصحته مسندا و مرسلا و لا منافاة بينهما , فإن الراوي قد ينشط
أحيانا فيسنده , و لا ينشط تارة فيرسله .
الطريق الأخرى : يحيى بن سعيد الأنصاري عن محمد بن المنكدر عن جابر به . أخرجه
ابن عدي ( ق 388 / 1 ) و الطبراني , و عنه الضياء في " صفة الجنة " . ( 3 / 84
/ 1 ) عن مصعب بن إبراهيم حدثنا عمران بن الربيع الكوفي عن يحيى بن سعيد به . و
قال ابن عدي : " مصعب هذا مجهول , و أحاديثه عن الثقات ليست بالمحفوظة " .
و قال العقيلي ( 416 ) : " و في حديثه نظر " . و عمران ابن الربيع لم أجد له
ترجمة .
2 - و أما حديث ابن أبي أوفى , فيرويه أبو عبيدة سعيد بن زربي عن ثابت البناني
عن نفيع بن الحارث عنه مرفوعا نحوه . أخرجه أبو نعيم في " صفة الجنة " .
قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا , نفيع هذا متروك , و قد كذبه ابن معين . و ابن
زربي منكر الحديث كما في " التقريب " .
و بالجملة , فالحديث صحيح من بعض طرقه عن جابر , و الله أعلم .
-----------------------------------------------------------
[1] له ترجمة جيدة في " تاريخ بغداد " ( 10 / 193 / 194 ) و " التهذيب " . اهـ
.
1088 " أشقى الأولين عاقر الناقة و أشقى الآخرين الذي يطعنك يا علي . و أشار إلى حيث
يطعن " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 78 :
أخرجه ابن سعد في " الطبقات " ( 3 / 35 ) عن موسى بن عبيدة عن أبي بكر بن عبيد
الله بن أنس أو أيوب بن خالد أو كليهما : أخبرنا # عبيد الله # أن النبي صلى
الله عليه وسلم قال لعلي : " يا علي من أشقى الأولين و الآخرين ? قال : الله
و رسوله أعلم , قال " . فذكره .
قلت : و هذا إسناد مرسل ضعيف , أبو بكر بن عبيد الله بن أنس مجهول . و نحوه
أبوه عبيد الله بن أنس , فلم يوثقه أحد و لا عرف إلا من رواية ابنه أبي بكر .
لكن الحديث صحيح , فقد جاءت له شواهد كثيرة عن جمع من الصحابة منهم علي نفسه
و عمار بن ياسر و صهيب الرومي .
1 - أما حديث علي فيرويه عبد الله بن صالح حدثني الليث بن سعد حدثني خالد بن
يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن زيد بن أسلم أن أبا سنان الدؤلي حدثه عنه مرفوعا
به نحوه . أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 1 / 11 / 2 ) و الحاكم ( 3 /
113 ) و قال : " صحيح على شرط البخاري " . و قال الهيثمي ( 9 / 137 ) :
" و إسناده حسن " كذا قالا و فيه نظر لا ضرورة لبيانه لأنه حسن في الشواهد و قد
قال الهيثمي بعده : " رواه أبو يعلى و فيه والد علي بن المديني و هو ضعيف " .
2 - و أما حديث عمار فيرويه محمد بن إسحاق حدثني يزيد بن محمد خثيم المحاربي عن
محمد بن كعب القرظي عن محمد بن خثيم أبي يزيد عنه مرفوعا به . أخرجه أحمد ( 4 /
263 ) و الحاكم ( 3 / 140 - 141 ) و قال : " صحيح على شرط مسلم " . و وافقه
الذهبي ! و هو من أوهامهما فإن محمد بن خثيم و ابنه يزيد لم يخرج مسلم عنهما
شيئا , ثم إنهما في عداد المجهولين , وثقهما ابن حبان , و قال ابن معين في يزيد
: ليس به بأس , و أما إعلاله بالانقطاع بين أبي يزيد و عمار فلا وجه له خلافا
لقول الهيثمي ( 9 / 136 ) : " رواه أحمد و الطبراني و البزار باختصار و رجال
الجميع موثقون إلا أن التابعي لم يسمع من عمار " .
3 - و أما حديث صهيب فرواه الطبراني و أبو يعلى و فيه رشدين بن سعد و قد وثق ,
و بقية رجاله ثقات , كما قال الهيثمي ( 9 / 136 ) .
1089 " أعذر الله إلى امرئ أخر أجله حتى بلغ ستين سنة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 79 :
أخرجه البخاري ( 11 / 200 - فتح ) من طريق عمرو بن علي ( و هو المقدمي ) عن معن
ابن محمد الغفاري عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن # أبي هريرة # عن النبي صلى
الله عليه وسلم قال : فذكره . و قال : " تابعه أبو حازم و ابن عجلان عن المقبري
" . و أخرجه الحاكم ( 2 / 427 - 428 ) و أحمد ( 2 / 275 ) من طريق معمر عن رجل
من بني غفار عن سعيد المقبري به و لفظه : " لقد أعذر الله إلى عبد أحياه حتى
بلغ ستين أو سبعين سنة , لقد أعذر الله إليه " . قال الحافظ : " و هذا الرجل
المبهم هو معن بن محمد الغفاري فهي متابعة قوية لعمر بن علي , أخرجه الإسماعيلي
من وجه آخر عن معمر " .
قلت : أخرجه الحاكم أيضا من طريق مطرف بن مازن حدثنا معمر بن راشد سمعت محمد بن
عبد الرحمن الغفاري عن المقبري به . و سكت عليه . و مطرف هذا متهم . أما متابعة
أبي حازم و هو سلمة بن دينار , فأخرجها أحمد ( 2 / 417 ) حدثنا قتيبة قال :
حدثنا يعقوب عن أبي حازم عن سعيد بن أبي سعيد المقبري به و لفظه : " من عمره
الله ستين سنة فقد أعذر الله إليه في العمر " . و أخرجه الإسماعيلي و كذا
الثعلبي في " تفسيره " ( 3 / 158 / 2 ) من طريق عبد العزيز بن أبي حازم حدثني
أبي به .
قلت : و إسناده صحيح على شرط الشيخين . و أما متابعة ابن عجلان , فأخرجها أحمد
أيضا ( 2 / 320 ) من طريق سعيد بن أبي أيوب حدثني محمد بن عجلان عن سعيد بن أبي
سعيد به . و من هذا الوجه أخرجه الخطيب أيضا في " التاريخ " ( 1 / 290 ) .
و تابعه أيضا الليث بن سعد عن سعيد المقبري بلفظ : " إذا بلغ الرجل من أمتي
ستين سنة فقد أعذر الله إليه في العمر " . أخرجه الحاكم من طريق عبد الله بن
صالح حدثنا الليث به . و قال : " صحيح على شرط البخاري " . و وافقه الذهبي .
و للحديث شاهد من حديث سهل بن سعد مرفوعا بلفظ : " من عمر من أمتي سبعين سنة ,
فقد أعذر الله إليه في العمر " . أخرجه الحاكم ( 2 / 428 ) من طريق سليمان بن
حرب حدثنا حماد بن زيد عن أبي حازم عنه و قال : " صحيح على شرط الشيخين " .
و وافقه الذهبي , و هو كما قالا لكن خالفه خلف بن هشام حدثنا حماد بن زيد به
بلفظ : " إذا بلغ العبد - أو قال : إذا عمر العبد - ستين سنة فقد أبلغ الله
إليه و أعذر الله إليه في العمر " .
1090 " إذا حدث الرجل بالحديث ثم التفت فهي أمانة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 81 :
أخرجه أبو داود ( 2 / 297 ) و الترمذي ( 1 / 355 ) و الطحاوي في " مشكل الآثار
" ( 4 / 335 - 336 ) و أحمد ( 3 / 324 و 352 و 379 - 380 و 394 ) و أبو يعلى
( 2 / 591 ) من طريقين عن عبد الرحمن بن عطاء عن عبد الملك بن جابر بن عتيك عن
# جابر بن عبد الله # مرفوعا به . و قال الترمذي : " حديث حسن و إنما نعرفه من
حديث ابن أبي ذئب " .
قلت : قد تابعه سليمان بن بلال عن أحمد و الطحاوي . و الحديث حسن الإسناد , فإن
رجاله ثقات , و في ابن عطاء كلام قال البخاري : " عنده مناكير " . و قواه أبو
حاتم فقال : " يحول من " كتاب الضعفاء " للبخاري " . و وثقه النسائي و ابن سعد
و في " التقريب " : " صدوق فيه لين " . و من طريقه أخرجه الضياء في " المختارة
" . و له شاهد من حديث أنس مرفوعا به . أخرجه أبو يعلى في " مسنده " ( 3 / 1030
) و عنه ابن عساكر ( 16 / 92 / 1 ) أخبرنا جبارة بن مغلس حدثني حفص بن صبح -
قال جبارة : من أعبد الناس - عن مالك بن دينار عنه . قال الهيثمي ( 8 / 98 ) :
" رواه أبو يعلى عن شيخه جبارة بن مغلس و هو ضعيف جدا , و قال ابن نمير : صدوق
, و بقية رجاله ثقات " .
1091 " إن العلماء إذا حضروا ربهم عز وجل , كان معاذ بين أيديهم رتوة <1> بحجر " .
-----------------------------------------------------------
[1] أي : رمية , وزنا و معنى . اهـ .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 82 :
روي من حيث # عمر بن الخطاب و محمد بن كعب مرسلا و أبي عون مرسلا أيضا و الحسن
البصري # .
1 - أما حديث عمر فرواه سعيد بن أبي عروبة عن شهر بن حوشب قال : قال عمر بن
الخطاب رضي الله عنه : " لو استخلفت معاذ بن جبل رضي الله عنه , فسألني عنه ربي
عز وجل : ما حملك على ذلك ? لقلت : سمعت نبيك صلى الله عليه وسلم يقول " فذكره
. أخرجه ابن سعد في " الطبقات " ( 2 / 348 و 3 / 590 ) و المحاملي في " الأمالي
" ( 3 / 35 / 1 ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 1 / 228 ) و السياق له .
قلت : و هذا إسناد ضعيف من أجل شهر بن حوشب , فإنه سيء الحفظ , ثم إنه لم يدرك
عمر بن الخطاب , فهو منقطع , لكن وصله أبو نعيم ( 1 / 229 ) فقال : حدثنا أبو
حامد ثابت بن عبد الله الناقد حدثنا علي بن إبراهيم بن مطر حدثنا عبدة بن عبد
الرحيم حدثنا ضمرة بن ربيعة عن يحيى بن أبي عمرو السيباني عن أبي العجفاء - أو
أبي العجماء الشك من عبدة - قال : قيل لعمر بن الخطاب رضي الله عنه : لو عهدت
إلينا ? فقال : فذكره بنحوه .
قلت : و هذا إسناد جيد رجاله كلهم ثقات معروفون مترجمون في " التهذيب " غير ابن
مطر هذا , فقد ترجمه الخطيب في " التاريخ " ( 11 / 337 ) و روى عن الدارقطني
أنه قال : ثقة . و غير ثابت بن عبد الله الناقد , فإني لم أجد له ترجمة في شيء
من المصادر التي عندي الآن , و لعله مترجم في " أخبار أصبهان " لأبي نعيم
فليراجع . <1> و على كل حال فهو إسناد جيد كما قلنا بشواهده المرسلة الآتية .
2 - و أما حديث محمد بن كعب , فله عنه طريقان :
الأولى : عن عمرو بن أبي عمرو عنه مرفوعا بلفظ : " إن معاذ بن جبل أمام العلماء
رتوة " . أخرجه ابن سعد ( 2 / 347 ) : أخبرنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي أويس
المدني حدثني سليمان بن بلال عن عمرو بن أبي عمرو .
قلت : و هذا إسناد صحيح مرسل , رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين , و أبو بكر اسمه
عبد الحميد .
و الأخرى : عن عبد العزيز بن محمد بن عمارة بن غزية عنه به . أخرجه أبو نعيم (
1 / 229 ) من طريق أبي عباس الثقفي حدثنا قتيبة بن سعيد : حدثنا عبد العزيز بن
محمد .
قلت : و هذا إسناد رجاله ثقات رجال مسلم , و أبو العباس الثقفي هو محمد بن
إسحاق السراج الحافظ , فهو إسناد صحيح أيضا مرسلا , لكن خالفه يحيى بن أيوب
فقال : عن عمارة بن غزية عن محمد بن عبد الله بن أزهر عن محمد بن كعب القرظي به
, فأدخل بين عمارة و ابن كعب محمد بن عبد الله بن أزهر . أخرجه أبو نعيم أيضا
من طريق الطبراني بإسناده عنه . و قد قال الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 9 /
311 ) : " رواه الطبراني مرسلا و فيه محمد بن عبد الله بن أزهر الأنصاري و لم
أعرفه و بقية رجاله رجال الصحيح " .
3 - و أما حديث أبي عون المرسل , فقال ابن سعد ( 2 / 347 ) : أخبرنا أبو معاوية
الضرير عن أبي إسحاق يعني الشيباني عنه مرفوعا بلفظ : " معاذ بين يدي العلماء
يوم القيامة برتوة " . و هذا مرسل صحيح أيضا .
4 - و أما مرسل الحسن البصري , فأخرجه ابن سعد أيضا من طريق هشام بن حسان ,
و ثابت عنه به . و هو صحيح أيضا . و بالجملة فالحديث بمجموع هذه الطرق صحيح بلا
شك و لا يرتاب في ذلك من له معرفة بهذا العلم الشريف و يؤيده اشتهاره عند السلف
, فقد روى الحاكم ( 3 / 268 - 269 ) بإسناد صحيح عن مالك بن أنس قال : " إن
معاذ بن جبل هلك و هو ابن ثمان و عشرين و هو أمام العلماء برتوة " . و كذلك
رواه الطبراني كما في " المجمع " . و قال الإمام أبو عبيد القاسم بن سلام في
كتاب " الإيمان " ( ص 73 ) بعد أن ذكر معاذا رضي الله عنه : و قد فضله النبي
صلى الله عليه وسلم على كثير من أصحابه في العلم بالحلال و الحرام , ثم قال :
" يتقدم العلماء برتوة " . فجزم بنسبة الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم ,
و هو المراد .
-----------------------------------------------------------
[1] قلت : ثم رجعت إليه فلم أجده فيه . اهـ .
1092 " إذا حضرتم موتاكم فأغمضوا البصر , فإن البصر يتبع الروح و قولوا خيرا , فإن
الملائكة تؤمن على ما قال أهل البيت " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 84 :
أخرجه ابن ماجه ( 1 / 444 ) و الحاكم ( 1 / 352 ) و أحمد ( 4 / 125 ) عن قزعة
ابن سويد عن حميد الأعرج عن الزهري عن محمود بن لبيد عن # شداد بن أوس # قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره , و قال الحاكم : " صحيح الإسناد " !
و وافقه الذهبي ! و ذلك من أوهامهما , فإن قزعة هذا أورده الذهبي نفسه في
" الضعفاء " و قال : " قال أحمد : مضطرب الحديث , و قال النسائي : ضعيف , و قال
أبو حاتم : لا يحتج به " . و قال الحافظ في " التقريب " : " ضعيف " فأنى له
الصحة ? ! نعم قد يحتمل التحسين , فقد قال البوصيري في " الزوائد " : ( 91 / 1
) : " و هذا إسناد حسن , قزعة بن سويد مختلف فيه و باقي رجال الإسناد ثقات " .
و أقول : قد ضعفه الجمهور و لم يوثقه غير ابن معين في إحدى الروايتين عنه
و ضعفه في الرواية الأخرى , و قال العجيلي و ابن عدي : لا بأس به , و الجرح
مقدم على التعديل . نعم للحديث شاهد من حديث أم سلمة في " صحيح مسلم " ( 3 / 38
) و غيره دون قوله " فأغمضوا البصر " و هو فيه من فعله صلى الله عليه وسلم و قد
خرجته في " كتاب أحكام الجنائز " ( ص 12 ) , فهو به حسن إن شاء الله تعالى .
( تنبيه ) حميد هنا هو ابن قيس الأعرج المكي الأسدي مولاهم و ليس هو حميد المكي
مولى ابن علقمة .
1093 " إذا حلف أحدكم فلا يقل : ما شاء الله و شئت , و لكن ليقل ما شاء الله ثم شئت
" .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 85 :
أخرجه ابن ماجه ( 1 / 650 ) من طريق عيسى بن يونس حدثنا الأجلح الكندي عن يزيد
ابن الأصم عن # ابن عباس # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : و هذا إسناد حسن , رجاله ثقات رجال الصحيح غير الأجلح و هو ابن عبد الله
الكندي و هو صدوق كما قال الذهبي و العسقلاني . و الحديث قال في " الزوائد " (
131 / 2 ) :" هذا إسناد فيه الأجلح بن عبد الله مختلف فيه , ضعفه أحمد و أبو
حاتم و النسائي و أبو داود و ابن سعد , و وثقه ابن معين و العجلي و يعقوب بن
سفيان و باقي رجال الإسناد ثقات . رواه النسائي في " عمل اليوم و الليلة " عن
علي بن خشرم عن عيسى بن يونس به . و رواه مسدد في " مسنده " عن عيسى بن يونس
بإسناده و متنه , و رواه الإمام أحمد في " مسنده " من حديث ابن عباس أيضا ,
و رواه أبو بكر بن أبي شيبة في " مسنده " عن علي بن مسهر عن الأجلح إلا أنه قال
: " جعلتني لله عدلا ? ! بل ما شاء الله ( وحده ) " . و له شاهد من حديث قتيلة
. رواه النسائي " .
قلت : هو في " مسند أحمد " ( 1839 , 1964 و 2561 ) من طرق عن الأجلح به مثل لفظ
ابن أبي شيبة , و قد سبق تخريجه برقم ( 139 ) و سبق هناك تخريج حديث قتيلة
( 136 ) .
1094 " إذا خرجت إحداكن إلى المسجد فلا تقربن طيبا " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 86 :
رواهأحمد ( 6 / 363 ) و ابن سعد ( 8 / 290 ) و النسائي ( 2 / 283 )
و ابن عساكر ( 17 / 274 / 1 ) عن بكير بن عبد الله عن بسر بن سعيد عن # زينب
الثقفية # أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره , و لفظ النسائي و ابن سعد
: " إذا خرجت المرأة إلى العشاء الآخرة فلا تمس طيبا " . و في لفظ لأحمد
و النسائي : " إذا شهدت إحداكن العشاء فلا تمس طيبا " . و قد أخرجه مسلم أيضا (
2 / 33 ) . و مضى له شاهد بنحوه برقم ( 1031 ) .
1095 " يا أبا أمامة ! إن من المؤمنين من يلين لي قلبه " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 86 :
أخرجه الإمام أحمد ( 5 / 267 ) حدثنا حيوة ( يعني ابن شريح ) حدثنا بقية حدثنا
محمد بن زياد حدثني أبو راشد الحبراني قال : أخذ بيدي # أبو أمامة الباهلي # ,
قال : أخذ بيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي : فذكره .
قلت : و هذا إسناد جيد , رجاله كلهم ثقات معروفون من رجال " التهذيب " , و بقية
- و هو ابن الوليد الحمصي - إنما يخشى منه عنعنته فقد أمناها بتصريحه بالتحديث
. و هكذا أخرجه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 19 / 23 / 2 ) من طريق أحمد بن
الفرج أخبرنا بقية بن الوليد به إلا أنه قال : " له قلبي " مكان " لي قلبه " .
لكن أحمد بن فرج فيه ضعف , فلا قيمة لمخالفته لمثل حيوة بن شريح الثقة . و معنى
( يلين لي قلبه ) أي يسكن و يميل إلي بالمودة و المحبة . و الله أعلم . و ليس
ذلك إلا بإخلاص الاتباع له صلى الله عليه وسلم دون سواه من البشر لأن الله
تعالى جعل ذلك وحده دليلا على حبه عز وجل , فقال : *( قل إن كنتم تحبون الله
فاتبعوني يحببكم الله و يغفر لكم ذنوبكم )* . أفلم يأن للذين يزعمون حبه صلى
الله عليه وسلم في أحاديثهم و أناشيدهم أن يرجعوا إلى التمسك بهذا الحب الصادق
الموصل إلى حب الله تعالى و لا يكونوا كالذي قال فيه الشاعر :
تعصي الإله و أنت تظهر حبه هذا لعمرك في القياس بديع
لو كان حبك صادقا لأطعتـه إن المحب لمن يحب مطيـــع
1096 " يا أيها الناس ! ابتاعوا أنفسكم من الله من مال الله , فإن بخل أحدكم أن يعطي
ماله للناس فليبدأ بنفسه و ليتصدق على نفسه , فليأكل و ليكتس مما رزقه الله عز
وجل " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 87 :
أخرجه الخرائطي في " مكارم الأخلاق " قال ( ص 54 ) : حدثنا حماد بن الحسن
الوراق حدثنا حبان بن هلال حدثنا سليم بن حيان حدثنا حميد بن هلال عن # أبي
قتادة # مرفوعا به .
قلت : و هذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات رجال مسلم غير سليم بن حيان و هو ثقة
كما قال الحافظ ابن حجر في " التقريب " . و له شاهد من حديث أنس رضي الله عنه
ذكره في " منتخب كنز العمال " ( 2 / 219 ) و قال : " رواه البيهقي في " الشعب "
و الديلمي و ابن النجار . قال ابن حجر في الأطراف " : نظيف الإسناد و لم أر من
صححه " .
1097 " يا أيها الناس عليكم بتقواكم و لا يستهوينكم ـ و في رواية : قولوا بقولكم
و لا يستجركم ـ الشيطان , أنا محمد بن عبد الله , عبد الله و رسوله , و الله ما
أحب أن ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلني الله عز وجل " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 88 :
أخرجه الإمام أحمد ( 3 / 153 و 241 و 249 ) و البيهقي في " دلائل النبوة "
( 3 / 113 / 2 ) من طرق عن حماد بن سلمة عن ثابت عن # أنس بن مالك # : أن رجلا
قال : يا محمد ! يا سيدنا و ابن سيدنا ! و خيرنا و ابن خيرنا ! فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم : فذكره , و السياق و الرواية الأخرى لأحمد و هي لابن حبان
أيضا ( 2118 - موارد الظمآن ) .
قلت : و إسناده صحيح على شرط مسلم . و أخرجه أيضا عبد بن حميد في " المنتخب من
المسند " ( 143 / 2 ) و ابن منده في " التوحيد " ( ق 63 / 1 ) و الضياء المقدسي
في " الأحاديث المختارة " ( 26 / 1 ) .
1098 " من لم يستقبل القبلة و لم يستدبرها في الغائط كتب له حسنة و محي عنه سيئة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 88 :
أخرجه الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 32 - مصورة الجامعة الإسلامية ) قال :
حدثنا أحمد حدثنا أحمد بن حرب الموصلي حدثنا القاسم بن يزيد الجرمي عن إبراهيم
ابن طهمان عن حسين المعلم عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن # أبي هريرة #
قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ... فذكره و قال : " و لم يروه عن يحيى
إلا حسين , و لا عنه إلا إبراهيم و لا عنه إلا القاسم تفرد به أحمد " .
قلت : و هو ثقة , و كذا من فوقه . و أما أحمد شيخ الطبراني فالظاهر أنه أحمد بن
حمدون الموصلي , فقد روى له الطبراني في " المعجم الصغير " ( ص 10 - هندية )
حديثا آخر عن صالح بن عبد الصمد الأسدي الموصلي حدثنا القاسم بن يزيد الجرمي
بإسناده عن جابر . و حسن إسناده الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 2 / 75 ) ,
فالظاهر أنه ثقة عنده . بل إنه قد صرح بذلك في تخريجه لحديث الباب , فقال ( 1 /
206 ) : " رواه الطبراني في " الأوسط " و رجاله رجال الصحيح إلا شيخ الطبراني
و شيخ شيخه , و هما ثقتان " .
قلت : و أما قول المنذري : " رواه الطبراني , و رواته رواة الصحيح " .
أقول : ففيه مؤخذتان : الأولى : أنه أطلق العزو للطبراني , فأوهم أنه في
" معجمه الكبير " و ليس كذلك . و الأخرى : أوهم أن رجاله كلهم رجال الصحيح
و ليس كذلك أيضا كما سبق بيانه , فكان عليه أن يقيد كلامه كما فعل الهيثمي
و العصمة لله تعالى وحده . و أحمد بن حمدون الموصلي لم أجد له ترجمة فيما بين
يدي من المصادر و لعله في " ثقات ابن حبان " كما يشعر ذلك توثيق الهيثمي
و المنذري إياه , أو في " تاريخ الموصل " .
1099 " يقول الله تعالى : يا ابن آدم ! أنى تعجزني و قد خلقتك من مثل هذه , حتى إذا
سويتك و عدلتك مشيت بين بردين و للأرض منك وئيد , فجمعت و منعت , حتى إذا بلغت
نفسك هذه ـ و أشار إلى حلقه ـ " و في رواية : حتى إذا بلغت التراقي " قلت :
أتصدق , و أنى أوان التصدق ?! " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 90 :
رواه ابن ماجه ( 2 / 159 ) و الإمام أحمد ( 4 / 210 ) و ابن سعد في " الطبقات "
( 7 / 427 ) عن حريز بن عثمان عن عبد الرحمن بن ميسرة عن جبير بن نفير عن
# بسر ابن جحاش # أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بصق يوما على كفه و وضع
عليها إصبعه ثم قال : فذكره .
قلت : و هذا إسناد حسن , رجاله كلهم ثقات غير عبد الرحمن بن ميسرة , قال ابن
المديني : " مجهول " . لكن قال أبو داود : " شيوخ حريز كلهم ثقات " . و قال
العجلي في " الثقات " ( ق 34 / 2 - ترتيب الهيثمي ) : " شامي تابعي ثقة " .
و نقله عنه الحافظ في " التهذيب " و لم يزد , و فاته أنه ذكره ابن حبان أيضا
في " ثقاته " ( 1 / 131 - الظاهرية ) . و قد روى عنه جماعة من الثقات كما في "
التهذيب " . و تابعه ثور بن يزيد عن عبد الرحمن بن ميسرة به كما في " تحفة
الأشراف " للحافظ المزي ( 2 / 97 ) . و قال البوصيري في " زوائد ابن ماجه "
( ق 168 / 1 ) : " و إسناده صحيح , رجاله ثقات " .
1100 " رأيت كأني في درع حصينة و رأيت بقرا منحرة , فأولت أن الدرع الحصينة المدينة
و أن البقر هو ـ والله ـ خير " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 90 :
أخرجه أحمد ( 3 / 351 ) حدثنا عبد الصمد و عفان قالا : حدثنا حماد - قال عفان
في حديثه أنبأنا أبو الزبير , و قال عبد الصمد في حديثه - : حدثنا أبو الزبير
عن # جابر بن عبد الله # أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره . و زاد
: " فقال لأصحابه : لو أنا أقمنا بالمدينة , فإن دخلوا علينا فيها قاتلناهم .
فقالوا : يا رسول الله و الله ما دخل علينا فيها من الجاهلية , فكيف يدخل علينا
فيها في الإسلام ! قال عفان في حديثه : فقال : شأنكم إذا , قال : فلبس لأمته ,
قال : فقال الأنصار : رددنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم رأيه , فجاؤا
فقالوا : يا نبي الله شأنك إذا , فقال : إنه ليس لنبي إذا لبس لأمته أن يضعها
حتى يقاتل " . و أخرجه ابن سعد ( 2 / 45 ) : أخبرنا عفان بن مسلم به إلا أنه
قال : عن أبي الزبير عن جابر , و أخرجه الدارمي ( 2 / 129 ) أخبرنا الحجاج بن
منهال حدثنا حماد بن سلمة حدثنا أبو الزبير عن جابر .
قلت : و هذا إسناد رجاله ثقات على شرط مسلم لكن أبا الزبير مدلس و قد عنعنه عند
جميع مخرجيه , و قول الحافظ في " الفتح " ( 12 / 355 ) : " و في رواية لأحمد :
حدثنا جابر " . فأظنه وهما منه سببه أنه انتقل نظره إلى قول حماد في رواية عبد
الصمد عنه : " حدثنا " فظن أنه من قول أبي الزبير , و الله أعلم .
لكن لحديث الترجمة شاهد من حديث أبي موسى الأشعري مختصرا نحوه في حديث له و فيه
بعد قوله : " و الله خير " : " فإذا هم النفر من المؤمنين يوم أحد , و إذا
الخير ما جاء الله به من الخير بعد " . أخرجه البخاري ( 12 / 354 - 355 - فتح )
و مسلم ( 7 / 57 ) و الدارمي . و شاهد آخر من حديث ابن عباس نحوه و زاد بعد
قوله : " و الله خير " : " فكان الذي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " .
و فيه أن الرؤيا كانت يوم أحد . أخرجه أحمد ( 1 / 271 ) بسند حسن .
و الحديث عزاه الحافظ و السيوطي للنسائي أيضا و لعله في " الكبرى له " و عزاه
السيوطي للضياء أيضا في " المختارة " .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق