حذف 12. صفحة من مدونتي

12. صفحة تحذفهم با مفتري حسبي الله ونعم الوكيل

Translate

الأحد، 3 مارس 2024

ج5. السلسلة الصحيحة للالباني {من 501. الي 600.}

 

 

الأحاديث من 501 إلى 600*

501  " نهى صلى الله عليه وسلم عن الترجل إلا غبا " 

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 3 :

 

أخرجه أبو داود ( 4159 ) و النسائي ( 2 / 276 ) و الترمذي ( 1 / 326 ) و ابن

حبان ( 1480 ) و أحمد ( 4 / 86 ) و الحربي في " غريب الحديث " ( 5 / 79 / 2 )

و الكشي في " جزء الأنصاري " ( ق 11 / 1 ) و عنه أبو نعيم ( 6 / 276 ) و ابن

عدي في " الكامل " ( ق 8 / 2 ) و البغوي في " شرح السنة " ( 3 / 212 / 1 ) من

طرق عن هشام بن حسان قال : سمعت الحسن عن # عبد الله بن مغفل # به .

و قال الترمذي : " حديث حسن صحيح " .

قلت : و رجاله ثقات رجال الشيخين , لكن الحسن البصري مدلس و قد عنعنه في جميع

الطرق المشار إليها لكن له شاهدان يتقوى بهما .

الأول : عن ابن عمر مرفوعا به . أخرجه العقيلي في " الضعفاء " ( 398 ) عن محمد

بن موسى الحريري حدثنا جويرية بن أسماء عن نافع عن ابن عمر و قال : " محمد بن

موسى لا يتابع عليه و قد روي هذا من غير هذا الوجه بإسناد أصلح من هذا " .

قلت : و كأن العقيلي يشير بذلك إلى حديث الحسن الذي قبله .

و الشاهد الآخر هو : " كان ينهانا عن الإرفاه , قلنا : و ما الإرفاه ? قال :

الترجل كل يوم " .

502  " كان ينهانا عن الإرفاه , قلنا : و ما الإرفاه ? قال : الترجل كل يوم " .

 

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 3 :

 

أخرجه النسائي ( 2 / 276 - 277 ) أخبرنا إسماعيل بن مسعود قال حدثنا خالد بن

الحارث عن كهمس عن # عبد الله بن شقيق # قال : " كان رجل من أصحاب النبي صلى

الله عليه وسلم عاملا بمصر , فأتاه رجل من أصحابه , فإذا هو شعيث الرأس مشعان

قال : ما لي أراك مشعانا و أنت أمير ? قال " فذكره .

قلت : و هذا إسناد صحيح رجاله رجال الصحيح غير إسماعيل بن مسعود و هو أبو مسعود

الجحدري و هو ثقة . و له طريق أخرى , يرويه الجريري عن عبد الله بن بريدة .

أن رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم رحل إلى فضالة بن عبيد و هو بمصر

فقدم عليه و هو يمد ناقة له . فقال : إنى لم آتك زائرا و إنما أتيتك لحديث

بلغني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم رجوت أن يكون عندك منه علم فرآه شعثا

فقال : ما لي أراك شعثا و أنت أمير البلد قال : قال إن رسول الله صلى الله عليه

وسلم كان ينهانا عن كثير من الإرفاه . و رآه حافيا , فقال : ما لي أراك حافيا

قال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرنا أن نحتفي أحيانا " .

أخرجه أحمد ( 6 / 22 ) : حدثنا يزيد بن هارون قال : أخبرني الجريري به .

و أخرجه أبو داود ( 4160 ) و النسائي ( 2 / 292 - 293 ) .

قلت : هذا إسناد صحيح أيضا على شرط الشيخين و ليس عند النسائي الأمر بالاحتفاء

و زاد : " سئل ابن بريدة عن الإرفاه ? قال : الترجل " .

غريب الحديث :

1 - الإرفاه . قال في " النهاية " : هو كثرة التدهن و التنعم و قيل : التوسع في

المشرب و المطعم أراد ترك التنعم و الدعة و لين العيش لأنه من زي العجم و أرباب

الدنيا " .

قلت : و الحديث يرد ذلك التفسير و لهذا قال أبو الحسن السندي في حاشيته على

النسائي : " و تفسير الصحابي يغني عما ذكروا , فهو أعلم بالمراد " .

قلت : و مثله تفسير عبد الله بن بريدة في رواية النسائي , و الظاهر أنه تلقاه

عن الصحابي . و الله أعلم .

2 - ( الترجل ) هو تسريح الشعر و تنظيفه و تحسينه .

3 - ( غبا ) بكسر المعجمة و تشديد الباء : أن يفعل يوما و يترك يوما و المراد

كراهة المداومة عليه و خصوصية الفعل يوما و الترك يوما غير مراد . قاله السندي

4 - ( شعث الرأس ) أي متفرق الشعر .

5 - ( مشعان ) بضم الميم و سكون الشين المعجمة و عين مهملة و آخره نون مشددة هو

المنتفش الشعر الثائر الرأس .

6 - ( يمد ناقة ) أي يسقيها مديدا من الماء .

503  " طوبى للشام إن ملائكة الرحمن باسطة أجنحتها عليه " .

 

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 5 :

 

قلت : هو حديث صحيح أخرجه الترمذي ( 2 / 33 ) طبع بولاق و قال : حديث حسن و زاد

في بعض النسخ : صحيح و الحاكم في " المستدرك " ( 2 / 229 ) و أحمد ( 5 / 184 )

و قال الحاكم : " صحيح على شرط الشيخين " و وافقه الذهبي و هو كما قالا و قال

المنذري في " الترغيب " ( 4 / 63 ) : و رواه ابن حبان في " صحيحه " و الطبراني

بإسناد صحيح . هذا ما قلته في " تخريج فضائل الشام " ( ص 91 ) . فتعقبني بعض

الفضلاء المكيين من كتاب العدل في رسالة كتبها إلي بتاريخ 29 / 4 / 90 دلت على

علم و فضل فرأيت العناية بها و كتابة هذا الجواب , قال حفظه الله :

1 - إن الترمذي و الحاكم أخرجاه من طريق يحيى بن أيوب الغافقي و ابن أيوب و إن

احتجا به إلا أن أئمة الجرح و التعديل لازالوا يضعفون الأحاديث الواردة من

طريقه كما سيأتي .

2 - إن الإمام أحمد أخرجه عن ابن لهيعة , و عبد الله بن لهيعة لا يخفى الكلام

عليه و إن أخرج له مسلم مقرونا .

3 - أما قول الحاكم : على شرط خ م و موافقة الذهبي له , فالذهبي رحمه الله له

أوهام و تناقضات في تلخيصه قد لا تخفى , فمنها أن في سند الحاكم أيضا الحارث بن

أبي أسامة و غفل الذهبي رحمه الله عنه فقد غمزه في " تلخيص المستدرك " صفحة

( 158 / 1 ) فقد صحح الحاكم حديثه على شرط خ م , فقال الذهبي : قلت : خبر منكر

و الحارث ليس بعمدة و قد ذكره الذهبي أيضا في " الضعفاء و المتروكين " و قال :

إنه ضعيف كما جاء في فيض المناوي صحيفة ( 7 / 6 ) و قد ترجم له في تذكرة الحفاظ

4 - و أما يحيى بن أيوب فقد أخرج له الحاكم حديثا في المستدرك ص ( 201 / 2 )

و قال : صحيح على شرط الشيخين و لم يخرجاه , فتعقبه الذهبي بقوله : " يحيى بن

أيوب فيه كلام " .

5 - و أخرج الحاكم أيضا في مستدركه ص ( 97 / 3 ) له حديثا قال فيه : إنه على

شرط الشيخين فتعقبه الذهبي بقوله : " يحيى و إن كان , ثقة فقد ضعف , و لا يصح

بوجه " أي الحديث .

6 - و أخرج الحاكم أيضا في مستدركه ص ( 44 / 4 ) له حديثا قال فيه : إنه على

شرط الشيخين فرد عليه الذهبي بقوله : هو خبر منكر و يحيى ليس بالقوي .

7 - و أخرج الحاكم أيضا في مستدركه ص ( 243 / 4 ) له حديثا قال إنه على شرط

الشيخين , فرد عليه الذهبي بقوله : " قلت : هذا من مناكير يحيى " .

8 , 9 , 10 - أحال الكاتب الفاضل على أحاديث ليحيى في " الجوهر النقي "

و المناوي انتقداها عليه بنحو ما ذكر .

11 - و قال الحافظ في " التلخيص الحبير " ( ص 118 ) : فيه ( أي يحيى ) مقال

و لكنه صدوق . و هكذا قال في التقريب : صدوق ربما أخطأ , قلت : و لعله قلد شيخه

الحافظ العراقي , فقد جاء عنه في تخريج أحاديث الإحياء ص ( 355 / 3 ) قوله :

" تفرد به يحيى بن أيوب و فيه مقال و لكنه صدوق " .

12 - لم أحتج إلى نقل كلام أهل العلم في ابن لهيعة و تساهل ابن حبان و الترمذي

في التصحيح فهذا معلوم لدى المشتغلين بهذا الشأن .

13 - فإذا كان الحديث مداره على هذين الرجلين ابن لهيعة و ابن أيوب الغافقيين

و قد سلف كلام أئمة هذا الشأن فيهما فأنى له الصحة . و الله أعلم .

و جوابا عليه أقول مراعيا ترتيبه :

1 - لا تخلوا هذه الفقرة من مبالغة مباينة للواقع و هي قوله :

" إلا أن أئمة الجرح و التعديل لازالوا يضعفون ... " فكيف يصح هذا الكلام

و الحافظ العراقي و العسقلاني يقويان حديثه كما نقله الكاتب الفاضل نفسه عنهما

فيما تقدم فالحق أن يقال : إن الأئمة مختلفون في الاحتجاج بحديثه . و حين يكون

الأمر كذلك فالفصل في هذا الاختلاف إنما يكون بالرجوع إلى قواعد هذا العلم

و مصطلحه .

2 - لي على هذه الفقرة ملاحظتان :

الأولى : أنها توهم أن أحمد لم يخرجه من طريق ابن أيوب و الواقع خلافه , فهو في

الصفحة التي أشرت إليها في " تخرج الفضائل " أخرجه عن ابن أيوب , نعم هو أخرجه

في الصفحة التي قبلها عن ابن لهيعة أيضا . و الأخرى . نعم ابن لهيعة فيه كلام

لا يخفى و الأحاديث التي نوردها في " سلسلة الأحاديث الضعيفة " من روايته أكثر

من أن تحصر . بيد أن هذا الكلام فيه ليس على إطلاقه , فإن رواية العبادلة

الثلاثة عنه صحيحة و هم عبد الله بن المبارك و عبد الله بن وهب و عبد الله

ابن يزيد المقريء فإنهم رووا عنه قبل احتراق كتبه , كما هو مشروح في ترجمته من

" التهذيب " . و ثمة ملاحظة ثالثة و هي أن ضعف ابن لهيعة إنما هو من سوء حفظه

فمثله يتقوى حديثه بمجيئه من وجه آخر و لو كان مثله في الضعف ما لم يشتد ضعفه

و هذا بين في كتب " المصطلح " كالتقريب للنووى و غيره .

3 - لا شك أن الذهبي له أوهام و تناقضات كثيرة في " تلخيصه على المستدرك "

و أنا بفضل الله من أعرف الناس بذلك و أكثرهم تعقبا و تنبيها عليه إلا أن موقفه

تجاه هذا الحديث بالذات سليم , لأنه أقر الحاكم ( 2 / 229 ) على قوله فيه :

" صحيح على شرط الشيخين " و لا شك أنه على شرطهما و لكن يجوز لغيرهما أن

يناقشهما في صحته كما فعل الذهبي في غير هذا الحديث و ضرب الكاتب الفاضل على

ذلك بعض الأمثلة . ثم قد تكون المناقشة مسلمة أو مردودة كما ستراه مفصلا .

و لكننا نأخذ على الكاتب هنا أمورا .

الأول : إعلاله سند الحاكم بأن فيه الحارث بن أبي أسامة , فإنه يفيد بظاهره أن

الحاكم لم يروه إلا من طريقه و إلا لم يجز إعلاله به و هذا غريب جدا من الكاتب

لأن الحاكم أخرجه من طريق عثمان بن سعيد الدارمي و بشر بن موسى الأسدي و الحارث

بن أبي أسامة التميمي كلهم قالوا : حدثنا يحيى بن إسحاق السيلحيني حدثنا يحيى

بن أيوب ... ثم قال الحاكم : " رواه جرير بن حازم عن يحيى بن أيوب " .

ثم ساق سنده إليه به . فهؤلاء ثلاثة من الثقات تابعوا الحارث على هذا الحديث !

و ليس من طريقة أهل العلم إعلال الحديث بالطعن في فرد من أفراد الجماعة

المتفقين على رواية الحديث . و قد تابعه أحمد أيضا فقال ( 5 / 185 ) : حدثنا

يحيى بن إسحاق به !

الثاني : أن الذهبي لم يغفل هنا و لكنه لما رأى الجماعة قد تابعوا الحارث لم ير

من الجائز في هذا العلم غمزه لأنه لا يفيد شيئا كما هو ظاهر فالغفلة من غيره لا

منه ! !

الثالث : أن الحديث الذي أشار إليه الكاتب و نقل عن الذهبي أنه استنكره و قال

عنه : " و الحارث ليس بعمدة " . إنما علته من شيخ شيخ الحارث و هو أبو عامر

الخزاز و اسمه صالح بن رستم ففيه ضعف من قبل حفظه كما يشير إلى ذلك قول الحافظ

في " التقريب " . " صدوق كثير الخطأ " . ثم هو ممن لم يحتج به البخاري و إنما

روى له تعليقا , فلو أن الكاتب نسب الغفلة إلى الذهبي هنا لكان أصاب .

الرابع : أن ما نقله عن الذهبي في " الضعفاء و المتروكين " بواسطة المناوي أنه

قال فيه : ضعيف . فليس بصحيح و ذلك من شؤم الواسطة ! فلو أن الكاتب تجاوزها

و راجع ديوان " الضعفاء و المتروكين " بنفسه لوجد فيه عكس ما نقله المناوي فقد

قال في ترجمة الحارث منه ( ق 152 / 1 ) . " صاحب المسند , صدوق , لينه بعضهم "

قلت : و التليين المشار إليه مع أنه من غير الذهبي فهو مما لا يعتد به كما يأتي

الخامس : أن قوله " و قد ترجم له في تذكرة الحفاظ " فما لا طائل تحته , لأنه لم

يبين بماذا ترجم له , أبالتوثيق أم بالتضعيف على أن الثاني أقرب إلى أن يتبادر

إلى ذهن القارىء , لأنه لم ينقل ذلك إلا في صدد الكلام على تضعيف الرجل , فكيف

و الواقع أن ترجمته له في " التذكرة " يؤخذ منها التوثيق لا التضعيف و إليك نص

كلامه . قال ( 2 / 619 ) : " وثقه إبراهيم الحربي مع علمه بأنه يأخذ الدراهم

( يعنى على التحديث ) و أبو حاتم بن حبان , و قال الدارقطني : صدوق , و أما أخذ

الدراهم على الرواية فكان فقيرا كثير البنات . و قال أبو الفتح الأزدي و ابن

حزم : ضعيف " . و من عرف حال أبي الفتح الأزدي و ما فيه من الضعف المذكور في

ترجمته في " الميزان " و غيره و عرف شذوذ ابن حزم في علم الجرح عن الجماعة كمثل

خروجه عنهم في الفقه لم يعتد بخلافهما لمن هم الأئمة الموثوق بهم في هذا العلم

و لذلك قال الذهبي في ترجمة الحارث هذا من " الميزان " :

" و كان حافظا عارفا بالحديث عالي الإسناد بالمرة تكلم فيه بلا حجة " :

فقد أشار بهذا إلى رد تضعيف أبي الفتح و ابن حزم إياه . و ممن وثقه أحمد

ابن كامل و أبو العباس النباتي و لما نقل الحافظ في " اللسان " قول الذهبي

المتقدم " ليس بعمدة " تعقبه بقوله : " مع أنه في " الميزان " كتب مقابله صحيح

و اصطلاحه أن العمل على توثيقه " .

و جملة القول أن الحارث بن أبي أسامة ثقة حافظ و أن من تكلم فيه لا يعتد بكلامه

و أن الذهبي تناقض قوله فيه و الراجح منه ما ذكره في " الميزان " و " الضعفاء "

أنه ثقة صدوق و أن قوله في " التلخيص " : " ليس بعمدة " هو الذي ليس بعمدة لأنه

قاله من ذاكرته و الذاكرة قد تخون و ما ذكره في المصدرين المشار إليهما إنما

ذكره بعد دراسة لترجمته و تمحيص لما جاء فيها كما هو ظاهر لا يخفى على طالب

العلم إن شاء الله تعالى .

5 - قلت : قول الذهبي " يحيى و إن كان ثقة , فقد ضعف " لا يساوي أنه ضعيف , بل

هو ظاهر في أنه عنده ثقة مع ضعف فيه فهو على هذا لا ينافي موافقته الحاكم على

تصحيح هذا الحديث الذي نحن في صدد الدفاع عنه و لا ينافي قوله عقب الحديث الآخر

: " و لا يصح بوجه " لأنه ذكر له قبل ذلك علة أخرى كان يحسن بالكاتب الفاضل أن

يذكرها , و نص كلام الذهبي : " قلت : أحمد منكر الحديث و هو ممن نقم على مسلم

إخراجه في " الصحيح " و يحيى و إن كان ثقة فقد ضعف " .

و أحمد هذا هو ابن عبد الرحمن بن وهب فيه كلام كثير حتى إن الذهبي أورده في

" الضعفاء " ( 2 / 2 ) و قال : " قال ابن عدي : رأيت شيوخ مصر مجمعين على ضعفه

حدث بما لا أصل له "  و ذكر له في " الميزان " حديثا من روايته عن عمه عبد الله

ابن وهب بسنده الصحيح عن ابن عمر مرفوعا و قال : " فهذا موضوع على ابن  وهب " .

و ذكر له حديثا آخر عن عمه أيضا بسنده الصحيح عن أنس مرفوعا " كان يجهر بـ

( بسم الله الرحمن الرحيم ) في الصلاة " و لا يصح في الجهر حديث , و إنما أتى

من اختلاطه , و لذلك قال الحافظ : " صدوق تغير بآخره " .

قلت : فهو آفة الحديث الذي قال الذهبي فيه " و لا يصح بوجه " و ليس يحيى ابن

أيوب .

و جملة القول : أن قول الذهبي : " و إن كان ثقة فقد ضعف " إنما يعني أنه ثقة من

الدرجة الوسطى لا العليا لأن فيه ضعفا , فهو في زمرة الذين يحتج بحديثهم في

مرتبة الحسن ما لم يخالف أو يتبين خطؤه و هذا هو معنى قوله فيه في " الضعفاء "

( 218 / 2 ) : " ثقة قال النسائي : ليس بذلك القوي , و قال أبو حاتم : لا يحتج

به " . و قوله في " التذكرة " ( 1 / 228 ) بعد أن حكى بعض أقوال الموثقين

و المضعفين . " قلت : حديثه في الكتب الستة و حديثه فيه مناكير " .

و لا يخفى على طالب العلم أن قوله : " فيه مناكير " ليس بمعنى منكر الحديث فإن

الأول معناه أنه يقع أحيانا في حديثه مناكير و الآخر معناه أنه كثير المناكير

فهذا لا يحتج به , بخلاف الأول فهو حجة عند عدم المخالفة كما ذكرنا و لذلك احتج

به مسلم و أما البخاري , فإنما روى له استشهادا و متابعة كما أفاده الحافظ في

" مقدمة الفتح " ( ص 451 ) . و إذا عرفت هذا سهل عليك أن تفهم على الصواب قول

الذهبي الذي نقله الكاتب في الفقرة 6 - : " هو خبر منكر و يحيى ليس بالقوي " .

فإن ثمة فرقا أيضا بين قول الحافظ " ليس بالقوي " و قوله " ليس بقوي " فإن هذا

ينفي عنه مطلق القوة فهو يساوي قوله " ضعيف " و ليس كذلك قوله الأول : " ليس

بالقوي " فإنه ينفي نوعا خاصا من القوة و هي قوة الحفاظ الأثبات و عليه فلا

منافاة بين قوله هذا و قوله المتقدم " يحيى و إن كان ثقة ففيه ضعف " و أما قوله

" هو خبر منكر " فلم يظهر لي وجه نكارته و الله أعلم إلا إن كان يعني تفرد يحيى

به , فهو غير ضار حينئذ على أنه لم يتفرد به كما مضى و يأتي فلا وجه لقوله

" منكر " و الله أعلم .

7 - قول الذهبي " قلت : هذا من مناكير يحيى " . أي من مفاريده كما تقدم قبله

فليس فيه تضعيف مطلق ليحيى .

8 - 10 - يجاب عن هذه الأمثلة التي أشار إليها الكاتب بنحو ما سبق .

11 - قلت : ما جاء في هذه الفقرة عن الحافظين العراقي و العسقلاني يؤيد ما

ذهبنا إليه من بيان حال يحيى بن أيوب , فإن قولهما " فيه مقال و لكنه صدوق "

و قول الحافظ في " التقريب " : " صدوق ربما أخطأ " صريح في أن خطأه قليل و من

ثبتت عدالته و ثقته , فلا يسقط حديثه لمجرد أن أخطأ في أحاديث .

و خلاصة القول في يحيى أن الأئمة اختلفوا فيه , فمنهم الموثق مطلقا و منهم من

قال فيه : ثقة حافظ و منهم من قال : لا يحتج به و منهم من قال : سيء الحفظ

و منهم من قال : ربما أخل في حفظه و لم أر من أطلق فيه الضعف , فمن كان في هذه

الحالة , فلا يجوز أن يميل طالب العلم إلى تجريحه مطلقا أو تعديله مطلقا إلا

ساهيا , بل لابد من التوفيق بين هذه الأقوال المتعارضة إذا أمكن و إلا فتقديم

الجرح على التعديل و هذا الأخير هو ما فعله الكاتب الفاضل و الأول هو الذي ذهب

إليه الحافظ الذهبي و العراقي و العسقلاني و هو الذي أختاره و هو أنه حسن

الحديث لا صحيحه و لا ضعيفه إلا إذا تبين خطؤه و هو هنا قد تأكدنا من صوابه

بمتابعة ابن لهيعة له كما تقدم و متابعة غيره كما يأتي .

12 - قلت : في ابن لهيعة تفصيل سبقت الإشارة إليه في الجواب عن الفقرة الثانية

فلا نعيد الكلام فيه .

13 - فإذا كان الحديث مداره على هذين الرجلين ... فأنى له الصحة !

قلت : قد أثبتنا أن ابن أيوب حسن الحديث , فإذا كان كذلك فحديثه بدون شك يرتقي

بمتابعة ابن لهيعة إلى مرتبة الصحة . وهب أنه ضعيف الحديث كابن لهيعة فالحديث

بمجموع روايتهما إياه يرتقي إلى درجة الحسن لغيره كما سبقت الإشارة إليه في أول

هذه المقالة . على أن الحديث صحيح كما كنت قلته في " تخريج الفضائل " فإنه قد

تابعهما عمرو ابن الحارث و هو ثقة فقيه حافظ كما قال الحافظ في " التقريب " .

و روايته عند ابن حبان في " صحيحه " ( 2311 - زوائده ) و هو مطبوع . فكان من

الواجب على حضرة الكاتب أن يرجع إليه و هو من المصادر التي نسبت الحديث إليها

في " التخريج " المذكور فهو على علم به , فعدم رجوعه إليه و النظر في إسناده

مما لا يغتفر لمن أراد التحقيق في حديث ما لاسيما إذا كان تحقيقه في سبيل الرد

على من صححه من المتقدمين كالحافظ المنذري و المتأخرين مثلي .

و أزيد هنا فأقول : قد أخرجه أيضا ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 1 / 29 / 2 )

من الطريقين السابقين و من طريق الطبراني عن أحمد بن رشدين المصري أنبأنا حرملة

بن يحيى أنبأنا ابن وهب أخبرني عمرو بن الحارث بإسناده مرفوعا بلفظ :

" طوبى للشام إن الرحمن لباسط رحمته عليه " .

لكن أحمد هذا هو ابن محمد بن الحجاج بن رشدين أبو جعفر المصري .

قال في " الميزان " : " قال ابن عدي : كذبوه و أنكرت عليه أشياء " . ثم ذكر له

حديثا من أباطيله . و أرى أن الحديث بهذا اللفظ من أباطيله أيضا لتفرده به دون

كل من روى هذا الحديث من الثقات و غيرهم , فوجب التنبيه عليه لاسيما و ظاهر

كلام المنذري أنه صحيح بهذا اللفظ , فإنه قال بعد أن ذكره بلفظ الترجمة :

" رواه الترمذي و صححه و ابن حبان في " صحيحه " و الطبراني بإسناد صحيح و لفظه

.... " فذكره بهذا اللفظ المنكر . و أصرح منه في إيهام التصحيح صنيع الهيثمي

فإنه أورده في " المجمع " ( 10 / 60 ) بهذا اللفظ و قال : " رواه الطبراني

و رجاله رجال الصحيح " ! و حق العبارة أن تتبع بقوله : " غير أحمد بن رشدين

.... " فإنه ليس من رجال الصحيح بل هو من شيوخ الطبراني الضعفاء !  و كثيرا ما

يصنع الهيثمي مثل هذا التعميم المخل فكن منه على ذكر تنج إن شاء الله تعالى من

الخطأ .

504  " المسلم أخو المسلم لا يظلمه و لا يسلمه و من كان في حاجة أخيه كان الله في

حاجته و من فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة و من ستر

مسلما ستره الله يوم القيامة " .

 

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 16 :

 

أخرجه البخاري ( 2 / 98 ) و أبو داود ( 4893 ) و الترمذي ( 1 / 268 )

و أحمد  ( 2 / 91 ) عن الليث عن عقيل عن ابن شهاب أن سالما أخبره أن # عبد

الله بن عمر # أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .

و السياق للبخاري و قال الترمذي : " حديث حسن صحيح " .

و الجملة الأولى منه عند مسلم ( 8 / 10 - 11 ) و الترمذي ( 1 / 350 ) و حسنه من

حديث أبي هريرة و كذلك عند أبي داود ( 4918 ) لكن بلفظ " المؤمن أخو المؤمن "

و عنده أيضا ( 3356 ) من حديث سويد بن حنظلة باللفظ الأول و الترمذي ( 2 / 183

) و غيره من حديث عمرو بن الأحوص و أحمد ( 5 / 24 / 71 ) من حديث رجل من بني

سليط .

( تنبيه ) أورد المنذري هذا الحديث في " الترغيب " من رواية أبي داود و الترمذي

فقط عن ابن عمر و هذا قصور فاحش إذ فاته أنه في . صحيح البخاري " . و أفحش منه

أن السيوطي أود الجملة الأولى منه من رواية أبي داود عن سويد بن حنظلة ! ففاته

أنه عند الشيخين و غيرهما ممن ذكرنا عن جماعة من أصحاب النبي صلى الله عليه

وسلم فاقتضى التنبيه .

505  " لأعلمن أقواما من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بيضا

فيجعلها الله هباء منثورا . قال ثوبان : يا رسول الله صفهم لنا جلهم لنا أن

لا نكون منهم و نحن لا نعلم , قال : أما إنهم إخوانكم و من جلدتكم و يأخذون من

الليل كما تأخذون و لكنهم أقوام إذا خلو بمحارم الله انتهكوها " .

 

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 18 :

 

أخرجه ابن ماجه ( 4245 ) : حدثنا عيسى بن يونس الرملي حدثنا عقبة بن علقمة بن

خديج المعافري عن أرطاة بن المنذر عن # أبي عامر الألهاني # عن النبي صلى الله

عليه وسلم أنه قال : فذكره .

قلت : و هذا إسناد صحيح رجاله ثقات . و قال المنذري ( 3 /  178 ) : " رواه ابن

ماجه و رواته ثقات " .

و قال البوصيري في " الزوائد " ( ق 262 / 1 ) : " هذا إسناد صحيح رجاله ثقات .

و أبو عامر الألهاني اسمه عبد الله بن غابر " .

506  " لا تكثروا الضحك , فإن كثرة الضحك تميت القلب " .

 

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 18 :

 

أخرجه ابن ماجه ( 4193 ) من طريق عبد الحميد بن جعفر عن إبراهيم بن عبد الله بن

حنين عن # أبي هريرة # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .

قلت : و هذا إسناد جيد رجاله كلهم ثقات غير عبد الحميد بن جعفر , قال الحافظ في

" التقريب " : " صدوق و ربما وهم " .

و قال البوصيري في " الزوائد " ( ق 258 / 1 ) : " هذا إسناد صحيح و أبو بكر

الحنفي اسمه عبد الكبير بن عبد المجيد البصري " . قلت : و له طريق أخرى عن

أبي هريرة أخرجه الترمذي ( 2 / 50 ) و أحمد ( 2 / 31 ) و ابن عساكر في " تاريخ

دمشق " ( 9 / 247 / 1 ) من طريق جعفر بن سليمان عن أبي طارق عن الحسن عنه .

و قال الترمذي : " هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث جعفر بن سليمان و الحسن

لم يسمع من أبي هريرة شيئا . و روى أبو عبيدة الناجي عن الحسن هذا الحديث قوله

و لم يذكر فيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم " .

قلت : و أبو طارق هذا هو السعدي و هو مجهول كما في " التقريب " .

و له عنه طريق ثالث أخرجه ابن ماجه ( 4217 ) من طريق أبي رجاء عن برد بن سنان

عن مكحول عن واثلة بن الأسقع عنه .

قلت : و هذا إسناد رجاله ثقات غير أن مكحولا و أبا رجاء و اسمه محرز بن عبد

الله الجزري مدلسان و قد عنعنا و منه تعلم أن قول البوصيري في " الزوائد "

( ق 260 / 1 ) : " هذا إسناد حسن " فغير حسن !

507  " ما ضرب صلى الله عليه وسلم بيده خادما قط و لا امرأة , و لا ضرب رسول الله

صلى الله عليه وسلم بيده شيئا قط إلا أن يجاهد في سبيل الله , و لا خير بين

أمرين قط إلا كان أحبهما إليه أيسرهما حتى يكون إثما فإذا كان إثما كان أبعد

الناس من الإثم , و لا انتقم لنفسه من شيء يؤتى إليه حتى تنتهك حرمات الله عز

وجل فيكون هو ينتقم لله عز وجل " .

 

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 19 :

 

أخرجه أحمد ( 6 / 232 ) : حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر عن الزهري عن عروة عن

# عائشة # قالت : ذكره .

قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين و تابعه هشام بن عروة فقال أحمد

( 6 / 229 ) : حدثنا أبو معاوية حدثنا هشام بن عروة عن أبيه به نحوه .

و هو عند مسلم ( 7 / 80 ) من هذا الوجه دون التخيير و عند البخاري ( 2 / 394 )

من الوجه الأول دون الضرب .

508  " يا نعايا العرب ! يا نعايا العرب ! ثلاثا , إن أخوف ما أخاف عليكم الرياء

و الشهوة الخفية " .

 

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 20 :

 

أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " و ابن عدي في " الكامل " ( ق 220 / 2 )

و أبو نعيم في " الحلية " ( 7 / 122 ) و " أخبار أصبهان " ( 2 / 66 ) و البيهقي

في " الزهد " ( 2 / 37 / 2 ) من طريق عبد الله بن بديل بن ورقاء الخزاعي عن

الزهري عن # عباد بن تميم عن عمه # مرفوعا .

قلت : و هذا إسناد حسن رجاله ثقات رجال مسلم غير عبد الله ابن بديل هذا فقال

ابن عدي " له أشياء تنكر عليه من الزيادة في متن أو في إسناد و لم أر للمتقدمين

فيه كلاما فأذكره " .

قلت : روى ابن أبي حاتم ( 2 / 2 / 15 ) عن ابن معين أنه قال فيه " صالح " .

و ذكره ابن حبان في " الثقات " . و قال الحافظ في " التقريب " : " صدوق يخطىء "

. و الحديث قال الهيثمي في " المجمع " ( 6 / 655 ) : " رواه الطبراني بإسنادين

رجال أحدهما رجال الصحيح غير عبد الله بن بديل بن ورقاء و هو ثقة " .

و قال المنذري في " الترغيب " ( 3 / 190 ) : " رواه الطبراني بإسنادين أحدهما

صحيح " .

تنبيه : ( الرياء ) بالراء . و وقع في " الترغيب " و " المجمع " .

( الزنا ) بالزاي . و قال المنذري : " و قد قيده بعض الحفاظ ( الرياء ) بالراء

و الياء " .

قلت و كذلك هو في كل المصادر المخطوطة و غيرها التي عزونا الحديث إليها و كذلك

أورده ابن الأثير في " النهاية " و قال : " و في رواية : " يا نعيان العرب " .

يقال : نعى الميت ينعاه نعيا : إذا أذاع موته و أخبر به و إذا ندبه .

قال الزمخشري : في ( نعايا ) ثلاثة أوجه : أحدها أن يكون جمع ( نعي ) و هو

المصدر كصفي و صفايا و الثاني أن يكون اسم جمع كما جاء في أخية أخايا .

و الثالث : أن يكون جمع نعاء التي هي اسم الفعل . و المعنى : يا نعايا العرب

جئن فهذا وقتكن و زمانكن يريد أن العرب قد هلكت . و النعيان مصدر بمعنى النعي

و قيل إنه جمع ناع , كراع و رعيان . و المشهور في العربية أن العرب كانوا إذا

مات منهم شريف أو قتل بعثوا راكبا إلى القبائل ينعاه إليهم , يقول : نعاء فلانا

أو يا نعاء العرب أي : هلك فلان , أو هلكت العرب بموت فلان . فنعاء من نعيت مثل

نظار و دراك . فقوله : نعاء فلانا معناه : انع فلانا كما تقول : دراك فلانا أي

: أدركه , فأما قوله " يا نعاء العرب " مع حرف النداء , فالمنادى محذوف تقديره

يا هذا انع العرب , أو يا هؤلاء انعوا العرب بموت فلان , كقوله تعالى :

*( ألا يا اسجدوا )* أي يا هؤلاء اسجدوا , فيمن قرأ بتخفيف ألا .

509  " إذا زنى العبد خرج منه الإيمان و كان كالظلة , فإذا انقلع منها رجع إليه

الإيمان " .

 

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 22 :

 

أخرجه أبو داود ( 4690 ) و الحاكم ( 1 / 22 ) من طريق سعيد ابن أبي مريم أنبأنا

نافع بن يزيد حدثنا ابن الهاد أن سعيد بن أبي سعيد حدثنا أنه سمع # أبا هريرة #

يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .

و قال الحاكم : " صحيح على شرط الشيخين " و وافقه الذهبي و هو كما قالا إلا في

نافع فإنما أخرج له البخاري تعليقا , فهو على شرط مسلم وحده .

ثم أخرجه الحاكم من طريق أخرى عن أبي هريرة بلفظ : " من زنى أو شرب الخمر نزع

الله منه الإيمان كما يخلع الإنسان القميص من رأسه " . لكن إسناده ضعيف و بيانه

في " السلسلة الضعيفة ( 1274 ) . و الحديث عزاه المنذري في " الترغيب " ( 3 /

191 ) للترمذي أيضا . و ذلك من تساهله , فإنه عند الترمذي ( 2 / 104 ) معلق

بدون سند .

510  " من وقاه الله شر ما بين لحييه و شر ما بين رجليه دخل الجنة " .

 

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 22 :

 

أخرجه الترمذي ( 2 / 66 ) من طريق ابن عجلان عن أبي حازم عن # أبي هريرة #

قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .

و قال : " هذا حديث حسن غريب و أبو حازم اسمه سلمان مولى عزة الأشجعية " .

قلت : و هو ثقة محتج به في " الصحيحين " و كذلك سائر الرواة إلا ابن عجلان

و اسمه محمد فأخرج له مسلم في " الشواهد " و هو حسن الحديث . و للحديث شاهد

يرويه تميم بن يزيد مولى بني زمعة عن رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه

وسلم قال : خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم ثم قال : فذكر نحوه .

أخرجه أحمد ( 5 / 362 ) عن عثمان يعني ابن حكيم عنه و رجاله ثقات رجال مسلم غير

تميم هذا و قد ذكره ابن أبي حاتم في كتابه ( 1 / 1 / 442 ) بهذه الطريق و لم

يذكر فيه جرحا و لا تعديلا و ذكره كذلك ابن حبان في " الثقات " ( 1 / 5 ) لكنه

ذكر أنس بن مالك بدل رجل له صحبة .

ثم رأيت الحديث قد أخرجه الحاكم ( 4 / 357 ) من الطريق الأولى عن أبي هريرة

و من طريق أبي واقد عن إسحاق مولى زائدة عن محمد ابن عبد الرحمن بن ثوبان عن

أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من حفظ ما بين لحييه و رجليه

دخل الجنة " . و قال : " صحيح الإسناد و أبو واقد هو صالح بن محمد " . و وافقه

الذهبي .

قلت : صالح هذا قال الذهبي في " الميزان " : مقارب الحال , ثم ذكر أقوال الأئمة

فيه و كلها متفقة على تضعيفه إلا قول أحمد الآتي و قد أورده في " الضعفاء "

و قال : " قال أحمد : ما أرى به بأسا , و قال الدارقطني و جماعة ضعيف " .

و قال الحافظ في " التقريب " : " ضعيف " .

قلت : فمثله يستشهد به إن شاء الله تعالى .

511  " كل ذنب عسى الله أن يغفره إلا من مات مشركا أو مؤمن قتل مؤمنا متعمدا " .

 

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 24 :

 

أخرجه أبو داود ( 4270 ) و ابن حبان ( 51 ) و الحاكم ( 4 / 351 ) و ابن عساكر

في " تاريخ دمشق " ( 5 / 209 / 2 ) من طريق خالد بن دهقان قال :

كنا في غزوة القسطنطينية بـ ( ذلقية ) فأقبل رجل من أهل فلسطين من أشرافهم

و خيارهم يعرفون ذلك له يقال له هانئ بن كلثوم بن شريك الكناني فسلم على عبد

الله بن أبي زكريا و كان يعرف له حقه قال لنا خالد : فحدثنا عبد الله ابن أبي

زكريا قال : سمعت أم الدرداء تقول : سمعت # أبا الدرداء # يقول : سمعت رسول

الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره .

و السياق لأبي داود و قال الحاكم :  " صحيح الإسناد " و وافقه الذهبي و هو كما

قالا , فإن رجاله كلهم ثقات و قول الحافظ في خالد هذا : " مقبول " قصور منه

فإنه ثقة وثقه ابن معين و غيره كما ذكر هو نفسه في " التهذيب " .

و للحديث شاهد من حديث معاوية بن أبي سفيان مرفوعا به .

أخرجه النسائي ( 2 / 163 ) و الحاكم و أحمد ( 4 / 99 ) من طريق ثور عن أبي عون

عن أبي إدريس قال : سمعت معاوية يخطب فذكره .

و قال الحاكم : " صحيح الإسناد " . و وافقه الذهبي .

قلت : أبو عون هذا لم يوثقه غير ابن حبان و قد ترجمه ابن أبي حاتم ( 4 / 414 -

415 ) و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . و الحديث في ظاهره مخالف لقوله تعالى :

*( إن الله لا يغفر أن يشرك به و يغفر ما دون ذلك لمن يشاء )* لأن القتل دون

الشرك قطعا فكيف لا يغفره الله و قد وفق المناوي تبعا لغيره بحمل الحديث على ما

إذا استحل و إلا فهو تهويل و تغليظ . و خير منه قول السندي في حاشيته على

النسائي : " و كأن المراد كل ذنب ترجى مغفرته ابتداء إلا قتل المؤمن , فإنه لا

يغفر بلا سبق عقوبة و إلا الكفر , فإنه لا يغفر أصلا و لو حمل على القتل مستحلا

لا يبقى المقابلة بينه و بين الكفر ( يعني لأن الاستحلال كفر و لا فرق بين

استحلال القتل أو غيره من الذنوب , إذ كل ذلك كفر ) . ثم لابد من حمله على ما

إذا لم يتب و إلا فالتائب من الذنب كمن لا ذنب له كيف و قد يدخل القاتل

و المقتول الجنة معا كما إذا قتله و هو كافر ثم آمن و قتل " .

512  " يخرج عنق من النار يوم القيامة لها عينان تبصران و أذنان تسمعان و لسان

ينطق يقول : إني وكلت بثلاثة : بكل جبار عنيد و بكل من دعا مع الله إلها آخر

و بالمصورين " .

 

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 25 :

 

أخرجه الترمذي ( 2 / 95 ) و أحمد ( 2 / 336 ) من طريق عبد العزيز ابن مسلم عن

الأعمش عن أبي صالح عن # أبي هريرة # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .

و قال الترمذي : " حديث حسن غريب صحيح " . قلت : و إسناده صحيح على شرط الشيخين

. ثم قال الترمذي : " و قد رواه بعضهم عن الأعمش عن عطية عن أبي سعيد عن النبي

صلى الله عليه وسلم نحو هذا . و روى أشعث بن سوار عن عطية عن أبي سعيد الخدري

عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه " .

قلت : قد رواه فراس أيضا عن عطية عن أبي سعيد مثله إلا أنه قال : " و بمن قتل

نفسه بغير نفس " مكان " " و بالمصورين " و زاد : " فينطوي عليهم فيقذفهم في

غمرات جهنم " . أخرجه أحمد ( 3 / 40 ) و البزار نحوه و قال : " فتنطلق بهم قبل

سائر الناس بخمسمائة عام " مكان زيادة أحمد كما في " الترغيب " ( 3 / 204 )

و قال : " و في إسناديهما عطية العوفي و رواه الطبراني بإسنادين رواة أحدهما

رواة الصحيح و قد روي عن أبي سعيد من قوله موقوفا عليه " .

قلت : و له شاهد من حديث عائشة رضي الله عنها يرويه ابن لهيعة عن خالد بن أبي

عمران عن القاسم بن محمد عنها مرفوعا نحوه إلا أنه قال : " و وكلت بمن لا يؤمن

بيوم الحساب " . و زاد : " قال : فينطوي عليهم و يرمي بهم في غمرات جهنم " .

أخرجه أحمد ( 6 / 110 ) . و ابن لهيعة ضعيف .

513  " يا عائشة إياك و محقرات الأعمال ( و في لفظ : الذنوب ) فإن لها من الله

طالبا " .

 

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 26 :

 

أخرجه الدارمي ( 2 / 303 ) و ابن ماجه ( 4243 ) و ابن حبان ( 2497 ) و أحمد ( 6

/ 70 , 151 ) و ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 7 / 176 / 1 ) من طريق سعيد بن

مسلم بن بانك قال : سمعت عامر بن عبد الله بن الزبير قال : حدثني عوف بن

الحارث بن الطفيل عن # عائشة # قالت : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم

فذكره .

قلت : و هذا إسناد صحيح رجاله ثقات رجال البخاري غير ابن بانك بموحدة و نون

مفتوحة و هو ثقة كما في " التقريب " .

و الحديث عزاه المنذري ( 3 / 212 ) للنسائي و الظاهر أنه يعني السنن الكبرى له

و إلا فلم أره في " المجتبى " له و هي الصغرى .

514  " لو غفر لكم ما تأتون إلى البهائم لغفر لكم كثيرا " .

 

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 27 :

 

أخرجه أحمد ( 6 / 441 ) : حدثنا هيثم بن خارجة قال : أنبأنا أبو الربيع سليمان

بن عتبة السلمي عن يونس بن ميسرة بن حلبس عن أبي إدريس عن # أبي الدرداء # عن

النبي صلى الله عليه وسلم فذكره .

قلت : و هذا إسناد حسن رجاله ثقات معرفون غير سليمان بن عتبة و هو الدمشقي

الداراني مختلف فيه , فقال أحمد : لا أعرفه و قال ابن معين : لا شيء , و قال

دحيم : ثقة , و وثقه أيضا أبو مسهر و الهيثم ابن خارجة و هشام بن عمار و ابن

حبان و مع أن الموثقين أكثر , فإنهم دمشقيون مثل المترجم فهم أعرف به من غيرهم

من الغرباء , و الله أعلم .

و قال الحافظ في " التقريب " : " صدوق له غرائب " . و قال عبد الله بن أحمد في

زوائده على " المسند " ( 6 / 442 ) حدثني الهيثم بن خارجة عن أبي الربيع بهذه

الأحاديث كلها إلا أنه أوقف منها حديث " لو غفر لكم ما تأتون ... " و قد حدثناه

أبي عنه مرفوعا " .

قلت : الأب أجل من الولد و أحفظ و الكل حجة و لا بعد أن ينشط تارة فيرفع الحديث

و لا ينشط أخرى فيوقفه . فالظاهر أن الهيثم حدث به أحمد مرفوعا و حدث ابنه

موقوفا , فحفظ كل ما سمع . فالحديث ثابت مرفوعا و موقوفا و الرفع زيادة فهو

المعتمد و هذا في رأيي خير من قول المنذري في " الترغيب " ( 3 / 212 ) :

" رواه أحمد و البيهقي مرفوعا هكذا و رواه عبد الله في زياداته موقوفا على أبي

الدرداء و إسناده أصح و هو أشبه " . كذا قال و هو من الغرائب , فإن إسناد

الموقوف هو عين إسناد المرفوع و إنما الخلاف بين أحمد و ابنه , فإذا كان لابد

من الترجيح بين روايتيهما , فإن مما لا شك فيه أن رواية أحمد أرجح لأنه أحفظ

كما سبق و لكني أرى أن لا مبرر لذلك مع إمكان الجمع الذي ذكرته . و من العجيب

أن المناوي نقل عن الهيثمي مثلما قال المنذري من الترجيح فكأنه قلده في ذلك .

و الله أعلم . ثم وجدت متابعا لأحمد أخرجه البيهقي في " الشعب " ( 2 / 95 / 2 )

من طريق عباس بن محمد الدوري حدثنا الهيثم بن خارجة به مرفوعا .

515  " من أدرك والديه أو أحدهما ثم دخل النار من بعد ذلك فأبعده الله و أسحقه " .

 

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 28 :

 

أخرجه الإمام أحمد ( 4 / 344 , 5 / 29 ) عن شعبة عن قتادة قال : سمعت زرارة

ابن أوفى يحدث عن #أبي بن مالك # عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : فذكره

و أخرجه الطيالسي ( 1321 ) : حدثنا شعبة به دون قوله : " و أسحقه " .

قلت : و هذا إسناد صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي بن مالك و هو صحابي

عداده في أهل البصرة و قد اختلف في اسمه على أقوال رجح الحافظ هذا الذي في

رواية قتادة هذه و قد خالفه ابن جدعان , فقال الطيالسي أيضا ( 1322 ) :

حدثنا شعبة عن علي بن زيد أن زرارة يحدث عن رجل من قومه يقال له : مالك أو أبو

مالك أو ابن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم فذكره بزيادة فيه دون الزيادة

المتقدمة . و كذلك رواه حماد ابن سلمة أنبأنا علي بن زيد عن زرارة إلا أنه قال

: عن مالك بن عمرو القشيري . جزم بذلك و لم يشك . و ابن جدعان ضعيف , فلا يحتج

به لاسيما مع مخالفته لمثل قتادة و هو ثقة محتج به في " الصحيحين " .

516  " رضى الرب في رضى الوالد و سخط الرب في سخط الوالد " .

 

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 29 :

 

أخرجه الترمذي ( 1 / 346 ) و ابن حبان ( 2026 ) و الحسن بن سفيان في " الأربعين

" ( ق 69 / 2 ) من طريق خالد بن الحارث حدثنا شعبة عن يعلى بن عطاء عن أبيه عن

# عبد الله بن عمرو # عن النبي صلى الله عليه وسلم به . ثم أخرجه الترمذي من

طريق محمد بن جعفر و البخاري في " الأدب المفرد " رقم ( 2 ) عن شعبة به موقوفا

على ابن عمرو و لم يرفعه . و قال الترمذي : " و هذا أصح و هكذا روى أصحاب شعبة

عن شعبة عن يعلى بن عطاء عن أبيه عن عبد الله بن عمرو موقوفا و لا نعلم أحدا

رفعه غير خالد بن الحارث عن شعبة و خالد بن الحارث ثقة مأمون " .

قلت : و قد احتج به الشيخان و قال الحافظ في " التقريب " : " ثقة ثبت " و قد

وجدت له متابعين على رفعه : الأول : عبد الرحمن حدثنا شعبة به مرفوعا , أخرجه

الحاكم ( 4 / 151 - 152 ) من طريقين عنه و قال : " صحيح على شرط مسلم " .

و وافقه الذهبي و هو كما قالا و عبد الرحمن هو ابن مهدي و هو من هو في الثقة

و الحفظ و الضبط . و أحد طريقيه عند الحاكم من رواية عبد الله بن أحمد عن أبيه

عنه و لم أره في مسند أحمد . و الله أعلم .

و الآخر أبو إسحاق الفزازي عن شعبة به , أخرجه أبو الشيخ في " الفوائد " ( ق 81

/ 2 ) و ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 4 / 76 / 1 ) .

و أبو إسحاق هذا هو إبراهيم بن محمد بن الحارث و هو إمام ثقة حافظ محتج به في

" الصحيحين " أيضا .

قلت : فهؤلاء ثلاثة من الثقات الأثبات اتفقوا على رواية الحديث عن شعبة مرفوعا

فثبت الحديث بذلك و أن قول الترمذي : إن الموقوف أصح إنما هو باعتبار أنه لم

يعلم أحدا رفعه غير خالد بن الحارث أما و قد وجدنا غيره قد رفعه , فالرفع أصح

و ذلك كله مصداق لقول من قال : كم ترك الأول للآخر .

و له طريق أخرى عن يعلى بن عطاء . عند أبي نعيم في " الحلية " ( 6 / 215 )

و لكن لا أدري إذا كان وقع في إسناده تحريف أم لا .

517  " سبحان الله ! و هل أنزل الله من داء في الأرض إلا جعل له شفاء " .

 

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 31 :

 

أخرجه الإمام أحمد ( 5 / 371 ) : حدثنا إسحاق بن يوسف حدثنا سفيان عن منصور عن

هلال بن يساف عن # ذكوان عن رجل من الأنصار # قال : " عاد رسول الله صلى الله

عليه وسلم رجلا به جرح , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ادعوا له طبيب

بني فلان قال : فدعوه فجاء فقال : يا رسول الله و يغني الدواء شيئا ? فقال ...

" . فذكره .

قلت : و هذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات معروفون من رجال مسلم غير الرجل

الأنصاري و هو صحابي كما هو الظاهر و جهالة الصحابي لا تضر , لاسيما و أصل

الحديث مشهور عن النبي صلى الله عليه وسلم رواه عنه جماعة من الصحابة منهم أنس

ابن مالك و أبو سعيد الخدري و أبو هريرة و جابر و أسامة بن شريك و عبد الله بن

مسعود و صفوان ابن عسال و قد خرجت أحاديثهم و تكلمت على أسانيدها و جلها صحيح

في " تخريج أحاديث الحلال و الحرام " رقم ( 290 ) . و إنما أوردت هذا هنا لهذه

الفائدة التي تفرد بها من بيان سبب ورود الحديث . و الحمد لله على توفيقه .

518  " إن الله عز وجل لم ينزل داء إلا أنزل له شفاء إلا الهرم , فعليكم بألبان

البقر , فإنها ترم من كل الشجر " .

 

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 31 :

 

أخرجه الطيالسي ( 368 ) : حدثنا المسعودي عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب عن

# عبد الله # عن النبي صلى الله عليه وسلم . و من هذا الوجه أخرجه الحاكم ( 1 /

197 ) . و رجاله ثقات غير أن المسعودي كان اختلط قبل موته و اسمه عبد الرحمن بن

عبد الله بن عتبة بن مسعود الكوفي لكنه قد توبع , فأخرجه الطبراني في " المعجم

الكبير " ( 3 / 49 / 1 ) من طريق زفر بن الهذيل عن أبي حنيفة عن قيس بن مسلم به

. و هذه متابعة لا بأس بها و خالفهما يزيد بن أبي خالد فقال : عن قيس بن مسلم

عن طارق بن شهاب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره . لم يذكر فيه عبد

الله و هو ابن مسعود .

أخرجه أحمد ( 4 / 315 ) حدثنا عبد الرحمن بن مهدي حدثنا سفيان عن يزيد بن أبي

خالد به . و يزيد هذا هو ابن عبد الرحمن أبو خالد الدالاني قال الحافظ : " صدوق

يخطىء كثيرا و كان يدلس " . قلت فمثله لا يعارض روايتي المسعودي و أبي حنيفة

فروايتهما أرجح و يؤيده ما أخرجه الحاكم ( 4 / 196 ) من طريق أبي قلابة عبد

الملك بن محمد الرقاشي حدثنا أبو زيد سعيد بن الربيع حدثنا شعبة عن الركين بن

الربيع عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب عن عبد الله مرفوعا بلفظ : " ما أنزل

الله من داء إلا و قد أنزل له شفاء و في ألبان البقر شفاء من كل داء " .

و قال : " صحيح على شرط مسلم " . و وافقه الذهبي .

و فيما قالاه نظر , فإن رجاله على شرط مسلم غير الرقاشي . ثم هو ضعيف الحفظ قال

الحافظ : " صدوق يخطىء تغير حفظه " .

قلت : فمثله يحتج به فيما وافق غيره أما فيما خالف أو تفرد فلا و قد تفرد هنا

بقوله : " شفاء من كل داء . و قد رواه الربيع بن الركين عن إبراهيم بن مهاجر عن

قيس بن مسلم به و لفظه : " تداووا بألبان البقر فإني أرجو أن يجعل الله فيها

شفاء فإنها تأكل من الشجر " . أخرجه الطبراني ( 3 / 49 / 1 ) .

و الربيع بن الركين هو الربيع بن سهل بن الركين بن الربيع ابن عميلة الفزاري

و هو ضعيف اتفاقا و هو حفيد الركين بن الربيع الذي في سند الحاكم و هو على ضعفه

فلفظ روايته أقرب إلى معنى لفظ المسعودي من تابعه الدالاني في رواية الرقاشي .

و جملة القول : أن الصواب في إسناد الحديث أنه من مسند ابن مسعود لاتفاق الجميع

عليه خلافا لأبي خالد الدالاني و في متنه لفظ المسعودي لمتابعة من ذكرنا له

خلافا للرقاشي . و الله أعلم .

ثم وجدت للمسعودي متابعا آخر فقال البغوي في حديث علي ابن الجعد ( ق 97 / 1 ) :

حدثنا أبو الربيع الزهراني حدثنا أبو وكيع الجراح ابن مليح عن قيس بن مسلم به

سندا و متنا . و هذا سند جيد رجاله ثقات رجال مسلم و في أبي وكيع ضعف يسير في

حفظه , و قال الحافظ فيه : " صدوق يهم " .

و أخرجه من طريق قيس عن قيس بن مسلم به مرسلا لم يذكر ابن مسعود و ذكر فيه تلك

الزيادة بلفظ : " هو دواء من كل داء " .

و قيس هو ابن الربيع الأسدي و هو ضعيف أيضا لسوء حفظه .

ثم أخرجه من طريق حجاج بن نصير حدثنا شعبة عن الربيع بن الركين ابن الربيع عن

قيس بن مسلم مثل رواية الرقاشي سندا و متنا و حجاج ابن نصير ضعيف .

519  " إنه من أعطي حظه من الرفق , فقد أعطي حظه من خير الدنيا و الآخرة و صلة الرحم

و حسن الخلق و حسن الجوار يعمران الديار و يزيدان في الأعمار " .

 

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / : 34

 

أخرجه أحمد ( 6 / 159 ) : حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث حدثنا محمد بن مهزم عن

عبد الرحمن بن القاسم حدثنا القاسم عن #عائشة # أن النبي صلى الله عليه وسلم

قال لها ... فذكره .

قلت : و هذا إسناد صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن مهزم و قد وثقه

ابن معين و قال أبو حاتم : ليس به بأس و ذكره ابن حبان في " الثقات " .

و قال المنذري في " الترغيب " ( 3 / 224 ) و تبعه الهيثمي في " المجمع "

( 8 / 153 ) : " رواه أحمد و رواته ثقات إلا أن عبد الرحمن بن القاسم لم يسمع

من عائشة " !  كذا قال و كأنه سقط من نسختهما من " المسند " قوله : " حدثنا

القاسم " و هو ثابت في النسخة المطبوعة و هو صحيح فقد تابعه عبد الرحمن بن

أبي بكر عن القاسم بن محمد به أخرجه البغوي في " شرح السنة " ( 3 / 434 - نسخة

المكتب ) و ضعفه بعبد الرحمن هذا . لكن عبد الرحمن بن القاسم ثقة فمتابعته إياه

تنفع و لا تضر و قد رأيت الحديث في " جزء " من رواية محمد بن محمد بن سليمان

الباغندي قال ( مجموع 107 - ظاهرية ) : حدثنا إسحاق بن إبراهيم و أحمد الدورقي

قالا : حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث ... فساقه مثل أحمد تماما إلا أنه لم يسق

من متنه إلا الجملة الأخيرة منه بلفظ : " حسن الخلق و حسن الجوار و صلة الرحم

يزدن في الأعمار و يعمرن الديار " .

و للشطر الأول من الحديث شاهد من طريق ابن أبي مليكة عن يعلى ابن مملك عن

أم الدرداء عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من أعطي حظه

من الرفق فقد أعطي حظه من الخير و من حرم حظه من الرفق فقد حرم حظه من الخير "

. أخرجه أحمد ( 6 / 451 ) و البيهقي في " الأسماء و الصفات " ( ص 352 - طبع

الهند ) و الترمذي ( 1 / 362 ) و قال : " حديث حسن صحيح " . كذا قال . و يعلى

بن مملك قال الذهبي : " ما روى عنه سوى ابن أبي مليكة " . و معنى هذا أنه مجهول

و نحوه قول الحافظ : " مقبول " . ثم رأيت الحديث من طريق عبد الرحمن بن أبي بكر

أنه سمع القاسم بن محمد بن ( أبي ) بكر يقول : سمعت عمتي عائشة تقول ... الحديث

دون قوله " و صلة الرحم ... " و زاد : " و من حرم حظه من الرفق حرم حظه من خيري

الدنيا و الآخرة " . أخرجه أبو نعيم ( 9 / 159 ) و إسناده ضعيف من أجل عبد

الرحمن هذا و لكن لعله لا بأس به في المتابعات , فقد قال الساجي : " صدوق فيه

ضعف يحتمل " .

520  " قال الله : أنا الله و أنا الرحمن خلقت الرحم و شققت لها من اسمي , فمن وصلها

وصلته و من قطعها بتته " .

 

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 36 :

 

أخرجه أبو داود ( 1694 ) و الترمذي ( 1 / 348 ) من طريق سفيان ابن عيينة عن

الزهري عن أبي سلمة قال : " اشتكى أبو الرداد الليثي , فعاده # عبد الرحمن بن

عوف # فقال : خيرهم و أوصلهم و ما علمت أبا محمد ? فقال عبد الرحمن : سمعت رسول

الله صلى الله عليه وسلم يقول " فذكره . ثم أخرجاه من طريق معمر عن الزهري

حدثني أبو سلمة أن الرداد الليثي أخبره عن عبد الرحمن بن عوف أنه سمع رسول الله

صلى الله عليه وسلم بمعناه . و أخرجه أحمد ( 1 / 194 ) من هذه الطريق بلفظ

سفيان و ابن حبان ( 2033 ) بنحوه . و قال الترمذي : " حديث سفيان عن الزهري

حديث صحيح و معمر كذا يقول قال محمد : و حديث معمر خطأ " . و تعقبه المنذري

بقوله ( 3 / 225 ) : " و في تصحيح الترمذي له نظر , فإن أبا سلمة بن عبد الرحمن

لم يسمع من أبيه شيئا , قاله يحيى بن معين و غيره " .

قلت : الذي يبدو لي أن الترمذي لا يعني أن الحديث صحيح بالنظر إلى نسبته إلى

النبي صلى الله عليه وسلم و إنما بالنسبة للزهري فقط يعني أن ما نسبه سفيان

إليه من الحديث بالسند المذكور صحيح النسبة إليه بخلاف ما نسبه إليه معمر فهو

خطأ , هذا الذي يتبادر إلى الذهن من النظر إلى جملة كلامه و ذلك لا يعطي أن

الحديث عنده صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم . و الله أعلم .

هذا أقوله تخريجا و توجيها لكلام الترمذي . و إلا فالحديث صحيح عندي و لم يخطىء

فيه معمر , بل إن سفيان هو الذي قصر في إسناده فصيره منقطعا . و الدليل على ذلك

أن معمرا قد توبع عليه , فقال الإمام أحمد عقب روايته السابقة و كأنه أشار إلى

تقويتها : حدثنا بشر بن شعيب بن أبي حمزة حدثني أبي عن الزهري حدثني أبو سلمة

ابن عبد الرحمن أن أبا الرداد الليثي أخبره عن عبد الرحمن بن عوف أنه سمع رسول

الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره . فهذه متابعة قوية لمعمر من شعيب بن أبي

حمزة فإنه ثقة و احتج به الشيخان بل هو من أثبت الناس في الزهري كما قال الحافظ

في " التقريب " . و لذلك جزم في " التهذيب " بأن حديث معمر هو الصواب . و يؤيده

أنه قد تابعه أيضا محمد بن أبي عتيق عن ابن شهاب به .

أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ( 53 ) . و محمد هذا هو ابن عبد الله بن أبي

عتيق : محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق و هو حسن الحديث عن الزهري كما

قال الذهلي .

قلت : فهذان متابعان قويان لمعمر تشهدان لحديثه بالصحة , فكيف يصح الحكم عليه

بالخطأ و لو من إمام المحدثين ? و رحم الله مالكا إذ قال : " ما منا من أحد إلا

رد و رد عليه إلا صاحب هذا القبر " . يعني النبي صلى الله عليه وسلم .

و الخلاصة أن الصحيح في إسناد هذا الحديث أنه من رواية أبي سلمة أن الرداد

أخبره عن عبد الرحمن بن عوف . فهو إسناد متصل غير منقطع .

و لكن ذلك لا يجعله صحيحا لأن أبا الرداد هذا لا يعرف إلا بهذا الإسناد و لم

يوثقه غير ابن حبان و لهذا قال الحافظ : " مقبول " . يعني عند المتابعة و إلا

فلين الحديث . و لكنه قد توبع , فقال الإمام أحمد ( 1 / 191 ) : " حدثنا يزيد

ابن هارون : أخبرنا هشام الدستوائي عن يحيى بن أبي كثير عن إبراهيم بن عبد الله

ابن قارظ أن أباه حدثه أنه دخل على عبد الرحمن بن عوف و هو مريض , فقال له عبد

الرحمن : وصلتك رحم إن النبي صلى الله عليه وسلم قال " فذكره .

و هذا إسناد رجاله ثقات رجال مسلم غير عبد الله بن قارظ والد إبراهيم , فلم أجد

من ترجمه و لا ذكروه في شيوخ ابنه إبراهيم فكأنه غير مشهور و في كلام ابن حجر

ما يشعر بذلك , فإنه قال بعد أن صوب رواية معمر المتقدمة : " و للمتن متابع

رواه أبو يعلى بسند صحيح من طريق عبد الله ابن قارظ عن عبد الرحمن بن عوف من

غير ذكر أبي الرداد فيه " . و فاته أن هذه الطريق في مسند أحمد أيضا .

و قد وجدت للحديث شاهدا قويا فقال الإمام أحمد ( 2 / 498 ) : حدثنا يزيد قال :

و أنبأنا محمد عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه

وسلم : فذكره .

قلت : و هذا إسناد جيد رجاله ثقات رجال الشيخين إلا أنهما إنما أخرجا لمحمد

و هو ابن عمرو بن علقمة الليثي المدني - متابعة و هو حسن الحديث كما قال

الذهبي . و بذلك صح الحديث و الحمد لله . و هو يدل على أن أبا سلمة كان له فيه

إسنادان : الأول عن أبي الرداد عن عبد الرحمن كما تقدم و الآخر هذا كما أن يزيد

بن هارون له فيه إسنادان : أحدهما إسناده المتقدم عن الدستوائي عن ... عن ابن

قارظ و الآخر هذا . و هو من الأحاديث التي فاتت الحافظ الهيثمي فلم يورده في

كتابه " مجمع الزوائد " مع أنه على شرطه لتفرد أحمد به عن الستة بهذا اللفظ من

حديث أبي هريرة .

و أما ما أخرجه الطبراني في " الكبير " ( 1 / 118 / 2 ) من طريق محمد بن يزيد

البكري الجوزجاني أنبأنا أبو مطيع البلخي الحكم بن عبد الله أنبأنا شعبة عن

سليمان الأعمش عن أبي ظبيان عن جرير مرفوعا بلفظ : " إن الله كتب في أم الكتاب

قبل أن يخلق السماوات و الأرض : أنا الرحمن الرحيم خلقت الرحم و شققت لها اسما

من اسمي , فمن وصلها وصلته و من قطعها قطعته " .

قلت : فهذا ضعيف جدا من أجل البلخي , فقد ضعفوه و اتهمه بعضهم بالكذب و الوضع .

و البكري هذا لم أعرفه .

521  " انطلقوا بنا إلى البصير الذي في بني واقف نعوده . قال : و كان رجلا أعمى " .

 

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 39 :

 

أخرجه أبو سعيد بن الأعرابي في " معجمه " ( ق 133 / 1 ) أنبأنا ابن عفان أنبأنا

حسين الجعفي عن سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار # عن جابر # مرفوعا .

قلت : و هذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير ابن عفان هذا و هو

الحسن بن علي بن عفان العامري كما في موضع آخر من " المعجم " ( 135 / 2 ) و هو

صدوق كما قال الحافظ في " التقريب " و قد توبع فأخرجه السلفي في " الطيوريات "

( ق 174 / 1 ) من طريقين آخرين عن حسين بن علي الجعفي به . و قال : " قال ابن

صاعد : و قوله : عن جابر بن عبد الله وهم و الصحيح عن محمد بن جبير بن مطعم " .

ثم رواه السلفي من طريق ابن صاعد عن سعيد ابن عبد الرحمن و عبد الجبار بن

العلاء : أنبأنا سفيان عن عمرو عن محمد بن جبير مرسلا به .

قلت : و قال ابن وهب في " الجامع " ( 38 ) : و سمعت سفيان بن عيينة يحدث عن

عمرو به .

ثم رواه السلفي من طريق إبراهيم بن بشار أنبأنا سفيان بن عيينة أنبأنا عمرو بن

دينار عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه مرفوعا . فزاد في السند : " عن أبيه "

فصيره مسندا عن جبير بن مطعم . و إبراهيم بن بشار هو الرمادي و هو ثقة حافظ

و له أوهام كما في " التقريب " و قد تابعه محمد بن يونس الجمال كما في تاريخ

بغداد ( 7 / 431 ) للخطيب و قال : " و المحفوظ عن محمد بن جبير فقط " .

قلت : الأرجح عندي أنه عن جابر كما رواه الجعفي و هو ثقة محتج به في

" الصحيحين " . و لم يتفرد به حتى يحكم عليه بالوهم , فقد أخرجه الخطيب من طريق

الدارقطني : حدثنا محمد بن مخلد - و لم نسمعه إلا منه - حدثنا ابن علويه الصوفي

الحسن بن منصور حدثنا سفيان بن عيينة به و قال الدارقطني : تفرد به ابن مخلد عن

ابن علويه عن ابن عيينة و هو معروف برواية حسين الجعفي عن ابن عيينة " .

قلت : و هذا إسناد صحيح كسابقه , الحسن بن منصور من شيوخ البخاري في " صحيحه "

و ابن مخلد و هو العطاء الدوري ثقة حافظ . فهي متابعة قوية لرواية الجعفي من

الحسن بن منصور و إذا كان قد خالفهما سعيد بن عبد الرحمن و هو ابن حسان و عبد

الجبار بن العلاء كما تقدم , فإن معهما من المرجحات ما ليس مع مخالفيهما من ذلك

أنهما من رجال " الصحيح " و الآخران ليسا كذلك و منه أن معهما زيادة و هي الوصل

و الزيادة من الثقة مقبولة فكيف من ثقتين ?

فإن قيل : فهلا رجحت بهذه الطريقة نفسها رواية إبراهيم بن بشار التي أسندها عن

جبير بن مطعم ? أقول : كنت أفعل ذلك لو أن الذي تابعه و هو محمد بن يونس الجمال

كان ثقة أما و هو ضعيف كما في التقريب فتبقى روايته مرجوحة لتجردها عن المتابع

القوي . و مع ذلك فإنه يمكن اعتبار روايته مرجحا آخر لرواية الجعفي و الحسن بن

منصور على ما خالفهما بجامع الاشتراك في إسناد الحديث و مخالفة من أرسله غاية

ما في الأمر أنه وقع في روايته أن صحابي الحديث جبير بن مطعم و في روايتهما :

جابر بن عبد الله " فترجح روايتهما على روايته بالكثرة و الثقة . و الله أعلم .

و الحديث أورده المنذري في " الترغيب " ( 3 / 240 ) من رواية جبير ابن مطعم

و قال : " رواه البزار بإسناد جيد " !

و قد عرفت أن الأرجح من حديث جابر بن عبد الله .

522  " إن المسلم المسدد ليدرك درجة الصوام القوام بآيات الله عز وجل لكرم ضريبته

و حسن خلقه " .

 

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 42 :

 

أخرجه الإمام أحمد ( 2 / 220 ) : حدثنا علي بن إسحاق حدثنا عبد الله أنبأنا بن

لهيعة أخبرني الحارث بن يزيد عن ابن حجيرة الأكبر عن # عبد الله ابن عمرو #

قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره .

ثم أخرجه ( 2 / 177 ) من طريقين آخرين صحيحين عن ابن لهيعة به .

قلت : و هذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات و ابن لهيعة و اسمه عبد الله و إن كان

قد ساء حفظه إلا أن عبد الله هذا و هو ابن المبارك صحيح الحديث عنه لأنه سمع

منه قديما كما نبه على ذلك الحافظ عبد الغني ابن سعيد و غيره .

و لم يتنبه لهذا المنذري في " الترغيب " ( 3 / 257 ) ثم الهيثمي في " المجمع "

( 8 / 22 ) فأعلاه بابن لهيعة !

و عزاه الثاني منهما للطبراني أيضا في  " الكبير " و " الأوسط " و قال :

" و بقية رجاله رجال الصحيح " .

و الحديث أخرجه أيضا الخرائطي في " مكارم الأخلاق " ( ص 9 / 60 ) عن ابن لهيعة

. و له شاهد من حديث أبي هريرة مرفوعا بلفظ : " إن الله ليبلغ العبد بحسن خلقه

درجة الصوم و الصلاة " . أخرجه الحاكم ( 1 / 60 ) و قال : " صحيح على شرط مسلم

" . و وافقه الذهبي و هو كما قالا . و أخرجه هو و غيره من حديث عائشة مرفوعا

نحوه بلفظ : " درجات قائم الليل صائم النهار " . و قال أيضا : " صحيح على شرط

مسلم " و وافقه الذهبي و صححه ابن حبان ( 1927 ) .

523  " يا عائشة ارفقي , فإن الله إذا أراد بأهل بيت خيرا دلهم على باب الرفق " .

 

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 43 :

 

أخرجه أحمد ( 6 / 104 ) حدثنا أبو سعيد قال : حدثنا سليمان يعني ابن بلال عن

شريك يعني ابن أبي نمر عن عطاء بن يسار # عن عائشة # أن رسول الله صلى الله

عليه وسلم قال لها :

قلت : و هذا إسناد على شرط البخاري و في شريك و هو ابن عبد الله ابن أبي نمر

كلام من قبل حفظه لكنه لم يتفرد بالحديث , فقال أحمد أيضا ( 6 / 71 ) :

حدثنا هيثم بن خارجة قال : حدثنا حفص بن ميسرة عن هشام بن عروة عن أبيه عن

عائشة أنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره إلا أنه قال : " أدخل

عليهم الرفق " . و بهذا اللفظ أورده المنذري ( 3 / 262 ) من حديث عائشة و قال :

" رواه أحمد و البزار من حديث جابر و رواتهما رواة الصحيح " .

و نحوه في " مجمع الزوائد " ( 8 / 19 ) للهيثمي و إسناد أحمد الثاني صحيح على

شرط البخاري .

و سبب الحديث ما روى المقدام بن شريح عن أبيه قال : سألت عائشة رضي الله عنها

عن البداوة فقالت : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبدو إلى هذه التلاع

و إنه أراد البداوة  مرة , فأرسل إلى ناقة مرحمة من إبل الصدقة فقال لي : يا

عائشة ارفقي , فإن  الرفق لم يكن في شيء قط إلا زانه و لا نزع من شيء قط إلا

شانه " .

524  " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبدو إلى هذه التلاع و إنه أراد البداوة

مرة , فأرسل إلى ناقة محرمة من إبل الصدقة فقال لي : يا عائشة ارفقي , فإن

الرفق لم يكن في شيء قط إلا زانه و لا نزع من شيء قط إلا شانه " .

 

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 44 :

 

أخرجه أبو داود ( 2478 ) و السياق له و أحمد ( 6 / 58 / 222 ) من طريق شريك عن

# المقدام # . و شريك سيء الحفظ لكن تابعه شعبة عند مسلم ( 8 / 22 - 23 )

و البخاري في " الأدب المفرد " ( 469 / 475 ) و أحمد ( 6 / 125 / 171 )

و إسرائيل عند أحمد ( 6 / 112 / 206 ) .

525  " ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان إلا غفر لهما قبل أن يتفرقا " .

 

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 44 :

 

أخرجه أبو داود ( 5212 ) و الترمذي ( 2 / 121 ) و ابن ماجه ( 3703 ) و أحمد

( 4 / 289 / 303 ) و ابن عدي ( 31 / 1 ) من طريق الأجلح عن أبي إسحاق عن

# البراء بن عازب # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره و قال

الترمذي : " حديث حسن غريب من حديث أبي إسحاق عن البراء و قد روي عن البراء من

غير وجه و الأجلح هو ابن عبد الله بن حجية بن عدي الكندي " .

قلت : و هو مختلف فيه و هو حسن الحديث إن شاء الله لكن شيخه أبا إسحاق و هو

عمرو بن عبد الله السبيعي كان اختلط و لا أدري سمع منه قبل الاختلاط أم بعده

ثم هو إلى ذلك مدلس و قد عنعنه .

و من طرقه التي أشار إليها الترمذي ما أخرجه أحمد ( 4 / 289 ) من طريق مالك عن

أبي داود قال : " لقيت البراء بن عازب فسلم علي و أخذ بيدي و ضحك في وجهي قال :

تدري لم فعلت هذا بك ? قال : قلت : لا أدري و لكن لا أراك فعلته إلا لخير قال :

إنه لقيني رسول الله صلى الله عليه وسلم ففعل بي مثل الذي فعلت بك فسألني ?

فقلت مثل الذي قلت لي , فقال : ما من مسلمين يلتقيان فيسلم أحدهما على صاحبه

و يأخذ بيده لا يأخذه إلا لله عز وجل لا يتفرقان حتى يغفر لهما " .

و لكنه إسناد واه جدا أبو داود و هو الأعمى يسمى نفيع متروك كما قال الحافظ في

" التقريب " و به أعله المنذري في " الترغيب " ( 3 / 270 ) ثم الهيثمي في

" المجمع " ( 8 / 37 ) و عزواه للطبراني فقط في " الأوسط " !

و منها ما عند أحمد ( 4 / 293 ) من طريق زهير عن أبي بلج يحيى ابن أبي سليم

قال : حدثنا أبو الحكم على البصري عن أبي بحر عن البراء أن رسول الله صلى الله

عليه وسلم قال : " أيما مسلمين التقيا , فأخذ أحدهما بيد صاحبه , ثم حمد الله

تفرقا ليس بينهما خطيئة " .

قال ابن أبي حاتم عن أبيه ( 2 / 274 ) : " قد جود زهير هذا الحديث و لا أعلم

أحدا جوده كتجويد هذا . قلت لأبي : هو محفوظ ? قال : زهير ثقة " .

قلت : و زهير هو ابن معاوية و قد خولف في إسناده , فرواه هشيم عن أبي بلج عن

زيد أبي الحكم العنزي عن البراء به نحوه . أخرجه أبو داود ( 5311 ) .

و رجح الحافظ في " التعجيل " ( ص 292 - 293 ) رواية هشيم لمتابعة أبي عوانة له

و لم يذكر مصدرها . و على ذلك فعلة هذا الإسناد زيد هذا و هو ابن أبي الشعثاء

أبو الحكم العنزي قال الذهبي : لا يعرف .

و للحديث شاهد من حديث أنس مرفوعا بلفظ : " ما من مسلمين التقيا فأخذ أحدهما

بيد صاحبه إلا كان حقا على الله أن يحضر دعاءهما و لا يفرق بين أيديهما حتى

يغفر لهما " . أخرجه أحمد ( 3 / 142 ) : حدثنا محمد بن بكر حدثنا ميمون المرائي

حدثنا ميمون بن سياه عن أنس بن مالك .

و قال المنذري في " الترغيب " ( 3 / 270 ) : " رواه أحمد و البزار و أبو يعلى

و رواة أحمد كلهم ثقات إلا ميمون المرائي و هذا الحديث مما أنكر عليه " .

قلت : هو مترجم في " التهذيب " باسم " ميمون بن موسى المرئي و ذكر في شيوخه

ميمون بن سياه و في الرواة عنه البرساني و هو محمد بن بكر لكن أخرجه الضياء في

" المختارة " ( ق 240 / 1 - 2 ) من طريق أحمد هكذا و من طريق أبي يعلى و محمد

ابن إبراهيم الفسوي عن إبراهيم بن محمد بن عرعرة حدثنا يوسف بن يعقوب السدوسي

حدثنا ميمون بن عجلان عن ميمون بن سياه به . فسمى والد ميمون عجلان و لذلك قال

الهيثمي في " المجمع " ( 8 / 36 ) : " رواه أحمد و البزار و أبو يعلى و رجال

أحمد رجال الصحيح غير ميمون بن عجلان , وثقه ابن حبان و لم يضعفه أحد " .

قلت : و هذا اختلاف مشكل لم يتبين لي الراجح منه فإن الطريق إلى ميمون المرائي

صحيح و كذلك إلى ميمون بن عجلان و قد ترجمه ابن أبي حاتم في " الجرح و التعديل

" ( 4 / 1 / 239 ) و لم يذكر فيه أكثر مما يستفاد من إسناد أبي يعلى و قال

" و سئل أبي عنه ? فقال : شيخ " . فالله أعلم بالصواب من الروايتين .

و بالجملة فالحديث بمجموع طرقه و شاهده صحيح أو على الأقل حسن كما قال الترمذي

.

526  " إن المؤمن إذا لقي المؤمن فسلم عليه و أخذ بيده فصافحه تناثرت خطاياهما كما

يتناثر ورق الشجر " .

 

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 47 :

 

ذكره المنذري في " الترغيب " ( 3 / 270 ) ثم الهيثمي في " المجمع " ( 8 / 36 )

من رواية الطبراني في " الأوسط " عن # حذيفة # , فقال الأول منهما : " و رواته

لا أعلم فيهم مجروحا " . و قال الآخر : " و يعقوب بن محمد بن الطحلاء روى عنه

غير واحد و لم يضعفه أحد و بقية رجاله ثقات " .

قلت : و في هذا الكلام غرابة , فإنه إنما يقال في الراوي : " روى عنه غير واحد

و لم يضعفه أحد " , إذا كان مستورا غير معروف بتوثيق . و ليس كذلك ابن طحلاء

فقد وثقه أحمد و ابن معين و أبو حاتم و غيرهم و احتج به مسلم و لذلك فإني أخشى

أن يكون يعقوب بن محمد هذا هو غير ابن الطحلاء . و الله اعلم .

و قد وجدت للحديث طريقا أخرى يتقوى بها , فقال عبد الله بن وهب في " الجامع "

( 38 - 39 ) أخبرني ابن لهيعة عن الوليد ابن أبي الوليد عن العلاء بن عبد

الرحمن عن أبيه أنه سمع حذيفة بن اليمان يذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم

لقيه فقال : يا حذيفة ناولني يدك فقبض يده , ثم الثانية , ثم الثالثة , فقال :

ما يمنعك ? فقال : إني جنب , فقال : فذكره .

قلت : و هذا إسناد جيد رجاله ثقات رجال مسلم إلا أنه إنما أخرج لابن لهيعة

- و اسمه عبد الله - مقرونا بغيره و هو صحيح الحديث إذا كان من رواية العبادلة

عنه , كهذا على ما هو مقرر في ترجمته و الوليد بن أبي الوليد هو أبو عثمان

المدني مولى ابن عمر و يقال : مولى لآل عثمان قال ابن أبي حاتم ( 4 / 2 / 20 )

: " جعله البخاري اسمين , قال أبي : هو واحد . سئل أبو زرعة عنه ? فقال ثقة "

قلت : و هذا التوثيق مما فات الحافظ ابن حجر , فلم يذكره في ترجمة الوليد هذا

من " التهذيب " و لم يحك فيه توثيقا سوى ابن حبان الذي أورده في " الثقات "

( 1 / 246 ) و هو متساهل في التوثيق معروف بذلك و لذلك لا يعتمده المحققون من

العلماء و على هذا جرى الحافظ في " التقريب " فقال فيه : " لين الحديث " .

و ظني أنه لو وقف على توثيق أبي زرعة إياه لوثقه و لم يلينه . و الله أعلم .

و الحديث أخرجه ابن شاهين أيضا في " الترغيب " ( ق 310 / 2 ) عن الوليد بن أبي

الوليد المديني عن يعقوب الحرقي عن حذيفة به . هكذا في مسودتي ليس فيها بيان

الراوي عن الوليد هل هو ثقة أم لا و إن كان المفروض أن حذفه أو عدم ذكره يكون

عادة لكونه ثقة و ليس الأصل تحت يدي الآن , فإنه في المدينة المنورة و أنا أكتب

هذا في دمشق ( 3 / 4 / 1387 ) و لذلك فإني لا أستطيع المقابلة بين هذا الإسناد

و بين إسناد ابن وهب و الترجيح بينهما .

و للحديث طريق أخرى في " الجامع " و لكنها واهية , فقال ( 27 ) : أخبرني ابن

سمعان عن إبراهيم بن عبيد بن رفاعة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن حذيفة بن

اليمان به نحوه . و رجاله ثقات غير ابن سمعان و اسمه عبد الله بن زياد قال مالك

و ابن معين و غيرهما : كذاب . فالعمدة على الطريق الأولى و إنما ذكرت هذه للكشف

عن حالها . و له شاهد من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم لقي حذيفة

فأراد أن يصافحه فتنحى حذيفة ... الحديث نحوه . قال الهيثمي : " رواه البزار و

فيه مصعب بن ثابت , وثقه ابن حبان و ضعفه الجمهور " .

527  " قد أقبل أهل اليمن و هم أرق قلوبا منكم ( قال أنس ) : و هم أول من جاء

بالمصافحة " .

 

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 50 :

 

أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ( 967 ) و أحمد ( 3 / 212 - 251 ) من طرق عن

حماد بن سلمة عن حميد عن # أنس بن مالك # قال : " لما جاء أهل اليمن قال النبي

صلى الله عليه وسلم ... " . و السياق للبخاري دون الزيادة و ظاهره أن قوله :

" و هم ... " من تمام الحديث المرفوع و على ذلك جرى الحافظ في " الفتح " ( 11 /

46 ) فقال بعد أن عزاه للبخاري : " بسند صحيح من طريق حميد ... " و في " جامع

ابن وهب من هذا الوجه : و كانوا أول من أظهر المصافحة " . ثم لم ينبه على أن

هذه الزيادة مدرجة فيه و أنها من قول أنس رضي الله عنه كما تدل عليه الزيادة

بين المعكوفتين و هي عند أحمد في رواية : حدثنا عفان حدثنا حماد به . و السند

صحيح على شرط مسلم و حميد قد صرح بالتحديث في رواية يحيى بن أيوب عنه قال :

سمعت أنس بن مالك يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يقدم عليكم غدا

أقوام هم أرق قلوبا للإسلام منكم " . قال : فقدم الأشعريون , فيهم أبو موسى

الأشعري , فلما دنوا من المدينة جعلوا يرتجزون يقولون :

غدا نلقى الأحبة   محمدا و حزبه .

فلما أن قدموا تصافحوا , فكانوا هم أول من أحدث المصافحة " أخرجه أحمد ( 3 /

155 , 223 ) . قلت : و إسناده صحيح أيضا على شرط مسلم .

 

528  " لا تلعن الريح فإنها مأمورة و إنه من لعن شيئا ليس له بأهل رجعت اللعنة

عليه " .

 

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 51 :

 

أخرجه أبو داود ( 4708 ) : حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا أبان الحديث و حدثنا

زيد بن أخزم الطائي حدثنا بشر بن عمر حدثنا أبان بن يزيد العطار حدثنا قتادة عن

أبي العالية - قال زيد : عن # ابن عباس # - " أن رجلا نازعته الريح رداءه على

عهد النبي صلى الله عليه وسلم فلعنها فقال النبي صلى الله عليه وسلم ... "

فذكره . و أخرجه الترمذي ( 1 / 357 ) حدثنا زيد بن أخزم الطائي البصري به

و أخرجه الطبراني في " الكبير " ( 3 / 175 - 176 ) من طريق أخرى عن يزيد به

و أخرجه ابن حبان ( 1988 ) و البيهقي في " الشعب " ( 2 / 102 / 1 ) من طريق أبي

قدامة حدثنا بشر بن عمر به . و قال الترمذي : " حديث حسن غريب لا نعلم أحدا

أسنده غير بشر بن عمر " .

قال المنذري عقبه في " الترغيب " ( 3 / 288 - 289 ) : " و بشر هذا ثقة احتج به

البخاري و مسلم و غيرهما و لا أعلم فيه جرحا " .

و أخرجه الضياء المقدسي في " الأحاديث المختارة " ( 59 / 200 / 1 ) .

529  " إني لا أصافح النساء إنما قولي لمائة امرأة كقولي لامرأة واحدة " .

 

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 52 :

 

أخرجه مالك ( 2 / 982 / 2 ) و عند النسائي في " عشرة النساء " من " السنن

الكبرى " له ( 2 / 93 / 2 ) و كذا ابن حبان ( 14 ) و أحمد ( 6 / 357 ) عن محمد

ابن المنكدر عن # أميمة بنت رقيقة # أنها قالت : " أتيت رسول الله صلى الله

عليه وسلم في نسوة نبايعه على الإسلام , فقلن : يا رسول الله نبايعك على أن لا

نشرك بالله شيئا و لا نسرق و لا نزني و لا نقتل أولادنا و لا نأتي ببهتان

نفتريه بين أيدينا و أرجلنا و لا نعصيك في معروف , فقال رسول الله صلى الله

عليه وسلم : فيما استطعتن و أطقتن قالت : فقلن : الله و رسوله أرحم بنا من

أنفسنا هلم نبايعك يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .

و أخرجه النسائي في " المجتبى " ( 2 / 184 ) و الترمذي ( 1 / 302 ) و ابن ماجه

( 2874 ) و أحمد و الحميدي في مسنده ( 341 ) من طريق سفيان بن عيينة عن محمد بن

المنكدر به إلا أن الحميدي و الترمذي اختصراه و زاد هذا بعد قوله : " هلم

نبايعك " : " قال سفيان : تعني صافحنا " . و هي عند أحمد بلفظ : " قلنا يا رسول

الله ألا تصافحنا ? " . و قال الترمذي : " حديث حسن صحيح " .

قلت : و إسناده صحيح . و تابعهما محمد بن إسحاق : حدثني محمد ابن المنكدر به

و زاد في آخره : " قالت : و لم يصافح رسول الله صلى الله عليه وسلم منا امرأة "

. أخرجه أحمد و الحاكم ( 4 / 71 ) بسند حسن .

و له شاهد من حديث أسماء بنت يزيد مثله مختصرا . أخرجه الحميدي ( 368 ) و أحمد

( 6 / 454 , 459 ) و الدولابي في " الكنى " ( 2 / 128 ) و ابن عبد البر في

" التمهيد " ( 3 / 24 / 1 ) و أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 1 / 293 ) من

طريق شهر بن حوشب عنها . و فيه عند أحمد : " فقالت له أسماء : ألا تحسر لنا عن

يدك يا رسول الله ? فقال لها إني لست أصافح النساء " . و شهر ضعيف من قبل حفظه

و هذه الزيادة تشعر بأن النساء كن يأخذن بيده صلى الله عليه وسلم عند المبايعة

من فوق ثوبه صلى الله عليه وسلم , و قد روي في ذلك بعض الروايات الأخرى و لكنها

مراسيل كلها ذكرها الحافظ في " الفتح " ( 8 / 488 ) , فلا يحتج بشيء منها

لاسيما و قد خالفت ما هو أصح منها كذا الحديث و الآتي بعده و كحديث عائشة في

مبايعته صلى الله عليه وسلم للنساء قالت : " و لا و الله ما مست يده صلى الله

عليه وسلم يد امرأة قط في المبايعة ما بايعهن إلا بقوله : قد بايعتك على ذلك "

. أخرجه البخاري . و أما قول أم عطية رضي الله عنها : " بايعنا رسول الله صلى

الله عليه وسلم فقرأ علينا أن لا يشركن بالله شيئا و نهانا عن النياحة , فقبضت

امرأة يدها , فقالت : أسعدتني فلانة .... " . الحديث أخرجه البخاري فليس صريحا

في أن النساء كن يصافحنه صلى الله عليه وسلم فلا يرد بمثله النص الصريح من قوله

صلى الله عليه وسلم هذا و فعله أيضا الذي روته أميمة بنت رقيقة و عائشة و ابن

عمر كما يأتي . قال الحافظ : " و كأن عائشة أشارت بذلك إلى الرد على ما جاء عن

أم عطية , فعند ابن خزيمة و ابن حبان و البزار و الطبري و ابن مردويه من طريق

إسماعيل بن عبد الرحمن عن جدته أم عطية في قصة المبايعة , قال : فمد يده من

خارج البيت و مددنا أيدينا من داخل البيت , ثم قال : اللهم أشهد . و كذا الحديث

الذي بعده حيث قالت فيه " قبضت منا امرأة يدها , فإنه يشعر بأنهن كن يبايعنه

بأيديهن . و يمكن الجواب عن الأول بأن مد الأيدي من وراء الحجاب إشارة إلى وقوع

المبايعة و إن لم تقع مصافحة . و عن الثاني بأن المراد بقبض اليد التأخر عن

القبول , أو كانت المبايعة تقع بحائل , فقد روى أبو داود في " المراسيل " عن

الشعبي أن النبي صلى الله عليه وسلم حين بايع النساء أتى ببرد قطري فوضعه على

يده و قال : لا أصافح النساء .... " . ثم ذكر بقية الأحاديث بمعناه و كلها

مراسيل لا تقوم الحجة بها . و ما ذكره من الجواب عن حديثي أم عطية هو العمدة

على أن حديثها من طريق إسماعيل بن عبد الرحمن ليس بالقوي لأن إسماعيل هذا ليس

بالمشهور و إنما يستشهد به كما بينته في " حجاب المرأة المسلمة " ( ص 26 طبع

المكتب الإسلامي ) . و جملة القول أنه لم يصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه صافح

امرأة قط حتى و لا في المبايعة فضلا عن المصافحة عند الملاقاة , فاحتجاج البعض

لجوازها بحديث أم عطية الذي ذكرته مع أن المصافحة لم تذكر فيه و إعراضه عن

الأحاديث الصريحة في تنزهه صلى الله عليه وسلم عن المصافحة لأمر لا يصدر من

مؤمن مخلص , لاسيما

و هناك الوعيد الشديد فيمن يمس امرأة لا تحل له كما تقدم في الحديث ( 229 ) .

و يشهد لحديث أميمة بنت رقيقة الحديث الآتي . و بعد كتابة ما تقدم رأيت إسحاق

بن منصور المروزي قال في " مسائل أحمد و إسحاق " ( 211 / 1 ) : " قلت ( يعني

لأحمد ) : تكره مصافحة النساء قال : أكرهه .  قال إسحاق : كما قال , عجوز كانت

أو غير عجوز إنما بايعهن النبي صلى الله عليه وسلم على يده الثوب " .

ثم رأيت في " المستدرك " ( 2 / 486 ) من طريق إسماعيل بن أبي أويس حدثني أخي عن

سليمان بن بلال عن ابن عجلان عن أبيه عن فاطمة بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس .

" أن أبا حذيفة بن عتبة رضي الله عنه أتى بها و بهند بنت عتبة رسول الله صلى

الله عليه وسلم تبايعه , فقالت : أخذ علينا , فشرط علينا , قالت : قلت له : يا

ابن عم هل علمت في قومك من هذه العاهات أو الهنات شيئا ? قال أبو حذيفة : إيها

فبايعنه , فإن بهذا يبايع , و هكذا يشترط . فقالت : هند : لا أبايعك على السرقة

إني أسرق من مال زوجي فكف النبي صلى الله عليه وسلم يده و كفت يدها حتى أرسل

إلى أبي سفيان , فتحلل لها منه , فقال أبو سفيان : أما الرطب فنعم و أما اليابس

فلا و لا نعمة ! قالت : فبايعناه ثم قالت فاطمة : ما كانت قبة أبغض إلي من قبتك

و لا أحب أن يبيحها الله و ما فيها و و الله ما من قبة أحب إلي أن يعمرها الله

يبارك و فيها من قبتك , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم . و أيضا و الله لا

يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده و والده " .

قال الحاكم : " صحيح الإسناد " . و وافقه الذهبي .

قلت : و إسناده حسن و في محمد بن عجلان و إسماعيل بن أبي أويس كلام لا يضر إن

شاء الله تعالى . و هذا الحديث يؤيد أن المبايعة كانت تقع بينه صلى الله عليه

وسلم و بين النساء بمد الأيدي كما تقدم عن الحافظ لا بالمصافحة , إذ لو وقعت

لذكرها الراوي كما هو ظاهر . فلا اختلاف بينه أيضا و بين حديث الباب و الحديث

الآتي .

530  " كان لا يصافح النساء في البيعة " .

 

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 56 :

 

أخرجه الإمام أحمد ( 2 / 213 ) حدثنا عتاب بن زياد أنبأنا عبد الله أنبأنا

أسامة بن زيد حدثني عمرو بن شعيب عن أبيه عن # عبد الله بن عمرو # أن رسول الله

صلى الله عليه وسلم كان ....

قلت : و هذا إسناد حسن على ما تقرر عند العلماء من الاحتجاج بحديث عمرو بن شعيب

عن أبيه عن جده كأحمد و الحميدي و البخاري و الترمذي و غيرهم و من دونه ثقات .

و عبد الله هو ابن المبارك .

531  " قال الله عز وجل : يؤذيني ابن آدم يقول : يا خيبة الدهر ( و في رواية : يسب

الدهر ) فلا يقولن أحدكم : يا خيبة الدهر , فإني أنا الدهر : أقلب ليله و نهاره

فإذا شئت قبضتهما " .

 

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 57 :

 

أخرجه البخاري ( 3 / 330 , 4 / 478 ) و مسلم ( 7 / 45 ) و السياق له و أبو داود

( 5274 ) و أحمد ( 2 / 138 , 272 , 275 ) من طرق عن الزهري عن ابن المسيب عن

# أبي هريرة # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره . و استدركه

الحاكم ( 2 / 453 ) من هذا الوجه و اللفظ و قال : " صحيح على شرطهما و لم

يخرجاه هكذا " . و وافقه الذهبي , فوهما في الاستدراك على مسلم و قد أخرجه كما

ترى و اغتر به المنذري فأورده في " الترغيب " بهذا اللفظ و قال ( 3 / 290 ) :

" رواه أبو داود و الحاكم و قال : صحيح على شرط مسلم " .

و في هذا الكلام على قلته ثلاث مؤاخذات :

الأولى : لم يعزه لمسلم و هو عنده بهذا التمام كما رأيت .

الثانية : عزاه لأبي داود و هو عنده مختصر ليس فيه " يقول يا خيبة الدهر "

و إنما عنده الرواية الأخرى و هي رواية للشيخين و كذا ليس عنده " فلا يقولن

أحدكم يا خيبة الدهر " .

الثالثة : أنه قال : إن الحاكم صححه على شرط مسلم و الواقع أنه إنما صححه على

شرط الشيخين . و هو الصواب الموافق لحال الإسناد .

معنى الحديث :

قال المنذري : " و معنى الحديث أن العرب كانت إذا نزلت بأحدهم نازلة و أصابته

مصيبة أو مكروه يسب الدهر اعتقادا منهم أن الذي أصابه فعل الدهر كما كانت العرب

تستمطر بالأنواء و تقول : مطرنا بنوء كذا اعتقادا أن ذلك فعل الأنواء , فكان

هذا كاللاعن للفاعل و لا فاعل لكل شيء إلا الله تعالى خالق كل شيء و فاعله

فنهاهم النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك .

و كان ( محمد ) ابن داود ينكر رواية أهل الحديث " و أنا الدهر " بضم الراء

و يقول : لو كان كذلك كان الدهر اسما من أسماء الله عز وجل و كان يرويه " و أنا

الدهر أقلب الليل و النهار " , بفتح راء الدهر على النظر في معناه : أنا طول

الدهر و الزمان أقلب الليل و النهار . و رجح هذا بعضهم و رواية من قال : " فإن

الله هو الدهر " يرد هذا . و الجمهور على ضم الراء . و الله أعلم " .

و للحديث طريق أخرى بلفظ آخر و هو : " لا تسبوا الدهر , فإن الله عز وجل قال :

أنا الدهر الأيام و الليالي لي أجددها و أبليها و آتي بملوك بعد ملوك " .

532  " لا تسبوا الدهر , فإن الله عز وجل قال : أنا الدهر : الأيام و الليالي لي

أجددها و أبليها و آتي بملوك بعد ملوك " .

 

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 58 :

 

أخرجه الإمام أحمد ( 2 / 496 ) : حدثنا ابن نمير حدثنا هشام بن سعد عن زيد بن

أسلم عن ذكوان عن # أبي هريرة # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .

قلت : و هذا إسناد جيد و هو على شرط مسلم و في هشام ابن سعد كلام لا يضر .

و الحديث عزاه المنذري ( 3 / 290 ) للبيهقي وحده فقصر !

و قال الهيثمي في " المجمع " ( 8 / 71 ) : " رواه أحمد و رجاله رجال الصحيح " .

533  " لما عرج بي ربي عز وجل مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم و صدورهم

فقلت : من هؤلاء يا جبريل ? قال : هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس و يقعون في

أعراضهم " .

 

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 59 :

 

أخرجه الإمام أحمد ( 3 / 224 ) : حدثنا أبو المغيرة حدثنا صفوان حدثني راشد بن

سعد و عبد الرحمن بن جبير عن # أنس بن مالك # قال : قال رسول الله صلى الله

عليه وسلم . فذكره . و أخرجه أبو داود ( 4878 ) : حدثنا ابن المصفى حدثنا بقية

و أبو المغيرة قالا : حدثنا صفوان به . قال أبو داود حدثناه يحيى بن عثمان عن

بقية ليس فيه أنس . حدثنا عيسى بن أبي عيسى السليحيني عن أبي المغيرة كما قال

ابن المصفى .

قلت : و الموصول من طريق بقية هو الصواب لأنه رواية الأكثر عنه و لأنه الموافق

لرواية أبي المغيرة و هو أوثق منه و اسمه عبد القدوس ابن الحجاج الخولاني

الحمصي ثقة من رجال الشيخين و من فوقه ثقات من رجال مسلم خلا راشد بن سعد و مع

كونه ليس من رجال مسلم - على ثقته - فهو متابع فالسند من طريق عبد الرحمن بن

جبير - و هو ابن نفير - صحيح على شرط مسلم . و الداعي إلى تحرير هذا أنني رأيت

المنذري قال في تخريجه للحديث من كتابه " الترغيب " ( 3 / 300 ) :

" رواه أبو داود و ذكر أن بعضهم رواه مرسلا " .

فخشيت أن يتوهم من لا علم عنده بإسناد هذا الحديث , أن رواية البعض إياه مرسلا

مما يعل به الحديث , فأحببت الكشف عن أن هذا البعض إنما هو بقية و أنه لم يتفق

الرواة عنه على روايته مرسلا بل الأكثر عنه على وصله و أنه هو الصواب لموافقته

لرواية أبي المغيرة التي لم يختلف عليه فيها . و الله الموفق . ثم الحديث أخرجه

ابن أبي الدنيا في " الصمت " ( 4 / 34 / 1 ) : حدثنا حسين بن مهدي حدثنا عبد

القدوس أبو المغيرة به .

534  " أكثر خطايا ابن آدم في لسانه " .

 

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 60 :

 

أخرجه الطبراني ( 3 / 78 / 1 - 2 ) و أبو الشيخ في " أحاديثه " ( 10 / 2 )

و ابن عساكر ( 15 / 389 / 1 ) من طريق أبي بكر النهشلي عن الأعمش عن شقيق قال :

" لبى # عبد الله # رضي الله عنه على الصفا , ثم قال : يا لسان قل خيرا تغنم

اسكت تسلم من قبل أن تندم قالوا : يا أبا عبد الرحمن هذا شيء أنت تقوله أم

سمعته ? قال : لا بل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " . فذكره .

قلت : و هذا إسناد جيد و هو على شرط مسلم . و قال المنذري في " الترغيب "

( 4 / 8 ) : " رواه الطبراني و رواته رواة الصحيح و أبو الشيخ في " الثواب "

و البيهقي بإسناد حسن " .

535  " ليس شيء من الجسد إلا يشكو إلى الله اللسان على حدته " .

 

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 61 :

 

أخرجه أبو يعلى في " مسنده " ( 1 / 4 ) و ابن السني في " عمل اليوم و الليلة "

( 7 ) و ابن أبي الدنيا في " الورع " ( ق 165 / 2 ) و أبو بكر ابن النقور في

الجزء الأول من " الفوائد الحسان " ( 133 / 1 ) و أبو نعيم في " الرواة عن سعيد

ابن منصور " ( 209 / 1 - 2 ) و البيهقي في " الشعب " ( 9 / 65 / 2 ) عن عبد

العزيز بن محمد عن زيد بن أسلم عن أبيه .

" أن عمر بن الخطاب اطلع على # أبي بكر # رضي الله عنهما و هو يمد لسانه , فقال

: ما تصنع يا خليفة رسول الله ? فقال : هذا أوردني الموارد إن رسول الله صلى

الله عليه وسلم قال " . فذكره . و قال ابن النقور : " تفرد بهذا الحديث أبو

أسامة زيد بن أسلم مولى عمر بن الخطاب , مخرج عنه في " الصحيحين " , رواه عن

أبيه أبي خالد أسلم و هو من سبي اليمن يقال : كان بجاويا حديثه عند البخاري

وحده و اختلف عن زيد فرواه هشام بن سعد و محمد بن عجلان و داود بن قيس  و عبد

الله بن عمر العمري كرواية عبد العزيز التي رويناها و رواه سفيان الثوري عن زيد

بن أسلم عن أبيه عن أبي بكر و قال فيه : " إن أسلم قال : رأيت أبا بكر " .

و قيل : إن هذا و هم من الثوري و رواه سعيد بن الخميس عن زيد عن عمر عن أبي بكر

لم يذكر فيه أسلم , و الصحيح من ذلك رواية عبد العزيز بن محمد بن أبي عبيد

الدراوردي و من تابعه عن زيد عن أبيه عن عمر عن أبي بكر كما أوردناه .

و الله أعلم " .

قلت : فالحديث صحيح الإسناد على شرط البخاري , فإن الدراوردي ثقة و إن كان من

أفراد مسلم فقد تابعه الجماعة الذين ذكرهم ابن النقور , فالحديث عن زيد بن أسلم

صحيح مشهور . و قد تابعه أيضا مالك , فأخرجه في " الموطأ " ( 2 / 988 / 12 ) عن

زيد بن أسلم به دون الحديث المرفوع و الحديث نقل السيوطي في " الجامع الكبير "

( 2 / 527 / 2 - مصورة المكتب ) عن الحافظ ابن كثير أنه قال : " إسناده جيد " .

 

536  " من صمت نجا " .

 

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 62 :

 

أخرجه الترمذي ( 2 / 82 ) و الدارمي ( 2 / 299 ) و أحمد ( 2 / 159 , 177 )

و القضاعي في " مسند الشهاب " ( ق 26 / 2 ) من طرق عن ابن لهيعة عن يزيد بن

عمرو المعافري عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن # عبد الله بن عمرو # قال :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم . و قال الترمذي : " حديث غريب لا نعرفه إلا

من حديث ابن لهيعة " .

قلت : يعني أنه حديث ضعيف لسوء حفظ ابن لهيعة الذي عرف به لكن رواه عنه بعض

العبادلة الذين حديثهم عنه صحيح عند المحققين من أهل العلم منهم عبد الله بن

المبارك فقال في " كتاب الزهد " ( ق 172 / 1 كواكب 575 و رقم 5 , 38 - طبع

الهند ) : أنبأنا عبد الله بن لهيعة به . و منهم عبد الله بن وهب , فرواه في

" الجامع " ( 49 ) عنه . و أخرجه ابن شاهين في " الترغيب " ( ق 107 / 1 ) من

طريق ابن وهب عنه به لكنه قرن معه عمرو بن الحارث و هو ثقة و لعل الطبراني

أخرجه من هذه الطريق فقد قال المنذري ( 4 / 9 ) : " رواه الترمذي و قال : حديث

غريب و الطبراني و رواته ثقات " . و نقل المناوي عن الزين العراقي أنه قال :

" سند الترمذي ضعيف و هو عند الطبراني بسند جيد " .

537  " يا عائشة إياك و الفحش إياك و الفحش , فإن الفحش لو كان رجلا لكان رجل سوء "

.

 

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 63 :

 

رواه العقيلي في " الضعفاء " ( 259 ) عن عبد الجبار بن الورد قال : سمعت ابن

أبي مليكة يقول : قالت # عائشة # : فذكره مرفوعا .

و قال : " عبد الجبار قال البخاري : يخالف في بعض حديثه " , و قد روى هذا بغير

هذا الإسناد بأصلح من هذا و بألفاظ مختلفة في معنى الفحش " .

قلت : و قول البخاري هذا جرح لين لا ينهض عندي لاسقاط حديث عبد الجبار هذا فقد

وثقه أحمد و ابن معين و أبو حاتم و أبو داود و غيرهم و قال ابن عدي : " لا بأس

به يكتب حديثه " , و قال السلمي عن الدارقطني : " لين " .

قلت : فمثله لا ينزل حديثه عن رتبة الحسن و بقية رجال الإسناد ثقات فالحديث

عندي ثابت حسن على أقل الدرجات .

538  " ما من آدمي إلا في رأسه حكمة بيد ملك , فإذا تواضع قيل للملك : ارفع حكمته

و إذا تكبر قيل للملك : ضع حكمته " .

 

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 64 :

 

أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 3 / 182 / 1 ) من طريق سلام أبي المنذر

عن علي بن زيد عن يوسف بن مهران عن # ابن عباس # عن رسول الله صلى الله عليه

وسلم قال : فذكره .

قلت : و هذا إسناد رجاله ثقات غير علي بن زيد و هو ابن جدعان و فيه ضعف من قبل

حفظه و بعضهم يجود حديثه أو يحسنه . فقد أخرج له الحاكم ( 2 / 591 ) حديثا آخر

بهذا السند ساكتا عليه , و قال الذهبي : " إسناده جيد " ! و قال الهيثمي في

" المجمع " ( 8 / 82 ) و قد ذكره عن ابن عباس : " رواه الطبراني و إسناده حسن "

. و قال المنذري في " الترغيب " ( 4 / 16 ) : " رواه الطبراني و البزار بنحوه

من حديث أبي هريرة و إسنادهما حسن " ! كذا قال  و فيه نظر يعرف بعضه مما سبق و

حديث ابن عباس خير إسنادا من حديث أبي هريرة  فإن مدارهما على ابن جدعان غير أن

الأول يرويه عنه سلام أبو المنذر و أما الآخر فرواه المنهال بن خليفة عنه عن

سعيد بن المسيب عن أبي هريرة مرفوعا به . أخرجه العقيلي في " الضعفاء " ( 427 )

و ابن عدي في " الكامل " ( 322 / 2 ) و الضياء في " المنتقى " من مسموعاته بمرو

" ( ق 142 / 1 ) و قال العقيلي : " منهال بن خليفة قال يحيى : ضعيف و قال

البخاري : " فيه نظر " و لا يتابع عليه إلا من طريق تقاربه و إنما يروى هذا

مرسلا " .

قلت : و كأنه يشير إلى الطريق الأولى و هي خير من هذه كما ترى , فإن سلاما موثق

عند جماعة و هو حسن الحديث بخلاف المنهال , فإن الجمهور على تضعيفه بل البخاري

ضعفه جدا بقوله المتقدم .

و أما المرسل الذي أشار إليه , فلم أقف عليه و إنما وجدت له شاهدا موصولا من

حديث أنس و له عنه طريقان : الأول : عن علي بن الحسن الشامي عن خليد بن دعلج

عن قتادة عن أنس مرفوعا . أخرجه ابن عساكر في " مدح التواضع " ( ق 89 / 1 / 2 )

و قال : هذا حديث حسن غريب تفرد به علي بن الحسن عن خليد بن دعلج و قد روى عن

أنس من وجه آخر " .

قلت : أنى له الحسن و علي بن الحسن هذا متهم , قال ابن حبان : " لا يحل كتب

حديثه إلا على جهة التعجب " و قال ابن عدي بعد أن أورد له عدة أحاديث : " كلها

ليست محفوظة و هي بواطيل هي و جميع حديثه هو ضعيف جدا " . و قال الدارقطني :

" يكذب يروي عن الثقات بواطيل " و قال الحاكم : " روى أحاديث موضوعة " .

قلت : فمثله لا يستشهد بحديثه فضلا عن أن يحتج به أو يحسن حديثه .

ثم ساق ابن عساكر من الوجه الآخر و هو من طريق الزبير بن بكار : حدثنا أبو ضمرة

- يعني أنس بن عياض الليثي حدثنا عبيد الله بن عمر عن واقد بن سلامة عن الرقاشي

يزيد عن أنس مرفوعا نحوه . و أخرجه الدامغاني الفقيه في " الأحاديث و الأخبار "

( 1 / 111 / 2 ) من طريق أخرى عن أبي ضمرة به .

قلت : و هذا إسناد ضعيف , يزيد و هو ابن أبان ضعيف و وافد ابن سلامة أورده

البخاري و العقيلي و ابن الجارود في " الضعفاء " و قال أبو محمد بن أبي حاتم عن

أبيه ( 4 / 2 / 50 ) : " هو يروي عن الرقاشي فما يقال فيه ? ! قال أبو محمد :

يعني أن الرقاشي ليس بقوي , فما وجد في حديثه من الإنكار يحتمل أن يكون من يزيد

الرقاشي " .

قلت : هو رجل صالح متعبد و قد بين الساجي سبب تضعيفه فقال : كان يهم و لا يحفظ

و يحمل حديثه لصدقه و صلاحه . و قال ابن عدي له : أحاديث صالحة عن أنس و غيره

و أرجو أنه لا بأس به لرواية الثقات عنه .

قلت : فمثله قد يستشهد به , فإذا انضم إليه المرسل الذي أشار إليه العقيلي صلحا

للاستشهاد بهما و بذلك يرتقي الحديث إلى درجة الحسن إن شاء الله تعالى .

539  " إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة أن يقال له : ألم أصح لك جسمك و أروك

من الماء البارد ? " .

 

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 67 :

 

أخرجه الترمذي ( 2 / 240 ) و ابن حبان ( 2585 ) و الحاكم ( 4 / 138 ) و في

" علوم الحديث " ( 187 ) و عبد الله بن أحمد في " زوائد الزهد " ( ص 31 ) و ابن

معين في " التاريخ و العلل " ( 4 / 2 ) و الخرائطي في " فضيلة الشكر " ( ق 132

/ 2 ) و تمام في " الفوائد " ( 36 / 1 ) و ابن بشران في " الأمالي " ( 18 / 5 /

1 ) و ابن شاذان الأزجي في " الفوائد " ( 2 / 102 / 1 ) و الرامهرمزي في

" الفاصل " ( ص 137 ) و ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 2 / 20 / 1 , 8 / 203 /

1 ) و الضياء في " المنتقى من مسموعاته " ( ق 59 / 1 ) و كذا أبو القاسم بن أبي

القعنب في " حديث القاسم بن الأشيب " ( ق 7 / 2 ) كلهم من طريق عبد الله بن

العلاء بن زبر قال : سمعت الضحاك بن عرزب يحدث عن # أبي هريرة # مرفوعا به .

و قال الحاكم : " صحيح الإسناد " . و وافقه الذهبي . و أما الترمذي فقال : "

حديث غريب . و الضحاك هو ابن عبد الرحمن بن عرزب  و يقال ابن عرزم أصح " .

و لا أدري لماذا استغربه الترمذي و استغرابه يعني التضعيف غالبا مع أن رجاله

كلهم ثقات , فالسند صحيح كما قال الذهبي تبعا للحاكم .

540  " إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها , يزل بها في النار أبعد ما بين

المشرق و المغرب " .

 

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 67 :

 

أخرجه أحمد ( 2 / 378 - 379 ) : حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا بكر بن مضر عن يزيد

ابن الهاد عن محمد بن إبراهيم عن أبي سلمة عن # أبي هريرة # أنه سمع رسول الله

صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره .

قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين و قد أخرجه مسلم في " صحيحه " ( 8 /

223 - 224 ) بهذا الإسناد إلا أنه قال : " عيسى ابن طلحة " مكان " أبي سلمة " .

و لعله أصح فقد تابعه ابن أبي حازم عن يزيد عنه به . أخرجه البخاري ( 4 / 255 )

و الزيادة له و تابعه أيضا الدراوردي عنه به أخرجه مسلم و تابعه محمد بن إسحاق

: حدثني محمد ابن إبراهيم عن عيسى بن طلحة عن أبي سلمة به . و لفظه :

" إن الرجل ليتكلم بالكلمة لا يرى بها بأسا يهوي بها سبعين خريفا في النار " .

أخرجه أحمد ( 2 / 236 ) و الترمذي ( 2 / 51 ) و قال : " حديث حسن غريب من هذا

الوجه " . و له شاهد من طريق أخرى أخرجه أحمد ( 2 / 355 / 533 ) من طريق جرير

بن حازم قال : سمعت الحسن يحدث عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

" إن الرجل ليتكلم بالكلمة و ما يرى أنها تبلغ حيث بلغت يهوي بها في النار

سبعين خريفا " . و هذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير أن الحسن مدلس و قد

قيل : إنه لم يسمع من أبي هريرة . و أخرجه أحمد أيضا ( 2 / 402 ) من طريق

الزبير بن سعيد قال : و حدث صفوان بن سليم أيضا عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة

عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره بنحوه إلا أنه قال : " ....

بالكلمة يضحك بها جلساءه يهوي بها من أبعد من الثريا " . و الزبير هذا لين

الحديث كما في " التقريب " . و للحديث طريق أخرى عن أبي هريرة و في أوله زيادة

إلا أن في سندها ضعفا .

و الصواب فيها الوقف كما حققته في الكتاب الآخر ( 1299 ) .

541  " قال الله عز وجل : الكبرياء ردائي و العزة إزاري , فمن نازعني واحدا منهما

ألقيه في النار " .

 

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 69 :

 

أخرجه أحمد ( 2 / 248 ) : حدثنا سفيان عن عطاء بن السائب عن الأغر عن

# أبي هريرة # - قال سفيان أول مرة : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم , ثم

أعاده فقال : الأغر عن أبي هريرة - قال ... فذكره .

قلت : و هذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيح و سفيان هو ابن عيينة و هو و إن كان

سمع من عطاء بعد اختلاطه , فقد تابعه سفيان الثوري و قد سمع منه قبل الاختلاط

فقال أحمد أيضا ( 2 / 376 ) : حدثنا عبد الرزاق : أنبأنا سفيان عن عطاء بن

السائب به . إلا أنه قال : " و العظمة " بدل " و العزة " . و كذلك أخرجه أبو

داود ( 4090 ) و ابن ماجه ( 4174 ) و أحمد أيضا ( 2 / 414 , 427 , 442 )

و الضياء في " المختارة " ( 61 / 246 / 1 ) من طرق أخرى عن عطاء به . و أخرجه

ابن حبان في " صحيحه " ( 49 - موارد ) و ابن ماجه أيضا ( 4175 ) و الواحدي في

" تفسيره " ( 4 / 61 / 2 ) من طريقين آخرين عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير

عن ابن عباس مرفوعا به . فهذا إسناد آخر لعطاء و لعله من تخاليطه . و يرجح

اللفظ الأول أمران : الأول : أن أبا إسحاق - و هو السبيعي - رواه عن أبي مسلم

الأغر حدثه عن أبي سعيد الخدري و أبي هريرة قالا : قال رسول الله صلى الله عليه

وسلم : " العز إزاره و الكبرياء رداؤه فمن نازعني بشيء منهما عذبته " . أخرجه

مسلم في " صحيحه " ( 8 / 35 - 36 ) و البخاري في " الأدب المفرد " ( 552 )

و اللفظ له . و الآخر : قوله صلى الله عليه وسلم في حديث آخر : " فإن رداءه

الكبرياء و إزاره العزة ... " . أخرجه أحمد و غيره في حديث لفضالة بن عبيد ,

و هو الآتي بعد هذا .

( تنبيه ) أورد المنذري هذا الحديث في " الترغيب " ( 4 / 16 ) من رواية مسلم عن

أبي سعيد و أبي هريرة بلفظ : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يقول الله

عز وجل : العز إزاري و الكبرياء ردائي ... و هذا مخالف لما في " مسلم " و كذا

البخاري كما ترى , ثم قال : " و رواه البرقاني في " مستخرجه " من الطريق الذي

أخرجه مسلم و لفظه ... فذكره باللفظ الذي عزاه لمسلم إلا أن تمامه بلفظ البخاري

, و لفظ مسلم مختصر : " فمن ينازعني عذبته " . و بلفظ البرقاني أورده السيوطي

في " الجامع الصغير " و عزاه لسمويه . و للحديث طريق أخرى عن أبي هريرة عن

النبي صلى الله عليه وسلم فيما يحكيه عن ربه عز وجل قال : " الكبرياء ردائي ,

فمن نازعني ردائي قصمته " . أخرجه الحاكم ( 1 / 61 ) من طريق سهل بن بكار حدثنا

حماد بن سلمة عن قتادة عن سعيد بن المسيب عنه و قال : " صحيح على شرط مسلم " ,

و وافقه الذهبي , و هو كما قالا .

542  " ثلاثة لا تسأل عنهم : رجل فارق الجماعة و عصى إمامه و مات عاصيا , و أمة أو

عبد أبق فمات , و امرأة غاب عنها زوجها قد كفاها مؤنة الدنيا فتبرجت بعده , فلا

تسأل عنهم . و ثلاثة لا تسأل عنهم : رجل نازع الله عز وجل رداءه , فإن رداءه

الكبرياء و إزاره العزة , و رجل شك في أمر الله و القنوط من رحمة الله " .

 

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 71 :

 

أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ( 590 ) و ابن حبان ( 50 ) و الحاكم ( 1 /

119 ) - دون الشطر الثاني - و أحمد ( 6 / 19 ) و ابن أبي عاصم في " السنة "

( رقم 89 ) و ابن عساكر في " مدح التواضع و ذم الكبر " ( 5 / 88 / 1 ) من طريق

حيوة بن شريح : حدثني أبو هاني أن أبا علي عمرو بن مالك الجنبي حدثه عن # فضالة

ابن عبيد # مرفوعا به . و قال الحاكم : " صحيح على شرط الشيخين , فقد احتجا

بجميع رواته و لم يخرجاه و لا أعرف له علة " , و وافقه الذهبي !

قلت : و قد وهما في بعض ما قالا , فإن أبا علي الجنبي لم يخرج له الشيخان في

" صحيحيهما " و أبو هاني و اسمه حميد بن هاني لم يخرج له البخاري .

و قال ابن عساكر : " حديث حسن غريب تفرد به أبو هاني و رجال إسناده ثقات " .

543  " من تعظم في نفسه أو اختال في مشيته لقي الله عز وجل و هو عليه غضبان " .

 

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 72 :

 

أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ( 549 ) و الحاكم ( 1 / 60 ) و أحمد ( 2 /

118 ) من طرق عن يونس بن القاسم أبي عمر اليمامي قال : حدثنا عكرمة بن خالد

قال : سمعت # ابن عمر # عن النبي صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره .

و قال الحاكم : " صحيح على شرط الشيخين " . و وقع في " التلخيص " : " على شرط

مسلم " و كذا نقل المنذري في " الترغيب " ( 4 / 20 ) عن الحاكم و كل ذلك وهم

فإنه على شرط البخاري فقط لأن يونس بن القاسم لم يخرج له مسلم .

و الحديث قال المنذري : " رواه الطبراني في " الكبير " و رواته محتج بهم في

( الصحيح ) " .

544  " آكل كما يأكل العبد و أجلس كما يجلس العبد " .

 

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 72 :

 

رواه البغوي في " شرح السنة " ( 3 / 187 / 2 ) من طريق أبي الشيخ عن عبيد الله

ابن الوليد عن عبد الله بن عبيد بن عمير عن # عائشة # قالت : قلت : يا رسول

الله كل جعلني الله فداك متكئا فإنه أهون عليك , فأحنى رأسه حتى كاد أن تصيب

جبهته الأرض و قال : بل آكل ...

قلت : و هذا إسناد ضعيف عبيد الله بن الوليد و هو الوصافي قال الحافظ في

" التقريب " : " ضعيف لكنه قد توبع , فأخرجه ابن سعد ( 1 / 1 / 281 ) من طريق

أبي معشر عن سعيد المقبري عنها مرفوعا به في حديث خرجته في " الضعيفة "

( 2045 ) . و أبو معشر اسمه نجيح و هو ضعيف أيضا .

و الحديث قال الهيثمي ( 9 / 19 ) : " رواه أبو يعلى و إسناده حسن " .

و له شاهد معضل أخرجه ابن سعد ( 1 / 371 ) عن يحيى بن أبي كثير مرفوعا به .

و رجاله ثقات . و رواه البيهقي أيضا كما في " الفيض " للمناوي و قال :

" و رواه هناد عن عمرو بن مرة ... و لتعدد هذه الطرق رمز المؤلف لحسنه " .

قلت : بل هو صحيح . فإن له شاهدا مرسلا صحيحا أخرجه أحمد في " الزهد "

( ص 5 - 6 ) من طريق جرير بن حازم قال : سمعت الحسن يقول : " كان رسول الله صلى

الله عليه وسلم إذا أتي بطعام أمر به فألقي على الأرض و قال " فذكره ...

و إسناده مرسل صحيح . و أخرج الطرف الأول منه المروزي في " زوائد الزهد "

( 995 ) من طريق إسماعيل بن مسلم عن الحسن به . و أخرجه أحمد أيضا ( ص 5 ) من

طريق عبدة بن أيمن عن عطاء بن أبي رباح به نحوه مرسلا . و رجاله ثقات غير عبدة

بن أيمن فلم أعرفه . و أخرجه البزار و من طريقه أبو نعيم في " أخبار أصبهان "

( 2 / 273 ) من حديث عبد الله بن عمر مرفوعا به , دون الشطر الثاني .

545  " رخص النبي صلى الله عليه وسلم من الكذب في ثلاث : في الحرب و في الإصلاح بين

الناس و قول الرجل لامرأته . ( و في رواية ) : و حديث الرجل امرأته و حديث

المرأة زوجها " .

 

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 74 :

 

أخرجه الإمام أحمد ( 6 / 404 ) : حدثنا حجاج قال : حدثنا ابن جريج عن ابن شهاب

عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف عن أمه # أم كلثوم بنت عقبة # أنها قالت : فذكره

. قلت : و هذا إسناد على شرط الشيخين و لم يخرجاه من هذا الوجه و إنما من وجه

آخر عن الزهري كما يأتي . ثم قال الإمام أحمد : حدثنا يونس بن محمد قال : حدثنا

ليث يعني بن سعد عن يزيد يعني بن الهاد عن عبد الوهاب عن ابن شهاب به . و أخرجه

أبو داود ( 2 / 304 ) و الطبراني في " الصغير " ( ص 37 ) من طريقين آخرين عن

ابن الهاد به . و هذا سند صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الوهاب و هو

ابن أبي بكر : رفيع المدني وكيل الزهري . قال أبو حاتم : ثقة صحيح الحديث ما به

بأس من قدماء أصحاب الزهري . و قال النسائي : ثقة . و قد توبع , فقال أحمد :

حدثنا يعقوب قال : حدثنا أبي عن صالح بن كيسان قال : حدثنا محمد بن مسلم بن

عبيد الله بن شهاب به بلفظ : أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :

" ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس , فينمي خيرا أو يقول خيرا . و قالت : لم

أسمعه يرخص في شيء مما يقول الناس إلا في ثلاث ... " فذكره بالرواية الثانية .

و كذا أخرجه مسلم ( 8 / 28 ) عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد به و أخرجه البخاري

( 5 / 328 - 329 فتح ) من طريق عبد العزيز بن عبد الله حدثنا إبراهيم بن سعد به

. دون قوله " و قالت : لم أسمعه ... " .

و أخرجه مسلم من طريق يونس عن ابن شهاب بتمامه إلا أنه جعل هذه الزيادة التي من

قولها من قول ابن شهاب فقال : " قال ابن شهاب : و لم أسمع يرخص في شيء ... " .

و على هذه الرواية تكون الزيادة غير مرفوعة و إنما من قول الزهري و لهذا قال

الحافظ في " الفتح " : " و هذه الزيادة مدرجة بين ذلك مسلم في روايته من طريق

يونس عن الزهري فذكر الحديث , قال : و قال الزهري . و كذا أخرجها النسائي مفردة

من رواية يونس و قال : يونس أثبت في الزهري من غيره . و جزم موسى بن هارون

و غيره بإدراجها . و رويناه في " فوائد بن أبي ميسرة " من طريق عبد الوهاب بن

رفيع عن ابن شهاب . فساقه بسنده مقتصرا على الزيادة و هو وهم شديد " .

و أقول : لا وهم منه البتة , فإنه ثقة صحيح الحديث كما تقدم و قد تابعه ثقتان

ابن جريج و صالح بن كيسان و اقتصر الأول منهما على الزيادة أيضا كما سبق بيانه

فهؤلاء ثلاثة من الثقات الأثبات اتفقوا على رفع هذه الزيادة , فصلها اثنان

منهما عن أول الحديث و وصلها به الآخر و هو صالح , فاتفاقهم حجة و ذلك يدل على

أنها مرفوعة ثابتة و أنها ليست مدرجة كما زعم الحافظ و يتعجب منه كيف خفيت عليه

رواية ابن جريج فلم يذكرها أصلا و كيف اقتصر في عزوه رواية ابن رفيع على

" فوائد ابن أبي ميسرة " و هي في " السنن " و " المسند " ? !

و يشهد لها ما أخرجه الحميدي في " مسنده " ( 329 ) حدثنا سفيان قال حدثني صفوان

ابن سليم عن عطاء بن يسار قال : " جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال :

يا رسول الله : هل علي جناح أن أكذب على أهلي ? قال : لا , فلا يحب الله الكذب

قال : يا رسول الله استصلحها و أستطيب نفسها ! قال : لا جناح عليك " .

قلت : و هذا إسناد صحيح و لكنه مرسل و ليس هو على شرط " مسنده " و قد أورده في

" أحاديث أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط رضي الله عنها " منه و كأنه أشار بذلك

إلى أن الحديث و إن كان وقع له هكذا مرسلا , فهو يرجح إلى أنه من مسندها و لذلك

أورده فيه . و الله أعلم .

و يشهد لها أيضا حديث شهر بن حوشب عن أسماء بنت يزيد عن النبي صلى الله عليه

وسلم قال : " لا يصلح الكذب إلا في ثلاث : كذب الرجل مع امرأته لترضى عنه

أو كذب في الحرب , فإن الحرب خدعة أو كذب في إصلاح بين الناس " . أخرجه أحمد

( 6 / 459 , 461 ) و الترمذي ( 3 / 127 - تحفة ) و قال : " حديث حسن " .

فقه الحديث :

بعد أن فرغنا من تحقيق القول في صحة الحديث و دفع إعلاله بالإدراج أنقل إلى

القارىء الكريم ما ذكره النووي رحمه الله في شرح الحديث : " قال القاضي لا خلاف

في جواز الكذب في هذه الصور و اختلفوا في المراد بالكذب المباح فيها ما هو ?

فقالت طائفة : هو على إطلاقه و أجازوا قول ما لم يكن في هذه المواضيع للمصلحة

و قالوا : الكذب المذموم ما فيه مضرة و احتجوا بقول إبراهيم صلى الله عليه

وسلم : *( بل فعله كبيرهم )* و *( إني سقيم )* و قوله " إنها أختي " , و قول

منادي يوسف صلى الله عليه وسلم *( أيتها العير إنكم لسارقون )* . قالوا : و لا

خلاف أنه لو قصد ظالم قتل رجل هو عنده مختف وجب عليه الكذب في أنه لا يعلم أين

هو . و قال آخرون منهم الطبري : لا يجوز الكذب في شيء أصلا , قالوا : و ما جاء

من الإباحة في هذا المراد به التورية و استعمال المعاريض لا صريح الكذب مثل أن

يعد زوجته أن يحسن إليها و يكسوها كذا و ينوي : إن قدر الله ذلك .

و حاصله أن يأتي بكلمات محتملة يفهم المخاطب منها ما يطيب قلبه و إذا سعى في

الإصلاح نقل عن هؤلاء إلى هؤلاء كلاما جميلا و من هؤلاء إلى هؤلاء كذلك و ورى ,

و كذا في الحرب بأن يقول لعدوه : مات إمامكم الأعظم و ينوي إمامهم في الأزمان

الماضية أو غدا يأتينا مدد . أي طعام و نحوه , هذا من المعاريض المباحة , فكل

هذا جائز . و تأولوا في قصة إبراهيم و يوسف و ما جاء من هذا على المعاريض .

و الله أعلم " .

قلت : و لا يخفى على البصير أن قول الطائفة الأولى هو الأرجح و الأليق بظواهر

هذه الأحاديث و تأويلها بما تأولته الطائفة الأخرى من حملها على المعاريض مما

لا يخفى بعده , لاسيما في الكذب في الحرب .

فإنه أوضح من أن يحتاج إلى التدليل على جوازه و لذلك قال الحافظ في " الفتح "

( 6 / 119 ) : " قال النووي : الظاهر إباحة حقيقة الكذب في الأمور الثلاثة لكن

التعريض أولى . و قال ابن العربي : الكذب في الحرب من المستثنى الجائز بالنص

رفقا بالمسلمين لحاجتهم إليه و ليس للعقل فيه مجال و لو كان تحريم الكذب بالعقل

ما انقلب حلالا انتهى . و يقويه ما أخرجه أحمد و ابن حبان من حديث أنس في قصة

الحجاج بن علاط الذي أخرجه النسائي و صححه الحاكم في استئذانه النبي صلى الله

عليه وسلم أن يقول عنه ما شاء لمصلحته في استخلاص ماله من أهل مكة و إذن النبي

صلى الله عليه وسلم و إخباره لأهل مكة أن أهل خيبر هزموا المسلمين و غير ذلك

مما هو مشهور فيه " .

546  " لا نعلم شيئا خيرا من مائة مثله إلا الرجل المؤمن " .

 

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 78 :

 

أخرجه الإمام أحمد ( 2 / 109 ) : حدثنا هارون حدثنا ابن وهب حدثني أسامة عن

محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان عن عبد الله بن دينار عن # عبد الله بن

عمر # أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره . و أخرجه الطبراني في

" المعجم الصغير " ( ص 82 ) : حدثنا حسنون بن أحمد المصري حدثنا أحمد بن صالح

حدثنا عبد الله بن وهب إلا أنه قال : " ألف " مكان " مائة " و أسقط من الإسناد

محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان و قال الطبراني عقبه : " لم يروه عن عبد

الله بن دينار إلا أسامة تفرد به ابن وهب و لا يروى إلا بهذا الإسناد " .

قلت : و رواية أحمد أصح سندا و متنا لأن شيخ الطبراني حسنون هذا لا أعرفه .

و إسناد أحمد حسن رجاله ثقات رجال مسلم غير محمد بن عبد الله بن عمرو و هو سبط

الحسن الملقب بـ ( الديباج ) و هو مختلف فيه , و قال الحافظ في " التقريب " :

" صدوق " . و قال الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 1 / 64 ) : " رواه أحمد

و الطبراني في الأوسط و الصغير إلا أن الطبراني قال في الحديث ... من ألف مثله

. و مداره على أسامة ابن زيد بن أسلم و هو ضعيف جدا " . كذا قال .

و الراجح عندنا أنه ليس ابن زيد بن أسلم و هو العدوي و إنما هو أسامة ابن زيد

الليثي و هو من رجال مسلم و أما العدوي فضعيف . و كان من الصعب بل من المستحيل

تعيين المراد منهما في هذا الحديث على رواية الطبراني لأن كلا منهما روى عنه

عبد الله بن وهب . و لم يذكرا في الرواة عن عبد الله بن دينار و إنما أمكن

التعيين برواية أحمد التي فيها أن شيخ أسامة هو " الديباج " و قد ذكر في ترجمته

من " التهذيب " أن أسامة بن زيد الليثي هو الذي روى عنه . و بذلك زال إعلال

الهيثمي للحديث بابن أسلم . و الله أعلم .

547  " لعن الله العقرب لا تدع مصليا و لا غيره , فاقتلوها في الحل و الحرم " .

 

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 80 :

 

رواه ابن ماجه ( 1246 ) و ابن عدي ( 68 / 1 ) عن الحكم بن عبد الملك عن قتادة

عن سعيد بن المسيب عن # عائشة # قالت : لدغ النبي صلى الله عليه وسلم عقرب و هو

يصلي فقال : فذكره . و قال ابن عدي : " لا أعرفه إلا من حديث الحكم عن قتادة ,

قال ابن معين ضعيف " .

قلت : لكن لم ينفرد به الحكم فقد رواه ابن خزيمة في " صحيحه " عن محمد بن بشار

عن محمد بن جعفر عن شعبة عن قتادة به .

و للحديث شاهد قوي من حديث علي رضي الله عنه , و فيه بيان سبب وروده و هو :

" لعن الله العقرب لا تدع مصليا و لا غيره . ثم دعا بماء و ملح و جعل يمسح

عليها و يقرأ بـ *( قل يا أيها الكافرون )* و *( قل أعوذ برب الفلق )* و *( قل

أعوذ برب الناس )* " .

548  " لعن الله العقرب لا تدع مصليا و لا غيره . ثم دعا بماء و ملح و جعل يمسح

عليها و يقرأ بـ *( قل يا أيها الكافرون )* و *( قل أعوذ برب الفلق )* و *( قل

أعوذ برب الناس )* " .

 

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 80 :

 

أخرجه الطبراني في " المعجم الصغير " ( ص 117 ) و أبو نعيم في " أخبار أصبهان "

( 2 / 223 ) و أبو محمد الخلال في " فضائل قل هو الله أحد " ( ق 202 / 1 ) من

طرق عن محمد بن فضيل عن مطرف عن المنهال بن عمرو عن محمد بن الحنفية عن # على #

قال : " لدغت النبي صلى الله عليه وسلم عقرب و هو يصلي , فلما فرغ قال ..." .

فذكره و قال الطبراني : " لم يروه عن مطرف إلا ابن فضيل " .

قلت : و هو ثقة من رجال الشيخين و كذا من فوقه إلا أن المنهال لم يخرج له مسلم

. و أخرجه ابن أبي شيبة في " المصنف " ( 12 / 152 / 2 ) : أنبأنا عبد الرحيم بن

سليمان عن مطرف به إلا أنه لم يذكر عليا في إسناده و لا يضر الموصول لما تقرر

أن زيادة الثقة مقبولة , لاسيما و للحديث شاهد من حديث عبد الله بن مسعود نحوه

و فيه : " ثم أمر بملح فألقي في ماء فجعل يده فيه , فجعل يقلبها حيث لدغته

و يقرأ ... " . و لكنه لم يذكر *( قل يا أيها الكافرون )* .

أخرجه ابن عدي في " الكامل " ( ق 83 / 1 ) بسند ضعيف .

549  " ألا أخبركم بالمؤمن ? من أمنه الناس على أموالهم و أنفسهم و المسلم من سلم

الناس من لسانه و يده و المجاهد من جاهد نفسه في طاعة الله و المهاجر من هجر

الخطايا و الذنوب " .

 

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 81 :

 

أخرجه الإمام أحمد ( 6 / 21 ) : حدثنا علي بن إسحاق قال : حدثنا عبد الله قال :

أنبأنا ليث قال : أخبرني أبو هانىء الخولاني عن عمرو بن مالك الجنبي قال :

حدثني # فضالة بن عبيد # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع

: فذكره .

قلت : و هذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات , ثم أخرجه ( 6 / 22 ) عن رشدين بن سعد

عن حميد أبي هانىء الخولاني به . و أخرج ابن ماجه ( 3934 ) من طريق عبد الله بن

وهب عن أبي هانىء به القضية الأولى و الأخيرة . و أخرجه ابن حبان ( 25 ) من

طريق أخرى عن الليث بن سعد به و أخرجه الحاكم ( 1 / 10 - 11 ) من طريقين آخرين

عن الليث به و أخرجا له شاهدا من حديث أنس مرفوعا نحوه إلا أنه لم يذكر القضية

الثالثة و قال في الأولى : و الذي نفسي بيده لا يدخل الجنة عبد لا يأمن جاره

بوائقه . أخرجه ابن حبان ( 26 ) و الحاكم ( 1 / 11 ) من طريق حماد بن سلمة عن

يونس بن عبيد و حميد عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :

فذكره . و قال الحاكم : " على شرط مسلم " . و أقره الذهبي , و هو كما قالا .

و هو عند مسلم في " صحيحه " ( 1 / 49 ) من حديث أبي هريرة مرفوعا به دون قوله

" و الذي نفسي بيده " و لذلك خرجته . و علقه البخاري ( 4 / 118 ) عنه و لكنه لم

يسق لفظه و وصله من حديث أبي شريح مرفوعا بلفظ : " و الله لا يؤمن و الله لا

يؤمن و الله لا يؤمن قيل : و من يا رسول الله ? قال : الذي لا يأمن جاره بوائقه

" .

550  " إذا سرتك حسنتك و ساءتك سيئتك , فأنت مؤمن " .

 

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 83 :

 

أخرجه أحمد ( 5 / 251 , 252 , 256 ) و ابن حبان ( 103 ) و الحاكم ( 1 / 14 )

من طريق هشام الدستوائي عن يحيى بن أبي كثير عن زيد بن سلام عن جده ممطور عن

# أبي أمامة # قال : " قال رجل : يا رسول الله ما الإيمان ? قال : فذكره .

قال : يا رسول الله فما الإثم ? قال : إذا حاك في صدرك شيء فدعه " . و قال

الحاكم و وافقه الذهبي : " صحيح متصل على شرط الشيخين " . و أقول : إنما هو على

شرط مسلم وحده , فإن زيد بن سلام وجده ممطورا لم يخرج لهما البخاري في " صحيحه

" , و إنما في " الأدب المفرد " .

551  " أفضل الساعات جوف الليل الآخر " .

 

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 83 :

 

أخرجه أحمد ( 5 / 385 ) عن محمد بن ذكوان عن شهر بن حوشب عن # عمرو بن عبسة #

قال : " أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت : يا رسول الله من تبعك على

هذا الأمر ? قال : حر و عبد , قلت : ما الإسلام ? قال : طيب الكلام و إطعام

الطعام , قلت : ما الإيمان ? قال : الصبر و السماحة , قال : قلت : أي الإسلام

أفضل ? قال : من سلم المسلمون من لسانه و يده , قال : قلت : أي الإيمان أفضل ?

قال : خلق حسن , قال : قلت : أي الصلاة أفضل , قال : طول القنوت , قال : قلت :

أي الهجرة أفضل ? قال : أن تهجر ما كره ربك عز وجل , قال : قلت : أي الجهاد

أفضل ? قال : من عقر جواده و اهريق دمه , قال : قلت : أي الساعات أفضل , قال :

جوف الليل الآخر ..." .

قلت : و هذا إسناد ضعيف محمد بن ذكوان و هو الطاحي و شهر ضعيفان لكن الحديث ثبت

غالبه من طرق أخرى .

أولا : الفقرة الأخيرة منه أخرجها أحمد ( 5 / 187 ) من طريق أبي بكر بن عبد

الله عن حبيب بن عبيد عن عمرو بن عبسة عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه .

و رجاله ثقات غير أبي بكر و هو ابن أبي مريم فإنه سيء الحفظ . و أخرج هو ( 5 /

111 - 113 - 114 ) و ابن ماجه ( 1364 ) من طريق يزيد بن طلق عن عبد الرحمن

البيلماني , عن عمرو بن عبسة قال : " أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت :

يا رسول الله من أسلم ? قال : حر و عبد . قال : فقلت : و هل من ساعة أقرب إلى

الله تعالى من أخرى ? قال : جوف الليل الآخر " و قال ابن ماجه " الليل الأوسط "

و هو شاذ .

قلت : و ابن البيلماني ضعيف و ابن طلق مجهول . لكن لهذه الفقرة طريق أخرى صحيحة

عن عمرو بن عبسة تجد الكلام عليها في " صحيح أبي داود " ( 1198 ) .

ثانيا : فقرة " أي الجهاد أفضل ? " , فقد أخرج أحمد ( 4 / 114 ) من طريق أبي

قلابة عن عمرو بن عبسة قال : قال رجل يا رسول الله ما الإسلام ? قال : أن يسلم

قلبك لله عز وجل و أن يسلم المسلمون من لسانك و يدك قال : فأي الإسلام أفضل ?

قال : الإيمان قال : و ما الإيمان ? قال : تؤمن بالله و ملائكته و كتبه و رسله

و البعث بعد الموت قال : فأي الإيمان أفضل ? قال الهجرة قال : فما الهجرة ? قال

: أن تهجر السوء . قال : فأي الهجرة أفضل ? قال : الجهاد .

قال : و ما الجهاد ? قال : أن تقاتل الكفار إذا لقيتهم . قال : فأي الجهاد

أفضل ? قال : من عقر جواده و اهريق دمه . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

ثم عملان هما أفضل الأعمال إلا من عمل بمثلهما حجة مبرورة أو عمرة .

قلت : و رجال إسناده ثقات رجال الشيخين , فهو صحيح إن كان أبو قلابة - و اسمه

عبد الله بن زيد - سمعه من عمرو فإنه مدلس و على كل حال فهذه الفقرة ثابتة

بمجموع الطريقين و الله أعلم .

ثالثا : فقرة " أي الهجرة أفضل ? " . قد جاءت في الطريق الآنفة الذكر , فهي

حسنة أيضا .

رابعا : فقرة أي الصلاة أفضل . هذه صحيحة لأن لها شواهد منها عند مسلم و غيره

من حديث جابر " أفضل الصلاة طول القنوت " .

خامسا : فقرة " الصبر و السماحة " . لها شاهد من حديث جابر و له عنه طريقان .

الأولى : عن الحسن عنه أنه قال : " قيل يا رسول الله أي الإيمان أفضل ? قال :

الصبر و السماحة " . أخرجه ابن أبي شيبة في " المصنف " ( ق 184 / 2 ) و رجاله

ثقات رجال الشيخين إلا أن الحسن و هو البصري مدلس و لم يصرح بالسماع .

الثانية : عن يوسف بن محمد بن المنكدر عن أبيه عن جابر . أخرجه ابن أبي الدنيا

في " الصبر " ( 43 / 2 ) و ابن عدي في " الكامل " من طريق أبي يعلى .

قلت : و يوسف هذا ضعيف لكن الحديث قوي بمجموع طرقه الثلاث .

سادسا : فقرة " حر و عبد " . أخرجها مسلم في " صحيحه " ( 2 / 208 - 209 ) من

طريق أخرى عن عمرو بن عبسة .

552  " أفضل الجهاد من عقر جواده و أهريق دمه " .

 

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 86 :

 

أخرجه أحمد من طريقين عن # عمرو بن عبسة # مرفوعا في أثناء حديث تقدم ذكره

و تخريجه في الذي قبله , فهذا القدر منه حسن بمجموع الطريقين .

553  " أفضل الهجرة أن تهجر ما كره ربك عز وجل " .

 

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 86 :

 

أخرجه أحمد من طريقين عن # عمرو بن عبسة # مرفوعا في أثناء حديث تقدم ذكره

و تخريجه قبل حديث , فهذا القدر منه حسن بمجموع الطريقين أيضا .

554  " الإيمان الصبر و السماحة " .

 

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 87 :

 

أخرجه أحمد من حديث # أبي أمامة # , و ابن أبي شيبة و ابن أبي الدنيا و غيرهما

من طريقين عن # جابر # كما تقدم بيانه قبل حديثين .

555  " أوصيك بتقوى الله , فإنه رأس كل شيء و عليك بالجهاد , فإنه رهبانية الإسلام

و عليك بذكر الله و تلاوة القرآن , فإنه روحك في السماء و ذكرك في الأرض " .

 

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 87 :

 

أخرجه أحمد ( 3 / 82 ) حدثنا حسين حدثنا ابن عياش يعني إسماعيل عن الحجاج بن

مروان الكلاعي و عقيل بن مدرك السلمي عن # أبي سعيد الخدري # أن رجلا جاءه

فقال : أوصني فقال : سألت عما سألت عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم من قبلك :

فذكره .

قلت : و رجاله ثقات غير الحجاج بن مروان الكلاعي قال في " التعجيل " : " ليس

بالمشهور " قلت : و هو مقرون بعقيل بن مدرك السلمي و قد روى عنه ثلاثة من

الثقات و ذكره ابن حبان في " الثقات " لكن يؤخذ من ترجمته منه ( 2 / 233 ) و من

" التهذيب " أنه من أتباع التابعين , فقد قال فيه بعد أن ذكر جماعة من التابعين

روى عنهم : " و أرسل عن أبي عبد الله الصنابحي " .

و عليه فهو منقطع بينه و بين أبي سعيد و لا أدري إذا كان الأمر كذلك بين قرينه

الحجاج الكلاعي و أبي سعيد و قد وجدت للحديث طريقا أخرى أخرجه الطبراني في

" المعجم الصغير " ( ص 197 ) و الخطيب ( 7 / 392 ) و كذا أبو بكر الشافعي في

( الفوائد ) ( 73 / 256 / 1 - 2 ) و أبو محمد الجوهري في " الفوائد المنتقاة "

( 4 / 2 ) و الواحدي في " الوسيط " ( 1 / 126 / 2 ) من طريق ليث عن مجاهد عن

أبي سعيد بلفظ : " فإنه نور لك في الأرض و ذكر في السماء " .

به نحوه , و قال الطبراني : " لا يروى عن أبي سعيد إلا بهذا الإسناد " .

قلت : و فاته إسناد أحمد و الحديث بمجموع الطريقين عندي حسن .

و قال الهيثمي في " المجمع " ( 4 / 215 ) : " رواه أحمد و أبو يعلى ... و رجال

أحمد ثقات و في إسناد أبي يعلى ليث بن أبي سليم و هو مدلس " .

قلت : لا أعرف أحدا رماه بالتدليس و إنما هو ضعيف لاختلاطه و كثرة خطئه .

و لبعضه شاهد من حديث أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لكل نبي رهبانية

و رهبانية هذه الأمة الجهاد في سبيل الله " . أخرجه أحمد ( 3 / 266 ) عن زيد

العمي عن أبي إياس عنه .

قلت : و هذا سند ضعيف من أجل زيد و هو ابن أبي الحواري و هو ضعيف كما في

" التقريب " , و قد قال فيه الدارقطني و غيره " صالح " فمثله يستشهد به .

ثم وجدت للحديث شاهدا آخر من حديث أبي ذر رضي الله عنه مرفوعا به بلفظ :

" فإن ذلك لك نور في السماوات و نور في الأرض " . أخرجه الطبراني في " المعجم

الكبير " ( 1 / 82 / 2 ) عن إبراهيم بن هشام بن يحيى الغساني حدثني أبي عن جدي

عن أبي إدريس الخولاني , عن أبي ذر . لكن إبراهيم هذا ضعيف بل اتهمه بعضهم .

556  " إن كنا لنعد لرسول الله صلى الله عليه وسلم في المجلس يقول : ( رب اغفر لي

و تب علي إنك أنت التواب الغفور مائة مرة ) " .

 

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 89 :

 

أخرجه أحمد ( 2 / 21 ) حدثنا ابن نمير عن مالك يعني ابن مغول عن محمد بن سوقة

عن نافع عن # ابن عمر # : فذكره .

قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين و لكن الرواة اختلفوا على مالك في قوله

" الغفور " . فذكر عنه ابن نمير هذا الحرف و تابعه المحاربي عند الترمذي ( 2 /

254 ) و خالفه عند ابن السني ( 364 ) فقال : " الرحيم " مكان " الغفور " .

و كذلك قال أبو أسامة عن مالك عند أبي داود ( 1516 ) و ابن ماجه ( 3814 ) و قرن

هذا مع أبي أسامة المحاربي , فقد اختلف عليه أيضا في هذا الحرف . و كذلك قال

سفيان عن مالك عند ابن حبان ( 2459 ) و روايته عند الترمذي أيضا و لكنه لم يسق

لفظه و إنما أحال فيه على رواية المحاربي قائلا : " نحوه بمعناه " فلا أدري كيف

وقع هذا الحرف عند الترمذي عن سفيان هل هو " الغفور " أم " الرحيم " . و على كل

حال , فهذا اضطراب شديد فيه لم يترجح عندي منه شيء . لأن اللفظ الأول اتفق عليه

ابن نمير و المحاربي و اللفظ الآخر اتفق عليه أبو أسامة و سفيان . نعم قد يمكن

ترجيح لفظهما على لفظ الأولين لأن أحدهما و هو المحاربي قد اختلف عليه كما سبق

فروايته الموافقة لروايتهما مما يرجحها على روايته الأخرى الموافقة لابن نمير

وحده ! و لكن سيأتي ما يدعم هذه الرواية و يرجحها رواية و دراية .

و قد وجدت للحديث طريقا أخرى كان يمكن الترجيح بها لولا أن الراوي تردد في هذا

الحرف نفسه ! فأخرجه أحمد ( 2 / 67 ) من طريق زهير حدثنا أبو إسحاق عن مجاهد عن

ابن عمر قال : " كنت جالسا عند النبي صلى الله عليه وسلم فسمعته استغفر مائة

مرة , ثم يقول : اللهم اغفر لي و ارحمني و تب علي إنك أنت التواب الرحيم أو إنك

تواب غفور " .

قلت : و أبو إسحاق هو السبيعي و هو ثقة و لكنه مدلس و هو إلى ذلك كان اختلط

و قد روى عنه زهير و هو ابن معاوية بن حديج بعد اختلاطه . فهو الذي تردد في هذا

الحرف و زاد على ذلك أن جعل الاستغفار مطلقا مائة مرة و الاستغفار بهذا الدعاء

مرة واحدة ! !

و وجدت للحديث طريقا ثالثا أخرجه أحمد أيضا ( 2 / 84 ) عن يونس بن خباب حدثنا

أبو الفضل أو بن الفضل عن ابن عمر " أنه كان قاعدا مع رسول الله صلى الله عليه

وسلم فقال : " اللهم اغفر لي و تب علي إنك أنت التواب الغفور " حتى عد العاد

بيده مائة مرة " .

قلت : و هذا سند ضعيف يونس هذا قال الحافظ " صدوق يخطىء و رمي بالرفض "

و " أبو الفضل أو ابن الفضل مجهول " .

قلت : و هذا الإسناد و إن كان ضعيفا , فهو شاهد لا بأس به كمرجح لرواية

" الغفور " و يؤيده ملاحظة المعنى فإن قوله : " رب اغفر لي " يناسب قوله

" الغفور " , أكثر من قوله " الرحيم " هذا ما بدا لي من التحقيق في هذا الحرف

و لم أقف على أحد كتب فيه , فإن أصبت , فمن الله و له الحمد و هو وليي و إن

كانت الأخرى فأستغفره من ذنبي خطئي و عمدي و كل ذلك عندي .

ثم إن الحديث قال الترمذي عقبه : " حديث حسن صحيح غريب " . و عزاه الحاكم ( 1 /

511 ) لمسلم فوهم .

 

557  " أبشر إن الله يقول : هي ناري أسلطها على عبدي المؤمن في الدنيا ليكون حظه من

النار في الآخرة " .

 

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 92 :

 

أخرجه أحمد ( 2 / 440 ) و ابن أبي شيبة في " المصنف " ( 2 / 229 / 2 ) قالا :

حدثنا أبو أسامة عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن إسماعيل بن عبيد الله عن

أبي صالح الأشعري عن # أبي هريرة # عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .

" أنه عاد مريضا و معه أبو هريرة من وعك كان به فقال ( له ) رسول الله صلى الله

عليه وسلم ... " فذكره . و من طريق ابن أبي شيبة أخرجه ابن ماجه ( 3470 )

و الحاكم ( 1 / 345 ) و كذا ابن أبي الدنيا في " المرض و الكفارات " ( 159 / 1

- 2 ) من طريق أخرى عن أبي أسامة به . و قال : " صحيح الإسناد " . و وافقه

الذهبي . و هو كما قالا و رجاله ثقات رجال الشيخين غير الأشعري هذا قال أبو

حاتم : لا بأس به . و روى عنه جماعة من الثقات و لذلك جزم الذهبي في " الميزان

" بأنه ثقة . و قال الحافظ في " التقريب " : " مقبول " !

و الحديث أخرجه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 19 / 40 / 1 ) من طريق عبد

الرحمن بن يزيد بن تميم حدثني إسماعيل بن عبيد الله به . إلا أنه زاد فيه فقال

: " خرج النبي صلى الله عليه وسلم يعود رجلا من أصحابه  و علي و أنا معه , فقبض

على يده , فوضع يده على جبهته و كان يرى ذلك من تمام عيادة المريض , ثم قال ...

" فذكره دون قوله " أبشر " في أوله , و قوله " في الآخرة " في آخره .

قلت : و هذه زيادة منكرة لتفرد ابن تميم بها و هو ضعيف مخالفا ابن جابر و هو

ثقة .

558  " يكون كنز أحدكم يوم القيامة شجاعا أقرع و يفر منه صاحبه و يطلبه و يقول :

أنا كنزك , قال : والله لن يزال يطلبه حتى يبسط يده فيلقمها فاه " .

 

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 93 :

 

أخرجه أحمد في " المسند " ( 2 / 312 , 316 ) : حدثنا عبد الرزاق بن همام حدثنا

معمر عن همام بن منبه قال : حدثنا # أبو هريرة # عن رسول الله صلى الله عليه

وسلم فذكر أحاديث هذا أحدها .

قلت : و هذا سند صحيح على شرط الشيخين . و له طريق ثانية .

قال أحمد ( 2 / 379 ) : حدثنا قتيبة حدثنا ليث بن سعد عن ابن عجلان عن القعقاع

عن أبي صالح عن أبي هريرة به نحوه و قال : " أقرع ذا زبيبتين " .

و إسناده جيد . و له طريق ثالثة أخرجه ( 2 / 489 ) من طريق الحسن عن أبي هريرة

نحوه و قال : " له زبيبتان " . و زاد في آخره : " ثم يتبعه بسائر جسده " .

و إسناده صحيح إن كان الحسن و هو البصري سمعه من أبي هريرة و رجاله كلهم ثقات

رجال الشيخين . و له طريق رابعة . أخرجه ( 2 / 530 ) قال : حدثنا علي بن حفص

أنبأنا ورقاء عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة نحوه .

و هذا إسناد صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين غير أن علي بن حفص هو المدائني لم

يخرج له البخاري , فهو على شرط مسلم و قد أخرجه ( 3 / 73 ) من حديث جابر بن عبد

الله الأنصاري مرفوعا نحوه و قال : " فإذا أتاه فر منه , فيناديه : خذ كنزك

الذي خبأته , فأنا عنه غني , فإذا رأى أن لابد منه سلك يده في فيه فيقضمها قضم

الفحل " .

559  " ما بلغ أن تؤدى زكاته , فزكي فليس بكنز " .

 

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 94 :

 

أخرجه أبو داود ( 1564 ) من طريق عتاب بن بشير عن ثابت ابن عجلان عن عطاء عن

# أم سلمة # قالت : " كنت ألبس أوضاحا من ذهب , فقلت : يا رسول الله أكنز هو ?

فقال ... " فذكره .

قلت : و هذا إسناد ضعيف , فيه ثلاث علل : الأولى : الانقطاع بين عطاء - و هو

ابن أبي رباح - و أم سلمة , فإنه لم يسمع منها كما قال أحمد و ابن المديني .

الثانية : ثابت بن عجلان فإنه مختلف فيه و قد أورده العقيلي في " الضعفاء "

( ص 63 ) و قال : " حدثنا عبد الله بن أحمد قال : سألت أبي عن ثابت بن عجلان ?

قال : كان يكون بالباب و الأبواب . قلت : هو ثقة ? فسكت كأنه حسن أمره " .

و قال الذهبي في " الميزان " : " وثقه ابن معين و قال أحمد : أنا متوقف فيه .

و قال أبو حاتم : صالح و ذكره ابن عدي ( ق 46 / 2 ) و ساق له ثلاثة أحاديث

غريبة . و ذكره العقيلي في " الضعفاء " و قال : " لا يتابع في حديثه " . فمما

أنكر عليه حديث عتاب بن بشير ... ( قلت : فذكره ) . قال الحافظ عبد الحق : ثابت

لا يحتج به , فناقشه على قوله أبو الحسن ابن القطان و قال : قول العقيلي أيضا

فيه تحامل عليه , فقال : إنما يمر ( ! ) بهذا من لا يعرف بالثقة مطلقا , فأما

من عرف بها فانفراده لا يضره إلا أن كثر ذلك منه . قلت : أما من عرف بأنه ثقة

فنعم و أما من وثق ( و ) مثل الإمام أحمد يتوقف فيه و سئل أبو حاتم ? فقال :

صالح الحديث فلا نرقيه إلى رتبة الثقة , فتفرد هذا يعد منكرا , فرجح قول

العقيلي و عبد الحق " .

قلت : هذا رأي الذهبي في الخلاف المذكور و خالفه الحافظ ابن حجر فانتصر لابن

القطان , فقال في " التهذيب " : " و صدق فإن مثل هذا لا يضره إلا مخالفة الثقات

لا غير , فيكون حديثه حينئذ شاذا " .

قلت : و أنا أرى أن الصواب مع الحافظ رحمه الله لأن توقف أحمد في ثابت ليس

مثلما لو كان ضعفه , فلو أنه ضعفه لم يضر فيه مع توثيق من وثقه لأنه جرح غير

مفسر , فهو غير معتبر فكيف و هو لم يصرح بتضعيفه و كأنه لهذا رمز السيوطي لحسنه

في " الجامع الصغير " و قال شارحه المناوي : " قال ابن عبد البر : في سنده مقال

قال الزين العراقي في " شرح الترمذي " : إسناده جيد رجاله رجال البخاري و فيه

ثابت ابن عجلان ... و قد أحسن المصنف حيث اقتصر على تحسينه قال ابن القطان :

و للحديث إسناد إلى عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده صحيح .

قلت : و قد صرفهم جميعا الاختلاف في ثابت عن الانتباه للعلة الحقيقية في

الإسناد ألا و هي الانقطاع .

الثالثة على أني أرى أنه لو ذهب ذاهب إلى إعلاله بعتاب بن بشير بدل ثابت بن

عجلان لم يكن قد أبعد عن الصواب , فإنه دونه في الثقة كما يتبين ذلك بالرجوع

إلى ترجمتيهما من " التهذيب " . و حسبك دليلا على ذلك قول الحافظ في عتاب :

" صدوق يخطىء " و في ثابت : " صدوق " !

و جملة القول أن هذا الإسناد ضعيف لانقطاعه و سوء حفظ عتاب . إلا أن المرفوع

منه يشهد له حديث خالد بن أسلم مولى عمر بن الخطاب قال : " خرجت مع عبد الله بن

عمر فلحقه أعرابي فقال له : قول الله : *( و الذين يكنزون الذهب و الفضة و لا

ينفقونها في سبيل الله )* ? قال له ابن عمر : من كنزها فلم يؤد زكاتها فويل له

إنما كان هذا قبل أن تنزل الزكاة فلما أنزلت جعلها الله طهورا للأموال . ثم

التفت , فقال : ما أبالي لو كان لي أحد ذهبا أعلم عدده و أزكيه و أعمل فيه

بطاعة الله عز وجل " . أخرجه ابن ماجه ( 1787 ) و البيهقي ( 4 / 82 ) من طريق

ابن شهاب حدثني خالد بن أسلم به . و علقه البخاري ( 3 / 250 ) مختصرا .

و إسناده صحيح . و هو و إن كان موقوفا فهو في حكم المرفوع لأنه في أسباب النزول

و ذلك لا يكون إلا بتوقيف من الرسول صلى الله عليه وسلم و حديث ابن عمر هذا هام

جدا في تفسير آية الإنفاق هذه فإن ظاهرها وجوب إنفاق جميع ما عند المسلم من

الذهب و الفضة و قد أخذ بهذا الظاهر بعض الأحزاب الإسلامية في العصر الحاضر

و لم يلتفتوا إلى هذا الحديث المبين للمراد منها و أنها كانت قبل فرض الزكاة

المطهرة للأموال , فلما نزلت قيدت الآية و بينت أن المقصود منها إنفاق الجزء

المفروض على الأموال من الزكاة

و على ذلك دلت سائر الأحاديث التي وردت في الترهيب من منع الزكاة و كذلك سيرة

السلف الصالح فإن من المقطوع به أن عثمان و عبد الرحمن بن عوف و غيرهما من

أغنياء الصحابة لم ينفقوا أموالهم كلها بل ماتوا و قد خلفوا لورثتهم أموالا

طائلة كما هو مذكور في كتب السيرة و التراجم .

و جملة القول أن الحديث بهذا الشاهد حسن أو صحيح . و الله أعلم .

و قد روى مالك ( 1 / 256 / 1 ) عن عبد الله بن دينار أنه قال : سمعت عبد الله

بن عمر و هو يسأل عن الكنز ما هو ? فقال : " هو المال الذي لا تؤدى منه الزكاة

" . و إسناده صحيح غاية .

560  " شر ما في رجل شح هالع و جبن خالع " .

 

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 98 :

 

أخرجه أبو داود ( 3511 ) و ابن حبان ( 808 ) و أحمد ( 2 / 302 / 320 ) و عنه

أبو نعيم في " الحلية " ( 9 / 50 ) من طريق موسى بن علي سمعت أبي يحدث عن عبد

العزيز بن مروان بن الحكم قال : سمعت # أبا هريرة # يقول : قال رسول الله صلى

الله عليه وسلم : فذكره .

قلت : و هذا إسناد صحيح رجاله ثقات رجال مسلم غير عبد العزيز ابن مروان بن

الحكم و هو والد عمر بن عبد العزيز - و هو ثقة .

561  " الناس يومئذ على جسر جهنم " .

 

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 98 :

 

أخرجه أحمد ( 6 / 116 - 117 ) من طريق عبد الله بن عنبسة بن سعيد عن حبيب بن

أبي عمرة عن مجاهد قال : قال ابن عباس : " أتدري ما سعة جهنم ? قلت : لا قال :

أجل و الله ما تدري إن بين شحمة أذن أحدهم و بين عاتقه مسيرة سبعين خريفا تجري

فيها أودية القيح و الدم . قلت : أنهارا ? قال : لا بل أودية , ثم قال : أتدرون

ما سعة جهنم ? قلت : لا قال : أجل و الله ما تدري حدثتني # عائشة # أنها سألت

رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قوله : *( و الأرض جميعا قبضته يوم القيامة

و السماوات مطويات بيمينه )* فأين الناس يومئذ يا رسول الله ? قال : هم على جسر

جهنم " .

قلت : و هذا إسناد صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين غير عنبسه ابن سعيد و هو ابن

الضريس الأسدي و هو ثقة بلا خلاف .

562  " نعم سحور المؤمن التمر " .

 

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 99 :

 

أخرجه ابن حبان ( 883 ) و البيهقي ( 4 / 236 - 237 ) عن محمد ابن أبي بكر

المقدمي حدثنا إبراهيم بن أبي الوزير حدثنا محمد بن موسى المدني عن المقبري

عن # أبي هريرة # عن النبي صلى الله عليه وسلم .

قلت : و هذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات رجال الصحيح . و له طريق أخرى عن أبي

هريرة مرفوعا عند أبي عوانة في " صحيحه " و في متنه زيادة و إسناده واه جدا

و لذلك أوردته من أجلها في السلسلة الأخرى ( 1326 ) .

و له شاهد من حديث جابر و له عنه طريقان : الأولى : عن زمعة بن صالح عن عمرو

ابن دينار عنه مرفوعا به . أخرجه ابن عدي ( ق 150 / 2 ) أبو نعيم في " الحلية "

( 3 / 350 ) و الخطيب ( 2 / 286 - 12 / 438 ) و السلفي في أواخر مجلس من

" أمالي أبي مطيع المصري " ( ق 64 / 2 ) من طريق الطبراني و قال أبو نعيم :

" تفرد به زمعة " .

قلت : و هو ضعيف . و الأخرى : عن محمد بن عمرو الواقفي عن أبي الزبير عنه به .

أخرجه المحاملي في الثالث من " الأمالي " ( ق 33 / 1 ) . و الواقفي هذا ضعيف

كما في " التقريب " . و أبو الزبير مدلس و قد عنعنه . لكن قال الهيثمي ( 3 /

151 ) : " رواه البزار و رجاله رجال الصحيح " . فلعله عند البزار من غير هذين

الطريقين . ثم تبين لي أنه من الطريق الأولى من " زوائد البزار " ( ص 106 )

و له شاهد ثان من حديث عقبة بن عامر . أخرجه أبو الحسن بن عبد كويه في " ثلاثة

مجالس " ( ق 10 / 2 ) من طريق الطبراني و ابن عدي ( 58 / 1 ) عن ابن لهيعة عن

يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عنه . و ابن لهيعة ضعيف لسوء حفظه , فهو ممن

يستشهد به .

و شاهد ثالث مرسل . أخرجه الخطيب في " التلخيص " ( ق 108 / 2 ) من طريق إسماعيل

ابن عياش عن إبراهيم بن شعيث عن سعيد بن عبد الله ابن أبي هند .

و إبراهيم هذا ترجمه ابن أبي حاتم ( 1 / 1 / 105 ) و لم يذكر فيه جرحا و لا

تعديلا .

تنبيه : عزى الحديث المنذري في " الترغيب " ( 2 / 94 ) و تبعه عليه الخطيب

التبريزي في " المشكاة " ( 1998 ) إلى أبي داود و ذلك وهم لا أدري من أين

جاءهما !

563  " من صام يوما في سبيل الله جعل الله بينه و بين النار خندقا كما بين السماء

و الأرض " .

 

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 100 :

 

أخرجه الترمذي في " سننه " ( 11 / 32 / 2 ) و أبو حزم بن يعقوب الحنبلي في

" كتاب الفروسية " ( 1 / 7 / 2 ) كلاهما من طريق الوليد ابن جميل عن القاسم

أبي عبد الرحمن عن # أبي أمامة # عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .

و قال الترمذي : " هذا حديث حسن غريب من حديث أبي أمامة " .

قلت : و هو كما قال و في الوليد و شيخه كلام لا ينزل حديثهما عن رتبة الحسن ,

لاسيما و للحديث شاهد من حديث أبي الدرداء مرفوعا به .

أخرجه الطبراني في " المعجم الصغير " و " الأوسط " ( 1 / 107 / 1 ) من طريق عبد

الله بن الوليد العدني حدثنا سفيان الثوري عن الأعمش عن بشر بن عطية عن شهر بن

حوشب عن أم الدرداء عن أبي الدرداء .

و قال : " لم يروه عن سفيان إلا عبد الله بن الوليد " .

قلت : و هو صدوق ربما أخطأ كما قال الحافظ لكن شهر بن حوشب فيه ضعف لسوء حفظه

فيستشهد به . فقول المنذري في " الترغيب " ( 2 / 62 ) و تبعه الهيثمي

( 3 / 194 ) : " رواه الطبراني في " الأوسط و الصغير " بإسناد حسن " ليس بحسن

إلا إن أراد أنه حسن لغيره فنعم . و له شاهد آخر من حديث جابر مرفوعا به .

أخرجه الطبراني أيضا في " الأوسط " و فيه أبو ظبية و اسمه عيسى ابن سليمان ضعفه

ابن معين . و ساق له ابن عدي عدة مناكير . و ذكره ابن حبان في " الثقات " .

( تنبيه ) وقع آخر الحديث في النسخة المطبوعة من " السنن " ( 1 / 306 - طبع

بولاق ) " كما بين المشرق و المغرب " و الذي أثبتناه أصح من وجوه .

أولا : أنه الثابت في نسخة مصححه مخطوطة من " السنن " و لذلك عزوت إليها و من

صحتها أنه كتب على هامشها أن في نسخة " المشرق و المغرب " .

ثانيا : أنه الذي نقله عن " السنن " المنذري في " الترغيب " و التبريزي في

" المشكاة " ( 2064 ) و السيوطي في " الجامع " .

ثالثا : أنه الموافق لرواية أبي حزم من الوجه الذي هو في " السنن " .

رابعا : أنه المطابق لرواية حديث أبي الدرداء و جابر . و الله أعلم .

564  " إن الحسن و الحسين هما ريحانتاي من الدنيا " .

 

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 102 :

 

أخرجه البخاري ( 7 / 79 , 10 / 350 - فتح ) و الترمذي ( 4 / 369 - 370 ) و أحمد

( 2 / 92 , 114 ) عن محمد بن أبي يعقوب عن عبد الرحمن بن أبي نعم أن رجلا سأل

ابن عمر ( و أنا جالس ) عن دم البعوض يصيب الثوب ? ( فقال له : ممن أنت ?

قال : من أهل العراق ) , فقال # ابن عمر # : ( ها ) انظروا إلى هذا ! يسأل عن

دم البعوض  و قد قتلوا ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم ! ! سمعت رسول الله

صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره . و الزيادات لأحمد و السياق للترمذي و قال :

" هذا حديث حسن صحيح " .

565  " أحصوا هلال شعبان لرمضان و لا تخلطوا برمضان إلا أن يوافق ذلك صياما كان

يصومه أحدكم و صوموا لرؤيته و أفطروا لرؤيته , فإن غم عليكم فإنها ليست تغمى

عليكم العدة " .

 

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 103 :

 

أخرجه الدارقطني ( ص 230 ) و الحاكم ( 1 / 425 ) و عنهما البيهقي ( 4 / 206 )

و البغوي في " شرح السنة " ( 2 / 182 / 1 - 2 ) من طريق أبي معاوية عن محمد بن

عمرو عن أبي سلمة عن # أبي هريرة # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

فذكره . و قال الحاكم : " صحيح على شرط مسلم " . و وافقه الذهبي .

و أقول : إنما هو حسن فقط للخلاف في محمد بن عمرو و لأن مسلما لم يحتج به

و إنما روى له متابعة . ثم إن الحديث بهذا التمام للدارقطني وحده و ليس عند

البغوي قوله : " و صوموا لرؤيته ... " الخ . و عند الحاكم الفقرة الأولى منه

فقط . و كذلك أخرجه الترمذي ( 1 / 133 ) و أعله بقوله : " لا نعرفه مثل هذا إلا

من حديث أبي معاوية و الصحيح ما روي عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة

عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لا تقدموا شهر رمضان بيوم أو يومين " .

و هكذا روي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله

عليه وسلم نحو حديث محمد بن عمرو الليثي " .

قلت : لما لم يقع للترمذي من الحديث إلا طرفه الأول كما أشرنا قام في نفسه أن

أبا معاوية وهم فيه فقال : " احصوا هلال شعبان لرمضان " مكان قوله : " لا

تقدموا ... " الخ . و لذلك حكم عليه بالوهم و لست أرى ذلك لأن رواية الدارقطني

قد جمعت بين الفقرتين غاية ما في الأمر أنه وقع فيها " و لا تخلطوا برمضان "

بدل قوله " لا تقدموا شهر رمضان بيوم أو يومين " و لا يخفى أن المعنى واحد ,

لاسيما و لفظه عند البغوي : " و لا تصلوا رمضان بشيء إلا أن يوافق ... " الخ .

و كأنه لما ذكرنا سكت البيهقي عن الحديث فلم يعله بشيء . على أني قد وجدت لأبي

معاوية متابعا أخرجه الضياء المقدسي في " المنتقى من مسموعاته بمرو " ( ق 97 /

1 ) من طريق يحيى بن راشد حدثنا محمد بن عمرو به . و يحيى بن راشد هو المازني

البراء و هو ضعيف يصلح للاعتبار و الاستشهاد , فثبت أن الحديث حسن . و الله

أعلم . و قد روى له الدارقطني شاهدا من حديث رافع بن خديج مرفوعا نحوه . إلا أن

في إسناده الواقدي , و هو متروك لا يصلح للاستشهاد . فأنما أوردته تنبيها . ثم

رأيت ابن أبي حاتم قد ساق الحديث في " العلل " ( 1 / 245 ) من طريق يحيى بن

راشد قال : حدثنا محمد بن عمرو به و قال : " قال أبي : ليس هذا الحديث بمحفوظ

" . فكأنه لم يقع له من طريق أبي معاوية كما لم تقع للترمذي هذه الطريق

و بالجمع بينهما ينجو الحديث من الشذوذ و المخالفة . و الله أعلم .

566  " أفضل الصدقة جهد المقل و ابدأ بمن تعول " .

 

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 105 :

 

أخرجه البغوي في " حديث أبي الجهم العلاء بن موسى " ( 2 / 2 ) حدثنا الليث بن

سعد عن أبي الزبير عن # جابر # مرفوعا .

قلت : و هذا إسناد جيد رجاله ثقات على شرط مسلم غير أبي الجهم هذا . و قد ترجمه

الخطيب ( 12 / 240 - 241 ) و قال : " و كان صدوقا توفي في أول سنة ثمان و عشرين

و مائتين " . و للحديث شاهد بإسناد صحيح عن أبي هريرة مرفوعا و هو مخرج في

" الإرواء " ( 826 ) و لأوله شاهدان آخران عن أبي أمامة و أبي ذر . مخرجان فيه

( 889 ) . و شاهد آخر من حديث عبد الله بن حبشي مرفوعا . أخرجه أحمد ( 3 / 411

- 412 ) و إسناده صحيح على شرط مسلم .

567  " ما من عبد مسلم ينفق من كل مال له زوجين في سبيل الله إلا استقبلته حجبة

الجنة كلهم يدعوه إلى ما عنده . قلت : و كيف ذلك ? قال : إن كانت إبلا فبعيرين

و إن كانت بقرا فبقرتين " .

 

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 105 :

 

أخرجه النسائي ( 2 / 66 ) و الدارمي ( 1 / 204 ) و ابن حبان ( 1649 - 1652 )

و الحاكم ( 2 / 86 ) و أحمد ( 5 / 151 , 153 , 159 , 164 ) من طرق عن الحسن عن

صعصعة بن معاوية قال : " لقيت # أبا ذر # قال : قلت : حدثني , قال : نعم قال

رسول الله صلى الله عليه وسلم ... " فذكره . و السياق للنسائي و زاد أحمد و ابن

حبان : " ما من مسلمين يموت لهما ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث إلا أدخلهما

الله الجنة بفضل رحمته إياهم " . و قد أخرجها النسائي في " الجنائز " ( 1 / 256

) , و قال الحاكم : " صحيح الإسناد " . و وافقه الذهبي .

قلت : و هو كما قالا لولا أن فيه عنعنة الحسن البصري لكنه قد صرح بالتحديث عند

أحمد من طريقين عنه فهو على شرط الشيخين , و صعصعة من الصحابة رضي الله عنهم .

568  " من أحيا أرضا ميتة له بها أجر و ما أكلت منه العافية فله به أجر " .

 

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 106 :

 

أخرجه الإمام أحمد ( 3 / 313 ) قال : حدثنا يحيى عن هشام بن سعيد يعني ابن عروة

أخبرني عبيد الله بن عبد الرحمن الأنصاري قال : سمعت # جابر بن عبد الله # يقول

فذكره مرفوعا . ثم قال ( 3 / 326 - 327 ) : حدثنا أبو النضر : حدثنا أبو عقيل -

قال عبد الله : قال أبي : أبو عقيل اسمه عبد الله بن عقيل - : حدثنا هشام بن

عروة : حدثني عبيد الله ابن عبد الرحمن ابن رافع عن جابر بن عبد الله به .

قلت : فهذا يبين أن في الطريق الأولى تحريفا و تقديما و تأخيرا و الصواب فيها :

" يحيى بن سعيد عن هشام يعني ابن عروة " فأخطأ الطابع و الناسخ فنقل : " ابن

سعيد " من بعد " يحيى " و جعله بين " هشام " و " يعني ابن عروة " . و هذا إسناد

رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبيد الله بن عبد الرحمن بن رافع الأنصاري فهو

مجهول . و هو راوي حديث بئر بضاعة . لكن للحديث طريقان آخران أحدهما من طريق

هشام بن عروة نفسه بإسناد آخر و هو ما أخرجه أحمد ( 3 / 304 ) قال : حدثنا عباد

بن عباد المهلبي عن هشام بن عروة عن وهب بن كيسان عن جابر بن عبد الله مرفوعا

به بلفظ : " من أحيا أرضا ميتة فله منها يعني أجرا و ما أكلت العوافي منها فهو

له صدقة " . و هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين .

و الطريق الآخر الثالث ما عند أحمد ( 3 / 356 ) حدثنا : يونس و يحيى ابن أبي

بكير قالا : حدثنا حماد بن سلمة عن أبي الزبير عن جابر به إلا أن يونس قال :

" فله فيها أجر " و قال ابن أبي بكير : " فهي له " و قالا : " العافية " .

و هذا إسناد صحيح على شرط مسلم فقد أخرج بهذا الإسناد غير ما حديث إلا أن أبا

الزبير مدلس و قد عنعنه و لكنه متابع كما مر . هذا و قد اختلف في هذه اللفظة من

الحديث : " فله فيها أجر " أو " فهي له " في الفقرة الأولى منه . فرواية يحيى

بن سعيد عن هشام ابن عروة عن عبيد الله بن عبد الرحمن و رواية عباد بن عباد

المهلبي مثل الرواية الأولى و هي رواية يونس و هي رواية ثقتين آخرين عن هشام

بالإسنادين خالفا فيهما يحيى بن سعيد و عابد بن عباد و هما حماد بن أسامة

و حماد بن زيد أما الأول فأخرج حديثه أحمد ( 3 / 381 ) قال : حدثنا حماد بن

أسامة حدثني هشام بن عروة : حدثني عبيد الله بن عبد الرحمن بن رافع به بلفظ :

( من أحيا أرضا ميتة فهي له و ما أكلت العافية منه له به صدقة ) . و أما ابن

زيد فقال أحمد ( 3 / 338 ) : حدثنا يونس : حدثنا حماد يعني ابن زيد : حدثنا

هشام بن عروة عن وهيب بن كيسان عن جابر به إلا أنه قال : فهو له صدقة . فقال

رجل : يا أبا المنذر - قال أبو عبد الرحمن : أبو المنذر هشام بن عروة - ما

العافية ? ما أعتافها من شيء " . و لم يتبين لي الآن الرواية الصحيحة منهما

و عسى أن نقف بعد على ما يرجح إحداهما على الأخرى فنبينه في مناسبة أخرى إن شاء

الله تعالى . ثم رأيت الحديث في " غريب الحديث " لأبي عبيد ( ق 52 / 1 ) :

حدثنا معاوية عن هشام بن عروة عن عبيد الله بن عبد الرحمن به باللفظ الثاني :

" فهي له " . و أخرجه الدارمي ( 2 / 267 ) من طريق أبي أسامة عن هشام بن عروة

به باللفظ الأول " فله فيها أجر " . فتأكدت بذلك من التصويب الذي قدمته لرواية

المسند و لكني لا أزال مترددا في الأرجح من اللفظين و إن كان يمكن القول

بصحتهما معا أي فهي له ملكا و له أجرا . و الله أعلم .

569  " يا أيها الناس ! أفشوا السلام و أطعموا الطعام و صلوا الأرحام و صلوا بالليل

و الناس نيام تدخلو الجنة بسلام " .

 

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 109 :

 

أخرجه الترمذي ( 2 / 79 ) و الدارمي ( 1 / 340 ) و ابن ماجه ( رقم 1335 , 3251

) و ابن نصر في " قيام الليل " ( ص 17 ) و الحاكم ( 3 / 13 ) و أحمد ( 5 / 451

) و ابن سعد في " الطبقات " ( 4 / 235 ) و الضياء في " المختارة " ( 58 / 176 /

1 - 2 ) من طرق عن عوف بن أبي جميلة عن زرارة بن أبي أوفى : حدثني # عبد الله

بن سلام # قال : " لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة انجفل الناس قبله

و قيل : قد قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قدم رسول الله قد قدم رسول

الله ( ثلاثا ) , فجثت في الناس لأنظر , فلما تبينت وجهه عرفت أن وجهه ليس بوجه

كذاب , فكان أول شيء سمعته تكلم به أن قال ... " فذكره . و قال الترمذي :

" حديث حسن صحيح " . و قال الحاكم : " صحيح على شرط الشيخين " قلت : و وافقه

الذهبي و هو كما قالا .

570  " إن الله أوحى إلي أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد و لا يبغي أحد على أحد

" .

 

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 110 :

 

أخرجه مسلم ( 8 / 160 ) و ابن ماجه ( 2 / 545 ) و أبو نعيم في " الحلية "

( 2 / 17 ) من طريق مطر الوراق حدثني قتادة عن مطرف ابن عبد الله بن الشخير عن

# عياض ابن حمار # عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه خطبهم فقال : فذكره .

قلت : و هذا إسناد رجاله ثقات و لكن له علتان : عنعنة قتادة و سوء حفظ مطر

الوراق و لم يسمع قتادة هذا الحديث من مطرف كما حققته فيما علقته على كتابي

" مختصر صحيح مسلم " و هو على وشك التمام أنظر الحديث ( 3906 منه ) . و من

هاتين العلتين توجهت الهمة إلى تتبع طرق الحديث لعل فيها ما يشد من عضده فوجدته

في " سنن أبي داود " ( 2 / 300 ) من طريق الحجاج عن قتادة عن يزيد بن عبد الله

عن عياض به .

قلت : و هذا إسناد ضعيف أيضا لأن الحجاج و هو ابن أرطاة مدلس أيضا , ثم هو

منقطع بين يزيد بن عبد الله و عياض بينهما أخوه مطرف بن عبد الله كما رواه أحمد

بالسند الصحيح عن قتادة به , فذكر الخطبة و لكن ليس فيها هذا الحديث إلا من

طريق مطر الوراق السابقة و هو مذكور في التعليق المشار إليه . و وجدت للحديث

شاهدا , أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ( 426 ) و ابن ماجه ( 4214 ) من

طريق يزيد بن أبي حبيب عن سنان ابن سعد عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال

: " إن الله عز وجل أوحى إلي أن تواضعوا و لا يبغ بعضكم على بعض " .

قلت : و إسناده خير من إسناد حديث عياض رجاله ثقات رجال الشيخين غير سنان بن

سعد و قيل : سعد بن سنان و هو مختلف فيه , فمنهم من وثقه و منهم من ضعفه و تجد

تفصيل ذلك في " التهذيب " . و ابن أبي حاتم لما ترجمه ( 2 / 1 / 251 ) لم يذكر

فيه غير توثيق ابن معين , و قال الحافظ في " التقريب " : " صدوق له أفراد " .

قلت : فهو حسن الحديث . و بحديث عياض يرتقي إلى درجة الصحيح و الله أعلم .

571  " اعبدوا الرحمن و أطعموا الطعام و أفشوا السلام تدخلوا الجنة بسلام " .

 

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 111 :

 

أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ( 981 ) و الترمذي ( 2 / 340 ) و الدارمي

( 2 / 109 ) و ابن ماجه ( 3694 ) و ابن حبان ( 1360 ) و أحمد ( 2 / 170 و 196 )

و أبو نعيم في " الحلية " ( 1 / 287 ) من طرق عن عطاء بن السائب عن أبيه عن

# عبد الله بن عمرو # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .

و قال الترمذي : " حديث حسن صحيح " .

قلت : هو كما قال و رجاله ثقات و عطاء بن السائب إنما يخشى من اختلاطه و ما دام

أنه لم يتفرد بالحديث فقد أمناه , فقد مضى الحديث قريبا ( 569 ) عن عبد الله بن

سلام دون الفقرة الأولى منه و هي في غنية عن الاستشهاد لها لكثرة النصوص من

الآيات و الأحاديث التي وردت بلفظها و معناها . و ليس لابن ماجه من الحديث إلا

هذه الفقرة و فقرة الإفشاء .

( تنبيه ) عزا السيوطي هذا الحديث في " الجامع الصغير " للترمذي من حديث أبي

هريرة ! و إنما هو عنده كما عند غيره من حديث ابن عمرو و أما حديث أبي هريرة

عنده , فهو بغير هذا السياق و فيه زيادة : " و اضربوا الهام " و هي زيادة منكرة

بإسناد ضعيف و لذلك أوردته في " السلسلة الأخرى " ( 1324 ) و انطلى الأمر على

المناوي فإنه بعد أن نقل تصحيح الترمذي إياه و أقره ! قال بعد قوله ( عن أبي

هريرة ) : " قال : قلت : يا رسول الله إذا رأيتك طابت نفسي ... " فأوهم أن هذا

عند الترمذي و إنما هو عند أحمد و من طريق أخرى غير الطريق التي صححها الترمذي

على أنهما في الضعف سواء كما بينته هناك .

572  " تبسمك في وجه أخيك لك صدقة و أمرك بالمعروف و نهيك عن المنكر صدقة و إرشادك

الرجل في أرض الضلال لك صدقة و بصرك الرجل الرديء البصر لك صدقة و إماطتك الحجر

و الشوكة و العظم عن الطريق لك صدقة و إفراغك من دلوك في دلو أخيك لك صدقة " .

 

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 113 :

 

أخرجه الترمذي ( 1 / 354 ) و السياق له و البخاري في " الأدب المفرد " ( 128 )

و ابن حبان ( 864 ) عن عكرمة بن عمار حدثنا أبو زميل عن مالك بن مرثد عن أبيه

عن # أبي ذر # مرفوعا . و قال الترمذي : " حسن غريب و أبو زميل اسمه سماك بن

الوليد الحنفي " .

قلت : و هو ثقة كسائر الرواة غير مرثد و هو ابن عبد الله الزماني قال الذهبي :

" ليس بمعروف ما روى عنه سوى ولده مالك " . و في التقريب : هو مقبول .

قلت : و لعل ابن حبان أورده في " ثقاته " على قاعدته المعروفة و هو المناسب

لإخراجه حديثه في " صحيحه " , و هو لا يستحق ذلك و غايته أن يكون حسنا لغيره

فإن له طريقا أخرى بنحوه يأتي بعد ثلاثة أحاديث .

573  " على كل مسلم صدقة قيل : أرأيت إن لم يجد ? قال : يعتمل بيديه فينفع نفسه

و يتصدق قيل : أرأيت إن لم يستطع ? قال : يعين ذا الحاجة الملهوف قيل : أرأيت

إن لم يستطع ? قال : يأمر بالمعروف أو الخير قال : أرأيت إن لم يفعل ? قال :

يمسك عن الشر فإنها صدقة " .

 

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 114 :

 

أخرجه البخاري ( 2 / 121 ) و في " الأدب المفرد " ( 35 - 46 ) و مسلم

( 3 / 83 ) و السياق له و النسائي ( 1 / 351 ) و الطيالسي ( ص 67 رقم 495 )

و أحمد ( 4 / 395 , 411 ) من حديث # أبي موسى الأشعري # مرفوعا و كذلك رواه

الدارمي ( 2 / 309 ) . و للجملة الأخيرة منه شاهد من حديث أبي موسى يأتي في

التخريج قريبا .

574  " على كل عضو من أعضاء بني آدم صدقة " .

 

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 114 :

 

أخرجه أحمد ( 2 / 395 ) : حدثنا هوذة حدثنا عوف عن خلاس # عن أبي هريرة #

مرفوعا . و هذا سند صحيح رجاله رجال الستة غير هوذة و هو ابن خليفة و هو ثقة .

و هو مختصر : " كل سلامى من الناس عليه صدقة " و يأتي .

575  " على كل نفس في كل يوم طلعت فيه الشمس صدقة منه على نفسه قلت : يا رسول الله

من أين أتصدق و ليس لنا أموال ? قال : لأن من أبواب الصدقة التكبير و سبحان

الله و الحمد لله و لا إله إلا الله و أستغفر الله و تأمر بالمعروف و تنهى عن

المنكر و تعزل الشوكة عن طريق الناس و العظمة و الحجر و تهدي الأعمى و تسمع

الأصم و الأبكم حتى يفقه و تدل المستدل على حاجة له قد علمت مكانها و تسعى بشدة

ساقيك إلى اللهفان المستغيث و ترفع بشدة ذراعيك مع الضعيف كل ذلك من أبواب

الصدقة منك على نفسك و لك في جماعك زوجتك أجر قال أبو ذر : كيف يكون لي أجر في

شهوتي ? فقال : أرأيت لو كان لك ولد فأدرك و رجوت خيره , فمات أكنت تحتسبه ?

قلت : نعم قال : فأنت خلقته ? قال : بل الله خلقه قال : فأنت هديته ? قال : بل

الله هداه قال : فأنت ترزقه ? قال : بل الله كان يرزقه قال : كذلك فضعه في

حلاله و جنبه حرامه , فإن شاء الله أحياه و إن شاء أماته و لك أجر " .

 

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 115 :

 

أخرجه الإمام أحمد ( 5 / 168 ) : حدثنا عبد الملك بن عمرو حدثنا علي يعني ابن

مبارك عن يحيى عن زيد بن سلام عن أبي سلام قال # أبو ذر # : على كل نفس الخ .

كذا الأصل لم يرفعه و الظاهر أنه سقط من الناسخ بدليل السياق . و هذا سند صحيح

رجاله كلهم ثقات رجال مسلم . و رواه ابن حبان و النسائي كما رمز له في المنتخب

( 2 / 535 ) و الله أعلم . و له طريق أخرى أخصر منه بلفظ : " تبسمك في وجه أخيك

صدقة " . و قد مر و له حديث آخر قال : سألت النبي صلى الله عليه وسلم : أي

العمل أفضل ? قال : " إيمان بالله و جهاد في سبيله قلت : فأي الرقاب أفضل ? قال

: أغلاها ثمنا و أنفسها عند أهلها قلت : فإن لم أفعل ? قال : تعين صانعا أو

تصنع لأخرق قال : فإن لم أفعل ? قال : تدع الناس من الشر فإنها صدقة تصدق بها

على نفسك " . أخرجه البخاري ( 3 / 117 ) و في " الأدب المفرد " ( 34 , 46 )

و مسلم ( 1 / 62 ) و أحمد ( 5 / 150 , 171 ) عن أبي مراوح عنه . و عند النسائي

و لبعضه ( 2 / 57 ) منه الجملة الأولى . و لبعضه شاهد مختصر بلفظ : " على كل

سلامى من بني آدم فهي في كل يوم صدقة و يجزي من ذلك كله ركعتا الضحى " .

أخرجه الطبراني في الصغير ص ( 133 ) : حدثنا عبد الله بن محمد ابن سختان

الشيرازي حدثنا علي بن محمد الزياداباذي حدثنا سالم بن نوح عن هشام بن حسان عن

قيس بن سعد عن طاووس عن ابن عباس رفعه . و قال : تفرد به علي بن محمد .

قلت : ذكره السمعاني بغير جرح أو تعديل . و شيخه عبد الله بن محمد لم أره

و بقية رجاله ثقات رجال البخاري . و قال الهيثمي في " المجمع " ( 2 / 237 ) :

" رواه الطبراني في الصغير و الأوسط و فيه من لم أجد من ترجمه " .

قلت : و له طريق أخرى عن طاووس بلفظ أتم و هو .

" في ابن آدم ستون و ثلاثمائة سلامى أو عظم أو مفصل على كل واحد في كل يوم

صدقة كل كلمة طيبة صدقة و عون الرجل أخاه صدقة و الشربة من الماء تسقيها صدقة

و إماطة الأذى عن الطريق صدقة " .

576  " في ابن آدم ستون و ثلاثمائة سلامى أو عظم أو مفصل على كل واحد في كل يوم

صدقة كل كلمة طيبة صدقة و عون الرجل أخاه صدقة و الشربة من الماء تسقيها صدقة

و إماطة الأذى عن الطريق صدقة " .

 

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 117 :

 

أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ( 62 ) من طريق ليث عن طاووس عن

# ابن عباس # أظنه رفعه , شك ليث . قلت : و هو ابن أبي سليم و هو صدوق إلا أنه

كان اختلط لكن تابعه قيس بن سعد عند الطبراني كما مر في " على كل سلامى "

فيتقوى به و بقية رجاله ثقات رجال الصحيحين . فالحديث حسن إن شاء الله تعالى .

و له طريق أخرى بلفظ عن أبي ذر أيضا و هو : " يصبح على كل سلامى من أحدكم صدقة

, فكل تسبيحة صدقة و كل تحميدة صدقة و كل تهليلة صدقة و كل تكبيرة صدقة و أمر

بالمعروف صدقة و نهي عن المنكر صدقة و يجزىء من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى "

.

577  " يصبح على كل سلامى من أحدكم صدقة , فكل تسبيحة صدقة و كل تحميدة صدقة و كل

تهليلة صدقة و كل تكبيرة صدقة و أمر بالمعروف صدقة و نهي عن المنكر صدقة ,

و يجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى " .

 

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 117 :

 

أخرجه مسلم ( 2 / 158 ) و أبو داود ( 2 / 249 ) و أحمد ( 5 / 167 , 168 ) عن

أبي الأسود الديلي عن # أبي ذر # مرفوعا . و راجع ما سبق " أو ليس قد جعل الله

لكم " و له شاهد بلفظ : " في الإنسان ستون و ثلاثمائة مفصل " و قد سبق أيضا .

و آخر بلفظ : " على كل ميسم من الانسان صلاة ( و في رواية : يصبح على كل ميسم

من ابن آدم كل يوم صدقة ) فقال رجل من القوم : و من يطيق هذا ? فقال : أمر

بالمعروف و نهي عن المنكر صلاة و إن حملا عن الضعيف صلاة و إن كل خطوة يخطوها

أحدكم إلى صلاة صلاة " . قال في " المجمع " ( 3 / 104 ) : " رواه أبو يعلى

و البزار و الطبراني في الكبير و الصغير بنحوه من حديث ابن عباس و زاد في

الصغير : و يجزىء من ذلك كله ركعتا الضحى . و رجال أبي يعلى رجال الصحيح " .

قلت : و هو في " مسند أبي يعلى " ( 2 / 640 - 641 ) باللفظ الأول و فيه الوليد

بن أبي ثور ضعيف . ثم رواه باللفظ الآخر بسند صحيح . و رواية " الصغير " مضت

بلفظ : ( على كل سلامى ) .

578  " لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل , فيقول : يا ليتني مكانه ما به

حب لقاء الله عز وجل " .

 

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 118 :

 

أخرجه أحمد ( 2 / 530 ) : حدثنا علي أنبأنا ورقاء عن أبي الزناد عن الأعرج عن

# أبي هريرة # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .

قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط مسلم و قد أخرجه كما يأتي و علي هذا هو ابن حفص

المدائني أبو الحسن البغدادي و هو ثقة . و الحديث أخرجه مالك في " الموطأ " ( 1

/ 239 ) و عنه البخاري ( 13 / 63 ) و مسلم ( 8 / 182 ) و أحمد ( 2 / 236 ) عن

أبي الزناد به دون قوله : " ما به حب لقاء الله عز وجل " . و من أجل هذه

الزيادة خرجته هنا . و يشهد لها ما رواه أبو حازم عن أبي هريرة قال : قال رسول

الله صلى الله عليه وسلم : فذكره نحوه بلفظ : " يا ليتني كنت مكان صاحب هذا

القبر و ليس به الدين , إلا البلاء " . أخرجه مسلم و ابن ماجه ( 2 / 494 ) .

و معنى الحديث أنه لا يتمنى الموت تدينا و تقربا إلى الله و حبا في لقائه

و إنما لما نزل به من البلاء و المحن في أمور دنياه . ففيه إشارة إلى جواز تمني

الموت تدينا . و لا ينافيه قوله صلى الله عليه وسلم : " لا يتمنين أحدكم الموت

لضر نزل به ... " لأنه خاص بما إذا كان التمني لأمر دنيوي كما هو ظاهر .

قال الحافظ : " و يؤيده ثبوت تمني الموت عند فساد أمر الدين عن جماعة من السلف

. قال النووي : لا كراهة في ذلك بل فعله خلائق من السلف منهم عمر ابن الخطاب

و ... " .

579  " يبايع لرجل ما بين الركن و المقام و لن يستحل البيت إلا أهله , فإذا استحلوه

فلا يسأل عن هلكة العرب , ثم تأتي الحبشة فيخربونه خرابا لا يعمر بعده أبدا

و هم الذين يستخرجون كنزه " .

 

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 120 :

 

أخرجه أحمد ( 2 / 291 , 312 , 328 , 351 ) من طرق عن ابن أبي ذئب عن سعيد بن

سمعان قال : سمعت # أبا هريرة # يخبر أبا قتادة أن رسول الله صلى الله عليه

وسلم قال : فذكره .

قلت : و هذا إسناد صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين غير سعيد بن سمعان و هو ثقة .

و لذلك سكت الحافظ في " الفتح " ( 3 / 362 ) عليه , بعد ما عزاه لأحمد .

580  " كان لا يفطر أيام البيض في حضر و لا سفر " .

 

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 120 :

 

أخرجه النسائي في سننه ( 1 / 321 ) : أخبرنا القاسم بن زكريا قال : حدثنا عبيد

الله قال : حدثنا يعقوب عن جعفر عن سعيد عن # ابن عباس # قال : فذكره مرفوعا .

قلت : و هذا إسناد حسن رجاله كلهم ثقات رجال مسلم غير يعقوب و جعفر الراوي عن

سعيد و هو ابن جبير . أما الأول فهو يعقوب بن عبد الله بن سعد القمي و أما

الآخر فهو جعفر بن أبي المغيرة القمي , قال الحافظ في كل منهما : " صدوق يهم "

و قال الذهبي في الآخر منهما : " صدوق " . و في الأول : " عالم أهل ( قم )  قال

النسائي و غيره : ليس به بأس . و قال الدارقطني : ليس بالقوي . قلت : خرج له

البخاري تعليقا " . و أخرجه الضياء المقدسي في " المختارة " ( 59 / 212 / 1 )

من طريق أخرى عنه .

581  " يقول الله عز وجل : من عمل حسنة فله عشر أمثالها أو أزيد و من عمل سيئة

فجزاؤها مثلها أو أغفر و من عمل قراب الأرض خطيئة , ثم لقيني لا يشرك بي شيئا

جعلت له مثلها مغفرة و من اقترب إلي شبرا اقتربت إليه ذراعا و من اقترب إلي

ذراعا اقتربت إليه باعا و من أتاني يمشي أتيته هرولة " .

 

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 121 :

 

أخرجه مسلم ( 8 / 67 ) و ابن ماجه ( 1 / 382 ) و أحمد ( 5 / 153 ) و اللفظ له

و الطيالسي ( ص 62 رقم 464 ) من طريقين عن المعرور بن سويد عن # أبي ذر # قال :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . و إسناده صحيح على شرط الستة .

و رواه الحاكم ( 4 / 241 ) من طريق ثالث عن المعرور به ببعض اختصار و قال :

صحيح الإسناد . و وافقه الذهبي .

582  " من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من فتنة الدجال " .

 

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 122 :

 

أخرجه الإمام أحمد ( 6 / 449 ) حدثنا روح حدثنا سعيد عن قتادة حدثنا سالم ابن

أبي الجعد الغطفاني عن معدان بن أبي طلحة اليعمري عن # أبي الدرداء # عن النبي

صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .

قلت : و هذا إسناد صحيح متصل رجاله رجال الشيخين غير أن البخاري لم يخرج لمعدان

هذا . و قد أخرجه مسلم كما يأتي . و سعيد هو ابن أبي عروبة . و قد تابعه جماعة

. فقال أحمد : حدثنا حسين في " تفسير شيبان " : عن قتادة حدثنا سالم بن أبي

الجعد به . و شيبان هذا هو ابن عبد الرحمن التميمي أبو معاوية النحوي , ثم

قال : حدثنا عبد الصمد و عفان قالا : حدثنا همام - قال عفان في حديثه : حدثنا

همام قال : كان قتادة يقص به علينا - قال حدثنا سالم بن أبي الجعد به . ثم رجع

إلى حديث عبد الصمد قال : حدثنا همام حدثنا قتادة به إلا أنه قال : " من حفظ

عشر آيات من سورة الكهف " .

قلت : و معنى هذا - و الله أعلم - أن عبد الصمد و عفانا اختلفا على همام في هذا

الحرف من الحديث , فقال عبد الصمد : " من سورة الكهف " لم يذكر فيه " أول "

و قال عفان : " من أول سورة الكهف " كما قال الجماعة عن قتادة و لا شك أن هذا

هو الصواب لأن الجماعة أحفظ , لاسيما و معهم زيادة و يؤكد ذلك أن عفانا قد توبع

فقال الإمام أحمد ( 5 / 196 ) : حدثنا يزيد أنبأنا همام بن يحيى عن قتادة به

و قال أبو داود في " سننه " ( 4323 ) : حدثنا حفص ابن عمر حدثنا همام حدثنا

قتادة به . و قال : " و كذا قال هشام الدستوائي عن قتادة إلا أنه قال : " من

حفظ من خواتيم سورة الكهف " . و قال شعبة عن قتادة : " من آخر الكهف " .

قلت : رواية هشام أخرجها مسلم ( 2 / 199 ) : حدثنا محمد بن المثنى حدثنا معاذ

ابن هشام حدثني أبي فذكره مثل رواية الجماعة . فلا أدري أوهم أبو داود فيما عزى

إلى هشام أم أن هذا اختلف عليه الرواة على نحو ما سبق من الخلاف على همام .

و هذا أقرب . و أما رواية شعبة فهي كما ذكر أبو داود . و قد وصلها أحمد ( 6 /

446 ) و الداني في " الفتن " ( 132 / 2 ) و مسلم و قال عقبها : " و قال همام :

" من أول الكهف " كما قال هشام " . يشير بذلك إلى ترجيح روايتهما على رواية

شعبة و هو كذلك لو كانا وحيدين فكيف و معهما رواية سعيد بن أبي عروبة و شيبان

بن عبد الرحمن كما سبق . بل إن شعبة قد وافقهم عليها في رواية عنه أخرجها

الترمذي و صححها و لكنه شذ عنهم جميعا في لفظ آخر فقال : " ثلاث " مكان " عشر "

و بيان ذلك في السلسلة الأخرى ( 1336 ) . ثم رأيت شعبة قد روى ذلك الحرف على

وجه آخر بلفظ " من سورة الكهف " . لم يقل " أول " و لا " آخر " , و كأنه لتردده

بينهما . أخرجه عنه هكذا الخطيب في " تاريخه " ( 1 / 290 ) .

فائدة : قد جاء في حديث آخر بيان المراد من الحفظ و العصمة المذكورين في هذا

الحديث و هو قوله صلى الله عليه وسلم في حديث الدجال : " فمن أدركه منكم فليقرأ

عليه فواتح سورة الكهف , فإنها جواركم من فتنه " . أخرجه أبو داود ( 4321 )

بسند صحيح و أصله عند مسلم ( 8 / 197 ) دون قوله " فإنها ... " .

583  " يكشف ربنا عن ساقه , فيسجد له كل مؤمن و مؤمنة و يبقى من كان يسجد في الدنيا

رياء و سمعة فيذهب ليسجد فيعود ظهره طبقا واحدا " .

 

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 124 :

 

أخرجه البخاري ( 8 / 538 - فتح ) : حدثنا آدم حدثنا الليث عن خالد ابن يزيد عن

سعيد بن أبي هلال عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن # أبي سعيد الخدري # رضي

الله عنه قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره .

قلت : هكذا ساقه البخاري في " التفسير " و هو قطعة من حديث أبي سعيد الطويل في

رؤية الله في الآخرة ساقه بتمامه في " التوحيد " ( 13 / 362 - 364 ) : حدثنا

يحيى بن بكير : حدثنا الليث به , بلفظ :" فيقول - يعني الرب تبارك و تعالى

للمؤمنين - هل بينكم و بينه آية تعرفونه ? فيقولون : الساق فيكشف عن ساقه فيسجد

... " و أخرجه البيهقي في " الأسماء و الصفات " ( ص 344 ) بسنده عن يحيى بن

بكير به و قال : " رواه البخاري في " الصحيح " عن ابن بكير و رواه عن آدم ابن

أبي إياس عن الليث مختصرا و قال في هذا الحديث : يكشف ربنا عن ساقه . و رواه

مسلم عن عيسى بن حماد عن الليث كما رواه ابن بكير . و روي ذلك أيضا عن عبد الله

بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم " .

قلت : أخرجه مسلم في " الإيمان " من " صحيحه " ( 1 / 114 - 117 ) : حدثني سويد

ابن سعيد قال : حدثني حفص بن ميسرة عن زيد بن أسلم به . إلا أنه قال : " ...

فيقولون نعم , فكشف عن ساق ... " ثم ساقه عن عيسى بن حماد عن الليث به نحوه لم

يسق لفظه . و من طريق هشام بن سعد : حدثنا زيد بن أسلم به نحوه لم يسق لفظه

أيضا و إنما أحال فيهما على لفظ حديث حفص . و قد أخرج حديث هشام ابن خزيمة في

" التوحيد " ( ص 113 ) و كذا الحاكم ( 4 / 582 - 584 ) و قال : " صحيح الإسناد

" . و وافقه الذهبي و فيه عنده : " نعم , الساق , فيكشف عن ساق " . و أخرجه ابن

خزيمة و أحمد أيضا ( 3 / 16 - 17 ) من طريق عبد الرحمن بن إسحاق حدثنا زيد بن

أسلم به بلفظ " قال : فيكشف عن ساق " . و لفظ ابن بكير عند البخاري " هل بينكم

و بينه آية تعرفونه ? فيقولون : الساق " . و هو لفظ مسلم عن سعيد بن سويد إلا

أنه قال : " نعم " مكان " الساق " . و جمع بينهما هشام بن سعد عند الحاكم كما

رأيت و هي عند مسلم و لكنه لم يسق لفظه كما سبق .

و جملة القول : أن الحديث صحيح مستفيض عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي

سعيد . و قد غمزه الكوثري - كما هي عادته في أحاديث الصفات - فقال في تعليقه

على " الأسماء " ( ص 345 ) : " ففي سند البخاري ابن بكير و ابن أبي هلال و في

سند مسلم سويد بن سعيد " . قلت : و إذا أنت ألقيت نظرة منصفة على التخريج

السابق تعلم ما في كلام الكوثري هذا من البعد عن النقد العلم النزيه , فإن ابن

بكير لم يتفرد به عن الليث بل تابعه آدم عند البخاري كما رأيت في تخريجنا و في

كلام البيهقي الذي تجاهله الكوثري لغاية في نفسه و تابعه أيضا عيسى ابن حماد

عند مسلم على أن ابن بكير و إن تكلم فيه بعضهم من قبل حفظه , فذلك في غير

روايته عن الليث , فقال ابن عدي : " كان جار الليث بن سعد و هو أثبت الناس فيه

" . و أما سويد بن سعيد , فهو و إن كان فيه ضعف من قبل حفظه فلا يضره ذلك هنا

لأنه متابع من طرق أخرى عن زيد كما سمعت و رأيت . و مثل ذلك يقال عن سعيد بن

أبي هلال , فقد تابعه حفص بن ميسرة و هشام بن سعد و عبد الرحمن بن إسحاق ,

فاتفاق هؤلاء الثلاثة على الحديث يجعله في منجاة من النقد عند من ينصف . نعم

لقد اختلف في حرف منه , فقال الأول : " عن ساقه " و قال الآخرون : " عن ساق " .

و النفس إلى رواية هؤلاء أميل و لذلك قال الحافظ في " الفتح " ( 8 / 539 ) بعد

أن ذكره باللفظ الأول : " فأخرجها الإسماعيلي كذلك . ثم قال : في قوله " عن

ساقه " نكرة . ثم أخرجه من طريق حفص بن ميسرة عن زيد بن أسلم بلفظ : يكشف عن

ساق . قال الإسماعيلي : هذه أصح لموافقتها لفظ القرآن في الجملة لا يظن أن الله

ذو أعضاء و جوارح لما في ذلك من مشابهة المخلوقين , تعالى الله عن ذلك ليس

كمثله شيء " .

قلت : نعم ليس كمثله شيء و لكن لا يلزم من إثبات ما أثبته الله لنفسه من الصفات

شيء من التشبيه أصلا كما لا يلزم من إثبات ذاته تعالى التشبيه , فكما أن ذاته

تعالى لا تشبه الذوات و هي حق ثابت , فكذلك صفاته تعالى لا تشبه الصفات و هي

أيضا حقائق ثابتة تتناسب مع جلال الله و عظمته و تنزيهه , فلا محذور من نسبة

الساق إلى الله تعالى إذا ثبت ذلك في الشرع و أنا و إن كنت أرى من حيث الرواية

أن لفظ " ساق " أصح من لفظ " ساقه " فإنه لا فرق بينهما عندي من حيث الدراية

لأن سياق الحديث يدل على أن المعنى هو ساق الله تبارك و تعالى و أصرح الروايات

في ذلك رواية هشام عند الحاكم بلفظ : " هل بينكم و بين الله من آية تعرفونها ?

فيقولون : نعم الساق , فيكشف عن ساق ... " .

قلت : فهذا صريح أو كالصريح بأن المعنى إنما هو ساق ذي الجلالة تبارك و تعالى .

فالظاهر أن سعيد بن أبي هلال كان يرويه تارة بالمعنى حين كان يقول : " عن ساقه

" . و لا بأس عليه من ذلك ما دام أنه أصاب الحق . و أن مما يؤكد صحة الحديث في

الجملة ذلك الشاهد عن ابن مسعود الذي ذكره البيهقي مرفوعا و إن لم أكن وقفت

عليه الآن مرفوعا و قد أخرجه ابن خزيمة في " التوحيد " ( ص 115 ) من طريق أبي

الزعراء قال : " ذكروا الدجال عند عبد الله , قال : تقترفون أيها الناس عند

خروجه ثلاث فرق ... فذكر الحديث بطوله : و قال : ثم يتمثل الله للخلق , فيقول :

هل تعرفون ربكم ? فيقولون : سبحانه إذا اعترف لنا عرفناه فعند ذلك يكشف عن ساق

, فلا يبقى مؤمن و لا مؤمنة إلا خر لله ساجدا " .

قلت : و رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الزعراء و اسمه عبد الله ابن هانىء

الأزدي و قد وثقه ابن سعد و ابن حبان و العجلي و لم يرو عنه غير ابن أخته سلمة

ابن كهيل . و وجدت للحديث شاهدا آخر مرفوعا و هو نص في الخلاف السابق في

" الساق " و إسناده قوي , فأحببت أن أسوقه إلى القراء لعزته و صراحته و هو :

" إذا جمع الله العباد بصعيد واحد نادى مناد : يلحق كل قوم بما كانوا يعبدون

و يبقى الناس على حالهم , فيأتيهم فيقول : ما بال الناس ذهبوا و أنتم ههنا ?

فيقولون : ننتظر إلهنا , فيقول : هل تعرفونه ? فيقولون : إذا تعرف إلينا عرفناه

فيكشف لهم عن ساقه , فيقعون سجدا و ذلك قول الله تعالى : *( يوم يكشف عن ساق

و يدعون إلى السجود فلا يستطيعون )* و يبقى كل منافق , فلا يستطيع أن يسجد ,

ثم يقودهم إلى الجنة ) " .

584  " إذا جمع الله العباد بصعيد واحد نادى مناد : يلحق كل قوم بما كانوا يعبدون

و يبقى الناس على حالهم , فيأتيهم فيقول : ما بال الناس ذهبوا و أنتم ههنا ?

فيقولون : ننتظر إلهنا , فيقول : هل تعرفونه ? فيقولون : إذا تعرف إلينا عرفناه

فيكشف لهم عن ساقه , فيقعون سجدا و ذلك قول الله تعالى : *( يوم يكشف عن ساق

و يدعون إلى السجود فلا يستطيعون )* و يبقى كل منافق , فلا يستطيع أن يسجد , ثم

يقودهم إلى الجنة " .

 

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 129 :

 

أخرجه الدارمي في " سننه " ( 2 / 326 ) : أخبرنا محمد بن يزيد البزاز عن يونس

ابن بكير قال : أخبرني ابن إسحاق قال : أخبرني سعيد بن يسار قال : سمعت # أبا

هريرة # يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره .

قلت : و هذا إسناد جيد رجاله ثقات رجال الصحيح , إلا أن ابن إسحاق إنما أخرج له

مسلم متابعة .

585  " كان لا ينام حتى يقرأ *( ألم , تنزيل )* السجدة و *( تبارك الذي بيده

الملك )* " .

 

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 129 :

 

صحيح . أخرجه الترمذي ( 2 / 146 ) و الدارمي ( 2 / 455 ) و أحمد ( 3 / 340 )

و البغوي في " تفسيره " ( 6 / 496 ) عن ليث عن أبي الزبير عن # جابر # مرفوعا .

و قال الترمذي : " هذا حديث رواه غير واحد عن ليث بن أبي سليم مثل هذا . و رواه

مغيرة بن مسلم عن أبي الزبير عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم نحو هذا .

و روى زهير قال : قلت لأبي الزبير : سمعت من جابر ( فذكر هذا الحديث ) ? فقال

أبو الزبير : إنما أخبرنيه صفوان أو ابن صفوان . و كأن زهيرا أنكر أن يكون هذا

الحديث عن أبي الزبير عن جابر " .

قلت : و هذا التعليق وصله البغوي في " الجعديات " ( ق 117 / 2 ) و عنه ابن

عساكر في " تاريخ دمشق " ( 6 / 54 / 2 ) فقال : حدثنا علي أخبرنا زهير قال :

قلت ... الخ .

قلت : فعلة الحديث هو صفوان أو ابن صفوان , لم ينسب لكني رأيت الحافظ ابن حجر

قد أورده في " باب من نسب إلى أبيه أو جده ... " بأنه " صفوان بن عبد الله بن

صفوان , نسب لجده " فإذا كان كذلك فهو صفوان و ابن صفوان و هو ثقة من رجال

مسلم . و كذلك سائر رجاله عند البغوي و زهير هو ابن معاوية بن خديج أبو خيثمة

فالسند صحيح , و الله ولى التوفيق . و أما رواية المغيرة بن مسلم , فقد وصلها

الثعلبي في " تفسيره " ( 3 / 84 / 1 ) و الواحدي في " الوسيط " ( 3 / 199 / 1 )

بإسنادهما عنه عن أبي الزبير عن جابر به و زاد : " و يقول : هما يفضلان كل سورة

في القرآن بسبعين سنة , و من قرأهما كتبت له سبعون حسنة و محي عنه سبعون سيئة

و رفع له سبعون درجة " . و المغيرة هذا صدوق كما قال الحافظ , و لكني في شك من

ثبوت هذه الزيادة عنه و ليس في متناول يدي الآن إسناد الحديث إليه لأعيد النظر

فيه , و لما كنت نقلته من المصدرين المذكورين لم أنقل منه إلا قسمه الأعلى

المذكور هنا , و إني لأخشى أن تكون هذه الزيادة مدرجة في الحديث , فقد روى

الدارمي ( 2 / 455 ) حدثنا عفان حدثنا حماد بن سلمة أنبأنا أبو الزبير عن عبد

الله بن ضمرة عن كعب قال : " من قرأ تنزيل السجدة و تبارك الذي بيده الملك كتب

له سبعون حسنة و حط عنه بها سبعون سيئة و رفع له بها سبعون درجة " .

قلت : و هذا إسناد مقطوع حسن رجاله ثقات رجال مسلم غير عبد الله بن ضمرة , وثقه

العجلي و ابن حبان , و روى عنه جمع من الثقات . و البحث في هذه الزيادة يحتاج

إلى مزيد من التحقيق , فعسى أن ييسر لي ذلك قريبا .

586  " *( قل يا أيها الكافرون )* تعدل ربع القرآن " .

 

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 131 :

 

أخرجه ابن عدي في " الكامل " ( ق 55 / 1 ) و الحاكم ( 1 / 566 - تلخيص )

من طريق غسان بن الربيع حدثنا جعفر بن ميسرة الأشجعي عن أبيه عن نافع عن

# ابن عمر # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . و قال الحاكم :

" صحيح الإسناد " . و تعقبه الذهبي بقوله : " قلت : بل جعفر بن ميسرة منكر

الحديث جدا . قاله أبو حاتم , و غسان ضعفه الدارقطني " .

قلت : هذا قد وثق , فالعلة من جعفر , فقد ضعفه البخاري جدا بقوله : " منكر

الحديث " لكنه لم يتفرد به , فقد جاء من طريق أخرى عن ابن عمر , أخرجه الطبراني

في " المعجم الكبير " ( 3 / 203 / 2 ) من طريقين عن سعيد بن أبي مريم أنبأنا

يحيى ابن أيوب عن عبيد الله بن زحر عن ليث بن أبي سليم عن مجاهد عنه مرفوعا

به . و رجاله ثقات غير ابن زحر و ابن أبي سليم , فإنهما ضعيفان من قبل حفظهما .

فيتقوى حديثهما بما روى سلمة بن وردان قال : سمعت أنس بن مالك يقول : قال رسول

الله صلى الله عليه وسلم : فذكره و زاد : " و إذا زلزت ربع القرآن و إذا جاء

نصر الله ربع القرآن " . أخرجه أحمد ( 3 / 146 - 147 ) و الخطيب في " تاريخ

بغداد " ( 11 / 380 ) و الترمذي ( 2 / 147 ) و قال : " حديث حسن " . و رجاله

ثقات غير سلمة فإنه ضعيف لسوء حفظه أيضا , فالحديث حسن بمجموع الطرق , لاسيما

و له طريق أخرى عن أنس , و شاهد آخر عن ابن عباس و هما مخرجان في " السلسلة

الأخرى " ( 1342 ) و له شاهد ثالث من حديث سعد بن أبي وقاص مرفوعا أخرجه

الطبراني في " المعجم الصغير " ( ص 32 ) و عنه أبو نعيم في " أخبار أصبهان "

( 1 / 105 ) و قال الطبراني : " تفرد به زكريا بن عطية " .

قلت : و هو مجهول . و الحديث ذكره الحافظ في " نتائج الأفكار " من طريق

الطبراني هذه و أعله بالجهالة ثم قال : " و للحديث شواهد مرسلة " ! ثم ساق

شاهدين اثنين مقطوعين ! ! ففاتته هذه الشواهد الكثيرة الموصولة . و الموفق الله

تبارك و تعالى .

587  " كان الكتاب الأول ينزل من باب واحد على حرف واحد و نزل القرآن من سبعة أبواب

على سبعة أحرف : زجر و أمر و حلال و حرام و محكم و متشابه و أمثال , فأحلوا

حلاله و حرموا حرامه و افعلوا ما أمرتم به و انتهوا عما نهيتم عنه و اعتبروا

بأمثاله و اعملوا بمحكمه و آمنوا بمتشابهه و قولوا : *( آمنا به كل من عند

ربنا )* " .

 

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 133 :

 

أخرجه الطحاوي في " مشكل الآثار " ( 4 / 184 - 185 ) و الحاكم ( 1 / 553 )

و ابن حبان ( 1782 ) و الهروي في " ذم الكلام " ( ق 62 / 2 ) من طرق عن حيوة

ابن شريح عن عقيل بن خالد عن سلمة بن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبيه عن

# ابن مسعود # عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .

قلت : و هذا إسناد قال الحاكم " صحيح " ! و وافقه الذهبي و رجاله ثقات رجال

الشيخين غير سلمة هذا , فقد ترجمه ابن أبي حاتم و روى عن أبيه أنه قال : " لا

بأس به " . لكن أعله الطحاوي بالانقطاع , فإنه ساقه بعده من طريق عبد الله بن

صالح قال : حدثني الليث بن سعد قال : حدثني عقيل بن خالد عن ابن شهاب قال :

أخبرني سلمة بن أبي سلمة ( عن أبيه ) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم , ثم ذكر

هذا الحديث و لم يذكر فيه عبد الله بن مسعود . ثم قال الطحاوي : " فاختلف حيوة

و الليث عن عقيل في إسناده , فرواه كل واحد منهما على ما ذكرناه في روايته إياه

عنه و كان أهل العلم بالأسانيد يدفعون هذا الإسناد بانقطاعه في إسناده , لأن

أبا سلمة لا يتهيأ في سنه لقاء عبد الله بن مسعود و لا أخذه إياه عنه " .

و أقول في إسناد طريق الليث عبد الله بن صالح و فيه ضعف من قبل حفظه و لذلك

فرواية حيوة أصح , لكنها منقطعة لما ذكره الطحاوي من عدم سماع أبي سلمة من ابن

مسعود , فقد مات هذا سنة ( 32 ) و هي السنة التي مات فيها عبد الرحمن بن عوف

والد أبي سلمة و قد ذكروا أنه لم يسمع من أبيه لصغره . فهذه هي علة الحديث :

الانقطاع و قد وجدت له طريقا أخرى موصولة يرويها عثمان بن حيان العامري عن

فلفلة الحنفي قال : " فزعت فيمن فزع إلى عبد الله - يعني ابن مسعود - في

المصاحف فدخلنا عليه , فقال رجل من القوم : إنا لم نأتك زائرين , و لكنا جئنا

حين راعنا هذا الخبر , قال : إن القرآن أنزل على نبيكم من سبعة أبواب على سبعة

أحرف و إن الكتاب الأول كان ينزل من باب واحد , على حرف واحد " . أخرجه الطحاوي

( 4 / 182 ) و أحمد ( 1 / 445 ) .

قلت : و هذا إسناد جيد موصول , رجاله كلهم ثقات معرفون غير فلفلة هذا و اسم

أبيه عبد الله أورده ابن أبي حاتم ( 3 / 2 / 92 - 93 ) و لم يذكر فيه جرحا

و لا تعديلا , و ذكره ابن حبان في " ثقات التابعين " ( 1 / 185 ) و روى عنه

جماعة من الثقات كما في " التهذيب " , و يمكن أن يكون فلفلة هذا هو الواسطة في

رواية هذا الحديث بين أبي سلمة و ابن مسعود . و بالجملة فالحديث حسن عندي بهذه

الطريق . و الله أعلم . و قد روي من حديث أبي هريرة غير أن إسناده واه جدا فلا

يصلح للاستشهاد و في أوله زيادة , أوردته من أجلها في الكتاب الآخر ( 1346 ) .

588  " إن لكل شيء سناما و سنام القرآن سورة البقرة , و إن الشيطان إذا سمع سورة

البقرة تقرأ , خرج من البيت الذي يقرأ فيه سورة البقرة " .

 

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 135 :

 

أخرجه الحاكم ( 1 / 561 ) من طريق عمرو بن أبي قيس عن عاصم ابن أبي النجود

عن أبي الأحوص عن # عبد الله بن مسعود # موقوفا و مرفوعا . و قال : " صحيح

الإسناد " . و وافقه الذهبي .

قلت : و هو عندي حسن لأن في عاصم هذا بعض الضعف من قبل حفظه . و لنصفه الآخر

طريق أخرى عنده عن عاصم به نحوه . و النصف الأول أخرجه الدارمي ( 2 / 447 )

من طريق حماد بن سلمة عن عاصم به موقوفا على ابن مسعود و زاد : " و إن لكل شيء

لبابا و إن لباب القرآن المفصل " . قلت : و إسناده حسن .

و للحديث شاهد من حديث سهل بن سعد مرفوعا نحوه و آخر من حديث أبي هريرة نحوه

و هما مخرجان في الكتاب الآخر ( 1348 و 1349 ) و لطرفه الأول منه شاهد آخر من

حديث معقل بن يسار مرفوعا بلفظ : " البقرة سنام القرآن و ذروته , نزل مع كل آية

منها ثمانون ملكا و استخرجت *( الله لا إله إلا هو الحي القيوم )* من تحت العرش

فوصلت بها ... " . أخرجه أحمد ( 5 / 26 ) عن رجل عن أبيه عنه .

قلت : و هذا إسناد ظاهر الضعف و قد سمي الرجل الأول في بعض الطرق بأبي عثمان

و صرح فيها بأنه ليس النهدي , فهو مجهول على كل حال .

589  " من قرأ *( قل هو الله أحد )* حتى يختمها عشر مرات بنى الله له قصرا في الجنة

" .

 

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 137 :

 

أخرجه أحمد ( 5 / 437 ) و العقيلي في " الضعفاء " ( 147 ) من طريق ابن لهيعة

و رشدين بن سعد قالا : حدثنا زبان بن فائد ( الحمراوي ) عن سهل بن معاذ بن أنس

الجهني عن أبيه # معاذ بن أنس الجهني # صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم عن

النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره . و زاد : " فقال عمر : إذن نستكثر قصورا

يا رسول الله ! فقال : الله أكثر و أطيب " . و أخرجه ابن السني ( 687 ) عن ابن

لهيعة وحده , دون الزيادة .

قلت : و هذا إسناد لين من أجل زبان , قال الحافظ : " ضعيف الحديث مع صلاحه

و عبادته " . و قال الهيثمي في " المجمع " ( 7 / 145 ) : " رواه الطبراني

و أحمد و في إسنادهما رشدين بن سعد و زبان . و كلاهما ضعيف و فيهما توثيق لين "

. قلت : رشدين قد تابعه ابن لهيعة عند أحمد و ذلك مما يقويه و يبعد العلة عنه

و زبان غير متهم , فحديثه مما يستشهد به . و قد وجدت له شاهدا موصولا و آخر

مرسلا , أما الأول فأخرجه الطبراني في " الأوسط " عن أبي هريرة مرفوعا به دون

الزيادة و زاد : " و من قرأها عشرين مرة بنى له قصران و من قرأها ثلاثين مرة

بنى له ثلاث " . قال الهيثمي : " و فيه هانىء بن المتوكل و هو ضعيف " .

و أما الآخر , فقال الدارمي في " سننه " ( 2 / 459 ) : حدثنا عبد الله ابن يزيد

حدثنا حيوة قال : أخبرني أبو عقيل أنه سمع سعيد بن المسيب يقول : إن نبي الله

صلى الله عليه وسلم قال : فذكر الحديث مثل حديث معاذ بن أنس بتمامه و فيه

الزيادة الثانية التي في الشاهد الأول .

قلت : و هذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير أبي عقيل و اسمه زهرة

بن معبد فهو من رجال البخاري وحده , فإذا ضم إلى هذا المرسل الصحيح الموصولان

من حديث معاذ و أبي هريرة , تقوى الحديث , و بلغ رتبة الحسن على أقل الدرجات .

590  " سيليكم أمراء بعدي يعرفونكم ما تنكرون و ينكرون عليكم ما تعرفون , فمن أدرك

ذلك منكم , فلا طاعة لمن عصى الله " .

 

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 138 :

 

أخرجه العقيلي في " الضعفاء " ( 225 ) و الحاكم ( 3 / 356 ) من طريق عبد الله

بن واقد عن أبي الزبير عن جابر عن # عبادة بن الصامت # مرفوعا به . و قال

الحاكم : " صحيح الإسناد " . و رده الذهبي بقوله : " قلت : تفرد به عبد الله بن

واقد و هو ضعيف " . فقال المناوي عقبه : " و به يعلم أن رمز المصنف لحسنه غير

حسن " . و قال العقيلي : " و قد روي في هذا رواية من غير هذا الوجه أصلح من هذه

الرواية بخلاف هذا اللفظ " . و الحديث عزاه السيوطي للطبراني أيضا في الكبير .

و لم أره في " المجمع " و لعل رمزه عليه بالحسن باعتبار أن له طريقا أخرى عن

عبادة فيها زيادة لم ترد في هذه الطريق و لذلك أوردتها في " السلسلة الأخرى "

( 1353 ) , و أما هذه فقد استخرت الله تعالى , فأوردتها هنا لتقويها بمجموع

الطريقين . و الله الهادي إلى سواء السبيل .

ثم وجدت له شاهدا من حديث ابن مسعود مرفوعا بلفظ : " سيلي أموركم بعدي رجال

يطفئون السنة و يعملون بالبدعة و يؤخرون الصلاة عن مواقيتها . فقلت : يا رسول

الله ! إن أدركتهم كيف أفعل ? قال : تسألني يا ابن أم عبد كيف تفعل ? لا طاعة

لمن عصى الله " . أخرجه أحمد و ابنه ( 1 / 339 - 400 ) و ابن ماجه ( 2865 )

و السياق له و الطبراني في " المعجم الكبير " ( 3 / 74 / 2 ) من طرق عن عبد

الله بن عثمان بن خثيم عن القاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن أبيه

عن جده عبد الله بن مسعود به . و لفظ الطبراني : " سيكون عليكم أمراء يؤخرون

الصلاة عن مواقيتها , و يحدثون البدع ... " الحديث .

قلت : و إسناده جيد على شرط مسلم .

591  " إن أول ما هلك بنو إسرائيل أن امرأة الفقير كانت تكلفه من الثياب أو الصيغ

أو قال : من الصيغة ما تكلف امرأة الغني , فذكر امرأة من بني إسرائيل كانت

قصيرة و اتخذت رجلين من خشب و خاتما له غلق و طبق و حشته مسكا و خرجت بين

امرأتين طويلتين أو جسيمتين , فبعثوا إنسانا يتبعهم , فعرف الطويلتين و لم

يعرف صاحبة الرجلين من خشب " .

 

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 140 :

 

أخرجه ابن خزيمة في " التوحيد " ( ص 208 ) : حدثنا محمد بن عبد الأعلى

الصنعاني قال : حدثنا المعتمر عن أبيه قال : حدثنا أبو نضرة عن # أبي سعيد

أو جابر # أن نبي الله صلى الله عليه وسلم خطب خطبة فأطالها , و ذكر فيها أمر

الدنيا و الآخرة , فذكر أن أول ما هلك ... الحديث .

قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط مسلم و قد أخرج في صحيحه ( 7 / 47 - 48 ) من

طرق عن أبي نضرة عن أبي سعيد مرفوعا قصة المرأة القصيرة فقط و لذلك خرجته .

و كذلك أخرجه أحمد ( 3 / 46 ) من طريق المستمر بن الريان الإيادي حدثنا أبو

نضرة العبدي عن أبي سعيد الخدري به , إلا أنه زاد في أوله فقال : " إن رسول

الله صلى الله عليه وسلم ذكر الدنيا فقال . إن الدنيا خضرة حلوة , فاتقوها

و اتقوا النساء . ثم ذكر نسوة ثلاثا من بني إسرائيل ... " الحديث نحوه .

و سنده صحيح أيضا .

592  " إن لكل أمة فتنة و فتنة أمتي المال " .

 

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 141 :

 

أخرجه الترمذي ( 2 / 54 ) و البخاري في " التاريخ الكبير " ( 4 / 1 / 222 )

و ابن حبان ( 2470 ) و الحاكم ( 4 / 318 ) و أحمد ( 4 / 160 ) و القضاعي في

" مسند الشهاب " ( ق 86 / 1 ) من طرق عن الليث بن سعد عن معاوية بن صالح أن عبد

الرحمن بن جبير بن نفير حدثه عن أبيه عن # كعب بن عياض # قال : سمعت النبي صلى

الله عليه وسلم يقول فذكره . و قال الترمذي : " حديث حسن صحيح غريب " . و قال

الحاكم : " صحيح الإسناد " و وافقه الذهبي .

قلت : و هو كما قالوا , بل هو عندي على شرط مسلم . و قد أعل بما لا يقدح كما

يأتي . و روي من حديث أبي هريرة . أخرجه العقيلي في " الضعفاء " ( 299 ) عن علي

بن قتيبة حدثنا مالك عن موسى الأحمر عنه مرفوعا به . و قال : " ليس له أصل من

حديث مالك و لا من وجه يثبت و علي ابن قتيبة الرفاعي بصري لين الحديث , عن

" الثقات " بالبواطيل و ما لا أصل له " . و قوله " و لا من وجه يثبت " مردود

بحديث كعب بن عياض , فإنه لا علة له و قد صححه من ذكرنا و خرجه ابن عبد البر

و صححه أيضا كما في " الفيض " .

593  " من سره أن يستجيب الله له عند الشدائد و الكرب فليكثر الدعاء في الرخاء " .

 

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 142 :

 

رواه الترمذي ( 2 / 244 ) و ابن عدي ( 255 / 1 ) و عبد الغني المقدسي في

" الدعاء " ( 144 - 145 ) و كذا ابن عساكر ( 3 / 183 / 1 ) عن عبيد بن واقد

حدثنا سعيد بن عطية عن شهر بن حوشب عن # أبي هريرة # مرفوعا . و قال ابن عدي :

" و عبيد بن واقد عامة ما يرويه لا يتابع عليه " .

قلت : و أشار الترمذي إلى تضعيفه بقوله : " غريب " . و له طريق أخرى عند الحاكم

( 1 / 544 ) و من طريقه ابن النجار في " الذيل " ( 10 / 107 / 1 ) و عند

المقدسي عن عبد الله بن صالح حدثنا معاوية بن صالح عن أبي عامر الألهاني عن أبي

هريرة . و قال الحاكم : " صحيح الإسناد " احتج البخاري بابن صالح و أبو عامر

الآلهاني أظنه الهوزني و هو صدوق " . و وافقه الذهبي .

قلت : و فيه نظر فإن ابن صالح فيه ضعف من قبل حفظه . و أبو عامر الهوزني اسمه

عبد الله بن لحي و هو ثقة و لكن يبدو أنه غير الألهاني فإن هذا أورده ابن أبي

حاتم في " الكنى " ( 4 / 2 / 411 ) و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا و كذلك

أورده في الكنى ابن حبان في " الثقات " ( 1 / 271 - 272 ) و أما عبد الله بن

لحي فقد أورداه في " الأسماء " فهذا دليل على التفريق و إن كان صنيع الحافظ ابن

حجر يدل على خلاف ذلك , فإنه أورد أبا عامر الألهاني في الكنى و قال " اسمه عبد

الله بن عامر " تقدم . فرجعنا إلى الأسماء فلم نجد فيها من اسمه عبد الله بن

عامر و كنيته أبو عامر من هذه الطبقة " و لكن وجدناه يقول : " عبد الله بن عامر

بن لحي في ترجمة عبد الله بن لحي . ففيه إشارة إلى أن عبد الله بن عامر المكنى

بأبي عامر الألهاني هو عنده عبد الله بن عامر ابن لحي المكنى بأبي عامر الهوزني

و يناقضه أنه فرق في الكنى بينهما . و هو الصواب . و الله أعلم .

و الحديث عزاه المنذري في " الترغيب " ( 2 / 271 ) للحاكم من حديث سلمان أيضا

فلينظر فإني لم أجده في " الذكر و الدعاء " من " مستدركه " .

594  " ادعوا الله تعالى و أنتم موقنون بالإجابة و اعلموا أن الله لا يستجيب دعاء

من قلب غافل لاهي " .

 

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 143 :

 

رواه الترمذي ( 2 / 261 ) و الحاكم ( 1 / 493 ) و أبو بكر الكلاباذي في " مفتاح

معاني الآثار " ( 6 - 7 ) و ابن عساكر ( 5 / 61 / 1 ) عن صالح المري عن هاشم بن

حسان عن محمد بن سيرين عن # أبي هريرة # مرفوعا . و قال الترمذي :  " حديث غريب

لا نعرفه إلا من هذا الوجه " . و قال الحاكم : " حديث مستقيم الإسناد , تفرد به

صالح المري و هو أحد زهاد أهل البصرة " . و تعقبه الذهبي بقوله : " قلت : صالح

متروك " . و سبقه إلى نحو ذلك المنذري فقال في " الترغيب " ( 2 / 277 ) متعقبا

على الحاكم : " لا شك في زهده , لكن تركه أبو داود و النسائي " . لكن روي له

شاهد بسند ضعيف , رواه أحمد ( 2 / 177 ) عن ابن عمرو نحوه . و فيه ابن لهيعة

و هو ضعيف و في أول حديثه زيادة : " القلوب أوعية بعضها أوعى من بعض فإذا سألتم

الله ... " .

595  " إذا سألتم الله , فاسألوه ببطون أكفكم و لا تسألوه بظهورها " .

 

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 144 :

 

أخرجه أبو داود ( 1486 ) و كذا البغوي و ابن أبي عاصم و ابن السكن و المعمري

في " اليوم و الليله " و ابن قانع كما في " الإصابة " و ابن عساكر ( 12 / 230 -

231 ) من طريق ضمضم عن شريح حدثنا أبو ظبية أن أبا بحرية السكوني حدثه عن

# مالك بن يسار السكوني ثم العوفي # أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :

فذكره .

قلت : و هذا إسناد جيد , ضمضم هذا هو ابن زرعة وثقه جماعة منهم ابن معين و ضعفه

أبو حاتم و قال الحافظ : " صدوق يهم " و سائرهم ثقات , و قول الحافظ في أبي

ظبية : " مقبول " غير مقبول بل هو قصور , فإن الرجل قد وثقه جماعة من المتقدمين

منهم ابن معين و قال الدارقطني " ليس به بأس " . و قد روى عنه جماعة من الثقات

. و الحديث صحيح , فإن له شواهد , منها عن أبي بكرة مرفوعا به , أخرجه أبو نعيم

في " أخبار أصبهان " ( 2 / 224 ) من طريق أبي جعفر الأخرم حدثنا عمار بن خالد

حدثنا القاسم بن مالك المزني عن خالد الحذاء عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه

. و هذا رجاله ثقات رجال الشيخين غير عمار بن خالد و هو ثقة , و كذا من دونه .

و قد قال الهيثمي ( 10 / 169 ) : رواه الطبراني و رجاله رجال الصحيح غير عمار

بن خالد الواسطي و هو ثقة . و قد صح عن خالد بإسناد آخر له مرسلا , فقال ابن

أبي شيبة في " المصنف " ( 12 / 21 / 1 ) : أنبأنا حفص بن غياث عن خالد عن أبي

قلابة عن ابن محيريز مرفوعا به . و هذا سند مرسل صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين

و اسم ابن محيريز عبد الله . لكن أخرجه يعقوب بن أحمد الصيرفي في " المنتقى من

فوائده " ( 257 / 2 ) من طريق أبي نعيم حدثنا سفيان عن خالد عن أبي قلابة عن

عبد الرحمن بن محيريز به . و لعل هذا أصح , فقد ذكره ابن أبي حاتم ( 2 / 206 )

من رواية بشر بن المفضل عن خالد الحذاء به . و قال : " قال أبي : يقال : هو عبد

الله بن محيريز , الصحيح . و كذلك قال خالد عن أبي قلابة " .

قلت : فإن كان هو عبد الله فالسند صحيح و إن كان عبد الرحمن , فمحتمل للصحة

لأنه قد أورده ابن حبان في " الثقات " ( 1 / 129 ) و قد روى عنه جماعة . فهو

صالح للاستشهاد به . و للحديث شاهد آخر من حديث ابن عباس مرفوعا بلفظ : " لا

تستروا الجدر ... سلوا الله ببطون أكفكم ... " , الحديث و زاد في آخره : فإذا

فرغتم فامسحوا بها وجوهكم " . أخرجه أبو داود ( 1485 ) من طريق عبد الله بن

يعقوب بن إسحاق عمن حدثه عن محمد بن كعب القرظي حدثني عبد الله بن عباس . و قال

: " روي هذا الحديث من غير وجه عن محمد بن كعب كلها واهية و هذا الطريق أمثلها

و هو ضعيف أيضا " .

قلت : و علته الرجل الذي لم يسم و قد سماه ابن ماجه و غيره صالح ابن حسان كما

بينته في تعليقي على " المشكاة " ( 2243 ) و هو ضعيف جدا و على ذلك فهذه

الزيادة منكرة . و لم أجد لها حتى الآن شاهدا . و كأنه لذلك قال العز ابن عبد

السلام " لا يمسح وجهه إلا جاهل " . فاعتراض المناوي عليه ليس في محله , كيف

و هذه الزيادة لو كانت ضعيفة السند لم يجز العمل بها لأنها تضمنت حكما شرعيا

و هو استحباب المسح المذكور , فكيف و هي ضعيفة جدا ? !

( تنبيه ) لا يصلح شاهدا للزيادة حديث ابن عمر مرفوعا : " كان إذا رفع يديه في

الدعاء لم يحطهما حتى يمسح بهما وجهه " . لأن فيه متهما بالوضع , و قال أبو

زرعة : " حديث منكر أخاف أن لا يكون له أصل " . كما بينته في التعليق على

" المشكاة " ( 2245 ) . و لا حديث السائب بن يزيد عن أبيه نحوه . أخرجه أبو

داود ( 1492 ) . لأن فيه ابن لهيعة و هو ضعيف عن حفص بن هاشم بن عتبة بن أبي

وقاص و هو مجهول كما قال الحافظ . و قال الذهبي : " روى عنه ابن لهيعة وحده لا

يدرى من هو ? " .

596  " ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهن : دعوة الوالد و دعوة المسافر و دعوة

المظلوم " .

 

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 147 :

 

أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ( 32 , 481 ) و أبو داود ( 1536 ) و الترمذي

( 2 / 256 ) و ابن ماجه ( 3862 ) و ابن حبان ( 2406 ) و الطيالسي ( 2517 )

و أحمد ( 2 / 258 , 348 , 478 , 517 , 523 ) و ابن ماسي في " فوائده - آخر جزء

الأنصاري " ( ق 9 / 2 ) و البرزالي في " جزء فيه أحاديث منتخبة من جزء الأنصاري

" رقم الحديث ( 15 - و هو الأخير ) و ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 9 / 211 /

2 ) من طرق عدة عن يحيى بن أبي كثير عن أبي جعفر عن # أبي هريرة # أن النبي صلى

الله عليه وسلم قال : فذكره و قال الترمذي : " حديث حسن , و أبو جعفر الرازي

هذا الذي روى عنه يحيى بن أبي كثير , يقال له أبو جعفر المؤذن و قد روى عنه

يحيى بن أبي كثير غير حديث " .

قلت : لم أر في شيء من الطرق تقييد أبي جعفر بأنه الرازي و هو مع كونه ضعيفا من

قبل حفظه , فلم يدرك أبا هريرة و لم يذكروا له رواية عن أحد من الصحابة , بل هو

غيره قطعا فقد صرح بسماعه من أبي هريرة في رواية البخاري و كذا أحمد في روايته

بل إن ابن ماسي في روايته قد سماه فقال : عن يحيى بن أبي كثير عن محمد بن علي

عن أبي هريرة . لكن هذه الرواية كأنها شاذة و هي تشهد لقول ابن حبان في

" صحيحه " في أبي جعفر هذا أنه محمد بن علي بن الحسين فتعقبه الحافظ بعد أن ساق

الرواية المذكورة : " و ليس هذا بمستقيم , لأن محمد بن علي لم يكن مؤذنا و لأن

أبا جعفر هذا قد صرح بسماعه من أبي هريرة في عدة أحاديث , و أما محمد بن علي بن

الحسين فلم يدرك أبا هريرة فتعين أنه غيره . و الله تعالى أعلم " .

و في " الميزان " : " أبو جعفر الحنفي اليمامي : عن أبي هريرة و عنه عثمان بن

أبي العاتكة مجهول . أبو جعفر عن أبي هريرة . أراه الذي قبله . روى عنه يحيى

ابن أبي كثير وحده , فقيل الأنصاري المؤذن , له حديث النزول و حديث ثلاث دعوات

و يقال مدني فلعله محمد بن علي بن الحسين و روايته عن أبي هريرة و عن أم سلمة

فيها إرسال , لم يلحقهما أصلا " .

قلت : و جملة القول أن أبا جعفر هذا إن كان هو المؤذن الأنصاري أو الحنفي

اليمامي , فهو مجهول و إن كان هو أبا جعفر الرازي , فهو ضعيف منقطع و إن كان

محمد بن علي بن الحسين فهو مرسل . إلا أن الحديث , مع ضعف إسناده , فهو حسن

لغيره كما قال الترمذي و ذلك لأني وجدت له شاهدا من حديث عقبه بن عامر الجهني

مرفوعا بنحوه و هو بلفظ : " ثلاثة تستجاب دعوتهم : الوالد و المسافر و المظلوم

" . أخرجه أحمد ( 4 / 154 ) و الخطيب ( 12 / 380 - 381 ) من طريق زيد بن سلام

عن عبد الله بن زيد الأزرق عن عقبه بن عامر الجهني قال : قال النبي صلى الله

عليه وسلم ....

قلت : و هذا إسناد رجاله ثقات رجال مسلم غير عبد الله بن الأزرق أورده ابن أبي

حاتم ( 2 / 2 / 58 ) و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا , و أما ابن حبان فأورده

في " الثقات " ( 1 / 148 ) على قاعدته المعروفة .

597  " إذا قام صاحب القرآن فقرأه بالليل و النهار ذكره , و إن لم يقم به نسيه " .

 

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 149 :

 

أخرجه ابن نصر في " قيام الليل " ( ص 73 ) : حدثنا يونس بن عبد الأعلى أخبرني

أنس بن عياض عن موسى بن عقبة عن نافع عن # ابن عمر # عن النبي صلى الله عليه

وسلم . قلت : و هذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين .

 

598  " ثلاثة في ضمان الله عز وجل : رجل خرج إلى مسجد من مساجد الله عز وجل و رجل

خرج غازيا في سبيل الله و رجل خرج حاجا " .

 

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 150 :

 

أخرجه الحميدي في " مسنده " ( 1190 ) : حدثنا سفيان حدثنا أبو الزناد عن الأعرج

عن # أبي هريرة # أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره . و من طريق

الحميدي رواه أبو نعيم في " الحلية " ( 9 / 251 ) , و إليها فقط عزاه السيوطي

في " الجامع " ! و بيض له المناوي !

قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين . و أخرجه أبو نعيم ( 3 / 13 - 14 ) من

طريق أخرى عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعا نحوه إلا أنه قال " و المعتمر "

مكان " رجل خرج إلى المسجد " . و في سنده الحكم بن عبدة البصري و هو مستور كما

في " التقريب " .

599  " إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها " .

 

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 150 :

 

أخرجه أبو داود ( 4291 ) و أبو عمرو الداني في " الفتن " ( 45 / 1 ) و الحاكم

( 4 / 522 ) و البيهقي في " معرفة السنن و الآثار " ( ص 52 ) و الخطيب في

" التاريخ " ( 2 / 61 ) و الهروي في " ذم الكلام " ( ق 111 / 2 ) من طرق عن

ابن وهب : أخبرني سعيد بن أبي أيوب عن شراحيل بن يزيد المعافري عن أبي علقمة عن

# أبي هريرة # عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .

قلت : و سكت عليه الحاكم و الذهبي , و أما المناوي فنقل عنه أنه صححه , فلعله

سقط ذلك من النسخة المطبوعة من " المستدرك " , و السند صحيح رجاله ثقات رجال

مسلم . و وقع عند الحاكم و الهروي مكان " شراحيل " : " شرحبيل " و لا أراه

محفوظا و قد أشار إلى ذلك الحافظ في ترجمة " شرحبيل بن شريك " من " التهذيب " .

و الله أعلم .

و لا يعلل الحديث قول أبي داود عقبه : " رواه عبد الرحمن بن شريح الإسكندراني

لم يجز به شراحيل " . و ذلك لأن سعيد بن أبي أيوب ثقة ثبت كما في " التقريب "

و قد وصله و أسنده , فهي زيادة من ثقة يجب قبولها .

600  " أخرجوا العواتق و ذوات الخدور , فليشهدن العيد و دعوة المسلمين و ليعتزل

الحيض مصلى المسلمين " .

 

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 151 :

 

أخرجه الحميدي في " مسنده " رقم ( 362 ) : حدثنا سفيان قال : حدثنا أيوب عن

حفصة قالت : فسألنا # أم عطية # هل سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم ?

فقالت : نعم بأبا , و كانت إذا حدثت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت :

بأبا , سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره .

قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين , و قد أخرجاه بنحوه , و زادا في رواية

لهما : " قلت : يا رسول الله إحدانا لا يكون لها جلباب ? قال : لتلبسها أختها

من جلبابها " . و هي عند الحميدي أيضا ( 361 ) . و زاد مسلم في رواية أخرى :

" قالت : الحيض يخرجن فيكن خلف الناس , يكبرن مع الناس " . و زاد البخاري في

رواية له : " فقلت لها : آلحيض ? قالت : نعم , أليس الحائض تشهد عرفات و تشهد

كذا و تشهد كذا ? " .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مناظرة ابن تيمية العلنية لدجاجلة البطائحية الرفاعية

  مناظرة ابن تيمية العلنية لدجاجلة البطائحية الرفاعية ( وهي من أعظم ما تصدى له وقام به شيخ الإسلام تقي الدين أحمد بن تيمية قدس الله روحه م...