حذف 12. صفحة من مدونتي

12. صفحة تحذفهم با مفتري حسبي الله ونعم الوكيل

Translate

الأحد، 3 مارس 2024

ج8. السلسلة الصحيحة للالباني الأحاديث من 801 إلى 900*



ج8. السلسلة الصحيحة للالباني الأحاديث من


 801 إلى 900*

801 " اهج المشركين , فإن جبريل معك " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 452 :

أخرجه البخاري ( 5 / 51 ) تعليقا و أحمد ( 4 / 286 , 303 ) موصولا و كذا الخطيب

( 14 / 31 ) عن الشيباني سليمان بن أبي سليمان عن عدي بن ثابت عن # البراء بن

عازب # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم قريظة لحسان ابن ثابت :

فذكره .

قلت : و سنده صحيح على شرط الشيخين . و قال الحافظ في " شرح البخاري " : " وصله

النسائي و إسناده على شرط البخاري " . و أخرجه الطبراني في " الصغير " ( ص 22 )

عن عمران بن ظبيان عن عدي به . و ليس عنده و كذا أحمد قوله : " يوم قريظة " .

ثم أخرجه البخاري ( 4 / 79 - 80 , 5 / 51 , 7 / 109 ) و مسلم ( 7 / 163 )

و الطيالسي ( ص 99 رقم 730 ) و أحمد ( 4 / 299 , 302 ) عن شعبة عن عدي به إلا

أنه شك فقال : اهجهم أو قال هاجهم . و أخرجه الحاكم ( 3 / 487 ) عن عيسى بن عبد

الرحمن حدثني عدي بن ثابت به بلفظ . قال لحسان بن ثابت : إن روح القدس معك ما

هاجيتهم . و له عنده طريق أخرى مطولا و سيأتي ( 1970 ) بلفظ : " اذهب إلى أبي

بكر ... " . و في المسند ( 4 / 298 , 301 ) و " المعجم الصغير " ( ص 207 ) طريق

ثان و هو عن أبي إسحاق عن البراء . و سنده صحيح على شرطهما . و له شاهد بلفظ :

" اهجوا بالشعر إن المؤمن يجاهد بنفسه و ماله و الذي نفس محمد بيده كأنما

تنضحوهم بالنبل " .

802 " اهجوا بالشعر إن المؤمن يجاهد بنفسه و ماله , والذي نفس محمد بيده كأنما

تنضحوهم بالنبل " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 453 :

أخرجه أحمد ( 3 / 460 ) : حدثنا علي بن بحر حدثنا عبد العزيز بن محمد الدراوردي

عن محمد بن عبد الله بن أخي ابن شهاب عن ابن شهاب عن عبد الرحمن بن عبد الله بن

كعب عن # كعب بن مالك # مرفوعا به . و هذا سند حسن , رجاله ثقات رجال الشيخين

غير علي بن بحر و هو ثقة فاضل . و في ابن أخي ابن شهاب كلام من قبل حفظه و في

التقريب : " صدوق له أوهام " .

قلت : لكنه قد توبع كما ذكرته في : " إن المؤمن يجاهد ... " . و سيأتي بإذن

الله ( 1631 ) .

803 " لا يقولن أحدكم عبدي , فكلكم عبيد الله و لكن ليقل : فتاي و لا يقل العبد ربي

و لكن ليقل : سيدي " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 453 :

أخرجه مسلم ( 7 / 46 - 47 ) عن جرير و أحمد ( 2 / 496 ) حدثنا ابن نمير حدثنا

الأعمش و يعلى - ثلاثتهم عن الأعمش عن أبي صالح عن # أبي هريرة # مرفوعا به .

ثم ساقه مسلم من طريق أبي معاوية الحديث . و حدثنا أبو سعيد الأشج حدثنا وكيع

كلاهما عن الأعمش بهذا الإسناد و في حديثهما زيادة بلفظ : " و لا يقل العبد

لسيده مولاي " . و زاد أبو معاوية على وكيع : " فإن مولاكم الله عز وجل " .

و في ثبوت هذه الزيادة و ما قبلها نظر بينه الحافظ في " الفتح " بقوله :

" بين مسلم الاختلاف في ذلك على الأعمش و أن منهم من ذكر هذه الزيادة و منهم

من حذفها . و قال عياض : حذفها أصح . و قال القرطبي : المشهور حذفها . قال :

و إنما صرنا إلى الترجيح للتعارض مع تعذر الجمع و عدم العلم بالتاريخ . انتهى

و مقتضى ظاهر هذه الزيادة أن إطلاق السيد أسهل من إطلاق المولى , و هو خلاف

المتعارف , فإن المولى يطلق على أوجه متعددة منها الأسفل و الأعلى و السيد لا

يطلق إلا على الأعلى , فكان إطلاق " المولى " أسهل و أقرب إلى عدم الكراهية .

و الله أعلم " .

و أقول : لا مجال للطعن في رواة هذه الزيادة عن الأعمش و هما أبو معاوية و اسمه

محمد بن خازم - و أبو سعيد الأشج , و اسمه عبد الله بن سعيد , فإن كليهما ثقة

من رجال الشيخين لا مطعن فيهما , لكن قد خالفهما كما سبق جرير و هو ابن عبد

الحميد و ابن نمير و اسمه عبد الله و يعلى و هو ابن عبيد الطنافسي و ثلاثتهم

ثقة محتج بهم عند الشيخين أيضا , فيتردد النظر بين ترجيح روايتهم على رواية

الثقتين لكونهم أكثر و بين ترجيح روايتهما على روايتهم لأن معهما زيادة و زيادة

الثقة مقبولة و كان اللائق بالناظر أن يقف عند هذا دون أي تردد لولا ثلاثة أمور

: الأول : أن الحديث رواه أحمد ( 2 / 444 ) : أنبأنا وكيع عن الأعمش به دون

الزيادة . فقد خالف الإمام أبا سعيد الأشج , و هو أحفظ منه .

الثاني : أن الحديث أخرجه مسلم و البخاري في " الأدب المفرد " ( 209 و 210 )

و أحمد ( 2 / 423 و 444 و 463 و 484 و 491 و 508 ) و غيرهم من طرق أخرى عن أبي

هريرة دون الزيادة و يأتي ذكر بعض ألفاظهم .

الثالث : أن همام بن منبه قال حدثنا أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم

قال : " لا يقل أحدكم اسق ربك أطعم ربك وضىء ربك و لا يقل أحدكم ربي و ليقل

سيدي , مولاي و لا يقل أحدكم عبدي أمتي و ليقل : فتاي , فتاتي , غلامي " .

أخرجه البخاري ( 3 / 124 ) و مسلم و أحمد ( 2 / 316 ) . فزاد في هذه الرواية

" مولاي " , و لفظ أحمد : " و مولاي " و هذه الزيادة تخالف الزيادة الأولى

مخالفة لا يمكن التوفيق بينهما إلا بالترجيح كما سبق عن القرطبي و هذه أرجح

لعدم المعارض .

الرابع : أنه ثبت في الحديث : " السيد الله " و لم يثبت في الحديث المرفوع أن

" المولى " هو الله , فإذا جاز اطلاق لفظ " السيد " على سيد العبد , فمن باب

أولى أن يجوز إطلاق لفظ " المولى " عليه , لاسيما و هو يطلق على الأدنى أيضا

كما تقدم في كلام الحافظ , فهذا النظر الصحيح مع الأمور الثلاثة التي قبلها

تجعلنا نرجح رواية الثلاثة الثقات على رواية الثقتين اللذين تفردا بهذه الزيادة

, فكان لابد من الترجيح و مما لا شك فيه أن اجتماع هذه الأمور الأربعة مما لا

يفسح المجال للتردد المذكور بل نقطع بها أن الزيادة التي تفرد بها الثقتان شاذة

فلا تثبت . و الله أعلم .

و من ألفاظ الحديث في بعض طرقه المشار إليها آنفا : " لا يقولن أحدكم عبدي

و أمتي كلكم عبيد الله و كل نسائكم إماء الله و لكن ليقل : غلامي و جاريتي

و فتاي و فتاتي " . أخرجه مسلم و البخاري في " الأدب المفرد " و أحمد ( 2 / 462

, 484 ) . و منها بلفظ : " لا يقولن أحدكم عبدي و أمتي و لا يقولن المملوك ربي

و ربتي و ليقل المالك : فتاي و فتاتي و ليقل المملوك سيدي و سيدتي , فإنكم

المملوكون و الرب الله عز وجل " . أخرجه في " الأدب المفرد " و أبو داود ( 4975

) و أحمد ( 2 / 423 ) بسند صحيح على شرط مسلم .

804 " كان يزور البيت كل ليلة من ليالي منى " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 456 :

أخرجه الطحاوي في " مشكل الآثار " ( 1 / 491 ) و الطبراني في " المعجم الكبير "

( 3 / 181 / 1 ) و البيهقي في " السنن الكبرى " ( 5 / 146 ) من طرق عن إبراهيم

بن محمد بن عرعرة قال : دفع إلينا معاذ بن هشام كتابا ( و لم أسمعه ) و قال :

سمعته من أبي و لم يقرأه , قال : فكان فيه : عن قتادة عن أبي حسان عن # ابن

عباس # مرفوعا به . هكذا وقع عندهم - و الزيادة للطحاوي - غير الطبراني , فقال

: حدثنا الحسن بن علي المعمري . أنبأنا إبراهيم بن محمد بن عرعرة : أنبأنا معاذ

بن هشام قال : وجدت في كتاب أبي ... الحديث .

قلت : و هذا إسناد صحيح رجاله ثقات رجال مسلم . و أبو حسان هو الأعرج البصري

مشهور بكنيته و اسمه مسلم بن عبد الله . و قد أعل الحديث بما لا يقدح , فقد روى

الخطيب في " التاريخ " ( 6 / 149 ) عن الأثرم قال : قلت : لأبي عبد الله - يعني

أحمد بن حنبل - تحفظ عن قتادة عن أبي حسان ... ( فذكر الحديث ) . فقال : كتبوه

من كتاب معاذ و لم يسمعوه .

قلت : ها هنا إنسان يزعم أنه قد سمعه من معاذ , فأنكر ذلك , قال : من هو ? قلت

: إبراهيم بن عرعرة . فتغير وجهه و نفض يده و قال : كذب و زور , سبحان الله !

ما سمعوه منه إنما قال فلان : كتبناه من كتابه و لم يسمعه منه , سبحان الله !

و استعظم ذلك منه . و لعل الإمام أحمد يشير بقوله " فلان ... " إلى علي بن

المديني , فقد أخرجه الخطيب من طريق إسماعيل القاضي عنه قال : روى قتادة حديثا

غريبا لا يحفظ عن أحد من أصحاب قتادة إلا من حديث هشام , فنسخته من كتاب ابنه

معاذ بن هشام و هو حاضر لم أسمعه منه عن قتادة , و قال لي معاذ : هاته حتى

أقرأه , قلت : دعه اليوم - قال : حدثنا أبو حسان ( فذكره ) قال علي بن المديني

: هكذا هو في الكتاب . و عقب الخطيب على ذلك بقوله : " و ما الذي يمنع أن يكون

إبراهيم بن محمد بن عرعرة سمع هذا الحديث من معاذ مع سماعه منه غيره , و قد قال

ابن أبي حاتم الرازي في كتاب " الجرح و التعديل " : سئل أبي عن إبراهيم بن

عرعرة ? فقال : " صدوق " . ثم روى الخطيب عن ابن معين أنه قال : ثقة معروف

بالحديث كان يحيى بن سعيد يكرمه مشهور بالطلب , كيس الكتاب و لكنه يفسد نفسه

يدخل في كل شيء . و عن إبراهيم بن خرزاذ : احفظ من رأيت أربعة ... فذكر فيهم

إبراهيم بن عرعرة .

قلت : و وثقه أبو زرعة أيضا بروايته عنه . و قال الحاكم : هو إمام من حفاظ

الحديث . و قال الخليلي : حافظ كبير ثقة متفق عليه . و وثقه غير هؤلاء أيضا .

قلت : و يشكل على ما رجحه الخطيب من سماع ابن عرعرة لهذا الحديث من معاذ تصريحه

بأن معاذا دفع إليه كتاب أبيه , فكان فيه هذا ... فهذا معناه أنه لم يسمع منه

و ذلك ما صرحت به زيادة الطحاوي المتقدمة : " و لم أسمعه منه " . و معنى ذلك أن

روايته و جادة و ليست سماعا . و يمكن الخلاص من الإشكال بأن يقال : لا ينافي

عدم سماعه للكتاب من معاذ أن لا يكون سمع منه هذا الحديث خاصة , فإن الطبراني

قد صرح بسماعه الحديث منه و السند إليه بذلك صحيح , فإن المعمري و إن تكلم فيه

بعضهم , فقد استقر الحال آخرا على توثيقه كما قال الحافظ و يشهد له ما تقدم من

قول الأثرم " أن إبراهيم بن عرعرة يزعم أنه قد سمعه من معاذ " فإنه يشعرنا بأن

سماعه منه كان معروفا عندهم و لولا ذلك كان يسع الإمام أحمد أن يرد ذلك بعدم

ثبوت رواية من روى عن ابن عرعرة السماع منه و لم يكن به حاجة إلى التصريح

بالتكذيب . فتأمل .

و جملة القول أن الحديث صحيح على كل حال سواء ثبت سماع ابن عرعرة إياه من معاذ

أم لا أما الأول فواضح لثقة ابن عرعرة و حفظه و أما على الآخر فغايته أن يكون

روايته و جادة في كتاب معاذ , و قد ناوله هذا إياه , فهي وجادة صحيحة من أقوى

الوجادات مقرونة بمناولة الشيخ . و بالله التوفيق .

و مما يقوي الحديث أن له شاهدا مرسلا قويا , فقد قال البيهقي عقبه مشيرا إلى

تقوية الحديث به : " و روى الثوري في " الجامع " عن ابن طاووس عن طاووس : أن

النبي صلى الله عليه وسلم كان يفيض كل ليلة يعني ليالي منى " .

805 " كنا نتزود لحوم الهدي على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 460 :

أخرجه الإمام أحمد ( 3 / 309 ) : حدثنا سفيان عن عمرو عن عطاء عن # جابر # :

فذكره . و بهذا الإسناد أخرجه ابن أبي شيبة في " المصنف " ( 4 / 57 ) و من

طريقه مسلم في " صحيحه " ( 6 / 81 ) . و أخرجه البخاري ( 6 / 239 - استانبول )

البيهقي ( 9 / 291 ) من طرق أخرى عن سفيان بن عيينة به . و تابعه شعبة عن عمرو

بن دينار به . أخرجه الدارمى ( 2 / 80 ) و أحمد ( 3 / 368 ) .

و تابع عمرا ابن جريج فقال : حدثنا عطاء به و لفظه : " كنا لا نأكل من لحوم

بدننا فوق ثلاث منى , فأرخص لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم , فقال : كلوا

و تزودوا . قلت : لعطاء : قال جابر : حتى جئنا المدينة ? قال : نعم " .

هكذا أخرجه مسلم من طريق محمد بن حاتم حدثنا يحيى بن سعيد عن ابن جريج به .

و خالفه الإمام أحمد فقال ( 3 / 317 ) : حدثنا يحيى بن سعيد به إلا أنه قال :

" لا " مكان " نعم " . و كذلك أخرجه البخاري و البيهقي عن مسدد حدثنا يحيى به .

و تابعه عمرو بن علي عند النسائي كما في " الفتح " ( 9 / 455 ) .

فهؤلاء ثلاثة من الثقات الحفاظ أحمد و مسدد و عمرو بن علي خالفوا محمد بن حاتم

فقالوا " لا " مكان " نعم " , و لا شك أن روايتهم أرجح و هو الذي جزم به الحافظ

فقال : " و الذي وقع في البخاري هو المعتمد , و قد نبه على اختلاف البخاري

و مسلم في هذه اللفظة الحمدي في " جمعه " و تبعه عياض و لم يذكرا ترجيحا و أغفل

ذلك شراح البخاري أصلا , فبما وقفت عليه " .

و أقول : لكن الحديث قد جاء من طريق غير يحيى عن ابن جريج , و هي طريق عمرو بن

دينار عن عطاء بمعنى لفظ حديث محمد بن حاتم كما رأيت . و على ذلك فيكون هناك

خلاف أقدم حول هذه اللفظة بين عمرو بن دينار من جهة و ابن جريج من جهة أخرى

و كلاهما ثقة حافظ فلابد من التوفيق بين روايتيهما أو الترجيح و المصير إلى

الأول هو الأصل , و قد حاول ذلك الحافظ ابن حجر فقال عقب ترجيحه السابق لرواية

البخاري النافيه على رواية مسلم المثبتة : " ثم ليس المراد بقوله " لا " نفي

الحكم بل مراده أن جابرا لم يصرح باستمرار ذلك منهم حتى قدموا , فيكون على هذا

معنى قوله : في رواية عمرو بن دينار . " كنا نتزود لحوم الهدي إلى المدينة " أي

لتوجهنا إلى المدينة و لا يلزم من ذلك بقاؤها معهم حتى يصلوا المدينة . و الله

أعلم " .

قلت : لكن هناك طرق أخرى عن عطاء تبطل هذا التأويل مع مخالفته للظاهر , منها ما

عند ابن أبي شيبة : أنبأنا علي بن مسهر عن عبد الملك عن عطاء به بلفظ : " كنا

نبلغ المدينة بلحوم الأضاحي " . و إسناده صحيح على شرط مسلم .

و تابعه أبو الزبير عن جابر قال : " أكلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم

لحوم الأضاحي و تزودنا حتى بلغنا بها المدينة " . أخرجه أحمد ( 3 / 386 ) من

طريق زهير و الطحاوي ( 2 / 308 ) من طريقين أخريين ثلاثتهم عن أبي الزبير به .

و هو على شرط مسلم , مع عنعنه أبي الزبير , لكنه يتقوى برواية عبد الملك و هو

ابن أبي سليمان و هو ثقة . و مما يشهد لروايتهما رواية شعبة عن عمرو بن دينار

عند الدارمي بلفظ : " إن كنا لنتزود من مكة إلى المدينة على عهد رسول الله صلى

الله عليه وسلم لحوم الأضاحي " . و إسناده صحيح على شرط الشيخين .

قلت : فهذا اللفظ عن عمرو بن دينار و متابعة عبد الملك و أبو الزبير على معناه

المصرحة بأنهم بلغوا بما تزودوا به من الأضاحي أو الهدي إلى المدينة يبطل بكل

وضوح ذلك المعنى الذي تقدم ذكره عن الحافظ في سبيل التوفيق بين رواية البخاري

النافية و روايته الأخرى عن عمرو المثبتة , فتعين أنه لابد من الترجيح و لا يشك

أي باحث ذي نظر ثاقب أن رواية عمرو هي الراجحة لما لها من الشواهد التي ذكرنا

و لأنها مثبتة , و من المعلوم في الأصول أن المثبت مقدم على النافي , لاسيما

و أن للحديث شواهد عن غير جابر من الصحابة و لعلي إذا نشطت ذكرت ما تيسر لي

منها . و تبين بهذا التخريج أن رواية ابن جريج غير محفوظة و هو ما أشار إليه

الإمام البيهقي بقوله عقب رواية عمرو : " فالتزود إلى المدينة حفظه عمرو بن

دينار عن عطاء ( أي و لم يحفظه ابن جريج عنه ) و حفظه أيضا عبد الملك بن أبي

سليمان عن عطاء , و حفظه زهير بن معاوية ( قلت : و غيره كما تقدمت الإشارة إليه

) عن أبي الزبير عن جابر " . و قد روى التزود المذكور من الصحابة غير جابر .

1 - ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم .

أخرجه مسلم و الدارمي و البيهقي .

2 - و أبو سعيد الخدري : " كنا نتزود من وشيق الحج حتى يكاد يحول عليه الحول "

. أخرجه أحمد ( 3 / 85 ) بسند حسن .

( تنبيه ) لقد شاع بين الناس الذين يعودون من الحج التذمر البالغ مما يرونه من

ذهاب الهدايا و الضحايا في منى طعما للطيور و سباع الوحوش , أو لقما للخنادق

الضخمة التي تحفرها الجرارات الآلية ثم تقبرها فيها حتى لقد حمل ذلك بعض

المفتين الرسميين على إفتاء بعض الناس بجواز بل وجوب صرف أثمان الضحايا

و الهدايا في منى إلى الفقراء , أو يشترى بها بديلها في بلاد المكلفين بها ,

و لست الآن بصدد بيان ما في مثل هذه الفتوى من الجور و مخالفة النصوص الموجبة

لما استيسر من الهدي دون القيمة و إنما غرضي أن أنبه أن التذمر المذكور يجب أن

يعلم أن المسؤول عنه إنما هم المسلمون أنفسهم لأسباب كثيرة لا مجال لذكرها الآن

, و إنما أذكر هنا سببا واحدا منها و هو عدم اقتدائهم بالسلف الصالح رضي الله

عنهم في الانتفاع من الهدايا بذبحها و سلخها و تقطيعها و تقديمها قطعا إلى

الفقراء و الأكل منها ثم إصلاحها بطريقة فطرية , كتشريقه و تقديده تحت أشعة

الشمس بعد تمليحه أو طبخه مع التمليح الزائد ليصلح للادخار , أو بطريقة أخرى

علمية فنية إن تيسرت لو أن المسلمين صنعوا في الهدايا هذا و غيره مما يمكن

استعماله من الأسباب و الوسائل لزالت الشكوى بإذن الله , و لكن إلى الله

المشتكى من غالب المسلمين الذين يحجون إلى تلك البلاد المقدسة و هو في غاية من

الجهل بأحكام المناسك الواجبة , فضلا عن غيرها من الآداب و الثقافة الإسلامية

العامة . و الله المستعان .

806 " العباس عم رسول الله صلى الله عليه وسلم و إن عم الرجل صنو أبيه " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 464 :

( عن # أبي هريرة و عمر بن الخطاب و الحسن بن مسلم و علي و عبد المطلب ربيعة بن

الحارث # ) .

صحيح , و له طرق : الأول : عن أبي هريرة . رواه الترمذي ( 2 / 305 ) و أبو بكر

الشافعي في " الفوائد " ( 3 / 21 / 1 - 2 ) عن الأعرج عنه . و إسناده صحيح

و أصله عند مسلم ( 3 / 68 ) و أحمد ( 2 / 322 ) و غيرهما .

الثاني : عن عمر بن الخطاب . رواه أبو بكر أيضا : حدثنا أبو عبد الله الحسين بن

عمر الثقفي أنبأنا أبي أنبأنا حصين بن المخارق عن الأعمش عن أبي رزين عنه

مرفوعا . لكن الحصين هذا ضعيف جدا .

الثالث : عن الحسن بن مسلم المكي مرفوعا . و إسناده صحيح إلى الحسن و هو تابعي

ثقة .

الرابع : عن علي مرفوعا بلفظ . " أما علمت أن عم الرجل صنو أبيه " . أخرجه أحمد

( 1 / 94 ) بسند صحيح .

الخامس : عن عبد المطلب بن ربيعة بن الحارث مرفوعا بلفظ : " يا أيها الناس ! من

آذى العباس فقد آذاني , إنما عم الرجل صنو أبيه " . أخرجه أحمد ( 4 / 165 ) من

طريق يزيد بن عطاء عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الله بن الحارث بن نوفل حدثني

عبد المطلب بن ربيعة ...

قلت : و هذا إسناد ضعيف , من أجل يزيد بن أبي زياد و هو الهاشمي مولاهم فهو سيء

الحفظ . و نحوه يزيد بن عطاء .

لكن ذكرت له شاهدا في " المشكاة " ( 3156 ) يتقوى به .

807 " ملئ عمار إيمانا إلى مشاشه " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 466 :

أخرجه النسائي ( 2 / 269 - 270 ) و الحاكم ( 3 / 392 - 393 ) من طرق عن عبد

الرحمن بن مهدي قال : حدثنا سفيان عن الأعمش عن أبي عمار # عن عمرو بن شرحبيل

عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم # قال : قال رسول الله صلى الله عليه

وسلم فذكره .

قلت : و هذا إسناد صحيح , رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي عمار و اسمه عريب بن

حميد الهمداني و هو ثقة , و جهالة الصحابي لا تضر على أنه قد سماه محمد بن أبي

يعقوب حدثنا عبد الرحمن بن مهدي به فقال : " عبد الله " يعني ابن مسعود . أخرجه

الحاكم و قال : " صحيح على شرط الشيخين إن كان محمد بن أبي يعقوب حفظ عن عبد

الرحمن بن مهدي ! و وافقه الذهبي !

قلت : ابن أبي يعقوب هذا ثقة من شيوخ البخاري , و اسمه أبيه إسحاق فإذا كان قد

حفظه , فلا يزيد على كونه صحيحا لأن أبا عمار ليس من رجال الشيخين كما ذكر آنفا

. و له طريق أخرى , يرويه عثام بن علي عن الأعمش عن أبي إسحاق عن هانىء بن

هانىء قال : " دخل عمار على علي , فقال : مرحبا بالطيب المطيب , سمعت رسول الله

صلى الله عليه وسلم يقول ... " فذكره . أخرجه ابن ماجه ( 147 ) و أبو نعيم في

" الحلية " ( 1 / 139 ) .

قلت : و رجاله ثقات رجال البخاري غير هانىء بن هانىء و هو مستور كما في

" التقريب " . و له شاهد يرويه محمد بن حميد حدثنا سلمة بن الفضل عن ابن إسحاق

عن حكيم بن جبير عن سعيد بن جبير عن ابن عباس مرفوعا بلفظ : " من قرنه إلى قدمه

. يعني مشاشه " . أخرجه أبو نعيم .

قلت : و إسناده ضعيف مسلسل بالضعفاء , و هم من دون سعيد بن جبير .

808 " بعثت في نسم الساعة " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 467 :

رواه الدولابي في " الكنى ( 1 / 23 ) و ابن منده في " المعرفة " ( 2 / 234 / 2

) عن سفيان بن عيينة عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن

# أبي جبيرة # مرفوعا .

قلت : و هذا إسناد صحيح , رجاله كلهم ثقات و في صحبة أبي جبيرة خلاف , و رجح

الحافظ في " التقريب " أن له صحبة و ذكر في " الإصابه " أنه روى عن النبي صلى

الله عليه وسلم عدة أحاديث , و هذا هو الصواب خلافا لقول العجلي في الثقات " :

" ليس له إلا حديث واحد " .

قلت : يشير إلى ما رواه الشعبي قال : حدثني أبو جبيرة بن الضحاك قال :

" فينا نزلت في بني سلمة *( و لا تنابزوا بالألقاب )* قال : قدم رسول الله صلى

الله عليه وسلم المدينة و ليس منا رجل إلا و له اسمان أو ثلاثة فكان إذا دعي

أحد منهم باسم من تلك الأسماء قالوا : يا رسول الله إنه يغضب من هذا : قال :

فنزلت *( و لا تنابزوا بالألقاب )* " . أخرجه أحمد ( 4 / 260 ) و غيره و صححه

الترمذي ( 4 / 187 ) و الحاكم ( 2 / 463 ) و الذهبي . و في ذلك كله إشارة إلى

أن الراجح عندهم صحبة أبي جبيرة , و هو ظاهر قوله " فينا نزلت " . و الله أعلم

. و الحديث رواه الحاكم أيضا في " الكنى " كما في " الفتح الكبير " و لم يعزه

لغيره ! قوله : ( نسم الساعة ) . في " النهاية " : " هو من النسيم أول هبوب

الريح الضعيفة , أي : بعثت في أول أشراط الساعة و ضعف مجيئها . و قيل : هو جمع

نسمة , أي : بعثت في ذوي أرواح خلقهم الله تعالى قبل اقتراب الساعة كأنه قال :

في آخر النشو من بني آدم " .

قلت : فهو بمعنى الحديث الأخر " بعثت بين يدي الساعة " .

809 " بعثت من خير قرون بني آدم قرنا فقرنا , حتى بعثت من القرن الذي كنت فيه " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 468 :

رواه البخاري ( 4 / 151 - النهضة ) و أحمد ( 2 / 373 و 417 ) و ابن سعد ( 1 /

25 ) و ابن عساكر ( 12 / 240 / 1 ) عن عمرو بن أبي عمرو مولى المطلب عن سعيد

يعني المقبري عن # أبي هريرة # مرفوعا .

810 " تكون بين يدي الساعة فتن كقطع الليل المظلم يصبح الرجل فيها مؤمنا و يمسي

كافرا و يمسي مؤمنا و يصبح كافرا , يبيع أقوام دينهم بعرض الدنيا " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 469 :

أخرجه الترمذي ( 3 / 221 بشرح التحفة ) و ابن أبي شيبة في " الإيمان " ( رقم 64

) و الحاكم ( 4 / 438 - 439 ) و الفريابي في " صفة المنافق " ( ص 66 من " دفائن

الكنوز " ) من طرق عن يزيد بن أبي حبيب عن سعد بن سنان عن # أنس بن مالك #

مرفوعا به . و قال الترمذي : " هذا حديث غريب من هذا الوجه " . قال الشارح :

" لم يحسنه الترمذي و الظاهر أنه حسن " . و هو كما قال , فإن سعد بن سنان وثقه

ابن معين و حسبك به . و للحديث شاهد من حديث أبي هريرة بلفظ : " بادروا " و قد

تقدم . و آخر من حديث ابن عمر يأتي بلفظ : " ليغشين " رقم ( 1267 ) .

811 " الحسن مني و الحسين من علي " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 469 :

أخرجه أبو داود ( 2 / 186 ) و أحمد ( 4 / 132 ) و ابن عساكر ( 4 / 258 / 2 ) من

طريق بقية حدثنا بجير بن سعد عن خالد بن معدان قال : " و فد # المقدام بن معدي

كرب # و عمرو بن الأسود إلى معاوية , فقال معاوية للمقدام : أعلمت أن الحسن بن

علي توفي ? فرجع المقدام , فقال له معاوية : أتراها مصيبة ? فقال : و لم لا

أراها مصيبة , و قد وضعه رسول الله في حجره و قال ... " فذكره .

قلت : و هذا إسناد حسن , رجاله ثقات , و قال المناوي : " قال الحافظ العراقي :

و سنده جيد , و قال غيره : فيه بقية صدوق له مناكير و غرائب و عجائب " .

قلت : و لا منافاة بين القولين , فإن بقية إنما يخشى من تدليسه و هنا قد صرح

بالتحديث كما رأيت و هو في رواية أحمد .

812 " خير التابعين رجل من قرن يقال له أويس " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 470 :

رواه مسلم ( 7 / 189 ) و ابن سعد ( 6 / 113 ) و العقيلي في " الضعفاء " ( 50 )

و الحاكم ( 3 - 404 ) عن سعيد الجريري عن أبي نضرة عن أسير بن جابر :

أن # عمر بن الخطاب # قال لأويس القرني : استغفر لي قال : أنت أحق أن تستغفر لي

, إنك من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم , فقال : إني سمعت رسول الله صلى

الله عليه وسلم يقول : فذكره . و من هذا الوجه رواه ابن عساكر ( 3 - 98 - 2 ) .

ثم روى عن ابن صاعد أنه قال : " أسانيد أحاديث أويس صحاح , رواها الثقات و هذا

الحديث منها و هذا يسميه أهل البصرة يسير بن جابر و يسميه أهل الكوفة يسير بن

عمرو , و له صحبة " .

و له شاهد من حديث علي يرويه يزيد بن أبي زياد عن عبد الرحمن ابن أبي ليلى

قال : " لما كان يوم صفين , نادى مناد من أصحاب معاوية و أصحاب علي : أفيكم

أويس القرني , قالوا : نعم , فضرب دابته , حتى دخل معهم , ثم قال : سمعت رسول

الله صلى الله عليه وسلم يقول : خير التابعين أويس القرني " . أخرجه الحاكم ( 3

- 402 ) عن شريك عن يزيد بن أبي زياد .

قلت : و هذا سند ضعيف من أجل شريك و يزيد , فإنهما ضعيفان من قبل حفظهما ,

فحديثه حسن في الشواهد .

813 " اثنتان يكرههما ابن آدم : يكره الموت و الموت خير للمؤمن من الفتنة و يكره

قلة المال و قلة المال أقل للحساب " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 471 :

رواه أحمد ( 5 / 427 , 427 - 428 , 428 ) و أبو عمرو الداني في " الفتن " ( 179

/ 1 ) و البغوي في " شرح السنة " ( 3 / 559 مخطوطة المكتب الإسلامي ) عن عمرو

بن أبي عمرو عن عاصم بن عمر بن قتادة عن # محمود بن لبيد # مرفوعا .

قلت : و هذا إسناد جيد , رجاله ثقات رجال الشيخين . و محمود بن لبيد صحابي صغير

و جل روايته عن الصحابة كما قال الحافظ في " التقريب " و مراسيل الصحابة حجة

كما هو مقرر في علم المصطلح و لذلك رمز له السيوطي بالصحة في " الجامع الصغير "

و صرح بذلك في " الكبير " ( 1 / 19 / 2 ) فقال : " و صحح " .

814 " هذان السمع و البصر . يعني أبا بكر و عمر " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 472 :

أخرجه الترمذي ( 4 / 311 ) : حدثنا قتيبة أنبأنا ابن أبي فديك عن عبد العزيز بن

المطلب عن أبيه عن جده - # عبد الله بن حنطب # . " أن النبي صلى الله عليه وسلم

رأى أبا بكر و عمر , فقال " فذكره و قال : " و في الباب عن عبد الله بن عمر ,

هذا حديث مرسل و عبد الله بن حنطب لم يدرك النبي صلى الله عليه وسلم " .

قلت : رجاله ثقات , لكن وقع اختلاف في موضعين من إسناده :

الأول : في رواية ابن أبي فديك عن عبد العزيز هل بينهما واسطة أم لا ? فرواه

قتيبة عنه هكذا بدون الواسطة , و تابعه موسى بن أيوب فقال : عن ابن أبي فديك عن

عبد العزيز . أخرجه ابن أبي حاتم في " العلل " ( 2 / 385 ) عن أبيه : حدثنا

موسى ابن أيوب به . و قال عنه : " و هذا أشبه " . يعني من الوجه الآتي :

و خالفهما آدم بن أبي إياس العسقلاني , فقال : حدثني محمد بن إسماعيل ابن أبي

فديك المدني عن الحسن بن عبد الله بن عطية السعدي عن عبد العزيز بن المطلب بن

عبد الله بن حنطب عن أبيه عن جده عبد الله بن حنطب قال : " كنت مع رسول الله

صلى الله عليه وسلم فنظر إلى أبي بكر و عمر , فقال " الحديث . أخرجه الحاكم ( 3

/ 69 ) و قال : " صحيح الإسناد " . و قال الذهبي : " قلت : حسن " :

قلت : و لعله يعني حسن لغيره و إلا فإن الحسن بن عبد الله بن عطية السعدي لم

أجد له ترجمة , لكنه قد توبع كما يأتي , فقد قال ابن أبي حاتم : " سألت أبي عن

حديث رواه ابن أبي فديك قال حدثني غير واحد عن عبد العزيز بن المطلب به " .

و قد وصله ابن منده من طريق دحيم عن ابن أبي فديك به , كما في " الإصابة "

للحافظ ابن حجر و قال : " و كذا هو عند البغوي , و سمى منهم عمرو بن أبي عمرو

و علي بن عبد الرحمن ابن عثمان , فهذا يدل على أن ابن أبي فديك لم يسمعه من عبد

العزيز , و قد رواه أحمد بن صالح المصري و آخرون عن ابن أبي فديك هكذا و سموا

المبهمين علي بن عبد الرحمن , و عمرو بن أبي عمرو . و رواه جعفر بن مسافر عن

ابن أبي فديك فقال : عن المغيرة بن عبد الرحمن عن المطلب بن عبد الله بن حنطب

عن أبيه عن جده قال :

سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم , فذكره . فهذا اختلاف آخر , يقتضي أن يكون

الحديث من رواية حنطب والد عبد الله , و قد قيل في المطلب بن عبد الله بن حنطب

: إنه المطلب بن عبد الله بن المطلب بن حنطب , فإن ثبت , فالصحبة للمطلب بن

حنطب . و الله أعلم " .

قلت : و يتضح من هذا التحقيق أن أكثر الرواة على إثبات الواسطة بين ابن أبي

فديك و عبد العزيز بن المطلب , و لذلك فقول أبي حاتم في الوجه الأول : " إنه

أشبه " , ليس بالمقبول , و قد أشار الحافظ إلى رده بقوله في " التهذيب " :

" و قد سقط بين ابن أبي فديك و بين عبد العزيز واسطة " .

و الموضع الآخر : الاختلاف في مسند الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم هل هو

عبد الله بن حنطب أم أبوه حنطب ? فقال ابن أبي فديك في جميع الروايات عنه : إنه

عبد الله , و قال جعفر بن مسافر عنه عن المغيرة بن عبد الرحمن : إنه حنطب , كما

تقدم في كلام الحافظ . و لا شك عندي أن الأول أرجح , لأنه رواية الأكثر ,

فمخالفة جعفر بن مسافر , لا يعتد بها , لاسيما و قد تكلم فيه بعضهم من قبل حفظه

, كما يشير إلى ذلك قول الحافظ في " التقريب " : " صدوق ربما أخطأ " .

و قد خالفهم في موضع آخر من السند , و هو أنه جعل شيخ ابن أبي فديك المغيرة بن

عبد الرحمن , و ذلك مما لم يذكره أحد منهم , لكن الخطب في هذه المخالفة سهل ,

لأنه يمكن أن يكون المغيرة هذا من جملة أولئك الشيوخ الذين أشار إليهم دحيم في

روايته عن ابن أبي فديك .

ثم وجدت لجعفر متابعا عند ابن عبد البر في " الاستيعاب " ( 1 / 401 - النهضة )

و قال : " و المغيرة بن عبد الرحمن هذا هو الحزامي ضعيف , و ليس بالمخزومي

الفقيه صاحب الرأي , و ذلك ثقة " .

فإذا ترجح أن الحديث من مسند عبد الله بن حنطب , فهل هو صحابي أم لا ? اختلفوا

في ذلك , و قد جزم بصحبته ابن عبد البر و هو مقتضى قوله في رواية الحاكم .

" كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم " , و مثلها رواية ابن أبي حاتم عن ابن

أبي فديك عن غير واحد , ففيها قوله : " كنت جالسا عند رسول الله صلى الله عليه

وسلم " . و كذلك رواية موسى بن أيوب عن ابن أبي فديك , كما في " الإصابة "

و قال عقبها : " فهذا يقتضي ثبوت صحبته " .

قلت : و هو الذي نرجحه . و إذا عرفت ذلك , فالإسناد عندي صحيح كما قال الحاكم ,

لأن السعدي لم يتفرد به , بل تابعه جماعة منهم عمرو بن أبي عمرو و هو ثقة .

و الله أعلم .

و الحديث أورده السيوطي في " الجامع " بهذا اللفظ من رواية الترمذي و الحاكم ,

و بلفظ : " أبو بكر مني بمنزلة السمع و البصر من الرأس " .

برواية أبي يعلى عن المطلب بن عبد الله بن حنطب عن أبيه عن جده , قال ابن عبد

البر : و ما له غيره , ( حل ) عن ابن عباس . ( خط ) عن جابر .

قلت : و هو بهذا اللفظ شاذ عندي أو منكر , لمخالفته لرواية الجماعة عن ابن أبي

فديك في لفظه المتقدم الذي فيه قرن عمر مع أبي بكر , خلافا لهذا , و لم أقف على

إسناده إلى المطلب لننظر هل هو شاذ أم منكر . و أما حديث ( حل ) فلم أره في

" فهرس الحلية " , لكن ذكر المناوي أن في إسناده الوليد بن الفضل , و قد قال

الذهبي في " الميزان " : " قال ابن حبان : يروي الموضوعات " , ثم ذكر له حديثا

قال : إنه باطل . و في " اللسان " : " و قال الحاكم و أبو نعيم و أبو سعيد

النقاش : روى عن الكوفيين الموضوعات " .

و أما حديث ( خط ) عن جابر , فهو صحيح , و إسناده حسن , لكنه يختلف في متنه عن

هذا بعض الشيء و لذلك رأيت أن أفرده بالتخريج , و هو الآتي .

815 " أبو بكر و عمر من هذا الدين كمنزلة السمع و البصر من الرأس " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 476 :

أخرجه الطبراني و الخطيب في " تاريخ بغداد " ( 8 / 459 - 460 ) من طريق عبد

الله بن محمد بن عقيل عن # جابر بن عبد الله # قال : قال رسول الله صلى الله

عليه وسلم : فذكره .

قلت : و هذا إسناد حسن , رجاله كلهم ثقات و في ابن عقيل كلام من قبل حفظه لا

ينزل به حديثه عن هذه المرتبة التي ذكرنا . و أخرجه ابن شاهين في " فضائل

العشرة المبشرين بالجنة " من " السنة " له ( رقم 70 - نسختي ) من طريقين عن

الحكم بن مروان حدثنا فرات بن السائب عن ميمون بن مهران عن ابن عمر .

" أن النبي صلى الله عليه وسلم أراد أن يبعث رجلا في حاجة مهمة و أبو بكر عن

يمينه و عمر عن يساره , فقال له علي بن أبي طالب : ألا تبعث أحد هذين ? فقال

.... " فذكره . لكن الفرات هذا متروك , فلا يستشهد به .

و له شاهدان آخران من حديث عمرو بن العاص و حذيفة بن اليمان , أخرجهما الهيثمي

في " مجمع الزائد " ( 9 / 52 - 53 ) .

816 " السلام قبل السؤال , فمن بدأكم بالسؤال قبل السلام فلا تجيبوه " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 477 :

أخرجه ابن عدي في " الكامل " ( 303 / 2 ) من طريق السري ابن عاصم حدثنا حفص بن

عمر الأيلي حدثنا عبد العزيز بن أبي رواد عن نافع عن # ابن عمر # قال : قال

رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . أورده في ترجمة ابن أبي رواد و قال فيه

: " و في بعض رواياته ما لا يتابع عليه " .

قلت : و هذا جرح لين و قد وثقه جماعة و احتج به مسلم , فلو أن الإسناد لم يكن

فيه غيره لكان جيدا و لكن العلة فيمن دونه , فإن حفص بن عمر قال فيه ابن عدي

نفسه : " أحاديثه كلها إما منكرة المتن أو السند و هو إلى الضعف أقرب " .

و قال أبو حاتم : " كان شيخا كذابا " .

و السري بن عاصم و هاه ابن عدي , و قال : يسرق الحديث , و كذبه ابن خراش .

و ساق له الذهبي بعض الأحاديث المنكرة , و قال : " إنها من بلاياه و مصائبه " .

قلت : فلو أن ابن عدي ساق الحديث في ترجمة أحدهما لكان أقرب إلى الصواب .

و يمكن أن يقال : لعل ابن عدي إنما أورده في ترجمة ابن أبي رواد لأن الحديث

معروف به , قد رواه عنه غير هذين , فقال ابن أبي حاتم في " العلل " ( 2 / 331 )

: " سئل أو زرعة عن حديث رواه أبو تقي قال : حدثني بقية قال : حدثني عبد العزيز

بن أبي رواد به ... فذكره بلفظ : ( لا تبدأوا بالكلام قبل السلام , فمن بدأ

بالكلام قبل السلام , فلا تجيبوه ) قال أبو زرعة : هذا حديث ليس له أصل , لم

يسمع بقية هذا الحديث من عبد العزيز إنما هو عن أهل حمص و أهل حمص لا يميزون

هذا " .

قلت : أبو تقي اسمه هشام بن عبد الملك و من طريقه أخرجه أبو نعيم في " الحلية "

( 8 / 199 ) و قال : " غريب من حديث عبد العزيز لم نكتبه إلا من حديث بقية " .

قلت : و لم يصرح عنده بالتحديث , لكن قد صرح به في رواية أخرى , فقال ابن السني

في " عمل اليوم و الليلة " ( 210 ) : أخبرنا العباس ابن أحمد الحمصي : حدثنا

كثير بن عبيد حدثنا بقية بن الوليد حدثنا ابن أبي رواد به مختصرا بلفظ :

" من بدأ بالكلام قبل السلام فلا تجيبوه " . و كثير بن عبيد هذا حمصي ثقة و من

الصعب الاقتناع بأن مجرد كونه حمصيا - مع كونه ثقة - لا يميز بين قول بقية " عن

" و بين قوله " حدثنا " ! و لذلك فإني أذهب إلى أن الحديث بهذا الإسناد حسن على

أقل الدرجات . و العباس بن أحمد الحمصي له ترجمة في " تاريخ ابن عساكر " ( 8 /

444 / 2 ) و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا لكن روى عنه جمع .

و قد روي من طرق أخرى عن نافع به و لكنها واهية .

فأخرجه الطبراني في " الأوسط " من طريق هارون بن محمد أبي الطيب عن عبد الله

العمري عنه . قال الهيثمي ( 8 / 32 ) : " و هارون بن محمد كذاب " .

قلت : و ساقه هكذا ابن أبي حاتم ( 1 / 332 ) و قال : " قال أبو زرعة : هذا حديث

ليس له أصل " . و أخرجه السلفي في " الطيوريات " ( ق 252 / 1 ) من طريق الواقدي

أنبأنا هارون السرخسي عن عبيد الله عن نافع به . و الواقدي متهم و اسمه محمد بن

عمر بن واقد الأسلمي .

817 " لا تأذنوا لمن لم يبدأ بالسلام " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 480 :

رواه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 1 / 357 ) : حدثنا أبو أحمد عمر بن عبيد

الله بن إبراهيم الوراق ـ إمام الجامع ـ حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز

حدثنا سريج بن يونس حدثنا علي بن هاشم عن إبراهيم عن أبي الزبير عن # جابر #

مرفوعا . أورده في ترجمة عمر هذا و قال : " توفي سنة ثمان و ستين و ثلاثمائة "

و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا و بقية رجاله ثقات كلهم غير أن أبا الزبير مدلس

و قد عنعنه . و إبراهيم هو ابن طهمان ثقة من رجال الشيخين .

و عبد الله بن محمد بن عبد العزيز هو أبو القاسم البغوي الحافظ الصدوق .

و الحديث قال الهيثمي ( 8 / 32 ) : " رواه أبو يعلى , و فيه من لم أعرفه " !

و للحديث شاهد يرويه عبد الملك بن عطاء عن أبي هريرة ـ أشك في رفعه ـ قال :

" لا يؤذن للمستأذن حتى يبدأ بالسلام " .

قال الهيثمي : " رواه الطبراني في " الأوسط " و رجاله ثقات إلا أن عبد الملك لم

أجد له سماعا من أبي هريرة , قال ابن حبان : روى عن يزيد بن الأصم " .

و له شاهد آخر بمعناه يرويه عمرو بن أبي سفيان أن عمرو بن عبد الله بن صفوان

أخبره أن كلدة بن حنبل أخبره : أن صفوان بن أمية بعثه بلبن و لبأ و ضغابيس إلى

النبي صلى الله عليه وسلم و النبي صلى الله عليه وسلم بأعلى الوادي , قال :

فدخلت عليه و لم أسلم و لم أستأذن , فقال النبي صلى الله عليه وسلم :

" ارجع , فقل : السلام عليكم أأدخل ? " .

818 " ارجع , فقل : السلام عليكم أأدخل ? " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 481 :

و ذلك بعد ما أسلم صفوان . قال عمرو : و أخبرني بهذا الحديث أمية بن صفوان و لم

يقل سمعه من كلدة . أخرجه أحمد ( 3 / 414 ) و أبو داود ( 5176 ) و الترمذي ( 2

/ 118 ـ 119 ) و قال : " حديث حسن غريب " .

قلت : و إسناده صحيح . و أخرج أبو داود ( 5177 ) من طريق ربعي قال : حدثنا رجل

من بني عامر .أنه استأذن على النبي صلى الله عليه وسلم و هو في بيت , فقال :

ألج ? فقال النبي صلى الله عليه وسلم :

" أخرج إلى هذا فعلمه الاستئذان , فقل له : قل : السلام عليكم أأدخل ? " .

819 " اخرج إلى هذا فعلمه الاستئذان , فقل له : قل : السلام عليكم أأدخل ? " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 482 :

فسمعه الرجل , فقال : السلام عليكم , أأدخل , فأذن له النبي صلى الله عليه وسلم

, فدخل " .

قلت : و إسناد صحيح أيضا و جهالة الصحابي لا تضر على أنه يحتمل أن يكون هو

صفوان بن أمية الذي في الحديث المتقدم .

و جملة القول : أن الحديث عن جابر صحيح بهذه الشواهد الصحيحة . و الحمد لله على

توفيقه . و الحديث أورده السيوطي في " الجامع الصغير " من رواية البيهقي في "

الشعب " و الضياء في " المختارة " عن جابر . و أعله المناوي بقول الهيثمي

المتقدم : " و فيه من لم أعرفهم " . و لا يخفاك إن هذا قاله في طريق أبي يعلى

و لا يلزم أن يكون الأمر كذلك بالنسبة لطريق البيهقي و الضياء بدليل رواية أبي

نعيم , فإنها خالية ممن لا يعرف كما تقدم . ثم وقعت على إسناد أبي يعلى فقال في

" مسنده " ( 2 / 499 ) : حدثنا عبد الأعلى أنبأنا معتمر أنبأنا أبو إسماعيل عن

أبي الزبير و الوليد بن عبد الله بن أبي مغيث عن جابر مرفوعا بلفظ أبي نعيم .

و ليس في هذا الإسناد من لا يعرف عندي , و رجاله ثقات كلهم غير أبي إسماعيل هذا

و هو إبراهيم بن يزيد الخوزي و هو متروك . و أبو الزبير سبق . و الوليد بن عبد

الله بن أبي مغيث يروي عن التابعين و عنه جماعة منهم الخوزي أبو إسماعيل هذا .

و الراوي عنه معتمر هو ابن سليمان بن طرخان من رجال الشيخين . و عبد الأعلى شيخ

أبي يعلى هو ابن حماد المعروف بالنرسي من شيوخ البخاري و مسلم , فلا أدري كيف

لم يعرف الهيثمي بعض هؤلاء ? ! .

فائدة : ( اللبأ ) هو أول ما يحلب عند الولادة .

و ( الضغابيس ) هي صغار القثاء , واحدها ضغبوس .

و قيل هي نبت ينبت في أصول الثمام يشبه الهليون , يسلق بالخل و الزيت و يؤكل .

820 " أبو سفيان بن الحارث خير أهلي " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 483 :

أخرجه الطبراني و الحاكم ( 3 / 255 ) من طريق عمرو بن عاصم الكلابي حدثنا حماد

بن سلمة عن عمار بن أبي عمار عن # أبي حبة البدري # رضي الله عنه قال : قال

رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . و قال : " صحيح على شرط مسلم " .

و أقره الذهبي . و هو كما قال , غير أن في الكلابي ضعفا في حفظه , و لذلك قال

الحافظ في " التقريب " : " صدوق في حفظه شيء " .

و الحديث أورده في " المجمع " ( 9 / 274 ) بهذا اللفظ و زيادة : " أو من خير

أهلي " و قال : " رواه الطبراني في " الكبير " و " الأوسط " و إسناده حسن " .

( تنبيه ) : ذكر المناوي الحديث بلفظ " خير أهل الجنة " من رواية الطبراني

و الحاكم و هو وهم نشأ من التلفيق بين هذا الحديث و بين حديث آخر مرسل بلفظ :

" أبو سفيان بن الحارث سيد فتيان أهل الجنة " .

821 " أتاني جبريل عليه الصلاة و السلام , فأخبرني أن أمتي ستقتل ابني هذا ( يعني

الحسين ) , فقلت : هذا ? فقال : نعم , و أتاني بتربة من تربته حمراء " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 484 :

أخرجه الحاكم ( 3 / 176 - 177 ) عن محمد بن مصعب حدثنا الأوزاعي عن أبي عمار

شداد بن عبد الله عن # أم الفضل بنت الحارث # . " أنها دخلت على رسول الله صلى

الله عليه وسلم , فقالت : يا رسول الله إني رأيت حلما منكرا الليلة , قال :

و ما هو ? قالت : إنه شديد , قال : و ما هو ? قالت رأيت كأن قطعة من جسدك قطعت

و وضعت في حجري , فقال : رأيت خيرا , تلد فاطمة إن شاء الله غلاما فيكون في

حجرك , فولدت فاطمة الحسين , فكان في حجري كما قال رسول الله صلى الله عليه

وسلم , فدخلت يوما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فوضعته في حجره , ثم حانت

مني التفاتة فإذا عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم تهريقان من الدموع , قالت

فقلت : يا نبي الله بأبي أنت و أمي مالك ? ... " فذكره و قال : " صحيح على شرط

الشيخين " . و تعقبه الذهبي بقوله : " قلت : بل منقطع ضعيف , فإن شدادا لم يدرك

أم الفضل و محمد بن مصعب ضعيف " . قلت : لكن له شواهد عديدة تشهد لصحته , منها

ما عند أحمد ( 6 / 294 ) حدثنا وكيع قال : حدثني عبد الله بن سعيد عن أبيه عن

عائشة أو أم سلمة قال وكيع : شك هو يعني عبد الله بن سعيد - أن النبي صلى الله

عليه وسلم قال لأحدهما : " لقد دخل علي البيت ملك لم يدخل علي قبلها , فقال لي

: إن ابنك هذا : حسين مقتول و إن شئت أريتك من تربة الأرض التي يقتل بها " .

822 " لقد دخل علي البيت ملك لم يدخل علي قبلها , فقال لي : إن ابنك هذا : حسين

مقتول و إن شئت أريتك من تربتة الأرض التي يقتل بها " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 485 :

قال " فأخرج تربة حمراء " . قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين , و قال

الهيثمي ( 9 / 187 ) : " رواه أحمد , و رجاله رجال الصحيح " . و له شاهد آخر من

حديث أنس نحوه . أخرجه أحمد ( 3 / 242 , 265 ) عن عمارة بن زاذان حدثنا ثابت

عنه . و عمارة هذا " صدوق كثير الخطأ " . كما في " التقريب " .

و شاهد آخر من حديث عبد الله بن نجي عن أبيه سار مع علي , فلما حاذى ( نينوى )

... قال : " دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم و عيناه تفيضان ... "

الحديث نحو حديث أم الفضل . أخرجه أحمد ( 1 / 85 ) .

قلت : و رجاله ثقات غير نجي , قال الحافظ : " مقبول " يعني عند المتابعة و قد

توبع , فقد قال الهيثمي ( 7 / 187 ) : " رواه أحمد و أبو يعلى و البزار

و الطبراني , و رجاله ثقات و لم ينفرد نجي بهذا " . ثم ذكره من حديث أم سلمة

و أبي الطفيل و إسناده حسن .

823 " إياكن و كفر المنعمين , فقلت : يا رسول الله و ما كفر المنعمين ? قال : لعل

إحداكن تطول أيمتها من أبويها , ثم يرزقها الله زوجا و يرزقها منه ولدا , فتغضب

الغضبة فتكفر فتقول : ما رأيت منك خيرا قط " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 486 :

أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ( 1048 ) : حدثنا مخلد قال : حدثنا مبشر

ابن إسماعيل عن ابن أبي غنية عن محمد بن مهاجر عن أبيه عن # أسماء ابنة زيد

الأنصارية # : " مر بي النبي صلى الله عليه وسلم و أنا في جوار أتراب لي , فسلم

علينا , و قال .... " . فذكره .

قلت : و هذا إسناد جيد , رجاله كلهم ثقات رجال " الصحيح " غير مهاجر و هو ابن

أبي مسلم روى عنه جماعة من الثقات غير ابنه محمد هذا , و ذكره ابن حبان في

" الثقات " . و قد تابعه عبد الحميد بن بهرام حدثني شهر قال : سمعت أسماء بنت

يزيد الأنصارية تحدث : " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر في المسجد يوما

... " الحديث نحوه . أخرجه أحمد ( 6 / 452 - 453 - 453 , 457 - 458 ) و البخاري

( 1047 ) . و لأبي داود ( 5204 ) منه قصة السلام فقط , و كذلك أخرجه الترمذي

( 2 / 117 ) و الدارمي ( 2 / 277 ) و ابن ماجه ( 7701 ) , و قال الترمذي :

" هذا حديث حسن , قال أحمد بن حنبل : لا بأس بحديث عبد الحميد ابن بهرام عن شهر

بن حوشب ... " . و لهما شاهد من حديث جرير بن عبد الله . أخرجه البغوي في " شرح

السنة " ( 3 / 392 - نسخة المكتب ) .

824 " أبو بكر و عمر سيدا كهول أهل الجنة من الأولين و الآخرين " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 487 :

روي عن جمع من الصحابة منهم # علي بن أبي طالب و أنس بن مالك و أبو جحيفة

و جابر بن عبد الله و أبو سعيد الخدري # .

1 - أما حديث علي , فله عنه طرق : الأولى : عن الحارث عنه به و زاد :

" لا تخبرهما يا علي " . أخرجه الترمذي ( 4 / 310 ) و ابن ماجه ( 1 / 49 )

و ابن عدي ( 214 / 2 ) و الخطيب و ابن شاهين في " السنة " ( رقم 67 نسختي )

و الخطيب في " تاريخ بغداد " ( 10 / 192 ) و ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 9 /

307 / 2 ) . قلت : سكت عنه الترمذي , و الحارث ضعيف , و أسقطه بعض الرواة من

السند عند ابن عساكر في بعض رواياته . و جعل بعضهم مكانه زيد بن يثيع و هو ثقة

. لكن الراوي عن الشعبي ضعيف .

الثانية : عن زر بن حبيش عنه . أخرجه الدولابي في " الكنى " ( 2 / 99 ) و ابن

عدي ( 100 / 2 ) و عبد الغني المقدسي في " الإكمال " ( 1 / 14 / 2 ) و ابن

عساكر ( 9 / 310 / 1 ) من طرق عن عاصم بن بهدلة عنه . و قال المقدسي : " هذا

حديث مشهور , له طرق جمة , روي عن جماعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم " .

قلت : و هذا إسناد حسن , معروف الحسن , فإن زرا هذا ثقة من رجال الشيخين , و

عاصم , أخرجا له مقرونا , قال الحافظ : " صدوق له أوهام , حجة في القراءة " .

الثالثة : قال عبد الله بن أحمد في " زوائد المسند " ( 1 / 80 ) :

حدثني وهب بن بقية الواسطي حدثنا عمر ( في الأصل : عمرو ) بن يونس اليمامي عن

عبد الله بن عمر اليمامي عن الحسن بن زيد بن حسن حدثني أبي عن أبيه عن علي رضي

الله عنه قال : " كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم , فأقبل أبو بكر و عمر رضي

الله عنهما , فقال : " يا علي هذان سيدا كهول أهل الجنة و شبابها بعد النبيين و

المرسلين " . قلت : و هذا سند حسن , رجاله كلهم ثقات معروفون , غير الحسن بن

زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب , وثقه ابن سعد و العجلي و ابن حبان , و قال

ابن معين : ضعيف , و قال ابن عدي : أحاديثه عن أبيه أنكر مما روى عن عكرمة .

و قال الحافظ في " التقريب " : " صدوق , يهم , و كان فاضلا " .

و بقية الرجال مترجمون في " التهذيب " غير عمر بن يونس اليمامي , فترجمه ابن

أبي حاتم ( 3 / 1 / 142 - 143 ) و روى عن أحمد و ابن معين أنهما قالا : ثقة .

و أخرجه ابن عساكر ( 9 / 307 / 1 ) من طريق ابن أحمد و غيره عن وهب به . و

تابعه عنده إبراهيم بن مرزوق أنبأنا عمر بن يونس به .

الرابعة : عن الوليد بن محمد الموقري عن الزهري عن علي بن الحسين ... ( كذا

الأصل إشارة إلى أن مكان النقط سقط ) عن علي بن أبي طالب به .

أخرجه الترمذي ( 4 / 310 ) و قال : " حديث غريب من هذا الوجه " .

قلت : و الوليد هذا متروك متهم بالكذب . و أخرجه ابن عساكر ( 13 / 1 ) عنه , و

من طريق عصمة بن محمد الأنصاري أنبأنا يحيى بن سعيد الأنصاري عن سعيد بن المسيب

عن علي بن الحسين بن علي ابن أبي طالب عن أبيه عن جده علي بن أبي طالب به .

قلت : و هذا إسناد متصل و لكن عصمة بن محمد كذاب يضع الحديث كما قال ابن معين .

2 - و أما حديث أنس , فله عنه طريقان : الأولى : يرويه قتادة عنه به , و فيه

الزيادة . أخرجه الترمذي ( 4 / 310 ) و الضياء المقدسي في " المختارة " ( 197 -

198 ) و ابن عساكر ( 2 / 250 / 1 , 9 / 311 / 1 , 13 / 24 / 1 ) من طريق محمد

بن كثير قال : حدثنا الأوزاعي عنه . و قال الترمذي : " حديث حسن غريب من هذا

الوجه " .

قلت : رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن كثير و هو الصنعاني المصيصي قال

الحافظ : " صدوق كثير الغلط " .

قلت : و يبدو أن بعضهم توهم أنه محمد بن كثير العبدي البصري , و هو من رجال

الشيخين أيضا . فقال المناوي : " قال الصدر المناوي : سنده سند البخاري " !

فالتبس عليه الصنعاني المضعف بالبصري الثقة !

و قد خولف في إسناده كما يأتي و أشار ابن أبي حاتم ( 2 / 390 ) إلى أنه منكر .

الثانية : أخرجه ابن عساكر ( 9 / 310 / 2 ) و الضياء ( 145 / 2 ) من طريق أبي

يعلى الموصلي : حدثنا سهل بن زنجلة الرازي حدثنا عبد الرحمن بن عمر حدثنا عبد

الله بن يزيد العبدي قال : سمعت أنس بن مالك يقول : فذكره مرفوعا .

قلت : و هذا إسناد لم أعرف منه غير سهل هذا , و هو ثقة .

3 - و أما حديث أبو جحيفة , فيرويه خنيس بن بكر بن خنيس حدثنا مالك بن مغول عن

عون بن أبي جحيفة عن أبيه به . أخرجه ابن حبان ( 2192 ) و كذا ابن ماجه ( 1 /

51 ) و الدولابي في " الكنى " ( 1 / 120 ) من طرق عنه .

قلت : و هذا إسناد حسن رجاله ثقات غير خنيس هذا , قال صالح جزرة : " ضعيف " . و

ذكره ابن حبان في " الثقات " . و سكت عليه البوصيري في " الزوائد " ( 8 / 1 ) ,

لكنه نص في " المقدمة " أن ما سكت عليه , ففيه نظر .

4 - و أما حديث جابر , فرواه الطبراني في " الأوسط " عن شيخه المقدام بن داود ,

و قد قال ابن دقيق العيد : إنه وثق , و ضعفه النسائي و غيره , و بقية رجاله

رجال الصحيح كما قال الهيثمي ( 9 / 53 ) , و من هذا الوجه أخرجه ابن عساكر ( 13

/ 24 / 1 ) .

5 - و أما حديث أبي سعيد , فرواه البزار و الطبراني في " الأوسط " , و فيه علي

بن عابس و هو ضعيف .

6 - و أما حديث ابن عمر , فيرويه داود بن مهران الدباغ أبو سليمان : حدثنا عبد

الرحمن بن مالك بن مغول عن عبيد الله عن نافع عنه . أخرجه السهمي في " تاريخ

جرجان " ( 77 ) و ابن عساكر ( 13 / 23 / 2 ) , و قال ابن أبي حاتم ( 2 / 389 )

عن أبيه : " هذا حديث باطل , يعني بهذا الإسناد , و امتنع أن يحدثنا , و قال :

اضربوا عليه " .

قلت : و رجاله ثقات غير عبد الرحمن بن مالك بن مغول , و هو كذاب كما قال أبو

داود , و قال الدارقطني : متروك , فهو آفة هذا الإسناد , و إنما ذكرته لبيان

حاله . و جملة القول أن الحديث بمجموع طرقه صحيح بلا ريب , لأن بعض طرقه حسن

لذاته كما رأيت , و بعضه يستشهد به , و البعض الآخر مما اشتد ضعفه فنحن بما

تقدم في غنى عنه , و كأنه لذلك رمز السيوطي له بالصحة .

( تنبيه ) لقد أوقفني بعض الإخوان المجدين في الدراسة و طلب العلم على هذا

الحديث في كتاب " أسنى المطالب في أحاديث مختلفة المراتب " للشيخ محمد بن درويش

الحوت البيروتي ( ص 13 - طبعة الحلبي 1346 ) قال فيه : " رواه الشيخان و غيرهما

عن علي و غيره " . و هذا خطأ محض فلم يروه الشيخان أصلا . كما يتبين من هذا

التخريج فاقتضى التنبيه .

825 " لا يجوز لامرأة عطية إلا بإذن زوجها " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 493 :

أخرجه أبو داود ( 2 / 110 ) و النسائي ( 1 / 352 ) و أحمد ( 2 / 179 , 184 ,

202 ) عن عمر بن شعيب عن أبيه عن جده # عبد الله بن عمرو # مرفوعا .

قلت : هذا سند حسن . و ورد بلفظ : " لا يجوز لامرأة هبة في مالها إذا ملك

عصمتها " . أخرجه أبو داود أيضا و النسائي ( 2 / 137 ) و اللفظ له و ابن ماجه

( 2 / 70 ) و الحاكم ( 2 / 47 ) عن عمرو به و زاد ابن ماجه : " إلا بإذن زوجها

" . و قال الحاكم : " صحيح الإسناد " . و وافقه الذهبي .

قلت : و إنما هو حسن للخلاف المشهور في عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده , و له

شاهد بلفظ : " لا يجوز للمرأة في مالها أمر إلا بإذن زوجها " . أخرجه ابن ماجه

( 2 / 70 ) و الطحاوي في " شرح المعاني " ( 2 / 403 ) و ابن منده في " المعرفة

( 2 / 323 / 1 ) من طريق الليث بن سعد عن عبد الله بن يحيى الأنصاري ـ رجل من

ولد كعب بن مالك ـ عن أبيه عن جده . أن جدته خيرة امرأة كعب بن مالك أتت رسول

الله صلى الله عليه وسلم بحلي لها فقالت : إني تصدقت بهذا , فقال لها رسول الله

صلى الله عليه وسلم : " فذكره " . فهل استأذنت كعبا ? قالت : نعم , فبعث رسول

الله صلى الله عليه وسلم إلى كعب بن مالك , فقال : هل أذنت لخيرة أن تتصدق

بحليها ? فقال : نعم , فقبله رسول الله صلى الله عليه وسلم منها " . قال

الطحاوي : " حديث شاذ لا يثبت " و قال ابن عبد البر : " إسناده ضعيف لا تقوم به

الحجة " .

قلت : و علته عبد الله بن يحيى الأنصاري و والده , فإنهما مجهولان كما في

" التقريب " . و له شاهد آخر من حديث واثلة , و قد مضى برقم ( 776 ) , و أجبت

هناك عن إشكال يورده البعض على الحديث فيما إذا كان الزوج مستبدا في ولايته على

زوجته , فراجعه .

826 " ذاك جبريل عرض لي في جانب الحرة , فقال : بشر أمتك أنه من مات لا يشرك بالله

شيئا دخل الجنة . فقلت : يا جبريل و إن سرق و إن زنى ? قال : نعم , قال : قلت :

و إن سرق و إن زنى ? قال : نعم . قال : قلت : و إن سرق و إن زنى ? قال : نعم

و إن شرب الخمر " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 494 :

أخرجه البخاري ( 8 / 79 ـ نهضة ) و في " الأدب المفرد " ( 803 ) و مسلم

( 3 / 76 ) و الترمذي ( 3 / 269 ) و أحمد ( 5 / 152 ) من طريق زيد بن وهب عن

# أبي ذر # قال : " خرجت ليلة من الليالي , فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم

يمشي وحده ليس معه إنسان , قال : فظننت أنه يكره أن يمشي معه أحد , قال : فجعلت

أمشي في ظل القمر , قال : فالتفت فرآني , فقال : من هذا ? فقلت : أبو ذر جعلني

الله فداءك , قال : يا أبا ذر تعاله , قال : فمشيت معه ساعة , فقال : " إن

المكثيرين هم الأقلون يوم القيامة إلا من أعطاه الله خيرا فنفح فيه بيمينه

و شماله و بين يديه و وراءه و عمل فيه خيرا " . قال : فمشيت معه ساعة , فقال :

اجلس ها هنا , فقال : فأجلسني في قاع حوله حجارة , فقال لي : اجلس ها هنا حتى

أرجع إليك . قال : فانطلق في الحرة حتى لا أراه , فلبث عني , فأطال اللبث , ثم

إني سمعته و هو مقبل يقول : و إن سرق و إن زنى ! قال : فلما جاء لم أصبر , فقلت

: يا نبي الله جعلني الله فداءك من تكلم في جانب الحرة ? ما سمعت أحدا يرجع

إليك شيئا , قال ... " فذكره . و ليس عند الترمذي منه سوى قوله : " أتاني

جبرئيل فبشرني أنه من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة , قلت : و إن زنى و إن

سرق ? قال : نعم " . و قال : هذا حديث حسن صحيح , و في الباب عن أبي الدرداء .

قلت : و أخرجه هكذا مختصرا مثل الترمذي , البخاري أيضا ( 4 / 90 ) و مسلم من

هذا الوجه . و تابعه المعرور بن سويد عن أبي ذر به . أخرجه البخاري ( 2 / 63 )

و مسلم ( 1 / 66 ) و أحمد ( 5 / 152 , 159 , 161 ) .

و حديث أبي الدرداء وصله ابن حبان ( 10 ) من طريق هشام بن عمار حدثنا عيسى بن

يونس حدثنا الأعمش عن أبي صالح عنه . و هشام فيه ضعف , و كأنه لذلك قال البخاري

عقب حديث زيد بن وهب : " مرسل لا يصح , و الصحيح حديث أبي ذر " .

و الحديث أورده السيوطي في " الجامع " بلفظ : " أتاني جبريل , فقال : بشر أمتك

... " الحديث بتمامه , قال : " رواه أحمد و الترمذي و النسائي و ابن حبان عن

أبي ذر " . و لم أره بهذا اللفظ عند أحد من هؤلاء و لا أخرجه النسائي و أما ابن

حبان فلم أره في " موارد الظمآن " إلا من حديث أبي الدرداء كما تقدم , و ليس

لفظه بهذا اللفظ الذي ساقه السيوطي و لا بتمامه . ثم ذكره السيوطي بلفظ الترمذي

المتقدم , و قال : رواه الشيخان . و لم يعزه إلى الترمذي ! فتأمل كم في صنيعه

من خلل .

827 " كان إذا جلس احتبى بيديه " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 497 :

أخرجه أبو داود ( 4846 ) و الترمذي في " الشمائل " ( 1 / 221 ـ 222 ) و ابن عدي

في " الكامل " ( 140 / 2 ) و عنه البيهقي في " السنن " ( 3 / 236 ) من طريق عبد

الله بن إبراهيم المدني قال : حدثني إسحاق بن محمد الأنصاري عن ربيح بن عبد

الرحمن بن أبي سعيد عن أبيه عن جده # أبي سعيد الخدري # مرفوعا به .

قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا , و فيه علل : الأولى : ربيح هذا مختلف فيه , فقال

البخاري : منكر الحديث , و قال ابن عدي : أرجو أنه لا بأس به .

الثانية : إسحاق بن محمد الأنصاري . قال الحافظ : " مجهول تفرد عنه الغفاري " .

الثالثة : عبد الله بن إبراهيم المدني متروك و اتهمه ابن حبان و غيره بالوضع و

به أعله أبو داود , فقال عقب الحديث : " شيخ منكر الحديث " .

و قال المناوي بعد أن ذكر العلة الأولى و الثالثة : " و من ثم جزم الحافظ

العراقي بضعف إسناده و به تبين أن رمز المصنف لحسنه غير حسن بل و إن لم يحسنه ,

فاقتصاره على عزوه لمخرجه ( يعني أبا داود ) مع سكوته عما عقبه به من بيان

القادح من سوء التصرف " .

و أقول : لكن الحديث صحيح لغيره , فإن له شواهد كثيرة تؤيده :

الأول : عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : " رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم

بفناء الكعبة محتبيا بيده هكذا " . أخرجه البخاري ( 4 / 179 ) و البيهقي ( 3 /

235 ) و زاد : " و شبك أبو حاتم بيديه " . و راجع " الفتح " ( 11 / 56 ) .

الثاني : عن ابن عباس قال : " بت ليلة عند خالتي ميمونة .. ( فذكر صلاته صلى

الله عليه وسلم في الليل ) قال : فصلى إحدى عشرة ركعة , ثم احتبى حتى إني لأسمع

نفسه راقدا , فلما تبين له الفجر صلى ركعتين خفيفتين " . أخرجه مسلم ( 1 / 528

/ 185 ـ بتحقيق عبد الباقي ) .

الثالث : عن جابر بن سليم قال : " أتيت النبي صلى الله عليه وسلم و هو محتب

بشملة , قد وقع هدبها على قدميه " . أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ( 1182

) و أبو داود ( 4075 ) و البيهقي ( 3 / 236 ) و أحمد ( 5 / 63 ) بإسنادين عنه .

الرابع : عن أبي هريرة . " أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج يوما , فوجدني في

المسجد , فأخذ بيدي , فانطلقت معه حتى جئنا سوق بني قينقاع ...ثم انصرف و أنا

معه حتى جئنا المسجد , فجلس فاحتبى .... " الحديث . أخرجه البخاري في " الأدب

المفرد " ( 1183 ) و أحمد ( 2 / 532 ) و إسناده حسن . و هو في " البخاري " ( 2

/ 21 ) و مسلم ( 4 / 1882 / 57 ) من طريق أخرى عن أبي هريرة لكن ليس فيه موضع

الشاهد . و يشهد له .

الخامس : عن رجل من بني سليط : " أنه مر على رسول الله صلى الله عليه وسلم و هو

قاعد على باب مسجده محتب و عليه ثوب قطر .... " . أخرجه أحمد ( 4 / 69 ـ 5 / 24

ـ 381 ) , قلت : و إسناده صحيح .

السادس : عن علي يرويه حنش بن المعتمر : " أن عليا رضي الله عنه : كان باليمن

فاحتفروا زبية للأسد , فجاء حتى وقع فيها رجل و تعلق بآخر ... ( الحديث ) قال :

فارتفعوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم , قال : كان متكئا فاحتبى ... " .

رواه أحمد ( 1 / 152 ) و سنده حسن .

السابع : و في حديث التنوخي رسول هرقل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :

" فانطلقت بكتابه حتى جئت تبوك , فإذا هو جالس بين ظهراني أصحابه محتبيا ... "

. أخرجه أحمد ( 3 / 441 ـ 442 ) . و إسناده حسن في الشواهد .

و بالجملة فالحديث صحيح و لا يضر أن راويه متهم , فقد يصدق الكذوب و أي دليل

على صدقه هنا أكبر من هذه الشواهد ?

828 " من بات فوق بيت ليس له إجار فوقع فمات فبرئت منه الذمة , و من ركب البحر عند

ارتجاجه فمات , فقد برئت منه الذمة " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 500 :

أخرجه أحمد ( 4 / 79 ) من طريق محمد بن ثابت عن # أبي عمران الجوني قال : حدثني

بعض أصحاب محمد # - و غزونا نحو فارس - فقال : قال رسول الله صلى الله عليه

وسلم : فذكره .

قلت : و هذا إسناد ضعيف من أجل محمد بن ثابت و هو العبدي البصري صدوق لين

الحديث كما في " التقريب " . و قد خالفه عباد بن عباد فقال : عن أبي عمران

الجوني عن زهير بن عبد الله يرفعه . أخرجه أبو عبيد في " غريب الحديث " ( ق 47

/ 2 ) : حدثني عباد ابن عباد به . و عباد هذا هو أبو معاوية الأزدي البصري ,

قال الحافظ : " ثقة ربما وهم " .

و إسناده هذا كأنه مرسل , فقد قال أحمد : حدثنا أزهر حدثنا هشام - يعني -

الدستوائي عن أبي عمران الجوني قال : " كنا بفارس و علينا أمير يقال له : زهير

بن عبد الله , فقال : حدثني رجل أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .

ثم قال أحمد ( 5 / 271 ) : حدثنا عبد الصمد حدثنا أبان حدثنا أبو عمران حدثنا

زهير بن عبد الله - و كان عاملا على ( توج ) - و أثنى عليه خيرا - عن بعض أصحاب

النبي صلى الله عليه وسلم به .

قلت : فقد بينت رواية الدستوائي و أبان أن رواية محمد بن ثابت و عباد فيها

إرسال و أن الصواب أن الحديث من رواية زهير عن رجل من أصحاب النبي صلى الله

عليه وسلم . و قد تابعهما الحارث بن عمير في " أدب البخاري " ( 1194 ) و في

" تاريخه الكبير " ( 2 / 1 / 389 ) . و زهير هذا ذكره جماعة في الصحابة و جزم

ابن أبي حاتم عن أبيه بأن حديثه مرسل و كذا ذكره ابن حبان في " ثقات التابعين "

. قلت : و على كل حال فالحديث صحيح متصل الإسناد و جهالة الصحابي لا تضر .

و لشطره الأول شاهد من حديث علي بن شيبان به . أخرجه البخاري في " الأدب المفرد

" ( 1192 ) و أبو داود ( 5041 ) من طريق عمر بن جابر الجعفي عن وعلة بن عبد

الرحمن بن وثاب عن عبد الرحمن بن علي بن شيبان عن أبيه به . و هذا إسناد لا بأس

به في الشواهد , عبد الرحمن بن علي ثقة و من دونه من المقبولين عند الحافظ بن

حجر . و له شاهد آخر من حديث ابن عباس مرفوعا . أخرجه ابن عدي في " الكامل " (

ق 82 / 2 , 83 / 2 ) . لكن إسناده واه , فيه الحسن بن عمارة و هو متروك .

و في معناه ما رواه عبد الجبار بن عمر عن محمد بن المنكدر عن جابر قال : " نهى

رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينام على سطح ليس بمحجور عليه " .

أخرجه الترمذي ( 2 / 139 ) و قال : " حديث غريب لا نعرفه من حديث محمد بن

المنكدر عن جابر إلا من هذا الوجه و عبد الجبار بن عمر يضعف " .

829 " إنه أتاني ملك , فقال : يا محمد أما يرضيك أن ربك عز وجل يقول : إنه لا يصلي

عليك أحد من أمتك إلا صليت عليه عشرا و لا يسلم عليك أحد من أمتك إلا سلمت عليه

عشرا ? قال : بلى " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 502 :

أخرجه النسائي ( 1 / 191 ) و الدارمي ( 2 / 317 ) و ابن حبان ( 2391 ) و الحاكم

( 2 / 420 ) و أحمد ( 4 / 30 ) من طريق حماد بن سلمة عن ثابت عن سليمان مولى

الحسن بن علي عن # عبد الله بن أبي طلحة عن أبيه # : " أن رسول الله صلى الله

عليه وسلم جاء ذات يوم و السرور يرى في وجهه , فقالوا : يا رسول الله إنا لنرى

السرور في وجهك فقال ... " : فذكره . و السياق لأحمد و في رواية ابن حبان :

" قلت : بلى أي رب " . و قال الحاكم : " صحيح الإسناد " . و وافقه الذهبي .

كذا قال ! . و سليمان هذا قال الذهبي نفسه في " الميزان " : " ما روى عنه سوى

ثابت البناني , قال النسائي : ليس بالمشهور " . لكن الحديث صحيح , فإن له طريقا

أخرى يرويه أبو معشر عن إسحاق بن كعب بن عجرة عن أبي طلحة الأنصاري به نحوه .

أخرجه أحمد ( 4 / 29 ) . و هذا إسناد ضعيف لسوء حفظ أبي معشر , و إسحاق بن كعب

مجهول الحال . فهو إسناد لا بأس به في الشواهد و المتابعات .

و له شاهد من حديث سلمة بن وردان قال : سمعت أنسا و مالك بن أوس بن الحدثان .

أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج يتبرز , فلم يجد أحدا يتبعه , فخرج عمر ,

فاتبعه بفخارة أو مطهرة , فوجده ساجدا في مسرب , فتنحى , فجلس وراءه حتى رفع

النبي صلى الله عليه وسلم رأسه فقال : " أحسنت يا عمر ! حين وجدتني ساجدا

فتنحيت عني إن جبريل جاءني فقال : من صلى عليك واحدة صلى الله عليه عشرا و رفع

له عشر درجات " . أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ( 642 ) . و سلمة بن وردان

ضعيف بغير تهمة , فيصلح للاستشهاد به . و للحديث شاهد آخر من حديث عبد الرحمن

بن عوف و قد خرجته في " الإرواء " ( 467 ) . و الحديث أورده في " الفتح الكبير

" بلفظ : " أتاني جبريل فقال : يا محمد أما يرضيك ... " الخ . و لم أره عند أحد

هكذا , و هو في " الجامع الكبير " ( 1 / 11 / 1 ) بلفظ " أتاني الملك فقال ...

" الخ . نعم لفظ النسائي : " جاءني جبريل ... " .

830 " أتاني جبريل , فقال : يا محمد مر أصحابك فليرفعوا أصواتهم بالتلبية , فإنها

من شعائر الحج " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 504 :

أخرجه ابن ماجه ( 2 / 216 - 217 ) و ابن حبان ( 974 ) و الحاكم ( 1 / 450 )

و أحمد ( 5 / 192 ) من طريق سفيان عن عبد الله بن أبي لبيد عن المطلب بن عبد

الله بن حنطب عن خلاد بن السائب عن # زيد بن خالد الجهني # عن رسول الله صلى

الله عليه وسلم قال : فذكره . و اللفظ لابن حبان , و قال الآخرون : " جاءني

جبريل .. " و الباقي مثله سواء , و قال الحاكم : " صحيح الإسناد " .

قلت : و هو كما قال و إن خولف ابن لبيد في إسناده على ما حققته في " الإرواء "

. و سفيان هو الثوري و قد خالفه أسامة بن زيد في إسناده فقال : " حدثني عبد

الله بن أبي لبيد عن المطلب بن عبد الله بن حنطب قال : سمعت أبا هريرة يقول قال

رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أمرني جبريل برفع الصوت في الإهلال , فإنه من

شعائر الحج " . أخرجه أحمد ( 2 / 325 ) .

و أسامة بن زيد هو الليثي مولاهم و فيه كلام من قبل حفظه و المتقرر أنه حسن

الحديث إذا لم يخالف و أما مع المخالفة - كما هنا - فليس بحجة .

( تنبيه ) أورد السيوطي الحديث من رواية الأربعة الذين ذكرنا بلفظ : " أتاني

جبريل فقال لي إن الله يأمرك أن تأمر أصحابك أن يرفعوا ... " .

و لم يروه أحد منهم بهذا اللفظ و إنما باللفظ المذكور أعلاه . فلا أدري من أين

جاء به السيوطي !

831 " أتاني جبريل , فقال : يا محمد عش ما شئت فإنك ميت و أحبب من شئت , فإنك

مفارقه و اعمل ما شئت فإنك مجزي به , و اعلم أن شرف المؤمن قيامه بالليل و عزه

استغناؤه عن الناس " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 505 :

روي من حديث # سهل بن سعد و جابر بن عبد الله و علي بن أبي طالب # .

1 - أما حديث علي , فيرويه زافر بن سليمان عن محمد بن عينية عن أبي حازم عنه

مرفوعا . أخرجه الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 61 / 2 - من الجمع بينه و بين

" الصغير " ) و السهمي في " تاريخ جرجان " ( 62 ) و أبو نعيم في " الحلية "

( 3 / 253 ) و الحاكم ( 4 / 324 - 325 ) و قال : " صحيح الإسناد " !

و وافقه الذهبي !

قلت : و هو من تساهلهما و خاصة الذهبي ! فإنه أورد زافرا هذا في " الضعفاء "

و قال : " قال ابن عدي : لا يتابع على حديثه " . و قال الحافظ : " صدوق كثير

الأوهام " .

2 - و أما حديث جابر , فيرويه الحسن بن أبي جعفر عن أبي الزبير عنه .

أخرجه الطيالسي في " مسنده " ( 1755 ) و عنه البيهقي في " شعب الإيمان " .

قلت : و هذا سند ضعيف و له علتان :

الأولى عنعنة أبي الزبير , فإنه كان مدلسا .

و الأخرى : ضعف الحسن بن أبي جعفر . قال الحافظ : " ضعيف الحديث مع عبادته

و فضله " .

3 - و أما حديث علي , فيرويه علي بن حفص بن عمر حدثنا الحسن بن الحسين عن زيد

بن علي عن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي بن الحسين عن الحسين بن علي عنه .

أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 3 / 202 ) و قال : " غريب من حديث جعفر عن

أسلافه متصلا لم نكتبه إلا من هذا الوجه " .

قلت : و هو ضعيف , علي بن حفص و الحسن بن الحسين لم أعرفهما . و زيد بن علي هو

ابن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين أبو الحسين حفيد زيد بن علي الذي ينسب إليه

الزيدية مستور لم يوثقه أحد , و قال الحافظ : " مقبول " . و من فوقه ثقات من

رجال مسلم . و الحديث أورده المنذري في " الترغيب " ( 2 / 11 ) من حديث سهل

و قال : " رواه الطبراني في " الأوسط " " بإسناد حسن " .

قال المناوي عن الحافظ ابن حجر : " و قد اختلف فيه نظر حافظين , فسلكا طريقين

متناقضين , فصححه الحاكم و وهاه ابن الجوزي و الصواب أنه لا يحكم عليه بصحة

و لا وضع و لو توبع زافر لكان حسنا لكن جزم العراقي في " الرد على الصغاني

و المنذري في " ترغيبه " بحسنه " .

قلت : و هو الصواب الذي يدل عليه مجموع هذه الطرق و الله أعلم .

832 " خير المجالس أوسعها " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 507 :

رواه البخاري في " المفرد " ( 1136 ) و أبو داود ( 4820 ) و الحاكم ( 4 / 269 )

و أحمد ( 3 / 18 / 69 ) و عبد بن حميد في " المنتخب من المسند " ( 108 / 1 )

و القضاعي ( 100 / 1 ) من طريق عبد الرحمن بن أبي الموال عن عبد الرحمن بن أبي

عمرة الأنصاري قال : أذن # أبو سعيد # بجنازة في قومه , فكأنه تخلف حتى أخذ

الناس مجالسهم , ثم جاء فلما رآه القوم تشذبوا عنه , و قام بعضهم ليجلس في

مجلسه , فقال : إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( فذكره ) , ثم

تنحى فجلس في مكان واسع .

قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط البخاري كما قال الحاكم , و في عبد الرحمن هذا

كلام لا يضر , قال الحافظ : " صدوق ربما أخطأ " .

و له شاهد من حديث أنس . رواه البغوي في " حديث مصعب الزبيري " ( 49 / 1 )

و أبو محمد المخلدي في " الفوائد " ( 290 / 1 ) و الحاكم عن الدراوردي عن مصعب

بن ثابت عن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك مرفوعا .

قلت : و هذا سند لا بأس به في الشواهد , رجاله ثقات غير مصعب ابن ثابت و هو

الأسدي الزبيري ضعيف من قبل حفظه قال الحافظ : " لين الحديث و كان عابدا " .

و أما قول الحاكم : " صحيح على شرط مسلم " و وافقه الذهبي .

فهو وهم لأن مصعبا هذا مع ضعفه المذكور لم يخرج مسلم شيئا .

833 " تحول إلى الظل " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 508 :

أخرجه الحاكم ( 4 / 271 ) من طريق منجاب بن الحارث حدثنا علي بن مسهر عن

إسماعيل بن أبي خالد عن # قيس بن أبي حازم عن أبيه # قال : " رآني النبي صلى

الله عليه وسلم و أنا قاعد في الشمس , فقال ... " فذكره . و زاد : " فإنه مبارك

" و قال : " صحيح الإسناد و إن أرسله شعبة , فإن منجاب بن الحارث و علي ابن

مسهر ثقتان " .

قلت : و المرسل أخرجه أبو داود الطيالسي في " مسنده " ( 1298 ) حدثنا شعبة عن

إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال : " كان رسول الله صلى الله عليه

وسلم يخطب , فرأى أبي في الشمس , فأمره أو أومى إليه أن ادن إلى الظل " , فذكره

دون الزيادة . و كذا أخرجه أحمد ( 3 / 426 ) : حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة

به . و أخرجه الحاكم من طريق الطيالسي به إلا أن فيه الزيادة . و هي عندي شاذة

عن شعبة و عن إسماعيل ابن أبي خالد .

أما الأول , فواضح من تفرد رواية الحاكم بها عن الطيالسي مع مخالفته لرواية

" مسنده " و لرواية محمد بن جعفر عند أحمد .

و أما الآخر , فلأنه قد رواه جماعة عن إسماعيل دون قوله : " فإنه مبارك " .

منهم يحيى بن سعيد و هريم و وكيع كلهم لم يذكروا هذه الزيادة فهي شاذة . أخرجه

عنهم أحمد ( 3 / 426 - 427 , 4 / 262 ) و أخرجه ابن حبان ( 1958 ) عن يحيى بن

سعيد .

834 " إني كرهت أن أذكر الله إلا على طهر أو قال : على طهارة " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 510 :

أخرجه أبو داود ( 1 / 4 ) و النسائي ( 1 / 16 ) و الدارمي ( 2 / 287 ) و ابن

ماجه ( 1 / 145 ) و الحاكم ( 1 / 167 ) و عنه البيهقي ( 1 / 90 ) و أحمد ( 5 /

80 ) عن قتادة عن الحسن عن حضين بن المنذر أبي ساسان عن # المهاجر بن قنفذ # .

" أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم و هو يبول , فسلم عليه , فلم يرد عليه حتى

توضأ , ثم اعتذر إليه فقال .... " فذكره . و ليس عند النسائي و الدارمي المتن

المذكور أعلاه . و قال الحاكم : " صحيح على شرط الشيخين " و وافقه الذهبي .

كذا قال , مع أنه قال في " الميزان " : " كان الحسن البصري كثير التدليس , فإذا

قال في حديث : " عن فلان " ضعف احتجاجه , و لاسيما عمن قيل : إنه لم يسمع منهم

كأبي هريرة و نحوه , فعدوا ما كان له عن أبي هريرة في جملة المنقطع " .

لكن الظاهر أن المراد من تدليسه إنما هو ما كان من روايته عن الصحابة دون غيرهم

لأن الحافظ في " التهذيب " أكثر من ذكر النقول عن العلماء في روايته عمن لم

يلقهم و كلهم من الصحابة , فلم يذكروا و لا رجلا واحدا من التابعين روى عنه

الحسن و لم يلقه و يشهد لذلك إطباق العلماء جميعا على الاحتجاج برواية الحسن عن

غيره من التابعين بحيث أني لا أذكر أن أحدا أعل حديثا ما من روايته عن تابعي لم

يصرح بسماعه منه . هذا ما ظهر لي في هذا المقام . و الله سبحانه أعلم .

على أن لحديثه هذا شاهدا من حديث ابن عمر عند أبي داود ( 1 / 54 - 55 )

و الطيالسي ( رقم 1851 ) عن محمد ثابت العبدي عن نافع عن ابن عمر به نحوه .

و هذا إسناد حسن في الشواهد إلا أن فيه مستنكرة أنكرت عليه في مسح الذراعين في

التيمم و لذلك أوردته في كتابي : " ضعيف سنن أبي داود " ( رقم 58 ) .

( فائدة ) لما كان " السلام " اسما من أسماء الله تعالى كما سيأتي في الحديث

( 1894 ) كره النبي صلى الله عليه وسلم أن يذكره إلا على طهارة , فدل ذلك على

أن تلاوة القرآن بغير طهارة مكروه من باب أولى , فلا ينبغي إطلاق القول بجواز

قراءته للمحدث كما يفعل بعض إخواننا من أهل الحديث .

835 " ما خير عمار بين أمرين إلا اختار أرشدهما " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 511 :

أخرجه الترمذي ( 4 / 345 ) و ابن ماجه ( 1 / 66 ) و الحاكم ( 3 / 388 )

و الخطيب ( 11 / 288 ) من طريق عبد العزيز بن سياه عن حبيب ابن أبي ثابت عن

عطاء بن يسار عن # عائشة # قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .

و قال الترمذي : " حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث عبد العزيز بن سياه و هو

شيخ كوفي و قد روى عنه الناس " .

قلت : و هو ثقة من رجال الشيخين و لم يتفرد به , فقال الإمام أحمد ( 6 / 113 )

: حدثنا أبو أحمد قال : حدثنا عبد الله بن حبيب عن حبيب بن أبي ثابت عن عطاء بن

يسار قال : " جاء رجل فوقع في علي و في عمار رضي الله تعالى عنهما عند عائشة ,

فقالت : أما علي فلست قائلة فيه شيئا و أما عمار , فإني سمعت رسول الله صلى

الله عليه وسلم : يقول : ( لا يخير بين أمرين .... ) " .

قلت : و عبد الله هذا هو ابن حبيب بن أبي ثابت و هو ثقة أيضا من رجال مسلم ,

فالإسناد صحيح لولا عنعنة حبيب , فقد رمي بالتدليس و لكنه صحيح قطعا بما بعده .

فقد أخرجه الحاكم ( 3 / 388 ) و أحمد ( 1 / 389 و 445 ) عن عمار بن معاوية

الدهني عن سالم بن أبي الجعد الأشجعي عن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله

صلى الله عليه وسلم : " ابن سمية ما عرض عليه أمران قط إلا اختار الأرشد منهما

" و قال : " صحيح على شرط الشيخين إن كان سالم بن أبي الجعد سمع من عبد الله

ابن مسعود " . و وافقه الذهبي .

قلت : عمار لم يخرج له البخاري و الإسناد منقطع , قال علي بن المديني : " سالم

بن أبي الجعد لم يلق ابن مسعود " . لكن الحديث صحيح يشهد له ما قبله .

836 " غيروا الشيب و لا تشبهوا باليهود و النصارى " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 512 :

رواه أحمد ( 2 / 261 , 499 ) و ابن سعد ( 1 / 439 ) عن محمد بن عمرو عن أبي

سلمة عن # أبي هريرة # مرفوعا . قلت : و إسناده حسن .

و تابعه عمر بن أبي سلمة عن أبيه به دون ذكر النصارى . أخرجه الترمذي ( 1 / 325

) و قال : " حديث حسن صحيح و قد روي من غير وجه عن أبي هريرة " . ثم رواه هو

و النسائي ( 2 / 278 ) و أحمد ( 1 / 165 ) و ابن عساكر ( 11 / 68 / 2 ) حدثنا

محمد بن كناسة الأسدي أخبرنا هشام بن عروة عن عثمان بن عروة عن أبيه عن الزبير

مرفوعا دون قوله : " و النصارى " .

قلت : و هذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير ابن كناسة هذا , فهو صدوق .

و قد خالفه عيسى بن يونس , فقال : عن هشام بن عروة عن أبيه عن ابن عمر مرفوعا

به . أخرجه النسائي و قال : " كلاهما غير محفوظ " والله أعلم .

ثم رواه ابن سعد ( 9 / 191 ) عن ابن جريج عن عثمان بن أبي سليمان عن نافع بن

جبير بن مطعم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره , قال : فصبغ أبو

بكر بالحناء و الكتم و صبغ عمر فاشتد صبغه و صفر عثمان بن عفان قال : فقيل

لنافع بن جبير : فالنبي صلى الله عليه وسلم ? قال : كان يمس الدر .

و من الطرق التي أشار إليها الترمذي عن أبي هريرة ما عند الشيخين و غيرهما عنه

مرفوعا بلفظ . " إن اليهود و النصارى لا يصبغون فخالفوهم " .

و قد خرجته في " تخريج الحلال و الحرام " ( 105 ) .

837 " إذا كان أحدكم في الفيء , فقلص عنه الظل و صار بعضه في الشمس و بعضه في الظل

فليقم " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 514 :

أخرجه أبو داود ( 4822 ) و الحميدي في " المسند " ( 1138 ) من طريق سفيان قال :

حدثنا محمد بن المنكدر ـ و هو متكئ على يدي في الطواف ـ قال : أخبرني من سمع

# أبا هريرة # يقول : قال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم : فذكره .

قلت : و هذا إسناد صحيح لولا الرجل الذي لم يسم و قد أسقطه بعض الرواة عن ابن

المنكدر , فقال الإمام أحمد ( 2 / 383 ) : حدثنا عفان حدثنا عبد الوارث حدثنا

محمد بن المنكدر عن أبي هريرة مرفوعا .

قلت : و هذا إسناد على شرط الشيخين و عبد الوارث هو ابن سعيد أبو عبيدة البصري

أحد الأعلام . و تابعه معمر عن ابن المنكدر عن أبي هريرة به نحوه إلا أنه أوقفه

. أخرجه البغوي في " شرح السنة " ( 3 / 400 مخطوطة المكتب الإسلامي ) .

قلت : و رواية عبد الوارث أصح الروايات عندي لأنه مع كونه ثقة ثبتا كما في

" التقريب " فقد تابعه سفيان ـ و هو ابن عيينة ـ على رفعه و تابعه معمر ـ و هو

ابن راشد ـ على إسقاط الرجل الذي لم يسم ـ من إسناده و من المعلوم أن ابن

المنكدر قد سمع من أبي هريرة , فاتصل السند و ثبت الحديث و الحمد لله الذي

بنعمته تتم الصالحات .

838 " نهى أن يجلس بين الضح و الظل , و قال : مجلس الشيطان " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 515 :

أخرجه أحمد ( 3 / 413 ) : حدثنا بهز و عفان قالا : حدثنا همام قال عفان في

حديثه : حدثنا قتادة عن كثير عن # أبي عياض عن رجل من أصحاب النبي صلى الله

عليه وسلم # نهى ...

قلت : و هذا إسناد صحيح , رجاله ثقات رجال الشيخين غير كثير و هو ابن أبي كثير

البصري كما قال العجلي و ابن حبان و قد روى عنه جماعة من الثقات .

و أبو عياض اسمه عمرو بن الأسود العنسي . و قد تابعهما عبد الله بن رجاء فقال :

حدثنا همام به إلا أنه سمى الصحابي أبا هريرة . أخرجه الحاكم ( 4 / 271 ) و قال

: " صحيح الإسناد " . و وافقه الذهبي .

قلت : عبد الله بن رجاء هو الغداني صدوق يهم قليلا كما قال الحافز و أخشى أن

يكون قد وهم في تسمية الصحابي أبا هريرة لمخالفته لشيخي أحمد : بهز و عفان ,

لاسيما و قد تابعهما محمد بن كثير حدثنا همام به . أخرجه أبو بكر الشافعي في

" حديثه " ( ق 4 / 2 ) . و تابعه شعبة عن قتادة به و قال : " مقعد الشيطان " .

أخرجه الشافعي . و الحديث صححه أحمد و ابن راهويه , فقال المروزي في " مسائله

عنهما " ( ص 223 ) : " قلت : يكره أن يجلس الرجل بين الظل و الشمس ? قال :

( يعني أحمد ) هذا مكروه أليس قد نهى عن ذا ? قال إسحاق : قد صح النهي فيه عن

النبي صلى الله عليه وسلم " . و للحديث شاهد يرويه مقدام بن داود حدثنا عبد

الله بن محمد بن المغيرة حدثنا سفيان الثوري حدثنا محمد بن المنكدر عن جابر

مرفوعا به . أخرجه ابن عدي في " الكامل " ( 221 / 2 ) و قال : " لا أعلمه يرويه

عن الثوري غير عبد الله بن محمد و أحاديثه عامتها مما لا يتابع عليه و مع ضعفه

يكتب حديثه " .

قلت : هو متهم بالوضع , فلا يفرح بشهادته ! على أن الراوي عنه المقدام بن داود

ضعيف جدا . و له شاهد أحسن حالا منه يرويه أبو المنيب عن ابن بريدة عن أبيه

مرفوعا به دون قوله : " مقعد الشيطان " . أخرجه ابن ماجه ( 3722 ) .

قلت : و إسناده حسن كما قال البوصيري في " الزوائد ( ق 249 / 1 ـ 2 ) .

839 " أتاني جبريل فقال : يا محمد إن الله عز وجل لعن الخمر و عاصرها و معتصرها و

شاربها و حاملها و المحمولة إليه و بائعها و مبتاعها و ساقيها و مستقيها " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 516 :

أخرجه أحمد ( 1 / 316 ) و الحاكم ( 4 / 145 ) و عنه البيهقي في " شعب الإيمان

" ( 2 / 150 ) عن مالك بن خير الزيادي أن مالك بن سعد التجيبي حدثه أنه سمع

# ابن عباس # يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره , و قال :

" صحيح الإسناد " . و وافقه الذهبي .

قلت : و هو كما قالا , فإن التجيبي هذا ترجمه ابن أبي حاتم و قال ( 4 / 1 / 109

) عن أبي زرعة : " مصري لا بأس به " . و الزيادي ترجمه ابن أبي حاتم أيضا ( 4 /

1 / 208 ) و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا

لكن روى عنه جماعة من الثقات , وثقه ابن حبان و لذلك قال الذهبي في " الميزان "

: " محله الصدق , قال ابن القطان : هو ممن لم تثبت عدالته . يريد أنه ما نص أحد

على أنه ثقة و في رواة " الصحيحين " عدد كثير ما علمنا أن أحدا نص على توثيقهم

و الجمهور على أن من كان من المشايخ قد روى عنه جماعة و لم يأت بما ينكر عليه

أن حديثه صحيح " . و بقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين .

و الحديث قال الهيثمي في " المجمع " ( 5 / 73 ) : " رواه أحمد و الطبراني

و رجاله ثقات " . و عزاه في " الجامع الكبير " ( 1 / 11 / 2 ) للطبراني

و الحاكم و البيهقي في " الشعب " و الضياء المقدسي في " المختارة " . و لم أجده

عند هذا الأخير , و من عادته أن يرتب أحاديث الصحابي الواحد على ترتيب أسماء

الرواة عنه , فلم أره ذكر مالك بن سعد هذا في الرواة عنه أصلا , فلا أدري أوهم

السيوطي أم الحديث عند الضياء من طريق أخرى غير طريق مالك هذا . والله أعلم .

قوله " و معتصرها " أي لنفسه . قال في " الصحاح " : اعتصرت عصيرا اتخذته . قال

الأشرفي : قد يكون عصيره لغيره , و " المعتصر " من يعتصر لنفسه نحو " كال "

و " اكتال " و " قصد " و " اقتصد " .

840 " أتاني جبريل , فقال : يا محمد ! قل , قلت : و ما أقول ? قال : قل : أعوذ

بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر و لا فاجر من شر ما خلق و ذرأ و برأ

و من شر ما ينزل من السماء و من شر ما يعرج فيها و من شر ما ذرأ في الأرض و برأ

و من شر ما يخرج منها و من شر فتن الليل و النهار و من شر كل طارق إلا طارقا

يطرق بخير , يا رحمن ! " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 518 :

عزاه السيوطي في " الجامع الكبير " ( 1 / 11 / 2 ) لأحمد و الطبراني في

" الكبير " و ابن السني في " عمل اليوم و الليلة " عن # عبد الرحمن بن خنبش # .

و هو عند أحمد ( 3 / 319 ) و ابن السني ( 631 ) عن جعفر بن سليمان الضبعي حدثنا

أبو التياح قال : قلت لعبد الرحمن بن خنبش التميمي ـ و كان شيخا كبيرا ـ أدركت

رسول الله صلى الله عليه وسلم ? قال : نعم , قال : قلت : كيف صنع رسول الله صلى

الله عليه وسلم ليلة كادته الشياطين ? فقال : " إن الشياطين تحدرت تلك الليلة

على رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأودية و الشعاب و فيهم شيطان بيده شعلة

من نار يريد أن يحرق بها وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم , فهبط إليه جبريل

عليه السلام فقال : يا محمد .... " الحديث و زاد في آخره : " قال : فطفئت نارهم

و هزمهم الله تبارك و تعالى " . هكذا أخرجاه ليس عندهما من قوله صلى الله عليه

وسلم : " أتاني جبريل " فلعله في رواية الطبراني و يحتمل أن يكون من تصرف

السيوطي رواه بالمعنى ليتمكن من إيراده في محله المناسب من كتاب " الجامع " !

و الإسناد صحيح , رجاله إلى ابن خنبش على شرط مسلم و قد اختلفوا في صحبته و قد

اختار الحافظ في " الإصابة " قول من جزم بأن له صحبة و هذا الحديث يشهد لذلك .

فإنه قد صرح فيه أنه أدرك النبي صلى الله عليه وسلم .

841 " أتاه جبريل عليه السلام في أول ما أوحي إليه , فعلمه الوضوء و الصلاة , فلما

فرغ من الوضوء أخذ غرفة من ماء فنضح بها فرجه " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 519 :

أخرجه ابن ماجه ( 1 / 172 ـ 173 ) و الدارقطني ( ص 41 ) و الحاكم ( 3 / 217 )

و البيهقي ( 1 / 161 ) و أحمد ( 4 / 161 ) من طريق ابن لهيعة عن عقيل بن خالد

عن ابن شهاب عن عروة عن أسامة بن زيد عن أبيه # زيد بن حارثة # عن النبي صلى

الله عليه وسلم به .

قلت : و هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير ابن لهيعة , فهو ضعيف لسوء

حفظه , لكن تابعه رشدين عند أحمد و ابنه ( 5 / 203 ) و الدارقطني و هو ابن سعد

و هو في الضعف مثل ابن لهيعة , فأحدهما يقوي الآخر . لاسيما و له شاهد من حديث

أبي هريرة مرفوعا بلفظ : " جاءني جبريل , فقال : يا محمد إذا توضأت فانتضخ " .

أخرجه ابن ماجه ( 1 / 173 ) مختصرا و الترمذي ( 1 / 71 ) و هذا لفظه و قال :

" حديث غريب و سمعت محمدا يقول : الحسن بن علي الهاشمي منكر الحديث " .

و في " التقريب " أنه ضعيف . و له شواهد أخرى في النضح من فعله صلى الله عليه

وسلم , خرجت بعضها في " صحيح أبي داود " ( 159 ) .

" تنبيه " أورد السيوطي الحديث في " الجامع " بلفظ : " أتاني جبريل في أول ما

أوحي إلي ... " من رواية أحمد و الدارقطني و الحاكم , هكذا جعله من قوله صلى

الله عليه وسلم و هو عندهم من قول الصحابي و كذلك هو عند البيهقي ! نعم هو عند

ابن ماجه ـ و لم يعزه إليه ـ من قوله صلى الله عليه وسلم بلفظ : " علمني

جبرائيل الوضوء و أمرني أن أنضح تحت ثوبي لما يخرج من البول بعد الوضوء " .

842 " أتاني جبريل عليه السلام من عند الله تبارك و تعالى , فقال : يا محمد إن

الله عز وجل قال لك : إني قد فرضت على أمتك خمس صلوات , من وافاهن على وضوئهن

و مواقيتهن و سجودهن , فإن له عندي بهن عهد أن أدخله بهن الجنة و من لقيني قد

أنقص من ذلك شيئا ـ أو كلمة تشبهها ـ فليس له عندي عهد إن شئت عذبته و إن شئت

رحمته " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 520 :

أخرجه الطيالسي في " المسند " ( 1 / 66 / 251 ـ ترتيبه ) : حدثنا زمعة عن

الزهري عن أبي إدريس الخولاني قال : كنت في مجلس من أصحاب النبي صلى الله عليه

وسلم فيهم عبادة بن الصامت , فذكروا الوتر , فقال بعضهم : واجب , و قال بعضهم

سنة , فقال # عبادة بن الصامت # : أما أنا فأشهد أني سمعت رسول الله صلى الله

عليه وسلم يقول : فذكره . و من طريق الطيالسي رواه أبو نعيم في " الحلية " ( 5

/ 126 ـ 127 ) و قال : غريب من حديث الزهري لم يروه عنه بهذا اللفظ إلا زمعة

و إنما يعرف من حديث ابن محيريز عن المخدجي عن عبادة .

قلت : و رجاله كلهم ثقات رجال مسلم غير أن زمعة بن صالح إنما أخرج له مقرونا

و هو ضعيف كما في " التقريب " . لكن الحديث صحيح , فإن له طريقين آخرين عن

عبادة أحدهما طريق المخدجي التي أشار إليها أبو نعيم , و الأخرى عن الصنابحي

عنه . أخرجه أبو داود و غيره و هو مخرج في " صحيح أبو داود " ( 451 , 1276 ) .

و قد وجدت له شاهدا من حديث إسحاق بن كعب بن عجرة الأنصاري عن أبيه كعب بن عجرة

قال : " خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم و نحن في المسجد سبعة , ثلاثة

من عربنا و أربعة من موالينا , فقال : ما يجلبكم ههنا ? قلنا إنا ننتظر الصلاة

, قال فيكت بأصبعه الأرض , ثم نكس ساعة , ثم رفع إلينا رأسه قال : أتدرون ما

يقول ربكم ? قلنا : الله و رسوله أعلم , قال : إنه يقول : من صلى الصلوات

لوقتها و أقام حقها كان له على الله عهد ... " . الحديث نحوه . أخرجه الطحاوي

في " مشكل الآثار " ( 4 / 225 ـ 225 ) و رجاله ثقات غير إسحاق هذا , فإنه مجهول

الحال . لكنه لم يتفرد به فقد رواه عيسى بن المسيب البجلي عن الشعبي عن كعب بن

عجرة به . أخرجه أحمد ( 4 / 244 ) .

و رجاله ثقات غير عيسى هذا , فإنه ضعيف و قد وثق , فالسند بمجموع الطريقين حسن

, فإذا ضم إلى طريق زمعة صار الحديث بمجموع ذلك صحيحا إن شاء الله تعالى .

843 " أتاني جبرئيل و ميكائيل , فجلس جبرئيل عن يميني و جلس ميكائيل عن يساري ,

فقال : اقرأ على حرف , فقال : ميكائيل : استزده , فقال : اقرأ القرآن على حرفين

, ( قال : استزده ) حتى بلغ سبعة أحرف , ( قال : ) و كل كاف شاف " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 522 :

أخرجه النسائي ( 1 / 50 ) و الطحاوي في " المشكل " ( 4 / 189 ) و أحمد ( 5 /

114 , 122 ) من طريق حميد الطويل عن أنس بن مالك عن # أبي بن كعب # قال :

" ما حك في نفسي شيء منذ أسلمت إلا أني قرأت آية , و قرأها آخر غير قراءتي ,

فقلت : أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم , و قال صاحبي : أقرأينها رسول

الله صلى الله عليه وسلم . فأتيناه , فقلت : يا رسول الله أقرأتني آية كذا ?

قال : نعم , و قال صاحبي : أقرأتينها كذا ? قال : نعم , أتاني جبرئيل ... "

الحديث .

قلت : و هذا سند صحيح على شرط الشيخين . و قد أدخل بعض الرواة عبادة بن الصمت

بين أنس و أبي . و له طرق أخرى عن أبي . فرواه سليمان بن صرد الخزاعي عنه به

نحوه , و زاد في آخره : " إن قلت : ( غفورا رحيما ) أو قلت : ( سميعا عليما )

أو ( عليما سميعا ) , فالله كذلك ما لم تختم آية عذاب برحمة أو آية رحمة بعذاب

" . أخرجه أبو داود في " سننه " ( 1 / 232 ) و الطحاوي و أحمد ( 5 / 125 ) .

قلت : و هذا إسناد صحيح أيضا , و الخزاعي هذا صحابي معروف , فهو من رواية

الصحابي عن الصحابي , كالذى قبله . و قد رواه ابن عباس أيضا عن أبي . أخرجه

النسائي .

قلت : و إسناده حسن . و له شاهد من حديث أبي بكرة الثقفي نحوه . أخرجه أحمد ( 5

/ 41 , 51 ) و ابن أبي شيبة ( 12 / 68 / 1 ) . و فيه علي بن زيد بن جدعان و هو

ضعيف . و للجملة الأخيرة منه شاهد من حديث ابن مسعود بلفظ : ( أمرت أن أقرأ

القرآن على سبعة أحرف . كل كاف شاف ) . رواه الطبري ( ج 1 رقم 43 صفحة 45 ) .

قال حدثني يونس قال : أخبرنا ابن وهب أخبرني سليمان بن بلال عن أبي عيسى بن عبد

الله بن مسعود عن أبيه عن جده عبد الله بن مسعود . أن رسول الله صلى الله عليه

وسلم قال : " فذكره " .

قلت : و هذا إسناد رجاله ثقات غير أبي عيسى بن عبد الله بن مسعود فلم أعرفه

و هو إسناد مشكل حقا كما قال المحقق أحمد شاكر في تعليقه على الطبري , فإن قوله

" عن جده " معناه أن راوي الحديث هو مسعود والد عبد الله و ليس عبد الله بن

مسعود و هذا مما لا وجود له في كتب السنة , فالظاهر أن أبا عيسى فيه نسب إلى

جده عبد الله بن مسعود و هذا أمر معروف أن ينسب الراوي إلى جده و لكن من هو

والد أبي عيسى هذا ? بل من هو أبو عيسى نفسه ? هذا ما لم يتبين لنا . و من

المحتمل أن يكون هو القاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود أو أخاه معن ابن

عبد الرحمن , فإن كلا منهما يروي عن أبيه عن جده و لكن يبعد هذا الاحتمال أن

الأول كنيته أبو عبد الرحمن , و الآخر كنيته أبو القاسم , فالله أعلم .

844 " أتحبون أن تجتهدوا في الدعاء ? قولوا : اللهم أعنا على شكرك و ذكرك و حسن

عبادتك " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 524 :

أخرجه أحمد ( 2 / 299 ) و عنه أبو نعيم في " الحلية " ( 9 / 223 ) بإسناد صحيح

عن أبي قرة موسى بن طارق عن موسى بن عقبة عن أبي صالح السمان و عطاء بن يسار -

أو أحدهما - عن # أبي هريرة # عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : فذكره .

و قال : " غريب من حديث موسى بن عقبة , تفرد به أبو قرة موسى ابن طارق " .

قلت . و هو ثقة و من فوقه ثقات من رجال الشيخين , فالإسناد صحيح . و قد أخرجه

الحاكم ( 1 / 499 ) من طريق خارجة بن مصعب عن موسى بن عقبة به , و قال :

" صحيح الإسناد , فإن خارجة لم ينقم عليه إلا روايته عن المجهولين , و إذا روى

عن الثقات الأثبات فروايته مقبولة " .

قلت : و وافقه الذهبي و هذا مردود عليهما لاسيما الذهبي , فإنه أورد خارجة هذا

في " الضعفاء " و قال : " ضعفه الدارقطني و غيره " .

و قول الحاكم : " لم ينقم عليه إلا روايته عن المجهولين " مما لم أره لغيره من

الحفاظ النقاد و إنما اتهموه بالكذب كما في رواية عن ابن معين و رمي أيضا

بالتدليس , فقال يحيى بن يحيى - و هو راوي هذا الحديث عنه - : كان يدلس عن غياث

بن إبراهيم و غياث ذهب حديثه و لا يعرف صحيح حديثه من غيره " . و لذلك قال

الحافظ في " التقريب " : " متروك , و كان يدلس عن الكذابين و يقال : إن ابن

معين كذبه " .

و بالجملة , فالعمدة في صحة هذا الحديث على رواية أبي قرة . و الله أعلم .

845 " أتدرون ما العضه ? قالوا : الله و رسوله أعلم , قال : نقل الحديث من بعض

الناس إلى بعض ليفسدوا بينهم " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 526 :

أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ( 425 ) و الطحاوي في " المشكل " ( 3 / 139

) و البيهقي في " السنن " ( 10 / 246 - 247 ) من طريق يزيد ابن أبي حبيب عن

سنان بن سعد عن # أنس بن مالك # عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .

قلت : و هذا إسناد حسن رجاله كلهم ثقات , و في سنان بن سعد - و يقال : سعد بن

سنان - خلاف و قد قال الحافظ : " صدوق , له أفراد " .

قلت : و يشهد له الحديث الآتي :

" ألا أنبئكم ما العضه ? هي النميمة القالة بين الناس , و في رواية : النميمة

التي تفسد بين الناس " .

846 " ألا أنبئكم ما العضه ? هي النميمة القالة بين الناس , و في رواية : النميمة

التي تفسد بين الناس " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 526 :

أخرجه مسلم ( 8 / 28 ) و الدارمي ( 2 / 300 ) و الطحاوي في " المشكل " ( 3 /

138 ) و البيهقي ( 10 / 246 ) و أحمد ( 1 / 437 ) من طرق عن أبي إسحاق قال :

سمعت أبا الأحوص يحدث عن # عبد الله بن مسعود # رضي الله عنه قال : إن محمد

صلى الله عليه وسلم قال : فذكره . و الرواية الأخرى للدارمي .

و قد تابعه زيد بن أبي أنيسة عن أبي الأحوص به . أخرجه الطحاوي بسند جيد .

847 " أتدرون ما المفلس ? قالوا : المفلس فينا من لا درهم له و لا متاع , فقال : إن

المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة و صيام و زكاة , و يأتي قد شتم هذا و

قذف هذا و أكل مال هذا و سفك دم هذا و ضرب هذا , فيعطى هذا من حسناته و هذا من

حسناته , فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه أخذ من خطاياهم , فطرحت عليه ,

ثم طرح في النار " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 527 :

أخرجه مسلم ( 8 / 18 ) و الترمذي ( 3 / 291 ـ 292 ) و أحمد ( 2 / 303 , 334 ,

372 ) عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن # أبي هريرة # أن رسول الله صلى الله

عليه وسلم قال : فذكره . و قال الترمذي : " حديث حسن صحيح " .

قلت : و علق البخاري في " صحيحه " ( 8 / 35 ) بعض طرفه الأول بلفظ :

" إنما المفلس الذي يفلس يوم القيامة " .

848 " أتدرون ما هذان الكتابان ? فقلنا : لا يا رسول الله , إلا أن تخبرنا , فقال

للذي في يده اليمنى : هذا كتاب من رب العالمين , فيه أسماء أهل الجنة و أسماء

آبائهم و قبائلهم , ثم أجمل على آخرهم , فلا يزاد فيهم و لا ينقص منهم أبدا ,

ثم قال للذي في شماله : هذا كتاب من رب العالمين , فيه أسماء أهل النار و أسماء

آبائهم و قبائلهم , ثم أجمل على آخرهم , فلا يزداد فيهم و لا ينقص منهم , فقال

أصحابه : ففيم العمل يا رسول الله إن كان أمر قد فرغ منه ? فقال : سددوا و

قاربوا , فإن صاحب الجنة يختم له بعمل أهل الجنة و إن عمل أي عمل و إن صاحب

النار يختم له بعمل أهل النار و إن عمل أي عمل . ثم قال رسول الله صلى الله

عليه وسلم بيديه فنبذهما , ثم قال : فرغ ربكم من العباد فريق في الجنة و فريق

في السعير " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 528 :

أخرجه الترمذي ( 3 / 199 ـ 200 ) و أحمد ( 2 / 167 ) و ابن أبي عاصم في

" السنة " ( 348 ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 5 / 168 ـ 169 ) من طرق عن أبي

قبيل المعافري عن شفي الأصبحي عن # عبد الله بن عمرو # قال : " خرج علينا رسول

الله صلى الله عليه وسلم و في يده كتابان , فقال " فذكره , و قال الترمذي :

" حديث حسن صحيح غريب , و أبو قبيل اسمه حيي بن هانىء " .

قلت : و هو حسن الحديث , وثقه أحمد و جماعة , و قال ابن حبان في " الثقات " :

" يخطىء " . و في " التقريب " : " صدوق يهم " . و شفي ـ و هو ابن ماتع ـ ثقة ,

فالإسناد حسن .

" تنبيه " عزى العلامة الشنقيطي هذا الحديث في " زاد المسلم فيما اتفق عليه

البخاري و مسلم " لرواية مسلم و هو وهم محض لا أدري كيف وقع له ذلك و وقع في

" الفتح الكبير " معزوا لـ ( حم , ق , ن ) , و أظن أن ( ق ) محرف من ( ت ) .

والله أعلم . و أما في " الجامع الكبير " ( 1 / 14 / 2 ) فعزاه لـ ( حم , ت )

فقط , و عزاه في " تحفة الأحوذي " للنسائي و لعله يعني " الكبرى " له , فإني لم

أره في " سننه الصغرى " .

849 " أترضون أن تكونوا ربع أهل الجنة ? قلنا : نعم , فقال : أترضون أن تكونوا ثلث

أهل الجنة ? فقلنا : نعم , فقال : أترضون أن تكونوا شطر أهل الجنة ? قلنا : نعم

, قال : والذي نفس محمد بيده إني لأرجو أن تكونوا نصف أهل الجنة , و ذلك أن

الجنة لا يدخلها إلا نفس مسلمة و ما أنتم في أهل الشرك إلا كالشعرة البيضاء في

جلد الثور الأسود أو كالشعرة السوداء في جلد الثور الأحمر " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 530 :

أخرجه البخاري ( 8 / 93 ـ نهضة ) و مسلم ( 1 / 139 ) و الترمذي ( 3 / 330 ـ 331

) و ابن ماجه ( 2 / 573 ) و الطحاوي في " المشكل " ( 1 / 154 ـ 156 ) و أحمد (

1 / 386 , 437 ـ 438 , 445 ) و أبو نعيم ( 4 / 152 ) من طريق أبي إسحاق عن عمرو

بن ميمون عن # عبد الله # قال : " كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في قبة ,

فقال ..." فذكره . و قال الترمذي : " حديث حسن صحيح " .

( تنبيه ) عزاه السيوطي في " زيادات الجامع الصغير " لأحمد و الترمذي و ابن

ماجه فقط , و هذا تقصير فاحش ! و كذلك هو في " الجامع الكبير " ( 1 / 15 / 2 )

.

850 " اتركوني ما تركتكم , فإذا حدثتكم فخذوا عني , فإنما هلك من كان قبلكم , بكثرة

سؤالهم و اختلافهم على أنبيائهم " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 530 :

أخرجه الترمذي ( 3 / 379 ) و ابن ماجه ( 1 / 4 ـ 5 ) و أحمد ( 2 / 495 ) من طرق

عن الأعمش عن أبي صالح عن # أبي هريرة # قال : قال رسول الله صلى الله عليه

وسلم : فذكره . و اللفظ للترمذي و قال : " حديث حسن صحيح " .

قلت : و إسناده على شرط الشيخين . و قد أخرجه البخاري ( 9 / 77 ـ نهضة ) و مسلم

( 4 / 102 ) و النسائي ( 2 / 2 ) و أحمد ( 2 / 247 , 258 , 313 , 428 , 447 ـ

448 , 457 , 467 , 482 , 495 , 503 , 508 , 517 ) من طرق عديدة عن أبي هريرة به

نحوه و هو مخرج في " الإرواء " ( 155 , 313 ) .

851 " أتزعمون أني من آخركم وفاة ألا إني من أولكم وفاة و تتبعوني أفنادا يهلك

بعضكم بعضا " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 531 :

أخرجه أحمد فى " المسند " ( 4 / 106 ) : حدثنا أبو المغيرة قال : سمعت الأوزاعي

قال : حدثني ربيعة بن يزيد قال : سمعت # واثلة بن الأسقع # يقول : خرج علينا

رسول الله صلى الله عليه وسلم , فقال ....." فذكره .

قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين , متصل بالسماع . و له شاهد من حديث

سلمة بن نفيل السكوني مرفوعا نحوه . أخرجه الدارمي ( 1 / 29 ) و أحمد ( 4 / 104

) من طريق أرطاة بن المنذر حدثنا ضمرة بن حبيب قال : حدثنا سلمة بن نفيل به .

قلت : و هذا إسناد صحيح أيضا متصل .

( أفنادا ) أي جماعات متفرقين قوما بعد قوم , واحدهم ( فند ) .

852 " أتسمعون ما أسمع ? قالوا : ما نسمع من شيء , قال : إني لأسمع أطيط السماء

و ما تلام أن تئط و ما فيها موضع شبر إلا و عليه ملك ساجد أو قائم " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 532 :

أخرجه الطحاوي في " مشكل الآثار " ( 2 / 43 ) و الطبراني في " المعجم الكبير "

( 1 / 153 / 1 ) من طريق عبد الوهاب بن عطاء حدثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة

عن صفوان بن محرز عن # حكيم بن حزام # قال : " بينما رسول الله صلى الله عليه

وسلم في أصحابه إذ قال لهم .... " فذكره .

قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط مسلم و في ابن عطاء كلام لا يضر . و له شاهد من

حديث أنس بن مالك مرفوعا بلفظ : " أطت السماء و حق لها أن تئط ... " الحديث

مثله . أخرجه أبو نعيم فى " الحلية " ( 6 / 269 ) من طريق زائدة بن أبي الرقاد

حدثنا زياد النميري عنه . و هذا إسناد ضعيف .

853 " أتعلم أول زمرة تدخل الجنة من أمتي ? قلت : الله و رسوله أعلم , فقال :

المهاجرون يأتون يوم القيامة إلى باب الجنة و يستفتحون , فيقول لهم الخزنة :

أو قد حوسبتم ? فيقولون : بأي شيء نحاسب و إنما كانت أسيافنا على عواتقنا في

سبيل الله حتى متنا على ذلك ? قال : فيفتح لهم , فيقيلون فيه أربعين عاما قبل

أن يدخلها الناس " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 533 :

أخرجه الحاكم ( 2 / 70 ) من طريق عياش بن عباس عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن

# عبد الله بن عمرو # رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

فذكره . و قال : " صحيح على شرط الشيخين " و وافقه الذهبي .

و أقول : إنما هو على شرط مسلم فقط , فإن عياشا هذا إنما أخرج له البخاري في

" جزء القراءة " .

854 " إن أردت تليين قلبك , فأطعم المسكين و امسح رأس اليتيم " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 533 :

أخرجه أحمد ( 2 / 263 ) : حدثنا أبو كامل حدثنا حماد عن أبي عمران الجوني عن

رجل عن # أبي هريرة # . " أن رجلا شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قسوة

قلبه , فقال له " فذكره . و تابعه سليمان بن حرب حدثنا حماد بن سلمة به . أخرجه

الطبراني في " مختصر مكارم الأخلاق " ( 1 / 120 / 1 ) .

قلت :و هذا إسناد رجاله ثقات رجال مسلم غير الرجل الذي لم يسم , و قد أسقطه

بعضهم , فقال أحمد ( 2 / 387 ) حدثنا بهز حدثنا حماد بن سلمة عن أبي عمران عن

أبي هريرة . " أن رجلا شكا ... " الحديث دون قوله : " إن أردت تليين قلبك " .

قلت : و هذا إسناد ظاهره الصحة لكن الإسناد الأول يعله و يكشف أن بين أبي عمران

و أبي هريرة الرجل الذي لم يسم , و كأن الهيثمي لم يقف على الإسناد الأول , فقد

ذكره بلفظ الإسناد الآخر و قال ( 8 / 160 ) : " رواه أحمد و رجاله رجال الصحيح

! " و فهم منه المناري أنه يعني صحيح الإسناد , فقال : " و روى أحمد بسند قال

الهيثمي ـ تبعا لشيخه الزين العراقي ـ : صحيح ... " فذكره باللفظ الثاني .

قلت : و هذا الفهم غير صحيح لأن قوله : " و رجاله رجال الصحيح " لا يعني أكثر

من توفر شرط واحد من شروط الصحة و هو ثقة الرجال و أنهم من رجال الصحيح و أما

سلامته من العلة القادحة كالانقطاع مثلا , فهذا القول لا ينفيه . فتنبه .

نعم للحديث شاهد يمكن أن يرتقي به إلى درجة الحسن و هو ما روى الطبراني في

" الكبير " عن أبي الدرداء قال : " أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل يشكو قسوة

قلبه , قال : أتحب أن يلين قلبك ? و تدرك حاجتك ? ارحم اليتيم و امسح رأسه

و أطعمه من طعامك , يلن قلبك و تدرك حاجتك " . قال الهيثمي عقبه : " و في

إسناده من لم يسم و بقية مدلس " . و نحوه في " الترغيب " ( 3 / 231 ) .

قلت : قد أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 1 / 214 ) من طريق معمر عن صاحب له أن

أبا الدرداء .... فذكر الحديث , فهذا سالم من بقية لكنه مع جهالة صاحب معمر ما

أظن أن هذا الصاحب قد أدرك أبا الدرداء , والله أعلم .

و أخرجه الخرائطي في " مكارم الأخلاق " ( ص 75 ) : حدثنا أبو الحارث محمد بن

مصعب الدمشقي حدثنا هشام بن عمار حدثنا صدقة بن خالد حدثنا عبد الرحمن بن يزيد

بن جابر عن محمد بن واسع الأزدي أن أبا الدرداء كتب إلى سلمان : يا أخي أدن

اليتيم و امسح برأسه و أطعمه من طعامك , فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه

وسلم يقول : و أتاه رجل يشكو إليه قسوة القلب فقال : أدن اليتيم و امسح برأسه

و أطعمه من طعامك , يلن قلبك و تقدر على حاجتك . و هذا إسناد رجاله ثقات غير

أبي الحارث هذا ترجمه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 15 / 521 / 2 / 522 / 2 )

و ذكر له بعض الأحاديث و لم يحك فيه جرحا و لا تعديلا . و محمد بن واسع قال ابن

المديني : ما أعلمه سمع من أحد من الصحابة .

و حديث الخرائطي هذا أورده السيوطي في " الجامع الكبير " ( 1 / 30 / 1 ) بزيادة

" و ألطفه " و قال : " رواه الضياء و البيهقي و الخرائطي و ابن عساكر عن أبي

الدرداء " .

قلت : و أخرجه الخرائطي ( ص 74 ) من طريق سيار بن حاتم حدثنا جعفر بن سليمان

الضبعي عن أبي عمران الجوني قال : قال رجل يا رسول الله أشكو إليك قسوة قلبي ,

قال : أدن منك اليتيم الحديث دون قوله " و ألطفه " .

و إسناده مرسل حسن , رجاله ثقات رجال مسلم غير سيار بن حاتم قال الحافظ :

" صدوق له أوهام " .

855 " رحم الله عبدا قال فغنم , أو سكت فسلم " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 535 :

أخرجه البغوي في " حديث كامل بن طلحة " ( 3 / 2 ) و القضاعي في " مسند الشهاب "

( 47 / 2 ) من طريقين عن # الحسن # مرفوعا مرسلا .

و أخرجه ابن المبارك " الزهد " ( 380 ) : أخبرنا ابن لهيعة قال : حدثني خالد بن

أبي عمران . " أن النبي صلى الله عليه وسلم أمسك لسانه طويلا , ثم أرسله , ثم

قال أتخوف عليكم هذا , رحم الله عبدا قال خيرا و غنم , أو سكت عن سوء فسلم " .

و رجاله ثقات و لكنه مرسل بل معضل , فإن خالدا هذا إنما يروي عن عروة و طبقته

مات سنة ( 139 ) .

و قد روي موصولا , فذكره السيوطي في " الجامع " من رواية أبي أمامة مرفوعا

و قال الحافظ العراقي في " تخريج الإحياء " ( 3 / 95 ) : " رواه ابن أبي الدنيا

في " الصمت " و البيهقي في " الشعب " من حديث أنس بسند فيه ضعف , فإنه من رواية

إسماعيل بن عياش عن الحجازيين " .

قلت : فالحديث عندي حسن بمجموع هذه الطرق . و الله أعلم .

856 " ليس للنساء وسط الطريق " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 536 :

رواه المخلص في " الفوائد المنتقاة " ( 9 / 5 / 2 ) و ابن حبان في " صحيحه "

( 1969 - موارد ) و ابن عدي ( 192 / 1 ) و عنه البيهقي في " الشعب " ( 2 / 475

/ 2 ) عن مسلم بن خالد الزنجي أنبأنا شريك بن أبي نمر عن أبي سلمة عن # أبي

هريرة # مرفوعا .

قلت : و هذا سند حسن بما بعده . فقد رواه الدولابي ( 1 / 45 ) و البيهقي في "

شعب الإيمان " ( 2 / 475 / 1 ) عن الحارث بن الحكم عن أبي عمرو بن حماس مرفوعا

به إلا أنه قال : " سراة الطريق " .

قلت : و هذا مرسل أبو عمرو بن حماس , قال الحافظ : " مقبول , من السادسة مات

سنة تسع و ثلاثين " يعني و مائة . و الحارث بن الحكم ترجمه ابن أبي حاتم في

" الجرح و التعديل " ( 1 / 2 / 73 ) و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . و قد

خالفه شداد بن أبي عمرو ابن حماس فقال : عن أبيه عن حمزة بن أبي أسيد الأنصاري

عن أبيه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول و هو خارج من المسجد ,

فاختلط الرجال مع النساء في الطريق فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للنساء :

" استأخرن , فإنه ليس لكن أن تحققن الطريق , عليكن بحافات الطريق " .

فكانت المرأة تلتصق بالجدار حتى إن ثوبها ليتعلق بالجدار من لصوقها به . أخرجه

أبو داود ( 5272 ) و الهيثم بن كليب في " مسنده " ( ق 190 / 1 ) و البيهقي في

" الشعب " لكن شداد هذا مجهول , كما قال الحافظ في " التقريب " .

و بالجملة فالحديث حسن بمجموع الطريقين و الله أعلم .

857 " اتق يا أبا الوليد أن تأتي يوم القيامة ببعير تحمله على رقبتك له رغاء أو

بقرة لها خوار أو شاة لها ثؤاج " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 537 :

أخرجه الحميدي في " مسنده " ( 895 ) قال : حدثنا سفيان قال : حدثنا ابن طاووس

عن أبيه قال : " استعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم # عبادة بن الصامت # على

الصدقة , ثم قال له " فذكره .

قلت : و هذا إسناد صحيح لولا أنه مرسل لكن قد وصله البيهقي في " السنن " ( 4 /

158 ) من طريق ابن أبي عمر حدثنا سفيان به إلا أنه قال : عن أبيه عن عبادة أن

رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه على الصدقة ... الحديث . فهذا إسناد صحيح

على شرط مسلم , و ابن أبي عمر اسمه محمد بن يحيى و هو ثقة من شيوخ مسلم و كان

لازم سفيان بن عيينة . و هكذا موصولا أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " كما

في " المجمع " ( 3 / 86 ) و قال : " و رجاله رجال الصحيح " .

858 " اتقوا الظلم , فإن الظلم ظلمات يوم القيامة , و اتقوا الشح , فإن الشح أهلك

من كان قبلكم حملهم على أن سفكوا دماءهم و استحلوا محارمهم " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 538 :

أخرجه مسلم ( 8 / 18 ) و البخاري في " الأدب المفرد " ( 483 ) و أحمد ( 3 / 323

) عن داود بن قيس عن عبيد الله بن مقسم عن # جابر بن عبد الله # أن رسول الله

صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .

و طرفه الأول ورد من حديث عبد الله بن عمر مرفوعا بلفظ : " أيها الناس اتقوا

الظلم , فإنه ظلمات يوم القيامة " . أخرجه أحمد ( 2 / 92 , 106 , 136 ) من طريق

عطاء بن السائب عن محارب بن دثار عن ابن عمر به . و هذا إسناد رجاله ثقات رجال

البخاري لكن عطاء كان اختلط . و له طريق أخرى عنه مختصر بلفظ : " الظلم ظلمات

يوم القيامة " . أخرجه البخاري في " صحيحه " ( 3 / 113 ) و في " الأدب المفرد "

( 475 ) و مسلم و أحمد ( 2 / 137 , 146 ) عن عبد الله بن دينار عنه .

و له شاهد بتمامه دون قوله " اتقوا الظلم " من حديث عبد الله بن عمرو ابن العاص

مرفوعا به و لفظه : " الظلم ظلمات يوم القيامة و إياكم و الفحش , فإن الله لا

يحب الفحش و لا التفحش و إياكم و الشح , فإن الشح أهلك من كان قبلكم , أمرهم

بالقطيعة فقطعوا و أمرهم بالبخل فبخلو و أمرهم بالفجور ففجروا " . أخرجه أحمد

( 2 / 159 ) و إسناده صحيح . و أخرج الدارمي ( 2 / 240 ) منه أوله بلفظ : "

إياكم و الظلم , فإن الظلم ظلمات يوم القيامة " . و أخرج منه " إياكم و الشح

... " أبو داود ( 1 / 268 ) و الحاكم ( 1 / 415 ) و قال : " صحيح الإسناد " .

و وافقه الذهبي . و أخرجه أحمد ( 2 / 195 ) أيضا مثل رواية الدارمي مع اللفظ

الذي قبله . و له بهذا التمام طريق أخرى عن ابن عمرو , فقال الحسن بن عرفة في "

جزئه " ( رقم 91 - منسوختي ) : أنبأنا عمر بن عبد الرحمن أبو حفص الأبار عن

محمد بن جحادة عن بكر بن عبد الله المزني عنه به .

قلت : و إسناده صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين غير الأبار هذا , و هو ثقة .

و له بهذا التمام شاهد من حديث أبي هريرة مرفوعا به . أخرجه أحمد ( 2 / 331 )

من طريقين عن سعيد بن أبي سعيد عنه .

قلت : و إحداهما صحيح الإسناد على شرط الشيخين , و الأخرى جيدة . و قد أخرجها

ابن حبان ( 1566 ) .

859 " في الحبة السوداء شفاء من كل داء إلا السام " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 540 :

أخرجه البخاري ( 10 / 118 - 119 ) و مسلم ( 7 / 25 ) و ابن ماجه ( 2 / 342 ) عن

الليث بن سعد عن عقيل عن ابن شهاب قال أخبرني أبو سلمة و سعيد بن المسيب أن

# أبا هريرة # أخبرهما أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره .

و أخرجه الترمذي ( 2 / 3 طبع بولاق ) و أحمد ( 2 / 241 ) عن سفيان بن عيينة عن

الزهري عن أبي سلمة وحده به . و قال الترمذي : " حديث صحيح و الحبة السوداء :

هي الشونيز " . و كذلك رواه مسلم أيضا عن ابن عيينة , ثم أخرجه هو و أحمد ( 2 /

268 , 343 ) عن معمر و هو عن شعيب كلهم عن الزهري عن أبي سلمة وحده , ثم أخرجه

هو و أحمد أيضا ( 2 / 510 ) من طريقين آخرين عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب

وحده عن أبي هريرة بلفظ : " عليكم هذه الحبة السوداء " . و يأتي برقم ( 863 ) .

و تابعه عن أبي سلمة محمد بن عمرو بلفظ : " في الحبة السوداء شفاء من كل داء

إلا السام , قالوا : يا رسول الله و ما السام ? قال : الموت " .

أخرجه أحمد ( 2 / 261 و 423 و 429 و 504 ) من طرق عنه .

قلت : و هذا إسناد حسن . و للحديث طرق أخرى عن أبي هريرة و شواهد بلفظ : " إن

هذه الحبة " , " ما من داء إلا في ... " و من شواهده ما أخرجه أحمد ( 6 / 146 )

من طريق إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة الأشهلي عن داود بن الحصين عن القاسم

بن محمد عن عائشة مرفوعا بهذا اللفظ تماما . و رجاله ثقات رجال الستة غير

إبراهيم بن إسماعيل هذا فهو ضعيف . و لحديثها طريقان آخران فراجع ما سبقت

الإشارة إليه من الشواهد , و سيأتي برقم ( 1819 ) بلفظ : ( الحبة السوداء ) .

860 " الطير تجري بقدر . و كان يعجبه الفأل الحسن " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 541 :

أخرجه الحاكم ( 1 / 32 ) و أحمد ( 6 / 129 - 130 ) و ابن أبي عاصم في " السنة "

( 254 ) و البزار ( 131 ) و ابن عدي ( 99 / 1 ) و السهمي في " تاريخ جرجان " (

357 ) عن سعيد بن مسروق عن يوسف ابن أبي بردة بن أبي موسى عن أبي بردة قال :

أتيت # عائشة # فقلت : يا أماه حدثيني بشيء سمعتيه من رسول الله صلى الله عليه

وسلم , قالت : فذكرته مرفوعا . و قال الحاكم : احتج الشيخان برواة هذا الحديث

عن آخرهم غير يوسف بن أبي بردة و لم يهملاه لجرح و لا لضعف بل لقلة حديثه ,

فإنه عزيز الحديث جدا . و وافقه الذهبي .

و يوسف هذا قد روى عنه إسرائيل أيضا و وثقه ابن حبان , فالحديث محتمل للتحسين ,

لاسيما و أن شطره الأخير له شاهد من حديث أبي هريرة و سيأتي .

و الحديث أورده الهيثمي في " المجمع " ( 7 / 209 ) و قال : " رواه البزار و قال

: لا يروى إلا بهذا الإسناد , و رجاله رجال الصحيح غير يوسف بن أبي بردة وثقه

ابن حبان " .

و قد فاته أنه في " المسند " فاقتصر على عزوه للبزار و هو قصور .

و للحديث طريق أخرى عند الطحاوي في " مشكل الآثار " ( 2 / 342 ) عن يحيى بن

مسلمة ( الأصل : سلمة ) ابن قعنب حدثنا حسان بن إبراهيم عن سعد بن إبراهيم عن

سفيان الثوري عن أبي بردة به إلا أنه قال : " كل شيء بقدر .... " .

و رجاله ثقات غير يحيى هذا , قال العقيلي : " حدث بمناكير " و يشهد للحديث ما

يأتي بعده .

861 " كل شيء بقدر حتى العجز و الكيس , أو العجز و الكيس " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 542 :

أخرجه مالك ( 3 / 93 ) و عنه مسلم في " صحيحه " ( 8 / 51 ) و البخاري في

" أفعال العباد " ( ص 73 ) و أحمد في " المسند " ( 2 / 110 ) و في " السنة "

أيضا ( ص 121 ) كلهم عن مالك عن زياد بن سعد عن عمرو بن مسلم عن طاووس اليماني

أنه قال : أدركت ناسا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولون : كل شيء

بقدر , قال طاووس : و سمعت # عبد الله بن عمر # يقول : فذكره مرفوعا .

و له شاهد بلفظ : " كل شيء بقضاء و قدر و لو هذه و ضرب بإصبعه السبابة على حبل

ذراعه الآخر " . و هو من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال : تماروا بين يدي

النبي صلى الله عليه وسلم في القدر فكرهه كراهية شديدة حتى كأنما فقئ في وجهه

حب الرمان , فقال : فيم أنتم ! قالوا تمارينا في القدر يا رسول الله فقال :

فذكره . قال الهيثمي ( 7 / 208 ) : " رواه الطبراني في الأوسط و في جماعة لم

أعرفهم " .

( تنبيه ) أورد صاحب " التاج الجامع للأصول الخمسة " حديث ابن عمر المذكور بلفظ

: " كل شيء بقضاء و قدر ... " و قال ( 1 / 29 ) : " رواه الشيخان و مالك " .

فزاد في متنه لفظة " القضاء " . و لا أصل لها لا عند من ذكرهم و لا عند غيرهم

ممن ذكرتهم . على أن قوله : " رواه الشيخان " يوهم أن الحديث عند البخاري في

" صحيحه " , لأنه المراد عند إطلاق العزو إليه , لاسيما إذا قرن مع صاحبه مسلم

فقيل : " الشيخان " و إنما أخرجه في " أفعال العباد " كما سبق . و كم له من مثل

هذا الإيهام و غيره مما دفعني منذ ربع قرن من الزمان إلى تعقبه في " الجزء

الأول " منه , و كنت نشرت طرفا منه في بعض المجلات الإسلامية .

862 " إذا ضرب أحدكم فليجتنب الوجه , فإن الله خلق آدم على صورته " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 544 :

أخرجه أحمد ( 2 / 244 ) : حدثنا سفيان عن أبي الزناد عن الأعرج عن

# أبي هريرة # مرفوعا . و هذا سند صحيح على شرط الشيخين و لم يخرجاه و إنما

أخرج مسلم منه الشطر الأول بلفظ : " إذا قاتل أحدكم أخاه ... " . و أخرجه

بتمامه الآجري في " الشريعة " ( ص 314 ) و البيهقي في " الأسماء " ( ص 290 ) من

طرق عن سفيان به . ثم أخرجه من طريق ابن عجلان عن سعيد عن أبي هريرة به .

و سنده حسن . و أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ( ص 27 ) عن ابن عجلان قال :

أخبرني أبي و سعيد عن أبي هريرة مرفوعا دون الشطر الثاني .

و هو حسن أيضا . و كذلك أخرجه البخاري في صحيحه ( 5 / 138 ) من وجه آخر ضعيف عن

سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة . و رواه أحمد عن ابن عجلان بلفظ : " إذا

ضرب أحدكم فليجنب الوجه و لا تقل قبح الله وجهك , و وجه من أشبه وجهك , فإن

الله تعالى خلق آدم على صورته " . قال أحمد ( 2 / 251 و 434 ) : حدثنا يحيى عن

ابن عجلان عن سعيد عن أبي هريرة مرفوعا . و هذا سند حسن .

و أخرجه ابن خزيمة في " التوحيد " ( ص 26 ) و البيهقي في " الأسماء و الصفات "

( ص 291 ) و قال البخاري في " الأدب المفرد " حدثنا عبد الله بن محمد قال :

حدثنا ابن عينية عن ابن عجلان به إلا أنه أوقفه على أبي هريرة به , و علقه

الآجري و رواه البخاري من طريق أخرى عن ابن عينية به مرفوعا مقتصرا على قوله :

" لا تقولوا قبح الله وجهه " فالظاهر أن ابن عجلان كان تارة يرفعه , و أخرى

يوقفه , و الحديث مرفوع بلا شك . و أخرج الشطر الأول منه أبو داود ( 2 / 243 )

من طريق عمر يعني ابن أبي سلمة عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا . و سنده حسن في

المتابعات .

863 " عليكم بهذه الحبة السوداء , فإن فيها شفاء من كل داء , إلا السام " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 545 :

أخرجه الترمذي ( 2 / 3 ) و أحمد ( 2 / 241 ) عن سفيان بن عيينة عن الزهري عن

أبي سلمة عن # أبي هريرة # مرفوعا . و قال الترمذي : " حديث حسن صحيح " .

قلت : و هو على شرط الشيخين . و قد أخرجه مسلم عن سفيان غير أنه لم يسق لفظه بل

أحال على لفظ عقيل عن ابن شهاب و قد مضى قريبا بلفظ : " في الحبة السوداء ... "

رقم ( 859 ) . ثم أخرجه أحمد ( 2 / 268 ) و كذا مسلم عن معمر عن الزهري به .

و للزهرى فيه إسناد آخر رواه عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة بهذا اللفظ .

أخرجه مسلم و أحمد ( 2 / 510 ) . و له شاهد من حديث عائشة بهذا اللفظ . أخرجه

أحمد ( 6 / 138 ) : حدثنا وكيع قال : حدثني أبو عقيل عن بهية عنها . و أبو عقيل

اسمه يحيى بن المتوكل المدني و هو ضعيف , و بهية لا تعرف . و له شاهد آخر من

حديث ابن عمر بهذا اللفظ . أخرجه ابن ماجه ( 2 / 342 ) من طريق عثمان بن عبد

الملك قال : سمعت سالم بن عبد الله يحدث عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه

وسلم قال : فذكره . و عثمان هذا لين الحديث , و بقية رجاله ثقات رجال مسلم .

و له شاهد ثالث بلفظ : " عليكم بهذه الحبة السوداء و هي الشونيز , فإن فيها

شفاء " . أخرجه أحمد ( 5 / 354 ) : حدثنا زيد : حدثني حسين حدثني عبد الله قال

: سمعت أبي بريدة يقول : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره .

و هذا إسناد صحيح على شرط مسلم . زيد هو ابن الحباب , و حسين هو ابن واقد .

و له طريق أخرى عن عبد الله بن بريدة بلفظ : " الكماة دواء العين و إن العجوة

من فاكهة الجنة و إن هذه الحبة السوداء يعني الشونيز - الذي يكون في الملح دواء

من كل داء إلا الموت " . أخرجه أحمد ( 5 / 346 ) حدثنا أسود بن عامر : حدثنا

زهير عن واصل بن حبان البجلي حدثني عبد الله بن بريدة عن أبيه عن النبي صلى

الله عليه وسلم . و هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الستة غير أن له علة دقيقة

و هي أن زهير و هو ابن معاوية أخطأ في قوله : واصل بن حيان و إنما هو صالح بن

حيان و هذا ضعيف . قال أحمد في صالح هذا : " انقلب على زهير اسمه " .

و قال أبو داود : و غلط فيه زهير , و قال ابن معين : " زهير عن صالح بن حيان

و واصل بن حبان فجعلهما واصل بن حيان " كما في " تهذيب التهذيب " .

قلت : و قد رواه على الجادة محمد بن عبيد فقال : حدثنا صالح يعني ابن حيان عن

ابن بريدة به أتم منه فانظر : " إن الجنة عرضت علي " في الكتاب الآخر رقم

( 3899 ) .

864 " إن فيه ( يعني الحجامة ) شفاء " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 547 :

أخرجه البخاري ( 10 / 124 ) و مسلم ( 7 / 21 ) و الحاكم ( 4 / 208 و 409 )

و أحمد ( 3 / 335 ) من طريق عمرو بن الحارث أن بكيرا حدثه أن عاصم بن عمر بن

قتادة حدثه أن # جابر بن عبد الله # عاد المقنع , ثم قال : لا أبرح حتى تحتجم ,

فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره . و قد استدركه الحاكم

على الشيخين فوهم .

865 " من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا

و من دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم

شيئا " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 548 :

رواه مسلم ( 8 / 62 ) و أبو داود ( 2 / 262 ) و الترمذي ( 2 / 112 ) و الدارمي

( 1 / 126 - 127 ) و ابن ماجه ( 1 / 91 ) و أحمد ( 2 / 397 ) من حديث

# أبي هريرة # مرفوعا . و قال الترمذي : " حديث حسن صحيح " .

866 " بئس مطية الرجل زعموا " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 548 :

أخرجه ابن المبارك في " الزهد " ( رقم 377 ) : أخبرنا الأوزاعي عن يحيى بن أبي

كثير عن أبي قلابة عن # أبي مسعود # قال : قيل له : ما سمعت رسول الله صلى الله

عليه وسلم يقول في " زعموا " ? قال : فذكره . و هكذا أخرجه البخاري في

" الأدب المفرد " ( 762 ) و أبو داود ( 4972 ) و الطحاوي في " المشكل " ( 1 /

68 ) من طرق عن الأوزاعي به إلا أنهم قالوا : " عن أبي قلابة قال : قال أبو

مسعود لأبي عبد الله , أو قال أبو عبد الله لأبي مسعود : ما سمعت ... " الخ .

و هذا إسناد صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين و أبو قلابة قد صرح بالتحديث في

رواية الوليد بن مسلم قال : أنبأنا الأوزاعي أنبأنا يحيى بن أبي كثير أنبأنا

أبو قلابة أنبأنا أبو عبد الله مرفوعا به . أخرجه الطحاوي و ابن منده في "

المعرفة " ( 2 / 251 / 2 ) .

قلت : و هذا إسناد صحيح متصل بالتحديث , و قال أبو داود : " أبو عبد الله هذا

حذيفة " .

قلت : و قد جاء ذلك مفسرا في إسناد أحمد : " أو قال أبو مسعود لأبي عبد الله

يعني حذيفة " . و لذلك أورده في " مسند حذيفة " . و خالفهم جميعا يحيى بن عبد

العزيز فقال : عن يحيى بن أبي كثير عن أبي قلابة عن أبي المهلب أن عبد الله بن

عامر قال يا أبا مسعود ما سمعت ... الخ . و هذه رواية شاذة بل منكرة , فإن يحيى

هذا ليس بالمشهور بالحفظ و الضبط و لهذا قال الحافظ : " مقبول " . يعني عند

المتابعة و إلا فلين عند التفرد كما هو اصطلاحه , فكيف و قد خالف ? .

قلت : و في الحديث ذم استعمال هذه الكلمة " زعموا " و إن كانت في اللغة قد تأتي

بمعنى قال كما هو معلوم و لذلك لم تأت في القرآن إلا في الإخبار عن المذمومين

بأشياء مذمومة كانت منهم مثل قوله تعالى : *( زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا )*

ثم أتبع ذلك بقوله *( بلى و ربي لتبعثن ثم لتنبؤن بما عملتم )* و نحو ذلك من

الآيات , قال الطحاوي رحمه الله تعالى بعد أن ساق بعضها : " و كل هذه الأشياء

فإخبار من الله بها عن قوم مذمومين في أحوال لهم مذمومة و بأقوال كانت منهم ,

كانوا فيها كاذبين , فكان مكروها لأحد من الناس لزوم أخلاق المذمومين في

أخلاقهم , الكافرين في أديانهم , الكاذبين في أقوالهم . و كان الأولى بأهل

الإيمان لزوم أخلاق المؤمنين الذين سبقوهم بالإيمان و ما كانوا عليه من المذاهب

المحمودة و الأقوال الصادقة التي حمدهم الله تعالى عليها , رضوان الله عليهم

و رحمته , و بالله التوفيق " .

و قال البغوي في " شرح السنة " ( 3 / 413 ) نسخة المكتب : " إنما ذم هذه اللفظة

لأنها تستعمل غالبا في حديث لا سند له و لا ثبت فيه إنما هو شيء يحكي على

الألسن , فشبه النبي صلى الله عليه وسلم ما يقدمه الرجل أمام كلامه ليتوصل به

إلى حاجته من قولهم : زعموا , بالمطية التي يتوصل بها الرجل إلى مقصده الذي

يؤمه , فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالتثبت فيما يحكيه و الاحتياط فيما

يرويه , فلا يروي حديثا حتى يكون مرويا عن ثقة , فقد روي عن النبي صلى الله

عليه وسلم قال : " كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع " , و قال عليه السلام :

" من حدث بحديث يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين " .

867 " اتقوا الله ربكم و صلوا خمسكم و صوموا شهركم و أدوا زكاة أموالكم و أطيعوا

ذا أمركم , تدخلوا جنة ربكم " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 550 :

أخرجه الترمذي ( 2 / 516 ) و ابن حبان ( 795 ) و الحاكم ( 1 / 9 , 389 ) و أحمد

( 5 / 251 , 262 ) من طريق معاوية بن صالح حدثني سليم بن عامر قال : سمعت

# أبا أمامة # يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب في حجة الوداع

فقال : فذكره . و اللفظ للترمذي و قال : " حديث حسن صحيح " .

و لفظ أحمد و الحاكم : " اعبدوا الله " , و قال : " صحيح على شرط مسلم " .

و وافقه الذهبي . و هو كما قالا . و لفظ ابن حبان : " أطيعوا ربكم " .

868 " اتقوا الله في الصلاة و ما ملكت أيمانكم " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 551 :

أخرجه الخطيب في " تاريخ بغداد " ( 10 / 169 ) من طريق عمر بن حفص السدوسي

حدثنا عبد الله بن المبارك البغدادي - مولى العباس سنة تسع عشرة - حدثنا همام

بن يحيى عن قتادة عن أبي الخليل صالح عن # أم سلمة # . " أن رسول الله صلى الله

عليه وسلم كان يقول في مرضه ... " فذكره , و زاد : " و جعل يكررها " .

أورده في ترجمة عبد الله هذا و ليس هو ابن المبارك الإمام المشهور و لم يذكر

فيه جرحا و لا تعديلا . و سائر رواته ثقات رجال الشيخين غير السدوسي هذا و هو

ثقة كما قال الخطيب في ترجمته ( 11 / 216 ) . و الحديث أخرجه الطحاوي في

" مشكل الآثار ( 4 / 235 - 236 ) من طريق أبي عوانة عن قتادة عن سفينة مولى أم

سلمة عن أم سلمة قالت : " كانت عامة وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم :

الصلاة الصلاة و ما ملكت أيمانكم حتى جعل يغرغر بها في صدره و ما يفيض بها

لسانه " . و إسناده صحيح إن كان قتادة سمعه من سفينة .

لكن الحديث صحيح , فإن له شاهدا من حديث أنس عند الطحاوي و غيره , و صححه

الحاكم و الذهبي و آخر من حديث علي أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ( 158 )

و أبو داود و غيره و هو مخرج في " الإرواء " ( 2178 ) .

869 " اتقوا الله وصلوا أرحامكم " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 552 :

رواه ابن عساكر ( 16 / 74 / 2 ) عن الفضل بن موفق عن المسعودي عن سماك بن حرب

عن عبد الرحمن يعني # عبد الله بن مسعود # رفعه .

قلت : و هذا إسناد ضعيف , المسعودي كان اختلط . و الفضل ضعفه أبو حاتم و لذلك

جزم المناوي بضعف إسناده لكنه قواه ببعض الشواهد فقال : " و رواه الطبراني

باللفظ المذكور عن جابر , و زاد : فإنه ليس من ثواب أسرع من صلة الرحم . و رواه

ابن جرير و عبد بن حميد عن قتادة و زاد : فإنه أبقى لكم في الدنيا و خير لكم في

الآخرة . و بذلك يصير حسنا " .

قلت : لكن في إسناد الطبراني محمد بن كثير عن جابر الجعفي , قال الهيثمي ( 8 /

149 ) : " و كلاهما ضعيف جدا " .

و أما رواية ابن جرير - و هي في تفسيره ( 7 / 521 / 8422 , 8427 ) فهي بإسنادين

له عن قتادة مرسلا , فهو شاهد قوي لموصول ابن مسعود , و الله أعلم .

و الحديث كالتفسير لقوله تعالى في سورة النساء *( و اتقوا الله الذي تساءلون به

و الأرحام )* لأن المعنى : اتقوا الله الذي تساءلون به , و اتقوا الأرحام أن

تقطعوها و هو المعنى الذي اختاره ابن جرير من حيث الأسلوب العربي , فراجعه .

870 " اتقوا دعوة المظلوم , فإنها تحمل على الغمام , يقول الله جل جلاله :

و عزتي و جلالي لأنصرنك و لو بعد حين " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 553 :

رواه البخاري في " التاريخ الكبير " ( 1 / 1 / 186 ) و الدولابي ( 2 / 123 )

و الطبراني ( 1 / 186 / 1 ) من طريقين عن سعد بن عبد الحميد بن جعفر الأنصاري

أنبأنا عبد الله بن محمد بن عمران بن إبراهيم بن محمد بن طلحة بن عبيد الله

رحمه الله حدثني خزيمة بن محمد بن عمارة بن خزيمة بن ثابت عن أبيه عن جده عن

# خزيمة بن ثابت # مرفوعا .

قلت : و هذا إسناد ضعيف , و فيه علل :

الأولى : محمد بن عمارة هذا في عداد المجهولين أورده البخاري في " التاريخ " ثم

ابن أبي حاتم ( 4 / 1 / 44 ) من رواية ابنه خزيمة فقط عنه و لم يذكرا فيه جرحا

و لا تعديلا .

الثانية : ابنه خزيمة أورده البخاري أيضا ( 2 / 1 / 190 ) و ابن أبي حاتم ( 1 /

2 / 382 ) من رواية عبد الله بن محمد هذا و لم يذكرا فيه شيئا .

الثالثة : عبد الله بن محمد بن عمران لم أجد له ترجمة .

و بالجملة فالإسناد مظلم مجهول . لكن الحديث حسن على أقل الدرجات , فقد أخرج

ابن حبان ( 2409 ) طرفه الأول من حديث أبي هريرة مرفوعا : " اتقوا دعوة المظلوم

" . و سنده صحيح . و ورد من حديث أنس أيضا بزيادة فيه , و قد سبق تخريجه برقم

( 767 ) . و أخرج ابن حبان أيضا ( 2408 ) و الترمذي ( 2 / 280 ) و ابن ماجه

( 1752 ) و أحمد ( 2 / 305 , 445 ) من طريق أبي مدلة عن أبي هريرة قال : قال

رسول الله صلى الله عليه وسلم . " ثلاثة لا ترد دعوتهم ... و دعوة المظلوم

يرفعها الله فوق الغمام و يفتح لها أبواب السماء و يقول الرب : و عزتي لأنصرنك

و لو بعد حين " . و قال الترمذي : " حديث حسن " . و له عنده ( 2 / 86 ) طريق

أخرى , أعلها بالانقطاع .

871 " اتقوا دعوة المظلوم , فإنها تصعد إلى السماء كأنها شرار " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 555 :

أخرجه الحاكم ( 1 / 29 ) عن أبي كريب حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن عاصم بن

كليب عن محارب بن دثار عن # ابن عمر # : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

فذكره . و قال : " احتج مسلم بعاصم بن كليب , و الباقون متفق على الاحتجاج

بهم " . و وافقه الذهبي . و قال في " العلو " ( رقم 13 - مختصره ) : " غريب ,

و إسناده جيد " . قلت : فهو صحيح على شرط مسلم . و أخرجه الديلمي في " المسند "

( 1 / 1 / 42 - 43 ) من طريق أحمد بن إسماعيل بن الحارث حدثنا عمرو بن مرزوق

أخبرنا زائدة عن عطاء بن السائب عن محارب بن دثار به . و عطاء بن السائب كان

اختلط , لكن عمرو بن مرزوق ثقة له أوهام . و أحمد إسماعيل بن الحارث لم أجد له

ترجمة .

872 " أتموا الوضوء , ويل للأعقاب من النار " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 555 :

أخرجه ابن ماجه ( 1 / 170 ) من طريق الوليد بن مسلم حدثنا شيبة بن الأحنف عن

أبي سلام الأسود عن أبي صالح الأشعري حدثني أبو عبد الله الأشعري عن # خالد بن

الوليد و يزيد بن أبي سفيان و شرحبيل ابن حسنة و عمرو بن العاص # , كل هؤلاء

سمعوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .

قلت : و هذا إسناد رجاله ثقات غير شيبة بن الأحنف , فقال دحيم :

" كان الوليد يروي عنه , ما سمعت أحدا يعرفه " و ذكره أبو زرعة الدمشقي في نفر

ذوي أسنان و علم . و أما ابن حبان فذكره في " الثقات " .

و على ذلك قال البوصيري في الزوائد " ( ق 34 / 2 ) : " هذا إسناد حسن , ما علمت

في رجاله ضعفا " . قلت : و هو كما قال , لولا أن الوليد بن مسلم كان يدلس تدليس

التسوية ! و لم يصرح بالتحديث عن شيخه , و من فوقه . نعم الحديث صحيح لغيره ,

فقد ثبت مرفوعا بلفظ : " أسبغوا الوضوء , ويل للأعقاب من النار " . أخرجه أحمد

( 2 / 164 و 193 و 201 ) و مسلم و أبو عوانة في " صحيحيهما " و غيرهم من طرق عن

منصور عن هلال بن يساف عن أبي يحيى عن عبد الله بن عمرو قال : " أبصر رسول الله

صلى الله عليه وسلم قوما يتوضؤون لم يتموا الوضوء , فقال : " فذكره . و السياق

لأحمد . و قد خرجته في " صحيح أبي داود " ( 87 ) .

873 " إتيان النساء في أدبارهن حرام " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 556 :

أخرجه النسائي في " العشرة " من " السنن الكبرى " ( 1 / 77 / 2 ) عن عبد الله

بن شداد الأعرج عن رجل عن # خزيمة بن ثابت # عن النبي صلى الله عليه وسلم به .

قلت : و رجاله ثقات غير هذا الرجل لم يسم لكن الحديث صحيح , فقد جاء من طرق

أخرى عن خزيمة و غيره بألفاظ متقاربة , و قد ذكرت بعضها في " آداب الزفاف "

( ص 29 - 30 طبع المكتب الإسلامي " .

874 " أتيت بالبراق , و هو دابة أبيض طويل يضع حافره عند منتهى طرفة , فلم نزايل

ظهره أنا و جبريل حتى أتيت بيت المقدس , ففتحت لنا أبواب السماء و رأيت الجنة

و النار " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 557 :

أخرجه أحمد ( 5 / 392 و 394 ) من طريق حماد بن سلمة عن عاصم بن بهدلة عن زر بن

حبيش عن # حذيفة بن اليمان # أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره ,

قال حذيفة بن اليمان : " و لم يصل في بيت المقدس , قال زر : فقلت له : بلى قد

صلى , قال حذيفة : ما اسمك يا أصلع , فإني أعرف وجهك و لا أعرف اسمك ! فقلت :

أنا زر بن حبيش , قال : و ما يدريك أنه قد صلى , قال : فقلت : يقول الله عز وجل

: *( سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي

باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير )* قال : فهل تجده صلى ? لو

صلى لصليتم فيه كما تصلون في المسجد الحرام . قال زر : و ربط الدابة بالحلقة

التي يربط بها الأنبياء عليهم السلام . قال حذيفة : أو كان يخاف أن تذهب منه

و قد أتاه الله بها ? ! " . و أخرجه الترمذي ( 4 / 139 ) و الحاكم ( 2 / 359 )

من طرق أخرى عن عاصم به نحوه . و قال الترمذي : " حديث حسن صحيح " .

و قال الحاكم : " صحيح الإسناد " و وافقه الذهبي .

و أقول : إنما هو حسن فقط للخلاف المعروف في عاصم بن بهدلة .

875 " اثبت حراء , فإنه ليس عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 558 :

ورد من حديث # سعيد بن زيد و عثمان بن عفان و أنس بن مالك و بريدة بن الحصيب

و أبي هريرة # .

1 - أما حديث سعيد بن زيد , فيرويه عبد الله بن ظالم المازني عنه قال : " أشهد

على التسعة أنهم في الجنة و لو شهدت على العاشر لم آثم , قيل : و كيف ذاك , قال

: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بحراء , فقال : ( فذكره ) , قيل : و من

هم ? قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : و أبو بكر و عمر و عثمان و علي و طلحة

و الزبير و سعد و عبد الرحمن بن عوف , قيل : فمن العاشر ? قال : أنا " . أخرجه

أبو داود ( 2 / 264 ) و الترمذي ( 4 / 336 ) و ابن ماجه ( 1 / 61 ) و الحاكم (

3 / 450 ) و أحمد ( 1 / 187 , 188 , 189 ) و قال الترمذي : " حديث حسن صحيح " ,

و صححه ابن حبان ( 2198 ) . قلت : و إسناده حسن , رجاله ثقات رجال مسلم غير

المازني هذا , فقد ذكره ابن حبان في " الثقات " و روى عنه جماعة و تابعه أبو

إسحاق عند أبي نعيم ( 4 / 341 ) .

2 - و أما حديث عثمان , فيرويه أبو إسحاق عن أبي عبد الرحمن السلمي قال : " لما

حصر عثمان أشرف عليهم فوق داره , ثم قال : أذكركم بالله , هل تعلمون أن حراء

حين انتفض قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ... " فذكره . أخرجه ابن حبان (

2168 ) و الترمذي ( 4 / 320 ) و قال : " حديث حسن صحيح " . و له عنده ( 4 / 322

) طريق أخرى يرويه يحيى بن أبي الحجاج المنقري عن أبي مسعود الجريري عن ثمامة

بن حزن القشيري قال : " شهدت الدار حين أشرف عليهم عثمان ... " فذكره بلفظ : "

اسكن ثبير فإنما عليك ... " . و قال : " حديث حسن " .

قلت : يحيى هذا لين الحديث كما في " التقريب " و انظر " الإرواء " ( 1593 ) .

3 - و أما حديث أنس , فيرويه سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عنه " أن النبي صلى

الله عليه وسلم كان على حراء هو و أبو بكر و عمر و عثمان .... " الحديث و قال :

" و شهيدان " . أخرجه الخطيب في " التاريخ " ( 5 / 365 ) من طريق محمد بن يونس

حدثنا قريش بن أنس حدثنا سعيد بن أبي عروبة .

و ابن يونس هذا هو الكديمي متهم و لكنه لم يتفرد به كما يأتي , فقد أخرجه

البخاري ( 7 / 30 ) و الترمذي ( 4 / 318 ) و صححه و أحمد ( 3 / 112 ) . من طريق

يحيى عن سعيد به إلا أنه قال : " أحد " بدل " حراء " فقال الحافظ في " شرحه " .

" و قد وقع في رواية لمسلم و لأبي يعلى من وجه آخر عن سعيد " حراء " و الأول

أصح , و لولا اتحاد المخرج لجوزت تعدد القصة . ثم ظهر لي أن الاختلاف فيه من

سعيد , فإني وجدته في " مسند الحارث ابن أبي أسامة " عن روح بن عبادة عن سعيد ,

فقيل فيه أحدا أو حراء " بالشك " .

و أقول فيه أمران : الأول : أن الحديث من رواية أنس لم أجده في " مسلم " إطلاقا

و لم يعزه إليه السيوطي في " زيادة الجامع الصغير " ( 6 / 2 ) .

و الآخر : لا شك في تعدد القصة لتعدد الطرق بذلك و لكن لا يلزم منه أن أنسا حدث

بكل ذلك , و إذا كان ابن أبي عروبة , قد اختلف عليه فيه , فذلك لأنه كان اختلط

كما في " التقريب " . فلابد من ترجيح أحد اللفظين عنه , فنظرنا فوجدنا البخاري

قد أخرجه ( 7 / 38 ) من طرق أخرى منها يزيد بن زريع عن سعيد بن أبي عروبة ,

و يزيد هذا قال إبراهيم بن محمد بن عرعرة : لم يكن أحد أثبت منه و قال أحمد :

ما أتقنه و ما أحفظه ! يا لك من صحة حديث صدوق متقن , قال : و كل شيء رواه يزيد

بن زريع عن سعيد بن أبي عروبة فلا تبال أن لا تسمعه من أحد سماعه منه قديم " .

قلت : فهذا يرجح أن المحفوظ عن سعيد إنما هو بلفظ " أحد " , لأنه حدث به سعيد

قبل اختلاطه . و لا يخدج في ذلك أنه تابعه عمران عن قتادة به , باللفظ الآخر .

أخرجه الطيالسي ( 2 / 139 / 2516 ) . لأن عمران هذا - و هو ابن داور أبو العوام

القطان في حفظه ضعف . و يشهد له حديث سهل بن سعد قال : " ارتج أحد و عليه النبي

صلى الله عليه وسلم و أبو بكر و عمر و عثمان , فقال النبي صلى الله عليه وسلم

... " , فذكره بلفظ حديث أنس . أخرجه أحمد ( 5 / 331 ) بسند صحيح كما قال

الحافظ ( 7 / 30 ) و عزاه لأبي يعلى فقط !

4 - و أما حديث بريدة , فيرويه ابنه عبد الله عنه بلفظ : " كان جالسا على حراء

و معه أبو بكر و عمر و عثمان رضي الله عنهم , فتحرك الجبل , فقال رسول الله صلى

الله عليه وسلم ... " , فذكره . أخرجه أحمد ( 5 / 346 ) بسند صحيح أيضا كما قال

الحافظ , و تمام في " الفوائد " ( 132 / 1 ) .

5 - و أما حديث أبي هريرة , فيرويه سهيل عن أبيه عنه : " أن رسول الله صلى الله

عليه وسلم كان على حراء هو و أبو بكر و عمر و عثمان و على و طلحة و الزبير ,

فتحركت الصخرة , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اهدأ فما عليك إلا نبي

أو صديق أو شهيد " . أخرجه مسلم ( 7 / 128 ) و الترمذي ( 4 / 319 ) و أحمد ( 2

/ 419 ) و الخطيب ( 8 / 161 ) و قال الترمذي : " حديث صحيح " . و زاد مسلم في

رواية : " و سعد بن أبي وقاص " . و زاد أحمد و هي عند البخاري في " الأدب

المفرد " ( 337 ) و الترمذي ( 2 / 309 ) و حسنه و أبي نعيم ( 9 / 42 ) : " و أن

رسول الله صلى الله عليه وسلم " قال : نعم الرجل أبو بكر , نعم الرجل عمر , نعم

الرجل أبو عبيدة بن الجراح , نعم الرجل أسيد بن حضير , نعم الرجل ثابت بن قيس

بن شماس , نعم الرجل معاذ بن جبل , نعم الرجل معاذ بن عمرو بن الجموح " .

و سنده صحيح على شرط مسلم , و صححه ابن حبان ( 2217 ) , و قال الحاكم ( 3 / 233

, 268 , 246 ) : " صحيح على شرط مسلم " . و وافقه الذهبي .

876 " أثقل شيء في الميزان الخلق الحسن " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 563 :

أخرجه داود ( 2 / 389 ) و أحمد ( 6 / 446 و 448 ) و الغطريف في " حديثه ( رقم

89 - منسوختي ) و الخرائطي في " مكارم الأخلاق " ( ص 9 ) من طريق شعبة عن

القاسم بن أبي بزة عن عطاء الكيخاراني عن أم الدرداء عن # أبي الدرداء # عن

النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره . و اللفظ للغطريف , و لفظ الآخرين :

" ما من شيء في الميزان أثقل من حسن الخلق " .

قلت : و هذا إسناد صحيح , و صححه ابن حبان ( 1921 ) . و تابعه الحسن بن مسلم عن

خاله عطاء بن نافع به بلفظ الغطريف , و في رواية بلفظ : " إن أفضل شيء في

الميزان يوم القيامة الخلق الحسن " . أخرجه أحمد ( 6 / 442 ) و سنده صحيح أيضا

. و تابعه قبيصة بن الليث عن مطرف عن عطاء به مثل لفظ الغطريف عند أبي داود

و أحمد و زاد : " و إن صاحب حسن الخلق ليبلغ به درجة صاحب الصوم و الصلاة " .

أخرجه الترمذي ( 3 / 146 ) و قال : " حديث غريب من هذا الوجه " .

قلت : و سنده جيد . و تابعه يعلى بن مملك عن أم الدرداء به أتم منه , و لفظه :

" من أعطي حظه من الرفق أعطي حظه من الخير و ليس شيء أثقل ... " . الحديث .

أخرجه أحمد ( 6 / 451 ) و الخرائطي و الترمذي ( 3 / 149 ) دون قوله " و ليس ...

" و زاد : و من حرم حظه من الرفق , فقد حرم حظه من الخير " .

و قال : " حديث حسن صحيح " .

قلت : ابن مملك هذا لم يوثقه غير ابن حبان و لم يرو عنه غير ابن أبي مليكة ,

و لذلك قال الحافظ : " مقبول " يعني عند المتابعة . و من هذا الوجه أخرجه

البخاري في " الأدب المفرد " ( 464 ) و البيهقي في " السنن " ( 10 / 193 ) مثل

لفظ الترمذي و زاد : و قال : " أثقل شيء في ميزان المؤمن خلق حسن , إن الله

يبغض الفاحش البذي " . و هذه الزيادة أخرجها ابن حبان أيضا ( 1920 ) و كذا

الترمذي ( 1 / 145 ) و لفظه : " ما شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من

خلق حسن , فإن الله تعالى يبغض الفاحش البذي " .

و قال أيضا : " حديث حسن صحيح " . و قد عرفت ما فيه لكن الشطر الأول منه قد صح

من الطريق الأول , و له شاهد من حديث عائشة مضى ( 518 ) . و الشطر الآخر له

شاهدان أحدهما من حديث ابن عمرو بلفظ : " الفاحش المتفحش " . أخرجه أحمد ( 2 /

162 و 199 ) بسند قوي بما قبله و ما بعده . و الآخر من حديث أسامة بن زيد به .

أخرجه أحمد أيضا ( 5 / 202 ) بإسناد مقبول عند الحافظ , و صححه ابن حبان ( 1974

) و ليس له في المسند سوى طريق واحد , خلافا لمن وهم . و له شاهد ثالث من حديث

ابن مسعود بلفظ : " ... الفاحش البذي " . أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير "

( 3 / 78 / 1 ) . و فيه سوار بن مصعب و هو ضعيف .

877 " للعبد المملوك الصالح أجران " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 565 :

أخرجه البخاري ( 5 / 132 ) و في " الأدب المفرد " ( 32 ) ( 5 / 94 ) و مسلم

( 5 / 94 ) و أحمد ( 2 / 330 ) من طريق يونس عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن

# أبي هريرة # مرفوعا به , و زاد : " و الذي نفس أبي هريرة بيده لولا الجهاد في

سبيل الله و الحج و بر أمي لأحببت أن أموت و أنا مملوك " .

لكن الزيادة المذكورة مدرجة في الحديث عند " الصحيحين " لأنه وقع عندهما بلفظ :

" و الذي نفسي بيده ... " . و الصواب أنه من قول أبي هريرة كما وقع في الرواية

الأولى و هي لأحمد و " الأدب " و المعنى يشهد لذلك لأن أم النبي صلى الله عليه

وسلم ماتت و هو صغير كما هو معلوم . و هذا مما يدل على أن ترجيح ما في

" الصحيحين " على ما كان عند غيرهما ليس على إطلاقه . فتأمل .

878 " إذا قعدتم في كل ركعتين , فقولوا : التحيات لله و الصلوات و الطيبات , السلام

عليك أيها النبي و رحمة الله و بركاته السلام علينا و على عباد الله الصالحين ,

أشهد أن لا إله إلا الله و أن محمدا عبده و رسوله , ثم ليتخير من الدعاء أعجبه

إليه " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 566 :

أخرجه النسائي ( 1 / 174 ) و أحمد ( 1 / 437 ) و الطبراني في " المعجم الكبير "

( 3 / 55 / 1 ) من طريق شعبة قال : أنبأنا أبو إسحاق أنبأنا أبو الأحوص عن

# عبد الله # قال : " كنا لا ندري ما نقول في كل ركعتين غير أن نسبح و نكبر

و نحمد ربنا و إن محمدا صلى الله عليه وسلم علم فواتح الخير و خواتمه , فقال :

فذكره .

قلت و هذا إسناد صحيح متصل على شرط مسلم . و تابعه إبراهيم بن يوسف بن أبي

إسحاق حدثني أبي عن أبي إسحاق أخبرني أبو الأحوص و الأسود بن يزيد و عمرو بن

ميمون و أصحاب عبد الله أنهم سمعوه يقول : فذكره . أخرجه الطبراني : حدثنا عبد

الله بن أحمد بن حنبل و محمد بن عبد الله الحضرمي قالا : أنبأنا عبد الله بن

محمد بن سالم القزاز أنبأنا إبراهيم .

قلت : و هذا إسناد جيد , رجاله ثقات رجال الشيخين غير القزاز هذا , قال الحافظ

: " ثقة ربما خالف " . و في الحديث فائدة هامة و هي مشروعية الدعاء في التشهد

الأول و لم أر من قال به من الأئمة غير ابن حزم و الصواب معه و إن كان هو استدل

بمطلقات يمكن للمخالفين ردها بنصوص أخرى مقيدة , أما هذا الحديث فهو في نفسه نص

واضح مفسر لا يقبل التقييد , فرحم الله امرءا أنصف و اتبع السنة .

و الحديث دليل من عشرات الأدلة على أن الكتب المذهبية قد فاتها غير قليل من هدي

خير البرية صلى الله عليه وسلم , فهل في ذلك ما يحمل المتعصبة على الاهتمام

بدراسة السنة و الاستنارة بنورها ? ! لعل و عسى .

879 " الزكاة في هذه الأربعة : الحنطة و الشعير و الزبيب و التمر " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 567 :

أخرجه الدارقطني ( 201 ) من طريق محمد بن عبد الله بن الحكم عن موسى بن طلحة عن

# عمر بن الخطاب # قال : " إنما سن رسول الله صلى الله عليه وسلم الزكاة ... "

الخ . و محمد بن عبيد الله هو العرزمي متروك لكن قد توبع . فأخرجه الدارقطني

أيضا و الحاكم ( 1 / 401 ) من طريق عبد الرحمن ابن مهدي حدثنا سفيان عن عمرو بن

عثمان عن موسى بن طلحة قال : " عندنا كتاب معاذ بن جبل عن النبي صلى الله عليه

وسلم أنه إنما أخذ الصدقة من الحنطه .... " الخ . و قال الحاكم : " صحيح على

شرط الشيخين " و وافقه الذهبي , و تمام كلام الحاكم : " و موسى بن طلحة تابعي

كبير لم ينكر له أنه يدرك أيام معاذ رضي الله عنه " . قال الحافظ في " التلخيص

" ( 5 / 560 ) : " قلت : قد منع ذلك أبو زرعة , و قال ابن عبد البر : لم يلق

معاذا و لا أدركه .

قلت : لكن ذكر له الحاكم شاهدا بإسناد صحيح بلفظ : " لا تأخذوا الصدقة إلا من

هذه الأربعة ... " فذكرها . فالحديث صحيح لغيره . و الله أعلم .

880 " إن الله عز وجل يبغض البليغ من الرجال , الذي يتخلل بلسانه تخلل الباقرة

بلسانها " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 568 :

أخرجه أبو داود ( 2 / 314 - 315 ) و الترمذي ( 2 / 139 ) و أحمد ( 2 / 165 ,

187 ) عن نافع بن عمر عن بشر بن عاصم بن سفيان عن أبيه عن # عبد الله بن عمرو #

مرفوعا به . و قال الترمذي : " حديث حسن , غريب " , و في الباب عن سعد .

قلت : و هو كما قال الترمذي : حسن , رجاله كلهم ثقات غير عاصم بن سفيان و هو

صدوق كما قال في " التقريب " . و حديث سعد الذي أشار إليه الترمذي مضى بلفظ :

" سيكون قوم يأكلون " . برقم ( 419 ) . و قد روي الحديث مرسلا , لكن الأصح

الموصول . قال ابن أبي حاتم في " العلل " ( 2 / 341 ) : " سألت أبي عن حديث

رواه وكيع عن نافع بن عمر الجمحي عن بشر بن عاصم عن أبيه قال : قال رسول الله

صلى الله عليه وسلم : فذكره . فقلت لأبي : أليس قد حدثتنا عن أبي الوليد و سعيد

بن سليمان عن نافع بن عمر عن بشر بن عاصم الثقفي عن أبيه عن عبد الله بن عمرو

عن النبي صلى الله عليه وسلم ? فقال : نعم , و قال : جميعا صحيحين , قصر وكيع "

. يعني أن وكيع أرسله , فقصر , و أن أبا الوليد و سعيد بن سليمان وصلاه بذكر

ابن عمرو فيه , و هو الأصح .

881 " أحب الدين إلى الله الحنفية السمحة " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 569 :

علقه البخاري في صحيحه " كتاب الإيمان " فقال : " باب الدين يسر , و قول النبي

صلى الله عليه وسلم " فذكره و قد وصله هو في " الأدب المفرد " رقم ( 283 )

و أحمد في المسند ( رقم 2108 ) و الضياء في " المختارة " ( 64 / 37 / 2 )

كلهم من طريق يزيد بن هارون عن محمد بن إسحاق عن داود بن حصين عن عكرمة عن

# ابن عباس # قال : " سئل النبي صلى الله عليه وسلم أي الأديان أحب إلى الله عز

وجل ? قال : الحنيفية السمحة " . و رجاله ثقات لكن ابن إسحاق مدلس و قد عنعنه و

قال الهيثمي في المجمع ( 1 / 50 ) : " رواه أحمد و الطبراني في " الكبير "

" و الأوسط " و البزار و فيه ابن إسحاق و هو مدلس و لم يصرح بالسماع " . و منه

تعلم أن قول الحافظ في " الفتح " ( 1 / 78 ) بعد أن عزاه لـ " الأدب المفرد "

و " المسند " : " و إسناده حسن " غير حسن و أنه قد غلا محقق المسند حين قال :

" إسناده صحيح " ! ! ثم وجدت للحديث شواهد تقويه خرجتها في " تمام النعمة في

التعليق على فقه السنة " ( ج 1 ص 1 ) .

882 " أيحسب أحدكم متكئا على أريكته قد يظن أن الله لم يحرم شيئا إلا ما في هذا

القرآن ? ! ألا و إني والله قد أمرت و وعظت و نهيت عن أشياء إنها لمثل هذا

القرآن أو أكثر و إن الله عز وجل لم يحل لكم أن تدخلوا بيوت أهل الكتاب إلا

بإذن و لا ضرب نسائهم و لا أكل ثمارهم , إذا أعطوكم الذي عليهم " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 571 :

أخرجه أبو داود ( 2 / 45 ) و عنه ابن عبد البر في " التمهيد " ( 1 / 149 ) عن

أشعث بن شعبة حدثنا أرطاة بن المنذر قال : سمعت حكيم بن عمير أبا الأحوص يحدث

عن # العرباض بن سارية السلمي # قال : " نزلنا مع النبي صلى الله عليه وسلم

خيبر و معه من معه من أصحابه و كان صاحب خيبر رجلا ماردا منكرا , فأقبل إلى

النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا محمد ألكم أن تذبحوا حمرنا و تأكلوا ثمرنا

و تضربوا نساءنا ? ! فغضب النبي صلى الله عليه وسلم و قال : يا ابن عوف اركب

فرسك ثم نادي : ألا إن الجنة لا تحل إلا لمؤمن و أن اجتمعوا للصلاة , قال :

فاجتمعوا , ثم صلى بهم النبي صلى الله عليه وسلم , ثم قام فقال : " فذكره .

و هذا سند حسن إن شاء الله تعالى , أشعث بن شعبة , قال الذهبي : " قال أبو زرعة

و غيره لين , و قواه ابن حبان , روى عنه عبد الوهاب بن نجدة و أحمد بن السرح

و جماعة " .

قلت : و هذا الحديث رواه عنه محمد بن عيسى و هو ابن نجيح البغدادي و هو ثقة

فقيه . و أرطاة بن المنذر ثقة . و حكيم بن عمير , قال أبو حاتم : لا بأس به

و في " التقريب " : صدوق يهم . و قد وردت هذه القصة عن خالد بن الوليد بنحوها

بلفظ : " يا أيها الناس ما بالكم أسرعتم .... , و هو من حصة الكتاب الآخر

( 3902 ) .

883 " كان يحمل ماء زمزم في الأداوى و القرب و كان يصب على المرضى و يسقيهم " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 572 :

أخرجه الترمذي ( 1 / 180 ) و كذا البخاري في " التاريخ الكبير " ( 2 / 1 - 173

) و البيهقي ( 5 / 202 ) من طريق خلاد بن يزيد الحنفي عن زهير بن معاوية عن

هشام بن عروة عن أبيه عن # عائشة # : " أنها كانت تحمل من ماء زمزم و تخبر أن

رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ... " الحديث . و الزيادة للبخاري و قال :

" لا يتابع عليه " . يعني الحنفي هذا , و هو ثقة كما قال ابن حبان , فإنه روى

عنه جماعة و قال : " ربما أخطأ " و قال الحافظ في " التقريب " : " صدوق ربما

وهم " . و لذلك قال الترمذي عقبه : " حديث حسن لا نعرفه إلا من هذا الوجه " .

و له شاهد من طريق أبي الزبير قال : " كنا عند جابر بن عبد الله , فتحدثنا ,

فحضرت صلاة العصر فقام , فصلى بنا في ثوب واحد قد تلبب به و رداؤه موضوع , ثم

أتي بماء زمزم , فشرب , ثم شرب , فقالوا : ما هذا ? قال : هذا ماء زمزم , قال

فيه رسول الله صلى لله عليه وسلم : " ماء زمزم لما شرب له " قال : ثم أرسل

النبي صلى الله عليه وسلم و هو بالمدينة قبل أن تفتح مكة إلى سهيل بن عمرو : أن

أهد لنا من ماء زمزم , و لا يترك . قال : فبعث إليه بمزادتين " .

قلت : و إسناده جيد , رجاله كلهم ثقات . و استهداؤه صلى الله عليه وسلم للماء

من سهيل له شاهد من حديث ابن عباس . أخرجه البيهقي .

884 " اجتنب الغضب " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 573 :

أخرجه أحمد ( 5 / 408 ) : حدثنا سفيان عن الزهري عن # حميد بن عبد الرحمن بن

عوف عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم # . " أن رجلا قال للنبي صلى

الله عليه وسلم : أخبرني بكلمات أعيش بهن و لا تكثر علي فأنسى , قال : اجتنب

الغضب , ثم أعاد عليه , فقال " فذكره .

قلت : و هذا إسناد صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين و جهالة الصحابي لا تضر كما هو

معلوم . و الحديث عزاه السيوطي لابن أبي الدنيا في " كتاب ذم الغضب " , و ابن

عساكر ففاته كونه في " المسند " كما فات ذلك المناوي و لم يتكلم على إسناده

بشيء !

885 " اجتنبوا الكبائر و سددوا و أبشروا " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 574 :

أخرجه أحمد ( 3 / 394 ) عن ابن لهيعة حدثنا أبو الزبير عن # جابر # أن رسول

الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .

قلت : و هذا إسناد ضعيف من أجل ابن لهيعة , فإنه سيء الحفظ و عنعنة أبي الزبير

. لكن الحديث حسن , فإن له شاهدا من حديث قتادة مرسلا , ذكره السيوطي في

" الجامع " من رواية ابن جرير عنه و فاته كونه مسندا في " المسند " عن جابر !

و لم يستدركه المناوي ! بل الحديث صحيح , فإن الطرف الأول منه له شاهد من حديث

سهل بن أبي حثمة عند الطبراني و من حديث أبي هريرة عند الشيخين و غيرهما بلفظ :

" اجتنبوا السبع الموبقات : الشرك بالله ... " و هو مخرج في " الإرواء " , و

راجع " صحيح الجامع الصغير " ( 143 , 144 ) . و طرفه الآخر له شاهد من حديث

السيدة عائشة رضي الله عنها . أخرجه الشيخان و غيرهما و راجع له " صحيح الجامع

" ( 3521 , 3522 ) .

886 " اجتنبوا كل ما أسكر " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 574 :

أخرجه أحمد ( 1 / 145 ) و الديلمي ( 1 / 1 / 40 ) معلقا من طريق علي بن زيد عن

ربيعة بن النابغة عن أبيه عن # علي # : " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى

عن زيارة القبور و عن الأوعية و أن تحبس لحوم الأضاحي بعد ثلاث , ثم قال : إني

كنت نهيتكم عن زيارة القبور , فزوروها فإنها تذكركم الآخرة و نهيتكم عن الأوعية

, فاشربوا فيها و اجتنبوا كل مسكر و نهيتكم عن لحوم الأضاحي أن تحبسوها بعد

ثلاث , فاحبسوا ما بدا لكم " .

قلت : و هذا سند ضعيف , ربيعة بن النابغة و أبوه مجهولان . و علي بن زيد و هو

ابن جدعان ضعيف . لكن الحديث له شاهد من حديث ابن عمرو قال : " ذكر رسول الله

صلى الله عليه وسلم الأوعية : الدباء و الحنتم و المزفت و النقير , فقال أعرابي

: إنه لا ظروف لنا , فقال : اشربوا ما حل . ( و في رواية ) اجتبوا ما أسكر " .

أخرجه أبو داود ( 2 / 132 ) من طريق شريك عن زياد بن فياض عن أبي عياض عنه .

قلت : و هذا سند ضعيف أيضا شريك هو ابن عبد الله سيء الحفظ .

فالحديث بمجموع الطريقين حسن . و الله أعلم . ثم وجدت له شاهد آخر يرويه يزيد

بن أبي زياد عن مجاهد عن ابن عباس مرفوعا بلفظ : " اشربوا فيما شئتم و اجتنبوا

كل مسكر " . أخرجه البزار في " مسنده " ( ص 164 - زوائده ) و قال الهيثمي :

" هذا إسناد حسن " ! ثم وجدت له شاهدا خيرا مما تقدم أخرجه النسائي في " زيارة

القبور " من طريق المغيرة بن سبيع حدثني عبد الله بن بريدة عن أبيه مرفوعا .

" إني كنت نهيتكم أن تأكلوا لحوم الأضاحي إلا ثلاثا ... " الحديث مثل حديث علي

و أتم منه . و سنده صحيح , و أصله عند مسلم , و قد خرجته في " الجنائز " ( 177

- 178 ) و روى أبو عبيد في " الغريب " ( 71 / 1 ) طرفه الأخير الذي عند النسائي

.

887 " اجعل بين أذانك و إقامتك نفسا قدر ما يقضي المعتصر حاجته في مهل و قدر ما

يفرغ الآكل من طعامه في مهل " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 576 :

روي من حديث # أبي بن كعب و جابر بن عبد الله و أبي هريرة و سلمان الفارسي # .

1 - أما حديث أبي , فيرويه عبد الله بن الفضل عن عبد الله بن أبي الجوزاء عنه

به . أخرجه عبد الله بن أحمد في " زيادات المسند " ( 5 / 143 ) و الضياء

المقدسي في " المنتقى من مسموعاته بمرو " ( ق 141 / 2 ) .

قلت : و هذا إسناد ضعيف عبد الله بن أبي الجوزاء لا يعرف و قد أغفلوه , فلم

يترجموه , نعم أورده في " الكنى " من " التعجيل " فقال : " عب - أبو الجوزاء عن

أبي بن كعب رضي الله عنه و عنه أبو الفضل مجهول , و قال الأزدي : متروك , قال

الحسيني في " الإكمال " : لعله عبد الله بن الفضل . قلت : هذا الترجي واقع ,

و حديثه في الأمر بالفصل بين الأذان و الإقامة . أخرجه عبد الله بن أحمد في

" زياداته " من طريق سلم بن قتيبة الباهلي عن مالك بن مغول عن أبي الفضل هكذا ,

و أخرجه أيضا من رواية معارك بن عباد عن عبد الله بن الفضل عن عبد الله بن أبي

الجوزاء عن أبي , و لعبد الله بن الفضل ترجمة في " التهذيب " فإن كان عبد الله

يكنى أبا الفضل , فذلك و إلا فيحتمل أنها كانت " ابن الفضل " فتصحف .

قلت : و يؤيد التصحيف أنه في " المسند " المطبوع على الصواب : " ابن الفضل " .

2 - و أما حديث جابر , فيرويه عبد المنعم صاحب السقاء , قال : حدثنا يحيى بن

مسلم عن الحسن و عطاء عنه به . أخرجه الترمذي ( 1 / 373 ) و العقيلي في

" الضعفاء " ( 266 ) و ابن عدي في " الكامل " و عنه البيهقي ( 1 / 428 )

و الخطيب في " تلخيص المتشابه " ( 26 , 27 ) . و قال الترمذي : " لا نعرفه إلا

من هذا الوجه , من حديث عبد المنعم و هو إسناد مجهول و عبد المنعم شيخ بصري " .

و قال العقيلي : " لا يتابع عليه ( يعني عبد المنعم ) و هو منكر الحديث , و قد

تابعه من هو دونه " . و كذلك قال البخاري في " التاريخ الصغير " ( 204 ) أنه

منكر الحديث . و قال البيهقي : " هكذا رواه جماعة عن عبد المنعم بن نعيم أبي

سعيد , قال البخاري : هو منكر الحديث , و يحيى بن مسلم البكاء الكوفي ضعفه يحيى

بن معين " . و كأن البيهقي يشير بقوله " هكذا .. " إلى أن الجماعة قد خولفوا

و هو كذلك , فقد أخرجه الحاكم ( 1 / 204 ) من طريق علي بن حماد ابن أبي طالب

حدثنا عبد المنعم بن نعيم الرياحي حدثنا عمرو بن فائد الأسواري حدثنا يحيى بن

مسلم به . فأدخل بين عبد المنعم و يحيى بن مسلم عمرو بن فائد , و قال : " ليس

في إسناده مطعون فيه غير عمرو بن فائد و الباقون شيوخ البصرة و هذه سنة غريبة

لا أعرف لها إسنادا غير هذا " .

و تعقبه الذهبي بقوله : " قلت : قال الدارقطني : عمرو بن فائد متروك " .

قلت : و فاتهما معا أن فيه عبد المنعم أيضا و هو ضعيف جدا كما يفيده قول

البخاري المتقدم : منكر الحديث . و قد قال الذهبي في " الضعفاء و المتروكين " :

" ضعفه الدارقطني و غيره " . ثم رأيت الحافظ العراقي في " تخريج الأحياء " ( 1

/ 157 ) قد تعقب الحاكم بنحو ما ذكرنا .

3 - و أما حديث أبي هريرة , فأخرجه أبو الشيخ في " الأذان " و عنه البيهقي من

طريق حمدان بن الهيثم بن خالد البغدادي حدثنا صبيح بن عمير السيرافي حدثنا

الحسن بن عبيد الله عن الحسن و عطاء كلاهما عن أبي هريرة , و قال البيهقي :

" إسناده ليس بالمعروف " .

قلت : يشير إلى أن صبيحا مجهول كما قال الحافظ في ترجمته من " اللسان " و ذكر

تبعا لأصله أن الأزدي قال : " فيه لين " .

و حمدان بن الهيثم هو شيخ أبي الشيخ , و وثقه لكنه أتى بشيء منكر عن أحمد ,

فراجع " الميزان " .

4 - و أما حديث سلمان , فرواه أبو الشيخ أيضا كما في " الجامع الصغير " و لم

يتكلم المناوي على إسناده و لا على إسناد الذي قبله بشيء و مع ذلك فقد ختم

الكلام على الحديث بقوله : " و بذلك كله يعلم ما في تحسين المؤلف له إلا أن

يريد أنه حسن لغيره " .

قلت : و هذا هو الذي أراه أنه حسن لأن طرقه - إلا الثالث منها ليس فيها ضعف

شديد . و الله أعلم .

( تنبيه ) : المعتصر هنا هو الذي يحتاج إلى الغائط ليتأهب للصلاة و هو من

( العصر ) . أو ( العصر ) و هو الملجأ و المستخفى .

888 " إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله ما كان يظن أن تبلغ ما بلغت يكتب الله

له بها رضوانه إلى يوم يلقاه و إن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله ما كان يظن

أن تبلغ ما بلغت يكتب الله له بها سخطه إلى يوم يلقاه " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 579 :

أخرجه مالك ( 2 / 985 / 5 ) و الترمذي ( 2 / 52 ) و ابن ماجه ( 3969 ) و ابن

حبان ( 1576 ) و الحاكم ( 1 / 45 - 46 ) و أحمد ( 3 / 469 ) و الحميدي ( 911 )

و ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 10 / 279 و 286 طبع المجمع العلمي ) من طرق عن

محمد بن عمرو بن علقمة عن أبيه ( عن جده ) عن # بلال بن الحارث المزني # أن

رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره . و قال الترمذي : " حديث حسن صحيح ,

و هكذا رواه غير واحد عن محمد بن عمرو نحو هذا قالوا : عن محمد بن عمرو عن أبيه

عن جده عن بلال بن الحارث , و روى هذا الحديث مالك عن محمد بن عمرو عن أبيه عن

بلال بن الحارث لم يذكر فيه عن جده " .

قلت : و فيه وجوه أخرى من الاختلاف خرجها ابن عساكر , ثم قال : و هذه الأسانيد

كلها فيها خلل و الصواب رواية محمد بن عمرو بن علقمة عن أبيه عن جده كذلك رواه

الثوري و ابن عينيه و .. و .. و .. و .. " . ثم أخرج رواياتهم كلها مما يؤكد أن

هذه هي المحفوظة . ثم ساقه من طرق أخرى عن علقمة بن وقاص الليثي عن بلال به .

و علقمة هذا ثقة ثبت , فصح الحديث . و الحمد لله .

و للحديث شاهد من حديث أبي هريرة مرفوعا نحوه مختصرا , و قد مضى برقم ( 537) .

889 " إن العين لتولع الرجل بإذن الله حتى يصعد حالقا , ثم يتردى منه " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 581 :

أخرجه أحمد ( 5 / 146 ) حدثنا يونس بن محمد حدثنا ديلم عن وهب بن أبي دبي -

( كذا و في الخلاصة : دنى بضم المهملة و بنون ) - عن أبي حرب عن محجن عن

# أبي ذر # به مرفوعا . و هذا إسناد رجاله كلهم ثقات معروفون غير محجن هذا

أورده في " التعجيل " من هذا الإسناد و قال : " ذكره ابن حبان في " الثقات "

و في " المجمع " ( 5 / 106 ) : " رواه أحمد و البزار و رجال أحمد ثقات " .

و عزاه في " الجامع " لأبي يعلى أيضا و قال الشارح : " و رواه عنه أيضا الحارث

بن أبي أسامة و الديلمي و غيرهما " .

قلت : و للحديث شاهد بلفظ : " العين حق تستنزل الحالق " فهو به قوي و سيأتي

( 1250 ) . ثم رأيت الحديث في " الكامل " لابن عدي , أخرجه من طريق أبي يعلى

بإسناده عن ديلم عن محجن به لم يذكر بينهما أبا حرب . ثم أخرجه ابن عدي من طريق

أخرى عن ديلم بن غزوان قال : حدثنا وهب بن أبي دبي عن أبي حرب عن أبي محجن به .

890 " أملك عليك لسانك و ليسعك بيتك و ابك على خطيئتك " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 581 :

أخرجه ابن المبارك في " الزهد " رقم ( 134 ) و عنه أحمد ( 5 / 259 ) و كذا

الترمذي ( 2 / 65 ) من طريق عبيد الله بن زحر عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي

أمامة عن # عقبة بن عامر الجهني # قال : " قلت : يا رسول الله ! ما النجاة ?

قال ... " فذكره . و قال : " حديث حسن " . و فيه إشارة إلى ضعف إسناده و هو من

قبل ابن زحر و ابن يزيد و هو الألهاني فإنهما ضعيفان و إنما حسنه لمجيئه من طرق

أخرى , فقد أخرجه أحمد ( 4 / 148 ) من طريق معاذ بن رفاعة حدثني علي بن يزيد به

. ثم أخرجه ( 4 / 158 ) من طريق ابن عياش عن أسيد بن عبد الرحمن الخثعمي عن

فروة ابن مجاهد اللخمي قال : " لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي :

" يا عقبة بن عامر ! صل من قطعك و أعط من حرمك و اعف عمن ظلمك " .

891 " يا عقبة بن عامر ! صل من قطعك و أعط من حرمك و اعف عمن ظلمك " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 582 :

قال : ثم أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم , فقال لي : يا # عقبة بن عامر #

أملك .. ( الحديث ) , ثم لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم , فقال لي : ( يا

عقبة بن عامر ! ألا أعلمك سورا ما أنزلت في التوراة و لا في الزبور و لا في

الإنجيل و لا في الفرقان مثلهن لا يأتين عليك ليلة إلا قرأتهن فيها ? *( قل هو

الله أحد )* و *( قل أعوذ برب الفلق )* و *( قل أعوذ برب الناس )* .

قال عقبة : فما أتت علي ليلة إلا قرأتهن فيها , و حق لي أن لا أدعهن و قد أمرني

بهن رسول الله صلى الله عليه وسلم . و كان فروة بن مجاهد إذا حدث بهذا الحديث

يقول : ألا فرب من لا يملك لسانه أو لا يبكي على خطيئته و لا يسعه بيته " .

قلت : و هذا إسناد صحيح , رجاله كلهم ثقات معروفون غير فروة ابن مجاهد و قد

ذكره ابن حبان في " الثقات " و روى عنه جماعة و قال البخاري : كانوا لا يشكون

أنه من الأبدال . و أخرج الطبراني في " المعجم الكبير " ( 1 / 163 / 2 ) و من

طريقه الضياء في جزء من " المختارة " ( ق 89 / 1 ) من طريق ابن سمعان و رشدين

ابن سعد عن عقيل كلاهما عن ابن شهاب عن عبد الرحمن بن سعد عن عبد الرحمن بن

الحارث بن هشام عن أبيه أنه قال : " يا رسول الله حدثني بأمر أعتصم به , قال :

املك عليك هذا و أشار إلى لسانه " .

قلت : و هذا سند ضعيف , ابن سمعان اسمه عبد الله بن زياد بن سليمان بن سمعان

المخزومي و هو متروك . و رشدين بن سعد ضعيف لكن الحديث صحيح بما قبله .

ثم وجدت شاهدا آخر , يرويه صدقة بن عبد الله عن عبد الله بن علي عن سليمان بن

حبيب عن أسود بن أصرم المحاربي قال : " قلت : يا رسول الله أوصني . قال : أملك

يدك . قال : فما أملك إذا لم أملك يدي ? قال أملك لسانك . قال : قلت : فما أملك

إذا لم أملك لساني . قال : لا تبسط يدك إلا إلى خير و لا تقل بلسانك إلا معروفا

" . أخرجه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2 / 179 ) . و صدقة بن عبد الله هو

أبو معاوية السمين ضعيف .

892 " من كان له وجهان في الدنيا كان له يوم القيامة لسانان من نار " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 584 :

أخرجه أبو داود ( 2 / 298 ) و اللفظ له و البخاري في " الأدب المفرد " ( 188 )

و عبد الله بن أحمد في الزهد ( ص 216 ) و كذا الدارمي ( 2 / 314 ) و أبو يعلى

في " مسنده " ( ق 98 / 2 ) و عنه ابن حبان ( 1979 ) و ابن عساكر في " تاريخه "

( 12 / 301 / 1 ) من طريق شريك عن الركين عن نعيم بن حنظلة عن # عمار بن ياسر #

مرفوعا . و قال العراقي ( 3 / 137 ) : " سنده حسن " .

قلت : و هو محتمل , فإن له شواهد منها : " من كان ذا لسانين جعل الله له يوم

القيامة لسانين من نار " . قال المنذري ( 4 / 31 ) : " رواه ابن أبي الدنيا في

كتاب " الصمت " و الطبراني و الأصبهاني و غيرهم عن أنس " . و قال الهيثمي ( 8 /

95 ) : " رواه الطبراني في " الأوسط " و فيه مقدام بن داود و هو ضعيف , و رواه

البزار بنحوه و أبو يعلى و فيه إسماعيل بن مسلم المكي و هو ضعيف " .

قلت : و من طريقه أخرجه القضاعي في " مسند الشهاب " ( ق 39 / 2 ) , و أخرجه أبو

يعلى في " مسنده " ( 2 / 738 ) عنه عن الحسن و قتادة عن أنس به .

و بالجملة فالحديث صحيح بمجموع هذه الطرق . و الله أعلم . و أخرجه الخطيب ( 12

/ 103 ) من طريق أبي حفص العبدي عن ثابت عن أنس . و أبو حفص هو عمر بن حفص و هو

ضعيف . و في الباب عن سعد بن أبي وقاص و جندب بن عبد الله البجلي عند الطبراني

بإسنادين متروكين . و عن أبي هريرة عند ابن عساكر ( 15 / 276 / 1 ) بسند ضعيف .

893 " لا تلاعنوا بلعنة الله و لا بغضبه و لا بالنار . و في رواية : بجهنم " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 585 :

أخرجه أبو داود ( 4906 ) و الترمذي ( 1 / 357 ) و الحاكم ( 1 / 48 ) و أحمد ( 5

/ 15 ) عن هشام حدثنا قتادة عن الحسن عن # سمرة بن جندب # عن النبي صلى الله

عليه وسلم بالرواية الأولى . و قال الترمذي : " حديث حسن صحيح " . و قال الحاكم

: " صحيح الإسناد " . و وافقه الذهبي .

و أقول : هو كما قالوا لولا عنعنة الحسن و هو البصري لكن لعل الحديث حسن

بالرواية الأخرى , فقد أخرجها البغوي في " شرح السنة " ( 3 / 448 نسخة المكتب )

من طريق عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن حميد بن هلال يرفع الحديث قال : فذكره .

قلت : و هذا إسناد مرسل صحيح , رجاله كلهم ثقات .

894 " أعينوا أخاكم . يعني سلمان في مكاتبته " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 586 :

هو جملة من حديث # سلمان الفارسي # رضي الله عنه يرويه عبد الله بن عباس قال :

حدثني سلمان الفارسي حديثه من فيه قال : " كنت رجلا فارسيا من أهل أصبهان من

أهل قرية يقال لها ( جي ) و كان أبي دهقان قريته , و كنت أحب خلق الله إليه ,

فلم يزل به حبه إياي حتى حبسني في بيته , أي ملازم النار كما تحبس الجارية

و أجهدت في المجوسية حتى كنت قطن النار التي يوقدها لا يتركها تخبو ساعة , قال

: و كانت لأبي ضيعة عظيمة , قال : فشغل في بنيان له يوما , فقال لي : يا بني

إني قد شغلت في بنيان هذا اليوم عن ضيعتي , فاذهب فاطلعها و أمرني فيها ببعض ما

يريد , فخرجت أريد ضيعته , فمررت بكنيسة من كنائس النصارى , فسمعت أصواتهم فيها

وهم يصلون و كنت لا أدري ما أمر الناس لحبس أبي إياي في بيته , فلما مررت بهم و

سمعت أصواتهم دخلت عليهم أنظر ما يصنعون . قال : فلما رأيتهم أعجبتني صلاتهم و

رغبت في أمرهم , و قلت : هذا و الله خير من الدين الذي نحن عليه , فو الله ما

تركتهم حتى غربت الشمس و تركت ضيعة أبي و لم آتها , فقلت لهم : أين أصل هذا

الدين ? قالوا : بالشام , قال : ثم رجعت إلى أبي , و قد بعث في طلبي و شغلته عن

عمله كله , قال : فلما جئته قال : أي بني أين كنت ? ألم أكن عهدت إليك ما عهدت

? قال : قلت : يا أبت مررت بناس يصلون في كنيسة لهم فأعجبني ما رأيت من دينهم ,

فو الله ما زلت عندهم حتى غربت الشمس , قال : أي بني ليس في ذلك الدين خير ,

دينك و دين آبائك و أجدادك خير منه , قال : قلت : كلا و الله إنه خير من ديننا

, قال : فخافني , فجعل في رجلي قيدا , ثم حبسني بيته . قال : و بعثت إلى

النصارى فقلت لهم : إذا قدم عليكم ركب من الشام تجار من النصارى فأخبروني بهم ,

قال فقدم عليهم ركب من الشام تجار من النصارى , قال : فأخبروني بهم , فقلت لهم

: إذا قضوا حوائجهم و أرادوا الرجعة إلى بلادهم فآذنوني بهم , فلما أرادوا

الرجعة إلى بلادهم أخبروني بهم , فألقيت الحديد من رجلي , ثم خرجت معهم حتى

قدمت الشام , فلما قدمتها قلت : من أفضل أهل هذا الدين ? قالوا : الأسقف في

الكنيسة . قال : فجئته , فقلت : إني قد رغبت في هذا الدين و أحببت أن أكون معك

أخدمك في كنيستك و أتعلم منك و أصلي معك , قال : فادخل , فدخلت معه , قال :

فكان رجل سوء , يأمرهم بالصدقة و يرغبهم فيها , فإذا جمعوا إليه منها أشياء

اكتنزه لنفسه و لم يعطه المساكين حتى جمع سبع قلال من ذهب و ورق , قال :

و أبغضته بغضا شديدا لما رأيته يصنع , ثم مات , فاجتمعت إليه النصارى ليدفنوه ,

فقلت لهم : إن هذا كان رجل سوء يأمركم بالصدقة و يرغبكم فيها , فإذا جئتموه بها

اكتنزها لنفسه و لم يعط المساكين منها شيئا , قالوا : و ما علمك بذلك ? قال :

قلت : أنا أدلكم على كنزه , قالوا : فدلنا عليه , قال : فأريتهم موضعه , قال :

فاستخرجوا منه سبع قلال مملوءة ذهبا و ورقا , فلما رأوها قالوا : و الله لا

ندفنه أبدا , فصلبوه , ثم رجموه بالحجارة . ثم جاؤا برجل آخر فجعلوه بمكانه قال

يقول سلمان : فما رأيت رجلا لا يصلي الخمس أرى أنه أفضل منه , أزهد في الدنيا

و لا أرغب في الآخرة و لا أدأب ليلا و نهارا منه , قال : فأحببته حبا لم أحبه

من قبله و أقمت معه زمانا ثم حضرته الوفاة , فقلت له : يا فلان إني كنت معك , و

أحببتك حبا لم أحبه من قبلك , و قد حضرك ما ترى من أمر الله , فإلى من توصي بي

و ما تأمرني ? قال : أي بني ! و الله ما أعلم أحدا اليوم على ما كنت عليه , لقد

هلك الناس و بدلوا و تركوا أكثر ما كانوا عليه إلا رجلا بالموصل و هو فلان ,

فهو على ما كنت عليه فالحق به . قال : فلما مات و غيب لحقت بصاحب الموصل , فقلت

له : يا فلان إن فلانا أوصاني عند موته أن ألحق بك و أخبرني أنك على أمره . قال

: فقال لي : أقم عندي , فأقمت عنده فوجدته خير رجل على أمر صاحبه , فلم يلبث أن

مات فلما حضرته الوفاة قلت له : يا فلان إن فلانا أوصى بي إليك و أمرني باللحوق

بك , و قد حضرك من الله عز و جل ما ترى , فإلى من توصي بي و ما تأمرني ? قال :

أي بني و الله ما أعلم رجلا على مثل ما كنا عليه إلا رجلا بنصيبين و هو فلان ,

فالحق به . فلما مات و غيب , لحقت بصاحب نصيبين فجئته , فأخبرته بخبرى , و ما

أمرني به صاحبي , قال : فأقم عندي , فأقمت عنده , فوجدته على أمر صاحبيه ,

فأقمت مع خير رجل , فو الله ما لبث أن نزل به الموت , فلما حضر , قلت له : يا

فلان ! إن فلانا كان أوصى بي إلى فلان , ثم أوصى بي فلان إليك , فإلى من توصي

بي و ما تأمرني ? قال : أي بني ! و الله ما نعلم أحدا بقي على أمرنا آمرك أن

تأتيه إلا رجلا بعمورية , فإنه بمثل ما نحن عليه , فإن أحببت فأته , قال : فإنه

على أمرنا . قال : فلما مات و غيب لحقت بصاحب عمورية و أخبرته خبري , فقال :

أقم عندي , فأقمت مع رجل على هدي أصحابه و أمرهم . قال : و اكتسبت حتى كان لي

بقرات و غنيمة , قال : ثم نزل به أمر الله , فلما حضر , قلت له : يا فلان إني

كنت مع فلان , فأوصى بي فلان إلى فلان , و أوصى بي فلان إلى فلان , ثم أوصى بي

فلان إليك , فإلى من توصي و ما تأمرني ? قال : أي بني ما أعلم أصبح على ما كنا

عليه أحد من الناس آمرك أن تأتيه و لكنه قد أظلك زمان نبي هو مبعوث بدين

إبراهيم , يخرج بأرض العرب , مهاجرا إلى أرض بين حرتين , بينهما نخل به علامات

لا تخفى , يأكل الهدية و لا يأكل الصدقة , بين كتفيه خاتم النبوة , فإن استطعت

أن تلحق بتلك البلاد فافعل . قال : ثم مات و غيب , فمكثت بعمورية ما شاء الله

أن أمكث , ثم مر بي نفر من كلب تجار , فقلت لهم : تحملوني إلى أرض العرب

و أعطيكم بقراتي هذه و غنيمتي هذه ? قالوا : نعم , فأعطيتموها و حملوني حتى إذا

قدموا بي وادي القرى ظلموني , فباعوني من رجل من اليهود عبدا فكنت عنده و رأيت

النخل , و رجوت أن تكون البلد الذي وصف لي صاحبي و لم يحق لي في نفسي , فبينما

أنا عنده قدم عليه ابن عم له من المدينة من بني قريظة , فابتاعني منه و احتملني

إلى المدينة , فو الله ما هو إلا أن رأيتها فعرفتها بصفة صاحبي , فأقمت بها .

و بعث الله رسوله , فأقام بمكة ما أقام لا أسمع له بذكر , مع ما أنا فيه من شغل

الرق , ثم هاجر إلى المدينة , فو الله إني لفي رأس عذق لسيدي أعمل فيه بعض

العمل , و سيدي جالس إذ أقبل ابن عم له حتى وقف عليه فقال : فلان ! قاتل الله

بني قيلة , و الله إنهم الآن لمجتمعون بقباء على رجل قدم عليهم من مكة اليوم ,

يزعمون أنه نبي , قال : فلما سمعتها أخذتني العرواء حتى ظننت أني سأسقط على

سيدي , قال : و نزلت عن النخلة فجعلت أقول لابن عمه ذلك : ماذا تقول ماذا تقول

? قال : فغضب سيدي فلكمني لكمة شديدة , ثم قال : مالك و لهذا ? ! أقبل على عملك

. قال : قلت : لا شيء إنما أردت أن أستثبت عما قال . و قد كان عندي شيء قد

جمعته , فلما أمسيت أخذته , ثم ذهبت به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم و هو

بقباء , فدخلت عليه فقلت له : إنه قد بلغني أنك رجل صالح , و معك أصحاب لك

غرباء ذوو حاجة و هذا شيء كان عندي للصدقة , فرأيتكم أحق به من غيركم , قال :

فقربته إليه , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه : كلوا , و أمسك يده

فلم يأكل , قال : فقلت في نفسي : هذه واحدة , ثم انصرفت عنه , فجمعت شيئا ,

و تحول رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة , ثم جئت به فقلت : إني رأيتك

لا تأكل الصدقة و هذه هدية أكرمتك بها , قال : فأكل رسول الله صلى الله عليه

وسلم منها و أمر أصحابه فأكلوا معه , قال : فقلت في نفسي : هاتان اثنتان , ثم

جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم و هو ببقيع الغرقد قال : و قد تبع جنازة من

أصحابه عليه شملتان له و هو جالس في أصحابه , فسلمت عليه , ثم استدرت أنظر إلى

ظهره هل أرى الخاتم الذي وصف لي صاحبي , فلما رآني رسول الله صلى الله عليه

وسلم استدرته عرف أني أستثبت في شيء وصف لي , قال : فألقى رداءه عن ظهره ,

فنظرت إلى الخاتم , فعرفته , فانكببت عليه أقبله و أبكي , فقال لي رسول الله

صلى الله عليه وسلم : تحول , فتحولت , فقصصت عليه حديثي - كما حدثتك يا ابن

عباس - قال : فأعجب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يسمع ذلك أصحابه .

ثم شغل سلمان الرق حتى فاته مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بدر و أحد , قال :

ثم قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : كاتب يا سلمان ! فكاتبت صاحبي على

ثلاثمائة نخلة أحييها له بالفقير , بأربعين أوقية , فقال رسول الله صلى الله

عليه وسلم : " أعينوا أخاكم " فأعانوني بالنخل , الرجل بثلاثين ودية و الرجل

بعشرين و الرجل بخمس عشرة و الرجل بعشر . يعني الرجل بقدر ما عنده - حتى اجتمعت

لي ثلاثمائة ودية , فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : اذهب يا سلمان ففقر

لها , فإذا فرغت فأتني أكون أنا أضعها بيدي , ففقرت لها و أعانني أصحابي حتى

إذا فرغت منها جئته , فأخبرته , فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم معي إليها ,

فجعلنا نقرب له الودي , و يضعه رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده , فوالذي نفس

سلمان بيده ما ماتت منها ودية واحدة , فأديت النخل و بقي على المال , فأتى رسول

الله صلى الله عليه وسلم بمثل بيضة الدجاجة من ذهب من بعض المغازي , فقال : ما

فعل الفارسي المكاتب ? . قال : فدعيت له , فقال : خذ هذه فأد بها ما عليك يا

سلمان ! فقلت : و أين تقع هذه يا رسول الله مما علي ? قال : خذها , فإن الله

عزوجل سيؤدي بها عنك , قال : فأخذتها فوزنت لهم منها - والذي نفس سلمان بيده -

أربعين أوقية , فأوفيتهم حقهم و عتقت , فشهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم

الخندق ثم لم يفتني معه مشهد " .

أخرجه أحمد ( 5 / 441 - 444 ) و ابن سعد في " الطبقات " ( 4 / 53 - 57 من طريق

ابن إسحاق حدثني عاصم بن عمر بن قتادة الأنصاري عن محمود بن لبيد عن عبد الله

بن عباس .

قلت : و هذا إسناد حسن و أورده الهيثمي في " المجمع " ( 9 / 332 - 336 ) فقال :

رواه أحمد كله و الطبراني في الكبير بنحوه و رجاله رجال الصحيح غير محمد بن

إسحاق و قد صرح بالسماع " .

قلت : و روى قطعة منه الحاكم ( 2 / 16 ) من هذا الوجه و قال : " صحيح على شرط

مسلم " , و وافقه الذهبي . كذا قال ! و في رواية لأحمد ( 5 / 444 ) عن ابن

إسحاق أيضا حدثنا يزيد بن أبي حبيب عن رجل من بني عبد القيس عن سلمان الخير قال

: " لما قلت : و أين تقع هذه من الذي علي يا رسول الله ? أخذها رسول الله صلى

الله عليه وسلم فقلبها على لسانه ثم قال : خذها فأوفهم منها " .

895 " أحب الطعام إلى الله ما كثرت عليه الأيدي " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 593 :

رواه أبو يعلى الموصلي في " مسنده " ( ق 115 / 1 ) و أبو الحسن السكري الحربي

في " الثاني " من " الفوائد " ( 160 / 2 ) و أبو القاسم ابن الجراح الوزير في

" السابع من الثاني من الأمالي " ( 13 / 1 ) و أبو نعيم في " أخبار أصبهان "

( 2 / 96 ) عن عبد المجيد بن أبي رواد عن ابن جريج عن أبي الزبير عن # جابر #

مرفوعا . و من هذا الوجه رواه ابن عدي ( 253 / 2 ) و قال : " حديث غير محفوظ ,

على أن ابن أبي رواد يتثبت في حديث ابن جريج " .

قلت : ابن جريج و أبو الزبير مدلسان و قد عنعنا , و عبد المجيد ابن أبي رواد

هو ابن عبد العزيز بن أبي رواد , قال الحافظ : " صدوق يخطىء " فقول الحافظ

العراقي في " التخريج " ( 2 / 326 ) " إسناده حسن " غير حسن , و قال المنذري في

" الترغيب " ( 3 / 121 ) : " رواه أبو يعلى و الطبراني و أبو الشيخ في

" كتاب الثواب " كلهم من رواية عبد المجيد بن أبي رواد و قد وثق و لكن في

الحديث نكارة " . و قد وجدت له شاهدا من حديث أبي هريرة . رواه أبو نعيم في

" أخبار أصبهان " ( 2 / 81 ) عن مقدام بن داود المصري حدثنا النضر بن عبد

الجبار حدثنا ابن لهيعة عن عطاء عن أبي هريرة مرفوعا .

قلت : و هذا إسناد ضعيف أيضا , ابن لهيعة سيء الحفظ و المقدام قال الذهبي في "

الضعفاء " : " صويلح , قال ابن أبي حاتم : تكلموا فيه , قال ابن القطان : قال

الدارقطني ضعيف " .

قلت : و يشهد له أيضا حديث : " اجتمعوا على طعامكم و اذكروا اسم الله يبارك لكم

فيه " و قد مضى تخريجه ( 664 ) .

فالحديث بمجموع ذلك حسن إن شاء الله تعالى . و قد عزاه السيوطي لابن حبان في

" صحيحه " , و لم أره في " الموارد " . و الله أعلم .

896 " اجعلوا بينكم و بين الحرام سترة من الحلال , من فعل ذلك استبرأ لدينه و عرضه

و من أرتع فيه كان كالمرتع إلى جنب الحمى " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 594 :

أخرجه ابن حبان في " صحيحه " ( 2551 - موارد ) و الديلمي ( 1 / 1 / 13 ) عن عبد

الله بن عياش القتباني عن ابن عجلان عن الحارث بن يزيد العكلي عن عامر الشعبي

قال : سمعت # النعمان بن بشير # قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ,

يقول : فذكره .

قلت : و هذا إسناد جيد , رجاله كلهم ثقات معروفون و في ابن عياش و ابن عجلان

كلام لا ينزل حديثهما عن مرتبة الحسن إن شاء الله تعالى .

و الحديث أورده السيوطي في " الجامع الصغير " من رواية ابن حبان و الطبراني في

" الكبير " بزيادة : " يوشك أن يقع فيه و إن لكل ملك حمى و إن حمى الله في

الأرض محارمه " . و قال المناوي في شرحه : " لم يرمز المصنف له بشيء , و سها من

زعم أنه رمز لحسنه . قال الهيثمي : رجاله رجال الصحيح غير شيخ الطبراني المقدام

بن داود و قد وثق على ضعف فيه " .

قلت : إسناد ابن حبان خلو من المقدام هذا , نعم ليس عنده الزيادة و لكن معناها

ثابت في " الصحيحين " و غيرهما و قد وجدت لها طريقا أخرى بلفظ قريب منه و هو :

" حلال بين و حرام بين و شبهات بين ذلك , من ترك ما اشتبه عليه من الإثم , كان

لما استبان له أترك و من اجترأ على ما شك فيه أوشك أن يواقع الحرام , و إن لكل

ملك حمى و إن حمى الله في الأرض معاصيه أو قال : محارمه " . أخرجه أحمد ( 4 /

271 ) : حدثنا سفيان قال : حفظته من أبي فروة أولا , ثم عن مجالد : سمعته من

الشعبي يقول : سمعت النعمان بن بشير يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم

يقول : فذكره .

قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين , و أبو فروة اسمه مسلم ابن سالم

النهدي الكوفي . و قد روى عنه جماعة منهم السفيانان و سفيان هنا هو ابن عينية

و قد رواه عنه الثوري أيضا , فقال أحمد ( 4 / 275 ) حدثنا مؤمل حدثنا سفيان عن

أبي فروة عن الشعبي به دون قوله : " و إن لكل ملك حمى ... " .

لكن مؤمل و هو ابن إسماعيل سيء الحفظ , فلا يضر الزيادة أن لا يحفظها مثله و قد

حفظها الثقات .

897 " اجعلوا بينكم و بين النار حجابا و لو بشق تمرة " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 596 :

رواه الطبراني في " الكبير " من حديث # فضالة بن عبيد # مرفوعا . قال الهيثمي

في " المجمع " ( 3 / 106 ) : " و فيه ابن لهيعة و فيه كلام " .

قلت : لكن يشهد له الحديث الذي ذكره قبله و هو عن عبد الله بن مخمر - بخاء

معجمة , و في الأصل : مجمر بجيم و هو تصحيف - من أهل اليمن يرويه عبد الله بن

عبد الرحمن أنه سمعه يحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لعائشة :

" احتجبي من النار و لو بشق تمرة " . رواه الطبراني أيضا . قال الهيثمي :

" و فيه سعيد بن أبي مريم و هو ضعيف لاختلاطه " .

قلت : لا أعرف في الرواة سعيد بن أبي مريم , نعم فيهم سعيد بن الحكم بن محمد بن

سالم ابن أبي مريم المصري و لكنه لم يوصف بالاختلاط بل هو ثقة ثبت , فالله أعلم

. ثم إن الحديث أورده الحافظ في ترجمة عبد الله بن مخمر هذا عن يحيى بن أيوب

الغافقي عن عبد الله بن قرط - و قيل قريط - أنه سمع عبد الله بن مخمر به .

أخرجه ابن أبي حاتم في " الوحدان " و ابن منده و أبو نعيم و غيرهم .

فأنت ترى أن الراوي عندهم عبد الله بن قرط و عند الطبراني عبد الله بن عبد

الرحمن , فهل هذا اختلاف في الراوي أم اختلاف نشأ من الناسخ . و الله أعلم .

و على كل حال , فلحديث عائشة طرق أخرى , فقد روى كثير بن زيد عن المطلب بن عبد

الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لها : " يا عائشة استتري من

النار و لو بشق تمرة , فإنها تسد من الجائع مسدها من الشبعان " . أخرجه أحمد (

6 / 79 ) بإسناد حسن كما قال المنذري في " الترغيب " ( 2 / 22 ) و تبعه الحافظ

في " الفتح " ( 3 / 221 ) لولا أن فيه عنعنة المطلب هذا فإنه كثير التدليس كما

قال في " التقريب " على أنهم اختلفوا في ثبوت سماعه من عائشة , فنفاه أبو حاتم

, و قال أبو زرعة : نرجو أن يكون سمع منها .

و بالجملة فالحديث بمجموع هذه الطرق حسن على أقل الدرجات .

898 " أجملوا في طلب الدنيا , فإن كلا ميسر لما خلق له " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 597 :

أخرجه ابن ماجه ( 2 / 3 ) و ابن أبي عاصم في " السنة " ( ق 34 / 2 ) و الحاكم

( 2 / 3 ) و البيهقي ( 5 / 264 ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 3 / 265 ) من

طريق ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن عبد الملك بن سعيد الأنصاري عن # أبي حميد

الساعدي # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . و قال الحاكم :

" صحيح على شرط الشيخين " . و وافقه الذهبي .

و أقول : إنما هو على شرط مسلم وحده , فإن عبد الملك هذا لم يخرج له البخاري

شيئا .

899 " إن الله يحب سمح البيع , سمح الشراء , سمح القضاء " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 598 :

أخرجه الترمذي ( 2 / 273 - تحفة ) : أخبرنا أبو كريب حدثنا إسحاق بن سليمان عن

مغيرة بن مسلم عن يونس عن الحسن عن # أبي هريرة # أن رسول الله صلى الله عليه

وسلم قال : فذكره , و قال : " هذا حديث غريب و قد روى بعضهم هذا الحديث عن يونس

عن سعيد المقبري عن أبي هريرة " .

قلت : وصله الحاكم ( 2 / 56 ) من طريق إسحاق بن أحمد الخزاز - بالري - حدثنا

إسحاق بن سليمان الرازي حدثنا المغيرة بن مسلم عن يونس بن عبيد عن سعيد المقبري

به , و قال : " صحيح الإسناد " . و وافقه الذهبي .

قلت : و هو كما قالا لولا أني لم أعرف الخزاز هذا لكنه لم يتفرد به , فقد قال

المناوي في " الفيض " : " و قال الترمذي في " العلل " : سألت عنه محمدا , يعني

البخاري ? فقال : هو حديث خطأ , رواه بن علية عن يونس عن سعيد المقبري عن أبي

هريرة , قال : و كنت أفرح به حتى رواه بعضهم عن يونس عمن حدثه عن سعيد عن أبي

هريرة رضي الله عنه . كذا قال " .

قلت : هذا البعض عندي مجهول , فلا تضر مخالفته لرواية ابن علية الموافقة لرواية

المغيرة بن مسلم من رواية الخزاز عنه و اتفاقهما على هذه الرواية يجعلها تترجح

على رواية أبي كريب عن إسحاق بن سليمان عن المغيرة عن يونس عن الحسن عن أبي

هريرة . و إلا فالحسن عن أبي هريرة في حكم المنقطع , بخلاف سعيد المقبري عن أبي

هريرة , فهو متصل و على هذا فالحديث صحيح الإسناد , و الله أعلم .

و قد رواه البيهقي في " الشعب " عن أبي هريرة مرفوعا بلفظ : " أحب الله تعالى

عبدا سمحا إذا باع و سمحا إذا اشترى و سمحا إذا قضى و سمحا إذا اقتضى " . لكنه

ضعيف الإسناد جدا , فإن فيه عدة علل , أهمها الواقدي , فإنه متهم بالكذب

و بقية العلل راجعها إن شئت في " فيض القدير " .

900 " لقد تاب توبة لو تابها أهل المدينة لقبل منهم " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 599 :

أخرجه أبو داود ( 4379 ) و الترمذي ( 1 / 274 ) من طريق محمد بن يوسف الفريابي

عن إسرائيل حدثنا سماك بن حرب عن # علقمة بن وائل الكندي عن أبيه # . أن امرأة

خرجت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم تريد الصلاة , فتلقاها رجل ,

فتجللها , فقضى حاجته منها , فصاحت , فانطلق , و مر عليها رجل فقالت : إن ذاك

الرجل فعل بي كذا و كذا , فانطلقوا فأخذوا الرجل الذي ظنت أنه وقع عليها

و أتوها , فقالت : نعم هو هذا , فأتوا به رسول الله صلى الله عليه وسلم , فلما

أمر به ليرجم , قام صاحبها الذي وقع عليها , فقال : يا رسول الله أنا صاحبها ,

فقال لها : اذهبي فقد غفر الله لك , و قال للرجل قولا حسنا , و قال للرجل الذي

وقع عليها : ارجموه , و قال , فذكره .

و قال الترمذي : " حديث حسن صحيح و علقمة بن وائل سمع من أبيه " .

قلت : و رجاله ثقات كلهم رجال مسلم و في سماك كلام لا يضر و هو حسن الحديث في

غير روايته عن عكرمة , ففيها ضعف غير أن الفريابي قد خولف في بعض سياقه , فقال

الإمام أحمد ( 6 / 379 ) : حدثنا محمد بن عبد الله بن الزبير قال : حدثنا

إسرائيل به بلفظ : " خرجت امرأة إلى الصلاة , فلقيها رجل فتجللها بثيابه فقضى

حاجته منها و ذهب و انتهى إليها رجل , فقالت له : إن الرجل فعل بي كذا و كذا ,

فذهب الرجل في طلبه فانتهى إليها قوم من الأنصار , فوقفوا عليها , فقالت لهم :

إن رجلا فعل بي كذا و كذا , فذهبوا في طلبه , فجاؤا بالرجل الذي ذهب في طلب

الرجل الذي وقع عليها ! فذهبوا به إلى النبي صلى الله عليه وسلم , فقالت : هو

هذا , فلما أمر النبي صلى الله عليه وسلم برجمه , قال الذي وقع عليها : يا رسول

الله أنا هو , فقال للمرأة : اذهبي فقد غفر الله لك , و قال للرجل قولا حسنا ,

فقيل : يا نبي الله ألا ترجمه ? فقال : فذكره . فقد صرح ابن الزبير بأن الحد لم

يقم على المعترف و هو الصواب , فقد رواه أسباط بن نصر عن سماك به مثله و لفظه :

" أن امرأة وقع عليها رجل في سواد الصبح و هي تعمد إلى المسجد , فاستغاثت برجل

مر عليها و فر صاحبها , ثم مر عليها قوم ذو عدة فاستغاثت بهم , فأدركها الذي

استغاثت به و سبقهما الآخر فذهب , فجاؤوا به يقودونه إليها , فقال : إنما أنا

الذي أغثتك و قد ذهب الآخر , فأتوا به رسول الله صلى الله عليه وسلم , فأخبر

أنه وقع عليها و أخبره القوم أنهم أدركوه يشتد , فقال إنما كنت أغيثها على

صاحبها , فأدركوني هؤلاء فأخذوني , قالت : كذب هو الذي وقع علي , فقال رسول

الله صلى الله عليه وسلم : اذهبوا به فارجموه , قال : فقام رجل من الناس , فقال

: لا ترجموه و ارجموني أنا الذي فعلت الفعل , فاعترف , فاجتمع ثلاثة عند رسول

الله صلى الله عليه وسلم , الذي وقع عليها و الذي أجابها و المرأة , فقال : أما

أنت فقد غفر الله لك و قال للذي أجابها قولا حسنا . فقال عمر رضي الله عنه :

ارجم الذي اعترف بالزنا , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا لأنه قد تاب

إلى الله - أحسبه قال - توبة لو تابها أهل المدينة أو أهل يثرب لقبل منهم ,

فأرسلهم " . و أسباط بن نصر و إن كان فيه كلام من قبل حفظه فقد احتج به مسلم ,

و قال فيه البخاري : صدوق , و ضعفه آخرون فهو لا بأس به في الشواهد و المتابعات

, فروايته ترجح رواية ابن الزبير على رواية الفريابي عن سماك . و الله أعلم .

و قد أخرج البيهقي هذه الرواية عن أسباط ( 8 / 285 ) , ثم ذكر رواية إسرائيل

معلقا و أحال في لفظها على رواية أسباط , و لم يعلها , فأشار بذلك إلى صحتها .

و الله أعلم .

قلت : و في هذا الحديث فائدة هامة , و هي أن الحد يسقط عمن تاب توبة صحيحة

و إليه ذهب ابن القيم في بحث له في " الإعلام " فراجعه ( 30 / 17 - 20 مطبعة

السعادة " .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مناظرة ابن تيمية العلنية لدجاجلة البطائحية الرفاعية

  مناظرة ابن تيمية العلنية لدجاجلة البطائحية الرفاعية ( وهي من أعظم ما تصدى له وقام به شيخ الإسلام تقي الدين أحمد بن تيمية قدس الله روحه م...