حذف 12. صفحة من مدونتي

12. صفحة تحذفهم با مفتري حسبي الله ونعم الوكيل

Translate

الأحد، 3 مارس 2024

ج9.سلسلة الأحاديث الصحيحة { من 901 إلى 1000*

ج9.سلسلة الأحاديث الصحيحة { من 901 إلى 1000*

901 " ما أحب أنى حكيت أحدا و أن لي كذا و كذا

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 206 :

رواه ابن المبارك في " الزهد " ( 189 / 5 من الكواكب 575 ) رقم 742 ط حدثنا

سفيان عن علي بن الأقمر عن أبي حذيفة - رجل من أصحاب عبد الله - عن # عائشة #

قالت : ذهبت أحكي امرأة و رجلا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول

الله صلى الله عليه وسلم فذكره , و زاد في آخره : " أعظم ذلك " .

قلت : و هذا سند صحيح على شرط مسلم . رواه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2 /

278 ) من طريق الترمذي حدثنا أبو نعيم حدثنا سفيان و مسعر به . و قال الترمذي (

2 / 82 ) : " حديث حسن صحيح " .

902 " مقام أحدكم في سبيل الله خير من صلاة ستين عاما خاليا , ألا تحبون أن يغفر

الله لكم و يدخلكم الجنة ? اغزوا في سبيل الله , من قاتل في سبيل الله فواق

ناقة وجبت له الجنة " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 603 :

رواه الترمذي ( 3 / 14 ) و الحاكم ( 2 / 68 ) و البيهقي ( 9 / 160 ) و أحمد ( 2

/ 524 ) و من طريقه عبد الغني المقدسي في " السنة " ( 249 / 2 ) عن هشام بن سعد

عن سعيد بن أبي هلال عن ابن أبي ذباب عن # أبي هريرة # . أن رجلا من أصحاب رسول

الله صلى الله عليه وسلم مر بشعب فيه عينة ماء عذب , و أعجبه طيبه , فقال لو

أقمت في هذا الشعب و اعتزلت الناس , و لا أفعل حتى استأمر رسول الله صلى الله

عليه وسلم , فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال : " لا تفعل فإن مقام ...

! " الحديث . و قال المقدسي : " هذا إسناد صحيح " . و قال الحاكم : " صحيح على

شرط مسلم " ! و وافقه الذهبي !

قلت : و هشام بن سعد , فيه كلام من قبل حفظه , فهو حسن الحديث , و لكنه ليس على

شرط مسلم , لأنه إنما أخرج له في الشواهد كما قال الحاكم نفسه , و نقل هذا

القول ذاته في " الميزان " عنه ! و كأنه لذلك قال الترمذي . " حديث حسن " .

لكن الحديث صحيح لغيره , فإن له شاهدا من حديث أبي أمامة قال : " خرجنا مع رسول

الله صلى الله عليه وسلم ... " الحديث نحوه دون قوله : " ألا تحبون ... " .

أخرجه أحمد ( 5 / 266 ) بسند ضعيف . و طرفه الأول منه أعني : " مقام أحدكم .."

. أخرجه الدارمي ( 2 / 202 ) و عنه الحاكم ( 2 / 68 ) و كذا ابن عساكر في "

الأربعين في الجهاد " ( رقم الحديث 13 - نسختي ) و البيهقي ( 9 / 161 ) من طريق

عبد الله بن صالح حدثني يحيى بن أيوب عن هشام عن الحسن عن عمران بن حصين أن

رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره . و قال الحاكم : " صحيح على شرط

البخاري " و وافقه الذهبي ! و قال ابن عساكر . " هذا حديث حسن " .

قلت : الحسن في سماعه من عمران خلاف , ثم هو مدلس و قد عنعنه , و عبد الله بن

صالح , و إن كان من شيوخ البخاري ففيه ضعف من قبل حفظه . و قوله " من قاتل ...

" . أخرجه أصحاب السنن و غيرهم من حديث معاذ و صححه ابن حبان و الحاكم و بعض

طرقه صحيحة , و قد خرجته في التعليق على " الترغيب " ( 2 / 169 ) .

ثم وجدت لابن صالح متابعا , أخرجه العقيلي في " الضعفاء " ( ص 30 ) و الخطيب في

" التاريخ " ( 10 / 295 ) من طريق يحيى بن سليم قال حدثنا إسماعيل بن عبيد الله

بن سلمان المكي قال : حدثنا الحسن به .

903 " لو أخطأتم حتى تبلغ خطاياكم السماء , ثم تبتم لتاب عليكم " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 604 :

أخرجه ابن ماجه ( 2 / 561 - 562 ) : حدثنا يعقوب بن حميد بن كاسب المديني حدثنا

أبو معاوية : حدثنا جعفر بن برقان عن يزيد بن الأصم عن # أبي هريرة # مرفوعا .

قلت و هذا إسناد حسن , رجاله كلهم ثقات رجال مسلم غير يعقوب ابن حميد و هو صدوق

ربما وهم كما في " التقريب " . و في " الزوائد " : " هذا إسناد حسن , و يعقوب

بن حميد مختلف فيه و باقي رجال الإسناد ثقات " . و قال المنذري ( 4 / 73 ) :

" و إسناده جيد " . و قال العراقي في " تخريج الإحياء " ( 4 / 12 ) " حسن " .

و له شاهد بنحوه من حديث أنس فراجع ما يأتي " و الذي نفسي بيده " برقم ( 1951 )

.

904 " أحب الأسماء إلى الله عبد الله و عبد الرحمن و الحارث " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 605 :

أخرجه ابن عدي في " الكامل " ( ق 8 / 2 ) من طريق أبي يعلى و هذا في " مسنده "

( 2 / 739 ) عن إسماعيل بن مسلم عن الحسن عن # أنس # مرفوعا به .

قلت : و هذا إسناد ضعيف " الحسن هو البصري و قد عنعنه و إسماعيل بن مسلم هو و

أبو إسحاق المكي ضعيف الحديث كما في " التقريب , و به أعله الهيثمي في " المجمع

" ( 8 / 49 ) . و لكن للحديث شاهد قوي يرويه به الحجاج بن أرطاة عن عمير بن

سعيد عن سبرة بن أبي سبرة عن أبيه : " أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم , قال

: ما ولدك ? قال : فلان , و فلان , و عبد العزى فقال رسول الله صلى الله عليه

وسلم هو عبد الرحمن , إن أحق أسمائكم أو من خير أسمائكم إن سميتم عبد الله ,

و عبد الرحمن , و الحارث " . و من هذا الوجه أخرجه ابن منده كما في " الإصابة "

( 2 / 392 ) .

قلت : و هذا سند ضعيف , من أجل الحجاج , فإنه مدلس , و قد عنعنه . و سبرة بن

أبي سبرة , أورده ابن أبي حاتم في " الجرح و التعديل " ( 2 / 1 / 296 ) , و لم

يذكر فيه جرحا و لا تعديلا , لكن أوردوه في " الصحابة " و ذكره ابن حجر في "

القسم الأول " من " الإصابة " , و ساق له هذا الحديث من رواية أبي أحمد الحاكم

عن الحجاج به . و قد تابعه أخوه عبد الرحمن نحوه , رواه أبو إسحاق عن خيثمة بن

عبد الرحمن بن ( أبي ) سبرة : " أن أباه عبد الرحمن ذهب مع جده إلى رسول الله

صلى الله عليه وسلم فقال له : ما اسم ابنك ? قال : عزيز , فقال النبي صلى الله

عليه وسلم : لا تسمه عزيزا , و لكن سمه عبد الرحمن , ثم قال : " فذكره .

أخرجه أحمد ( 4 / 178 ) و ابن حبان ( 1945 ) مختصرا , و كذا الحاكم ( 4 / 276 )

و قال : " صحيح الإسناد " . و وافقه الذهبي .

قلت : لكن ظاهره الإرسال , و قد وصله أحمد في رواية له من هذا الوجه عن خيثمة

بن عبد الرحمن عن أبيه به نحوه .

قلت : فهذا موصول , و كذلك رواه الطبراني , قال الهيثمي ( 8 / 50 ) :

" و رجاله رجال الصحيح " . و للحديث شاهد مرسل قوي بلفظ : " خير الأسماء عبد

الله , و عبد الرحمن , و نحو هذا , و أصدق الأسماء الحارث و همام , حارث لدنياه

و لدينه , و همام بهما , و شر الأسماء حرب و مرة " . رواه ابن وهب في " الجامع

" ( ص 7 ) : أخبرني ابن لهيعة عن جعفر ابن ربيعة عن ربيعة بن يزيد عن عبد الله

بن عامر اليحصبي مرفوعا .

قلت : و هذا سند مرسل صحيح , رجاله كلهم ثقات , و اليحصبي كنيته أبو عمران

الدمشقي المقري . و قد تابعه عبد الوهاب بن بخت , فقال ابن وهب : أخبرني داود

بن قيس عنه به دون قوله " و نحو هذا " . و إسناده مرسل صحيح أيضا , لكن ابن بخت

كان قد سكن الشام , فمن الجائز أن يكون تلقاه عن اليحصبي , فلا يتقوى أحدهما

بالآخر , كما هو ظاهر .

905 " احبسوا صبيانكم حتى تذهب فوعة العشاء , فإنها ساعة تخترق فيها الشياطين " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 607 :

أخرجه الحاكم ( 4 / 284 ) من طريق حماد بن سلمة قال : أنبأنا حبيب المعلم عن

عطاء عن # جابر بن عبد الله # أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .

و قال الحاكم : " صحيح على شرط مسلم " . و أقره الذهبي .

قلت : و هو كما قالا . و له عند أحمد طريق أخرى مختصرا فقال ( 3 / 360 ) :

حدثنا يعقوب حدثنا أبي عن بعض أهله عن أبيه عن طلق بن حبيب عن جابر مرفوعا بلفظ

: " اتقوا فورة العشاء . كأنه لما يخاف من الاحتضار " . و رجاله ثقات رجال مسلم

غير البعض المشار إليه فهو مجهول .

906 " أحب الناس إلى الله تعالى أنفعهم للناس و أحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور

يدخله على مسلم أو يكشف عنه كربة أو يقضي عنه دينا أو تطرد عنه جوعا و لأن أمشي

مع أخ في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في هذا المسجد , ( يعني مسجد المدينة ) شهرا

و من كف غضبه ستر الله عورته و من كظم غيظه و لو شاء أن يمضيه أمضاه ملأ الله

قلبه رجاء يوم القيامة و من مشى مع أخيه في حاجة حتى تتهيأ له أثبت الله قدمه

يوم تزول الأقدام ( و إن سوء الخلق يفسد العمل كما يفسد الخل العسل ) " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 608 :

أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 3 / 209 / 2 ) و ابن عساكر في " التاريخ

" ( 18 / 1 / 2 ) عن عبد الرحمن بن قيس الضبي أنبأنا سكين ابن أبي سراج أنبأنا

عمرو بن دينار عن # ابن عمر # : " أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم

فقال : يا رسول الله أي الناس أحب إلى الله و أي الأعمال أحب إلى الله ? فقال

رسول الله صلى الله عليه وسلم : " فذكره . و ليس فيه الجملة التي بين

المعكوفتين و ليس عند ابن عساكر قوله : " و لأن أمشي ... " الخ .

قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا سكين هذا اتهمه ابن حبان , فقال : " يروي الموضوعات

" . و قال البخاري : " منكر الحديث " . و عبد الرحمن بن قيس الضبي مثله أو شر

منه , قال الحافظ في " التقريب " : " متروك , كذبه أبو زرعة و غيره " .

لكن قد جاء بإسناد خير من هذا , فرواه ابن أبي الدنيا في " قضاء الحوائج " ( ص

80 رقم 36 ) و أبو إسحاق المزكي في " الفوائد المنتخبة " ( 1 / 147 / 2 ) -

ببعضه - و ابن عساكر ( 11 / 444 / 1 ) من طرق عن بكر بن خنيس عن عبد الله بن

دينار عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ( كذا قال ابن أبي الدنيا , و قال

الآخران : عن عبد الله بن عمر - قال : قيل يا رسول الله من أحب الناس إلى الله

... " و فيه الزيادة .

قلت : و هذا إسناد حسن , فإن بكر بن خنيس صدوق له أغلاط كما قال الحافظ .

و عبد الله بن دينار ثقة من رجال الشيخين . فثبت الحديث . و الحمد لله تعالى .

907 " خيار أئمتكم الذين تحبونهم و يحبونكم و يصلون عليكم و تصولن عليهم , و شرار

أئمتكم الذين تبغضونهم و يبغضونكم و تلعنونهم و يلعنونكم , قيل : يا رسول الله

أفلا ننابذهم بالسيف ? فقال : لا ما أقاموا فيكم الصلاة و إذا رأيتم من ولاتكم

شيئا تكرهونه , فاكرهوا عمله و لا تنزعوا يدا من طاعة " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 610 :

أخرجه مسلم ( 6 / 24 ) و الدارمي ( 2 / 324 ) و أحمد ( 6 / 24 , 28 ) من حديث

# عوف بن مالك # .

908 " كان يحتجم على الأخدعين و الكاهل و كان يحتجم لسبع عشرة و تسع عشرة و إحدى

و عشرين " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 610 :

أخرجه الترمذي ( 2 / 5 ) و الحاكم ( 4 / 210 ) من طريق همام و جرير بن حازم

قالا : حدثنا قتادة عن # أنس # مرفوعا . و قال الحاكم : " صحيح على شرط الشيخين

" . و وافقه الذهبي . و هو كما قالا .

و له شاهد من حديث ابن عباس بلفظ : " كان يحتجم لسبع عشرة ... " . أخرجه الحاكم

( 4 / 409 ) من طريق عباد بن منصور عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا به . و قال :

" صحيح الإسناد " . و رده الذهبي بقوله : " قلت : لا " .

و هذا هو الصواب لأن عبادا هذا فيه ضعف لتغيره و تدليسه و قد سبق تفصيل ذلك بما

لا تجده في مكان آخر تحت الحديث ( 633 ) .

لكن لحديثه هذا شاهد من قوله صلى الله عليه وسلم , و قد مضى برقم ( 622 ) .

909 " احتج آدم و موسى , فحج آدم موسى " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 611 :

أخرجه الخطيب في " تاريخ بغداد " ( 4 / 349 ) عن أبي بكر أحمد بن القاسم

الأنماطي المعروف بـ ( بلبل ) : حدثنا عبد الله بن سوار أبو السوار أخبرنا حماد

بن سلمة عن حميد عن الحسن عن أنس عن # جندب أو غيره # عن النبي صلى الله عليه

وسلم قال : فذكره . أورده الخطيب في ترجمة الأنماطي هذا و لم يذكر فيه جرحا

و لا تعديلا لكن يبدو من التخريج الآتي عن الهيثمي أنه لم يتفرد به و من فوقه

كلهم ثقات غير أن الحسن مدلس و قد عنعنه . و الحديث أورده الهيثمي في " المجمع

" ( 7 / 191 بأتم منه عن جندب ابن عبد الله و غيره أن رسول الله صلى الله عليه

وسلم قال : " احتج آدم و موسى , فقال موسى : أنت آدم الذي خلقك الله بيده ... "

الحديث و قال : " رواه أبو يعلى و أحمد بنحوه و الطبراني و رجالهم رجال الصحيح

" . قلت : أخرجه أحمد ( 2 / 464 ) و أبو يعلى ( 1 / 422 ) و ابن أبي عاصم في

" السنة " ( 143 ) و الطبراني في " المعجم الكبير " ( 1 / 83 / 2 ) من طرق أخرى

عن حماد بن سلمة به إلا أنه قال : عن الحسن عن جندب و لم يذكر أنسا بينهما ,

و لفظه : " لقي آدم موسى صلى الله عليهما , فقال موسى : أنت آدم الذي خلقك الله

بيده و أسكنك جنته و أسجد لك ملائكته , ثم فعلت ما فعلت و أخرجت ذريتك من الجنة

? قال آدم عليه السلام : أنت موسى الذي اصطفاك الله برسالته و كلمك و قربك نجيا

. قال : نعم , قال : فأنا أقدم أم الذكر ? قال : بل الذكر , قال رسول الله صلى

الله عليه وسلم : فحج آدم موسى , فحج آدم موسى , فحج آدم موسى " .

و أخرجه أحمد و الطبراني من طريقين عن حماد عن عمار بن أبي عمار عن أبي هريرة

رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم به . و إسناده صحيح , و إسناد الأول

معلول بالانقطاع كما سبق .

( تنبيه ) أورد الحديث السيوطي في " الجامع الكبير " ( 1 / 23 / 1 ) و في

" زيادته على الجامع الصغير " ( ق 8 / 1 ) باللفظ المذكور أعلاه من رواية

الخطيب عن أنس . و إنما هو عنده من روايته عنه عن جندب كما تقدم و ذكر أنس في

السند شاذ كما تدل عليه الطرق السابقة عند أحمد و الطبراني و غيرهما . ثم إن

الحديث في " الصحيحين " و " المسند " ( 2 / 248 , 264 , 268 , 287 , 314 , 392

, 398 , 448 ) و غيرها من طرق عن أبي هريرة به نحوه بتمامه .

910 " احذروا الدنيا , فإنها خضرة حلوة " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 612 :

أخرجه الإمام أحمد في " الزهد " ( ص 11 ) : حدثنا زيد بن الحباب حدثنا سفيان بن

سعيد عن الزبير بن عدي عن # مصعب بن سعد # قال : قال رسول الله صلى الله عليه

وسلم : فذكره .

قلت : و هذا إسناد صحيح لولا أنه مرسل لكن له شاهد موصول بلفظ :

" إن الدنيا خضرة حلوة و إن الله عز وجل مستخلفكم فيها لينظر كيف تعملون ,

فاتقوا الدنيا و اتقوا النساء , فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء " .

911 " إن الدنيا خضرة حلوة و إن الله عز وجل مستخلفكم فيها لينظر كيف تعملون ,

فاتقوا الدنيا و اتقوا النساء , فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 613 :

أخرجه أحمد في " المسند " ( 3 / 22 ) من طريق أبي نضرة عن # أبي سعيد الخدري #

عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .

قلت : و إسناده صحيح على شرط مسلم .

912 " إذا رأيتم المداحين , فاحثوا في وجوههم التراب " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 613 :

ورد من حديث # المقداد بن الأسود و عبد الله بن عمر و أبي هريرة و عبادة بن

الصامت # .

1 - أما حديث المقداد , فله عنه طرق : الأولى : عن همام بن الحارث .

" أن رجلا جعل يمدح عثمان , فعمد المقداد , فجثا على ركبتيه و كان رجلا ضخما ,

فجعل يحثو في وجهه الحصباء , فقال له عثمان : ما شأنك ? فقال : إن رسول الله

صلى الله عليه وسلم قال " فذكره . أخرجه مسلم ( 8 / 228 ) و أبو داود ( 2 / 290

) و أحمد ( 6 / 5 ) من طريق إبراهيم عنه .

الثانية : عن مجاهد عن أبي معمر قال : " قام رجل يثني على أمير من الأمراء ...

" الحديث نحوه . أخرجه مسلم و البخاري في " الأدب المفرد " ( 339 ) و الترمذي (

3 / 284 ) و ابن ماجه ( 2 / 407 ) و أحمد أيضا من طريق حبيب بن أبي ثابت عنه .

و قال الترمذي : " حديث حسن صحيح " .

قلت : و تابعه ابن أبي نجيح عن مجاهد : " أن سعيد بن العاص بعث وفدا من العراق

إلى عثمان , فجاؤوا يثنون عليه , فجعل المقداد يحثو في وجوههم التراب , و قال "

فذكره نحوه . و في لفظ : " فقام المقداد فقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه

وسلم يقول : احثوا في وجوه المداحين التراب . فقال الزبير : أما المقداد فقد

قضى ما عليه " . أخرجه أحمد , و رجاله ثقات لكنه منقطع , فإن مجاهدا لم يسمع من

عثمان بن عفان و قد مات سنة ( 35 ) و المقداد , فقد مات قبله بسنتين , فبينهما

أبو معمر كما في رواية حبيب المتقدمة عنه مع أن حبيبا كان مدلسا و قد عنعنه .

الثالثة : عن عبد الله البهي . " أن ركبا وقفوا على عثمان بن عفان فمدحوه

و أثنوا عليه , و ثم المقداد بن الأسود , فأخذ قبضة من الأرض .. " . الحديث

نحوه . أخرجه أحمد و رجال إسناده ثقات , فهو صحيح إن كان البهي أدرك القصة

و ذلك مما لا أعتقده .

الرابعة : عن ميمون بن شبيب قال : " جاء رجل يثني على عامل لعثمان عند المقداد

, فحثا في وجهه التراب .. " . الحديث . أخرجه أحمد و أبو نعيم في " الحلية "

( 4 / 377 ) . و سنده صحيح إن كان ميمون أدرك القصة و لا أظن ذلك .

2 - و أما حديث ابن عمر , فله عنه طرق أيضا .

الأولى : عن عطاء بن أبي رباح . " أن رجلا كان يمدح رجلا عند ابن عمر , فجعل

ابن عمر يحثو التراب نحو فيه , و قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ... "

. فذكره بلفظ الترجمة . أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ( 340 ) و الخطيب في

" التاريخ " ( 11 / 107 ) .

قلت : و إسناده صحيح على شرط البخاري في " صحيحه " .

الثانية : عن زيد بن أسلم قال : سمعت ابن عمر يقول : سمعت رسول الله صلى الله

عليه وسلم يقول : فذكره بلفظ : " احثوا في وجوه المداحين التراب " . أخرجه ابن

حبان ( 2008 ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 6 / 127 ) و الخطيب ( 7 / 338 ) و

ابن عساكر في " تاريخه " ( 17 / 448 / 1 ) من طرق عنه .

قلت : و هذا إسناد صحيح غاية .

الثالثة : عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير قال : مدحك أخاك في وجهه كإمرارك على

حلقه موسى رهيصا - أي شديدا - قال : " و مدح رجل ابن عمر رضي الله عنه في وجهه

, فقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ( فذكره باللفظ الآنف الذكر ) , ثم

أخذ ابن عمر التراب فرمى به في وجه المادح , و قال : هذا في وجهك ( ثلاث مرات )

" . أخرجه أبو نعيم ( 6 / 99 ) من طريق بقية بن الوليد حدثني ثور عن عبد الرحمن

بن جبير بن نفير ... و قال : " غريب من حديث ثور لم نكتبه إلا من حديث بقية " .

قلت : و هو ثقة , و قد صرح بالتحديث , فالسند جيد .

3 - و أما حديث أبي هريرة , فيرويه سالم الخياط عن الحسن عنه نحوه .

أخرجه الترمذي ( 3 / 285 ) و قال : " حديث غريب من حديث أبي هريرة " .

قلت : و سنده ضعيف , الحسن هو البصري و هو مدلس و قد عنعنه . و سالم هو ابن عبد

الله البصري , صدوق سيء الحفظ .

4 - و أما حديث عبادة , فعزاه في " الجامع " لابن عساكر .

913 " دخلت الجنة فسمعت فيها قراءة , قلت : من هذا ? فقالوا : حارثة بن النعمان ,

كذلكم البر كذلكم البر ( و كان أبر الناس بأمه ) " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 616 :

رواه ابن وهب في " الجامع " ( 22 ) سمعت سفيان يحدث عن ابن شهاب عن عمرة ابنة

عبد الرحمن عن # عائشة # مرفوعا .

قلت : و هذا سند صحيح على شرط الشيخين . و قد أخرجه الحاكم ( 3 / 208 ) من طريق

أخرى عن سفيان به و صححه كما ذكرنا و وافقه الذهبي . ثم رواه ابن وهب ( ص 20 )

من طريق موسى بن زيد عن ابن شهاب به إلا أنه أرسله فلم يذكر عائشة و زاد :

و " كان حارثة أبر هذه الأمة بأمه " . و قد وصله معمر أيضا عن الزهري عن عمرة

عن عائشة به , و فيه الزيادة بلفظ : " و كان أبر الناس بأمه " . أخرجه أحمد ( 6

/ 151 - 152 ) و البغوي في " شرح السنة " ( 3 / 420 - نسخة المكتب ) و ابن

النجار في " ذيل التاريخ " ( 10 / 134 / 2 ) من طريق عبد الرزاق أنبأنا معمر به

. و في رواية عبد الرزاق : " نمت , فرأيتني في الجنة , فسمعت صوت قارىء يقرأ

... " الحديث مثله . أخرجه أحمد ( 166 - 167 ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 1 /

6 / 356 ) و قال : " رواه ابن أبي عتيق عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي

هريرة مثله " .

914 " الوالد أوسط أبواب الجنة " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 618 :

أخرجه الطيالسي في " مسنده " ( رقم 981 ) : حدثنا شعبة عن عطاء بن السائب عن

أبي عبد الرحمن السلمي عن # أبي الدرداء # قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه

وسلم يقول : فذكره . و هكذا أخرجه أحمد ( 5 / 196 ) و ابن ماجه ( 2089 )

و الحاكم ( 4 / 152 ) من طريق أخرى عن شعبة به . و قال الحاكم : " صحيح الإسناد

" . و وافقه الذهبي و هو كما قالا . و تابعه سفيان الثوري : حدثنا عطاء به و

لفظه : حدثني عبد الرحمن السلمي . " أن رجلا منا أمرته أمه أن يتزوج , فلما

تزوج , أمرته أن يفارقها , فارتحل إلى أبي الدرداء فسأله عن ذلك , فقال : ما

أنا بالذي آمرك أن تطلق و ما أنا بالذي آمرك أن تمسك , سمعت رسول الله صلى الله

عليه وسلم يقول : فذكره , فاحفظ ذلك الباب أو ضيعه " . ( قال : فرجع و قد

فارقها ) " :

أخرجه الطحاوي في " مشكل الآثار " ( 2 / 158 ) و السياق له و أحمد ( 6 / 445 )

و الزيادة له . و تابعه ابن عيينة قال : حدثنا عطاء بن السائب به مع اختصار في

القصة . أخرجه الحميدي في " مسنده " ( 395 ) حدثنا سفيان به . و من طريق

الحميدي أخرجه الحاكم ( 4 / 152 ) . و أخرجه الترمذي ( 1 / 347 ) و ابن ماجه

أيضا ( 3663 ) من طرق أخرى عن سفيان به . و قال الترمذى : " حديث حسن صحيح " .

و ابن حبان ( 2023 ) و الحاكم أيضا ( 2 / 197 ) و أحمد ( 5 / 198 ) و ابن عساكر

( 19 / 153 / 1 - 2 ) من طرق أخرى عن عطاء به .

و قال الحاكم : " صحيح الإسناد " . و وافقه الذهبي .

( تنبيه ) قوله " فاحفظ ذلك الباب أو ضيعه " , الظاهر من السياق أنه قول أبي

الدرداء غير مرفوع . و يؤيده رواية عبد الرزاق أنبأنا سفيان عن عطاء به لم يذكر

منه إلا لفظ الترجمة أخرجه أحمد ( 6 / 447 - 448 ) . لكن في رواية الطحاوي

المتقدمة بعد قوله : " أو ضيعه " " أو كما قال النبي صلى الله عليه وسلم , الشك

من ابن مرزوق " .

قلت : و مع الشك المذكور فإن بينه و بين سفيان الثوري أبا حذيفة موسى بن مسعود

و هو سيىء الحفظ كما في " التقريب " . و الله أعلم .

915 " أخنع اسم عند الله يوم القيامة , رجل تسمى ملك الأملاك " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 619 :

أخرجه أحمد ( 2 / 244 ) و الحميدي ( 1127 ) قالا : حدثنا سفيان عن أبي الزناد

الأعرج عن # أبي هريرة # عن النبي صلى الله عليه وسلم : فذكره . و أخرجه مسلم

( 6 / 174 ) و أبو داود ( 2 / 309 ) من طريق أحمد , و الحاكم ( 4 / 274 ) من

طريق الحميدي , و قال : " صحيح على شرط الشيخين و لم يخرجاه " .

و رده الذهبي بأنهما قد أخرجاه و هو كما قال , فقد أخرجه البخاري ( 10 / 485 -

486 ) و مسلم أيضا و الترمذي ( 4 / 29 ) من طرق أخرى عن سفيان به و قال الترمذي

: " حديث حسن صحيح " .

قلت : و زاد مسلم في رواية : " لا مالك إلا الله عز وجل " .

و للحديث طريق أخرى عن أبي هريرة مرفوعا بلفظ : " أغيظ رجل على الله يوم

القيامة و أخبثه و أغيظه عليه , رجل كان يسمى ملك الأملاك لا ملك إلا الله " .

أخرجه مسلم و أحمد ( 2 / 315 ) من طريق همام بن منبه حدثنا أبو هريرة عن رسول

الله صلى الله عليه وسلم فذكره .

( تنبيه ) أورد السيوطي الحديث باللفظ الأول في " الجامع الصغير " على الصواب

من رواية الشيخين و أبي داود و الترمذي , ثم أورده في " زيادة الجامع الصغير "

( 8 / 1 ) من رواية أبي داود بلفظ : " أحرج اسم ... " فكأنه تصحف عليه أو على

بعض نساخ " أبي داود " ثم لم يتنبه له السيوطي فأورده في " الزيادة " و تبعه

على ذلك صاحب " الفتح الكبير في ضم الزيادة إلى الجامع الصغير " ! .

916 " إن الأنصار قد قضوا الذي عليهم و بقي الذي عليكم , فأحسنوا إلى محسنهم

و تجاوزوا عن مسيئهم " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 621 :

أخرجه ابن حبان ( 2293 ) و أحمد ( 3 / 187 , 205 - 206 ) من طرق عن حميد عن

# أنس بن مالك # . " أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج يوما عاصبا رأسه , فتلقاه

ذراري الأنصار و خدمهم , ذخرة الأنصار يومئذ , فقال : و الذي نفسي بيده إني

لأحبكم ( مرتين أو ثلاثا ) ثم قال " فذكره . و هذا سند صحيح على شرط الشيخين .

و أخرجه أحمد ( 3 / 162 ) من طريق ثابت البناني أنه سمع أنس بن مالك : قال :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره نحوه . و سنده صحيح أيضا على شرطهما

. و للجملة الأخيرة منه شاهد من حديث سهل بن سعد و عبد الله بن جعفر و إبراهيم

بن محمد بن حاطب مرفوعا به . قال الهيثمي في " المجمع " ( 10 / 37 ) : " رواه

الطبراني , و فيه عبد المهيمن بن عباس بن سهل , و هو ضعيف " . و ذكره قبل صفحة

بنحوه و قال : " رواه أبو يعلى و الطبراني في " الأوسط " و " الكبير " بأسانيد

في أحدها عبد الله بن مصعب , و في الآخر عبد المهيمن بن عباس و كلاهما ضعيف " .

قلت . لكن أحدهما يقوي الآخر و حديثهما صحيح بشهادة حديث أنس . و في رواية

لأحمد ( 3 / 241 ) من طريق علي بن زيد قال : " بلغ مصعب بن الزبير عن عريف

الأنصار شيء , فهم به , فدخل عليه أنس بن مالك فقال له : سمعت رسول الله صلى

الله عليه وسلم يقول : " استوصوا بالأنصار خيرا أو قال معروفا اقبلوا من محسنهم

و تجاوزا عن مسيئهم " . فألقى مصعب نفسه عن سريره و ألزق خده بالبساط , و قال :

أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم على الرأس و العين , فتركه " . و علي بن زيد

و هو ابن جدعان فيه ضعف لكن حديثه جيد في الشواهد . و له في " مسند البزار " (

ص 289 - زوائده ) شاهد من حديث أبي بكر الصديق .

917 " ألا إن الناس دثاري و الأنصار شعاري لو سلك الناس واديا و سلكت الأنصار شعبة

لاتبعت شعبة الأنصار و لولا الهجرة لكنت رجلا من الأنصار , فمن ولى أمر الأنصار

, فليحسن إلى محسنهم و ليتجاوز عن مسيئهم و من أفزعهم , فقد أفزع هذا الذي بين

هاتين . و أشار إلى نفسه صلى الله عليه وسلم " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 622 :

أخرجه الحاكم ( 4 / 79 ) و أحمد ( 5 / 307 ) من طريق ابن وهب : أخبرني أبو صخر

أن يحيى بن النضر الأنصاري حدثه أنه سمع # أبا قتادة # يقول : سمعت رسول الله

صلى الله عليه وسلم يقول على المنبر للأنصار : فذكره , و قال الحاكم : " صحيح

الإسناد " . و وافقه الذهبي .

قلت : و هو كما قالا , و رجاله كلهم ثقات رجال مسلم غير يحيى بن النضر و هو ثقة

: و قال الهيثمي ( 10 / 35 ) : " رواه أحمد و رجاله رجال الصحيح غير يحيى بن

النضر الأنصاري و هو ثقة " . و قال في مكان آخر ( 10 / 33 ) : " رواه الطبراني

في " الأوسط " عن شيخه مقدام بن داود و هو ضعيف , و قال ابن دقيق العيد : إنه

وثق , و بقية رجاله ثقات " .

918 " ما من ذنب أجدر أن يعجل الله تعالى لصحابه العقوبة في الدنيا مع ما يدخر له

في الآخرة من البغي و قطيعة الرحم " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 623 :

أخرجه ابن المبارك في " الزهد " ( 724 ) و البخاري في " الأدب المفرد " ( ص 12

) و أبو داود ( 2 / 301 - 302 ) و الترمذي ( 1 / 83 ) و ابن ماجه ( 2 / 552 )

و ابن حبان ( 2039 ) و الحاكم ( 2 / 356 و 4 / 162 - 163 ) و البغوي في " حديث

ابن الجعد " ( 7 / 70 / 1 ) و أحمد ( 5 / 36 , 38 ) عن عيينة بن عبد الرحمن بن

جوشن الغطفاني حدثنا أبي عن # أبي بكرة # مرفوعا . و قال الترمذي : " حديث حسن

صحيح " , و قال الحاكم : " صحيح الإسناد " .

قلت و هو كما قالا , فإن رجال إسناده ثقات كلهم . و قد روى الحديث بزيادة و هو

: " ما من ذنب أجدر أن يعجل الله لصاحبه العقوبة مع ما يدخر له في الآخرة من

قطيعة الرحم و الخيانة و الكذب و إن أعجل البر ثوابا لصلة الرحم حتى إن أهل

البيت ليكونوا فقراء فتنموا أموالهم و يكثر عددهم إذا تواصلوا " .

قال في " المجمع " ( 8 / 152 ) : " رواه الطبراني عن شيخه عبد الله بن موسى بن

أبي عثمان الأنطاكي و لم أعرفه و بقية رجاله ثقات " .

قلت : و أخرج الشطر الثاني منه ابن حبان ( 2038 ) بلفظ : " إن أعجل الطاعة

ثوابا صلة الرحم .... " . رواه من طريق أبي يعلى : حدثنا مسلم بن أبي مسلم

الجرمي حدثنا مخلد بن الحسين عن هشام عن الحسن عن أبي بكرة مرفوعا به .

قلت : و رجاله ثقات كلهم على عنعنة الحسن و هو البصري غير الجرمي هذا و لم

أعرفه الآن , و لما عزاه المنذري في " الترغيب " ( 3 / 228 ) لابن حبان في

" صحيحه " سكت عليه , فلعله عرفه . و للشطر الأول منه شاهد من حديث أبي هريرة ,

سيأتي في هذا المجلد إن شاء الله تعالى برقم ( 978 ) .

919 " أطع أباك و طلقها " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 624 :

أخرجه أبو داود ( 5138 ) و الترمذي ( 1 / 223 ) و ابن ماجه ( 2088 ) و ابن حبان

( 2024 / 2025 ) و الطحاوي في " المشكل " ( 2 / 159 ) و الحاكم ( 2 / 197 )

و أحمد ( 2 / 42 و 53 و 157 ) من طريق ابن أبي ذئب حدثني خالي الحارث بن عبد

الرحمن عن # حمزة بن عبد الله بن عمر عن أبيه # رضي الله عنهما قال : " كانت

تحتي امرأة أحبها و كان عمر يكرهها , فقال عمر : طلقها فأبيت , فذكر ذلك للنبي

صلى الله عليه وسلم , فقال " فذكره , و السياق للحاكم و قال : " صحيح على شرط

الشيخين " . و وافقه . الذهبي . و قال الترمذي : " حسن صحيح " .

و أقول : بل هو حسن فقط , فإن الحارث هذا لم يرو له الشيخان شيئا و لا روى عنه

غير ابن أبي ذئب , و قال أحمد و النسائي : " ليس به بأس " .

920 " ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما : اللهم أعط منفقا

خلفا و يقول الآخر : اللهم أعط ممسكا تلفا " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 625 :

أخرجه البخاري ( 3 / 237 ) و مسلم ( 3 / 83 - 84 ) من طريق أبي الحباب سعيد بن

يسار عن # أبي هريرة # مرفوعا به . و له شاهد من حديث أبي الدرداء بلفظ : " ما

طلعت شمس قط " و قد مضى . و رواه ابن حبان ( 815 ) من طريق عبد الرحمن ابن أبي

عمرة عن أبي عمرة عن أبي هريرة مرفوعا بلفظ : " إن ملكا بباب من أبواب الجنة

يقول : من يقرض اليوم يجز غدا , و ملك بباب آخر يقول : اللهم أعط منفقا خلفا

و أعط ممسكا تلفا " .

قلت : و هذا إسناد صحيح . و له شاهد من حديث أبي الدرداء مرفوعا نحوه . أخرجه

ابن حبان ( 814 ) و الحاكم ( 2 / 445 ) و أحمد ( 5 / 197 ) .

921 " من آمن بالله و برسوله و أقام الصلاة و صام رمضان كان حقا على الله أن يدخله

الجنة , جاهد في سبيل الله أو جلس في أرضه التي ولد فيها , فقالوا : يا رسول

الله أفلا نبشر الناس ? قال : إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في

سبيل الله ما بين الدرجتين كما بين السماء و الأرض , فإذا سألتم الله فاسألوه

الفردوس , فإنه أوسط الجنة و أعلى الجنة - أراه - , فوقه عرش الرحمن , و منها

تفجر أنهار الجنة " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 626 :

أخرجه البخاري ( 4 / 14 , 9 / 101 ) و أحمد ( 2 / 335 , 339 ) و البيهقي في

" الأسماء " ( 398 ) من طريق فليح عن هلال بن علي عن عطاء بن يسار عن # أبي

هريرة # عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .

قلت : و فليح هذا مع كونه من رجال الشيخين , فهو صدوق كثير الخطأ , كما قال

الحافظ لكن يشهد لحديثه , و أنه قد حفظه حديث معاذ ابن جبل من رواية زيد بن

أسلم عن عطاء بن يسار عنه . أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره نحوه

بتمامه . و في إسناده اختلاف يأتي بيانه في الحديث الآتي بعده .

( تنبيه ) أخرج الحاكم ( 1 / 80 ) الحديث مختصرا من الوجه المذكور , و قال :

" صحيح على شرط الشيخين و لم يخرجاه " . و أقره الذهبي .

قلت : فوهما في استدراكه على البخاري و قد أخرجه بأتم من لفظه ! و من الغريب أن

السيوطي أورده مختصرا كذلك في " زيادة الجامع الصغير " من رواية أحمد و البخاري

! و قد أخرجه كذلك ابن حبان ( 18 ) من الوجه المذكور لكن وقع عنده " عبد الرحمن

بن أبي عمرة " مكان " عطاء بن يسار " .

922 " الجنة مائة درجة ما بين كل درجتين مسيرة مائة عام - و قال عفان : كما بين

السماء إلى الأرض - و الفردوس أعلاها درجة و منها تخرج الأنهار الأربعة و العرش

من فوقها , و إذا سألتم الله تبارك و تعالى , فاسألوه الفردوس " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 627 :

أخرجه الترمذي ( 3 / 326 ) و الحاكم ( 1 / 80 ) و أحمد ( 5 / 316 , 321 )

و السياق له من طرق عن همام بن يحيى عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن # عبادة

بن الصامت # أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره . و قال الحاكم :

" إسناده صحيح " , و أقره الذهبي . و أعله الترمذي بالمخالفة , فإنه أخرجه هو

و ابن ماجه ( 2 / 590 ) و أحمد ( 5 / 240 - 241 ) من طريقين عن زيد بن أسلم عن

عطاء بن يسار عن معاذ بن جبل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره بأتم

منه و قال : " و هكذا روى هذا الحديث هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن عطاء بن

يسار عن معاذ بن جبل . و هذا عندي أصح من حديث همام عن زيد بن أسلم عن عطاء بن

يسار عن عبادة بن الصامت و عطاء لم يدرك معاذ بن جبل , معاذ قديم الموت مات في

خلافة عمر " .

قلت : همام بن يحيى ثقة محتج به في الصحيحين , فيمكن أن يكون لعطاء فيه إسنادان

: أحدهما عن عبادة حفظه هو و الآخر عن معاذ حفظه الجماعة , فلا تعارض . و مما

يؤيد هذا أن البخاري أخرجه من طريق هلال بن علي عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة

مرفوعا به كما تقدم , فهذا إسناد ثالث لعطاء , فالجمع أولى من تخطئة ثقتين و قد

أشار الحافظ ابن حجر إلى هذا الجمع كما في نقل المباركفوري عنه , و الله أعلم .

( تنبيه ) قوله : " مائة عام " هو رواية أحمد , و في رواية الآخرين " كما بين

السماء و الأرض " و هي رواية عفان عنده و مثلها روايتهم عن معاذ إلا أحمد فهي

عنده باللفظ الأول : " مائة عام " . و يشهد له حديث شريك بن عبد الله عن محمد

بن جحادة عن عطاء عن أبي هريرة مرفوعا به مختصرا . بلفظ : " الجنة مائة درجة ما

بين كل درجتين مائة عام " . أخرجه أحمد ( 2 / 292 ) و الترمذي ( 3 / 325 )

و قال : " حديث حسن , و في نسخة : حسن صحيح غريب " .

و أقول : شريك سيء الحفظ لكن يدل على أنه قد حفظ رواية أحمد عن عبادة و معاذ

المتقدمين و لا تعارض بينهما و بين رواية الآخرين " كما بين السماء و الأرض "

لأن روايتهما مفصلة و الأخرى مجملة و المفصل يقضي على المجمل كما هو معلوم من

علم الأصول .

923 " من ذرعه القيء فلا يقض " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 629 :

رواه الحربي في " غريب الحديث " ( 5 / 55 / 1 ) : حدثنا الحكم ابن موسى حدثنا

عيسى بن يونس عن هشام عن محمد عن # أبي هريرة # مرفوعا .

قلت : و هذا إسناد صحيح , رجاله رجال مسلم لكن أعله بعضهم بما لا يقدح . و قد

تكلمت عليه و بينت صحته في تعليقي على رسالة " الصيام " لابن تيمية , ثم في

" الإرواء " ( 905 ) .

924 " لأخرجن اليهود و النصارى من جزيرة العرب حتى لا أدع إلا مسلما " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 629 :

أخرجه مسلم ( 5 / 160 ) و أبو داود ( 2 / 43 ) و الترمذي ( 2 / 398 ) و صححه

و أحمد ( رقم 201 ) من طريق ابن جريج : حدثنا أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد

الله يقول : أخبرني # عمر بن الخطاب # أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم

به . و قد تابعه ابن لهيعة عن أبي الزبير . أخرجه أحمد ( 3 / 245 ) .

و تابعه حماد بن سلمة عنه إلا أنه أسقط من السند عمر و جعله من مسند جابر .

أخرجه أبو عبيد في " الأموال " ( رقم 270 , 271 ) . و الصواب الأول , و كذلك

رواه سفيان الثوري بلفظ : " لئن عشت لأخرجن " و يأتي إن شاء الله تعالى برقم (

1134 ) . و الحديث أخرجه الطحاوي في " المشكل " ( 4 / 12 ) عن ابن جريج و سفيان

. و له طريق أخرى أخرجه المخلص في " الفوائد المنتقاة " ( 9 / 204 / 1 ) :

حدثنا عبد الله ( هو البغوي ) قال : حدثنا محرز ( و هو ابن عون ) حدثنا القاسم

بن محمد عن عبد الله بن محمد عن جابر عن عمر به .

قلت : و هذا سند حسن , رجاله ثقات إلا أن عبد الله بن محمد و هو ابن عقيل فيه

كلام لا ينزل حديثه عن مرتبة الحسن .

925 " الراحمون يرحمهم الرحمن تبارك و تعالى , ارحموا من في الأرض يرحمكم من في

السماء ( و الرحم شجنة من الرحمن , فمن وصلها وصله الله و من قطعها قطعه الله )

" .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 630 :

رواه أبو داود ( 4941 ) و الترمذي ( 1 / 350 ) و أحمد ( 2 / 160 ) و الحميدي

( 591 ) و الحاكم ( 4 / 159 ) و صححه و وافقه الذهبي و الخطيب في " التاريخ "

( 3 / 260 ) و أبو الفتح الخرقي في " الفوائد الملتقطة " ( 222 - 223 ) كلهم

عن سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن # أبي قابوس مولى عبد الله بن عمرو #

مرفوعا . و قال الترمذي : " هذا حديث حسن صحيح " . و صححه الخرقي أيضا .

قلت : و رواه العراقي في " العشاريات " ( 59 / 1 ) من هذا الوجه مسلسلا بقول

الراوي : " و هو أول حديث سمعته منه " ثم قال : " هذا حديث صحيح " .

و صححه أيضا ابن ناصر الدين الدمشقي في بعض مجالسه المحفوظة في ظاهرية دمشق ,

لكن أوراقها مشوشه الترتيب . و قال : " و لأبي قابوس متابع , رويناه في " مسندي

أحمد بن حنبل و عبد بن حميد " من حديث أبي خداش حبان بن زيد الشرعبي الحمصي أحد

الثقات عن عبد الله بن عمرو بمعناه , و للحديث شاهد عن نيف و عشرين صحابيا منهم

أبو بكر و عمر و عثمان و عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنهم " .

قلت : و رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي قابوس , فقال الذهبي : " لا يعرف " .

و قال الحافظ : " مقبول " . يعني عند المتابعة . و قد توبع كما تقدم عن ابن

ناصر الدين مع الشواهد التي أشار إليها . و منها حديث أبي إسحاق عن أبي ظبيان

عن جرير مرفوعا بلفظ : " من لا يرحم من في الأرض لا يرحمه من في السماء " .

أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 1 / 118 / 2 ) قال المنذري في " الترغيب

" ( 3 / 155 ) : " و إسناده جيد قوي " ! كذا قال , و الصواب قول الذهبي في

" العلو " ( رقم 5 - مختصره ) : " رواته ثقات " . و ذلك لأن أبا إسحاق و هو

السبيعي كان اختلط , ثم هو مدلس .

( تنبيه ) قوله في هذا الحديث " في " هو بمعنى " على " كما في قوله تعالى *( قل

سيحوا في الأرض )* فالحديث من الأدلة الكثيرة على أن الله تعالى فوق المخلوقات

كلها , و في ذلك ألف الحافظ الذهبي كتابه " العلو للعلي العظيم " و قد انتهيت

من اختصاره قريبا , و وضعت له مقدمة ضافية و خرجت أحاديثه و آثاره و نزهته من

الأخبار الواهية . يسر الله طبعه .

926 " المؤمن مرآة المؤمن و المؤمن أخو المؤمن يكف عليه ضيعته و يحوطه من ورائه " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 632 :

أخرجه ابن وهب في " الجامع " ( ص 37 ) و عنه أبو داود ( 2 / 304 ) و البخاري

في " الأدب المفرد " ( رقم 239 ) من طريق كثير بن زيد عن الوليد بن رباح عن

# أبي هريرة # عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره .

قلت : و هذا إسناد حسن كما قال الحافظ العراقي في " تخريج الإحياء " ( 2 / 160

) و أقره المناوي , و إنما لم يصححه للخلاف في ابن زيد هذا , و قد قال الحافظ

في " التقريب " : " صدوق , يخطىء " . و للشطر الأول منه شاهد يرويه محمد بن

عمار بن سعد المؤذن حدثنا شريك بن عبد الله بن أبي نمر عن أنس بن مالك مرفوعا

به . أخرجه الطبراني في " الأوسط " و عنه الضياء المقدسي في " المختارة " ( ق

129 / 2 ) و القضاعي في " مسند الشهاب " ( 2 / 2 / 2 ) من طريق عثمان ابن محمد

بن عثمان العثماني حدثنا محمد بن عمار بن سعد المؤذن به . و قال الطبراني :

" تفرد به عثمان بن محمد بن عثمان " .

قلت : قد تابعه محمد بن الحسن : حدثني محمد بن عمار به . أخرجه ابن عدي في

" الكامل " ( 306 / 2 ) . فالإسناد حسن محمد بن عمار وثقه ابن حبان , و روى عنه

جمع . و شريك ثقة من رجال الشيخين , و إن كان في حفظه شيء . و أخرجه ابن وهب (

ص 30 ) معضلا فقال : حدثني سليمان بن القاسم و جرير بن حازم مرفوعا به . و جرير

ثقة من أتباع التابعين . و سليمان ترجمه ابن أبي حاتم ( 2 / 1 / 137 ) و لم

يذكر فيه جرحا و لا تعديلا .

927 " الرجل على دين خليله , فلينظر أحدكم من يخالل " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 633 :

أخرجه أبو داود ( 2 / 293 - التازية ) و الترمذي ( 2 / 278 - بشرح التحفة )

و الحاكم ( 4 / 171 ) و أحمد ( 2 / 303 , 334 ) و الخطيب ( 4 / 115 ) و عبد بن

حميد في " المنتخب من المسند " ( ق 154 / 1 ) عن زهير بن محمد الخراساني حدثنا

موسى بن وردان عن # أبي هريرة # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

فذكره . و قال الترمذي : " حديث حسن غريب " . و أما الحاكم فسكت عنه فأحسن لأن

زهيرا هذا فيه ضعف , قال الحافظ " رواية أهل الشام عنه غير مستقيمة فضعف بسببها

, قال البخاري عن أحمد : كأن زهير الذي يروي عنه الشاميون آخر . و قال أبو حاتم

: حدث بالشام من حفظه , فكثر غلطه " . لكن له طريق أخرى , يرويه إبراهيم بن

محمد الأنصاري عن سعيد بن يسار عن أبي هريرة به . أخرجه ابن عساكر في " المجلس

الثالث و الخمسين من الأمالي " ( ق 2 / 2 ) و الحاكم و قال : " صحيح إن شاء

الله تعالى " . و وافقه الذهبي و هذا عجب , فقد أورده في كتابه " الضعفاء "

أعني إبراهيم هذا , و قال : " له مناكير " .

قلت : و هذه عبارة ابن عدي فيه كما في " اللسان " لابن حجر , و قال : " و ساق

له ثلاثة أحاديث , ثم قال : و له غير ذلك , و أحاديثه صالحة محتملة " .

قلت : فهو ضعيف لكنه ليس شديد الضعف فيصلح للاستشهاد به فالحديث به حسن .

و الله أعلم . و أما ما رواه ابن عساكر من طريق يحيى بن حمزة الدمشقي عن الحكم

بن عبد الله عن القاسم عن عائشة مرفوعا به . فإنه لا يصلح شاهدا لشدة ضعف الحكم

هذا , و هو الأيلي , قال أحمد : أحاديثه كلها موضوعة . و قال ابن معين : ليس

بثقة , و قال السعدي و أبو حاتم : كذاب .

928 " من هجر أخاه سنة , فهو كسفك دمه " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 635 :

أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ( 404 , 405 ) و أبو داود ( 2 / 303 - تازية

) و الحاكم ( 4 / 163 ) و أحمد ( 4 / 320 ) و ابن سعد في " الطبقات " ( 7 / 500

) عن أبي عثمان الوليد بن أبي الوليد عن عمران بن أبي أنس عن # أبي خراش السلمي

# أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره . و قال الحاكم : " صحيح

الإسناد " . و وافقه الذهبي .

قلت : و كذلك قال العراقي في " تخريج الإحياء " ( 2 / 199 ) و العلامة ابن

المرتضى اليماني في " إيثار الحق على الخلق " ( 425 ) . و يبدو لي الآن أنه

كذلك , فإن رجاله كلهم - عدا الصحابي رجال مسلم , و قد كنت قلت في تعليقي على

" المشكاة " ( 5036 ) : " إسناده لين " . و ذلك بناء على قول الحافظ ابن حجر في

ترجمة الوليد هذا من " التقريب " لين الحديث . و هو أخذ ذلك مما ذكره في ترجمته

من " التهذيب " و ليس فيها من التوثيق غير قول ابن حبان في " الثقات "

" ربما خالف على قلة روايته " .

قلت : و قد فاته قول ابن أبي حاتم في " الجرح و التعديل " ( 4 / 2 / 20 ) :

" سئل أبو زرعة عنه ? فقال : ثقة " .

فلما وقفت على هذا التوثيق من مثل هذا الإمام اعتمدته لأنه أقعد بهذا العلم من

ابن حبان مع عدم مخالفته إياه في الجملة في هذه الترجمة , و بناء على ذلك صححت

الحديث و رجعت عن التليين السابق , و قد نبهت على هذا في تحقيق الثاني للمشكاة

و الله أعلم .

929 " إن الله يسأل العبد يوم القيامة حتى ليقول : فما منعك إذا رأيت المنكر أن

تنكره , فإذا لقن الله عبدا حجته قال : أي رب ! وثقت بك و فرقت من الناس " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 636 :

رواه ابن ماجه ( 4017 ) و ابن حبان ( 1845 ) و الحسن بن علي الجوهري في " فوائد

منتقاة " ( ق 29 / 1 ) و كذا الحميدي في " مسنده " ( 739 ) و عساكر ( 17 / 345

/ 2 ) عن عبد الله بن عبد الرحمن أن نهارا - رجلا من عبد القيس كان يسكن في بني

النجار , و كان يذكره بفضل و صلاح - أخبره أنه سمع # أبا سعيد الخدري # يقول :

سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره .

قلت : و هذا إسناد جيد , رجاله ثقات رجال الشيخين غير نهار العبدي , قال ابن

خراش : صدوق . و ذكره ابن حبان في الثقات و قال : يخطىء . و عبد الله بن عبد

الرحمن هو ابن معمر بن حزم أبو طوالة ثقة من من رجال الشيخين .

930 " من يأخذ عني هؤلاء الكلمات فيعمل بهن أو يعلم من يعمل بهن ? فقال أبو هريرة

فقلت : أنا يا رسول الله , فأخذ بيدي فعد خمسا فقال : اتق المحارم تكن أعبد

الناس و ارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس و أحسن إلى جارك تكن مؤمنا و أحب

للناس ما تحب لنفسك تكن مسلما و لا تكثر الضحك , فإن كثرة الضحك تميت القلب " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 637 :

أخرجه الترمذي ( 2 / 50 ) و أحمد ( 2 / 310 ) و الخرائطي في " مكارم الأخلاق "

( ص 42 ) من طريق جعفر بن سليمان عن أبي طارق عن الحسن عن # أبي هريرة # مرفوعا

. و قال الترمذي : " حديث غريب , و الحسن لم يسمع من أبي هريرة شيئا " .

قلت : و الصواب أنه سمع منه في الجملة كما بينه الحافظ في " تهذيب التهذيب "

غير أنه أعني الحسن مدلس , فلا يحتج بما رواه عنه معنعنا كما في هذا الحديث .

ثم إن فيه علة أخرى و هي جهالة أبي طارق هذا , قال الذهبي : " لا يعرف " .

لكن للحديث طريقا أخرى عن أبي هريرة , قال المنذري ( 3 / 237 ) : " رواه البزار

و البيهقي في كتاب " الزهد " عن مكحول عن واثلة . عنه و قد سمع مكحول من واثلة

, قاله الترمذي و غيره لكن بقية إسناده فيهم ضعف " .

قلت : و من هذا الوجه أخرجه الخرائطي بإسناد آخر عن مكحول بلفظ : ( كن ورعا تكن

أعبد الناس و كن قنعا تكن أشكر الناس و أحب للناس ما تحب لنفسك تكن مؤمنا

و أحسن مجاورة من جاورك تكن مسلما ) . أخرجه الخرائطي ( ص 39 ) قال : حدثنا نصر

بن داود الصاغاني : حدثنا أبو الربيع الزهراني : حدثنا إسماعيل بن زكريا عن أبي

رجاء عن برد بن سنان عن مكحول عن واثلة بن الأسقع عن أبي هريرة .

قلت : و هذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات معروفون . و أبو رجاء اسمه محرز بن عبد

الله الجزري قال أبو داود : ثقة . و كذا وثقه أبو حاتم و ذكره ابن حبان في

" الثقات " و قال : " كان يدلس عن مكحول يعتبر بحديثه ما بين فيه السماع عن

مكحول و غيره .

قلت : و هذا الحديث إنما رواه عن مكحول بواسطة برد بن سنان فزالت بذلك مظنة

تدليسه عنه لكن الذهبي قال في " الكنى " من " الميزان " ما نصه : " أبو رجاء

الجزري عن فرات بن السائب , و عنه عبدة بن سليمان و إسماعيل بن زكريا يقال اسمه

محرز , قال ابن حبان روى عن فرات و أهل الجزيرة المناكير الكثيرة التي لا يتابع

عليها لا يجوز الاحتجاج بخبره إذا انفرد , فمن ذلك عن فرات عن ميمون عن ابن عمر

مرفوعا : ما صبر أهل البيت على ضر ثلاثا إلا أتاهم الله برزق " . فيظهر أن ابن

حبان تناقض في هذا الرجل فمرة أورده في " الثقات " و أخرى في كتابه " الضعفاء "

. و لعل منشأ تلك المناكير من الذين دلسهم و ليست منه نفسه , فإنه ثقة كما سبق

, و الله أعلم . و الحديث أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 10 / 365 ) و " أخبار

أصبهان " ( 2 / 302 ) و البيهقي في " الزهد " ( ق 99 / 2 ) من طريق أخرى عن أبي

رجاء به و زاد : " و أقل الضحك , فإن كثرة الضحك تميت القلب " .

و لهذه الزيادة طريق ثالثة عن أبي هريرة مضى برقم ( 506 ) . و لها شاهد يرويه

إبراهيم بن هشام بن يحيى بن يحيى الغساني حدثني أبي عن جدي عن أبي إدريس

الخولاني عن أبي ذر قال : " دخلت المسجد , و إذا رسول الله صلى الله عليه وسلم

جالس وحده , فجلست إليه فقال : يا أبا ذر ! إن للمسجد تحية و إن تحيته ركعتان

.... " . و هو حديث طويل جدا , فيه أسئلة كثيرة من أبي ذر مع جواب النبي صلى

الله عليه وسلم عليها . أخرجه ابن حبان ( 94 ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 1 /

166 - 168 ) . لكن إسناده واه جدا إبراهيم هذا متروك .

و لبعض الحديث شاهد آخر بلفظ : " يا أبا الدرداء أحسن جوار من جاورك تكن مؤمنا

و أحب للناس ما تحب لنفسك تكن مسلما و ارض بما قسم الله تكن من أغنى الناس " .

أخرجه الخرائطي ( ص 41 ) عن عبد المنعم بن بشير حدثنا أبو مودود عبد العزيز بن

أبي سليمان الهذلي عن محمد بن كعب القرظي عن أبي الدرداء مرفوعا به .

و هذا إسناد ضعيف من أجل عبد المنعم بل اتهمه ابن معين , و سائر رجاله ثقات .

و بالجملة فالحديث بهذه الطرق حسن على أقل الأحوال و لعله لذلك قال الدارقطني

على ما في " تخريج الإحياء " ( 2 / 160 ) : " و الحديث ثابت " . و الله أعلم .

931 " ألا أنبئكم بأهل الجنة ? المغلوبون الضعفاء و أهل النار كل جعظري جواظ مستكبر

" .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 640 :

أخرجه الحاكم ( 1 / 61 ) عن زيد بن الحباب و ( 3 / 619 ) عن عبد الله بن صالح

كلاهما قال : حدثني موسى بن علي بن رباح عن أبيه عن # سراقة ابن مالك # مرفوعا

. و هذا لفظ الأول , و لفظ عبد الله : " يا سراقة ألا أخبرك ? .. " و قال

الحاكم : " صحيح على شرط مسلم , و وافقه الذهبي .

كذا قالا و هو معلول منقطع كما بينه الثقة عبد الله بن يزيد المقرىء قال :

حدثنا موسى بن علي قال : سمعت أبي يقول : بلغني عن سراقة بن مالك به . أخرجه

أحمد ( 4 / 175 ) . فهذا يبين أن علي بن رباح لم يسمعه من سراقة , بل أخذه عن

راو مجهول . و بذلك يصير الإسناد ضعيفا . نعم رواه عبد الله بن يزيد هذا و ابن

المبارك أيضا عن موسى بن علي عن أبيه عن عبد الله بن عمرو مرفوعا بلفظ : " أن

أهل النار .. " و سيأتي إن شاء الله ( 1741 ) .

و بالجملة فهو ضعيف منقطع عن سراقة و موصول صحيح عن ابن عمر كما سيأتي بيانه

هناك .

932 " ألا أنبئكم بأهل الجنة ? الضعفاء المظلومون , ألا أنبئكم بأهل النار ? كل

شديد جعظري " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 641 :

أخرجه الطيالسي ( ص 332 رقم 2551 ) و أحمد ( 2 / 508 ) عن البراء ابن يزيد قال

: حدثنا عبد الله بن شقيق العقيلي عن # أبي هريرة # مرفوعا . و فيه قولهم .

" قالوا : بلى يا رسول الله " بعد السؤال في الموضعين , و زاد في آخره : " هم

الذين لا يألمون رؤوسهم " . ثم أخرجه أحمد ( 2 / 369 ) و البزار ( ص 226 -

زوائده ) عن البراء ابن عبد عن عبد الله بن شقيق دون الزيادة , و لعل هذه

الزيادة مدرجة من بعض الرواة تفسيرا . و البراء هذا هو ابن عبد الله بن يزيد

نسب في الرواية الأولى إلى جده , و هو ضعيف كما في " التقريب " و بقية رجاله

ثقات رجال مسلم , و توبع عليه فأخرجه أحمد ( 5 / 369 ) : حدثنا محمد بن جعفر

حدثنا شعبة عن أبي بشر عن عبد الله ( و في الأصل عبيد الله و هو خطأ مطبعي ) بن

شقيق عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مرفوعا بلفظ : " ألا أدلكم " .

و الباقي مثله سواء بدون الزيادة . و هذا سند صحيح على شرط مسلم و جهالة

الصحابي لا تضر لاسيما و قد سمي في الرواية الأولى .

قلت : فهذه الطريق تبين أن الزيادة منكرة لتفرد الضعيف بها و تجردها عن

المتابعة .

933 " أجب عني , اللهم أيده بروح القدس " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 642 :

أخرجه مسلم ( 7 / 162 - 163 ) و أبو داود ( 2 / 316 ) و الطيالسي ( ص 304 رقم

2309 ) و أحمد ( 2 / 269 و 5 / 222 ) عن الزهري عن سعيد عن # أبي هريرة # ,

" أن عمر مر # بحسان # و هو ينشد الشعر في المسجد , فلحظ إليه , فقال : قد كنت

أنشد و فيه من هو خير منك , ثم التفت إلى أبي هريرة فقال : أنشدك الله , أسمعت

رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( فذكره ? ) قال : اللهم نعم " . و زاد

أحمد في رواية : " فانصرف عمر و هو يعرف أنه يريد رسول الله صلى الله عليه وسلم

" .

و إسنادها صحيح . و للزهري فيه إسناد آخر بلفظ : " يا حسان أجب ... " و سيأتي

برقم ( 1954 ) . و له شاهد أحدهما عن عائشة , و سيأتي ( 1180 ) . و الآخر عن

البراء و قد مضى ( 801 ) .

934 " من أكل برجل مسلم أكلة , فإن الله يطعمه مثلها من جهنم و من اكتسى برجل مسلم

ثوبا , فإن الله يكسوه مثله في جهنم و من قام برجل مسلم مقام سمعة , فإن الله

يقوم به مقام سمعة يوم القيامة " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 643 :

رواه الحاكم ( 4 / 127 - 128 ) و الدينوري في " المنتقى من المجالسة " ( 162 /

1 ) عن ابن جريج قال : قال سليمان : حدثنا وقاص بن ربيعة أن # المستورد # حدثهم

أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره . و رواه ابن عساكر ( 17 / 391 - 392

) من طرق عن ابن جريج به , صرح ابن جريج في بعضها بالتحديث لكن في الطريق إليه

سفيان ابن وكيع و هو ضعيف . ثم رواه من طريق أبي يعلى الموصلي : حدثنا عمرو بن

الضحاك بن مخلد أنبأنا أبي قال : قال : سليمان بن موسى أنبأنا وقاص بن ربيعة به

. ثم رواه من طريق أخرى عن أبي عاصم الضحاك بن مخلد أنبأنا ابن جريج عن سليمان

به , و قال الحاكم : " صحيح الإسناد " و وافقه الذهبي .

قلت : كيف و فيه عنعنة ابن جريج , نعم قد تابعه الضحاك بن مخلد عند أبي يعلى

و هو ثقة من رجال الشيخين . و له متابع آخر , فقد أخرجه البخاري في " الأدب

المفرد " ( 240 ) و أبو داود ( 4881 ) من طريق بقية عن ابن ثوبان عن أبيه عن

مكحول عن وقاص بن ربيعة به . لكن مكحولا مدلس و مثله بقية و هو ابن الوليد .

و قد وجدت له شاهدا قويا , فقال ابن المبارك في " الزهد " ( 707 ) : أخبرنا

جعفر بن حبان عن الحسن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .

و هذا إسناد صحيح , و لكنه مرسل . و بالجملة فالحديث بمجموع هذه الطرق صحيح .

و الله أعلم .

935 " المؤمن غر كريم , و الفاجر خب لئيم " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 644 :

أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ( 418 ) و أبو داود ( 4790 ) و الترمذي ( 1

/ 356 ) و الحاكم ( 1 / 43 ) و العقيلي في " الضعفاء " ( ص 56 ) و ابن عدي في

" الكامل " ( 33 / 2 ) من طريق بشر بن رافع عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن

# أبي هريرة # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . و قال الترمذي

: " حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه " . كذا قال و فيه نظر يبينه قول

العقيلي : " لا يتابع عليه بشر بن رافع إلا من هو قريب منه في الضعف " .

قلت : بشر هذا ضعيف الحديث كما في " التقريب " و قد تابعه الحجاج بن فرافصة عن

يحيى بن أبي كثير به . أخرجه أبو داود و الطحاوي في " مشكل الآثار " ( 4 / 202

) و أحمد ( 2 / 394 ) و القضاعي في " مسند الشهاب " ( 3 / 2 / 1 - 2 ) و أبو

نعيم ( 3 / 11 ) و الخطيب ( 9 / 38 ) و الحاكم أيضا و كذا في " علوم الحديث " (

ص 117 ) و قال في " المستدرك " : " الحجاج بن فرافصة قال ابن معين : لا بأس به

, و قال أبو حاتم : شيخ صالح متعبد " . و لكنه في " معرفة العلوم " أعله بأن

الحجاج لم يسم شيخه في رواية سفيان عنه , بل قال : " عن رجل عن أبي سلمة " .

و هي رواية أحمد و أبي داود , و هذه علة غير قادحة , فقد سماه سفيان عنه في بعض

الروايات الأخرى و هي ثابتة عنه . و الحجاج هذا قال الحافظ في " التقريب " :

" صدوق عابد يهم " . فإذا ضم إلى روايته رواية بشر بن رافع تقوى الحديث

بمجموعها و ارتقى إلى درجة الحسن , و قد أخرجه عنه عبد الله بن المبارك في

" الزهد " ( 679 ) مرسلا , فقال أخبرنا أسامة بن زيد عن رجل من بلحارث بن عقبة

عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال : قال رسول الله صلى الله

عليه وسلم : فذكره . و هذا الرجل هو أبو الأسباط الحارثي بشر بن رافع كما ذكر

المعلق الفاضل على " الزهد " . و بهذا الإسناد أخرجه ابن وهب في " الجامع " ( ص

39 ) حدثني أسامة بن زيد به . و قد وجدت للحديث شاهدا و لكنه مما لا يفرح به

لشدة ضعفه , أذكره لبيان حاله , أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " عن كعب بن

مالك مرفوعا به . قال الهيثمي في " المجمع " ( 1 / 82 ) : " و فيه يوسف بن

السفر و هو كذاب " .

( فائدة ) قال أبو جعفر الطحاوي رحمه الله تعالى .

" ( الغر ) في كلام العرب هو الذي لا غائلة و لا باطن له يخالف ظاهره , و من

كان هذا سبيله أمن المسلمون ( الأصل : من المسلمين ) من لسانه و يده و هي صفة

المؤمنين , و ( الفاجر ) ظاهره خلاف باطنه لأن باطنه هو ما يكره و ظاهره مخالف

لذلك , كالمنافق الذي يظهر شيئا غير مكروه منه , و هو الإسلام الذي يحمده أهله

عليه و يبطن خلافه و هو الكفر الذي يذمه المسلمون عليه " .

936 " المؤمنون هينون لينون مثل الجمل الألف الذي إن قيد انقاد و إن سيق انساق و إن

أنخته على صخرة استناخ " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 646 :

رواه العقيلي في " الضعفاء " ( 214 ) عن عبد الله بن عبد العزيز بن أبي رواد عن

أبيه عن نافع عن # ابن عمر # مرفوعا و قال : " ليس له أصل عن ثقة , عبد الله بن

عبد العزيز أحاديثه مناكير غير محفوظة ليس ممن يقيم الحديث , منها " . ثم ذكر

له حديثين هذا أحدهما . و قال أبو حاتم و غيره : " أحاديثه منكرة " و قال ابن

الجنيد : " لا يساوي شيئا , يحدث بأحاديث كذب " .

( تنبيه ) كذا في العقيلي " الألف " و في الجامع الصغير " الأنف " بالنون بدل

اللام . قال في " النهاية " : " أي المأنوف , و هو الذي عقر الخشاش أنفه , فهو

لا يمتنع على قائده للوجع الذي به , و قيل : الأنف الذلول " .

ثم وجدته في " مسند القضاعي " ( 4 / 2 / 2 / 1 ) كما في " الجامع " , أخرجه من

الوجه المذكور . و قد روي كذلك مرسلا أخرجه ابن المبارك في " الزهد " : أخبرنا

سعيد بن عبد العزيز عن مكحول قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره .

و هذا مرسل , صحيح الإسناد لولا أن سعيد بن عبد العزيز كان اختلط قبل موته ,

لكني وجدت للحديث شاهدا جيدا مختصرا بلفظ : " فإنما المؤمن كالجمل الأنف حيثما

قيد انقاد " . فالحديث به حسن . و هو في آخر الحديث الآتي بعده .

و طرفه الأول له شواهد تأتي بعد الحديث المشار إليه .

937 " قد تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك و من يعش

منكم فسيرى اختلافا كثيرا , فعليكم بما عرفتم من سنتي و سنة الخلفاء الراشدين

المهديين عضوا عليها بالنواجذ و عليكم بالطاعة و إن عبدا حبشيا , فإنما المؤمن

كالجمل الأنف حيثما قيد انقاد " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 648 :

أخرجه ابن ماجه ( 43 ) و الحاكم ( 1 / 96 ) و أحمد ( 4 / 126 ) من طريق عبد

الرحمن بن عمرو السلمي أنه سمع # العرباض بن سارية # يقول : " وعظنا رسول الله

صلى الله عليه وسلم موعظة ذرفت منها العيون و وجلت منها القلوب , فقلنا : يا

رسول الله إن هذه لموعظة مودع فماذا تعهد إلينا ? قال ... " فذكره .

قلت : و هذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات معروفون غير عبد الرحمن ابن عمرو هذا ,

و قد ذكره ابن حبان في " الثقات " , و روى عنه جماعة من الثقات , و صحح له

الترمذي و ابن حبان و الحاكم كما في " التهذيب " , و قد أخرج ابن حبان ( 102 )

هذا الحديث من طريق أخرى عن عبد الرحمن بن عمرو مقرونا بحجر بن حجر الكلاعي عن

العرباض به , دون قوله : " فإنما المؤمن ... " . و كذلك أخرجه من الوجه الأول

المخلص في " سبعة مجالس " ( ق 51 / 1 ) و عنه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 11

/ 265 / 2 ) و اللالكائي في " شرح السنة " ( 228 / 1 - كواكب 576 ) و الضياء

المقدسي في " الأحاديث المختارة " ( 10 / 104 / 2 ) و كذا أبو نعيم في

" المستخرج على صحيح مسلم " ( 1 / 3 / 1 ) و قال : " حديث جيد من صحيح حديث

الشاميين " . و أخرج طرفه الأول الخطيب في " الفقيه و المتفقه " ( ق 106 / 1 )

.

938 " ألا أخبركم بمن يحرم على النار أو بمن تحرم عليه النار ? على كل قريب هين سهل

" .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 649 :

أخرجه الترمذي ( 2 / 80 ) و ابن حبان ( 1096 , 1097 ) و الخرائطي في " مكارم

الأخلاق " ( 11 , 23 ) و أحمد ( 1 / 415 ) و الطبراني فى " المعجم الكبير "

( 3 / 83 / 2 ) و أبو القاسم بن أبي القعنب في " حديث القاسم بن الأشيب " ( 8 /

1 ) و أبو القاسم القشيري في " الأربعين " ( 196 / 1 ) و البغوي في " شرح السنة

" ( 94 / 1 ) من طرق عن هشام بن عروة عن موسى ابن عقبة عن عبد الله بن عمرو

الأودي عن # عبد الله بن مسعود # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

فذكره , و قال الترمذي : " حديث حسن غريب " . كذا قال , و الأودي هذا لم يوثقه

غير ابن حبان و لم يرو عنه غير موسى بن عقبة , فهو في عداد المجهولين .

و قد رواه بعض الضعفاء عن هشام بإسناد آخر , فقال ابن أبي حاتم فى " العلل "

( 2 / 108 ) : " سألت أبي و أبا زرعة عن حديث رواه مصعب بن عبد الله الزبيري عن

أبيه عن هشام بن عروة عن محمد بن المنكدر عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم

" قلت : فذكره " قالا : هذا خطأ رواه الليث بن سعد و عبدة بن سليمان عن هشام بن

عروة عن موسى بن عقبة عن عبد الله بن عمرو الأودي عن ابن مسعود عن النبي صلى

الله عليه وسلم . و هذا هو الصحيح . قلت لأبي زرعة : العفو ممن هو ? قال : من

عبد الله بن مصعب . قلت : ما حال عبد الله بن مصعب ? قال : شيخ " .

قلت : و من طريقه أخرجه البغوي في " حديث مصعب بن عبد الله بن مصعب الزبيري ( ق

138 / 2 ) قال : حدثنا مصعب قال : حدثني أبي عن هشام بن عروة ... به " و كذا

أخرجه الطبراني في " المعجم الأوسط " ( 1 / 137 / 1 ) من طريق أخرى عن مصعب به

. و قال : " لم يروه عن هشام إلا الزبيري , تفرد به ابنه " .

قلت : الابن صدوق و الأب ضعيف , ضعفه ابن معين . و قال الهيثمي بعد أن ذكره في

" المجمع " ( 4 / 75 ) : " رواه الطبراني في " الأوسط " و أبو يعلى , و فيه عبد

الله بن مصعب الزبيري و هو ضعيف " .

و أما قول المناوي في " فيض القدير " : " قال الهيثمي بعد ما عزاه لأبي يعلى :

فيه عبد الله بن مصعب الزبيري ضعيف , و قال عقب عزوه للطبراني : رجاله رجال

الصحيح . و قال العلائي : سند هذا أقوى من الأول " .

فهو خطأ سواء كان من المناوي أو من الهيثمي نفسه , فقد عرفت أن إسناد الطبراني

فيه أيضا الزبيري الضعيف . و أما قول العلائي فلا أدري وجهه .

لكن للحديث عدة شواهد يتقوى بها . الأول : عن معيقيب قال : قال رسول الله صلى

الله عليه وسلم : " حرمت النار على الهين اللين السهل القريب " .

أخرجه الخرائطي ( 23 ) و الطبراني في " الكبير " و " الأوسط " عن شيبان بن فروخ

حدثنا أبو أمية بن يعلى الثقفي عن محمد بن معيقيب عن أبيه .

قلت : و أبو أمية هذا ضعيف كما قال الهيثمي .

الثاني : عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " تحرم النار على كل

هين لين سهل قريب " . أخرجه الطبراني في " الأوسط " و العقيلي في " الضعفاء "

( ص 444 ) عن جمهور بن منصور القرشي قال : حدثنا وهب بن حكيم الأزدي عن محمد بن

سيرين عنه . و قال الطبراني : " لم يروه عن ابن سيرين إلا وهب , تفرد به جمهور

" . قلت : لم أجد له ترجمة إلا ما قاله العقيلي عقب الحديث : " قال لنا الحضرمي

: سألت ابن نمير عن جمهور ? فقال : اكتب عنه " . و أما وهب بن حكيم , فقال

العقيلي : " مجهول بالنقل , و لا يتابع على حديثه " . يعني هذا , و قال : " هذا

يروى من غير هذا الوجه , بإسناد صالح " .

الثالث : عن أنس قال : " قيل : يا رسول الله من يحرم على النار ? قال : الهين

اللين السهل القريب " . أخرجه الطبراني عن الحارث بن عبيدة عن محمد بن أبي بكر

عن حميد عنه و قال : " لم يروه عن حميد إلا محمد و لا عنه إلا الحارث " .

قلت : قال أبو حاتم : ليس بالقوي . و قال الدارقطني : ضعيف . و ذكره ابن حبان

في " الثقات " .

قلت : و بالجملة فالحديث صحيح بمجموع هذه الشواهد . والله أعلم .

939 " المؤمن الذي يخالط الناس و يصبر على أذاهم خير من الذي لا يخالط الناس و لا

يصبر على أذاهم " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 652 :

أخرجه ابن ماجه بإسناد حسن عن # ابن عمر # رضي الله عنهما و هو عند الترمذي إلا

أنه لم يسم الصحابي " . كذا في " بلوغ المرام ( 4 / 314 بشرحه ) .

قلت : و في هذا التخريج أمور : أولا : أن هذا اللفظ ليس لابن ماجه و لا للترمذي

! أما الأول , فهو عنده ( 2 / 493 ) بهذا السياق لكنه قال : " أعظم أجرا " بدل

" خير " و أما الترمذي فلفظه " إن المسلم إذا كان يخالط ... " و الباقي مثله

إلا أنه قال : " ... من المسلم الذي ... " .

ثانيا : أن الترمذي أخرجه ( 3 / 319 ) من طريق شعبة عن سليمان الأعمش عن يحيى

بن وثاب عن شيخ من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أراه عن النبي فذكره و قال

عقبه : " قال ابن عدي : ( أحد شيوخ الترمذي فيه ) : كان شعبة يرى أنه ابن عمر "

. ثالثا : أن إسناده عند ابن ماجه ليس بحسن , فإنه قال : " حدثنا علي بن ميمون

الرقي حدثنا عبد الواحد بن صالح حدثنا إسحاق ابن يوسف عن الأعمش عن يحيى بن

وثاب عن ابن عمر " . و عبد الواحد هذا لا يعرف إلا في هذا الإسناد بهذا الحديث

و لم يرو عنه إلا علي بن ميمون الرقي كما قال الذهبي , و أشار بذلك إلى أنه

مجهول و قد صرح بذلك الحافظ في " التقريب " . لكنه لم ينفرد به , فقد رأيت أن

الترمذي قد أخرجه من طريق شعبة عن الأعمش و كذلك أخرجه البخاري في " الأدب

المفرد " ( 388 ) , و لفظه عين اللفظ الذي ذكره الحافظ معزوا لابن ماجه !

و رواه أحمد ( 5022 ) من هذه الطريق باللفظين لفظ البخاري و لفظ ابن ماجه ,

و سنده مثل الترمذي , قال فيه : " عن شيخ من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ,

قال : و أراه ابن عمر , قال حجاج : قال شعبة قال سليمان و هو ابن عمر " .

و هذا الاختلاف في سند الحديث و متنه مما لا يعل به الحديث لأنه غير جوهري ,

و سواء سمي صحابي الحديث أم لم يسم , و سواء كان اللفظ " أعظم أجرا " أو " خير

" فالسند صحيح كلهم ثقات من رجال الشيخين . ثم أخرجه أحمد ( 5 / 365 ) عن سفيان

بن سعيد الأعمش به مثل رواية شعبة عند أحمد و بلفظ ابن ماجه , و أخرجه ابن

الجوزي في " جامع المسانيد " ( 65 / 1 المحمودية ) من هذا الوجه بلفظ : " خير "

. و أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 7 / 365 ) من طريق أخرى عن الأعمش به .

و خالفهم أبو بكر الداهري فقال : عن الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن ابن عمر به

. أخرجه أبو نعيم ( 5 / 62 - 63 ) و قال : " غريب من حديث حبيب و الأعمش , تفرد

به الداهري " . قلت : و هو متروك , لاسيما و قد خالفه الثقات فالاعتماد عليهم .

940 " إن لكل دين خلقا و خلق الإسلام الحياء " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 654 :

روي من حديث # أنس و عبد الله بن عباس # .

1 - أما حديث أنس , فله عنه طريقان : الأول : عن معاوية بن يحيى عن الزهري عنه

مرفوعا به . أخرجه ابن ماجه ( 4181 ) و الخرائطي في " مكارم الأخلاق " ( ص 49 )

و الطبراني في " الصغير " ( ص 5 ) و البغوي في " حديث علي بن الجعد " ( 12 /

169 / 1 ) و ابن المظفر في " الفوائد المنتقاة " ( 2 / 216 / 2 ) و أبو الحسن

بن لؤلؤ في " حديث حمزة الكاتب " ( 206 / 1 ) و أبو الحسن الحربي في " جزء فيه

نسخة عبد العزيز بن المختار عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة " ( 164

/ 2 ) و القضاعي في " مسند الشهاب " ( 86 / 1 ) و ابن عساكر ( 8 / 446 / 2 , 16

/ 392 / 2 ) .

قلت : و هذا إسناد فيه ضعف , معاوية بن يحيى و هو الصدفي قال : الحافظ : " ضعيف

: و ما حدث بالشام أحسن مما حدث بالري " . و تابعه عباد بن كثير عن عمر بن عبد

العزيز عن الزهري به . أخرجه الباغندي في " مسند عمر " ( ص 13 ) و الخطيب في

" الموضح " ( 2 / 146 ) . و عباد بن كثير و هو الفلسطيني ضعيف و هو خير من

البصري , ذاك متروك . و تابعه عيسى بن يونس عن مالك عن الزهري به . أخرجه

الخطيب ( 8 / 4 ) و عنه ابن عساكر ( 4 / 327 / 1 ) من طريق الحسين بن أحمد بن

عبد الله بن وهب الأسدي حدثنا محمد بن عبد الرحمن ابن سهم حدثنا عيسى بن يونس .

قلت : و رجاله ثقات غير الحسين بن أحمد هذا , ترجمه الخطيب و ذكر أنه روى عن

جماعة كثيرة سماهم , و عنه عبد الصمد الطستي و أبو بكر الشافعي و لم يذكر فيه

جرحا و لا تعديلا , لكن يظهر أن في نسخة " تاريخ الخطيب " سقطا ! فقد حكى ابن

عساكر كلام الخطيب فيه , و زاد في الرواة عنه علي بن محمد بن معلى الشونيزي ,

و قال : " قال : و ما علمت منه إلا خيرا " . و ابن سهم و هو الأنطاكي . ترجمه

الخطيب أيضا ( 2 / 310 ) و قال : " و كان ثقة " . و ذكر ابن أبي حاتم ( 2 / 2 /

5 ) عن أبيه أن مسلما روى عنه : فالظاهر أنه يعني أنه روى عنه خارج " الصحيح ".

و بالجملة فهذا الإسناد حسن , و لا يعكر عليه أن مالكا أخرجه في " الموطأ " ( 2

/ 905 / 9 ) عن سلمة بن صفوان بن سلمة الزرقي عن يزيد بن طلحة بن ركانة يرفعه

إلى النبي صلى الله عليه وسلم فذكره . لا يعكر هذا على ذاك لأنه إسناد آخر و هو

مرسل , بل هو شاهد للموصول لا بأس به . و يزيد بن طلحة , ترجمه ابن أبي حاتم (

4 / 2 / 273 ) و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا , لكن قال السيوطي في " إسعاف

المبطأ " : " له صحبة " .

الثاني : عن سويد بن سعيد حدثنا صالح بن موسى الطلحي حدثنا قتادة عن أنس به .

أخرجه ابن بشران في " الأمالي " ( 155 / 1 ) .

قلت : و هذا سند ضعيف جدا , صالح بن موسى الطلحي متروك كما في " التقريب " .

و سويد بن سعيد ضعيف , و أفحش فيه ابن معين القول .

2 - و أما حديث ابن عباس , فيرويه سعيد بن محمد الوراق حدثنا صالح بن حسان عن

محمد بن كعب عنه مرفوعا به . أخرجه الخرائطي , و العقيلي في " الضعفاء " ( 187

) و ابن عدي في " الكامل " ( 198 / 1 ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 3 / 220 ) ,

و قال العقيلي : " صالح بن حسان قال البخاري : " منكر الحديث " , و في هذا

رواية من وجه آخر أيضا فيه لين " . و قال ابن أبي حاتم في " العلل " ( 2 / 288

) عن أبيه : " هذا حديث منكر " . و بالجملة فالحديث صحيح بمجموع طريقي أنس

و حديث يزيد بن طلحة . و الله تعالى أعلم .

941 " يوضع الميزان يوم القيامة فلو وزن فيه السموات و الأرض لوسعت , فتقول

الملائكة : يا رب لمن يزن هذا ? فيقول الله تعالى : لمن شئت من خلقي , فتقول

الملائكة : سبحانك ما عبدناك حق عبادتك , و يوضع الصراط مثل حد الموسى , فتقول

الملائكة : من تجيز على هذا ? فيقول : من شئت من خلقي , فيقولون : سبحانك ما

عبدناك حق عبادتك " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 657 :

رواه الحاكم ( 4 / 586 ) قال حدثني محمد بن صالح بن هانىء حدثنا المسيب بن زهير

حدثنا هدبة بن خالد حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أبي عثمان عن # سلمان # عن

النبي صلى الله عليه وسلم قال " فذكره " . و قال : " هذا حديث صحيح على شرط

مسلم " . و وافقه الذهبي .

قلت : و فيه نظر , فإن هدبة بن خالد و إن كان من شيوخ مسلم , فإن الراوي عنه

المسيب بن زهير لم أر من وثقه , و قد ترجم له الخطيب ( 13 / 149 ) و كناه أبا

مسلم التاجر , و ذكر أنه روى عنه جماعة , و أنه توفي سنة ( 285 ) , و لم يذكر

فيه جرحا و لا تعديلا . و قد رواه الآجري في " الشريعة " ( 382 ) عن عبيد الله

بن معاذ قال : حدثنا أبي قال : حدثنا حماد بن سلمة به موقوفا على سلمان .

و إسناده صحيح , و له حكم المرفوع , لأنه لا يقال من قبل الرأي .

و لجملة الصراط منه شاهد من حديث يزيد عن عبد الرحمن أبي خالد الدالاني , حدثنا

المنهال بن عمرو عن أبي عبيدة عن مسروق عن عبد الله بن مسعود مرفوعا :

" يجمع الله الناس يوم القيامة ... فيمرون على الصراط , و الصراط كحد السيف دحض

مزلة ... " الحديث بطوله . أخرجه الحاكم ( 4 / 589 - 592 ) و قال : " صحيح ,

و أبو خالد الدالاني ممن يجمع حديثه " . و رده الذهبي بقوله : " قلت : ما أنكره

حديثا على جودة إسناده . و أبو خالد شيعي منحرف " .

قلت : ترجمه الذهبي و غيره , و لم يذكر أحد أنه شيعي , ثم هو مختلف فيه . و قال

الحافظ : " صدوق يخطىء كثيرا " .

قلت : و جملة الصراط هذه أوردها الحوت في " أسنى المطالب " ( ص 123 ) و قال :

" رواه البيهقي و قال : إسناده ضعيف " .

قلت : و فاته هذا الشاهد القوي من حديث سلمان !

942 " ما أعطي أهل بيت الرفق إلا نفعهم و لا منعوه إلا ضرهم " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 658 :

رواه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 3 / 195 / 1 ) و ابن منده في " المعرفة "

( 2 / 29 / 1 ) عن إبراهيم بن الحجاج أنبأنا حماد بن سلمة عن هشام ابن عروة عن

أبيه عن # عبيد الله بن معمر # أن رسول الله صلى الله عليه وسلم , قال : فذكره

. و ليس عند الطبراني الجملة الأخيرة .

قلت : و هذا إسناد صحيح , رجاله ثقات رجال مسلم غير إبراهيم ابن الحجاج و هو

السامي - بالسين المهملة - و هو ثقة . و قال الهيثمي ( 8 / 19 ) : " رواه

الطبراني , و رجاله رجال الصحيح , غير إبراهيم بن الحجاج السامي و هو ثقة " .

و للحديث شاهد من حديث عائشة رضي الله عنها مرفوعا بلفظ : " لا يريد الله بأهل

بيت رفقا إلا نفعهم , و لا يحرمهم إياه إلا ضرهم " . رواه البيهقي في " شعب

الإيمان " كما في " المشكاة " ( 5103 ) .

943 " لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى كافرا منها شربة ماء " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 659 :

أخرجه الترمذي ( 2 / 52 ) و العقيلي في " الضعفاء " ( 250 ) و أبو نعيم في

" الحلية " ( 3 / 3 / 253 ) عن عبد الحميد بن سليمان عن أبي حازم عن # سهل بن

سعد # قال : رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره , و قال الترمذي : " هذا

حديث صحيح غريب من هذا الوجه " . كذا قال و هو من تساهله , فقد قال العقيلي :

" عبد الحميد بن سليمان أخو فليح , قال ابن معين : ليس بشيء , و تابعه زكريا بن

منظور و هو دونه " . و قال ابن عدي في " الكامل " ( 249 / 1 ) بعد أن رواه من

طريق الأول : " و هو ممن يكتب حديثه " .

قلت : و كلاهما ضعيف كما قال الحافظ في " التقريب " . و أخرجه الحاكم ( 4 / 306

) من طريق الآخر و قال : " صحيح الإسناد " ! و رده الذهبي بقوله : " قلت :

زكريا ضعفوه " .

و أقول . و الصواب أن الحديث صحيح لغيره , فإن له شواهد تقويه .

الأول : عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره . أخرجه

الخطيب في " التاريخ " ( 4 / 92 ) و القضاعي في " مسند الشهاب " ( ق 116 / 1 )

عن علي بن عيسى بن محمد بن المثنى حدثنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن أبي عون

حدثنا أبو مصعب عن مالك عن نافع عنه . و قال الخطيب : " غريب جدا من حديث مالك

لا أعلم رواه غير أبي جعفر بن أبي عون عن أبي مصعب , و عنه علي بن عيسى

الماليني , و كان ثقة " .

قلت : و كذلك شيخه أبو جعفر ثقة أيضا كما قال الخطيب في ترجمته ( 1 / 311 ) .

و أبو مصعب اسمه أحمد بن أبي بكر الزهري المدني و هو ثقة من رجال الشيخين و كذا

من فوقه , و السند مع غرابته صحيح .

الثاني : عن ابن عباس مرفوعا نحوه . أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 3 / 304 ,

8 / 290 ) من طريق الحسن ابن عمارة عن الحكم عن مجاهد عنه و قال : " غريب من

حديث الحكم لم نكتبه إلا من حديث الحسن عنه " . قلت : و الحسن متروك .

الثالث : قال ابن المبارك في " الزهد " ( 509 ) : أخبرنا إسماعيل بن عياش قال :

حدثني عثمان بن عبد الله بن رافع أن رجالا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم

حدثوا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .

قلت : و هذا إسناد لا بأس به في الشواهد , إسماعيل بن عياش ثقة لكنه في

المدنيين ضعيف و هذا منه , فإن عثمان هذا مدني , و قد ترجمه ابن أبي حاتم ( 3 /

1 / 156 ) و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا لكن ذكر أنه روى عنه جمع من الثقات .

الرابع : و قال ابن المبارك أيضا ( 620 ) : أخبرنا حريث بن السائب الأسدي قال :

حدثنا الحسن قال : حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره .

قلت : و هذا إسناد مرسل حسن الإسناد , الحسن هو البصري , و حريث قال الحافظ :

" صدوق يخطىء من السابعة " .

944 " ازهد في الدنيا يحبك الله و ازهد فيما عند الناس يحبك الناس " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 661 :

أخرجه ابن ماجه ( 4102 ) و أبو الشيخ في " التاريخ " ( ص 183 ) و المحاملي في

" مجلسين من الأمالي " ( 140 / 2 ) و العقيلي في " الضعفاء " ( 117 )

و الروياني في " مسنده " ( 814 / 2 و ابن عدي في " الكامل " ( 117 / 2 ) و ابن

سمعون في " الأمالي " ( 2 / 157 / 1 ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 3 / 252 -

253 و 7 / 136 ) و في " أخبار أصبهان " ( 2 / 244 - 245 ) و الحاكم ( 4 / 313 )

من طرق عن خالد بن عمر القرشي عن سفيان الثوري عن أبي حازم عن # سهل بن سعد

الساعدي # قال : " أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل , فقال : يا رسول الله

دلني على عمل إذا أنا عملته أحبني الله و أحبني الناس , فقال رسول الله صلى

الله عليه وسلم " فذكره . و قال الحاكم : " صحيح الإسناد " . و رده الذهبي

بقوله . " قلت : خالد وضاع " .

قلت : لكنه لم يتفرد به كما يأتي . فقال العقيلي : " ليس له من حديث الثوري أصل

و قد تابعه محمد بن كثير الصنعاني و لعله أخذه عنه و دلسه لأن المشهور به خالد

هذا " .

قلت : و هذه المتابعة أخرجها الخلعي في " الفوائد " ( 18 / 67 / 1 ) و ابن عدي

و قال : " و لا أدري ما أقول في رواية ابن كثير عن الثوري لهذا الحديث , فإن

ابن كثير ثقة , و هذا الحديث عن الثوري منكر " . و تابعه أيضا أبو قتادة قال :

حدثنا سفيان به . أخرجه محمد بن عبد الواحد المقدسي في " المنتقى من حديث أبي

علي الأوقي " ( 3 / 2 ) .

قلت : لكن أبو قتادة - و هو عبد الله بن واقد الحراني - قال الحافظ : " متروك ,

و كان أحمد يثني عليه , و قال : لعله كبر و اختلط , و كان يدلس " .

قلت : فيحتمل احتمالا قويا أن يكون تلقاه عن خالد بن عمرو ثم دلسه عنه , كما

قال ابن عدي في متابعة ابن كثير . لكن قوله فيه أعني ابن كثير أنه ثقة , فيه

نظر , فقد ضعفه جماعة من الأئمة منهم الإمام أحمد , كما رواه عنه ابن عدي نفسه

في ترجمته من " الكامل " ( 370 / 2 ) ثم ختمها بقوله : " له أحاديث مما لا

يتابعه أحد عليه " فكيف يكون مثله عنده ثقة ? ! فالظاهر أنه اشتبه عليه بمحمد

بن كثير العبدي فإنه ثقة من رجال الشيخين و قد قال الحافظ في ترجمة الصنعاني :

" صدوق كثير الغلط " . و قال ابن أبي حاتم في " العلل " ( 2 / 107 ) : " سألت

أبي عن حديث رواه علي بن ميمون الرقي عن محمد بن كثير عن سفيان ( قلت : فذكره ,

و قال : ) فقال أبي : هذا حديث باطل . يعني بهذا الإسناد " . ثم قال ابن عدي :

" و قد روي عن زافر عن محمد بن عيينة أخو سفيان بن عينية عن أبي حازم عن سهل .

و روي أيضا من حديث زافر عن محمد بن عينية عن أبي حازم عن ابن عمر " .

قلت : و زافر - و هو ابن سليمان - صدوق كثير الأوهام و نحوه محمد بن عينية ,

فإنه صدوق له أوهام كما في " التقريب " , و قد اضطرب أحدهما في إسناده , فمرة

جعله من مسند سهل , و أخرى من مسند ابن عمر . و الأول أولى لموافقته للمتابعات

السابقة .

على أني قد وجدت له طريقا أخرى عن ابن عمر . أخرجه ابن عساكر في " تاريخ دمشق "

( 3 / 162 / 3 ) عن محمد بن أحمد بن العلس : حدثنا إسماعيل بن عبد الله بن أبي

أويس حدثنا عن مالك عن نافع عنه . و هذا إسناد رجاله رجال الشيخين غير ابن

العلس هذا فلم أعرفه .

و قد وجدت له شاهدا مرسلا بإسناد جيد بلفظ : " ازهد في الدنيا يحبك الله و أما

الناس , فانبذ إليهم هذا يحبوك " .

أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 8 / 41 ) من طريق أبي أحمد إبراهيم ابن محمد بن

أحمد الهمداني حدثنا أبو حفص عمر بن إبراهيم المستملي حدثنا أبو عبيدة ابن أبي

السفر حدثنا الحسن بن الربيع حدثنا المفضل بن يونس حدثنا إبراهيم بن أدهم عن

منصور عن مجاهد عن أنس : " أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : دلني

على عمل إذا أنا عملته أحبني الله عز وجل و أحبني الناس عليه , فقال له النبي

صلى الله عليه وسلم .. " فذكره و قال : " ذكر أنس في هذا الحديث وهم من عمر أو

أبي أحمد , فقد رواه الأثبات عن الحسن بن الربيع فلم يجاوزوا فيه مجاهدا " .

ثم ساقه من طريق أحمد بن إبراهيم الدورقي حدثنا الحسن بن الربيع أبو علي البجلي

به مرسلا مرفوعا , لم يذكر فيه أنسا و قال : " قال الحسن , قال المفضل : لم

يسند لنا إبراهيم بن أدهم حديثا غير هذا , و رواه طالوت عن إبراهيم , فلم يجاوز

به إبراهيم , و هو من حديث منصور و مجاهد عزيز , مشهوره ما رواه سفيان الثوري

عن أبي حازم عن سهل بن سعد " .

قلت : قد تقدم حديث سفيان من طرق عنه و هي و إن كانت ضعيفة و لكنها ليست شديدة

الضعف - بإستثناء رواية خالد بن عمرو الوضاع - فهي لذلك صالحة للاعتبار ,

فالحديث قوي بها و يزداد قوة بهذا الشاهد المرسل , فإن رجاله كلهم ثقات أما من

وصله , ففيه ضعف , فإن أبا حفص عمر بن إبراهيم قال الحافظ في " التقريب " :

" صدوق , في حديثه عن قتادة ضعف " . و أما أبو أحمد إبراهيم بن محمد بن أحمد

الهمداني فلم أجد له ترجمة و كلام أبي نعيم المتقدم فيه يشعر بأنه محل للضعف .

و جملة القول أن الحديث صحيح بهذا الشاهد المرسل , و الطرق الموصولة المشار

إليها . و الله أعلم .

945 " أوجب طلحة " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 665 :

رواه الترمذي ( 1 / 316 ) و في " الشمائل " ( ص 85 ) و ابن حبان ( 2212 )

و الحاكم ( 3 / 374 ) و أحمد ( 1 / 165 ) و ابن هشام في " السيرة " ( 3 / 91 -

92 ) من طريق محمد بن إسحاق عن يحيى بن عباد بن عبد الله ابن الزبير عن أبيه عن

جده عبد الله بن الزبير عن # الزبير بن العوام # قال : " كان على النبي صلى

الله عليه وسلم درعان يوم أحد فنهض إلى الصخرة فلم يستطع فأقعد طلحة تحته فصعد

النبي صلى الله عليه وسلم عليه حتى استوى على الصخرة , فقال : سمعت النبي صلى

الله عليه وسلم يقول " . فذكره . و قال الحاكم : " صحيح على شرط مسلم " !

و وافقه الذهبي ! و قال الترمذي : " حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث ابن

إسحاق " .

قلت : و قد صرح بالتحديث في رواية أحمد و ابن هشام و ابن حبان , فأمنا بذلك

تدليسه , فالحديث حسن كما قال المنذري و ليس على شرط مسلم لأنه إنما أخرج لابن

إسحاق متابعة . لكن له شاهد من حديث عائشة أم المؤمنين مرفوعا به . أخرجه

الحاكم ( 3 / 376 ) و قال : " صحيح على شرط مسلم " . لكن رده الذهبي بقوله :

" قلت : لا و الله , و إسحاق ( بن يحيى بن طلحة ) قال أحمد متروك " .

946 " لا تزول قدما ابن آدم يوم القيامة من عند ربه حتى يسأل عن خمس : عن عمره فيما

أفناه و عن شبابه فيما أبلاه و ماله من أين اكتسبه و فيما أنفقه و ماذا عمل

فيما علم " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 666 :

أخرجه الترمذي ( 2 / 67 ) و أبو يعلى في " مسنده " ( 254 / 2 ) و الطبراني في

" المعجم الكبير " ( 1 / 48 / 1 ) " و الصغير " ( رقم 648 - الروض ) و ابن عدي

في " الكامل " ( ق 95 / 1 ) و الخطيب ( 12 / 440 ) و ابن عساكر في " تاريخ دمشق

" ( 5 / 182 / 1 , 12 / 239 / 2 ) من طريق حسين بن قيس الرحبي حدثنا عطاء بن

أبي رباح عن ابن عمر عن # ابن مسعود # عن النبي صلى الله عليه وسلم قال فذكره .

و قال الترمذي : " حديث غريب لا نعرفه من حديث ابن مسعود عن النبي صلى الله

عليه وسلم إلا من حديث الحسين بن قيس , و هو يضعف في الحديث من قبل حفظه " .

قلت : لكن له شواهد تدل على أنه قد حفظه من حديث أبي برزة الأسلمي و معاذ بن

جبل .

1 - أما حديث أبي برزة , فيرويه أبو بكر بن عياش عن الأعمش عن سعيد بن عبد الله

بن جريج عنه . أخرجه الترمذي و الدارمي ( 1 / 131 ) و أبو يعلى في " مسنده "

( 353 / 2 ) و الخطيب في " اقتضاء العلم العمل " ( رقم 1 بتحقيقي ) و قال

الترمذي : " حديث حسن صحيح " .

قلت : و تابعه إبراهيم الزراع حدثنا ابن نمير عن الأعمش به . أخرجه أبو نعيم في

" الحلية " ( 10 / 232 ) . و ابن نمير ثقة , لكن إبراهيم هذا لم أعرفه .

2 - و أما حديث معاذ , فيرويه صامت بن معاذ الجندي حدثنا عبد المجيد ابن عبد

العزيز بن أبي رواد عن سفيان الثوري عن صفوان بن سليم عن عدي ابن عدي عن

الصنابحي عنه . أخرجه الخطيب في " الاقتضاء " ( 2 ) و في " التاريخ " ( 11 /

441 ) . و هذا سند لا بأس به في الشواهد , رجاله ثقات غير عبد المجيد و صامت

ففيهما ضعف , و قد قال المنذري في " الترغيب " ( 4 / 198 ) : " رواه البزار

و الطبراني بإسناد صحيح " . فالظاهر أنهما أخرجاه من غير هذا الوجه و إلا فهو

بعيد عن الصحة ! و قد رواه ليث عن عدي بن عدي به موقوفا . أخرجه الدارمي ( 1 /

131 ) و الخطيب ( 3 ) لكنه قال : " رجاء بن حيوة " مكان " الصنابحي " . و الأول

أصح . و ليث هو ابن أبي سليم و هو ضعيف و قد أوقفه , و الرفع هو الصواب لهذه

الشواهد . و قد روي من حديث ابن عباس و زاد في آخره : " و عن حبنا أهل البيت "

. و هو بهذه الزيادة باطل , و لذلك خرجته في الكتاب الآخر ( 1922 ) .

947 " ما قل و كفى خير مما كثر و ألهى " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 667 :

رواه ابن عدي ( 7 / 2 ) عن إسماعيل بن سليمان الأزرق عن # أنس # مرفوعا .

و قال : " إسماعيل هذا قال يحيى : ليس بشيء . و قال النسائي : متروك الحديث " .

و قال الحافظ في " التقريب " : " ضعيف " . و له شاهد من حديث ثوبان .

رواه القضاعي ( 102 / 2 ) من طريق يزيد بن ربيعة قال : سمعت أبا الأشعث يقول :

سمعت ثوبان يقول : فذكره . و يزيد بن ربيعة هو الرحبي الدمشقي و هو ضعيف . لكن

له شاهد ثان من حديث أبي الدرداء مرفوعا به في آخر حديث له . و إسناده صحيح , و

قد خرجته في " المشكاة " ( 5218 ) .

و له شاهد ثالث عن أبي سعيد . رواه أبو يعلى في " مسنده " ( 1 / 295 ) : حدثنا

محمد بن عباد أنبأنا أبو سعيد عن صدقة بن الربيع عن عمارة بن غزية عن عبد

الرحمن ابن أبي سعيد - أراه عن أبيه شك أبو عبد الله - قال : سمعت النبي صلى

الله عليه وسلم و هو على الأعواد و هو يقول : فذكره .

قلت : و هذا إسناد رجاله ثقات رجال " الصحيح " غير صدقة بن الربيع , أورده ابن

أبي حاتم ( 2 / 1 / 433 ) بهذه الرواية عنه و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا .

و أما الهيثمي فجزم في " المجمع " ( 10 / 256 ) بأنه ثقة . و لعل عمدته في ذلك

أن يكون رآه في " الثقات " لابن حبان , كما وقع له في تراجم كثيرة .

و أبو سعيد هو مولى بني هاشم , و اسمه عبد الرحمن بن عبد الله البصري .

948 " أفضل الناس كل مخموم القلب صدوق اللسان , قالوا : صدوق اللسان نعرفه فما

مخموم القلب ? قال : التقي النقي , لا إثم فيه و لا بغي و لا غل و لا حسد " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 669 :

رواه ابن ماجه ( 4216 ) و ابن عساكر ( 17 / 29 / 2 ) من طريقين عن يحيى بن حمزة

حدثني زيد بن واقد عن مغيث بن سمي الأوزاعي عن # عبد الله بن عمرو # قال :

" قيل : يا رسول الله أي الناس أفضل ? قال : كل مخموم ... " .

قلت : و هذا إسناد صحيح رجاله ثقات . و تابعه القاسم بن موسى عن زيد بن واقد

به . أخرجه ابن عساكر و قال : " و كذا رواه صدقة بن خالد عن زيد " ..

قلت : و زاد ابن عساكر من طريق القاسم بن موسى , و في إحدى الطريقين عن يحيى بن

حمزة : " قالوا : فمن يليه يا رسول الله ? قال الذي يشنأ الدنيا و يحب الآخرة ,

قالوا : ما نعرف هذا فينا إلا رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم . قالوا

: فمن يليه ? قال : مؤمن في خلق حسن " . و قد عزاه السيوطي في " زيادة الجامع

الصغير " لابن ماجه بهذه الزيادة و ليست عنده كما رأيت , و قد عزاه في " الجامع

الكبير " للحكيم و الطبراني و أبي نعيم في " الحلية " و البيهقي في " الشعب " ,

فالظاهر أن الزيادة لهم أو لبعضهم على الأقل .

949 " من كانت الآخرة همه جعل الله غناه في قلبه و جمع له شمله و أتته الدنيا و هي

راغمة , و من كانت الدنيا همه جعل الله فقره بين عينيه و فرق عليه شمله و لم

يأته من الدنيا إلا ما قدر له " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 670 :

أخرجه الترمذي ( 2 / 76 ) عن الربيع بن صبيح عن يزيد بن أبان و هو الرقاشي عن

# أنس # مرفوعا . و سكت عنه الترمذي , و هو إسناد ضعيف لكنه حسن في المتابعات ,

قال المنذري ( 4 / 82 ) : " و رواه الترمذي عن يزيد الرقاشي عنه و قد وثق و لا

بأس به في المتابعات " . قلت : و ورد بلفظ أتم منه و هو : " من كانت الدنيا

همته و سدمه و لها شخص و إياها ينوي , جعل الله الفقر بين عينيه و شتت عليه

ضيعته و لم يأته منها إلا ما كتب له منها و من كانت الآخرة همته و سدمه و لها

شخص و إياها ينوي , جعل الله عز وجل الغنى في قلبه و جمع عليه ضيعته و أتته

الدنيا و هي صاغرة " . قال المنذري ( 3 / 9 ) : " رواه البزار و الطبراني

و اللفظ له , و ابن حبان في صحيحه عن أنس " .

قلت : و لعل هؤلاء أو بعضهم لاسيما ابن حبان أخرجوه من طريق غير طريق الرقاشي

السابقة . و الله أعلم . و قد أخرجه ابن عدي في " الكامل " ( ق 8 / 2 و 129 / 1

) من طريق إسماعيل بن مسلم عن الحسن و قتادة , و من طريق داود بن محبر حدثنا

همام عن قتادة , كلاهما عن أنس به . ثم رأيته في " زوائد البزار " ( ص 322 ) من

طريق إسماعيل عن الحسن وحده . و إسماعيل هذا هو المكي , ضعيف . و له شاهد بلفظ

: " من كانت الدنيا همه فرق الله عليه أمره و جعل فقره بين عينيه و لم يأته من

الدنيا إلا ما كتب له و من كانت الآخرة نيته جمع الله له أمره و جعل غناه في

قلبه و أتته الدنيا و هي راغمة " .

950 " من كانت الدنيا همه فرق الله عليه أمره و جعل فقره بين عينيه و لم يأته من

الدنيا إلا ما كتب له , و من كانت الآخرة نيته جمع الله له أمره و جعل غناه في

قلبه و أتته الدنيا و هي راغمة " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 671 :

أخرجه ابن ماجه ( 2 / 524 - 525 ) و ابن حبان ( 72 ) من طريق شعبة عن عمرو بن

سليمان قال : سمعت عبد الرحمن بن أبان بن عثمان ابن عفان عن أبيه عن # زيد بن

ثابت # مرفوعا .

قلت : و هذا إسناد صحيح رجاله ثقات كما قال في " الزوائد " .

951 " إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر , قالوا : و ما الشرك الأصغر ? قال

الرياء , يقول الله عز وجل لأصحاب ذلك يوم القيامة إذا جازى الناس : اذهبوا إلى

الذين كنتم تراءون في الدنيا , فانظروا هل تجدون عندهم جزاء ?! " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 671 :

رواه أحمد ( 5 / 428 و 429 ) و أبو محمد الضراب في " ذم الرياء " ( 277 / 2 /

299 / 2 ) و البغوي في " شرح السنة " ( 4 / 201 / 1 ) عن عمرو بن أبي عمر و عن

عاصم بن عمر بن قتادة عن # محمود بن لبيد # قال : قال رسول الله صلى الله عليه

وسلم . و هذا إسناد جيد , رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير محمود بن لبيد ,

فإنه من رجال مسلم وحده , قال الحافظ : " و هو صحابي صغير , و جل روايته عن

الصحابة " .

قلت : له في " المسند " عدة أحاديث مرفوعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم .

و قد أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 1 / 217 / 1 ) عن عبد الله بن شبيب

أنبأنا إسماعيل بن أبي أويس حدثني عبد العزيز بن محمد عن عمرو بن أبي عمرو به

إلا أنه قال : عن محمود بن لبيد عن رافع بن خديج مرفوعا .

قلت : و عبد الله بن شبيب واه , فلا تقبل زيادته .

952 " لو أن ابن آدم هرب من رزقه كما يهرب من الموت لأدركه رزقه كما يدركه الموت "

.

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 672 :

رواه أبو نعيم في " الحلية " ( 7 / 90 , 7 / 246 ) و ابن عساكر ( 2 / 11 / 1 )

عن المسيب بن واضح حدثنا يوسف بن سباط حدثنا سفيان الثوري عن محمد بن المنكدر

عن # جابر # مرفوعا . و قال أبو نعيم : " تفرد به عن الثوري يوسف بن أسباط " .

قلت : و هو ضعيف و مثله المسيب بن واضح . لكن له شاهدان يتقوى بهما :

الأول : من حديث أبي سعيد الخدري . يرويه علي بن يزيد الصدائي , أنبأنا فضيل بن

مرزوق عن عطية عنه مرفوعا به . أخرجه أبو سعيد بن الأعرابي في " معجمه " ( ق

143 / 2 ) و الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 135 / 2 ) و ابن عدي في " الكامل "

( 263 / 2 ) .

قلت : و هذا إسناد ضعيف مسلسل بالضعفاء , عطية العوفي فمن دونه .

و الشاهد الآخر من حديث أبي الدرداء و قد خرجته في تعليقي على " المشكاة "

( 5312 ) و قد صححه ابن حبان , فالحديث حسن على أقل المراتب . و الله أعلم .

953 " ما رأيت مثل النار نام هاربها و لا مثل الجنة نام طالبها " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 673 :

أخرجه بن المبارك في " الزهد " ( رقم 27 ) و الترمذي ( 2 / 99 ) و أبو نعيم في

" الحلية " ( 8 / 178 ) و في " صفة الجنة " ( 6 / 1 ) و القضاعي في " مسند

الشهاب " ( 67 / 3 ) و السلفي في " معجم السفر " ( 153 / 2 ) عن يحيى بن عبيد

الله المديني عن أبيه عن # أبي هريرة # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

: فذكره . و قال أبو نعيم : " لم يروه عن عبيد الله بن موهب إلا ابنه يحيى " .

قلت : و هو متروك , و أبوه مجهول . و قال الترمذي : " هذا حديث إنما نعرفه من

حديث يحيى بن عبيد الله , و هو ضعيف عند أكثر أهل الحديث " .

قلت : و قد أخرجه ابن المبارك أيضا ( 28 ) من طريق إسماعيل بن مسلم عن الحسن

قال : فذكره موقوفا عليه , و هو الأشبه . ثم وجدت للحديث شاهدين مرفوعين يتقوى

بهما . الأول : عن عمر بن الخطاب مرفوعا به . أخرجه السهمي في " تاريخ جرجان "

( ص 302 , 335 ) من طريق سعد بن سعيد عن أبي طيبة عن كرز بن وبرة عن الربيع بن

خثيم عنه .

قلت : و هذا سند لا بأس به في الشواهد : الربيع هذا ثقة مخضرم . و كرز بن وبرة

أورده ابن أبي حاتم ( 3 / 2 / 170 ) من رواية جماعة من الثقات عنه و لم يذكر

فيه جرحا و لا تعديلا , و طول ترجمته جدا السهمي ( ص 295 - 316 ) قال : " و كان

معروفا بالزهد و العبادة " . و أبو طيبة اسمه عبد الله بن مسلم السلمي , قال

الحافظ : " صدوق يهم " . و سعد بن سعيد و هو الجرجاني قال البخاري : " لا يصح

حديثه " يعني حديثا معينا غير هذا . و قال ابن عدي : " رجل صالح له عن الثوري

ما لا يتابع عليه , دخلته غفلة الصالحين " .

و الآخر : عن أنس مرفوعا به . رواه الطبراني في " الأوسط " كما في " مجمع

الزوائد " و قال ( 10 / 412 ) : " و فيه محمد بن مصعب القرقساني , و هو ضعيف

بغير كذب " . فالحديث بمجموع الطريقين حسن إن شاء الله تعالى .

954 " من خاف أدلج و من أدلج بلغ المنزل ألا إن سلعة الله تعالى غالية ألا إن سلعة

الله الجنة جاءت الراجفة تتبعها الرادفة جاء الموت بما فيه " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 675 :

أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 8 / 377 ) عن وكيع و الحاكم ( 4 / 308 ) من

طريق عبد الله بن الوليد العدني كلاهما عن سفيان عن عبد الله بن محمد بن عقيل

عن # الطفيل بن أبي بن كعب عن أبيه # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .

فذكره . و قال أبو نعيم : " غريب , تفرد به وكيع عن الثوري بهذا اللفظ " .

قلت : كلا , فقد تابعه العدني كما رأيت و تابعه أيضا قبيصة عن سفيان به دون

الإدلاج و السلعة و كذلك أخرجه أحمد ( 5 / 136 ) عن وكيع و زاد قبيصة في أوله :

" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذهب ثلثا الليل قام , فقال : يا أيها

الناس ! اذكروا الله , جاءت الراجفة .... " . و قال الترمذي : " حديث حسن صحيح

" . قلت : و إسناده حسن من أجل الخلاف المعروف في ابن عقيل . و من طريق قبيصة

أخرجه أبو نعيم أيضا ( 1 / 256 ) و الحاكم ( 2 / 421 , 513 ) و قال : " صحيح

الإسناد " ! و وافقه الذهبي ! و إنما هو حسن فقط لما ذكرنا . و تابعه أيضا محمد

بن يوسف حدثنا سفيان به مثل رواية قبيصة . أخرجه ابن نصر في " قيام الليل " ( ص

36 ) . و للحديث شاهد من رواية أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا به دون قوله :

" جاءت ... " . خرجه الترمذي و حسنه و فيه ضعف بينته في التعليق على " المشكاة

" ( 5348 ) .

955 " شيبتني ( هود ) و ( الواقعة ) و ( المرسلات ) و ( عم يتساءلون ) و ( إذا

الشمس كورت ) " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 676 :

أخرجه الترمذي ( 2 / 225 ) و ابن سعد في " الطبقات " ( 1 / 435 ) و أبو نعيم في

" الحلية " ( 4 / 350 ) و الحاكم ( 2 / 344 ) و الضياء في " الأحاديث المختارة

" ( 66 / 75 / 1 ) من طريق شيبان عن أبي إسحاق عن عكرمة عن # ابن عباس # قال :

" قال أبو بكر رضي الله عنه : يا رسول الله قد شبت ? قال " . فذكره , و قال

الترمذي : " هذا حديث حسن غريب لا نعرفه من حديث ابن عباس إلا من هذا الوجه " .

قلت : قد تابعه أبو الأحوص عن أبي إسحاق الهمداني به . أخرجه الحاكم ( 2 / 476

) و قال : " صحيح على شرط البخاري " . و وافقه الذهبي و هو كما قالا , و إن كان

قد أعل بالاختلاف في إسناده , فقد اتفق شيبان و أبو الأحوص على وصله من هذا

الوجه و هما ثقتان , فاتفاقهما حجة , ثم وجدت لهما متابعا آخر و هو إسرائيل عند

ابن سعد قرنه مع شيبان . قال الترمذي عقب ما سبق نقله عنه : " و روى علي بن

صالح هذا الحديث عن أبي إسحاق عن أبي جحيفة نحو هذا , و روي عن أبي إسحاق عن

أبي ميسرة شيء من هذا مرسلا . و روى أبو بكر بن عياش عن إسحاق عن عكرمة عن

النبي صلى الله عليه وسلم نحو حديث شيبان عن أبي إسحاق و لم يذكر فيه " عن ابن

عباس " , حدثنا بذلك هاشم بن الوليد الهروي حدثنا أبو بكر بن عياش " .

قلت : و رواية علي بن صالح وصلها عنه أبو نعيم , ثم قال عقبها : " اختلف على

أبي إسحاق , فرواه أبو إسحاق عن أبي جحيفة و روي عنه عن عمرو بن شرحبيل عن أبي

بكر و روي عنه عن مسروق عن أبي بكر و روي عنه عن مصعب بن سعد عن أبيه و روي عنه

عن عامر بن سعد عن أبي بكر و روي عنه عن أبي الأحوص عن عبد الله , رضي الله

تعالى عنهم " .

قلت : و ذكر ابن أبي حاتم في " العلل " ( 2 / 110 , 124 ) بعض هذه الوجوه من

الاختلاف , ثم قال عن أبيه : " و رواه شيبان عن أبي إسحاق عن عكرمة أن أبا بكر

قال للنبي صلى الله عليه وسلم . و هذا أشبه بالصواب " . كذا قال لم يذكر بينهما

ابن عباس و الصواب إثباته كما تقدم تخريجه من رواية الجماعة عنه , فلا أدري

أسقط ذكره من الناسخ أم هكذا وقع عند أبي حاتم , فإن كان كذلك فهو يعني أن

الصواب أنه مرسل و هذا لا يلتقي مع قوله في الموضع الأول المشار إليه و هو :

" سئل أبي عن حديث أبي إسحاق عن عكرمة عن ابن عباس قال أبو بكر ... الحديث متصل

أصح , كما رواه شيبان , أو مرسل كما رواه أبو الأحوص ? قال مرسل أصح " .

قلت : فلعل قوله في الموضع الآخر : " و رواه شيبان ... " سبق قلم منه أراد أن

يقول أبو الأحوص , فقال : شيبان , لكن رواية أبي الأحوص عند الحاكم متصلة أيضا

كما تقدم , فالأمر مشكل و هو يحتاج إلى مزيد من التحقيق و عسى أن ييسر لنا ذلك

بعد . ثم رأيت ابن سعد قد روى عن ثقتين قالا : أنبأنا أبو الأحوص أنبأنا أبو

إسحاق عن عكرمة قال : قال أبو بكر . فعرفت أن أبا الأحوص قد اختلف عليه في وصله

و إرساله , فرواه الحاكم عنه موصولا كما تقدم و رواه ابن سعد هكذا مرسلا و هي

الرواية التي قال عنها أبو حاتم : إنها أشبه بالصواب . و الله أعلم . و الحديث

أخرجه ابن سعد عن قتادة مرفوعا مختصرا بلفظ : " شيبتني هود و أخواتها " .

و إسناده صحيح لولا أنه مرسل . لكن رواه الطبراني في " الكبير " عن عقبة بن

عامر مرفوعا به . قال الهيثمي ( 7 / 37 ) : " و رجاله رجال الصحيح " . و أخرجه

أيضا من حديث سهل بن سعد مرفوعا به و زاد : " ( الواقعة ) و ( الحاقة ) و ( إذا

الشمس كورت ) " . لكن في سنده سعيد بن سلام العطار و هو كذاب . و رواية أبي

إسحاق عن مسروق عن أبي بكر التي ذكرها أبو نعيم , وصلها أبو بكر الشافعي في

" الفوائد " ( 1 / 28 ) عن هشام بن عمار حدثنا أبو معاوية عن زكريا بن أبي

زائدة عنه مختصرا : " شيبتني هود و أخواتها " . و رجاله ثقات . و كذا رواه ابن

مردويه و زاد كما في " الجامع " : " قبل المشيب " . و أخرجه الخطيب في " تاريخ

بغداد " ( 3 / 145 ) من طريق محمد ابن سيرين عن عمران بن الحصين مرفوعا به دون

الزيادة .

قلت : و إسناده حسن . و أخرجه أبو الشيخ في " أحاديثه " ( 13 / 1 ) من طريق

جبارة حدثنا عبد الكريم بن عبد الرحمن عن أبي إسحاق عن عامر بن سعد عن أبيه قال

: " قلت : يا رسول الله لقد شبت , قال " فذكره .

قلت : و عبد الكريم هو البجلي الكوفي مقبول عند الحافظ . و جبارة هو ابن مغلس

الحماني و هو ضعيف .

956 " إذا مشت أمتي المطيطاء و خدمها أبناء الملوك أبناء فارس و الروم سلط شرارها

على خيارها " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 679 :

أخرجه ابن المبارك في " الزهد " ( رقم 187 - رواية نعيم ) و المعافى بن عمران

في " الزهد " ( ق 238 / 2 ) و الترمذي ( 2 / 42 - 43 ) و العقيلي في " الضعفاء

"

( 408 ) و ابن عدي في " الكامل " ( 323 / 1 ) و أبو نعيم في " أخبار أصبهان "

( 1 / 308 ) و البيهقي في " الدلائل " ( ج 2 ) من طرق عن موسى بن عبيدة عن عبد

الله بن دينار # عن عبد الله بن عمر # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

: فذكره . و قال الترمذي : " حديث غريب , و قد رواه أبو معاوية عن يحيى بن سعيد

الأنصاري حدثنا بذلك محمد بن إسماعيل الواسطي حدثنا أبو معاوية عن يحيى بن سعيد

عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه و لا يعرف

لحديث أبي معاوية عن يحيى بن سعيد أصل , إنما المعروف حديث موسى بن عبيدة و قد

روى مالك بن أنس هذا الحديث عن يحيى بن سعيد مرسلا و لم يذكر فيه عن عبد الله

بن دينار عن ابن عمر " .

قلت : موسى بن عبيدة ضعيف لكن متابعة يحيى بن سعيد تشهد لصحة حديثه و قول

الترمذي : إنه لا أصل له عنه , أراه مجازفة ظاهرة لأن السند إليه بذلك صحيح ,

فإن أبا معاوية ثقة من رجال الشيخين و محمد بن إسماعيل الواسطي ثقة حافظ كما

قال الحافظ , و مالك كثيرا ما يرسل ما هو معروف وصله كما لا يخفى على العالم

بهذا الفن الشريف , على أنه يبدو أنه قد اختلف فيه على مالك , فقد أخرجه نصر

المقدسي في ( المجلس 347 من " الأمالي " ) من طريق القعنبي عبد الله بن مسلمة

ابن قعنب قال : أنبأنا مالك عن يحيى بن سعيد عن يحنس مولى الزبير مرفوعا به إلا

أنه قال : " سلط بعضهم على بعض " . فزاد في السند يحنس هذا . و كذلك أخرجه

الداني في " الفتن " ( 188 / 1 - 2 ) و البيهقي في " دلائل النبوة " ( ج 2 ) من

طريق أخرى عن يحيى بن سعيد به . و خالفهم الفرج بن فضالة فقال : عن يحيى بن

سعيد الأنصاري يرفعه . أخرجه أبو عبيد في " غريب الحديث " ( ق 37 / 2 ) . لكن

الفرج هذا ضعيف . و خالفهم أيضا حماد بن سلمة حدثنا يحيى بن سعيد الأنصاري عن

عبيد ابن سنوطا عن خولة بنت قيس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .

أخرجه ابن حبان ( 1864 ) من طريق مؤمل بن إسماعيل : حدثنا حماد بن سلمة به .

لكن مؤمل هذا صدوق سيء الحفظ كما في " التقريب " . فيبدو من هذا التخريج أن

الرواة اختلفوا على يحيى بن سعيد في إسناده و أن الأرجح رواية من قال عنه عن

يحنس لأنهم أكثر . ثم رواية من قال عنه عبد الله بن دينار عن ابن عمر لأنه ثقة

كما سبق و تترجح هذه على ما قبلها بمتابعة موسى بن عبيدة , و هو و إن كان ضعيفا

كما تقدم , فلا بأس به في المتابعات إن شاء الله تعالى . و يحنس هذا يكنى أبو

موسى . قال ابن أبي حاتم ( 4 / 2 / 313 ) : " روى عن عمر و أبي سعيد و أبي

هريرة , روى عنه وهب بن كيسان و يحيى بن سعيد الأنصاري و ابن الهاد و قطن بن

وهب " . و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . و للحديث شاهد من حديث أبي هريرة ,

أورده الهيثمي في " المجمع " ( 10 / 237 ) , قال : " رواه الطبراني في " الأوسط

" , و إسناده حسن " .

957 " يأتي على الناس زمان الصابر فيهم على دينه كالقابض على الجمر " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 682 :

رواه الترمذي ( 2 / 42 ) و ابن بطة في " الإبانة " ( 1 / 173 / 2 ) عن عمر بن

شاكر عن # أنس # مرفوعا . و قال الترمذي : " حديث غريب من هذا الوجه , و عمر بن

شاكر شيخ بصري و قد روى عنه غير واحد من أهل العلم " .

قلت : و هو ضعيف كما في " التقريب " . لكن الحديث صحيح , فإن له شواهد كثيرة :

الأول : عن أبي ثعلبة الخشني في حديث له بلفظ : " فإن من ورائكم أياما الصبر

فيهن مثل القبض على الجمر .. " الحديث . أخرجه جماعة منهم الترمذي ( 2 / 177 )

و قال : " حديث حسن غريب " , و صححه ابن حبان ( 1850 ) .

قلت : و في سنده ضعف كما كنت بينته في " تخريج المشكاة ( 5144 ) .

الثاني : عن أبي هريرة مرفوعا في حديث له : " المتمسك يومئذ بدينه كالقابض على

الجمر " . أخرجه أحمد ( 5 / 390 - 391 ) و أبو عمرو بن منده في " أحاديثه " ( ق

18 / 2 ) و ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 19 / 252 / 2 ) من طرق عن ابن لهيعة

عن أبي يونس عنه .

قلت : و إسناده لا بأس في الشواهد رجاله ثقات غير ابن لهيعة , فإنه سيء الحفظ .

الثالث : عن ابن مسعود مرفوعا بلفظ : " يأتي على الناس زمان المتمسك فيه بسنتي

عند اختلاف أمتي كالقابض على الجمر " . أخرجه أبو بكر الكلاباذي في " مفتاح

المعاني " ( ق 188 / 2 ) و الضياء المقدسي في " المنتقى من مسموعاته بمرو "

( 99 / 1 ) من طريقين عن حميد بن علي البختري حدثنا جعفر بن محمد الهمداني

حدثنا أبو إسحاق الفزاري عن مغيرة عن إبراهيم عن الأسود عنه .

قلت : من دون أبي إسحاق - و اسمه إبراهيم بن محمد ثقة حافظ - لم أعرفهم .

و قد عزاه السيوطي للحكيم الترمذي عن ابن مسعود , و بيض له المناوي !

و جملة القول أن الحديث بهذه الشواهد صحيح ثابت لأنه ليس في شيء من طرقها متهم

, لاسيما و قد حسن بعضها الترمذي و غيره , و الله أعلم .

958 " يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تدعى الأكلة إلى قصعتها , فقال قائل : و من

قلة نحن يومئذ ? قال : بل أنتم يومئذ كثير و لكنكم غثاء كغثاء السيل و لينزعن

الله من صدور عدوكم المهابة منكم و ليقذفن الله في قلوبكم الوهن , فقال قائل :

يا رسول الله و ما الوهن ? قال حب الدنيا و كراهية الموت " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 684 :

أخرجه أبو داود ( 4297 ) و الروياني في " مسنده " ( 25 / 134 / 2 ) و ابن عساكر

في " تاريخ دمشق " ( 8 / 97 / 2 ) من طرق عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر حدثني

أبو عبد السلام عن # ثوبان # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره .

قلت : و هذا إسناد لا بأس به في المتابعات , فإن ابن جابر ثقة من رجال

" الصحيحين " . و شيخه أبو عبد السلام مجهول لكنه لم يتفرد به , فقد تابعه أبو

أسماء الرحبي عن ثوبان به . أخرجه أحمد ( 5 / 278 ) و ابن أبي الدنيا في

" العقوبات " ( 62 / 1 ) و محمد بن محمد بن مخلد البزار في " حديث ابن السماك "

( 182 - 183 ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 1 / 182 ) عن المبارك بن فضالة حدثنا

مرزوق أبو عبد الله الحمصي أنبأنا أبو أسماء الرحبي .

قلت : و هذا سند جيد , رجاله ثقات و المبارك إنما يخشى منه التدليس أما و قد

صرح بالتحديث فلا ضير منه , فالحديث بمجموع الطريقين صحيح عندي . و الله أعلم .

959 " أمتي أمة مرحومة ليس عليها عذاب في الآخرة عذابها في الدنيا الفتن و الزلازل

و القتل " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 684 :

أخرجه أبو داود ( 4278 ) و الحاكم ( 4 / 444 ) و أحمد ( 4 / 410 و 418 ) من

طريق المسعودي عن سعيد بن أبي بردة عن أبيه عن # أبي موسى # قال : قال رسول

الله صلى الله عليه وسلم : و قال الحاكم : " صحيح الإسناد " ! و وافقه الذهبي !

و قال الحافظ ابن حجر في " بذل الماعون " ( 54 / 2 ) : " سنده حسن " .

كذا قالوا , و المسعودي كان اختلط . و لكن الحديث صحيح , فقد أخرجه أحمد ( 4 /

408 ) و البخاري في " التاريخ الكبير " ( 1 / 1 / 38 - 39 ) و الطبراني في

" المعجم الصغير " ( ص 3 ) و القاضي الخولاني في " تاريخ داريا " ( ص 82 - 83 )

و أبو بكر الكلاباذي في " مفتاح المعاني " ( 154 / 1 ) و الواحدي في " الوسيط "

( 1 / 128 / 1 ) من طرق أخرى كثيرة عن أبي بردة به . و لأبي بردة فيه إسناد آخر

, فقال محمد بن فضيل بن غزوان : حدثنا صدفة بن المثنى حدثنا رياح عن أبي بردة

قال : " بينما أنا واقف في السوق في إمارة زياد , إذ ضربت بإحدى يدي على الأخرى

تعجبا , فقال رجل من الأنصار - قد كانت لوالده صحبة مع رسول الله صلى الله عليه

وسلم - : مما تعجب يا أبا بردة ? قلت : أعجب من قوم دينهم واحد و نبيهم واحد

و دعوتهم واحدة و حجهم واحد و غزوهم واحد يستحل بعضهم قتل بعض , قال : فلا تعجب

, فإني سمعت والدي أخبرني أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " فذكره .

أخرجه البخاري في " التاريخ " و الحاكم ( 4 / 353 - 254 ) و قال :

" صحيح الإسناد " . و وافقه الذهبي .

قلت : هو كما قالا لولا الرجل الأنصاري الذي لم يسم . ثم أخرجه الحاكم ( 1 / 49

و 4 / 254 ) و كذا الطحاوي في " المشكل " ( 1 / 105 ) و الخطيب في " التاريخ "

. ( 4 / 205 ) من طريق أبي حصين عن أبي بردة عن عبد الله بن يزيد مرفوعا بلفظ .

" جعل عذاب هذه الأمة في دنياها " . و قال الحاكم و الزيادة له : " صحيح على

شرط الشيخين " و وافقه الذهبي , و إنما هو على شرط البخاري وحده فإن أبا بكر بن

عياش لم يخرج له مسلم . و بايعه الحسن بن الحكم النخعي عن أبي بردة به دون

الزيادة . أخرجه الحاكم ( 1 / 50 ) .

960 " ما يجد الشهيد من مس القتل إلا كما يجد أحدكم من مس القرصة " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 686 :

رواه النسائي ( 2 / 62 ) و الترمذي ( 3 / 19 ) و ابن ماجه ( 2802 ) و الدارمي

( 2 / 205 ) و ابن بشران في " الأمالي " ( 18 / 7 / 2 ) و أبو نعيم في

" الحلية " ( 8 / 264 - 265 ) و البيهقي ( 9 / 164 ) و البغوي في " شرح السنة "

( 3 / 141 / 1 ) كلهم من طريق محمد بن عجلان عن القعقاع بن حكيم عن أبي صالح عن

# أبي هريرة # مرفوعا , و قال الترمذي : " هذا حديث حسن غريب صحيح " , و قال

أبو نعيم : " ثابت مشهور من حديث القعقاع عن أبي صالح " .

قلت : و رجاله كلهم ثقات إلا أن محمد بن عجلان في حفظه شيء من الضعف و قد قال

فيه الذهبي : " إنه متوسط في الحفظ " . فهو حسن الحديث إن شاء الله تعالى و قد

صحح له جماعة منهم ابن حبان , فقد أخرج له أحاديث جمة منها هذا الحديث برقم

( 1613 ) .

961 " إنكم لا ترجعون إلى الله بشيء أفضل مما خرج منه . يعني القرآن " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 687 :

أخرجه الترمذي ( 2 / 150 ) : حدثنا إسحاق بن منصور حدثنا عبد الرحمن ابن مهدي

عن معاوية عن العلاء بن الحارث عن زيد بن أرطاة عن # جبير ابن نفير # مرفوعا

مرسلا .

قلت : و سكت عليه الترمذي , و قال البخاري في " أفعال العباد " ص ( 91 ) :

" هذا الخبر لا يصح لإرساله و انقطاعه " .

قلت : لكنه ورد موصولا , فأخرجه الحاكم ( 1 / 555 ) و عنه البيهقي في " الأسماء

الصفات " ( 236 ) من طريق سلمة بن شبيب حدثني أحمد بن حنبل حدثنا عبد الرحمن بن

مهدي عن معاوية بن صالح عن العلاء بن الحارث عن زيد بن أرطاة عن جبير بن نفير

عن أبي ذر الغفاري مرفوعا به و قال الحاكم : " صحيح الإسناد " و أقره البيهقي ,

و وافقه الذهبي .

قلت : و رجاله كلهم ثقات رجال مسلم غير زيد بن أرطاة و هو ثقة كما في " التقريب

" . ثم أخرجه البيهقي من طريق عبد الله بن صالح حدثني معاوية بن صالح به إلا

أنه ذكر عقبة بن عامر بدل أبي ذر , ثم قال البيهقي : " و يحتمل أن يكون جبير بن

نفير رواه عنهما جميعا , و رواه غيره عن أحمد بن حنبل دون ذكر أبي ذر رضي الله

عنه في إسناده " .

قلت : أخرجه كذلك مرسلا في كتاب " الزهد " لأحمد كما في الجامع الصغير , لكن

سلمة بن شبيب الذي رواه عنه موصولا ثقة احتج به مسلم فزيادته مقبولة و يقوي

الحديث أن له شاهدا من حديث أبي أمامة مرفوعا بسند ضعيف قد خرجته في " المشكاة

" ( 1332 ) .

962 " كافل اليتيم له أو لغيره , أنا و هو كهاتين في الجنة إذا اتقى الله . و أشار

مالك : بالسبابة و الوسطى " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 688 :

أخرجه مسلم ( 8 / 221 ) و أحمد ( 2 / 375 ) و اللفظ له من حديث # أبي هريرة #

مرفوعا به . و له شاهد من حديث مرة الفهري بتقديم و تأخير . رواه الخرائطي في

" مكارم الأخلاق " ص ( 73 ) عن أنيسة عن أم سعد ابنة مرة الفهري عنه به .

و سنده ضعيف , و روي بلفظ : " أنا و كافل اليتيم " و سبق ذكره برقم ( 800 ) .

963 " لا يزال هذا الدين قائما يقاتل عليه عصابة من المسلمين حتى تقوم الساعة " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 688 :

أخرجه أحمد ( 5 / 92 , 94 , 105 ) و الطيالسي ( ص 104 رقم 756 ) من طرق عن سماك

بن حرب عن # جابر بن سمرة # مرفوعا . و هذا سند صحيح على شرط مسلم , و قد أخرجه

في " صحيحه " ( 6 / 53 ) بلفظ : " لن يبرح هذا الدين " و الباقي مثله سواء ,

و استدركه الحاكم ( 4 / 449 ) فوهم . و هو رواية لأحمد ( 5 / 103 , 106 , 108 )

لكنه قال في هذه الرواية عن جابر بن سمرة قال : " نبئت أن النبي صلى الله عليه

وسلم قال " فذكره , و في أخرى له ( 585 ) : عن جابر بن سمرة عمن حدثه عن رسول

الله صلى الله عليه وسلم فرجع الحديث إلى أنه عن رجل من الصحابة لم يسم و هو

حجة , على أنه قد وقع عند الطيالسي تصريح جابر بن سمرة بسماعه من النبي صلى

الله عليه وسلم فالله أعلم . ثم وجدت له طريقا أخرى عن جابر مصرحا بسماعه من

النبي صلى الله عليه وسلم أخرجه الخطيب ( 12 / 250 - 251 ) من طريق عباس بن

محمد الدوري حدثنا عاصم بن عمر المقدمي حدثنا أبي عن فطر بن خليفة عن أبي خليفة

عن أبي خالد الوالبي قال : حدثنا جابر بن سمرة السوائي قال : سمعت رسول الله

صلى الله عليه وسلم يقول : " لا يزل هذا الأمر ظاهرا لا يضره من ناوأه " .

و قال : حدثنا عاصم بن عمر المقدمي حدثنا أبي عن فطر بن خليفة عن معد بن خالد

الجدلي عن جابر بن سمرة عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله . و الإسنادان

رجالهما ثقات غير أن الإسناد الأول فيه أبو خالد الوالبي , قال في " التقريب "

: مقبول , أي : لين الحديث . و أما الراوي عنه أبو خليفة فلم أعرفه , و لعل

الأصل : فطر بن خليفة بن أبي خليفة فتصحفت لفظة ( ابن ) على الناسخ فصارت ( عن

) كما يقع ذلك كثيرا في الأسانيد . و الله سبحانه و تعالى أعلم .

و قد صح الحديث من طريق أخرى بلفظ :

" لا يزال الدين قائما حتى تقوم الساعة أو يكون عليكم اثنا عشر خليفة كلهم من

قريش " .

964 " لا يزال الدين قائما حتى تقوم الساعة أو يكون عليكم اثنا عشر خليفة كلهم من

قريش " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 690 :

أخرجه مسلم ( 6 / 4 ) و أحمد ( 5 / 86 , 87 , 88 , 89 ) من طريق حاتم بن

إسماعيل عن المهاجر بن مسمار عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن # جابر بن سمرة #

مرفوعا . و للحديث طرق أخرى كثيرة عن جابر نحوه , فانظر الحديث المتقدم ( 375 )

.

965 " لا يزال أهل الغرب ظاهرين حتى تقوم الساعة " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 690 :

رواه مسلم ( 6 / 54 ) و ابن الأعرابي في " المعجم " ( 31 / 1 / 112 / 1 )

و الجرجاني ( 424 ) و الدورقي في " مسند سعد " ( 3 / 136 / 2 ) و ابن منده في

" المعرفة " ( 2 / 179 / 1 ) من حديث أبي عثمان عن # سعد بن أبي وقاص # مرفوعا

. و اعلم أن المراد بأهل الغرب في هذا الحديث أهل الشام لأنهم يقعون في الجهة

الغربية الشمالية بالنسبة للمدينة المنورة التي فيها نطق عليه الصلة و السلام

بهذا الحديث الشريف , ففيه بشارة عظيمة لمن كان فيها من أنصار السنة المتمسكين

بها و الذابين عنها و الصابرين في سبيل الدعوة إليها . نسأل الله تعالى أن

يجعلنا منهم و أن يحشرنا في زمرتهم تحت لواء صاحبها محمد صلى الله عليه وسلم .

966 " لا يزال الناس يسألون يقولون : ما كذا ما كذا حتى يقولوا : الله خالق الناس

فمن خلق الله ? فعند ذلك يضلون " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 691 :

رواه ابن أبي عاصم في " السنة " ( 59 / 1 ) من طريق محمد بن فضيل عن المختار بن

فلفل عن # أنس بن مالك # مرفوعا .

قلت : و هذا سند صحيح على شرط مسلم و قد أخرجه ( 1 / 85 ) دون قوله : " فعند

ذلك يضلون " . ثم رواه من حديث أبي هريرة نحوه و فيه ( فليستعذ بالله و لينته )

, و قد مضى ( 117 ) .

967 " لو أن العباد لم يذنبوا لخلق الله عز وجل خلقا يذنبون , ثم يغفر لهم و هو

الغفور الرحيم " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 691 :

أخرجه الحاكم ( 4 / 246 ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 7 / 204 ) عن شعبة عن أبي

بلج يحيى بن أبي سليم عن عمرو بن ميمون عن # عبد الله بن عمرو # رضي الله عنه

مرفوعا . أورده شاهدا لحديث أبي هريرة الآتي بعده إن شاء الله و سكت عليه .

و إسناده حسن , رجاله كلهم ثقات رجال الستة غير أبي بلج ( بفتح أوله و سكون

اللام بعدها جيم و في الأصل : بلح بالحاء و هو خطأ ) يحيى بن أبي سليم و هو

صدوق ربما أخطأ كما في التقريب . و يشهد له : " لو أنكم لم تكن لكم ذنوب يغفرها

الله لكم لجاء الله بقوم لهم ذنوب يغفرها لهم " .

968 " لو أنكم لم تكن لكم ذنوب يغفرها الله لكم لجاء الله بقوم لهم ذنوب يغفرها لهم

" .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 692 :

أخرجه مسلم ( 8 / 94 ) من طريق محمد بن كعب القرظي عن أبي صرمة عن # أبي أيوب

الأنصاري # مرفوعا . و له عنده طريق أخرى عن أبي صرمة بلفظ : " لولا أنكم

تذنبون " . و يأتي إن شاء الله برقم ( 1963 ) . و له شاهد من حديث أبي هريرة

بلفظ : " لو أنكم لا تخطئون لأتى الله بقوم يخطئون يغفر لهم " .

969 " لو أنكم لا تخطئون لأتى الله بقوم يخطئون يغفر لهم " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 692 :

أخرجه الحاكم ( 4 / 246 ) عن عمرو بن الحارث أن دراجا حدثه عن ابن حجير عن

# أبي هريرة # مرفوعا . و قال : " صحيح الإسناد " . و وافقه الذهبي .

قلت : و دراج متكلم فيه و في التقريب : " صدوق في حديثه عن أبي الهيثم ضعف " .

قلت : فهو حسن إن شاء الله تعالى بشواهده السابقة و الآتية , لاسيما و أن له

طريقا أخرى عن أبي هريرة بلفظ : " لو تكونون - أو قال : لو أنكم تكونون - على

كل حال على الحال التي أنتم عليها عندي لصافحتكم الملائكة بأكفهم و لزارتكم في

بيوتكم و لو لم تذنبوا لجاء الله بقوم يذنبون كي يغفر لهم " . أخرجه ابن

المبارك في " الزهد " ( 1075 ) و الطيالسي أيضا ( ص 337 رقم 2583 ) و أحمد ( 2

/ 304 - 305 , 305 ) من طريق سعد بن عبيد الطائي أبي مجاهد حدثنا أبو المدلة

مولى أم المؤمنين سمع أبا هريرة يقول : " قلنا : يا رسول الله إنا إذا رأيناك

رقت قلوبنا و كنا من أهل الآخرة , و إذا فارقناك أعجبتنا الدنيا و شممنا النساء

و الأولاد , قال " فذكره . و هذا سند ضعيف من أجل أبي المدلة هذا , قال الذهبي

: " لا يكاد يعرف لم يرو عنه سوى أبي مجاهد " . و في التقريب : " مقبول " .

و بقية رجال إسناد الحديث ثقات رجال البخاري .

قلت : لكنه حديث حسن أو صحيح بشواهده المتقدمة و غيرها , فانظر الحديث الآتي

بلفظ : " لو تدومون ... " رقم ( 1965 ) . و بلفظ : " لو كنتم تكونون ... رقم

( 1976 ) . و من شواهده : " لو لم تذنبوا لجاء الله بقوم يذنبون ليغفر لهم " .

970 " لو لم تذنبوا لجاء الله بقوم يذنبون ليغفر لهم " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 693 :

أخرجه الإمام أحمد ( 1 / 289 ) : حدثنا أحمد بن عبد الملك الحراني قال :

حدثنا يحيى بن عمرو بن مالك النكري قال : سمعت أبي يحدث عن أبي الجوزاء عن

# ابن عباس # مرفوعا . و هذا سند ضعيف , يحيى بن عمرو النكري بضم النون قال في

" التقريب " : " ضعيف و يقال : إن حماد بن زيد كذبه " . و بقية رجال الإسناد

ثقات رجال البخاري غير عمرو بن مالك و هو صدوق له أوهام . و في " المجمع " ( 10

/ 215 ) : " رواه أحمد و الطبراني في " الكبير " و " الأوسط " و البزار و فيه

يحيى بن عمرو بن مالك النكري و هو ضعيف و قد وثق و بقية رجاله ثقات " .

قلت : لكن الحديث له شواهد كثيرة يصير بها صحيحا , فمنها ما تقدم . و منها عن

أبي أيوب بلفظ : " يا أبا أيوب لو لم تذنبوا ... " الحديث , إلا أنه قال :

فيغفر لهم " . أخرجه الخطيب ( 4 / 217 ) من طريق أحمد بن عبد الله الحداد حدثنا

يزيد بن عمر عن عبد العزيز بن محمد عن عبد الله مولى عفرة عن محمد بن كعب

القرظي عن أبي أيوب . و يزيد بن عمر لم أعرفه و كذلك عبد الله مولى عفرة لم أجد

من ذكره و أخشى أن يكون في الإسناد شيء من السقط أو التحريف , فقد أخرجه

الترمذي ( 2 / 270 ) من طريق عبد الرحمن بن أبي الزناد عن عمر مولى غفرة عن

محمد بن كعب به إلا أنه لم يسق لفظه بل أحال على لفظ آخر قبله و هو : " لولا

أنكم تذنبون ... " , و سيأتي ( 1963 ) , فقال الترمذي : نحوه .

و عمر هذا ضعيف و كان كثير الإرسال كما في " التقريب " . و تابعه إسحاق بن عبد

الله بن أبي فروة عن محمد بن كعب القرظي عن أبي أيوب نحوه . أخرجه الخطيب أيضا

( 5 / 341 ) . و إسحاق هذا متروك كما في " التقريب " . و خالفه إبراهيم بن عبيد

بن رفاعة فقال : عن محمد بن كعب القرظي عن أبي صرمة عن أبي أيوب مرفوعا نحوه

بلفظ : " لو أنكم لم تكن . و قد مضى قريبا ( 968 ) فزاد في الإسناد " أبي صرمة

" و هو الصواب فقد رواه كذلك عن أبي صرمة عنه محمد بن قيس باللفظ الذي أشرنا

إليه عند الترمذي الآتي برقم ( 1963 ) . و من الشواهد أيضا : حديث ابن عمرو

مرفوعا بلفظ : " لو لم تذنبوا لخلق الله خلقا يذنبون ثم يغفر لهم " .

قال في " المجمع " ( 10 / 215 ) : " رواه الطبراني في " الكبير " و " الأوسط "

, و قال في " الأوسط " : لخلق الله خلقا يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم و هو

الغفور الرحيم " . رواه البزار بنحو " الأوسط " محالا على موقوف عبد الله بن

عمرو . و رجالهم ثقات و في بعضهم خلاف " . قلت : و قد أخرجه الحاكم بنحو لفظ

" الأوسط " و قد سبق قريبا ( 967 ) . و هو حسن الإسناد كما بينته هناك .

و من الشواهد أيضا حديث أبي سعيد الخدري مرفوعا بلفظ : ( لو لم تذنبوا لذهب

الله بكم و لجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم ) . رواه البزار , قال

الهيثمي ( 10 / 215 ) : " و فيه يحيى بن كثير صاحب البصري و هو ضعيف " .

قلت : لكن له شاهد من حديث أبي هريرة بهذا اللفظ تماما بزيادة في أوله :

" و الذي نفسي بيده " و سيأتي برقم ( 1950 ) . فالحديث من الصحيح لغيره .

971 " لا يورد الممرض على المصح " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 696 :

أخرجه البخاري ( 10 / 198 , 200 ) و مسلم ( 7 / 32 ) و أبو داود ( 2 / 158 )

و الطحاوي ( 2 / 275 ) و في " المشكل " ( 2 / 262 ) و أحمد ( 2 / 406 ) من طريق

الزهري عن أبي سلمة عن # أبي هريرة # مرفوعا به . و قد تابعه محمد بن عمرو :

حدثني أبو سلمة به . أخرجه ابن ماجه ( 2 / 363 ) و أحمد ( 2 / 434 ) . و في

معناه قوله صلى الله عليه وسلم للمجذوم : " إنا قد بايعناك فارجع " و سيأتي

برقم ( 1968 ) .

( الممرض ) : هو الذي له إبل مرضى و ( المصح ) , من له إبل صحاح .

و اعلم أنه لا تعارض بين هذين الحديثين و بين أحاديث " لا عدوى ... " المتقدمة

برقم ( 781 - 789 ) لأن المقصود بهما إثبات العدوى و أنها تنتقل بإذن الله

تعالى من المريض إلى السليم و المراد بتلك الأحاديث نفي العدوى التي كان أهل

الجاهلية يعتقدونها , و هي انتقالها بنفسها دون النظر إلى مشيئة الله في ذلك

كما يرشد إليه قوله صلى الله عليه وسلم للأعرابي : " فمن أعدى الأول ? " .

فقد لفت النبي صلى الله عليه وسلم نظر الأعرابي بهذا القول الكريم إلى المسبب

الأول ألا و هو الله عز وجل و لم ينكر عليه قوله " ما بال الإبل تكون في الرمل

كأنها الظباء فيخالطها الأجرب فيجربها " , بل إنه صلى الله عليه وسلم أقره على

هذا الذي كان يشاهده , و إنما أنكر عليه وقوفه عند هذا الظاهر فقط بقوله له :

" فمن أعدى الأول ? " .

و جملة القول : أن الحديثين يثبتان العدوى و هي ثابتة تجربة و مشاهدة .

و الأحاديث الأخرى لا تنفيها و إنما تنفي عدوى مقرونة بالغفلة عن الله تعالى

الخالق لها . و ما أشبه اليوم بالبارحة , فإن الأطباء الأوربيين في أشد الغفلة

عنه تعالى لشركهم و ضلالهم و إيمانهم بالعدوى على الطريقة الجاهلية , فلهولاء

يقال : " فمن أعدى الأول ? " فأما المؤمن الغافل عن الأخذ بالأسباب , فهو يذكر

بها , و يقال له كما في حديث الترجمة " لا يورد الممرض على المصح " أخذا

بالأسباب التي خلقها الله تعالى , و كما في بعض الأحاديث المتقدمة : " و فر من

المجذوم فرارك من الأسد " . هذا هو الذي يظهر لي من الجمع بين هذه الأخبار و قد

قيل غير ذلك مما هو مذكور في " الفتح " و غيره . و الله أعلم .

972 " من قرأ آية الكرسي في دبر كل صلاة لم يحل بينه و بين دخول الجنة إلا الموت "

.

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 697 :

أخرجه ابن السني ( رقم 121 ) قال : حدثنا محمد بن عبيد الله بن الفضل الكلاعي

الحمصي حدثنا اليمان بن سعيد و أحمد بن هارون جميعا بالمصيصة قالا : حدثنا محمد

بن حمير عن محمد بن زياد الألهاني عن # أبي أمامة الباهلي # رضي الله عنه قال :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

قلت : و هذا إسناد ضعيف , محمد بن عبيد الله بن الفضل الكلاعي الحمصي له ترجمة

جيدة في " تاريخ ابن عساكر " ( 15 / 323 / 2 ) . و اليمان بن سعيد أظنه محرفا

من " اليمان بن يزيد " , فقد أورده هكذا في " الميزان " : " و قال : عن محمد بن

حميد الحمصي بخبر طويل في عذاب الفساق أظنه موضوعا " قال الحافظ في " اللسان "

: " و أفاد شيخنا في الذيل أن الدارقطني قال في " المؤتلف و المختلف " : مجهول

, و تبعه ابن ماكولا " .

قلت : و قرينه أحمد بن هارون قال الذهبي : " صاحب مناكير عن الثقات قاله ابن

عدي " . قال الحافظ : " و ذكره ابن حبان في الثقات " . و بقية رجال الإسناد

ثقات على شرط البخاري . و الحديث صحيح فإنه جاء من طريق أو طرق أخرى عن ابن

حمير , فقد رواه النسائي - كما في " زاد المعاد " ( 1 / 110 ) و لعله في " سننه

الكبرى " أو في " عمل اليوم و الليلة " له - من طريق الحسين بن بشر عن محمد بن

حمير , و الحسين هذا ثقة و قد تابعه هارون بن داود النجار الطرسوسي , و محمد بن

العلاء بن زبريق الحمصي , و علي بن صدقة و غيرهم كما قال الحافظ في " التهذيب "

( 2 / 331 ) , و صرح أن النسائي أخرجه في " اليوم و الليلة " . و رواه الطبراني

أيضا و ابن حبان في صحيحه كما في " الترغيب " ( 2 / 261 ) فقال :

" رواه النسائي و الطبراني بأسانيد أحدها صحيح , و قال شيخنا أبو الحسن : هو

على شرط البخاري و ابن حبان في كتاب الصلاة و صححه و زاد الطبراني في بعض طرقه

: ( و قل هو الله أحد ) و إسناده بهذه الزيادة جيد أيضا " . و قال الهيثمي

( 10 / 102 ) بعد أن ساقه بالروايتين : " رواه الطبراني في الكبير و الأوسط

بأسانيد و أحدها جيد " .

قلت : و قد تكلم بعضهم في الحديث حتى أن ابن الجوزي أورده في " الموضوعات "

فأخطأ خطأ فاحشا , كما نبه على ذلك الحافظ بن حجر و غيره , و قد ذكرنا كلامه في

ذلك في " التعليقات الجياد على زاد المعاد " فلا حاجة للإعادة . و قد روي

الحديث بإسناد آخر بلفظ : " من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة مكتوبة كان بمنزلة

من قاتل عن أنبياء الله عز و جل حتى يستشهد " . أخرجه ابن السني ( رقم 120 )

قال : أخبرنا أبو محمد بن صاعد : حدثنا علي بن الحسن بن معروف : حدثنا عبد

الحميد بن إبراهيم أبو التقى حدثنا إسماعيل بن عياش عن داود بن إبراهيم الذهلي

أنه أخبره عن أبي أمامة صدي بن عجلان الباهلي رضي الله عنه قال : قال رسول الله

صلى الله عليه وسلم : قلت : و هذا إسناد ضعيف : داود بن إبراهيم الذهلي لم أجد

له ترجمة و إسماعيل بن عياش ثقة في روايته عن الشاميين و لا ندري أهذه منها أو

لا ? و عبد الحميد بن إبراهيم أبو التقى قال في " التقريب " : " صدوق إلا أنه

ذهبت كتبه فساء حفظه " .

( تنبيه ) أورد الحديث العيني في ( عمدة الرعاية ) ( 3 / 204 ) بلفظ : " من قرأ

آية الكرسي و قل هو الله أحد دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا

الموت " و قال : " رواه ابن السني من حديث إسماعيل بن عياش عن داود بن إبراهيم

الذهلي عن أبي أمامة " . و أنت ترى أن هذا اللفظ ليس لابن السني و بين اللفظين

فرق كبير , و الظاهر أنه رواية للطبراني كما يفهم مما نقلنا في الحديث المتقدم

عن الهيثمي و المنذري و لا أدري ما وجه هذا الخطأ ? و كنت أريد أن أقول : ( إنه

سبق قلم ) و لكن يقف دون ذلك أن العيني ذكره من الطريق الذي نقلناه عن ابن

السني باللفظ المغاير للفظه . و الله أعلم .

و للحديث شواهد منها : " من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة , ما بينه و بين أن

يدخل الجنة إلا أن يموت , فإذا مات دخل الجنة " . أخرجه أبو نعيم في " الحلية "

( 3 / 221 ) من طريق مكي بن إبراهيم حدثنا هاشم بن هاشم عن عمر بن إبراهيم عن

محمد بن كعب عن المغيرة بن شعبة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .

و قال : " حديث غريب من حديث المغيرة تفرد به هاشم بن هاشم عن عمر عنه , ما

كتبناه عاليا إلا من حديث مكي " .

قلت : و إسناده ثقات رجال الشيخين غير عمر هذا , و قد أورد له الذهبي في

" الميزان " حديثا آخر ثم قال : " قال العقيلي : لا يتابع عليه : حدثنا محمد بن

إسماعيل : حدثنا مكي ابن إبراهيم . قلت : فذكره بهذا الإسناد " . قال الحافظ :

" و بقية كلامه : فأما المتن فقد روي بأسانيد جياد , و ذكره ابن حبان في الثقات

و سمى جده محمد بن الأسود " .

قلت : فمثله لا بأس بروايته في الشواهد , و هذا منها . و في الباب عن أنس بلفظ

: " أوحى الله تعالى إلى موسى ... " . و هو من حصة الكتاب الآخر ( 3901 ) .

973 " إنما أنا خازن و إنما يعطي الله عز وجل , فمن أعطيته عطاء عن طيب نفس , فهو

أن يبارك لأحدكم . و من أعطيته عطاء عن شره و شره مسألة فهو كالآكل و لا يشبع "

.

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 701 :

أخرجه أحمد في أحاديث سيأتي إسنادها في : ( لا تزال أمة من أمتي ) برقم ( 1971

) و قد أخرجه مسلم أيضا ( 3 / 95 ) و هو عندهما من طريق معاوية بن صالح حدثني

ربيعة بن يزيد الدمشقي عن عبد الله بن عامر اليحصبي قال : سمعت # معاوية # يقول

: فذكره مرفوعا . و قد رواه ابن لهيعة جعفر بن ربيعة عن ربيعة بن يزيد به .

أخرجه أحمد أيضا ( 4 / 100 ) . و هذا سند حسن في المتابعات . و له طريق أخرى

بلفظ : " إنما أنا مبلغ ... " و يأتي بإذن الله تعالى ( 1628 ) .

و أخرجه ابن عساكر ( 16 / 327 / 1 ) من طريق معاوية بن إسحاق الدمشقي عن يزيد

بن ربيعة عن عبد الله بن عامر الحضرمي به . أورده في ترجمة معاوية بن إسحاق هذا

و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا .

974 " فتنة الأحلاس هي فتنة هرب و حرب , ثم فتنة السراء دخلها أو دخنها من تحت قدمي

رجل من أهل بيتي يزعم أنه مني و ليس مني إنما وليي المتقون , ثم يصطلح الناس

على رجل كورك على ضلع , ثم فتنة الدهيماء لا تدع أحدا من هذه الأمة إلا لطمته

لطمة , فإذا قيل : انقطعت تمادت يصبح الرجل فيها مؤمنا و يمسي كافرا حتى يصير

الناس إلى فسطاطين : فسطاط إيمان لا نفاق فيه و فسطاط نفاق لا إيمان فيه , إذا

كان ذاكم فانتظروا الدجال من اليوم أو غد " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 702 :

أخرجه أبو داود ( 2 / 200 ) و الحاكم ( 4 / 467 ) و أحمد ( 2 / 133 ) من طريق

أبي المغيرة : حدثنا عبد الله بن سالم : حدثني العلاء بن عتبة الحمصي أو

اليحصبي عن عمير بن هاني العنسي سمعت # عبد الله بن عمر # يقول : " كنا عند

رسول الله صلى الله عليه وسلم قعودا نذكر الفتن , فأكثر ذكرها حتى ذكر فتنة

الأحلاس , فقال قائل : يا رسول الله و ما فتنة الأحلاس ? قال : هي " . الحديث .

و هذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات رجال البخاري غير العلاء بن عتبة و هو صدوق

كما في التقريب . و قال الحاكم : " صحيح الإسناد " . و وافقه الذهبي .

( كورك ) بفتح و كسر .

( ضلع ) بكسر ففتح , و يسكن واحد الضلوع أو الأضلاع . قال الخطابي : " هو مثل

و معناه الأمر الذي لا يثبت و لا يستقيم و ذلك أن الضلع لا يقوم بالورك .

و بالجملة يريد أن هذا الرجل غير خليق للملك و لا مستقل به " .

975 " إن السعيد لمن جنب الفتن و لمن ابتلي فصبر " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 703 :

رواه أبو داود ( 4263 ) عن الليث بن سعد , و أبو القاسم الحنائي في " الثالث من

الفوائد " ( 82 / 1 ) عن عبد الله بن صالح كلاهما قال : حدثني معاوية بن صالح

أن عبد الرحمن بن جبير بن نفير حدثه عن أبيه عن # المقداد بن الأسود # مرفوعا .

و قال الحنائي : " لا نعرفه إلا من حديث أبي صالح كاتب الليث بن سعد " .

قلت : قد عرفه غيره من غير طريقه , فإن أبا داود أخرجه من حديث الليث بن سعد

كما رأيت , و لفظه أتم و هو : " إن السعيد لمن جنب الفتن إن السعيد لمن جنب

الفتن إن السعيد لمن جنب الفتن و لمن ابتلي فصبر فواها " .

قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط مسلم .

976 " تدور رحى الإسلام بعد خمس و ثلاثين أو ست و ثلاثين أو سبع و ثلاثين , فإن

يهلكوا فسبيل من هلك و إن يقم لهم دينهم يقم لهم سبعين عاما . قلت : ( و في

رواية : قال عمر يا نبي الله ) : مما بقي أو مما مضى ? قال : مما مضى " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 704 :

هذا حديث صحيح من معالم نبوته صلى الله عليه وسلم يرويه عنه # عبد الله بن

مسعود # رضي الله عنه , و له عنه طرق .

الأولى : عن منصور عن ربعي بن حراش عن البراء بن ناجية عنه به . أخرجه أبو داود

( 4254 ) و الطحاوي في " مشكل الآثار " ( 1 / 235 و 236 ) و الحاكم ( 4 / 521 )

و أحمد ( 1 / 393 ) و أبو يعلى في " المسند " أيضا ( ق 255 / 1 ) و ابن

الأعرابي في " معجمه " ( ق 141 / 2 ) و ابن عدي في " الكامل " ( ق 91 / 1 )

و الخطيب في " الفقيه و المتفقه " ( ق 63 / 2 ) و الخطابي في " غريب الحديث "

( ق 116 / 2 - 117 / 1 ) من طرق عن منصور به . و قال الحاكم : " صحيح الإسناد "

. و وافقه الذهبي .

قلت : و هو كما قالا , رجاله ثقات رجال الشيخين غير البراء بن ناجية و هو ثقة .

الثانية : عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبيه عنه مرفوعا به دون قوله : " قلت ...

" . أخرجه أحمد ( 1 / 390 , 451 ) و أبو يعلى و الطحاوي و ابن الأعرابي و ابن

حبان في " صحيحه " ( 1865 - موارد ) و الخطابي من طرق عنه .

قلت : و هذا سند صحيح أيضا على شرط الشيخين على ما في سماع عبد الرحمن بن عبد

الله بن مسعود من أبيه من الاختلاف و الراجح عندي أنه سمع منه كما هو مبين في

غير هذا الموضع .

الثالثة : عن شريك عن مجالد عن الشعبي عن مسروق عنه . أخرجه الطحاوي و الطبراني

( 3 / 72 / 1 ) .

( فائدة ) قال الخطيب رحمه الله تعالى : " قوله ( تدور رحى الإسلام ) مثل يريد

أن هذه المدة إذا انتهت حدث في الإسلام أمر عظيم يخاف لذلك على أهله الهلاك ,

يقال للأمر إذا تغير و استحال : قد دارت رحاه , و هذا - و الله أعلم - إشارة

إلى انقضاء مدة الخلافة . و قوله : ( يقم لهم دينهم ) أي : ملكهم و سلطانهم

و الدين : الملك و السلطان , و منه قوله تعالى : *( ما كان ليأخذ أخاه في دين

الملك )* و كان بين مبايعة الحسن بن علي معاوية بن أبي سفيان إلى انقضاء ملك

بني أمية من المشرق نحوا من سبعين سنة " .

و قال الطحاوي رحمه الله تعالى : " قوله ( بعد خمس و ثلاثين , أو ست و ثلاثين

.... ) ليس ذلك على الشك و لكن يكون ذلك فيما يشاء الله عز وجل من تلك السنين ,

فشاء عز وجل أن كان ذلك في سنة خمس و ثلاثين , فتهيأ فيها على المسلمين حصر

إمامهم و قبض يده عما يتولاه عليهم مع جلالة مقداره لأنه من الخلفاء الراشدين

المهديين حتى كان ذلك سببا لسفك دمه رضوان الله عليه و حتى كان ذلك سببا لوقوع

اختلاف الآراء , فكان ذلك مما لو هلكوا عليه لكان سبيل من هلك لعظمه و لما حل

بالإسلام منه , و لكن الله ستر و تلافى و خلف نبيه في أمته من يحفظ دينهم عليهم

و يبقى ذلك لهم " .

977 " أكثر ما يدخل الناس الجنة تقوى الله و حسن الخلق و أكثر ما يدخل الناس النار

الفم و الفرج " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 706 :

أخرجه الترمذي ( 1 / 361 ) و ابن ماجه ( 4246 ) و أحمد ( 2 / 291 و 392 , 442 )

من طريقين عن يزيد بن عبد الرحمن الأودي عن # أبي هريرة # قال : " سئل رسول

الله صلى الله عليه وسلم عن أكثر ما يدخل الناس الجنة ? فقال " فذكره . و قال

الترمذي . " حديث صحيح غريب " .

قلت . و إسناده حسن , فإن يزيد هذا وثقه ابن حبان و العجلي , و روى عنه جماعة .

978 " ليس شيء أطيع الله فيه أعجل ثوابا من صلة الرحم و ليس شيء أعجل عقابا من

البغي و قطيعة الرحم و اليمين الفاجرة تدع الديار بلاقع " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 706 :

أخرجه البيهقي في " السنن الكبرى " ( 10 / 35 ) من طريق المقرئ عن أبي حنيفة

عن يحيى بن أبي كثير عن مجاهد و عكرمة عن # أبي هريرة # رضي الله عنه قال : قال

رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره , و قال : " كذا رواه عبد الله بن يزيد

المقرىء عن أبي حنيفة , و خالفه إبراهيم بن طهمان و علي بن ظبيان و القاسم بن

الحكم , فرووه عن أبي حنيفة عن ناصح بن عبد الله عن يحيى بن أبي كثير عن أبي

سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم و قيل عن يحيى عن أبي سلمة عن

أبيه , و الحديث مشهور بالإرسال " .

قلت : ثم ساقه من طريق معمر عن يحيى بن أبي كثير يرويه قال : " ثلاث من كن فيه

رأى وبالهن قبل موته - فذكرهن , و في أخرهن - و اليمين الفاجر تدعى الديار

بلاقع " . قلت : و هذا متصل صحيح الإسناد . ثم روي من طريق أبي العلاء عن مكحول

قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن أعجل الخير ثوابا صلة الرحم

و إن أعجل الشر عقوبة البغي و اليمين الصبر الفاجرة تدع الديار بلاقع " .

قلت : و هذا مرسل صحيح الإسناد .

و رواية علي بن ظبيان و صلها القضاعي في " مسند الشهاب " ( 16 / 1 ) . و رواية

يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبيه و صلها الخرائطي في " مكارم الأخلاق " (

ص 45 ) من طريق ابن علاثة عن هشام بن حسان عنه مرفوعا بلفظ : " إن أعجل الطاعة

ثوابا صلة الرحم حتى إن أهل البيت ليكونون فجارا تنمى أموالهم و يكثر عددهم إذا

وصلوا أرحامهم " . و ابن علاثة صدوق يخطىء كما في " التقريب " , لكن يبدو أنه

لم ينفرد به , فقد قال المنذري في " الترغيب " ( 3 / 47 ) و قد ذكره بلفظ : "

اليمين الفاجرة تذهب المال أو تذهب بالمال " : " رواه البزار و إسناده صحيح لو

صح سماع أبي سلمة من أبيه عبد الرحمن بن عوف " . و نحوه في " المجمع " ( 4 /

179 ) . و للحديث طريق أخر عن أبي هريرة مرفوعا به أتم منه و لفظه :

" إن أعجل الطاعة ثوابا صلة الرحم و إن أهل البيت ليكونون فجارا , فتنموا

أموالهم و يكثر عددهم إذا وصلوا أرحامهم و إن أعجل المعصية عقوبة البغي

و الخيانة و اليمين الغموس يذهب المال و يثقل في الرحم و يذر الديار بلاقع " .

أخرجه الطبراني في " المعجم الأوسط " ( 1 / 155 / 2 - من " زوائد المعجمين " :

حدثنا أحمد - هو ابن عقال - حدثنا أبو جعفر هو النفيلي - حدثنا أبو الدهماء

البصري - شيخ صدق - عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة : و قال :

" لم يروه عن محمد بن عمرو إلا أبو الدهماء , تفرد به النفيلي " .

قلت : و هو ثقة لكن شيخه أبو الدهماء , و إن وثق في هذا السند , فقد قال الذهبي

: " قال ابن حبان : لا يجوز الاحتجاج به " . ثم ساق له هذا الحديث من طريق

النفيلي عنه . و أما الحافظ فقد قال في " التقريب " : " و هو مقبول " . و قال

الهيثمي في " المجمع " ( 8 / 152 ) : " رواه الطبراني في " الأوسط " , و فيه

أبو الدهماء البصري و هو ضعيف جدا " . و قال في موضع آخر ( 8 / 180 ) : " رواه

الطبراني في " الأوسط " و فيه أبو الدهماء البصري وثقه النفيلي , و ضعفه ابن

حبان " . قلت : لكن له شاهد من حديث أبي بكرة مضى ذكره تحت الحديث ( 918 ) .

و جملة القول أن الحديث بمجموع هذه الطرق و الشواهد صحيح ثابت , و للجملة

الأخيرة منه شاهد آخر من حديث واثلة , بلفظ : " اليمين الغموس تدع الديار بلاقع

" . أخرجه خيثمة الأطرابلسي في " المنتخب من الفوائد " ( 1 / 189 / 1 )

و الدولابي في " الكنى " ( 2 / 165 ) و أبو بكر الكلاباذي في " مفتاح المعاني "

( 359 / 2 ) و الخطيب في " تلخيص المتشابه " ( 13 / 147 / 1 ) عن عبد الحميد بن

عبد العزيز السكوني ( و قال بعضهم : اليشكري ) عن عمرو بن قيس عن واثلة بن

الأسقع مرفوعا .

قلت : و عبد الحميد هذا لم أعرفه و لم يترجم له أحد حتى و لا ابن عساكر في

" تاريخ دمشق " , و إنما ترجم لسمي له حمصي أيضا و لكنه دون هذا في الطبقة

بكثير مات سنة ( 292 ) . و عمرو بن قيس و هو السكوني الحمصي ثقة تابعي .

979 " بادروا بالأعمال خصالا ستا : إمرة السفهاء و كثرة الشرط و قطيعة الرحم و بيع

الحكم و استخفافا بالدم و نشوا يتخذون القرآن مزامير يقدمون الرجل ليس بأفقههم

و لا أعلمهم ما يقدمونه إلا ليغنيهم " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 710 :

أخرجه أحمد ( 3 / 494 ) و أبو عبيد في " فضائل القرآن " ( ق 34 / 2 ) و أبو

غرزة الحافظ في " مسند عابس " ( 2 / 1 ) و ابن أبي الدنيا في " العقوبات " ( 78

/ 1 ) عن شريك عن أبي اليقظان عن زاذان عن عليم قال :

" كنت مع #عابس الغفاري #على سطح , فرأى قوما يتحملون من الطاعون , فقال : ما

لهؤلاء يتحملون من الطاعون ? ! يا طاعون خذني إليك ( مرتين ) , فقال له ابن عم

له ذو صحبة : لم تتمنى الموت و قد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : لا

يتمنين أحدكم الموت فإنه عند انقطاع عمله ? فقال : فذكره مرفوعا . و السياق

لأبي غرزة . ثم أخرجه من طريق ليث : حدثني عثمان عن زاذان به إلا أنه سقط من

إسناده " عليم " . و أخرجه البخاري في " التاريخ الكبير " ( 4 / 1 / 80 ) معلقا

من الوجهين . قلت : و هما ضعيفان , أبو اليقظان و اسمه عثمان بن عمير , قال

الحافظ : " ضعيف , و اختلط و كان يدلس " . و في الأول منهما شريك و هو ابن عبد

الله القاضي , و في الآخر : ليث و هو ابن أبي سليم و هما ضعيفان . لكن الحديث

صحيح , فقد رواه الطبراني و ابن شاهين من طريق موسى الجهني عن زاذان قال :

" كنت مع رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقال له عابس ... " فذكره نحوه

. و كذا رواه أبو بكر بن علي من هذا الوجه مثله كما في " الإصابة " . و يشهد له

حديث النهاس بن قهم أبو الخطاب عن شداد أبي عمار الشامي قال : قال عوف بن مالك

: يا طاعون خذني إليك , قال : فقالوا : أليس قد سمعت رسول الله صلى الله عليه

وسلم يقول : " ما عمر المسلم كان خيرا له " ? قال : بلى و لكني أخاف ستا ... "

. فذكرها . أخرجه أحمد ( 6 / 22 , 23 ) . و النهاس هذا ضعيف . و حديث جميل بن

عبيد الطائي حدثنا أبو المعلى ( عن الحسن ) قال : قال الحكم بن عمرو الغفاري :

يا طاعون خذني إليك الحديث نحوه . أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 1 /

324 / 1 - 2 ) و الحاكم ( 3 / 443 ) و الزيادة له , و سكت عليه هو و الذهبي .

و أبو المعلى لم أعرفه , و قد ذكر الدولابي في " الكنى " ( 2 / 124 ) من طريق

حجاج بن نصير قال : حدثنا أبو المعلى زيد بن أبي ليلى السعدي عن الحسن عن معقل

بن يسار ... فذكر قصة أخرى , فيحتمل أن يكون هو هذا و لكني لم أجد له ترجمة

أيضا . و روى ابن شاهين من طريق القاسم عن أبي أمامة عن عابس صاحب رسول الله

صلى الله عليه وسلم فذكر الخصال الست . و الحديث أشار إلى صحته الحافظ في ترجمة

الحكم من " الإصابة " ( 1 / 346 ) , و هو حري بذلك لطرقه التي ذكرنا .

980 " لا تختصوا ليلة الجمعة بقيام من بين الليالي و لا تخصوا يوم الجمعة بصيام من

بين الأيام إلا أن يكون في صوم يصومه أحدكم " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 712 :

أخرجه مسلم ( 3 / 154 ) من طريق ابن سيرين عن # أبي هريرة # مرفوعا . و قد عزاه

المنذري في " الترغيب " ( 2 / 87 ) للنسائي أيضا و لم أجده في " سننه " الصغرى

فلعله في " الكبرى " له . و الشطر الثاني من الحديث قد جاء من طرق أخرى عن أبي

هريرة نحوه و هو الآتي بعده , إن شاء الله تعالى . و سبب الحديث ما رواه ابن

سعد ( 4 / 85 ) بسند صحيح عن محمد ابن سيرين قال : " دخل سلمان على أبي الدرداء

في يوم جمعة , فقيل له : هو نائم , قال : فقال : ما له ? قالوا : إنه إذا كان

ليلة الجمعة أحياها و يصوم يوم الجمعة , قال : فأمرهم فصنعوا طعاما في يوم جمعة

, ثم أتاهم فقال : كل , قال : إني صائم , فلم يزل به حتى أكل , ثم أتيا النبي

صلى الله عليه وسلم فذكرا له ذلك , فقال النبي صلى الله عليه وسلم : عويمر !

سلمان أعلم منك , و هو يضرب على فخذ أبي الدرداء , عويمر ! سلمان أعلم منك

( ثلاث مرات ) " . فذكره .

قلت : و هذا إسناد مرسل صحيح .

981 " لا تصوموا يوم الجمعة إلا و قبله يوم أو بعده يوم " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 713 :

أخرجه الترمذي ( 1 / 143 ) و ابن ماجه ( 1 / 526 ) و أحمد ( 2 / 495 ) من طريق

الأعمش عن أبي صالح عن # أبي هريرة # مرفوعا به . و هذا إسناد صحيح على شرط

الشيخين , و قد صححه الترمذي . و قد جاء من طرق أخرى فانظر الذي قبله . و " إن

يوم الجمعة يوم عيد ... " و هو مخرج في " الإرواء " رقم ( 94 ) . و " نهى عن

صيام يوم الجمعة " . و سيأتي برقم ( 1012 ) . و من طرقه ما أخرجه الطحاوي في

" شرح المعاني " ( 1 / 339 ) من طريق محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة

مرفوعا بلفظ : " لا تصوموا يوم الجمعة إلا أن تصوموا قبله يوما أو بعده يوما "

. و هذا إسناده حسن . و أخرجه أحمد ( 2 / 365 و 422 و 458 و 526 ) و الطحاوي

أيضا من طريق عبد الملك بن عمير عن زياد الحارثي عنه نحوه . و هذا سند صحيح

رجاله رجال الستة غير زياد الحارثي , قال في " التعجيل " . " قال شيخنا : لا

أعرفه . قلت قد جزم الحسيني بأنه أبو الأوبر و هو معروف و لكنه مشهور بكنيته

أكثر من اسمه , و قد سماه زيادا النسائي و الدولابي و أبو أحمد الحاكم و غيرهم

و وثقه ابن معين و ابن حبان و صحح حديثه " .

قلت : و قد جاء مكنيا بهذه الكنية في بعض طرق الحديث في " المسند " مما يدل على

أنه هو زياد الحارثي , فالسند صحيح . و الله أعلم . و يأتي الحديث نحوه من طريق

أخرى عن أبي هريرة ( 1012 ) . و له شاهد من حديث جنادة بن أبي أمية قال :

" دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في نفر من الأزد يوم الجمعة , فدعانا

رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى طعام بين يديه , فقلنا : إنا صيام , فقال :

صمتم أمس ? قلنا : لا قال : أفتصومون غدا ? قلنا : لا , قال : فأفطروا , ثم قال

: " لا تصوموا يوم الجمعة مفردا " . أخرجه الحاكم ( 3 / 608 ) و قال : " صحيح

على شرط مسلم " . و وافقه الذهبي .

قلت : و فيه أن ابن إسحاق لم يخرج له مسلم إلا مقرونا , ثم هو مدلس و قد عنعنه

.

982 " نفقة الرجل على أهله يحتسبها صدقة " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 714 :

أخرجه البخاري ( 5 / 17 ) و الترمذي ( 1 / 356 ) و قال " حسن صحيح " و أحمد ( 5

/ 273 ) عن # أبي مسعود البدري # مرفوعا . و ليس عند الأولين ( يحتسبها ) .

و هي زيادة صحيحة ثابتة عند الشيخين و غيرهما .

983 " من خرج من الطاعة و فارق الجماعة , فمات مات ميتة جاهلية و من قاتل تحت راية

عمية يغضب لعصبة أو يدعو إلى عصبة أو ينصر عصبة , فقتل , فقتلة جاهلية و من خرج

على أمتي يضرب برها و فاجرها و لا يتحاشى من مؤمنها و لا يفي لذي عهد عهده ,

فليس مني و لست منه " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 715 :

أخرجه مسلم ( 6 / 21 ) و النسائي ( 2 / 177 ) و أحمد ( 2 / 306 و 488 ) من حديث

# أبي هريرة # مرفوعا . و لبعضه شاهد عن حديث جندب بن عبد الله البجلي مضى

( 433 ) بلفظ : " من قتل تحت راية عمية " ...

984 " من خلع يدا من طاعة لقي الله يوم القيامة و لا حجة له و من مات و ليس في عنقه

بيعة مات ميتة جاهلية " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 715 :

أخرجه مسلم ( 6 / 22 ) من حديث # ابن عمر # . و أخرجه الحاكم ( 1 / 77 و 117 )

بلفظ : " من خرج من الجماعة قيد شبر , فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه حتى يراجعه

و من مات و ليس عليه إمامة و جماعة فإن موتته موتة جاهلية " . و قال الحاكم :

" صحيح على شرط الشيخين " . وافقه الذهبي .

985 " يا أيها الناس إن هذا من غنائمكم , أدوا الخيط و المخيط , فما فوق ذلك , فما

دون ذلك , فإن الغلول عار على أهله يوم القيامة و شنار و نار " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 716 :

أخرجه ابن ماجه ( 2 / 197 ) عن أبي سنان عيسى بن سنان عن يعلى بن شداد عن

# عبادة بن الصامت # قال : " صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين

إلى جنب بعير من المقاسم , ثم تناول شيئا من البعير فأخذ منه قردة - يعني و برة

- فجعل بين إصبعيه ثم قال : " فذكره . و رجاله ثقات غير عيسى بن سنان و هو

مختلف فيه قال في " الميزان " : ضعفه أحمد و ابن معين و هو ممن يكتب حديثه على

لينه و قواه بعضهم يسيرا , و قال العجلي : لا بأس به , و قال أبو حاتم , ليس

بالقوي " . و في " التقريب " : " لين الحديث " .

قلت : لكنه يتقوى بورود الحديث من طريق أخرى عن عبادة بلفظ : " يا أيها الناس

إنه لا يحل لي مما أفاء الله عليكم قدر هذه إلا الخمس و الخمس مردود عليكم

فأدوا الخيط و المخيط و إياكم و الغلول , فإنه عار على أهله يوم القيامة

و عليكم بالجهاد في سبيل الله , فإنه بابا من أبواب الجنة يذهب الله به الهم

و الغم . و كان يكره { الأنفال } و يقول : ليرد قوي المؤمنين على ضعيفهم " .

أخرجه ابن حبان ( 1693 ) و الحاكم ( 3 / 49 ) ( 5 / 318 , 319 , 324 ) مفرقا من

طريق عبد الرحمن بن الحارث عن سليمان بن موسى الأشدق عن مكحول عن أبي سلام عن

أبي أمامة الباهلي عن عبادة بن الصامت قال : " أخذ رسول الله صلى الله عليه

وسلم يوم حنين وبرة من جنب بعير ثم قال " فذكره . و روى منه النسائي ( 2 / 178

) الجملة الأولى , و الدارمي ( 2 / 229 , 230 ) الثانية و الثالثة و الأخيرة

بهذا الإسناد . و هو إسناد حسن رجاله كلهم ثقات و في عبد الرحمن بن الحارث و

شيخه سليمان بن موسى الأشدق كلام لا ينزل حديثهما عن رتبة الحسن , لاسيما و قد

جاء من طرق هذه إحداها .

و الثاني عن يعلى بن شداد عن عبادة و هو الذي قبله .

و الثالث عن أبي بكر بن عبد الله بن أبي مريم و يحيى ابن أبي كثير عن أبي سلام

به بلفظ أتم منه و سيأتي ( 1972 ) بلفظ : " إن هذه من غنائمكم " .

و قد روى أبو سلام هذه القصة عن عمرو بن عبسة أيضا قال : " صلى بنا رسول الله

صلى الله عليه وسلم إلى بعير , فلما أسلم أخذ وبرة من جنب البعير ثم قال : و لا

يحل لي من غنائمكم مثل هذا إلا الخمس و الخمس مردود فيكم " ! أخرجه أبو داود

( 1 / 433 ) : حدثنا الوليد بن عتبة حدثنا الوليد حدثنا عبد الله بن العلاء أنه

سمع أبا سلام بن الأسود قال : سمعت عمرو بن عبسة . و هذا سند صحيح رجاله رجال

الصحيح غير الوليد بن عتبة و هو ثقة . و شيخه الوليد هو ابن مسلم . و لأبي سلام

فيه إسناد آخر , قال الدولابي في " الكنى " ( 2 / 163 ) : أخبرني أحمد بن شعيب

عن محمد بن وهب قال : حدثنا محمد بن سلمة قال : حدثني أبو عبد الرحيم , قال :

حدثني منصور الخولاني عن أبي يزيد غيلان عن أبي سلام عن المقدام بن كعب ( بياض

) معد يكرب عن الحارث ابن معاوية عن عبادة بن الصامت : " أن رسول الله صلى الله

عليه وسلم صلى إلى بعير من القسم , فلما فرغ أخذ قردة بين إصبعيه و هي وبرة

فقال : " ألا إن هذه من غنائكم و ليس لي منها إلا الخمس و الخمس مردود عليكم "

. هكذا وقع إسناده في الأصل : بياض بين كعب و معد و لعل الصواب : المقدام بن

معد يكرب فقد أورد الحديث الحافظ في " الإصابة " و قال : " قال : أبو نعيم :

" رواه أبو سلام عن المقدام الكندي فقال : الحارث بن معاوية الكندي " .

و المقدام الكندي هو ابن معد يكرب و هو صحابي مشهور , و أما الحارث هذا فقد

اختلفوا في صحبته و استظهر الحافظ في " التعجيل " أنه من المخضرمين . و ذكر

نحوه في " الإصابة " . و غيلان هو ابن أنس قال في " التقريب " : " مقبول " .

و بقية الرجال ثقات غير منصور الخولاني فلم أجد له ترجمة .

986 " خير الصحابة أربعة و خير السرايا أربعمائة و خير الجيوش أربعة آلاف و لا يغلب

اثنا عشر ألفا من قلة " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 719 :

أخرجه أبو داود ( 1 / 407 ) و الترمذي ( 1 / 294 ) و ابن خزيمة في " صحيحه " (

1 / 255 / 1 ) و ابن حبان ( 1663 ) و الحاكم ( 1 / 443 و 2 / 101 ) و أحمد ( 1

/ 294 ) و عبد بن حميد في " المنتخب من المسند " ( 73 / 1 ) و محمد بن مخلد في

" المنتقى من حديثه " ( 2 / 3 / 2 ) و الضياء في " المختارة " ( 62 / 292 / 2 )

من طريق وهب بن جرير حدثنا أبي سمعت يونس عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله

عن # ابن عباس # مرفوعا . و قال الحاكم : " صحيح على شرط الشيخين و لم يخرجاه

لخلاف بين الناقلين فيه عن الزهري " . و كذا قال الذهبي . و قال الترمذي :

" حديث حسن غريب لا يسنده كبير أحد غير جرير بن حازم و إنما روي هذا الحديث عن

الزهري عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا , و قد رواه حبان ابن علي العنزي عن

عقيل عن الزهري عن عبيد الله عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم , و رواه

الليث بن سعد عن عقيل عن الزهري عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا " .

قلت : جرير بن حازم ثقة احتج به الشيخان و قد وصله و هي زيادة يجب قبولها و لا

يضره رواية من قصر به على الزهري و لذلك قال ابن القطان كما في الفيض : " هذا

ليس بعلة فالأقرب صحته " . و قد تابعه حبان بن علي العنزي على وصله , كما ذكره

الترمذي . و وصله لوين في " حديثه " ( ق 2 / 2 ) : حدثنا حبان بن علي به .

و هكذا وصله ابن عدي ( 108 / 1 ) من طريق أخرى عنه . و أخرجه الطحاوي في

" المشكل " ( 1 / 238 ) من طريق النسائي عنه . و أخرجه الدارمي ( 2 / 215 )

هكذا : حدثنا محمد بن الصلت حدثنا حبان ابن علي عن يونس و عقيل عن ابن شهاب عن

عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس مرفوعا به نحوه بلفظ : " و ما بلغ اثني عشر

ألفا فصبروا و صدقوا فغلبوا من قلة " . و رجاله كلهم ثقات رجال البخاري غير

حبان بن علي و هو ضعيف لكنه لم يترك كما قال الذهبي , فمثله يستشهد به .

و رواية الليث التي علقها الترمذي عن عقيل عن الزهري مرسلا و صلها الطحاوي من

طريق ابن صالح عنه . و ابن صالح اسمه عبد الله كاتب الليث و فيه ضعف فلا يحتج

به عند التفرد فكيف عند المخالفة ? !

987 " لا إله إلا الله , ويل للعرب من شر قد اقترب فتح اليوم من ردم يأجوج و مأجوج

مثل هذه , و حلق بإصبعه الإبهام و التي تليها , فقلت : يا رسول الله : أنهلك

و فينا الصالحون ? قال : نعم إذا كثر الخبث " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 720 :

أخرجه البخاري ( 13 / 9 - 10 , 91 - 92 ) و مسلم ( 8 / 165 - 166 ) و ابن حبان

( 1906 ) عن # زينب بنت جحش # زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت :

" خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فزعا محمرا وجهه يقول " : فذكره .

988 " لا تجني نفس على أخرى " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 721 :

أخرجه ابن ماجه ( 2 / 148 ) : حدثنا محمد بن عبد الله بن عبيد بن عقيل حدثنا

عمرو بن عاصم حدثنا أبو العوام القطان عن محمد بن جحادة عن زياد بن علاقة عن #

أسامة بن شريك # مرفوعا . قال في " الزوائد " : " إسناده صحيح , محمد بن عبد

الله ذكره ابن حبان في " الثقات " , و قال النسائي : لا بأس به , و أبو العوام

القطان اسمه عمران بن داور وثقه الجمهور و باقي رجال الإسناد على شرط الشيخين "

. قلت : عمران متكلم فيه من جهة حفظه , و في التقريب : " صدوق يهم " , فحديثه

لا يبلغ درجة الصحيح , بل هو حسن فقط . غير أن حديثه هذا صحيح , لأن له شاهدا

من حديث الأشعث بن سليم عن أبيه عن رجل من بني ثعلبة بن يربوع مرفوعا بهذا

اللفظ . أخرجه النسائي ( 2 / 251 ) و أحمد ( 5 / 377 ) و سنده صحيح رجاله رجال

الشيخين . و له شاهد آخر بلفظ : " ألا لا يجني جان إلا على نفسه ... " و سيأتي

إن شاء الله تعالى برقم ( 1974 ) . و شاهد ثالث و هو : " لا تجني أم على ولد ,

لا تجني أم على ولد " .

989 " لا تجني أم على ولد لا تجني أم على ولد " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 721 :

أخرجه النسائي ( 2 / 251 ) و ابن ماجه ( 2 / 147 ) و ابن حبان ( 1683 )

و الحاكم ( 2 / 611 - 612 ) و صححه عن يزيد بن زياد ابن أبي الجعد عن جامع بن

شداد عن # طارق المحاربي # مرفوعا به . و هذا سند صحيح , و يزيد هذا ثقة .

و الحديث رواه أبو يعلى أيضا و أبو نعيم كما في المنتخب ( 2 / 518 ) .

990 " لا تجني عليه و لا يجني عليك " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 722 :

أخرجه ابن ماجه ( 2 / 147 - 148 ) و أحمد ( 4 / 344 - 345 , 5 / 81 ) عن هشيم

أنبأنا يونس بن عبيد عن حصين بن أبي الحر عن # الخشخاش العنبري # قال : " أتيت

النبي صلى الله عليه وسلم و معي ابن لي قال : فقال : ابنك هذا ? قال : قلت :

نعم , قال : " فذكره . قال في " الزوائد " : " إسناده كلهم ثقات إلا أن هشيما

كان يدلس " .

قلت : و لكنه قد صرح بسماعه كما في هذه الرواية و هي لأحمد , فالإسناد صحيح

و لفظه على القلب : " لا يجني عليك و لا تجني عليه " . و الحديث رواه أيضا أبو

يعلى و البغوي و ابن قانع و ابن منده و الطبراني في " الكبير " و سعيد بن منصور

في " سننه " كما في " المنتخب " ( 6 / 126 ) . و له شاهد من حديث أبي رمثة و هو

مخرج في " إرواء الغليل " ( 2362 ) .

991 " من أحب الأنصار أحبه الله و من أبغض الأنصار أبغضه الله " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 723 :

أخرجه ابن ماجه ( 1 / 70 ) من حديث # البراء بن عازب # و سنده صحيح على شرط

الشيخين . و قد أخرجاه في حديث : " الأنصار لا يحبهم إلا مؤمن " . و سيأتي بإذن

الله ( 1975 ) . و قد ورد بهذا اللفظ تماما من حديث أبي هريرة . أخرجه أحمد ( 2

/ 501 و 527 ) عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عنه . و هذا إسناد حسن , و قال

الهيثمي ( 10 / 39 ) : " رواه أبو يعلى و إسناده جيد , و رواه البزار و فيه

محمد بن عمرو و هو حسن الحديث , و بقية رجاله رجال الصحيح " . و كأنه ذهل عن

كونه في " المسند " من هذا الوجه و إلا لعزاه له قبل أولئك . و ورد من حديث

الحارث بن زياد مرفوعا . أخرجه ابن حبان ( 2291 ) . و من حديث معاوية بن أبي

سفيان . أخرجه أحمد أيضا ( 4 / 100 ) عن الحكم بن ميناء عن يزيد بن جارية عنه .

و هذا إسناد محتمل للتحسين أو هو حسن لغيره . و قال الهيثمي : " رواه أحمد

و أبو يعلى قال : مثله و الطبراني في " الكبير " و " الأوسط " و رجال أحمد رجال

الصحيح " . كذا قال : و ليس بصحيح , فإن يزيد بن جارية هذا لم يرو له من الستة

إلا النسائي , و وثقه لكن وقع في كتاب الهيثمي : " عن زيد بن ثابت " بدل :

" يزيد بن جارية " فلا أدري آلوهم منه أو من بعض النساخ . و ورد الحديث بلفظ :

" من أحب الأنصار فبحبي أحبهم و من أبغض الأنصار فببغضي أبغضهم " . رواه

الطبراني من حديث أبي هريرة . قال في " مجمع الزوائد " ( 10 / 39 ) :

" و رجاله رجال الصحيح , غير أحمد بن حاتم و هو ثقة , و رواه الطبراني أيضا عن

معاوية بهذا اللفظ , و رجاله رجال الصحيح غير النعمان بن مرة و هو ثقة " .

قلت : و هو في " المعجم الصغير " ( ص 241 - 244 ) في حديث طويل عن وائل بن حجر

أنه قال لمعاوية : فكيف تصنع بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .

و فيه ضعف و جهالة .

992 " كان إذا بعث أحدا من أصحابه في بعض أمره قال : بشروا و لا تنفروا و يسروا

و لا تعسروا " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 724 :

أخرجه مسلم ( 5 / 141 ) و أبو داود ( 2 / 293 ) من طريق أبي أسامة عن بريد بن

عبد الله عن أبي بردة عن # أبي موسى # قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم

إذا . الحديث . و سيأتي في " يسروا و لا تعسروا ... " برقم ( 1151 ) .

993 " الطيرة من الدار و المرأة و الفرس " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 724 :

أخرجه أحمد ( 6 / 150 , 240 , 246 ) و الطحاوي في " مشكل الآثار " ( 1 / 341 )

عن قتادة عن أبي حسان قال : " دخل رجلان من بني عامر على عائشة , فأخبراها أن #

أبا هريرة # يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ( فذكره ) فغضبت , فطارت

شقة منها في السماء و شقة في الأرض , و قالت : و الذي أنزل الفرقان على محمد ما

قالها رسول الله صلى الله عليه وسلم قط , إنما قال : كان أهل الجاهلية يتطيرون

من ذلك " . و في رواية لأحمد : " و لكن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول :

كان أهل الجاهلية يقولون : الطيرة في المرأة و الدار و الدابة , ثم قرأت عائشة

( ما أصاب من مصيبة في الأرض و لا في أنفسكم إلا في كتاب ) إلى آخر الآية " .

و أخرجها الحاكم ( 2 / 479 ) و قال : " صحيح الإسناد " و وافقه الذهبي .

و هو كما قالا , بل هو على شرط مسلم , فإن أبا حسان هذا قال الزركشي في

" الإجابة " ( ص 128 ) : " اسمه مسلم الأجرد , يروي عن ابن عباس و عائشة " .

قلت : و هو ثقة من رجال مسلم . و رواه ابن خزيمة أيضا كما في " الفتح " ( 6 /

46 ) . و يشهد له ما أخرجه الطيالسي في " مسنده " ( 1537 ) : حدثنا محمد بن

راشد عن مكحول قيل لعائشة : إن أبا هريرة يقول : قال رسول الله صلى الله عليه

وسلم : الشؤم في ثلاث : في الدار و المرأة و الفرس . فقالت عائشة : لم يحفظ أبو

هريرة لأنه دخل و رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : قاتل الله اليهود يقولون

: إن الشؤم في الدار و المرأة و الفرس , فسمع آخر الحديث , و لم يسمع أوله " .

و إسناده حسن لولا الانقطاع بين مكحول و عائشة , لكن لا بأس به في المتابعات و

الشواهد , إن كان الرجل الساقط من بينهما هو شخص ثالث غير العامريين المتقدمين

. هذا و لعل الخطأ الذي أنكرته السيدة عائشة هو من الراوي عن أبي هريرة , و ليس

أبا هريرة نفسه , فقد روى أحمد ( 2 / 289 ) من طريق أبي معشر عن محمد بن قيس

قال : " سئل أبو هريرة : سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم : الطيرة في

ثلاث في المسكن و الفرس و المرأة ? قال : كنت إذن أقول على رسول الله صلى الله

عليه وسلم ( ما لم يقل و لكن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ) يقول : أصدق

الطيرة الفأل و العين حق " . و أبو معشر فيه ضعف .

و قد وجدت لحديث الترجمة شاهدا من حديث ابن عمر مرفوعا بلفظ : " الطيرة في

المرأة و الدار و الفرس " . أخرجه الطحاوي في " شرح المعاني " ( 2 / 381 ) و

الطبراني في " المعجم الكبير " ( 3 / 192 / 2 ) من طرق عن محمد بن جعفر عن عتبة

بن مسلم عن حمزة بن عبد الله بن عمر عن أبيه . و هذا إسناد صحيح على شرط مسلم ,

لكنه شاذ بهذا الاختصار , فقد خالفه سليمان بن بلال : حدثني عتبة بن مسلم بلفظ

: " إن كان الشؤم في شيء ففي الفرس .. " الحديث . أخرجه مسلم ( 7 / 34 )

و الطحاوي .

قلت : فزادا في أوله . " إن كان الشؤم في شيء " . و هي زيادة من ثقة فيجب

قبولها , لاسيما و قد جاءت من طريق أخرى عن ابن عمر عند البخاري و لها شواهد

كثيرة منها عن سهل بن سعد و جابر و قد خرجتها فيما تقدم ( 799 ) . و منها عن

سعد بن أبي وقاص مرفوعا بلفظ : " لا طيرة , و إن كانت الطيرة في شيء ففي المرأة

.... " . أخرجه الطحاوي من طريق يحيى بن أبي كثير عن الحضرمي بن لاحق أن سعيد

بن المسيب حدثه قال : " سألت سعدا عن الطيرة . فانتهرني ( زاد في رواية : فقال

: من حدثك ? فكرهت أن أحدثه ) و قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم "

فذكره . و إسناده جيد , فقد ذكر له شاهدا من رواية ابن أبي ليلى عن عطية عن أبي

سعيد به . و آخر من حديث أنس و سنده حسن . و نحوه حديث صخر أو حكيم بن معاوية

مرفوعا بلفظ : " لا شؤم , و قد يكون اليمن في ثلاثة : في المرأة , و الفرس , و

الدار " . و هو صحيح الإسناد كما بينته فيما سيأتي ( 1930 ) .

و جملة القول أن الحديث اختلف الرواة في لفظه , فمنهم من رواه كما في الترجمة ,

و منهم من زاد عليه في أوله ما يدل على أنه لا طيرة أو شؤم ( و هما بمعنى واحد

كما قال العلماء ) , و عليه الأكثرون , فروايتهم هي الراجحة , لأن معهم زيادة

علم , فيجب قبولها , و قد تأيد ذلك بحديث عائشة الذي فيه أن أهل الجاهلية هم

الذين كانوا يقولون ذلك , و قد قال الزركشي في " الإجابة " ( ص 128 ) :

" قال بعض الأئمة : و رواية عائشة في هذا أشبه بالصواب إن شاء الله تعالى (

يعنى من حديث أبي هريرة ) لموافقته نهيه عليه الصلاة و السلام عن الطيرة نهيا

عاما , و كراهتها و ترغيبه في تركها بقوله : " يدخل الجنة سبعون ألفا بغير حساب

, و هم الذين لا يكتوون ( الأصل لا يكنزون ) و لا يسترقون , و لا يتطيرون , و

على ربهم يتوكلون " .

قلت : و قد أشار بقوله : " بعض الأئمة " إلى الإمام الطحاوي رحمه الله تعالى .

فقد ذهب إلى ترجيح حديث عائشة المذكور في " مشكل الآثار " , و نحوه في " شرح

المعاني " و به ختم بحثه في هذا الموضوع , و قال في حديث سعد و ما في معناه :

" ففي هذا الحديث ما يدل على غير ما دل عليه ما قبله من الحديث , ( يعني حديث

ابن عمر برواية عتبة بن مسلم و ما في معناه عن ابن عمر ) , و ذلك أن سعدا أنتهر

سعيدا حين ذكر له الطيرة , و أخبره عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : لا

طيرة , ثم قال : إن تكن الطيرة في شيء ففي المرأة و الفرس و الدار , فلم يخبر

أنها فيهن , و إنما قال : إن تكن في شيء ففيهن , أي : لو كانت تكون في شيء

لكانت في هؤلاء , فإذ لم تكن في هؤلاء الثلاث فليست في شيء " .

994 " إن التجار يبعثون يوم القيامة فجارا إلا من اتقى الله و بر و صدق " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 729 :

أخرجه الترمذي ( 1 / 228 ) و الدارمي ( 2 / 247 ) و ابن ماجه ( 2 / 5 ) و ابن

حبان ( 1095 ) و الحاكم ( 2 / 6 ) من طريق عبد الله بن عثمان بن خثيم عن

# إسماعيل بن عبيد بن رفاعة عن أبيه عن جده # : " أنه خرج مع النبي صلى الله

عليه وسلم إلى المصلى , فرأى الناس يتبايعون , فقال : يا معشر التجار !

فاستجابوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم و رفعوا أعناقهم و أبصارهم إليه فقال

" فذكره . و قال الترمذي : " حديث حسن صحيح " . و الحاكم : " صحيح الإسناد "

و وافقه الذهبي مع أنه قال في ترجمة إسماعيل هذا : " ما علمت روى عنه سوى عبد

الله بن عثمان بن خثيم و لكن صحح هذا الترمذي " . و في التقريب : إنه مقبول .

و للحديث شاهد يرتقي به إلى درجة الحسن إن شاء الله و لفظه : " إن التجار هم

الفجار . قالوا : يا رسول الله : أليس قد أحل الله البيع ? قال بلى و لكنهم

يحلفون فيأثمون و يحدثون فيكذبون " . و قد مضى تخريجه برقم ( 365 ) فراجعه .

995 " إن أرواح المؤمنين في أجواف طير خضر تعلق بشجر الجنة " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 730 :

رواه ابن ماجه ( 1449 ) و الحربي في " غريب الحديث " ( 5 / 210 / 1 ) و ابن

منده في " المعرفة " ( 2 / 363 / 1 ) عن محمد بن إسحاق عن الحارث بن فضيل عن

الزهري عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن أبيه قال : " لما حضر كعبا الوفاة دخلت

عليه # أم مبشر بنت البراء بن معرور # فقالت : يا أبا عبد الرحمن إن لقيت ابني

فأقرأه مني السلام , فقال : يغفر الله لك يا أم مبشر نحن أشغل من ذلك فقالت :

يا أبا عبد الرحمن أما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( فذكره ) قال :

بلى , قالت : فهو ذلك " .

قلت : و هذا سند ضعيف , رجاله ثقات و إنما علته ابن إسحاق فقد كان يدلس

و الظاهر أنه تلقاه عن بعض الضعفاء ثم أسقطه , فقد رواه معمر الزهري عن عبد

الرحمن بن كعب بن مالك قال : " قالت أم مبشر لكعب بن مالك و هو شاك : اقرأ على

ابني السلام - تعني مبشرا - فقال : يغفر الله لك يا أم مبشر أو لم تسمعي ما قال

رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنما نسمة المسلم طير تعلق في شجر الجنة حتى

يرجعها الله عز وجل إلى جسده يوم القيامة ! قالت : صدقت , فأستغفر الله " .

أخرجه أحمد ( 3 / 455 ) .

قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين . و فيه مخالفة لما روى ابن إسحاق ,

فإن قولها " صدقت , فأستغفر الله " صريح في أن كعبا أقام الحجة عليها بخلاف

رواية ابن إسحاق فإنها على العكس من ذلك , كما هو ظاهر . و متن الحديث دون

القصة أخرجه مالك في " الموطأ " ( 1 / 240 / 49 ) و عنه النسائي ( 1 / 292 )

و ابن ماجه ( 4271 ) و أحمد ( 3 / 455 ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 9 / 156 )

كلهم عن مالك عن الزهري به نحوه . و تابعه صالح و يونس عن ابن شهاب . رواه أحمد

( 3 / 455 ) . و تابعه أيضا سفيان بن عينية . رواه أحمد ( 6 / 386 ) و الترمذي

( 1 / 309 ) و قال : " حديث حسن صحيح " . و تابعه الليث بن سعد . عند ابن حبان

في " صحيحه " ( 734 ) , و كلهم قالوا : " المسلم " أو " المؤمن " إلا سفيان ,

فإنه قال : " الشهداء " , فروايته شاذة و الله أعلم .

996 " قاتل الله قوما يصورون ما لا يخلقون " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 731 :

رواه الضياء في " المختارة " ( 1 / 434 ) من طريق الطيالسي و هذا في " المسند "

( 623 ) : حدثنا ابن أبي ذئب عن عبد الرحمن بن مهران قال : حدثني عمير مولى ابن

عباس عن # أسامة بن زيد # قال : " دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في

الكعبة فرأى صورا , قال : فدعا بدلو من ماء , فأتيته به , فجعل يمحوها و يقول :

فذكره . ثم رواه من طريق خالد بن يزيد العمري أنبأنا ابن أبي ذئب به , ثم قال :

" لم نعتمد في رواية هذا الحديث على خالد العمري بل على رواية أبي داود " .

قلت : لكن شيخه ابن مهران و هو المديني مولى بني هاشم مجهول كما قال الحافظ في

" التقريب " . ثم رواه ( 1 / 437 - 438 ) من طريق أحمد بن عبد الرحمن أنبأنا

عمي ابن وهب حدثني ابن أبي ذئب عن الحارث بن عبد الرحمن عن كريب مولى ابن عباس

عن أسامة بن زيد به و قال : " أحمد بن عبد الرحمن متكلم فيه , و قد أخرج له

مسلم في " صحيحه " و تقدم هذا الحديث في رواية عمير مولى ابن عباس " .

قلت : فالحديث بمجموع الطريقين ثابت إن شاء الله تعالى , و لاسيما و في لعن

المصورين و أنهم أشد الناس عذابا أحاديث كثيرة , بعضها في " الصحيحين " و قد

مضى بعضها ( 364 ) .

997 " إنما تضرب أكباد المطي إلى ثلاثة مساجد : المسجد الحرام و مسجدي هذا و المسجد

الأقصى " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 732 :

أخرجه أبو يعلى في " مسنده " ( ق 306 / 1 ) : حدثنا محمد بن المنهال حدثنا يزيد

بن زريع حدثنا روح عن زيد بن أسلم عن سعيد بن أبي سعيد المقبري :

" أن # أبا بصرة جميل بن بصرة # لقي أبا هريرة و هو مقبل من ( الطور ) , فقال :

لو لقيتك قبل أن تأتيه لم تأته , إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "

: فذكره .

قلت : و هذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات و هو على شرط الشيخين إن كان محمد بن

المنهال هذا هو التميمي الحافظ , و في طبقته محمد بن المنهال البصري الأنماطي

أخو الحجاج و هو ثقة اتفاقا و كلاهما يروي عن يزيد بن زريع و عنهما أبو يعلى .

و الحديث في " الصحيحين " و غيرهما من طرق عن أبي هريرة بلفظ " لا تشد الرحال "

و قد خرجتها في " إرواء الغليل " ( رقم 951 ) , و إنما خرجته هنا لهذه الزيادة

التي فيها إنكار أبي بصرة على أبي هريرة رضي الله عنهما سفره إلى الطور , و لها

طرق أخرى أوردتها هناك , فلما وقفت على هذه الطريق أحببت أن أقيدها هنا , و قد

فاتتني ثم . و في هذه الزيادة فائدة هامة , و هي أن راوي الحديث و هو الصحابي

الجليل أبو بصرة رضي الله عنه قد فهم من النبي صلى الله عليه وسلم أن النهي

يشمل غير المساجد الثلاثة من المواطن الفاضلة كالطور و هو جبل كلم الله عليه

موسى تكليما و لذلك أنكر على أبي هريرة سفره إليه , و قال : " لو لقيتك قبل أن

تأتيه لم تأته " و أقره على ذلك أبو هريرة و لم يقل له كما يقول بعض المتأخرين

: " الاستثناء مفرغ , و المعنى : لا تسافر لمسجد للصلاة فيه إلا لهذه الثلاثة "

! بل المراد : لا يسافر إلى موضع من المواضع الفاضلة التي تقصد لذاتها ابتغاء

بركتها و فضل العبادة فيها إلا إلى ثلاثة مساجد . و هذا هو الذي يدل عليه فهم

الصحابين المذكورين , و ثبت مثله عن ابن عمر رضي الله عنه كما بينته في كتابي

" أحكام الجنائز و بدعها " و هو الذي اختاره جماعة من العلماء كالقاضي عياض ,

و الإمام الجويني و القاضي حسين , فقالوا : " يحرم شد الرحل لغير المساجد

الثلاثة كقبور الصالحين و المواضع الفاضلة " . ذكره المناوي في " الفيض " .

فليس هو رأي ابن تيمية وحده كما يظن بعض الجهلة و إن كان له فضل الدعوة إليه ,

و الانتصار له بالسنة و أقوال السلف بما لا يعرف له مثيل , فجزاه الله عنا خير

الجزاء . فهل آن للغافلين أن يعودوا إلى رشدهم و يتبعوا السلف في عبادتهم و أن

ينتهوا عن اتهام الأبرياء بما ليس فيهم ? .

998 " أوثق عري الإيمان الموالاة في الله و المعاداة في الله و الحب في الله

و البغض في الله " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 734 :

رواه الطبراني ( 3 / 125 / 2 ) و البغوي في " شرح السنة " ( 3 / 429 - مكتب )

عن حنش عن عكرمة عن # ابن عباس # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي

ذر : " أي عرى الإيمان أظنه قال - : أوثق ? قال الله و رسوله أعلم , قال :

الموالاة ... " .

قلت : و هذا سند ضعيف جدا , حنش هذا متروك كما في " التقريب " و غيره .

( و انظر تعليقي على " المشكاة " ( 2 / 609 / 49 ) . لكن للحديث شواهد عدة

يتقوى بها . الأول : عن البراء بن عازب , يرويه ليث عن عمرو بن مرة عن معاوية

بن سويد بن مقرن عنه مرفوعا به دون الموالاة و المعاداة . أخرجه الطيالسي ( 2 /

48 / 2110 ) و أحمد ( 4 / 286 ) و ابن أبي شيبة في " المصنف " ( 12 / 187 / 2 )

. و رجاله ثقات غير ليث و هو ابن أبي سليم ضعيف .

الثاني : عن عبد الله بن مسعود , و له عنه طريقان : الأولى : يرويه الصعق بن

حزن قال : حدثني عقيل الجعد عن أبي إسحاق عن سويد بن غفلة عنه . أخرجه الطيالسي

( 378 - مسنده ) و ابن أبي شيبة ( 12 / 189 / 1 ) و الطبراني في " المعجم

الكبير " ( 3 / 81 / 2 ) و في " الصغير " ( ص 130 ) و الحاكم ( 2 / 480 ) و قال

: " صحيح الإسناد " . و رده الذهبي بقوله : " قلت : ليس بصحيح , فإن الصعق و إن

كان موثقا , فإن شيخه منكر الحديث .قاله البخاري " .

و الأخرى . من رواية هشام بن عمار حدثنا الوليد بن مسلم حدثني بكير ابن معروف

عن مقاتل بن حيان عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبيه عن ابن مسعود به نحوه .

أخرجه الطبراني ( 3 / 74 / 2 ) .

قلت : و هذا إسناد حسن في الشواهد و المتابعات , و رجاله ثقات , و في بعضهم

كلام لا يضر فيها .

999 " إن أعظم الذنوب عند الله رجل تزوج امرأة فلما قضى حاجته منها طلقها و ذهب

بمهرها و رجل استعمل رجلا فذهب بأجرته و آخر يقتل دابة عبثا " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 736 :

رواه الحاكم ( 2 / 182 ) من طريق ابن خزيمة أبي بكر محمد بن إسحاق الإمام

المشهور : حدثنا عبد الوارث بن عبد الصمد بن عبد الوارث العنبري : حدثني أبي عن

عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار عن محمد بن سيرين عن # ابن عمر # مرفوعا .

و قال الحاكم : " صحيح على شرط البخاري " , و وافقه الذهبي .

قلت : و ليس كما قالا , فإن عبد الوارث بن عبد الصمد ليس من رجال البخاري

و إنما هو من رواة مسلم . ثم إن عبد الرحمن بن عبد الله و إن روى له البخاري

فهو متكلم فيه , و قال الذهبي في " الميزان " : إنه صالح الحديث و قد وثق و في

التقريب : " صدوق يخطىء " . فهو حسن الحديث إن شاء الله تعالى .

1000 " إن الله مع الدائن ( أي المديون ) حتى يقضي دينه ما لم يكن فيما يكره الله "

.

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 736 :

أخرجه الدارمي ( 2 / 263 ) و ابن ماجه ( 2 / 75 ) و الحاكم ( 2 / 23 ) و أبو

نعيم في " الحلية " ( 3 / 204 ) و ابن عساكر ( 9 / 36 / 1 ) من طريق محمد بن

إسماعيل بن أبي فديك : حدثنا سعيد بن سفيان مولى الأسلميين عن جعفر بن محمد عن

أبيه عن # عبد الله بن جعفر # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ....

و زادوا إلا الحاكم : " قال : و كان عبد الله بن جعفر يقول لخازنه : اذهب فخذ

لي بدين فإني أكره أن أبيت ليلة إلا و الله معي , بعد ما سمعت من رسول الله صلى

الله عليه وسلم " فذكر الحديث و قال الحاكم : " صحيح الإسناد " و وافقه الذهبي

. و قال في الزوائد : " إسناده صحيح " . و قال المنذري ( 3 / 36 ) : " إسناده

حسن " : كذا قالوا ! و رجاله رجال الصحيح غير سعيد بن سفيان قال الذهبي في

" الميزان " : " لا يكاد يعرف , قواه ابن حبان " و قال الحافظ في التقريب " .

" مقبول " . أي عند المتابعة .

و لم أقف له على متابع بهذا المتن أو السند , و إن كان له شواهد , فهو لذلك

صحيح المعنى , فانظر الحديث الآتي ( 1029 ) بلفظ : " من أخذ دينا .... " .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مناظرة ابن تيمية العلنية لدجاجلة البطائحية الرفاعية

  مناظرة ابن تيمية العلنية لدجاجلة البطائحية الرفاعية ( وهي من أعظم ما تصدى له وقام به شيخ الإسلام تقي الدين أحمد بن تيمية قدس الله روحه م...