ج7.السلسلة الصحيحة للالباني
الأحاديث من 701 إلى 800.
701 "
قل لخالد لا يقتلن امرأة و لا عسيفا " .
قال الألباني في
"السلسلة الصحيحة" 2 / 321 :
أخرجه أبو داود ( 1 / 416 ) من طريق عمر بن المرقع بن صيفي حدثني أبي عن جده #
رباح بن ربيع # قال : " كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة , فرأى
الناس مجتمعين على شيء , فبعث رجلا فقال : انظر علام اجتمع هؤلاء ? فجاء , فقال
: امرأة قتيل , فقال : ما كانت هذه لتقاتل ! قال : و على المقدمة خالد بن
الوليد فبعث رجلا فقال ... " فذكره .
و هذا إسناد صحيح , رجاله كلهم ثقات و قد رواه أبو الزناد عن المرقع أتم منه
و هذا لفظه : " الحق خالدا فقل : لا تقتلن ذرية و لا عسيفا " .
أخرجه الطحاوي ( 2 / 127 ) و الحاكم ( 2 / 122 ) و أحمد ( 3 / 488 ) عن أبي
الزناد قال : حدثني المرقع بن صيفي عن جده رياح بن الربيع أخي حنظلة الكاتب أنه
أخبره : أنه خرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة غزاها و على مقدمتها
خالد بن الوليد , فمر رباح و أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على امرأة
مقتولة مما أصابت المقدمة , فوقفوا ينظرون إليها , و يتعجبون من خلقها , حتى
لحقهم رسول الله صلى الله عليه وسلم على راحلته , فانفرجوا عنها , فوقف عليها
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ما كانت هذه لتقاتل , فقال لأحدهم ...
فذكره . و رواه ابن ماجه ( 2 / 195 ) من هذا الوجه و قال الحاكم : " صحيح على
شرط الشيخين " . و وافقه الذهبي .
و أقول : كلا بل هو صحيح فقط , المرقع بن صيفي لم يرو له الشيخان شيئا , و هو
ثقة . ثم إن الحديث في سنده اختلاف على أبي الزناد , فرواه عنه هكذا ابنه عبد
الرحمن , و هي رواية الحاكم , و رواية لأحمد ( 4 / 178 - 179 ) . و تابعه
المغيرة بن عبد الرحمن و هو ابن عبد الله الحزامي و هي رواية أحمد و ابن ماجه
و الطحاوي . و ابن جريج قال : أخبرت عن أبي الزناد به . أخرجه أحمد .
و خالفهم سفيان الثوري فقال عن أبي الزناد عن المرقع بن صيفي , عن حنظلة الكاتب
قال : غزونا مع النبي صلى الله عليه وسلم فمررنا على امرأة مقتولة الحديث نحوه
بلفظ : " انطلق إلى خالد بن الوليد فقل له : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم
يأمرك أن لا تقتل ذرية و لا عسيفا " . أخرجه أحمد و الطحاوي و ابن ماجه و قال
بعد أن ساق بعد هذه الرواية , الرواية الأولى : " قال أبو بكر بن أبي شيبة :
يخطىء الثوري فيه " . فأشار إلى أن الرواية الأولى هي الصواب , و هو الحق ,
لاتفاق من ذكرنا من الثقات عليها , و يقوي ذلك أن عمر بن المرقع بن صيفي رواه
عن أبيه مثل رواية الثقات عن أبي الزناد كما تقدم , و الابن أدرى برواية أبيه
و جده عادة . و للحديث شاهد بلفظ : " ما بال أقوام جاوزهم " و قد مضى ( 401 ) .
ثم الحديث عزاه الحافظ في " الفتح " ( 6 / 111 ) للنسائي و ابن حبان من حديث
رباح بن الربيع و هو بكسر الراء و التحتانيه .
702 " إني لا أخيس بالعهد و لا أحبس البرد و لكن ارجع , فإن كان في نفسك الذي في
نفسك الآن فارجع " .
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 323 :
أخرجه أبو داود ( 1 / 433 - 434 ) و النسائي في " السير " ( 2 / 48 / 1 ) و ابن
حبان في " صحيحه " ( 1630 - موارد ) و الحاكم ( 3 / 598 ) و أحمد ( 6 / 8 ) من
طريق ابن وهب : أخبرني عمرو بن الحارث عن بكير بن الأشج عن الحسن بن علي بن أبي
رافع أن # أبا رافع # أخبره قال : " بعثتني قريش إلى رسول الله صلى الله عليه
وسلم , فلما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ألقي في قلبي الإسلام , فقلت يا
رسول الله إني والله لا أرجع إليهم أبدا , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
: إني ... " الحديث قال : " فذهبت ثم أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأسلمت " .
سكت عليه الحاكم و الذهبي و هو إسناد صحيح , رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير
الحسن بن علي بن أبي رافع و هو ثقة كما في " التقريب " .
703 " لا يحافظ على صلاة الضحى إلا أواب و هي صلاة الأوابين " .
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 324 :
أخرجه ابن خزيمة في " صحيحه " ( 1 / 133 / 1 ) و الحاكم ( 1 / 314 ) من طريق
إسماعيل بن عبيد الله بن زرارة الرقي حدثنا خالد بن عبد الله حدثنا محمد بن
عمرو عن أبي سلمة عن # أبي هريرة # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
فذكره . و قال الحاكم : " صحيح على شرط مسلم " . و وافقه الذهبي .
و قال ابن خزيمة : " لم يتابع هذا الشيخ إسماعيل بن عبد الله على إيصال هذا
الخبر , رواه الدراوردي عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة مرسلا , و رواه حماد بن
سلمة عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة قوله " .
قلت : إسماعيل بن عبد الله هذا صدوق كما في " التقريب " , و قد وصله مرفوعا
و هي زيادة فيجب قبولها لكنه ليس على شرط مسلم , فإنه لم يخرج لإسماعيل شيئا
و لا لابن عمرو إلا متابعة . و الإسناد حسن .
704 " لا تبدءوا اليهود و النصارى بالسلام و إذا لقيتم أحدهم في طريق , فاضطروهم
إلى أضيقه " .
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 324 :
أخرجه مسلم و البخاري في " الأدب المفرد " و أحمد و غيرهم من حديث # أبي هريرة
# مرفوعا و هو مخرج في " إرواء الغليل " ( 1271 ) . و الغرض من إيراده هنا أنه
جمعنا مجلس فيه طائفة من أصحابنا أهل الحديث فورد سؤال عن جواز بدء غير المسلم
بالسلام , فأجبت بالنفي محتجا بهذا الحديث , فأبدى أحدهم فهما للحديث مؤداه أن
النهي الذي فيه إنما هو إذا لقيه في الطريق و أما إذا أتاه في حانوته أو منزله
فلا مانع من بدئه بالسلام ! ثم جرى النقاش حوله طويلا . و كل يدلي بما عنده من
رأي , و كان من قولي يومئذ : أن قوله : لا تبدؤوا مطلق , ليس مقيدا بالطريق
و أن قوله : " و إذا لقيتم أحدهم في طريق ... " لا يقيده , فإنه من عطف الجملة
على الجملة , و دعمت ذلك بالمعنى الذي تضمنته هذه الجملة , و هو أن اضطرارهم
إلى أضيق الطرق إنما هو إشارة إلى ترك إكرامهم لكفرهم , فناسب أن لا يبادؤوا من
أجل ذلك بالسلام لهذا المعنى , و ذلك يقتضي تعميم الحكم .
هذا ما ذكرته يومئذ , ثم وجدت ما يقويه و يشهد له في عدة روايات :
الأولى : قول راوي الحديث سهيل بن أبي صالح : " خرجت مع أبي إلى الشام , فكان
أهل الشام يمرون بأهل الصوامع فيسلمون عليهم , فسمعت أبي يقول : سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول ... " فذكره . أخرجه أحمد ( 2 / 346 ) و أبو داود بسند
صحيح على شرط مسلم . فهذا نص من راوي الحديث - و هو أبو صالح و اسمه ذكوان
تابعي ثقة , أن النهي يشمل الكتابي و لو كان في منزله و لم يكن في الطريق .
و راوي الحديث أدرى بمرويه من غيره , فلا أقل من أن يصلح للاستعانة به على
الترجيح . و لا يشكل على هذا لفظ الحديث عند البخاري في " أدبه " ( 1111 )
و أحمد في " مسنده " ( 2 / 444 ) : " إذا لقيتم المشركين في الطريق , فلا
تبدؤوهم بالسلام و اضطروهم إلى أضيقها " . فإنه شاذ بهذا اللفظ , فقد أخرجه
البخاري أيضا ( 1103 ) و مسلم و أحمد ( 2 / 266 , 459 ) و غيرهما من طرق عن
سهيل بن أبي صالح باللفظ المذكور أعلاه .
الثانية : عن أبي عثمان النهدي قال : " كتب أبو موسى إلى رهبان يسلم عليه في
كتابه , فقيل له : أتسلم عليه و هو كافر ? ! قال : إنه كتب إلي , فسلم علي
و رددت عليه " . أخرجه البخاري في " أدبه " ( 1101 ) بسند جيد .
و وجه الاستدلال به , أن قول القائل " أتسلم عليه و هو كافر " يشعر بأن بدأ
الكافر بالسلام كان معروفا عندهم أنه لا يجوز على وجه العموم و ليس خاص بلقائه
في الطريق , و لذلك استنكر ذلك السائل على أبي موسى و أقره هذا عليه و لم ينكره
بل اعتذر بأنه فعل ذلك ردا عليه لا مبتدئا به , فثبت المراد .
الثالثة : أن النبي صلى الله عليه وسلم لما كتب إلى هرقل ملك الروم و هو في
الشام لم يبدأه بالسلام , و إنما قال فيه : بسم الله الرحمن الرحيم : من محمد
بن عبد الله و رسوله إلى هرقل عظيم الروم : سلام على من اتبع الهدى ...
أخرجه البخاري و مسلم و هو في " الأدب المفرد " ( 1109 ) . فلو كان النهي
المذكور خاصا بالطريق لبادأه عليه السلام بالسلام الإسلامي , و لم يقل له :
" سلام على من اتبع الهدى " .
الرابعة : أن النبي صلى الله عليه وسلم لما عاد الغلام اليهودي قال له : أسلم
... الحديث , فلم يبدأه بالسلام . و هو حديث صحيح رواه البخاري و غيره و هو
مخرج في " الإرواء " ( 1272 ) . فلو كان البدء الممنوع إنما هو إذا لقيه في
الطريق لبدأه عليه السلام بالسلام لأنه ليس في الطريق كما هو ظاهر . و مثله .
الخامسة : أن النبي صلى الله عليه وسلم لما جاء عمه أبا طالب في مرض موته لم
يبدأه أيضا بالسلام , و إنما قال له : " يا عم قل لا إله إلا الله " ...
الحديث أخرجه الشيخان و غيرهما , و هو مخرج في " الإرواء " ( 1273 ) .
فثبت من هذه الروايات أن بدأ الكتابي بالسلام لا يجوز مطلقا سواء كان في الطريق
أو في المنزل أو غيره .
فإن قيل : فهل يجوز أن يبدأه بغير السلام من مثل قوله : كيف أصبحت أو أمسيت أو
كيف حالك و نحو ذلك ? فأقول : الذي يبدو لي و الله أعلم الجواز , لأن النهي
المذكور في الحديث إنما هو عن السلام و هو عند الإطلاق إنما يراد به السلام
الإسلامي المتضمن لاسم الله عز وجل , كما في قوله صلى الله عليه وسلم :
" السلام اسم من أسماء الله وضعه في الأرض فأفشوه بينهم " . أخرجه البخاري في
" الأدب المفرد " ( 989 ) و سيأتي ( 1894 ) .
و مما يؤيد ما ذكرته قول علقمة : " إنما سلم عبد الله ( يعني ابن مسعود ) على
الدهاقين إشارة " . أخرجه البخاري ( 1104 ) مترجما له بقوله : " من سلم على
الذمي إشارة " . و سنده صحيح . فأجاز ابن مسعود ابتداءهم في السلام بالإشارة
لأنه ليس السلام الخاص بالمسلمين , فكذلك يقال في السلام عليهم بنحو ما ذكرنا
من الألفاظ .
و أما ما جاء في بعض كتب الحنابلة مثل " الدليل " أنه يحرم بداءتهم أيضا بـ
" كيف أصبحت أو أمسيت ? " أو " كيف أنت أو حالك ? " فلا أعلم له دليلا من السنة
بل قد صرح في شرحه " منار السبيل " أنه قيس على السلام ! أقول : و لا يخفى أنه
قياس مع الفارق , لما في السلام من الفضائل التي لم ترد في غيره من الألفاظ
المذكورة . و الله أعلم .
مسألة أخرى جرى البحث فيها في المجلس المشار إليه , و هي : هل يجوز أن يقال في
رد السلام على غير المسلم : و عليكم السلام ? فأجبت بالجواز بشرط أن يكون سلامه
فصيحا بينا لا يلوي فيه لسانه , كما كان اليهود يفعلونه مع النبي صلى الله عليه
وسلم و أصحابه بقولهم : السام عليكم . فأمر النبي صلى الله عليه وسلم
بإجابابتهم بـ " و عليكم " فقط , كما ثبت في " الصحيحين " و غيرهما من حديث
عائشة . قلت : فالنظر في سبب هذا التشريع , يقتضي جواز الرد بالمثل عند تحقق
الشرط المذكور , و أيدت ذلك بأمرين اثنين :
الأول : قوله صلى الله عليه وسلم : " إن اليهود إذا سلم عليكم أحدهم فإنما يقول
: السام عليك , فقولوا : و عليك " أخرجه الشيخان , و البخاري أيضا في " الأدب
المفرد " ( 1106 ) . فقد علل النبي صلى الله عليه وسلم قوله : " فقولوا :
و عليك " بأنهم يقولون : السام عليك , فهذا التعليل يعطي أنهم إذا قالوا :
" السلام عليك " أن يرد عليهم بالمثل : " و عليك السلام " , و يؤيده الأمر
الآتي و هو : الثاني : عموم قوله تعالى *( و إذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها
أو ردوها )* فإنها بعمومها تشمل غير المسلمين أيضا .
هذا ما قلته في ذلك المجلس . و أزيد الآن فأقول : و يؤيد أن الآية على عمومها
أمران : الأول : ما أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ( 1107 ) و السياق له
و ابن جرير الطبري في " التفسير " ( 10039 ) من طريقين عن سماك عن عكرمة عن ابن
عباس قال : " ردوا السلام على من كان يهوديا أو نصرانيا أو مجوسيا ذلك بأن الله
يقول : *( و إذا حييتم بتحية ... )* الآية " .
قلت : و سنده صحيح لولا أنه من رواية سماك عن عكرمة و روايته عنه خاصة مضطربة
و لعل ذلك إذا كانت مرفوعة و هذه موقوفة كما ترى , و يقويها ما روى سعيد بن
جبير عن ابن عباس قال : لو قال لي فرعون : " بارك الله فيك " قلت : و فيك .
و فرعون قد مات . أخرجه البخاري في " أدبه " ( 113 ) , و سنده صحيح على شرط
مسلم .
و الآخر : قول الله تبارك و تعالى : *( لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في
الدين و لم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم و تقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين
)* . فهذه الآية صريحة بالأمر بالإحسان إلى الكفار المواطنين الذين يسالمون
المؤمنين و لا يؤذونهم و العدل معهم و مما لا ريب فيه أن أحدهم إذا سلم قائلا
بصراحة : " السلام عليكم " , فرددناه عليه باقتضاب : " و عليك " أنه ليس من
العدل في شيء بله البر لأننا في هذه الحالة نسوي بينه و بين من قد يقول منهم
" السام عليكم " , و هذا ظلم ظاهر . و الله أعلم .
705 " كان إذا أكل أو شرب قال : الحمد لله الذي أطعم و سقى و سوغه و جعل له مخرجا "
.
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 330 :
أخرجه أبو داود ( 3851 ) و ابن حبان ( 1351 ) و ابن السني في " عمل اليوم
و الليلة " ( 464 ) و الطبراني في " المعجم الكبير " ( 1 / 204 / 2 ) عن ابن
وهب : أخبرني سعيد بن أيوب عن أبي عقيل زهرة بن معبد القرشي عن أبي عبد الرحمن
الحبلي عن # أبي أيوب الأنصاري # قال : فذكره مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين . و تابعه رشدين بن سعد عن زهرة بن
معبد به . أخرجه الطبراني . و رشدين ضعيف من قبل حفظه مع صلاحه و عبادته .
706 " إن الله يبعث الأيام يوم القيامة على هيئتها و يبعث يوم الجمعة زهراء منيرة
أهلها يحفون بها كالعروس تهدى إلى كريمها تضيء لهم يمشون في ضوئها ألوانهم
كالثلج بياضا و ريحهم تسطع كالمسك يخوضون في جبال الكافور ينظر إليهم الثقلان
ما يطرقون تعجبا حتى يدخلوا الجنة لا يخالطهم أحد إلا المؤذنون المحتسبون " .
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 331 :
أخرجه ابن خزيمة في " صحيحه " ( 1 / 182 / 1 ) و الحاكم ( 1 / 277 ) من طريقين
عن الهيثم بن حميد أخبرني أبو معبد - و هو حفص بن غيلان - عن طاووس عن # أبي
موسى الأشعري # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : و هذا إسناد جيد رجاله ثقات . و قال الحاكم : " هذا حديث شاذ , صحيح
الإسناد , فإن أبا معبد من ثقات الشاميين الذين يجمع حديثهم و الهيثم بن حميد
من أعيان أهل الشام " . و وافقه الذهبي .
و أقول : وصف هذا الحديث الصحيح الإسناد بأنه شاذ , إنما هو اصطلاح تفرد به
الحاكم دون الجمهور , فقد نقلوا عنه أنه قال في " الشاذ " : " هو الذي يتفرد به
الثقة , و ليس له متابع " . و هذا خلاف قول الإمام الشافعي : " هو أن يروي
الثقة حديثا يخالف ما روى الناس , و ليس من ذلك أن يروي ما لم يرو غيره " .
و هذا هو الذي عليه جمهور العلماء من المتقدمين و المتأخرين , و خلافه هو الشاذ
و من الغريب أن تعريف الحاكم للشاذ بما سبق يلزم منه رد مئات الأحاديث الصحيحة
, لاسيما ما كان منها في كتابه هو نفسه " المستدرك " !
707 " كان داود أعبد البشر " .
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 331 :
أخرجه الترمذي ( 2 / 262 ) و الحاكم ( 2 / 433 ) من طريق عبد الله ابن ربيعة
الدمشقي : حدثني عائذ الله أبو إدريس الخولاني عن # أبي الدرداء # قال : قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . و قال الترمذي : " حسن غريب " .
و قال الحاكم : " صحيح الإسناد " . و رده الذهبي بقوله : " قلت : بل عبد الله
هذا قال أحمد : أحاديثه موضوعة " .
قلت هو عبد الله بن ربيعة بن يزيد , و وقع في " المستدرك " : " عبد الله ابن
يزيد " نسب إلى جده و انقلب على بعضهم فقال : " عبد الله بن يزيد بن ربيعة " .
و هو مجهول كما قال الحافظ في " التقريب " و لم أر أحدا ذكر قول أحمد المذكور
في ترجمته , حتى و لا الذهبي و إنما أورده في " الميزان " في ترجمة عبد الله بن
يزيد بن آدم الدمشقي روى عن واثلة و أبي أمامة . و هذا كما ترى غير المترجم ,
فإنه أعلى طبقة منه , هذا تابعي و ذاك من أتباع التابعين مع اختلاف اسم جدهما
و الله أعلم .
و بالجملة , فالإسناد ضعيف لجهالة عبد الله بن ربيعة هذا , لكني وجدت للحديث
شاهدا يتقوى به , يرويه عكرمة بن عمار حدثنا يحيى بن أبي كثير حدثني أبو سلمة
بن عبد الرحمن حدثنا عبد الله بن عمرو بن العاص قال : " أرسل إلي رسول الله صلى
الله عليه وسلم فقال : ألم أخبر أنك تقوم الليل , و تصوم النهار ? - و ذكر
الحديث بطوله - و قال : فقال النبي صلى الله عليه وسلم : صم صوم داود , فإنه
كان أعبد الناس كان يصوم يوما و يفطر يوما إنك لا تدري لعله أن يطول بك العمر "
. أخرجه مسلم ( 3 / 162 - 163 ) و ابن خزيمة في " صحيحه " ( 1 / 217 / 1 )
و السياق له . و له شاهد آخر عن أنس مرفوعا .
أخرجه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 1 / 267 ) . و عن ابن جدعان عن عطاء
مرسلا . أخرجه ابن نصر في " الصلاة " ( 8 / 1 ) .
و عن عبد الله بن يزيد بن ربيعة الدمشقي حدثنا أبو إدريس الخولاني عن أبي
الدرداء مرفوعا . أخرجه البخاري في " التاريخ " ( 3 / 1 / 229 ) .
708 " قال إبليس : كل خلقك بينت رزقه , ففيما رزقي ? قال : فيما لم يذكر اسمي عليه
" .
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 333 :
أخرجه أبو الشيخ في " كتاب العظمة " ( 12 / 128 / 1 ) و أبو نعيم في " الحلية "
( 8 / 126 ) و الضياء المقدسي في " الأحاديث المختارة " ( 257 / 2 ) من طرق عن
الهيثم بن أيوب الطالقاني حدثنا فضيل بن عياض عن منصور عن مسلم البطين عن سعيد
بن جبير عن # ابن عباس # مرفوعا . و قال أبو نعيم : " غريب من حديث منصور
و فضيل لم يروه عنه متصلا إلا الهيثم " .
قلت : و هو ثقة نبيل و من فوقه ثقات من رجال الشيخين , فالحديث صحيح الإسناد .
709 " لا يشرب الخمر رجل من أمتي فتقبل له صلاة أربعين صباحا " .
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 334 :
أخرجه ابن خزيمة في " صحيحه " ( 1 / 103 / 2 ) من طريق عبد الله بن يوسف حدثنا
محمد بن المهاجر عن عروة بن رويم عن ابن الديلمي - الذي كان يسكن بيت المقدس -
أنه مكث في طلب عبد الله بن عمرو بن العاص بالمدينة , فسأل عنه قالوا : قد سافر
إلى مكة , فاتبعه فوجده قد سار إلى الطائف , فاتبعه , فوجده في مزرعة يمشي
مخاصرا رجلا من قريش , و القرشي يزن بالخمر , فلما لقيته سلمت عليه وسلم علي ,
قال : ما غدا بك اليوم , و من أين أقبلت ? فأخبرته , ثم سألته : هل سمعت يا
# عبد الله بن عمرو # رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر شراب الخمر بشيء . ? !
قال : نعم , فانتزع القرشي يده ثم ذهب , فقال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم
يقول : فذكره .
قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط مسلم . و من هذا الوجه أخرجه الحاكم ( 1 / 257
- 258 ) و قال : " صحيح على شرط الشيخين " ! و وافقه الذهبي !
قلت : و ابن المهاجر هذا و هو الأنصاري الشامي لم يخرج له البخاري إلا في
" الأدب المفرد " . و قد تابعه عثمان بن حصين بن علان الدمشقي عن عروة به دون
القصة و قال : " يوما " بدل " صباحا " . أخرجه النسائي ( 2 / 230 ) و سنده صحيح
أيضا .
710 " أبشر عمار , تقتلك الفئة الباغية " .
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 335 :
أخرجه الترمذي ( 2 / 310 ) من طريق العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن # أبي
هريرة # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره و قال : " حديث حسن
صحيح " .
قلت : و إسناده صحيح على شرط مسلم . و قد أخرجه في " صحيحه " ( 8 / 185 , 186 )
و أحمد ( 5 / 306 , 306 - 307 ) من حديث أبي سعيد الخدري قال : أخبرني من هو
خير مني ( أبو قتادة ) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعمار حين جعل يحفر
الخندق و جعل يمسح رأسه و يقول : " بؤس ابن سمية , تقتلك ... " الحديث .
و أخرجه البخاري ( 1 / 124 , 2 / 205 ) و أحمد ( 3 / 5 , 22 , 28 , 91 ) من
طريق أخرى عن أبي سعيد في قصة بناء المسجد , قال : " فرآه النبي صلى الله عليه
وسلم , فجعل ينفض التراب عنه و يقول : " ويح عمار تقتله الفئة الباغية يدعوهم
إلى الجنة و يدعونه إلى النار " قال عمار : أعوذ بالله من الفتن . و قد ورد
الحديث عن جماعة آخرين من الصحابة عند مسلم و أحمد ( 2 / 161 , 164 , 206 , 4 /
197 , 179 , 5 / 215 , 6 / 289 , 300 , 311 , 315 ) و ابن سعد في " الطبقات "
( 1 / 2 / 3 , 3 / 1 / 177 , 180 , 181 , 185 ) و أبي نعيم في " الحلية " ( 4 /
361 , 7 / 198 ) و الحاكم في " المستدرك " ( 3 / 386 - 387 ) و الخطيب في
" التاريخ " ( 11 / 218 ) .
711 " يخرج في آخر أمتي المهدي يسقيه الله الغيث و تخرج الأرض نباتها و يعطي المال
صحاحا و تكثر الماشية و تعظم الأمة يعيش سبعا أو ثمانيا , يعني حجة " .
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 336 :
أخرجه الحاكم ( 4 / 557 - 558 ) من طريق سعيد بن مسعود حدثنا النضر بن شميل
حدثنا سليمان بن عبيد حدثنا أبو الصديق الناجي عن # أبي سعيد الخدري # رضي الله
عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .
قلت : و هذا سند صحيح , رجاله ثقات و سليمان بن عبيد هو السلمي قال ابن معين :
ثقة : و قال أبو حاتم : صدوق . كما في " الجرح و التعديل : ( 2 / 1 / 95 ) .
و سعيد بن مسعود , كذا وقع في " المستدرك " ( سعيد ) و الصواب " سعد " و هو ابن
مسعود المروزي , قال ابن حاتم ( 2 / 1 / 95 ) : " روى عن إسحاق بن منصور
السلولي و روح بن عبادة و خلف بن تميم و محمد بن مصعب القرقساني , كتب إلى أبي
و أبي زرعة و إلى ببعض حديثه و هو صدوق " . و قال الحاكم : " صحيح الإسناد " .
و وافقه الذهبي . و قد رواه بعض المجهولين عن أبي الصديق مطولا , فهو من حصة
الكتاب الآخر ( 1588 ) .
712 أبشروا و بشروا من وراءكم أنه من شهد أن لا إله إلا الله صادقا دخل الجنة " .
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 337 :
أخرجه أحمد ( 4 / 402 , 411 ) من طريقين عن حماد بن سلمة حدثنا أبو عمران
الجوني عن # أبي بكر بن أبي موسى عن أبيه # قال : " أتيت النبي صلى الله عليه
وسلم و معي نفر من قومي , فقال : ( فذكره ) فخرجنا من عند النبي صلى الله عليه
وسلم نبشر الناس , فاستقبلنا عمر بن الخطاب فرجع بنا إلى رسول الله صلى الله
عليه وسلم , فقال ( رسول الله صلى الله عليه وسلم : من ردكم ? قالوا : عمر ,
قال : لم رددتهم يا عمر ) فقال عمر : إذا يتكل الناس , قال : فسكت رسول الله
صلى الله عليه وسلم " .
قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط مسلم , و أبو عمران الجوني اسمه عبد الملك بن
حبيب الأزدي . و أما أبو بكر بن أبي موسى , فلم يذكروا له اسما .
و روى النسائي - و لعله في الكبرى - عن سهل بن حنيف و عن زيد بن خالد الجهني
مرفوعا بلفظ " بشر الناس أنه من قال : لا إله إلا الله وحده لا شريك له وجبت له
الجنة " . و ذكره في " المجمع " ( 1 / 18 ) من رواية الطبراني في " الكبير " عن
زيد بن خالد و قال : " و رجاله موثقون " .
713 " أبشروا أبشروا أليس تشهدون أن لا إله إلا الله و أني رسول الله ? قالوا : نعم
, قال : فإن هذا القرآن سبب طرفه بيد الله و طرفه بأيديكم , فتمسكوا به , فإنكم
لن تضلوا و لن تهلكوا بعده أبدا " .
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 338 :
رواه عبد بن حميد في " المنتخب من المسند " ( 58 / 1 ) : حدثنا ابن أبي شيبة
حدثنا أبو خالد الأحمر عن عبد الحميد بن جعفر عن سعيد بن أبي سعيد عن # أبي
شريح الخزاعي # قال : " خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال " : فذكره
, ثم رأيته في " المصنف " لابن أبي شيبة ( 12 / 165 ) بهذا السند , و أخرجه ابن
نصر في " قيام الليل " ( 74 ) من طريق أخرى عن أبي خالد الأحمر به .
قلت : و هذا سند صحيح على شرط مسلم . و له شاهد مرسل أخرجه أبو الحسين الكلابي
في " حديثه " ( 240 / 1 ) عن الليث بن سعد عن سعيد ( يعني المقبري ) عن نافع بن
جبير به مرسلا .
قلت : و هذا مرسل صحيح الإسناد و هو أصح من الموصول . و قد وصله الطبراني في
" المعجم الكبير " ( 1 / 77 / 1 ) من طريق أبي عبادة الزرقي الأنصاري أنبأنا
الزهري عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه قال : " كنا مع رسول الله صلى الله
عليه وسلم بالجحفة فخرج علينا فقال ... " فذكره لكن أبو عبادة هذا متروك و اسمه
عيسى بن عبد الرحمن بن فروة .
714 " أبشري يا أم العلاء , فإن مرض المسلم يذهب الله به خطاياه كما تذهب النار خبث
الذهب و الفضة " .
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 339 :
أخرجه أبو داود ( 3092 ) : حدثنا سهل بن بكار عن أبي عوانة عن عبد الملك بن
عمير عن # أم العلاء # قالت : " عادني رسول الله صلى الله عليه وسلم و أنا
مريضة , فقال ... " فذكره .
قلت : و هذا إسناد جيد , و رجاله ثقات رجال البخاري و في بعضهم كلام لا يضر .
( تنبيه ) : أورد السيوطي هذا الحديث في " الجامع الكبير " ( 1 / 6 / 2 ) من
رواية الطبراني فقط عن أبي العلاء ! و لم يورده الهيثمي في " المجمع ? لأنه في
" السنن " , فليس على شرطه .
و للحديث طريق أخرى عن أم العلاء بلفظ : " اصبري , فإنه ( يعني وجع الحمى )
يذهب خبث المؤمن كما تذهب النار خبث الحديد " . أخرجه ابن السكن و ابن منده من
طريق الزبيدي عن يونس بن سيف أن حرام بن حكيم أخبره عن عمته أم العلاء . " أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم عادها من حمى , فرآها تضور من شدة الوجع فقال لها
... " . الحديث . كذا في " الإصابة " لابن حجر .
قلت : و هذا إسناد رجاله ثقات فهو إسناد جيد و له شاهد من طريق فاطمة الخزاعية
قالت : " عاد النبي صلى الله عليه وسلم امرأة من الأنصار و هي وجعة , فقال لها
: كيف تجدينك ? قالت : بخير إلا أن أم ملدم قد برحت بي , فقال النبي صلى الله
عليه وسلم " اصبري فإنها ... " الحديث . قال الهيثمي ( 2 / 307 ) : " رواه
الطبراني في " الكبير " و رجاله رجال الصحيح " . و له شاهد آخر من حديث خالد بن
يزيد عن أبي الزبير عن جابر : " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عاد امرأة من
الأنصار , فقال لها : أهي أم ملدم ? قالت : نعم , فلعنها الله , فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم : لا تسبيها , فإنها تغسل ذنوب العبد كما يذهب الكير خبث
الحديد " . أخرجه الحاكم ( 1 / 346 ) و قال : " صحيح على شرط مسلم و إنما أخرجه
بغير هذا اللفظ من حديث حجاج ابن أبي عثمان عن أبي الزبير " و وافقه الذهبي .
قلت : حديث حجاج يأتي بعده . و خالد بن يزيد هو الجمحي المصري و هو ثقة محتج به
في " الصحيحين " .
715 " لا تسبي الحمى , فإنها تذهب خطايا بني آدم كما يذهب الكير خبث الحديد " .
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 341 :
أخرجه مسلم ( 8 / 16 ) و البخاري في " الأدب المفرد " ( 516 ) و البيهقي ( 3 /
377 ) من طريق أبي الزبير , حدثنا # جابر بن عبد الله # : " أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم دخل على أم السائب أو أم المسيب , فقال : مالك يا أم السائب أو
يا أم المسيب تزفزفين ? قالت : الحمى لا بارك الله فيها , فقال : ... " فذكره .
و رواه ابن ماجه ( 2 / 348 ) من حديث أبي هريرة مرفوعا نحوه دون القصة .
و فيه موسى بن عبيدة ضعيف .
716 " المسجد بيت كل تقي " .
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 341 :
أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 6 / 176 ) و القضاعي في " مسند الشهاب " ( 1 /
140 / 2 ) من طريقين عن عبد الله بن معاوية الجمحي حدثنا صالح بن بشير المري عن
الجريري عن أبي عثمان قال :
" كتب # سلمان # إلى أبي الدرداء : يا أخي عليك بالمسجد فالزمه , فإني سمعت
النبي صلى الله عليه وسلم يقول ... " . فذكره , و قال أبو نعيم : " غريب من
حديث صالح , لم نكتبه إلا من هذا الوجه " .
قلت : و صالح ضعيف .
و له طريق أخرى , أخرجه القضاعي أيضا ( 8 / 2 - النسخة المغربية ) و ابن عساكر
( 13 / 378 / 1 ) من طريق الربيع بن ثعلب قال : أنبأنا إسماعيل بن عياش عن مطعم
بن المقدام و غيره عن محمد بن واسع قال : " كتب أبو الدرداء إلى سلمان : أما
بعد يا أخي , فاغتنم صحتك قبل سقمك , و فراغك قبل أن ينزل من البلاء ما لا
يستطيع أحد من الناس رده , و يا أخي اغتنم دعوة المؤمن المبتلى , و يا أخي ليكن
المسجد بيتك , فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ... " فذكره .
قلت : و هذا إسناد رجاله ثقات , فهو جيد لولا الانقطاع بين الربيع و أبي
الدرداء , فإنه لم يسمع منه و لا من غيره من الصحابة , لكن إذا ضم إليه الطريق
الأولى الموصولة أخذ الحديث قوة , و ارتقى إلى درجة الحسن إن شاء الله تعالى .
و قد أخرجه ابن الجوزي في " صفوة الصفوة " ( 1 / 198 / 1 ) من طريق عبد الرزاق
حدثنا معمر عن صاحب له أن أبا الدرداء كتب إلى سلمان به . و هذا منقطع أيضا .
717 " كان إذا اعتم سدل عمامته بين كتفيه " .
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 343 :
أخرجه الترمذي ( 1 / 323 ) و العقيلي في " الضعفاء " ( ص 246 ) من طريق يحيى بن
محمد الجاري عن عبد العزيز بن محمد عن عبيد الله بن عمر عن # ابن عمر # مرفوعا
. و قال الترمذي : " هذا حديث حسن غريب " .
قلت : و رجاله ثقات رجال مسلم غير الجاري , فإنه قد ضعف فقال البخاري " يتكلمون
فيه " . و ذكره ابن حبان في " الثقات " و قال : " يغرب " , و قال ابن عدي :
" ليس بحديثه بأس " . و أورده الذهبي في " الضعفاء " مع قول البخاري فيه .
و قال الحافظ : " صدوق يخطىء " .
قلت : و مثله مما يتردد النظر في الحكم على حديثه بين الحسن و الضعف , لكن قال
العقيلي : " إن هذا الحديث ذكر للإمام أحمد فأنكره , و قال : إنما هذا موقوف "
. ذكره في ترجمة عبد العزيز بن محمد و هو الدراوردي , و لعل إعلاله بالراوي عنه
و هو الجاري أولى . نعم إنه لم يتفرد به , فقد قال ابن سعد في " الطبقات " ( 1
/ 456 - طبع بيروت ) : أخبرنا محمد بن سليم العبدي حدثني الدراوردي به .
قلت : لكن محمد بن سليم هذا ممن لا يفرح بمتابعته , لشدة ضعفه فقد قال ابن معين
: " ليس بثقة , يكذب في الحديث " , و ضعفه ابن أبي حاتم ( 3 / 2 / 275 ) عن
أبيه . و للحديث شاهد يرويه أبو شيبة الواسطي عن طريف بن شهاب عن الحسن قال :
فذكره مرفوعا . أخرجه ابن سعد . و هذا مع إرساله , فإن أبا شيبة الواسطي و اسمه
عبد الرحمن بن إسحاق ضعيف كما جزم به الحافظ في " التقريب " و قال الذهبي في
" الضعفاء و المتروكين " : " ضعفوه " : قلت : و قد ضعفه البخاري جدا فقال :
" فيه نظر " و لذلك فلا يصلح شاهدا لحديث ابن عمر , و عليه لم تطب نفسي لإيراده
في " الصحيحة " فأوردته هنا , فإن وجدت له فيما بعد شاهدا معتبرا نقلته إليها .
و الله أعلم . ثم رأيت ما يوجب نقله إليها , فقد أخرجه الخطيب ( 11 / 293 ) من
طريق عثمان بن نصر البغدادي حدثنا الوليد بن شجاع حدثنا عبد العزيز ابن محمد
الدراوردي به .
و هذه متابعة قوية للجاري , فإن ابن شجاع هذا ثقة من رجال مسلم , لكن عثمان بن
نصر هذا لم يزد الخطيب في ترجمته على قوله : " وقع حديثه إلى الغرباء " !
ثم ساق له هذا الحديث , و لم يذكر له وفاة , و لا جرحا أو تعديلا .
لكن له طريق أخرى , فقال الهيثمي في " المجمع " ( 5 / 120 ) : " و عن أبي عبد
السلام قال : قلت لابن عمر : كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتم ? قال
: كان يدور كور عمامته على رأسه , و يغرزها من ورائه , و يرسلها بين كتفيه .
رواه الطبراني في " الأوسط " و رجاله رجال الصحيح خلا أبا عبد السلام و هو ثقة
" . و قال : " و عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله
عليه وسلم كان إذا اعتم أرخى عمامته بين يديه , و من خلفه . رواه الطبراني في
" الأوسط " و فيه الحجاج بن رشدين و هو ضعيف " .
و بالجملة فالحديث بهذه الطرق صحيح . و الله أعلم .
و مما يشهد له حديث عمرو بن حريث قال : " كأني أنظر إلى رسول الله صلى الله
عليه وسلم على المنبر , و عليه عمامة سوداء , قد أرخى طرفيها ( و في رواية :
طرفها ) بين كتفيه " . أخرجه مسلم ( 4 / 112 ) و أبو داود ( 4077 ) و النسائي (
2 / 300 ) - و الرواية الأخرى لهما - و ابن ماجه ( 3587 ) .
و من ذلك حديث عائشة : " أن جبريل عليه السلام أتى النبي صلى الله عليه وسلم
على برذون , و عليه عمامة طرفها بين كتفيه , فسألت النبي صلى الله عليه وسلم ?
فقال : رأيته ? ذاك جبريل عليه السلام " . أخرجه أحمد ( 6 / 148 , 152 )
و الحاكم ( 4 / 193 - 194 ) و قال : " صحيح الإسناد " . و وافقه الذهبي .
قلت : و قد وهما , فإن فيه عبد الله بن عمر العمري المكبر و هو ضعيف .
718 " من ترك اللباس تواضعا لله , و هو يقدر عليه , دعاه الله يوم القيامة على رءوس
الخلائق حتى يخير من أي حلل الإيمان شاء يلبسها " .
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 346 :
أخرجه الترمذي ( 2 / 79 ) و الحاكم ( 4 / 183 ) و أحمد ( 3 / 439 ) و أبو نعيم
في " الحلية " ( 8 / 48 ) من طريق أبي مرحوم عبد الرحيم بن ميمون عن # سهل بن
معاذ بن أنس الجهني عن أبيه # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره
. و قال الترمذي : " حديث حسن , و معنى قوله ( حلل الإيمان ) يعني ما يعطى أهل
الإيمان من حلل الجنة " . و قال الحاكم : " صحيح الإسناد " . و وافقه الذهبي .
قلت : و الأقرب إلى الصواب أنه حسن كما قال الترمذي , فإن في أبي مرحوم بعض
الكلام , لكنه لا يضر في حديثه كما بينته في " الإرواء " ( 1989 ) . لاسيما
و لم يتفرد به , بل تابعه زبان بن فائد عن سهل بن معاذ به .
أخرجه أحمد ( 3 / 438 ) و أبو نعيم و الحاكم أيضا ( 1 / 61 ) ذكره شاهدا و قال
: " يتفرد به زبان " ! كذا قال , و كأنه نسي طريق أبي مرحوم المتقدمة .
و زبان فيه ضعف من قبل حفظه . و تابعه محمد بن عجلان عن سهل بن معاذ به .
أخرجه أبو نعيم ( 8 / 47 ) من طريق بقية بن الوليد عن إبراهيم بن أدهم عن محمد
بن عجلان . و بقية مدلس و قد عنعنه . و تابعه خير بن نعيم عن سهل بن معاذ به .
أخرجه أبو نعيم أيضا من طريق ابن لهيعة عنه . و ابن لهيعة ضعيف .
و بالجملة فالحديث صحيح بهذه المتابعات .
719 " نهى أن ينتعل الرجل قائما " .
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 347 :
ورد عن جمع من الصحابة , منهم # أبو هريرة و عبد الله بن عمر و أنس و جابر # .
1 - أما حديث أبي هريرة , فله عنه طرق أربعة :
الأولى : عند ابن ماجه ( 2 / 380 ) : حدثنا علي بن محمد حدثنا أبو معاوية عن
الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعا .
و هذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير علي بن محمد و هو ابن إسحاق الطنافسي
و هو ثقة , فهو إسناد صحيح إن كان الأعمش سمعه من أبي صالح , فقد وصف بالتدليس
, و مع ذلك أخرج له الشيخان في " الصحيحين " بالعنعنة كثيرا من الأحاديث بهذا
الإسناد !
الثانية : رواه الترمذي ( 1 / 328 ) و العقيلي في " الضعفاء " ( 78 ) عن الحارث
بن نبهان عن معمر عن عمار بن أبي عمار عنه به . و قال الترمذي :
" هذا حديث غريب , و روى عبد الله بن عمرو الرقي هذا الحديث عن معمر عن قتادة
عن أنس , و كلا الحديثين لا يصح عند أهل الحديث , و الحارث بن نبهان ليس عندهم
بالحافظ , و لا نعرف لحديث قتادة عن أنس أصلا " .
و قال العقيلي بعد أن ساق عدة أحاديث للحارث هذا : " كل هذه الأحاديث لا يتابع
عليها , أسانيدها مناكير و المتون معروفة بغير هذه الأسانيد " .
قلت : و الحارث هذا متروك و قد خالفه الرقي كما تقدم في كلام الترمذي , و هو
ثقة فروايته عن معمر هي الصواب , و يأتي الكلام عليها .
الثالثة : عن سلمة بن حبيب عن عروة بن علي السهمي عنه .
أخرجه ابن مخلد في " المنتقى من أحاديثه " ( 82 / 1 ) و العقيلي في " الضعفاء "
( 331 ) و قال : " عروة مجهول بالنقل , و سلمة نحوه " . و كذا قال الذهبي .
الرابعة : عن سعيد بن بشير عن عمر بن دارم عن سيف بن كريب عنه مرفوعا .
أخرجه ابن الأعرابي في " المعجم " ( 18 / 1 ) .
و هذا إسناد ضعيف , سعيد بن بشير ضعيف , و من فوقه لم أعرفهما .
2 - أما حديث ابن عمر , فقال ابن ماجه : حدثنا علي بن محمد حدثنا وكيع عن سفيان
عن عبد الله بن دينار عنه .
قلت : و هذا إسناد صحيح , رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير علي بن محمد و هو
ابن أبي الخصيب , و هو صدوق ربما أخطأ كما قال الحافظ .
3 - و أما حديث أنس , فيرويه سليمان بن عبيد الله الرقي حدثنا عبيد الله بن
عمرو عن قتادة عنه به مرفوعا .
أخرجه الترمذي و أبو يعلى في " مسنده " ( 3 / 769 ) و عنه الضياء المقدسي في
" المختارة " ( 205 / 1 ) , و الروياني في " مسنده " ( 240 / 2 ) و قال الترمذي
: " هذا حديث غريب , قال محمد بن إسماعيل : و لا يصح هذا الحديث , و لا حديث
معمر عن عمار أبي عمار عن أبي هريرة " .
قلت : و رجال هذا ثقات رجال الشيخين غير سليمان الرقي فهو صدوق ليس بالقوي كما
في " التقريب " , فمثله يصلح للاستشهاد به , لاسيما و قد روي من غير طريقه عن
أنس , فقد أورده الهيثمي في " المجمع " ( 5 / 139 ) و قال :
" رواه البزار , و فيه عنبسة بن سالم , قال البزار : " لا نعلمه توبع على هذا
" و ضعفه أبو داود " .
قلت : و عنبسة هذا ليس في الطريق الأولى , فلعله رواه بإسناد آخر عن أنس .
و الله أعلم . ثم تحقق ما رجوته , فقد رأيته في " زوائد البزار " ( ص 171 ) من
طريق عنبسة هذا عن عبيد الله بن أبي بكر عن أنس . و سائر رجاله ثقات .
4 - و أما حديث جابر , فأخرجه أبو داود ( 2 / 187 ) من طريق أبي الزبير عنه
مرفوعا .
و رجاله ثقات فهو صحيح لولا عنعنة أبي الزبير , على أن مسلما قد أخرج عشرات
الأحاديث من روايته عن جابر معنعنا من غير طريق الليث عنه , فهو على كل حال
شاهد جيد , لاسيما و قد قال النووي في " رياضه " : إسناده حسن . كما نقله
المناوي في " الفيض " : و خلاصة القول : أن الحديث بمجموع طرقه صحيح بلا ريب ,
و الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات .
( تنبيه ) قال المناوي : " و الأمر في الحديث للإرشاد , لأن لبسها قاعدا أسهل
و أمكن , و منه أخذ الطيبي و غيره تخصيص النهي بما في لبسه قائما تعب ,
كالتاسومة و الخف , لا كقبقاب و سرموزة " . و الله تعالى أعلم بحكم تشريعه
و نواهيه .
720 " كان يكثر دهن رأسه و يسرح لحيته بالماء " .
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 351 :
رواه ابن الأعرابي في " المعجم " ( 59 / 1 ) أنبأنا محمد ( يعني ابن هارون )
أنبأنا مسلم بن إبراهيم أنبأنا مبشر بن مكسر عن أبي حازم عن # سهل بن سعد #
مرفوعا . قلت : و هذا إسناد حسن , رجاله ثقات غير محمد بن هارون و هو ابن عيسى
أبو بكر الأزدي الرزاز , ترجمه الخطيب ( 3 / 354 ) و قال : " روى عنه أبو
العباس بن عقدة , و ... و ... أحاديث مستقيمة و قال الدارقطني : ليس بالقوي " .
و مبشر بن مكسر , قال ابن معين : صويلح . و قال ابن أبي حاتم عن أبيه : لا بأس
به . و بقية رجاله رجال الشيخين .
و الحديث عزاه في " الجامع الصغير " للبيهقي في " شعب الإيمان " عن سهل بن سعد
. و قال المناوي : " و كذا الترمذي في الشمائل " .
قلت : و هو وهم , فليس هو في " الشمائل " من حديث سهل , و إنما من حديث أنس بن
مالك كما خرجته على " المشكاة " ( 4445 ) و بينت هناك أن إسناده ضعيف , فهو
شاهد لا بأس به لهذا , و الله أعلم .
721 " الدينار كنز و الدرهم كنز و القيراط كنز , قالوا : يا رسول الله أما الدينار
و الدرهم فقد عرفناهما , فما القيراط ? قال : نصف درهم , نصف درهم , نصف درهم "
.
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 352 :
أخرجه الطحاوي في " مشكل الآثار " ( 2 / 107 ) من طريق أبي عبد الرحمن المقرىء
: حدثنا ابن لهيعة عن ابن هبيرة عن أبي تميم الجيشاني عن # أبي هريرة # قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : و هذا إسناد جيد , و رجاله ثقات , و ابن لهيعة إنما يتقى حديثه إذا كان
من رواية غير العبادلة عنه , فإن حديثهم عنه صحيح , كما نص عليه أهل العلم في
ترجمته , و هذا من رواية أحدهم عنه , و هو أبو عبد الرحمن فإنه عبد الله بن
يزيد المقرىء , و تابعه ثانيهم عبد الله بن وهب , ذكره من طريقه ابن أبي حاتم
في " العلل " ( 1 / 219 - 220 ) و قال : " قال أبي : هذا حديث منكر " !
و لا وجه لهذا عندي , و كأنه جرى على الجادة في حديث ابن لهيعة , و الصواب
التفصيل الذي ذكرته , و هو التفريق بين حديث العامة عنه و حديث العبادلة .
و الله أعلم . و من هذا التفصيل يتبين لك وجه قول المناوي في شرح قول السيوطي
في " الجامع الصغير " : " رواه ابن مردويه عن أبي هريرة " قال :
" بإسناد ضعيف , و رواه عنه في " الفردوس " و بيض لسنده " .
و وجهه أنه يحتمل أن يكون عند ابن مردويه من طريق غير العبادلة عن ابن لهيعة أو
من طريق غيره من الضعفاء . و الله أعلم .
722 " إذا خفضت فأشمى و لا تنهكي , فإنه أسرى للوجه و أحظى للزوج " .
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 353 :
رواه الدولابي ( 2 / 122 ) و الخطيب في " التاريخ " ( 5 / 327 ) عن محمد بن
سلام الجمحي مولى قدامة بن مظعون قال : حدثنا زائدة بن أبي الرقاد أبو معاذ عن
ثابت عن # أنس بن مالك # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأم عطية :
فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف , رجاله ثقات غير زائدة بن أبي الرقاد فإنه منكر الحديث
كما قال الحافظ في " التقريب " . و أما قول الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 5 /
172 ) : " رواه الطبراني في " الأوسط " و إسناده حسن " . فإن كان من غير هذا
الوجه فمحتمل و إن كان منه فلا و ما أراه إلا منه , فقد رأيت ابن عدي قد أخرجه
في " الكامل " ( 150 / 2 ) و قال : " هذا يرويه عن ثابت زائدة بن أبي الرقاد
و لا أعلم يرويه غيره , و زائدة له أحاديث حسان , و في بعض أحاديثه ما ينكر " .
قلت : و روى الخطيب عن القواريري أنه أنكر هذا الحديث .
قلت : لكن للحديث طريق أخرى عن أنس أخرجه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 1 /
245 ) عن إسماعيل بن أبي أمية حدثنا أبو هلال الراسبي : سمعت الحسن : حدثنا أنس
قال : " كانت ختانة بالمدينة يقال لها : أم أيمن , فقال : لها النبي صلى الله
عليه وسلم ... " فذكره .
قلت : و رجاله موثقون غير إسماعيل هذا و الظاهر أنه الذي في " الميزان "
و " اللسان " : " إسماعيل بن أمية , و يقال : ابن أبي أمية حدث عن أبي الأشهب
العطاردي تركه الدارقطني " .
و له شاهد من حديث علي قال : " كانت خفاضة بالمدينة , فأرسل إليها رسول الله
صلى الله عليه وسلم : ... " فذكره . أخرجه الخطيب ( 12 / 291 ) من طريق عوف بن
محمد أبي غسان حدثنا أبو تغلب عبد الله بن أحمد بن عبد الرحمن الأنصاري حدثنا
مسعر عن عروة بن مرة عن أبي البختري عنه . ذكره في ترجمة عوف هذا و قال عن ابن
منده : " روى عنه عمرو بن علي و بندار " , و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا .
و أبو تغلب هذا لم أجد له ترجمة .
و بقية رجاله معروفون ثقات من رجال " التهذيب " لكن أبا البختري لم يسمع من علي
شيئا و اسمه سعيد بن فيروز .
و له شاهد آخر , عن الضحاك بن قيس قال : " كانت أم عطية خافضة في المدينة ,
فقال النبي صلى الله عليه وسلم فذكره . أخرجه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 8
/ 206 / 1 ) عن أبي أمية الطرسوسي أنبأنا منصور بن صقير أنبأنا عبيد الله بن
عمرو عن عبد الملك بن عمير عنه . و قال : " ذكر أبو الطيب أن الضحاك بن قيس هذا
آخر غير الفهيري " .
قلت : و هو الذي جزم به غير واحد و حكاه في " التهذيب " عن ابن معين و الخطيب .
قال المفضل الغلابي في " أسئلة ابن معين " : " و سألته عن حديث حدثنيه عبد الله
بن جعفر - هو الرقي - عن عبيد الله بن عمرو - هو الرقي - قال : حدثني رجل من
أهل الكوفة ( عن عبد الملك بن عمير ) عن الضحاك بن قيس قال : ( قلت : فذكره )
فقال : الضحاك بن قيس ليس بالفهري " .
قلت : و رواية ابن جعفر هذه تدل على أنه سقط من إسناد ابن عساكر الرجل الكوفي
و لعل ذلك من منصور بن صقير , فإنه ضعيف , و من طريقه أخرجه ابن منده كما في
" التهذيب " . و قد جاءت رواية فيها تسمية الرجل الكوفي , أخرجها أبو داود
( 5271 ) من طريق مروان حدثنا محمد بن حسان الكوفي , عن عبد الملك بن عمير عن
أم عطية الأنصارية : " أن امرأة كانت تختن في المدينة , فقال النبي صلى الله
عليه وسلم ... " فذكره بنحوه . و قال : " روي عن عبيد الله بن عمرو عن عبد
الملك بمعناه و إسناده , قال أبو داود : ليس هو بالقوي و قد روي مرسلا , و محمد
بن حسان مجهول و هذا الحديث ضعيف " . قلت : و سبب الضعف الجهالة و الاضطراب في
إسناده كما ترى , و قد قال الحافظ عقب رواية ابن صقير عند ابن منده : " و قد
أدخل عبد الله بن جعفر الرقي , و هو أوثق من منصور بين عبيد الله و عبد الملك
الرجل الكوفي الذي لم يسمه , فيظهر من رواية مروان بن معاوية أنه محمد بن حسان
الكوفي فهو الذي تفرد به و هو مجهول . و يحصل من هذا أنه اختلف على عبد الملك
بن عمير هل رواه عن أم عطية بواسطة أو لا ? و هل رواه الضحاك عن النبي صلى الله
عليه وسلم و سمعه منه أو أرسله ? أو أخذه عن أم عطية ? أو أرسله عنها ? كل ذلك
محتمل " .
و أقول : لكن مجيء الحديث من طرق متعددة و مخارج متباينة لا يبعد أن يعطي ذلك
للحديث قوة يرتقي بها إلى درجة الحسن , لاسيما و قد حسن الطريق الأولى الهيثمي
كما سبق , و الله أعلم .
ثم وجدت للكوفي متابعا , أخرجه الحاكم ( 3 / 525 ) من طريق هلال بن العلاء
الرقي حدثنا عبيد الله بن عمرو عن زيد بن أبي أنيسة عن عبد الملك بن عمير عن
الضحاك ابن قيس , قال : " كانت بالمدينة امرأة تخفض ... " الحديث .
و سكت عليه الحاكم و الذهبي , و رجاله ثقات , غير العلاء بن هلال الرقي والد
هلال , قال الحافظ : فيه لين . و زيد بن أبي أنيسة حراني , فلم يتفرد به محمد
بن حسان الكوفي . و الله أعلم . و الضحاك بن قيس صحابي ثبت سماعه في غير ما
حديث واحد , و سيأتي أحدها برقم ( 1189 ) .
و وجدت له شاهدا آخر يرويه مندل بن علي عن ابن جريج عن إسماعيل بن أمية عن نافع
عن ابن عمر قال : " دخل على النبي صلى الله عليه وسلم " نسوة من الأنصار فقال :
يا نساء الأنصار اخضبن غمسا و اخفضن و لا تنهكن فإنه أحظى عند أزواجكن و إياكن
و كفر المنعمين " . قال : مندل : يعني الزوج " . أخرجه البزار ( 175 ) و قال :
" مندل ضعيف " . و كذا قال الهيثمي في " المجمع " ( 5 / 171 - 172 ) و زاد :
" وثق , و بقية رجاله ثقات " .
قلت : و بالجملة فالحديث بهذه الطرق و الشواهد صحيح . و الله أعلم .
و أعلم أن ختن النساء كان معروفا عند السلف خلافا لما يظنه من لا علم عنده ,
فإليك بعض الآثار في ذلك :
1 - عن الحسن قال : " دعي عثمان بن أبي العاص إلى طعامه , فقيل : هل تدري ما
هذا ? هذا ختان جارية ! فقال : هذا شيء ما كنا نراه على عهد رسول الله صلى الله
عليه وسلم فأبى أن يأكل " . أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 3 / 7 / 2 )
من طريق أبي حمزة العطار عنه .
قلت : و أبو حمزة اسمه إسحاق بن الربيع حسن الحديث كما قال أبو حاتم , و سائر
رواته موثقون , فإن كان الحسن سمعه من عثمان فهو سند حسن . و قد رواه محمد بن
إسحاق عن طلحة بن عبيد الله بن كريز عن الحسن به دون ذكر " جارية " .
أخرجه الطبراني أيضا و أحمد ( 4 / 217 ) , و إسناده جيد لولا عنعنة ابن إسحاق ,
فإنه مدلس , و به أعله الهيثمي ( 4 / 60 ) .
2 - عن أم المهاجر قالت : " سبيت و جواري من الروم , فعرض علينا عثمان الإسلام
, فلم يسلم منا غيري و غير أخرى فقال : اخفضوهما و طهروهما , فكنت أخدم عثمان "
. أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ( 1245 , 1246 ) .
3 - عن أم علقمة " أن بنات أخي عائشة ختن , فقيل لعائشة : ألا ندعو لهن من
يليهن ? قالت : بلى , فأرسلت إلى عدي , فأتاهن , فمرت عائشة في البيت , فرأته
يتغنى , و يحرك رأسه طربا - و كان ذا شعر كثير - فقالت : أف , شيطان ! أخرجوه ,
أخرجوه " . أخرجه البخاري في " الأدب " ( 1247 ) .
قلت : و إسناده محتمل للتحسين , رجاله ثقات , غير أم علقمة هذه و اسمها مرجانة
وثقها العجلي و ابن حبان , و روى عنها ثقتان .
723 " اخرجي فجدي نخلك لعلك أن تصدقي منه أو تفعلي خيرا . قاله للمطلقة ثلاثا و هي
في عدتها " .
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 358 :
أخرجه مسلم ( 4 / 200 ) و أبو داود ( 1 / 525 - طبعة الحلبي ) و الدارمي ( 2 /
168 ) و ابن ماجه ( 1 / 627 ) و الحاكم ( 2 / 207 ) و أحمد ( 3 / 321 ) من طرق
عن ابن جريج عن أبي الزبير عن # جابر # قال : " طلقت خالتي ثلاثا , فخرجت تجد
نخلا لها , فلقيها رجل فنهاها , فأتت النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له ,
فقال لها " , فذكره . اللفظ لأبي داود و الدارمي و الحاكم و قال : " صحيح على
شرط مسلم " و وافقه الذهبي . و هو كما قالوا و العهدة عليهم .
قلت : و لعله إنما استدركه على مسلم لمغايرة يسيرة في اللفظ , لأنه قال :
" بلى فجدي ... " و قال : " معروفا " بدل " خيرا " . و هو لفظ أحمد و ابن ماجه
.
724 " عليكم بالإثمد عند النوم , فإنه يجلو البصر و ينبت الشعر " .
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 359 :
أخرجه ابن ماجه ( 3496 ) و القاضي الخلعي في " الفوائد " ( 20 / 50 / 1 ) من
طريق إسماعيل بن مسلم المكي عن محمد بن المنكدر عن # جابر # قال : سمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره .
قلت : و إسماعيل هذا ضعيف , لكنه لم يتفرد به , فقد تابعه محمد بن إسحاق عن
محمد بن المنكدر به . أخرجه المخلص في " الفوائد المنتقاة " ( 9 / 4 / 2 )
و البغوي في " شرح السنة " ( 3 / 357 ) . لكن ابن إسحاق مدلس , و قد عنعنه .
إلا أنه لم يتفرد به , فقد أخرجه المخلص و ابن عدي في " الكامل " ( 143 / 2 )
من طريق زياد بن الربيع قال : حدثنا هشام بن حسان عن محمد ابن المنكدر به .
قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط البخاري . و قد أعل بما لا يقدح , فقد ذكره ابن
أبي حاتم في " العلل " ( 2 / 260 ) من هذه الطريق , و أنه سأل عنه أباه ,
فأجابه بقوله : " حديث منكر , لم يروه عن محمد إلا الصعقل ( ! ) إسماعيل بن
مسلم و نحوه و لعل هشام بن حسان أخذه من إسماعيل بن مسلم , فإنه كان يدلس " .
قلت : لم أر من رماه بالتدليس مطلقا و إنما تكلموا في روايته عن الحسن و عطاء
خاصة لأنه كان يرسل عنهما كما قال أبو داود , و لذلك قال الحافظ : " ثقة من
أثبت الناس في ابن سيرين , و في روايته عن الحسن و عطاء مقال , لأنه قيل : كان
يرسل عنهما " . و هذا الحديث من روايته عن محمد بن المنكدر , فلا مجال لإعلاله
, لاسيما و للحديث شاهد بنحوه من حديث ابن عباس عند الترمذي و حسنه و قد خرجته
في " المشكاة " ( 4472 ) و ليس لديه " عند النوم " لكنها عند أحمد ( 1 / 274 )
و ابن حبان ( 1440 ) من طريق أخرى عنه نحوه .
قلت : و إسناده صحيح على شرط مسلم . و للزيادة شاهد آخر من حديث أبي النعمان
معبد بن هوذة الأنصاري مرفوعا بلفظ : " اكتحلوا بالإثمد المروح , فإنه يجلو
البصر و ينبت الشعر " . أخرجه أحمد ( 3 / 476 , 499 - 500 ) و أبو داود ( 2377
) و قال : " قال لي يحيى بن معين : هو حديث منكر " .
قلت : و علته أنه من رواية النعمان بن معبد بن هوذة و هو مجهول كما في
" التقريب " . و الحديث أخرجه ابن ماجه ( 3495 ) و الحاكم ( 4 / 207 ) من حديث
جابر مرفوعا به دون الزيادة , و قال الحاكم : " صحيح الإسناد " .
و أقول : فيه عثمان بن عبد الملك , و هو لين الحديث كما قال الحافظ في
" التقريب " .
725 " كان أول من ضيف الضيف إبراهيم , و هو أول من اختتن على رأس ثمانين سنة و
اختتن بالقدوم " .
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 361 :
رواه ابن عساكر ( 2 / 167 / 1 ) : أخبرنا أبو المعالي محمد بن إسماعيل ابن محمد
بن إسماعيل بن محمد بن الحسين أنبأنا أبو حامد أحمد بن الحسن ابن محمد الأزهري
أنبأنا أبو محمد المخلدي أنبأنا أبو العباس السراج أنبأنا محمد بن عثمان ابن
كرمة العجلي أنبأنا أبو أسامة : حدثني محمد بن عمرو , أنبأنا أبو سلمة بن عبد
الرحمن عن # أبي هريرة # مرفوعا .
قلت : و هذا سند حسن رجاله كلهم ثقات معرفون , و أبو المعالي هو الفارسي ثم
النيسابوري راوي " السنن الكبرى " للبيهقي , و راوي " البخاري " عن العيار كما
في " شذرات الذهب " ( 4 / 124 - 125 ) . و أبو حامد الأزهري هو النيسابوري
الشروطي الثقة كما في " الشذرات " أيضا ( 3 / 311 ) . و أبو محمد المخلدي اسمه
الحسن بن أحمد بن الحسن من أهل نيسابور , قال السمعاني في " الأنساب " ( 514 /
2 ) :" روى عنه الحاكم و وثقه و جماعة سواه , توفي سنة 339 " .
قلت : و قد فات هذا صاحب " الشذرات " فلم يورده في وفيات هذه السنة .
و أبو العباس السراج هو الحافظ الثقة صاحب " المسند " المعروف به .
و بقية رجال الإسناد معرفون من رجال " التهذيب " .
و الحديث أورده السيوطي في " الجامع الصغير " من حديث أبي هريرة دون الشطر
الثاني منه من رواية ابن أبي الدنيا في " قرى الضيف " , و بيض له المناوي , فلم
يتكلم عليه بشيء .
726 " أخذنا فألك من فيك " .
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 362 :
أخرجه أبو داود ( 2 / 158 - 159 ) و أحمد ( 2 / 388 ) و ابن السني ( رقم 286 )
و الحسن بن علي الجوهري ( ق 28 / 1 ) من طريق وهيب عن سهيل بن أبي صالح عن رجل
عن # أبي هريرة # " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع كلمة فأعجبته , فقال "
. فذكره . قلت : و هذا إسناد صحيح لولا الرجل الذي لم يسم . لكنه قد جاء , مسمى
, فأخرجه أبو الشيخ في " أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم " ( ص 270 ) من طريقين
آخرين عن وهيب به إلا أنه قال : " عن أبيه " و أبوه هو أبو صالح و اسمه ذكوان
ثقة من رجال الشيخين , فصح الحديث و الحمد لله .
و له شاهد من حديث كثير بن عبد الله المزني عن أبيه عن جده به . أخرجه أبو
الشيخ و ابن السني ( 285 ) و ابن عدي في " الكامل " ( 274 / 2 ) و قال :
" كثير عامة أحاديثه لا يتابع عليه " .
و من طريقه أخرجه الطبراني في " الكبير " و " الأوسط " , قال الهيثمي في
" المجمع " ( 5 / 106 ) : " و كثير بن عبد الله ضعيف جدا , و قد حسن الترمذي
حديثه و بقية رجاله ثقات " .
و له شاهد آخر , من حديث ابن عمر به نحوه . أخرجه أبو الشيخ عن حفص بن عمار
أنبأنا مبارك بن فضالة عن عبيد الله بن عمر عن نافع عنه .
و هذا سند ضعيف , المبارك ضعيف و حفص بن عمار مجهول . و رواه الديلمي في " مسند
الفردوس " ( 1 / 1 / 87 ) من طريق البزار عن حفص .
و من شواهده ما رواه العسكري في الأمثال , و الخلعي في " فوائده " عن سمرة بن
جندب . قال المناوي : " و رمز السيوطي للحديث بالحسن , و لعله لاعتضاده " .
قلت : و كأنهما لم يقفا على الطريق الصحيحة عند أبي الشيخ عن أبي هريرة ,
فالحمد لله على توفيقه .
727 " لا تكرهوا مرضاكم على الطعام و الشراب , فإن الله يطعمهم و يسقيهم " .
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 364 :
روي من حديث # عقبة بن عامر الجهني و عبد الرحمن بن عوف و عبد الله بن عمر و
جابر بن عبد الله # .
1 - أما حديث عقبة , فيرويه بكر بن يونس بن بكير عن موسى بن علي عن أبيه عنه
به . أخرجه الترمذي ( 2 / 3 ) و ابن ماجه ( 3444 ) و الروياني في " مسنده " ( 9
/ 49 / 1 ) و ابن أبي حاتم ( 2 / 242 ) و ابن عدي في " الكامل " ( 36 / 2 ) و
قال : " ليس يرويه عن موسى بن علي غير بكر بن يونس و عامة ما يرويه لا يتابعونه
عليه , و قال البخاري : منكر الحديث " . و قال ابن أبي حاتم عن أبيه : " هذا
حديث باطل , و بكر هذا منكر الحديث " . كذا قال " باطل " ! و لا يخلو من مبالغة
, فإن بكرا لم يجمع على ضعفه فضلا عن تركه فقد قال العجلي فيه : " لا بأس به "
. و ذكره ابن حبان في " الثقات " و إن كان الجمهور على تضعيفه , فالحق أن حديثه
ضعيف إذا لم يوجد ما يشهد له و يقويه و ليس الأمر كذلك هنا لما يأتي له من
الشواهد , و لعله لذلك قال الترمذي عقبه : " حديث حسن غريب , لا نعرفه إلا من
هذا الوجه " .
2 - أما حديث عبد الرحمن بن عوف , فيرويه إبراهيم بن المنذر الحزامي حدثنا محمد
بن العلاء الثقفي حدثني خالي الوليد بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه عن جده قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره . أخرجه الحاكم ( 4 / 410 ) و قال :
" صحيح الإسناد , رواته كلهم مدنيون و عندنا فيه حديث مالك عن نافع الذي تفرد
به محمد بن محمد بن الوليد اليشكري عنه " .
قلت : كذا قال ! و وافقه الذهبي و هو عجب منهما , فإن ما بين عبد الرحمن بن عوف
و الحزامي لم أجد من ترجمهم , و قوله : " الوليد بن عبد الرحمن بن عوف " كأنه
نسب إلى جده و لم أدر اسم والد الوليد , و قد ذكر الحافظ في ترجمة عبد الرحمن
بن عوف أنه روى عنه أولاده : إبراهيم و حميد و عمر و مصعب و أبو سلمة " .
و قد راجعت ترجمة الوليد منسوبا إلى كل من هؤلاء الخمسة في " الجرح و التعديل "
و غيره فلم أعثر عليه . و الله أعلم .
و أما قوله : " و عندنا فيه ... " الخ . فيعني الحديث الآتي , و مما سترى في
تخريجه يتبين لك أن قوله : " تفرد به اليشكري " إنما هو على مبلغ علمه و إلا
فقد تابعه جمع كما يأتي .
3 - أما حديث ابن عمر , فأخرجه العقيلي في " الضعفاء " ( 257 ) و الدارقطني في
" غرائب مالك " من طريق عبد الوهاب بن نافع العامري قال : حدثنا مالك عن نافع
عن ابن عمر مرفوعا به , و قال العقيلي : " عبد الوهاب منكر الحديث لا يقيمه " .
و قال الدارقطني : " عبد الوهاب واه جدا " . ثم قال العقيلي : " ليس له أصل من
حديث مالك و لا رواه ثقة عنه و له رواية من غير هذا الوجه فيه لين أيضا " .
و قال الحافظ في " اللسان " عقب الحديث : " ثم أخرجه ( الدارقطني ) من خمسة
أوجه عن مالك , و قال : كل من رواه عن مالك ضعيف " .
قلت : لعل من هذه الأوجه رواية اليشكري التي أشار إليها الحاكم فيما تقدم من
كلامه , و قد أخرجها الخطيب في " الفوائد الصحاح الغرائب " ( ج 1 رقم 17 -
منسوختي ) من طريق محمد بن غالب بن حرب قال : حدثنا محمد بن الوليد اليشكري قال
: حدثنا مالك بن أنس به و قال : " هذا حديث غريب من حديث مالك بن أنس عن نافع
عن ابن عمر . تفرد بروايته محمد بن الوليد اليشكري , و تابعه علي بن قتيبة
الرفاعي عن مالك , و ليس بثابت من حديثه " .
قلت : و اليشكري كذبه الأزدي و هو محمد بن عمر بن الوليد بن لاحق نسب إلى جده .
قال ابن حبان : لا تجوز الرواية عنه . و قال أبو حاتم : أرى أمره مضطربا .
4 - و أما حديث جابر , فيرويه محمد بن ثابت عن شريك بن عبد الله عن الأعمش عن
أبي سفيان عن جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره .
أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 10 / 50 - 51 / 221 ) و ابن عساكر في " تاريخ
دمشق " ( 11 / 309 / 1 ) .
قلت : و هذا سند لا بأس به في الشواهد , رجاله ثقات غير شريك بن عبد الله و هو
القاضي , و هو صدوق سيء الحفظ .
و محمد بن ثابت , هو أخو علي بن ثابت قال ابن معين : ثقة مأمون .
و قال ابن أبي حاتم ( 2 / 3 / 216 ) عن أبيه : " ليس به بأس " .
و جملة القول أن الحديث بهذا الشاهد حسن كما قال الترمذي , و الله تعالى أعلم .
( تنبيه ) عزا السيوطي الحديث للترمذي و ابن ماجه و الحاكم عن عقبة , و أعله
المناوي ببكر بن يونس , و عزاه إلى " طب و المستدرك " و لم أره فيه إلا من حديث
عبد الرحمن بن عوف كما تقدم . و الله أعلم .
728 " إذا أدى العبد حق الله و حق مواليه كان له أجران " .
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 367 :
أخرجه مسلم ( 5 / 94 - 95 ) و أحمد ( 2 / 252 ) من طريق أبي معاوية عن الأعمش
عن أبي صالح عن # أبي هريرة # مرفوعا به , فحدثتها كعبا فقال كعب : ليس عليه
حساب و لا على مؤمن مزهد . و قد رواه غير أبي معاوية بلفظ : " نعما لأحدهم يحسن
عبادة ربه و ينصح لسيده " . أخرجه البخاري ( 5 / 134 ) من طريق أبي أسامة عن
الأعمش حدثنا أبو صالح عن أبي هريرة مرفوعا . و أخرجه أحمد ( 2 / 390 ) من طريق
إسرائيل عن الأعمش به بلفظ : " نعما للمملوك إذا أدى حق الله و حق مواليه "
و زاد : قال كعب : صدق الله و رسوله لا حساب عليه و لا على مؤمن مزهد . و له
طريق أخرى بلفظ : " نعما للمملوك أن يتوفى يحسن عبادة الله و صحابة سيده نعما
له " . أخرجه مسلم ( 5 / 95 ) من طريق عبد الرزاق حدثنا معمر عن همام ابن منبه
عنه . و كذلك أخرجه أحمد ( 318 ) .
729 " إذا أنفق الرجل على أهله نفقة يحتسبها فهي له صدقة " .
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 368 :
أخرجه البخاري ( 1 / 20 ) و النسائي ( 1 / 353 ) و الطيالسي ( ص 86 رقم 615 )
و السياق له من حديث أبي مسعود البدري مرفوعا .
و في رواية للبخاري ( 6 / 189 ) : " المسلم " بدل " الرجل " .
730 " إذا أنفقت المرأة من طعام بيتها غير مفسدة كان لها أجرها بما أنفقت و لزوجها
أجره بما كسب و للخازن مثل ذلك لا ينقص بعضهم أجر بعض شيئا " .
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 369 :
رواه البخاري ( 2 / 117 , 119 , 120 ) و مسلم ( 3 / 90 ) و أبو داود ( 1 / 267
) و النسائي ( 1 / 351 - 352 ) و الترمذي ( 1 / 130 ) و صححه و ابن ماجه ( 2 /
44 ) و أحمد ( 6 / 44 , 99 , 278 ) من حديث # عائشة # مرفوعا .
و لطرفه الأول شاهد بلفظ :
" إذا أنفقت المرأة من كسب زوجها من غير أمره فله نصف أجره " .
731 " إذا أنفقت المرأة من كسب زوجها من غير أمره فله نصف أجره " .
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 369 :
أخرجه البخاري ( 3 / 8 و 6 / 292 ) و اللفظ له و مسلم ( 3 / 91 ) و أبو داود
(1 / 267 ) و أحمد ( 2 / 316 ) من حديث أبي هريرة , إلا أن أبا داود قال :
" فلها نصف أجره " .
732 " إذا سمعتم الحديث عني تعرفه قلوبكم و تلين له أشعاركم و أبشاركم و ترون أنه
منكم قريب , فأنا أولاكم به و إذا سمعتم الحديث عني تنكره قلوبكم و تنفر منه
أشعاركم و أبشاركم و ترون أنه منكم بعيد فأنا أبعدكم منه " .
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 369 :
رواه ابن سعد ( 1 / 387 - 388 ) : أخبرنا عبد الملك بن مسلمة ابن قعنب قال :
أخبرنا سليمان بن بلال عن ربيعة عن عبد الملك بن سعيد عن # أبي حميد أو أبي
أسيد # مرفوعا .
قلت : و هذا سند حسن , و هو على شرط مسلم , و رواه عبد الغنى المقدسي في "
العلم " ( 2 / 43 / 2 ) من طريق أخرى عن سليمان بن بلال به .
و رواه ابن وهب في " المسند " ( 8 / 164 / 2 ) أخبرني القاسم بن عبد الله عن
ربيعة بن أبي عبد الرحمن به . و ابن حبان ( 92 ) و البزار كما في " الأحكام
الكبرى " رقم ( 101 ) , و بينت في تعليقى عليه وجه كونه حسنا و من صححه , و أن
الحديث خاص بطبقة معينة من أهل العلم .
و أخرجه البخاري في " التاريخ الكبير " ( 2 / 1 / 434 ) من طريق ابن أبي ذئب عن
سعيد المقبري عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه , و قال يحيى عن أبي هريرة و هو
وهم ليس فيه أبو هريرة , إنما هو سعيد بن كيسان . قلت : فهو شاهد مرسل قوي .
733 " أربع إذا كن فيك فلا عليك ما فاتك من الدنيا , حفظ أمانة و صدق حديث و حسن
خليقة و عفة طعمة " .
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 370 :
رواه ابن وهب في " الجامع " ( 84 ) : أخبرني ابن لهيعة عن الحارث ابن يزيد عن
# عبد الله بن عمرو بن العاص # مرفوعا . و رواه أحمد ( 2 / 177 ) : حدثنا حسن
حدثنا ابن لهيعة به و قال : الحارث ابن يزيد الحضرمي . و أخرجه الخرائطي في
" مكارم الأخلاق " ( ص 6 , 27 , 52 ) و الحاكم ( 4 / 314 ) و عنه البيهقي في
" الشعب " ( 2 / 104 / 1 ) من طرق عن ابن لهيعة به . و سكت الحاكم عليه و كذا
الذهبي .
قلت : و هذا سند حسن , بل صحيح , فإن ابن لهيعة و إن كان ضعيفا , فإنه من رواية
عبد الله بن وهب عنه , و هي صحيحة .
و له طريق أخرى , فقال ابن وهب و ابن المبارك في " الزهد " ( 1204 ) :
أخبرنا موسى بن علي بن رباح قال : سمعت أبي يحدث عن عبد الله بن عمرو بن العاص
, قال : فذكره موقوفا .
قلت : و هذا سند صحيح , فهو ثابت مرفوعا و موقوفا , و لا منافاة بينهما , فإن
الراوي قد لا ينشط أحيانا فيوقفه , كما يعلم ذلك العارفون بهذا العلم الشريف .
734 " أربع في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركونهن : الفخر في الأحساب و الطعن في
الأنساب و الاستسقاء بالنجوم و النياحة " .
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 371 :
أخرجه مسلم ( 3 / 45 ) و أحمد ( 5 / 342 , 343 , 344 ) عن يحيى بن أبي كثير أن
زيدا حدثه أن أبا سلام حدثه أن # أبا مالك الأشعري # حدثه به مرفوعا .
و استدركه الحاكم ( 1 / 383 ) فقال : " صحيح على شرط الشيخين و قد أخرجه مسلم
مختصرا " . كذا قال , و هو عنده بهذا اللفظ إلا أنه قال في أوله :
" إن في أمتي أربعا من أمر الجاهلية ليسوا بتاركيهن الفخر ... " الحديث .
و له شاهد بلفظ :
" أربع في أمتي من أمر الجاهلية لن يدعهن الناس : النياحة و الطعن في الأحساب و
العدوى : أجرب بعير فأجرب مائة بعير , من أجرب البعير الأول ? ! و الأنواء :
مطرنا بنوء كذا و كذا " .
735 " أربع في أمتي من أمر الجاهلية لن يدعهن الناس : النياحة و الطعن في الأحساب
و العدوى : أجرب بعير فأجرب مائة بعير , من أجرب البعير الأول ?! و الأنواء :
مطرنا بنوء كذا و كذا " .
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 372 :
أخرجه الترمذي ( 1 / 186 طبع بولاق ) و الطحاوي ( 2 / 378 ) و الطيالسي ( رقم
2395 ) و أحمد ( 2 / 291 , 414 , 415 , 455 , 526 , 531 ) عن علقمة بن مرثد عن
أبي الربيع المدني عن # أبي هريرة # به . و قال الترمذي : " حديث حسن " .
و أبو الربيع هذا كأنه مجهول و قال أبو حاتم : " صالح الحديث " و في التقريب :
إنه مقبول . و رواه البزار بلفظ : " أربع في أمتي ليس هم بتاركيها : الفخر في
الأحساب و الطعن في الأنساب , و النياحة , تبعث يوم القيامة النائحة إذا لم تتب
عليها درع من قطران " .
هكذا أورده الهيثمي في " المجمع " ( 3 / 13 ) و قال : رواه البزار و إسناده
" حسن " . و لم تذكر فيه الخصلة الرابعة , فلا أدري أسقطت من الراوي أم من
الناسخ , و هذه الزيادة : " النائحة إذا لم تتب " الخ صحت من حديث أبي مالك
الأشعري كما سيأتي في " النائحة ... " رقم ( 1952 ) .
و للحديث شواهد بألفاظ " اثنتان في الناس " . و هو مخرج في " شرح الطحاوية "
( ص 298 ) " ثلاث من عمل " . " ثلاثة من الكفر " و سيأتيان ( 1801 ) . " شعبتان
من الكفر " و سيأتي ( 1896 ) . ( ثلاث لا يتركن ) .
736 " أرحامكم أرحامكم " .
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 373 :
رواه ابن حبان ( 2037 ) و الحافظ العراقي في " المجلس 86 من الأمالي " عن الحسن
بن سفيان حدثنا محمد بن بشار حدثنا أبو أحمد الزبير حدثنا سفيان عن سليمان
التيمي عن قتادة عن # أنس # رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في
مرضه ... فذكره و قال : " هذا حديث صحيح , أخرجه بن حبان في صحيحه هكذا و قد
رواه الرافعي في " أماليه " من رواية سعيد بن أبي عروبة عن قتادة بلفظ :
" صلوا أرحامكم , فإنه أبقى لكم في الدنيا و الآخرة " . و لم يقل : " في مرضه "
.
737 " استعيذوا بالله تعالى من العين فإن العين حق " .
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 373 :
أخرجه ابن ماجه ( 2 / 356 ) و الخرائطي في " مكارم الأخلاق " ( 89 - 90 ) و
الديلمي ( 1 / 1 / 48 - 49 ) و الحاكم ( 4 / 215 ) من طريق وهيب عن أبي واقد
الليثي قال : سمعت أبا سلمة بن عبد الرحمن يحدث عن # عائشة # رضي الله عنها به
مرفوعا , و قال الحاكم : " صحيح على شرط الشيخين " , و وافقه الذهبي , و هو كما
قالا .
738 " أسرع قبائل العرب فناء قريش , و يوشك أن تمر المرأة بالنعل , فتقول : إن هذا
نعل قرشي " .
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 374 :
أخرجه أحمد ( 2 / 336 ) حدثنا عمر بن سعد : حدثنا يحيى - يعني - ابن زكريا بن
أبي زائدة عن سعد بن طارق عن أبي حازم عن # أبي هريرة # مرفوعا .
و هذا إسناد صحيح على شرط مسلم . و في " المجمع " ( 10 / 28 ) :
" رواه أحمد و أبو يعلى و البزار ببعضه و الطبراني في " الأوسط " و قال :
" هذه " بدل " هذا " و رجال أحمد و أبي يعلى رجال الصحيح " .
و للحديث شاهد من رواية عائشة بلفظ : " يا عائشة قومك أسرع أمتي بي لحاقا " .
و يأتي إن شاء الله تعالى برقم ( 1953 ) .
739 " من لائمكم من خدمكم فأطعموهم مما تأكلون و ألبسوهم مما تلبسون و من لا
يلائمكم من خدمكم فبيعوا و لا تعذبوا خلق الله عز وجل " .
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 374 :
أخرجه أحمد ( 5 / 168 , 173 ) و كذا أبو داود ( 2 / 337 ) عن منصور عن مجاهد عن
مورق عن # أبي ذر # مرفوعا . و هذا سند صحيح على شرط الشيخين و له شاهد بلفظ :
" أرقاءكم , أرقاءكم , أطعموهم مما تأكلون و اكسوهم مما تلبسون , فإن جاؤوا
بذنب لا تريدون أن تغفروه فبيعوا عباد الله و لا تعذبوهم " .
740 " أرقاءكم , أرقاءكم , أطعموهم مما تأكلون و اكسوهم مما تلبسون , فإن جاءوا
بذنب لا تريدون أن تغفروه فبيعوا عباد الله و لا تعذبوهم " .
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 375 :
قال في " المجمع " ( 4 / 236 ) : " رواه أحمد و الطبراني عن يزيد بن جارية ,
و فيه عاصم بن عبيد الله و هو ضعيف " .
قلت : هو في المسند ( 4 / 35 - 36 ) عن سفيان عن عاصم يعني ابن عبيد الله عن
# عبد الرحمن بن يزيد عن أبيه # مرفوعا .
و كذا رواه ابن سعد في " الطبقات " ( 2 / 185 ) لكن وقع فيه عبد الرحمن بن زيد
بن الخطاب عن أبيه , فجعله من مسند زيد بن الخطاب , و كل من عبد الرحمن بن يزيد
بن جارية , و عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب قد روى عنه عاصم بن عبيد الله ,
فلعله اختلط الأمر عليه , فكان تارة يرويه عن هذا , و تارة عن هذا .
و رجاله ثقات رجال البخاري غير عاصم هذا فهو كما قال الهيثمي ضعيف , و تبعه
الحافظ في " التقريب " . لكن الحديث له شاهد بلفظ : " كان يوصي بالمملوكين خيرا
و يقول : أطعموهم مما تأكلون و ألبسوهم من لبوسكم و لا تعذبوا خلق الله عز وجل
" . أخرجه البخاري في " الأدب المفرد ( 29 ) حدثنا شعبة بن سليمان قال : حدثنا
مروان بن معاوية قال : حدثنا الفضل بن مبشر قال : سمعت جابر بن عبد الله يقول :
فذكره . و هذا سند ضعيف الفضل بن مبشر فيه لين كما في " التقريب " .
و شعبة بن سليمان لم أعرفه , و أخشى أن يكون وقع فيه تحريف من النساخ و أما
مروان بن معاوية فثقة حافظ من رجال الستة .
ثم رأيت البخاري أخرجه في مكان آخر ص ( 30 - 31 ) فقال : حدثنا عبد الله بن
مسلمة قال حدثنا مروان بن معاوية به .
741 " أوصيك أن تستحي من الله عز وجل كما تستحي رجلا من صالحي قومك " .
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 376 :
أخرجه أحمد في " الزهد " ( ص 46 ) و أبو عروبة الحراني في " الطبقات " ( 2 / 10
/ 1 - المنتقى منه ) و السلمي في " آداب الصحبة " ( ق 12 / 1 ) و البيهقي في
" الشعب " ( 2 / 462 / 2 ) و الخرائطي في " مكارم الأخلاق " ( ص 50 ) من طريقين
عن الليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير مرثد سمع # سعيد بن يزيد
الأنصاري # : " أن رجلا قال : يا رسول الله أوصني , قال : " فذكره .
قلت : و هذا إسناد جيد , رجاله كلهم ثقات , على خلاف في صحبة سعيد ابن يزيد
و هو ابن الأزور و قد أثبتها له أبو الخير هذا كما في بعض طرق هذا الحديث و هو
أدرى بها من غيره , و قال المناوي في " الفيض " : " قال الذهبي : روى عنه أبو
الخير اليزني و زعم أن له صحبة . ا هـ .
قال : قلت للنبي صلى الله عليه وسلم : أوصني . فذكره . قال الهيثمي : رجاله
وثقوا على ضعف فيهم " . و قد روي الحديث عن أبي أمامة , غير أن إسناده فيه متهم
, فلم أستجز الاستشهاد به , فأوردته في السلسلة الأخرى ( 1637 ) .
742 " قال الله عز وجل : و عزتي لا أجمع لعبدي أمنين و لا خوفين , إن هو أمنني في
الدنيا أخفته يوم أجمع فيه عبادي , و إن هو خافني في الدنيا أمنته يوم أجمع فيه
عبادي " .
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 377 :
أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 6 / 98 ) من طريقين عن محمد بن يعلى حدثنا عمر
بن صبح عن ثور عن مكحول عن # شداد بن أوس # أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال : فذكره .
قلت : و هذا إسناد واه بالمرة , عمر بن صبح قال ابن حبان و غيره : " يضع الحديث
" . لكن له طريق آخر أخرجه عبد الله بن المبارك في " الزهد " برقم ( 157 ) :
أخبرنا عوف عن الحسن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره نحوه .
و هذا إسناد صحيح , لكنه مرسل . و قد وصله يحيى بن صاعد في " زوائد الزهد "
( 158 ) قال : حدثنا محمد بن يحيى بن ميمون بالبصرة قال : أخبرنا عبد الوهاب بن
عطاء قال : حدثنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله
عليه وسلم نحوه . و تابعه البزار عن ابن ميمون هذا , فقد أورده الهيثمي في
" المجمع " ( 10 / 308 ) من الوجهين المرسل عن الحسن و الموصول عن أبي هريرة
و قال : " رواهما البزار عن شيخه محمد بن يحيى بن ميمون و لم أعرفه و بقية رجال
المرسل رجال الصحيح و كذلك رجال المسند غير محمد بن عمرو بن علقمة و هو حسن
الحديث " .
قلت : فالمسند ضعيف لجهالة محمد بن يحيى بن ميمون , و لكنه يتقوى بمرسل الحسن
البصري لأنه من غير طريقه , فيرتقي إلى درجة الحسن إن شاء الله تعالى .
743 " أقيموا الصفوف , فإنما تصفون كصفوف الملائكة حاذوا بين المناكب و سدوا الخلل
و لا تذروا فرجات الشيطان , و من وصل صفا وصله الله " .
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 379 :
رواه الدولابي في " الكنى " ( 1 / 39 ) عن أبي الزاهرية عن # أبي شجرة # مرفوعا
. قلت : و سنده صحيح و لكنه مرسل لأن أبا شجرة و اسمه كثير بن مرة الحضرمي
تابعي ثقة , روى عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا كما في " التهذيب " و لكنه
قد ثبت عنه موصولا بذكر عبد الله بن عمر فيه , فصح الحديث و الحمد لله , و لذلك
خرجته في " صحيح أبي داود " ( 672 ) .
744 " إذا بلغ بنو أبي العاص ثلاثين رجلا , اتخذوا دين الله دخلا و عباد الله خولا
و مال الله عز وجل دولا " .
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 379 :
ورد من حديث # أبي هريرة و أبي سعيد الخدري و أبي ذر الغفاري و معاوية بن أبي
سفيان # .
1 - أما حديث أبي هريرة , فيرويه سليمان بن بلال عن العلاء بن عبد الرحمن عن
أبيه عن أبي هريرة مرفوعا به . أخرجه تمام في " الفوائد " ( 59 / 2 ) و البيهقي
في " دلائل النبوة " ( ج 2 ) . و تابعه إسماعيل بن جعفر المدائني حدثنا العلاء
به . إلا أنه أوقفه على أبي هريرة , و لكنه في حكم المرفوع كما هو ظاهر .
أخرجه أبو يعلى في " مسنده " ( 305 / 2 ) و ابن خزيمة في " حديث علي بن حجر "
( ج 3 رقم 15 - نسختي ) و عنه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 16 / 176 / 2 ) .
قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط مسلم , و قد سرد أبو يعلى بهذا الإسناد أحاديث
كثيرة جلها في " صحيح مسلم " .
2 - أما حديث أبي سعيد , فيرويه عطية عنه . أخرجه أحمد ( 3 / 80 ) و الطبراني
في " المعجم الأوسط " ( 1 / 191 - 192 ) و تمام أيضا و البيهقي و ابن عساكر
و الحاكم ( 4 / 480 ) شاهدا للحديث الآتي .
3 - أما حديث أبي ذر , فيرويه شريك بن عبد الله عن الأعمش عن شقيق بن سلمة عن
حلام بن جذل الغفاري قال : سمعت أبا ذر جندب بن جنادة الغفاري يقول : سمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره . أخرجه الحاكم ( 4 / 479 - 480 )
و قال : " صحيح على شرط مسلم " . و وافقه الذهبي .
و أقول : شريك سيء الحفظ و لم يحتج به مسلم . و حلام بن جذل , و في " الجرح و
التعديل " ( 1 / 2 / 308 ) :" جزل " بالزاي و لعله الصواب و قال : " روى عنه
أبو الطفيل " . و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا .
قلت : فالرجل مجهول , و ليس من رجال مسلم .
4 - أما حديث معاوية فيرويه مصعب بن عبد الله حدثني عبد الله بن محمد بن يحيى
بن عروة بن الزبير أو غيره قال : " اشتكى عمرو بن عثمان , فكان العواد يدخلون
عليه , فيخرجون و يتخلف عنده مروان , فيطيل , فأنكرت ذلك رملة بنت معاوية ....
فلما خرج عمرو إلى الحج , خرجت رملة إلى أبيها , فقدمت عليه الشام , فأخبرته
( فقال ) : أشهد يا مروان لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فذكره " .
أخرجه ابن عساكر ( 13 / 294 / 1 ) .
قلت : مصعب هذا صدوق عالم بالنسب , فإن كان حفظ اسم شيخه و أنه عبد الله بن
محمد .... فالإسناد واه جدا , لأن عبد الله متروك الحديث كما قال أبو حاتم
و لكنه لم يجزم بأنه هو , بل تردد بين أن يكون هو أو غيره .
و بالجملة , فالعمدة في إثبات صحة الحديث إنما هو الطريق الأولى و الثانية
و الثالثة شاهدان جيدان له . و الله أعلم .
745 " أسامة أحب الناس , ما حاشا فاطمة و لا غيرها " .
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 381 :
رواه الحاكم ( 3 / 596 ) و أحمد ( 2 / 96 ) و أبو أمية الطرسوسي " في مسند ابن
عمر " ( 210 / 1 ) و الطبراني في " الكبير " ( 1 / 21 / 1 ) و ابن عساكر ( 2 /
343 / 1 ) من طرق عن حماد بن سلمة عن موسى ابن عقبة عن سالم عن # ابن عمر #
مرفوعا به , و ليس عند الحاكم الاستثناء المذكور , و قال : " صحيح على شرط مسلم
" و وافقه الذهبي و هو كما قالا .
ثم أخرجه أحمد ( 2 / 89 , 106 ) من طرق أخرى عن موسى به دون الاستثناء . و له
عنده ( 2 / 110 ) طريق ثانية : حدثنا سليمان أنبأنا إسماعيل أخبرني ابن دينار
عن ابن عمر : " أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث بعثا و أمر عليهم أسامة بن زيد
, فطعن بعض الناس في إمرته , فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال :
إن تطعنوا في إمرته , فقد كنتم تطعنون في إمرة أبيه من قبل , وايم الله إن كان
لخليقا للإمارة و إن كان لمن أحب الناس إلي و إن هذا لمن أحب الناس إلي بعده "
. و هذا إسناد صحيح , سليمان هو ابن داود الهاشمي و هو ثقة جليل فقيه و إسماعيل
هو ابن جعفر الأنصاري القاري ثقة ثبت . و مثله ابن دينار و هو عبد الله .
و أخرجه البخاري و مسلم .
746 " اسم الله الأعظم في سور من القرآن ثلاث : في البقرة و آل عمران و طه " .
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 382 :
أخرجه ابن معين في " التاريخ و العلل " ( 10 / 152 / 2 ) و ابن ماجه ( 3856 )
و للطحاوي " مشكل الآثار " ( 1 / 63 ) و الفريابي في " فضائل القرآن " ( 184 /
1 ) و تمام في " الفوائد " ( 36 / 2 ) و أبو عبد الله بن مروان القرشي في
" الفوائد " ( 25 / 110 / 2 ) و السياق له , و الحاكم ( 1 / 506 ) من طريق عبد
الله بن العلاء قال : سمعت القاسم أبا عبد الرحمن يخبر عن # أبي أمامة # مرفوعا
به . قال القاسم أبو عبد الرحمن : " فالتمست في البقرة , فإذا هو في آية الكرسي
*( الله لا إله إلا هو الحي القيوم )* و في آل عمران , فاتحتها *( الله لا إله
إلا هو الحي القيوم )* و في طه : *( و عنت الوجوه للحي القيوم )* " .
قلت : و هذا إسناد حسن , لأن القاسم ثقة لكن في حفظه شيء . و عبد الله بن
العلاء هو ابن زبر , و هو ثقة . و قد تابعه غيلان بن أنس و هو مقبول عند ابن
حجر . أخرجه ابن ماجه ( 3856 ) و الطحاوي و الفريابي .
و الحديث قال المناوي بعد ما عزاه أصله لابن ماجه و الطبراني و الحاكم :
" و فيه هشام بن عماره مختلف فيه " .
قلت : هذا لا وجود له عند ابن ماجه و الحاكم , فيحتمل أن يكون في طريق الطبراني
و لا يضر حديثه لأنه متابع عند الآخرين , فالحديث ثابت . و الله أعلم .
747 " أكثر من يموت من أمتي بعد كتاب الله و قضائه و قدره بالأنفس . ( يعني بالعين
) " .
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 384 :
أخرجه الطيالسي في " مسنده " ( 1760 ) و عنه الطحاوي في " المشكل " ( 4 / 77 )
: حدثنا طالب حبيب بن عمرو بن سهل - ضجيع حمزة - قال : حدثني # عبد الرحمن بن
جابر عن أبيه # .
قلت : و هذا إسناد حسن . ابن جابر ثقة محتج به في " الصحيحين " , و طالب بن
حبيب صدوق يهم كما في " التقريب " . و من طريقه رواه ابن أبي عاصم في " السنة "
( ق 24 / 2 ) و العقيلي ( 196 ) و ابن عدي ( 208 / 1 ) و قال في طالب : " أرجو
أنه لا بأس به " . و الحديث قال الهيثمي في " المجمع " ( 5 / 106 ) : " رواه
البزار , و رجاله رجال الصحيح , خلا طالب بن حبيب بن عمرو و هو ثقة " . و قال
الحافظ في " الفتح " ( 10 / 167 ) : " و سنده حسن " . و قال السخاوي في
" المقاصد " : " و رجاله ثقات " .
748 " أما إنك لو لم تعطيه شيئا كتبت عليك كذبة " .
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 384 :
أخرجه أبو داود ( 2 / 313 ) و أحمد ( 3 / 447 ) و الضياء المقدسي في " المختارة
" ( 58 / 184 / 1 ) و الخرائطي أيضا في " مكارم الأخلاق " ( ص 33 ) عن الليث عن
ابن عجلان أن رجلا من موالي عبد الله بن عامر بن ربيعة العدوي حدثه عن
# عبد الله بن عامر # أنه قال : " أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتنا
و أنا صبي , قال : فذهبت أخرج لألعب , فقالت أمي : يا عبد الله تعال أعطيك ,
فقال رسول الله : و ما أردت أن تعطيه ? قالت : أعطيه تمرا قال : فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم " فذكره . و رجاله ثقات غير المولى الذي لم يسم , و من
طريقه رواه البيهقي أيضا , و رواه ابن أبي الدنيا فسماه زيادا قاله في
" الترغيب " ( 3 / 30 ) .
قلت : و كذلك سماه الضياء . و زياد هذا لم أعرفه , قال العراقي ( 3 / 117 ) :
" و له شاهد من حديث أبي هريرة و ابن مسعود , و رجالهما ثقات إلا أن الزهري لم
يسمع من أبي هريرة " .
أقول : أما حديث ابن مسعود فلم أعرفه الآن , و أما حديث أبي هريرة فهو بلفظ :
" من قال لصبي : تعال هاك , ثم لم يعطه شيئا , فهي كذبة " .
رواه ابن وهب في " الجامع " ( 80 ) بسند صحيح عن ابن شهاب عن أبي هريرة مرفوعا
, و أخرجه أحمد ( 2 / 452 ) .
و هذا سند رجاله ثقات , لكنه منقطع بين ابن شهاب و أبي هريرة , فإنه لم يسمع
منه كما قال الحافظ المنذري ( 3 / 29 ) و العراقي .
749 " أما إنك لا تجني عليه , و لا يجني عليك " .
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 386 :
أخرجه النسائي ( 2 / 251 ) و أحمد ( 2 / 226 - 228 و 4 / 163 ) و الدولابي في
" الكنى " ( 1 / 29 ) من طريق إياد بن لقيط عن # أبي رمثة # قال : " أتيت النبي
صلى الله عليه وسلم مع أبي فقال : من هذا معك ? قال : ابني , أشهد به , قال "
فذكره . و هذا سند صحيح . و زاد أحمد في رواية : " و قرأ رسول الله صلى الله
عليه وسلم : *( و لا تزر وازرة وزر أخرى )* " . ثم أخرجه ابنه عبد الله من طريق
أخرى عن أبي رمثة و فيه الزيادة . و فيه ثابت بن منقذ و ليس بالمشهور كما في
" التعجيل " . ثم الحديث رواه أبو داود و البغوي و الباوردي و ابن قانع
و الطبراني في " الكبير " و الحاكم و البيهقي في " السنن " عن أبي رمثة كما في
" المنتخب " ( 6 / 126 ) . و أقول : إنما رواه أبو داود ( 2 / 195 ) بدون
الجملة الثانية .
750 " أكثر منافقي أمتي قراؤها " .
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 386 :
ورد من حديث # عبد الله بن عمرو و عقبة بن عامر و عبد الله بن عباس و عصمة بن
مالك # .
1 - أما حديث ابن عمرو , فله عنه طريقان :
الأولى : عن محمد بن هدية الصدفي عنه . أخرجه عبد الله بن المبارك في " الزهد "
( 451 ) و من طريقه أحمد ( 2 / 175 ) و عنه ابن بطة في " الإبانة " ( 5 / 48 /
2 ) و البخاري في " التاريخ الكبير " ( 1 / 1 / 257 / 822 ) و الفريابي في "
صفة النفاق " ( ص 53 - 54 ) : حدثنا عبد الرحمن بن شريح المعافري : حدثني
شراحيل بن يزيد عنه به . و قال بعضهم : شرحبيل بن يزيد , و شراحيل أصح كما قال
البخاري و ابن أبي حاتم ( 4 / 1 / 115 ) عن أبيه . و أخرجه أحمد أيضا و
الفريابي ( ص 54 ) من طريق أخرى عن عبد الرحمن بن شريح به . قلت : و هذا إسناد
رجاله ثقات غير محمد بن هدية , فلم أر من وثقه .
الثانية : يرويه ابن لهيعة حدثنا دراج عن عبد الرحمن بن جبير عنه .
أخرجه أحمد و ابن بطه .
و إسناده حسن في المتابعات , فإن دراجا فيه ضعف , و مثله ابن لهيعة , لكن
الراوي عنه عند ابن بطه عبد الله بن وهب , و هو صحيح الحديث عنه , لأنه سمع منه
قديما , و كذلك عبد الله بن المبارك و عبد الله ابن يزيد المقري .
2 - و أما حديث عقبة , فيرويه عنه مشرح بن هاعان , و له عنه طريقان :
الأولى : عن ابن لهيعة حدثنا مشرح به .
أخرجه أحمد ( 4 / 151 , 154 - 155 ) و الفريابي و ابن بطة و ابن قتيبة في "
غريب الحديث " ( 1 / 105 / 1 ) و ابن عدي في " الكامل ( 211 / 1 ) و الخطيب في
" تاريخ بغداد " ( 1 / 56 / 6 ) و ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 10 / 19 / 1 )
من طرق عنه .
و هذا إسناد حسن , مشرح ثقة , و فيه كلام يسير من قبل حفظه , لا يضر , و ابن
لهيعة ثقة إذا روى عنه أحد العبادلة , و هذا قد رواه عنه العبادلة الثلاثة :
عبد الله بن يزيد عند أحمد , و ابن المبارك عند الفريابي , و ابن وهب عند ابن
بطة , لاسيما و قد توبع , و هو فيما يأتي .
و الأخرى : قال أحمد : حدثنا أبو سلمة الخزاعي حدثنا الوليد بن المغيرة حدثنا
مشرح بن هاعان به . و أخرجه الفريابي ( 53 ) من هذا الوجه .
قلت : و هذا إسناد جيد , الوليد بن المغيرة ثقة .
و أبو سلمة الخزاعي - و اسمه منصور بن سلمة - ثقة ثبت كما في " التقريب " .
و مشرح عرفت حاله و صدقه .
3 - أما حديث ابن عباس , فيرويه حفص بن عمر العدني قال : حدثنا الحكم بن أبان
عن عكرمة عنه . أخرجه العقيلي في ترجمة العدني هذا و قال ( 99 ) :
" لا يتابع عليه من حديث ابن عباس , و قد روي هذا عن عبد الله بن عمرو عن النبي
صلى الله عليه وسلم بإسناد صالح " .
4 - و أما حديث عصمة بن مالك , فيرويه الفضل بن المختار عن عبيد الله بن موهب
عنه . أخرجه ابن عدي في ترجمة الفضل هذا و قال في آخرها ( 324 / 1 ) :
" عامة حديثه مما لا يتابع عليه , إما سندا , و إما متنا " .
و قال أبو حاتم : " أحاديثه منكرة , يحدث بالأباطيل " . و من طريقه رواه
الطبراني كما في " فيض القدير " للمناوي و قال : " و هو ضعيف " .
قلت : و بالجملة فالحديث صحيح بالطرق التي قبل هذه . و الله أعلم .
751 " أكمل المؤمنين إيمانا أحاسنهم أخلاقا الموطؤون أكنافا الذين يألفون و يؤلفون
و لا خير فيمن لا يألف و لا يؤلف " .
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 389 :
أخرجه الطبراني في " معجمه الصغير " ( ص 125 ) و من طريقه أبو نعيم في " أخبار
أصبهان " ( 2 / 67 ) حدثنا عبد الله بن أبي داود السجستاني حدثنا عبد الرحمن بن
عبد الله بن الحكم حدثنا يعقوب بن أبي عباد القلزمي حدثنا محمد بن عيينة عن
محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن # أبي سعيد الخدري #
مرفوعا به . و قال : " لم يروه عن محمد بن عيينة - أخي سفيان - إلا يعقوب " .
قلت : و لم أجد له ترجمة و بقية رجاله موثوقون كلهم .
و في " المجمع " ( 8 / 21 ) . " رواه الطبراني في الأوسط و الصغير و فيه يعقوب
بن أبي عباد القلزمي و لم أعرفه ".
قلت : ثم عرفته و هو يعقوب بن إسحاق بن أبي عباد , نسب إلى جده . قال ابن أبي
حاتم ( 4 / 203 ) " محله الصدق , لا بأس به " و وثقه السمعاني , فثبت الإسناد
و الحمد لله .
و قد جاء مجموع الحديث في أحاديث متفرقة , فانظر الحديث المتقدم برقم ( 284 ) .
و من شواهده الحديث الآتي بلفظ :
" إن أحبكم إلي أحاسنكم أخلاقا الموطؤون أكنافا الذين يألفون و يؤلفون و إن
أبغضكم إلي المشاؤون بالنميمة المفرقون بين الأحبة الملتمسون للبراء العنت " .
أخرجه الطبراني في " الصغير " ( 172 ) من طريق صالح المري عن سعيد الجريري عن
أبي عثمان النهدي عن أبي هريرة مرفوعا , و قال الطبراني :" لم يروه عن الجريري
إلا صالح المري " .
قلت : و هو ضعيف كما في " التقريب " , و لذلك أشار المنذري ( 3 / 260 ) إلى ضعف
الحديث . و قال الهيثمي ( 8 / 21 ) : " رواه الطبراني في الصغير و الأوسط و فيه
صالح بن بشير المري , " و هو ضعيف " . و قال شيخه العراقي ( 2 / 141 ) :
" سنده ضعيف " , و رواه الخطيب ( 5 / 563 ) عن الطبراني .
قلت : لكن الحديث له شواهد كثيرة يرقى بها إلى درجة الحسن , منها :
" إن أحبكم إلي و أقربكم مني في الآخرة محاسنكم أخلاقا , و إن أبغضكم إلي
و أبعدكم مني في الآخرة مساويكم أخلاقا , الثرثارون المتفيهقون المتشدقون " .
أخرجه أحمد ( 4 / 193 , 194 ) من طريق داود عن مكحول عن أبي ثعلبة الخشني
مرفوعا . و هذا سند رجاله كلهم ثقات رجال مسلم . و قال الهيثمي ( 8 / 21 ) :
" رواه أحمد و الطبراني و رجال أحمد رجال الصحيح " . و كذا قال المنذري ( 3 /
261 ) , و ذكر أن ابن حبان أخرجه أيضا في " صحيحه " .
قلت : غير أن الحديث منقطع فإن مكحولا لم يسمع من أبي ثعلبة كما في " التهذيب "
, لكن هذا الانقطاع ينجبر بمجيء الحديث من طرق أخرى , منها ما سيأتي عن جابر
برقم ( 791 ) و منها بلفظ : " إن أحبكم إلي يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا , و إن
أبغضكم إلي يوم القيامة المتشدقون المتفيهقون " .
رواه الطبراني عن ابن مسعود رفعه . قال الهيثمي ( 8 / 21 ) : " و فيه عبد الله
الرمادي و لم أعرفه " . و رواه البزار بلفظ : " ألا أنبئكم بخياركم " .
و له شواهد تقويه انظر الحديثين قبله .
752 " طاعة الإمام حق على المرء المسلم ما لم يأمر بمعصية الله عز وجل , فإذا أمر
بمعصية الله , فلا طاعة له " .
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 391 :
أخرجه تمام في " الفوائد " ( 10 / 1 ) : أخبرنا الحسن بن حبيب حدثنا بدر ابن {
الهيثم } الدمشقي حدثنا سليمان بن عبد الرحمن حدثنا عبد الرحمن بن المغراء عن
عبيد الله بن عمر عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبيه عن # أبي هريرة # قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : و هذا إسناد حسن , رجاله ثقات غير عبد الرحمن بن المغراء و هو صدوق تكلم
في حديثه عن الأعمش , كما في " التقريب " , و هذا من روايته عن غيره كما ترى ,
فالحديث جيد , لاسيما و في معناه أحاديث كثيرة في " الصحيحين " و غيرهما .
و بدر بن الهيثم , هو أبو القاسم اللخمي القاضي الكوفي نزيل بغداد ترجمه الخطيب
( 7 / 107 - 108 ) و قال : " و كان ثقة , من المعمرين , مات سنة 317 " . و سقطت
ترجمته من " تاريخ دمشق " لابن عساكر , نسخة المكتبة الظاهرية , فيها بياض مكان
الترجمة . و الحسن بن حبيب , هو أبو علي الفقيه الشافعي المعروف بـ ( الخضايري
) ترجمه ابن عساكر ( 4 / 213 / 2 ) ترجمة جيدة و قال : " أحد الثقات الأثبات ,
ولد سنة ( 242 ) و مات سنة ( 338 ) " .
و الحديث عزاه في " الجامع الصغير " للبيهقي في " الشعب " عن أبي هريرة . و بيض
له المناوي , فلم يتكلم على إسناده بشيء . فالحمد لله على توفيقه .
753 " كان يحتجم في رأسه , و يسميه أم مغيث " .
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 392 :
أخرجه تمام في " الفوائد " ( 20 / 2 ) و الخطيب في " تاريخ بغداد " ( 13 / 95 )
من طريق زكريا بن يحيى الواسطي - رحمويه - حدثنا بشر بن عبد الله بن عمر بن عبد
العزيز أخبرني عبد العزيز بن عمر عن نافع عن # ابن عمر # قال : فذكره مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد حسن رجاله ثقات غير بشر بن عبد الله هذا , ترجمه ابن أبي
حاتم ( 1 / 1 / 361 ) و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا , لكن يروي عنه جماعة من
الثقات , و هو على شرط ابن حبان , فلعله في كتابه " الثقات " .
و عبد العزيز بن عمر , مع كونه من رجال الشيخين فقد تكلم فيه , فأورده الذهبي
في " الضعفاء " و قال : " ثقة , ضعفه أبو مسهر " . و قال الحافظ في " التقريب "
: " صدوق يخطىء " . و الحديث عزاه السيوطي في " الجامع " للخطيب وحده فقصر !
754 " أجد لحم شاة أخذت بغير إذن أهلها , أطعموها الأسارى " .
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 393 :
أخرجه ابن منده في " المعرفة " ( 2 / 275 / 1 ) أنبأنا أبو بكر بن خلاد أنبأنا
الحارث بن أبي أسامة أنبأنا معاوية بن زائدة أنبأنا # عاصم بن كليب الجرمي
حدثني أبي أن رجلا من الأنصار # أخبره قال : " خرجنا مع رسول الله صلى الله
عليه وسلم في جنازة , قال : و أنا غلام مع أبي , فرأيت رسول الله صلى الله عليه
وسلم على حفيرة القبر جالسا قال : فأخذ من حفيرة القبر فرمى للحافر قال : يقول
: أوسع من قبل رأسه , و أوسع من قبل رجليه , رب عدق له في الجنة " .
قلت : و هذا سند صحيح .
و أخرجه هو و أبو داود ( 3332 ) من طريقين آخرين عن عاصم بن كليب عن أبيه عن
رجل من الأنصار قال : " خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة رجل من
الأنصار , فلما انصرفنا لقينا داعي امرأة من قريش فقال : إن فلانة تدعوك و من
معك على طعام , فانصرف , و جلس و جلسنا معه , و جيء بالطعام , فوضع النبي صلى
الله عليه وسلم يده و وضع القوم أيديهم , فنظروا إلى النبي صلى الله عليه وسلم
فإذا أكلته في فيه لا يسيغها , فكفوا أيديهم لينظروا ما يصنع رسول الله صلى
الله عليه وسلم فأخذ لقمته فلفظها , و قال : أجد ... " الحديث .
755 " يتجلى لنا ربنا عز وجل يوم القيامة ضاحكا " .
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 394 :
أخرجه ابن خزيمة في " التوحيد " ( 153 ) و الطبراني في " المعجم الكبير "
و تمام في " الفوائد " ( 83 / 2 ) و أحمد ( 4 / 407 - 408 ) من طريق حماد بن
سلمة : حدثنا علي بن زيد عن عمارة القرشي عن # أبي بردة بن أبي موسى عن أبيه #
قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
و لفظ أحمد و هو رواية لابن خزيمة : " يجمع الله عز وجل الأمم في صعيد يوم
القيامة , فإذا بدا لله أن يصدع بين خلقه , مثل لكل قوم ما كانوا يعبدون ,
فيتبعونهم حتى يقحمونهم في النار , ثم يأتينا ربنا عز وجل و نحن على مكان رفيع
, فيقول : من أنتم ? فنقول : نحن المسلمون . فيقول : ما تنتظرون , فيقولون :
ننتظر ربنا عز وجل , قال : فيقول : و هل تعرفونه إن رأيتموه ? فيقولون : نعم ,
فيقول : كيف تعرفونه و لم تروه ? فيقولون : إنه لا عدل له , فيتجلى لنا ضاحكا ,
فيقول : أبشروا أيها المسلمون , فإنه ليس منكم أحد إلا جعلت مكانه في النار
يهوديا أو نصراينا " .
قلت : و هذا إسناد ضعيف , عمارة هذا لم أعرفه , و قوله " بدا لله " منكر .
و علي بن زيد و هو ابن جدعان ضعيف الحفظ , لكن الحديث صحيح في الجملة , فإن له
شاهدا من حديث جابر بن عبد الله من رواية أبي الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله
يسأل عن الورود ? فقال : " نجيء نحن يوم القيامة - عن كذا و كذا , انظر أي ذلك
فوق الناس , قال : فتدعى الأمم بأوثانها و ما كانت تعبد , الأول فالأول , ثم
يأتينا ربنا بعد ذلك فيقول : من تنتظرون ? فيقولون : ننتظر ربنا عز وجل , فيقول
: أنا ربكم , فيقولون : حتى ننظر إليك , فيتجلى لهم يضحك ... " الحديث .
أخرجه مسلم ( 1 / 122 ) و أحمد ( 3 / 383 ) , و له عنده ( 3 / 345 ) طريق أخرى
عن أبي الزبير به نحوه مرفوعا .
قلت : فهذا يدل على أن ابن جدعان قد حفظ الحديث , و أما بقية الحديث عند أحمد ,
فقد أخرجه هو ( 4 / 391 , 402 , 410 ) و مسلم ( 8 / 104 ) من طرق أخرى عن أبي
بردة نحوه . و للحديث شاهد من رواية أبي هريرة مرفوعا بلفظ :
" إذا جمع الله الأولى و الأخرى يوم القيامة , جاء الرب تبارك و تعالى إلى
المؤمنين , فوقف عليهم و المؤمنون على كوم ( فقالوا لعقبة : ما الكوم ? قال :
مكان مرتفع ) فيقول : هل تعرفون ربكم ? فيقولون : إن عرفنا نفسه عرفناه , ثم
يقول لهم الثانية , فيضحك في وجوههم , فيخرون له سجدا "
756 " إذا جمع الله الأولى و الأخرى يوم القيامة , جاء الرب تبارك و تعالى إلى
المؤمنين , فوقف عليهم , و المؤمنون على كوم ( فقالوا لعقبة : ما الكوم ? قال :
مكان مرتفع ) فيقول : هل تعرفون ربكم ? فيقولون : إن عرفنا نفسه عرفناه , ثم
يقول لهم الثانية , فيضحك في وجوههم , فيخرون له سجدا " .
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 396 :
أخرجه ابن خزيمة في " التوحيد " ( ص 153 ) من طريق فرقد بن الحجاج قال : سمعت
عقبة ابن أبي الحسناء قال : سمعت # أبا هريرة # يقول : قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم : فذكره .
قلت : و هذا إسناد لا بأس به في الشواهد , رجاله ثقات غير عقبة هذا فهو مجهول
و أما ابن حبان فذكره في " الثقات " لكن يشهد له حديث جابر المتقدم .
و اعلم أن هذا الحديث كغيره من أحاديث الصفات يجب إمراره على على ظاهره , دون
تعطيل أو تشبيه كما هو مذهب السلف , و ليس مذهبهم التفويض كما يزعم الكوثري
و أمثاله من المعطلة , كما شرحه ابن تيمية في رسالته " التدمرية " و غيرها
و التفويض بزعمهم إمرار النصوص بدون فهم , مع الإيمان بألفاظها ! و لازم ذلك
نسبة الجهل إلى السلف بأعز شيء لديهم و أقدسه عندهم و هو أسماء الله و صفاته .
و من عرف هذا علم خطورة ما ينسبونه إليهم . و الله المستعان . و راجع لهذا
مقدمتي لكتابي " مختصر العلو للذهبي " , يسر الله طبعه .
757 " أعمار أمتي ما بين الستين إلى السبعين و أقلهم من يجوز ذلك " .
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 397 :
رواه الترمذي ( 2 / 272 ) و ابن ماجه ( 4236 ) و ابن حبان في صحيحه ( 96 / 2 )
في ( النوع السبعون من قطعة منه محفوظة في الظاهرية ) و الثعلبي ( 3 / 158 / 2
) و القضاعي ( 5 / 2 ) و الحاكم ( 2 / 427 ) و الخطيب ( 6 / 397 , 12 / 42 ) عن
الحسن بن عرفة أنبأنا المحاربي عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن # أبي هريرة #
مرفوعا . قال ابن عرفة " و أنا من الأقل " . و رواه ابن منده في " التوحيد "
( 38 / 2 ) عن يوسف بن موسى حدثنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي و قال :
" هذا إسناد حسن مشهور عن المحاربي " . و قال الترمذي : " حديث حسن غريب لا
نعرفه إلا من هذا الوجه , و قد روي عن أبي هريرة من غير هذا الوجه " ! و قال
الحاكم : " صحيح على شرط مسلم " . و وافقه الذهبي .
قلت : و الصواب أنه حسن لذاته , صحيح لغيره , فقد أخرجه أبو يعلى ( 311 / 1 و ص
1571 - مصورة المكتب ) عن محمد بن ربيعة عن كامل أبي العلاء عن أبي صالح عن أبي
هريرة بلفظ : " عمر أمتي ما بين الستين سنة إلى السبعين " .
قلت : و هذا إسناد حسن أيضا رجاله موثقون رجال مسلم , غير محمد بن ربيعة و هو
الكلابي , و هو صدوق كما في " التقريب " .
758 " بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم , يصبح الرجل مؤمنا و يمسي كافرا أو
يمسي مؤمنا و يصبح كافرا , يبيع دينه بعرض من الدنيا " .
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 398 :
أخرجه مسلم ( 1 / 76 ) و الترمذي ( 3 / 220 - 221 بشرح التحفة ) و صححه , و كذا
ابن حبان ( 1868 ) و أحمد ( 2 / 304 - 523 ) و الفريابي في " صفة المنافق "
( ص 65 من " دفائن الكنوز " ) من طريق العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن
# أبي هريرة # مرفوعا . و له شاهد من حديث أنس بن مالك مرفوعا به دون المبادرة
( 810 ) أخرجه الحاكم ( 4 / 438 - 439 ) عن سنان بن سعد عنه .
قلت : و إسناده حسن .
759 " بادروا بالأعمال ستا : طلوع الشمس من مغربها و الدجال و الدخان و دابة الأرض
و خويصة أحدكم و أمر العامة " .
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 398 :
أخرجه مسلم ( 8 / 208 ) و أحمد ( 2 / 324 , 407 ) من طريق شعبة و همام عن قتادة
عن الحسن عن زياد بن رباح عن # أبي هريرة # عن النبي صلى الله عليه وسلم به .
و خالفهما عمران القطان فقال : عن قتادة عن عبد الله بن رباح عن أبي هريرة .
أخرجه الطيالسي ( 2770 - ترتيبه ) و عنه أحمد ( 2 / 511 ) و الحاكم ( 4 / 516 )
و قال : " صحيح الإسناد " . و وافقه الذهبي !
و أقول : كلا , فإن القطان هذا في حفظه ضعف , و هو حسن الحديث إذا لم يخالف
و قد خالف هنا في الإسناد , و إن كان حفظ المتن , فإنه قال : عبد الله بن رباح
, مكان زياد بن رباح و أسقط منه الحسن و هو البصري !
و للحديث طريق أخرى عن أبي هريرة به . أخرجه مسلم و أحمد ( 2 / 337 , 372 ) .
760 " إن كان في شيء مما تداوون به خير ففي الحجامة " .
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 399 :
أخرجه أبو داود ( 2 / 151 ) و ابن ماجه ( 2 / 350 ) و الحاكم ( 4 / 410 )
و أحمد ( 2 / 342 , 423 ) عن حماد بن سلمة عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن
# أبي هريرة # مرفوعا , و قال الحاكم : " صحيح على شرط مسلم " و وافقه الذهبي .
قلت : و فيه نظر , فإن محمد بن عمرو إنما أخرج له مسلم متابعة و هو حسن الحديث
. و للحديث طريق أخرى بلفظ : " إن الحجامة أفضل ما تداوى به الناس ) " , و هو
مخرج في الكتاب الآخر ( 3900 ) و يأتي , و له شاهد مضى برقم ( 245 ) .
761 " أتاني جبريل بالحمى و الطاعون , فأمسكت الحمى بالمدينة و أرسلت الطاعون إلى
الشام و الطاعون شهادة لأمتي و رحمة لهم و رجسا على الكافرين " .
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 400 :
رواه أحمد ( 5 / 81 ) و ابن حبان في ترجمة أبي نصير مسلم بن عبيد من " الثقات "
( 1 / 215 ) و ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 1 / 341 - 342 ) عن يزيد بن هارون
حدثنا أبو نصير مسلم بن عبيد سمعت # أبا عسيب # مولى رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول : فذكره مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد صحيح , أبو نصير هذا , وثقه ابن حبان كما عرفت , و سئل أحمد
عنه فقال : ثقة , و قال ابن معين : صالح .
762 " أتاني جبريل بالحمى و الطاعون , فأمسكت الحمى بالمدينة و أرسلت الطاعون إلى
الشام و الطاعون شهادة لأمتي و رحمة لهم و رجسا على الكافرين " .
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 400 :
رواه أحمد ( 5 / 81 ) و ابن حبان في ترجمة أبي نصير مسلم بن عبيد من " الثقات "
( 1 / 215 ) و ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 1 / 341 - 342 ) عن يزيد بن هارون
حدثنا أبو نصير مسلم بن عبيد سمعت # أبا عسيب # مولى رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول : فذكره مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد صحيح , أبو نصير هذا , وثقه ابن حبان كما عرفت , و سئل أحمد
عنه فقال : ثقة , و قال ابن معين : صالح .
763 " إن أعظم الناس جرما إنسان شاعر يهجو القبيلة من أسرها و رجل تنفى من أبيه " .
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 402 :
أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ( 126 ) : حدثنا قتيبة حدثنا جرير عن الأعمش
عن عمرو بن مرة عن يوسف بن ماهك عن عبيد بن عمير عن # عائشة # مرفوعا . قال
الحافظ في " الفتح " ( 10 / 443 ) : " و سنده حسن " .
قلت : و هذا في رأيي قصور , بل هو صحيح , فإن رجاله كلهم ثقات أثبات , من رجال
الستة . و قد أخرجه ابن ماجه ( 2 / 411 ) من طريق شيبان عن الأعمش به بلفظ :
" إن أعظم الناس فرية لرجل هاجى رجلا فهجا القبيلة بأسرها , و رجل انتفى من
أبيه , و زنى أمه " . قال في الزوائد ( 227 / 1 ) : " هذا إسناد صحيح رجاله
ثقات ( قال ) : و في الإسناد أربعة من التابعين يروي بعضهم عن بعض " .
قلت : و صححه ابن حبان أيضا رقم ( 2014 ) .
764 " إن آل أبى فلان ليسوا لي بأولياء إنما وليي الله و صالح المؤمنين " .
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 403 :
أخرجه البخاري ( 10 / 344 - 345 ) و أحمد ( 4 / 203 ) و عنه مسلم ( 1 / 136 )
عن محمد بن جعفر : حدثنا شعبة عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن
# عمرو بن العاص # قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم جهارا غير سر يقول
: فذكره . ثم قال البخاري : زاد عنبسة بن عبد الواحد عن بيان عن قيس به :
" و لكن لهم رحم أبلها ببلالها " يعني أصلها بصلتها . قال الحافظ : و قد وصله
البخاري في " كتاب البر و الصلة " فقال : حدثنا محمد بن عبد الواحد بن عنبسة
حدثنا جدي فذكره . و أخرجه الإسماعيلي من رواية نهد بن سليمان عن محمد بن عبد
الواحد المذكور به نحوه " .
قلت : و محمد هذا لم أجد له ترجمة في شيء من الكتب التي عندي , و قد تابعه على
هذه الزيادة الفضل بن موفق لكنه ضعيف بلفظ آخر خرجته في " الضعيفة " ( 1679 ) .
765 " إن أوليائي يوم القيامة المتقون , و إن كان نسب أقرب من نسب , فلا يأتيني
الناس بالأعمال و تأتوني بالدنيا تحملونها على رقابكم , فتقولون : يا محمد !
فأقول هكذا و هكذا : لا و أعرض في كلا عطفيه " .
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 404 :
أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ( ص 129 ) من طريق محمد بن عمرو عن أبي سلمة
عن # أبي هريرة # مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد حسن .
766 " الحجامة على الريق أمثل و فيه شفاء و بركة و تزيد في العقل و في الحفظ ,
فاحتجموا على بركة الله يوم الخميس , و اجتنبوا الحجامة يوم الأربعاء و الجمعة
و السبت و يوم الأحد تحريا , و احتجموا يوم الاثنين و الثلاثاء , فإنه اليوم
الذي عافى الله فيه أيوب من البلاء و ضربه بالبلاء يوم الأربعاء , فإنه لا يبدو
جذام و لا برص إلا يوم الأربعاء أو ليلة الأربعاء " .
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 404 :
أخرجه ابن ماجه ( 3487 ) و ابن عدي ( 87 / 1 ) و الخطيب في " الفقيه و المتفقه
" ( 224 / 2 ) بطرفه الأول من طريق عثمان بن مطر عن الحسن بن أبي جعفر عن محمد
بن جحادة عن نافع عن # ابن عمر # قال : " يا نافع قد تبيغ بي الدم , فالتمس لي
حجاما , و اجعله رفيقا إن استطعت و لا تجعله شيخا كبيرا و لا صبيا صغيرا , فإن
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " فذكره . و قال ابن عدي : " لعل
البلاء من عثمان بن مطر , لا من الحسن , فإنه يرويه عنه غيره " .
قلت : و الحسن هذا ضعيف الحديث مع عبادته و فضله كما قال الحافظ في " التقريب "
. و قال الذهبي في " الضعفاء " : " ضعفه جماعة " . و عثمان بن مطر ضعيف أيضا .
لكن الحسن قد توبع كما تقدم عن ابن عدي . و قد وجدت له متابعين آخرين :
الأول : أبو علي عثمان بن جعفر : حدثنا محمد بن جحادة به . مع تقديم و تأخير .
أخرجه الحاكم ( 4 / 409 ) و قال : " رواته كلهم ثقات , غير عثمان بن جعفر هذا
فإني لا أعرفه بعدالة و لا جرح " .
قلت : و أورده الحافظ في " اللسان " بهذا الحديث و قول الحاكم فيه , و لم يزد
عليه سوى أنه قال : إنه حديث منكر .
و أما الذهبي فلم يورده في " الميزان " و أما في " التلخيص " فقال : " قلت :
هو هذا , و هو واه " .
و يعني به المتابعة التالية : الثاني : غزال بن محمد عن محمد بن جحادة به
باختصار اليوم الذي عوفي فيه أيوب و اليوم الذي أصابه البلاء , و الباقي مثله
سواء . أخرجه ابن عساكر في " جزء أخبار القرآن " ( ق 5 / 1 ) و الحاكم ( 4 /
211 ) من طرق عن أبي الخطاب زياد بن يحيى الحساني حدثنا غزال بن محمد به .
و قال : " رواته كلهم ثقات إلا غزال بن محمد فإنه مجهول لا أعرفه بعدالة و لا
جرح " . و أقره الذهبي . و قال في " الميزان " : " لا يعرف و خبره منكر في
الحجامة " . و وجدت لابن جحادة متابعين :
الأول : عطاف بن خالد عن نافع به مع تقديم و تأخير .
أخرجه الحاكم ( 4 / 211 - 212 ) و الخطيب ( 10 / 39 ) طرفه الأول من طريق عبد
الله بن صالح المصري حدثنا عطاف بن خالد به .
قلت : سكت عنه الحاكم و الذهبي , و هو إسناد حسن في المتابعات , فإن رجاله رجال
البخاري غير عطاف بن خالد و هو صدوق يهم كما في " التقريب " و ابن صالح فيه ضعف
أيضا .
و الآخر : سعيد بن ميمون عن نافع به , دون ذكر اليوم الذي عوفي فيه أيوب .
أخرجه ابن ماجه ( 3488 ) من طريق عثمان بن عبد الرحمن حدثنا عبد الله بن عصمة
عن سعيد بن ميمون .
قلت : و هؤلاء الثلاثة كلهم مجهولون . و روي من طريق أخرى مختصرا موقوفا مع
اختلاف في بعض العبارات . أخرجه الحاكم من طريق عبد الله بن هشام الدستوائي
حدثني أبي عن أيوب عن نافع قال : قال لي ابن عمر : " يا نافع اذهب فأتني بحجام
, و لا تأتني بشيخ كبير و لا غلام صغير , و قال : احتجموا يوم السبت و احتجموا
يوم الأحد و الاثنين و الثلاثاء و لا تحتجموا يوم الأربعاء " .
و صححه الحاكم , و تعقبه الذهبي بقوله : " قلت : عبد الله متروك " .
قلت : و روايته لهذا الحديث على هذه المخالفة مما يشهد لضعفه , فإنه جعل السبت
و الأحد من الأيام المأمور بالحجامة فيها , و هي في كل الروايات المتقدمة من
الأيام المنهي عنها !
و بالجملة فالحديث عندي حسن بمجموع هذه الروايات . و الله أعلم .
767 " اتقوا دعوة المظلوم و إن كان كافرا , فإنه ليس دونها حجاب " .
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 407 :
رواه أحمد ( 3 / 153 ) و الضياء في " المختارة " ( 249 / 2 ) من طريق أحمد
و أبي يعلى عن يحيى بن إسحاق السيلحيني أخبرني يحيى بن أيوب حدثني أبو عبد الله
الأسدي قال : سمعت # أنس بن مالك # يقول : فذكره مرفوعا .
قلت : و رجاله ثقات غير أبي عبد الله الأسدي فلم أعرفه و لم يورده ابن حبان في
" الثقات " . ثم راجعت " الكنى " من " تعجيل المنفعة " للحافظ ابن حجر , فإذا
به يقول : " هو عبد الرحمن بن عيسى , تقدم في الأسماء " . فلما رجعت إلى
الأسماء لم أجده !
و سيأتي في الحديث الذي بعده أن الذي يسمى بهذا الاسم هو أبو عبد الغفار .
لكذا الحديث له شاهد يأتي بعده فهو به حسن , و أصله في " الصحيحين " من حديث
ابن عباس , دون لفظة " كافر " .
( دعوة المظلوم مستجابة , و إن كان فاجرا , ففجوره على نفسه ) . أخرجه الطيالسي
في " مسنده " ( 1266 - ترتيبه ) : حدثنا أبو معشر عن سعيد عن أبي هريرة قال :
رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . و أخرجه أحمد ( 2 / 367 ) و ابن أبي
شيبة في " المصنف " ( 12 / 18 / 2 ) و القضاعي ( 14 / 1 ) و الخطيب في " تاريخه
" ( 2 / 271 - 272 ) من طرق أخرى عن أبي معشر به .
قلت : و هذا إسناد فيه ضعف لسوء حفظ أبي معشر و قول الحافظ في " الفتح " ( 3 /
281 ) : " و إسناده حسن " . و كذا قال شيخه الهيثمي في " المجمع " ( 10 / 151 )
لعلهما أرادا لاعتضاده و إلا فالحافظ نفسه قد جرم بضعف أبي معشر في " التقريب "
. و له شاهد من حديث أبي عبد الغفار عبد الرحمن بن عيسى - بصري - سماه ابنه
بمصر عند ابن عفير - قال : سمعت أنس بن مالك يقول مرفوعا بلفظ : " إياكم و دعوة
المظلوم , و إن كافرا , فإنه ليس لها حجاب دون الله " . أخرجه ابن معين في
" التاريخ ( 10 / 157 / 1 ) و عنه الدولابي في " الكنى " ( 2 / 73 ) و القضاعي
في " مسند الشهاب " ( ق 81 / 2 ) .
قلت : و رجاله ثقات غير أبي عبد الغفار هذا فإنه مجهول كما في كنى " الميزان "
و " اللسان " و لم يسمياه مطلقا , فخذها فائدة : أنه عبد الرحمن بن عيسى ,
و سلفهما في ذلك أبو حاتم كما في كتاب ابنه ( 4 / 2 / 406 ) . و قد قال في قسم
الأسماء ( 2 / 2 / 272 ) : " عبد الرحمن بن عيسى , روى عن الزهري . روى سعيد بن
أبي أيوب عن عمران بن سليم عنه . سألت أبي عنه ? فقال . مجهول " .
فلعله هذا , و لا يبعد أن يكون له رواية عن الزهري أيضا من باب رواية الأقران .
و الله أعلم .
( تنبيه ) أورده الصغاني في " مشارق الأنوار " ( 2 / 145 ) من حديث أنس رضي
الله عنه عازيا للبخاري رامزا , و صرح بذلك الشارح ابن الملك و قال المعلق عليه
: " لم نجده في صحيح البخاري فليراجع " . و لسنا نشك أن عزوه للبخاري خطأ و ذلك
لأمور : الأول : أننا لم نجده في " صحيحه " و إنما عنده حديث ابن عباس : " اتق
دعوة المظلوم فإنها ليس بينها و بين الله حجاب " و يأتي ( 772 ) , فالظاهر أنه
اشتبه عليه هذا بذاك .
الثاني : أن الشيخ النابلسي لم يورده البتة في " الذخائر " .
الثالث : أن الحافظ ابن حجر قال في شرح حديث ابن عباس ( 3 / 281 ) .
" قوله ( حجاب ) و إن كان عاصيا كما جاء في حديث أبي هريرة عند أحمد مرفوعا :
دعوة المظلوم مستجابة و إن كان فاجرا ففجوره على نفسه . و إسناده حسن " .
قلت : فلو كان الحديث في " صحيح البخاري " لكان أشار إليه في الشرح , و استغنى
به عن النقل من مسند أحمد لأنه دون البخاري في الصحة بدرجات و هذا أمر بين لا
يخفى على من له مطالعة في شرح الحافظ , فإن من عادته حين الشرح أن يشير إلى طرق
الحديث و شواهده التي في " الصحيح " قبل كل شيء . و حديث أبي هريرة مضى قبله .
الرابع : أن السيوطي أورده في " الجامع الصغير " من حديث أنس بلفظ :
( إياكم و دعوة المظلوم و إن كانت من كافر فإنه ليس لها حجاب دون الله عز وجل )
. و قال : " رواه سمويه عن أنس " .
فكل ما تقدم و غيره مما لم يذكر يدل على وهم نسبة الحديث للبخاري .
768 " برئت الذمة ممن أقام مع المشركين في بلادهم " .
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 411 :
رواه محمد بن مخلد العطار في " المنتقى من حديثه " ( 2 / 15 / 1 ) عن عمران
القطان عن الحجاج عن إسماعيل بن خالد عن قيس عن # جرير بن بجيلة # عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم به .
قلت : و هذا سند حسن لولا عنعنة الحجاج و هو ابن أرطاة , لكنه لم يتفرد به كما
حققته فيما تقدم ( 636 ) , و في " الإرواء " ( 1193 ) .
و الحديث عزاه السيوطي في " الجامع " للطبراني فقط عن جرير , فقال المناوي :
" و ظاهر صنيع المصنف , أنه لم يوجد مخرجا لأحد من الستة , لكن رأيته في
" الفردوس " رمز للترمذي و أبي داود , فلينظر " .
قلت : نظرنا فوجدناه عندهما بلفظ آخر و قد أورده السيوطي من روايتهما بلفظ :
" أنا بريء ممن ... " و هو مخرج في المصدرين السابقين .
769 " بطحان على ترعة من ترع الجنة " .
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 411 :
رواه ابن حيويه في " حديثه " ( 3 / 8 / 1 ) و الديلمي ( 2 / 1 / 16 ) عن يعقوب
بن كاسب أنبأنا المغيرة بن عبد الرحمن حدثنا الجعيد بن عبد الرحمن عن الأحنف بن
قيس عن عروة عن # عائشة # مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد حسن , رجاله كلهم ثقات رجال البخاري غير يعقوب و هو ابن حميد
بن كاسب , فإنما أخرج له البخاري في " خلق أفعال العباد " , و هو صدوق ربما وهم
, كما في " التقريب " و في المغيرة بن عبد الرحمن و هو ابن الحارث بن عبد الله
بن عياش كلام لا ينزل حديثه عن مرتبة الحسن .
و الحديث أورده السيوطي في " الجامع " بلفظ : " بطحان على بركة من برك الجنة "
. برواية البزار عن عائشة . و قال المناوي : " قال الهيثمي : فيه راو له يسم "
. قلت : روايتنا هذه سالمة منه . و الحمد لله على توفيقه .
770 " اتق الله عز وجل و لا تحقرن من المعروف شيئا و لو أن تفرغ من دلوك في إناء
المستسقي و إياك و المخيلة فإن الله تبارك و تعالى لا يحب المخيلة و إن امرؤ
شتمك و عيرك بأمر يعلمه فيك , فلا تعيره بأمر تعلمه فيه , فيكون لك أجره و عليه
إثمه و لا تشتمن أحدا " .
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 412 :
أخرجه أحمد ( 5 / 63 ) : حدثنا هشيم حدثنا يونس بن عبيد عن عبد ربه الهجيمي عن
# جابر بن سليم أو سليم # قال : " أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فإذا هو جالس
مع أصحابه , فقلت : أيكم النبي صلى الله عليه وسلم ? قال : فإما أن يكون أومأ
إلى نفسه , و إما أن يكون أشار إليه القوم , قال : فإذا هو محتب ببردة , قد وقع
هدبها على قدميه , قال : فقلت : يا رسول الله أجفو عن أشياء فعلمني , قال "
فذكره . و هكذا رواه المروزي في " زوائد الزهد " ( 1017 ) .
و هذا رجاله ثقات رجال الستة , غير عبد ربه الهجيمي . قال الحسيني : مجهول .
و تعقبه الحافظ في " التعجيل " فقال : قلت : هذا غلط نشأ عن تصحيف و إنما هو
عبيدة الهجيمي كذا هو في أصل " المسند " عن هشيم عن يونس بن عبيد عن عبيدة
الهجيمي عن جابر بن سليم , و عن عفان عن حماد عن يونس عن عبيدة الهجيمي عن أبي
تميمة الهجيمي عن جابر بن سليم .
و قد بين المزي في " التهذيب " في ترجمته هذا الاختلاف , و ليس هو بمجهول فقد
أخرج له أبو داود و النسائي , و روى عنه أيضا عبد السلام أبو الخليل " .
أقول : و لم يصنع الحافظ شيئا في رفع الجهالة عن الهجيمي هذا , فإن مجرد رواية
أبي داود و النسائي له لا يخرجه من عداد المجهولين كما لا يخفى و لعل الحافظ
أراد أنه ليس مجهول العين لرواية اثنين عنه . و حمل كلامه على هذا المعنى ضروري
لكي لا يتعارض مع قوله عنه في " التقريب " : إنه " مجهول " أي مجهول العدالة .
و الله أعلم .
فهذا الإسناد ضعيف لجهالة الهجيمي هذا و لانقطاعه بينه و بين جابر بن سليم كما
بينته رواية حماد عن يونس التي جاء ذكرها في كلام الحافظ و ستأتي في " لا تحقرن
من المعروف شيئا " . على أن ما ادعاه من التصحيف , ينافيه أن رواية المروزي
موافقة لما في " المسند " .
و الحديث قال العراقي ( 3 / 105 ) : " رواه أحمد و الطبراني بإسناد جيد " . كذا
قال . و انظر " عليك بتقوى الله " . قلت : و رواه الطيالسي ( ص 767 رقم 1208 )
من طريق أخرى فقال : حدثنا قرة بن خالد حدثنا قرة بن موسى عن جابر بن سليم
مرفوعا به و عنده زيادات . و هذا ضعيف أيضا و منقطع , قرة بن موسى هو أبو
الهيثم الهجيمي وثقه ابن حبان و في " التقريب " : " مجهول من السادسة " يعني
أنه لم يثبت له لقاء أحد من الصحابة .
و بالجملة فالحديث من هذين الوجهين المنقطعين ضعيف و هو صحيح من وجوه أخرى بدون
قوله : اتق الله . و سيأتي فيما مرت الإشارة إليه .
771 " زينوا القرآن بأصواتكم , فإن الصوت الحسن يزيد القرآن حسنا " .
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 414 :
أخرجه تمام في " الفوائد " ( 159 / 2 ) و الحاكم ( 1 / 575 ) من طريق صدقة بن
أبي عمران عن علقمة بن مرثد عن زاذان عن # البراء # رضي الله عنه قال : قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : سكت عنه الحاكم و الذهبي , و إسناده جيد على شرط مسلم .
و في صدقة كلام لا يضر , و قد قال الذهبي فيه و كذا الحافظ : " صدوق " .
و للشطر الأول منه طرق أخرى عن البراء , خرجتها في " صحيح أبي داود " ( 1320 )
و ذكرت له هناك شواهد من حديث أبي هريرة و عائشة و أزيد هنا شاهدا آخر من حديث
ابن مسعود مرفوعا بلفظ : " حسن الصوت تزيين للقرآن " .
رواه ابن سعد ( 6 / 90 ) و ابن نصر ( ص 54 ) عن سعيد بن زربي قال : حدثنا حماد
عن إبراهيم عن علقمة بن قيس قال : " كنت رجلا قد أعطاني الله حسن صوت في القرآن
, فكان عبد الله يستقرئني و يقول : اقرأ فداك أبي و أمي , فإني سمعت النبي صلى
الله عليه وسلم يقول " : فذكره .
قلت : و هذا إسناد رجاله ثقات غير سعيد بن زربي و هو منكر الحديث كما قال
الحافظ في " التقريب " .
772 " اتركوا الحبشة ما تركوكم , فإنه لا يستخرج كنز الكعبة إلا ذو السويقتين من
الحبشة " .
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 415 :
رواه أبو داود ( 2 / 212 ) و عنه الخطيب في " التاريخ " ( 12 / 403 ) و الحاكم
( 4 / 453 ) و أحمد ( 5 / 371 ) من طريق زهير بن محمد عن موسى ابن جبير عن أبي
أمامة بن سهل بن حنيف عن # عبد الله بن عمرو # عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
: فذكره و قال الحاكم : " صحيح الإسناد " و وافقه الذهبي .
قلت : و قد وهما , فإن زهيرا هذا فيه ضعف كما يأتي .
و عزاه عبد الحق في " الأحكام الكبرى " ( 110 / 1 ) لابن أبي شيبة ثم قال :
" زهير بن محمد سيء الحفظ , لا يحتج به " .
قلت : و موسى بن جبير فيه جهالة . قال ابن القطان : " لا تعرف حاله " . و قال
ابن حبان في " الثقات " : " كان يخطىء و يخالف " ! و قال الحافظ : " مستور " .
و الشطر الأول رواه ابن عدي ( 274 / 2 ) عن عبد الله بن نافع عن كثير بن عبد
الله المزني عن أبيه عن جده مرفوعا قال : " كثير هذا عامة أحاديثه لا يتابع
عليه " . لكن له شاهد خير من هذا , و هو بلفظ : " دعوا الحبشة ما ودعوكم
و اتركوا الترك ما تركوكم " . أخرجه أبو داود ( 2 / 210 ) من طريق السيباني عن
أبي سكينة , رجل من المحررين عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عن
النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : فذكره , و أخرجه النسائي ( 2 / 64 - 65 )
في حديث طويل .
قلت : و هذا إسناد لا بأس به في الشواهد , رجاله كلهم ثقات غير أبي سكينة هذا
قال الحافظ في " التقريب " : " قيل اسمه محلم , مختلف في صحبته " .
قلت : إذا لم تثبت صحبته , فهو تابعي مستور روى عنه ثلاثة , فالحديث شاهد حسن
للشطر الأول من حديث الترجمة , و الشطر الثاني منه له شاهد بلفظ .
" يخرب الكعبة ذو السويقتين من الحبشة " . أخرجه الشيخان و أحمد ( 2 / 310 ,
317 ) من طرق عن أبي هريرة مرفوعا . و له طريق أخرى عنه في " المستدرك " ( 4 /
452 - 453 ) . و شاهد من حديث ابن عمر مرفوعا نحوه . أخرجه أحمد ( 2 / 220 ) .
773 " اتخذوا الغنم , فإن فيها بركة " .
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 417 :
رواه أبو بكر المقرىء في " الفوائد " ( 1 / 113 / 1 ) و الخطيب ( 7 / 11 ) من
طريقين عن هشام عروة عن # عائشة # أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لأم
هانىء : فذكره . و هذا سند صحيح على شرط الشيخين .
و رواه ابن ماجه ( 2304 ) من طريق ثالثة عن هشام بن عروة عن أبيه عن أم هانىء
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها : " اتخذي غنما فإن فيها بركة " .
قال في " الزوائد " ( ق 142 / 1 ) : " و إسناده صحيح , و رجاله ثقات " .
قلت : و هو كما قال . و له طريق رابعة عند الخطيب ( 8 / 202 ) عن حفص بن عمر -
و يعرف بالكفر - حدثنا هشام بن عروة , و لفظه : " يا أم هانىء اتخذي غنما ,
فإنها تغدو و تروح بخير " . أوده في ترجمة حفص هذا , و لم يذكر فيه جرحا و لا
تعديلا , لكن له في المسند ( 6 / 343 ) طريق آخر عن أم هانىء نفسها , بلفظ حفص
المذكور . و فيه موسى أو فلان بن عبد الرحمن بن أبي ربيعة لم يوثقه أحد .
و في " المجمع " ( 4 / 66 ) : " رواه أحمد , و فيه موسى بن عبد الرحمن بن أبي
ربيعة , و لم أعرفه " .
774 " آتي باب الجنة يوم القيامة , فأستفتح , فيقول الخازن : من أنت ? فأقول : محمد
, فيقول : بك أمرت أن لا أفتح لأحد قبلك " .
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 418 :
أخرجه مسلم في " صحيحه ( 1 / 130 ) و أحمد ( 3 / 136 ) من طريق هاشم بن القاسم
حدثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت عن # أنس بن مالك # قال : قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : و هذا إسناد صحيح , و هو على شرط البخاري , و لكنه لم يخرجه , و ذلك مما
يؤكد , أنه لم يخرج كل ما كان على شرطه .
775 " ليس للمرأة أن تنتهك شيئا من مالها إلا بأذن زوجها " .
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 419 :
أخرجه تمام في " الفوائد " ( 10 / 182 / 2 ) من طريق عنبسة بن سعيد , عن حماد
مولى بني أمية عن جناح مولى الوليد عن # واثلة # قال : قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم : فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف , حماد مولى بني أمية كأنه مجهول , لم يذكروا فيه شيئا
سوى أن الأزدي تركه . و قد ذكر تمام أن اسم أبيه صالح , و هذه فائدة لم يذكروها
في ترجمته . و كذلك لم يذكروا اسم والد شيخه جناح , و قد سماه تمام عبادا , و
ترجمه ابن أبي حاتم ( 1 / 1 / 537 ) برواية جماعة من الثقات عنه .
و أورده ابن حبان في " الثقات " . و عنبسة بن سعيد , الظاهر أنه ابن أبان بن
سعيد بن العاص أبو خالد الأموي , وثقه الدارقطني . و الحديث عزاه السيوطي
للطبراني في " الكبير " , و قال المناوي : " قال الهيثمي : و فيه جماعة لم
أعرفهم " .
قلت : لكن للحديث شواهد تدل على أنه ثابت , و بعضها حسن لذاته , و هو من حديث
عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده . و صححه الحاكم و الذهبي , و روي من حديث عبد
الله بن يحيى الأنصاري عن أبيه عن جده مرفوعا . رواه الطحاوي ( 2 / 403 ) .
و من حديث عبادة بن الصامت . أخرجه أحمد ( 5 / 327 ) .
و سيأتي تخريج حديث ابن عمرو و حديث الأنصاري برقم ( 825 ) .
قلت : و هذا الحديث و ما أشرنا إليه مما في معناه يدل على أن المرأة لا يجوز
لها أن تتصرف بمالها الخاص بها إلا بإذن زوجها , و ذلك من تمام القوامة التي
جعلها ربنا تبارك و تعالى له عليها , و لكن لا ينبغي للزوج - إذا كان مسلما
صادقا - أن يستغل هذا الحكم , فيتجبر على زوجته , و يمنعها من التصرف في مالها
فيما لا ضير عليهما منه , و ما أشبه هذا الحق بحق ولي البنت التي لا يجوز لها
أن تزوج نفسها بدون إذن وليها , فإذا أعضلها رفعت الأمر إلى القاضي الشرعي
لينصفها , و كذلك الحكم في مال المرأة إذا جار عليها زوجها , فمنعها من التصرف
المشروع في مالها . فالقاضي ينصفها أيضا . فلا إشكال على الحكم نفسه , و إنما
الإشكال في سوء التصرف به . فتأمل .
776 " ابن اخت القوم منهم " .
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 420 :
أخرجه البخاري ( 6 / 431 , 12 / 39 ) و النسائي ( 1 / 366 ) و الدارمي ( 2 /
243 ) من طريق شعبة : حدثنا معاوية بن قرة و قتادة عن # أنس # قال :
" دعا النبي صلى الله عليه وسلم " الأنصار فقال : هل فيكم أحد غيركم قالوا : لا
إلا ابن أخت لنا , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم , فذكره و السياق للبخاري
و كذلك أخرجه مسلم أيضا ( 2 / 106 ) و الترمذي ( 2 / 324 طبع بولاق ) . و له
طريقان آخران : الأول : عن يزيد بن هارون عن حميد عن أنس .
و الآخر : عن حماد بن سلمة قال : أنبأنا ثابت عنه . أخرجهما أحمد ( 4 / 201 ,
246 ) و كلاهما صحيح على شرط مسلم و للحديث شواهد عن جمع من الصحابة منهم أبو
موسى الأشعري . أخرجه أبو داود ( 2 / 332 - 433 ) و أحمد ( 4 / 396 ) عن عوف عن
زياد بن مخراق عن أبي كنانة به مرفوعا . و أبو كنانة مجهول و يقال : هو معاوية
بن مرة و لم يثبت كما قال في " التقريب " , و بقية رجاله ثقات . و منهم جبير بن
مطعم . أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 1 / 39 / 1 ) .
777 " كان يتفاءل و لا يتطير و يعجبه الاسم الحسن " .
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 421 :
أخرجه أحمد ( 1 / 257 , 303 , 304 , 319 ) عن ليث بن أبي سليم عن عبد الملك بن
سعيد بن جبير عن عكرمة عن # ابن عباس # مرفوعا .
و من هذا الوجه أخرجه أبو داود الطيالسي ( رقم 2690 ) إلا أنه قال : عن عبد
الملك , قال أبو داود : أظنه ابن أبي بشير . و أخرجه البغوي في " شرح السنة "
( 3 / 369 - نسخة المكتب ) لكن لم يذكر في السند عبد الملك هذا .
و هذا إسناد ضعيف من أجل ليث و هو ابن أبي سليم , لكنه لم ينفرد به . فأخرجه
الضياء المقدسي في " المختارة " ( 65 / 65 / 1 ) من طريق ابن حبان عن جرير بن
عبد الحميد عن عبد الملك بن سعيد بن جبير به .
قلت : فصح الحديث بذلك , و الحمد لله . و قد ذكر الضياء أن ابن حبان أخرجه في
كتابه يعني " الصحيح " , و لم أره في " موارد الظمآن " . فالله أعلم .
778 " أبغض الناس إلى الله ثلاثة : ملحد في الحرم و مبتغ في الإسلام سنة الجاهلية و
مطلب دم امرئ بغير حق ليهريق دمه " .
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 422 :
أخرجه البخاري في " صحيحه " ( 9 / 6 - النهضة ) و الطبراني في " المعجم الكبير
" ( 3 / 96 / 1 ) من طريق نافع بن جبير عن # ابن عباس # أن النبي صلى الله عليه
وسلم قال : فذكره .
779 " ابغوني الضعفاء , فإنما ترزقون و تنصرون بضعفائكم " .
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 422 :
أخرجه أبو داود ( 1 / 405 - التازية ) و النسائي ( 2 / 65 ) و الترمذي ( 3 / 32
) التحفة ) و ابن حبان ( 1620 ) الحاكم ( 2 / 106 , 145 ) و أحمد ( 5 / 198 )
من طريق عبد الرحمن بن يزيد بن جابر حدثني زيد بن أرطاة عن جبير بن نفير عن
# أبي الدرداء # قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره .
و قال الترمذي : " حديث حسن صحيح " . و قال الحاكم : " صحيح الإسناد , و لم
يخرجاه " , و وافقه الذهبي .
قلت : و هو كما قالوا . و قد عزاه السيوطي في " الجامع الصغير " لمسلم أيضا
و هو وهم , فليس هو فيه و مداره على زيد بن أرطاة و ليس هو على شرطه و إن كان
ثقة , و لذلك جزم الحاكم و الذهبي بأنهما لم يخرجاه , و كذلك النابلسي في
" الذخائر " ( 3 / 158 ) لم يعزه إلا لأصحاب السنن الثلاثة ! و وقع معزوا
للبخاري في " الأدب المفرد " في " الفتح الكبير " , و لعله سهو من بعض النساخ .
و اعلم أنه قد جاء تفسير النصر المذكور في الحديث , و أنه ليس نصرا بذوات
الصالحين , و إنما هو بدعائهم و إخلاصهم و ذلك في الحديث الآتي : " إنما ينصر
الله هذه الأمة بضعيفها : بدعوتهم و صلاتهم و إخلاصهم " . أخرجه النسائي ( 2 /
65 ) و تمام في " الفوائد " ( ق 105 / 2 ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 5 / 26 )
من طرق عن طلحة بن مصرف عن مصعب بن سعد عن أبيه . " أنه ظن أن له فضلا على من
دونه من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم , فقال النبي صلى الله عليه وسلم ... "
: فذكره .
قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين . و قد أخرجه البخاري ( 4 / 30 -
النهضة ) من طريق أخرى عن مصعب به دون التفسير المذكور . و كذلك أخرجه أحمد ( 1
/ 163 ) من طريق أخرى عن سعد .
780 " لا عدوى و لا هامة و لا صفر , و اتقوا المجذوم كما يتقى الأسد " .
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 424 :
رواه ابن وهب ( 106 ) . حدثني # عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه # قال :
حدثني رجال أهل رضا و قناعة من أبناء الصحابة و أولية الناس أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم قال : فذكره .
قلت : و هذا سند حسن , و لكنه مرسل و قد صح موصولا , فقال البخاري في " التاريخ
الكبير " ( 1 / 1 / 155 - 460 ) : " روى إبراهيم بن حمزة عن الدراوردي عن محمد
بن أبي الزناد - و قال إبراهيم : هو محمد بن عبد الرحمن بن أبي الزناد كان يطلب
مع أبيه - عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم :
اتقوا المجذوم " . و رواه الخطيب في " التاريخ " من طريق البخاري , ثم قال ( 2
- 307 ) : " و في موضعين من هذا الحديث خطأ " .
1 - ( الأول ) رواية الدراوردي عن أبي الزناد .
2 - و الثاني : رواية محمد بن عبد الرحمن عن جده أبي الزناد . و قد ذكر أن
محمدا لم يروه عن جده , و أن الواقدي انفرد بالرواية عن محمد .
و قد روى حديث الدراوردي هذا غير البخاري على الصواب , أخبرناه ( ثم ساق إسناده
إلى إسماعيل بن إسحاق حدثنا إبراهيم بن حمزة , و من طريق يحيى بن محمد الحارثي
قالا : حدثنا عبد العزيز بن محمد عن محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان
عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
فذكر الحديث بتمامه . ثم رواه من طريق أبي يعلى الموصلي حدثنا عبد الرحمن بن
سلام حدثنا عبد العزيز بن محمد به ثم قال : " فاتفق علي بن المديني ( لم يسبق
له ذكر ) و يحيى بن محمد الحارثي و عبد الرحمن بن سلام الجمحي و إسماعيل بن
إسحاق عن إبراهيم بن حمزة على أن الحديث عن الدراوردي عن محمد بن عبد الله بن
عمرو بن عثمان - و هو المعروف بالديباج - عن أبي الزناد و هو الصحيح " .
قلت : و إذا تحرر هذا , فالديباج صدوق , و إنما سمى به لحسنه , و بقية رجال
الإسناد ثقات رجال مسلم , فالإسناد جيد . و يزداد قوة برواية عبد الرحمن بن أبي
الزناد عن أبيه عن الرجال من أبناء الصحابة مرسلا كما ذكرنا , و بأن له طريقا
أخرى عن أبي هريرة به . كما يأتي ( 784 ) .
و لشطره الثاني طريق ثالث أخرجه أحمد ( 2 / 443 ) : حدثنا وكيع قال : حدثنا
النهاس عن شيخ بمكة عن أبي هريرة مرفوعا . و هذا سند ضعيف لجهالة الشيخ المكي ,
و الراوي عنه ضعيف . و العمدة فيما تقدم , و فيه الكفاية .
و الحديث بيض له المناوي فلم يتكلم على إسناده بشيء , و لم يعزه السيوطي إلا
" للتاريخ الكبير " ! ثم وجدت له - أعني الشطر الثاني - طريقا أخرى أخرجه ابن
عدي في " الكامل " ( 326 / 2 ) عن يحيى بن عبد الله بن بكير حدثنا المغيرة بن
عبد الرحمن عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة مرفوعا به .
قلت : و هذا إسناد جيد , رجاله ثقات رجال الشيخين , و في المغيرة هذا و هو
الحزامي المدني كلام لا يضر .
781 " لا عدوى و لا طيرة و العين حق " .
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 426 :
أخرجه أحمد ( 2 / 420 ) من طريق ابن وهب قال : حدثنا معروف بن سويد الجذامي أنه
سمع علي بن رباح يقول سمعت # أبا هريرة # يقول مرفوعا به .
قلت : و رجاله ثقات رجال مسلم غير معروف هذا و قد وثقه ابن حبان وحده , و روى
عنه ابن لهيعة أيضا و في " التقريب " : " إنه مقبول " .
قلت : فالحديث حسن إن شاء الله , فإن له طريقا أخرى بلفظ : " لا عدوى و لا هامة
و خير الطير الفأل و العين حق " . أخرجه أحمد ( 2 / 477 ) من طريق سعيد الجريري
عن مضارب بن حزن عن أبي هريرة مرفوعا .
و روى منه ابن ماجه الجملة الأخيرة فقط من هذا الوجه . و هي متفق عليها من طريق
أخرى عنه , فانظرها فيما سيأتي إن شاء الله ( 1248 ) . و هذا إسناد رجاله ثقات
أيضا رجال الشيخين غير مضارب هذا و قد وثقه العجلي و روى عنه قتادة أيضا , و في
" التقريب " إنه مقبول , فالحديث حسن إن شاء الله تعالى بالذي قبله , و روي
الحديث بلفظ : " لا عدوى و لا طيرة و لا هامة و لا حسد و العين حق " . أخرجه
أحمد ( 2 / 222 ) من طريق رشدين بن سعد عن الحسن بن ثوبان عن هشام بن أبي رقية
عن عبد الله بن عمرو بن العاص مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف من أجل رشدين هذا فإنه ضعيف كما في " التقريب " و بقية
رجاله ثقات .
782 " لا عدوى و لا طيرة و لا صفر و لا هامة , فقال أعرابي : ما بال الإبل تكون في
الرمل كأنها الظباء فيخالطها بعير أجرب فيجربها ? قال : فمن أعدى الأول ? " .
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 427 :
أخرجه البخاري ( 10 / 139 , 197 - 198 ) و مسلم ( 7 / 31 ) و أبو داود ( 2 /
158 ) و أحمد ( 2 / 267 ) من طريق ابن شهاب أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن عن
# أبي هريرة # به مرفوعا . و كذلك أخرجه الطحاوي في " شرح المعاني " ( 2 / 378
) . و له طريق أخرى رواه أبو صالح عنه . أخرجه البخاري ( 10 / 176 ) و الطحاوي
دون قول الأعرابي و جوابه . و رواه كذلك العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عنه .
أخرجه أبو داود ( 2 / 158 ) و أحمد ( 2 / 397 ) . و سنده صحيح على شرط مسلم
و فيه : " نوء " بدل : " طيرة " و قد أخرجه مسلم أيضا ( 7 / 32 ) .
و له شاهد من حديث ابن عمر بنحو حديث أبي سلمة . أخرجه ابن ماجه ( 1 / 44 , 2 /
363 ) و أحمد ( 2 / 24 - 25 ) من طريق وكيع حدثنا أبو جناب عن أبيه عن ابن عمر
مرفوعا . و هذا سند ضعيف , أبو جناب اسمه يحيى بن أبي حية ضعيف و ولده مجهول .
و لابن عمرو حديث آخر مختصرا و يأتي قريبا برقم ( 788 ) .
و شاهد آخر من حديث ابن عباس . أخرجه الطحاوي ( 2 / 277 - 278 ) و أحمد ( 1 /
269 , 328 ) من طريق سماك عن عكرمة عنه . و إسناده صحيح على شرط مسلم .
و رواه ابن ماجه دون قول الأعرابي .
و شاهد ثالث عن ابن مسعود يأتي ( 1152 ) بلفظ : " لا يعدي شيء شيئا " و ورد من
حديث أبي هريرة أيضا . و هو : " لا عدوى و لا طيرة و لا هامة و لا صفر و فر من
المجذوم كما تفر من الأسد " .
783 " لا عدوى و لا طيرة و لا هامة و لا صفر و فر من المجذوم كما تفر من الأسد " .
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 428 :
أخرجه البخاري معلقا ( 10 / 129 ) فقال : و قال عفان : حدثنا سليم بن حيان :
حدثنا سعيد بن ميناء قال : سمعت # أبا هريرة # يقول مرفوعا به . و قد وصله أبو
نعيم من طريق أبي داود الطيالسي و سلم بن قتيبة كلاهما عن سليم بن حيان شيخ
عفان فيه . فالسند صحيح , و وصله ابن خزيمة أيضا كما في " الفتح " .
و أخرج ابن خزيمة له شاهدا من حديث عائشة و لفظه : " لا عدوى , و إذا رأيت
المجذوم ففر منه كما تفر من الأسد " . و قال الحافظ في شرح قوله : و فر من
المجذوم , من الحديث الذي قبله : " لم أقف عليه من حديث أبي هريرة إلا من هذا
الوجه و من وجه آخر عند أبي نعيم في " الطب " لكنه معلول " .
قلت : و قد رواه أحمد أيضا من وجه آخر معلول و لعله الذي أشار إليه الحافظ ,
فانظر الحديث المتقدم ( 781 ) , و قد قال البغوي في " شرح السنة " ( 3 / 367
نسخة المكتب الإسلامي ) بعد ما رواه عن البخاري : " هذا حديث صحيح " .
784 " لا عدوى و لا طيرة و لا غول " .
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 429 :
أخرجه مسلم ( 7 / 32 ) و أحمد ( 3 / 293 , 312 ) من طرق عن أبي الزبير عن
# جابر # به . و قد رواه ابن جريج : أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد
الله به إلا أنه قال : و لا صفر بدل : " و لا طيرة " .
أخرجه مسلم أيضا و الطحاوي ( 2 / 378 ) و أحمد ( 3 / 381 ) .
785 " لا عدوى و لا صفر و لا هامة " .
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 429 :
أخرجه مسلم ( 7 - 31 ) و الطحاوي ( 2 - 378 ) و أحمد ( 3 / 449 - 450 ) عن
الزهري قال : حدثني # السائب بن يزيد بن أخت نمر # مرفوعا به .
786 " لا عدوى و لا طيرة و يعجبني الفأل الصالح , الكلمة الحسنة " .
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 430 :
أخرجه البخاري ( 10 / 175 ) و مسلم ( 7 / 33 ) و أبو داود ( 2 / 158 )
و الترمذي ( 1 / 305 ) صححه و الطحاوي ( 2 / 378 ) و الطيالسي ( رقم 1961 )
و أحمد ( 3 / 130 , 154 , 173 , 178 , 276 ) و كذا ابن ماجه ( 2 / 362 ) من طرق
عن قتادة عن # أنس # به . و قد صرح قتادة بالسماع في رواية عند أحمد .
و له شاهد من حديث أبي هريرة بنحوه . أخرجه الشيخان و أحمد ( 2 - 266 ) من طريق
الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عنه . و له طريق أخرى بلفظ :
" لا عدوى و لا طيرة و أحب الفأل الصالح " .
787 " لا عدوى و لا طيرة و أحب الفأل الصالح " .
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 430 :
أخرجه مسلم ( 7 / 33 ) و أحمد ( 2 / 507 ) عن محمد بن سيرين عن # أبي هريرة # .
788 " لا عدوى و لا طيرة و إنما الشؤم في ثلاثة : المرأة و الفرس و الدار " .
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 431 :
أخرجه البخاري ( 10 / 174 - 175 , 199 - 200 ) و مسلم ( 7 / 34 ) و أحمد ( 2 /
153 ) عن يونس عن ابن شهاب عن سالم عن # ابن عمر # مرفوعا به . و انظر الحديث
الآتي ( 799 ) و الماضي ( 442 ) و الذي بعد هذا .
789 " لا عدوى و لا طيرة و لا هام إن تكن الطيرة في شيء ففي الفرس و المرأة و الدار
, و إذا سمعتم بالطاعون بأرض فلا تهبطوا , و إذا كان بأرض و أنتم بها فلا تفروا
منه " .
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 431 :
أخرجه هكذا أحمد ( 1 / 180 ) من طريق هشام الدستوائي عن يحيى بن أبي كثير عن
الحضرمي بن لاحق عن سعيد بن المسيب قال : سألت # سعد بن أبي وقاص # عن الطيرة
فانتهرني و قال : من حدثك ? ! فكرهت أن أحدثه من حدثني , قال : قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم . فذكره .
و قد أخرجه أبو داود ( 2 / 159 ) و الطحاوي ( 2 / 377 , 381 ) من طرق أخرى عن
يحيى به دون قوله : " و إذا سمعتم ... " الخ . و هو رواية لأحمد ( 1 / 174 ) .
و إسناده صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين غير الحضرمي بن لاحق و قد قال ابن معين
: ليس به بأس . و اعتمده الحافظ في " التقريب " .
و للحديث شاهدان : الأول : عن أنس بن مالك مرفوعا مثله . أخرجه الطحاوي من طريق
عتبة بن حميد قال : حدثني عبد الله بن أبي بكر عنه . و هذا إسناد حسن , عتبة بن
حميد صدوق له أوهام و بقية رجاله ثقات .
و الآخر عن أبي سعيد الخدري مرفوعا مثله دون لفظة " و لا هام " . أخرجه الطحاوي
أيضا من طريق ابن أبي ليلى عن عطية عنه . و هذا إسناد حسن في الشواهد . و له
شواهد أخرى فانظر الحديث الآتي بلفظ : " إن كان الشؤم ... " رقم ( 799 ) .
790 " ذروهما ذميمة " .
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 432 :
هو من حديث # أنس # قال : قال رجل : يا رسول الله إنا كنا في دار كثير فيها
عددنا و كثير فيها أموالنا , فتحولنا إلى دار أخرى , فقل فيها عددنا و قلت فيها
أموالنا , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . أخرجه البخاري في
" الأدب المفرد " ( 132 ) و أبو داود ( 2 - 159 ) من طريق بشر بن عمر الزهراني
عن عكرمة بن عمار , عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عنه . و قال البخاري :
" في إسناده نظر " .
قلت : و وجهه أن عكرمة بن عمار قد تكلم فيه بعض المتقدمين من قبل حفظه , و قد
وثقه جمع و احتج به مسلم في " صحيحه " , و قال الحافظ في التقريب " صدوق يغلط
و في روايته عن يحيى بن أبي كثير اضطراب " قلت : و هذه ليس منها , فالحديث على
أقل الدرجات حسن الإسناد , فإن بقية رجاله ثقات أثبات , لاسيما و قد روي من طرق
أخرى , فقد أخرجه الإمام مالك ( 3 - 140 ) عن يحيى بن سعيد أنه قال : " جاءت
امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : يا رسول الله دار سكناها
و العدد كثير و المال وافر , فقل العدد و ذهب المال , فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم : دعوها ذميمة " . و هذا معضل , لكن قال ابن عبد البر : " هذا حديث
محفوظ من وجوه من حديث أنس و غيره " . ثم الحديث أخرجه الضياء المقدسي في
" المختارة " ( 1 / 482 ) عن موسى بن مسعود أبي حذيفة حدثنا عكرمة به .
791 " إن من أحبكم إلي و أقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا و إن أبغضكم
إلي و أبعدكم مني مجلسا يوم القيامة الثرثارون و المتشدقون و المتفيهقون ,
قالوا : قد علمنا " الثرثارون و المتشدقون " فما " المتفيهقون ? " قال :
المتكبرون " .
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 434 :
أخرجه الترمذي ( 1 / 363 ) و الخطيب في " التاريخ " ( 4 / 63 ) عن مبارك بن
فضالة حدثني عبد ربه بن سعيد عن محمد بن المنكدر عن # جابر # مرفوعا . و قال
الترمذي : " و في الباب عن أبي هريرة و هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه و روى
بعضهم هذا الحديث عن المبارك بن فضالة عن محمد بن المنكدر عن جابر و لم يذكر
فيه عبد ربه بن سعيد , و هذا أصح " .
قلت : و مداره في الحالين على ابن فضالة و هو صدوق يدلس و قد صرح بالتحديث كما
ترى , فهو حسن الإسناد . و حديث أبي هريرة الذي أشار إليه الترمذي هو بلفظ :
شرار أمتي " و سيأتي , و مضى بعضه تحت الحديث ( 751 ) .
و للحديث هناك شاهد من حديث أبي ثعلبة الخشني و هو مخرج في " المشكاة " ( 4797
) . و آخر من حديث ابن عباس مختصرا نحوه بلفظ : خياركم أحاسنكم أخلاقا ... " .
رواه البيهقي في " الشعب " كما في " الجامع " .
792 " إن من أحبكم إلي أحسنكم خلقا " .
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 435 :
أخرجه أحمد ( 2 / 189 ) من طريق شعبة عن سليمان سمعت أبا وائل يحدث عن مسروق عن
# عبد الله بن عمرو # مرفوعا .
و هذا سند صحيح على شرط الستة و قد أخرجه البخاري ( 2 / 445 ) بلفظ " أخلاقا "
.
793 " من اقتبس علما من النجوم اقتبس شعبة من السحر " .
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 435 :
رواه أبو داود ( 3905 ) و ابن ماجه ( 3726 ) و أحمد ( 1 / 227 , 311 ) و الحربي
في " الغريب " ( 5 / 195 / 1 ) عن عبيد الله بن الأخنس عن الوليد بن عبد الله
عن يوسف بن ماهك عن # ابن عباس # مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد جيد , رجاله كلهم ثقات , و عبيد الله بن الأخنس وثقه أحمد
و ابن معين و أبو داود و النسائي و ابن حبان إلا أنه قال " يخطىء كثيرا " ! فما
أرى أن يعتد بقوله هذا كثيرا !
794 " إن الرجل ليدرك بحسن خلقه درجة الساهر بالليل الظامئ بالهواجر " .
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 435 :
أخرجه تمام في " الفوائد " ( 13 / 234 / 1 - 2 ) من طريق عفير بن معدان عن سليم
بن عامر عن # أبي أمامة # أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف , عفير هذا قال الحافظ و غيره : " ضعيف " . و قال غيره
" ضعيف جدا " . و من طريقه أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " كما في جزء
الظاهرية ( ق 24 / 1 مجموع 6 ) و في " الجامع الصغير " و شرحه للمناوي و زاد
فقال : " و رواه الحاكم من حديث أبي هريرة , و قال على شرطهما و أقره الذهبي .
فلو آثره المصنف لصحته كان أولى من إيثاره هذا لضعفه " .
قلت : و لم أره عند الحاكم بهذا اللفظ , و أخرجه قريبا منه الخرائطي في " مكارم
الأخلاق " ( ص 9 ) من طريق فضيل بن سليمان النميري عن صالح بن خوات عن محمد بن
يحيى بن حبان عن أبي صالح عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
: " إن الرجل ليدرك بحسن الخلق درجات الصائم القائم الظمآن في الهواجر " .
قلت : و إسناده حسن , رجاله ثقات رجال الشيخين - على ضعف في النميري - غير صالح
بن خوات , و قد روى عنه جماعة و ذكره ابن حبان في " الثقات " و أخرجه البخاري
في " المفرد " ( 284 ) عنه بنحوه . و أما الحاكم فلفظه : " إن الله ليبلغ العبد
بحسن خلقه درجة الصوم و الصلاة " . أخرجه ( 1 / 60 ) من طريق إبراهيم بن
المستمر العروقي حدثنا حبان بن هلال حدثنا حماد بن سلمة عن بديل عن عطاء عن أبي
هريرة . و قال : " صحيح على شرط مسلم " . و وافقه الذهبي .
و أقول : العروقي ليس من رجاله , فهو صحيح فقط .
795 " إن الرجل ليدرك بحسن خلقه درجات قائم الليل صائم النهار " .
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 437 :
أخرجه أبو داود ( 4798 ) و ابن حبان ( 1927 ) و الحاكم ( 1 / 60 ) من طريق عمرو
بن أبي عمرو عن المطلب بن عبد الله بن حنطب عن # عائشة # رضي الله عنها قالت :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . و قال الحاكم : " صحيح على شرط
الشيخين " . و وافقه الذهبي .
قلت : و هو كما قالا لولا أنه اختلف في سماع المطلب من عائشة فقال أبو حاتم :
" روايته عنها مرسلة و لم يدركها " . و قال أبو زرعة : " نرجو أن يكون سمع منها
" . لكن الحديث على كل حال صحيح بما تقدم و قد وجدت له طريقا أخرى عنها موصولة
, أخرجه ابن عدي في " الكامل " ( 149 / 1 ) عن اليمان بن عدي حدثنا زهير بن
محمد عن يحيى بن سعيد عن القاسم عنها به . و قال : " لا أعلم يرويه عن زهير غير
يمان " .
قلت : و فيهما ضعف غير شديد , فحديثهما في الشواهد لا بأس به .
( تنبيه ) عزى السيوطي الحديث في " زوائد الجامع الصغير " و في " الجامع الكبير
" ( 2 / 167 / 1 ) لأحمد و الحاكم , و لم أره في " المسند " فأخشى أن يكون تحرف
( حم ) من ( د ) فإنه لم يعزه إليه . و الله أعلم .
و للحديث شواهد منها ما أخرجه محمد بن مخلد العطار في " المنتقى من حديثه " ( 2
/ 8 / 1 ) من طريق أبي بكر النهشلي عن عبد الملك بن عمار عن ابن عمر عن النبي
صلى الله عليه وسلم به .
قلت : و عبد الملك ابن عمار لم أعرفه و يحتمل أن ابن عمار أصله ابن عمير ,
فتحرف على الناسخ , فإن ابن عمير كوفي و كذلك الراوي عنه أبو بكر النهشلي و هما
ثقتان .
796 " الحسن و الحسين سيدا شباب أهل الجنة " .
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 438 :
ورد من حديث # أبي سعيد الخدري و حذيفة ابن اليمان و علي بن أبي طالب و عمر بن
الخطاب و عبد الله بن مسعود و عبد الله بن عمر و البراء بن عازب و أبي هريرة
و جابر بن عبد الله و قرة بن إياس # .
1 - أما حديث أبي سعيد , فيرويه عبد الرحمن بن أبي نعم عنه قال : قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم فذكره . أخرجه الترمذي ( 4 / 339 ) و الحاكم ( 3 / 166 -
167 ) و الطبراني ( 1 / 123 / 1 ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 5 / 71 )
و الخطيب في " التاريخ " ( 4 / 207 و 11 / 90 ) و أحمد ( 3 / 3 , 62 , 64 , 80
, 82 ) و ابن عساكر ( 18 - 47 - 1 ) من طرق عنه , و قال الترمذي : " حديث حسن
صحيح " .
قلت : و هو كما قال , فإن ابن أبي نعم ثقة احتج به الشيخان .
و زاد أحمد في روايته : " و فاطمة سيدة نسائهم إلا ما كان لمريم بنت عمران " .
و في سنده يزيد بن أبي زياد و هو الهاشمي مولاهم الكوفي , قال الحافظ :
" ضعيف , كبر فتغير صار يتلقن و كان شيعيا " .
و زاد الحاكم و كذا الطبراني و أبو نعيم و الخطيب في رواية لهم : " إلا ابني
الخالة : عيسى بن مريم و يحيى بن زكريا " .
و قال الحاكم : " حديث قد صح من أوجه كثيرة و أنا أتعجب أنهما لم يخرجاه " .
و تعقبه الذهبي بقوله : " قلت : الحكم فيه لين " . يعني الحكم به عبد الرحمن بن
أبي نعم . و قال الحافظ في " التقريب " : " صدوق سيء الحفظ " .
قلت : و الحديث أورده الهيثمي في " المجمع : ( 9 - 201 ) بالزيادة الأولى و قال
: " رواه الترمذي غير ذكر فاطمة و مريم - رواه أحمد و أبو يعلى و رجالهما رجال
الصحيح " ! كذا قال و فيه نظر من وجهين :
الأول : أنه يوهم أن رجالهما محتج بهم في " الصحيح " و ليس كذلك فإن يزيد بن
أبي زياد الذي سبق بيان ضعفه لم يحتج به في " الصحيح " أي صحيح مسلم , بل إنما
أخرج له مقرونا بغيره , كما صرح بذلك الذهبي في آخر ترجمته .
و الآخر : أنه يوهم أن يزيد هذا حجة في نفسه و ليس كذلك كما تقدم بيانه .
و للحديث طريق أخرى يرويه عطية عن أبي سعيد به . دون الزيادة . أخرجه الطبراني
و الخطيب ( 9 - 232 ) .
( تنبيه ) أورد السيوطي حديث أبي سعيد هذا في " الجامع الصغير " بالزيادتين من
رواية أحمد و أبي يعلى و ابن حبان و الطبراني و الحاكم !
و لا يخفى ما في ذلك من الإخلال و الإيهام , فإن أحدا من هؤلاء لم يخرجه كما
أورده , اللهم إلا أن يكون أبا يعلى و الطبراني و ذلك ما استبعده جدا , ثم إن
الزيادة الأولى لم يروها غير أحمد و أبي يعلى و الحاكم , و الزيادة الأخرى لم
يروها إلا الحاكم ! ! و بيض المناوي للحديث و لم يتنبه لهذا الخلط الذي وقع
للسيوطي ! و له طريق ثالث عن أبي سعيد . أخرجه الطبراني ( 1 / 123 / 1 ) و
إسناده حسن , رجاله ثقات غير حرب بن حسن الطحان , قال الأزدي : ليس حديثه بذاك
. و ذكره ابن حبان في " الثقات " .
2 - و أما حديث حذيفة , فله عنه ثلاثة طرق :
الأولى : عن إسرائيل عن ميسرة النهدي عن المنهال بن عمرو عن زر بن حبيش عنه قال
: " أتيت النبي صلى الله عليه وسلم , فصليت معه المغرب , ثم قام يصلي حتى صلى
العشاء ( الأصل : الغداة ! ) ثم خرج , فاتبعته , فقال : عرض لي ملك استأذن ربه
أن يسلم علي و يبشرني في أن الحسن و الحسين سيدا شباب أهل الجنة " .
أخرجه الترمذي ( 2 / 307 ) و ابن حبان ( 2229 ) و أحمد ( 5 / 391 ) و الطبراني
( 1 / 123 / 1 ) و الخطيب ( 6 / 372 ) و ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 4 / 255
/ 2 ) من طريقين عن إسرائيل به و زاد الترمذي و أحمد : " و أن فاطمة سيدة نساء
أهل الجنة " و قال الترمذي : " حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث إسرائيل " .
قلت : و هذا إسناد صحيح , رجاله ثقات رجال " الصحيح " غير ميسرة و هو ابن حبيب
و هو ثقة و صحح الزيادة الحاكم ( 3 - 151 ) و وافقه الذهبي .
الثانية : قال أحمد ( 5 / 392 ) : حدثنا أسود بن عامر : حدثنا إسرائيل عن ابن
أبي السفر عن الشعبي عنه قال : فذكره نحوه : دون الزيادة و قال : " قال : فقال
حذيفة : فاستغفر لي و لأمي , قال : غفر الله لك يا حذيفة و لأمك " .
قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط مسلم , و اسم ابن أبي السفر عبد الله . و قد
أخرجه ابن عساكر أيضا من طريق أحمد .
الثالثة : عن المسيب بن واضح أنبأنا عطاء بن مسلم الخفاف أبو محمد الحلبي عن
أبي عمرو الأشجعي عن سالم بن أبي الجعد عن قيس بن أبي حازم عنه به نحوه . و زاد
: " قال عطاء : و حدثونا أنه قال : و أبوهما خير منهما " .
أخرجه الطبراني و ابن عساكر . و هذا إسناد لا بأس به في الشواهد و المتابعات ,
المسيب بن واضح سيء الحفظ , و مثله شيخه الخفاف , لكن أبو عمرو الأشجعي لم أجد
من ترجمه و من طريقه رواه الطبراني في " الأوسط " أيضا كما في " المجمع " ( 9 /
183 ) و قال : " و لم أعرفه " و أخرجه في " الكبير " ( 1 / 123 / 1 ) من طريق
آخر عن عطاء .
3 - و أما حديث علي فله عنه ثلاث طرق :
الأولى : عن علي بن عبد الله بن معاوية بن ميسرة بن شريح قال : حدثنا أبي عن
أبيه عن معاوية بن ميسرة بن شريح عن ميسرة عن شريح عنه مرفوعا به . و فيه قصة .
أخرجه أبو نعيم ( 4 / 140 ) و الخطيب ( 12 / 4 ) , ذكره في ترجمة علي هذا و روى
له بهذا الإسناد عن ميسرة بن شريح قال : " تقدمت إلى شريح امرأة , فقالت : إن
لي إحليلا و إن لي فرجا ... ( و ساق الحديث و فيه ) أنه أمر بعد أضلاعها و قال
: إن عدد أضلاع الرجل من الجانب الأيمن ثمانية عشر ضلعا , و من الجانب الأيسر
سبعة عشر ضلعا . فقال ابن أبي حاتم الرازي في كتاب " الجرح و التعديل " ( 3 / 1
/ 193 ) : سمعت أبي يقول : كتبت هذا الحديث لأسمعه من علي بن عبد الله , فلما
تدبرته , فإذا هو شبيه الموضوع , فلم أسمعه على العمد " . و من فوقه من آبائه
فلم أعرفهم .
الثانية : عن الحارث عنه مرفوعا به . أخرجه الطبراني ( 1 / 122 / 2 ) و ابن
عساكر ( 4 / 256 / 1 ) . قال الهيثمي ( 9 / 182 ) : " و الحارث الأعور ضعيف " .
الثالثة : عن أبي حفص الأعشى عن أبان بن تغلب عن أبي جعفر عن علي بن الحسين عن
الحسين بن علي عنه به و زاد : " و أبوهما خير منهما " . أخرجه الخطيب ( 1 / 140
) و عنه ابن عساكر ( 4 / 256 / 1 ) . و أبو حفص هذا لم أعرفه .
الرابعة : عن أبي جناب عن الشعبي عن زيد بن يثيع عنه به . أخرجه الخطيب ( 2 /
185 ) و كذا الطبراني . و أبو جناب اسمه يحيى بن أبي حية ضعفوه لكثرة تدليسه .
4 - و أما حديث عمر بن الخطاب , فيرويه أحمد بن المقدام حدثنا حكيم بن حزام أبو
سمير حدثنا الأعمش عن إبراهيم بن يزيد التميمي عن أبيه قال : " وجد علي بن أبي
طالب درعا له عند يهودي التقطها فعرفها ( ... القصة ) فقال علي : ثكلتك أمك أما
سمعت عمر بن الخطاب يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " الحسن و الحسين
سيدا شباب أهل الجنة .. " الخ القصة . أخرجه الطبراني ( 1 / 122 / 2 ) و أبو
نعيم ( 4 / 139 - 140 ) و قال : " غريب من حديث الأعمش عن إبراهيم , تفرد به
حكيم " . قلت : و هو متروك الحديث كما قال أبو حاتم .
5 - و أما حديث ابن مسعود , فله عنه طريقان .
الأولى : عن علي بن صالح عن عاصم عن زر عن عبد الله رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . و فيه الزيادة : " و أبوهما خير
منهما " . أخرجه الحاكم ( 3 / 167 ) و قال : " صحيح بهذه الزيادة " . و وافقه
الذهبي . و أقول : إنما هو حسن للخلاف المعروف في عاصم و هو ابن بهدلة .
الثانية : عن عبد الحميد بن بحر عن أبي سعيد الكوفي قال : حدثنا منصور ابن أبي
الأسود عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال : قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم : فذكره بدون الزيادة . أخرجه أبو نعيم ( 5 / 58 ) .
و عبد الحميد هذا قال ابن عدي و ابن حبان : كان يسرق الحديث .
6 - و أما حديث عبد الله بن عمر , فيرويه المعلى بن عبد الرحمن حدثنا ابن أبي
ذئب عن نافع عنه به و فيه الزيادة : و زاد ابن عساكر في أوله " ابناي هذان " .
أخرجه الحاكم ( 3 / 167 ) و ابن عساكر ( 4 / 256 / 1 ) . ذكره الحاكم شاهدا
لحديث ابن مسعود و لا يصلح لذلك , فإنه شديد الضعف و لهذا تعقبه الذهبي بقوله :
" قلت : معلى متروك " .
7 - و أما حديث البراء , فقال الهيثمي ( 9 / 184 ) : " رواه الطبراني و إسناده
حسن " . و لم أره في " معجمه الكبير " لا في " مسند البراء " منه , و لا في
ترجمة الحسن ابن علي رضي الله عنه و فيها ساق الأحاديث المتقدمة , و قد أخرجه
ابن عساكر ( 4 / 256 / 1 ) و فيه محمد بن حميد و هو الرازي و هو ضعيف كما في
" التقريب " .
8 - و أما حديث أبي هريرة , فيرويه محمد بن مروان الذهلي حدثني أبو حازم حدثني
أبو هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره , و في أوله زيادة :
" إن ملكا من السماء لم يكن زارني , فاستأذن الله عز وجل في زيارتي , فبشرني أن
الحسن ... " . أخرجه الطبراني ( 1 / 123 / 1 ) .
و هذا إسناد حسن رجاله ثقات كلهم غير الذهلي هذا , قال الحافظ في " التقريب " :
" مقبول " . و سقط من نسخة الهيثمي من " المعجم " اسم " محمد بن " فلم يعرفه
فقال ( 9 / 183 ) : " رواه الطبراني , و فيه مروان الذهلي و لم أعرفه و بقية
رجاله رجال الصحيح " .
ثم أخرجه الطبراني من طريق سيف بن محمد أنبأنا سفيان عن أبي الجحاف و حبيب بن
أبي ثابت عن أبي حازم به دون الزيادة . لكن سيف هذا كذبوه فلا يستشهد به .
9 - و أما حديث جابر , فيرويه جابر - و هو الجعفي - عن عبد الرحمن ابن سابط عنه
قال : قال صلى الله عليه وسلم : فذكره . أخرجه الطبراني و ابن عساكر ( 4 / 256
/ 1 ) . قال الهيثمي : " و جابر الجعفي ضعيف " .
قلت : لكنه لم يتفرد به , فقد تابعه الربيع بن سعد , عن عبد الرحمن بن سابط به
لكن لفظه : " من أحب أن ينظر إلى سيد شباب أهل الجنة فلينظر إلى هذا . يعني
الحسن . و في رواية : الحسين " . أخرجه ابن حبان ( 2236 ) و ابن عساكر , و قال
: الصواب الرواية الأخرى .
قلت : و هكذا على الصواب ذكره الذهبي في " الميزان " من رواية ابن حبان , و هي
عنده عن أبي يعلى , و كذلك أورده الهيثمي في " المجمع " ( 9 / 187 ) و قال :
" رواه أبو يعلى و رجاله رجال الصحيح غير الربيع بن سعد و قيل ابن سعيد و هو
ثقة " .
قلت : إنما وثقه ابن حبان فقط , قال الذهبي : " لا يكاد يعرف " .
10 - و أما حديث قرة بن إياس , فيرويه عبد الرحمن بن زياد بن أنعم عن معاوية بن
قرة عن أبيه مرفوعا به و فيه زيادة : " و أبوهما خير منهما " . أخرجه الطبراني
( 1 / 123 / 2 ) . و ابن زياد ضعيف . و أما قول الهيثمي ( 9 / 183 ) :
" و فيه عبد الرحمن بن زياد بن أنعم , و فيه خلاف و بقية رجاله رجال الصحيح " .
قلت : فهذا الاطلاق فيه نظر لأن شيخ الطبراني و هو محمد بن عثمان بن أبي شيبة
ليس من رجال " الصحيح " ثم هو متكلم فيه . و في الباب عند ابن عساكر عن أنس و
جهم . و بالجملة فالحديث صحيح بلا ريب بل هو متواتر كما نقله المناوي و كذلك
الزيادات التي سبق تخريجها , فهي صحيحة ثابتة .
797 " إذا أحب أحدكم صاحبه فليأته في منزله , فليخبره بأنه يحبه لله عز وجل " .
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 448 :
رواه ابن المبارك في " الزهد " ( 188 / 1 من الكواكب 575 و رقم 712 - طبع الهند
) : حدثنا ابن لهيعة حدثنا يزيد بن أبي حبيب أن أبا سالم الجيشاني أتى إلى أبي
أمية في منزله فقال : إني سمعت # أبا ذر # يقول : فذكره مرفوعا و زاد في آخره :
" فقد جئتك في منزلك " .
قلت : و هذا سند صحيح , رجاله كلهم ثقات و ابن لهيعة صحيح الحديث إذا روى عنه
أحد العبادلة و ابن المبارك أحدهم . و قد رواه عنه عبد الله بن وهب أيضا في
" الجامع " ( ص 36 ) .
798 " إذا اختلف البيعان و ليس بينهما بينة , فهو ما يقول رب السلعة أو يتتاركان "
.
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 448 :
هو من حديث # عبد الله بن مسعود # رضي الله عنه ورد عنه من طرق منقطعة و بعضها
مرسلة و بعضها موصول قوي .
فأخرجه أبو داود ( 2 / 106 ) و الدارمي ( 2 / 250 ) و ابن ماجه ( 2 / 16 )
و الدارقطني ( 297 ) من طريق محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن القاسم بن عبد
الرحمن عن أبيه عنه به . و ابن أبي ليلى سيىء الحفظ لكن تابعه عمر بن قيس
الماصر و هو ثقة . رواه عنه الدارقطني بإسناد صحيح لكن خالفهما جمع , فرووه عن
القاسم عن ابن مسعود ليس فيه : " عن أبيه " . أخرجه الدارقطني عن أبي العميس
و هو عتبة بن عبد الله بن مسعود و الطيالسي ( رقم 399 ) و أحمد ( 1 / 466 ) عن
المسعودي و أحمد عن معن و هو ابن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود , ثلاثتهم عن
القاسم به . فهو على هذا منقطع و قال الترمذي ( 1 / 240 ) إنه مرسل . لكن قد
يقال : إن من وصله ثقة , و هي زيادة يجب قولها . و الله أعلم .
طريق ثان : أخرجه النسائي ( 2 / 230 ) و الدارقطني و أحمد من طريق أبي عبيدة بن
عبد الله بن مسعود عن أبيه . و هو منقطع أيضا .
طريق ثالث : أخرجه الترمذي و أحمد من طريق ابن عجلان عن عون بن عبد الله عنه .
و قال الترمذي : " حديث مرسل عون بن عبد الله لم يدرك ابن مسعود " .
طريق رابع , و هو موصول أخرجه أبو داود و النسائي و الدارقطني عن عبد الرحمن بن
قيس بن محمد بن الأشعث عن أبيه عن جده عنه . و هذا إسناد حسن لولا أن عبد
الرحمن بن قيس هذا مجهول الحال كما في " التقريب " . و أما قول من قال إنه
منقطع فلا وجه له . و قد أخرجه الحاكم ( 2 / 45 ) من هذا الوجه و قال : " صحيح
الإسناد " و وافقه الذهبي . كذا قالا .
طريق خامس موصول أيضا , أخرجه الدارقطني من طريق محمد بن عبيد ابن عبد أنبأنا
أحمد بن مسيح الجمال أنبأنا عصمة بن عبد الله أنبأنا إسرائيل عن الأعمش عن أبي
وائل عنه . و عصمة بن عبد الله فمن دونه لم أجد من ترجمهم .
و بالجملة فالحديث بمجموع هذه الطرق صحيح لاختلاف مخارجها و قد جزم به شيخ
الإسلام ابن تيمية في كتابه " قاعدة العقود " .
799 " ان كان الشؤم في شيء ففي الدار و المرأة و الفرس " .
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 450 :
أخرجه البخاري ( 9 / 112 ) من طريق يزيد بن زريع : حدثنا عمر بن محمد العسقلاني
عن أبيه عن # ابن عمر # قال : ذكروا الشؤم عند النبي صلى الله عليه وسلم , فقال
: فذكره . و قد تابعه شعبة عن عمر بلفظ ( إن يك ) و خلا في ( 442 ) .
و محمد هذا هو ابن زيد بن عبد الله بن عمر المدني و هو ثقة حجة , و قد أجاد حفظ
الحديث و رواه غيره عن ابن عمر بلفظ : ( الشؤم في ) كما يأتي برقم ( 1897 )
و الراجح عندي رواية محمد هذه لأن لها شواهد صحيحة , و قد تابعه عليها حمزة بن
عبد الله بن عمر عند مسلم ( 7 / 34 ) و الطحاوي ( 2 / 381 ) .
فمن شواهده عن سهل بن سعد بهذا اللفظ . أخرجه مالك ( 3 / 140 ) و عنه البخاري
في " صحيحه " و في " الأدب المفرد " ( 132 ) و مسلم ( 7 / 34 - 35 ) و ابن ماجه
( 2 / 615 ) و الطحاوي ( 2 / 381 ) و أحمد ( 5 / 335 , 338 ) كلهم عن مالك عن
أبي حازم بن دينار عن سهل بن سعد مرفوعا به . و قد تابعه هشام بن سعد عن أبي
حازم . أخرجه مسلم . و منها عن جابر مرفوعا بنحوه . أخرجه مسلم أيضا و النسائي
( 2 / 150 ) عن ابن جريج أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابرا به . و كذلك أخرجه
الطحاوي . و له شواهد أخرى فانظر " ( لا عدوى .. ) الحديث و قد مضى ( 789 ) .
800 " أنا و كافل اليتيم كهاتين في الجنة و أشار بالسبابة و الوسطى و فرق بينهما
قليلا " .
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 451 :
أخرجه البخاري في " صحيحه " ( 7 / 76 ) و في " الأدب المفرد " ( ص 22 ) و أبو
داود ( 2 / 336 ) و الترمذي ( 1 / 349 ) و أحمد ( 5 / 333 ) و السياق له من
حديث # سهل بن سعد # . و له شاهد من حديث أبي هريرة خرجته في الكتاب الآخر (
1637 ) لكن صح بلفظ آخر و هو : " كافل اليتيم " , و يأتي برقم ( 960 ) .
و شاهد آخر من حديث أم سعيد ابنة مرة الفهري عن أبيها مرفوعا نحوه .
أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " . و سنده مقبول , رجاله كلهم رجال الشيخين
غير أم سعيد هذه و هي مقبولة غير أن الرواية عنها و هي أنيسة لا تعرف كما في
"
التقريب " .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق